Professional Documents
Culture Documents
تمهيد
القانون اإلداري هو :فرع من فروع القانون العام الداخلي يعني ويهتم بدراسة اإلدارة العامة من حيث تنظيمها
ونشاطها ومنازعاتها ،
والقانون اإلداري بهذا المعني يعني بدراسة المسائل التالية :
–1التنظيم اإلداري :سواء المركزي أو الالمركزي ،كما يهتم أيضا بفكرة الشخصية المعنوية.
-2النشاط اإلداري :و الذي يظهر في مظهرين :
األول :سلبي :و يتمثل في موضوع الضبط اإلداري.
الثاني :إيجابي :و يتمثل في موضوع المرفق العام.
–3وسائل اإلدارة في ممارسة نشاطها :و تشمل وسيلتين:
األولى بشرية :و يتمثل في الموظفين العموميين .
الثانية :مادية :وتتمثل في األموال العامة .
-4أساليب ممارسة النشاط اإلداري :و تستعمل اإلدارة غالبا أسلوبين لممارسة نشاطهما :
– 1الق اررات اإلداري.
– 2العقود اإلداري.
- 5المنازعات اإلدارية :و يمثل في الجهة القضائية المختصة بالفصل في المنازعات اإلدارية و كذلك
القواعد اإلجرائية الواجب مراعاتها في ذلك .
وسنتناول خالل هذه الدراسة محوري التنظيم والنشاط اإلداريين فقط ،أما باقي المحاور فهي مقررة ضمن
مقاييس أخرى في السنوات القادمة.
ودراستنا ستقتصر فقط على دراسة موضوع التنظيم اإلداري بقسميه النظري والتطبيقي وكذا النشاط اإلداري
بعنصريه االيجابي والسلبي ،هذا ويسبق كل ذلك التطرق لماهية القانون اإلداري والتي بدونها ال يمكن التطرق
ألساسيات القانون اإلداري.
ولذلك قسمنا دراستنا إلى قسمين كبيرين تناولنا في األول منه اإلطار النظري للقانون اإلداري والقسم الثاني منه
خصصناه لإلطار العملي والتطبيقي للقانون اإلداري
1
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
الباب األول
اإلطار النظري للقانون اإلداري
سنتناول في هذا الجزء من الدراسة كل ما يتعلق بالجانب النظري والمفاهيمي للقانون اإلداري وخاصة مفهومه
ونشأته وعالقته بباقي فروع القانون والعلوم األخرى ،وكذا خصائصه ومصادره و أخي ار أساسه ونطاق تطبيقه ،كما
ال ننسى في األخير التعرض لمعايير تمييز القانون اإلداري عن القانون الخاص.
الفصل األول
مدخل مفاهيمي للقانون اإلداري
سنتناول في هذا الفصل مفهوم القانون اإلداري وتعريفه وتطوره التاريخي وعالقته بباقي فروع القانون والعلوم
األخرى.
المبحث األول :مفهوم القانون اإلداري
لإلحاطة بمفهوم القانون اإلداري ال بد من التعرض لتعريفه وكذا معنى اإلدارة العامة ومختلف المفاهيم التي
قال بها الفقه في هذا المجال.
المطلب األول :القانون اإلداري واإلدارة
يتحل للل الق للانون اإلداري إل للى مص للطلحين أساس للين هم للا الق للانون واإلدارة ،و ذا ك للان مفه للوم الق للانون واض ل وال
يحتاج إلى تحديد فان مصطل اإلدارة بحاجة إلى توضي حتى نقف حقيقة على المقصود بهذا النوع من القوانين ،
وهو ما سنتواله فيما يلي:
الفرع األول :تعريف القانون اإلداري:
القااانون اإلداري هااو :مجموعللة القواعللد القانونيللة غيللر المألوفللة و المتميلزة عللن قواعللد القللانون الخللاص التللي
تتعلق باإلدارة العامة حينما تتصرف كسلطة عامة ".
كما عرف بأنه ":ذلك الفرع من القانون العام الذي يقوم عن فكرة السيادة و السلطة العاملة و يتصلل بلاإلدارة
العاملة فيوضل كيفيلة تنظيمهللا و بيلان أجهزتهللا المتنوعللة و نشلاطها و الوسللائل المختلفلة التللي تمكنهلا مللن ممارسللة
هذا النشاط" .
و القانون اإلداري بهذا المعنى يرتبط تعريفه و يتصل باإلدارة العامة ،و لهذا يجب توضي هذا المصطل .1
الفرع الثاني :معنى اإلدارة
أوال :اإلدارة لغة :إن كلمة اإلدارة :لغة مشتقة من فعل يدير و أدار بمعنى "يخطط و ينظم و يوجه و يراقب أنشطة
و أعمال الناس الذين يجتمعون حول مهنة معينة أو هدف معين".
أما أصلها باللغة اإلنجليزية والفرنسية فيعود لألصل الالتيني المركب من كلمتين( ( AD
و معناها خدمة و( ) Ministareومعناها اآلخرين :أي خدمة اآلخرين.
ثانيا :اإلدارة اصطالحا :تعنى ":فن أو علم توجيه و تسيير و دارة عمل اآلخرين بقصد تحقيق أهداف محددة"
-ناصر لباد ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار المجدد ،سطيف ،2010 ،ص.13. 1
2
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
1
- George dupuis et autres, Droit administratif ,10 edition, dalloz, paris, 2007, p.p.2.3.
وانظر كذلك :بعلي محمد الصغير ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2013 ،ص.07.
3
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
1
محايم إدارية خاصة مهمتها الفصل في بعض منازعات اإلدارة (بعض المنازعات المتخصصة فقط) دون األفراد
.
وبهللذا ف لللن ال للدول األنجلوكسللونية عرف للك الق للانون اإلداري بأنلله ":مجموع للة القواع للد القانونيللة الت للي تحك للم اإلدارة
العامة سواء كان مصدرها القانون الخاص أو القانون العام "
أي أنه قانون اإلدارة العامة.
الفرع الثاني :المفهوم الييق للقانون اإلداري
أخل ذت فرنس للا وبع للدها ال للدول الت للي أخ للذت بالنظ للام الالتين للي ب للالمفهوم الض لليق للق للانون اإلداري و ال للذي يعن للي
":مجموع للة القواع للد القانوني للة المتمي لزة و المختلف للة ع للن قواع للد الق للانون الخ للاص الت للي تحك للم اإلدارة العام للة م للن حي للث
تنظيمها و نشاطها و ما يترتب على هذا النشاط من منازعات".
و القانون اإلداري بالمعنى الضيق هو القانون اإلداري الحقيقي الذي نقصده و هو قانون متميز يحتوي عللى
أحكام خاصة مختلفة عن قواعد القانون الخاص .
و إذا كان خياوع الدولاة للقاانون مبلدأ مسلتقر ومسللم بله فللن هلذا المبلدأ يفلرض خضلوع اإلدارة للقلانون ،و ال
يعد انتهايا لهذا المبدأ أن تحضى اإلدارة بأحكام متميزة غير معروفة في القانون الخاص .
كما ال يعد مساسا بمبدأ المساواة أمام القياء أن يخصص لإلدارة قضاء مستقل ألن الدولة "السلطة العامة "
تختلف من حيث طبيعتها عن األفراد.
وبهلذا فللن اإلدارة العامللة فلي نشلاطها ال تخضللع للقلانون اإلداري وحلده ،بللل قلد يحكمهلا القللانون الخلاص ،ذلللك أن
اإلدارة حينما أحيطك بقواعد متميزة كان ذلك بالنظر ألنها تمثل السلطة العامة و تدير مرفقا عاما و تمارس نشاطا
متميل از و تسلتخدم أملواال عاملة ،و تهلدف إللى تحقيلق المصللحة العاملة ،فهلي إن فقلدت هلدا الموقلع و ابتعلدت عللن
هذا النشاط والغاية خضعك للقانون الخاص و لم تعلد حاجلة إلخضلاعها للقلانون اإلداري و إحاطتهلا بقواعلد متميلزة
عن قواعد القانون الخاص و بقضاء مستقل عضويا ووظيفيا. 2
الفرع الثالث :مدى تأثر المشرع الجزائري بالقانون اإلداري بالمفهوم الييق :
إن المشللرع الج ازئللري أخللذ بللالمفهوم الضلليق للقللانون اإلداري والللذي يتضللمن ":مجموعللة القواعللد االسللتثنائية وغيللر
المألوفة في مجال القانون الخاص والتي تخضع لها اإلدارة العامة".
من هنا يطرح السؤال اآلتي :هل تحققت هذه القواعد االستثنائية في النظام القانوني الجزائري ؟
لقد خص المشرع الجزائري اإلدارة العامة بقواعد متميزة وقضاء خاص يمكن أن نلمحهما من خالل ما يلي:3
أوال :من حيث النظام القانوني:
-عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار جسور ،الجزائر ،2013 ،ص.15. 1
-انظر :قصير فريدة مزياني ،القانون اإلداري ،الجزء األول ،مطبعة سخري الوادي ،2011 ،ص.ص.13.14. 2
-عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص 20.وما بعدها. 3
4
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
أ -في مجاال العقاود اإلدارياة :تلأثر المشلرع الج ازئلري إللى أبعلد الحلدود بنظريلة العقلد اإلداري التلي صلاغها مجللس
الدولة الفرنسي وهو ما يتض من خالل قانون الصفقات العمومية الصادر بموجب األمر رقم
90/67مرس للوم التنفي للذي رق للم 434/91المتعلل للق بتنظ لليم الص للفقات العمومي للة ،باإلضل للافة المرس للوم الرئاس للي رقل للم
250/02:المتعل للق بالص للفقات العمومي للة 1والمع للدل بمقتض للى المرس للوم الرئاس للي رق للم 338/08 :والمتض للمن تنظ لليم
الصللفقات العموميللة والمعللدل سللنة 2010والملغللى سللنة 2015بموجللب المرسل وم الرئاسللي رقللم 247/15المتعلللق
بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام.
كما سلار المشلرع الج ازئلري عللى نهلش المشلرع الفرنسلي و هلذا فلي االعتلراف بالطلابع اإلداري للبعض العقلود التلي
تبرمها اإلدارة كعقد األشغال العامة و عقد التوريد و عقد الخدمات.
– 2فااي مجااال الوظيفااة العامااة :تللأثر المشللرع عنللد صللياغته لألمللر رقللم 133/66المتضللمن القللانون األساسللي
للوظيفللة العامللة بقللانون الوظيفللة العامللة الفرنسللي لعللام 1959ونفللس األمللر بالنسللبة لقللانون الوظيفللة العامللة الجديللد
الصادر بمقتضى األمر رقم .03/06
3فااي مجااال الق ا اررات اإلداريااة :إن المحكمللة العليللا الجزائريللة كثي ل ار مللا أقللرت المبللادا التللي أرسللاها مجلللس الدولللة
الفرنس ل للي فيم ل للا يتعل ل للق بللغ ل للاء الق ل ل اررات اإلداري ل للة أو س ل للحبها ،أو س ل لللطات ال ل لرئيس اإلداري ،أو اس ل للتبعاد منازع ل للات
المؤسسات االقتصادية عن نطاق اختصاص القضاء اإلداري.
ثانيا :من حيث طبيعة النظام القياء المتبع:
لقد مر نظام المنازعات اإلدارية بمراحل كثيرة كان أولها المرحلة االنتقالية وهي مرحلة ملا بعلد االسلتقالل وفيهلا
تم اإلبقاء على نظلام المحلايم اإلداريلة ،ثلم صلدر قلانون التنظليم القضلائي واللذي حلول المحلايم اإلداريلة إللى غلرف
إدارية داخل المجالس القضائية ،يما تم إنشاء غرفة إدارية على مستوى المجلس األعلى (المحكمة العليا ) .
ورغما أنه في هذا الفترة تبنى الجزائر نظام وحلدة القضلاء إال أن الغلرف اإلداريلة التلي كانلك موجلودة كانلك تطبلق
أحكام القانون اإلداري الفرنسي في غيار النص التشريعي كدعوى اإللغاء و التعويض أو المسؤولية اإلدارية...
أما في سنة 1996فقد تبنى المشرع نظام ازدواجية القضاء بشكل ال يدعو للشك وهذا بناء على المادة 152و
153ملن الدسللتور وهللو ملا تأيللد فيمللا بعلد صللدور القللانون العضلوي رقللم 01/98:المتعلللق بلالمجلس الدولللة و كللذلك
القانون رقم 02/98المتعلق بالمحايم اإلدارية ،والقانون العضوي رقم 03/98 :المتعلق محكمة التنازع .
و يم ن إرجاع أسباب فصل القياء اإلداري عن القياء العادي إلى العوامل التالية:
-1كثرة المنازعات اإلدارية.
-2إن التجربة أيثر من ثالث عقود كفيلة بفصل هذا النوع من القضاء عن القضاء العادي.
-3تميز المنازعات اإلدارية عن غيرها من المنازعات بالنظر لطبيعة موضوعها ،و بالنظر ألطرافها.
-انظر :عمار بوضياف ،الصفقات العمومية في الجزائر ،دار جسور ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،2009 ،ص 28.وما بعدها. 1
5
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
المبحث الثاني :نشأة القانون اإلداري وعالقته بباقي فروع القانون األخرى
ال يمكلن تحديللد ماهيللة القلانون اإلداري دون اسللتعراض كيفيللة نشلأته وتطللوره والتللي تسلاهم حقيقللة فللي توضللي
العناصر األساسية التي يرتكز عليها هذا القانون وكذا المبر ارت الواقعية والتاريخية التي دعك إلى ابتكار مثلل هلذا
الصنف من القوانين.
المطلب األول :نشأة القانون اإلداري وتطوره
إن نشللأة القللانون اإلداري و وجللوده بمعنللاه الواسللع م لرتبط أساسللا بوجللود الدولللة ككيللان سياسللي ،ومللن ثللم فقللد
عرف في ظل اإلمب ارطوريات القديمة والعصور الوسطى وفي ظل الحضارة العربية اإلسالمية كما أخذت به النظم
األنجلوسايسونية الحديثة.
أم للا الق للانون اإلداري بمفهوم لله الض لليق فل للم يظه للر إال ف للي فرنس للا و الت للي تعتب للر مه للده األول و ه للذا بع للد قي للام الث للورة
الفرنسية التي أعتنق رجالها مبدأ الفصل بين السلطات.
والقانون اإلداري بمفهومه الضيق لم يظهر هكذا طفرة واحدة و نما مر بمراحل عديدة وهي:
أوال :مرحلة الفساد القيائي(مرحلة عدم مسؤولية الدولة):1
كانللك سلللطات الحكللم قبللل الثللورة الفرنسللية مركلزة فللي يللد الملللك ،حيللث سللاد نظللام الملكيللة المطلقللة ،و لللم تكللن
الدولللة تخضللع للمسللاءلة أو الرقابللة أمللام القضللاء بواسللطة دعللاوي األف لراد ،و هللي إن تعاملللك مللع األف لراد خضللعك
منازعاتها للقانون الخاص.
و في هذه الفترة كانك توجد محايم قضائية تدعى البرلمانات أنشةك لتكون ممثلة للملك في وظائفله القضلائية،
يما وجدت بعض المحايم االستثنائية المختصة ببعض المنازعات اإلداريلة لمجللس المللك كقضلاء الميلاه و قضلاء
الغابات ....
و قللد كانللك البرلمانللات تتللدخل فللي عمللل السلللطة اإلداريللة و تعللارض و تعرقللل كللل اإلصللالحات التللي تقللوم بهللا
اإلدارة حفاظا علي امتيازاتها ،ففسد الجهاز القضائي وشلك أعمال اإلدارة .
و بهذا نشأت روح التذمر لدى الرأي العام الفرنسي من الوضع القائم الذي غذى فيما بعد الثوار الفرنسيين ضد
البرلمانات القضائية.
2
ثانيا :مرحلة الثورة الفرنسية و التفسير الخاص لمبدأ الفصل بين السلطات
بقيام الثورة الفرنسية سنة 1789كان الثوار الفرنسي و الرأي العام يحملون أسوأ الذكريات عن عالقلة القضلاء
العادي( البرلمانات) باإلدارة العامة.
فلدفعهم ذللك إللى تطبيلق و تفسللير مبلدأ الفصلل بلين السللطات تفسللير خاصلا(خاطةا عنلد بعلض الفقله) أدى إلللي
فصل منازعات اإلدارة العامة عن القضاء العادي .
و تأيللد هللذا بصللدر قللانون 24 -16أوت 1790المتعلللق بللالتنظيم القضللائي و أدى ألغللى البرلمانللات القضللائية
ونص في مادته 13على منع القضاء من النظر و الفصل في أعمال و منازعات اإلدارة العامة.
-مولود ديدان ،القانون االداري ،دار بلقيس ،الجزائر ، 2014 ،ص07. 2
6
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
7
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
و بسبب تلرايم العديلد ملن القضلايا أملام مجللس الدوللة حلدد المشلرع اختصلاص مجللس الدوللة عللى سلبيل الحصلر
بموجب المرسوم الصادر في 30سبتمبر 1953و أصبحك المحلايم اإلداريلة التلي كانلك تسلمى مجلالس األقلاليم
صاحبة اختصاص العام في المنازعات اإلدارية.
ثم أعقب ذلك القانون الصادر في 31ديسمبر 1987و الذي أحدث إصلالحات جديلدة فلي النظلام القضلائي ،إذ
أنشأ هيةات قضائية إدارية جديدة و المتمثلة في المحايم اإلدارية االستةنافية.1
وبهذا فقد أصب مجلس الدولة الفرنسي خالل تاريخه الطويل قاضي المنازعات اإلدارية دون منازع و سلاهم فلي
إرس للاء و خل للق و ابتك للار مب للادا الق للانون اإلداري و قواع للده المميل لزة ع للن قواع للد الق للانون الخ للاص و ابت للدع الحل للول
المناسبة لمقتضيات حسن سير اإلدارة العامة ،و أيد على وجود و استقالل القانون اإلداري،
ذلك ألنه عنلدما نشلأ القضلاء اإلداري كجهلاز قضلائي مسلتقل عضلويا ووظيفيلا علن اإلدارة العاملة و علن القضلاء
العللادي ليفصللل فللي المنازعللات اإلداريللة لللم يجللد أماملله مجموعللة قانونيللة تخللتص بتنظلليم و حكللم المنازعللات اإلداريللة
ذات الطبيعة االستثنائية و المتميزة علن المنازعلات العاديلة فاجتهلد فلي هلذا المجلال و ابتكلر الحللول و االجتهلادات
المالئمة للمنازعات المطروحة أمامه ،بهدف تحقيق التلوازن بلين مقتضليات المصللحة العاملة و التلي تمثلهلا اإلدارة
العامة ،و مقتضيات حماية حقوق و حريات األفراد التي يقتضيها مبدأ المشروعية .
و به للذا اس للتطاع القض للاء اإلداري الفرنس للي أن ينش للأ أس للس و مب للادا الق للانون اإلداري المس للتقلة ع للن قواع للد الق للانون
الخاص ،و المتجاوبة مع احتياجات اإلدارة العامة و نج في نفس الوقك في إخضلاعها للرقابلة القضلائية احت ارملا
لمبدأ المشروعية ولتحقيق وضمان حماية فعالة لحقوق و حريات األفلراد ،فلي مواجهلة امتيلازات و سللطات اإلدارة
العامة.
المطلب الثاني :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون والعلوم األخرى :
إن القللانون اإلداري حللديث النشللأة تبلللورت أحكاملله و مبادئلله علللى يللد القضللاء اإلداري و الللذي صللا العديللد
م للن النظري للات و االجته للادات ه للي الت للي جعل للك م للن الق للانون اإلداري فرع للا مس للتقال بذات لله ع للن ب للاقي ف للروع الق للانون
األخرى ،و لكن هذا ال يعني انتقاء العالقة بينه و بين باقي القوانين والعلوم األخرى خاصة علم اإلدارة العامة .
الفرع األول :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام:
إن أهم فلرع ملن فلروع القلانون العلام واأليثلر ارتباطلا بالقلانون اإلداري هلو القلانون الدسلتوري ثلم القلانون الملالي
وأخي ار القانون الجنائي.
-عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،الجزء األول ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2000 ،ص.65. 1
8
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وبهذا فإن القانون اإلداري وثيق الصلة بالقانون الدستوري ،إذ يعتبر كل منهما فرعا ألصل واحد هو القانون
العللام ،كمللا أنهمللا يعالجللان مسللألة واحللدة هللي السلللطة التنفيذيللة مللع اخللتالف الزاويللة التللي يركللز عليهللا كللل منهمللا
التنفيذيللة كجهللة حكوميللة و كسلللطة دسللتورية ،أمللا القللانون اإلداري فالقللانون الدسللتوري يركللز و يهللتم بالسلللطة
فيهتم بها كلدارة (السلطة اإلدارية).
كمااا نجااد أن القااانون الدسااتوري ييااع األح ااام ال ليااة أو العامللة للسلللطة التنفيذيللة ،فيمللا يضللع القللانون اإلداري
القواعللد التفصلليلية و التنفيذيللة التللي تكفللل تشللغيل السلللطة التنفيذيللة و أدائهللا لوظيفتهللا فالقللانون اإلداري يكللون بهللذا
المعني امتدادا للقانون الدستوري ومكمل له.
و هذا ما أوضحه الفقيه (بارتيليمي) في معرض تمييزه بين القانون اإلداري و القانون الدستوري بقوله" إن القلانون
الدستوري يبين لنا كيف شيدت اآللة الحكومية ،أما القانون اإلداري فيبلين كيلف تسلير هلذه اآلللة و كيلف تقلوم كلل
قطعة منها بوظيفتها ".
و بسللبب تللداخل كللل مللن القللانونيين نجللد أن الفقااه اإلنجلياازي ال يفللرق بللين القللانون الدسللتوري و القللانون اإلداري
ويدرس موضوعات القانونين معا تحك إطار القانون العام.
و مااع أن الفقااه الفرنسااي فااي معظمااه يميااز بينهمااا ،إال أن جانللب مللن الفقلله اإلداري ذهللب إلللى انتقللاد محللاوالت
التمييز بين القانونين و دعا إلي دراستهما معا و تزعم هذا االتجاه الفقيه دوجي و جيز.
و فل للي األخيل للر و رغمل للا مل للا يوجل للد مل للن تقل للارر بل للين القل للانونين إال أنهمل للا منفصل لللين و مسل للتقلين بحكل للم اخل للتالف
موضوعهما ،فالقانون الدستوري يبحث في التنظيم السياسي للدولة من حيث تكوين سلطات الدوللة اللثالث والعالقلة
بينها ،أما القانون اإلداري فيبحث في األعمال اإلدارية للسلطة التنفيذية.
أمااا ماان حيااث تاادري القاوانين ،نجللد أن القللانون الدسللتوري يوجللد فللي قمللة الهللرم القللانوني فللي الدولللة ألنلله يتضللمن
المبادا األساسية للدولة " الدستور " أما القانون اإلداري فيحكم المسائل المتفرعلة علن المبلادا التل ي أقرهلا الدسلتور
.
ثانيا :عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي:1
القانون المالي هو" فرع من فروع القانون العام الداخلي ينظم اإلدارة المالية للدولة من حيث نفقاتها و إيراداتها
و ميزانيتها ".
وقللد ظللل زمنللا طللويال جللزءا ملحقللا بالقللانون اإلداري ثللم انفصللل عنلله ،و رغمللا ذلللك تبقللى اإلدارة الماليللة جللزء مللن
السلطات اإلدارية الموجودة في الدولة والتي يحكمها القانون اإلداري.
يما أن الهدف من اإلدارة المالية هو توفير األموال والمصروفات للسلطات اإلدارية كي تؤدي نشاطها عللي أحسلن
وجه.
ثالثا :عالقة القانون اإلداري بالقانون الجنائي:
-محمد جمال مطلق الدنيبيات ،الوجيز في القانون اإلداري ،الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ،عمان ،2003 ،ص.26. 1
9
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يهتم القانون الجنائي بالجرائم المرتكبة و المعاقب عليها في قانون العقوبات ،و يعتبر فرعا من فلروع القلانون
العللام الللداخلي ،و للله بهللذا المعنللي صلللة وثيقللة بالقللانون اإلداري ألنلله يللوفر لللإلدارة العامللة مللن األحكللام الجزائيللة مللا
يمكنها من القيام بوظيفتها علي أيمل وجه. 1
فالنسبة للموظف العام يتكفل قانون العقوبات بحمايته جزائيا من كل اعتداء يكون عرضة له أثناء أداء مهامه.
و إذا كانللك مهمللة اإلدارة العامللة هللي تللوفير األمللن الع للام و الصللحة العامللة و السللكينة العامللة ،للم لواطنين ف لللن
قانون العقوبات وضع من الجزاءات ما يساعد اإلدارة على القيام بمهمتها .
الفرع الثاني :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون الخاص
يهتم القانون المدني بتنظيم العالقات القانونية الخاصة التي تنشأ بين األفراد.
ف للرغم االخ للتالف الج للوهري و الواض ل ب للين الق للانون اإلداري و الق للانون الم للدني م للن حي للث موض للوعهما فالق للانون
اإلداري يحكللم اإلدارة العامللة ،مللن حيللث تكوينهللا و نشللاطها و منازعاتهللا و يحللدد حقوقهللا و التزاماتهللا ،أمللا القللانون
المدني فيبين األحكام الخاصة باألشخاص و األشياء و األموال .
إال أن هذا ال ينف الصلة بينهما ،فنجلد أن كثيلر ملن أحكلام و نظريلات و قواعلد القلانون الملدني كانلك مطبقلة
في السابق على منازعات اإلدارة العامة بحكم أن القانون المدني هو الشريعة العامة المطبقلة عللي كافلة المنازعلات
القضائية.
كما نجد أن قواعد و نظريات القانون اإلداري كثي ار ما اقتبسك من القلانون الملدني كنظريلة األشلخاص المعنويلة
و نظرية األموال العامة أو نظرية المسؤولية ،فالنظريات السابقة تبللورت وابتكلرت فلي ظلل المعلامالت الخاصلة ثلم
بعد ذلك طبقك في القانون اإلداري.
و رغ للم العالق للة ب للين الق للانونين إال أن لله يبق للى الق للانون اإلداري متمي ل از بقواع للده و نظريات لله الت للي وض للعها القض للاء
اإلداري خصيصا لكي تكون األنسب و األصل للتحكم اإلدارة العاملة بحكلم ملا تحلوزه وتملكله ملن امتيلازات السللطة
العامة.2
فنظريللة الق ل اررات اإلداريللة مللثال ال نجللد لهللا مثيللل فللي قواعللد القللانون المللدني فالقللانون اإلداري مللن لللإلدارة سلللطة
إصدار القرار اإلداري و سلطة التنفيذ المباشر للق اررات اإلدارية دون الرجوع للقضاء .
كما تتمتع اإلدارة بسلطة نزع الملكية ألجل المنفعة العامة وتتمتع أيضا بسلطة تقيد و تضييق الحريات في مجال
معين ،كما لها سلطات واسعة في مجال العقود اإلدارية.
يل هذه النظريات و السلطات الممنوحة لإلدارة ال نجد لها مثيل في قواعد القانون األخرى .
10
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
و في األخير نخلص إلى أن القانون اإلداري وثيق الصلة بالقانون المدني إذ استقى منه معظلم قواعلده ،كملا كلان
القانون المدني وحده المنظم للعالقات اإلدارية قبل ظهلور القلانون اإلداري ،و ملا زال القلانون الملدني يحكلم و يلنظم
الكثير من المنازعات اإلدارية التي تتنازل فيها اإلدارة عن سلطاتها و امتيازاتها و تقبل أن تتعامل كاألفراد.
الفرع الثالث :عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة العامة :
لقد بينا أن القانون اإلداري هو فرع من فروع القانون العلام اللداخلي يعنلي ويهلتم بد ارسلة اإلدارة العاملة ملن حيلث
تنظيمها ونشاطها ومنازعاتها.
أما علم اإلدارة العامة فقد عرفه الفقه بأنه ":علم إنساني يعني بوصلف وتفسلير وبنلاء ونشلاط جهلاز الدوللة القلائم
كمللا عللرف بأنلله": علللى تللوفير سياسللتها العامللة بقصللد ايتشللاف القواعللد المؤديللة إلللى أفضللل تشللغيل لهللذا الجهللاز"
العلم الذي يهدف إلى تنظيم و دارة الطاقات البشرية والمادية بغية تحقيق وتنفيذ السياسة العامة للدولة".
من هنا يتبين لنلا أن العالقلة التلي تلربط عللم اإلدارة العاملة و القلانون اإلداري وثيقلة ،إذ كالهملا يهلتم ويلدرس
باإلدارة العامة ،إال أن الفرق بينهما يكمن فلي الزاويلة التلي يركلز ويهلتم بهلا كلل منهملا ،فنجلد أن عللم اإلدارة العاملة
يهتم باإلدارة من الزاوية الفنية أي كمنظمة وهيكل وما تقوم به ملن نشلاط ،بينملا القلانون اإلداري يهلتم فقلط بالجانلب
القانوني وما يتعلق به من دراسة للقواعد التي تحكم أعمال المرافق العامة.1
ولتوضي هذا الفارق نسوق األمثلة التالية:
-1بالنساابة لنظريااة الموظااف العا ام :يهللتم القللانون اإلداري مللثال بللالموظف العللام مللن زوايللا معينللة ،مللا هللو
الموظف العام ،وما هي شروط الوظيفة العامة ،وما هي حقوقه وواجباته ،كيف تنظيم ترقيته وتأديبه ،
بينما علم اإلدارة العامة يركلز عللى جوانلب أخلرى كد ارسلة شلروط التأهيلل للوظيفلة وطلرق التلدريب وكيفيلة
تقدير الكفاءة ،وتقييم األداء الوظيفي ...
-2فااي مجااال القا اررات اإلداريااة :و ن كللان فضللاء مشلترك بللين العلمللين إال أن القللانون اإلداري يهللتم بالشللروط
الش للكلية والموض للوعية للقل لرار وبمس للألة شل للرعيته و بطال لله ،بينم للا علل للم اإلدارة العام للة يهل للتم بم ارح للل القل لرار
والمشاركة فيه.
-3في مجال التنظيم :يهتم علم اإلدارة العامة باإلدارة المركزية من حيث تركيبها ،كما يهتم باإلدارة المحليلة
والمفاضلة بين نظام االنتخار والتعيين ،بينما يتكفل القانون اإلداري بد ارسلة الهيايلل اإلداريلة ملن الناحيلة
القانونيلة فيبلين صللالحيات رئليس الجمهوريللة واللرئيس الحكوملة والللوزراء واللوالة ور سللاء المجلالس الشللعبية
البلدية ...
الفصل الثاني
خصائص ومصادر القانون اإلداري ومعاييره
11
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ال تستقيم دراسة القانون اإلداري دون التطرق لخصائصه التي تميزه عن باقي فروع القانون األخرى ،وكذا
مصادره ودون أن ننسى كذلك أسس ومعايير هذا القانون.
المبحث األول :خصائص القانون اإلداري ومصادره
يتحلل هذا المبحث إلى قسمين خصصنا األول لدراسة خصائص القانون اإلداري والثاني لمصادره.
المطلب األول :خصائص القانون اإلداري
ينفرد القانون اإلداري بعدد من الخصائص تسبغ على مبادئه وقواعده طابعا متميزا ،وأهم هذه الخصائص نذكر
ما يلي :
أوال :القانون اإلداري حديث النشأة :
إن القانون اإلداري بمعناه الفني والضيق لم يظهر إال في فرنسا وهذا بعدما اعترف لمجلس الدولة بسلطة
القضاء البات والنهائي سنة .1872
وبهذا فلن القانون اإلداري لم تتض معالمه ومبادئه بوصفه قانونا مستقال متمي از عن القانون المدني له قواعده
وأصوله المختلفة عن قواعد وأحكام القانون المدني إال في النصف الثاني القرن التاسع عشر ،بل إن نظرياته
وأفكاره األساسية التي يتميز بها القانون اإلداري لم تتبلور إال خالل القرن العشرين.1
ثانيا :القانون اإلداري قانون مرن و سريع التطور:
يتسم القانون اإلداري بأنه قانون يتطور بسرعة تفوق التطور االعتيادي في القوانين األخرى ولعل ذلك يرجع
إلى طبيعة المواضيع التي يعالجها ،فقواعد القانون الخاص تتميز بالثبات واالستقرار وقد تمر فترة طويلة قبل أن
ينالها التعديل أو التغيير ،ويعود ذلك إلى العالقات التي ينظمها القانون الخاص بفروعه المختلفة(مدني
،تجاري،مرافعات )
تتعلق بقواعد عامة تتطلب قد ار من االستقرار مع ترك الحرية لألفراد لتسيير األمور األخرى ذات الطابع
المتغير في حدود القواعد العامة المنصوص عليها ،على عكس القانون اإلداري الذي يعالش مواضيع ذات طبيعة
خاصة لتعلقها بالمصلحة العامة ،وحسن تسيير و دارة المرافق العامة،وجانب من أحكامه غير مستمدة من نصوص
تشريعية ،و نما من أحكام القضاء اإلداري الذي يتميز بأنه قضاء يبتدع الحلول للمنازعات اإلدارية وال يتقيد
بأحكام القانون الخاص ،إنما يسعى إلى خلق ما يتالءم مع ظروف كل منازعة على حده تماشيا مع سرعة تطور
العمل اإلداري ومقتضيات سير المرافق العامة .2
كما ترجع أسبار سرعة تطور القانون اإلداري إلى إنه يتأثر بالعوامل االقتصادية واالجتماعية و السياسية
في الدولة وهي عوامل متغيرة نسبيا وغير مستقرة ،وضرورة استيعار هذه المتغيرات ومواجهتها أدى بالضرورة إلى
التطور المستمر في أحكامه.
ثالثا :قانون اإلداري قانون من صنع القياء :
-عبد هللا طليبة ،مبادئ القانون اإلداري ،الجزء األول ،منشورات جامعة دمشق ،الطبعة العاشرة ،دمشق ،2006 ،ص.44. 1
12
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يتميز القانون اإلداري أيضا بأنه قانون قضائي عن طريق المبادا و القواعد التي ابتكرها القضاء اإلداري
وقد ساعد على ذلك عدم تقنين القانون اإلداري.
وقد كشف مجلس الدولة الفرنسي عن النظريات والمبادا األساسية التي يقوم عليها القانون اإلداري منذ ايتسابه
سلطة القضاء البات سنة 1872و دور المشرع أصب في كثير من األحيان مقتص ار على تسجيل و تدوين ما
توصل إليه القضاء اإلداري من أحكام.
وبهذا فلن دور القضاء اإلداري في هذا المجال كان متمي از عن دور القضاء العادي وهذا لما يتميز به
القاضي اإلداري من سلطات تفوق الصالحيات التي يملكها القاضي العادي ،هذا األخير الذي يقتصر دوره في
تطبيق القانون على المنازعة دون أن يتعداه لخلق الحلول المناسبة التي تتفق مع طبيعة منازعات القانون اإلداري،
األمر الذي أضفى على قواعد القانون اإلداري الطابع العملي الذي يتماشى مع ظروف واحتياجات المرافق العامة
و مقتضيات سيرها وتطورها المستمر. 1
مع هذا يقع على عاتق القضاء وهو يبتكر حلول وقواعد ومبادا القانون اإلداري بعدم مخالفة التشريع القائم
على أساس أن القضاء إنما يعبر عن إرادة مفترضة للمشرع ،وأما إذا أفص عن إرادته تلك بنصوص تشريعية
فلنه يلتزم بتطبيق تلك النصوص في أحكامه.
رابعا :قانون غير مقنن:
يقصد بالتقنين :قيام السلطة التشريعية بتجميع ألهم المبادا والقواعد العامة والتفصيلية المتعلقة بفرع من
فروع القانون في مجموعة واحدة كالتشريع المدني ،التجاري ...
وللتقنين الكثير من المزايا منها :إضفائه الثبات واالستقرار على نصوص التشريع مما يسهل الرجوع إلى أحكامه
ونصوصه وبالتالي تسهيل عمل القاضي.
إن عدم تقنين القانون اإلداري كباقي فروع القانون األخرى رغم رسوخ مبادئه وايتمال الكثير من نظرياته يرجع
إلى حداثة نشأته من جهة والى سرعة تطوره وتفرع مجاالته ومواضيعه من جهة أخرى ،مما يجعل من الصعوبة
جمع أحكامه في مدونة واحدة.
يما أن أحكامه في الغالب ذات طبيعة قضائية ،هذه األخيرة التي تتأثر وتتغير وفقا للنظام االقتصادي والسياسي
واالجتماعي.2
وعدم تقنين القانون اإلداري ال ينفي وجود مجموعة من التقنيات الجزئية لبعض موضوعات القانون اإلداري من
ذلك:قانون الوظيفة العمومية وقانون الصفقات العمومية ،وقانون األمالك الوطنية ،قانون الوالية ،البلدية ،نزع
الملكية للمنفعة العمومية...
-عبد هللا طليبة ،مبادئ القانون اإلداري ،الجزء األول ،مرجع سابق ،ص.45. 2
13
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
1
- George dupuis,et autres, op.cit, p.91.
-محمذ الصغير بعلي ،مرجع سابق ،ص.17. 2
14
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-ويالحظ على الشرائع الحديثة موقفان متعارضان من القضاء باعتباره مصد ار رسميا للقانون :فاالتجاه االنجلوسكسوني يعتبر 2
القضاء مصد ار رسميا من مصادر القانون أما االتجاه الالتيني وفيه ال يعد القضاء مصد ار من مصادر القانون الرسمية ،إذ يفترض
في القاضي المدني أو اإلداري عدم وضع قواعد قانونية مجردة ،الن هذا األمر من اختصاص المشرع أما اختصاص القاضي فهو
الفصل في المنازعات التي تعرض عليه استنادا إلى القواعد القانونية القائمة.
15
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
إلى خلق مبادا وأحكام للقانون اإلداري ،فيصب القضاء مصد ار رسميا للقانون اإلداري بل و من أهم مصادره
على اإلطالق ،ويتعدى دوره التشريع في بعض الحاالت.1
لذلك يتميز القضاء اإلداري بأنه ليس مجرد قضاء تطبيقي كالقضاء المدني ،بل هو في األغلب قضاء
إنشائي ،يبتدع الحلول المناسبة للروابط القانونية التي تنشأ بين اإلدارة في تسييرها للمرافق العامة وبين األفراد وهي
روابط تختلف بطبيعتها عن روابط القانون الخاص .
ثالثا :العرف اإلداري:2
هو مجموعة القواعد التي درجك اإلدارة على إتباعها في أداء وظيفتها في مجال معين من نشاطها وتستمر
فتصب ملزمة لها ،وتعد مخالفتها مخالفة لمبدأ المشروعية.
ويأتي العرف اإلداري في مرتبة أدنى من مرتبة القواعد القانونية المكتوبة ،مما يستلزم أن ال يخالف نصا من
النصوص القانونية القائمة ،ولكي يصب سلوك اإلدارة عرف إداريا يجب أن يتوافر فيه ركنان :
-1الركن المادي :ويتمثل في اعتياد اإلدارة على إتباع سلوك معين في نشاط معين ،وقد يكون االعتياد إيجابيا،
يظهر في صورة القيام بعمل ،كما يمكن أن يكون سلبيا في صورة االمتناع عن القيام بالعمل ،على أن يكون هذا
العمل أو االمتناع بصورة ثابتة ومستقرة ومتكررة في الحاالت المماثلة وبشرط مرور الزمن الكافي الستق ارره وعدم
مخالفته للتشريع .
-2الركن المعنوي :وهو اعتقاد اإلدارة واألفراد بللزامية القاعدة المتبعة وضرورة احترامها وعدم مخالفتها واعتبار
ذلك مخالفة للقانون تتطلب الجزاء .
ويجب اإلشارة إلى أن التزام اإلدارة باحترام العرف ال يحرمها من إمكانية تعديله أو إلغائه نهائيا إذا اقتضك
المصلحة العامة ذلك ،غير أن قيام العرف الجديد يتطلب توافر الركنين السابقين ،فال يتكون بمجرد مخالفة اإلدارة
للعرف القديم .
ومع ذلك فلن دور العرف كمصدر رسمي للقانون اإلداري أقل أهمية من المصادر الرسمية األخرى لصعوبة
االستدالل على القاعدة العرفية من جهة وألن اإلدارة في الغالب تلجأ إلى اللوائ لتنظم نشاطها من جهة أخرى .
رابعا :المبادئ العامة للقانون :
ويقصد بها مجموعة المبادا والقواعد القانونية غير المكتوبة التي تقررها أو يكتشفها أو يستنبطها القضاء
اإلداري ويعلنها في أحكامه فتكتسب القوة اإللزامية ،وتصب بذلك مصد ار من مصادر المشروعية.
فالمبادا العامة للقانون يستخلصها القاضي من مجموعة القواعد والمفاهيم األساسية السياسية واالقتصادية و
االجتماعية والفكرية والروحية التي تحكم المجتمع في بلد معين وفي زمن معين ويلزم جهة اإلدارة على احترامها .
ويرجع الفصل في إبراز أهمية هذه المبادا العامة إلى مجلس الدولة الفرنسي إذ بدأ منذ نشأته في استنباطها و
إعالنها في أحكامه .
1
-M arie Christine Rouault, droit administratif, 09 edition, Gualino, editeur, paris, 2013, p .49.
-فريجة حسين ،شرح القانون اإلداري – دراسة مقارنة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2009 ،ص.39. 2
16
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
و المبادا العامة تجد مصدرها في القضاء ال التشريع ،إذ تقررها وتنشةها أحكام القضاء اإلداري بمقتضى ما
يملكه من سلطة إنشاء مبادا القانون اإلداري .
وهي بهذا تحتل مرتبة أدنى من القانون العادي ،وأساس هذا أنه ما دامك هته المبادا تجد مصدر قوتها القانونية
في القضاء وأن القضاء هو الذي ينشئ ويبتكر ويقرر هته المبادا فيجب عليه عدم الخروج ومخالفة قواعد القانون
فيما يستنبطه ويكتشفه من مبادا. 1
ومن أهم المبادا العامة للقانون التي أقرها القضاء اإلداري ما يلي :
-مبدأ المساواة أمام الوظائف العامة -مبدأ المساواة أمام القانون
-مبدأ مساواة المنتفعين بخدمات المرافق العامة -مبدأ حسن سير المرفق العام بانتظام واطراد -مبدأ قابلية
المرافق العامة للتعديل والتغيير -مبدأ حق الدفاع في المحايمات التأديبية – مبدأ عدم رجعية الق اررات اإلدارية .
الفرع الثاني :المصادر االحتياطية أو التفسيرية :
وهي التي ال تسهم في خلق القاعدة القانونية ،ولكن في توضي حقيقة قصد الشارع منها ،ومن هذه المصادر
:القضاء الذي يقوم بجانب دوره اإلنشائي بدوره التفسيري .
ومن المصادر التفسيرية الهامة أييا الفقه ويقتصر دور الفقيه على شرح التشريع وتفسير ما يعتريه من غموض
مهتديا بالسوابق التاريخية واألعمال التحضيرية التي ساهمك في إعداده وبمذكراته التفسيرية وتطبيقاته القضائية.
كما يقوم الفقيه بالتعليق على أحكام القضاء ومحاولة استخالص واستنباط األحكام والمبادا والقواعد األساسية
بالطرق العلمية .
فالفقه يعتبر مرشدا وموجها لكل من المشرع والقاضي على سواء ،وقد قام الفقهاء القانون اإلداري في فرنسا
بلعب دور كبير في شرح والتعليق على النصوص التشريعية واألحكام القضائية و إصدار المؤلفات في هذا المجال
التي ساعدت القضاء اإلداري على أداء مهامه.2
وأراء الفقه من الناحية القانونية ليس لها أية قوة إلزامية و نما هي مجرد مصدر استةناسي يرجه إليه المشرع
والقاضي كل على حسب اقتناعه الذاتي فقط.
المبحث السادس
أساس القانون اإلداري ونطاق تطبيقه
يقصد بتحديد أساس القانون اإلداري :البحث عن سبب وجوده أي لماذا نطبق القانون اإلداري على األجهزة
اإلدارية وأنشطتها وال نطبق عليها قواعد القانون الخاص ؟
-محمد أبو زيد محمد ،دروس في القانون اإلداري ،شركة مطابع الطويجي ،القاهرة ،2002 ،ص12. 2
17
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ويقصد بنطاق تطبيق القانون اإلداري مجال تطبيق القانون اإلداري ودائرة اختصاصه و تميزه عن مجال القانون
الخاص أي متى يطبق القانون اإلداري ؟.
لقد سعى كل من الفقه والقضاء على إيجاد أساس يصل أن يكون مبر ار لوجود مبادا ونظريات القانون اإلداري
وتحديد المعيار المميز لموضوعاته عن موضوعات القوانين األخرى .
والبحث في هذا الموضوع له فائدتان: 1
-1فائدة نظرية :تتمثل في تحديد القواعد القانونية وبيان األساس النظري ألحكام ومبادا القانون اإلداري
-2فائدة عملية :تتمثل في وضع الحد الفاصل بين اختصاص القضاء اإلداري والعادي خاصة وقد فشل المشرع
في تحديد موضوع ومجال المنازعة اإلدارية لعدم تمكنه من التنبؤ مسبقا بمختلف المنازعات اإلدارية .
ولهذا كان ال بد من وضع معيار أو أساس ثابك ومستقر لتحديد أساس القانون اإلداري و نطاق تطبيقه.
المطلب األول :معايير القانون اإلداري في القياء والفقه المقارن
ظه للر ف للي ه للذا المج للال ع للدة نظري للات ومع للايير ل للم تص للمد كثيل ل ار وه للذا لمرون للة وس للرعة تط للور الق للانون اإلداري
وسنعرض فيما يلي ألهم هذه المعايير التي تميز القانون اإلداري عن غيره من القوانين.
الفرع األول :المعيار العيوي:
يركز هذا المعيار على صفة الجهة أو العضو الذي صدر منه العمل دون النظر أو االعتماد على جوهر
العمل وطبيعته.
وفقا لهذا المعيار يكون العمل إداريا إذا صدر من عضو أو جهة إدارية لهما الصفة أو الطبيعة اإلدارية (بلدية
،والية ،جامعة )...وتبعا لهذا المعيار فلن القانون اإلداري هو قانون اإلدارة العامة كجهاز وتنظيم ال كنشاط
ووظيفة.
وقد نشأ هذا المعيار في فرنسا بصدور قانون 24- 16أوت 1790والذي قضى بمنع جهات القضاء العادي
من النظر والفصل في أي منازعة أو تصرف صادر عن اإلدارة .
رغم أن هذا المعيار يتميز بالبساطة و الوضوح إال أنه معيب ،فهو معيار سطحي يحكم على العمل اإلداري
من شكله الخارجي وال يبحث في طبيعة العمل اإلداري وموضوعه كما أنه معيار مرن وفضفاض وواسع وغير
دقيق وغير جامع ،ذلك ألن هناك الكثير من التصرفات التي تجريها اإلدارة لكنها ال تعد أعمال إدارية كأعمال
التسيير التي تأتيها اإلدارة مثال كليجار وبيع السكنات والمحالت المعدة للسكن أو لمزاولة التجارة .
الفرع الثاني :معيار التمييز بين أعمال السلطة و أعمال اإلدارة العادية :
ظهر هذا المعيار في بداية القرن 19ويستند لفكرة التمييز وتقسيم أعمال اإلدارة لنوعين من األعمال:2
18
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
اوال:أعمال السلطة :وهي األعمال التي تظهر فيها اإلدارة بمظهر السلطة العامة وتتمتلع بحلق األملر والنهلي ،وهلذا
الن للوع م للن األعم للال تحكم لله قواع للد الق للانون اإلداري ،ومثال لله إص للدار القل ل اررات اإلداري للة ،الض للبط اإلداري ،التنفي للذ
المباشر ،نزع الملكية ....
ثانيا :أعمال اإلدارة العادية :وهي األعمال التي تباشرها اإلدارة بذات األساليب التي يلجأ إليها األفراد ال باعتبارها
صاحبة سلطة وامتيازات ،هذا من أمثلتها التصرفات التي تأتيها اإلدارة بمناسبة تسيير أموالها الخاصة (الدومين
الخاص) كتأجير المباني واألراضي وبيعها وهي بهذا تخضع ألحكام القانون الخاص ،ويختص القضاء العادي
بمنازعاتها ألن أعمالها ال تتصف بطابع السلطة.
وقد استمر هذا المعيار حتى نهاية القرن 19وكان من أنصاره الفقيهان LARERRIERو BERTHELMY
واعتمد القضاء الفرنسي عليه فترة من الزمن كأساس للقانون اإلداري .
ويتميز هذا المعيار بالبساطة والوضوح وبفضله استطاع القضاء اإلداري الفرنسي من بسط رقابته على جزء من
أعمال السيادة (أعمال الحكومة ) التي كانك سابقا تتحصن ضد أي رقابة قضائية لكن رغم هذا وجهك له عدة
انتقادات أهمها :
-1بني على فكرة قانونية خاطةة وهي فكرة ازدواج الشخصية القانونية للدولة إحداها عندما تتصرف كصاحبة
سلطة وسيادة واألخرى عندما تدير أموالها الخاصة ،لكن في الحقيقة للدولة شخصية قانونية واحدة و في جميع
الحاالت و األوقات تضمن لها الدوام واالستمرار واالستقرار .
-2معيار غير جامع :إذ أدى تطبيقه إلى إخراج كل األعمال اإلدارية التي ال تتضمن سلطتي األمر والنهي من
طائفة األعمال اإلدارية كالعقود اإلدارية وبالتالي من مجال اختصاص القضاء اإلداري وهذا ما يؤدي إلى تضييق
مجال القانون اإلداري .
-3ليس من السهل التمييز بين أعمال السلطة وأعمال التسيير نظ ار لطبيعة عمل اإلدارة وتداخل النشاط اإلداري
.
الفرع الثالث :معيار المرفق العام :
1
أوال :ماهية معيار المرفق العام
يعرف المرفق العام بأنه ":كل مشروع تديره الدولة بنفسها أو تحك إشرافها إلشباع الحاجات العامة بما يحقق
المصلحة العامة"
ولقد ظهرت فكرة المرفق العام كأساس ومعيار للقانون اإلداري ابتداء من منتصف القرن 19وقد كان حكم
ROTCHILDالصادر عام 1855وحكم DEKESTERالصادر عام 1861من األحكام األولى في تقرير
هذه الفكرة ،إال أن حكم BLANKOالصادر عام 1873عن محكمة التنازع الفرنسة حسب نظر الفقه والقضاء
حجر الزاوية في نظرية المرفق العام ،ولقد تزعم مدرسة المرفق العام الفقيه ليون دوجي وتبعه الفقيهان جيز و
بونار.
19
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ووفقا ألصحار هته المدرسة فلن كل عمل أو نشاط يكون مرتبط ومتصل بالمرفق العام بلأي صورة من
صور االتصال يكون عمال إداريا يدخل في نطاق قواعد القانون اإلداري كما ينعقد االختصاص للقضاء اإلداري
عند حدوث أي منازعة بشأنه ،ولهذا فلن فكرة المرفق العام هي األصل واألساس الوحيد للقانون اإلداري الذي يبرر
وجود قواعد استثنائية غير مألوفة في نطاق القانون الخاص وهي وحدها التي تحد مجال اختصاص القاضي
اإلداري.
وقد أسس الفيلسوف السياسي والدستوري ليون دوجي فكرته هذه على أساس إنكار فكرة الشخصية المعنوية
للدولة ورفضه لفكرة السيادة والسلطة العامة ،وتطبيقا لذلك فالدولة ليسك سلطات وامتيازات وأوامر ونواهي و نما
هي كتلة ضخمة ومجموعة كبيرة من المرافق العامة ينشةها ويديرها الحكام وذلك لتحقيق أهداف التضامن
االجتماعي .
وعلى الرغم من أن فكرة المرفق العام قد أدت وال زالك تؤدي دو ار كبي ار في إرساء الكثير من النظريات ومبادا
القانون اإلداري كمبدأ مساواة كل المواطنين في االنتفاع بخدمات المرافق العامة ،ومبدأ قابلية المرافق العامة للتبدل
والتغيير ،مبدأ حسن سير المرفق العام بانتظام وباضطراد ،كما ال زالك تلعب دو ار كبي ار في تبرير وتأسيس كثير
من نظريات القانون اإلداري كنظرية الظروف الطارئة ،الموظف الفعلي ،اإلضرار ،االستقالة ،نظرية الظروف
االستثنائية ....،
إال أنها تعرضك النتقادات حادة خاصة من أصحار مدرسة السلطة العامة بقيادة الفقيه موريس هوريو الذي يرى
أن أصحار مدرسة المرفق العام قد حذفوا كل ما يتعلق بالسلطة العامة .
ثانيا :أزمة المرفق العام:
رغم النجاح الذي حققته هذه النظرية كأساس للقانون اإلداري ومعيا ار لتحديد اختصاصات القضاء اإلداري
واحتاللها مركز الصدارة بداية القرن العشرين لم تلبث أن تراجعك بفعل تطور الحياة اإلدارية والتغيرات التي طرأت
في القواعد التي قامك على فكرة المرافق العامة ،ذلك ألنه بتطور دور ووظيفة الدولة واتساع مجاالت تدخلها
نتيجة الحرور واألزمات االقتصادية وتغير األيديولوجيات االقتصادية (ظهور االشترايية ) ظهرت المرافق التجارية
والصناعية نتيجة لتدخل الدولة االقتصادي وكذا تعددت واجباتها وتنوعك أنشطتها ،كما تم ترك بعض المشروعات
لألفراد للقيام بها لتحقيق النفع العام وقد أدى هذا التطور إلى الحد من مجال تطبيق القانون اإلداري لصال القانون
الخاص واستعمال وسائل القانون العام لتحقيق النشاط الفردي للنفع العام. 1
وبهذا أصب التمييز بين المشروعات العامة والخاصة مهمة صعبة ،وأدى إلى تطبيق الكثير من قواعد القانون
الخاص على المرافق العامة ،إن هذه العوامل أحدثك أزمة بمدرسة المرفق العام بحيث أصبحك هذه األخيرة عاجزة
لوحدها ألن تكون أساسا ومعيا ار للقانون اإلداري .
ويمكن أن نجمع أهم االنتقادات التي وجهك لهذه المدرسة فيما يلي :
20
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-1لم يعد نشاط وعمل اإلدارة العامة (السلطة العامة) مقتص ار على المرافق العامة اإلدارية ،بل امتد إلى مجاالت
أخرى كانك – من قبل – حك ار على األفراد (المرافق العامة الصناعية والتجارية) في سياق ظاهرة تدخل الدولة
خاضعة في ذلك إلى مزيش من قواعد القانون العام ( اإلداري ) وقواعد القانون الخاص ( المدني والتجاري ).
-2أوكلك الدولة إلى هيةات وتنظيمات خاصة ،التكفل بلدارة وتسيير مرافق عامة ( نظام االمتياز أو االلتزام
،إدارة وتسيير مرفق النقل العمومي مثال من طرف أحد األفراد )
ومن ثم لم تعد فكرة المرفق العام صالحة لوحدها ألن تكون أساسا ومعيار للنظام اإلداري (قانونا وقضاءا).
الفرع الرابع :معيار السلطة العامة وامتيازاتها:
تزعم هذه المدرسة الفقيه موريس هوريو وقد ظهرت نتيجة لالنتقادات الحادة الموجهة لمدرسة المرفق العام التي
عجزت أن تكون معيا ار و أساسا للقانون اإلداري .
ولقد أسس الفقيه موريس هوريو هذه المدرسة المناهضة لمدرسة المرفق العام وهي تختلف عن نظرية السلطة
العامة التقليدية والتي قال بها بارتملي والذي ميز فيها بين أعمال السلطة وأعمال اإلدارة العادية ،فنظرية السلطة
العامة كما ذهب هوريو ال تتعلق باألوامر والنواهي و نما تتعلق وتشمل كل نشاط إداري تمارسه اإلدارة باستعمالها
لوسائل القانون العام غير المألوفة في القانون الخاص.1
وبهذا فلن السلطة العامة هي مجموعة من االمتيازات واالختصاصات والسلطات االستثنائية التي تتمتع بها
اإلدارة و تباشرها أثناء أداء مهامها وبهذا فلن المعيار المعول عليه هنا هو الوسائل التي تستعملها اإلدارة في سبيل
تحقيق أهدافها ،فلذا كانك تتميز بسلطات وامتيازات استثنائية ال نظير لها في عالقات األفراد كنا أمام نشاط
يحكمه القانون اإلداري وبالتالي منازعاته من اختصاص القضاء اإلداري.
ويجب اإلشارة إلى أن هوريو لم ينكر فكرة المرفق العام و نما جعلها ثانوية بالمقارنة مع دور السلطة العامة
يأساس للقانون اإلداري .
الفرع الخامس :معيار المنفعة العامة :
قال بهذا األساس الفقيه الفرنسي مارسيل فالين والذي كان من أشد المدافعين عن مدرسة المرفق العام ثم تخلى
عنها نتيجة االنتقادات التي وجهك إليها واقترح محلها فكرة المصلحة العامة ،ويرى صاحب هذا المعيار أن القانون
اإلداري إنما يقوم على أساس المنفعة والمصلحة العامة ذلك ألن النشاط اإلداري يهدف دائما لتحقيق النفع العام
وهو ما يميزه عن النشاط الخاص.
وبالتالي يكون النشاط إداريا إذا كان يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة وال يكون كذلك إذا استهدف تحقيق منفعة
خاصة.
21
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
فالقانون اإلداري في نظر فالين هو قانون المنفعة العامة ،وعلى الرغم من موضوعية هذا المعيار إال أن الفقه
اإلداري انتقده بحدة من حيث غموضه ذلك ألن المنفعة العامة التي يقوم عليها هذا المعيار هي فكرة واسعة
ومطاطة باإلضافة إلى مرونتها وقابليتها للتطور والتغير بتبدل الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية في
الدولة .
الفرع السادس :معيار السلطة العامة الحديث
إزاء االنتقادات الموجهة للمعايير السابقة فكر جانب من الفقه اإلداري في إحياء معيار السلطة العامة وتجديده
ليصب أساسيا وحيدا يحكم قواعد القانون اإلداري وأهم هؤالء الفقهاء ،الفقيه جورج فيدل والذي يرى أن فكرة السلطة
العامة ال تعني فقط استخدام اإلدارة المتيازات ووسائل القانون العام باعتبارها سلطة لمرة مثلما ذهب إليه الفقيه
هوريو و نما القيود التي تحد من حرية اإلدارة وتفرض عليها التزامات أشد من االلتزامات المفروضة على األفراد في
ظل القانون الخاص وبهذا فان فكرة السلطة العامة في مدلولها الحديث تتألف من عنصرين هما: 1
-1عنصر ايجابي :يتمثل في مجموع االمتيازات والسلطات االستثنائية وغير المألوفة التي تتمتع بها اإلدارة العامة
وتمارسها في مواجهة األفراد كسلطة إصدار الق اررات اإلدارية ،امتياز التنفيذ المباشر ،امتياز نزع الملكية الخاصة
ألجل المنفعة العمومية .
-2عنصر سلبي :ويتمثل في مجموعة القيود وااللتزامات والحدود التي تقيد وتلزم اإلدارة العامة عند القيام
بوظائفها وأنشطتها كقيد عدم إمكان التعاقد اإلداري إال بلتباع إجراءات وشروط معينة ال نظير لها في القانون
الخاص كلتباع أسلور المناقصة أو المزايدة عند اختيار المتعاقد مع اإلدارة.
وبهذا فلنه وفقا للفقيه جورج فيدل فانه ال يكف اتصال نشاط اإلدارة بمرفق عام حتى يكون إداريا و نما يجب إن
تكون اإلدارة العامة قد استخدمك في نشاطها امتيازات وسلطات استثنائية ال مثيل لها في القانون الخاص ،أو
التزمك بقيود وحدود غير مألوفة في هذا القانون .
ورغم أن هذا المعيار قد القى نجاحا كبي ار في الفقه والقضاء اإلداري وانحاز إليه الفقيه فالين بعدما تخلى عن معيار
المنفعلة العاملة ،إال انلله يبقلى عللاج از لوحلده أن يكللون المبلرر الوحيللد لوجلود قواعللد ومبلادا للقللانون اإلداري لهلذا نللادى
الفقه بضرورة الجمع بين معيار السلطة العامة ومعيار المرفق العام .
الفرع السابع :معيار الجمع بين المرفق العام والسلطة العامة:
نظ ار لالنتقادات الموجهة لكل معيار عللى حلدا وعجزهلا عللى أن تكلون أساسلا وحيلدا للقلانون اإلداري و معيلار
لتحدي للد اختص للاص القض للاء اإلداري ،ل للم يع للد الفق لله والقض للاء متمس للكا بفك لرة واح للدة ،و نم للا اتجه للا نح للو الجم للع ب للين
المعيارين األساسين في هذا المجال وهما :المرفق العام والسلطة العامة.
ومن أصحار هذه الفكلرة الفقيله الفرنسلي دولوباادير واللذي قلام بلالجمع بلين فكرتلي المرفلق لعلام والسللطة العاملة ،
لكنه جعل األولوية للمرفق العام ،ثم يأتي استخدام أساليب القانون العام في المرتبة الثانية لسد الفل ار فلي المجلاالت
التي عجز معيار المرفق العام عن تغطيتها .
-راجع عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص 136.وما بعدها. 1
22
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
أمللا الفقيلله شااابي ،فقللال بفكلرة الجمللع بللين المعيللارين ولكنلله غلللب معيللار السل لطة العامللة علللى معيللار المرفللق العللام،
بمعنى أن السلطة العامة هي األساس أما معيار المرفق العام فدوره ثانوي ومساعدا فقط .
وبهللذا فللان المرفللق العللام وان كللان دوره مهمللا فللي تحديللدا أسللاس القللانون اإلداري إال أنلله ال يكفللي لوحللده ألداء هللذا
الدور ،خاصة بعد اتسلاع مفهلوم المرفلق العلام وتطلوره وظهلور الم ارفلق العاملة االقتصلادية ،لهلذا دعلك الحاجلة إللى
ضرورة االستعانة بمعيار السلطة العامة.1
وبهللذا فانلله ليكللون العمللل إداريللا وخاضللعا للقللانون اإلداري وبالتللالي الختصللاص القضللاء اإلداري يجللب أن يت لوافر
على شرطين:
أوال :أن يكون عمال أو نشاطا متعلقا بمرفق عام" معيار المرفق العام "
ثانيااا :أن تكللون اإلدارة فللي هللذا النشللاط قللد اسللتخدمك امتيللازات ووسللائل وسلللطات أو خضللعك لقيللود أو الت ازمللات
استثنائية وغير مألوفة في القانون الخاص "معيار السلطة العامة "
ولقللد أيللد الكثيللر مللن الفقلله الفرنسللي هللذه الفك لرة كالفقيلله جااان ريفاارو ،كمللا أن أحكللام القضللاء اإلداري تؤيللد وتؤكللد
سالمة ومنطقية هذه الفكرة كأساس ومعيار للقانون اإلداري .
المطلب الثاني :أساس القانون اإلداري الجزائري
لقللد جمللع المشللرع الج ازئللري بللين معيللارين أساسللين لتحديللد أسللاس القللانون اإلداري وبالتللالي اختصللاص القضللاء
اإلداري ،وهما المعيار العضوي والمعيار الموضوعي وهذا ما سنوضحه فيما يلي:
الفرع األول :المعيار العيوي الش لي أساسا: 2
باسللتقراء مختلللف النصللوص المتعلقللة بالقللانون اإلداري نجللد أن المشللرع الج ازئللري قللد تبنللى المعيللار العصللوي
الشكلي بصفة أساسية ،وهذا ما تؤكده المادة 07ملن قلانون اإلجل ارءات المدنيلة الصلادر بمقتضلى األملر رقلم /66
154الملغى والمادة 800من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم 09/08والتي تنص في فقرتها الثانية:
" تختص -المحايم اإلدارية -بالفصل في أول درجة بحكلم قابلل لالسلتةناف فلي جمياع القياايا التلي تكلون الدوللة
أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها".
ويعود سبب اختيار المشرع هذا المعيار إللى األهلداف المسلطرة للعداللة غلداة االسلتقالل ،وهلي تأسليس قضلاء غيلر
القضل للاء الل للذي يل للذكر بالنظل للام االسل للتعماري مل للن حيل للث تنظيمل لله وسل لليره ووضل للع إجل لراءات سل للهلة تقل للرر العدالل للة مل للن
المتقاضي.
ولهذا السبب وقع االختيار على المعيار العضوي الشكلي لسهولة العمل به للمتقاضي العلادي اللذي يسلهل عليله
تحديد مجال القانون اإلداري وبالتالي مجال اختصاص القاضي اإلداري بصفة مسبقة ،بحيث يكفي أن يكلون احلد
األشخاص المعنويلة العاملة الملذكورة فلي الملادة 800ملن قل انون اإلجلراءات المدنيلة واإلداريلة لتوجيله اللدعوى أملام
القضاء اإلداري.
-راجع :عمار بوضياف ،الوجيز في القانون االداري ،مرجع سابق ،ص.137. 1
-2انظر لمزيد من التفصيل :عمار بوضياف ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،القسم األول ،دار جسور ،الجزائر،2013 ،
ص.230.
23
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-بوحميدة عطاهلل ،الوجيز في القياء االداري ،دار هومة ،الجزائر ،2011 ،ص.129. 1
24
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
الفصل الثالث
أسس التنظيم اإلداري
تقوم نظرية التنظيم اإلداري على أساسين ،األول قانوني يتمثل في فكرة الشخصية المعنوية والثاني فني يتمثلل
في أساليب التنظيم اإلداري والذي يشمل أسلوبي المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية.
1
- Gustave peiser, droit administrative generale , 22 edition , dalloz, paris, 2004, p71.
-مولود ديدان ،مرجع سابق ،ص.45. 2
25
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-4يتميز الشخص المعنوي بأنه أيثر دواما واستم ار ار رغم تغير عناصر تكوينه البشرية.
الفرع الثاني :أهمية الشخصية المعنوية:
-1تسللم بتجميللع الجهللود المتفرقللة لتحقيللق أهللداف معينللة ممللا قللد يعجللز اإلنسللان بمفللرده أن يحققهللا جميعللا أو أي
منها ،لذا يشعر األفراد بضرورة تكوين جماعة متماسكة تجعل الشخصية المعنوية منها شخصا قانونيلا مسلتقال علن
أشخاص أعضائها مالكا ألموالها متحمال اللتزاماتها مكتسبا لحقوقها ومبرما لتصرفاتها.
-2فكرة الشخصية المعنوية تفسر استم اررية ودائمية الدولة والهيةات والجماعات رغم تعاقب األجيال وتبدل الحكام.
-3مللن خللالل فك لرة الشخصللية المعنويللة تغيللر وضللع الحكللام فللي الدولللة ،فبعللد أن كللان يعتبللر نفسلله مالكللا لهللا أو
مفوضا من عند هللا في ممارسة السلطة ،أصب ممثال للدولة يستمد سلطته من األمة.
-4أما عن أهميتها في القانون اإلداري فلنها تعتبر السند القانوني لتوزيع الوظيفة اإلدارية بالدولة مع إعطلاء بعلض
األجهلزة االسللتقالل القللانوني حتللى تللتمكن مللن القيللام بنشللاطها ،ممللا يترتللب عللن ذلللك مللن حقللوق والت ازمللات والتحمللل
بالمسؤولية.
فأشخاص القانون اإلداري هلي أساسلا األشلخاص المعنويلة العاملة ،وملا وجلود األشلخاص الطبيعيلة بهلا إال لخلدمتها
ولحسابها.
المطلب الثاني :أركان الشخص المعنوي وموقف الفقه والمشرع منه :
سنخصللص هللذا المطلللب مللن الد ارسللة للللتكلم عللم أركللان الشللخص المعنللوي 1وكللذا موقل ف الفقلله والمشللرع مللن فك لرة
الشخصية المعنوية وذلك وفق الشكل التالي:
الفرع األول :أركان الشخص المعنوي وعناصره
للشخص المعنوي ثالث عناصر أساسية بدونها ينتفي هذا المفهوم وفيما يلي عرض هذه األركان:
أوال :مجموعة أشخاص أو أموال:
قد ينشأ الشخص المعنوي إما نتيجة تكتل مجموعة من األشخاص"أفراد" كالجمعيات واألحزار السياسلية ،أو
تجمع مجموعة من األموال "األشياء " كالشركات التجارية ،وغالبلا ملا يقلوم الشلخص المعنلوي عللى تلوافر مجموعلة
من األموال واألشخاص في لن واحد كالبلدية والوالية....
ثانيا :الغرض المشروع:
يجب أن يكون لتجمع األموال أو األشخاص هدف مشترك يسعى إلى تحقيقه ،ويخصص الشلخص المعنلوي
نشاطه لهذا الغرض -مبدأ تخصيص األشخاص المعنوية -وأن يكون هذا الغرض محددا
وممكنا ومشروعا ،وال يهم إن كان ماليا كما في الشركات أو غير مالي كما في الجمعيات...
ثالثا :االعتراف:
26
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ويعتبر شرطا جوهريا وأساسيا واالعتراف يكون من طلرف السللطة المختصلة بلذلك وهلي الدوللة ووفقلا لألسلاليب
واإلجراءات القانونية الالزمة ،فالبلدية تحدث بموجب قانون صادر عن السلطة التشريعية ،والجمعيات تنشلأ بموجلب
ترخيص صادر عن الوالي.
الفرع الثاني :موقف الفقه والمشرع الجزائري من ف رة الشخصية المعنوية
أوال :موقف الفقه من ف رة الشخصية المعنوية :
لقد ثار خالف فقهي حول تكييف طبيعة الشخصية المعنويلة ويمكلن إجملال هلذا الخلالف فلي ثالثلة لراء هلي كملا
يلي :1
-1المذهب المن ر لوجود الشخصية المعنوية :
يذهب أصحار هذا الرأي وهم بالنيول و بارتملي إلى القول بأنه ال فائدة إطالقا من االعتداد بهذه الفكرة إذ يمكن
االعتماد على مفاهيم أخرى لتحقيق نفس األغراض كنظرية الغرض والملكية المشتركة .
وأساس هذا المذهب:هو أن اإلنسان هلو الشلخص القلانوني الوحيلد وأن الشلخص المعنلوي ملا هلو إال مجلرد افتلراض
ألسللاس للله مللن الواقللع لللذا وجللب اسللتبدال فك لرة الشخصللية المعنويللة بفك لرة الغللرض ،فوحللدة الغللرض التللي يسللعى إلللى
تحقيقهللا تجمللع األشللخاص أو األم لوال هللي التللي تفللرض االعت لراف للله بذمللة ماليللة مسللتقلة تختلللف عللن ذمللة مكونيلله
وتفرض له االعتراف بمجموعة الحقوق و االلتزامات .
أو بفكل لرة الملكي للة المش للتركة ووفق للا له للذه النظري للة ف لللن الش للخص المعن للوي ل لليس ه للو ص للاحب الح للق ب للل األش للخاص
الطبيعيون الذين يتكون منهم ،فأعضاء الشركة هم أصحار الحق وليس الشركة في حد ذاتها .
-2مذهب االفتراض أو المجاز القانوني :
ويللرى أصللحار ه للذا المللذهب وم للنهم الفقيلله س للافيني أن الشخصللية المعنويل ة م للا هللي إال مج للرد افت لراض ق للانوني
مخللالف للواقللع وللحقيقللة ،لجللأ إليهللا المشللرع كحيلللة قانونيللة لتمكللين مجموعللة األشللخاص أو األم لوال مللن أداء مهامهللا
وتحقيق األغراض المرصودة لها .
وأسللاس هللذا المللذهب هللو فكلرة الحللق فهللم يللرون أن صللاحب الحللق ينبغللي أن يكللون صللاحب إرادة حقيقيللة و ن اإل اردة
الحقيقية ال تتوفر إال عند الشخص الطبيعي ،ولما كانك بعض الحاجيلات واألغلراض ال يمكلن إشلباعها إال باجتملاع
مجموعللة األش للخاص واألم لوال وج للب االعت لراف لهللذه األخي لرة بالشخصللية القانوني للة عل للى غ لرار األش للخاص الطبيعي للة
لتتمكن من ايتسار الحقوق والتحمل بااللتزامات ولو على سبيل االفتراض .
-3مذهب الحقيقة والواقع :
وفقا ألصحار هذا المذهب ومنهم الفقيه ساليي و هوريو فلن فكرة الشخصية المعنوية ليسك باالفتراض و نما هي
حقيقة أساسها اجتماع عدة أفراد لتحقيق غرض معين وهذا االجتماع يؤدي إلى نشلوء إرادة جديلدة منفصللة علن إرادة
المكونين لها وهي أساس فكرة الشخصية المعنوية حتى و ن تدخلك الدولة فلن تدخلها ال
-علي خطار شطناوي ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار وائل للنشر ،عمان ،2003 ،ص 73.وما بعدها. 1
27
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يعنللي أنه للا أنش للأت الش للخص المعن للوي و نم للا األم للر ال يتج للاوز ح للد االعت لراف بوج للود الش للخص المعن للوي ،فالشخص للية
المعنوي للة حقيق للة قانوني للة وواقعي للة تف للرض نفس للها عل للى المش للرع ،فمت للى اجتمع للك مجموع للة م للن األش للخاص أو األم لوال
لتحقيق غرض مشترك نشلأت وتحققلك الشخصلية المعنويلة وملا عللى المشلرع إال االعتلراف بهلا وهلذا كحقيقلة اعت ارفله
بالطفل المولود جديدا .
ثانيا :موقف المشرع الجزائري من ف رة الشخصية المعنوية :
يعتللرف المشللرع الج ازئللري مثللله مثللل بللاقي التشلريعات المقارنللة بفكلرة الشخصللية المعنويللة نظل ار ألهميتهللا ولللدورها
الكبير كأساس للتنظليم اإلداري فلي الج ازئلر فبواسلطتها تلم تقسليم الوحلدات والمؤسسلات واألجهلزة اإلداريلة فلي الدوللة
وتوزيلع وتحديلد سللطاتها واختصاصلاتها ويبلدو ملن مضللمون ومحتلوى النصلوص القانونيلة المتعلقلة بفكلرة الشخصللية
المعنوية أن المشرع الجزائري يميلل إللى األخلذ بفكلرة أو ملذهب المجلاز واالفتلراض القلانوني ،وهلذا ملا أيدتله الملادة
49من القانون المدني الجزائري المعدلة والمتممة بموجب القانون رقم " 10/05األشخاص االعتبارية هي:
-الدولة ،الوالية ،البلدية ،
-المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري،
-الشركات المدنية والتجارية،
-الجمعيات والمؤسسات،
-الوقف،
-كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية".
ويزي للد ف للي تأيي للد وت للدعيم الموق للف وال لرأي الس للابق ه للو تحك للم الدول للة ع للن طري للق المش للرع ف للي سياس للة م للن الشخص للية
المعنوية االعتبارية وتحديد نطاقهلا ورسلم قيودهلا و أهلدافها وتقريلر شلروطها ،فقلانون الجمعيلات ملثال هلو اللذي يحلدد
ش للروط تأس لليس الجمعي للة و أه للدافها وتقري للر شخص لليتها المعنوي للة ابت للداء م للن ت للاري التصل لري له للا بممارس للة النش للاط
والشركات التجارية مثال تكتسب الشخصية المعنوية وفقا للقانون التجاري ابتداء من تاري قيلدها فلي السلجل التجلاري
وهكذا ......،
28
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
29
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-3تستند األشخاص االعتبارية اإلقليمية على فكرة الديمقراطية التي تؤكد على حق سكان الوحدات المحلية بلدارة
شؤون هم المحلية بأنفسهم ،بينما تقوم فكرة الشخصية االعتبارية المرفقية على ضرورة ضمان الكفاءة اإلدارية و
حسن إدارة المرافق العامة ذات الطابع التقني و الفني.
الفرع الثالث :وضع النقابات أو المؤسسات المهنية:
المؤسسات العامة المهنية هي تلك الهيةات التي تنشأ بقصد تنظيم أوضاع مهنية و اإلشراف عليها كنقابة
المحامين ،األطباء ،المهندسين ....و كان االتجاه سابقا يدرجها في عداد األشخاص المعنوية الخاصة غير أن
القضاء في فرنسا و المشرع عندنا في الجزائر أصب رويدا يضفي عليها صفة الشخص المعنوي العام باعتبارها
تستعين ببعض مظاهر السلطة العامة و هي تباشر نشاطها مثلها في ذلك مثل األشخاص المعنوية العامة
التقليدية (المرفقية ) .
و يجب اإلشارة هنا إلى أن هذه النقابات و المؤسسات المهنية تخضع لألحكام القانون الخاص في تعامالتها و
القائمون على أمورها ال يعتبرون من الموظفين العموميين ،و أموالها ال تعتبر أمواال عامة.
إال أن الرأي الراج هو اعتبار النقابات من أشخاص القانون العام على أساس:
-1إن إنشاء النقابات ال يتم إال بتدخل من السلطة العامة في شكل قانون أو قرار إداري.
-2إنها تستهدف المصلحة العامة لألبناء المهنة .
-3تمارس النقابة السل طة التأديبية على أعضائها و تستطيع إصدار الق اررات اإلدارية مما يجوز الطعن فيها
باإللغاء أمام القضاء اإلداري .
المطلب الرابع :نتائج التمتع بالشخصية المعنوية ونهايتها:
للشخصية المعنوية عدة لثار ونتائش ،كما أنها مثل الشخصية الطبيعية قد تنتهي بواحد من الوسائل التي
سنوضحها فيما يلي:
الفرع األول :نتائج التمتع بالشخصية المعنوية
يترتب على ثبوت الشخصية المعنوية نتائش هامة أشارت إليها المادة 50من القانون المدني و بهذا تتمثل
نتائش الشخصية المعنوية فيما يلي: 1
أوال :ذمة مالية مستقلة :ويعني ذلك أن الشخص المعنوي ينفصل بماليته عن أموال األشخاص الذين أنشةوها و
يكون بذلك مسؤوال في ذمته المالية ،فالذمة المالية للبلدية مستقلة عن الذمة المالية لكل من الوالية و الدولة حيث
تكون وحدها الضامنة لدائنها .
ثانيا :األهلية :للشخص المعنوي أهلية غير أن هذه األهلية أضيق نطاقا من أهلية الشخص الطبيعي إذ ال
تتعدى إلى ما كان لصيقا بصفة اإلنسان كحقوق األسرة مثال و لهذا فلألشخاص المعنوية حق الملكية ،و له حق
التعاقد و غيرها من الحقوق و السلطات و لكن في الحدود التي يخولها إياها عقد إنشائها أو القانون المنظم لها.
30
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ثالثا:الموطن :وهو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارتها ،وللموطن أهمية فيما يتعلق بتحديد االختصاص القضائي
ورسم المجال أو الحيز الجغرافي لممارسة حق التقاضي ،فموطن الوالية هو مركز الوالية .
رابعا :نائب يعبر عن إرادتها :ليس للشخص المعنوي وجود مادي ملموس لذا وجب أن ينوبه شخص طبيعي و
يمثله أمام الجهات القضائية و يتحدد و يبرم العقود باسمه ،فالوالي نائب يمثل الوالية رئيس الجامعة يمثل
الجامعة و هكذا ...،
خامسا :حق التقاضي :يكون للشخص المعنوي أهلية التقاضي ،كما يمكنه رفع الدعاوي و ممارسة حق
التقاضي عن طريق نائبه القانوني و يجوز كذلك رفع الدعاوي عليه .
الفرع الثاني :نهاية الشخص المعنوي :
يرتبط انقضاء الشخص المعنوي بزوال ركن أو أيثر من أركان وجوده و التي سبق بيانها و هنا يثور تساءل
هو :ما مصير أموال الشخص المعنوي أي لمن تؤول أموال الشخص المعنوي المنتهي ؟
اوال :األشخاص اإلقليمية :
–1الدولة :الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تنقضي شخصيتها المعنوية بزوال أحد أركانها التي
تقوم عليها (الشعب ،إقليم ،سلطة ) كما لو تفككك إلى عدة دويالت مثل اندمجك في دولة أخرى أو فقدانها
إقليمها أو إنعدام السلطة السياسية بسبب الفوضى.
-2األشخاص اإلقليمية األخرى :و تنتهي بذات األسلور التي نشأت به ،كما لو صدر قانون يعيد تقسيم
الوحدات المحلية فيلغي أو يدمش أو يفكك بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية و يستحدث غيرها .
ثانيا :األشخاص المصلحية أو المرفقية :و تنقضي شخصيتها المعنوية بذات الطريقة التي أنشأت بها و ذلك
إما :بللغائها أو حلها أو إدماجها و الذي يأخذ عدة صور منها:الحل اإلتفاقي ،الحل اإلداري ،الحل القضائي.
ثالثا :مصير أموال الشخص المعنوي بعد انقيائه :
انقضاء الشخص المعنوي بسبب من األسبار السابقة يطرح تسا ل حول مآل حقوقه و إلتزماته و مختلف
عالقاته القانونية السابقة.
واألصل أن تبقى و تمتد الشخصية المعنوية حتى بعد نهاية الشخص المعنوي في مرحلة التصفية حتى يتم تسديد
ديونه و تحصيل حقوقه و تحويل الفائض منها إلى الجهة التي يقررها سند اإلنشاء.
31
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-لمزيد من التفصيل :انظر :علي خطار شطناوي ،مرجع سابق ،ص 101.وما بعدها. 2
32
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ويترتب على هذا التدرج الهرمي حق السلطات العليا في إصدار األوامر و التعليمات للجهات الدنيا و خضوع
المر وس خضوعا تاما للرئيس ،و هذا التدرج هو الذي يبرز عالقة التبعية و السلطة الرئاسية التي يقوم عليها
هذا النظام.1
ثالثا :السلطة الرئاسية:
تعتبر السلطة الرئاسية الركن األساسي للمركزية اإلدارية ذلك ألن النظام المركزي يقوم على وجود عالقة
قانونية بين العاملين في الجهاز اإلداري و هي عالقة التبعية نتيجة وجود السلم اإلداري و بهذا يتمتع الموظف
األعلى (الرئيس) بسلطات معينة اتجاه الموظف األدنى منه (المر وس )مما يؤدي إلى وضع هذا األخير في
عالقة تبعية لألول.
-تعريف السلطة الرئاسية:
يقصد بها " :مجموعة من اإلختصاصات يتمتع بها كل رئيس في مواجهة مر وسيه من شأنها أن تجعل هؤالء
مرتبطون به برابطة التبعية و الخضوع" .
و هناك من عرفها بأنها":العالقة القانونية القائمة بين الرئيس و المر وس أثناء ممارسة النشاط اإلداري".
و السلطة الرئاسية هي ضمانة معترف بها للر ساء اإلداريين ينظمها القانون ألجل ضمان وحدة العمل و فعاليته
و إستم ارريته كما تعتبر النتيجة التلقائية للتبعية اإلدارية أو التدرج اإلداري وهي تتقرر بدون نص و بشكل طبيعي،
يما أنها ترتب مسؤولية الرئيس على أعمال المر وس ،كما أنها ليسك سلطة مطلقة و ليسك على درجة واحدة من
القوة ،فهي تختلف و تتأثر بصاحب السلطة و مركزه في السلم اإلداري و بنوع الوظيفة التي يمارسها و بهذا فلن
السلطة الرئاسية ليسك إمتياز أو حقا مطلقا للرئيس اإلداري و إنما هي إختصاص يمنحه القانون تحقيقا للمصلحة
العامة و حسن سير المرفق العام بلنتظام و إضطراد.
ولقد نص المشرع الجزائري و أشار إلى السلطة الرئاسية في كثير من النصوص منها المواد 40:و 47من
األمر رقم 03-06المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ،و في القانون األساسي العام للعامل لسنة
.1978
-مظاهر السلطة الرئاسية:
الرئيس جملة من السلطات و االختصاصات على شخص مما سبق نستنتش أن السلطة الرئاسية تمن
المر وس و على أعماله.2
-1سلطة الرئيس على شخص المرؤوس:
للرئيس اإلداري الكثير من الصالحيات و السلطات اتجاه شخص المر وس و تشمل سلطة التعين والنقل و
التأديب و العزل والترقية ،وكل ما يتصل باإلجراءات التي تتعلق بشخص المر وس طيلة مساره الوظيفي.
-عمار عوابدي ،مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية ،المؤسة الوطنية للكتار ،الجزائر ،1984 ،ص 26.وما بعدها. 1
33
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
و يجب اإلشارة إلى أن هذه السلطات ليسك امتيا از أو حقا للرئيس اإلداري وانما هي اختصاص يمارسه في حدود
القانون .
-2سلطة الرئيس على أعمال المرؤوس :
تتمثل هذه السلطة في حق الرئيس في توجيه أعمال مر وسيه عن طريق إصدار األوامر و التوجيهات إليهم
قبل ممارسة أعمالهم و سلطة مراقبة تنفيذهم لهذه األعمال و التعقيب عليها .
أ -سلطة األمر و التوجيه:
للرئيس اإلداري في هذا المجال سلطة إصدار األوامر و التعليمات إلى مر وسيه ،و يعتبر اختصاصه هذا من
أهم مميزات السلطة الرئاسية ،ذلك أن إصدار األوامر هو عمل قيادي له أهمية كبرى في سير األعمال اإلدارية و
لهذا توصف السلطة الرئاسية بأنها سلطة لمرة.
و لهذا فلن المر وس ليس ملزما فقط بالخضوع و الطاعة للقوانين و التنظيمات السائدة فقط بل هو ملزم قانونا
بالخضوع ألوامر و نواهي و توجيهات و تعليمات رئيسه اإلداري و طاعتها و تنفيذها .
و إذا كان هذا االلتزام يقع على عاتق المر وس بالنسبة لألوامر و التوجيهات المشروعة،
1
فما هو الوضع بالنسبة لتلك المخالفة للقانون الصادرة من رئيسه اإلداري ؟
لقد ظهر في هذا المجال ثالثة لراء هي :
الرأي األول :األوامر غير المشروعة ليست ملزمة للمرؤوس :
يرى أصحار هذا الرأي منهم:الفقيه ليون دوجي أن أوامر الرئيس اإلداري غير المشروعة ليسك ملزمة للمر وس
،فلذا خالف الرئيس اإلداري القانون فليس للمر وس أن يتبعه و يستثنى في هذا المجال طائفة الجنود الذين يقع
عليهم إلتزام بضرورة طاعة كل األوامر الصادرة من ر سائهم سواء كانك مشروعة أو غير مشروعة .
و هذا الرأي رغم أنه يؤدي إلى الحفاظ على مبدأ المشروعية عن طريق عدم تنفيذ أوامر غير المشروعة إال أنه
يعيب عليه أنه يؤدي إلى تعطيل الجهاز اإلداري و عرقلة سيره و تخويل المر وس سلطة و الحق في فحص و
مراقبة أوامر و توجيهات الرئيس اإلداري ،المبدأ الذي يتنافى و فكرة السلطة الرئاسية. 2
الرأي الثاني :األوامر غير المشروعة ملزمة للمرؤوس.
تزعم هذا الرأي الفقيه موريس هوريو و محتواه أن الموظف المر وس ملزم بلحترام و تنفيذ أوامر و تعليمات
الرئيس حتى و لو كانك غير مشروعة و مخالفة للقانون فليس له حق فحصها و تقديرها أو عرقلة تنفيذها ،و
يجب اإلشارة إلى أن التزام المر وس بطاعة جميع أوامر مهما كانك طبيعتها ال يشكل خطأ شخصي يقيم
مسؤوليته الشخصية بل خطأ مرفقي تنعقد معه المسؤولية اإلدارية .
و يستند أصحار هذا االتجاه على مقتضيات العمل اإلداري و مبدأ سير المرفق العام بانتظام و اضطراد أو مبدأ
االستم اررية و هذا على حسار مبدأ المشروعية .
-عمار عوابدي ،مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية ،مرجع سابق ،ص 436.وما بعدها. 1
-لمزيد من التوضي انظر :عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص 160.وما بعدها. 2
34
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-عمار عوابدي ،مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية ،مرجع سابق ،ص 473وما بعدها. 1
35
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-عمار عوابدي ،نظرية القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري ،دار هومة ،الجزائر ،1999 ،ص.170. 1
-طاهري حسين ،القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية ،دراسة مقارنة ،دار الخلدونية ،الجزائر ،2007 ،ص.37. 2
36
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
و ينحصر دور الموظفين في هذا النظام في تقديم اإلقترحات و اآلراء في المسائل المطروحة عليهم و انتظار ما
يقرره الوزير المختص و تنفيذ هذه الق اررات .
و يعار على هذه الصورة من المركزية المتشددة أنها تضر بمصال األفراد نظ ار للوقك الذي ينتظره حتى صدور
القرار اإلداري و تنفيذه مما يفوت عليه الفرصة هنا ،كما تعرقل عمل اإلدارة نظ ار لترايم الملفات المطلور دراستها
عن كامل إقليم الدولة مما يؤثر على حقوق األفراد و معامالتهم.
و يجب اإلشارة إلى أن المركزية بهذا الشكل المطلق ال وجود لها حاليا حتى في ظل الدول الدكتاتورية خاصة مع
تزايد اختصاصات الدول من جهة و مع التقدم العلمي من جهة أخرى إذ يترتب على ذلك استحالة قيام سلطة
واحدة باتخاذ كل الق اررات في أنحاء الدولة.
ثانيا :عدم التركيز اإلداري:
يطلق الفقه على هذه الصورة الالو ازرية أو المركزية المعتدلة ،كما يسميها البعض المركزية المخففة أو المعتدلة أو
النسبية و يعني عدم التركيز اإلداري تخفيف العبء عن الحكومة المركزية بتحويل بعض الموظفين في األقاليم
المختلفة سلطة البحث في بعض األمور ذات الطابع المحلي دون الحاجة للرجوع للوزير المختص في العاصمة.1
ويجب اإلشارة إلى أن عدم التركيز اإلداري ال يعني استقالل هؤالء الموظفين عن الوزير فهم يبقون خاضعين
لسلطته الرئاسية وله أن يصدر إليهم الق اررات الملزمة و له أن يعدل ق ارراتهم أو يلغيها و بهذا فلن عدم التركيز
اإلداري يخفف العبء على الو ازرات و اإلدارات المركزية ،كما أن بعض الق اررات أصبحك تنفذ من ممثلي الوزراء
في األقاليم دون حاجة للرجوع للوزراء كما أن عدم التركيز اإلداري يعتبر صورة ممهدة لالمركزية اإلدارية و هي
صورة أفضل بكثير من صورة التركيز اإلداري.
و يجب اإلشارة إلى أن عدم التركيز اإلداري إنما يستند و يقوم على أساس تفويض االختصاص ،أي أن الوزير
المختص فوضى أحد مر وسيه للقيام ببعض الصالحيات المنوطة به تخفيفا من أعباء السلطة المركزية و منعا
الختناقها ،و نظ ار لألهمية التفويض كأساس لعدم التركيز اإلداري فلننا سندرسه بشيء من التفصيل.
-1تعريف تفويض االختصاص و أهميته:2
و يقصد بالتفويض " :أن يعهد صاحب االختصاص في ممارسة بعض اختصاصاته إلى موظف لخر " و
التفويض على هذا النحو غالبا ما يصدر من موظف يحتل مرتبة أعلى في السلم اإلداري إلى من هو أدنى منه
مرتبة ،و يتكفل القانون بتحديد مدى العالقة بين الرئيس الذي يفوض جزء من اختصاصاته إلى المر وس
المفوض إليه.
و للتفويض أهمية و مكانة هامة في الحياة اإلدارية إذ يؤدي :
إلى تخفيف العبء عن الرئيس صاحب االختصاص األصيل ،كما يؤدي إلى تحقيق السرعة و المرونة في أداء
األعمال اإلدارية مما يسهل على األفراد قضاء مصالحهم و يدرر المر وسين على القيام بأعمال الر ساء فينمي
فيهم الثقة و القدرة على القيادة.
37
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
38
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-2تفويض التوقيع يتغير بتغير أطرافه لقيامه على الثقة الشخصية بين أطرافه بخالف تفويض االختصاص
الذي يوجه للمفوض إليه بصفته ال شخصية.
-3تفويض التوقيع ال يغير في توزيع االختصاص المفوض و المفوض إليه ألن التوقيع يتم كما لو كان صدر
من المفوض ذاته و باسمه و لحسابه و بنفس المرتبة و الدرجة أما تفويض االختصاص فلنه يعدل في توزيع
االختصاصات كما أن الق اررات الصادرة في نطاق التفويض تنصب إلى المفوض إليه و تأخذ مرتبته و درجته
الوظيفية.
ب -تفويض االختصاص و الحلول في االختصاص:1
يكون الحلول في االختصاص إذا ما توافر ظرف معين يحول بين األصيل و بين مباشرة اختصاصاته و في هذه
الحالة يحل محله غيره بمقتضى نص أو قاعدة قانونية تجيز هذا الحلول و بهذا يختلف تفويض االختصاص عن
الحلول في االختصاص فيما يلي:
/ 1يقوم التفويض بناءا على نص مكتور في حين يتم الحلول بناء على نص مكتور أو نص غير مكتور وهذا
متى توافرت أسبابه .
/2في الحلول ال حرية لألصيل في االختيار في من يحل محله ،في حين التفويض يترك الحرية للمفوض في
التفويض من عدمه و في اختيار من يفوضه .
/3الحلول يكون في حالة غيار صاحب االختصاص األصيل لألي سبب ،أما في تفويض االختصاص فلن
الرئيس المفوض يكون حاض ار و ليس غائبا.
/ 4عند التفويض في االختصاص يتحدد المفوض إليه باسمه و بصفته معا لكن في الحلول ال يتحدد الشخص
الذي يحل محل صاحب االختصاص األصيل إال بصفته ألن شخصيته ال تتحدد إال عند حدوث ما يوجب
الحلول.
/5في الحلول يكون الشخص الذي حل محل األصيل صاحب االختصاص يباشره عند توافر سبب الحلول ،أما
في تفويض االختصاص ال يمارس المفوض إليه االختصاص إال بنص الذي يجيز التفويض و صدور قرار بذلك.
/ 6األصيل في الحلول ال يتحمل المسؤولية عن التصرفات الصادرة ممن حل محله ،في حين في تفويض
االختصاص يتحمل المفوض المسؤولية عن تصرفات المفوض إليه.
-محمد أبو زيد محمد ،مرجع سابق ،ص 33.وما بعدها. 1
39
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-1إن المركزية اإلدارية تقوي نفوذ السلطة المركزية و تساعدها على فرض نفوذها و هيمنتها على مختلف أرجاء
الدولة ،و هي بهذا فلنها تعتبر العمود الفقري للدولة الحديثة .
-2المركزية أسلور ضروري إلدارة المرافق العامة القومية السيادية كمرفق األمن و الدفاع.
-3المركزية تؤدي إلى توحيد النظم و اإلجراءات المتبعة في كافة إقليم الدولة كونها تأتي من مصدر واحد ،مما
يمكن الموظفين من اإللمام بكافة األوامر و التعليمات الالزمة لتنفيذ الوظيفة اإلدارية .
-4يؤدي هذا األسلور إلى التقليل من النفقات و الحد من اإلسراف لعدم الحاجة إلى المجالس و الهيةات
الالمركزية و هذه لخبرة موظفي السلطة المركزية و قلة عددهم .
-5تحقيق العدل و المساواة في المجتمع إلشراف الحكومة المركزية على المرافق العامة و نظرتها الشمولية البعيدة
عن المصال المحلية و اإلقليمية .
ثانيا :عيوب المركزية اإلدارية:1
-1زيادة أعباء السلطة المركزية و الذي ينجم عنه إصدار ق اررات عشوائية.
-2البطء في إنجاز األعمال اإلدارية و في اتخاذ الق اررات ألن إسةثار السلطة المركزية بكل األعباء من شأنه أن
يطيل اإلجراءات و يؤدي بالتالي إلى عرقلة مصال المواطنين.
-3عدم معرفة السلطات المركزية باحتياجات اإلقليم معرفة جيدة من شأنه أن يعرقل خطط التنمية.
-4تحول المركزية دون تفر الر ساء للوظائف األساسية الهامة و هي :التخطيط و اإلشراف ورسم السياسات
العامة إلنشغالهم بصغائر األمور.
-5المركزية و بسبب تركيز السلطة بيد الوزراء في العاصمة تؤدي إلى قتل روح اإلبداع لدى الموظفين اآلخرين
ألن دورهم ينحصر في التنفيذ فقط.
المطلب الثاني :الالمركزية اإلدارية
الفرع األول :تعريف الالمركزية اإلدارية :
ي قصللد بالالمركزي للة اإلداري للة " :توزيللع الوظ للائف اإلداري للة بللين الحكوم للة المركزي للة فللي العاص للمة و ب للين الهية للات
المحلية أو المرفقية ،مع تتمتع هذه الهيةات بالشخصية المعنوية و خضوعها لرقابة الحكومة المركزية".2
فالمعيللار الرئيسللي لالمركزيللة اإلداريللة هللو اسللتقالل الهيةللات المحليللة فللي ممارسللتها الختصاصللاتها ،فتحللتفظ اإلدارة
المركزيللة بلللدارة الم ارفللق السلليادية القوميللة و تمللن األشللخاص المعنويللة المحليللة سلللطة إنشللاء و إدارة الم ارفللق العامللة
ذات الطابع المحلي.
و بهذا تظهر في هذا النظام إللى جانلب الدوللة و اإلدارة المركزيلة ،أشلخاص معنويلة محليلة أو مرفقيل ة يطللق عليهلا
باإلدارة الالمركزية أو السلطات اإلدارية الالمركزية.
الفرع الثاني :صور الالمركزية اإلدارية وتمييزها عن غيرها من األنظمة:
40
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وبهذا فان أهم الفوارق الجوهرية بين الالمركزية اإلدارية والالمركزية السياسية ما يلي:3
41
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
- 1تعد الالمركزية اإلدارية نظاما إداريا هدفه تيسير و دارة المرافق العامة وذلك عن طريلق توزيلع الوظيفلة اإلداريلة
بين السلطة المركزية والهيةات المحلية أو المرفقية.
أما الالمركزية السياسية فتتعلق بالنظام السياسي لالتحاد المركزي وتوزيع السلطات بين الدوللة االتحاديلة والواليل ات
التي تعتبر وحدات سياسية تتمتع باالستقالل الذاتي.
وبهللذا فللان الالمركزيللة السياسللية ال توجللد إال فللي الللدول المركبللة ،أمللا الالمركزيللة اإلداريللة فتوجللد فللي الللدول المركبللة
والبسيطة.
-2تخضع الوحدات المحلية أو المرفقية في الالمركزية اإلدارية لذات القوانين المطبقة في جميع أرجاء الدولة ،أملا
الواليللات فللي نظللام الالمركزيللة السياسللية فتتمتللع بللالحق فللي تطبيللق قوانينهللا الخاصللة التللي سللنتها سلللطتها التش لريعية
المستقلة عن السلطة التشريعية االتحادية.
-3تتمتع الواليات األعضاء في االتحاد المركزي بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية مستقلة عن الدوللة االتحاديلة
تمارسها دون أي رقابة أو وصاية.
أمللا الالمركزيللة اإلداريللة فتحتللرم وحللدة التش لريع ،فالمجللالس المحليللة ال تتمتللع بسلللطات تش لريعية ،بللل تتمتللع فقللط
بسلطات إدارية.
-4يت للولى الدس للتور االتح للادي ف للي االتح للاد المرك للزي مهم للة توزي للع االختصاص للات ب للين الدول للة االتحادي للة والوالي للات
بالطريقة التي تالءم ظروف وأوضاع كل دولة ،في حين يضطلع القانون اإلداري بتشكيل الهيةات الالمركزيلة سلواء
اإلقليمية أو المرفقية ويحدد اختصاصاتها.
ويترتب على هذا صعوبة تعديل االختصاصات الممنوحة للواليات في الالمركزية السياسية ألن هلذا يقتضلي تعلديل
الدستور نفسله ،وهلو دسلتور جاملد يشلترط لتعديلله إجلراءات معقلدة ،وفلي هلذا ضلمانة لحمايلة هلذه االختصاصلات ،
أمللا فللي نطللاق االختصاصللات التللي تللنهض بهللا الهيةللات الالمركزيللة والممنوحللة لهللا بموجللب تش لريع عللادي فلليمكن
تعديلها بسهولة بموجب تشريع عادي جديد.
-5تقوم الالمركزية السياسية على أساس مشاركة الواليات االتحادية في االتحاد المركزي فلي تكلوين اإلرادة العاملة
للدولللة االتحاديللة ،سلواء عللن طريللق ممثليهللا فللي مجلللس الواليللات الللذي يتللولى سللن القلوانين االتحاديللة باالشللتراك مللع
مجلس النوار أو المشاركة في تعديل الدستور االتحادي.
فللي حللين أن الهيةللات الالمركزيللة اإلداريللة ال تسللاهم فللي العمليللة التش لريعية و السياسللية للدولللة ألن هللذه الهيةللات ال
تمارس االختصاصات المحددة لها إال بموجب إرادة الحكومة المركزيلة والتلي تمللك حلق تعلديل اختصاصلات الهيةلة
المحلية.
-2الالمركزية المحلية والالمركزية المرفقية:
تتحقللق الالمركزيللة المحليللة بمللن جللزء مللن إقللليم الدولللة الشخصللية المعنويللة واسللتقالل بلللدارة شللؤونه المحليللة
تحك إشراف ورقابة السلطة المركزية.
أما الالمركزية المرفقية فيتحقق مدلولها بمن مرفق معين الشخصية المعنوية من أجل إدارة شؤونه بنفسه.
42
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وتتف للق الالمركزي للة المحلي للة والمرفقي للة ف للي عناص للر ث للالث ه للي :الشخص للية المعنوي للة واالس للتقالل الم للالي والخض للوع
إلشراف ورقابة السلطة المركزية.
وتفترق الالمركزية المحلية والمرفقية في عنصر التخصص ،فاألشلخاص المحليلة يكلون اختصاصلها إقليميلا ،بحيلث
ينحصر نشاطها في حلدود إقلليم محلدد ،أملا األشلخاص المرفقيلة فلان تخصصلها يتحلدد بمرفلق معلين وال يتعلداه إللى
سلواه ،وقللد تتبللع المؤسسللة شللخص إقليمللي وينحصللر نشللاطها فللي حللدود هللذا اإلقللليم كمللا قللد يمتللد ليشللمل كللل أنحللاء
الدولة.
الفرع الثالث :أركان الالمركزية اإلدارية:
يجب اإلشارة بداية إلى أن األركان التي سنتناولها تخص و تنطبق على الالمركزية اإلقليمية (اإلدارة المحليلة )
أما أركان الالمركزية المرفقية فلننا سنؤجلها إلى حين دراسة الم ارفلق العاملة ،و لالمركزيلة المحليلة ثالثلة أركلان هلي
:
أوال :االعتراف بوجود مصالح محلية أو إقليمية متميزة عن المصالح القومية:
إن مبللرر وجللود النظللام الالمركللزي هللو ظهللور ووجللود مصللال أو شللؤون محليللة ،األفضللل أن يتللرك مباشلرتها
لهيةات محلية معينة و إسناد إدارتها إلى سكان هذه الوحدات و الهيةات أنفسهم .
ذلك ألن سكان هذه الهيةات هلم األدرى ملن غيلرهم بحاجيلاتهم و األقلدر عللى إشلباعها و هلذا حتلى تتفلر الحكوملة
المركزية للمصال التي تهم الدولة كلها.1
و يكل اد بجمللع الفقلله أن هنللاك نللوع مللن المصللال ال يمكللن مواجهتهللا إال علللى المسللتوى المركللزي لطبيعتهللا القوميللة
حيللث تف للرض نفسللها ف للي كللل مك للان مللن أج لزاء الدول للة كللاألمن و العدال للة و الللدفاع ،تل للك هللي المص للال القومي للة أو
السليادية ،و هنلاك نلوع لخللر ملن المصلال التلي ال تظهللر إال فلي جلزء ملن إقللليم الدوللة و ال تهلتم إال بعلدد محللدود
من األفراد تلك هي المصال اإلقليمية.
و تحديد المصال التي تعتبر قوميلة أو تللك التلي تعتبلر إقليميلة أو محليلة ال يتلرك بيلد الحكوملة المركزيلة وحلدها و
إنما يقوم به المشرع .
إن إسللناد مهمللة تحديللد المصللال المحليللة المتمي لزة عللن المصللال الوطنيللة القوميللة -أي مهمللة تحديللد اختصاصللات
اإلدارة الالمركزي للة -إل للى البرلم للان و جعله للا م للن اختص للاص الق للانون و التش لريع يمث للل ض للمانا حقيقي للا ل للدعم الط للابع
الالمركلزي و يحمللي الهيةلات و الوحللدات الالمركزيلة مللن إمكانيلة تللدخل السللطة المركزيللة للتقلليص أو التضللييق مللن
مجال و نطاق تلك االختصاصلات ،والمشلرع علادة يتبلع أسللوبين لتوزيلع مظلاهر و مجلاالت الوظيفلة اإلداريلة بلين
اإلدارة المركزية و الالمركزية هما: 2
األساالوب األول :األسلللور اإلنجليللزي :ومقتضللاه أن يبللين المشللرع السلللطات و االختصاصللات المنوطللة بللاألجهزة
الالمركزية على سبيل الحصر و ما عداها فهو من اختصاصات اإلدارة المركزية باعتبارها من
43
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
44
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-أنظر لمزيد من التفصيل :عمار عوابدي ،مبدأ تدرج فكرة السلطة الرئاسية ،مرجع سابق ،ص 265.وما بعدها. 2
45
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
عليها ،أما في الوصاية اإلدارية فلنه ال يجوز للسلطة المركزية تعديل الق اررات التي تصدرها الهيةات المحلية و كل
من تملكه ،هو الموافقة أو الرفض فقط.
-مظاهر الرقابة اإلدارية:
إن الالمركزية اإلدارية ال تعني االستقالل المطللق للهيةلات المحليلة علن السللطات المركزيلة ،و ال تعنلي أيضلا
الخضللوع و التبعيللة و إنمللا تعنللي اسللتقالل الهيةللات المحليللة فللي ممارسللة وظائفهللا مللع خضللوعها لنللوع مللن الرقابللة و
الوصاية من السلطة المركزية من أجل ضمان وحدة الدولة ،و للرقابة اإلدارية علدة مظلاهر تمتلد إللى األشلخاص و
الهيةة و األعمال نوردها فيما يلي:1
-1الرقابة على الهيئات :
تمل للك الس لللطة المركزي للة ع للدة ص للالحيات ف للي مواجه للة الهية للات المحلي للة و م للن أهمه للا :س لللطة الح للل و اإليق للاف
نوضحهما فيما يلي:
أ -اإليقاف:
تستطيع اإلدارة المركزية طبقا للشروط و اإلجراءات القانونية أن تقوم بليقلاف و تعطيلل نشلاط و عملل المجللس
أو الهيةة المحلية العتبارات معينة ،إما أن تستند إلى مبدأ المشروعية أو مبدأ المالءمة.
ب -الحل:
كمللا تملللك السلللطة المركزيللة فللي هللذا المجللال حللق حللل الهيةللات المحليللة ،حيللث بمقتضللاه يللتم اإلعللدام القللانوني
للمجلل للس و تجريل للد أعضل للائه مل للن صل للفتهم كمنتخبل للين ،و هل للو مل للن أخطل للر مظل للاهر الرقابل للة اإلداريل للة لمساسل لله بمبل للدأ
الديمقراطي للة و االختي للار الش للعبي ،األم للر ال للذي اس للتلزم إحاطت لله بجمل للة م للن القي للود و الش للروط ض للمانا لع للدم تعس للف
السلطات المركزية.
كما يجب اإلشارة إلى أنه باإلضافة إلى هذه السلطات تملك الجهة الوصية ،حق دعوة المجلس المحلي لالنعقاد
في دورات استثنائية ،كما تساهم في دعمه ماليا في حالة عجزه.
-2الرقابة على األشخاص:
إن استقالل الهيةات المحلية ال يمنع السلطات المركزية من ممارسة الرقابة على األشخاص المسيرين للهيةات
المحلية ،فلها في هذا المجلال سللطة تعييلنهم و نقلهلم و تلأديبهم كلالوالة و الملدراء التنفيلذيين عللى مسلتوى الواليلات،
يما يجوز لها وقف المنتخبين عن العمل لمدة محدودة و إقصلائهم ملن المجلالس المنتخبلة وفقلا لإلجلراءات المحلددة
قانونيا .
-3الرقابة على األعمال:
تملك السلطات المركزية في هذا المجال عدة سلطات يمكن إجمالها فيما يلي:
أ -المصادقة:
تنص مختلف القوانين على إلزام اإلدارة المحلية بلخضاع بعلض ق ارراتهلا لتزكيلة السللطة المركزيلة ،أي ضلرورة
القررات كالمصادقة على ميزانية
المصادقة عليها و إجازتها قبل تنفيذها و هذا بسبب أهمية هذه ا
46
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
البلدية.
و التصديق قد يكون صريحا عندما تلجأ السلطة المركزية إلى إصدار قرار تفص فيه صراحة عن موافقتها للقلرار
الصلادر عللن الهيةللات المحليلة ،كمللا قللد يكلون التصللديق ضللمنيا عنلدما تلتللزم سلللطة الرقابلة الصللمك و السللكوت إزاء
العمل أو القرار المعروض عليها ،و بهذا يعد القرار نافذا إذا مضك مدة زمنية معينة دون إق ارره من طلرف السللطة
المركزية.1
و السؤال الذي يطرح في هذا المجال هو - :ما هي الطبيعة القانونية للتصديق ؟
يعتبللر التصللديق عمللال إداريللا متميل از عللن العمللل الالمركللزي المشللمول بالتصللديق مللن جهللة الوصللاية ،أي أن الجهللة
الوصللية ال تعتبللر ش لريك فللي إصللدار الق لرار الالمركللزي ،و بهللذا فلللن ق لرار التصللديق ال يتحللد و ال ينللدمش مللع ق لرار
الجهة المحلية ،و هناك نتائش قانونية تترتب على هذه الطبيعة ال بد من ذكرها وهي:
-1ال يجللوز للجهللة المحليللة تنفيللذ قرارهللا قبللل التصللديق عليلله مللن السلللطة الرقابيللة و إال كللان التصللرف معيبللا لعللدم
المشروعية ،مما يجوز الطعن فيه باإللغاء أمام القضاء اإلداري.
-2إن الق لرار حت للى بع للد التص للديق علي لله ينس للب إل للى الش للخص الالمرك للزي ال للذي أص للدره و ل لليس إل للى الجه للة الت للي
صادقك عليه.
-3يجلوز للهيةللة المحليللة الرجللوع أو العللدول علن قرارهللا أو تعديللله بعللد التصللديق عليله مللن السلللطة الوصللية و ذلللك
بعد إجراء التصديق عليه مرة ثانية.
-4الشللخص الالمركللزي هللو وحللده الللذي يتحمللل المسللؤولية عللن األضلرار التللي تنشللأ بسللبب تنفيللذ القلرار المصللادق
عليه.
-5تملك الهيةة المحلية الحق في حالة رفض التصديق على قرارها أن تمضي في تنفيذه على مسؤوليتها ،كما لهلا
حق الطعن في قرار رفض التصديق أمام القضاء اإلداري.
-6ال يغطي التصديق العيور القانونية التي تكون قد لحقك بالقرار المصادق عليه إذا كان في األصل معيبا.
ب -سلطة اإللغاء:
الجهلات المحليلة هو ذلك اإلجراء الذي بمقتضاه يمكن لجهلة الوصلاية إنهلاء لثلار القلرار الصلادر علن
ألنلله يخللالف القللانون ،و فللي هللذا المجللال يتللدخل القللانون و يحصللر حللاالت اإللغللاء التللي يمكللن اتخاذهللا مللن طللرف
السلطة المركزية ،كما يحدد الكيفيات و اإلجراءات التي يتم بموجبها اإللغاء.
و بهللذا فلللن سلللطة اإللغللاء المخولللة للسلللطة المركزيللة محللدودة و يمكللن مراجعتهللا و الطعللن فيهللا أمللام السلللطات
اإلدارية والئيا أو رئاسيا ،أو أمام الجهة القضائية المختصة.
ي -الحلول:
يقصد به " :حلول السلطة المركزية أو سلطة الوصاية محل السلطة الالمركزيلة فلي اتخلاذ القل اررات التلي تلؤمن
و تضمن سير المصال العامة".
47
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
و ب ه للذا ف لللن س لللطة الوص للاية ال تم للارس س لللطتها أو رقابته للا عل للى األعم للال اإليجابي للة الت للي تص للدر عل للى الهية للات
المحلية فقط و إنما تمتد رقابتها أيضا إلى األعمال السلبية لهذه الهيةات عندما تمتنع هذه األخيرة عن القيام بها ،و
نظ ار لخطورة هذا اإلجراء فلن المشرع قيده بعدة شروط تكفل و تضمن استقاللية الهيةات الالمركزية و هي :
-1أن تكللون الهيةللة الالمركزيللة ملزمللة بالتصللرف قانونللا حيللث يكللون امتناعهللا عمللال غيللر مشللروع كمللا هللو الحللال
بالنسبة للنفقات اإللزامية في ميزانية البلدية (المادة 154من قانون البلدية رقم .)08-90
-2تقاعس و امتناع اإلدارة المحلية رغم إعذارها و تنبيهها بضرورة التصرف قبل الحلول محلها في تنفيذه.
الفرع الرابع :تقدير الالمركزية اإلدارية:
للنظام اإلداري الالمركزي الكثير من المزايا ،كما يشوبه بعض العيور و هذا ما سنبينه فيما يلي:
أوال :مزايا الالمركزية اإلدارية:1
أ -على المستوى السياسي :يكرس النظام الالمركزي مبدأ الديمقراطية بتمكين الشعب من تسيير شؤونه بنفسه عن
طريق ممثليه في المجالس المحلية المنتخبة.
ر -على المستوى اإلداري :يحقق النظام الالمركزي من الناحية اإلدارية عدة فوائد منها:
-1تخفيف العبء عن اإلدارة المركزية.
- 2تجسيد مبدأ تقريب اإلدارة من المواطن .
-3تؤدي إلى تبسيط اإلجراءات و تجنب البطء و الروتين.
-4تحسللين مردوديللة الوظيفللة اإلداريللة نظل ار إلدارة الشللؤون المحليللة مللن طللرف أشللخاص لهللم مصللال مباشلرة،
مما يدفعهم إلى زيادة االهتمام لتلبية االحتياجات المحلية.
ج -على المستوى االجتمااعي :يلؤدي النظلام الالمركزيلة إللى تحقيلق العداللة فلي توزيلع حصليلة الضلرائب و تلوفير
الخللدمات فللي كافللة أرجللاء الدولللة ،علللى عكللس المركزيللة التللي تحضللى فيهللا المللدن الكبللرى بعنايللة أيبللر علللى حسللار
المدن و األقاليم الصغرى األخرى.
-2عيوب الالمركزية اإلدارية:
يمكن حصر االنتقادات الموجهة لالمركزية اإلدارية و هي ضةيلة مقارنة بمزاياها في جانبين هما :2
أ -من الناحية السياسية :يؤدي هذا النظلام إللى المسلاس بوحلدة الدوللة ملن خلالل توزيلع الوظيفلة اإلداريلة بلين
السلطة المركزية و الهيةات المحلية و من خالل االعتراف لهذه األخيرة بالشخصية المعنوية.
ر -مان الناحياة اإلدارياة :يللؤدي هلذا النظلام ملن الناحيلة اإلداريلة إلللى علدم التجلانس فلي القيلام بالعمللل اإلداري
واختالفه من إقليم آلخر.
48
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يما أن تشكيل الهيةات المحلية بناء على االنتخار قد يكون عامال في ضعف مردودية الجهاز اإلداري لقللة خبرتله
وكفاءته وتأثير الدعاية الحزبية في تكوينه.
وال شك أن هذه االنتقادات مبالغ فيها ،ويمكن عالجها عن طريق الرقابة أو الوصاية اإلدارية التي تمارسها السلطة
المركزية على الهيةات المحلية.
يم للا يمك للن س للد ال للنقص ف للي الخبللرة اإلداري للة للهية للات المحلي للة ع للن طري للق الت للدريب وعق للد اللق للاءات ب للين المنتخب للين
المحليين وهذا ما سيؤدي إلى زيادة الكفاءة اإلدارية والتقليل من فرص اإلسراف واإلنفاق وضمان التجلانس فلي أداء
العمل اإلداري بين الهيةات المحلية ودرء مخاطر االختالف وانعكاساته.
الباب الثاني
اإلطار التطبيقي للقانون اإلداري
بعد استعراضنا في البار األول كل ما هو ذو عالقة بالجانب النظري للقانون اإلداري من تعاريل ومفاهيم
وخصائص ومصادر ومعايير وأسس نظرية التنظيم اإلداري ،فلننا سنخصص هذا الجزء من الدراسة للجانب
العملي والتطبيقي ،حيث سنتناول فيه تطبيقات نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر ،والذي يقوم في الجزائر كباقي
دول العالم على أساس الدمش بين النظامين (النظام المركزي و النظام الالمركزي) و هذا من خالل تطبيق
المركزية اإلدارية على مستوى قمة الهرم اإلداري إلى جانب تطبيق الالمركزية اإلدارية على مستوى قاعدة الهرم
اإلداري ،كما سنخصص جانب من الد ارسة للتطرق لمظاهر النشاط اإلداري وهما الضبط اإلداري والمرفق
العمومي ،وفيما يلي تفصيل ذلك:
الفصل األول
اإلدارة المركزية الجزائرية
يقصد باإلدارة المركزية :مجموع المصال و الهيةات اإلدارية الموجودة في قمة الهرم اإلدارة ،و التي تكون
لسنة ،1996وكذا التعديل الدستوري لسنة 2016فان أهم عادة في العاصمة ،وطبقا للدستور الجزائري
المؤسسات اإلدارية الموجودة على المستوى المركزي هي :
-1رئاسة الجمهورية.
-2رئاسة الحكومة(الو ازرة األولى)
-3الو ازرة.
-4المؤسسات الوطنية االستشارية.
المبحث األول :رئاسة الجمهورية:
تقوم رئاسة الجمهورية على مجموعة من الهيةات تتمثل في األجهزة و الهيايل الداخلية و التي يحكمها
المرسوم الرئاسي رقم ، 132/94 :و المرسوم الرئاسي رقم 197/01 :إال أنه يبقى منصب رئيس الجمهورية أهم
منصب في هذه المؤسسة الدستورية.
49
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-القانون رقم 01/16 :المؤرخ في 06مارس 2016المتيمن التعديل الدستوري ،ج ر ج ج ،عدد 14لسنة .2016 1
50
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء 45يوما ،يعلن الشغور باالستقالة وجوبا و في هذه الحالة يجتمع المجلس
الدستوري وجوبا من جديد و يثبك الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية ،و يتولى بعدها رئيس مجلس األمة مهام
رئيس الدولة مدة أقصاها ( )60يوما تنظم خاللها انتخابات رئاسية
ثانيا :االستقالة اإلرادية :يحق لرئيس الجمهورية أن يقدم استقالته بلرادته ألي سبب يراه و يقدره شخصيا.
وفي هذه الحالة يجتمع المجلس الدستوري و يثبك حالة الشغور ،ثم يجتمع البرلمان بغرفتيه ليبلغ بشهادة
الشغور ،و يتولى مهام رئيس الدولة رئيس مجلس األمة لمدة أقصاها 60يوما تنظم خاللها انتخابات رئاسية.
ثالثا :حالة اقتران استقالة أو وفاة رئيس الجمهورية بشغور منصب رئاسة مجلس األمة.
وفقا للمادة 102من الدستور فان رئيس المجلس الدستوري هو الذي يتولى رئاسة الدولة طبقا لنفس اإلجراءات
السابقة.
المطلب الثالث :صالحيات رئيس الجمهورية :
لرئيس الجمهورية الكثير من الصالحيات و السلطات التي نص عليها الدستور ،و خاصة المادتين 91و ،92و
سنحاول أن نقتصر في هذا المجال على الصالحيات ذات الطابع اإلداري فقط و يمكن إجمال هذه الصالحيات
في ثالثة أنواع هي :
الفرع األول :سلطة التعيين:
يعتبر رئيس الجمهورية الرئيس اإلداري األعلى في الدولة و بهذه الصفة منحه المشرع صالحية التعيين في
الوظائف المدنية و العسكرية السامية.
إال أن هذه السلطة عرفك الكثير من التطورات ،بداية من دستور 1989و الذي وزع سلطة التعيين في
المناصب السامية (المدنية و العسكرية ) بين رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة و لكن هذا التوزيع لم يكن
واضحا و دقيقا ،الشيء الذي أدى إلى تداخل في الصالحيات و االختصاصات في هذا المجال .
إال أن هذا التداخل في الصالحيات لم ينتهي بصدور التعديل الدستوري لسنة 1996و الذي حاول الفصل بين
سلطات رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة في مجال التعيين و لكن دون جدوى ،فرغم فصله بين مجال
اختصاص رئيس الجمهورية و المحدد في المادتين 77و 78و مجال سلطة رئيس الحكومة في المادة 85من
الدستور ،إال أن التداخل و الصراع بقي قائما و هذا إلى غاية صدور المرسوم الرئاسي رقم 240-99و المتعلق
بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة .
ورغما أن المرسوم السا بق الذكر قد نج إلى حد بعيد في تحديد االختصاصات و قضى على التداخل بينها،
وأنهى التنازع في االختصاص بين مسةولي السلطة التنفيذية في الدولة الجزائرية إال أن الكثير من األمور بقيك
عالقة ،خاصة تلك المرتبطة بعالقة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة و الطاقم الوزاري من جهة و عالقة رئيس
الجمهورية باعتباره رئيس السلطة التنفيذية بالسلطة القضائية .
األمر الذي أدى بالمشلرع الج ازئلري إللى تلدارك كلل هلذه النقلائص بلصلدار القلانون رقلم 19/08 :المتضلمن
التعديل الدستوري ،و الذي أعاد بناء و تنظيم وهيكلة السللطة التنفيذيلة ملن جديلد ،يملا قلام بتوزيلع االختصلاص فلي
مجال سلطة التعيين من جديد وهذا عقب تعديل المواد 77 :و 79و التي أعطللك
51
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
لرئيس الجمهورية سلطة واسعة في التعيين مقارنة مع سلطة الوزير األول ،هذا األخير الذي عوض رئيس
الحكومة .
ويمكن إجمال هذه الصالحيات في ما يلي :
-1الصالحيات الواردة في المادة 91من التعديل الدستوري لسنة 2016
/1هو القائد األعلى للقوات المسلحة
/2يتولى مسؤولية الدفاع الوطني
/3يقرر السياسية الخارجية لألمة و يوجهها
/4يرأس مجلس الوزراء
/5يعين الوزير األول بعد استشارة األغلبية البرلمانية و ينهي مهامه
/6يوقع المراسيم الرئاسية
/7له الحق في إصدار العفو و الحق في تخفيض العقوبات أو استبدالها
/8له أن يستشير الشعب في كل قضية ذات أهمية وطنية عن طريق االستفتاء
/9يبرم المعاهدات الدولية ويصادق عليها
/10يسلم أوسمة الدولة ونياشينها وشهاداتها التشريعية
-2الصالحيات الواردة في المادة 92من التعديل الدستوري لسنة : 2016
/1الوظائف والمهام المنصوص عليها في الدستور
/2الوظائف المدنية والعسكري في الدولة
/3التعيينات التي تتم في مجلس الوزراء
/4يعين محافظ بنك الجزائر
/5يعين القضاة
/6يعين مسةولي أجهزة األمن
/7يعين الوالة
/8يعين السفراء و المبعوثين فوق العادة ....
العليا /9يم يعين أيضا كل من :األمين العام للحكومة يعين رئيس مجلس الدولة ،الرئيس الغول للمحكمة
-3الصالحيات الواردة في المادة 93من التعديل الدستوري لسنة :2016
/1يعين أعضاء الحكومة بعد استشارة الوزير األول
-هذا باإلضافة إلى تعيينات كثيرة واردة في مواد أخرى من الدستور :كتعيين ثلث أعضاء المجلس
الدستوري ،وثلث أعضاء مجلس األمة و 15عضوا من المجلس اإلسالمي األعلى ...
52
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
53
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
أوال :إعالن حالة الطوارئ و الحصار :وفقا للمادة 105من التعديل الدستور 2016يقرر رئيس الجمهورية إذا
ادعك الضرورة الملحة حالة الطوارا أو الحصار لمدة معينة بعد اجتماع المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس
المجلس الشعبي الوطني ،ورئيس مجلس األمة ،ورئيس الحكومة ،ورئيس المجلس الدستوري ،ويتخذ كل التدابير
الالزمة الستتبار الوضع و ال يمكن تمديد حالة الطوارا أو الحصار إال
بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا،ويتم تنظيم حالة الطوارا و حالة الحصار بموجب قانون
عضوي(م.) 106.
ثانيا :إعالن الحالة االستثنائية :وفقا المادة 107من الدستور يقرر رئيس الجمهورية الحالة االستثنائية إذ كانك
البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقاللها أو سالمة ترابها.
وال يتخذ مثل هذا اإلجراء إال بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة و المجلس
الدستوري و االستماع إلى المجلس األعلى لألمن ومجلس الوزراء.
وعلى رئيس الجمهورية أن يتخذ اإلجراءات االستثنائية التي تتطلبها المحافظة على استقالل األمة و المؤسسات
الدستورية ،ويجتمع البرلمان وجوبا.
ثالثا :التعبئة العامة وفقا للمادة 108من الدستور يقرر رئيس الجمهورية التعبةة العامة في مجلس الوزراء بعد
االستماع إلى المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس مجلس األمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني.
رابعا :إعالن حالة الحرب :وفقا للمادة 109من الدستور إذ وقع عدوان فصلي على البالد أو يوشك أن يقع
حسبما نصك عليه الترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة ،يعلن رئيس الجمهورية الحرر ،بعد إجماع مجلس
.و ورئيس مجلس األمة. الوزراء و االستماع إلى المجلس األعلى لألمن و استشارة رئيس المجلس
يجتمع البرلمان وجوبا ويوجه رئيس الجمهورية خطابا لألمة يعلمها بذلك ويوقف العمل بالدستور مدة حالة الحرر
ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات و إذا انتهك المدة الرئاسية خالل الحرر مدة وجوبا إلى غاية نهاية
الحرر( .م .) 110
ثانيا :الوزير األول:
تبنك الجزائر قبل 1988منذ وحدة السلطة التنفيذية و لكن بعد أحداث 05أيتوبر 1988و بمناسبة
التعديل الدستوري لشهر نوفمبر 1988تم تكريس مبدأ ثنائية السلطة التنفيذية من خالل استحداث منصب رئيس
الحكومة إلى جانب رئيس الجمهورية ،هذه الثنائية التي تم تكريسها في دستور 23فيفري 1989وتم تثبيتها في
التعديل الدستوري لشهر نوفمبر .1996
إال أن المشرع بمقتضى القانون رقم 19/08 :المتضمن التعديل الدستوري رأى أنه من المناسب إعادة تنظيم
السلطة التنفيذية من الداخل و هذا باستبدال وظيفة رئيس الحكومة بوظيفة الوزير األول .
و بهذا فلن الهيكلة الجديدة للسلطة التنفيذية في ظل التعديل الدستوري لسنة 2008قائمة على أساس رئيس
الجمهورية و الوزير األول وهو ما أيده التعديل الدستوري لسنة 2016
المطلب األول :تعيين الوزير األول
54
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
و لم يحدد الدستور أي شرط لتولى هذا المنصب كأن يكون مثال ينتمي سياسيا إلى الحزر الفائز بأغلبية المقاعد
في البرلمان ،إال أن االعتبارات السياسية تقتضى ذلك للعمل و الحد من التوتر و الصراع بين المؤسسات السياسية
.
يما يمكن لرئيس الجمهورية حسب التعديل الدستوري لسنة 2008والذي تراجع عنه في ظل الدستور الحالي لسنة
2016أن يعين نائبا أو عدة نوار للوزير األول بغرض مساعدة الوزير األول في ممارسة وظائفه و يعين
مهامهم (المادة 07/77من التعديل الدستوري للسنة .) 2008
الفرع الثاني :انتهاء المهام
تنتهي مهام الوزير األول إما بالوفاة أو باإلقالة أو االستقالة.
أوال :اإلقالة :يخول الدستور لرئيس الجمهورية الحق في إنهاء مهام الوزير األول بموجب مرسوم رئاسي (المادة
05/91من التعديل الدستوري لسنة ).2016
ثانيا :االستقالة :تأخذ استقالة الوزير األول وفقا للدستور شكلين :
-1االستقالة اإلرادية :تنص المادة 100من الدستور المعدل سنة " 2016يمكن للوزير األول أن يقدم
استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية "
-2االستقالة الح مية و تكون في الحاالت التالية :
-1عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمل الحكومة "المادة 95من الدستور المعدل سنة
.2016
في هذه الحالة يعين رئيس الجمهورية من جديد وزي ار أول حسب الكيفيات نفسها
-2حالة ترش الوزير األول لرئاسة الجمهورية ( المادة 104من الدستور المعدل سنة)2016
-3حالة مصادقة المجلس الشعبي الوطني على ملتمس الرقابة :وهذا وفقا للمادة 98من الدستور .
و إنهاء مهام الوزير األول يترتب عليه إنهاء مهام كل أعضاء الحكومة وجوبا .
-4حالة عدم التصويك بالثقة إذا طلب الوزير األول ذلك ،وفقا للمادة 98من الدستور.
المطلب الثاني :صالحيات الوزير األول
وفقا للمادة 85من الدستور المعدل بموجب القانون رقم : 19/08 :يمارس الوزير األول الصالحيات التالية :
الفرع األول :صالحية التعيين
حسب المادة 99من التعديل الدستوري لسنة 2016يمارس الوزير األول زيادة على السلطات التي تخولها إياه
صراحة أحكام أخرى من الدستور ،الصالحيات التالية:
-1يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة مع احترام األحكام الدستورية
55
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-5يما يتمتع الوزير األول بصالحيات التعيين في وظائف الدولة بعد موافقة رئيس الجمهورية (المادة 5/99
من الدستور) ،وسلطة الوزير األول في التعيين تطال مختلف المجاالت إال ما استثني صراحة بنص لصال
رئيس الجمهورية،يما هو وارد في المواد 91و 92من الدستور المعدل سنة ، 2016وكذا في القانون رقم:
239/99و المتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة. 1
الفرع الثاني :السلطة التنظيمية:
يمارس ال وزير األول السلطة التنظيمية بموجب ما يوقعه من مراسيم تنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية ( المادة
)99وهذا تطبيقا و لمخطط عمل الحكومة (المادة 94من التعديل الدستوري لسنة ) 2016كما يسهر على تنفيذ
القوانين و التنظيمات (المادة 02/99من التعديل الدستوري).
و ذا كانك السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية واسعة ومستقلة فلن السلطة التنظيمية للوزير األول مرتبطة إما
بالسلطة التشريعية (المادة 02/143من التعديل الدستوري لسنة " )2016يندرج تطبيق القوانين في المجال
التنظيمي الذي يعود للوزير األول ".و إما بالسلطة التشريعية والتنظيمية لرئيس الجمهورية " أي ما يصدره من
أوامر رئاسية و تنظيمات.
و بهذا فلن السلطة التنظيمية للوزير األول أضيق نطاقا من السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية كما أنها سلطة
غير مستقلة و إنما مرتبطة بما يصدر قبلها من تشريعات و قوانين و أوامر رئاسية .
الفرع الثالث :توزيع الصالحيات بين أعياء الح ومة
من بين أهم مهام الوزير األول تنفيذ مخطط عمل الحكومة وألجل هذا يضبط الوزير األول مخطط عمله
لتنفيذه (المادة 99من التعديل الدستوري لسنة ،)2016وبحكم ترأسه للجهاز التنفيذي في الدولة ،له الحق في
تنظيم الطاقم الوزاري و ضبط مخطط عمله وفقا للبرنامش الذي رسمه ووضعه رئيس الجمهورية ،فهو الذي يحدد و
يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة و ينسق بينهم ويقسم العمل و يضبط اختصاص كل وزير بدقة (.المادة
01/899من التعديل الدستوري لسنة . ) 2016
الفرع الرابع :السهر على حسن سير اإلدارة العامة
وفقا للمادة 06/99من الدستور المعدل لسنة 2016يسهر الوزير األول على حسن سير اإلدارة العمومية ،و
هذا بحكم ترأسه للجهاز اإلداري في الدولة .
إذ يعمل على تسيير الجهاز اإلداري و توجيهه و فقآ لبرنامش رئيس الجمهورية الذي تعهد به أمام الشعب.
56
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
كما يعمل ع لى تنظيم اإلدارة العامة و حسن سيرها و التنسيق بين مختلف وحداتها و فروعها ،و له في هذا
المجال أيضا إصدار األوامر و التعليمات ألجل ضمان حسن أداء العمل اإلداري في مختلف الو ازرات و قطاعات
الحكومة ،هذا باإلضافة إلى صالحيات و سلطات أخرى واردة بالدستور .
المطلب الثالث :األجهزة المساعدة للوزير األول
وفقا للمادة 7/77من الدستور المعدل لسنة " : 2008يمكن لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا أو عدة نوار
للوزير بغرض مساعدة الوزير األول في ممارسة و وظائفه و ينهي مهامهم ".وقد ألغيك هذه المادة في ظل
التعديل الدستوري لسنة .2016
يما يجب اإلشارة إلى أنه يساعد الوزير األول في قيادة العمل الحكومي مصال تتكون من :
-3مكلفيين بمهمة -1مدير الديوان -2رئيس الديوان
و يلدير ملدير اللديوان و رئلليس اللديوان تحلك سللطة الللوزير األول و فلي حلدود صلالحيات كللل منهملا ديلوان الللوزير
األول و ينس للقان نش للاطه و ه للذا وفق للا للم للادة 03م للن المرس للوم التنفي للذي 63 /09 :الم للؤرخ فل للي 2009/02/07
المتضمن مهام ديوان الوزير األول و تنظيمه .
كما يساعد الوزير األول هيةة تسمى بمديرية إدارة الوسائل المنشأة بموجب :المرسوم التنفيذي رقم 64/09الملؤرخ
في 2009/02/07 :المحدد صالحيات مديرية إدارة الوسائل للوزير األول و تنظيمها .
و تشمل مديرية إدارة الوسائل للوزير األول على 05مديريات فرعية هي :
-المديرية الفرعية للموارد البشرية .
-المديرية الفرعية للميزانية و المحاسبة .
-المديرية الفرعية للوسائل العامة .
-المديرية الفرعية لإلعالم اآللي .
-المديرية الفرعية للشؤون القانونية و الوثائق و األرشيف.
57
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ال توجد شروط خاصة ومحددة يجب توافرها في الوزير ،إال أن رئيس الجمهورية هو الذي يستأثر بسلطة تعينه
بعد استشارة الوزير األول (المادة )79المعدلة بموجب مرسوم رئاسي.1
ثانيا :انتهاء المهام
باإلضافة إلى الوفاة تنهي مهام الوزير" عضو الحكومة " وفقا لصورتين هما:2
/1اإلقالة :إعماال لقاعدة توازي األشكال ،إذ يمكن لرئيس الجمهورية أن يعلزل أو يقيلل أحلد اللوزراء بعلد استشلارة
الوزير األول أن يقترح على رئيس الجمهورية عزل أحد الوزراء .
/ 2االستقالة :وهي نوعان :
ب/ أ /االستقالة اإلرادية :وتكون بلرادة الوزير في أي وقك شلاء بشلرط قبولهلا ملن طلرف رئليس الجمهوريلة.
االستقالة الح مية :وتكون في حالة إقالة أو استقالة رئيس الحكومة .
الفرع الثاني :صالحيات الوزير
بالرجوع إلى الدستور يمكن إجمال أهم صالحيات الوزير في :3
أوال :السلطة التنظيمية :يساهم الوزير في تنفيذ وتطبيق المراسيم التنفيذية بموجب ما يصدره من ق اررات تنظيميلة
( ق اررات و ازرية ) تتصل بقطاع و ازرته .
وبهذا فلن سلطته التنظيمية غير مستقلة و نما مرتبطة بالسلطة التنظيمية لرئيس الحكومة .
ثانيا :السلطة الرئاسية :يعتبر الوزير الرئيس اإلداري األعلى في و ازرته وله فلي هلذا المجلال الحلق فلي ممارسلة
جمع مظاهر السلطة الرئاسية من إصدار األوامر والتوجيهات والرقابة والتعقيب على أعمال جميع ملوظفي اللو ازرة "
المر وسين " .
ثالثا :سلطة التعيين :رغم أن سلطة التعيين مخولة قانونا لرئيس الجمهورية في إطار تنفيلذ برنامجله إال انله ملن
الناحية العملية يتم تفويضها للوزير بالنسبة لتعيين مستخدمي اإلدارة المركزية للو ازرة .
رابعا :الوصاية اإلدارية :يمارس الوزير وصايته ورقابته اإلدارية على مختلف المؤسسات اإلدارية العامة العامللة
في إطار قطاعه ،والتي تتمتع بالشخصية المعنوية .
المطلب الثاني :تنظيم الوزارة
يختلف التنظيم اإلداري والداخلي للو ازرات باالختالف نوعها ونشاطها .
وبللالرجوع إلللى المرسللوم التنفيللذي المعللدل المللتمم رقللم 188/90المللؤرخ فللي 23 :جلوان 1990الللذي يحللدد هيايللل
الو ازرة وأجهزتها نجد أن تنظيم الو ازرة المركزية يقوم على ما يلي :
الفرع األول :اإلدارة المركزية للوزارة :
والتللي تتشللكل مللن الللديوان وجهللاز التفتلليس واألجه لزة االستشللارية ،والمللديريات العامللة أو المركزيللة والتللي تنقسللم
بدورها إلى مديريات فرعية التي تتكون من مكاتب.1
-لمزيد من التفاصيل انظر :بعلي محمد الصغير ،مرجع سابق ،ص.111. 3
58
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
/1و ازرات السيادة :وهي الو ازرات األساسية المكلفة بالحفاظ على كيان الدولة واستقرارها ،مثلل :و ازرة العلدل،
و ازرة الخارجية ،و ازرة الداخلية و و ازرة الدفاع الوطني .
/2الاااو ازرات ذات الطاااابع االقتصاااادي :وه للي مجمللوع ال للو ازرات العامل للة فللي المي للدان االقتص للادي كالص للناعة،
الفالحة ،التجارة .
/ 3الو ازرات ذات الطابع االجتماعي والثقافي :وتتمثل في اللو ازرات العامللة فلي الميلدان االجتملاعي والثقلافي
:كو ازرة الثقافة ،الشؤون االجتماعية ،التعليم العالي ،التربية ...
المطلب الثالث :المؤسسات الوطنية االستشارية:
باإلض للافة إل للى المؤسس للات الوطني للة المركزي للة توج للد مؤسس للات و هية للات إداري للة مركزي للة استش للارية ف للي جمي للع
الميادين االقتصادية و االجتماعية،و الثقافية و يطلق عليها بالهيةات الوطنية أو المجالس العليا.
و تعتبر االستشارة ضرورية في مجال اإلدارة ألنها توجه رجلل اإلدارة نحلو القلرار األصلور ،إذ مهملا كانلك كفاءتله
ف ل للان ل ل للن يل ل للم بك ل للل المي ل للادين و المه ل للن و التخصص ل للات و ه ل للذا ال ل للنقص يمك ل للن تفادي ل لله باالستش ل للارة و االس ل للتعانة
بالمتخصصين في كل المجاالت.
الفرع األول :أش ال االستشارة :تأخذ االستشارة في الواقع عدة أشكال هي:
أوال :االستشارة االختيارية (غير الملزمة):و تكون فلي حاللة علدم وجلود نلص يللزم اإلدارة بلان تستشلير هيةلة معينلة
قبل اتخاذها القرار فاإلدارة هنا لها الخيار في طلب اإلشارة.
ثانيا :االستشارة اإلجبارية :وتكون في حالة وجود نص يلزم اإلدارة بان تأخلذ رأي جهلة معينلة قبلل اتخاذهلا القلرار،
فاإلدارة تكون هنا ملزمة باللجوء إلى إج ارء االستشارة و يؤدي إللى بطلالن تصلرفها فلي حاللة علدم احت ارمله ،وبعلد
اطالعها على االستشارة يكون لها الحرية في أن تأخذ به أو تخالفه.
59
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ثالثا :االستشاارة المتبوعاة باالرأي الواجاب اإلتبااع الارأي المطاابق " وتكلون فلي حاللة وجلود نلص يللزم اإلدارة أن
تطلب اإلستشارة من هيةة معينة مع ضرورة االلتزام بها ،أي أن القلرار يجلب أن يكلون مطابقلا لللرأي الصلادر علن
الجهة االستشارية و ال كان باطال .
الفرع الثاني :بعض الهيئات االستشارية :
أوال :الهيئات االستشارية المستحدثة بموجب الدستور:
عم للل المؤس للس الدس للتوري م للن خ للالل التع للديل الدس للتوري األخي للر لس للنة 2016عل للى دس للترة بع للض الهية للات
االستشل ل للارة علل ل للى غل ل لرار المجلل ل للس اإلسل ل للالمي األعلل ل للى (المل ل للادة 195مل ل للن الدسل ل للتور) والمجلل ل للس الل ل للوطني لحقل ل للوق
اإلنسان(المادة 198من الدستور) والمجلس األعلى للشبار(المادة 200من الدسلتور) والهيةلة الوطنيلة للوقايلة ملن
الفسللاد ومكافحتلله(المادة 202مللن الدسل تور)والمجلس الللوطني االقتصللادي واالجتماعي(المللادة 204مللن الدسللتور)
والمجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات(المادة 206من الدستور).
- 1المجلس الوطني االقتصاادي واالجتمااعي :أحلدث بموجلب لمرسلوم الرئاسلي رقلم 225/ 93المعلدل والملتمم
وهلو عبللارة عللن هيةللة مختلطلة تضللم خبل ارء ينتمللون لقطاعللات مختلفلة ( حلرفيين ،تجللار ،صللناعيين )....ومهمتلله
إبداء اإلستشارة في المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية .
ولقد تم دسترة هذه الهيةة االستشارة بموجب المادة 204من التعديل الدستوري لسنة .2016
-2اللجنة الوطنية االستشارية لترقية وحماية حقاوق اإلنساان :لقلد تلم إنشلاء اللجنلة بموجلب المرسلوم الرئاسلي
رقم ، 71/01واللجنة هي هيةة ذات طابع استشاري للرقابة واإلنذار المبكر والتقييم في مجال حقوق اإلنسان ،وقلد
تم إلغائها وتعويضها بهيةة جديدة هي المجلس الوطني لحقوق اإلنسان.1
ثانيا :الهيئات االستشارية المحدثة بموجب مرسوم رئاسي: 2
-1المجلااس األعلااى للتربيااة :المحللدث بموجللب المرسللوم الرئاسللي رقللم 101/96وهللو عبللارة عللن هيةللة استشللارية
على المستوى الوطني في مجال التربية وتم حله سنة 2001بموجب المرسوم الرئاسي رقم . 112 / 2000
-4المجلس األعلى للغة العربية :أنشأ بموجب المرسوم الرئاسي رقم 226/98وهو مجلس استشاري في مجال
حماية اللغة العربية وترقيتها وتطويرها وتعميمها .
ب /الهيئات االستشارية المحدثة بموجب مراسيم تنفيذية: 3
-1المجلااس الاااوطني للمحاسااابة :واحللدث بموج للب المرسللوم التنفي للذي رقللم 318/96ووض للع تحللك س لللطة وزي للر
المالية ،وهو جهاز استشاري ذو طابع وزاري مشترك ومهني مشترك ،يبدي اإلستشارة في المجال المحاسبي.
-2المجلااس الااوطني للمارأة:وأحللدث بموجللب المرسللوم التنفيللذي رقللم 98/97 :يمللارس مهاملله تحللك إشلراف رئلليس
الحكومة ،وهو جهاز استشاري في مجال السياسة الوطنية للمرأة .
-لقد تم دسترة الهيةة الجديدة بموجب المادة 198من التعديل الدستوري لسنة .2016 1
-عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص 217.وما بعدها. 2
60
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
الفصل الثاني
اإلدارة الالمركزية الجزائرية اإلدارة المحلية
إن اإلدارة المحليللة هللي إحللدى صللور الالمركزيللة اإلداريللة ،والتللي ظهللرت الحاجللة ماسللة للعمللل بهللا ،خصوصللا
بعد تعدد وظائف الدولة الحديثة واتساع رقعتها وكثرة أنشطتها اإلدارية نتيجة لزيلادة تلدخلها فلي النشلاط االقتصلادي
وللمتغيرات السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي شهدها العالم أواخر القرن 19وبداية القرن .20
إن اإلدارة المحلية الزمة في أي دولة مهما كان شلكل نظلام السياسلي وهلذا لتتقاسلم معهلا األعبلاء الملقلاة عللى
عاتقها من الناحية اإلدارية وحتى يمكن البك والفصل في المسلائل وتقلديم الخلدمات بسلرعة ،وهلذا علن طريلق قيلام
الهيةات بلدارة المرافق المحلية .
ورغللم تبللاين مفللاهيم الفقهللاء حللول اإلدارة المحليللة إال أنهللا تمثللل إحللدى وسللائل اإلدارة وجللزءا أساسلليا مللن السلللطة
التنفيذية من أجل مباشرة التنفيذ اليومي للقوانين ،وليسك إحدى صور الحكم في الدولة لكونهلا ال تحتلوي عللى كلل
وظيفة الدولة اإلدارية و نما تتناول جلزءا منهلا فقلط يتمثلل فلي إدارة و الم ارفلق المحليلة باسلم الم ارفلق القوميلة للسللطة
المركزية.
وبهذا فاإلدارة المحلياة فاي الدولاة المعاصارة هلي أسللور أو نظلام إداري يلوفر االسلتقالل النسلبي ال المطللق أو
الكامللل للهيةللات والوحللدات اإلداريللة المحليللة المرفقيللة والمصلللحية ،يضللمن معلله مباش لرتها للجللزء المنللوط بهللا مللن
الوظيفة اإلدارية التي تختص بها أساسا السلطة المركزية في الدوللة بهلدف تنميلة مجتمعهلا المحللي و شلباع حاجاتله
وتأدية الخدمات العامة للمواطنين.1
ويبدو للمستقرئ للتاريخ السياسي واإلداري للدولة اإلساالمية أنهلا قلد عرفلك أسللور الالمركزيلة اإلداريلة بمفهومهلا
الواض في الفكر اإلداري الحالي.
فقللد عمللل سلليدنا محمللد (ص) علللى تحقيللق اإلدارة المحليللة بمعناهللا الحللالي ،فبعللد أن انتشللر اإلسللالم ،قللام سلليدنا
محمللد (ص) القائللد األعلللى بتقسلليم الدولللة اإلسللالمية إلللى عللدة مقاطعللات وعللين فللي كللل منهللا واليللا ،وكانللك الواليللة
والوالي يشبهان إلى حد بعيد نظام الوالية والوالي في وقتنا الحالي.
أمللا فللي عصللر الخلفللاء ال ارشللدين وبعللد اخللتالط المسلللمين بأهللل البلللدان المفتوحللة ،نجللد أنهللم منحلوا اإلدارة المحليللة
ألهل تلك البالد تلبية لرغباتهم وحرصا على إرضاء رعاياهم.
وأيللا كللان شللكل اإلدارة فللي عصللر الرسللول (ص) ومللن بعللده الخلفللاء ال ارشللدين وغيللرهم فلنهللا كانللك تتسللم بفاعليللة
الرقابة فيهلا لتلوافر اللوازع اللديني واألخلالق ،والعتمادهلا فلي اإلدارة المحليلة عللى نخبلة ملن صلحابة الرسلول (ص)
وخيرة المسلمين باإلضافة إلى قيام اإلدارة العامة اإلسلالمية عللى علدة مبلادا منهلا :األملر بلالمعروف والنهلي علن
المنكللر ،مبللدأ الشللورى ،مبللدأ العللدل ...وحسللن اختيللار القللادة السياسلليين واإلداريللين علللى أسللاس الصللالحية والجللدارة
والكفاءة والقوة واألمانة. 2
-هاني عرر ،محاضرات في اإلدارة المحلية ،ملتقى البحث العلمي ،2019/02/12 ، www.resscrs.info ،ص.15. 1
61
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-محمد محمود الطعامنة" ،نظام اإلدارة المحلية ،الملتقى العربي األول حول:نظام اإلدارة المحلية في الوطن العربي ،عمان، 1
،2003ض.ض15.16
-قانون رقم 07/12:المؤرخ في 29 :فيفري 2012المتيمن قانون الوالية ،ج ر عدد 12لسنة .2012 2
62
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
هللي أيضللا الللدائرة اإلداريللة غيللر الممرك لزة للدولللة وتشللكل بهللذه الصللفة فضل اء لتنفيللذ السياسللات العموميللة التضللامنية
والتشاورية بين الجماعات اإلقليمية والدولة.
وقد عرفتها المادة األولى من قانون الواليلة رقلم 1 09/90بأنها":جماعلة عموميلة إقليميلة تتمتلع بالشخصلية المعنويلة
واالستقالل المالي".
يم للا عرفته للا الم للادة األول للى م للن ق للانون الوالي للة الق للديم رق للم 38/69 :بأنه للا ":جماع للة عمومي للة إقليمي للة ذات شخص للية
معنوية واستقالل مالي ولها اختصاصات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ".
وتنشأ الوالية وفقا للقانون الحالية بموجب قانون نظ ار ألهميتها وقد أشار إليهلا المشلرع الدسلتوري خلالل دسلاتيرها
المتعاقبللة بدايللة مللن دسللتور ( 1963المللادة )09ودسللتور( 1976المللادة )36ودسللتور ( 1989المللادة ،)15كمللا
أشار إليها القانون المدني في مادته .49
الفرع الثاني :التطور التاريخي للوالية:
مرت الوالية بعدة مراحل بدايلة بمرحللة االسلتعمار ثلم االسلتقالل ،حيلث تعاقلب عللى الواليلة علدة قلوانين كلان
لخرها القانون رقم .07/12
أوال :الوالية أثناء المرحلة االستعمارية:
لقد تم تقسيم الجزائر في المرحلة االستعمارية بمقتضى األمر الصادر سنة 1845إلى ثالث أقاليم في الشلمال
هي الجزائر وهران قسنطينة مع إخضاع الجنور إلى السلطة العسكرية.
أما مع نهاية الفترة االستعمارية فق كان بالجزائر 15عمالة "والية".
وقللد كانللك العمالللة فللي الج ازئللر صللورة مللن صللور عللدم التركيللز اإلداري ،فهللي لللم تعبللر فللي يللوم مللن األيللام عللن
اهتمامات ومصال الشعب الجزائري المحلية ألنها كانلك مجلرد وحلدات إداريلة لتمكلين المسلتعمر ملن تحقيلق وتنفيلذ
سياسته االستيطانية .
ثانيا :الوالية بعد االستقالل:
-1الواليااة خاااالل المرحلااة االنتقالياااة :1969-1962 :ورثللك الج ازئ للر بعللد االسللتقالل 15عمال للة والتللي كان للك
مقسمة إداريا إلى المجلس العام كهيةة مداولة والمحلافظ باعتبلاره جهلة تنفيذيلة ،واسلتمر العملل بلالقوانين الفرنسلية
في هذا المجال "المرسوم 601/56المتضمن اإلصالح اإلداري في الجزائر"
وقد عمدت السلطات الجزائريلة إللى اتخلاذ جمللة ملن اإلجلراءات تمثللك فلي دعلم مركلز وسللطات المحلافظ ملن جهلة
وض للمان ق للدر م للن التمثي للل الش للعبي م للن جه للة أخ للرى ،م للن خ للالل إنش للاء لج للان عمالي للة جهوي للة للت للدخل االقتص للادي
واالجتماعي تضم ممثلين عن المصال اإلدارية وممثلين عن السكان والتي كانك مهمتها استشارية فقط.
وعوضك هذه اللجان بمجلس جهوي اقتصادي واجتماعي وعللى اللرغم ملن دور هلذا المجللس فلي االقتلراح ومناقشلة
المشايل االقتصادية واالجتماعية للعمالة ،فقد كان مجرد هيةة استشارية .
-2الوالية في الفترة الممتدة من 1969إلى :1990في إطار إصالح اإلدارة ونظ ار للف ار القلانوني السلابق فلي
تنظيم الوالية اصدر المشرع قانون الوالية بمقتضى األمر رقم 38/69 :المؤرخ في ، 1969/05/23 :وطبقا لهذا
-القانون رقم 09/90المؤرخ في 17 :أفريل 1990المتيمن قانون الوالية الملغى ،ج ر عدد 15لسنة .1990 1
63
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
األمر فان الوالية تتشكل من ثالثة أجهزة هي :المجلس الشعبي الوالئي وهلو هيةلة تنفيذيلة والمجللس التنفيلذ اللوالئي
والوالي .
-3الوالية خالل الفتارة الممتادة مان 1990إلاى :2012نظل ار للتحلول السياسلي واالقتصلادي واالجتملاعي اللذي
شلهدته الج ازئلر بعلد 1989وتبنلي نظلام التعدديلة الحزبيلة والتوجله نحلو ال أرسلمالية وتبنلي دسلتور جديلد سلنة 1989
يكللرس التغي لرات الجديللدة ،كللان الزمللا علللى المشللرع الج ازئللري أن يكيللف تش لريعاته والمتغي لرات السللابقة ،فكللان قللانون
الوالية الجديد رقم 09لسنة 1990من أولى التشريعات المعدلة لتتكيف والمتطلبات الجديدة.
-4الوالية بعد سنة :2012في إطار اإلصالحات السياسية واإلدارية التي شلرعك فيهلا الدوللة منلذ سلنة 2011تلم
مراجعة قانون الوالية القديم وعادة تقييمه بالنظر للنقائص والثغرات التي اعترته خالل مدة تطبيقه والتي دامك أيثر
من 20سنة ،وتم أخي ار إصدار قانون الوالية الجديد رقم 07/12والذي تضمن 181مادة.
وأهم األسبار والمبلررات التلي دعلك إللى إجلراء اإلصلالح اإلداري وعلادة النظلر فلي قلوانين اإلدارة المحليلة وخاصلة
قانون الوالية نذكر:1
-النقللائص التنظيميللة التللي اعتللرت قللانون الواليللة القللديم وسللكوته عللن الفصللل فللي بعللض المسللائل وخاصللة مللا تعلللق
بالمبالغللة بعقللد دورات اسللتثنائية للمجلللس ودورات تللدوم وقللك طويللل بللدون أي مبللرر واشللتراط حضللور اللوالي لجميللع
الجلسات .
-والظهور منلذ سلنة 1990لمجلالس شلعبية والئيلة متعلددة االنتملاءات الحزبيلة وغيلر متجانسلة سياسليا مملا انعكلس
سلبا على أداء مهامها.
-قيللام قللانون الواليللة القللديم بحللذف المجلللس التنفيللذي للواليللة وتعللدد الحللدود المفروضللة علللى سلللطة ال لوالي وسلللطته
للتنسيق مع المصال الخارجية للدولة.
-وجود نزعة إلعادة النظر في عدم تمركز وتبني نظام الالمركزية.
-العودة إلى التسيير الممركز وذلك بوضلع صلناديق خاصلة كالصلندوق اللوطني للسلكن والصلندوق اللوطني للتنميلة
الريفية والفالحية...
-إعادة مركزة تسيير بعض المرافق العامة كتسيير المياه والتطهير والنقل الحضري ...
-تزايد الصعوبات فلي تفسلير قلانون الواليلة القلديم وتطبيقله النلاجم علن تطلور محليط الواليلة وكلذا علدم انسلجامه ملع
القوانين الجديدة ذات العالقة باإلدارة المحلية.
-انظر :عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،دار جسور ،الجزائر ،2012 ،ص 127.وما بعدها. 1
64
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وفقللا للمللادة 02مللن قللانون الواليللة الجديللد ،يتللولى تسلليير شللؤون الواليللة هيةتللين همللا المجلللس الشللعبي اللوالئي كهيةللة
مداولة والوالي كهيةة تنفيذية.
الفرع األول :المجلس الشعبي الوالئي:
إن المجلللس الشللعبي ال لوالئي هللو جهللاز مداولللة علللى مسللتوى الواليللة وبواسللطته يمللارس سللكان اإلقللليم حقهللم فللي
تسيير الشؤون المحلية.
أوال :كيفية انتخاب أعياء المجلس الشعبي الوالئي وهياكله
يتشللكل المجلللس الشللعبي ال لوالئي مللن منتخبللين يللتم انتخللابهم مللن سللكان الواليللة عللن طريللق االقت لراع العللام وطبقللا
للمادة 72من قانون االنتخابات رقم 07/12 :فلان علدد مقاعلد المجللس الشلعبي اللوالئي تتناسلب طلردا ملع سلكان
الوالية وهي ما بين 35كحد أدنى و 55كحد أقصى.
-انتخاب أعياء المجلس الشعبي الوالئي والشروط الواجب توافرها فيهم:
ينتخللب المجلللس الشللعبي اللوالئي لمللدة 05سللنوات بطريللق االقتلراع النسللبي علللى القائمللة (المللادة 84مللن قللانون
االنتخابات) ،وتوزع المقاعد حسب علدد األصلوات التلي تحصللك عليهلا كلل قائملة ملع تطبيلق قاعلدة البلاقي األقلوى
والمعامل االنتخابي.
والجدير باإلشارة إلى أن توزيع المقاعد داخل المجلس الشعبي اللوالئي يلتم بلنفس الطريقلة المعتملدة فلي المجلالس
الشعبية البلدية.
ولق للد اش للترطك الم للادة 72م للن ق للانون االنتخاب للات رق للم 01/12أن تك للون القائم للة المرش للحة تح للك رعاي للة ح للزر
سياسي ، 1ولم تميز هذه المادة بين األحزار السياسية الصغيرة والكبيرة.
أما إذا لم تكن القائمة المترشحة تحك رعاية حزر سياسلي ،ينبغلي أن تلدعم بتوقيلع % 05عللى األقلل ملن نلاخبي
الدائرة االنتخابية المعنية ،على أال يقل العدد عن 150وأال يزيد عن 1000ناخب .
-وهو ما نصك عليه المادة 82من قانون االنتخابات القديم قبل تعديله سنة 2008بموجب القانون العضوي رقم ، 08/07حيث 1
وباإلضللافة إلللى شللروط التزكيللة السللابقة ،يشللترط المشللرع شللروطا أخللرى فللي المترشللحين لعضللوية المجللالس الشللعبية
الوالئية أشارت إليها المادة 78من قانون االنتخابات تتمثل في :
-1أن يستوفي المترش الشروط الواردة في المادة 03من قانون االنتخابات وهي شرطي:
أ -التمتع بالحقوق المدنية والسياسية
ر-عدم وجود المعني في وضعية فقد أهلية االنتخار
-2السنة 23سنة كاملة على األقل.
-3الجنسية الجزائرية
-4أن يثبك أداء الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها
-5أن يكون ناخبا ومسجال في الدائرة االنتخابية التي يترش فيها ويقيم فيها.
-6أال يكون محكوما عليه في الجنايات والجن المنصوص عليه في المادة 05ملن قلانون االنتخابلات وهلي تتعللق
بالجناية التي لم يرد اعتباره فيها أو إذا حكم عليه بعقوبة الحلبس فلي الجلن التلي يحكلم فيهلا بالحرملان ملن ممارسلة
حق االنتخار وفقا للمواد 09و 09مكرر 01و 14من قانون العقوبات أو أشهر إفالسه ولم يرد اعتباره.
-7أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي بسبب تهديد النظام العام واإلخالل به.
-8أال يكون المرش في حالة من حلاالت التنلافي الملذكورة فلي الملادة 83ملن قلانون االنتخابلات الحلالي (أي أال
يكون منتميا إلى طائفة األشخاص المحرمون من الترش كلوالة ور وسلاء اللدوائر ،القضلاة ،أعضلاء الجليس اللوطني
الشعبي ،الكتار العامون للواليات ،موظفو أسالك األمن ،محاسبو أموال الواليات)...
-لجان المجلس الشعبي الوالئي:
خللول قللانون الواليللة للمجلللس الشللعبي ال لوالئي تشللكيل لجللان متخصصللة لد ارسللة المسللائل التللي تهللم الواليللة س لواء
يان للك مؤقت للة أو دائم للة ،وخاص للة ف للي المج للاالت التالي للة :االقتص للاد والمالي للة ،التهية للة العمراني للة والتجهي للز ،الش للؤون
االجتماعية والثقافية وفق الشكل التالي:
-1اللجان الدائمة:
وفقللا للمللادة 33مللن قللانون الواليللة يشللكل المجلللس الشللعبي ال لوالئي مللن بللين أعضللائه لجانللا دائمللة للمسللائل التابعللة
لمجال اختصاصه والسيما المتعلقة بما يأتي:
-التربية والتعليم العالي والتكوين المهني.
-االقتصاد والمالية
-الصحة والنظافة وحماية البيةة
-االتصال وتكنولوجيات اإلعالم
-تهيةة اإلقليم والنقل
-التعمير والسكن
-الري والفالحة والغابات والصيد البحري والسياحة
-الشؤون االجتماعية والتجهيز واالستثمار والتشغيل.
66
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وتتشللكل اللجللان الدائمللة بموجللب مداولللة تتخللذ باألغلبيللة المطلقللة ألعضللائه بنللاء علللى اقت لراح مللن رئيسلله أو مللن
األغلبية المطلقة ألعضائه ويشمل مجال تدخل اللجان المسائل المندرجة ضمن اختصاص المجلس.
ويمكللن لجنللة واحللدة التكفللل بعللدة ميللادين كمللا يمكللن أن ينقسللم ميللدان واحللد إلللى ميللادين فرعيللة تتكفللل بكللل ميللدان
1
منها لجنة وذلك بحسب طابع الوالية وحجم سكانها وكذا عدد المقاعد المحدد لمجلسها.
ويجب أن يراعى في تشكيل اللجان التناسب مع المكونات السياسية للمجلس.2
كمللا يمكللن للجنللة أن تسللتعين بللأي شللخص مللن شللانه تقللديم معلومللات مفيللدة ،وعمللل اللجللان يتمثللل فللي د ارسللة
الملفللات المعروضللة علللى المجل للس د ارسللة مستفيضللة ثللم تع للد تقريللر تعرضلله علللى المجل للس ليتللولى بللدوره المناقش للة
والمصادقة عليه ،فعمل اللجان تحضيري وليس تقريرل ألن هذه األخيرة يملكها المجلس ككل وليس اللجان.
وتنتخب كل لجنة من أعضائها رئيسا ونائبا للرئيس ومقر ار وال يجوز للعضلو الواحلد تلرأس أيثلر ملن لجنلة واحلدة
دائمة ،وال يمكن لنفس العضو أن يكون عضوا في أيثر من لجنتين دائمتين ولجنة خاصلة وتكلون جلسلات اللجلان
سرية وتجري أشغالها بمقر الوالية وتجتمع اللجان بنلاء عللى طللب ملن رئيسلها أو بطللب ملن أغلبيلة أعضلائها وبعلد
إعالم رئيس المجلس الشعبي الوالئي 3هذا وتجري جلسات اللجان في الفترات الفاصلة بين دورات المجلس.
-2اللجان الخاصة
ويمكن للمجللس الشلعبي اللوالئي أيضلا تشلكيل لجلان خاصلة لد ارسلة كلل المسلائل األخلرى التلي تهلم الواليلة ،ويلتم
ذلك بموجب مداولة تتخذ باألغلبية المطلقة ألعضائه بناء على اقتراح من رئيسه أو من األغلبية المطلقة ألعضائه
لمعالجة قضايا خاصة أو محدودة زمنيا .
وتح للدد المداول للة الت للي تتض للمن إنش للاء اللج للان الخاص للة صل لراحة الموض للوع واألج للل األقص للى المح للدد لتق للديم نت للائش
انشغالها للمجلس.
وتحل اللجنة الخاصة فور استنفاد الموضوع اللذي أنشلةك ملن اجلله أو عللى األيثلر عنلد انقضلاء األجلل المحلدد
4
في المداولة التي أنشةك بموجبها.
هلذا ويمكللن للمجللس الشللعبي اللوالئي وفقللا للملادة 35مللن قللانون الواليلة الحللالي أن ينشلأ لجنللة تحقيلق بطلللب مللن
رئيسه أو ثلث أعضائه الممارسين وتتخذ عن طريق األغلبية المطلقة ألعضائه الحاضرين.
ويحدد الموضوع واآلجال الممنوحة للجنة التحقيق قصد إتمام مهمتها في المداولة التي أنشأتها.
-المادة 37من المرسوم التنفيذي رقم 217/13المؤرخ في 18 :جوان 2013يتيمن النظام الداخلي النموذجي للوالية ،ج ر 1
-انظر المادة 41من النظام الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي الوالئي . 3
67
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ويخطللر رئلليس المجلللس الشللعبي اللوالئي بللذلك اللوالي والللوزير المكلللف بالداخليللة ،وتقللد السلللطات المحليللة المسللاعدة
للجنة التحقيق لتمكينها من إتمام مهمتها ،هذا وتقدم نتائش التحقيق للمجلس الشعبي الوالئي وتتبع بمناقشة.
-الم تب الدائم للمجلس الشعبي الوالئي
للمجلس الشعبي الوالئي مكتب يتكون من األعضاء اآلتي ذكرهم:
-رئيس المجلس الشعبي الوالئي رئيسا
-نوار رئيس المجلس الشعبي الوالئي أعضاء
-ر وساء اللجان الدائمة أعضاء
تحدد مهام هذا المكتب وكيفيات سيره عن طريق النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوالئي.
وبالرجوع للنظام الداخلي للمجللس الشلعبي اللوالئي الصلادر سلنة 2013نجلد الملادة 06منله تلنص عللى أنله يكللف
المكتب الدائم بما يلي من مهام:
-المشاركة في إعداد المشروع التمهيدي لجدول أعمال دورات المجلس الشعبي الوالئي.
-ضمان تنسيق االشغال بين مختلف اللجان.
-االطالع على النزاعات المحتملة المرتبطة بصالحيات للجان والسهر على حلها.
-إعداد تقييم شامل لنشاطات المجلس الشعبي الوالئي.
-مساعدة رئيس المجلس في إعداد تقريره ما بين الدورات.
ويجتمع المكتب الدائم للمجلس الشعبي الوالئي بانتظام بين دورات المجلس حسب رزنامة معدة مسبقا.
ثانيا :رئيس المجلس الشعبي الوالئي:
-1طريقة تعيين رئيس المجلس الشعبي الوالئي
ينتخللب المجلللس الشللعبي اللوالئي وفقللا للمللادة 58مللن قللانون الواليللة الحللالي تحللك رئاسللة المنتخللب األيبللر سللنا،
قصد انتخار وتنصيب رئيسه خالل الثمانية( )08أيام التي تلي إعالن نتائش االنتخابات.
يلتم وضلع مكتلب مؤقلك لإلشلراف عللى االنتخابلات يتشلكل ملن المنتخلب األيبلر سلنا ،ويسلاعده المنتخبلان األصلغر
سنا ويكونان من غير المترشحين.
يسللتقبل المكت للب المؤق للك الم للذكور أع للاله الترش لليحات النتخ للار ال لرئيس ويق للوم بلع للداد قائم للة المترش للحين ويح للل ه للذا
المكتب بقوة القانون فور إعالن النتائش.
وينتخ للب المجل للس الش للعبي الل لوالئي رئيس لله اس للتنادا ل للنص الم للادة 59م للن ق للانون الوالي للة م للن ب للين أعض للائه للعه للدة
االنتخابية.
النتخار رئيس المجلس الشعبي الوالئي من القائمة الحائزة األغلبية المطلقة للمقاعد. يقدم المترش
في حالة علدم حصلول أي قائملة عللى األغلبيلة المطلقلة للمقاعلد ،يمكلن القلائمتين الحلائزتين خمسلة وثالثلين بالمائلة
( (%35على األقل من المقاعد تقديم مرش .
وفي حالة عدم حصول أي قائمة على خمسة وثالثين بالمائة ()% 35على األقل من المقاعد ،يمكن جميلع القلوائم
تقديم مرش عنها.
68
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يك للون االنتخ للار سل لريا ،ويعل للن رئيس للا للمجل للس الش للعبي الل لوالئي المترشل ل ال للذي تحص للل عل للى األغلبي للة المطلق للة
لألصوات.
و ذا لل للم يحصل للل أي مترشل ل علل للى األغلبيل للة المطلقل للة لألصل لوات ،يجل للرى دور ثل للان بل للين المترشل للحين الحل للائزين
المرتبتين األولى والثانية ،ويعلن فائ از المترش المتحصل على أغلبية األصوات.1
وفي حالة تساوي األصوات المحصل عليها ،يعلن فائ از المترش األيبر سنا.
و يختار رئيس المجلس الشعبي الوالئي خالل الثمانية ()8أيام التي تلي تنصيبه ،نوابه من بين أعضاء المجلس
ويعرضهم للمصادقة باألغلبية المطلقة للمجلس الشعبي الوالئي ،وال يمكن أن يتجاوز عددهم:
-اثنين ( )2بالنسبة للمجالس الشعبية الوالئية المتكونة من 35إلى 39منتخبا،
-ثالثة ( ) 3بالنسبة للمجالس الشعبية الوالئية المتكونة من 43إلى 47منتخبا،
-ستة ( ) 6بالنسبة للمجالس الشعبية الوالئية المتكونة من 51إلى 55منتخبا.
ويشترط في رئيس المجلس الشعبي الوالئي التفر وعدم مباشرة أي عمل لخر ويتقاضى بالمقابل تعويضا عن ذلك
وه للذا خالف للا لب للاقي األعض للاء (ماع للدا ر وس للاء اللج للان ونواب لله ال للذين يتفرغ للون أيض للا ألداء مه للامهم) ويوض للع تح للك
تصرفه كل الوسائل المادية والوثائق ألداء مهامه.2
-2صالحيات رئيس المجلس الشعبي الوالئي
لرئيس المجلس الشعبي الوالئي عدة صالحيات نذكر منها:3
-1يتولى إرسال االستدعاءات لألعضاء لحضور دورات المجلس ويشعر الوالي بذلك.
-2يتولى إدارة المناقشات أثناء سير المجلس.
-3يقترح مكتب المجلس ويقدمه للمجلس النتخابه.
-4يطل للع أعض للاء المجل للس بالوض للعية العام للة للوالي للة والس لليما منه للا النش للاطات المس للجلة بالوالي للة ف للي الفت لرة م للا ب للين
الدورات...
-5يمثل الوالية أمام الجهات القضائية في بعض المنازعات.
-6يمثل المجلس الشعبي الوالئي في جميع المراسيم التشريفية والتظاهرات الرسمية.
ويجب على الوالي أن يضع تحك تصرف رئيس المجلس الشعبي الوالئي الوثائق والمعلومات واإلمكانيات والوسائل
الضرورية لتأدية مهام المجلس.
-3ديوان رئيس المجلس الشعبي الوالئي
-انظر :عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،مرجع سابق ،ص.ص.211.212. 3
69
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
لرئيس المجلس الشعبي الوالئي ديوان يعمل على نحو دائم ويتكون هذا الديوان من موظفين يختارهم رئيس المجلس
الشعبي الوالئي ومن بين موظفي القطاعات التابعة للوالية.
ويكلللف بالخصللوص بالعالقللات العموميللة والتش لريفات ل لرئيس المجلللس الشللعبي ال لوالئي وتنظلليم رزنامتلله( المللادة مللن
النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوالئي)
ثالثا :دورات المجلس ونظام سيره:
يعقد المجلس الشعبي الوالئي أربع دورات عادية في السنة مدة كل دورة 15يوما عللى األيثلر ،و يجلب إج ار هلا
في تواري محددة و ال كانك باطلة (مارس ،جوان ،سبتمبر ،ديسمبر)
يمللا يمكللن أن يعقللد المجلللس الشللعبي اللوالئي دورات اسللتثنائية وهللذا بطلللب مللن رئلليس المجلللس أو ثلللث أعضللائه أو
بطلب من الوالي لدراسة مسائل غير متوقعة أو مرتبطة بلحداث جديدة لها تأثير على المالية أو الممتلكات أو سير
المرفق العام ،وال تحتمل انتظار عقد دورة عادية ،هذا ويجتمع المجلس الشعبي الوالئي بقوة القانون فلي حاللة كارثلة
طبيعية أو تكنولوجية.
وترسل االستدعاءات إلى دورات المجلس الشعبي الوالئي مرفقلة بمشلروع جلدول األعملال ملن رئيسله أو ممثلله اللذي
يعين من ضمن نوار الرئيس وتدون في سجل المداوالت المجلس.
ويرسللل اللرئيس االسللتدعاء لللدورات المجلللس إلللى األعضللاء كتابيللا وعللن طريللق البريللد االلكترونللي وتكللون مرفقللة
بجدول األعمال وتسلم لهم في مقر سكناهم مقابل وصل استالم قبل عشرة ( ) 10أيام كاملة على
1
األقل من االجتماع
ويمكن تقليص هذه اآلجال في حالة االستعجال على أال يقل عن يوم واحد كامل.
وفي هذه الحالة يتخذ رئيس المجلس كل التدابير الالزمة لتسليم االستدعاءات.
و يلصق جدول األعمال اللدورة فلور اسلتدعاء أعضلاء المجللس عنلد ملدخل قاعلة المجللس وفلي أملاين اإللصلاق
المخصصة إلعالم الجمهور والسيما االلكترونية منها ،وفي مقر الوالية والبلديات التابعة لها.
وال تص اجتماعات المجلس الشعبي الوالئي إال بحضور أغلبية أعضائه الممارسين،
و ذا لم يجتمع المجلس بعد االسلتدعاء األول لعل دم ايتملال النصلار القلانوني فلان الملداوالت المتخلذة بعلد االسلتدعاء
الثاني بفارق 05أيام كاملة على األقل تكون صحيحة مهما يكن عدد األعضاء الحاضرين.
وتجللرى جلسللاته عالنيللة وال يجللوز أن تكللون مغلقللة إال فللي حللالتي :د ارسللة ملللف تللأديبي أو المسللائل المتعلقللة بالنظللام
العام ،ويحضر الوالي جلسات المجلس ويحق له أن يلقي كلمة.
ويلصللق مسللتخلص مداولللة المجلللس المصللادق عليهللا بصللفة نهائيللة بسللعي مللن ال لوالي خللالل 08أيللام التللي تلللي
دخولها حيز التنفيذ ،في األماين المخصصة إلعالم الجمهور وبمقرات الوالية والبللديات وبكلل وسليلة إعلالم أخلرى،
ويحق لكل مواطن الحصول على نسخة من المستخرج على نفقته.
رابعا :المداوالت:
70
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وفقا للمادة 51من قانون الوالية رقم 07/12يتداول المجلس الشعبي الوالئي في الشؤون التي تدخل في مجال
اختصاصللاته ،وباسللتثناء الحللاالت المنصللوص عليهللا صلراحة فللي هللذا القللانون ،تتخللذ المللداوالت باألغلبيللة البسلليطة
ألعضاء المجلس الشعبي الوالئي الحاضرين أو الممثلين عند التصلويك وفلي حاللة تسلاوي األصلوات يلرج صلوت
الرئيس.1
هذا وتحرر المداوالت وتسجل حسب ترتيبها الزمني في سجل خاص مرقم ومؤشر عليه من قبل رئيس المحكمة
المختصة إقليميا حسب نص المادة 52من قانون الوالية ،كما توقع المداوالت وجوبا أثناء الجلسة من جميع
األعضاء الحاضرين أو الممثلين عند التصويك.
ويرسل مستخلص من المداولة في أجلل ثمانيلة ( )08أيلام ملن رئليس المجللس الشلعبي اللوالئي إللى اللوالي مقابلل
وصل استالم.
ويعتبر تاري إيداع مستخلص المداولة التاري المسجل على وصل االستالم.
والمللداوالت ال يمك للن تنفيللذها إال بع للد المصللادقة عليه للا ضللمنيا أو ص لراحة ،كمللا ق للد يترتللب ال للبطالن المطل للق أو
النسبي للمداوالت إذا كان مشوبة بأحد العيور.
-صور التصديق:
التصديق 2هو " إجراء قانوني الحق للعمل الذي قامك به الهيةة المحلية وهو في نفس الوقك سابق على تنفيذ
3
العمل أي أن التصديق يعطي للعمل صالحية التنفيذ".
والتصديق وفقا لما سبق هو عمل إداري منفصل متميز ومستقل عن العمل اإلداري الصادر من الهيةة المحلية،
فهو ال يندمش في العمل األخير حتى ولو نص القانون على أنه شرط ضروري لنفاذ قرار الهيةة الالمركزية و
التصديق بهذا ما هو إال صيغة تنفيذية أو شرط لنفاذ قرار الهيةة المحلية.1
-هذا ويعتبر التصديق إحدى صور الرقابة الوصائية والتي عرفها الفقيه jacqus Dembourبأنها ":مجموعة السلطات المحددة 2
التي تمن لسلطة عليا بمقتضى القانون من أجل احترام القانون وحماية المصلحة العامة في مواجهة القصور الضار أو التجاوز أو
التعدي الذي يمكن أن يصدر عن العمال الالمركزيين ".انظر:
Jacqus Dembour, les actes de la tutelle administrative en droit belge, bruxcelle, 1955, p.07.
ونفس التعريل تقريبا قال به الفقيه فالين ،أنظر لمزيد من التفصيل:
M.waline, droit administratif, 09 éme
édition, paris, 1963, p.362.
-صالحي عبد الناصر ،الجماعات االقليمية بين االستقاللية والتبعية ،مذكرة ماجستير،يلية الحقوق ،جامعة الجزائر،2010، ،01 3
ص.122.
71
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
والتصديق نوعان إما أن يكون صريحا أو ضمنيا ،ويكون ضمنيا إذا نص القانون على اعتبار مداوالت أو
ق اررات الهيةة الالمركزية نافذة إذا مضك فترة معينة دون المصادقة عليها من طرف الجهة الوصائية ويكون
التصديق صريحا إذا نص المشرع على وجور صدور موافقة صريحة من جهة الوصاية ومن ثم فان السكوت ال
ينتش عنه أثا ار في هذه الحالة ،وفيما يلي تفصيل ذلك:
-1المصادقة اليمنية:
األصل في مداوالت المجلس الشعبي الوالئي هو الموافقة الضمنية إذ تعتبر المداوالت مصادقا عليها ضمنيا
ونافذة بقوة القانون بعد 21يوما من إيداعها بالوالية بشرط أن ال يبدي الوالي تحفظة أو اعتراضه أو عدم
المصادقة عليها ،وهذا ما تؤكده المادة 54من قانون الوالية الحالي ،ففي حالة سكوت الوالي طيلة المدة السابقة
عن التعبير عن إرادته فهذا يعني موافقته الضمنية عليها.
والمالحظ أن المشرع في قانون الوالية الجديد قد وسع من لجال المصادقة الضمنية من 15يوما 2إلى 21
يوما ،كما أنه لم يعد يشترط ضرورة نشر المداوالت أو تبليغها خالل اآلجال السابقة حتى يمكن اعتبار ذلك
تصديق أو موافقة ضمنية من قبل الوالي.
-2المصادقة الصريحة:
هناك بعض المداوالت ال يكفي فيها التصديق الضمني و نما تشترط الموافقة والمصادقة الصريحة عليها من
طرف السلطة المختصة وهي مداوالت تتعلق بل:
-1الميزانيات والحسابات
-2التنازل عن العقار واقتنا ه أو تبديله
-3اتفاقيات التوأمة
-4الهبات والوصايا األجنبية
ولقد أشار إلى هذا المشرع في المادة 55من قانون الوالية الجديد ،حيث يتولى وزير الداخلية المصادقة عليها في
أجل أقصاه شهرين.
والمالحظ أن المشرع في قانون الوالية الحالي قد وسع من قائمة المداوالت المعنية بالتصديق الصري فبعدما
يانك اثنتان في القانون الملغى 3أصبحك أربع حاالت ،كما لم تعد المداوالت المتعلقة بلحداث مصال و مؤسسات
عمومية والئية معنية بالمصادقة الصريحة فيكفي فيها التصديق الضمني.
-عادل محمود حمدي :ا التجاهات المعاصرة في نظم اإلدارة المحلية -دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه ،يلية الحقوق ،جامعة طنطا 1
،مصر ، 1973 ،ص .169.نقال عن صالحي عبد الناصر ،مرجع سابق ،ص.122.
-إبراهيم رابعي ،استقاللية الجماعات المحلية ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة عنابة ، 2005 ،ص142. 2
-كواشي عتيقة ،الالمركزية اإلدارية في الدول المغاربية ،دراسة تحليلية مقارنة ،مذكرة ماجتسير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية، 3
كما يمكن أن نالحظ أيضا أن المشرع في القانون الحالي جاء أيثر وضوحا في تحديد الجهة المختصة
بالتصديق 1الصري والممثلة في الوزير المكلف بالداخلية ،في حين لم يحدد قانون الوالية الملغى في مادته 50
الجهة المختصة بالمصادقة.
-يعد التصديق إجراء استثنائي ال يقرر إال بنص ،وعليه فلن السلطة الوصائية ال تلجأ إليه إال في الحاالت التي ينص عليها 1
القانون صراحة،و يشترط في التصديق أن ال يكون جزئيا ،ألن ذلك يعد تعديال للقرار الالمركزي وهو ما ال تملكه و ال يجوز في هذا
المجال لجهة الوصاية أن تعدل القرار ال إيجابا وال سلبا ،كما ال يجوز أن تعلق موافقتها على تحقيق شرط واقف أو فاس ،ألن
التصديق تحك شرط ال يعني في حقيقته إال الرفض أو التعديل ،وبهذا وجب أن يكون التصديق بسيطا ومجردا أنظر :صالحي عبد
الناصر ،مرجع سابق ،ص.123.
-بعلي محمد الصغير مرجع سابق ،ص.192. 2
73
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
معيبة وغير مشروعة وال يمكنها أن تنتش أي أثر قانوني فهي غير قابلة للتنفيذ أصال ووجب إلغا ها من طرف
الجهة المختصة ،وهذا ضمانا وتجسيدا وحفاظا على مبدأ سيادة القانون ومبدأ المشروعية في الدولة القانونية.
شعارتها:
ا ب -المداوالت التي تمس برموز الدولة و
وهي حالة جديدة من حاالت اإللغاء جاءت بها المادة 53من قانون الوالية الحالي ولم تشر إليها المادة 51
من قانون الوالية السابق وحسنا فعل المشرع ،ولعلى بعض التجاوزات التي وقعك في بعض المجالس الشعبية
الوالئية هي التي أوحك للمشرع الجزائري ليتدخل سنة 2012و ينص صراحة على هذه الصورة والتي تفترض انه
تشملها الصورة األولى بحكم أن رموز الدولة وشعاراتها تضمنها الدستور وأي مخالفة لها هي مخالفة صريحة
لنصوص الدستور.
و من بين رموز الدولة ما تضمنته المادة 5من الدستور الجزائري لسنة :1996العلم الوطني وخاتم الدولة والنشيد
الوطني ،أما شعار الدولة فمثاله ما جاء في المادة 11من الدستور "بالشعب وللشعب"
وبهذا فال يجب كما يقول الدكتور عمار بوضياف أن تتخذ المجالس الشعبية الوالئية من التعددية وحرية التعبير
1
والمناخ الديمقراطي قناعا للمساس برموز الدولة وشعاراتها .
وعليه فان المداوالت المشوبة بالعيب السابق هي مداوالت غير مشروعة وال يمكن أن تتصف بصفة النفاذ وعلى
القاضي اإلداري أن يحكم ببطالنها.
ي-المداوالت المشوبة بعيب مخالفة الش ل واإلجراءات:
ويدخل ضمن هذا الحالة ثالثة صور أساسية نوضحها كما يلي:
ي -1المداولة غير المحررة باللغة العربية:
يقع التزام على المجلس الشعبي الوالئي وهو بصدد إصدار مداوالته بان يحترم في ذلك الشكليات التي ينص
عليها القانون ،فان خالف ذلك بان اصدر مداولة غير مطابقة للشكليات إلي ينص عليها القانون
يانك هذه المداولة باطلة كما هو الشأن بالنسبة لشكلية تحرير المداولة بلغة عربية ،حيث ينص قانون الوالية
صراحة في مادته 25على ما يلي":تجرى مداوالت المجلس الشعبي الوالئي بلغة وطنية وتحرر تحت طائلة
البطالن باللغة العربية".
فلذا كانك المداولة غير محررة بلغة عربية كانك باطلة بحكم لقانون ،وهو ما أيدته أيضا المادة 53من قانون
الوالية الحالي(المطة الثالثة) عند سردها لحاالت البطالن المطلق.
ي -2المداوالت المتخذة خاري االجتماعات القانونية للمجلس:
إن الهيةات المنتخبة الوالئية ملزمة باحترام كل اإلجراءات التي نص عليها قانون الوالية وهي بصدد عقد
اجتماعاتها ودوراتها ،فالمشرع حدد قواعد سير المجلس الشعبي الوالئي ودوراته و لجانه و مداوالته وغيرها من
اإلجراءات و الجوانب التنظيمية بصورة دقيقة ،2خاصة ما تعلق منها بعدد الدورات و تاري عقدها العادية منها
-عمار بوضياف ،التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية ولتطبيق ،دار جسور ،الجزائر ،2010 ،ص.162. 2
74
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
واالستثنائية وكذا اإل جراءات المتعلقة باستدعاء أعضاء المجلس الشعبي الوالئي وكيفية إرساله وميعاده ،وكذا
شكليات جدول األعمال و جراءاتها ،كما بين بدقة النصار الواجب توافره لصحة االجتماعات وكذا كيفيات
االستخالف وطريقة إعداد الوكالة وشروطها ،وغيرها من األمور التنظيمية التي تضمنها قانون الوالية الحالي
وفصلها بدقة منتهية النظام الداخلي النموذجي بعد ذلك.
وعليه فلن كل المداوالت التي تتم خارج االجتماعات الرسمية والقانونية التي حددها القانون تكون باطلة بقوة
القانون ،كتلك التي تصدر خارج التوقيك المخصص لعقد دورة عادية كشهر ماي مثال أو دون توجيه استدعاءات
ألعضاء المجلس أو عقد دورة رغم عدم ايتمال النصار وغيرها من المخالفات التي يمكن أن تشور المداوالت من
هذا الجانب وهي كثيرة جدا من الناحية العملية ،ولكن لألسف ال تعطيها الهيةات المحلية أي اعتبار رغم أن
المشرع نص صراحة في مادة ( 53المطة )5على بطالن مثل هذه المداوالت ،ويرجع ذلك ألن وجه عدم
المشروعية غير جسيم في هذه الحالة ولذلك ال توليه المجالس المنتخبة وال الجهة الوصية أهمية كبيرة ،كما أن
هناك اعتبارات أخرى تحول دون احترام بعض اإلجراءات والشكليات كمواعيد عقد الدورات مثال ألن المتسبب فيها
باألساس هيةة الوصاية أو إدارة الوالية التي تضطر في كثير من الحاالت إلى تقديم طلب لرئيس المجلس الشعبي
الوالئي إلرجاء عقد الدورة إلى غاية استكمال بعض الملفات والقضايا التي ستعرض على الدورة كالميزانية مثال،
وعليه ال نتصور قيام الجهات الوصية برفع دعوى إبطال مداولة هي المتسبب الرئيسي في تعطيلها وعدم
مشروعيتها.
ي-3المداوالت المتخذة خاري مقر المجلس الشعبي الوالئي:
وهي صورة جديدة لم يشر لها المشرع ضمن صور عدم مشروعية المداوالت في المادة 51من قانون الوالية
السابق ،أما قانون الوالية الحالي فنجده ينص صراحة في المادة 22منه على انه تجرى مداوالت وأشغال المجلس
الشعبي الوالئي بما فيها مداوالت وأشغال اللجان في المقرات المخصصة للمجلس الشعبي
الوالئي.1
وبالتالي أي مخالفة لهذا اإلجراء يترتب عنه بالضرورة البطالن ألنها قاعدة لمرة وليسك مكملة ومن ثم فان
على المجالس الشعبية الوالئية أن تعقد اجتماعات داخل المقرات المخصصة قانونا لذلك وأي اجتماع خارج
المقرات الرسمية يعتبر باطال ،كما يسري البطالن على ما أفرزه االجتماع من أعمال وق اررات بدليل القاعدة
الفقهية التي تنص" ما بني على باطل فهو باطل"
وهذا ما تؤكده المادة ( 53المطة )6من قانون الوالية الحالي والتي ترتب البطالن على مخالفة الحكم السابق،
غيرها أنها تستثنى حالة واحدة تضمنتها المادة 23من قانون الوالية وهي حالة القوة القاهرة المؤكدة والتي تحول
75
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
دون الدخول إل ى المجلس الشعبي الوالئي ،فيمكن عقد مداوالت المجلس الشعبي الوالئي في مكان لخر من إقليم
الوالية دون أن يترتب عن ذلك البطالن ولكن بعد التشاور مع الوالي.
د-المداوالت المشوبة بعيب عدم االختصاص:
ويقصد بهذه الصورة من صور عدم مشروعية المداوالت والتي سبق وأن نص عليها قانون الوالية الملغى والتي
تجعلها باطلة بقوة القانون ،أن تكون هذه األخيرة غير مشروعة من حيث ركن االختصاص بمختلف عناصره
الموضوعي والزماني والمكاني ،رغم أن المشرع أشار إلى الصورة األولى فقط وهي عدم االختصاص الموضوعي
في المادة 53من قانون الوالية الحالي(المطة )4كما يلي" تبطل بقوة القانون مداوالت المجلس الشعبي الوالئي:
التي تتناول موضوعا ال يدخل ضمن اختصاصاته
وعدم النص على الصورتين المتبقيتين حسب اعتقادنا أمر طبيعي جاء لتفادي التكرار فقط ،فعيب عدم
االختصاص الزماني يدخل تحك نطاق عنصر المداوالت المعيبة التخاذها خارج االجتماعات القانونية للمجلس
ألن من أسبار بطالنها هو عدم احترامها لجال عقد الدورات ،أما عيب عدم االختصاص المكاني فيتضمنه
العنصر المتعلق بالمداوالت الباطلة بحكم القانون النعقادها خارج مقر المجلس الشعبي الوالئي.
وعليه فان المداوالت التي تتناول موضوعا خارجا عن اختصاصات المجلس الشعبي الوالئي تعد باطلة بحكم
القانون وال بمكن أن تنتش أي لثار قانونية.1
والجدير باإلشارة أن صالحيات المجلس حددها المشرع في الفصل الرابع من البار الثاني في المواد من 73
إلى 101من قانون الوالية الحالي ،وهي واسعة و مرنة و فضفاضة ويصعب من الناحية العملية تحديد الحد
الفاصل بينها وبين اختصاصات الجهة الوصية الممثلة في الوالي ووزير الداخلية ،بل أحيانا تتداخل حتى مع
صالحيات المجالس الشعبية البلدية و المديريات التنفيذية.
-2البطالن النسبي:
وهو البطالن الذي يتوقف على إرادة الجهة الوصية لتقرر اللجوء إليه أم ال بناء على ما تملكه من سلطة
تقديرية في هذا الجانب ،أي استناد إلى ما ترج لديها من سالمة المداولة من عدمها ،وقد نظمه المشرع في
المادة 57من قانون الوالية الحالي " :يمكن أن يثير الوالي بطالن المداولة المنصوص عليها في المادة "...56
وتنص المادة 56من قانون الوالية الحالي ":ال يمكن رئيس المجلس الشعبي الوالئي أو أي عضو في المجلس
يكون في وضعية تعارض مصالحه مع مصال الوالية ،بأسمائهم الشخصية أو أزواجهم أو أصولهم أو فروعهم
إلى الدرجة الرابعة أو كوكالء ،حضور المداولة التي تعالش هذا الموضوع ،وفي حالة المخالفة تكون هذه المداولة
باطلة".
-عبد الحليم بن مشري "،نظام الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية في الجزائر" ،مجلة االجتهاد القضائي ،مخبر االجتهاد 1
القضائي كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ل العدد السادس ،أفريل ، 2010ص.114.
76
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يلزم كل عضو مجلس شعبي والئي ،يكون في وضعية تعارض مصال ،بالتصري بذلك لرئيس المجلس الشعبي
الوالئي.
وفي حالة ما يكون رئيس المجلس الشعبي الوالئي في وضعية تعارض مصال متعلقة به ،يجب عليه التصري
بذلك للمجلس الشعبي الوالئي".
وبالرجوع إلى المادة 56من قانون الوالية الحالي نجد أن سبب البطالن النسبي يرجع إذن إلى توافر إحدى
صور تعارض المصالح فما لمقصود به؟.
كثير في قانون الوالية عن باقي القوانين األخرى ،و ن
ا الجدير باإلشارة إلى أنه ال يختلف معنى تعارض المصال
يان قانون الوالية لم يجرمه مثلما فعل قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،و نما اعتبره سببا لبطالن المداولة فقط،
أي رتب عليه اآلثار اإلدارية دون الجزائية ،وهذا رغبة وحرصا من المشرع على أبعاد أعضاء المجالس الشعبية
الوالئية عن شبهة الفساد والمتاجرة بالوظيفة وضمانا للشفافية ونزاهة العمل اإلداري ومصداقية التمثيل الشعبي.1
ويكون الموظف العمومي (سواء كان يشغل منصبا إداريا أو قضائيا أو تشريعيا أو عضوا في المجالس المحلية
المنتخبة) في وضعية تعارض المصال من الناحية اإلدارية عند التقاء مصالحه الشخصية المباشرة وغير المباشرة
2
مع المصال العامة التي يتكفل بتحقيقها وتنفيذها.
فقد يكون للموظف العام وظائف وأنشطة أخرى غير العمل الوظيفي أو االنتخابي كاالستثمارات والمقاوالت
وممارسة األعمال التجارية بأسماء مستعارة أو باسم األصول والفروع ،وقد يحدث وان تلتقي هذه األنشطة مع
المهام والواجبات العمومية التي يزاولها 3لذلك فانه يكون ملزما بضرورة اإلبال عن ذلك في كل مرة إلى الرئيس
اإلداري.
وهو الحكم الذي جاءت به الفقرتين الثانية والثالثة من المادة 56من قانون الوالية رقم ...":07/12:يلزم كل
عضو مجلس شعبي والئي ،يكون في وضعية تعارض مصال ،بالتصري بذلك لرئيس المجلس الشعبي الوالئي.
وفي حالة ما يكون رئيس المجلس الشعبي الوالئي في وضعية تعارض مصال متعلقة به ،يجب عليه التصري
بذلك للمجلس الشعبي الوالئي "
وقد اعتبر المشرع في الفقرة األولى من المادة 56أعاله من قانون الوالية الحالي المداوالت المشوبة بعيب
تعارض المصال باطلة.
-علي محمد ،مدى فاعلية دور الجماعات المحلية في ظل التنظيم اإلداري الجزائري ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق والعلوم 1
77
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وأجاز المشرع وفقا للمادة 57أعاله للجهة الوصية الممثلة في الوالي باللجوء إلى القضاء اإلداري إلبطال
المداوالت المشوبة بعيب تعارض المصال ،والشيء المالحظ أن المشرع لم يرتب أي اثر غير اإللغاء القضائي
في حالة وجود تعارض للمصال .
ونشير في األخير إلى أ نه يرجع لقاضي الموضوع تقدير مدى تأثير تعارض المصال على السير الحسن لمهام
عضو أو رئيس المجلس الشعبي الوالئي وواجباته الوظيفية ،كما يقع عبء اإلثبات على عاتق المدعي(الجهة
الوصية).
-3رفع دعوى البطالن
و بالرجوع إلى قانون الوالية الحالي نجده قد نص على إمكانية رفع دعوى اإللغاء ضد المداوالت الباطلة بطالنا
مطلقا أو بطالنا نسبيا حسب الحالة وذلك أمام الجهة القضائية المختصة.
ونشير في هذا المجال أن األمر لم يكن على هذا المنوال في ظل قانون الوالية الملغى ،حيث كان يعلن عن
1
إلغاء مداولة بموجب قرار إداري مسبب صادر عن وزير الداخلية.
أما الوضع في القانون الحالي فقد اختلف كليا ،فاإللغاء أصب يتطلب استصدار قرار قضائي من قاضي اإللغاء
وال يكفي فيه القرار اإلداري ،فال يمكن أن تكون الجهة الوصية حكما وخصما في نفس الوقك ،هذا من جهة ،ومن
جهة أخرى فان هذا سيضمن استقاللية أيبر ألعمال الجماعات المحلية في مواجهة هيةات الرقابة والوصايا والتي
يانك سابقا تتدخل في كل مرة وتلغي المداولة بسبب عدم مشروعيتها.
أ-الجهة التي لها صالحية رفع دعوى إبطال المداولة
استنادا للفقرة الثانية من المادة 54من قانون الوالية ،فلن الوالي هو الجهة المخولة قانونا برفع دعوى إلغاء
المداولة الباطلة بطالنا مطلقا بصفته ممثال لجهة الوصايا.
إال أن األمر يختلف بالنسبة للمداوالت الباطلة بطالنا نسبيا ،فرغم أن الوالي هو السلطة المخولة لممارسة الحق
في رفع دعوى البطالن إال أن هناك فوارق فيما يخص للية تحريك هذه الرقابة المنصوص عليها في المادة 57
من قانون الوالية الحالي والتي يمكن أن تتم من طرف:
-1الوالي تلقائيا باعتباره ممثل هيئة الوصايا بعد تبليغه بنسخة من المداوالت من طرف رئيس المجلس الشعبي
الوالئي أو وصل إلى علمه بلحدى طرق العلم المتعارف عليها بأن إحدى المداوالت غير مشروعة.
-2الوالي بعد إشعاره بموجب طلب :يقدم إليه من طرف كل منتخب أو مكلف بالضريبة في الوالية له مصلحة
في ذلك ،ويتم األمر بموجب إرسال طلب برسالة موصى عليها إلى الوالي مقابل وصل ستالم ،وبناء على هذا
الطلب يقوم الوالي برفع دعوى بطالن المداوالت إذا اقتنع بمبرر اإلبطال.
والجدير باإلشارة في هذا المجال أن اآلثار المترتبة على طلب إلغاء المداولة في ظل قانون الوالية السابق
يانك واضحة تتمثل في تأجيل تنفيذ المداولة إلى غاية صدور القرار من وزير الداخلية أو بعد فوات أجل شهر
78
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
الذي حدده القانون ،ويبدو أن نفس الحكم يمكن أن نستنسخه ونطبقه في القانون الوالية الحالي ،وعليه فان
المداوالت يتم وقف تنفيذها من يوم رفع دعوى البطالن والى غاية صدور حكم من قاضي اإللغاء والذي قد يحكم
بللغائها أو يؤكدها.
ب-آجال رفع دعوى اإللغاء:
األصل أن دعوى اإللغاء ترفع خالل أجل أربعة أشهر من تاري التبليغ الشخصي للقرار الفردي أو نشر القرار
اإلداري الجماعي و التنظيمي ،1إال انه بالرجوع إلى قانون الوالية فلننا نجد مواعيد رفع دعوى إلغاء المداوالت
المجالس الشعبية الوالئية هي مواعيد اقصر بكثير من الميعاد المنصوص عليه في القواعد العامة وهذا راجع إلى
رغبة المشرع في تحصين مداوالت المجالس الشعبية الوالئية ضد خطر اإللغاء مدة طويلة بحيث تبقى أعمال
الهيةات المحلية موقوفة التنفيذ إلى غاية الفصل في دعوى اإلبطال من قبل القاضي المختص ،األمر الذي
سينعكس سلبا على مصال المواطنين وشؤونهم المحلية هذا من جهة ،ومن جهة ثانية يختلف ميعاد رفع الدعوى
باختالف سبب البطالن المستند إليه.
أ -فالنسبة لميعاد رفع دعوى إبطال مداولة باطلة بطالنا مطلقا هو 21يوما التي تلي اتخاذها أي 21يوما من
تاري إيداعها بالوالية ،وعلى الوالي أن يتقيد بهذه المواعيد ألنها من النظام العام.
ر-أما ميعاد رفع دعوى إبطال مداولة باطلة بطالنا نسبيا فهو 15يوما التي تلي اختتام دورة المجلس الشعبي
الوالئي التي اتخذت خاللها المداولة ،ويتم رفع الدعوى من قبل الوالي.
ج-أما بالنسبة للمنتخب أو المكلف بالضريبة فميعاد تقديم الطلب إلى الوالي هو خالل 15يوما بعد إلصاق
المداولة ليقوم الوالي بدوره برفع دعوى اإلبطال خالل لجال 15يوما من تاري استالمه الطلب.
ج-الجهة المختصة بنظر دعوى اإلبطال:
واض من المادتين 54و 57من قانون الوالية الحالي أن الجهة المختصة بنظر دعوى البطالن هي المح مة
اإلدارية المختصة إقليميا ،وقد كان الوضع في ظل قانون الوالية السابق مختلف تماما حيث
يانك جهة الوصايا في ظل قانون الوالية الملغى هي وحدها من تستأثر بسلطة إلغاء المداوالت وهي وزير
الداخلية ،وكان على المجالس الشعبية الوالئية اللجوء لمجلس الدولة إللغاء ق ارره ،وبذلك يكون المشرع قد قلب
القاعدة كليا ،وجسد مبدأ التقاضي على درجتين بأن من سلطة الفصل في دعوى اإللغاء إلى المحايم اإلدارية
يأول درجة وان كان المركز القانوني لطرفي الدعوى قد تغير.
إذن فبعدما كان اإللغاء من اختصاص اإلدارة الممثلة في جهة الوصايا لنذاك وهي و ازرة لداخلية ،رأى المشرع
انه من المناسب في وقتنا الراهن وفي ظل اإلصالحات السياسية واإلدارية التي تقوم بها الدولة حاليا ،تحصين
حرية واستقاللية أيبر أعمال المجالس الشعبية الوالئية وتضييق صالحيات هيةات الوصاية والرقابة لمن
-المادة 829من القانون رقم 09/08المؤرخ في 25فيفري 2008المتيمن قانون اإلجراءات المدنياة و اإلدارياة الجزائاري ،ج 1
79
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
للجماعات المحلية حتى تستطيع أن تنهض بمهامها واختصاصاتها الجسام ،وعليه أصب القضاء اإلداري هو
الفيصل في حالة وجود خالف أو شك في مشروعية مداولة من عدمه ،فأصبحك المداوالت مثلها مثل الق اررات
اإلدارية العادية تتميز بقرينة السالمة والمشروعية ،ومن يدعي عكس ذلك فعليه إثبات ذلك أمام الجهات القضائية
المختصة.
وتعتبر عملية نقل االختصاص بللغاء المداوالت من اإلدارة إلى القضاء حسب اعتقادنا أهم الضمانات التي جاء
بها قانون الوالية الجديد والتي ستساهم ال محالة في تجسيد استقاللية المجالس المنتخبة والتي سترج كفتها في
مواجهة اإلدارة المحلية والمركزية على السواء.
د -إش الية تقاضي المجلس الشعبي الوالئي في ظل قانون الوالية الحالي
من بين اإلشكاليات التي تثيرها المستجدات الجديدة هي قلب المركز القانوني لطرفي دعوى اإللغاء فبعدما
يانك جهة الوصاية الممثلة في وزير الداخلية مدعى عليها والمجلس الشعبي الوالئي مدعي ،أصبحك جهة
الوصايا الممثلة حاليا في الوالي مدعي والمجلس الشعبي الوالئي مدعي عليه ،ونحن وان كنا نؤيد مثل هذا
المسعى الذي سيقوي المركز القانوني للمجلس الشعبي الوالئي في مواجهة الوصايا إال أننا نصطدم من الناحية
العملية بلشكالية رفع دعوى قضائية من طرف الوالية الممثلة في الوالي ضد هيةة مداولة ممثلة في المجلس
الشعبي الوالئي والتي ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال بأهلية التقاضي ،ف يف نفسر رفع دعوى ضد هيئة ال
تتمتع بأهلية التقاضي؟
بالرجوع إلى اآلراء الفقهية وخاصة رأي الدكتور عمار بوضياف نجده يتساءل أيضا كيف للوالي أن يرفع دعوى
ضد المجلس الشعبي الوالئي الذي ال يتمتع بالشخصية المعنوية؟
خاصة و أن القانون المدني كان واضحا في مادته 49عندما نص على أن األشخاص االعتبارية هي الدولة
والوالية والبلدية ...دون أن يشير إلى المجلس الشعبي الوالئي.
وجاء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ليوض من يمثل األشخاص االعتبارية الواردة في المادة أعاله ،حيث
نص في مادته 828أن الوالية يمثلها الوالي.
نفهم مما سبق أن المجلس الشعبي الوالئي ليس له شخصية معنوية كما أن الذي يمثله ليس رئيس المجلس
الشعبي الوالئي بل الوالي الن انعدام الشخصية المعنوية للمجلس يعني أن رئيسه بالتبعية ليسك له صفة التقاضي.
لكن الحكم الجديد الذي جاءت به المادتين 54و 57من قانون الوالية الحالي يجعلنا نتساءل هل للمجلس الشعبي
الوالئي أهلية التقاضي أم ال خاصة وان المشرع أجاز رفع دعوى البطالن ضد مداوالته؟
إننا نعتقد أن المشرع في قانون الوالية وبموجب المادتين السابقتين قد من للمجلس الشعبي الوالئي أهلية للتقاضي
تسم بمقاضاته أمام العدالة اإلدارية ممثال في شخص رئيس المجلس الشعبي الوالئي وهذا بناء على أن الخاص
يقيد العام ،وبهذا فان للمجلس الشعبي الوالئي الحق في التقاضي باعتباره مدعي عليه أما بالنسبة لباقي المسائل
األخرى و التي من الممكن أن تمس بمصالحه فيمثل من قبل الوالي.
80
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
والقاعدة العامة هنا أن للمجلس الشعبي الوالئي أهلية تقاضي في حالة تعارض مصالحه مع مصلحة الجهة
الوصية (والي وزير داخلية) وفي غير ذلك فالوالي هو الذي يمثله باسم الوالية.
ونحن وان كنا نؤيد رأي الدكتور عمار بوضياف والذي يعتقد أن االحتكام للقضاء اإلداري إللغاء مداوالت المجالس
الشعبية الوالئية سيجسد دولة القانون إال أننا ال تنفق معه في كون أن اللجوء إلى العدالة سيساهم في تشنش العالقة
بين الهيةات المنتخبة وجهات الوصاية وسيمس بمصداقيتها وثقتها.1
ألنه حسب اعتقادنا فانه ال يمكن ضمان استقاللية الهيةات المنتخبة بدون حصانة أعمالها(مداوالتها)
كما نتفق معه تماما فيما يخص دعوته للمشرع إلى من الوالي الحق في طلب إجراء مداولة ثانية أو طلب
إعادة النظر في المداولة-على غرار ما يملكه رئيس لجمهورية في مواجهة النص القانوني المعني باإلصدار-
ليتسنى للمجلس الشعبي الوالئي مراجعة مداوالته واستدراك ما شابها من عيور شكلية و جرائية حتى يتفادى إلغائها
2.
قضائيا من قبل القضاء المختص.
خامسا :صالحيات المجلس الشعبي الوالئي:
لقد نظم المشرع اختصاصات المجلس الشعبي الوالئي في المواد من 73إلى 101من ق .الوالية ،والشيء
المالحظ أيضا أنها كثيرة إذ اتبع المشرع أسلور اإلطالق وعدم التحديد.
ويمكل للن المجلل للس الشل للعبي الل لوالئي باإلضل للافة إلل للى التكفل للل بالمهل للام المنوطل للة بل لله التل للدخل فل للي المجل للاالت التابعل للة
الختصاصات الدولة بالمساهمة في تنفيذ النشاطات المقررة في إطار السياسات العمومية االقتصادية.
ويمكن المجلس الشعبي الوالئي أن يقترح سنويا قائمة مشاريع قصد تسجيلها في البرامش القطاعية العمومي
ويقدم المجلس الشعبي الوالئي المساعدة للبلديات في إطار التكامل وانسجام األعمال التي ينبغي القيام بها ،ويمكنه
المبللادرة بكللل األعمللال التللي تهللدف إلللى انجللاز التجهيلزات التللي بحكللم حجمهللا وأهميتهللا أو اسللتعمالها تتجللاوز قللدرات
البلديات.
يما يبادر المجلس الشعبي الوالئي حسب قدرات وطابع وخصوصية كل والية على عاتق الميزانيلة الخاصلة بالواليلة
بكل األعمال التي من طبيعتها المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وكذا انجاز المعالم التذكاريلة
بالتعاون مع البلديات.
يم للا يمكن لله طبق للا للتش لريع المعم للول ب لله ف للي مج للال ترقي للة االس للتثمار تش للجيع ك للل مب للادرة ترم للي إل للى تفض لليل التنمي للة
المنسجمة والمتوازنة إلقليمها.
وعموم للا يم للارس المجل للس الش للعبي الل لوالئي اختصاص للات ف للي إط للار الص للالحيات المخول للة للوالي للة بموج للب القل لوانين
والتنظيمات ويتداول في مجال: 3
-لمزيد من التفصيل انظر :عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص 299.وما بعدها. 3
81
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
82
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يما تنص المادة 04على انه :تكللف الواليلة بصلفتها اللدائرة اإلداريلة ،باألعملال غيلر الممركلزة للدوللة وتسلاهم فلي
تنفيل للذ السياسل للات العموميل للة ضل للمن اإلطل للار المحل للدد لتوزيل للع صل للالحيات ووسل للائل الدولل للة بل للين مسل للتوياتها المركزيل للة
واإلقليمية.
يمللا جللاءت المللادة 05أيضل ا فللي نفللس اإلطللار حيللث تللنص علللى انلله ":تخصللص الدولللة للواليللة بصللفتها الجماعللة
اإلقليمية ،الموارد المخصصة لتغطية األعباء والصالحيات المخولة لها بموجب القانون.
وفي إطار القانون:
-يرافق لل مهمة تحول من الدولة إلى الوالية توفير الموارد المالية الضرورية للتكفل بها بصفة دائمة،
-يجب أن يعوض لل تخفيض في الموارد الجبائية للوالية ناجم علن إجلراء تتخلذه الدوللة ويتضلمن إعفلاء جبائيلا أو
تخفيضا في نسب الضريبة أو إلغائها بمورد يساوي على األقل مبلغ الفارق عند التحصيل.
هذا ويطلع الوالي رئيس المجلس الشعبي الوالئي بانتظام خالل الفترات الفاصللة بلين اللدورات عللى ملدى تقلدم تنفيلذ
التوصيات الصادرة عن المجلس الشعبي الوالئي في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما.
83
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،مرجع سابق ،ص 239.وما بعدها. 1
84
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-3اليبط اإلداري :يتمتع الوالي أيضا بسلطات الضبط والمحافظة على األملن والنظلام العلام ولله فلي هلذا المجلال
اتخاذ كل اإلجراءات التي يراها مناسبة. 1
كمللا أجللاز للله قللانون البلديللة أيضل ا أن يحللل محللل رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي ويتخللذ بللدل عنلله كللل مللا ي لراه
مناسبا ألجل المحافظة على النظام العام على مستوى البلدية وهذا إذا للم يبلادر رئليس البلديلة إللى اتخلاذ اللالزم ملن
اإلجراءات .
وألجل ممارسة سلطاته وتطبيق ق ارراته المتعلقة بالنظام العام وضع تحك تصلرف اللوالي مصلال األملن ،كملا يقلوم
بالتنسيق بينها (م 115.من ق .و) .
وفي الظروف االستثنائية من قانون الوالية للوالي الحق في طلب تدخل الدرك الوطني والشرطة المتمركزة في إقلليم
الوالية عن طريق التسخير .
يمللا يسللهر ال لوالي علللى إعللداد مخطللط اإلسللعافات فللي الواليللة وكللذا تللدابير الللدفاع والحمايللة التللي ال تكتسللي طابعللا
عسكريا.
-عمار بوضياف ،التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق ،مرجع سابق ،ص.177. 2
85
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
أوال :التوقياف :يعتبللر التوقيلف تجميلدا مؤقتللا للعضلوية لسلبب مللن األسلبار التللي حلددها القلانون وقللد نصلك المللادة
45من قانون الواليلة " :يمكلن أن يوقلف بموجلب مداوللة للمجللس الشلعبي اللوالئي ،كلل منتخلب يكلون محلل متابعلة
قض للائية بس للبب جناي للة أو جنح للة له للا ص لللة بالم للال الع للام أو ألس للبار مخل للة بالش للرف وال تمكن لله م للن متابع للة عهدت لله
االنتخابية بصفة صحيحة .يعلن التوقيف بموجب قرار معلل ملن اللوزير المكللف بالداخليلة إللى غايلة صلدور الحكلم
النهائي من الجهة القضائية المختصة.
،وفي حالة صدور حكم قضائي نهائي بالبراءة ،يستأنف المنتخب تلقائيا وفوريا ممارسة مهامه االنتخابية".
ويفهم من هذا النص أن العضو المنتخب ال يمكن توقيفه إال إذا حالل ك المتابعلة و حضلور أشلغال المجللس ،كملا
أن استعمال عبارة "يمكلن" يلدل و كلأن األملر بلالتوقيف فوريلا ،كلذلك اإلعلالن علن التوقيلف يكلون ملن طلرف وزيلر
الداخلية بموجب قرار معلل حتى غاية صدور حكم البراءة أو اإلدانة .
ثانيااا :اإلقالااة" :االسللتقالة الحكميللة" وفقللا لللنص المللادة 44مللن قللانون الواليللة ":يقصللى بقللوة القللانون ،كل ل منتخللب
بللالمجلس الشللعبي اللوالئي يثبللك أنلله يوجللد تحللك طائلللة عللدم القابليللة لالنتخللار أو فللي حالللة تنللاف منصللوص عليهللا
قانونا .ويقر المجلس الشعبي الوالئي ذلك بموجب مداولة.
ويثبللك الللوزير المكلللف بالداخليللة هللذا اإلقصللاء بموجللب ق لرار .يمكللن أن يكللون ق لرار الللوزير المكلللف بالداخليللة
المتضمن إقصاء أحد األعضاء بسبب عدم القابلية لالنتخار أو التنافي ،محل طعن أمام مجلس الدولة".
ثالثا :االستقالة:تزول صفة المنتخب باالستقالة النهائية من المجلس الشعبي الوالئي.
وترسل استقالة العضو من المجلس إلى رئيسه بواسطة ظرف محملول مقابلل وصلل اسلتالم ويقلر المجللس الشلعبي
الوالئي ذلك بموجب مداولة ويبلغ الوالي بذلك.
رابعا :اإلقصاء :هو إسقاط كلي ونهائي للعضوية وال يتم إال نتيجة لفعل خطير اقترفه المنتخب وينبغي عند حدوثله
تطبيق نظام االستخالف .
ولقد حدد المشرع فلي الملادة 46 :ملن قلانون الواليلة حاللة واحلدة لإلقصلاء و هلي تعلرض العضلو إلدانلة جزائيلة
وذلللك كمللا يلللي :يقصللى بقللوة القللانون مللن المجلللس الشللعبي ال لوالئي لل منتخللب كل ان محللل إدانللة جزائيللة نهائيللة لهللا
عالقة بعهدته تضلعه تحلك طائللة علدم القابليلة لالنتخلار ".ويقلر المجللس الشلعبي اللوالئي ذللك بمداوللة ويثبلك هلذا
اإلقصاء بموجب قرار من وزير الداخلية .
خامسااا :التخلااي عاان المنصااب :أضللاف المشللرع صللورة جديللدة لفقللدان العضللوية االنتخابيللة فللي المجلللس الشللعبي
الوالئي وهي حاللة التخللي علن المنصلب اللواردة فلي الملادة 43ملن قلانون الواليلة كملا يللي ":يعللن فلي حاللة تخللي
تغيب بدون عذر مقبول في أيثر من ثلالث ( ) 3دورات عاديلة خلالل نفلس السلنة .ويثبلكعن العهدة ،كل منتخب ح
التخلي عن العهدة من طرف المجلس الشعبي الوالئي".
والجللدير باإلشللارة إلللى انلله فللي حالللة الوفللاة أو االسللتقالة النهائيللة أو اإلقصللاء أو حصللول مللانع قللانوني لمنتخللب
بالمجلس الشعبي الوالئي يتم استخالفه قانونا في اجل يتجاوز الشهر بالمرش اللذي يللي مباشلرة لخلر منتخلب ملن
نفس القائمة.
86
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
العش لرة (( 10أي للام الت للي تل للي ح للل المجل للس ،مندوبي للة والئي للة لممارس للة الص للالحيات المخ للول إياه للا بموج للب الق لوانين
والتنظيمات المعمول بها ،إلى حين تنصيب المجلس الجديد.
و تنتهي مهمة المندوبية الوالئية بقوة القانون فور تنصيب المجلس الشعبي الوالئي الجديد.
هذا وتجرى انتخابات تجديد المجلس الشعبي الوالئي المحل فلي أجلل أقصلاه ثالثلة ( ) 3أشلهر ابتلداء ملن تلاري
الحلل ،إال فلي حاللة المسلاس الخطيلر بالنظل ام العلام .وال يمكلن بلأي حلال ملن األحلوال إج ار هلا خلالل السلنة األخيلرة
من العهدة الجارية.
87
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ولإلحاطللة أيث للر بالبلدي للة كص للورة م للن ص للور الجماع للات المحليللة يج للب التط للرق لتطوره للا الت للاريخي أوال ث للم الهية للات
المكونة لها وكذا تنظيمها وسيرها وصالحياتها وأخي ار صور الرقابة عليها.
-عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،دار جسور ،الجزائر ،2012 ،ص 108.وما بعدها 1
-القانون رقم 10/11المؤرخ في 22 :جوان 2011المتعلق بالبلدية ،ج ر عدد لسنة .2011 2
88
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-التطللور االجتمللاعي الللذي أدى إلللى بللروز جماعللات مصللال تحللاول االسللتحواذ علللى هيةللات البلديللة لصللالحها عللن
طريق لعبة التحالفات حتى على حسار المنطق الحزبي.
-النزعة نحو االنسداد المجالس المحلية المنتخبة والناتش عن أحكام قانونية غير مالئمة.
-النزعة نحو عدم استقرار رئيس المجلس الشعبي البلدي واللجوء غير المؤسس إلى إجراء سحب الثقة.
-ضعف تحضير الهيةة التنفيذية للبلدية لتولي وظائف التسيير التي تقتضي الخبرة.
-عدم اهتمام بعض المنتخبين بتسيير المرافق العمومية األساسية كالحالة المدنية وصيانة الطرق.
-ضعف االتصال بين المنتخبين المحليين مع المواطنين.
-الغموض والتداخل في الصالحيات بين المنتخبين واإلدارة.
المطلب الثاني :هيئات البلدية
وفقا للمادة 15من قانون البلدية رقم 10/11فان البلدية تتكون من هيةتان هما:
-هيئة المداولة :المجلس الشعبي البلدي
-هيئة تنفيذية :يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي"
هذا ويوجد بالبلدية إدارة ينشطها األمين العام تحك مسؤولية رئيس المجلس الشعبي البلدي.
الفرع األول :المجلس الشعبي البلدي:
وهو هيةة منتخبة وجهاز للمداولة بالبلدية وينتخب المجلس الشلعبي البللدي وفقلا للملادة 65ملن قلانون البلديلة لملدة
خمللس سللنوات بطريللق االقت لراع النسللبي علللى القائمللة ،ويجللوز تمديللد العهللدة االنتخابيللة تلقائيللا فللي حالللة وفللاة رئلليس
الجمهورية أو استقالته أو في الحالة االستثنائية أو في حالة الحرر.
أوال :تش يل المجلس الشعبي البلدي
يتش للكل المجلل ل س الش للعبي البل للدي م للن مجموع للة م للن المنتخب للين يتل لراوح ع للددهم وفق للا للم للادة 79م للن ق للانون
االنتخابللات لسللنة 2012مللا بللين 13و 43عض لوا بحسللب عللدد سللكان البلديللة يللتم اختيللارهم وفقللا لنظللام االقت لراع
السري والمباشر ولمدة 05سنوات.
ويجللب اإلشللارة إلللى أن العضللوية فللي المجلللس الشللعبي البلللدي مجانيللة وفقللا للمللادة 37مللن قللانون البلديللة باسللتثناء
رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يتفر كليا ألداء مهامه ويتقاضى تعويضا.
هذا ويتقاضى أيضا استنادا للمادة 76من قانون البلدية كل من رئيس البلدية ونوابله والمنلدوبون البللديون وعنلد
االقتضاء المتصرف الذي عين مؤقتا لتسيير شؤون البلدية عند حل مجلسها المنتخب منحة مرتبطة بوظائفها.
-1شروط الترشح لعيوية المجلس الشعبي البلدي:
المجلس الشعبي حددت المادة 78من قانون االنتخابات الجديدة رقم 01/12الشروط الواجب توفرها في المترش
الوالئي وهي كما يلي:1
-التمتع بالحقوق المدنية والسياسية.
-أال يكون في إحدى حاالت فقدان األهلية.
89
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
90
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،مرجع سابق ،ص 179.وما بعدها. 1
91
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يعقد المجلس ستة دورات عادية في السنة(أي دورة كل شهرين) وال تتعلدى ملدة كلل دورة خمسلة أيلام ،ويمكنله
عقللد دورات اسللتثنائية-غيللر عاديللة -كلمللا اقتضللك شللؤون البلديللة ذلللك بطلللب مللن اللوالي أو رئيسلله أو ثلللث أعضللائه
(المادة 16و 17من قانون البلدية) .
ويعقد المجلس الشعبي البلدي دوراته كأصل عام بمقر البلدية واستثناء في حالة القوة القاهرة المعلنة التي تحول
دون الدخول إلى مقر البلدية يمكنه أن يجتمع في مكان لخر من إقليم البلدية.1
ويتولى رئيس المجس الشعبي البلدي تحديد تاري وجدول أعمال دورات المجلس بالتشاور مع الهيةة التنفيذية ،كما
يوجلله االسللتدعاءات الجتماعللات المجلللس مرفقللة بجللدول األعمللال بواسللطة ظللرف محمللول وهللذا قبللل 10أيللام كاملللة
على األقل من بداية الدورة مقابل وصل استالم ،ويمكن تخفيض المدة فلي الحلاالت االسلتعجالية عللى أال تقلل علن
يوم كامل.
ويلصللق مشللروع جل دول أعمللال االجتماعللات عنللد مللدخل قاعللة المداولللة وفللي األمللاين المخصصللة للجمهللور بمجللرد
استدعاء أعضاء المجلس الشعبي البلدي.
ويوافق المجلس الشعبي البلدي على النقاط المسجلة في جدول أعمال االجتماع ويمكنه إدراج نقاط إضافية.
وال تص اجتماعات المجلس الشعبي البلدي إال بحضور األغلبية المطلقة ألعضائه الممارسين ،و ذا لم يتحقق هذا
النصار بعد االسلتدعاء األول ،تعتبلر المل داوالت المتخلذة بعلد االسلتدعاء الثلاني بفلارق ( )5أيلام كامللة عللى األقلل،
صحيحة مهما كان عدد األعضاء الحاضرين(المادة 23من قانون االنتخابات).
ويمكلن عضللو المجللس الشللعبي البلللدي اللذي حصللل لله مللانع لحضللور جلسلة أو دورة أن يوكل ل كتابيلا عضلوا لخللر
من المجلس من اختياره ،ليصوت نيابة عنه.
هذا وتكون جلسات المجلس علنية كأصل عام ويجوز رغم هذا عقد جلسات سرية في حالتين ذكرتهما المادة26 :
من قانون البلدية وهما :
-1دراسة مسائل تأديبية خاصة بأحد األعضاء .
-2دراسة المسائل المتعلقة باألمن و النظام العام.
وتعلللق المللداوالت ،باسللتثناء تلللك المتعلقللة بالنظللام العللام والحللاالت التأديبيللة ،تحللك إش لراف رئلليس المجلللس الشللعبي
البلدي ،في األملاين المخصصلة للملصلقات وعلالم الجمهلور ،وتنشلر بكلل وسليلة إعلالم أخلرى خاالل الثمانيا ة ()8
أيام الموالية لدخوله حيز التنفيذ طبقا ألحكام هذا القانون.
ثالثا :اللجان:
وفقلا للمللادة 31ملن قللانون البلديللة يجلب علللى المجلللس الشلعبي البلللدي أن يشلكل مللن بللين أعضلائه لجانللا دائمللة
للمسائل التابعة لمجال اختصاصه والسيما تلك المتعلقة بما يأتي :
-االقتصاد والمالية واالستثمار،
-الصحة والنظافة وحماية البيةة،
-تهيةة اإلقليم والتعمير والسياحة والصناعات التقليدية،
92
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وتحدث اللجان الدائمة بمقتضى مداولة مصادق عليها باألغلبية األعضاء المجلس بناء على اقتراح من رئيسله،
ويمكللن المجلللس الشللعبي البلللدي أن يشللكل مللن بللين أعضللائه لجنللة خاصللة لد ارسللة موضللوع محللدد يللدخل فللي مجللال
اختصاصه وهذا بناء على اقتراح من رئليس المجللس الشلعبي البللدي عѧن طريلق مداوللة المجللس مصلادق عليهلا
بأغلبية أعضائه. 1
وتنتخب كل لجنة رئيسا من بين أعضائها ،كما تجتمع اللجان بناء على استدعاء ملن رئيسلها بعل دد إعلالم رئليس
المجل للس الش للعبي البل للدي .ويمكنه للا اللج للوء إل للى استش للارة أي ش للخص م للن ذوي الخب لرة والكف للاءة ،كم للا تع للد اللجن للة
نظامها الداخلي وتعرضه على المجلس الشعبي البلدي للمصادقة.
وتش للكل ه للذه اللج للان بمقتض للي الم للداوالت ويج للب أن تض للمن تش للكيلتها تمث لليال نس للبيا يعك للس المكون للات السياس للية
للمجلس الشعبي البلدي ،كما خول القانون ألعضاء المجلس الشلعبي البللدي إنشلاء لجلان مؤقتلة تتلولي القيلام بمهلام
يحددها المجلس بصفة مؤقتة .
رابعا :المداوالت:
يعالش المجلس الشؤون التي تدخل في اختصاصه علن طريلق الملداوالت ،والتلي تجلرى وتحلرر ملداوالت المجللس
الشعبي البلدي باللغة العربية (المادة 53من قلانون البلديلة) وباسلتثناء الحلاالت المنصلوص عليهلا صلراحة فلي هلذا
الق للانون ،تتخ للذ م للداوالت المجل للس الش للعبي البل للدي باألغلبياااة البسااايطة ألعياااائه الحاضااارين أو الممثلاااين عناااد
التصويت .وفي حالة تساوي األصوات ،يكون صوت الرئيس مرجحا (المادة 54من قانون البلدية.
تحرر المداوالت وتسجل حسب ترتيبها الزمني في سجل خاص مرقم ومؤشر عليه من رئيس المحكمة المختصة
إقليميا ،وتوقع هذه المداوالت أثناء الجلسة من جميع األعضاء الحاضرين عند التصويك.
ويودع رئيس المجلس الشعبي البلدي المداوالت في أجل ثمانية ()8أيام لدى الوالي مقابلل وصل باالستالم (الملادة
55من قانون البلدية).
والج للدير باإلش للارة ف للي ه للذا المج للال أن الم للداوالت ال يمك للن تنفي للذها إال بع للد التص للديق عليه للا م للن ط للرف الل لوالي
والتصديق وفقا لقانون البلدية إما أن يكون ضمني أو صري .
-1المصادقة اليمنية :
األصل أن تنفيذ المداوالت بحكم القانون بعد :مرور 21يوما من إيلداعها للدي الواليلة ( الملادة 56ملن قلانون
البلدية) وهذا بشرط أال يعترض الوالي صراحة عليها خالل هذه المدة.2
-لمال يعيس تمام " ،الرقابة على أعمال المجالس البلدية بين دواعي الوصاية اإلدارية ومقتييات االستقاللية المحلية ملتقى 2
وطني حول الوصاية اإلدارية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قالمة ،مارس ،2013ص.02.
93
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
94
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-2التعمير والهياكل األساسية والتجهيز :تتزود البلدية بكل أدوات التعمير المنصوص عليها فلي التشلريع والتنظليم
المعمول بهما بعد المصادقة عليها بموجلب مداوللة المجللس الشلعبي البللدي :كلم تتلولى خصوصلا التأيل د ملن احتلرام
تخصيصات األراضي وقواعد استعمالها ،والسهر على المراقبة الدائمة لمطابقة عمليلات البنلاء ،ذات العالقلة ببلرامش
التجهيز والسكن ،والسهر على احترام األحكام في مجال مكافحة السكنات الهشة غير القانونية.
هذا ويجب على البلدية أن تسهر على حماية األمالك العقارية الثقافية والحفلاظ عللى االنسلجام الهندسلي للتجمعلات
السكانية.
يما تسهر على الحفاظ على وعائها العقاري والرقابلة الدائملة لعمليلات البنلاء ،كملا تبلادر بالعمليلات المرتبطلة بتهيةلة
الهيايل والتجهيزات الخاصة بالشبكات التابعة الختصاصها.
-3نشاطات البلدية في مجال التربية والحماية االجتماعية والرياضة والشباب والثقافاة والتسالية والساياحة :تتخلذ
البلدية طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما ،كافة اإلجراءات قصد إنجاز مؤسسات التعلليم االبتلدائي طبقلا للخريطلة
المدرسللية الوطنيللة وضللمان صلليانتها ،و نجللاز وتسلليير المطللاعم المدرسللية والسللهر علللى ضللمان تللوفير وسللائل نقللل
التالميذ والتأيد من ذلك.
وكذا المساهمة في توسيع قلدراتها السلياحية وتشلجيع عمليلات التمهلين واسلتحداث مناصلب الشلغل ،باإلضلافة إللى
حصل للر الفةل للات االجتماعيل ل ة المحرومل للة أو الهشل للة أو المعل للوزة وتنظل لليم التكفل للل بهل للا فل للي مجل للال التضل للامن والحمايل للة
االجتماعية.
وكذا صيانة المساجد والمدارس القرلنية وتشجيع ترقية الحركة الجمعوية في مختلف الميادين.
-4النظافة وحفظ الصاحة والطرقاات البلدياة :تسلهر البلديلة بمسلاهمة المصلال التقنيلة للدوللة عللى احتلرام التشلريع
والتنظلليم المعمللول بهمللا المتعلقللين بحفللظ الصللحة والنظافللة العموميللة والسلليما فللي المجللاالت :توزيللع الميللاه الصللالحة
للشلرر ،صلرف الميلاه المسلتعملة ومعالجتهللا ،وجملع النفايلات الصللبة ونقلهللا ومعالجتهلا ،ومكافحلة نواقلل األملراض
المتنقلة ،و الحفاظ على صحة األغذية واألماين والمؤسسات المستقبلة للجمهور ،وصيانة طرقات البلدية ،و شارات
المرور التابعة لشبكة طرقاتها.1
والشاااايء المالحااااظ لهااااذه الصااااالحيات أنهل للا واسل للعة وكثيل لرة الن المشل للرع اتبل للع األسل لللور الفرنسل للي فل للي تنظل لليم
الص للالحيات الهية للات المحلي للة حي للث ت للم وض للع اإلط للار الع للام له للذه االختصاص للات م للع ت للرك التحدي للد ال للدقيق لتل للك
الصالحيات إلى قوانين خاصة أو التنظيم.
كما أن هذه الصالحيات في مجملها التزامات واجبة التنفيذ الن البلدية تتولى القيام بها حسب إمكانياتها الذاتية
أو المساعدات المقدمة لها.
الفرع الثاني :الهيئة التنفيذية
الهيةل للة التنفيذيل للة هل للي إحل للدى األجه ل لزة والهيايل للل األساسل للية المنل للوط بهل للا مهمل للة تسل لليير البلديل للة وتنفيل للذ مل للداوالتها
بالخصوص يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي ويساعده في أداء مهامه نوابه.
أوال :رئيس المجلس الشعبي البلدي:
-بوعمران عادل ،البلدية في التشريع الجزائري ،دار الهدى ،عين مليلة ،2010 ،ص.82. 1
95
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
أمللا ع للن كيفي للة تعيين للة فق للد حللددتها الم للادة 65م للن ق للانون البلدي للة كم للا يلللي ":يعل للن رئيس للا للمجل للس الش للعبي البل للدي
متصدر القائمة التي تحصلك على أغلبية أصوات الناخبين .وفي حالة تسلاوي األصلوات ،يعللن رئيسلا المرشلحة أو
المرش األصغر سنا".
والجدير باإلشارة إلى أن طريقة تعيلين رئليس البلديلة كانلك محلل جلدل كبيلر بلين أعضلاء البرلملان واللذين نجحلوا
في تعديل وتكييف نص المادة األصلي والذي ورد في مشروع قانون البلدية والذي أعدته و ازرة الداخليلة بملا يتماشلى
وتوجهاتهم ،حيث كان الانص األصالي قبال التعاديل يتيامن ثاال احتمااالت لتعياين رئايس البلدياة ويضلع قواعلد
1
تعيين لكل منهم كما يلي:
الفرضية األولى :في حصول القائمة على األغلبية المطلقة
الفرضاية الثانياة :فللي حاللة علدم تحصلل أي قائمللة عللى األغلبيلة المطلقلة ولكنهللا حصللك عللى أغلبيلة 30بالمائللة
على األقل.
الفرضية الثالثة :في حالة ما إذا لم تتحصل أي قائمة ال على األغلبية المطلقة وال على أغلبية 30بالمائة.
غيلر أن المالحلظ أيضلا أن المشلرع بمناسلبة إصلداره لقلانون العضلوي المتعللق بنظلام االنتخابلات رقلم 01/12وفللي
مادته 80أعاد تنظيم مسالة تعيين رئيس المجلس الشعبي البلدي بطريقة مغايرة تمام عما هو وراد بالملادة 65ملن
قانون البلدية أعاله ،وشبيهة بمشروع قانون البلدية األصلي قبل التعديل.
وبالنسبة لطريقة التعيين الواردة بالمادة 80من قانون االنتخابات فهي كما يلي:
يقدم المترشل النتخلار رئليس المجللس الشلعبي البللدي ملن القائملة الحلائزة األغلبيلة المطلقلة للمقاعلد .فللي حاللة
عدم حصول أي قائمة على األغلبية المطلقة للمقاعد ،يمكن القوائم الحائزة خمسة وثالثلين فلي المائلة ((%35عللى
األقل من المقاعد تقديم مرش .
في حالة عدم حصول أي قائمة خمسة وثالثين بالمائة ()%35على األقل ملن المقاعلد ،يمكلن جميلع القلوائم تقلديم
مرش .يكون االنتخار سريا .ويعلن رئيسا للمجلس الشعبي البلدي ،المترش اللذي تحصلل عللى األغلبيلة المطلقلة
لألصوات.
-أنظر المادة 69من مشروع قانون البلدية لسنة ، 2011و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،الجزائر،2011 ، 1
ص.ص.38.37.
96
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
في حالة عدم حصول أي مترش على األغلبية المطلقة لألصوات بين المترشحين الحلائزين عللى المرتبلة األوللى
والثانية .يجري دور ثان خالل الثماني واألربعلين ()48سلاعة المواليل ة ،ويعللن فلائ از المترشل المتحصلل عللى أغلبيلة
األصوات.
في حالة تساوي األصوات المحصل عليها ،يعلن فائ از المترش األصغر سنا.
ويثور في هذا المجال تسا ل في غاية األهمية يتمثل :أي قواعد تعيين نحتكم ألجل تعيين رئيس المجلس الشلعبي
البلدي؟
فهل تلك الواردة في المادة 65من قانون البلدية ام المادة 80من قانون االنتخابات؟
استنادا للقاعدة الالحق يلغي السابق والى كون نظام االنتخابات قد صدر بموجب قانون عضلوي وهلو أعللى درجلة
إلزامية من قانون البلدية الذي صدر بموجب قانون عادي فلننا نرج تطبيق أحكام قانون االنتخابات (الملادة ) 80
في هذا الشأن.
والجدير باإلشارة إلى أن المشرع قد تدخل سنة 2016واصلدر قلانون انتخابلات جديلد ألغلى بمقتضلاه الملادة 80
المثيرة للجدل ،وبالتالي أصبحك المادة 65من قانون البلدية هي المعمول بها في هذا المجال.
وبعللد تعيينلله يللتم تنصل يب ال لرئيس المنتخللب فللي مهاملله بمقللر البلديللة فللي حفللل رسللمي بحضللور منتخبللي المجلللس
الشللعبي البلللدي أثنللاء جلسللة علنيللة ي أرسللها ال لوالي أو ممثللله خللالل الخمسللة عشللر ()15يومللا علللى األيثللر التللي تلللي
إعالن نتائش االنتخابات.
ويعد محضر بين رئيس المجلس الشعبي البلدي المنتهية عهدته والرئيس الجديد خالل الثمانية ()8أيام التي تلي
الوالي. تنصيبه وترسل نسخة من هذا المحضر إلى
-انتهاء المهام:
باإلضللافة إلللى حالللة الوفللاة و انتهللاء مللدة العهللدة االنتقاليللة ( 5سل نوات) تنتهللي مهللام ال لرئيس وفقللا لقللانون البلديللة
يذلك في حالة التخلي عن المنصب وهو من مستجدات قانون البلدية الجديد.
والمالحظ كذلك أن المشرع ألغى إجراء كان يهدد دائما المركز القانوني لرئيس المجلس الشلعبي البللدي ويجعلله
في موقع ضعيف وهو إجراء سحب الثقة 1ونشير في هذا المجلال أن مشلروع القلانون المعلد ملن قبلل و ازرة الداخليلة
لسنة 2011لم يلغيه و نما خفف منه ولكن البرلمان هو من أسقط وألغى هذه اآللية من لليات الرقابة نهائيا وحسن
فعل ذلك.
وفيما يلي تفصيل ذلك:
-1االسااتقالة :وتكللون بمحللض إرادة رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي ويتعللين عليلله فللي هللذه الحالللة دعللوة المجلللس
لتقديم اسلتقالته و ال علدى متخليلا علن منصلبه وتثبلك االسلتقالة علن طريلق مداوللة ترسلل إللى اللوالي وتصلب سلارية
2
المفعول ابتداء من تاري استالمها من الوالي.
-1وفقا للمادة 55من قانون البلدية القديم" :تسحب الثقة المجلس الشعبي البلدي من رئيسه ،وتنهى مهامه عن طريق اقتراع علني
بعدم الثقة وبأغلبية ثلثي أعضائه.
-بعلي محمد الصغير ،مرجع سابق ،ص.176. 2
97
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-2التخلي عن المنصاب :نصلك عليله الملادة 75ملن قلانون البلديلة وعرفتله كملا يللي " :يعتبلر فلي حاللة تخلل علن
المنصللب ،الغيللار غيللر المبللرر ل لرئيس المجلللس الشللعبي البلللدي أليثللر مللن شللهر ،ويعلللن ذلللك مللن طللرف المجلللس
الشعبي البلدي.
ويللتم إثبللات تخلللي رئلليس المجلللس عللن المنصللب فللي أجللل 10أيللام بعللد الشللهر مللن غيابلله خللالل دورة اسللتثنائية
1
للمجلس بحضور الوالي أو ممثله.
وفللي حالللة انقضللاء أربعللين ( )40يومللا مللن غيللار رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي دون أن يجتمللع المجلللس فللي
جلسة استثنائية ،يقوم الوالي بجمعه إلثبات هذا الغيار.
ويلتم اسلتخالف رئليس المجللس الشلعبي البللدي فلي مهامله طبقلا ألحكلام الملادة 72أعلاله ،يلتم تعلويض رئليس
المجلس الشعبي البلدي وفق الشروط واألشكال المنصوص عليها في المادة 65من هذا القانون.
كما يتم تعويض رئيس المجلس الشعبي البلدية وفق الشروط واألشكال الواردة بالمادة 65من قانون البلدية.
-صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي:
يتمتللع رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي وفقللا لقللانون البلديللة بصللفة مركبللة إذ يجمللع بللين عللدة اختصاصللات تبعللا
للصفة التي يحملها.
-1صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للبلدية: 2
أ -التمثيل :يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدية في كل التظاهرات الرسمية واالحتفاالت كما يمثلها في كل أعمال
الحياة اإلدارية و المدنية (المادة 77 :و 78ق.ر) .
كما يمثلها أمام الجهات القضائية ،وفي حالة تعارض مصلحة الرئيس مع مصلحة البلدية .
يقوم المجلس بتعيين أحد األعضاء لتمثيل البلدية في التقاضي أو التعاقد.
ب-رئاساااية المجلاااس الشاااعبي البلااادي :يت للولى به للذه الص للفة اس للتدعاء المجل للس ويع للرض علي لله المس للائل الخاض للعة
الختصاصه كما يعد مشروع جدول أعمال الدورات ويترأسها ويسهر على إعداد وتحرير المحاضر الخاصة بها.
ي-رئاسااة الهيئااة التنفيذيااة:يتللولى بهللذه الصللفة تنفيللذ المللداوالت واطللالع المجلللس علللى ذلللك كمللا يسللهر علللى تنفيللذ
الميزانية ومتابعة كل مخططات وبرامش البلدية.
د -إدارة أمالك البلدية والمحافظة على حقوقها :وفقا للمادة 82ملن قلانون البلديلة يتكفلل رئليس المجللس الشلعبي
البلدي بما يلي:
أ -تسيير إيرادات البلدية ومداخليها واألمر بالصرف ومتابعة تطور مالية الدولة .
98
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ر -إبل ل لرام جميل ل للع أنل ل لواع العقل ل للود المنصل ل للبة علل ل للى أمل ل للالك البلديل ل للة (البيل ل للع ،اإليجل ل للار ،االيتسل ل للار ،التصل ل للرف و
االستغالل. )...
ج-القيام بمناقصات أشغال البلدية ومراقبة حسن تنفيذها.
د-اتخاذ كل الق اررات الموقفة للتقادم .
ه-ممارسة كل الحقوق على األمالك العقارية والمنقولة التي تملكها البلدية بما في ذلك حق الشفعة.
ه -السلطة الرئاسية :يعتبر رئيس البلدية الرئيس األعلى في البلدية و له بهذه الصفة توظيف مستخدمي البلديلة
واإلشراف على تسيرهم ،وممارسة جميع مظاهر السلطة الرئاسية عليهم.
-2صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للدولة:
وهللي واردة فللي عللدة نصللوص كقللانون الحالللة المدنيللة ،قللانون اإلجلراءات الجزائيللة ،قللانون االنتخابللات إضللافة إلللى
قانون البلدية.
أ -التمثيااال :يمثلل رئليس المجللس الشلعبي الدوللة عللى مسلتوى البلديلة وبهلذه الصلفة يسلهر عللى احتلرام وتطبيلق
القانون.
ب-الحالااة المدنياااة :وفقللا للم للادة 86مللن قللانون البلدي للة :ل لرئيس المجل للس الشللعبي البلللدي ص للفة ضللابط الحال للة
المدنيللة وهللذا تحللك رقابللة النيابللة العامللة ،و بهللذه الصللفة يعللود للله أمللر إضللفاء الطللابع الرسللمي علللى العقللود والحالللة
المدني للة و اس للتالم تصل لريحات الل لوالدات و الوفي للات و ك للذا تس للجيل جمي للع األحك للام القض للائية ف للي س للجالت الحال للة
المدنية ،وهو ما أيده األمر 20/70:المتضمن الحالة المدنية.
هذا ويجوز لرئيس المجلس تفويض إمضائه للمندوبين البلدية والمندوبين الخاصين والى كل موظف بلدي.
ي-تنفيااذ القاوانين والتنظيمااات :وفقااا للمااادة 88ماان قااانون البلديااة يتااولى رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي تحللك
إشراف الوالي بتبليغ وتنفيذ القوانين والتنظيمات على إقليم البلدية ،والسهر على النظام والسلكينة والنظافلة العموميلة،
و لسهر على حسن تنفيذ التدابير االحتياطية والوقاية والتدخل في مجال اإلسعاف.
وكذا كل االحتياطات الالزمة لحماية األشخاص والممتلكات التي يمكن أن تحدث فيها كارثة أو حادث.
د -الشارطة القياائية :وفقلا للملادة 92ملن قلانون البلديلة والملادة 15ملن قلانون اإلجلراءات الجزائيلة يتمتلع رئلليس
المجلس الشعبي البلدي بصفة ضابط شرطة قضائية ،وبهذه الصفة له الحق في تحرير محاضر المخالفات والجلن
التي تقع بالبلدية إذا تعذر على ضابط الشرطة القضائية العادي االتصال بالمكان قبل ضياع معالم الجريملة وهلذا
تحك رقابة النيابة العامة.
ه -تنفيذ القوانين و التنظيمات :وفقا للمادة :69يتولى رئيس المجلس الشعبي تحك سلطة الوالي نشلر و تنفيلذ
القوانين و التنظيمات عبر ترار البلدية.
ه -المحافظة على األمان و النظاام العاام :يعتملد رئليس المجللس الشلعبي البللدي ،قصلد ممارسل ة صلالحياته فلي
مجال الشرطة اإلدارية ،على سلك الشرطة البلدية التي يحدد قانونها األساسي عن طريق التنظيم.
يما مكن رئيس المجلس الشعبي البلدي ،عند االقتضلاء ،تسلخير قلوات الشلرطة أو اللدرك اللوطني المختصلة إقليميلا
حسب الكيفيات المحددة عن طريق التنظيم
99
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يما يتولى رئيس المجلس تحك سللطة اللوالي السلهر عللى حفلظ النظلام واألملن العملومي والصلحة العاملة والسلكينة
العامة واتخاذ كل اإلجراءات التي من شانها ضمان تدعيم الجانب الوقائي وضمان سالمة األشخاص والممتلكات.
وكذا ضمان ضبطية الطرقلات المتواجلدة بللقليم البلديلة والسلهر عللى حمايلة التلراث البللدي التلاريخي ورملوز الثلورة
التحريرية وكذا احترام المقاييس والتعليمات في مجال العقار والسكن ونظافة المحيط وحماية البيةة وضمان ضبطية
الجنائز والمقابر وتسليم رخص البناء والهدم.
-ويوضع المنتخبون المعينون في وضعية انتدار طيلة مدة انتدابهم . 1
انظر للمرسوم التنفيذي رقم 91/13 :المؤرخ في 25 :فيفري 2013المحدد لشروط انتداب المنتخبين المحليين والعالوات الممنوحة
لهم ،ج ر عدد 12لسنة .2013
100
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-تفويض إمضائه.
وال تصب ق اررات رئيس المجلس الشعبي البلدي قابلة للتنفيلذ إال بعلد إعلالم المعنيلين بهل ا علن طريلق النشلر إذا كل ان
محتواها يتضمن أحكاما عامة أو بعد إشعار فردي بأي وسيلة قانونية في الحاالت األخرى.
هذا وتصب الق اررات البلدية المتعلقة بالتنظيمات العامة ،قابلة للتنفيذ بعد شلهر ملن تلاري إرسلالها إللى اللوالي ،وفلي
حالة االستعجال ،يمكن رئيس المجلس الشعبي البلدي أن ينفذ فو ار القرار أو الق اررات البلدية المتعلقة بها بعلد إعلالم
الوالي بذلك.1
-انظر ألجل المقارنة مع قانون البلدية القديم :عادل بوعمران ،مرجع سابق ،ص 101.وما بعدها. 2
-بخالف قانون البلدية القديم لسنة 1990والذي نص في مادته 31على أنه ":يصرح الوالي فو ار بلقالة كل عضو في المجلس 3
الشعبي البلدي يتبين بعد انتخابه انه غير قابل لالنتخار قانونا أو تعتريه حالة من حاالت التنافي".
101
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يمللا يقللال وفقللا للمللادة 45عضللو المجلللس الشللعبي البلللدي ،الللذي تغيللب بللدون عللذر مقبللول أليثل ر مللن ثللالث دورات
عادية خالل نفس السنة.
ثانيا:اإليقاف:
ويقصد به تجميد العضوية،ويعتبر العضو موقف العضو غير الممارس وال يحق له الحضور لدورات المجلس وال
التصويك في المداوالت وفي حالة صدور حكم بالبراءة يستأنف المنتخب تلقائيا مهامه االنتخابية.
وفقا للمادة 43من قانون البلدية عندما يتعرض منتخب إلي متابعة جزائيلة بسلبب جنايلة أو جنحلة متعلقلة بالملال
الع للام (ج لرائم الفس للاد م للثال) أو ألس للبار مخل للة بالش للرف أو ك للان مح للل ت للدابير قض للائية ال تمكن لله م للن االس للتمرار ف للي
ممارسة عهدته االنتخابية بشكل صحي (الحبس مثال) يتم توقيفه بقرار من الوالي إلى غاية صدور حكم نهائي من
الجهة القضائية المختصة.
ويصدر قرار التوقيف المعلل من الوالي بعد اسلتطالع رأي المجللس الشلعبي البللدي وذللك إللي غايلة صلدور قلرار
نهائي من الجهة القضائية.
ثالثا :اإلقصاء:
نصك المادة 44من قانون البلدية على أنه "يقصى بقوة القانون ملن المجللس ،كل ل عضلو مجللس شلعبي بللدي
يان محل إدانة جزائية نهائية لألسبار المذكورة في المادة 43أعاله .
ويثبك الوالي هذا اإلقصاء بموجب ق ارر"
الفرع الثاني :الرقابة على أعمال المجلس الشعبي البلدي
لقد تكلمنا في العناصر السابقة على بعض صور الرقابة التي يمارسلها اللوالي عللى ملداوالت المجللس الشلعبي
البلدي والمتمثلة في :التصديق الضمني والتصديق الصري ،فالوالي عند إيداع المداولة على مسلتواه يقلوم بتفحصلها
ورقابتهللا والتأيللد مللن مللدى مراعاتهللا للشللروط والضلوابط القانونيللة ،و ذا ايتشللف عللدم مشللروعيتها فعليلله إمللا أن يحكللم
ببطالنها المطلق أو البطالن النسبي أو عدم التصديق عليها حسب الحالة هلذا ويجلوز لللوالي أن يحلل محلل رئليس
المجلس الشعبي البلدي في بعض الحاالت.
أوال :البطالن المطلق :
وتعتبر بعض المداوالت باطلة بحكم القانون وفقا للمادة 59من قانون البلدية في الحاالت التالية:1
- 1المداوالت التي تكون مخالفة لألحكام الدستورية وغير المطابقة للقوانين والتنظيمات .
- -2التي تمس برموز الدولة وشعاراتها،
- 3غير المحررة باللغة العربية
ويعاين الوالي بطالن المداولة بقرار.
ويالحظ على هذا نص المادة 59أنها لم تقيد الوالي عند تصريحه ببطالن المداولة بأية مواعيلد أو لجلال معينلة
يقاعدة عامة .
102
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-أملا فيملا يقضللي اإلجلراءات واألشلكال فقللد أحلال المشللرع أن القواعلد العاملة ،والتللي تقتضلي أن يللتم رفلع دعلوى اإللغللاء ملن طللرف 1
المجلس الشعبي البلدي ضد قرار الوالي وهذا أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا في أجل 04أشهر من تبليغ قرار الوالي أو نشره
( المادة 829قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية)
103
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
اسلتنادا للنص الملادة 102ملن قلانون البلديلة ،فانله فلي حاللة حلدوث اخلتالل بلالمجلس الشلعبي البللدي يحلول دون
التصويك عللى الميزانيلة ،فللن اللوالي يضلمن المصلادقة عليهلا وتنفيلذها وفلق الشلروط المحلددة فلي الملادة 186ملن
هذا القانون.
الفرع الثالث :الرقابة على المجلس الشعبي البلدي كهيئة:
وتتمثل في حل المجلس الشعبي البلدي وتجريد أعضائه من صفتهم.
ووفقا للمادة 46من قانون البلدية :يحل المجلس الشعبي البلدي في الحاالت التالية:
-في حالة خرق أحكام دستورية،
-في حالة إلغاء انتخار جميع أعضاء المجلس،
-في حالة استقالة جماعية ألعضاء المجلس،
-عنللدما يكللون اإلبقللاء علللى المجلللس مصللدر اخللتالالت خطي لرة تللم إثباتهللا فللي التسلليير البلللدي أو مللن طبيعتلله
المساس بمصال المواطنين وطمأنينتهم،
-عندما يصب عدد المنتخبين أقل من األغلبية المطلقة بالرغم من تطبيق أحكام المادة 41أعاله،
-في حالة خالفات خطيرة بين أعضاء المجللس الشلعبي البللدي تعيلق السلير العلادي لهيةلات البلديلة ،وبعلد إعلذار
يوجهه الوالي للمجلس دون االستجابة له،
-في حالة اندماج بلديات أو ضمها أو تجزئتها،
-في حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب.
أمللا فيمللا يخللص أداة الحللل فطبقللا للمللادة 47مللن قللانون البلديللة يللتم حللل المجلللس الشللعبي البلللدي بموجللب مرسااوم
رئاسي بناءا على تقرير وزير الداخلية.
و ذا وقع حل المجلس الشعبي البلدي يعلين اللوالي خلالل 10أيلام التاليلة للحلل متصلرفا ومسلاعدين عنلد االقتضلاء
توكل لهم مهمة تسيير شؤون البلدية.
وتجرى انتخابات جديدة على مستوى البلدية خالل 06أشهر بغلرض تشلكيل مجللس جديلد وال يمكلن بلأي حاللة ملن
األحوال إج ار ها خالل السنة الخيرة من العهدة االنتخابية.
الفصل الثالث
النشااااااااااط اإلداري
تأتي اإلدارة نوعان من النشاط ،إملا نشلاط ايجلابي يتمثلل فلي تقلديم الخلدمات لألفلراد علن طريلق الم ارفلق العاملة
المتعددة كمرفق التعليم والعدالة والمستشفى ....
و ما نشاط سلبي يتمثل في تقييلد سللوك األفلراد بمجموعلة ضلوابط وقيلود حمايلة للنظلام العلام بعناصلره األربلع األملن
العامة والصحة العامة والسكينة العامة واآلدار العامة.
وبهللذا فللان نشللاط اإلداري إمللا أن يكللون ايجابيللا ويتمثللل فللي الم ارفللق العامللة و مللا أن يكللون سلللبيا يتمثللل فللي الضللبط
اإلداري ،وسندرس هذين العنصرين تبعا كما يلي:
104
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
2
- JACQUELINE Morand deviller, cours de droit administratif, montchrestien,08 edition , paris,
2003,p.467.
105
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ملن التعريلل السللابق يتضل أن هنللاك ثالثلة عناصللر يجلب توافرهللا حتلى يكتسللب المشلروع صللفة المرفلق العللام
وهي:1
أوال :عنصر الهدف .
ال بد أن يكون الغرض من المرفق العام تحقيق المنفعة العامة و شباع حاجات األفراد أو تقديم خدمة عاملة،
وهذه الحاجات أو الخدمات قد تكون مادية كمد األفراد بالمياه والكهرباء أو معنوية كتوفير األمن والعدل للمواطنين.
وعلى ذلك يعد تحقيق النفع العلام ملن أهلم العناصلر المميلزة للمرفلق العلام علن غيلره فلي المشلروعات التلي تسلتهدف
تحقيق النفع الخاص أو تجمع بين هذا الهدف وهدف إشباع حاجة عامة أو نفع عام.
ومع ذلك فلن تحقيق بعض المرافق العامة للرب ال يعنلي حتملاس فقلدها صلفة المرفلق العلام ،طالملا أن هلدفها اللرئيس
ليس تحقيق الرب ،و نما تحقيق النفع العام كملا أن تحصليل بعلض الم ارفلق لعوائلد ماليلة لقلاء تقلديمها الخلدمات إللى
المواطنين كما هو الحال بالنسبة لمرفق الكهرباء والقضلاء ال يسلعى لكسلب عوائلد ماليلة بقلدر ملا بعلد وسليلة لتوزيلع
األعباء العامة على كل المواطنين .
ومللع ذلللك فللان هللدف المنفعللة العامللة الللذي اعتللرف القضللاء اإلداري بلله عنصل اسر مللن عناصللر المرفللق العللام ال يمكللن
تحديده بدقة ،فهو الهدف قابل للتطور ويتوقف على تقدير القاضي إلى حد كبير .
ثانيا :عنصر اإلدارة :
تقللوم الدولللة بلنشللاء الم ارفللق العامللة ويجللب أن يكللون نشللاط المرفللق العللام منظملاس مللن جانللب اإلدارة وموضللوعاس
تحك إشرافها ورقابتها ،وخاضعاس لتوجيهها لضمان عدم انحرافه عن المصلحة العامة لحسار المصال الخاصة.
و ذا عهدت اإلدارة إلى أحد األشخاص المعنوية العامة بلدارة المرافق فللن هلذا ال يعنلي تخليهلا علن ممارسلة رقابتهلا
و شرافها عليه من حيث تحقيقه للمصلحة العامة و شباع الحاجلات العاملة لألفلراد ،ونفلس األملر إذا أصلبحك اإلدارة
بيد هيةة خاصة بمقتضيات المصلحة العامة تقتضي النص على إخضاع هذه الهيةة الخاصة كاملة فال نكون أمام
مرفق عام.
ثالثا :وجود امتيازات السلطة العامة :
يلللزم لقيللام الم ارفللق العامللة أن تتمتللع الجهللة المكلفللة بلللدارة المرفللق العللام بامتيللازات غيللر مألوفللة فللي القللانون
الخاص تالئم الطبيعة الخاصة للنظام القانوني الذي يحكم المرافق العامة.
غيللر أن هللذا الشللرط مختلللف فيلله بللين الفقهللاء علللى اعتبللار أن التطللورات االقتصللادية وتشللعب أنشللطة اإلدارة أفللرزت
إلى جانب المرافق العامة اإلدارية مرافق عامة صناعية وتجارية تخضع في الجانب األيبر من نشلاطها إللى أحكلام
القللانون الخللاص كمللا أن خضللوع المرفللق للقللانون العللام هللو مجللرد نتيجللة لثبللوت الصللفة العامللة للمرفللق ،ومللن غيللر
المنطقي أن تعرف الفكرة بنتائجها .
يمللا أن الم ارفللق العامللة الصللناعية والتجاريللة وان كنللك تخضللع فللي بعللض جوانبهللا ألحكللام القللانون الخللاص فأنهللا ال
تللدار بللنفس الكيفيللة التللي تللدار بهللا المشللروعات الخاصللة كمللا أن إرادة المشللرع فللي إنشللائها تضللعها فللي إطللار نظللام
قانوني غير مألوف وأن لم تتضمن امتيازات غير مألوفة في القانون الخاص.
106
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-محمد جمال الدين مطلق الذنبيات ،مرجع سابق ،ص 143.وما بعدها. 1
107
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
فالمنازعللات المتعلقللة بنظامهللا الللداخلي وعالقللة أعضللائها بعضللهم بللبعض وشللؤونها الماليللة تخضللع للقللانون الخللاص
والختصاص المحلايم العاديلة ،أملا المنازعلات المتصللة بمظلاهر نشلاطها كمرفلق علام وممارسلتها المتيلازات السللطة
العامة فتخضع ألحكام القانون العام واختصاص القضاء اإلداري .
رابعا :المرافق االجتماعية:
وهي المرافق التي تستهدف تقديم خدمات اجتماعية للجمهور مثلل الم ارفلق المخصصلة لتقلديم إعانلات للجمهلور
وم اريللز الضللمان االجتمللاعي والتقاعللد وم اريللز ال ارحللة ،ويحكللم هللذا النللوع مللن الم ارفللق ملزيش مللن قواعللد القللانون العللام
والخاص.
الفرع الثاني :تقسيم المرافق من حيث استقاللها:
تنقسللم الم ارفللق العامللة مللن حيللث اسللتقاللها إلللى م ارفللق تتمتللع بالشخصللية المعنويللة أو االعتباريللة وم ارفللق ال تتمتللع
بالشخصية المعنوية.
أوال :المرافااق العامااة التااي تتمتااع بالشخصااية المعنويااة :وهللي الم ارفللق التللي يعتللرف لهللا ق لرار إنشللائها بالشخصللية
المعنوية ويكون لها كيان مستقل كمؤسسة عامة مع خضوعها لقدر من الرقابة أو الوصاية اإلدارية.
ثانيا :المرافق العامة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية :وهي المرافق التي ال يعترف لها قرار إنشائها بالشخصية
المعنويللة ويللتم إلحاقهللا بأحللد أشللخاص القللانون العللام وتكللون تابعللة لهللا ،كالدولللة أو الللو ازرات أو المحافظللات ،وهللي
الغالبية العظمى من المرافق العامة .
وتبدو أهمية هذا التقسيم في مجال االستقالل المالي واإلداري وفي مجلال المسلؤولية ،إذ تمللك الم ارفلق العاملة
المتمتعللة بالشخصللية المعنويللة قللد اسر كبيل اسر مللن االسللتقالل اإلداري والمللالي والفنللي فللي عالقتهللا بالسلللطة المركزيللة مللع
وجود قدر ملن الرقابلة كملا أوضلحنا ،غيلر أن هلذه الرقابلة ال يمكلن مقارنتهلا بملا تخضلع لله الم ارفلق غيلر المتمتعلة
بالشخصللية المعنويللة مللن توجيلله و شلراف مباشلرين مللن السلللطات المركزيللة ،أمللا مللن حيللث المسللؤولية فيكللون المرفللق
المتمت للع بالشخص للية المعنوي للة مس للتقالس ومس للؤوالس ع للن األخط للاء الت للي يتس للبب ف للي إح للداثها للغي للر ف للي ح للين تق للع ه للذه
المسؤولية على الشخص اإلداري الذي يتبعه المرفق العام في حالة عدم تمتعه بالشخصية المعنوية
الفرع الثالث :تقسيم المرافق من حيث امتدادها اإلقليمي:1
أوال :المرافاااق الوطنياااة :وه للي مجم للوع الم ارف للق الت للي يمت للد نش للاطها ليش للمل إقل لليم الدول للة " كمرف للق ال للدفاع ،األم للن،
القضاء. "...
ثانيا :المرافق اإلقليمية :وهي الم ارفلق التلي يقتصلر نشلاطها فلي جلزء ملن إقلليم الدوللة كالواليلة والبلديلة ...الم ارفلق
البلدية والوالية .
المطلب الثالث :النظام القانوني للمرافق العامة :
أوال :إنشاء المرافق العامة:
عندما تجد السلطة المختصة أن حاجة الجمهور تقتضي إنشاء مرفقاس عاماس إلشباعها ويعجز األفراد عن ذلك ،فلنهلا
تتدخل مستخدمة وسائل السلطة العامة وتنشئ المرفق العام.
108
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وحي للث إن إنش للاء الم ارف للق العام للة يتض للمن غالبل لاس المس للاس بحق للوق األفل لراد وحري للاتهم العتماده للا أحيانل لاس عل للى نظ للام
االحتكللار الللذي يمنللع األف لراد مللن مزاولللة النشللاط الللذي يؤديلله المرفللق وفللي أحيللان أخللرى يقيللدهم بممارسللة نشللاطات
معينللة بحكللم تمتللع الم ارفللق العامللة بوسللائل السلللطة العامللة وامتيازاتهللا التللي تجعللل األف لراد فللي وضللع ال يسللم لهللم
بمنافسة نشاطات هذه المرافق وألن إنشاء المرافق العامة يتطلب اعتمادات ماليلة كبيلرة فلي الميزانيلة لمواجهلة نفقلات
إنشاء هذه المرافق و دارتها.1
فقد درج الفقه والقضاء على ضرورة أن يكون إنشلاء الم ارفلق العاملة بقلانون أو بنلاء عللى قلانون صلادر ملن السللطة
التشلريعية أي أن تتللدخل السللطة التشلريعية مباشلرة فتصلدر قانونلاس بلنشلاء المرفللق أو أن تعهللد بسللطة إنشللاء المرفللق
إلى سلطة أو هيةة تنفيذية.
ثانيا :إلغاء المرافق العامة:
بينللا أن األف لراد ال يملكللون إجبللار اإلدارة علللى إنشللاء الم ارفللق العامللة وال يسللتطيعون إجبارهللا علللى االسللتمرار فللي
تأدية خدماتها إذا ما قدرت السلطة العامة إن إشباع الحاجات التي يقدمها المرفق يمكن أن يتم بغير وسيلة المرفلق
العام أو العتبارات أخرى تقدرها هي وفقاس لمتطلبات المصلحة العامة.
والقاعدة أن يتم اإللغاء بنفس األداة التي تقرر بهلا اإلنشلاء ،فلالمرفق اللذي تلم إنشلا ه بقلانون ال يلتم إلغلا ه إال بلنفس
الطريقة و ذا كان إنشاء المرفق بقلرار ملن السللطة التنفيذيلة فيجلوز أن يلغلى بقلرار إال إذا نلص القلانون عللى خلالف
ذلك.2
وعندما يتم إلغاء المرفق العام فلن أمواله تضاف إلى الجهة التي نص عليها القانون الصادر بللغائه ،فلن لم يلنص
على ذلك فلن أموال المرفق تضاف إلى أموال الشخص اإلداري الذي كان يتبعه هذا المرفق .
أمللا بالنسللبة للم ارفللق العامللة التللي يللديرها أشللخاص معنويللة عامللة مسللتقلة فلللن مصللير أموالهللا يللتم تحديللده مللن خللالل
معرفة مصدر هذه األموال كأن تكون الدولة أو أحد أشخاص القانون العام اإلقليمية األخرى فيتم منحها لها.
أما إذا كان مصدرها تبرعات األفراد والهيةات الخاصة فلن هذه األموال تأول إلى أحد المرافق العامة التي تستهدف
نفس غرض المرفق الذي تم إلغا ه أو غرضاس مقارباس له ،احتراماس إلرادة المتبرعين.
الفرع الثاني :المبادئ التي تح م المرافق العامة:
تخضللع الم ارفللق العامللة لمجموعللة مللن المبللادا العامللة التللي اسللتقر عليهللا القضللاء والفقلله والتللي تضللمن اسللتمرار
عمل هذه المرافق وأدائها لوظيفتها في إشباع حاجات األفراد ،وأهم هذه المبادا هي:
أوال :مبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد:
تتلولى الم ارفللق العاملة تقللديم الخلدمات لألفلراد و شلباع حاجللات عاملة وجوهريللة فلي حيللاتهم ويترتلب علللى انقطللاع
هذه الخدمات حصول خلل واضطرار في حياتهم اليومية.
109
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ل للذلك ك للان م للن الض للروري أن ال تكتف للي الدول للة بلنش للاء الم ارف للق العام للة ب للل تس للعى إل للى ض للمان اس للتمرارها وتق للديمها
للخللدمات ،ل للذلك ح للرص القض للاء عل للى تأيي للد ه للذا المب للدأ واعتب للاره م للن المب للادا األساس للية الت للي يق للوم عليه للا الق للانون
اإلداري ومع أن المشلرع يتلدخل فلي كثيلر ملن األحيلان إلرسلاء هلذا المبلدأ فلي العديلد ملن مجلاالت النشلاط اإلداري،
فلن تقريره ال يتطلب نص تشريعي ألن طبيعة نشاط المرافق العامة تستدعي االستمرار واالنتظام.1
ويترتللب علللى تطبيللق هللذا المبللدأ عللدة نتللائش منهللا :تح لريم اإلض لرار ،وتنظلليم اسللتقالة المللوظفين العمللوميين ونظريللة
الموظف الفعلي ونظرية الظروف الطارئة وعدم جواز الحجز على أموال المرفق .
ثانيا :مبدأ قابلية المرفق للتغير والتبدل:
إذا كانللك الم ارفللق العام للة تهللدف إلللى إش للباع الحاجللات العامللة لألف لراد وكانللك هللذه الحاج للات متطللورة ومتغي لرة
باسللتمرار فلللن اإلدارة المنللوط بهللا إدارة وتنظلليم الم ارفللق العامللة تملللك دائملاس تطللوير وتغييللر المرفللق مللن حيللث أسلللور
إدارتله وتنظيمله وطبيعلة النشلاط اللذي يؤديله بملا يلتالءم مل ع الظلروف والمتغيلرات التلي تطل أر عللى المجتملع ومسلايرة
لحاجات األفراد المتغيرة باستمرار ومن تطبيقات هلذا المبلدأ أن ملن حلق الجهلات اإلداريلة القائملة عللى إدارة المرفلق
يلم للا دع للك الحاج للة أن تت للدخل لتع للديل بلدارته للا المنف للردة ال للنظم واللل لوائ الخاص للة ب للالمرفق أو تغييره للا بم للا ي للتالءم
والمس للتجدات دون أن يك للون ألح للد المنتفع للين الح للق ف للي االعتل لراض عل للى ذل للك والمطالب للة باس للتمرار عم للل الم ارف للق
بأسلور وطريقة معينة ولو أثر التغيير في مركزهم الشخصي .
ومللن تطبيقللات هللذا المبللدأ أيضلاس حللق اإلدارة فللي تعللديل عقودهللا اإلداريللة بلرادتهللا المنفللردة دون أن يحللتش المتعاقللد "
بقاعدة العقد شريعة المتعاقدين " إذ أن الطبيعة الخاصلة للعقلود اإلداريلة وتعلقهلا بتحقيلق المصللحة العاملة ،تقتضلي
ترجي كفة اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها.2
ثالثا :مبدأ المساواة بين المنتفعين
يقوم هذا المبدأ على أسلاس التلزام الجهلات القائملة عللى إدارة الم ارفل ق بلأن تلؤدي خلدماتها لكلل ملن يطلبهلا ملن
الجمهللور ممللن تت لوافر فلليهم شللروط االسللتفادة منهللا دون تمييللز بيللنهم بسللبب الجللنس أو اللللون أو اللغللة أو الللدين أو
المركز االجتماعي أو االقتصادي .
ويسللتمد هللذا المبللدأ أساسلله مللن الدسللاتير والمواثيللق وعالنللات الحقللوق التللي تقتضللي بمسللاواة الجميل ع أمللام القللانون وال
تمييز بين أحد منهم.
غي للر أن المس للاواة أم للام الم ارف للق العام للة مس للاواة نس للبية وليس للك مطلق للة ،وم للن مقتض للياتها أن تت لوافر ش للروط االنتف للاع
بخدمات المرفق فيمن يطلبها ،وأن يتواجد األفراد في المركز الذي يتطلبله القلانون والقواعلد الخاصلة بتنظليم االنتفلاع
بخللدمات المرف للق ثللم يك للون لهللم الح للق بالمعاملللة المتس للاوية س لواء ف للي االنتفللاع بالخ للدمات أو فللي تحم للل أعبللاء ه للذا
االنتفاع.3
110
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وبمعنللى أخللر علللى اإلدارة أن تحتللرم مبللدأ المسللاواة بللين المنتفعللين متللى تماثلللك ظللروفهم وت لوافرت فلليهم ش للروط
االنتفاع التي حددها القانون أما إذا توافرت شروط االنتفاع في طائفة من األفراد دون غيرهم فللن للمرفلق أن يقلدم
الخدمات للطائفة األولى دون األخرى أو أن يميز في المعاملة بالنسبة للطلائفتين تبعلاس الخلتالف ظلروفهم كلاختالف
رسوم مرفق الكهرباء والمياه بالنسبة لسكان المدينة وسكان القرى .
ومللع ذلللك فلللن هللذا المبللدأ ال يتعللارض مللع مللن اإلدارة بعللض الم ازيللا لطوائللف معينللة مللن األفلراد العتبللارات خاصللة
يالسماح للعجزة أو المعاقين باالنتفاع من خدمات مرفق النقل مجاناس أو بدفع رسوم مخفضة .
111
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
من المنتفعين بخدمات المرفق وفق ما يسمى بعقد التزام المرافق العامة أو عقد االمتياز.
وقد استقر القضاء والفقه على اعتبار عقد االلتزام عمالس قانونياس مركبلاس يشلمل عللى نلوعين ملن النصلوص األول منله
يتعلللق بتنظلليم المرفللق العللام وبسلليره وتملللك اإلدارة تعللديل هللذه النصللوص وفق لاس لحاجللة المرفللق أمللا النللوع الثللاني مللن
النصوص فيسمى بالنصوص أو الشروط التعاقدية التي تحكمها قاعدة " العقد شريعة المتعاقدين" ومنهلا ملا يتعللق
بتحديد مدة االلتزام و االلتزامات المالية بين المتعاقدين وال تتعدى ذلك لتشمل أسلور تقديم الخدمات للمنتفعين. 2
وعلى أي حال فلن المرفق العام الذي يدار بهذا األسلور يتمتع بذات امتيازات المرافق العامة األخلرى كونله يهلدف
إلى تحقيق النفع العام فهو يخضع لنفس المبادا األساسية الضابطة لسير المرافق العامة
غيلر أن اإلدارة تملللك إنهلاء عقللد االلتلزام قبللل مدتله بقلرار إداري وللو لللم يصلدر أي خطللأ ملن الملتللزم كملا قللد يصللدر
االسللترداد بموجللب قللانون حيللث تلجللأ اإلدارة إلللى المشللرع إلصللدار قللانون باسللترداد المرفللق و نهللاء االلت لزام وهللو مللا
يحصل غالباس عند التأميم .وفي الحالتين للملتزم الحق في المطالبة بالتعويض .
وفي مقابل إدارة الملتزم للمرفق العلام وتسل ييره يكلون لله الحلق بالحصلول عللى المقابلل الملالي المتمثلل بالرسلوم التلي
يتقاضاها نظير الخدمات التي يقدمها للمنتفعين.
الفرع الرابع :االستغالل المختلط
يقوم هذا األسلور على أساس اشتراك الدولة أو أحد األشخاص العامة مع األفراد في إدارة مرفق عام .
ويتخذ هذا االشتراك صورة شركة مساهمة تكتتب الدولة في جانب من أسهمها على أن يسلاهم األفلراد فلي االيتتلار
بالجزء األخر.
وتخضع هذه الشركة إلى أحكام القانون التجاري مع احتفاظ السلطة العاملة بوصلفها ممثللة للمصللحة العاملة بلالحق
في تعيين بعض أعضاء مجلس اإلدارة وأن يكلون اللرأي األعللى لهلا فلي هلذا المجللس ويلأتي هلذا ملن خلالل الرقابلة
الفعالة التي تمارسها الدولة أو الشخص العام المشارك في هذه الشركة على أعمالها وحساباتها.
وتتم إدارة المرفق إدارة مختلطة من ممثلي اإلدارة و توفر هذه الطريقة نوع ملن التعلاون بلين األفلراد والسللطة العاملة
في سبيل الوصول إلى إدارة ناضجة ورب معقول. 3
112
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وقللد انتشللرت شللركات االقتصللاد المخللتلط فللي كثيللر مللن الللدول األوربيللة كوسلليلة إلدارة الم ارفللق العامللة ذات الطللابع
االقتصادي السيما فرنسا في إدارة مرافق النقل والطاقة لما يحققه هذا األسلور في فائدة تتمثل في تخليص الم ارفلق
العامللة م للن التعقيللدات واإلج لراءات اإلداريللة الت للي تظهللر ف للي أسلللور اإلدارة المباش لرة ،كمللا أن لله يخفللف الع للبء ع للن
السلللطة العامللة ويتللي لهللا التفللر إلدارة الم ارفللق العامللة القوميللة ،ويسللاهم فللي توظيللف رأس المللال الخللاص لمللا يخللدم
التنمية االقتصادية .
-عبد هللا طلبة ،مبادئ القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص173. 1
2
- Pierre –laurent prier et autres ,pricis de droit administratif,05 edition ,montchrestien, paris,
2008,p.248.
113
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
يقصد بالضلبط التشلريعي "مجملوع القلوانين الصلادرة علن السللطة التشلريعية و التلي يكلون موضلوعها الحلد ملن
نطاق مباشرة بعض الحريات الفردية ،فمصدر المنع أو القيد هو السلطة التشريعية ".
و بهلذا يتبلين لنللا أن الهلدف مللن النلوعين واحللد هلو المحافظلة علللى النظلام العللام.و االخلتالف بينهمللا يكملن فللي أن
الضبط اإلداري تباشره سلطة إدارية ،و الضبط التشريعي مصدره السلطة التشريعية.1
-عبد هللا طلبة ،مبادئ القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص175. 2
-عبد هللا طلبة ،مبادئ القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص178. 4
114
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
ثانياااااا :اليااااابط الخااااااص :و يقص ل للد ب ل لله الس ل لللطات الت ل للي منحه ل للا الق ل للانون ل ل للإلدارة بقص ل للد تقيي ل للد نش ل للاط وحري ل للات
األفراد في مجال محدد ومعين ،فهو ما يخص مكانا لذاته أو نشاطا بذاته.
و مثال النلوع األول ملا تفرضله اإلدارة ملن إجلراءات عللى تنقلل األفلراد ( رخلص التنقلل ) و مثلال النلوع الثلاني أن
معينلة لممارسلة األفلراد تفرض اإلدارة قيودا لتنظيم حركة المرور كأن تغلق شارعا أو أن تفرض إجلراءات
حق االجتماع العام أو مسيرة أو حفالت. ..
المطلب الثالث :أغراض النظام العام وهيئاته
الفرع األول:أهداف النظام العام
النظللام العللام فك لرة مرنللة تختلللف بللاختالف الزمللان والمكللان فيمللا يعتبللر مخالف لاس للنظللام العللام فللي زمللان أو مكللان
معينل للين قل للد ال يعل للد كل للذلك فل للي زمل للان أو مكل للان لخ ل لرين :كمل للا يختلل للف بل للاختالف الفلسل للفة السياسل للية واالقتصل للادية
واالجتماعيللة السللائدة فللي الدولللة .لللذلك يجمللع الفقلله علللى ضللرورة ربللط فك لرة النظللام العللام بالمصلللحة العامللة العليللا
المجتمع في كل دولة على حده.
غيللر أن معظللم الفقهللاء يتفقللون علللى أن النظللام العللام يهللدف إلللى تحقيللق ثالثللة أغ لراض رئيسللية هللي :األمللن العللام
والصحة العامة والسكنية العامة.1
أوال :األمن العام
يقصد باألمن العام تحقيق كل ما من شلأنه اطمةنلان اإلنسلان عللى نفسله ومالله ملن خطلر االعتلداءات واالنتهايلات
واتخاذ اإلجراءات الالزمة لمنع وقوع الكوارث الطبيعية كالكوارث واألخطار العامة كالحرائق والفيضلانات والسليول ،
واالنتهايات التي قد تسبب بها اإلنسان كجرائم القتل والسرقة والمظاهرات وأحداث الشغب وحوادث المرور.
ثانيا :الصحة العامة.
ويقصد بها حما ية صحة األفراد من كل ما من شانه أن يضر بها من أملراض أو أوبةلة إذ تعملد اإلدارة إللى تطعليم
األفراد من األمراض المعدية وتتخذ اإلجراءات التي تمنع انتشارها.
يمللا تشللرف علللى تللوفير الميللاه الصللالحة للشللرر وت ارقللب صللالحية األغذيللة لالسللتهالك البشللرى ومللدى تقيللد المحللال
العامة بالشروط الصحية.
والشك أن وظيفة الدولة في مجال الصحة العامة قد توسعك إلى حد كبير بفعل انتشار التلوث وكثرة االعتماد على
المواد الكيماوية في الصناعة وتأثير ذلك على صحة األفراد .
ثالثا :الس نية العامة
ويقصللد بهللا تللوفير الهللدوء فللي الطللرق واألمللاين العامللة ومنللع كللل مللا مللن شللأنه أن يقلللق ارحللة األفلراد أو يللزعجهم
ياألصوات والضوضاء المنبعثة من مكبرات الصوت والباعة المتجولين ومحالت التسجيل ومنبهات المركبات.
والجللدير بالللذكر أن مفهللوم النظللام العللام قللد اتسللع ليشللمل النظللام العللام األدبللي واألخللالق العامللة .وأمكللن بالتللالي
اسللتعمال سلللطة الضللبط اإلداري للمحافظللة علللى اآلدار واألخللالق العامللة ،فتجللاوز بللذلك العناصللر الثالثللة السللابقة،
115
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وفى هذه االتجاه تملك اإلدارة منع عرض المطبوعات المخللة بلاآلدار العاملة .وكلذلك حمايلة المظهلر العلام للملدن
وحماية الفن والثقافة.
وبهذا ال يجوز تقديم العروض المسرحية أو التمثيلية أو الموسيقية أو الراقصة أو الغنائية في المالهي أو
المحلال العامللة إال بعلد التللرخيص بهللا ملن الجهللة المختصلة وال يجللوز التللرخيص بلالعروض الخليعللة أو الفاضللحة أو
المخلة بالحياء .
الفرع الثاني :هيئات اليبط
إن الضبط اإلداري إجراء يقصد بله المحافظلة عللى النظلام العلام و هلو يحملل خطلورة معينلة بلالنظر إللى صللته
بالحريلات العامللة .و تللأثيره عليهللا ،لهللذا وجللب تحديللد هيةللات الضللبط اإلداري والتقللليص منهللا حتللى ال يصللب التقييللد
هو األصل والتمتع بالحريات هو االستثناء.
وعلى العموم يمكن تقسيم هيةات الضبط إلى قسمين:1
أوال:هيئات اليبط على المستوى الوطني :وتتمثل في:
-1رئيس الجمهورية :كاحالن الحصار وحالة الطوارا والحالة االستثنائية...
-2الوزير األول :يستشار رئيس الحكومة في أي إجراء ضبطي من طرف رئيس الجمهورية
-3الاااوزراء :األص للل أن لله ل لليس لل للوزراء بحك للم مرك للزهم س لللطة ض للبط ،غي للر أن الق للانون ق للد يجي للز ل للبعض ال للوزراء
ممارسة أنواع الضبط بحكم مركزهم و طبيعة القطاع الذي يشرفون عليه( الضبط الخاص)
ثانيا :هيئات اليبط اإلداري على المستوى المحلي:
-1رئيس المجلس الشعبي البلدي :طبقا لقانون البلدية (م )94.يقوم رئليس البلديلة بسللطة المحافظلة عللى النظلام
العام تحك سلطة الوالي وهذا باالستعانة بالشرطة البلدية .
-2الوالي:طبقلا للملادة 114ملن قلانون الواليلة لللوالي الحلق فلي اتخلاذ كلل تلدبير أو إجلراء ملن شلأنه الحفلاظ عللى
النظام العام في واليته.
المطلب الرابع :وسائل اليبط اإلداري وحدوده
2
الفرع األول :وسائل اليبط اإلداري
في سبيل تحقيق أهداف الضبط اإلداري البد لإلدارة أن تستخدم وسائل أو أساليب معينة وهى:
أوال :الوسائل المادية :ويقصد بها :اإلمكانلات الماديلة المتاحلة للإلدارة بغلرض ممارسلة مهلام الضلبط كالسليارات و
الشاحنات ....
ثانيا :الوسائل البشرية:وتتمثل في أعاو الضبط اإلداري المكلفين بتنفيذ القوانين والتنظيمات كرجال الدرك والشرطة
و الجمارك ومراقبي األسعار....
ثالثا :الوسائل القانونية:يمكن حصر أهم اآلليات القانونية في هذا المجال في :
116
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-1لوائح اليبط اإلداري المراسيم الرئاسية والتنفيذية والق اررات الوزارية :
تتضللمن ل لوائ الضللبط اإلداري قواعللد عامللة مجللردة تهللدف إلللى المحافظللة علللى النظللام العللام بعناص لره األربللع
وتتضمن تقييد حريات األفلراد ،للذلك نشلأ خلالف شلديد حلول ملدى مشلروعيتها ،عللى اعتبلار أن تقييلد الحريلات ال
يجوز إال بقانون ووظيفة اإلدارة تنحصر بوضع هذه القوانين موضوع التنفيذ.
ومنهللا ل لوائ تنظلليم الم للرور وتتخ للذ ل لوائ الض للبط عللدة مظ للاهر ف للي تقييللدها نش للاط األف لراد منه للا الحظ للر ،واآلذن
المسبق واألخطار والتنظيم.1
أ -الحظر والمنع:
يقصد بالحظر أن تتضمن لوائ الضبط منع مزاولة نشاط معين منعاس كامالس أو جزئياس.
واألصل أن ال يتم الحظر المطلق لنشاط ما الن ذلك يعنى انتهلاك للحريلة ومصلادرة للنشلاط .ولكلن أجلاز القضلاء
استثناء الحظر الكامل للنشاط عندما يشكل إخالال بالنظام العام كمنع إنشاء مساين للبغاء أو للعب الميسر.
س
ب -اإلذن المسبق الترخيص
قد تظهر لوائ الضبط في ضرورة الحصول على إذن مسلبق ملن جهلة اإلدارة قبلل مزاوللة النشلاط ،ومل ن الضلروري
أن يشترط القانون المنظم للحرية الحصول عللى هلذا اإلذن ،إذا أن القلانون وحلدة اللذي يمللك تقييلد النشلاط الفلردي
بلذن سابق .
ي-اإلخطار عن النشاط .
ويحصل بان تشترط الالئحة ضرورة إخطار السلطة المختصة بمزاوللة نشلاط معلين حتلى تلتمكن ملن اتخلاذ ملا يللزم
مللن إج لراءات تكفللل حمايللة النظللام العللام .مثللال ذلللك اإلخطللار عللن تنظلليم اجتمللاع عللام .ففللي هللذه الحالللة ال يكللون
االجتماع محظو اسر وليس من الضروري الحصول على إذن مسبق.
د -تنظيم النشاط .
قد ال تتضمن لوائ الضبط على حظلر نشلاط معلين أو اشلتراط الحصلول عللى أذن مسلبق أو األخطلار عنله ،و نملا
قد تكتفلي بتنظليم النشلاط الفلردي وكيفيلة ممارسلته ،كملا للو تلم تحديلد سلرعة المركبلات فلي الطلرق العاملة أو تحديلد
أماين وقوفها،أو شروط يجب توافرها الستغالل مقهى انترنك أو قاعة ألعار.
-2أوامر اليبط اإلداري الفردية:
قللد تلجللأ سلللطات الضللبط إلللى إصللدار قل اررات إداريللة أو أوامل ر فرديللة لتطبللق علللى فللرد أو أفلراد معينللين بللذواتهم ،وقللد
تتضمن هذه الق اررات أوامر بالقيام بأعمال معينه أو نواهي باالمتناع عن أعمال أخرى .مثال ذلك األوامر الصادرة
بمنللع عقللد اجتمللاع عللام أو األمللر الصللادر بهللدم منللزل ليللل للسللقوط أو الق لرار الصللادر بمصللادرة كتللار أو صللحيفة
معينة.
-3التنفيذ الجبري.
117
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
قد تستخدم اإلدارة القوة المادية إلجبار األفراد على تنفيذ القوانين واللوائ والق اررات اإلدارية لمنع اإلخالل بالنظام
العللام .وتعللد هللذه الوسلليلة أيثللر وسللائل الضللبط شللدة وعنفلاس باعتبارهللا تسللتخدم القللوة الجبريللة وال يخفللى مللا لللذلك مللن
خطورة على حقوق األفراد وحرياتهم.
ويعد التنفيذ الجبري لق اررات الضبط اإلداري أحد تطبيقات نظرية التنفيذ المباشر للق اررات اإلداريلة ،واسلتناداس للذلك ال
ي للتم الحص للول عل للى أذن س للابق م للن الس لللطات القض للائية لتنفي للذه .إال ان لله يج للب أن تتل لوافر في لله ذات ش للروط التنفي للذ
المباشر.
ومن الحاالت التي يمكن فيها اللجوء إلى التنفيذ الجبري أن يبي القانون أو اللوائ استعمال هذا الحق ،أو يلرفض
األفراد تنفيذ القوانين واللوائ وال يوجد أسلور أخر لحملل األفلراد عللى احتلرام القلوانين والللوائ غيلر التنفيلذ الجبلري،
يما يتم اللجوء إلى هذا األسلور في حالة الضرورة .
الفرع الثاني :حدود سلطات اليبط اإلداري.
من الضروري وضع حدود الختصاصات اإلدارة في ممارستها لسلطات الضبط اإلداري يتم ملن خاللهلا الموازنلة
بللين تحقيللق متطلبللات النظللام العللام وضللمان حقللوق وحريللات األف لراد ،وقللد درجللك أحكللام القضللاء اإلداري علللى مللن
اإلدارة حرية واسعة في ممارسة سلطات الضبط اإلداري ،غير أنها أخضلعتها فلي ذللك لرقابلة القضلاء اإلداري ملن
نواح عدة .
أوال :حدود سلطات اليبط اإلداري في الظروف العادية.
تخضللع سلللطة الضللبط اإلداري فللي الظللروف العاديللة لمبللدأ المشللروعية الللذي يسللتدعى أن تكللون اإلدارة خاضللعة فللي
جميع تصرفاتها للقانون ،و ال كانك تصرفاتها وما تتخذه من قل اررات بلاطالس وغيلر مشلروعاس .وتتمثلل رقابلة القضلاء
على سلطات اإلدارة في هذه الظروف فيما يلي:1
-1أهداف اليبط اإلداري.
يجب أن تتقيد اإلدارة بالهدف الذي من اجله قرر المشرع ملن هيةلات الضلبط هلذه السللطات ،فلليس للإلدارة تخطلى
هذا الهدف سواء كان عاماس أم خاصاس ،فلذا استخدمك سلطتها في تحقيق أغراض بعيلدة علن حمايلة النظلام العلام .
أوسعك إلى تحقيلق مصلل عاملة لكلي ال تلدخل ضلمن أغلراض الضلبط التلي قصلدها المشلرع فلان ذللك يعلد انح ارفلاس
بالسلطة ويخضع قرار اإلدارة لرقابة القضاء المختص.
-2أسباب اليبط اإلداري.
يقصد بسب الضبط اإلداري الظروف الخارجية التي دفعك اإلدارة إلى التدخل و صدار قرارها ،وال يعد تدخل اإلدارة
مشللروعاس إال إذا كللان مبني لاس علللى أسللبار صللحيحة وجديللة مللن شللأنها أن تخللل بالنظللام العللام بعناص لره الثالثللة األمللن
العام والصحة العامة والسكنية العامة.
118
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
وعلى ذلك تكون الق اررات اإلدارية التي تصدرها سلطة الضبط اإلداري بمنلع ممارسلة نشلاط علام منعلاس عاملاس ومطلقلاس
غير مشروعة.
-4مالئمة ق اررات اليبط اإلداري.
ال يكفللى أن يكللون ق لرار الضللبط اإلداري جللائ از قانون لاس أو انلله قللد صللدر بنل س
لاء علللى أسللبار جديللة ،إنمللا تتسللع رقابللة
القضللاء لبحللث مللدى اختيللار اإلدارة الوسلليلة المالئمللة للتللدخل ،فيجللب أن ال تلجللأ إلللى اسللتخدام وسللائل قاسللية أو ال
تتالءم مع خطورة الظروف التي صدر فيها.
ومللن الضللروري أن نبللين أن سلللطة القضللاء فللي الرقابللة علللى المالئمللة هللي اسللتثناء علللى القاعللدة العامللة فللي الرقابللة
علللى أعمللال اإلدارة فاألصللل هللو اسللتقالل اإلدارة فللي تقللدير مالئمللة ق ارراتهللا ،لكللن بللالنظر لخطللورة قل اررات الضللبط
على الحقوق والحريات فان القضاء يبسط رقابته على المالئمة .
وف للى ه للذا المج للال ال يج للوز م للثالس لرج للال األم للن أن يس للتخدموا إط للالق الن للار لتفري للق تظ للاهره ف للي الوق للك ال للذي ك للان
استخدام الغاز المسيل للدموع أو خراطيم المياه كافياس لتحقيق هذا الغرض.
ثانيا :حدود سلطات اليبط اإلداري في الظروف االستثنائية.
قللد تط ل أر ظللروف اسللتثنائية تهللدد سللالمة الدولللة كللالحرور والك لوارث الطبيعيللة ،وتجعلهللا عللاجزة عللن تللوفير وحمايللة
النظام العام باستخدام القواعد واإلجراءات السابق بيانها .
وفللى هللذه الحالللة البللد أن تتسللع سلللطات هيةللات الضللبط لمواجهللة هللذه الظللروف مللن خللالل تمكينهللا مللن اتخللاذ
إجراءات سريعة وحازمة لمواجهة الظرف االستثنائي.
على أن الظرف االستثنائي أيا كانك صورته حرباس أو كوارث طبيعية ال يجعل اإلدارة في منأى من رقابة القضاء
بش للكل مطل للق ،ف للال يع للدو أن يك للون األم للر توس للعاس لقواع للد المش للروعية ،ف للاإلدارة تبق للى مس للؤولة ف للي ظ للل الظ للروف
االستثنائية على أساس الخطأ الذي وقع منها ،غير أن الخطأ في حالة الظروف االستثنائية يقاس يميزان لخر غير
أن ذلك الذي يقاس به الخطأ في الظروف العادية.1
119
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
أوال :المصادر:
-1القانون رقم 09/90المؤرخ في 17 :أفريل 1990المتيمن قانون الوالية الملغى ،ج ر عدد 15لسنة
.1990
-2القانون رقم 09/08المؤرخ في 25فيفري 2008المتيمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجزائري،
ج ر ج ج ،العدد ، 21لسنة .2008
-3قانون رقم 07/12:المؤرخ في 29 :فيفري 2012المتيمن قانون الوالية ،ج ر عدد 12لسنة .2012
-4القانون رقم 01/16 :المؤرخ في 06مارس 2016المتيمن التعديل الدستوري ،ج ر ج ج ،عدد 14لسنة
.2016
-5القانون رقم 09/08المؤرخ في 25فيفري 2008المتيمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجزائري ،ج
ر ج ج ،العدد ، 21لسنة .2008
6المرسوم التنفيذي رقم 217/13المؤرخ في 18 :جوان 2013يتيمن النظام الداخلي النموذجي للوالية ،ج ر
عدد 32لسنة 2013
-7المرسوم التنفيذي رقم 91/13 :المؤرخ في 25 :فيفري 2013المحدد لشروط انتداب المنتخبين المحليين
والعالوات الممنوحة لهم ،ج ر عدد 12لسنة .2013
-8مشروع قانون البلدية لسنة ، 2011و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،الجزائر.2011 ،
ثانيا:قائمة المراجع باللغة العربية
-ال تب
-1أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء الثاني ،دار هومة ،الجزائر.2007 ،
-2بعلي محمد الصغير ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2013 ،
-3بوحميدة عطاهلل ،الوجيز في القياء اإلداري ،دار هومة ،الجزائر.2011 ،
-4مولود يدان ،القانون اإلداري ،دار بلقيس ،الجزائر.2011 ،
-5محمد أبو زيد محمد ،دروس في القانون اإلداري ،شركة مطابع الطويجي ،القاهرة.2002 ،
-6محمد جمال مطلق الدنيبيات ،الوجيز في القانون اإلداري ،الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ،عمان،
.2003
-7فريجة حسين ،شرح القانون اإلداري – دراسة مقارنة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2009 ،
-8قصير فريدة مزياني ،القانون اإلداري ،الجزء األول ،مطبعة سخري الوادي.2011 ،
120
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
-9عبد هللا طليبة ،مبادئ القانون اإلداري ،الجزء األول ،منشورات جامعة دمشق ،الطبعة العاشرة ،دمشق،
،2006
-10عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،الجزء األول ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر2000 ،
-11عمار عوابدي ،مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية ،المؤسة الوطنية للكتار ،الجزائر.1984 ،
-12عمار عوابدي ،نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري ،دار هومة ،الجزائر،1999 ،
-13عمار بوضياف ،شرح قانون الوالية ،دار جسور ،الجزائر،2012 ،
-14عمار بوضياف ،التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية ولتطبيق ،دار جسور ،الجزائر،2010 ،
-15عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،دار جسور ،الجزائر،2012 ،
-16عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار جسور ،الجزائر.2013 ،
-17عمار بوضياف ،الصفقات العمومية في الجزائر ،دار جسور ،الجزائر ،الطبعة الثانية.2009 ،
-18عمار بوضياف ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،القسم األول ،دار جسور ،الجزائر،2013 ،
-19علي خطار شطناوي ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار وائل للنشر ،عمان،2003 ،
-20ناصر لباد ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار المجدد ،سطيف،2010 ،
-21طاهري حسين ،القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية ،دراسة مقارنة ،دار الخلدونية ،الجزائر،2007 ،
-22هاني عرر ،محاضرات في اإلدارة المحلية ،ملتقى البحث العلميwww.resscrs.info ،
-الرسائل الجامعية
-1إبراهيم رابعي ،استقاللية الجماعات المحلية ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة عنابة. 2005 ،
-كواشي عتيقة ،الالمركزية اإلدارية في الدول المغاربية ،دراسة تحليلية مقارنة ،مذكرة ماجتسير ،كلية الحقوق 2
121
عبد العالي حاحة/ د------------------------------------------------------------------------ محاضرات في القانون اإلداري
، مجلة االجتهاد القضائي،"" نظام الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية في الجزائر، عبد الحليم بن مشري-3
أفريل، جامعة محمد خيضر بسكرة ل العدد السادس،مخبر االجتهاد القضائي كلية الحقوق والعلوم السياسية
.2010
، نشرة القضاة،" "الوقاية من الفساد وم افحته في التشريع الجزائري على ضوء القانون الدولي، هالل مراد-4
،2006 ،60 العدد، الجزائر،و ازرة العدل
122
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
الفهرس
الصفحة الموضوع
01 تمهيد
02 البار األول :اإلطار النظري للقانون اإلداري
02 الفصل األول :مدخل مفاهيمي للقانون اإلداري
02 المبحث األول :مفهوم القانون اإلداري
02 المطلب األول :القانون اإلداري واإلدارة
02 الفرع األول :تعريل القانون اإلداري
02 الفرع الثاني :معنى اإلدارة
03 المطلب الثاني :المفهوم الموسع والضيق للقانون اإلداري
03 الفرع األول :المفهوم الموسع للقانون اإلداري
04 الفرع الثاني :المفهوم الضيق للقانون اإلداري
04 الفرع الثالث :مدى تأثر المشرع الجزائري بالقانون اإلداري بالمفهوم الضيق
06 المبحث الثاني :نشأة القانون اإلداري وعالقته بباقي فروع القانون األخرى
06 المطلب األول :نشأة القانون اإلداري وتطوره
08 المطلب الثاني :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون والعلوم األخرى
08 الفرع األول :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام
10 الفرع الثاني :عالقة القانون اإلداري بفروع القانون الخاص
11 الفرع الثالث :عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة
12 الفصل الثاني :خصائص ومصادر القانون اإلداري ومعاييره
12 المبحث األول :خصائص القانون اإلداري ومصادره
12 المطلب األول :خصائص القانون اإلداري ومميزاته
14 المطلب الثاني :مصادر القانون اإلداري
14 الفرع األول :المصادر الرسمية
17 الفرع الثاني :المصادر االحتياطية والتفسيرية
17 المبحث الثاني :أسس ومعايير القانون اإلداري
18 المطلب األول :معايير القانون اإلداري في القضاء والفقه ونطاق تطبيقه
18 الفرع األول :المعيار العضوي
19 الفرع الثاني :معيار التمييز بين أعمال السلطة وأعمال اإلدارة العادية
19 الفرع الثالث :معيار المرفق العام
123
محاضرات في القانون اإلداري ------------------------------------------------------------------------د /عبد العالي حاحة
127