You are on page 1of 127

‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫تمهيد‬

‫القانون اإلداري هو‪ :‬فرع من فروع القانون العام الداخلي يعني ويهتم بدراسة اإلدارة العامة من حيث تنظيمها‬
‫ونشاطها ومنازعاتها ‪،‬‬
‫والقانون اإلداري بهذا المعني يعني بدراسة المسائل التالية ‪:‬‬
‫‪ –1‬التنظيم اإلداري‪ :‬سواء المركزي أو الالمركزي‪ ،‬كما يهتم أيضا بفكرة الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫‪ -2‬النشاط اإلداري‪ :‬و الذي يظهر في مظهرين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬سلبي ‪ :‬و يتمثل في موضوع الضبط اإلداري‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إيجابي ‪ :‬و يتمثل في موضوع المرفق العام‪.‬‬
‫‪ –3‬وسائل اإلدارة في ممارسة نشاطها ‪:‬و تشمل وسيلتين‪:‬‬
‫األولى بشرية ‪ :‬و يتمثل في الموظفين العموميين ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬مادية ‪ :‬وتتمثل في األموال العامة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أساليب ممارسة النشاط اإلداري‪ :‬و تستعمل اإلدارة غالبا أسلوبين لممارسة نشاطهما ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الق اررات اإلداري‪.‬‬
‫‪ – 2‬العقود اإلداري‪.‬‬
‫‪ - 5‬المنازعات اإلدارية ‪ :‬و يمثل في الجهة القضائية المختصة بالفصل في المنازعات اإلدارية و كذلك‬
‫القواعد اإلجرائية الواجب مراعاتها في ذلك ‪.‬‬
‫وسنتناول خالل هذه الدراسة محوري التنظيم والنشاط اإلداريين فقط ‪ ،‬أما باقي المحاور فهي مقررة ضمن‬
‫مقاييس أخرى في السنوات القادمة‪.‬‬
‫ودراستنا ستقتصر فقط على دراسة موضوع التنظيم اإلداري بقسميه النظري والتطبيقي وكذا النشاط اإلداري‬
‫بعنصريه االيجابي والسلبي‪ ،‬هذا ويسبق كل ذلك التطرق لماهية القانون اإلداري والتي بدونها ال يمكن التطرق‬
‫ألساسيات القانون اإلداري‪.‬‬
‫ولذلك قسمنا دراستنا إلى قسمين كبيرين تناولنا في األول منه اإلطار النظري للقانون اإلداري والقسم الثاني منه‬
‫خصصناه لإلطار العملي والتطبيقي للقانون اإلداري‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الباب األول‬
‫اإلطار النظري للقانون اإلداري‬
‫سنتناول في هذا الجزء من الدراسة كل ما يتعلق بالجانب النظري والمفاهيمي للقانون اإلداري وخاصة مفهومه‬
‫ونشأته وعالقته بباقي فروع القانون والعلوم األخرى‪ ،‬وكذا خصائصه ومصادره و أخي ار أساسه ونطاق تطبيقه‪ ،‬كما‬
‫ال ننسى في األخير التعرض لمعايير تمييز القانون اإلداري عن القانون الخاص‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل مفاهيمي للقانون اإلداري‬
‫سنتناول في هذا الفصل مفهوم القانون اإلداري وتعريفه وتطوره التاريخي وعالقته بباقي فروع القانون والعلوم‬
‫األخرى‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم القانون اإلداري‬
‫لإلحاطة بمفهوم القانون اإلداري ال بد من التعرض لتعريفه وكذا معنى اإلدارة العامة ومختلف المفاهيم التي‬
‫قال بها الفقه في هذا المجال‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القانون اإلداري واإلدارة‬
‫يتحل للل الق للانون اإلداري إل للى مص للطلحين أساس للين هم للا الق للانون واإلدارة ‪ ،‬و ذا ك للان مفه للوم الق للانون واض ل وال‬
‫يحتاج إلى تحديد فان مصطل اإلدارة بحاجة إلى توضي حتى نقف حقيقة على المقصود بهذا النوع من القوانين ‪،‬‬
‫وهو ما سنتواله فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف القانون اإلداري‪:‬‬
‫القااانون اإلداري هااو‪ :‬مجموعللة القواعللد القانونيللة غيللر المألوفللة و المتميلزة عللن قواعللد القللانون الخللاص التللي‬
‫تتعلق باإلدارة العامة حينما تتصرف كسلطة عامة ‪".‬‬
‫كما عرف بأنه ‪ ":‬ذلك الفرع من القانون العام الذي يقوم عن فكرة السيادة و السلطة العاملة و يتصلل بلاإلدارة‬
‫العاملة فيوضل كيفيلة تنظيمهللا و بيلان أجهزتهللا المتنوعللة و نشلاطها و الوسللائل المختلفلة التللي تمكنهلا مللن ممارسللة‬
‫هذا النشاط‪" .‬‬
‫و القانون اإلداري بهذا المعنى يرتبط تعريفه و يتصل باإلدارة العامة‪ ،‬و لهذا يجب توضي هذا المصطل ‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬معنى اإلدارة‬
‫أوال‪ :‬اإلدارة لغة‪ :‬إن كلمة اإلدارة‪ :‬لغة مشتقة من فعل يدير و أدار بمعنى "يخطط و ينظم و يوجه و يراقب أنشطة‬
‫و أعمال الناس الذين يجتمعون حول مهنة معينة أو هدف معين‪".‬‬
‫أما أصلها باللغة اإلنجليزية والفرنسية فيعود لألصل الالتيني المركب من كلمتين( ‪( AD‬‬
‫و معناها خدمة و(‪ ) Ministare‬ومعناها اآلخرين ‪ :‬أي خدمة اآلخرين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلدارة اصطالحا ‪ :‬تعنى‪ ":‬فن أو علم توجيه و تسيير و دارة عمل اآلخرين بقصد تحقيق أهداف محددة"‬

‫‪ -‬ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار المجدد ‪ ،‬سطيف‪ ،2010 ،‬ص‪.13.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫أما اإلدارة العامة فلها معنيان‪:1‬‬


‫‪ -1‬المعنااى العيااوي الشا لي‪ :‬و يقصللد بل اإلدارة العامللة هنللا مجموعللة األجهلزة و الهيايللل و الهيةللات القائمللة فللي‬
‫إطار السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫‪ -2‬المعنى الموضوعي المادي‪ :‬فيقصلد بله مجموعلة األنشلطة و الخلدمات و الوظلائف و األعملال التلي تقلوم بهلا‬
‫تلك األجهزة و الهيةات إشباعا لحاجات الجمهور و المواطنين ‪.‬‬
‫و لقاد ثااار خااالف فقهاي حللول المعيلار و المعنللى الواجلب األخلذ بلله لتعريلل اإلدارة العامللة و بالتلالي القللانون‬
‫اإلداري ‪.‬‬
‫إن الفقه اإلداري الحديث يرى أنه ال يمكن تغليلب معيلار عللى حسلار لخلر لتعريلل القلانون اإلداري فلال بلد ملن‬
‫الجمع بينهما للوصول إلى تعريل جامع مانع‪.‬‬
‫وبهللذه المعنللى يقصللد بالقللانون اإلداري‪" :‬مجموعللة القواعللد القانونيللة التللي تللنظم الجهللاز اإلداري س لواء مللن حيللث‬
‫هيكلته أو نشاطه أو أداء وظيفته أو منازعاته ‪".‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المفهوم الموسع والييق للقانون اإلداري‬
‫القللانون اإلداري إذا نظرنللا إليلله مللن حيللث الجانللب الشللكلي والعضللوي نجللده فللي كللل دول العللالم علللى اخللتالف‬
‫توجهاتها‪ ،‬فلكل دولة جهاز إداري الذي يخضع دون شك لقواعد القانون من حيث التنظيم و النشاط و الرقابة‪ ،‬غير‬
‫أن االختالف بين الدول يتمحور باألساس حول ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬هل يجب أن تخيع اإلدارة لنفس القواعد التي يخيع لها األفراد؟‬
‫إن اإلجابة على هذا السؤال تجرنا إلى التطرق إلى المفهوم الواسع و الضيق للقانون اإلداري‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المفهوم الموسع للقانون اإلداري‪:‬‬
‫في الدول األنجلوس ونية يخضلع نشلاط اإلدارة للذات القواعلد التلي تحكلم نشلاط األفلراد‪ ،‬و هلذا يعنلي أن اإلدارة‬
‫تخضع لقواعد القانون الخاص‪ ،‬و من ثم يختص القاضي العادي بمنازعات اإلدارة ‪.‬‬
‫وهللذه الللدول أخللذت بهللذا المفهللوم لكونهللا نظللرت للقللانون ككللل نظ لرة واحللدة فهللو ال يختلللف بللالنظر إلللى الطبيعيللة‬
‫الشخص عام أم الخاص ‪.‬‬
‫وبهللذا فلللن الفقلله اإلنجليللزي ينبللذ فك لرة القللانون اإلداري بللالمفهوم الضلليق الفرنسللي اعتبللا ار أنلله صللورة مللن صللور‬
‫تسلللط اإلدارة ‪ ،‬كمللا أنلله يشللكل انتهايللا صللارخا لمبللدأ المسللاواة أمللام القللانون ‪،‬ولمبللدأ الفصللل بللين السلللطات ‪ ،‬هللذا‬
‫األخير الذي يفرض خضوع اإلدارة و األفراد علي السواء لنفس الجهة القضائية ‪.‬‬
‫والللدول األنجلوكسللونية علللى غ لرار انجلتل ار و الواليللات المتحللدة األمريكيللة والهنللد و إن كانللك رفضللك فكلرة القللانون‬
‫اإلداري بمفهومه الضيق من حيث المبدأ إال أنها بادرت مؤخ ار إلى األخذ ببعض مبادئه كلنشاء‬

‫‪1‬‬
‫‪- George dupuis et autres, Droit administratif ,10 edition, dalloz, paris, 2007, p.p.2.3.‬‬
‫وانظر كذلك ‪ :‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬عنابة‪ ،2013 ،‬ص‪.07.‬‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪1‬‬
‫محايم إدارية خاصة مهمتها الفصل في بعض منازعات اإلدارة (بعض المنازعات المتخصصة فقط) دون األفراد‬
‫‪.‬‬
‫وبهللذا ف لللن ال للدول األنجلوكسللونية عرف للك الق للانون اإلداري بأنلله ‪ ":‬مجموع للة القواع للد القانونيللة الت للي تحك للم اإلدارة‬
‫العامة سواء كان مصدرها القانون الخاص أو القانون العام "‬
‫أي أنه قانون اإلدارة العامة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المفهوم الييق للقانون اإلداري‬
‫أخل ذت فرنس للا وبع للدها ال للدول الت للي أخ للذت بالنظ للام الالتين للي ب للالمفهوم الض لليق للق للانون اإلداري و ال للذي يعن للي‬
‫‪":‬مجموع للة القواع للد القانوني للة المتمي لزة و المختلف للة ع للن قواع للد الق للانون الخ للاص الت للي تحك للم اإلدارة العام للة م للن حي للث‬
‫تنظيمها و نشاطها و ما يترتب على هذا النشاط من منازعات‪".‬‬
‫و القانون اإلداري بالمعنى الضيق هو القانون اإلداري الحقيقي الذي نقصده و هو قانون متميز يحتوي عللى‬
‫أحكام خاصة مختلفة عن قواعد القانون الخاص ‪.‬‬
‫و إذا كان خياوع الدولاة للقاانون مبلدأ مسلتقر ومسللم بله فللن هلذا المبلدأ يفلرض خضلوع اإلدارة للقلانون‪ ،‬و ال‬
‫يعد انتهايا لهذا المبدأ أن تحضى اإلدارة بأحكام متميزة غير معروفة في القانون الخاص ‪.‬‬
‫كما ال يعد مساسا بمبدأ المساواة أمام القياء أن يخصص لإلدارة قضاء مستقل ألن الدولة "السلطة العامة "‬
‫تختلف من حيث طبيعتها عن األفراد‪.‬‬
‫وبهلذا فللن اإلدارة العامللة فلي نشلاطها ال تخضللع للقلانون اإلداري وحلده‪ ،‬بللل قلد يحكمهلا القللانون الخلاص‪ ،‬ذلللك أن‬
‫اإلدارة حينما أحيطك بقواعد متميزة كان ذلك بالنظر ألنها تمثل السلطة العامة و تدير مرفقا عاما و تمارس نشاطا‬
‫متميل از و تسلتخدم أملواال عاملة‪ ،‬و تهلدف إللى تحقيلق المصللحة العاملة ‪ ،‬فهلي إن فقلدت هلدا الموقلع و ابتعلدت عللن‬
‫هذا النشاط والغاية خضعك للقانون الخاص و لم تعلد حاجلة إلخضلاعها للقلانون اإلداري و إحاطتهلا بقواعلد متميلزة‬
‫عن قواعد القانون الخاص و بقضاء مستقل عضويا ووظيفيا‪. 2‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مدى تأثر المشرع الجزائري بالقانون اإلداري بالمفهوم الييق ‪:‬‬
‫إن المشللرع الج ازئللري أخللذ بللالمفهوم الضلليق للقللانون اإلداري والللذي يتضللمن‪ ":‬مجموعللة القواعللد االسللتثنائية وغيللر‬
‫المألوفة في مجال القانون الخاص والتي تخضع لها اإلدارة العامة‪".‬‬
‫من هنا يطرح السؤال اآلتي‪ :‬هل تحققت هذه القواعد االستثنائية في النظام القانوني الجزائري ؟‬
‫لقد خص المشرع الجزائري اإلدارة العامة بقواعد متميزة وقضاء خاص يمكن أن نلمحهما من خالل ما يلي‪:3‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث النظام القانوني‪:‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار جسور ‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.15.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬انظر‪ :‬قصير فريدة مزياني‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة سخري الوادي‪ ،2011 ،‬ص‪.‬ص‪.13.14.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 20.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫أ‪ -‬في مجاال العقاود اإلدارياة‪ :‬تلأثر المشلرع الج ازئلري إللى أبعلد الحلدود بنظريلة العقلد اإلداري التلي صلاغها مجللس‬
‫الدولة الفرنسي وهو ما يتض من خالل قانون الصفقات العمومية الصادر بموجب األمر رقم‬
‫‪ 90/67‬مرس للوم التنفي للذي رق للم ‪ 434/91‬المتعلل للق بتنظ لليم الص للفقات العمومي للة‪ ،‬باإلضل للافة المرس للوم الرئاس للي رقل للم‬
‫‪ 250/02:‬المتعل للق بالص للفقات العمومي للة ‪1‬والمع للدل بمقتض للى المرس للوم الرئاس للي رق للم‪ 338/08 :‬والمتض للمن تنظ لليم‬
‫الصللفقات العموميللة والمعللدل سللنة ‪ 2010‬والملغللى سللنة ‪ 2015‬بموجللب المرسل وم الرئاسللي رقللم ‪ 247/15‬المتعلللق‬
‫بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪.‬‬
‫كما سلار المشلرع الج ازئلري عللى نهلش المشلرع الفرنسلي و هلذا فلي االعتلراف بالطلابع اإلداري للبعض العقلود التلي‬
‫تبرمها اإلدارة كعقد األشغال العامة و عقد التوريد و عقد الخدمات‪.‬‬
‫‪ – 2‬فااي مجااال الوظيفااة العامااة ‪ :‬تللأثر المشللرع عنللد صللياغته لألمللر رقللم ‪ 133/66‬المتضللمن القللانون األساسللي‬
‫للوظيفللة العامللة بقللانون الوظيفللة العامللة الفرنسللي لعللام ‪ 1959‬ونفللس األمللر بالنسللبة لقللانون الوظيفللة العامللة الجديللد‬
‫الصادر بمقتضى األمر رقم ‪.03/06‬‬
‫‪ 3‬فااي مجااال الق ا اررات اإلداريااة‪ :‬إن المحكمللة العليللا الجزائريللة كثي ل ار مللا أقللرت المبللادا التللي أرسللاها مجلللس الدولللة‬
‫الفرنس ل للي فيم ل للا يتعل ل للق بللغ ل للاء الق ل ل اررات اإلداري ل للة أو س ل للحبها‪ ،‬أو س ل لللطات ال ل لرئيس اإلداري‪ ،‬أو اس ل للتبعاد منازع ل للات‬
‫المؤسسات االقتصادية عن نطاق اختصاص القضاء اإلداري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث طبيعة النظام القياء المتبع‪:‬‬
‫لقد مر نظام المنازعات اإلدارية بمراحل كثيرة كان أولها المرحلة االنتقالية وهي مرحلة ملا بعلد االسلتقالل وفيهلا‬
‫تم اإلبقاء على نظلام المحلايم اإلداريلة‪ ،‬ثلم صلدر قلانون التنظليم القضلائي واللذي حلول المحلايم اإلداريلة إللى غلرف‬
‫إدارية داخل المجالس القضائية ‪،‬يما تم إنشاء غرفة إدارية على مستوى المجلس األعلى (المحكمة العليا ) ‪.‬‬
‫ورغما أنه في هذا الفترة تبنى الجزائر نظام وحلدة القضلاء إال أن الغلرف اإلداريلة التلي كانلك موجلودة كانلك تطبلق‬
‫أحكام القانون اإلداري الفرنسي في غيار النص التشريعي كدعوى اإللغاء و التعويض أو المسؤولية اإلدارية‪...‬‬
‫أما في سنة ‪ 1996‬فقد تبنى المشرع نظام ازدواجية القضاء بشكل ال يدعو للشك وهذا بناء على المادة ‪ 152‬و‬
‫‪ 153‬ملن الدسللتور وهللو ملا تأيللد فيمللا بعلد صللدور القللانون العضلوي رقللم‪ 01/98:‬المتعلللق بلالمجلس الدولللة و كللذلك‬
‫القانون رقم ‪ 02/98‬المتعلق بالمحايم اإلدارية‪ ،‬والقانون العضوي رقم‪ 03/98 :‬المتعلق محكمة التنازع ‪.‬‬
‫و يم ن إرجاع أسباب فصل القياء اإلداري عن القياء العادي إلى العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن التجربة أيثر من ثالث عقود كفيلة بفصل هذا النوع من القضاء عن القضاء العادي‪.‬‬
‫‪ -3‬تميز المنازعات اإلدارية عن غيرها من المنازعات بالنظر لطبيعة موضوعها‪ ،‬و بالنظر ألطرافها‪.‬‬

‫‪ -‬انظر‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬دار جسور ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2009 ،‬ص‪ 28.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة القانون اإلداري وعالقته بباقي فروع القانون األخرى‬
‫ال يمكلن تحديللد ماهيللة القلانون اإلداري دون اسللتعراض كيفيللة نشلأته وتطللوره والتللي تسلاهم حقيقللة فللي توضللي‬
‫العناصر األساسية التي يرتكز عليها هذا القانون وكذا المبر ارت الواقعية والتاريخية التي دعك إلى ابتكار مثلل هلذا‬
‫الصنف من القوانين‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة القانون اإلداري وتطوره‬
‫إن نشللأة القللانون اإلداري و وجللوده بمعنللاه الواسللع م لرتبط أساسللا بوجللود الدولللة ككيللان سياسللي‪ ،‬ومللن ثللم فقللد‬
‫عرف في ظل اإلمب ارطوريات القديمة والعصور الوسطى وفي ظل الحضارة العربية اإلسالمية كما أخذت به النظم‬
‫األنجلوسايسونية الحديثة‪.‬‬
‫أم للا الق للانون اإلداري بمفهوم لله الض لليق فل للم يظه للر إال ف للي فرنس للا و الت للي تعتب للر مه للده األول و ه للذا بع للد قي للام الث للورة‬
‫الفرنسية التي أعتنق رجالها مبدأ الفصل بين السلطات‪.‬‬
‫والقانون اإلداري بمفهومه الضيق لم يظهر هكذا طفرة واحدة و نما مر بمراحل عديدة وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة الفساد القيائي(مرحلة عدم مسؤولية الدولة)‪:1‬‬
‫كانللك سلللطات الحكللم قبللل الثللورة الفرنسللية مركلزة فللي يللد الملللك‪ ،‬حيللث سللاد نظللام الملكيللة المطلقللة‪ ،‬و لللم تكللن‬
‫الدولللة تخضللع للمسللاءلة أو الرقابللة أمللام القضللاء بواسللطة دعللاوي األف لراد‪ ،‬و هللي إن تعاملللك مللع األف لراد خضللعك‬
‫منازعاتها للقانون الخاص‪.‬‬
‫و في هذه الفترة كانك توجد محايم قضائية تدعى البرلمانات أنشةك لتكون ممثلة للملك في وظائفله القضلائية‪،‬‬
‫يما وجدت بعض المحايم االستثنائية المختصة ببعض المنازعات اإلداريلة لمجللس المللك كقضلاء الميلاه و قضلاء‬
‫الغابات ‪....‬‬
‫و قللد كانللك البرلمانللات تتللدخل فللي عمللل السلللطة اإلداريللة و تعللارض و تعرقللل كللل اإلصللالحات التللي تقللوم بهللا‬
‫اإلدارة حفاظا علي امتيازاتها‪ ،‬ففسد الجهاز القضائي وشلك أعمال اإلدارة ‪.‬‬
‫و بهذا نشأت روح التذمر لدى الرأي العام الفرنسي من الوضع القائم الذي غذى فيما بعد الثوار الفرنسيين ضد‬
‫البرلمانات القضائية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة الثورة الفرنسية و التفسير الخاص لمبدأ الفصل بين السلطات‬
‫بقيام الثورة الفرنسية سنة ‪ 1789‬كان الثوار الفرنسي و الرأي العام يحملون أسوأ الذكريات عن عالقلة القضلاء‬
‫العادي( البرلمانات) باإلدارة العامة‪.‬‬
‫فلدفعهم ذللك إللى تطبيلق و تفسللير مبلدأ الفصلل بلين السللطات تفسللير خاصلا(خاطةا عنلد بعلض الفقله) أدى إلللي‬
‫فصل منازعات اإلدارة العامة عن القضاء العادي ‪.‬‬
‫و تأيللد هللذا بصللدر قللانون‪ 24 -16‬أوت ‪ 1790‬المتعلللق بللالتنظيم القضللائي و أدى ألغللى البرلمانللات القضللائية‬
‫ونص في مادته ‪13‬على منع القضاء من النظر و الفصل في أعمال و منازعات اإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪-‬راجع‪ :‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬مولود ديدان ‪ ،‬القانون االداري ‪ ،‬دار بلقيس ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2014 ،‬ص‪07.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة اإلدارة القاضية الوزير القاضي‬


‫أدى مبدأ الفصل بين الهيةات اإلدارية والهيةات القضائية السابق اللذكر إللي علدم وجلود جهلة قضلائية تخلتص‬
‫بللالنظر فللي منازعللات اإلدارة العامللة بعللد منللع جهللات القضللاء العللادي مللن ذلللك‪ ،‬فتحللتم فللي بدايللة األمللر أن تخللتص‬
‫اإلدارة العامة بالنظر و الفصل في المنازعات التي تحرك ضد أعمالها‪.‬‬
‫فكللان علللى األف لراد المتضللررين مللن أعمللال اإلدارة أن يلجة لوا إلللى اإلدارة نفسللها للللتظلم إليهللا وتقللديم الشللكوى‪،‬‬
‫فكانك اإلدارة هي الخصم والحكم في الوقك ذاته‪.‬‬
‫و كان هذا األمر مقبوال إلي حد ما في ذلك الوقك بسبب السلمعة السليةة لقضلاء البرلمانلات القضلائية التعسلفي‬
‫‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحلة إنشاء مجلس الدولة و مجالس األقاليم القياء المحجوز‬
‫بلنشاء مجلس الدولة الفرنسي في‪ 12 :‬ديسمبر ‪ 1797‬في عهد نابليون بونابرت وضعك اللبنة األولى للقضاء‬
‫اإلداري الفرنسي‪.‬‬
‫و كللان مجلللس الدولللة يخللتص بتحضللير مشللاريع الق لوانين و األنظمللة و إبللداء أريلله حللول المنازعللات و القضللايا‬
‫اإلدارية التي كانك تعرض عليه من طرف اإلدارة المركزية (الرئيس أو القنصل‪).....‬‬
‫يما تم في نفلس الوقلك إنشلاء مجلالس األقلاليم كهيةلات ملن الدرجلة تنظلر فلي المنازعلات اإلداريلة عللى مسلتوى‬
‫األقاليم (المحافظات) وكانك تصدر أحكاما ال تحتاج إلى تصديق سلطة إدارية عليا إال أن أحكامها تسلتأنف أملام‬
‫مجلس الدولة و الذي كانك أحكامه غير قضائية (ليسك نهائية) بل تحتاج لتصديق الرئيس أو الوزير ‪.‬‬
‫وبهذا فقد كان عمل مجلس الدولة يقتصر على المنازعات اإلداريلة و إعلداد مشلروعات األحكلام فللم يكلن يمللك‬
‫سلطة القضاء و إصدار األحكلام النهائيلة ‪ ،‬لهلذا سلمي قضلا ه فلي هلذه المرحللة ‪ :‬القضلاء المقيلد و المحجلوز و قلد‬
‫استمرت هذه المرحلة حتى سنة ‪.1872‬‬
‫خامسا‪ :‬مرحلة القياء المفوض والنهائي‪:‬‬
‫في ‪ 24‬ماي ‪ 1872‬صدر قانون ملن مجللس الدوللة الفرنسلي اختصلاص البلك النهلائي فلي المنازعلات اإلداريلة‬
‫دون حاجة إلى تصديق جهة أخرى ‪.‬‬
‫وملع أن هلذا القللانون خلول المجلللس سللطة القضلاء النهللائي فلي المنازعللات اإلداريلة إال أنله أبللق عللى نظللام اإلدارة‬
‫القاضية‪ ،‬فال يملك األفراد اللجوء إلى مجلس الدولة إال في األحوال التي ينص عليها القلانون‪ ،‬وماعلدا ذللك تخلتص‬
‫بلله اإلدارة القاضللية‪ ،‬ممللا أوجللد ازدواجللا قضللائيا و اسللتمر هللذا الوضللع حتللى تللاري ‪ 13‬ديسللمبر‪ 1889‬عنللدما قبللل‬
‫المجلس الدولة الفرنسي دعوى تقدم بها أحد األفراد مباشرة دون ضرورة الملرور والطعلن المسلبق أملام اللوزير(اإلدارة‬
‫القاضللية)وهذا فللي القضللية الشللهيرة قضللية‪ CADOT :‬و ترتللب علللى حكملله فيهللا أن أسصللب مجلللس الدولللة صللاحب‬
‫االختصاص العام في المنازعات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ -‬راجع‪ :‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫و بسبب تلرايم العديلد ملن القضلايا أملام مجللس الدوللة حلدد المشلرع اختصلاص مجللس الدوللة عللى سلبيل الحصلر‬
‫بموجب المرسوم الصادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1953‬و أصبحك المحلايم اإلداريلة التلي كانلك تسلمى مجلالس األقلاليم‬
‫صاحبة اختصاص العام في المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫ثم أعقب ذلك القانون الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1987‬و الذي أحدث إصلالحات جديلدة فلي النظلام القضلائي‪ ،‬إذ‬
‫أنشأ هيةات قضائية إدارية جديدة و المتمثلة في المحايم اإلدارية االستةنافية‪.1‬‬
‫وبهذا فقد أصب مجلس الدولة الفرنسي خالل تاريخه الطويل قاضي المنازعات اإلدارية دون منازع و سلاهم فلي‬
‫إرس للاء و خل للق و ابتك للار مب للادا الق للانون اإلداري و قواع للده المميل لزة ع للن قواع للد الق للانون الخ للاص و ابت للدع الحل للول‬
‫المناسبة لمقتضيات حسن سير اإلدارة العامة‪ ،‬و أيد على وجود و استقالل القانون اإلداري‪،‬‬
‫ذلك ألنه عنلدما نشلأ القضلاء اإلداري كجهلاز قضلائي مسلتقل عضلويا ووظيفيلا علن اإلدارة العاملة و علن القضلاء‬
‫العللادي ليفصللل فللي المنازعللات اإلداريللة لللم يجللد أماملله مجموعللة قانونيللة تخللتص بتنظلليم و حكللم المنازعللات اإلداريللة‬
‫ذات الطبيعة االستثنائية و المتميزة علن المنازعلات العاديلة فاجتهلد فلي هلذا المجلال و ابتكلر الحللول و االجتهلادات‬
‫المالئمة للمنازعات المطروحة أمامه ‪ ،‬بهدف تحقيق التلوازن بلين مقتضليات المصللحة العاملة و التلي تمثلهلا اإلدارة‬
‫العامة ‪،‬و مقتضيات حماية حقوق و حريات األفراد التي يقتضيها مبدأ المشروعية ‪.‬‬
‫و به للذا اس للتطاع القض للاء اإلداري الفرنس للي أن ينش للأ أس للس و مب للادا الق للانون اإلداري المس للتقلة ع للن قواع للد الق للانون‬
‫الخاص‪ ،‬و المتجاوبة مع احتياجات اإلدارة العامة و نج في نفس الوقك في إخضلاعها للرقابلة القضلائية احت ارملا‬
‫لمبدأ المشروعية ولتحقيق وضمان حماية فعالة لحقوق و حريات األفلراد ‪ ،‬فلي مواجهلة امتيلازات و سللطات اإلدارة‬
‫العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون والعلوم األخرى ‪:‬‬
‫إن القللانون اإلداري حللديث النشللأة تبلللورت أحكاملله و مبادئلله علللى يللد القضللاء اإلداري و الللذي صللا العديللد‬
‫م للن النظري للات و االجته للادات ه للي الت للي جعل للك م للن الق للانون اإلداري فرع للا مس للتقال بذات لله ع للن ب للاقي ف للروع الق للانون‬
‫األخرى‪ ،‬و لكن هذا ال يعني انتقاء العالقة بينه و بين باقي القوانين والعلوم األخرى خاصة علم اإلدارة العامة ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام‪:‬‬
‫إن أهم فلرع ملن فلروع القلانون العلام واأليثلر ارتباطلا بالقلانون اإلداري هلو القلانون الدسلتوري ثلم القلانون الملالي‬
‫وأخي ار القانون الجنائي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عالقة القانون اإلداري بالقانون الدستوري ‪:‬‬


‫إن القانون الدستوري هو القانون الذي ينظم القواعد القانونية التي تتعلق بنظلام الحكلم فلي الدوللة و السللطات‬
‫العامة فيها و العالقة بينها كما ينظم أيضا حقوق وحريات األفراد ‪.‬‬

‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص‪.65.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وبهذا فإن القانون اإلداري وثيق الصلة بالقانون الدستوري‪ ،‬إذ يعتبر كل منهما فرعا ألصل واحد هو القانون‬
‫العللام‪ ،‬كمللا أنهمللا يعالجللان مسللألة واحللدة هللي السلللطة التنفيذيللة مللع اخللتالف الزاويللة التللي يركللز عليهللا كللل منهمللا‬
‫التنفيذيللة كجهللة حكوميللة و كسلللطة دسللتورية ‪ ،‬أمللا القللانون اإلداري‬ ‫فالقللانون الدسللتوري يركللز و يهللتم بالسلللطة‬
‫فيهتم بها كلدارة (السلطة اإلدارية)‪.‬‬
‫كمااا نجااد أن القااانون الدسااتوري ييااع األح ااام ال ليااة أو العامللة للسلللطة التنفيذيللة‪ ،‬فيمللا يضللع القللانون اإلداري‬
‫القواعللد التفصلليلية و التنفيذيللة التللي تكفللل تشللغيل السلللطة التنفيذيللة و أدائهللا لوظيفتهللا فالقللانون اإلداري يكللون بهللذا‬
‫المعني امتدادا للقانون الدستوري ومكمل له‪.‬‬
‫و هذا ما أوضحه الفقيه (بارتيليمي) في معرض تمييزه بين القانون اإلداري و القانون الدستوري بقوله" إن القلانون‬
‫الدستوري يبين لنا كيف شيدت اآللة الحكومية ‪ ،‬أما القانون اإلداري فيبلين كيلف تسلير هلذه اآلللة و كيلف تقلوم كلل‬
‫قطعة منها بوظيفتها ‪".‬‬
‫و بسللبب تللداخل كللل مللن القللانونيين نجللد أن الفقااه اإلنجلياازي ال يفللرق بللين القللانون الدسللتوري و القللانون اإلداري‬
‫ويدرس موضوعات القانونين معا تحك إطار القانون العام‪.‬‬
‫و مااع أن الفقااه الفرنسااي فااي معظمااه يميااز بينهمااا ‪ ،‬إال أن جانللب مللن الفقلله اإلداري ذهللب إلللى انتقللاد محللاوالت‬
‫التمييز بين القانونين و دعا إلي دراستهما معا و تزعم هذا االتجاه الفقيه دوجي و جيز‪.‬‬
‫و فل للي األخيل للر و رغمل للا مل للا يوجل للد مل للن تقل للارر بل للين القل للانونين إال أنهمل للا منفصل لللين و مسل للتقلين بحكل للم اخل للتالف‬
‫موضوعهما‪ ،‬فالقانون الدستوري يبحث في التنظيم السياسي للدولة من حيث تكوين سلطات الدوللة اللثالث والعالقلة‬
‫بينها‪ ،‬أما القانون اإلداري فيبحث في األعمال اإلدارية للسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫أمااا ماان حيااث تاادري القاوانين‪ ،‬نجللد أن القللانون الدسللتوري يوجللد فللي قمللة الهللرم القللانوني فللي الدولللة ألنلله يتضللمن‬
‫المبادا األساسية للدولة " الدستور " أما القانون اإلداري فيحكم المسائل المتفرعلة علن المبلادا التل ي أقرهلا الدسلتور‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي‪:1‬‬
‫القانون المالي هو" فرع من فروع القانون العام الداخلي ينظم اإلدارة المالية للدولة من حيث نفقاتها و إيراداتها‬
‫و ميزانيتها "‪.‬‬
‫وقللد ظللل زمنللا طللويال جللزءا ملحقللا بالقللانون اإلداري ثللم انفصللل عنلله‪ ،‬و رغمللا ذلللك تبقللى اإلدارة الماليللة جللزء مللن‬
‫السلطات اإلدارية الموجودة في الدولة والتي يحكمها القانون اإلداري‪.‬‬

‫يما أن الهدف من اإلدارة المالية هو توفير األموال والمصروفات للسلطات اإلدارية كي تؤدي نشاطها عللي أحسلن‬
‫وجه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة القانون اإلداري بالقانون الجنائي‪:‬‬

‫‪ -‬محمد جمال مطلق الدنيبيات‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ص‪.26.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يهتم القانون الجنائي بالجرائم المرتكبة و المعاقب عليها في قانون العقوبات‪ ،‬و يعتبر فرعا من فلروع القلانون‬
‫العللام الللداخلي‪ ،‬و للله بهللذا المعنللي صلللة وثيقللة بالقللانون اإلداري ألنلله يللوفر لللإلدارة العامللة مللن األحكللام الجزائيللة مللا‬
‫يمكنها من القيام بوظيفتها علي أيمل وجه‪. 1‬‬
‫فالنسبة للموظف العام يتكفل قانون العقوبات بحمايته جزائيا من كل اعتداء يكون عرضة له أثناء أداء مهامه‪.‬‬
‫و إذا كانللك مهمللة اإلدارة العامللة هللي تللوفير األمللن الع للام و الصللحة العامللة و السللكينة العامللة ‪ ،‬للم لواطنين ف لللن‬
‫قانون العقوبات وضع من الجزاءات ما يساعد اإلدارة على القيام بمهمتها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون الخاص‬
‫يهتم القانون المدني بتنظيم العالقات القانونية الخاصة التي تنشأ بين األفراد‪.‬‬
‫ف للرغم االخ للتالف الج للوهري و الواض ل ب للين الق للانون اإلداري و الق للانون الم للدني م للن حي للث موض للوعهما فالق للانون‬
‫اإلداري يحكللم اإلدارة العامللة‪ ،‬مللن حيللث تكوينهللا و نشللاطها و منازعاتهللا و يحللدد حقوقهللا و التزاماتهللا‪ ،‬أمللا القللانون‬
‫المدني فيبين األحكام الخاصة باألشخاص و األشياء و األموال ‪.‬‬
‫إال أن هذا ال ينف الصلة بينهما‪ ،‬فنجلد أن كثيلر ملن أحكلام و نظريلات و قواعلد القلانون الملدني كانلك مطبقلة‬
‫في السابق على منازعات اإلدارة العامة بحكم أن القانون المدني هو الشريعة العامة المطبقلة عللي كافلة المنازعلات‬
‫القضائية‪.‬‬
‫كما نجد أن قواعد و نظريات القانون اإلداري كثي ار ما اقتبسك من القلانون الملدني كنظريلة األشلخاص المعنويلة‬
‫و نظرية األموال العامة أو نظرية المسؤولية ‪ ،‬فالنظريات السابقة تبللورت وابتكلرت فلي ظلل المعلامالت الخاصلة ثلم‬
‫بعد ذلك طبقك في القانون اإلداري‪.‬‬
‫و رغ للم العالق للة ب للين الق للانونين إال أن لله يبق للى الق للانون اإلداري متمي ل از بقواع للده و نظريات لله الت للي وض للعها القض للاء‬
‫اإلداري خصيصا لكي تكون األنسب و األصل للتحكم اإلدارة العاملة بحكلم ملا تحلوزه وتملكله ملن امتيلازات السللطة‬
‫العامة‪.2‬‬
‫فنظريللة الق ل اررات اإلداريللة مللثال ال نجللد لهللا مثيللل فللي قواعللد القللانون المللدني فالقللانون اإلداري مللن لللإلدارة سلللطة‬
‫إصدار القرار اإلداري و سلطة التنفيذ المباشر للق اررات اإلدارية دون الرجوع للقضاء ‪.‬‬
‫كما تتمتع اإلدارة بسلطة نزع الملكية ألجل المنفعة العامة وتتمتع أيضا بسلطة تقيد و تضييق الحريات في مجال‬
‫معين‪ ،‬كما لها سلطات واسعة في مجال العقود اإلدارية‪.‬‬
‫يل هذه النظريات و السلطات الممنوحة لإلدارة ال نجد لها مثيل في قواعد القانون األخرى ‪.‬‬

‫‪-‬محمد جمال مطلق الذنيبات ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫و في األخير نخلص إلى أن القانون اإلداري وثيق الصلة بالقانون المدني إذ استقى منه معظلم قواعلده‪ ،‬كملا كلان‬
‫القانون المدني وحده المنظم للعالقات اإلدارية قبل ظهلور القلانون اإلداري‪ ،‬و ملا زال القلانون الملدني يحكلم و يلنظم‬
‫الكثير من المنازعات اإلدارية التي تتنازل فيها اإلدارة عن سلطاتها و امتيازاتها و تقبل أن تتعامل كاألفراد‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة العامة ‪:‬‬
‫لقد بينا أن القانون اإلداري هو فرع من فروع القانون العلام اللداخلي يعنلي ويهلتم بد ارسلة اإلدارة العاملة ملن حيلث‬
‫تنظيمها ونشاطها ومنازعاتها‪.‬‬
‫أما علم اإلدارة العامة فقد عرفه الفقه بأنه‪ ":‬علم إنساني يعني بوصلف وتفسلير وبنلاء ونشلاط جهلاز الدوللة القلائم‬
‫كمللا عللرف بأنلله‪":‬‬ ‫علللى تللوفير سياسللتها العامللة بقصللد ايتشللاف القواعللد المؤديللة إلللى أفضللل تشللغيل لهللذا الجهللاز"‬
‫العلم الذي يهدف إلى تنظيم و دارة الطاقات البشرية والمادية بغية تحقيق وتنفيذ السياسة العامة للدولة‪".‬‬
‫من هنا يتبين لنلا أن العالقلة التلي تلربط عللم اإلدارة العاملة و القلانون اإلداري وثيقلة‪ ،‬إذ كالهملا يهلتم ويلدرس‬
‫باإلدارة العامة‪ ،‬إال أن الفرق بينهما يكمن فلي الزاويلة التلي يركلز ويهلتم بهلا كلل منهملا ‪،‬فنجلد أن عللم اإلدارة العاملة‬
‫يهتم باإلدارة من الزاوية الفنية أي كمنظمة وهيكل وما تقوم به ملن نشلاط‪ ،‬بينملا القلانون اإلداري يهلتم فقلط بالجانلب‬
‫القانوني وما يتعلق به من دراسة للقواعد التي تحكم أعمال المرافق العامة‪.1‬‬
‫ولتوضي هذا الفارق نسوق األمثلة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬بالنساابة لنظريااة الموظااف العا ام‪ :‬يهللتم القللانون اإلداري مللثال بللالموظف العللام مللن زوايللا معينللة ‪ ،‬مللا هللو‬
‫الموظف العام ‪ ،‬وما هي شروط الوظيفة العامة ‪ ،‬وما هي حقوقه وواجباته ‪ ،‬كيف تنظيم ترقيته وتأديبه ‪،‬‬
‫بينما علم اإلدارة العامة يركلز عللى جوانلب أخلرى كد ارسلة شلروط التأهيلل للوظيفلة وطلرق التلدريب وكيفيلة‬
‫تقدير الكفاءة ‪ ،‬وتقييم األداء الوظيفي ‪...‬‬
‫‪ -2‬فااي مجااال القا اررات اإلداريااة‪ :‬و ن كللان فضللاء مشلترك بللين العلمللين إال أن القللانون اإلداري يهللتم بالشللروط‬
‫الش للكلية والموض للوعية للقل لرار وبمس للألة شل للرعيته و بطال لله‪ ،‬بينم للا علل للم اإلدارة العام للة يهل للتم بم ارح للل القل لرار‬
‫والمشاركة فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬في مجال التنظيم‪ :‬يهتم علم اإلدارة العامة باإلدارة المركزية من حيث تركيبها‪ ،‬كما يهتم باإلدارة المحليلة‬
‫والمفاضلة بين نظام االنتخار والتعيين‪ ،‬بينما يتكفل القانون اإلداري بد ارسلة الهيايلل اإلداريلة ملن الناحيلة‬
‫القانونيلة فيبلين صللالحيات رئليس الجمهوريللة واللرئيس الحكوملة والللوزراء واللوالة ور سللاء المجلالس الشللعبية‬
‫البلدية ‪...‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫خصائص ومصادر القانون اإلداري ومعاييره‬

‫‪-‬انظر‪ :‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ال تستقيم دراسة القانون اإلداري دون التطرق لخصائصه التي تميزه عن باقي فروع القانون األخرى‪ ،‬وكذا‬
‫مصادره ودون أن ننسى كذلك أسس ومعايير هذا القانون‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬خصائص القانون اإلداري ومصادره‬
‫يتحلل هذا المبحث إلى قسمين خصصنا األول لدراسة خصائص القانون اإلداري والثاني لمصادره‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خصائص القانون اإلداري‬
‫ينفرد القانون اإلداري بعدد من الخصائص تسبغ على مبادئه وقواعده طابعا متميزا‪ ،‬وأهم هذه الخصائص نذكر‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القانون اإلداري حديث النشأة ‪:‬‬
‫إن القانون اإلداري بمعناه الفني والضيق لم يظهر إال في فرنسا وهذا بعدما اعترف لمجلس الدولة بسلطة‬
‫القضاء البات والنهائي سنة ‪.1872‬‬
‫وبهذا فلن القانون اإلداري لم تتض معالمه ومبادئه بوصفه قانونا مستقال متمي از عن القانون المدني له قواعده‬
‫وأصوله المختلفة عن قواعد وأحكام القانون المدني إال في النصف الثاني القرن التاسع عشر‪ ،‬بل إن نظرياته‬
‫وأفكاره األساسية التي يتميز بها القانون اإلداري لم تتبلور إال خالل القرن العشرين‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬القانون اإلداري قانون مرن و سريع التطور‪:‬‬
‫يتسم القانون اإلداري بأنه قانون يتطور بسرعة تفوق التطور االعتيادي في القوانين األخرى ولعل ذلك يرجع‬
‫إلى طبيعة المواضيع التي يعالجها ‪ ،‬فقواعد القانون الخاص تتميز بالثبات واالستقرار وقد تمر فترة طويلة قبل أن‬
‫ينالها التعديل أو التغيير‪ ،‬ويعود ذلك إلى العالقات التي ينظمها القانون الخاص بفروعه المختلفة(مدني‬
‫‪،‬تجاري‪،‬مرافعات )‬
‫تتعلق بقواعد عامة تتطلب قد ار من االستقرار مع ترك الحرية لألفراد لتسيير األمور األخرى ذات الطابع‬
‫المتغير في حدود القواعد العامة المنصوص عليها‪ ،‬على عكس القانون اإلداري الذي يعالش مواضيع ذات طبيعة‬
‫خاصة لتعلقها بالمصلحة العامة‪ ،‬وحسن تسيير و دارة المرافق العامة‪،‬وجانب من أحكامه غير مستمدة من نصوص‬
‫تشريعية ‪ ،‬و نما من أحكام القضاء اإلداري الذي يتميز بأنه قضاء يبتدع الحلول للمنازعات اإلدارية وال يتقيد‬
‫بأحكام القانون الخاص‪ ،‬إنما يسعى إلى خلق ما يتالءم مع ظروف كل منازعة على حده تماشيا مع سرعة تطور‬
‫العمل اإلداري ومقتضيات سير المرافق العامة ‪.2‬‬
‫كما ترجع أسبار سرعة تطور القانون اإلداري إلى إنه يتأثر بالعوامل االقتصادية واالجتماعية و السياسية‬
‫في الدولة وهي عوامل متغيرة نسبيا وغير مستقرة‪ ،‬وضرورة استيعار هذه المتغيرات ومواجهتها أدى بالضرورة إلى‬
‫التطور المستمر في أحكامه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬قانون اإلداري قانون من صنع القياء ‪:‬‬

‫‪-‬عبد هللا طليبة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬الطبعة العاشرة ‪ ،‬دمشق‪ ،2006 ،‬ص‪.44.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬مولود ديدان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يتميز القانون اإلداري أيضا بأنه قانون قضائي عن طريق المبادا و القواعد التي ابتكرها القضاء اإلداري‬
‫وقد ساعد على ذلك عدم تقنين القانون اإلداري‪.‬‬
‫وقد كشف مجلس الدولة الفرنسي عن النظريات والمبادا األساسية التي يقوم عليها القانون اإلداري منذ ايتسابه‬
‫سلطة القضاء البات سنة ‪ 1872‬و دور المشرع أصب في كثير من األحيان مقتص ار على تسجيل و تدوين ما‬
‫توصل إليه القضاء اإلداري من أحكام‪.‬‬
‫وبهذا فلن دور القضاء اإلداري في هذا المجال كان متمي از عن دور القضاء العادي وهذا لما يتميز به‬
‫القاضي اإلداري من سلطات تفوق الصالحيات التي يملكها القاضي العادي ‪ ،‬هذا األخير الذي يقتصر دوره في‬
‫تطبيق القانون على المنازعة دون أن يتعداه لخلق الحلول المناسبة التي تتفق مع طبيعة منازعات القانون اإلداري‪،‬‬
‫األمر الذي أضفى على قواعد القانون اإلداري الطابع العملي الذي يتماشى مع ظروف واحتياجات المرافق العامة‬
‫و مقتضيات سيرها وتطورها المستمر‪. 1‬‬
‫مع هذا يقع على عاتق القضاء وهو يبتكر حلول وقواعد ومبادا القانون اإلداري بعدم مخالفة التشريع القائم‬
‫على أساس أن القضاء إنما يعبر عن إرادة مفترضة للمشرع‪ ،‬وأما إذا أفص عن إرادته تلك بنصوص تشريعية‬
‫فلنه يلتزم بتطبيق تلك النصوص في أحكامه‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قانون غير مقنن‪:‬‬
‫يقصد بالتقنين‪ :‬قيام السلطة التشريعية بتجميع ألهم المبادا والقواعد العامة والتفصيلية المتعلقة بفرع من‬
‫فروع القانون في مجموعة واحدة كالتشريع المدني‪ ،‬التجاري ‪...‬‬
‫وللتقنين الكثير من المزايا منها‪ :‬إضفائه الثبات واالستقرار على نصوص التشريع مما يسهل الرجوع إلى أحكامه‬
‫ونصوصه وبالتالي تسهيل عمل القاضي‪.‬‬
‫إن عدم تقنين القانون اإلداري كباقي فروع القانون األخرى رغم رسوخ مبادئه وايتمال الكثير من نظرياته يرجع‬
‫إلى حداثة نشأته من جهة والى سرعة تطوره وتفرع مجاالته ومواضيعه من جهة أخرى‪ ،‬مما يجعل من الصعوبة‬
‫جمع أحكامه في مدونة واحدة‪.‬‬
‫يما أن أحكامه في الغالب ذات طبيعة قضائية‪ ،‬هذه األخيرة التي تتأثر وتتغير وفقا للنظام االقتصادي والسياسي‬
‫واالجتماعي‪.2‬‬
‫وعدم تقنين القانون اإلداري ال ينفي وجود مجموعة من التقنيات الجزئية لبعض موضوعات القانون اإلداري من‬
‫ذلك‪:‬قانون الوظيفة العمومية وقانون الصفقات العمومية‪ ،‬وقانون األمالك الوطنية‪ ،‬قانون الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬نزع‬
‫الملكية للمنفعة العمومية‪...‬‬

‫‪ -‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد هللا طليبة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر القانون اإلداري‬


‫تشتمل مصادر القانون اإلداري على مصادر القانون بصورة عامة وهي‪ :‬التشريع ‪،‬العرف ‪،‬القضاء والفقه‪،‬‬
‫و ذا كان التشريع والعرف يعدان المصدران الرسميان للقوانين األخرى بينما يمثل القضاء والفقه المصدران‬
‫التفسيريان للقواعد القانونية‪ ،‬فلن القانون اإلداري يمن القضاء دو ار هاما بل يعد أهم مصادر القانون اإلداري على‬
‫اإلطالق ويكون بذلك مع التشريع والعرف مصد ار رسميا‪ ،‬بينما يبقى الفقه مصد ار تفسيريا وفيما يلي نعرض‬
‫المصادر بشيء من التفصيل‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المصادر الرسمية ‪:‬‬
‫اوال‪ :‬التشريع ‪:‬‬
‫يقصد به كمصدر للقانون اإلداري مجموعة القواعد القانونية المكتوبة الصادرة عن السلطة المختصة في الدولة‬
‫وقد تكون هذه السلطة تأسيسية فيكون التشريع أساسيا (الدستور) وقد تكون هذه السلطة تشريعية فبكون التشريع‬
‫عاديا أو عضويا‪ ،‬كما قد تكون هذه السلطة تنفيذية فيكون التشريع فرعيا أو الئحيا‪ ،‬ويتميز التشريع عن غيره من‬
‫المصادر بل‪:‬وضوحه وتحديده وسهولة التعديل ‪.‬‬
‫‪-1‬التشريع األساسي‪: 1‬‬
‫يعد الدستور المصدر األساسي والرسمي للقانون اإلداري ويقع في قمة الهرم القانوني ويسمو على القواعد‬
‫القانونية األخرى جميعا وهو يتضمن غالبا شكل الدولة‪ ،‬ونظام الحكم فيها وتنظيم السلطات وعالقاتها فيما بينها‪،‬‬
‫يما قد يتضمن األسس العامة لبناء الجهاز اإلداري بالدولة وأساليب تنظيمه كما هو الحال في المادة ‪ 15‬من‬
‫الدستور الجزائري لسنة ‪ 1996‬التي تنص على ‪":‬الجماعات اإلقليمية للدولة هي ‪:‬البلدية‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية هي‬
‫الجماعة القاعدية ‪ ".‬والمادة ‪": 16‬تمثل المجالس المنتخبة قاعدة الالمركزية ومكان مشاركة المواطنين في تسيير‬
‫الشؤون العمومية ‪ ،".‬والمادتان ‪ 17‬و ‪ 18‬اللتان تتكلمان عن األمالك الوطنية‪ ،‬وكذا المواد ‪23 ،22، 21، 20‬‬
‫من الدستور‪ ،‬كما يعتبر الدستور مصدر للقانون اإلداري بما أورده في الفصل األول من البار الثاني فيما يتعلق‬
‫بتنظيم السلطة التنفيذية ابتداء من المادة ‪ 70‬حتى المادة ‪ 97‬من الدستور ‪.‬‬
‫هذا باإلضافة إلى النصوص المتعلقة بتبني نظام ازدواج القضاء كنص المادة ‪ 152‬و ‪ 153‬من الدستور‪.‬‬
‫ويتوجب على اإلدارة أن تلتزم بالمبادا التي جاء بها الدستور باعتباره التشريع األساسي في الدولة وال يحق لها‬
‫مخالفته و ال عدت أعمالها مخالفة لمبدأ المشروعية‪. 2‬‬
‫ويجب اإلشارة هنا إلى أن مقدمة الدساتير وعالنات الحقوق لها أهمية قصوى إذا أنها تعتبر ميدانا هاما لكثير‬
‫من المبادا القانونية التي تتمتع بالقوة اإللزامية في مواجهة اإلدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- George dupuis,et autres, op.cit, p.91.‬‬
‫‪ -‬محمذ الصغير بعلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -2‬التشريع العادي‪: 1‬‬


‫ويقصد به القانون بمفهومه الضيق والذي يتضمن مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية‪،‬‬
‫وقد قسمها المشرع الجزائري إلى قسمين‪ ،‬قوانين عادية وأخرى عضوية‪ ،‬ويعد القانون بنوعيه مصد ار مهما للقانون‬
‫اإلداري‪ ،‬وفي هذا المجال نجد القوانين التي لها عالقة غير مباشرة باإلدارة العامة مثل‪:‬القانون المدني والذي‬
‫يتضمن بعض القواعد التي لها عالقة باإلدارة العامة مثل المواد ‪ 49‬و‪ 50‬و‪ 51‬و‪ 52‬والمتعلقة باألشخاص‬
‫االعتبارية‪ ،‬وكذا المادة ‪ 677‬والمتعلقة بالقيود الواردة على نزع الملكية ألجل المنفعة العمومية‪ ،‬وكذا المواد ‪ 678‬و‬
‫‪ 679‬و‪ 680‬والتي تنظم شروط و كيفيات التأميم واالستيالء‪ ،‬وهناك كذلك القوانين الخاصة وتعد من قواعد القانون‬
‫اإلداري وهي أيضا قوانين مستقلة وقائمة بذاتها وهي كثيرة منها قانون البلدية رقم ‪ ،08/90‬قانون الوالية رقم‬
‫‪، 09/90‬قانون الصفقات العمومية رقم ‪ 250/02‬المعدل والمتمم ‪ ،‬قانون نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية‬
‫رقم ‪ ،11/91‬قانون المحايم اإلدارية رقم ‪ ،02/98‬قانون مجلس الدولة رقم ‪.01/98‬‬
‫‪ -3‬التشريع الفرعي ‪:‬‬
‫وهي قواعد عامة‬ ‫يطلق على القواعد القانونية التي تصدرها السلطة التنفيذية التشريع الفرعي أو اللوائ‬
‫ومجردة ال تختلف عن القواعد القانونية الصادرة عن السلطة التشريعية إذا ما أخذنا في تكييفها بالمعيار‬
‫الموضوعي أما إذا أخذنا بالمعيار العضوي أو الشكلي فلن هذه التصرفات واألعمال تختلف عن القواعد الصادرة‬
‫عن السلطة التشريعية لكونها تصدر عن السلطة التنفيذية‪ ،‬وبالتالي فهي تلي التشريع العادي في مرتبتها في سلم‬
‫التدرج القانوني وتنقسم عندنا إلى عدة أقسام تبعا للسلطة المصدرة ‪.‬‬
‫المراسيم الرئاسية‪ ،‬المراسيم التنفيذية ‪،‬الق اررات الو ازرية ‪ ،‬قرار الوالي‪ ،‬قرار رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القياء‪:‬‬
‫األصل في وظيفة القاضي تطبيق القوانين والفصل في المنازعات المعروضة عليه وهو ملزما قانونا بالفصل‬
‫في المنازعات الداخلة في اختصاصه و ال عدا منك ار للعدالة ولهذا ال يعد القضاء مصد ار رسميا للقانون لدوره‬
‫المتعلق بتطبيق النصوص التشريعية وتفسيرها و زالة الغموض والتعارض المحتمل بينها‪ ،‬وال يتعدى القاضي هذا‬
‫الدور ليصل إلى حد خلق قواعد قانونية خارج النصوص التشريعية‪.2‬‬
‫إال أن الطبيعة الخاصة لقواعد القانون اإلداري من حيث عدم تقنينه وظروف نشأته وتعدد مجاالت نشاطه أدى‬
‫إلى تجاوز القضاء اإلداري دور القضاء العادي ليتماشى مع متطلبات الحياة اإلدارية فيعمد‬

‫‪ -‬مولود ديدان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ويالحظ على الشرائع الحديثة موقفان متعارضان من القضاء باعتباره مصد ار رسميا للقانون ‪ :‬فاالتجاه االنجلوسكسوني يعتبر‬ ‫‪2‬‬

‫القضاء مصد ار رسميا من مصادر القانون أما االتجاه الالتيني وفيه ال يعد القضاء مصد ار من مصادر القانون الرسمية ‪ ،‬إذ يفترض‬
‫في القاضي المدني أو اإلداري عدم وضع قواعد قانونية مجردة ‪ ،‬الن هذا األمر من اختصاص المشرع أما اختصاص القاضي فهو‬
‫الفصل في المنازعات التي تعرض عليه استنادا إلى القواعد القانونية القائمة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫إلى خلق مبادا وأحكام للقانون اإلداري‪ ،‬فيصب القضاء مصد ار رسميا للقانون اإلداري بل و من أهم مصادره‬
‫على اإلطالق‪ ،‬ويتعدى دوره التشريع في بعض الحاالت‪.1‬‬
‫لذلك يتميز القضاء اإلداري بأنه ليس مجرد قضاء تطبيقي كالقضاء المدني ‪ ،‬بل هو في األغلب قضاء‬
‫إنشائي‪ ،‬يبتدع الحلول المناسبة للروابط القانونية التي تنشأ بين اإلدارة في تسييرها للمرافق العامة وبين األفراد وهي‬
‫روابط تختلف بطبيعتها عن روابط القانون الخاص ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العرف اإلداري‪:2‬‬
‫هو مجموعة القواعد التي درجك اإلدارة على إتباعها في أداء وظيفتها في مجال معين من نشاطها وتستمر‬
‫فتصب ملزمة لها‪ ،‬وتعد مخالفتها مخالفة لمبدأ المشروعية‪.‬‬
‫ويأتي العرف اإلداري في مرتبة أدنى من مرتبة القواعد القانونية المكتوبة‪ ،‬مما يستلزم أن ال يخالف نصا من‬
‫النصوص القانونية القائمة‪ ،‬ولكي يصب سلوك اإلدارة عرف إداريا يجب أن يتوافر فيه ركنان ‪:‬‬
‫‪-1‬الركن المادي‪ :‬ويتمثل في اعتياد اإلدارة على إتباع سلوك معين في نشاط معين‪ ،‬وقد يكون االعتياد إيجابيا‪،‬‬
‫يظهر في صورة القيام بعمل‪ ،‬كما يمكن أن يكون سلبيا في صورة االمتناع عن القيام بالعمل‪ ،‬على أن يكون هذا‬
‫العمل أو االمتناع بصورة ثابتة ومستقرة ومتكررة في الحاالت المماثلة وبشرط مرور الزمن الكافي الستق ارره وعدم‬
‫مخالفته للتشريع ‪.‬‬
‫‪ -2‬الركن المعنوي‪ :‬وهو اعتقاد اإلدارة واألفراد بللزامية القاعدة المتبعة وضرورة احترامها وعدم مخالفتها واعتبار‬
‫ذلك مخالفة للقانون تتطلب الجزاء ‪.‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن التزام اإلدارة باحترام العرف ال يحرمها من إمكانية تعديله أو إلغائه نهائيا إذا اقتضك‬
‫المصلحة العامة ذلك‪ ،‬غير أن قيام العرف الجديد يتطلب توافر الركنين السابقين‪ ،‬فال يتكون بمجرد مخالفة اإلدارة‬
‫للعرف القديم ‪.‬‬
‫ومع ذلك فلن دور العرف كمصدر رسمي للقانون اإلداري أقل أهمية من المصادر الرسمية األخرى لصعوبة‬
‫االستدالل على القاعدة العرفية من جهة وألن اإلدارة في الغالب تلجأ إلى اللوائ لتنظم نشاطها من جهة أخرى ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المبادئ العامة للقانون ‪:‬‬
‫ويقصد بها مجموعة المبادا والقواعد القانونية غير المكتوبة التي تقررها أو يكتشفها أو يستنبطها القضاء‬
‫اإلداري ويعلنها في أحكامه فتكتسب القوة اإللزامية‪ ،‬وتصب بذلك مصد ار من مصادر المشروعية‪.‬‬
‫فالمبادا العامة للقانون يستخلصها القاضي من مجموعة القواعد والمفاهيم األساسية السياسية واالقتصادية و‬
‫االجتماعية والفكرية والروحية التي تحكم المجتمع في بلد معين وفي زمن معين ويلزم جهة اإلدارة على احترامها ‪.‬‬
‫ويرجع الفصل في إبراز أهمية هذه المبادا العامة إلى مجلس الدولة الفرنسي إذ بدأ منذ نشأته في استنباطها و‬
‫إعالنها في أحكامه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-M arie Christine Rouault, droit administratif, 09 edition, Gualino, editeur, paris, 2013, p .49.‬‬
‫‪ -‬فريجة حسين‪ ،‬شرح القانون اإلداري – دراسة مقارنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.39.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫و المبادا العامة تجد مصدرها في القضاء ال التشريع ‪ ،‬إذ تقررها وتنشةها أحكام القضاء اإلداري بمقتضى ما‬
‫يملكه من سلطة إنشاء مبادا القانون اإلداري ‪.‬‬
‫وهي بهذا تحتل مرتبة أدنى من القانون العادي‪ ،‬وأساس هذا أنه ما دامك هته المبادا تجد مصدر قوتها القانونية‬
‫في القضاء وأن القضاء هو الذي ينشئ ويبتكر ويقرر هته المبادا فيجب عليه عدم الخروج ومخالفة قواعد القانون‬
‫فيما يستنبطه ويكتشفه من مبادا‪. 1‬‬
‫ومن أهم المبادا العامة للقانون التي أقرها القضاء اإلداري ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ المساواة أمام الوظائف العامة‬ ‫‪ -‬مبدأ المساواة أمام القانون‬
‫‪ -‬مبدأ مساواة المنتفعين بخدمات المرافق العامة ‪ -‬مبدأ حسن سير المرفق العام بانتظام واطراد ‪ -‬مبدأ قابلية‬
‫المرافق العامة للتعديل والتغيير ‪ -‬مبدأ حق الدفاع في المحايمات التأديبية – مبدأ عدم رجعية الق اررات اإلدارية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المصادر االحتياطية أو التفسيرية ‪:‬‬
‫وهي التي ال تسهم في خلق القاعدة القانونية ‪ ،‬ولكن في توضي حقيقة قصد الشارع منها ‪ ،‬ومن هذه المصادر‬
‫‪ :‬القضاء الذي يقوم بجانب دوره اإلنشائي بدوره التفسيري ‪.‬‬
‫ومن المصادر التفسيرية الهامة أييا الفقه ويقتصر دور الفقيه على شرح التشريع وتفسير ما يعتريه من غموض‬
‫مهتديا بالسوابق التاريخية واألعمال التحضيرية التي ساهمك في إعداده وبمذكراته التفسيرية وتطبيقاته القضائية‪.‬‬
‫كما يقوم الفقيه بالتعليق على أحكام القضاء ومحاولة استخالص واستنباط األحكام والمبادا والقواعد األساسية‬
‫بالطرق العلمية ‪.‬‬
‫فالفقه يعتبر مرشدا وموجها لكل من المشرع والقاضي على سواء ‪،‬وقد قام الفقهاء القانون اإلداري في فرنسا‬
‫بلعب دور كبير في شرح والتعليق على النصوص التشريعية واألحكام القضائية و إصدار المؤلفات في هذا المجال‬
‫التي ساعدت القضاء اإلداري على أداء مهامه‪.2‬‬
‫وأراء الفقه من الناحية القانونية ليس لها أية قوة إلزامية و نما هي مجرد مصدر استةناسي يرجه إليه المشرع‬
‫والقاضي كل على حسب اقتناعه الذاتي فقط‪.‬‬

‫المبحث السادس‬
‫أساس القانون اإلداري ونطاق تطبيقه‬
‫يقصد بتحديد أساس القانون اإلداري‪ :‬البحث عن سبب وجوده أي لماذا نطبق القانون اإلداري على األجهزة‬
‫اإلدارية وأنشطتها وال نطبق عليها قواعد القانون الخاص ؟‬

‫‪-‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد أبو زيد محمد‪ ،‬دروس في القانون اإلداري‪ ،‬شركة مطابع الطويجي‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص‪12.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ويقصد بنطاق تطبيق القانون اإلداري مجال تطبيق القانون اإلداري ودائرة اختصاصه و تميزه عن مجال القانون‬
‫الخاص أي متى يطبق القانون اإلداري ؟‪.‬‬
‫لقد سعى كل من الفقه والقضاء على إيجاد أساس يصل أن يكون مبر ار لوجود مبادا ونظريات القانون اإلداري‬
‫وتحديد المعيار المميز لموضوعاته عن موضوعات القوانين األخرى ‪.‬‬
‫والبحث في هذا الموضوع له فائدتان‪: 1‬‬
‫‪ -1‬فائدة نظرية‪ :‬تتمثل في تحديد القواعد القانونية وبيان األساس النظري ألحكام ومبادا القانون اإلداري‬
‫‪ -2‬فائدة عملية‪ :‬تتمثل في وضع الحد الفاصل بين اختصاص القضاء اإلداري والعادي خاصة وقد فشل المشرع‬
‫في تحديد موضوع ومجال المنازعة اإلدارية لعدم تمكنه من التنبؤ مسبقا بمختلف المنازعات اإلدارية ‪.‬‬
‫ولهذا كان ال بد من وضع معيار أو أساس ثابك ومستقر لتحديد أساس القانون اإلداري و نطاق تطبيقه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬معايير القانون اإلداري في القياء والفقه المقارن‬
‫ظه للر ف للي ه للذا المج للال ع للدة نظري للات ومع للايير ل للم تص للمد كثيل ل ار وه للذا لمرون للة وس للرعة تط للور الق للانون اإلداري‬
‫وسنعرض فيما يلي ألهم هذه المعايير التي تميز القانون اإلداري عن غيره من القوانين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعيار العيوي‪:‬‬
‫يركز هذا المعيار على صفة الجهة أو العضو الذي صدر منه العمل دون النظر أو االعتماد على جوهر‬
‫العمل وطبيعته‪.‬‬
‫وفقا لهذا المعيار يكون العمل إداريا إذا صدر من عضو أو جهة إدارية لهما الصفة أو الطبيعة اإلدارية (بلدية‬
‫‪،‬والية ‪،‬جامعة ‪)...‬وتبعا لهذا المعيار فلن القانون اإلداري هو قانون اإلدارة العامة كجهاز وتنظيم ال كنشاط‬
‫ووظيفة‪.‬‬
‫وقد نشأ هذا المعيار في فرنسا بصدور قانون ‪ 24- 16‬أوت ‪ 1790‬والذي قضى بمنع جهات القضاء العادي‬
‫من النظر والفصل في أي منازعة أو تصرف صادر عن اإلدارة ‪.‬‬
‫رغم أن هذا المعيار يتميز بالبساطة و الوضوح إال أنه معيب ‪ ،‬فهو معيار سطحي يحكم على العمل اإلداري‬
‫من شكله الخارجي وال يبحث في طبيعة العمل اإلداري وموضوعه كما أنه معيار مرن وفضفاض وواسع وغير‬
‫دقيق وغير جامع‪ ،‬ذلك ألن هناك الكثير من التصرفات التي تجريها اإلدارة لكنها ال تعد أعمال إدارية كأعمال‬
‫التسيير التي تأتيها اإلدارة مثال كليجار وبيع السكنات والمحالت المعدة للسكن أو لمزاولة التجارة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معيار التمييز بين أعمال السلطة و أعمال اإلدارة العادية ‪:‬‬
‫ظهر هذا المعيار في بداية القرن ‪ 19‬ويستند لفكرة التمييز وتقسيم أعمال اإلدارة لنوعين من األعمال‪:2‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫اوال‪:‬أعمال السلطة‪ :‬وهي األعمال التي تظهر فيها اإلدارة بمظهر السلطة العامة وتتمتلع بحلق األملر والنهلي‪ ،‬وهلذا‬
‫الن للوع م للن األعم للال تحكم لله قواع للد الق للانون اإلداري‪ ،‬ومثال لله إص للدار القل ل اررات اإلداري للة ‪ ،‬الض للبط اإلداري ‪ ،‬التنفي للذ‬
‫المباشر‪ ،‬نزع الملكية ‪....‬‬
‫ثانيا‪ :‬أعمال اإلدارة العادية ‪ :‬وهي األعمال التي تباشرها اإلدارة بذات األساليب التي يلجأ إليها األفراد ال باعتبارها‬
‫صاحبة سلطة وامتيازات‪ ،‬هذا من أمثلتها التصرفات التي تأتيها اإلدارة بمناسبة تسيير أموالها الخاصة (الدومين‬
‫الخاص) كتأجير المباني واألراضي وبيعها وهي بهذا تخضع ألحكام القانون الخاص‪ ،‬ويختص القضاء العادي‬
‫بمنازعاتها ألن أعمالها ال تتصف بطابع السلطة‪.‬‬
‫وقد استمر هذا المعيار حتى نهاية القرن ‪ 19‬وكان من أنصاره الفقيهان ‪ LARERRIER‬و ‪BERTHELMY‬‬
‫واعتمد القضاء الفرنسي عليه فترة من الزمن كأساس للقانون اإلداري ‪.‬‬
‫ويتميز هذا المعيار بالبساطة والوضوح وبفضله استطاع القضاء اإلداري الفرنسي من بسط رقابته على جزء من‬
‫أعمال السيادة (أعمال الحكومة ) التي كانك سابقا تتحصن ضد أي رقابة قضائية لكن رغم هذا وجهك له عدة‬
‫انتقادات أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬بني على فكرة قانونية خاطةة وهي فكرة ازدواج الشخصية القانونية للدولة إحداها عندما تتصرف كصاحبة‬
‫سلطة وسيادة واألخرى عندما تدير أموالها الخاصة ‪ ،‬لكن في الحقيقة للدولة شخصية قانونية واحدة و في جميع‬
‫الحاالت و األوقات تضمن لها الدوام واالستمرار واالستقرار ‪.‬‬
‫‪ -2‬معيار غير جامع‪ :‬إذ أدى تطبيقه إلى إخراج كل األعمال اإلدارية التي ال تتضمن سلطتي األمر والنهي من‬
‫طائفة األعمال اإلدارية كالعقود اإلدارية وبالتالي من مجال اختصاص القضاء اإلداري وهذا ما يؤدي إلى تضييق‬
‫مجال القانون اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -3‬ليس من السهل التمييز بين أعمال السلطة وأعمال التسيير نظ ار لطبيعة عمل اإلدارة وتداخل النشاط اإلداري‬
‫‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬معيار المرفق العام ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬ماهية معيار المرفق العام‬
‫يعرف المرفق العام بأنه‪ ":‬كل مشروع تديره الدولة بنفسها أو تحك إشرافها إلشباع الحاجات العامة بما يحقق‬
‫المصلحة العامة"‬
‫ولقد ظهرت فكرة المرفق العام كأساس ومعيار للقانون اإلداري ابتداء من منتصف القرن ‪ 19‬وقد كان حكم‬
‫‪ ROTCHILD‬الصادر عام ‪ 1855‬وحكم ‪ DEKESTER‬الصادر عام ‪ 1861‬من األحكام األولى في تقرير‬
‫هذه الفكرة‪ ،‬إال أن حكم ‪ BLANKO‬الصادر عام ‪ 1873‬عن محكمة التنازع الفرنسة حسب نظر الفقه والقضاء‬
‫حجر الزاوية في نظرية المرفق العام‪ ،‬ولقد تزعم مدرسة المرفق العام الفقيه ليون دوجي وتبعه الفقيهان جيز و‬
‫بونار‪.‬‬

‫‪ -‬حسين فريجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.65.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ووفقا ألصحار هته المدرسة فلن كل عمل أو نشاط يكون مرتبط ومتصل بالمرفق العام بلأي صورة من‬
‫صور االتصال يكون عمال إداريا يدخل في نطاق قواعد القانون اإلداري كما ينعقد االختصاص للقضاء اإلداري‬
‫عند حدوث أي منازعة بشأنه‪ ،‬ولهذا فلن فكرة المرفق العام هي األصل واألساس الوحيد للقانون اإلداري الذي يبرر‬
‫وجود قواعد استثنائية غير مألوفة في نطاق القانون الخاص وهي وحدها التي تحد مجال اختصاص القاضي‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫وقد أسس الفيلسوف السياسي والدستوري ليون دوجي فكرته هذه على أساس إنكار فكرة الشخصية المعنوية‬
‫للدولة ورفضه لفكرة السيادة والسلطة العامة‪ ،‬وتطبيقا لذلك فالدولة ليسك سلطات وامتيازات وأوامر ونواهي و نما‬
‫هي كتلة ضخمة ومجموعة كبيرة من المرافق العامة ينشةها ويديرها الحكام وذلك لتحقيق أهداف التضامن‬
‫االجتماعي ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن فكرة المرفق العام قد أدت وال زالك تؤدي دو ار كبي ار في إرساء الكثير من النظريات ومبادا‬
‫القانون اإلداري كمبدأ مساواة كل المواطنين في االنتفاع بخدمات المرافق العامة‪ ،‬ومبدأ قابلية المرافق العامة للتبدل‬
‫والتغيير‪ ،‬مبدأ حسن سير المرفق العام بانتظام وباضطراد ‪ ،‬كما ال زالك تلعب دو ار كبي ار في تبرير وتأسيس كثير‬
‫من نظريات القانون اإلداري كنظرية الظروف الطارئة‪ ،‬الموظف الفعلي‪ ،‬اإلضرار ‪،‬االستقالة ‪ ،‬نظرية الظروف‬
‫االستثنائية ‪....،‬‬
‫إال أنها تعرضك النتقادات حادة خاصة من أصحار مدرسة السلطة العامة بقيادة الفقيه موريس هوريو الذي يرى‬
‫أن أصحار مدرسة المرفق العام قد حذفوا كل ما يتعلق بالسلطة العامة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أزمة المرفق العام‪:‬‬
‫رغم النجاح الذي حققته هذه النظرية كأساس للقانون اإلداري ومعيا ار لتحديد اختصاصات القضاء اإلداري‬
‫واحتاللها مركز الصدارة بداية القرن العشرين لم تلبث أن تراجعك بفعل تطور الحياة اإلدارية والتغيرات التي طرأت‬
‫في القواعد التي قامك على فكرة المرافق العامة‪ ،‬ذلك ألنه بتطور دور ووظيفة الدولة واتساع مجاالت تدخلها‬
‫نتيجة الحرور واألزمات االقتصادية وتغير األيديولوجيات االقتصادية (ظهور االشترايية ) ظهرت المرافق التجارية‬
‫والصناعية نتيجة لتدخل الدولة االقتصادي وكذا تعددت واجباتها وتنوعك أنشطتها‪ ،‬كما تم ترك بعض المشروعات‬
‫لألفراد للقيام بها لتحقيق النفع العام وقد أدى هذا التطور إلى الحد من مجال تطبيق القانون اإلداري لصال القانون‬
‫الخاص واستعمال وسائل القانون العام لتحقيق النشاط الفردي للنفع العام‪. 1‬‬
‫وبهذا أصب التمييز بين المشروعات العامة والخاصة مهمة صعبة‪ ،‬وأدى إلى تطبيق الكثير من قواعد القانون‬
‫الخاص على المرافق العامة‪ ،‬إن هذه العوامل أحدثك أزمة بمدرسة المرفق العام بحيث أصبحك هذه األخيرة عاجزة‬
‫لوحدها ألن تكون أساسا ومعيا ار للقانون اإلداري ‪.‬‬

‫ويمكن أن نجمع أهم االنتقادات التي وجهك لهذه المدرسة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 31.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -1‬لم يعد نشاط وعمل اإلدارة العامة (السلطة العامة) مقتص ار على المرافق العامة اإلدارية‪ ،‬بل امتد إلى مجاالت‬
‫أخرى كانك – من قبل – حك ار على األفراد (المرافق العامة الصناعية والتجارية) في سياق ظاهرة تدخل الدولة‬
‫خاضعة في ذلك إلى مزيش من قواعد القانون العام ( اإلداري ) وقواعد القانون الخاص ( المدني والتجاري )‪.‬‬
‫‪ -2‬أوكلك الدولة إلى هيةات وتنظيمات خاصة ‪،‬التكفل بلدارة وتسيير مرافق عامة ( نظام االمتياز أو االلتزام‬
‫‪،‬إدارة وتسيير مرفق النقل العمومي مثال من طرف أحد األفراد )‬
‫ومن ثم لم تعد فكرة المرفق العام صالحة لوحدها ألن تكون أساسا ومعيار للنظام اإلداري (قانونا وقضاءا)‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬معيار السلطة العامة وامتيازاتها‪:‬‬
‫تزعم هذه المدرسة الفقيه موريس هوريو وقد ظهرت نتيجة لالنتقادات الحادة الموجهة لمدرسة المرفق العام التي‬
‫عجزت أن تكون معيا ار و أساسا للقانون اإلداري ‪.‬‬
‫ولقد أسس الفقيه موريس هوريو هذه المدرسة المناهضة لمدرسة المرفق العام وهي تختلف عن نظرية السلطة‬
‫العامة التقليدية والتي قال بها بارتملي والذي ميز فيها بين أعمال السلطة وأعمال اإلدارة العادية‪ ،‬فنظرية السلطة‬
‫العامة كما ذهب هوريو ال تتعلق باألوامر والنواهي و نما تتعلق وتشمل كل نشاط إداري تمارسه اإلدارة باستعمالها‬
‫لوسائل القانون العام غير المألوفة في القانون الخاص‪.1‬‬
‫وبهذا فلن السلطة العامة هي مجموعة من االمتيازات واالختصاصات والسلطات االستثنائية التي تتمتع بها‬
‫اإلدارة و تباشرها أثناء أداء مهامها وبهذا فلن المعيار المعول عليه هنا هو الوسائل التي تستعملها اإلدارة في سبيل‬
‫تحقيق أهدافها‪ ،‬فلذا كانك تتميز بسلطات وامتيازات استثنائية ال نظير لها في عالقات األفراد كنا أمام نشاط‬
‫يحكمه القانون اإلداري وبالتالي منازعاته من اختصاص القضاء اإلداري‪.‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن هوريو لم ينكر فكرة المرفق العام و نما جعلها ثانوية بالمقارنة مع دور السلطة العامة‬
‫يأساس للقانون اإلداري ‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬معيار المنفعة العامة ‪:‬‬
‫قال بهذا األساس الفقيه الفرنسي مارسيل فالين والذي كان من أشد المدافعين عن مدرسة المرفق العام ثم تخلى‬
‫عنها نتيجة االنتقادات التي وجهك إليها واقترح محلها فكرة المصلحة العامة‪ ،‬ويرى صاحب هذا المعيار أن القانون‬
‫اإلداري إنما يقوم على أساس المنفعة والمصلحة العامة ذلك ألن النشاط اإلداري يهدف دائما لتحقيق النفع العام‬
‫وهو ما يميزه عن النشاط الخاص‪.‬‬
‫وبالتالي يكون النشاط إداريا إذا كان يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة وال يكون كذلك إذا استهدف تحقيق منفعة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫‪-‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪29.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫فالقانون اإلداري في نظر فالين هو قانون المنفعة العامة ‪ ،‬وعلى الرغم من موضوعية هذا المعيار إال أن الفقه‬
‫اإلداري انتقده بحدة من حيث غموضه ذلك ألن المنفعة العامة التي يقوم عليها هذا المعيار هي فكرة واسعة‬
‫ومطاطة باإلضافة إلى مرونتها وقابليتها للتطور والتغير بتبدل الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية في‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬معيار السلطة العامة الحديث‬
‫إزاء االنتقادات الموجهة للمعايير السابقة فكر جانب من الفقه اإلداري في إحياء معيار السلطة العامة وتجديده‬
‫ليصب أساسيا وحيدا يحكم قواعد القانون اإلداري وأهم هؤالء الفقهاء‪ ،‬الفقيه جورج فيدل والذي يرى أن فكرة السلطة‬
‫العامة ال تعني فقط استخدام اإلدارة المتيازات ووسائل القانون العام باعتبارها سلطة لمرة مثلما ذهب إليه الفقيه‬
‫هوريو و نما القيود التي تحد من حرية اإلدارة وتفرض عليها التزامات أشد من االلتزامات المفروضة على األفراد في‬
‫ظل القانون الخاص وبهذا فان فكرة السلطة العامة في مدلولها الحديث تتألف من عنصرين هما‪: 1‬‬
‫‪-1‬عنصر ايجابي ‪:‬يتمثل في مجموع االمتيازات والسلطات االستثنائية وغير المألوفة التي تتمتع بها اإلدارة العامة‬
‫وتمارسها في مواجهة األفراد كسلطة إصدار الق اررات اإلدارية ‪،‬امتياز التنفيذ المباشر ‪،‬امتياز نزع الملكية الخاصة‬
‫ألجل المنفعة العمومية ‪.‬‬
‫‪ -2‬عنصر سلبي ‪ :‬ويتمثل في مجموعة القيود وااللتزامات والحدود التي تقيد وتلزم اإلدارة العامة عند القيام‬
‫بوظائفها وأنشطتها كقيد عدم إمكان التعاقد اإلداري إال بلتباع إجراءات وشروط معينة ال نظير لها في القانون‬
‫الخاص كلتباع أسلور المناقصة أو المزايدة عند اختيار المتعاقد مع اإلدارة‪.‬‬
‫وبهذا فلنه وفقا للفقيه جورج فيدل فانه ال يكف اتصال نشاط اإلدارة بمرفق عام حتى يكون إداريا و نما يجب إن‬
‫تكون اإلدارة العامة قد استخدمك في نشاطها امتيازات وسلطات استثنائية ال مثيل لها في القانون الخاص ‪،‬أو‬
‫التزمك بقيود وحدود غير مألوفة في هذا القانون ‪.‬‬
‫ورغم أن هذا المعيار قد القى نجاحا كبي ار في الفقه والقضاء اإلداري وانحاز إليه الفقيه فالين بعدما تخلى عن معيار‬
‫المنفعلة العاملة‪ ،‬إال انلله يبقلى عللاج از لوحلده أن يكللون المبلرر الوحيللد لوجلود قواعللد ومبلادا للقللانون اإلداري لهلذا نللادى‬
‫الفقه بضرورة الجمع بين معيار السلطة العامة ومعيار المرفق العام ‪.‬‬
‫الفرع السابع ‪:‬معيار الجمع بين المرفق العام والسلطة العامة‪:‬‬
‫نظ ار لالنتقادات الموجهة لكل معيار عللى حلدا وعجزهلا عللى أن تكلون أساسلا وحيلدا للقلانون اإلداري و معيلار‬
‫لتحدي للد اختص للاص القض للاء اإلداري‪ ،‬ل للم يع للد الفق لله والقض للاء متمس للكا بفك لرة واح للدة ‪ ،‬و نم للا اتجه للا نح للو الجم للع ب للين‬
‫المعيارين األساسين في هذا المجال وهما ‪ :‬المرفق العام والسلطة العامة‪.‬‬
‫ومن أصحار هذه الفكلرة الفقيله الفرنسلي دولوباادير واللذي قلام بلالجمع بلين فكرتلي المرفلق لعلام والسللطة العاملة ‪،‬‬
‫لكنه جعل األولوية للمرفق العام‪ ،‬ثم يأتي استخدام أساليب القانون العام في المرتبة الثانية لسد الفل ار فلي المجلاالت‬
‫التي عجز معيار المرفق العام عن تغطيتها ‪.‬‬

‫‪-‬راجع عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 136.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫أمللا الفقيلله شااابي‪ ،‬فقللال بفكلرة الجمللع بللين المعيللارين ولكنلله غلللب معيللار السل لطة العامللة علللى معيللار المرفللق العللام‪،‬‬
‫بمعنى أن السلطة العامة هي األساس أما معيار المرفق العام فدوره ثانوي ومساعدا فقط ‪.‬‬
‫وبهللذا فللان المرفللق العللام وان كللان دوره مهمللا فللي تحديللدا أسللاس القللانون اإلداري إال أنلله ال يكفللي لوحللده ألداء هللذا‬
‫الدور‪ ،‬خاصة بعد اتسلاع مفهلوم المرفلق العلام وتطلوره وظهلور الم ارفلق العاملة االقتصلادية‪ ،‬لهلذا دعلك الحاجلة إللى‬
‫ضرورة االستعانة بمعيار السلطة العامة‪.1‬‬
‫وبهللذا فانلله ليكللون العمللل إداريللا وخاضللعا للقللانون اإلداري وبالتللالي الختصللاص القضللاء اإلداري يجللب أن يت لوافر‬
‫على شرطين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون عمال أو نشاطا متعلقا بمرفق عام" معيار المرفق العام "‬
‫ثانيااا‪ :‬أن تكللون اإلدارة فللي هللذا النشللاط قللد اسللتخدمك امتيللازات ووسللائل وسلللطات أو خضللعك لقيللود أو الت ازمللات‬
‫استثنائية وغير مألوفة في القانون الخاص "معيار السلطة العامة "‬
‫ولقللد أيللد الكثيللر مللن الفقلله الفرنسللي هللذه الفك لرة كالفقيلله جااان ريفاارو ‪ ،‬كمللا أن أحكللام القضللاء اإلداري تؤيللد وتؤكللد‬
‫سالمة ومنطقية هذه الفكرة كأساس ومعيار للقانون اإلداري ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساس القانون اإلداري الجزائري‬
‫لقللد جمللع المشللرع الج ازئللري بللين معيللارين أساسللين لتحديللد أسللاس القللانون اإلداري وبالتللالي اختصللاص القضللاء‬
‫اإلداري‪ ،‬وهما المعيار العضوي والمعيار الموضوعي وهذا ما سنوضحه فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعيار العيوي الش لي أساسا‪: 2‬‬
‫باسللتقراء مختلللف النصللوص المتعلقللة بالقللانون اإلداري نجللد أن المشللرع الج ازئللري قللد تبنللى المعيللار العصللوي‬
‫الشكلي بصفة أساسية ‪ ،‬وهذا ما تؤكده المادة ‪ 07‬ملن قلانون اإلجل ارءات المدنيلة الصلادر بمقتضلى األملر رقلم ‪/66‬‬
‫‪ 154‬الملغى والمادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم ‪ 09/08‬والتي تنص في فقرتها الثانية‪:‬‬
‫" تختص‪ -‬المحايم اإلدارية‪ -‬بالفصل في أول درجة بحكلم قابلل لالسلتةناف فلي جمياع القياايا التلي تكلون الدوللة‬
‫أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها‪".‬‬
‫ويعود سبب اختيار المشرع هذا المعيار إللى األهلداف المسلطرة للعداللة غلداة االسلتقالل‪ ،‬وهلي تأسليس قضلاء غيلر‬
‫القضل للاء الل للذي يل للذكر بالنظل للام االسل للتعماري مل للن حيل للث تنظيمل لله وسل لليره ووضل للع إجل لراءات سل للهلة تقل للرر العدالل للة مل للن‬
‫المتقاضي‪.‬‬
‫ولهذا السبب وقع االختيار على المعيار العضوي الشكلي لسهولة العمل به للمتقاضي العلادي اللذي يسلهل عليله‬
‫تحديد مجال القانون اإلداري وبالتالي مجال اختصاص القاضي اإلداري بصفة مسبقة ‪ ،‬بحيث يكفي أن يكلون احلد‬
‫األشخاص المعنويلة العاملة الملذكورة فلي الملادة ‪ 800‬ملن قل انون اإلجلراءات المدنيلة واإلداريلة لتوجيله اللدعوى أملام‬
‫القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬راجع ‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون االداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬انظر لمزيد من التفصيل‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬دار جسور‪ ،‬الجزائر‪،2013 ،‬‬
‫ص‪.230.‬‬
‫‪23‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المعيار المادي استثناءا‪:‬‬


‫أخذ المشرع الجزائري بالمعيار المادي وهذا في عدة نصوص منها ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المادة ‪ 802:‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪:‬‬
‫لقد أخذ المشرع الجزائري بالمعيار الموضوعي في المادة ‪ 07‬مكرر في قانون اإلجراءات المدنية الملغلى وكلذا‬
‫بمناسبة قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد في المادة ‪802‬‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ 07‬مكرر الملغاة والمعوضة بالمادة ‪ 802‬في القانون الجديد نالحظ أن المشرع قد اعتمد على‬
‫نشاط بعض األشخاص العمومية لتحديد اختصاص القضاء العادي ‪.‬‬
‫وبالتللالي فللان هللذه األعمللال تعللد عاديللة ويحكمهللا القضللاء العللادي رغمللا أن القللائم بهللا شخصللا عامللا وتتمثللل هللذه‬
‫األعمال في ‪:‬‬
‫‪ -1‬مخالفات الطرق‬
‫‪ -2‬التعويض عن حوادث السيارات اإلدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة في قوانين خاصة‬
‫إن عدم األخذ بالمعيار العضوي والخروج عليه ال ينحصر في الملادة ‪ 802‬و نملا يعلود إللى نصلوص قانونيلة‬
‫أخللرى خاصللة بمنازعللات متعللددة مثللل‪ :‬منازعللات حقللوق الجمللارك‪ ،‬منازعللات التنللازل عللن أمللالك الدولللة‪ ،‬منازعللات‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬المنازعات االنتخابية‪ ...‬وكلها يختص بها القاصي العادي وبطبق عليها القانون الخاص‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الت ريس القيائي للمعيار المادي‪:‬‬
‫لقد أخذ القضاء اإلداري الجزائري في بعض التطبيقلات بالمعيلار الملادي لتحديلد أسلاس القلانون اإلداري ومجلال‬
‫اختصاص القاضي اإلداري‪ ،‬ويتجلى هذا في بعض التطبيقات القضائية نورد منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قيااية شاااركة ‪ SEMPAC‬ضااد الاااديوان الجزائاااري المهنااي للحباااوب ‪ : OAIC‬حيللث أث للار القاضللي المعي للار‬
‫المادي كأساس لتوزيع االختصلاص بلين القضلاء اإلداري والعلادي فلي قل ارره الصلادر فلي ‪ 1980/03/08 :‬واللذي‬
‫‪1‬‬
‫تمسك بموجبه باختصاصه رغما أن النزاع قائم بين شخصين معنويين خاصين ‪ ،‬وهذا على أساس المعيار المادي‬
‫‪.‬‬
‫‪-2‬قيااية حاازب جبهااة التحرياار الااوطني‪ :‬بتللاري ‪ ،2004/03/03‬حيللث قضللى مجلللس الدولللة الج ازئللري ‪" :‬حيللث‬
‫يتجلى أيضا من زاويلة المعيلار الملادي أن الحلزر هلو تنظليم أساسلي فلي الحيلاة السياسلية للدوللة ويملارس نشلاطات‬
‫تتعلق بالمنفعة العامة ويستفيدون من إعانات الدولة ويخضع بذلك للقانون اإلداري في تأسيسه وعمله واختصاصاته‬
‫وال يمكن في أي حال من األحوال إخراجه من حقل القانون العام‪"...‬‬
‫وفللي األخيللر فلننللا نخلللص إلللى أن كللل مللن المشللرع والقضللاء اإلداري الج ازئللري يطبللق المعيللار العضللوي بصللفة‬
‫أساسية واستثناء يرجع ويعتمد على المعيار المادي مراعاة منه للتطورات التي تشهدها الدولة في مختللف المجلاالت‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬

‫‪-‬بوحميدة عطاهلل ‪ ،‬الوجيز في القياء االداري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.129.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفصل الثالث‬
‫أسس التنظيم اإلداري‬
‫تقوم نظرية التنظيم اإلداري على أساسين‪ ،‬األول قانوني يتمثل في فكرة الشخصية المعنوية والثاني فني يتمثلل‬
‫في أساليب التنظيم اإلداري والذي يشمل أسلوبي المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الشخصية المعنوية‬


‫يتمت للع ك للل إنس للان من للذ والدت لله حي للا بالشخص للية القانوني للة وتك للون ل لله الص للالحية اليتس للار الحق للوق وتحمل لله‬
‫لاللتزامات‪ ،‬والشخصية القانونية ال تقتصر على اإلنسان الطبيعي بل يمنحها المشلرع إللى مجموعلة ملن األشلخاص‬
‫أو األم لوال تجمعللك لتحقيللق هللدف مشللترك‪ ،‬وتسللمى باألشللخاص االعتباريللة أو المعنويللة ألنلله ال يللدركها الحللس بللل‬
‫يتصورها الفكر والعقل فقط ‪،‬وذلك الن الكانسان بمفرده ال يقدر على أن يحقق كل ما تطلبه البشرية والقيام بأعمال‬
‫تقتضلي اللدوام واالسلتمرار‪ ،‬ممللا اسلتوجب أن يوجلد بجانللب األشلخاص الطبيعيلة شخصلليات أخلرى اعتباريلة تسللتطيع‬
‫القيام بما يعجز عنه األفراد وتعترف بها الدولة‪.‬‬
‫ولقللد نشللأت فكلرة الشخصللية المعنويللة فللي مجللال القللانون الخللاص‪ ،‬فهللي ليسللك مقتصلرة علللى القللانون العللام وان‬
‫يانك أهميتها الكبرى في القانون العام عن القانون الخاص الذي يهتم باألشخاص الطبيعية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية األشخاص المعنوية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشخص المعنوي‪:‬‬
‫الشللخص المعنللوي هللو" مجموعللة أشللخاص "أفلراد" أو مجموعللة أملوال "أشللياء" تتكللاثف وتتعللاون لتحقيللق غللرض‬
‫وهدف مشروع اعترف لهم المشرع بالشخصية القانونية ‪".1‬‬
‫أي بأهلي للة ايتس للار الحق للوق والتحم للل بااللت ازم للات‪ ،‬بحي للث ينظ للر إلي لله كوح للدة مس للتقلة مج للردة ع للن األفل لراد أو‬
‫العناص للر المالي للة المكونل للة ل لله‪ ،‬متمت للع كاألشل للخاص الطبيعي للة بذم للة ماليل للة و مح للل و قام للة واسل للم يميل لزه ع للن بل للاقي‬
‫األشخاص‪.2‬‬
‫وبهذا يتميز الشخص الطبيعي عن الشخص المعنوي بما يلي‪:3‬‬
‫‪-1‬يكتسب الشخص الطبيعي الشخصية القانونية بمجرد الميالد‪ ،‬بينما ال يكتسبها الشخص المعنوي إال بقلانون أو‬
‫مرسوم أو قرار‪...‬‬
‫‪-2‬الشخص اآلدمي يمكنه اإلفصاح عن إرادته بذاته‪ ،‬في حين يحتلاج الشلخص المعنلوي إللى ملن يعبلر علن إرادتله‬
‫يالمدير و الوالي‪ ،‬الوزير‪....‬‬
‫‪-3‬الشلخص اآلدملي مطللق الحريلة فلي أن يسلتهدف مللن نشلاطه أي غلرض طالملا ال يخلالف القلانون فلي حللين أن‬
‫الشخص المعنوي يتقيد في نشاطه بالغرض الذي انشأ من اجله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Gustave peiser, droit administrative generale , 22 edition , dalloz, paris, 2004, p71.‬‬
‫‪-‬مولود ديدان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.46.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-4‬يتميز الشخص المعنوي بأنه أيثر دواما واستم ار ار رغم تغير عناصر تكوينه البشرية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية‪:‬‬
‫‪-1‬تسللم بتجميللع الجهللود المتفرقللة لتحقيللق أهللداف معينللة ممللا قللد يعجللز اإلنسللان بمفللرده أن يحققهللا جميعللا أو أي‬
‫منها‪ ،‬لذا يشعر األفراد بضرورة تكوين جماعة متماسكة تجعل الشخصية المعنوية منها شخصا قانونيلا مسلتقال علن‬
‫أشخاص أعضائها مالكا ألموالها متحمال اللتزاماتها مكتسبا لحقوقها ومبرما لتصرفاتها‪.‬‬
‫‪-2‬فكرة الشخصية المعنوية تفسر استم اررية ودائمية الدولة والهيةات والجماعات رغم تعاقب األجيال وتبدل الحكام‪.‬‬
‫‪-3‬مللن خللالل فك لرة الشخصللية المعنويللة تغيللر وضللع الحكللام فللي الدولللة ‪ ،‬فبعللد أن كللان يعتبللر نفسلله مالكللا لهللا أو‬
‫مفوضا من عند هللا في ممارسة السلطة ‪ ،‬أصب ممثال للدولة يستمد سلطته من األمة‪.‬‬
‫‪-4‬أما عن أهميتها في القانون اإلداري فلنها تعتبر السند القانوني لتوزيع الوظيفة اإلدارية بالدولة مع إعطلاء بعلض‬
‫األجهلزة االسللتقالل القللانوني حتللى تللتمكن مللن القيللام بنشللاطها‪ ،‬ممللا يترتللب عللن ذلللك مللن حقللوق والت ازمللات والتحمللل‬
‫بالمسؤولية‪.‬‬
‫فأشخاص القانون اإلداري هلي أساسلا األشلخاص المعنويلة العاملة‪ ،‬وملا وجلود األشلخاص الطبيعيلة بهلا إال لخلدمتها‬
‫ولحسابها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الشخص المعنوي وموقف الفقه والمشرع منه ‪:‬‬
‫سنخصللص هللذا المطلللب مللن الد ارسللة للللتكلم عللم أركللان الشللخص المعنللوي‪ 1‬وكللذا موقل ف الفقلله والمشللرع مللن فك لرة‬
‫الشخصية المعنوية وذلك وفق الشكل التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أركان الشخص المعنوي وعناصره‬
‫للشخص المعنوي ثالث عناصر أساسية بدونها ينتفي هذا المفهوم وفيما يلي عرض هذه األركان‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مجموعة أشخاص أو أموال‪:‬‬
‫قد ينشأ الشخص المعنوي إما نتيجة تكتل مجموعة من األشخاص"أفراد" كالجمعيات واألحزار السياسلية ‪ ،‬أو‬
‫تجمع مجموعة من األموال "األشياء " كالشركات التجارية ‪ ،‬وغالبلا ملا يقلوم الشلخص المعنلوي عللى تلوافر مجموعلة‬
‫من األموال واألشخاص في لن واحد كالبلدية والوالية‪....‬‬
‫ثانيا‪ :‬الغرض المشروع‪:‬‬
‫يجب أن يكون لتجمع األموال أو األشخاص هدف مشترك يسعى إلى تحقيقه‪ ،‬ويخصص الشلخص المعنلوي‬
‫نشاطه لهذا الغرض ‪ -‬مبدأ تخصيص األشخاص المعنوية ‪ -‬وأن يكون هذا الغرض محددا‬

‫وممكنا ومشروعا‪ ،‬وال يهم إن كان ماليا كما في الشركات أو غير مالي كما في الجمعيات‪...‬‬
‫ثالثا‪ :‬االعتراف‪:‬‬

‫‪-‬فريجة حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ويعتبر شرطا جوهريا وأساسيا واالعتراف يكون من طلرف السللطة المختصلة بلذلك وهلي الدوللة ووفقلا لألسلاليب‬
‫واإلجراءات القانونية الالزمة‪ ،‬فالبلدية تحدث بموجب قانون صادر عن السلطة التشريعية‪ ،‬والجمعيات تنشلأ بموجلب‬
‫ترخيص صادر عن الوالي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف الفقه والمشرع الجزائري من ف رة الشخصية المعنوية‬
‫أوال‪ :‬موقف الفقه من ف رة الشخصية المعنوية ‪:‬‬
‫لقد ثار خالف فقهي حول تكييف طبيعة الشخصية المعنويلة ويمكلن إجملال هلذا الخلالف فلي ثالثلة لراء هلي كملا‬
‫يلي ‪:1‬‬
‫‪-1‬المذهب المن ر لوجود الشخصية المعنوية ‪:‬‬
‫يذهب أصحار هذا الرأي وهم بالنيول و بارتملي إلى القول بأنه ال فائدة إطالقا من االعتداد بهذه الفكرة إذ يمكن‬
‫االعتماد على مفاهيم أخرى لتحقيق نفس األغراض كنظرية الغرض والملكية المشتركة ‪.‬‬
‫وأساس هذا المذهب‪:‬هو أن اإلنسان هلو الشلخص القلانوني الوحيلد وأن الشلخص المعنلوي ملا هلو إال مجلرد افتلراض‬
‫ألسللاس للله مللن الواقللع لللذا وجللب اسللتبدال فك لرة الشخصللية المعنويللة بفك لرة الغللرض‪ ،‬فوحللدة الغللرض التللي يسللعى إلللى‬
‫تحقيقهللا تجمللع األشللخاص أو األم لوال هللي التللي تفللرض االعت لراف للله بذمللة ماليللة مسللتقلة تختلللف عللن ذمللة مكونيلله‬
‫وتفرض له االعتراف بمجموعة الحقوق و االلتزامات ‪.‬‬
‫أو بفكل لرة الملكي للة المش للتركة ووفق للا له للذه النظري للة ف لللن الش للخص المعن للوي ل لليس ه للو ص للاحب الح للق ب للل األش للخاص‬
‫الطبيعيون الذين يتكون منهم ‪،‬فأعضاء الشركة هم أصحار الحق وليس الشركة في حد ذاتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬مذهب االفتراض أو المجاز القانوني ‪:‬‬
‫ويللرى أصللحار ه للذا المللذهب وم للنهم الفقيلله س للافيني أن الشخصللية المعنويل ة م للا هللي إال مج للرد افت لراض ق للانوني‬
‫مخللالف للواقللع وللحقيقللة ‪،‬لجللأ إليهللا المشللرع كحيلللة قانونيللة لتمكللين مجموعللة األشللخاص أو األم لوال مللن أداء مهامهللا‬
‫وتحقيق األغراض المرصودة لها ‪.‬‬
‫وأسللاس هللذا المللذهب هللو فكلرة الحللق فهللم يللرون أن صللاحب الحللق ينبغللي أن يكللون صللاحب إرادة حقيقيللة و ن اإل اردة‬
‫الحقيقية ال تتوفر إال عند الشخص الطبيعي‪ ،‬ولما كانك بعض الحاجيلات واألغلراض ال يمكلن إشلباعها إال باجتملاع‬
‫مجموعللة األش للخاص واألم لوال وج للب االعت لراف لهللذه األخي لرة بالشخصللية القانوني للة عل للى غ لرار األش للخاص الطبيعي للة‬
‫لتتمكن من ايتسار الحقوق والتحمل بااللتزامات ولو على سبيل االفتراض ‪.‬‬
‫‪ -3‬مذهب الحقيقة والواقع ‪:‬‬
‫وفقا ألصحار هذا المذهب ومنهم الفقيه ساليي و هوريو فلن فكرة الشخصية المعنوية ليسك باالفتراض و نما هي‬
‫حقيقة أساسها اجتماع عدة أفراد لتحقيق غرض معين وهذا االجتماع يؤدي إلى نشلوء إرادة جديلدة منفصللة علن إرادة‬
‫المكونين لها وهي أساس فكرة الشخصية المعنوية حتى و ن تدخلك الدولة فلن تدخلها ال‬

‫‪ -‬علي خطار شطناوي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ص‪ 73.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يعنللي أنه للا أنش للأت الش للخص المعن للوي و نم للا األم للر ال يتج للاوز ح للد االعت لراف بوج للود الش للخص المعن للوي ‪،‬فالشخص للية‬
‫المعنوي للة حقيق للة قانوني للة وواقعي للة تف للرض نفس للها عل للى المش للرع ‪،‬فمت للى اجتمع للك مجموع للة م للن األش للخاص أو األم لوال‬
‫لتحقيق غرض مشترك نشلأت وتحققلك الشخصلية المعنويلة وملا عللى المشلرع إال االعتلراف بهلا وهلذا كحقيقلة اعت ارفله‬
‫بالطفل المولود جديدا ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقف المشرع الجزائري من ف رة الشخصية المعنوية ‪:‬‬
‫يعتللرف المشللرع الج ازئللري مثللله مثللل بللاقي التشلريعات المقارنللة بفكلرة الشخصللية المعنويللة نظل ار ألهميتهللا ولللدورها‬
‫الكبير كأساس للتنظليم اإلداري فلي الج ازئلر فبواسلطتها تلم تقسليم الوحلدات والمؤسسلات واألجهلزة اإلداريلة فلي الدوللة‬
‫وتوزيلع وتحديلد سللطاتها واختصاصلاتها ويبلدو ملن مضللمون ومحتلوى النصلوص القانونيلة المتعلقلة بفكلرة الشخصللية‬
‫المعنوية أن المشرع الجزائري يميلل إللى األخلذ بفكلرة أو ملذهب المجلاز واالفتلراض القلانوني ‪ ،‬وهلذا ملا أيدتله الملادة‬
‫‪ 49‬من القانون المدني الجزائري المعدلة والمتممة بموجب القانون رقم ‪" 10/05‬األشخاص االعتبارية هي‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة ‪،‬الوالية ‪،‬البلدية ‪،‬‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪،‬‬
‫‪ -‬الشركات المدنية والتجارية‪،‬‬
‫‪ -‬الجمعيات والمؤسسات‪،‬‬
‫‪ -‬الوقف‪،‬‬
‫‪ -‬كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية‪".‬‬

‫ويزي للد ف للي تأيي للد وت للدعيم الموق للف وال لرأي الس للابق ه للو تحك للم الدول للة ع للن طري للق المش للرع ف للي سياس للة م للن الشخص للية‬
‫المعنوية االعتبارية وتحديد نطاقهلا ورسلم قيودهلا و أهلدافها وتقريلر شلروطها‪ ،‬فقلانون الجمعيلات ملثال هلو اللذي يحلدد‬
‫ش للروط تأس لليس الجمعي للة و أه للدافها وتقري للر شخص لليتها المعنوي للة ابت للداء م للن ت للاري التصل لري له للا بممارس للة النش للاط‬
‫والشركات التجارية مثال تكتسب الشخصية المعنوية وفقا للقانون التجاري ابتداء من تاري قيلدها فلي السلجل التجلاري‬
‫وهكذا ‪......،‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع األشخاص المعنوية للعامة ‪:‬‬


‫يوجللد نللوعين رئيسللين مللن األشللخاص هل ي ‪ :‬األشللخاص المعنويللة العامللة و األشللخاص المعنويللة الخاصللة ولهللذه‬
‫األخيلرة أهميللة فللي نطللاق القللانون الخللاص وهللي تشللمل الشللركات والجمعيللات المدنيللة والمؤسسللات التللي ينشللةها األفلراد‬
‫ألجل تحقيق الرب ‪ ،‬أما األشخاص المعنوية العامة فتحتل أهمية أيبلر فلي نطلاق القلانون العلام اللذي ال يعلرف غيلر‬
‫هذا النوع من األشخاص المعنوية‪.‬‬
‫و تنقسم األشخاص المعنوية العامة إلى ثالثة أقسام هي‪:1‬‬

‫‪-‬فريجة حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفرع األول‪ :‬األشخاص المعنوية العامة اإلقليمية‪:‬‬


‫وهي األشخاص المعنوية التي تمارس اختصاصاتها و صالحياتها في حيز جغرافي معين أي تستند على‬
‫االختصاص اإلقليمي ‪ ،‬وهي تشمل الدولة و الوالية و البلدية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬الدولة ‪ :‬وهي أهم األشخاص المعنوية و أسماها‪ ،‬وهي األصل الذي تتفرع منه األشخاص المعنوية العامة‬
‫األخرى‪ ،‬وهي التي تمن الشخصية المعنوية للهيةات و التجمعات الخاصة و تمارس الرقابة عليها‪ ،‬وبهذا فالدولة‬
‫هي شخص معنوي إقليمي تمارس سلطاتها على كافة أرجاء و إقليم الدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوالية‪ :‬و هي شخص معنوي إقليمي‪ ،‬تمارس صالحيتها و سلطاتها داخل حيز جغرافي يعتبر أحد مناطق‬
‫أو أجزاء الدولة‪ ،‬و الوالية تعتبر تجسيدا لالمركزية النسبية بحيث تسم لكل إقليم من أقاليم الدولة أن يدير شؤونه‬
‫المحلية من خالل ممثليه من سكان األقاليم أو الواليات و هي بذلك تساعد الدولة على القيام بمهامها‪ ،‬و الجزائر‬
‫مقسمة إلى ‪ 48‬والية ويسري على الوالية القانون رقم ‪. 09 / 90‬‬
‫ي‪ -‬البلدية‪ :‬و هي الشخص المعنوي اإلقليمي القاعدي في الدولة حيث تقسم الوالية إلى عدة بلديات تمارس‬
‫سلطاتها داخل حيز جغرافي محدد‪ ،‬و تخيع البلديات للقانون رقم ‪08 / 90‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المعنوية العامة المرفقية أو المصلحية‪:‬‬
‫وهي األشخاص المعنوية التي ترتكز في و جودها على اإلختصاص المرفقي أي التكفل بنشاط أو موضوع‬
‫معين‪ ،‬ويطلق عليها الفقه الالمركزية المصلحية أو المرفقية‪ ،‬و دلك ألنها تنشأ لتحقيق مصال عامة و تسمى هذه‬
‫األشخاص بالهيةات العامة أو المؤسسات العامة أو الشركات العامة‪.‬‬
‫و لقد لجأ المشرع إلى إنشاء هذه األشخاص نظ ار لتطور دور و وظيفة الدولة لتباشر إدارة المرافق العامة التي‬
‫تتطلب نوعا من االستقاللية ضمانا لفاعلية و استقاللية اإلدارة و تنقسم هته المؤسسات إلى وطنية و أخرى محلية‬
‫‪.‬‬
‫اوال‪ :‬المؤسسات العامة الوطنية ‪ :‬وهي المؤسسات التي تحدثها أو تنشةها السلطات اإلدارية المركزية بمقتضى‬
‫مرسوم أو قرار وزاري وتشرف على تسييرها و لها نشاط يتجاوز حدود إقليم والية واحدة مثل مؤسسة سونطراك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤسسات العامة المحلية أو اإلقليمية‪ :‬و تنشأ بقرار والئي أو بلدي من طرف الهيةات المحلية الوالية أو‬
‫البلدية‪ ،‬و نشاطها غالبا ال يتجاوز الحدود اإلقليمية للوالية أو البلدية‪ ،‬و هذا ما تنص عليه المادة ‪ 136‬من قانون‬
‫البلدية‪،‬والمادة ‪ 126‬من قانون الوالية‪.‬‬
‫يما يجب اإلشارة هنا إلى االختالف بين األشخاص المعنوية اإلقليمية و األشخاص المعنوية المرفقية‪ ،‬و يمكن‬
‫إجمال أوجه االختالف فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اختصاص األشخاص المعنوية المرفقية مقيد بالهدف الذي أنشأت من أجله‪ ،‬أما األشخاص اإلقليمية فلن‬
‫اختصاصها مقيد بحيز جغرافي معين‪.‬‬
‫‪ -2‬تتعدد األنظمة القانونية التي تخضع لها األشخاص المرفقية في حيث أن ش اإلقليمية كقاعدة عامة تخضع‬
‫لنظام قانوني واحد ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -3‬تستند األشخاص االعتبارية اإلقليمية على فكرة الديمقراطية التي تؤكد على حق سكان الوحدات المحلية بلدارة‬
‫شؤون هم المحلية بأنفسهم‪ ،‬بينما تقوم فكرة الشخصية االعتبارية المرفقية على ضرورة ضمان الكفاءة اإلدارية و‬
‫حسن إدارة المرافق العامة ذات الطابع التقني و الفني‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وضع النقابات أو المؤسسات المهنية‪:‬‬
‫المؤسسات العامة المهنية هي تلك الهيةات التي تنشأ بقصد تنظيم أوضاع مهنية و اإلشراف عليها كنقابة‬
‫المحامين‪ ،‬األطباء‪ ،‬المهندسين ‪ ....‬و كان االتجاه سابقا يدرجها في عداد األشخاص المعنوية الخاصة غير أن‬
‫القضاء في فرنسا و المشرع عندنا في الجزائر أصب رويدا يضفي عليها صفة الشخص المعنوي العام باعتبارها‬
‫تستعين ببعض مظاهر السلطة العامة و هي تباشر نشاطها مثلها في ذلك مثل األشخاص المعنوية العامة‬
‫التقليدية (المرفقية ) ‪.‬‬
‫و يجب اإلشارة هنا إلى أن هذه النقابات و المؤسسات المهنية تخضع لألحكام القانون الخاص في تعامالتها و‬
‫القائمون على أمورها ال يعتبرون من الموظفين العموميين‪ ،‬و أموالها ال تعتبر أمواال عامة‪.‬‬
‫إال أن الرأي الراج هو اعتبار النقابات من أشخاص القانون العام على أساس‪:‬‬
‫‪-1‬إن إنشاء النقابات ال يتم إال بتدخل من السلطة العامة في شكل قانون أو قرار إداري‪.‬‬
‫‪ -2‬إنها تستهدف المصلحة العامة لألبناء المهنة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تمارس النقابة السل طة التأديبية على أعضائها و تستطيع إصدار الق اررات اإلدارية مما يجوز الطعن فيها‬
‫باإللغاء أمام القضاء اإلداري ‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نتائج التمتع بالشخصية المعنوية ونهايتها‪:‬‬
‫للشخصية المعنوية عدة لثار ونتائش‪ ،‬كما أنها مثل الشخصية الطبيعية قد تنتهي بواحد من الوسائل التي‬
‫سنوضحها فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نتائج التمتع بالشخصية المعنوية‬
‫يترتب على ثبوت الشخصية المعنوية نتائش هامة أشارت إليها المادة ‪ 50‬من القانون المدني و بهذا تتمثل‬
‫نتائش الشخصية المعنوية فيما يلي‪: 1‬‬
‫أوال‪ :‬ذمة مالية مستقلة‪ :‬ويعني ذلك أن الشخص المعنوي ينفصل بماليته عن أموال األشخاص الذين أنشةوها و‬
‫يكون بذلك مسؤوال في ذمته المالية‪ ،‬فالذمة المالية للبلدية مستقلة عن الذمة المالية لكل من الوالية و الدولة حيث‬
‫تكون وحدها الضامنة لدائنها ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األهلية ‪ :‬للشخص المعنوي أهلية غير أن هذه األهلية أضيق نطاقا من أهلية الشخص الطبيعي إذ ال‬
‫تتعدى إلى ما كان لصيقا بصفة اإلنسان كحقوق األسرة مثال و لهذا فلألشخاص المعنوية حق الملكية‪ ،‬و له حق‬
‫التعاقد و غيرها من الحقوق و السلطات و لكن في الحدود التي يخولها إياها عقد إنشائها أو القانون المنظم لها‪.‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 39.‬وما بعدها‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ثالثا‪:‬الموطن ‪ :‬وهو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارتها‪ ،‬وللموطن أهمية فيما يتعلق بتحديد االختصاص القضائي‬
‫ورسم المجال أو الحيز الجغرافي لممارسة حق التقاضي‪ ،‬فموطن الوالية هو مركز الوالية ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نائب يعبر عن إرادتها ‪ :‬ليس للشخص المعنوي وجود مادي ملموس لذا وجب أن ينوبه شخص طبيعي و‬
‫يمثله أمام الجهات القضائية و يتحدد و يبرم العقود باسمه ‪ ،‬فالوالي نائب يمثل الوالية رئيس الجامعة يمثل‬
‫الجامعة و هكذا ‪...،‬‬
‫خامسا‪ :‬حق التقاضي ‪ :‬يكون للشخص المعنوي أهلية التقاضي‪ ،‬كما يمكنه رفع الدعاوي و ممارسة حق‬
‫التقاضي عن طريق نائبه القانوني و يجوز كذلك رفع الدعاوي عليه ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نهاية الشخص المعنوي ‪:‬‬
‫يرتبط انقضاء الشخص المعنوي بزوال ركن أو أيثر من أركان وجوده و التي سبق بيانها و هنا يثور تساءل‬
‫هو ‪ :‬ما مصير أموال الشخص المعنوي أي لمن تؤول أموال الشخص المعنوي المنتهي ؟‬
‫اوال‪ :‬األشخاص اإلقليمية ‪:‬‬
‫‪ –1‬الدولة‪ :‬الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تنقضي شخصيتها المعنوية بزوال أحد أركانها التي‬
‫تقوم عليها (الشعب ‪ ،‬إقليم ‪ ،‬سلطة ) كما لو تفككك إلى عدة دويالت مثل اندمجك في دولة أخرى أو فقدانها‬
‫إقليمها أو إنعدام السلطة السياسية بسبب الفوضى‪.‬‬
‫‪ -2‬األشخاص اإلقليمية األخرى‪ :‬و تنتهي بذات األسلور التي نشأت به ‪ ،‬كما لو صدر قانون يعيد تقسيم‬
‫الوحدات المحلية فيلغي أو يدمش أو يفكك بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية و يستحدث غيرها ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األشخاص المصلحية أو المرفقية‪ :‬و تنقضي شخصيتها المعنوية بذات الطريقة التي أنشأت بها و ذلك‬
‫إما‪ :‬بللغائها أو حلها أو إدماجها و الذي يأخذ عدة صور منها‪:‬الحل اإلتفاقي‪ ،‬الحل اإلداري‪ ،‬الحل القضائي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مصير أموال الشخص المعنوي بعد انقيائه ‪:‬‬
‫انقضاء الشخص المعنوي بسبب من األسبار السابقة يطرح تسا ل حول مآل حقوقه و إلتزماته و مختلف‬
‫عالقاته القانونية السابقة‪.‬‬
‫واألصل أن تبقى و تمتد الشخصية المعنوية حتى بعد نهاية الشخص المعنوي في مرحلة التصفية حتى يتم تسديد‬
‫ديونه و تحصيل حقوقه و تحويل الفائض منها إلى الجهة التي يقررها سند اإلنشاء‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب التنظيم اإلداري (األساس الفني والتقني )‬


‫سبق دراسة األساس القانوني للتنظيم اإلداري و المتمثل في فكرة الشخصية المعنوية أما في هذا العنصر‬
‫فسندرس األساس الفني للتنظيم اإلداري أو كما يطلق عليه أساليب التنظيم اإلداري ‪ :‬و يرتكز التنظيم اإلداري‬
‫على أسلوبين أساسيين هما ‪ :‬المركزية اإلدارية و الالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫المطلب األول‪ :‬المركزية اإلدارية ‪:‬‬


‫المركزية اإلدارية هي أول النظم ظهو ار و التي اتبعتها الدول في الحكم و اإلدارة منذ القدم حيث ميز‬
‫المجتمعات القديمة ظاهرة تركيز السلطة بجميع أنواعها و جوانبها في يد واحدة نتيجة معتقدات معينة في غالبها‬
‫ديني (نظرية تأليه الملك) من جهة و لضمان قوة الدولة و بقائها و تأمينها ضد كل خطر‪ ،‬و النظام المركزي‬
‫الزال مطبق في ظل الدولة المعاصرة مع بعض التعديالت نتيجة لتطور دور ووظيفة الدولة‪. 1‬‬
‫و يمكن تعريل المركزية اإلدارية بأنها‪ " :‬تجميع الوظيفة اإلدارية في يد السلطة التنفيذية الموجودة في‬
‫العاصمة كرئيس الجمهورية و رئيس الحكومة "الوزير األول عندنا في الجزائر " و الوزراء أو ممثليها الموجودين‬
‫في األقاليم و ليس لهذه الفروع في األقاليم أي قدر من االستقالل و لكنها تابعة للجهة المركزية و مرتبطة بها"‪.‬‬
‫وبهذا ف لن السلطة التنفيذية في هذا النظام تقوم بالسيطرة واحتكار لجميع الوظائف اإلدارية من توجيه و‬
‫تخطيط ورقابة و تنسيق ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أركان المركزية اإلدارية ‪:‬‬
‫من التعريل السابق نستنتش أن المركزية اإلدارية تقوم على ثالثة أركان هي‪:2‬‬
‫تركيز الوظيفة اإلدارية و التدرج الهرمي و الخضوع للسلطة الرئاسية‪.‬‬
‫اوال‪ :‬تركيز السلطة اإلدارية في أيدي اإلدارة المركزية‪ :‬تقوم المركزية اإلدارية على استةثار الحكومة المركزية في‬
‫العاصمة لكل السلطات التي تخولها الوظيفة اإلدارية في الدولة‪ ،‬أي حصر الوظيفة اإلدارية في يد سلطة واحدة‬
‫تكون صاح بة القرار النهائي في المسائل اإلدارية و إن كانك هناك مشاركة من الهيةات الموجودة في األقاليم فال‬
‫تعدو هذه المشاركة إبداء الرأي الذي ينير الطريق أمام السلطة المركزية في اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫كما يجب اإلشارة إلى أنه ال يوجد في هذا النظام أشخاص معنوية عامة محلية (إقليمية) أو مرفقية مستقلة‬
‫عن السلطة المركزية‪ ،‬و من ثم فال وجود للمجالس المنتخبة أو هيةات خاصة يمكن أن تدير المرافق العامة‪ ،‬إذ‬
‫تتركز سلطة اتخاذ القرار و إدارة المرافق العامة في يد الوزراء أو ممثليهم التابعين لهم في إطار سلم إداري متدرج‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التدري الهرمي‪:‬‬
‫يقوم النظام المركزي على أساس التدرج السلمي أو الهرمي في الجهاز اإلداري ‪ ،‬و لهذا يخضع موظفي‬
‫الحكومة المركزية و يتدرجون في شكل هرم قمته الوزير و قاعدته أصغر الموظفين رتبة ‪ ،‬أي أن الموظفون يكونوا‬
‫مرتبون في شكل متدرج و متصاعد و حيث يخض‪-‬ع الموظف األدنى للموظف األعلى مرتبة أو درجة و هكذا‬
‫وصوال إلى قمة السلم اإلداري وهو الوزير‪.‬‬

‫‪ -‬محمد جمال مطلق الذنبيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬لمزيد من التفصيل‪ :‬انظر‪ :‬علي خطار شطناوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 101.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ويترتب على هذا التدرج الهرمي حق السلطات العليا في إصدار األوامر و التعليمات للجهات الدنيا و خضوع‬
‫المر وس خضوعا تاما للرئيس ‪ ،‬و هذا التدرج هو الذي يبرز عالقة التبعية و السلطة الرئاسية التي يقوم عليها‬
‫هذا النظام‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬السلطة الرئاسية‪:‬‬
‫تعتبر السلطة الرئاسية الركن األساسي للمركزية اإلدارية ذلك ألن النظام المركزي يقوم على وجود عالقة‬
‫قانونية بين العاملين في الجهاز اإلداري و هي عالقة التبعية نتيجة وجود السلم اإلداري و بهذا يتمتع الموظف‬
‫األعلى (الرئيس) بسلطات معينة اتجاه الموظف األدنى منه (المر وس )مما يؤدي إلى وضع هذا األخير في‬
‫عالقة تبعية لألول‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف السلطة الرئاسية‪:‬‬
‫يقصد بها‪ " :‬مجموعة من اإلختصاصات يتمتع بها كل رئيس في مواجهة مر وسيه من شأنها أن تجعل هؤالء‬
‫مرتبطون به برابطة التبعية و الخضوع" ‪.‬‬
‫و هناك من عرفها بأنها‪":‬العالقة القانونية القائمة بين الرئيس و المر وس أثناء ممارسة النشاط اإلداري"‪.‬‬
‫و السلطة الرئاسية هي ضمانة معترف بها للر ساء اإلداريين ينظمها القانون ألجل ضمان وحدة العمل و فعاليته‬
‫و إستم ارريته كما تعتبر النتيجة التلقائية للتبعية اإلدارية أو التدرج اإلداري وهي تتقرر بدون نص و بشكل طبيعي‪،‬‬
‫يما أنها ترتب مسؤولية الرئيس على أعمال المر وس‪ ،‬كما أنها ليسك سلطة مطلقة و ليسك على درجة واحدة من‬
‫القوة‪ ،‬فهي تختلف و تتأثر بصاحب السلطة و مركزه في السلم اإلداري و بنوع الوظيفة التي يمارسها و بهذا فلن‬
‫السلطة الرئاسية ليسك إمتياز أو حقا مطلقا للرئيس اإلداري و إنما هي إختصاص يمنحه القانون تحقيقا للمصلحة‬
‫العامة و حسن سير المرفق العام بلنتظام و إضطراد‪.‬‬
‫ولقد نص المشرع الجزائري و أشار إلى السلطة الرئاسية في كثير من النصوص منها المواد‪ 40:‬و ‪ 47‬من‬
‫األمر رقم ‪ 03-06‬المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬و في القانون األساسي العام للعامل لسنة‬
‫‪.1978‬‬
‫‪ -‬مظاهر السلطة الرئاسية‪:‬‬
‫الرئيس جملة من السلطات و االختصاصات على شخص‬ ‫مما سبق نستنتش أن السلطة الرئاسية تمن‬
‫المر وس و على أعماله‪.2‬‬
‫‪ -1‬سلطة الرئيس على شخص المرؤوس‪:‬‬
‫للرئيس اإلداري الكثير من الصالحيات و السلطات اتجاه شخص المر وس و تشمل سلطة التعين والنقل و‬
‫التأديب و العزل والترقية ‪ ،‬وكل ما يتصل باإلجراءات التي تتعلق بشخص المر وس طيلة مساره الوظيفي‪.‬‬

‫‪-‬عمار عوابدي‪ ،‬مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية‪ ،‬المؤسة الوطنية للكتار‪ ،‬الجزائر‪ ،1984 ،‬ص‪ 26.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 59 .‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫و يجب اإلشارة إلى أن هذه السلطات ليسك امتيا از أو حقا للرئيس اإلداري وانما هي اختصاص يمارسه في حدود‬
‫القانون ‪.‬‬
‫‪ -2‬سلطة الرئيس على أعمال المرؤوس ‪:‬‬
‫تتمثل هذه السلطة في حق الرئيس في توجيه أعمال مر وسيه عن طريق إصدار األوامر و التوجيهات إليهم‬
‫قبل ممارسة أعمالهم و سلطة مراقبة تنفيذهم لهذه األعمال و التعقيب عليها ‪.‬‬
‫أ‪ -‬سلطة األمر و التوجيه‪:‬‬
‫للرئيس اإلداري في هذا المجال سلطة إصدار األوامر و التعليمات إلى مر وسيه ‪ ،‬و يعتبر اختصاصه هذا من‬
‫أهم مميزات السلطة الرئاسية ‪ ،‬ذلك أن إصدار األوامر هو عمل قيادي له أهمية كبرى في سير األعمال اإلدارية و‬
‫لهذا توصف السلطة الرئاسية بأنها سلطة لمرة‪.‬‬
‫و لهذا فلن المر وس ليس ملزما فقط بالخضوع و الطاعة للقوانين و التنظيمات السائدة فقط بل هو ملزم قانونا‬
‫بالخضوع ألوامر و نواهي و توجيهات و تعليمات رئيسه اإلداري و طاعتها و تنفيذها ‪.‬‬
‫و إذا كان هذا االلتزام يقع على عاتق المر وس بالنسبة لألوامر و التوجيهات المشروعة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فما هو الوضع بالنسبة لتلك المخالفة للقانون الصادرة من رئيسه اإلداري ؟‬
‫لقد ظهر في هذا المجال ثالثة لراء هي ‪:‬‬
‫الرأي األول ‪ :‬األوامر غير المشروعة ليست ملزمة للمرؤوس ‪:‬‬
‫يرى أصحار هذا الرأي منهم‪:‬الفقيه ليون دوجي أن أوامر الرئيس اإلداري غير المشروعة ليسك ملزمة للمر وس‬
‫‪ ،‬فلذا خالف الرئيس اإلداري القانون فليس للمر وس أن يتبعه و يستثنى في هذا المجال طائفة الجنود الذين يقع‬
‫عليهم إلتزام بضرورة طاعة كل األوامر الصادرة من ر سائهم سواء كانك مشروعة أو غير مشروعة ‪.‬‬
‫و هذا الرأي رغم أنه يؤدي إلى الحفاظ على مبدأ المشروعية عن طريق عدم تنفيذ أوامر غير المشروعة إال أنه‬
‫يعيب عليه أنه يؤدي إلى تعطيل الجهاز اإلداري و عرقلة سيره و تخويل المر وس سلطة و الحق في فحص و‬
‫مراقبة أوامر و توجيهات الرئيس اإلداري ‪ ،‬المبدأ الذي يتنافى و فكرة السلطة الرئاسية‪. 2‬‬
‫الرأي الثاني ‪ :‬األوامر غير المشروعة ملزمة للمرؤوس‪.‬‬
‫تزعم هذا الرأي الفقيه موريس هوريو و محتواه أن الموظف المر وس ملزم بلحترام و تنفيذ أوامر و تعليمات‬
‫الرئيس حتى و لو كانك غير مشروعة و مخالفة للقانون فليس له حق فحصها و تقديرها أو عرقلة تنفيذها ‪ ،‬و‬
‫يجب اإلشارة إلى أن التزام المر وس بطاعة جميع أوامر مهما كانك طبيعتها ال يشكل خطأ شخصي يقيم‬
‫مسؤوليته الشخصية بل خطأ مرفقي تنعقد معه المسؤولية اإلدارية ‪.‬‬
‫و يستند أصحار هذا االتجاه على مقتضيات العمل اإلداري و مبدأ سير المرفق العام بانتظام و اضطراد أو مبدأ‬
‫االستم اررية و هذا على حسار مبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ،‬مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 436.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬لمزيد من التوضي انظر‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 160.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الرأي الثالث ‪ :‬األوامر غير المشروعة ملزمة في حدود معينة‪:‬‬


‫نظ ار لتطرف الرأيين السابقين ظهر إتجاه وسط بزعامة الفقيه البند ‪ lapend‬ومقتضاه أن للمر وس تنبيه رئيسه‬
‫إلى مخالفة أوامره للقانون ‪ ،‬فلذا ما أصر الرئيس على ضرورة تنفيذ تلك األوامر و جب على المر وس تنفيذها و‬
‫لها ‪ ،‬و اشترط مجموعة من الشروط في هذا المجال حتى يمكن تنفيذ هذه األوامر و هي أن تكون‬ ‫اإلنصيا‬
‫األوامر مكتوبة ‪ ،‬واضحة ‪ ،‬و دقيقة ومحددة‪.‬‬
‫و األضرار التي تنجم عن تطبيق هذه األوامر يتحملها المرفق على أساس الخطأ المرفقي‪.‬‬
‫اما بالنسبة لموقف المشرع الجزائري من اآلراء الفقهية‪ ،‬فقد نصك المادة‪ 129:‬من القانون المدني ال‬
‫يكون الموظفون و العمال العامون مسؤولين شخصيا عن أعمالهم التي أضرت بالغير إذا قامو بها ‪ ،‬تنفيذ ألوامر‬
‫صدرت إليهم من رئيس متى كانك طاعة هذه األوامر واجبة عليهم "‬
‫باستقراء هذه المادة نجد أن المشرع الجزائري يميل إلى ترجي االتجاه الثاني و المتمثل في واجب المر وس طاعة‬
‫األوامر غير المشروعة بمعنى أن المشرع يميل إلى ترجي الخضوع و إطاعة األوامر و تعليمات الر ساء و‬
‫تغليبها على واجب طاعة القانون و حماية شرعية العمل اإلداري أي أولوية إطاعة أوامر السلطة الرئاسية على‬
‫واجب طاعة القانون ‪.‬‬
‫ب‪ -‬سلطة الرقابة و التعقيب‪:‬‬
‫سلطة الرئيس اإلداري ال تقتصر على التوجيه و األمر فقط و إنما تشمل أيضا تتبع و مراقبة أعمال المر وس و‬
‫يملك الرئيس اإلداري في هذا المجال عدة سلطات و صالحيات تشمل ‪ :‬اإلجازة أو التصديق ‪ ،‬التعديل ‪ ،‬اإللغاء‬
‫‪ ،‬السحب و الحلول‪. 1‬‬
‫و الرئيس اإلداري يمارس هذه السلطات سواء من تلقاء نفسه أو بناءا على التظلمات و الشكاوي المرفوعة من‬
‫الغير أو التقارير التي يعدها الموظفين عن أعمالهم بصورة دورية‬
‫ب‪--1‬سلطة المصادقة أو اإلجازة ‪:‬‬
‫و تتمثل في ضرورة اإلجازة أو اإلقرار أو التصديق على العمل اإلداري الصادر من المر وس من طرف الرئيس‬
‫اإلداري حتى ينتش أثره القانوني ‪ ،‬و التصديق قد يكون صراحة سواء كان كتابيا أو شفويا و قد يكون التصديق‬
‫ضمنيا يستشف من خالل سكوت الرئيس اإلداري عن التعبير عن إرادته خالل مدة زمنية معينة‪ ،‬مما يدل انتهائها‬
‫على إق ارره أو إجازته للعمل اإلداري بصفة ضمنية‪.‬‬
‫ب‪ -2‬سلطة التعديل ‪:‬‬
‫يملك الرئيس اإلداري في هذا المجال سلطة تعديل و مالئمة العمل اإلداري الصادر عن المر وس و مقتضيات‬
‫المصلحة العامة ‪ ،‬و لهذا فلن الرئيس اإلداري في م ارقبة عمل المر وس و أن يدخل عليه التعديالت الالزمة‬
‫حفاظا على القانون (مبدأ المشروعية ) أو من أجل تحقيق أيبر قدر ممكن من مصلحة وأهداف اإلدارة (مبدأ‬
‫المالءمة)‪.‬‬

‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ،‬مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 473‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ب‪ -3‬سلطة اإللغاء ‪:‬‬


‫و تعني قيام السلطة اإلدارية المختصة بالقضاء على لثار الق اررات اإلدارية و إعدامها بأثر فوري و مباشر‬
‫بالنسبة للحاضر و المستقبل فقط ‪ ،‬مع ترك لثارها الماضية قائمة ‪.‬‬
‫و لهذا يجوز للرئيس اإلداري أن يباشر إلى إلغاء كل الق اررات الصادرة عن المر وس و التي تكون غير مشروعة ‪،‬‬
‫يما يجوز له إلغاء األعمال اإلدارية المشروعة أيضا العتبارات المالئمة و ظروف و متطلبات العمل اإلداري‪.‬‬
‫ب‪ -4‬سلطة السحب‪:‬‬
‫و يقصد بسلطة السحب إزالة و إنهاء لثار الق اررات اإلدارية و إعدامها بأثر رجعي ‪ ،‬أي عملية قلع لجذور لثار‬
‫الق اررات اإلدارية و هي تشمل الماضي و الحاضر و المستقبل ‪ ،‬و كأن القرار اإلداري لم يكن‪.1‬‬
‫و نظر لخطورة هته السلطة على فكرة أو نظرية الحقوق المكتسبة تم تقييدها بشرطين ‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يشمل السحب فقط األعمال غير المشروعة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن تمارس سلطة السحب خالل مدة زمنية معينة (أربعة أشهر)‪.‬‬
‫ب‪ -5‬سلطة الحلول‪:‬‬
‫و تمارس هذه السلطة في حالة تقاعس أو عدم أداء المر وس لمهامه ‪ ،‬و هنا يمكن للرئيس اإلداري أن يتوالها‬
‫بنفسه و ذلك بأن يحل محل المر وس للقيام بها و هذا لضمان استمرار الخدمات العامة و سير المرفق العام‬
‫بانتظام و اضطراد ‪ ،‬و نظ ار لخطورتها فلنه تم تقييدها بشرطين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة صدور األمر إلى المر وس بالقيام بعمل‪.‬‬
‫‪ -2‬إصرار المر وس و امتناعه عن التنفيذ ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور المركزية اإلدارية ‪:‬‬
‫تأخذ المركزية اإلدارية من الناحية التطبيقية إحدى الصورتين هما ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التركيز اإلداري‪:‬‬
‫و هو الصورة البدائية للمركزية اإلدارية و يطلق عليها الفقه المركزية المتطرفة أو الو ازرية و ذلك إلبراز دور‬
‫الو ازرة في هذا النظام و هيمنة الوزير على شؤون و ازرته هيمنة تامة ‪ ،‬و يسميها البعض اآلخر بالمركزية المطلقة‬
‫أو الكاملة أو المكثفة‪.‬‬
‫و يقصد بالتركيز اإلداري بأن تتركز سلطة اتخاذ الق اررات اإلدارية في كل الشؤون بيد الوزراء في العاصمة ‪،‬‬
‫بحيث ال يكون ألية سلطة أخرى تقرير أي أمر من األمور إنما يتعين على كافة الموظفين في األقاليم الرجوع إلى‬
‫الوزير المختص إلصدار القرار‪.2‬‬

‫‪-‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.170.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬طاهري حسين‪ ،‬القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.37.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫و ينحصر دور الموظفين في هذا النظام في تقديم اإلقترحات و اآلراء في المسائل المطروحة عليهم و انتظار ما‬
‫يقرره الوزير المختص و تنفيذ هذه الق اررات ‪.‬‬
‫و يعار على هذه الصورة من المركزية المتشددة أنها تضر بمصال األفراد نظ ار للوقك الذي ينتظره حتى صدور‬
‫القرار اإلداري و تنفيذه مما يفوت عليه الفرصة هنا ‪ ،‬كما تعرقل عمل اإلدارة نظ ار لترايم الملفات المطلور دراستها‬
‫عن كامل إقليم الدولة مما يؤثر على حقوق األفراد و معامالتهم‪.‬‬
‫و يجب اإلشارة إلى أن المركزية بهذا الشكل المطلق ال وجود لها حاليا حتى في ظل الدول الدكتاتورية خاصة مع‬
‫تزايد اختصاصات الدول من جهة و مع التقدم العلمي من جهة أخرى إذ يترتب على ذلك استحالة قيام سلطة‬
‫واحدة باتخاذ كل الق اررات في أنحاء الدولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم التركيز اإلداري‪:‬‬
‫يطلق الفقه على هذه الصورة الالو ازرية أو المركزية المعتدلة ‪ ،‬كما يسميها البعض المركزية المخففة أو المعتدلة أو‬
‫النسبية و يعني عدم التركيز اإلداري تخفيف العبء عن الحكومة المركزية بتحويل بعض الموظفين في األقاليم‬
‫المختلفة سلطة البحث في بعض األمور ذات الطابع المحلي دون الحاجة للرجوع للوزير المختص في العاصمة‪.1‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن عدم التركيز اإلداري ال يعني استقالل هؤالء الموظفين عن الوزير فهم يبقون خاضعين‬
‫لسلطته الرئاسية وله أن يصدر إليهم الق اررات الملزمة و له أن يعدل ق ارراتهم أو يلغيها و بهذا فلن عدم التركيز‬
‫اإلداري يخفف العبء على الو ازرات و اإلدارات المركزية ‪ ،‬كما أن بعض الق اررات أصبحك تنفذ من ممثلي الوزراء‬
‫في األقاليم دون حاجة للرجوع للوزراء كما أن عدم التركيز اإلداري يعتبر صورة ممهدة لالمركزية اإلدارية و هي‬
‫صورة أفضل بكثير من صورة التركيز اإلداري‪.‬‬
‫و يجب اإلشارة إلى أن عدم التركيز اإلداري إنما يستند و يقوم على أساس تفويض االختصاص ‪ ،‬أي أن الوزير‬
‫المختص فوضى أحد مر وسيه للقيام ببعض الصالحيات المنوطة به تخفيفا من أعباء السلطة المركزية و منعا‬
‫الختناقها ‪ ،‬و نظ ار لألهمية التفويض كأساس لعدم التركيز اإلداري فلننا سندرسه بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف تفويض االختصاص و أهميته‪:2‬‬
‫و يقصد بالتفويض‪ " :‬أن يعهد صاحب االختصاص في ممارسة بعض اختصاصاته إلى موظف لخر " و‬
‫التفويض على هذا النحو غالبا ما يصدر من موظف يحتل مرتبة أعلى في السلم اإلداري إلى من هو أدنى منه‬
‫مرتبة ‪ ،‬و يتكفل القانون بتحديد مدى العالقة بين الرئيس الذي يفوض جزء من اختصاصاته إلى المر وس‬
‫المفوض إليه‪.‬‬
‫و للتفويض أهمية و مكانة هامة في الحياة اإلدارية إذ يؤدي ‪:‬‬
‫إلى تخفيف العبء عن الرئيس صاحب االختصاص األصيل ‪ ،‬كما يؤدي إلى تحقيق السرعة و المرونة في أداء‬
‫األعمال اإلدارية مما يسهل على األفراد قضاء مصالحهم و يدرر المر وسين على القيام بأعمال الر ساء فينمي‬
‫فيهم الثقة و القدرة على القيادة‪.‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬محمد أبو زيد محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪37‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -2‬شروط تفويض االختصاص‪: 1‬‬


‫‪ -1‬التفويض ال يكون إال بنص ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون التفويض في الحدود التي حددها المشرع ‪.‬‬
‫‪ - 3‬يجب أن يصدر التفويض من السلطة المختصة قانونا‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن يكون التفويض جزئيا ‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب أن يكون التفويض مكتوبا حتى يكون مرتبا آلثاره ‪.‬‬
‫‪ -6‬تحكم عملية التفويض قاعدة ال تفويض في التفويض إذ ال يجوز للمفوض إليه أن يقوم بدوره بالتفويض‬
‫فيما فوض إليه ‪.‬‬
‫‪ -7‬ال تفويض في المسؤولية ‪ ،‬يكون بتفويض في االختصاص و السلطة فقط ‪.‬‬
‫‪ -8‬التفويض مؤقك و قابل للرجوع فيه في أي وقك ‪.‬‬
‫و يثار في مجال التفويض إشكالية تتعلق بسلطة الجهة المفوضة على اختصاصات المفوض إليه (المر وس )‬
‫فهل لصاحب اختصاص األصلي السلطة في أن يلغي ق اررات المفوض إليه ؟‬
‫ذهب جانب من الفقه إلى عدم السماح بتوجيه تعليمات إلى المر وس و تتعلق باالختصاص المفوض إليه‬
‫على أساس أن الموظف الذي قام بالتفويض ال يعتبر رئيسا إداريا بالنسبة للق اررات الصادرة طبقا للتفويض على‬
‫أساس أن المر وس يعتبر و كأنه الرئيس نفسه و عندئد فلن ق ارراته واجبة االحترام ‪.‬‬
‫بينما ذهب أنماط فقهي لخر إلى أن األصيل (المفوض) يبقى له الحق في التعقيب على الق اررات الصادرة عن‬
‫المفوض إليه إذا كان هذا األخير مر وسا له ‪ ،‬ألن التفويض ال يقطع العالقة الرئاسية بين الرئيس و المر وس و‬
‫ال يحول دون ممارسة الرئيس الختصاصه في التوجيه و التعقيب و الرقابة على أعمال المر وس‪.‬‬
‫و الرأي الراج أنه ال مانع من قيام الرئيس المفوض بمراجعة ق اررات مر وسيه التي تتعلق باالختصاص المفوض‬
‫ليطمةن إلى سالمة الحل من الناحية القانونية خاصة و أن مسؤولية الرئيس المفوض تبقى قائمة‪.‬‬
‫‪ -3‬تمييز تفويض االختصاص عن النظم المشابهة له‪:‬‬
‫أ‪ -‬تمييز تفويض االختصاص عن تفويض التوقيع‪:2‬‬
‫تفويض التوقيع ‪ :‬هو تفويض شخصي يأخذ بعين االعتبار شخصية المفوض إليه فهو ينطوي و يقوم على أساس‬
‫الثقة ‪.‬‬

‫وبهذا يختلف تفويض التوقيع عن تفويض االختصاص فيما يلي ‪:‬‬


‫‪ -1‬يؤدي التفويض في االختصاص إلى نقل االختصاصات إلى المفوض إليه و بالتالي يحرم المفوض من‬
‫ممارسة االختصاص فترة التفويض ‪ ،‬في حين أن تقويض التوقيع ال يحول دون ممارسة األصيل الختصاصاته مع‬
‫وجود تفويض التوقيع ‪.‬‬

‫‪-‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.33.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬محمد جمال مطلق الذنيبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -2‬تفويض التوقيع يتغير بتغير أطرافه لقيامه على الثقة الشخصية بين أطرافه بخالف تفويض االختصاص‬
‫الذي يوجه للمفوض إليه بصفته ال شخصية‪.‬‬
‫‪ -3‬تفويض التوقيع ال يغير في توزيع االختصاص المفوض و المفوض إليه ألن التوقيع يتم كما لو كان صدر‬
‫من المفوض ذاته و باسمه و لحسابه و بنفس المرتبة و الدرجة أما تفويض االختصاص فلنه يعدل في توزيع‬
‫االختصاصات كما أن الق اررات الصادرة في نطاق التفويض تنصب إلى المفوض إليه و تأخذ مرتبته و درجته‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تفويض االختصاص و الحلول في االختصاص‪:1‬‬
‫يكون الحلول في االختصاص إذا ما توافر ظرف معين يحول بين األصيل و بين مباشرة اختصاصاته و في هذه‬
‫الحالة يحل محله غيره بمقتضى نص أو قاعدة قانونية تجيز هذا الحلول و بهذا يختلف تفويض االختصاص عن‬
‫الحلول في االختصاص فيما يلي‪:‬‬
‫‪/ 1‬يقوم التفويض بناءا على نص مكتور في حين يتم الحلول بناء على نص مكتور أو نص غير مكتور وهذا‬
‫متى توافرت أسبابه ‪.‬‬
‫‪ /2‬في الحلول ال حرية لألصيل في االختيار في من يحل محله ‪ ،‬في حين التفويض يترك الحرية للمفوض في‬
‫التفويض من عدمه و في اختيار من يفوضه ‪.‬‬
‫‪ /3‬الحلول يكون في حالة غيار صاحب االختصاص األصيل لألي سبب ‪ ،‬أما في تفويض االختصاص فلن‬
‫الرئيس المفوض يكون حاض ار و ليس غائبا‪.‬‬
‫‪ / 4‬عند التفويض في االختصاص يتحدد المفوض إليه باسمه و بصفته معا لكن في الحلول ال يتحدد الشخص‬
‫الذي يحل محل صاحب االختصاص األصيل إال بصفته ألن شخصيته ال تتحدد إال عند حدوث ما يوجب‬
‫الحلول‪.‬‬
‫‪ /5‬في الحلول يكون الشخص الذي حل محل األصيل صاحب االختصاص يباشره عند توافر سبب الحلول ‪ ،‬أما‬
‫في تفويض االختصاص ال يمارس المفوض إليه االختصاص إال بنص الذي يجيز التفويض و صدور قرار بذلك‪.‬‬
‫‪ / 6‬األصيل في الحلول ال يتحمل المسؤولية عن التصرفات الصادرة ممن حل محله ‪ ،‬في حين في تفويض‬
‫االختصاص يتحمل المفوض المسؤولية عن تصرفات المفوض إليه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مزايا و عيوب المركزية اإلدارية‪:‬‬


‫أوال‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية‪:2‬‬

‫‪-‬محمد أبو زيد محمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 33.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬طاهري حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪39.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -1‬إن المركزية اإلدارية تقوي نفوذ السلطة المركزية و تساعدها على فرض نفوذها و هيمنتها على مختلف أرجاء‬
‫الدولة ‪ ،‬و هي بهذا فلنها تعتبر العمود الفقري للدولة الحديثة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المركزية أسلور ضروري إلدارة المرافق العامة القومية السيادية كمرفق األمن و الدفاع‪.‬‬
‫‪ -3‬المركزية تؤدي إلى توحيد النظم و اإلجراءات المتبعة في كافة إقليم الدولة كونها تأتي من مصدر واحد‪ ،‬مما‬
‫يمكن الموظفين من اإللمام بكافة األوامر و التعليمات الالزمة لتنفيذ الوظيفة اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -4‬يؤدي هذا األسلور إلى التقليل من النفقات و الحد من اإلسراف لعدم الحاجة إلى المجالس و الهيةات‬
‫الالمركزية و هذه لخبرة موظفي السلطة المركزية و قلة عددهم ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحقيق العدل و المساواة في المجتمع إلشراف الحكومة المركزية على المرافق العامة و نظرتها الشمولية البعيدة‬
‫عن المصال المحلية و اإلقليمية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية‪:1‬‬
‫‪ -1‬زيادة أعباء السلطة المركزية و الذي ينجم عنه إصدار ق اررات عشوائية‪.‬‬
‫‪-2‬البطء في إنجاز األعمال اإلدارية و في اتخاذ الق اررات ألن إسةثار السلطة المركزية بكل األعباء من شأنه أن‬
‫يطيل اإلجراءات و يؤدي بالتالي إلى عرقلة مصال المواطنين‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم معرفة السلطات المركزية باحتياجات اإلقليم معرفة جيدة من شأنه أن يعرقل خطط التنمية‪.‬‬
‫‪ -4‬تحول المركزية دون تفر الر ساء للوظائف األساسية الهامة و هي‪ :‬التخطيط و اإلشراف ورسم السياسات‬
‫العامة إلنشغالهم بصغائر األمور‪.‬‬
‫‪ -5‬المركزية و بسبب تركيز السلطة بيد الوزراء في العاصمة تؤدي إلى قتل روح اإلبداع لدى الموظفين اآلخرين‬
‫ألن دورهم ينحصر في التنفيذ فقط‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الالمركزية اإلدارية ‪:‬‬
‫ي قصللد بالالمركزي للة اإلداري للة‪ " :‬توزيللع الوظ للائف اإلداري للة بللين الحكوم للة المركزي للة فللي العاص للمة و ب للين الهية للات‬
‫المحلية أو المرفقية‪ ،‬مع تتمتع هذه الهيةات بالشخصية المعنوية و خضوعها لرقابة الحكومة المركزية"‪.2‬‬
‫فالمعيللار الرئيسللي لالمركزيللة اإلداريللة هللو اسللتقالل الهيةللات المحليللة فللي ممارسللتها الختصاصللاتها‪ ،‬فتحللتفظ اإلدارة‬
‫المركزيللة بلللدارة الم ارفللق السلليادية القوميللة و تمللن األشللخاص المعنويللة المحليللة سلللطة إنشللاء و إدارة الم ارفللق العامللة‬
‫ذات الطابع المحلي‪.‬‬

‫و بهذا تظهر في هذا النظام إللى جانلب الدوللة و اإلدارة المركزيلة‪ ،‬أشلخاص معنويلة محليلة أو مرفقيل ة يطللق عليهلا‬
‫باإلدارة الالمركزية أو السلطات اإلدارية الالمركزية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور الالمركزية اإلدارية وتمييزها عن غيرها من األنظمة‪:‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬مولزد ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫أوال‪ :‬صور الالمركزية اإلدارية‪:‬‬


‫هناك صورتان أساسيتان لالمركزية اإلدارية هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬الالمركزية اإلقليمية‪:‬‬
‫و تتمثل في إسناد جزء من الوظيفة اإلدارية إلى هيةات إقليمية تستغل بمباشرة هذا القسط من الوظيفة العامة‬
‫في حدود نطاق اإلقليم‪.‬‬
‫و ترتكللز الالمركزيللة اإلقليميللة علللى االختصللاص اإلقليمللي‪ ،‬حيللث تباشللر الهيةللات الالمركزيللة صللالحيتها فللي نطللاق‬
‫حيز جغرافي معين‪ ،‬مثل هيةات اإلدارة المحلية كالوالية و البلدية‪.‬‬
‫و هذه الصورة تستند إلى فكرة الديمقراطية التي تقتضي إعطاء سكان الوحدات المحلية الحق في مباشلرة شلؤونهم و‬
‫مرافقهم بأنفسهم عن طريق مجالس منتخبة منهم‪.1‬‬
‫‪ -2‬الالمركزية المرفقية أو المصلحية‪:‬‬
‫و تقوم هذه الصورة إذا منحك بعض المشاريع أو الم ارفلق أو المصلال العاملة قلد ار ملن االسلتقالل و ذللك علن‬
‫طريق االعتراف لهذه المرافق بالشخصية المعنوية‪ ،‬ويستوي في ذلك أن يكون المرفق قومي أو محلي‪.‬‬
‫فالالمركزيللة المرفقيللة ترتكللز علللى أسللاس االختصللاص الموضللوعي أو الللوظيفي‪ ،‬ممللا اسللتدعى تسللميتها بالالمركزيللة‬
‫المصلحية دون النظر إلى النطاق أو المجال اإلقليمي الذي يمارس فيه هذا النشاط‪.2‬‬
‫و هللي تمللارس فللي األصللل نشللاطا واحللد أو أنشللطة متجانسللة كمللا هللو الحللال فللي المؤسسللات العامللة علللى عكللس‬
‫الالمركزية اإلقليمية التي تدير العديد ملن الم ارفلق أو األنشلطة غيلر المتجانسلة و ال يسلتند هلذا األسللور عللى فكلرة‬
‫الديمقراطية و إنما يرتكز على فكرة فنية تتصل بكفاءة إدارة المرافق العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز الالمركزية اإلدارية عن غيرها من األنظمة‪:‬‬
‫الالمركزي للة اإلداري للة تعتم للد عل للى أس للاس توزي للع الوظ للائف اإلداري للة ب للين الحكوم للة م للن جه للة وهية للات إداري للة أخ للرى‬
‫متخصصللة علللى أسللاس إقليمللي أو مرفقللي مللن جهللة أخللرى‪ ،‬بحيللث تمللارس هللذه الهيةللات اختصاصللاتها فللي النطللاق‬
‫المحدد لها في القانون تحك رقابة السلطة المركزية و شرافها‪.‬‬
‫‪-1‬الفرق بين الالمركزية اإلدارية والالمركزية السياسية‪:‬‬
‫الالمركزية السياسية ترتكلز عللى مبلدأ تعلدد السللطات اللثالث وتكلون فلي اللدول المركبلة فقلط والتلي تتكلون ملن‬
‫عللدة دويللالت لكللل منهللا دسللتورها الخللاص وسلللطاتها الخاصللة ‪ ،‬وفوقهللا جميعللا تقللوم حكومللة مركزيللة أو اتحاديللة لهللا‬
‫دستورها وسلطاتها الثالث كالواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫وبهذا فان أهم الفوارق الجوهرية بين الالمركزية اإلدارية والالمركزية السياسية ما يلي‪:3‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬حسين فريجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪41‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪- 1‬تعد الالمركزية اإلدارية نظاما إداريا هدفه تيسير و دارة المرافق العامة وذلك عن طريلق توزيلع الوظيفلة اإلداريلة‬
‫بين السلطة المركزية والهيةات المحلية أو المرفقية‪.‬‬
‫أما الالمركزية السياسية فتتعلق بالنظام السياسي لالتحاد المركزي وتوزيع السلطات بين الدوللة االتحاديلة والواليل ات‬
‫التي تعتبر وحدات سياسية تتمتع باالستقالل الذاتي‪.‬‬
‫وبهللذا فللان الالمركزيللة السياسللية ال توجللد إال فللي الللدول المركبللة‪ ،‬أمللا الالمركزيللة اإلداريللة فتوجللد فللي الللدول المركبللة‬
‫والبسيطة‪.‬‬
‫‪ -2‬تخضع الوحدات المحلية أو المرفقية في الالمركزية اإلدارية لذات القوانين المطبقة في جميع أرجاء الدولة‪ ،‬أملا‬
‫الواليللات فللي نظللام الالمركزيللة السياسللية فتتمتللع بللالحق فللي تطبيللق قوانينهللا الخاصللة التللي سللنتها سلللطتها التش لريعية‬
‫المستقلة عن السلطة التشريعية االتحادية‪.‬‬
‫‪ -3‬تتمتع الواليات األعضاء في االتحاد المركزي بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية مستقلة عن الدوللة االتحاديلة‬
‫تمارسها دون أي رقابة أو وصاية‪.‬‬
‫أمللا الالمركزيللة اإلداريللة فتحتللرم وحللدة التش لريع‪ ،‬فالمجللالس المحليللة ال تتمتللع بسلللطات تش لريعية ‪ ،‬بللل تتمتللع فقللط‬
‫بسلطات إدارية‪.‬‬
‫‪ -4‬يت للولى الدس للتور االتح للادي ف للي االتح للاد المرك للزي مهم للة توزي للع االختصاص للات ب للين الدول للة االتحادي للة والوالي للات‬
‫بالطريقة التي تالءم ظروف وأوضاع كل دولة‪ ،‬في حين يضطلع القانون اإلداري بتشكيل الهيةات الالمركزيلة سلواء‬
‫اإلقليمية أو المرفقية ويحدد اختصاصاتها‪.‬‬
‫ويترتب على هذا صعوبة تعديل االختصاصات الممنوحة للواليات في الالمركزية السياسية ألن هلذا يقتضلي تعلديل‬
‫الدستور نفسله‪ ،‬وهلو دسلتور جاملد يشلترط لتعديلله إجلراءات معقلدة‪ ،‬وفلي هلذا ضلمانة لحمايلة هلذه االختصاصلات ‪،‬‬
‫أمللا فللي نطللاق االختصاصللات التللي تللنهض بهللا الهيةللات الالمركزيللة والممنوحللة لهللا بموجللب تش لريع عللادي فلليمكن‬
‫تعديلها بسهولة بموجب تشريع عادي جديد‪.‬‬
‫‪ -5‬تقوم الالمركزية السياسية على أساس مشاركة الواليات االتحادية في االتحاد المركزي فلي تكلوين اإلرادة العاملة‬
‫للدولللة االتحاديللة‪ ،‬سلواء عللن طريللق ممثليهللا فللي مجلللس الواليللات الللذي يتللولى سللن القلوانين االتحاديللة باالشللتراك مللع‬
‫مجلس النوار أو المشاركة في تعديل الدستور االتحادي‪.‬‬
‫فللي حللين أن الهيةللات الالمركزيللة اإلداريللة ال تسللاهم فللي العمليللة التش لريعية و السياسللية للدولللة ألن هللذه الهيةللات ال‬
‫تمارس االختصاصات المحددة لها إال بموجب إرادة الحكومة المركزيلة والتلي تمللك حلق تعلديل اختصاصلات الهيةلة‬
‫المحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬الالمركزية المحلية والالمركزية المرفقية‪:‬‬
‫تتحقللق الالمركزيللة المحليللة بمللن جللزء مللن إقللليم الدولللة الشخصللية المعنويللة واسللتقالل بلللدارة شللؤونه المحليللة‬
‫تحك إشراف ورقابة السلطة المركزية‪.‬‬

‫أما الالمركزية المرفقية فيتحقق مدلولها بمن مرفق معين الشخصية المعنوية من أجل إدارة شؤونه بنفسه‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وتتف للق الالمركزي للة المحلي للة والمرفقي للة ف للي عناص للر ث للالث ه للي‪ :‬الشخص للية المعنوي للة واالس للتقالل الم للالي والخض للوع‬
‫إلشراف ورقابة السلطة المركزية‪.‬‬
‫وتفترق الالمركزية المحلية والمرفقية في عنصر التخصص‪ ،‬فاألشلخاص المحليلة يكلون اختصاصلها إقليميلا‪ ،‬بحيلث‬
‫ينحصر نشاطها في حلدود إقلليم محلدد‪ ،‬أملا األشلخاص المرفقيلة فلان تخصصلها يتحلدد بمرفلق معلين وال يتعلداه إللى‬
‫سلواه ‪ ،‬وقللد تتبللع المؤسسللة شللخص إقليمللي وينحصللر نشللاطها فللي حللدود هللذا اإلقللليم كمللا قللد يمتللد ليشللمل كللل أنحللاء‬
‫الدولة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أركان الالمركزية اإلدارية‪:‬‬
‫يجب اإلشارة بداية إلى أن األركان التي سنتناولها تخص و تنطبق على الالمركزية اإلقليمية (اإلدارة المحليلة )‬
‫أما أركان الالمركزية المرفقية فلننا سنؤجلها إلى حين دراسة الم ارفلق العاملة‪ ،‬و لالمركزيلة المحليلة ثالثلة أركلان هلي‬
‫‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االعتراف بوجود مصالح محلية أو إقليمية متميزة عن المصالح القومية‪:‬‬
‫إن مبللرر وجللود النظللام الالمركللزي هللو ظهللور ووجللود مصللال أو شللؤون محليللة‪ ،‬األفضللل أن يتللرك مباشلرتها‬
‫لهيةات محلية معينة و إسناد إدارتها إلى سكان هذه الوحدات و الهيةات أنفسهم ‪.‬‬
‫ذلك ألن سكان هذه الهيةات هلم األدرى ملن غيلرهم بحاجيلاتهم و األقلدر عللى إشلباعها و هلذا حتلى تتفلر الحكوملة‬
‫المركزية للمصال التي تهم الدولة كلها‪.1‬‬
‫و يكل اد بجمللع الفقلله أن هنللاك نللوع مللن المصللال ال يمكللن مواجهتهللا إال علللى المسللتوى المركللزي لطبيعتهللا القوميللة‬
‫حيللث تف للرض نفسللها ف للي كللل مك للان مللن أج لزاء الدول للة كللاألمن و العدال للة و الللدفاع‪ ،‬تل للك هللي المص للال القومي للة أو‬
‫السليادية ‪ ،‬و هنلاك نلوع لخللر ملن المصلال التلي ال تظهللر إال فلي جلزء ملن إقللليم الدوللة و ال تهلتم إال بعلدد محللدود‬
‫من األفراد تلك هي المصال اإلقليمية‪.‬‬
‫و تحديد المصال التي تعتبر قوميلة أو تللك التلي تعتبلر إقليميلة أو محليلة ال يتلرك بيلد الحكوملة المركزيلة وحلدها و‬
‫إنما يقوم به المشرع ‪.‬‬
‫إن إسللناد مهمللة تحديللد المصللال المحليللة المتمي لزة عللن المصللال الوطنيللة القوميللة‪ -‬أي مهمللة تحديللد اختصاصللات‬
‫اإلدارة الالمركزي للة‪ -‬إل للى البرلم للان و جعله للا م للن اختص للاص الق للانون و التش لريع يمث للل ض للمانا حقيقي للا ل للدعم الط للابع‬
‫الالمركلزي و يحمللي الهيةلات و الوحللدات الالمركزيلة مللن إمكانيلة تللدخل السللطة المركزيللة للتقلليص أو التضللييق مللن‬
‫مجال و نطاق تلك االختصاصلات‪ ،‬والمشلرع علادة يتبلع أسللوبين لتوزيلع مظلاهر و مجلاالت الوظيفلة اإلداريلة بلين‬
‫اإلدارة المركزية و الالمركزية هما‪: 2‬‬
‫األساالوب األول‪ :‬األسلللور اإلنجليللزي ‪ :‬ومقتضللاه أن يبللين المشللرع السلللطات و االختصاصللات المنوطللة بللاألجهزة‬
‫الالمركزية على سبيل الحصر و ما عداها فهو من اختصاصات اإلدارة المركزية باعتبارها من‬

‫‪-‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪132.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪43‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫المصال الوطنية ‪.‬‬


‫األساالوب الثاااني‪ :‬األسلللور الفرنسللي ‪ :‬و مللؤداه أن يعمللل المشللرع إلللى ذكللر الميللادين و المجللاالت التللي تتللدخل فيهللا‬
‫اإلدارة المركزية على أن يترك مجاالت و نشاطات الوحدات الالمركزية و نطاق اختصاصاتها واسع وغير محدد‪.‬‬
‫وهو نفسه األسلور الذي اعتمده المشرع الجزائري و الذي تناول صالحيات و سلطات اإلدارة المحليلة بطريقلة غيلر‬
‫محددة و غير حصرية في ظل قانوني البلدية والوالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعتراف بوجود هيئات المحلية أو مصلحية مستقلة‪:‬‬
‫يقتضي النظام الالمركزي أن يعهد بلدارة و تسيير المصال المحلية المتميزة إلى هيةات و أجهزة محلية تتمتلع‬
‫باالسللتقالل عللن اإلدارة المركزيللة‪ ،‬و ذلللك بلضللفاء الشخصللية المعنويللة عليهللا‪ ،‬ممللا يخولهللا االسللتقالل القللانوني مللن‬
‫حيث قدرتها الذاتية على ايتسار الحقوق و التحمل بااللتزامات‪.‬‬
‫فقهللي بشللأن مفهللوم االسل تقالل و أدواتلله القانونيللة‪ ،‬ف لرأى الللبعض أن اسللتقالل الهيةللات المحليللة ال‬ ‫و لقللد ثللار نقللا‬
‫يسللتوجب بالضللرورة اختيللار المجلللس أو العضللو المسللير عللن طريللق االنتخللار‪ ،‬بللدليل أن المؤسسللات العامللة تتمتللع‬
‫باستقاللها عن األجهزة المركزية رغم أن مسليروها معينلون‪ ،‬بلل أن االسلتقاللية الحقيقيلة تكملن فلي الناحيلة الوظيفيلة‬
‫أو الفعلية أي العبرة في ممارسة المهام‪.1‬‬
‫و ذه للب اتج للاه فقه للي لخ للر إل للى الق للول أن اس للتقالل الهية للات المحلي للة ع للن الس لللطة المركزي للة يقتض للي تطبي للق نظ للام‬
‫االنتخار فهو الضمانة الحقيقية و الوحيدة لتجسيد الالمركزية‪.‬‬
‫و مم للا ال ش للك في لله أن االنتخ للار ه للو الطريق للة األساس للية لتك للوين المج للالس المحلي للة المعبل لرة ع للن إرادة الش للخص‬
‫الالمركزي اإلقليمي وهو الوسيلة المثلى لتحقيق الديمقراطية هلذه األخيلرة التلي تفلرض أن يشلارك الشلعب فلي تسليير‬
‫الشللؤون المحليللة عبللر المجللالس المنتخبللة‪ ،‬و القللول بخللالف هللذا هللو دعللوى ص لريحة لتللدخل السلللطة المركزيللة فللي‬
‫الشؤون المحلية‪.‬‬
‫ولقد جسد المشرع الجزائري االنتخار دستوريا فلي الملادة ‪ 17‬ملن التعلديل الدسلتوري لسلنة ‪" : 2016‬يمثلل المجللس‬
‫المنتخب قاعدة الالمركزية و مكان مشاركة المواطنين في تسير الشؤون العمومية"‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن االنتخار و إن كان شرطا ضروريا في تكوين الالمركزية اإلقليمية‪ ،‬فلنه ليس شلرطا فلي‬
‫تكللوين الالمركزيللة المرفقيللة‪ ،‬و ذلللك الخللتالف طبيعللة كللل مللن الالمركزيللة المرفقيللة و الالمركزيللة اإلقليميللة‪ ،‬لللذا فلللن‬
‫المشرع يكتفي بالنسلبة للهيةلات الالمركزيلة المصللحية بكفاللة اسلتقالليتها فلي مواجهلة السللطة المركزيلة ملع اسلتخدام‬
‫قاعدة التعيين في تشكيل المجالس التي تسير األشخاص المعنوية المرفقية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬خيوع الهيئات المحلية لوصاية السلطة المركزية و لرقابتها‪:‬‬
‫إذا كان االعتراف بوجود مصال محلية متميلزة يقتضلي قيلام و إنشلاء أجهلزة محليلة منتخبلة و مسلتقلة إلدارة‬
‫و تسلليير تلللك المصللال ‪ ،‬ف لللن مللدة هللذا االس للتقالل لل ن يكللون مطلق للا بللل تمارسلله الهية للات الالمركزيللة تحللك إش لراف‬
‫السلطة المركزية‪ ،‬و هذا ما يسمى بالوصاية اإلدارية أو الرقابة اإلدارية‪.‬‬

‫‪-‬طاهري حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -‬المقصود بالوصاية اإلدارية ‪:‬‬


‫يقصد بالوصاية اإلدارية‪ ":‬مجموع السلطات التي يقررها القانون لسلطة عليا على أشخاص الهيةلات الالمركزيلة‬
‫و أعمالهم بقصد حماية المصلحة العامة"‪.1‬‬
‫و نظللام الوصللاية اإلداريللة هللو وسلليلة قانونيللة بموجبهللا نضللمن وحللدة الدولللة و ذلللك بلقامللة عالقللة قانونيللة دائمللة و‬
‫مستمرة بين األجهزة المستقلة و السلطة المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬التمييز بين الوصاية اإلدارية و المصطلحات المتداخلة معها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوصاية اإلدارية و الوصاية المدنية‪:‬‬
‫رغم أن مصطل الوصاية ذو منشأ مدني إال أن لله فلي المجلال اإلداري مفهلوم خلاص يختللف علن ذللك السلائد فلي‬
‫القللانون الخللاص‪ ،‬و أهللم اخللتالف بللين المصللطلحين يبللرز فللي كللون الوصللاية المدنيللة تتعلللق بحمايللة األفلراد ناقصللي‬
‫األهلية‪ ،‬أما الوصاية اإلدارية فتنصب على الهيةات المحلية التي تتمتع بأهلية كاملة بصفتها شخصية معنوية‪.‬‬
‫و نظ ل ار لهللذا االخللتالف يللرى بعللض الفقلله انلله مللن األفضللل اسللتعمال مصللطل الرقابللة اإلداريللة ألنلله األجللدر علللى‬
‫وصف العالقة القائمة بين السلطة المركزية و الهيةات المحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين الوصاية اإلدارية و السلطة الرئاسية‪:‬‬
‫تختلف الوصاية اإلدارية عن السلطة الرئاسية من عدة نواحي أهمها‪:2‬‬
‫من حياث أداة ممارساة الرقاباة‪ :‬إن رقابلة الجهلة الوصلية يجلب أن تكلون منصوصلا عليهلا قانونلا" ال وصلاية دون‬
‫نص" و هذا خالفا للرقابة الرئاسية التي ال تحتاج ممارستها إلى نص فهي تمارس بصفة تلقائية‪.‬‬
‫ماان حيااث طبيعااة الرقابااة‪ :‬إن الرقابللة الرئاسللية رقابللة معقللده تحكمهللا الكثيللر مللن اآلليللات القانونيللة‪ ،‬أمللا الوصللاية‬
‫اإلداري للة فه للي رقاب للة بس لليطة م للن حي للث اإلج لراءات و الممارس للة ألنه للا ال تتطل للب إص للدار أوام للر و توجيه للات بحك للم‬
‫استقاللية الهيةات المحلية‪.‬‬
‫ماان حيااث الطعاان‪ :‬ال يملللك المللر وس فللي ظللل النظللام المركللزي أن يطعللن فللي قلرار رئيسلله اإلداري بسللبب السلللطة‬
‫الرئاسية‪ ،‬أما في ظل الوصاية اإلدارية فيجوز للهيةة المحلية أن تطعن قضائيا في قرار الجهة المركزية ‪.‬‬
‫من حيث قواعد المسؤولية‪ :‬من متطلبات السللطة الرئاسلية أن يسلأل اللرئيس علن أعملال الملر وس ألن المفتلرض‬
‫أنله مصلدر القلرار و أن للله حلق الرقابلة و اإلشلراف و التوجيلله‪ ،‬بينملا ال تتحملل سللطة الوصللاية أيلة مسلؤولية بشللأن‬
‫األعمال الصادرة عن الجهاز المحلي‪.‬‬
‫مااان حياااث مااادى الرقاباااة‪ :‬يس للتطيع ال لرئيس اإلداري ف للي الس لللطة الرئاس للية إلغ للاء ك للل الق ل اررات المتخ للذة م للن ط للرف‬
‫المر وس وهذا بناءا على اعتبارات المسؤولية و المالئمة‪ ،‬كما يستطيع تعديل هذه الق اررات أو المصادقة‬

‫‪ -‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬أنظر لمزيد من التفصيل‪ :‬عمار عوابدي ‪ ،‬مبدأ تدرج فكرة السلطة الرئاسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 265.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫عليها‪ ،‬أما في الوصاية اإلدارية فلنه ال يجوز للسلطة المركزية تعديل الق اررات التي تصدرها الهيةات المحلية و كل‬
‫من تملكه‪ ،‬هو الموافقة أو الرفض فقط‪.‬‬
‫‪ -‬مظاهر الرقابة اإلدارية‪:‬‬
‫إن الالمركزية اإلدارية ال تعني االستقالل المطللق للهيةلات المحليلة علن السللطات المركزيلة‪ ،‬و ال تعنلي أيضلا‬
‫الخضللوع و التبعيللة و إنمللا تعنللي اسللتقالل الهيةللات المحليللة فللي ممارسللة وظائفهللا مللع خضللوعها لنللوع مللن الرقابللة و‬
‫الوصاية من السلطة المركزية من أجل ضمان وحدة الدولة‪ ،‬و للرقابة اإلدارية علدة مظلاهر تمتلد إللى األشلخاص و‬
‫الهيةة و األعمال نوردها فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ -1‬الرقابة على الهيئات ‪:‬‬
‫تمل للك الس لللطة المركزي للة ع للدة ص للالحيات ف للي مواجه للة الهية للات المحلي للة و م للن أهمه للا‪ :‬س لللطة الح للل و اإليق للاف‬
‫نوضحهما فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإليقاف‪:‬‬
‫تستطيع اإلدارة المركزية طبقا للشروط و اإلجراءات القانونية أن تقوم بليقلاف و تعطيلل نشلاط و عملل المجللس‬
‫أو الهيةة المحلية العتبارات معينة‪ ،‬إما أن تستند إلى مبدأ المشروعية أو مبدأ المالءمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحل‪:‬‬
‫كمللا تملللك السلللطة المركزيللة فللي هللذا المجللال حللق حللل الهيةللات المحليللة‪ ،‬حيللث بمقتضللاه يللتم اإلعللدام القللانوني‬
‫للمجلل للس و تجريل للد أعضل للائه مل للن صل للفتهم كمنتخبل للين‪ ،‬و هل للو مل للن أخطل للر مظل للاهر الرقابل للة اإلداريل للة لمساسل لله بمبل للدأ‬
‫الديمقراطي للة و االختي للار الش للعبي‪ ،‬األم للر ال للذي اس للتلزم إحاطت لله بجمل للة م للن القي للود و الش للروط ض للمانا لع للدم تعس للف‬
‫السلطات المركزية‪.‬‬
‫كما يجب اإلشارة إلى أنه باإلضافة إلى هذه السلطات تملك الجهة الوصية‪ ،‬حق دعوة المجلس المحلي لالنعقاد‬
‫في دورات استثنائية‪ ،‬كما تساهم في دعمه ماليا في حالة عجزه‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة على األشخاص‪:‬‬
‫إن استقالل الهيةات المحلية ال يمنع السلطات المركزية من ممارسة الرقابة على األشخاص المسيرين للهيةات‬
‫المحلية‪ ،‬فلها في هذا المجلال سللطة تعييلنهم و نقلهلم و تلأديبهم كلالوالة و الملدراء التنفيلذيين عللى مسلتوى الواليلات‪،‬‬
‫يما يجوز لها وقف المنتخبين عن العمل لمدة محدودة و إقصلائهم ملن المجلالس المنتخبلة وفقلا لإلجلراءات المحلددة‬
‫قانونيا ‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة على األعمال‪:‬‬
‫تملك السلطات المركزية في هذا المجال عدة سلطات يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المصادقة‪:‬‬
‫تنص مختلف القوانين على إلزام اإلدارة المحلية بلخضاع بعلض ق ارراتهلا لتزكيلة السللطة المركزيلة‪ ،‬أي ضلرورة‬
‫القررات كالمصادقة على ميزانية‬
‫المصادقة عليها و إجازتها قبل تنفيذها و هذا بسبب أهمية هذه ا‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.181.180.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪46‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫البلدية‪.‬‬
‫و التصديق قد يكون صريحا عندما تلجأ السلطة المركزية إلى إصدار قرار تفص فيه صراحة عن موافقتها للقلرار‬
‫الصلادر عللن الهيةللات المحليلة‪ ،‬كمللا قللد يكلون التصللديق ضللمنيا عنلدما تلتللزم سلللطة الرقابلة الصللمك و السللكوت إزاء‬
‫العمل أو القرار المعروض عليها‪ ،‬و بهذا يعد القرار نافذا إذا مضك مدة زمنية معينة دون إق ارره من طلرف السللطة‬
‫المركزية‪.1‬‬
‫و السؤال الذي يطرح في هذا المجال هو‪ - :‬ما هي الطبيعة القانونية للتصديق ؟‬
‫يعتبللر التصللديق عمللال إداريللا متميل از عللن العمللل الالمركللزي المشللمول بالتصللديق مللن جهللة الوصللاية‪ ،‬أي أن الجهللة‬
‫الوصللية ال تعتبللر ش لريك فللي إصللدار الق لرار الالمركللزي‪ ،‬و بهللذا فلللن ق لرار التصللديق ال يتحللد و ال ينللدمش مللع ق لرار‬
‫الجهة المحلية‪ ،‬و هناك نتائش قانونية تترتب على هذه الطبيعة ال بد من ذكرها وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يجللوز للجهللة المحليللة تنفيللذ قرارهللا قبللل التصللديق عليلله مللن السلللطة الرقابيللة و إال كللان التصللرف معيبللا لعللدم‬
‫المشروعية‪ ،‬مما يجوز الطعن فيه باإللغاء أمام القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الق لرار حت للى بع للد التص للديق علي لله ينس للب إل للى الش للخص الالمرك للزي ال للذي أص للدره و ل لليس إل للى الجه للة الت للي‬
‫صادقك عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬يجلوز للهيةللة المحليللة الرجللوع أو العللدول علن قرارهللا أو تعديللله بعللد التصللديق عليله مللن السلللطة الوصللية و ذلللك‬
‫بعد إجراء التصديق عليه مرة ثانية‪.‬‬
‫‪ -4‬الشللخص الالمركللزي هللو وحللده الللذي يتحمللل المسللؤولية عللن األضلرار التللي تنشللأ بسللبب تنفيللذ القلرار المصللادق‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -5‬تملك الهيةة المحلية الحق في حالة رفض التصديق على قرارها أن تمضي في تنفيذه على مسؤوليتها‪ ،‬كما لهلا‬
‫حق الطعن في قرار رفض التصديق أمام القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪ -6‬ال يغطي التصديق العيور القانونية التي تكون قد لحقك بالقرار المصادق عليه إذا كان في األصل معيبا‪.‬‬
‫ب‪ -‬سلطة اإللغاء‪:‬‬
‫الجهلات المحليلة‬ ‫هو ذلك اإلجراء الذي بمقتضاه يمكن لجهلة الوصلاية إنهلاء لثلار القلرار الصلادر علن‬
‫ألنلله يخللالف القللانون‪ ،‬و فللي هللذا المجللال يتللدخل القللانون و يحصللر حللاالت اإللغللاء التللي يمكللن اتخاذهللا مللن طللرف‬
‫السلطة المركزية ‪ ،‬كما يحدد الكيفيات و اإلجراءات التي يتم بموجبها اإللغاء‪.‬‬
‫و بهللذا فلللن سلللطة اإللغللاء المخولللة للسلللطة المركزيللة محللدودة و يمكللن مراجعتهللا و الطعللن فيهللا أمللام السلللطات‬
‫اإلدارية والئيا أو رئاسيا‪ ،‬أو أمام الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫ي‪ -‬الحلول‪:‬‬
‫يقصد به‪ " :‬حلول السلطة المركزية أو سلطة الوصاية محل السلطة الالمركزيلة فلي اتخلاذ القل اررات التلي تلؤمن‬
‫و تضمن سير المصال العامة"‪.‬‬

‫‪-‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪47‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫و ب ه للذا ف لللن س لللطة الوص للاية ال تم للارس س لللطتها أو رقابته للا عل للى األعم للال اإليجابي للة الت للي تص للدر عل للى الهية للات‬
‫المحلية فقط و إنما تمتد رقابتها أيضا إلى األعمال السلبية لهذه الهيةات عندما تمتنع هذه األخيرة عن القيام بها‪ ،‬و‬
‫نظ ار لخطورة هذا اإلجراء فلن المشرع قيده بعدة شروط تكفل و تضمن استقاللية الهيةات الالمركزية و هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكللون الهيةللة الالمركزيللة ملزمللة بالتصللرف قانونللا حيللث يكللون امتناعهللا عمللال غيللر مشللروع كمللا هللو الحللال‬
‫بالنسبة للنفقات اإللزامية في ميزانية البلدية (المادة ‪ 154‬من قانون البلدية رقم ‪.)08-90‬‬
‫‪ -2‬تقاعس و امتناع اإلدارة المحلية رغم إعذارها و تنبيهها بضرورة التصرف قبل الحلول محلها في تنفيذه‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬تقدير الالمركزية اإلدارية‪:‬‬
‫للنظام اإلداري الالمركزي الكثير من المزايا‪ ،‬كما يشوبه بعض العيور و هذا ما سنبينه فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مزايا الالمركزية اإلدارية‪:1‬‬
‫أ‪ -‬على المستوى السياسي‪ :‬يكرس النظام الالمركزي مبدأ الديمقراطية بتمكين الشعب من تسيير شؤونه بنفسه عن‬
‫طريق ممثليه في المجالس المحلية المنتخبة‪.‬‬
‫ر‪ -‬على المستوى اإلداري‪ :‬يحقق النظام الالمركزي من الناحية اإلدارية عدة فوائد منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تخفيف العبء عن اإلدارة المركزية‪.‬‬
‫‪ - 2‬تجسيد مبدأ تقريب اإلدارة من المواطن ‪.‬‬
‫‪ -3‬تؤدي إلى تبسيط اإلجراءات و تجنب البطء و الروتين‪.‬‬
‫‪ -4‬تحسللين مردوديللة الوظيفللة اإلداريللة نظل ار إلدارة الشللؤون المحليللة مللن طللرف أشللخاص لهللم مصللال مباشلرة‪،‬‬
‫مما يدفعهم إلى زيادة االهتمام لتلبية االحتياجات المحلية‪.‬‬
‫ج‪ -‬على المستوى االجتمااعي‪ :‬يلؤدي النظلام الالمركزيلة إللى تحقيلق العداللة فلي توزيلع حصليلة الضلرائب و تلوفير‬
‫الخللدمات فللي كافللة أرجللاء الدولللة‪ ،‬علللى عكللس المركزيللة التللي تحضللى فيهللا المللدن الكبللرى بعنايللة أيبللر علللى حسللار‬
‫المدن و األقاليم الصغرى األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب الالمركزية اإلدارية‪:‬‬
‫يمكن حصر االنتقادات الموجهة لالمركزية اإلدارية و هي ضةيلة مقارنة بمزاياها في جانبين هما ‪:2‬‬
‫أ‪ -‬من الناحية السياسية‪ :‬يؤدي هذا النظلام إللى المسلاس بوحلدة الدوللة ملن خلالل توزيلع الوظيفلة اإلداريلة بلين‬
‫السلطة المركزية و الهيةات المحلية و من خالل االعتراف لهذه األخيرة بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫ر‪ -‬مان الناحياة اإلدارياة‪ :‬يللؤدي هلذا النظلام ملن الناحيلة اإلداريلة إلللى علدم التجلانس فلي القيلام بالعمللل اإلداري‬
‫واختالفه من إقليم آلخر‪.‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.183.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪48‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يما أن تشكيل الهيةات المحلية بناء على االنتخار قد يكون عامال في ضعف مردودية الجهاز اإلداري لقللة خبرتله‬
‫وكفاءته وتأثير الدعاية الحزبية في تكوينه‪.‬‬
‫وال شك أن هذه االنتقادات مبالغ فيها‪ ،‬ويمكن عالجها عن طريق الرقابة أو الوصاية اإلدارية التي تمارسها السلطة‬
‫المركزية على الهيةات المحلية‪.‬‬
‫يم للا يمك للن س للد ال للنقص ف للي الخبللرة اإلداري للة للهية للات المحلي للة ع للن طري للق الت للدريب وعق للد اللق للاءات ب للين المنتخب للين‬
‫المحليين وهذا ما سيؤدي إلى زيادة الكفاءة اإلدارية والتقليل من فرص اإلسراف واإلنفاق وضمان التجلانس فلي أداء‬
‫العمل اإلداري بين الهيةات المحلية ودرء مخاطر االختالف وانعكاساته‪.‬‬

‫الباب الثاني‬
‫اإلطار التطبيقي للقانون اإلداري‬
‫بعد استعراضنا في البار األول كل ما هو ذو عالقة بالجانب النظري للقانون اإلداري من تعاريل ومفاهيم‬
‫وخصائص ومصادر ومعايير وأسس نظرية التنظيم اإلداري‪ ،‬فلننا سنخصص هذا الجزء من الدراسة للجانب‬
‫العملي والتطبيقي‪ ،‬حيث سنتناول فيه تطبيقات نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر‪ ،‬والذي يقوم في الجزائر كباقي‬
‫دول العالم على أساس الدمش بين النظامين (النظام المركزي و النظام الالمركزي) و هذا من خالل تطبيق‬
‫المركزية اإلدارية على مستوى قمة الهرم اإلداري إلى جانب تطبيق الالمركزية اإلدارية على مستوى قاعدة الهرم‬
‫اإلداري‪ ،‬كما سنخصص جانب من الد ارسة للتطرق لمظاهر النشاط اإلداري وهما الضبط اإلداري والمرفق‬
‫العمومي ‪ ،‬وفيما يلي تفصيل ذلك‪:‬‬

‫الفصل األول‬
‫اإلدارة المركزية الجزائرية‬
‫يقصد باإلدارة المركزية‪ :‬مجموع المصال و الهيةات اإلدارية الموجودة في قمة الهرم اإلدارة ‪ ،‬و التي تكون‬
‫لسنة ‪ ،1996‬وكذا التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬فان أهم‬ ‫عادة في العاصمة‪ ،‬وطبقا للدستور الجزائري‬
‫المؤسسات اإلدارية الموجودة على المستوى المركزي هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬رئاسة الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -2‬رئاسة الحكومة(الو ازرة األولى)‬
‫‪ -3‬الو ازرة‪.‬‬
‫‪ -4‬المؤسسات الوطنية االستشارية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬رئاسة الجمهورية‪:‬‬
‫تقوم رئاسة الجمهورية على مجموعة من الهيةات تتمثل في األجهزة و الهيايل الداخلية و التي يحكمها‬
‫المرسوم الرئاسي رقم‪ ، 132/94 :‬و المرسوم الرئاسي رقم‪ 197/01 :‬إال أنه يبقى منصب رئيس الجمهورية أهم‬
‫منصب في هذه المؤسسة الدستورية‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط المرشح لرئاسة الجمهورية وانتهاء مهامه‬


‫الفرع األول‪ :‬شروط المرشح لرئاسة الجمهورية‬
‫ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام المباشر والسري‪ ،‬يتم الفوز في االنتخار بالحصول على‬
‫األغلبية المطلقة من أصوات الناخبين المعبر عنها‪.‬‬
‫و طبقا للمادة ‪ 87‬من التعديل الدستوري لسنة ‪1 2016‬فلن شروط المترش لرئاسة الجمهورية هي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬لم يتجنس بجنسية أجنبية‬
‫‪ -2‬أن يتمتع فقط بالجنسية الجزائرية األصلية ‪ ،‬ويثبك الجنسية الجزائرية األصلية لألر واألم‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يدين باإلسالم‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يكون عمره أربعين (‪ )40‬سنة كاملة يوم االنتخار‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن يتمتع بكامل حقوق المدنية و السياسية‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يثبك أن زوجه يتمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط‪.‬‬
‫‪ -7‬يثبك إقامة دائمة بالجزائر دون سواها لمدة ‪ 10‬سنوات على األقل قبل إيداع الترش ‪.‬‬
‫مشاركته في ثورة أول نوفمبر ‪ 1954‬إذا كان مولودا قبل يوليو ‪ 1942‬أو‬ ‫‪ - 8‬أن يثبك‬
‫أن يثبك عدم تورط أبويه في أعمال ضد ثورة أول نوفمبر ‪ ، 1954‬إذا كان مولودا بعد يوليو ‪. 1942‬‬
‫‪ - 9‬أن يقدم التصري العلني بممتلكاته العقارية و المنقولة داخل و خارج الوطن ‪.‬‬
‫‪ - 10‬هذا باإلضافة إلى شروط أخرى أشارت إليها وفصلك فيها المادة ‪ 139‬من قانون االنتخابات لسنة رقم‬
‫‪.10/16‬‬
‫‪ -2‬انتهاء مهام رئيس الجمهورية‪:‬‬
‫لقد حددت المادة ‪ 88‬من الدستور مدة المهمة الرئاسية بلخمس سنوات و يمكن تحديد انتخار رئيس الجمهورية‬
‫مرة واحدة فقط‪.‬‬
‫و بهذا فان مهام رئيس الجمهورية تنتهي تلقائيا بانتهاء مدة المهمة الرئاسية (‪ 05‬سنوات) كما قد تنتهي بالوفاة‬
‫أو االستقالة‪.‬‬
‫و تأخذ االستقالة وفقا لنص المادة ‪ 102‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬شكلين أساسيين هما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستقالة الوجوبية (بقوة القانون )‪:‬وفقا لنص المادة ‪ 102‬من الدستور‪ :‬تتحقق االستقالة الوجوبية إذا‬
‫استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير مزمن‪ ،‬حيث يجتمع المجلس الدستوري‬
‫وجوبا‪ ،‬وبعد أن يتثبك من حقيقة هذا المانع يقترح باإلجماع على البرلمان (التصري بثبوت المانع‪.‬‬
‫يعلن البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعين معا ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي أعضائه و يكلف‬
‫رئيس مجلس األمة بتولي رئاسة الدولة بالنيابة لمدة أقصاها ‪ 45‬يوما ‪.‬‬

‫‪ -‬القانون رقم‪ 01/16 :‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬المتيمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ 14‬لسنة ‪.2016‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪50‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء ‪ 45‬يوما ‪ ،‬يعلن الشغور باالستقالة وجوبا و في هذه الحالة يجتمع المجلس‬
‫الدستوري وجوبا من جديد و يثبك الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية‪ ،‬و يتولى بعدها رئيس مجلس األمة مهام‬
‫رئيس الدولة مدة أقصاها (‪ )60‬يوما تنظم خاللها انتخابات رئاسية‬
‫ثانيا‪ :‬االستقالة اإلرادية‪ :‬يحق لرئيس الجمهورية أن يقدم استقالته بلرادته ألي سبب يراه و يقدره شخصيا‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يجتمع المجلس الدستوري و يثبك حالة الشغور‪ ،‬ثم يجتمع البرلمان بغرفتيه ليبلغ بشهادة‬
‫الشغور‪ ،‬و يتولى مهام رئيس الدولة رئيس مجلس األمة لمدة أقصاها ‪ 60‬يوما تنظم خاللها انتخابات رئاسية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حالة اقتران استقالة أو وفاة رئيس الجمهورية بشغور منصب رئاسة مجلس األمة‪.‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 102‬من الدستور فان رئيس المجلس الدستوري هو الذي يتولى رئاسة الدولة طبقا لنفس اإلجراءات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬صالحيات رئيس الجمهورية ‪:‬‬
‫لرئيس الجمهورية الكثير من الصالحيات و السلطات التي نص عليها الدستور‪ ،‬و خاصة المادتين ‪91‬و‪ ،92‬و‬
‫سنحاول أن نقتصر في هذا المجال على الصالحيات ذات الطابع اإلداري فقط و يمكن إجمال هذه الصالحيات‬
‫في ثالثة أنواع هي ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سلطة التعيين‪:‬‬
‫يعتبر رئيس الجمهورية الرئيس اإلداري األعلى في الدولة و بهذه الصفة منحه المشرع صالحية التعيين في‬
‫الوظائف المدنية و العسكرية السامية‪.‬‬
‫إال أن هذه السلطة عرفك الكثير من التطورات‪ ،‬بداية من دستور ‪ 1989‬و الذي وزع سلطة التعيين في‬
‫المناصب السامية (المدنية و العسكرية ) بين رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة و لكن هذا التوزيع لم يكن‬
‫واضحا و دقيقا ‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى تداخل في الصالحيات و االختصاصات في هذا المجال ‪.‬‬
‫إال أن هذا التداخل في الصالحيات لم ينتهي بصدور التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬و الذي حاول الفصل بين‬
‫سلطات رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة في مجال التعيين و لكن دون جدوى ‪ ،‬فرغم فصله بين مجال‬
‫اختصاص رئيس الجمهورية و المحدد في المادتين ‪ 77‬و‪ 78‬و مجال سلطة رئيس الحكومة في المادة ‪ 85‬من‬
‫الدستور‪ ،‬إال أن التداخل و الصراع بقي قائما و هذا إلى غاية صدور المرسوم الرئاسي رقم ‪ 240-99‬و المتعلق‬
‫بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة ‪.‬‬
‫ورغما أن المرسوم السا بق الذكر قد نج إلى حد بعيد في تحديد االختصاصات و قضى على التداخل بينها‪،‬‬
‫وأنهى التنازع في االختصاص بين مسةولي السلطة التنفيذية في الدولة الجزائرية إال أن الكثير من األمور بقيك‬
‫عالقة‪ ،‬خاصة تلك المرتبطة بعالقة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة و الطاقم الوزاري من جهة و عالقة رئيس‬
‫الجمهورية باعتباره رئيس السلطة التنفيذية بالسلطة القضائية ‪.‬‬
‫األمر الذي أدى بالمشلرع الج ازئلري إللى تلدارك كلل هلذه النقلائص بلصلدار القلانون رقلم‪ 19/08 :‬المتضلمن‬
‫التعديل الدستوري‪ ،‬و الذي أعاد بناء و تنظيم وهيكلة السللطة التنفيذيلة ملن جديلد ‪،‬يملا قلام بتوزيلع االختصلاص فلي‬
‫مجال سلطة التعيين من جديد وهذا عقب تعديل المواد ‪ 77 :‬و ‪ 79‬و التي أعطللك‬

‫‪51‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫لرئيس الجمهورية سلطة واسعة في التعيين مقارنة مع سلطة الوزير األول‪ ،‬هذا األخير الذي عوض رئيس‬
‫الحكومة ‪.‬‬
‫ويمكن إجمال هذه الصالحيات في ما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬الصالحيات الواردة في المادة ‪ 91‬من التعديل الدستوري لسنة ‪2016‬‬
‫‪ /1‬هو القائد األعلى للقوات المسلحة‬
‫‪ /2‬يتولى مسؤولية الدفاع الوطني‬
‫‪ /3‬يقرر السياسية الخارجية لألمة و يوجهها‬
‫‪ /4‬يرأس مجلس الوزراء‬
‫‪ /5‬يعين الوزير األول بعد استشارة األغلبية البرلمانية و ينهي مهامه‬
‫‪ /6‬يوقع المراسيم الرئاسية‬
‫‪ /7‬له الحق في إصدار العفو و الحق في تخفيض العقوبات أو استبدالها‬
‫‪ /8‬له أن يستشير الشعب في كل قضية ذات أهمية وطنية عن طريق االستفتاء‬
‫‪ /9‬يبرم المعاهدات الدولية ويصادق عليها‬
‫‪ /10‬يسلم أوسمة الدولة ونياشينها وشهاداتها التشريعية‬
‫‪ -2‬الصالحيات الواردة في المادة ‪ 92‬من التعديل الدستوري لسنة ‪: 2016‬‬
‫‪ /1‬الوظائف والمهام المنصوص عليها في الدستور‬
‫‪/2‬الوظائف المدنية والعسكري في الدولة‬
‫‪ /3‬التعيينات التي تتم في مجلس الوزراء‬
‫‪ /4‬يعين محافظ بنك الجزائر‬
‫‪ /5‬يعين القضاة‬
‫‪ /6‬يعين مسةولي أجهزة األمن‬
‫‪ /7‬يعين الوالة‬
‫‪ /8‬يعين السفراء و المبعوثين فوق العادة ‪....‬‬
‫العليا‬ ‫‪/9‬يم يعين أيضا كل من‪ :‬األمين العام للحكومة يعين رئيس مجلس الدولة‪ ،‬الرئيس الغول للمحكمة‬
‫‪ -3‬الصالحيات الواردة في المادة ‪ 93‬من التعديل الدستوري لسنة ‪:2016‬‬
‫‪ /1‬يعين أعضاء الحكومة بعد استشارة الوزير األول‬
‫‪ -‬هذا باإلضافة إلى تعيينات كثيرة واردة في مواد أخرى من الدستور‪ :‬كتعيين ثلث أعضاء المجلس‬
‫الدستوري ‪ ،‬وثلث أعضاء مجلس األمة و ‪ 15‬عضوا من المجلس اإلسالمي األعلى ‪...‬‬

‫‪52‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السلطة التنظيمية‬


‫أوال‪ :‬المقصود بالسلطة التنظيمية‬
‫يقصد بالسلطة التنظيمية‪ ":‬االختصاص المنوط لمسةولي السلطة التنفيذية– رئيس الجمهورية و الوزير األول –‬
‫سن قواعد عامة و مجردة ال تختلف من الناحية الموضوعية و المادية عن القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية‬
‫‪".‬‬
‫فاالختالف بين التشريع و التنظيم مبني على ساس شكلي فقط‪ ،‬فالتنظيم يصدر عن السلطة التنفيذية بفرعيها ‪،‬أما‬
‫التشريع فيصدر من طرف البرلمان ‪.‬‬
‫وهناك فارق كذالك بين السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية و الوزير األول ‪ ،‬فاألولى تسمى بالمراسيم الرئاسية‬
‫والثانية بالمراسيم التنفيذية ‪.‬‬
‫يما أن السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مستقلة عن السلطة التشريعية أما السلطة التنظيمية للوزير األول فهي‬
‫غير مستقلة و نما مرتبطة بالتشريع و المراسيم الرئاسية إلى حد كبير‪. 1‬‬
‫ثانيا‪ :‬حدود السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‬
‫نصك المادة ‪ 143‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬على صالحيات رئيس الجمهورية في مجال التنظيم بقولها‬
‫‪ " :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون "‬
‫هذا النص يطرح إشكال التفرقة بين مجال وحدود القانون ومجال وحدود التنظيم‪.‬‬
‫بالرجوع إلى التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬نجد أن المشرع الجزائري قد حدد مجال التشريع أو القانون بموجب‬
‫المادتين ‪ 140‬و‪ 141‬حيث احتوت المادة ‪ 140‬على ‪ 29‬مجاال للقانون العادي‪ ،‬كما احتوت المادة ‪ 141‬على‬
‫‪ 07‬مجاالت للقوانين العضوية‪.‬‬
‫فالتشريع العادي والعضوي على هذا النحو يهتم بوضع القواعد العامة في المجاالت المذكورة في المادتين‬
‫السابقتين‪ ،‬أما التنظيم فيكرس قواعد جديدة خارج مجال التشريع ‪.‬‬
‫وبعد فان السلطة التنظيمية واسعة وغير محددة ‪،‬يما أنها مستقلة عن السلطة التشريعية ألنه تم تحديدها بطريقة‬
‫سلبية‪ ،‬مما يجعل مجالها واسعا يطال كل الميادين و المجاالت باستثناء ما هو مخصص للقانون حصريا في‬
‫المادتين ‪ 140‬و‪.141‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سلطة المحافظة على أمن الدولة و سالمتها‬
‫من أهم صالحيات رئيس الجمهورية هو الحفاظ على امن الدولة واستقرار مؤسساتها بموجب سلطاته في‬
‫اتخاذ تدابير و اإلجراءات الالزمة في الضبط اإلداري ومن بين هذه السلطات ‪:‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.197.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫أوال‪ :‬إعالن حالة الطوارئ و الحصار‪ :‬وفقا للمادة ‪ 105‬من التعديل الدستور ‪ 2016‬يقرر رئيس الجمهورية إذا‬
‫ادعك الضرورة الملحة حالة الطوارا أو الحصار لمدة معينة بعد اجتماع المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس‬
‫المجلس الشعبي الوطني ‪،‬ورئيس مجلس األمة ‪ ،‬ورئيس الحكومة ‪،‬ورئيس المجلس الدستوري ‪ ،‬ويتخذ كل التدابير‬
‫الالزمة الستتبار الوضع و ال يمكن تمديد حالة الطوارا أو الحصار إال‬

‫بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا‪،‬ويتم تنظيم حالة الطوارا و حالة الحصار بموجب قانون‬
‫عضوي(م‪.) 106.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إعالن الحالة االستثنائية‪ :‬وفقا المادة ‪ 107‬من الدستور يقرر رئيس الجمهورية الحالة االستثنائية إذ كانك‬
‫البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقاللها أو سالمة ترابها‪.‬‬
‫وال يتخذ مثل هذا اإلجراء إال بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة و المجلس‬
‫الدستوري و االستماع إلى المجلس األعلى لألمن ومجلس الوزراء‪.‬‬
‫وعلى رئيس الجمهورية أن يتخذ اإلجراءات االستثنائية التي تتطلبها المحافظة على استقالل األمة و المؤسسات‬
‫الدستورية‪ ،‬ويجتمع البرلمان وجوبا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعبئة العامة وفقا للمادة ‪ 108‬من الدستور يقرر رئيس الجمهورية التعبةة العامة في مجلس الوزراء بعد‬
‫االستماع إلى المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس مجلس األمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إعالن حالة الحرب‪ :‬وفقا للمادة ‪ 109‬من الدستور إذ وقع عدوان فصلي على البالد أو يوشك أن يقع‬
‫حسبما نصك عليه الترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬يعلن رئيس الجمهورية الحرر‪ ،‬بعد إجماع مجلس‬
‫‪.‬و ورئيس مجلس األمة‪.‬‬ ‫الوزراء و االستماع إلى المجلس األعلى لألمن و استشارة رئيس المجلس‬
‫يجتمع البرلمان وجوبا ويوجه رئيس الجمهورية خطابا لألمة يعلمها بذلك ويوقف العمل بالدستور مدة حالة الحرر‬
‫ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات و إذا انتهك المدة الرئاسية خالل الحرر مدة وجوبا إلى غاية نهاية‬
‫الحرر‪( .‬م ‪.) 110‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوزير األول‪:‬‬
‫تبنك الجزائر قبل ‪ 1988‬منذ وحدة السلطة التنفيذية و لكن بعد أحداث ‪ 05‬أيتوبر ‪ 1988‬و بمناسبة‬
‫التعديل الدستوري لشهر نوفمبر ‪ 1988‬تم تكريس مبدأ ثنائية السلطة التنفيذية من خالل استحداث منصب رئيس‬
‫الحكومة إلى جانب رئيس الجمهورية‪ ،‬هذه الثنائية التي تم تكريسها في دستور ‪ 23‬فيفري ‪ 1989‬وتم تثبيتها في‬
‫التعديل الدستوري لشهر نوفمبر ‪.1996‬‬
‫إال أن المشرع بمقتضى القانون رقم ‪ 19/08 :‬المتضمن التعديل الدستوري رأى أنه من المناسب إعادة تنظيم‬
‫السلطة التنفيذية من الداخل و هذا باستبدال وظيفة رئيس الحكومة بوظيفة الوزير األول ‪.‬‬
‫و بهذا فلن الهيكلة الجديدة للسلطة التنفيذية في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬قائمة على أساس رئيس‬
‫الجمهورية و الوزير األول وهو ما أيده التعديل الدستوري لسنة ‪2016‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعيين الوزير األول‬

‫‪54‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفرع األول‪ :‬كيفية تعيين الوزير األول ‪:‬‬


‫يعين رئيس الجمهورية الوزير األول بموجب مرسوم رئاسي وهذا وفقا للمادة ‪ 05/91‬من التعديل الدستوري‬
‫لسنة ‪.2016‬‬

‫و لم يحدد الدستور أي شرط لتولى هذا المنصب كأن يكون مثال ينتمي سياسيا إلى الحزر الفائز بأغلبية المقاعد‬
‫في البرلمان‪ ،‬إال أن االعتبارات السياسية تقتضى ذلك للعمل و الحد من التوتر و الصراع بين المؤسسات السياسية‬
‫‪.‬‬
‫يما يمكن لرئيس الجمهورية حسب التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬والذي تراجع عنه في ظل الدستور الحالي لسنة‬
‫‪ 2016‬أن يعين نائبا أو عدة نوار للوزير األول بغرض مساعدة الوزير األول في ممارسة وظائفه و يعين‬
‫مهامهم (المادة ‪ 07/77‬من التعديل الدستوري للسنة ‪.) 2008‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬انتهاء المهام‬
‫تنتهي مهام الوزير األول إما بالوفاة أو باإلقالة أو االستقالة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلقالة ‪ :‬يخول الدستور لرئيس الجمهورية الحق في إنهاء مهام الوزير األول بموجب مرسوم رئاسي (المادة‬
‫‪ 05/91‬من التعديل الدستوري لسنة ‪).2016‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستقالة‪ :‬تأخذ استقالة الوزير األول وفقا للدستور شكلين ‪:‬‬
‫‪-1‬االستقالة اإلرادية‪ :‬تنص المادة ‪ 100‬من الدستور المعدل سنة ‪" 2016‬يمكن للوزير األول أن يقدم‬
‫استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية "‬
‫‪-2‬االستقالة الح مية و تكون في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمل الحكومة "المادة ‪ 95‬من الدستور المعدل سنة‬
‫‪.2016‬‬
‫في هذه الحالة يعين رئيس الجمهورية من جديد وزي ار أول حسب الكيفيات نفسها‬
‫‪-2‬حالة ترش الوزير األول لرئاسة الجمهورية ( المادة ‪ 104‬من الدستور المعدل سنة‪)2016‬‬
‫‪ -3‬حالة مصادقة المجلس الشعبي الوطني على ملتمس الرقابة ‪ :‬وهذا وفقا للمادة ‪ 98‬من الدستور ‪.‬‬
‫و إنهاء مهام الوزير األول يترتب عليه إنهاء مهام كل أعضاء الحكومة وجوبا ‪.‬‬
‫‪ -4‬حالة عدم التصويك بالثقة إذا طلب الوزير األول ذلك ‪،‬وفقا للمادة ‪ 98‬من الدستور‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األول‬
‫وفقا للمادة ‪ 85‬من الدستور المعدل بموجب القانون رقم ‪: 19/08 :‬يمارس الوزير األول الصالحيات التالية ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صالحية التعيين‬
‫حسب المادة ‪ 99‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬يمارس الوزير األول زيادة على السلطات التي تخولها إياه‬
‫صراحة أحكام أخرى من الدستور ‪ ،‬الصالحيات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة مع احترام األحكام الدستورية‬

‫‪55‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-2‬يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات‬


‫‪-3‬يترأس اجتماعات الحكومة‬
‫‪-4‬يوقع المراسيم التنفيذية‬

‫‪-5‬يما يتمتع الوزير األول بصالحيات التعيين في وظائف الدولة بعد موافقة رئيس الجمهورية (المادة ‪5/99‬‬
‫من الدستور) ‪ ،‬وسلطة الوزير األول في التعيين تطال مختلف المجاالت إال ما استثني صراحة بنص لصال‬
‫رئيس الجمهورية‪،‬يما هو وارد في المواد ‪ 91‬و‪ 92‬من الدستور المعدل سنة ‪، 2016‬وكذا في القانون رقم‪:‬‬
‫‪ 239/99‬و المتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة‪. 1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬السلطة التنظيمية‪:‬‬
‫يمارس ال وزير األول السلطة التنظيمية بموجب ما يوقعه من مراسيم تنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية ( المادة‬
‫‪ )99‬وهذا تطبيقا و لمخطط عمل الحكومة (المادة ‪ 94‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ) 2016‬كما يسهر على تنفيذ‬
‫القوانين و التنظيمات (المادة ‪ 02/99‬من التعديل الدستوري)‪.‬‬
‫و ذا كانك السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية واسعة ومستقلة فلن السلطة التنظيمية للوزير األول مرتبطة إما‬
‫بالسلطة التشريعية (المادة ‪ 02/143‬من التعديل الدستوري لسنة ‪" )2016‬يندرج تطبيق القوانين في المجال‬
‫التنظيمي الذي يعود للوزير األول ‪ ".‬و إما بالسلطة التشريعية والتنظيمية لرئيس الجمهورية " أي ما يصدره من‬
‫أوامر رئاسية و تنظيمات‪.‬‬
‫و بهذا فلن السلطة التنظيمية للوزير األول أضيق نطاقا من السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية كما أنها سلطة‬
‫غير مستقلة و إنما مرتبطة بما يصدر قبلها من تشريعات و قوانين و أوامر رئاسية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬توزيع الصالحيات بين أعياء الح ومة‬
‫من بين أهم مهام الوزير األول تنفيذ مخطط عمل الحكومة وألجل هذا يضبط الوزير األول مخطط عمله‬
‫لتنفيذه (المادة ‪ 99‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،)2016‬وبحكم ترأسه للجهاز التنفيذي في الدولة ‪ ،‬له الحق في‬
‫تنظيم الطاقم الوزاري و ضبط مخطط عمله وفقا للبرنامش الذي رسمه ووضعه رئيس الجمهورية‪ ،‬فهو الذي يحدد و‬
‫يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة و ينسق بينهم ويقسم العمل و يضبط اختصاص كل وزير بدقة ‪ (.‬المادة‬
‫‪ 01/899‬من التعديل الدستوري لسنة ‪. ) 2016‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬السهر على حسن سير اإلدارة العامة‬
‫وفقا للمادة ‪ 06/99‬من الدستور المعدل لسنة ‪ 2016‬يسهر الوزير األول على حسن سير اإلدارة العمومية‪ ،‬و‬
‫هذا بحكم ترأسه للجهاز اإلداري في الدولة ‪.‬‬
‫إذ يعمل على تسيير الجهاز اإلداري و توجيهه و فقآ لبرنامش رئيس الجمهورية الذي تعهد به أمام الشعب‪.‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫كما يعمل ع لى تنظيم اإلدارة العامة و حسن سيرها و التنسيق بين مختلف وحداتها و فروعها‪ ،‬و له في هذا‬
‫المجال أيضا إصدار األوامر و التعليمات ألجل ضمان حسن أداء العمل اإلداري في مختلف الو ازرات و قطاعات‬
‫الحكومة ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى صالحيات و سلطات أخرى واردة بالدستور ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األجهزة المساعدة للوزير األول‬
‫وفقا للمادة ‪ 7/77‬من الدستور المعدل لسنة ‪ " : 2008‬يمكن لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا أو عدة نوار‬
‫للوزير بغرض مساعدة الوزير األول في ممارسة و وظائفه و ينهي مهامهم ‪ ".‬وقد ألغيك هذه المادة في ظل‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪.2016‬‬
‫يما يجب اإلشارة إلى أنه يساعد الوزير األول في قيادة العمل الحكومي مصال تتكون من ‪:‬‬
‫‪ -3‬مكلفيين بمهمة‬ ‫‪ -1‬مدير الديوان ‪ -2‬رئيس الديوان‬
‫و يلدير ملدير اللديوان و رئلليس اللديوان تحلك سللطة الللوزير األول و فلي حلدود صلالحيات كللل منهملا ديلوان الللوزير‬
‫األول و ينس للقان نش للاطه و ه للذا وفق للا للم للادة ‪ 03‬م للن المرس للوم التنفي للذي ‪ 63 /09 :‬الم للؤرخ فل للي ‪2009/02/07‬‬
‫المتضمن مهام ديوان الوزير األول و تنظيمه ‪.‬‬
‫كما يساعد الوزير األول هيةة تسمى بمديرية إدارة الوسائل المنشأة بموجب‪ :‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 64/09‬الملؤرخ‬
‫في‪ 2009/02/07 :‬المحدد صالحيات مديرية إدارة الوسائل للوزير األول و تنظيمها ‪.‬‬
‫و تشمل مديرية إدارة الوسائل للوزير األول على ‪ 05‬مديريات فرعية هي ‪:‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للموارد البشرية ‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية الفرعية للميزانية و المحاسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية الفرعية للوسائل العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية الفرعية لإلعالم اآللي ‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية الفرعية للشؤون القانونية و الوثائق و األرشيف‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الوزارة‬


‫يتشللكل مجلللس الحكومللة الللذي ي أرسلله رئلليس الجمهوريللة وينوبلله الللوزير األول مللن أعضللاء للحكومللة "الللو ازرات"‪،‬‬
‫واللو ازرة هلي نتيجلة لتعللدد وظلائف الدوللة المعاصلرة والتللي تفلرض تقسليم العملل بللين الهيةلات المركزيلة‪ ،‬و تشلكل كللل‬
‫هيةة ما يسمى بالو ازرة تختص بعملل معلين تحلدده القلوانين والتنظيملات ويلرأس اللو ازرة اللوزير واللذي يتصلرف باسلم‬
‫الدولة ويعمل على تنفيذ سياساتها في القطاع الذي يشرف عليه ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوزير‬
‫الفرع األول‪ :‬تعيين الوزير ا ألول وانتهاء مهامه‬
‫أوال‪ :‬كيفية تعيين الوزير‬

‫‪57‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ال توجد شروط خاصة ومحددة يجب توافرها في الوزير‪ ،‬إال أن رئيس الجمهورية هو الذي يستأثر بسلطة تعينه‬
‫بعد استشارة الوزير األول (المادة ‪ )79‬المعدلة بموجب مرسوم رئاسي‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬انتهاء المهام‬
‫باإلضافة إلى الوفاة تنهي مهام الوزير" عضو الحكومة " وفقا لصورتين هما‪:2‬‬
‫‪ /1‬اإلقالة ‪ :‬إعماال لقاعدة توازي األشكال ‪ ،‬إذ يمكن لرئيس الجمهورية أن يعلزل أو يقيلل أحلد اللوزراء بعلد استشلارة‬
‫الوزير األول أن يقترح على رئيس الجمهورية عزل أحد الوزراء ‪.‬‬
‫‪ / 2‬االستقالة ‪ :‬وهي نوعان ‪:‬‬
‫ب‪/‬‬ ‫أ‪ /‬االستقالة اإلرادية‪ :‬وتكون بلرادة الوزير في أي وقك شلاء بشلرط قبولهلا ملن طلرف رئليس الجمهوريلة‪.‬‬
‫االستقالة الح مية ‪ :‬وتكون في حالة إقالة أو استقالة رئيس الحكومة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات الوزير‬
‫بالرجوع إلى الدستور يمكن إجمال أهم صالحيات الوزير في ‪:3‬‬
‫أوال‪ :‬السلطة التنظيمية ‪ :‬يساهم الوزير في تنفيذ وتطبيق المراسيم التنفيذية بموجب ما يصدره من ق اررات تنظيميلة‬
‫( ق اررات و ازرية ) تتصل بقطاع و ازرته ‪.‬‬
‫وبهذا فلن سلطته التنظيمية غير مستقلة و نما مرتبطة بالسلطة التنظيمية لرئيس الحكومة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬السلطة الرئاسية ‪ :‬يعتبر الوزير الرئيس اإلداري األعلى في و ازرته وله فلي هلذا المجلال الحلق فلي ممارسلة‬
‫جمع مظاهر السلطة الرئاسية من إصدار األوامر والتوجيهات والرقابة والتعقيب على أعمال جميع ملوظفي اللو ازرة "‬
‫المر وسين " ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سلطة التعيين ‪ :‬رغم أن سلطة التعيين مخولة قانونا لرئيس الجمهورية في إطار تنفيلذ برنامجله إال انله ملن‬
‫الناحية العملية يتم تفويضها للوزير بالنسبة لتعيين مستخدمي اإلدارة المركزية للو ازرة ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الوصاية اإلدارية‪ :‬يمارس الوزير وصايته ورقابته اإلدارية على مختلف المؤسسات اإلدارية العامة العامللة‬
‫في إطار قطاعه‪ ،‬والتي تتمتع بالشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم الوزارة‬
‫يختلف التنظيم اإلداري والداخلي للو ازرات باالختالف نوعها ونشاطها ‪.‬‬
‫وبللالرجوع إلللى المرسللوم التنفيللذي المعللدل المللتمم رقللم ‪ 188/90‬المللؤرخ فللي‪ 23 :‬جلوان ‪ 1990‬الللذي يحللدد هيايللل‬
‫الو ازرة وأجهزتها نجد أن تنظيم الو ازرة المركزية يقوم على ما يلي ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلدارة المركزية للوزارة ‪:‬‬
‫والتللي تتشللكل مللن الللديوان وجهللاز التفتلليس واألجه لزة االستشللارية ‪ ،‬والمللديريات العامللة أو المركزيللة والتللي تنقسللم‬
‫بدورها إلى مديريات فرعية التي تتكون من مكاتب‪.1‬‬

‫‪-‬قصير مزياني فريدة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.170.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.110.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬لمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪58‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصالح الخارجية للوزارة ‪:‬‬


‫وهللي تلللك األجه لزة اإلداريللة التللي ال تتمتللع بالشخصللية المعنويللة رغللم تمتللع بعضللها بحللق التقاضللي ‪ ،‬والخاضللعة‬
‫للسل لللطة الرئاسل للية للل للوزير علل للى الل للرغم مل للن تواجل للدها خل للارج الهيكل للل اإلداري المركل للزي للل للو ازرة كالمل للديريات المحليل للة‬
‫والجهوية(مديرية التربية‪ ،‬الصحة ‪)...‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى وجود عالقة للوالي بهلذه المصلال الخارجيلة باعتبلاره مملثال ألعضلاء الحكوملة فهلو المكللف‬
‫بالتنسيق والمراقبة ألعمالها باستثناء بعض القطاعات نظ ار لطبيعة مهامها إذ تبقى مرتبطة مباشرة بالوزير‪. 2‬‬
‫كما يجب اإلشارة إلى التصنيفات المختلفة للوزراء ‪:3‬‬

‫‪ /1‬و ازرات السيادة ‪ :‬وهي الو ازرات األساسية المكلفة بالحفاظ على كيان الدولة واستقرارها‪ ،‬مثلل‪ :‬و ازرة العلدل‪،‬‬
‫و ازرة الخارجية ‪،‬و ازرة الداخلية و و ازرة الدفاع الوطني ‪.‬‬
‫‪ /2‬الاااو ازرات ذات الطاااابع االقتصاااادي ‪ :‬وه للي مجمللوع ال للو ازرات العامل للة فللي المي للدان االقتص للادي كالص للناعة‪،‬‬
‫الفالحة‪ ،‬التجارة ‪.‬‬
‫‪ / 3‬الو ازرات ذات الطابع االجتماعي والثقافي ‪ :‬وتتمثل في اللو ازرات العامللة فلي الميلدان االجتملاعي والثقلافي‬
‫‪ :‬كو ازرة الثقافة ‪ ،‬الشؤون االجتماعية‪ ،‬التعليم العالي ‪ ،‬التربية ‪...‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المؤسسات الوطنية االستشارية‪:‬‬
‫باإلض للافة إل للى المؤسس للات الوطني للة المركزي للة توج للد مؤسس للات و هية للات إداري للة مركزي للة استش للارية ف للي جمي للع‬
‫الميادين االقتصادية و االجتماعية‪،‬و الثقافية و يطلق عليها بالهيةات الوطنية أو المجالس العليا‪.‬‬
‫و تعتبر االستشارة ضرورية في مجال اإلدارة ألنها توجه رجلل اإلدارة نحلو القلرار األصلور‪ ،‬إذ مهملا كانلك كفاءتله‬
‫ف ل للان ل ل للن يل ل للم بك ل للل المي ل للادين و المه ل للن و التخصص ل للات و ه ل للذا ال ل للنقص يمك ل للن تفادي ل لله باالستش ل للارة و االس ل للتعانة‬
‫بالمتخصصين في كل المجاالت‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أش ال االستشارة‪ :‬تأخذ االستشارة في الواقع عدة أشكال هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االستشارة االختيارية (غير الملزمة)‪:‬و تكون فلي حاللة علدم وجلود نلص يللزم اإلدارة بلان تستشلير هيةلة معينلة‬
‫قبل اتخاذها القرار فاإلدارة هنا لها الخيار في طلب اإلشارة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستشارة اإلجبارية‪ :‬وتكون في حالة وجود نص يلزم اإلدارة بان تأخلذ رأي جهلة معينلة قبلل اتخاذهلا القلرار‪،‬‬
‫فاإلدارة تكون هنا ملزمة باللجوء إلى إج ارء االستشارة و يؤدي إللى بطلالن تصلرفها فلي حاللة علدم احت ارمله‪ ،‬وبعلد‬
‫اطالعها على االستشارة يكون لها الحرية في أن تأخذ به أو تخالفه‪.‬‬

‫‪-‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.173.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.113.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪59‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ثالثا‪ :‬االستشاارة المتبوعاة باالرأي الواجاب اإلتبااع الارأي المطاابق " وتكلون فلي حاللة وجلود نلص يللزم اإلدارة أن‬
‫تطلب اإلستشارة من هيةة معينة مع ضرورة االلتزام بها ‪ ،‬أي أن القلرار يجلب أن يكلون مطابقلا لللرأي الصلادر علن‬
‫الجهة االستشارية و ال كان باطال ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بعض الهيئات االستشارية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الهيئات االستشارية المستحدثة بموجب الدستور‪:‬‬
‫عم للل المؤس للس الدس للتوري م للن خ للالل التع للديل الدس للتوري األخي للر لس للنة ‪ 2016‬عل للى دس للترة بع للض الهية للات‬
‫االستشل ل للارة علل ل للى غل ل لرار المجلل ل للس اإلسل ل للالمي األعلل ل للى (المل ل للادة ‪ 195‬مل ل للن الدسل ل للتور) والمجلل ل للس الل ل للوطني لحقل ل للوق‬
‫اإلنسان(المادة ‪ 198‬من الدستور) والمجلس األعلى للشبار(المادة ‪ 200‬من الدسلتور) والهيةلة الوطنيلة للوقايلة ملن‬
‫الفسللاد ومكافحتلله(المادة ‪ 202‬مللن الدسل تور)والمجلس الللوطني االقتصللادي واالجتماعي(المللادة ‪ 204‬مللن الدسللتور)‬
‫والمجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات(المادة ‪ 206‬من الدستور)‪.‬‬
‫‪ - 1‬المجلس الوطني االقتصاادي واالجتمااعي ‪ :‬أحلدث بموجلب لمرسلوم الرئاسلي رقلم ‪ 225/ 93‬المعلدل والملتمم‬
‫وهلو عبللارة عللن هيةللة مختلطلة تضللم خبل ارء ينتمللون لقطاعللات مختلفلة ( حلرفيين ‪ ،‬تجللار ‪ ،‬صللناعيين ‪ )....‬ومهمتلله‬
‫إبداء اإلستشارة في المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪.‬‬
‫ولقد تم دسترة هذه الهيةة االستشارة بموجب المادة ‪ 204‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ -2‬اللجنة الوطنية االستشارية لترقية وحماية حقاوق اإلنساان ‪ :‬لقلد تلم إنشلاء اللجنلة بموجلب المرسلوم الرئاسلي‬
‫رقم ‪ ، 71/01‬واللجنة هي هيةة ذات طابع استشاري للرقابة واإلنذار المبكر والتقييم في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وقلد‬
‫تم إلغائها وتعويضها بهيةة جديدة هي المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الهيئات االستشارية المحدثة بموجب مرسوم رئاسي‪: 2‬‬
‫‪ -1‬المجلااس األعلااى للتربيااة ‪ :‬المحللدث بموجللب المرسللوم الرئاسللي رقللم‪ 101/96‬وهللو عبللارة عللن هيةللة استشللارية‬
‫على المستوى الوطني في مجال التربية وتم حله سنة ‪ 2001‬بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪. 112 / 2000‬‬
‫‪ -4‬المجلس األعلى للغة العربية ‪ :‬أنشأ بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 226/98‬وهو مجلس استشاري في مجال‬
‫حماية اللغة العربية وترقيتها وتطويرها وتعميمها ‪.‬‬
‫ب‪ /‬الهيئات االستشارية المحدثة بموجب مراسيم تنفيذية‪: 3‬‬
‫‪ -1‬المجلااس الاااوطني للمحاسااابة‪ :‬واحللدث بموج للب المرسللوم التنفي للذي رقللم ‪ 318/96‬ووض للع تحللك س لللطة وزي للر‬
‫المالية ‪ ،‬وهو جهاز استشاري ذو طابع وزاري مشترك ومهني مشترك ‪ ،‬يبدي اإلستشارة في المجال المحاسبي‪.‬‬
‫‪ -2‬المجلااس الااوطني للمارأة‪:‬وأحللدث بموجللب المرسللوم التنفيللذي رقللم ‪ 98/97 :‬يمللارس مهاملله تحللك إشلراف رئلليس‬
‫الحكومة ‪ ،‬وهو جهاز استشاري في مجال السياسة الوطنية للمرأة ‪.‬‬

‫‪ -‬لقد تم دسترة الهيةة الجديدة بموجب المادة ‪ 198‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2016‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 217.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.221.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪60‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفصل الثاني‬
‫اإلدارة الالمركزية الجزائرية اإلدارة المحلية‬
‫إن اإلدارة المحليللة هللي إحللدى صللور الالمركزيللة اإلداريللة‪ ،‬والتللي ظهللرت الحاجللة ماسللة للعمللل بهللا‪ ،‬خصوصللا‬
‫بعد تعدد وظائف الدولة الحديثة واتساع رقعتها وكثرة أنشطتها اإلدارية نتيجة لزيلادة تلدخلها فلي النشلاط االقتصلادي‬
‫وللمتغيرات السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي شهدها العالم أواخر القرن ‪ 19‬وبداية القرن ‪.20‬‬
‫إن اإلدارة المحلية الزمة في أي دولة مهما كان شلكل نظلام السياسلي وهلذا لتتقاسلم معهلا األعبلاء الملقلاة عللى‬
‫عاتقها من الناحية اإلدارية وحتى يمكن البك والفصل في المسلائل وتقلديم الخلدمات بسلرعة ‪ ،‬وهلذا علن طريلق قيلام‬
‫الهيةات بلدارة المرافق المحلية ‪.‬‬
‫ورغللم تبللاين مفللاهيم الفقهللاء حللول اإلدارة المحليللة إال أنهللا تمثللل إحللدى وسللائل اإلدارة وجللزءا أساسلليا مللن السلللطة‬
‫التنفيذية من أجل مباشرة التنفيذ اليومي للقوانين‪ ،‬وليسك إحدى صور الحكم في الدولة لكونهلا ال تحتلوي عللى كلل‬
‫وظيفة الدولة اإلدارية و نما تتناول جلزءا منهلا فقلط يتمثلل فلي إدارة و الم ارفلق المحليلة باسلم الم ارفلق القوميلة للسللطة‬
‫المركزية‪.‬‬
‫وبهذا فاإلدارة المحلياة فاي الدولاة المعاصارة هلي أسللور أو نظلام إداري يلوفر االسلتقالل النسلبي ال المطللق أو‬
‫الكامللل للهيةللات والوحللدات اإلداريللة المحليللة المرفقيللة والمصلللحية ‪ ،‬يضللمن معلله مباش لرتها للجللزء المنللوط بهللا مللن‬
‫الوظيفة اإلدارية التي تختص بها أساسا السلطة المركزية في الدوللة بهلدف تنميلة مجتمعهلا المحللي و شلباع حاجاتله‬
‫وتأدية الخدمات العامة للمواطنين‪.1‬‬
‫ويبدو للمستقرئ للتاريخ السياسي واإلداري للدولة اإلساالمية أنهلا قلد عرفلك أسللور الالمركزيلة اإلداريلة بمفهومهلا‬
‫الواض في الفكر اإلداري الحالي‪.‬‬
‫فقللد عمللل سلليدنا محمللد (ص) علللى تحقيللق اإلدارة المحليللة بمعناهللا الحللالي ‪ ،‬فبعللد أن انتشللر اإلسللالم ‪ ،‬قللام سلليدنا‬
‫محمللد (ص) القائللد األعلللى بتقسلليم الدولللة اإلسللالمية إلللى عللدة مقاطعللات وعللين فللي كللل منهللا واليللا‪ ،‬وكانللك الواليللة‬
‫والوالي يشبهان إلى حد بعيد نظام الوالية والوالي في وقتنا الحالي‪.‬‬
‫أمللا فللي عصللر الخلفللاء ال ارشللدين وبعللد اخللتالط المسلللمين بأهللل البلللدان المفتوحللة ‪ ،‬نجللد أنهللم منحلوا اإلدارة المحليللة‬
‫ألهل تلك البالد تلبية لرغباتهم وحرصا على إرضاء رعاياهم‪.‬‬
‫وأيللا كللان شللكل اإلدارة فللي عصللر الرسللول (ص) ومللن بعللده الخلفللاء ال ارشللدين وغيللرهم فلنهللا كانللك تتسللم بفاعليللة‬
‫الرقابة فيهلا لتلوافر اللوازع اللديني واألخلالق ‪ ،‬والعتمادهلا فلي اإلدارة المحليلة عللى نخبلة ملن صلحابة الرسلول (ص)‬
‫وخيرة المسلمين باإلضافة إلى قيام اإلدارة العامة اإلسلالمية عللى علدة مبلادا منهلا ‪ :‬األملر بلالمعروف والنهلي علن‬
‫المنكللر‪ ،‬مبللدأ الشللورى‪ ،‬مبللدأ العللدل ‪...‬وحسللن اختيللار القللادة السياسلليين واإلداريللين علللى أسللاس الصللالحية والجللدارة‬
‫والكفاءة والقوة واألمانة‪. 2‬‬

‫‪-‬هاني عرر ‪ ،‬محاضرات في اإلدارة المحلية ‪ ،‬ملتقى البحث العلمي‪ ،2019/02/12 ، www.resscrs.info ،‬ص‪.15.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪09.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪61‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ولإلدارة المحلية عدة مزايا وفوائد يم ن إجمالها فيما يلي‪:1‬‬


‫‪-1‬ضاارورة تعميااق أساالوب الح اام الااديمقراطي‪ :‬ويقصللد بللذلك تمكللين كافللة قللوى الشللعب مللن المشللاركة الفعليللة فللي‬
‫السلطة و دارة وتصريل شؤونها المحلية بنفسها‪ ،‬ووفقا إلرادتها ورغباتها الشخصية وتوجهاتها السياسية‪.‬‬
‫‪-2‬ضاارورة دعاام وفعاليااة نظااام اإلدارة المحليااة ‪ :‬مفللاده العمللل علللى تحقيللق المزيللد مللن المركزيللة اإلدارة وتطللوير‬
‫اإلدارات المحلية وتزويدها بالصالحيات الالزمة لها للدفع بها قدما نحو عجلة التنميلة وازدهلار مجتمعاتهلا اإلقليميلة‬
‫والمحلية باعتبارها أساسا الديمقراطية والذي يجب أن تشارك فيه األحزار ‪.‬‬
‫‪-3‬التأكيااد علااى الوجهااة السياسااية للدولااة‪ :‬مفللاده معرفللة وجهتهللا ونظامهللا السياسللي‪ ،‬ومللا إذا كانللك تأخللذ بالنظللام‬
‫االشترايي الذي يقوم عليه نظامها االقتصلادي بملا يحقلق الكفايلة والعلدل ويحلول دون االسلتغالل ويعملل عللى إذابلة‬
‫الفوارق بين الطبقات‪ ،‬األمر الذي يعمل على زيادة اإلنتاج وضمان توزيع الخدمات األساسية والعاملة توزيعلا علادال‬
‫بين جميع األفراد في مختلف الواليات والبلديات‪.‬‬
‫ويمك للن الق للول ب للان اله للدف م للن فلس للفة اإلدارة المحلي للة ينحص للر ف للي تحقي للق مجموع للة أه للداف سياس للية و داري للة‬
‫واقتصادية واجتماعية فتتحقق األهداف السياسية من خالل تحقيق الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -4‬تزايد مهام الدولة‪ :‬مع بداية القرن العشرين تول دور ووظيفة الدولة فبعدما كانلك دوللة حارسلة أصلبحك نتيجلة‬
‫لبعض العتبارات دولة تدخلية في جميع المجاالت‪ ،‬األمر الذي أدى إلى التوسلع فلي إنشلاء الم ارفلق العاملة ‪ ،‬ولكلن‬
‫للتعدد هذه المرافق وكثرتها من جهة وزيادة حاجيات األفراد والخدمات التي يطلبونها كل هذا حتم إلى ضرورة تبنلي‬
‫نظام الالمركزية اإلدارية من خالل تطبيق اإلدارة المحلية ‪.‬‬
‫‪ -5‬التفاوت باين أجازاء اإلقلايم الدولاة الواحادة‪ :‬إن التنلوع والتفلاوت الجغ ارفلي واالجتملاعي واالقتصلادي والسياسلي‬
‫بللين إقللليم وأخللر داخللل الدولللة الواحللدة‪ ،‬حللتم ضللرورة تبنللي نظللام اإلدارة المحليللة ألنهللا االدرى كيفيللة إشللباع حاجاتهللا‬
‫المحلية وفقا لبيةتها الجغرافية وتشكيلتها االجتماعية والسياسية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬لواليااااااااااة كجماعية إقليمية المركزية‬
‫تنص المادة ‪ 16‬من الدستور‪ ":‬الجماعات اإلقليمية للدولة هي البلديلة والواليلة‪ ،‬البلديلة هلي الجماعلة القاعديلة"‬
‫وبهذا فان اإلدارة الالمركزية اإلقليمية بالجزائر أو كما تسمى بلاإلدارة المحليلة إنملا تقلوم عللى وحلدتين إدارتلين هملا‪:‬‬
‫البلدية والوالية‪.‬‬
‫وقد تم تنظيم البلدية بموجب القانون رقم‪ 10/11:‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪.2011‬‬
‫أما الوالية فيحكمها القانون رقم ‪2 07/12:‬المؤرخ في‪ 21 :‬فيفري ‪.2012‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الوالية‪:‬‬
‫عرفته للا الم للادة األول للى م للن ق للانون الوالي للة رق للم ‪ 07/12 :‬بأنه للا ‪ ":‬الوالي للة ه للي الجماع للة اإلقليمي للة للدول للة‪ ،‬تتمت للع‬
‫بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة‪.‬‬

‫‪-‬محمد محمود الطعامنة‪" ،‬نظام اإلدارة المحلية ‪ ،‬الملتقى العربي األول حول‪:‬نظام اإلدارة المحلية في الوطن العربي‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2003‬ض‪.‬ض‪15.16‬‬
‫‪-‬قانون رقم ‪ 07/12:‬المؤرخ في‪ 29 :‬فيفري ‪ 2012‬المتيمن قانون الوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬لسنة ‪.2012‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪62‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫هللي أيضللا الللدائرة اإلداريللة غيللر الممرك لزة للدولللة وتشللكل بهللذه الصللفة فضل اء لتنفيللذ السياسللات العموميللة التضللامنية‬
‫والتشاورية بين الجماعات اإلقليمية والدولة‪.‬‬
‫وقد عرفتها المادة األولى من قانون الواليلة رقلم ‪1 09/90‬بأنها‪":‬جماعلة عموميلة إقليميلة تتمتلع بالشخصلية المعنويلة‬
‫واالستقالل المالي‪".‬‬
‫يم للا عرفته للا الم للادة األول للى م للن ق للانون الوالي للة الق للديم رق للم‪ 38/69 :‬بأنه للا‪ ":‬جماع للة عمومي للة إقليمي للة ذات شخص للية‬
‫معنوية واستقالل مالي ولها اختصاصات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ‪".‬‬
‫وتنشأ الوالية وفقا للقانون الحالية بموجب قانون نظ ار ألهميتها وقد أشار إليهلا المشلرع الدسلتوري خلالل دسلاتيرها‬
‫المتعاقبللة بدايللة مللن دسللتور ‪( 1963‬المللادة ‪ )09‬ودسللتور‪( 1976‬المللادة ‪ )36‬ودسللتور ‪( 1989‬المللادة ‪ ،)15‬كمللا‬
‫أشار إليها القانون المدني في مادته ‪.49‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي للوالية‪:‬‬
‫مرت الوالية بعدة مراحل بدايلة بمرحللة االسلتعمار ثلم االسلتقالل ‪ ،‬حيلث تعاقلب عللى الواليلة علدة قلوانين كلان‬
‫لخرها القانون رقم ‪.07/12‬‬
‫أوال‪ :‬الوالية أثناء المرحلة االستعمارية‪:‬‬
‫لقد تم تقسيم الجزائر في المرحلة االستعمارية بمقتضى األمر الصادر سنة ‪ 1845‬إلى ثالث أقاليم في الشلمال‬
‫هي الجزائر وهران قسنطينة مع إخضاع الجنور إلى السلطة العسكرية‪.‬‬
‫أما مع نهاية الفترة االستعمارية فق كان بالجزائر ‪ 15‬عمالة "والية"‪.‬‬
‫وقللد كانللك العمالللة فللي الج ازئللر صللورة مللن صللور عللدم التركيللز اإلداري ‪ ،‬فهللي لللم تعبللر فللي يللوم مللن األيللام عللن‬
‫اهتمامات ومصال الشعب الجزائري المحلية ألنها كانلك مجلرد وحلدات إداريلة لتمكلين المسلتعمر ملن تحقيلق وتنفيلذ‬
‫سياسته االستيطانية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوالية بعد االستقالل‪:‬‬
‫‪ -1‬الواليااة خاااالل المرحلااة االنتقالياااة‪ :1969-1962 :‬ورثللك الج ازئ للر بعللد االسللتقالل ‪ 15‬عمال للة والتللي كان للك‬
‫مقسمة إداريا إلى المجلس العام كهيةة مداولة والمحلافظ باعتبلاره جهلة تنفيذيلة ‪ ،‬واسلتمر العملل بلالقوانين الفرنسلية‬
‫في هذا المجال "المرسوم‪ 601/56‬المتضمن اإلصالح اإلداري في الجزائر"‬
‫وقد عمدت السلطات الجزائريلة إللى اتخلاذ جمللة ملن اإلجلراءات تمثللك فلي دعلم مركلز وسللطات المحلافظ ملن جهلة‬
‫وض للمان ق للدر م للن التمثي للل الش للعبي م للن جه للة أخ للرى‪ ،‬م للن خ للالل إنش للاء لج للان عمالي للة جهوي للة للت للدخل االقتص للادي‬
‫واالجتماعي تضم ممثلين عن المصال اإلدارية وممثلين عن السكان والتي كانك مهمتها استشارية فقط‪.‬‬
‫وعوضك هذه اللجان بمجلس جهوي اقتصادي واجتماعي وعللى اللرغم ملن دور هلذا المجللس فلي االقتلراح ومناقشلة‬
‫المشايل االقتصادية واالجتماعية للعمالة ‪ ،‬فقد كان مجرد هيةة استشارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوالية في الفترة الممتدة من ‪ 1969‬إلى ‪ :1990‬في إطار إصالح اإلدارة ونظ ار للف ار القلانوني السلابق فلي‬
‫تنظيم الوالية اصدر المشرع قانون الوالية بمقتضى األمر رقم‪ 38/69 :‬المؤرخ في ‪ ، 1969/05/23 :‬وطبقا لهذا‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 09/90‬المؤرخ في ‪ 17 :‬أفريل‪ 1990‬المتيمن قانون الوالية الملغى‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬لسنة ‪.1990‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫األمر فان الوالية تتشكل من ثالثة أجهزة هي ‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي وهلو هيةلة تنفيذيلة والمجللس التنفيلذ اللوالئي‬
‫والوالي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الوالية خالل الفتارة الممتادة مان ‪ 1990‬إلاى ‪ :2012‬نظل ار للتحلول السياسلي واالقتصلادي واالجتملاعي اللذي‬
‫شلهدته الج ازئلر بعلد ‪ 1989‬وتبنلي نظلام التعدديلة الحزبيلة والتوجله نحلو ال أرسلمالية وتبنلي دسلتور جديلد سلنة ‪1989‬‬
‫يكللرس التغي لرات الجديللدة‪ ،‬كللان الزمللا علللى المشللرع الج ازئللري أن يكيللف تش لريعاته والمتغي لرات السللابقة‪ ،‬فكللان قللانون‬
‫الوالية الجديد رقم ‪ 09‬لسنة ‪ 1990‬من أولى التشريعات المعدلة لتتكيف والمتطلبات الجديدة‪.‬‬
‫‪-4‬الوالية بعد سنة ‪ :2012‬في إطار اإلصالحات السياسية واإلدارية التي شلرعك فيهلا الدوللة منلذ سلنة ‪ 2011‬تلم‬
‫مراجعة قانون الوالية القديم وعادة تقييمه بالنظر للنقائص والثغرات التي اعترته خالل مدة تطبيقه والتي دامك أيثر‬
‫من ‪ 20‬سنة‪ ،‬وتم أخي ار إصدار قانون الوالية الجديد رقم ‪ 07/12‬والذي تضمن ‪ 181‬مادة‪.‬‬

‫وأهم األسبار والمبلررات التلي دعلك إللى إجلراء اإلصلالح اإلداري وعلادة النظلر فلي قلوانين اإلدارة المحليلة وخاصلة‬
‫قانون الوالية نذكر‪:1‬‬
‫‪-‬النقللائص التنظيميللة التللي اعتللرت قللانون الواليللة القللديم وسللكوته عللن الفصللل فللي بعللض المسللائل وخاصللة مللا تعلللق‬
‫بالمبالغللة بعقللد دورات اسللتثنائية للمجلللس ودورات تللدوم وقللك طويللل بللدون أي مبللرر واشللتراط حضللور اللوالي لجميللع‬
‫الجلسات ‪.‬‬
‫‪-‬والظهور منلذ سلنة ‪ 1990‬لمجلالس شلعبية والئيلة متعلددة االنتملاءات الحزبيلة وغيلر متجانسلة سياسليا مملا انعكلس‬
‫سلبا على أداء مهامها‪.‬‬
‫‪-‬قيللام قللانون الواليللة القللديم بحللذف المجلللس التنفيللذي للواليللة وتعللدد الحللدود المفروضللة علللى سلللطة ال لوالي وسلللطته‬
‫للتنسيق مع المصال الخارجية للدولة‪.‬‬
‫‪-‬وجود نزعة إلعادة النظر في عدم تمركز وتبني نظام الالمركزية‪.‬‬
‫‪-‬العودة إلى التسيير الممركز وذلك بوضلع صلناديق خاصلة كالصلندوق اللوطني للسلكن والصلندوق اللوطني للتنميلة‬
‫الريفية والفالحية‪...‬‬
‫‪-‬إعادة مركزة تسيير بعض المرافق العامة كتسيير المياه والتطهير والنقل الحضري ‪...‬‬
‫‪-‬تزايد الصعوبات فلي تفسلير قلانون الواليلة القلديم وتطبيقله النلاجم علن تطلور محليط الواليلة وكلذا علدم انسلجامه ملع‬
‫القوانين الجديدة ذات العالقة باإلدارة المحلية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هيئتات الوالية‬

‫‪-‬انظر‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬دار جسور‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪ 127.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪64‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وفقللا للمللادة ‪ 02‬مللن قللانون الواليللة الجديللد‪ ،‬يتللولى تسلليير شللؤون الواليللة هيةتللين همللا المجلللس الشللعبي اللوالئي كهيةللة‬
‫مداولة والوالي كهيةة تنفيذية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫إن المجلللس الشللعبي ال لوالئي هللو جهللاز مداولللة علللى مسللتوى الواليللة وبواسللطته يمللارس سللكان اإلقللليم حقهللم فللي‬
‫تسيير الشؤون المحلية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬كيفية انتخاب أعياء المجلس الشعبي الوالئي وهياكله‬
‫يتشللكل المجلللس الشللعبي ال لوالئي مللن منتخبللين يللتم انتخللابهم مللن سللكان الواليللة عللن طريللق االقت لراع العللام وطبقللا‬
‫للمادة ‪ 72‬من قانون االنتخابات رقم‪ 07/12 :‬فلان علدد مقاعلد المجللس الشلعبي اللوالئي تتناسلب طلردا ملع سلكان‬
‫الوالية وهي ما بين ‪ 35‬كحد أدنى و‪ 55‬كحد أقصى‪.‬‬
‫‪ -‬انتخاب أعياء المجلس الشعبي الوالئي والشروط الواجب توافرها فيهم‪:‬‬
‫ينتخللب المجلللس الشللعبي اللوالئي لمللدة ‪ 05‬سللنوات بطريللق االقتلراع النسللبي علللى القائمللة (المللادة ‪ 84‬مللن قللانون‬
‫االنتخابات)‪ ،‬وتوزع المقاعد حسب علدد األصلوات التلي تحصللك عليهلا كلل قائملة ملع تطبيلق قاعلدة البلاقي األقلوى‬
‫والمعامل االنتخابي‪.‬‬
‫والجدير باإلشارة إلى أن توزيع المقاعد داخل المجلس الشعبي اللوالئي يلتم بلنفس الطريقلة المعتملدة فلي المجلالس‬
‫الشعبية البلدية‪.‬‬
‫ولق للد اش للترطك الم للادة ‪ 72‬م للن ق للانون االنتخاب للات رق للم ‪ 01/12‬أن تك للون القائم للة المرش للحة تح للك رعاي للة ح للزر‬
‫سياسي‪ ، 1‬ولم تميز هذه المادة بين األحزار السياسية الصغيرة والكبيرة‪.‬‬
‫أما إذا لم تكن القائمة المترشحة تحك رعاية حزر سياسلي‪ ،‬ينبغلي أن تلدعم بتوقيلع ‪ % 05‬عللى األقلل ملن نلاخبي‬
‫الدائرة االنتخابية المعنية‪ ،‬على أال يقل العدد عن ‪ 150‬وأال يزيد عن ‪ 1000‬ناخب ‪.‬‬

‫‪ -‬وهو ما نصك عليه المادة ‪ 82‬من قانون االنتخابات القديم قبل تعديله سنة ‪ 2008‬بموجب القانون العضوي رقم ‪ ، 08/07‬حيث‬ ‫‪1‬‬

‫أصب نص المادة ‪ 82‬بعد هذا التعديل تشترط أن تزكى القائمة من طرف‪:‬‬


‫‪ -1‬األحزار السياسية التي تحصلك خالل احد االنتخابات التشريعية الثالث األخيرة على ‪ 04‬بالمائة من األصوات المعبر عنها‬
‫موزعة على ‪ 50‬بالمائة زائد واحد‪ ،‬من عدد الواليات دون أن يقل العدد عن ‪ 2000‬صوت في كل والية‪.‬‬
‫‪-2‬و ما من طرف األحزار السياسية التي تتوفر على ‪ 600‬منتخب على األقل في المجالس الشعبية الوالئية والبلدية والوطنية موزعين‬
‫على ‪ 50‬بالمائة زائد واحد من عدد الواليات على األقل دون أن يقل هذا العدد عن ‪ 20‬منتخبا قي كل والية‪.‬‬
‫‪-3‬في حالة تقديم القائمة تحك رعاية حزر سياسي ال تتوفر فيه الشروط السابقة يجب أن تدعم القائمة ر ‪ 03‬بالمائة على األقل من‬
‫توقيعات الناخبين المسجلين في الدائرة االنتخابية المعنية‪.‬‬
‫‪-4‬وعندما تقدم قائمة حرة يجب أن تحصل على ‪ 03‬بالمائة من وتوقيعات الناخبين المسجلين في الدائرة االنتخابية المعنية‬
‫‪-5‬وعندما تكون الدائرة االنتخابية هي الوالية يجب أن تكون التوقيعات موزعة على ‪ 50‬بالمائة زائد واحد من عدد البلديات على أال‬
‫تقل عدد التوقيعات ت في كل بلدية عن ‪ 03‬بالمائة ‪،‬‬
‫وحسنا فعل المشرع الجزائري عندما ألغى حكم المادة ‪ 82‬في قانون االنتخابات الجديد ‪ ،‬بحيث لم يعد يميز بين األحزار الصغيرة‬
‫وتلك الكبيرة وهذا مكسب يكرس مبدأ المساواة بين مختلف التشكيالت السياسية‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وباإلضللافة إلللى شللروط التزكيللة السللابقة ‪ ،‬يشللترط المشللرع شللروطا أخللرى فللي المترشللحين لعضللوية المجللالس الشللعبية‬
‫الوالئية أشارت إليها المادة ‪ 78‬من قانون االنتخابات تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-1‬أن يستوفي المترش الشروط الواردة في المادة ‪ 03‬من قانون االنتخابات وهي شرطي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‬
‫ر‪-‬عدم وجود المعني في وضعية فقد أهلية االنتخار‬
‫‪ -2‬السنة ‪ 23‬سنة كاملة على األقل‪.‬‬
‫‪ -3‬الجنسية الجزائرية‬
‫‪-4‬أن يثبك أداء الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها‬
‫‪-5‬أن يكون ناخبا ومسجال في الدائرة االنتخابية التي يترش فيها ويقيم فيها‪.‬‬
‫‪-6‬أال يكون محكوما عليه في الجنايات والجن المنصوص عليه في المادة ‪ 05‬ملن قلانون االنتخابلات وهلي تتعللق‬
‫بالجناية التي لم يرد اعتباره فيها أو إذا حكم عليه بعقوبة الحلبس فلي الجلن التلي يحكلم فيهلا بالحرملان ملن ممارسلة‬
‫حق االنتخار وفقا للمواد ‪ 09‬و ‪ 09‬مكرر ‪ 01‬و‪ 14‬من قانون العقوبات أو أشهر إفالسه ولم يرد اعتباره‪.‬‬
‫‪-7‬أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي بسبب تهديد النظام العام واإلخالل به‪.‬‬
‫‪ -8‬أال يكون المرش في حالة من حلاالت التنلافي الملذكورة فلي الملادة ‪ 83‬ملن قلانون االنتخابلات الحلالي (أي أال‬
‫يكون منتميا إلى طائفة األشخاص المحرمون من الترش كلوالة ور وسلاء اللدوائر‪ ،‬القضلاة‪ ،‬أعضلاء الجليس اللوطني‬
‫الشعبي‪ ،‬الكتار العامون للواليات‪ ،‬موظفو أسالك األمن‪ ،‬محاسبو أموال الواليات‪)...‬‬
‫‪-‬لجان المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫خللول قللانون الواليللة للمجلللس الشللعبي ال لوالئي تشللكيل لجللان متخصصللة لد ارسللة المسللائل التللي تهللم الواليللة س لواء‬
‫يان للك مؤقت للة أو دائم للة ‪ ،‬وخاص للة ف للي المج للاالت التالي للة‪ :‬االقتص للاد والمالي للة‪ ،‬التهية للة العمراني للة والتجهي للز‪ ،‬الش للؤون‬
‫االجتماعية والثقافية وفق الشكل التالي‪:‬‬
‫‪-1‬اللجان الدائمة‪:‬‬
‫وفقللا للمللادة ‪ 33‬مللن قللانون الواليللة يشللكل المجلللس الشللعبي ال لوالئي مللن بللين أعضللائه لجانللا دائمللة للمسللائل التابعللة‬
‫لمجال اختصاصه والسيما المتعلقة بما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬التربية والتعليم العالي والتكوين المهني‪.‬‬
‫‪-‬االقتصاد والمالية‬
‫‪-‬الصحة والنظافة وحماية البيةة‬
‫‪-‬االتصال وتكنولوجيات اإلعالم‬
‫‪-‬تهيةة اإلقليم والنقل‬
‫‪-‬التعمير والسكن‬
‫‪-‬الري والفالحة والغابات والصيد البحري والسياحة‬
‫‪-‬الشؤون االجتماعية والتجهيز واالستثمار والتشغيل‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وتتشللكل اللجللان الدائمللة بموجللب مداولللة تتخللذ باألغلبيللة المطلقللة ألعضللائه بنللاء علللى اقت لراح مللن رئيسلله أو مللن‬
‫األغلبية المطلقة ألعضائه ويشمل مجال تدخل اللجان المسائل المندرجة ضمن اختصاص المجلس‪.‬‬
‫ويمكللن لجنللة واحللدة التكفللل بعللدة ميللادين كمللا يمكللن أن ينقسللم ميللدان واحللد إلللى ميللادين فرعيللة تتكفللل بكللل ميللدان‬
‫‪1‬‬
‫منها لجنة وذلك بحسب طابع الوالية وحجم سكانها وكذا عدد المقاعد المحدد لمجلسها‪.‬‬
‫ويجب أن يراعى في تشكيل اللجان التناسب مع المكونات السياسية للمجلس‪.2‬‬
‫كمللا يمكللن للجنللة أن تسللتعين بللأي شللخص مللن شللانه تقللديم معلومللات مفيللدة‪ ،‬وعمللل اللجللان يتمثللل فللي د ارسللة‬
‫الملفللات المعروضللة علللى المجل للس د ارسللة مستفيضللة ثللم تع للد تقريللر تعرضلله علللى المجل للس ليتللولى بللدوره المناقش للة‬
‫والمصادقة عليه‪ ،‬فعمل اللجان تحضيري وليس تقريرل ألن هذه األخيرة يملكها المجلس ككل وليس اللجان‪.‬‬

‫وتنتخب كل لجنة من أعضائها رئيسا ونائبا للرئيس ومقر ار وال يجوز للعضلو الواحلد تلرأس أيثلر ملن لجنلة واحلدة‬
‫دائمة ‪ ،‬وال يمكن لنفس العضو أن يكون عضوا في أيثر من لجنتين دائمتين ولجنة خاصلة وتكلون جلسلات اللجلان‬
‫سرية وتجري أشغالها بمقر الوالية وتجتمع اللجان بنلاء عللى طللب ملن رئيسلها أو بطللب ملن أغلبيلة أعضلائها وبعلد‬
‫إعالم رئيس المجلس الشعبي الوالئي‪ 3‬هذا وتجري جلسات اللجان في الفترات الفاصلة بين دورات المجلس‪.‬‬
‫‪-2‬اللجان الخاصة‬
‫ويمكن للمجللس الشلعبي اللوالئي أيضلا تشلكيل لجلان خاصلة لد ارسلة كلل المسلائل األخلرى التلي تهلم الواليلة‪ ،‬ويلتم‬
‫ذلك بموجب مداولة تتخذ باألغلبية المطلقة ألعضائه بناء على اقتراح من رئيسه أو من األغلبية المطلقة ألعضائه‬
‫لمعالجة قضايا خاصة أو محدودة زمنيا ‪.‬‬
‫وتح للدد المداول للة الت للي تتض للمن إنش للاء اللج للان الخاص للة صل لراحة الموض للوع واألج للل األقص للى المح للدد لتق للديم نت للائش‬
‫انشغالها للمجلس‪.‬‬
‫وتحل اللجنة الخاصة فور استنفاد الموضوع اللذي أنشلةك ملن اجلله أو عللى األيثلر عنلد انقضلاء األجلل المحلدد‬
‫‪4‬‬
‫في المداولة التي أنشةك بموجبها‪.‬‬
‫هلذا ويمكللن للمجللس الشللعبي اللوالئي وفقللا للملادة ‪ 35‬مللن قللانون الواليلة الحللالي أن ينشلأ لجنللة تحقيلق بطلللب مللن‬
‫رئيسه أو ثلث أعضائه الممارسين وتتخذ عن طريق األغلبية المطلقة ألعضائه الحاضرين‪.‬‬
‫ويحدد الموضوع واآلجال الممنوحة للجنة التحقيق قصد إتمام مهمتها في المداولة التي أنشأتها‪.‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 217/13‬المؤرخ في‪ 18 :‬جوان ‪ 2013‬يتيمن النظام الداخلي النموذجي للوالية‪ ،‬ج ر‬ ‫‪1‬‬

‫عدد ‪ 32‬لسنة ‪2013‬‬


‫‪-‬انظر المادة ‪ 34‬من قانون الوالية الحالي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬انظر المادة ‪ 41‬من النظام الداخلي النموذجي للمجلس الشعبي الوالئي ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬راجع المادة ‪ 38‬من النظام الداخلي للوالية‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪67‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ويخطللر رئلليس المجلللس الشللعبي اللوالئي بللذلك اللوالي والللوزير المكلللف بالداخليللة ‪ ،‬وتقللد السلللطات المحليللة المسللاعدة‬
‫للجنة التحقيق لتمكينها من إتمام مهمتها ‪،‬هذا وتقدم نتائش التحقيق للمجلس الشعبي الوالئي وتتبع بمناقشة‪.‬‬
‫‪ -‬الم تب الدائم للمجلس الشعبي الوالئي‬
‫للمجلس الشعبي الوالئي مكتب يتكون من األعضاء اآلتي ذكرهم‪:‬‬
‫‪-‬رئيس المجلس الشعبي الوالئي رئيسا‬
‫‪-‬نوار رئيس المجلس الشعبي الوالئي أعضاء‬
‫‪-‬ر وساء اللجان الدائمة أعضاء‬
‫تحدد مهام هذا المكتب وكيفيات سيره عن طريق النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وبالرجوع للنظام الداخلي للمجللس الشلعبي اللوالئي الصلادر سلنة ‪ 2013‬نجلد الملادة ‪ 06‬منله تلنص عللى أنله يكللف‬
‫المكتب الدائم بما يلي من مهام‪:‬‬
‫‪-‬المشاركة في إعداد المشروع التمهيدي لجدول أعمال دورات المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫‪-‬ضمان تنسيق االشغال بين مختلف اللجان‪.‬‬
‫‪-‬االطالع على النزاعات المحتملة المرتبطة بصالحيات للجان والسهر على حلها‪.‬‬
‫‪-‬إعداد تقييم شامل لنشاطات المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫‪-‬مساعدة رئيس المجلس في إعداد تقريره ما بين الدورات‪.‬‬
‫ويجتمع المكتب الدائم للمجلس الشعبي الوالئي بانتظام بين دورات المجلس حسب رزنامة معدة مسبقا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬رئيس المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫‪-1‬طريقة تعيين رئيس المجلس الشعبي الوالئي‬
‫ينتخللب المجلللس الشللعبي اللوالئي وفقللا للمللادة ‪ 58‬مللن قللانون الواليللة الحللالي تحللك رئاسللة المنتخللب األيبللر سللنا‪،‬‬
‫قصد انتخار وتنصيب رئيسه خالل الثمانية(‪ )08‬أيام التي تلي إعالن نتائش االنتخابات‪.‬‬
‫يلتم وضلع مكتلب مؤقلك لإلشلراف عللى االنتخابلات يتشلكل ملن المنتخلب األيبلر سلنا‪ ،‬ويسلاعده المنتخبلان األصلغر‬
‫سنا ويكونان من غير المترشحين‪.‬‬
‫يسللتقبل المكت للب المؤق للك الم للذكور أع للاله الترش لليحات النتخ للار ال لرئيس ويق للوم بلع للداد قائم للة المترش للحين ويح للل ه للذا‬
‫المكتب بقوة القانون فور إعالن النتائش‪.‬‬
‫وينتخ للب المجل للس الش للعبي الل لوالئي رئيس لله اس للتنادا ل للنص الم للادة ‪ 59‬م للن ق للانون الوالي للة م للن ب للين أعض للائه للعه للدة‬
‫االنتخابية‪.‬‬
‫النتخار رئيس المجلس الشعبي الوالئي من القائمة الحائزة األغلبية المطلقة للمقاعد‪.‬‬ ‫يقدم المترش‬
‫في حالة علدم حصلول أي قائملة عللى األغلبيلة المطلقلة للمقاعلد‪ ،‬يمكلن القلائمتين الحلائزتين خمسلة وثالثلين بالمائلة‬
‫(‪ (%35‬على األقل من المقاعد تقديم مرش ‪.‬‬
‫وفي حالة عدم حصول أي قائمة على خمسة وثالثين بالمائة (‪)% 35‬على األقل من المقاعد‪ ،‬يمكن جميلع القلوائم‬
‫تقديم مرش عنها‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يك للون االنتخ للار سل لريا‪ ،‬ويعل للن رئيس للا للمجل للس الش للعبي الل لوالئي المترشل ل ال للذي تحص للل عل للى األغلبي للة المطلق للة‬
‫لألصوات‪.‬‬
‫و ذا لل للم يحصل للل أي مترشل ل علل للى األغلبيل للة المطلقل للة لألصل لوات‪ ،‬يجل للرى دور ثل للان بل للين المترشل للحين الحل للائزين‬
‫المرتبتين األولى والثانية‪ ،‬ويعلن فائ از المترش المتحصل على أغلبية األصوات‪.1‬‬
‫وفي حالة تساوي األصوات المحصل عليها‪ ،‬يعلن فائ از المترش األيبر سنا‪.‬‬
‫و يختار رئيس المجلس الشعبي الوالئي خالل الثمانية (‪)8‬أيام التي تلي تنصيبه‪ ،‬نوابه من بين أعضاء المجلس‬
‫ويعرضهم للمصادقة باألغلبية المطلقة للمجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬وال يمكن أن يتجاوز عددهم‪:‬‬
‫‪-‬اثنين (‪ )2‬بالنسبة للمجالس الشعبية الوالئية المتكونة من ‪ 35‬إلى ‪ 39‬منتخبا‪،‬‬
‫‪-‬ثالثة (‪ ) 3‬بالنسبة للمجالس الشعبية الوالئية المتكونة من ‪ 43‬إلى ‪ 47‬منتخبا‪،‬‬
‫‪-‬ستة (‪ ) 6‬بالنسبة للمجالس الشعبية الوالئية المتكونة من ‪ 51‬إلى ‪ 55‬منتخبا‪.‬‬

‫ويشترط في رئيس المجلس الشعبي الوالئي التفر وعدم مباشرة أي عمل لخر ويتقاضى بالمقابل تعويضا عن ذلك‬
‫وه للذا خالف للا لب للاقي األعض للاء (ماع للدا ر وس للاء اللج للان ونواب لله ال للذين يتفرغ للون أيض للا ألداء مه للامهم) ويوض للع تح للك‬
‫تصرفه كل الوسائل المادية والوثائق ألداء مهامه‪.2‬‬
‫‪-2‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي الوالئي‬
‫لرئيس المجلس الشعبي الوالئي عدة صالحيات نذكر منها‪:3‬‬
‫‪-1‬يتولى إرسال االستدعاءات لألعضاء لحضور دورات المجلس ويشعر الوالي بذلك‪.‬‬
‫‪-2‬يتولى إدارة المناقشات أثناء سير المجلس‪.‬‬
‫‪-3‬يقترح مكتب المجلس ويقدمه للمجلس النتخابه‪.‬‬
‫‪-4‬يطل للع أعض للاء المجل للس بالوض للعية العام للة للوالي للة والس لليما منه للا النش للاطات المس للجلة بالوالي للة ف للي الفت لرة م للا ب للين‬
‫الدورات‪...‬‬
‫‪-5‬يمثل الوالية أمام الجهات القضائية في بعض المنازعات‪.‬‬
‫‪-6‬يمثل المجلس الشعبي الوالئي في جميع المراسيم التشريفية والتظاهرات الرسمية‪.‬‬
‫ويجب على الوالي أن يضع تحك تصرف رئيس المجلس الشعبي الوالئي الوثائق والمعلومات واإلمكانيات والوسائل‬
‫الضرورية لتأدية مهام المجلس‪.‬‬
‫‪ -3‬ديوان رئيس المجلس الشعبي الوالئي‬

‫‪-‬المادة ‪ 62‬من قانون الوالية رقم ‪.07/12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 63‬من قانون الوالية رقم ‪.07/12‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬انظر‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.211.212.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪69‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫لرئيس المجلس الشعبي الوالئي ديوان يعمل على نحو دائم ويتكون هذا الديوان من موظفين يختارهم رئيس المجلس‬
‫الشعبي الوالئي ومن بين موظفي القطاعات التابعة للوالية‪.‬‬
‫ويكلللف بالخصللوص بالعالقللات العموميللة والتش لريفات ل لرئيس المجلللس الشللعبي ال لوالئي وتنظلليم رزنامتلله( المللادة مللن‬
‫النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوالئي)‬
‫ثالثا‪ :‬دورات المجلس ونظام سيره‪:‬‬
‫يعقد المجلس الشعبي الوالئي أربع دورات عادية في السنة مدة كل دورة ‪ 15‬يوما عللى األيثلر‪ ،‬و يجلب إج ار هلا‬
‫في تواري محددة و ال كانك باطلة (مارس‪ ،‬جوان‪ ،‬سبتمبر‪ ،‬ديسمبر)‬
‫يمللا يمكللن أن يعقللد المجلللس الشللعبي اللوالئي دورات اسللتثنائية وهللذا بطلللب مللن رئلليس المجلللس أو ثلللث أعضللائه أو‬
‫بطلب من الوالي لدراسة مسائل غير متوقعة أو مرتبطة بلحداث جديدة لها تأثير على المالية أو الممتلكات أو سير‬
‫المرفق العام‪ ،‬وال تحتمل انتظار عقد دورة عادية‪ ،‬هذا ويجتمع المجلس الشعبي الوالئي بقوة القانون فلي حاللة كارثلة‬
‫طبيعية أو تكنولوجية‪.‬‬
‫وترسل االستدعاءات إلى دورات المجلس الشعبي الوالئي مرفقلة بمشلروع جلدول األعملال ملن رئيسله أو ممثلله اللذي‬
‫يعين من ضمن نوار الرئيس وتدون في سجل المداوالت المجلس‪.‬‬
‫ويرسللل اللرئيس االسللتدعاء لللدورات المجلللس إلللى األعضللاء كتابيللا وعللن طريللق البريللد االلكترونللي وتكللون مرفقللة‬
‫بجدول األعمال وتسلم لهم في مقر سكناهم مقابل وصل استالم قبل عشرة (‪ ) 10‬أيام كاملة على‬

‫‪1‬‬
‫األقل من االجتماع‬
‫ويمكن تقليص هذه اآلجال في حالة االستعجال على أال يقل عن يوم واحد كامل‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يتخذ رئيس المجلس كل التدابير الالزمة لتسليم االستدعاءات‪.‬‬
‫و يلصق جدول األعمال اللدورة فلور اسلتدعاء أعضلاء المجللس عنلد ملدخل قاعلة المجللس وفلي أملاين اإللصلاق‬
‫المخصصة إلعالم الجمهور والسيما االلكترونية منها ‪ ،‬وفي مقر الوالية والبلديات التابعة لها‪.‬‬
‫وال تص اجتماعات المجلس الشعبي الوالئي إال بحضور أغلبية أعضائه الممارسين‪،‬‬
‫و ذا لم يجتمع المجلس بعد االسلتدعاء األول لعل دم ايتملال النصلار القلانوني فلان الملداوالت المتخلذة بعلد االسلتدعاء‬
‫الثاني بفارق ‪ 05‬أيام كاملة على األقل تكون صحيحة مهما يكن عدد األعضاء الحاضرين‪.‬‬
‫وتجللرى جلسللاته عالنيللة وال يجللوز أن تكللون مغلقللة إال فللي حللالتي‪ :‬د ارسللة ملللف تللأديبي أو المسللائل المتعلقللة بالنظللام‬
‫العام‪ ،‬ويحضر الوالي جلسات المجلس ويحق له أن يلقي كلمة‪.‬‬
‫ويلصللق مسللتخلص مداولللة المجلللس المصللادق عليهللا بصللفة نهائيللة بسللعي مللن ال لوالي خللالل ‪ 08‬أيللام التللي تلللي‬
‫دخولها حيز التنفيذ‪ ،‬في األماين المخصصة إلعالم الجمهور وبمقرات الوالية والبللديات وبكلل وسليلة إعلالم أخلرى‪،‬‬
‫ويحق لكل مواطن الحصول على نسخة من المستخرج على نفقته‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المداوالت‪:‬‬

‫‪-‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪70‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وفقا للمادة ‪ 51‬من قانون الوالية رقم ‪ 07/12‬يتداول المجلس الشعبي الوالئي في الشؤون التي تدخل في مجال‬
‫اختصاصللاته‪ ،‬وباسللتثناء الحللاالت المنصللوص عليهللا صلراحة فللي هللذا القللانون ‪ ،‬تتخللذ المللداوالت باألغلبيللة البسلليطة‬
‫ألعضاء المجلس الشعبي الوالئي الحاضرين أو الممثلين عند التصلويك وفلي حاللة تسلاوي األصلوات يلرج صلوت‬
‫الرئيس‪.1‬‬
‫هذا وتحرر المداوالت وتسجل حسب ترتيبها الزمني في سجل خاص مرقم ومؤشر عليه من قبل رئيس المحكمة‬
‫المختصة إقليميا حسب نص المادة ‪ 52‬من قانون الوالية‪ ،‬كما توقع المداوالت وجوبا أثناء الجلسة من جميع‬
‫األعضاء الحاضرين أو الممثلين عند التصويك‪.‬‬
‫ويرسل مستخلص من المداولة في أجلل ثمانيلة (‪ )08‬أيلام ملن رئليس المجللس الشلعبي اللوالئي إللى اللوالي مقابلل‬
‫وصل استالم‪.‬‬
‫ويعتبر تاري إيداع مستخلص المداولة التاري المسجل على وصل االستالم‪.‬‬
‫والمللداوالت ال يمك للن تنفيللذها إال بع للد المصللادقة عليه للا ضللمنيا أو ص لراحة‪ ،‬كمللا ق للد يترتللب ال للبطالن المطل للق أو‬
‫النسبي للمداوالت إذا كان مشوبة بأحد العيور‪.‬‬

‫‪-‬صور التصديق‪:‬‬
‫التصديق‪ 2‬هو " إجراء قانوني الحق للعمل الذي قامك به الهيةة المحلية وهو في نفس الوقك سابق على تنفيذ‬
‫‪3‬‬
‫العمل أي أن التصديق يعطي للعمل صالحية التنفيذ‪".‬‬
‫والتصديق وفقا لما سبق هو عمل إداري منفصل متميز ومستقل عن العمل اإلداري الصادر من الهيةة المحلية‪،‬‬
‫فهو ال يندمش في العمل األخير حتى ولو نص القانون على أنه شرط ضروري لنفاذ قرار الهيةة الالمركزية و‬
‫التصديق بهذا ما هو إال صيغة تنفيذية أو شرط لنفاذ قرار الهيةة المحلية‪.1‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬هذا ويعتبر التصديق إحدى صور الرقابة الوصائية والتي عرفها الفقيه ‪ jacqus Dembour‬بأنها‪ ":‬مجموعة السلطات المحددة‬ ‫‪2‬‬

‫التي تمن لسلطة عليا بمقتضى القانون من أجل احترام القانون وحماية المصلحة العامة في مواجهة القصور الضار أو التجاوز أو‬
‫التعدي الذي يمكن أن يصدر عن العمال الالمركزيين‪ ".‬انظر‪:‬‬
‫‪Jacqus Dembour, les actes de la tutelle administrative en droit belge, bruxcelle, 1955, p.07.‬‬
‫ونفس التعريل تقريبا قال به الفقيه فالين‪ ،‬أنظر لمزيد من التفصيل‪:‬‬
‫‪M.waline, droit administratif, 09‬‬ ‫‪éme‬‬
‫‪édition, paris, 1963, p.362.‬‬
‫‪ -‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬الجماعات االقليمية بين االستقاللية والتبعية ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬يلية الحقوق ‪،‬جامعة الجزائر‪،2010، ،01‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.122.‬‬
‫‪71‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫والتصديق نوعان إما أن يكون صريحا أو ضمنيا‪ ،‬ويكون ضمنيا إذا نص القانون على اعتبار مداوالت أو‬
‫ق اررات الهيةة الالمركزية نافذة إذا مضك فترة معينة دون المصادقة عليها من طرف الجهة الوصائية ويكون‬
‫التصديق صريحا إذا نص المشرع على وجور صدور موافقة صريحة من جهة الوصاية ومن ثم فان السكوت ال‬
‫ينتش عنه أثا ار في هذه الحالة‪ ،‬وفيما يلي تفصيل ذلك‪:‬‬
‫‪-1‬المصادقة اليمنية‪:‬‬
‫األصل في مداوالت المجلس الشعبي الوالئي هو الموافقة الضمنية إذ تعتبر المداوالت مصادقا عليها ضمنيا‬
‫ونافذة بقوة القانون بعد ‪ 21‬يوما من إيداعها بالوالية بشرط أن ال يبدي الوالي تحفظة أو اعتراضه أو عدم‬
‫المصادقة عليها‪ ،‬وهذا ما تؤكده المادة ‪ 54‬من قانون الوالية الحالي‪ ،‬ففي حالة سكوت الوالي طيلة المدة السابقة‬
‫عن التعبير عن إرادته فهذا يعني موافقته الضمنية عليها‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع في قانون الوالية الجديد قد وسع من لجال المصادقة الضمنية من ‪ 15‬يوما‪ 2‬إلى ‪21‬‬
‫يوما‪ ،‬كما أنه لم يعد يشترط ضرورة نشر المداوالت أو تبليغها خالل اآلجال السابقة حتى يمكن اعتبار ذلك‬
‫تصديق أو موافقة ضمنية من قبل الوالي‪.‬‬
‫‪-2‬المصادقة الصريحة‪:‬‬
‫هناك بعض المداوالت ال يكفي فيها التصديق الضمني و نما تشترط الموافقة والمصادقة الصريحة عليها من‬
‫طرف السلطة المختصة وهي مداوالت تتعلق بل‪:‬‬

‫‪ -1‬الميزانيات والحسابات‬
‫‪ -2‬التنازل عن العقار واقتنا ه أو تبديله‬
‫‪ -3‬اتفاقيات التوأمة‬
‫‪ -4‬الهبات والوصايا األجنبية‬
‫ولقد أشار إلى هذا المشرع في المادة ‪ 55‬من قانون الوالية الجديد‪ ،‬حيث يتولى وزير الداخلية المصادقة عليها في‬
‫أجل أقصاه شهرين‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع في قانون الوالية الحالي قد وسع من قائمة المداوالت المعنية بالتصديق الصري فبعدما‬
‫يانك اثنتان في القانون الملغى‪ 3‬أصبحك أربع حاالت‪ ،‬كما لم تعد المداوالت المتعلقة بلحداث مصال و مؤسسات‬
‫عمومية والئية معنية بالمصادقة الصريحة فيكفي فيها التصديق الضمني‪.‬‬

‫‪ -‬عادل محمود حمدي‪ :‬ا التجاهات المعاصرة في نظم اإلدارة المحلية‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬يلية الحقوق‪ ،‬جامعة طنطا‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬مصر‪ ، 1973 ،‬ص‪ .169.‬نقال عن صالحي عبد الناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122.‬‬
‫‪ -‬إبراهيم رابعي‪ ،‬استقاللية الجماعات المحلية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عنابة‪ ، 2005 ،‬ص‪142.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬كواشي عتيقة‪ ،‬الالمركزية اإلدارية في الدول المغاربية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مذكرة ماجتسير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫جامعة ورقلة‪ ،2011،‬ص‪.101.‬‬


‫‪72‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫كما يمكن أن نالحظ أيضا أن المشرع في القانون الحالي جاء أيثر وضوحا في تحديد الجهة المختصة‬
‫بالتصديق‪ 1‬الصري والممثلة في الوزير المكلف بالداخلية‪ ،‬في حين لم يحدد قانون الوالية الملغى في مادته ‪50‬‬
‫الجهة المختصة بالمصادقة‪.‬‬

‫‪ -‬صور البطالن الذي يم ن أن يشوب المداوالت‬


‫بالرجوع إلى قانون الوالية الحالي رقم ‪ 07/12‬نجده أشار إلى نوعين من البطالن‪ ،‬أحدهما بقوة القانون وهو‬
‫البطالن المطلق واآلخر بناء على سلطة اإلدارة التقديرية وهو البطالن النسبي‪ ،‬وهو نفس التقسيم الذي تبناه قانون‬
‫الوالية الملغى‪.‬‬
‫‪-1‬البطالن بقوة القانون‬
‫تعتبر باطلة بطالنا مطلقا وبحكم القانون المداوالت المشوبة بأحد العيور أو أيثر مما يأتي و التي أوردتها‬
‫المادة‪ i53‬من قانون الوالية الحالي ويمكن تبويبها كما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬المداوالت المشوبة بعيب مخالفة القانون‪:‬‬
‫ويقصد بمخالفة القانون هنا‪ ،‬القانون بمعناه الواسع سواء كان قانونا أساسيا كالدستور أو القانون العادي‬
‫والعضوي‪ ،‬وكذا األوامر الرئاسية التي تحتل مرتبة القانون بعد المصادقة عليها و التنظيمات المختلفة الصادرة عن‬
‫‪2‬‬
‫السلطة التنفيذية كالمراسيم الرئاسية والتنفيذية والق اررات الو ازرية وغيرها‪.‬‬
‫وتدخل ضمن هذه الصورة ما جاءت به المطة األولى من المادة ‪ 53‬من قانون الوالية الحالي‪ ،‬والتي نصك على‬
‫أنه تعتبر باطلة بقوة القانون المداوالت التي تخرق الدستور أو غير المطابقة للقانون و التنظيم‪.‬‬
‫و هذه الصورة تفترض أن هناك مداولة ما أصدرها المجلس الشعبي الوالئي ولم تحترم الدستور بأن أمرت‬
‫بعمل نهك عنه القاعدة الدستورية أو نهك عن عمل أمر الدستور بضرورة القيام به‪ ،‬أو أعطك معنى أو تفسير أو‬
‫تأويل لنص دستوري غير ذلك الذي قصده المشرع‪ ،‬فخرجك عن فحوى النص وداللته في ذلك‪ ،‬ونفس األمر‬
‫ينطبق على القوانين و التنظيمات والتي تأتي في مرتبة تالية ضمن مبدأ تدرج القواعد القانونية‪ ،3‬وبصفة عامة فان‬
‫المداولة يجب أن تحترم مبدأ المشروعية (مبدأ القانونية) وذلك بأن ال تخالف النصوص القانونية السارية المفعول‬
‫في الدولة‪ ،‬فل ن هي خالفك إحدى قواعده ونصوصه مهما كانك مرتبتها ضمن النصوص القانونية كانك المداولة‬

‫‪ -‬يعد التصديق إجراء استثنائي ال يقرر إال بنص‪ ،‬وعليه فلن السلطة الوصائية ال تلجأ إليه إال في الحاالت التي ينص عليها‬ ‫‪1‬‬

‫القانون صراحة‪،‬و يشترط في التصديق أن ال يكون جزئيا‪ ،‬ألن ذلك يعد تعديال للقرار الالمركزي وهو ما ال تملكه و ال يجوز في هذا‬
‫المجال لجهة الوصاية أن تعدل القرار ال إيجابا وال سلبا‪ ،‬كما ال يجوز أن تعلق موافقتها على تحقيق شرط واقف أو فاس ‪ ،‬ألن‬
‫التصديق تحك شرط ال يعني في حقيقته إال الرفض أو التعديل ‪ ،‬وبهذا وجب أن يكون التصديق بسيطا ومجردا أنظر‪ :‬صالحي عبد‬
‫الناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.123.‬‬
‫‪ -‬بعلي محمد الصغير مرجع سابق‪ ،‬ص‪.192.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫معيبة وغير مشروعة وال يمكنها أن تنتش أي أثر قانوني فهي غير قابلة للتنفيذ أصال ووجب إلغا ها من طرف‬
‫الجهة المختصة‪ ،‬وهذا ضمانا وتجسيدا وحفاظا على مبدأ سيادة القانون ومبدأ المشروعية في الدولة القانونية‪.‬‬
‫شعارتها‪:‬‬
‫ا‬ ‫ب‪ -‬المداوالت التي تمس برموز الدولة و‬
‫وهي حالة جديدة من حاالت اإللغاء جاءت بها المادة ‪ 53‬من قانون الوالية الحالي ولم تشر إليها المادة ‪51‬‬
‫من قانون الوالية السابق وحسنا فعل المشرع‪ ،‬ولعلى بعض التجاوزات التي وقعك في بعض المجالس الشعبية‬
‫الوالئية هي التي أوحك للمشرع الجزائري ليتدخل سنة ‪ 2012‬و ينص صراحة على هذه الصورة والتي تفترض انه‬
‫تشملها الصورة األولى بحكم أن رموز الدولة وشعاراتها تضمنها الدستور وأي مخالفة لها هي مخالفة صريحة‬
‫لنصوص الدستور‪.‬‬
‫و من بين رموز الدولة ما تضمنته المادة ‪ 5‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ :1996‬العلم الوطني وخاتم الدولة والنشيد‬
‫الوطني‪ ،‬أما شعار الدولة فمثاله ما جاء في المادة ‪ 11‬من الدستور "بالشعب وللشعب"‬
‫وبهذا فال يجب كما يقول الدكتور عمار بوضياف أن تتخذ المجالس الشعبية الوالئية من التعددية وحرية التعبير‬
‫‪1‬‬
‫والمناخ الديمقراطي قناعا للمساس برموز الدولة وشعاراتها ‪.‬‬
‫وعليه فان المداوالت المشوبة بالعيب السابق هي مداوالت غير مشروعة وال يمكن أن تتصف بصفة النفاذ وعلى‬
‫القاضي اإلداري أن يحكم ببطالنها‪.‬‬
‫ي‪-‬المداوالت المشوبة بعيب مخالفة الش ل واإلجراءات‪:‬‬
‫ويدخل ضمن هذا الحالة ثالثة صور أساسية نوضحها كما يلي‪:‬‬
‫ي‪ -1‬المداولة غير المحررة باللغة العربية‪:‬‬
‫يقع التزام على المجلس الشعبي الوالئي وهو بصدد إصدار مداوالته بان يحترم في ذلك الشكليات التي ينص‬
‫عليها القانون‪ ،‬فان خالف ذلك بان اصدر مداولة غير مطابقة للشكليات إلي ينص عليها القانون‬
‫يانك هذه المداولة باطلة كما هو الشأن بالنسبة لشكلية تحرير المداولة بلغة عربية‪ ،‬حيث ينص قانون الوالية‬
‫صراحة في مادته ‪ 25‬على ما يلي‪":‬تجرى مداوالت المجلس الشعبي الوالئي بلغة وطنية وتحرر تحت طائلة‬
‫البطالن باللغة العربية‪".‬‬
‫فلذا كانك المداولة غير محررة بلغة عربية كانك باطلة بحكم لقانون‪ ،‬وهو ما أيدته أيضا المادة ‪ 53‬من قانون‬
‫الوالية الحالي(المطة الثالثة) عند سردها لحاالت البطالن المطلق‪.‬‬
‫ي‪ -2‬المداوالت المتخذة خاري االجتماعات القانونية للمجلس‪:‬‬
‫إن الهيةات المنتخبة الوالئية ملزمة باحترام كل اإلجراءات التي نص عليها قانون الوالية وهي بصدد عقد‬
‫اجتماعاتها ودوراتها‪ ،‬فالمشرع حدد قواعد سير المجلس الشعبي الوالئي ودوراته و لجانه و مداوالته وغيرها من‬
‫اإلجراءات و الجوانب التنظيمية بصورة دقيقة‪ ،2‬خاصة ما تعلق منها بعدد الدورات و تاري عقدها العادية منها‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.331.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية ولتطبيق‪ ،‬دار جسور‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.162.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪74‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫واالستثنائية وكذا اإل جراءات المتعلقة باستدعاء أعضاء المجلس الشعبي الوالئي وكيفية إرساله وميعاده ‪ ،‬وكذا‬
‫شكليات جدول األعمال و جراءاتها‪ ،‬كما بين بدقة النصار الواجب توافره لصحة االجتماعات وكذا كيفيات‬
‫االستخالف وطريقة إعداد الوكالة وشروطها‪ ،‬وغيرها من األمور التنظيمية التي تضمنها قانون الوالية الحالي‬
‫وفصلها بدقة منتهية النظام الداخلي النموذجي بعد ذلك‪.‬‬
‫وعليه فلن كل المداوالت التي تتم خارج االجتماعات الرسمية والقانونية التي حددها القانون تكون باطلة بقوة‬
‫القانون‪ ،‬كتلك التي تصدر خارج التوقيك المخصص لعقد دورة عادية كشهر ماي مثال أو دون توجيه استدعاءات‬
‫ألعضاء المجلس أو عقد دورة رغم عدم ايتمال النصار وغيرها من المخالفات التي يمكن أن تشور المداوالت من‬
‫هذا الجانب وهي كثيرة جدا من الناحية العملية‪ ،‬ولكن لألسف ال تعطيها الهيةات المحلية أي اعتبار رغم أن‬
‫المشرع نص صراحة في مادة ‪( 53‬المطة ‪ )5‬على بطالن مثل هذه المداوالت‪ ،‬ويرجع ذلك ألن وجه عدم‬
‫المشروعية غير جسيم في هذه الحالة ولذلك ال توليه المجالس المنتخبة وال الجهة الوصية أهمية كبيرة‪ ،‬كما أن‬
‫هناك اعتبارات أخرى تحول دون احترام بعض اإلجراءات والشكليات كمواعيد عقد الدورات مثال ألن المتسبب فيها‬
‫باألساس هيةة الوصاية أو إدارة الوالية التي تضطر في كثير من الحاالت إلى تقديم طلب لرئيس المجلس الشعبي‬
‫الوالئي إلرجاء عقد الدورة إلى غاية استكمال بعض الملفات والقضايا التي ستعرض على الدورة كالميزانية مثال‪،‬‬
‫وعليه ال نتصور قيام الجهات الوصية برفع دعوى إبطال مداولة هي المتسبب الرئيسي في تعطيلها وعدم‬
‫مشروعيتها‪.‬‬
‫ي‪-3‬المداوالت المتخذة خاري مقر المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫وهي صورة جديدة لم يشر لها المشرع ضمن صور عدم مشروعية المداوالت في المادة ‪ 51‬من قانون الوالية‬
‫السابق‪ ،‬أما قانون الوالية الحالي فنجده ينص صراحة في المادة ‪ 22‬منه على انه تجرى مداوالت وأشغال المجلس‬
‫الشعبي الوالئي بما فيها مداوالت وأشغال اللجان في المقرات المخصصة للمجلس الشعبي‬

‫الوالئي‪.1‬‬
‫وبالتالي أي مخالفة لهذا اإلجراء يترتب عنه بالضرورة البطالن ألنها قاعدة لمرة وليسك مكملة ومن ثم فان‬
‫على المجالس الشعبية الوالئية أن تعقد اجتماعات داخل المقرات المخصصة قانونا لذلك وأي اجتماع خارج‬
‫المقرات الرسمية يعتبر باطال ‪ ،‬كما يسري البطالن على ما أفرزه االجتماع من أعمال وق اررات بدليل القاعدة‬
‫الفقهية التي تنص" ما بني على باطل فهو باطل"‬
‫وهذا ما تؤكده المادة ‪( 53‬المطة ‪ )6‬من قانون الوالية الحالي والتي ترتب البطالن على مخالفة الحكم السابق‪،‬‬
‫غيرها أنها تستثنى حالة واحدة تضمنتها المادة ‪ 23‬من قانون الوالية وهي حالة القوة القاهرة المؤكدة والتي تحول‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪353.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪75‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫دون الدخول إل ى المجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬فيمكن عقد مداوالت المجلس الشعبي الوالئي في مكان لخر من إقليم‬
‫الوالية دون أن يترتب عن ذلك البطالن ولكن بعد التشاور مع الوالي‪.‬‬
‫د‪-‬المداوالت المشوبة بعيب عدم االختصاص‪:‬‬
‫ويقصد بهذه الصورة من صور عدم مشروعية المداوالت والتي سبق وأن نص عليها قانون الوالية الملغى والتي‬
‫تجعلها باطلة بقوة القانون‪ ،‬أن تكون هذه األخيرة غير مشروعة من حيث ركن االختصاص بمختلف عناصره‬
‫الموضوعي والزماني والمكاني‪ ،‬رغم أن المشرع أشار إلى الصورة األولى فقط وهي عدم االختصاص الموضوعي‬
‫في المادة ‪ 53‬من قانون الوالية الحالي(المطة ‪ )4‬كما يلي" تبطل بقوة القانون مداوالت المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫التي تتناول موضوعا ال يدخل ضمن اختصاصاته‬
‫وعدم النص على الصورتين المتبقيتين حسب اعتقادنا أمر طبيعي جاء لتفادي التكرار فقط‪ ،‬فعيب عدم‬
‫االختصاص الزماني يدخل تحك نطاق عنصر المداوالت المعيبة التخاذها خارج االجتماعات القانونية للمجلس‬
‫ألن من أسبار بطالنها هو عدم احترامها لجال عقد الدورات‪ ،‬أما عيب عدم االختصاص المكاني فيتضمنه‬
‫العنصر المتعلق بالمداوالت الباطلة بحكم القانون النعقادها خارج مقر المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وعليه فان المداوالت التي تتناول موضوعا خارجا عن اختصاصات المجلس الشعبي الوالئي تعد باطلة بحكم‬
‫القانون وال بمكن أن تنتش أي لثار قانونية‪.1‬‬
‫والجدير باإلشارة أن صالحيات المجلس حددها المشرع في الفصل الرابع من البار الثاني في المواد من ‪73‬‬
‫إلى ‪ 101‬من قانون الوالية الحالي‪ ،‬وهي واسعة و مرنة و فضفاضة ويصعب من الناحية العملية تحديد الحد‬
‫الفاصل بينها وبين اختصاصات الجهة الوصية الممثلة في الوالي ووزير الداخلية ‪ ،‬بل أحيانا تتداخل حتى مع‬
‫صالحيات المجالس الشعبية البلدية و المديريات التنفيذية‪.‬‬

‫‪-2‬البطالن النسبي‪:‬‬
‫وهو البطالن الذي يتوقف على إرادة الجهة الوصية لتقرر اللجوء إليه أم ال بناء على ما تملكه من سلطة‬
‫تقديرية في هذا الجانب‪ ،‬أي استناد إلى ما ترج لديها من سالمة المداولة من عدمها‪ ،‬وقد نظمه المشرع في‬
‫المادة ‪ 57‬من قانون الوالية الحالي‪ " :‬يمكن أن يثير الوالي بطالن المداولة المنصوص عليها في المادة ‪"...56‬‬
‫وتنص المادة ‪ 56‬من قانون الوالية الحالي‪ ":‬ال يمكن رئيس المجلس الشعبي الوالئي أو أي عضو في المجلس‬
‫يكون في وضعية تعارض مصالحه مع مصال الوالية‪ ،‬بأسمائهم الشخصية أو أزواجهم أو أصولهم أو فروعهم‬
‫إلى الدرجة الرابعة أو كوكالء‪ ،‬حضور المداولة التي تعالش هذا الموضوع‪ ،‬وفي حالة المخالفة تكون هذه المداولة‬
‫باطلة‪".‬‬

‫‪ -‬عبد الحليم بن مشري‪ "،‬نظام الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية في الجزائر"‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬مخبر االجتهاد‬ ‫‪1‬‬

‫القضائي كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ل العدد السادس‪ ،‬أفريل ‪ ، 2010‬ص‪.114.‬‬

‫‪76‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يلزم كل عضو مجلس شعبي والئي‪ ،‬يكون في وضعية تعارض مصال ‪ ،‬بالتصري بذلك لرئيس المجلس الشعبي‬
‫الوالئي‪.‬‬
‫وفي حالة ما يكون رئيس المجلس الشعبي الوالئي في وضعية تعارض مصال متعلقة به‪ ،‬يجب عليه التصري‬
‫بذلك للمجلس الشعبي الوالئي"‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 56‬من قانون الوالية الحالي نجد أن سبب البطالن النسبي يرجع إذن إلى توافر إحدى‬
‫صور تعارض المصالح فما لمقصود به؟‪.‬‬
‫كثير في قانون الوالية عن باقي القوانين األخرى‪ ،‬و ن‬
‫ا‬ ‫الجدير باإلشارة إلى أنه ال يختلف معنى تعارض المصال‬
‫يان قانون الوالية لم يجرمه مثلما فعل قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬و نما اعتبره سببا لبطالن المداولة فقط‪،‬‬
‫أي رتب عليه اآلثار اإلدارية دون الجزائية‪ ،‬وهذا رغبة وحرصا من المشرع على أبعاد أعضاء المجالس الشعبية‬
‫الوالئية عن شبهة الفساد والمتاجرة بالوظيفة وضمانا للشفافية ونزاهة العمل اإلداري ومصداقية التمثيل الشعبي‪.1‬‬
‫ويكون الموظف العمومي (سواء كان يشغل منصبا إداريا أو قضائيا أو تشريعيا أو عضوا في المجالس المحلية‬
‫المنتخبة) في وضعية تعارض المصال من الناحية اإلدارية عند التقاء مصالحه الشخصية المباشرة وغير المباشرة‬
‫‪2‬‬
‫مع المصال العامة التي يتكفل بتحقيقها وتنفيذها‪.‬‬
‫فقد يكون للموظف العام وظائف وأنشطة أخرى غير العمل الوظيفي أو االنتخابي كاالستثمارات والمقاوالت‬
‫وممارسة األعمال التجارية بأسماء مستعارة أو باسم األصول والفروع‪ ،‬وقد يحدث وان تلتقي هذه األنشطة مع‬
‫المهام والواجبات العمومية التي يزاولها‪ 3‬لذلك فانه يكون ملزما بضرورة اإلبال عن ذلك في كل مرة إلى الرئيس‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫وهو الحكم الذي جاءت به الفقرتين الثانية والثالثة من المادة ‪ 56‬من قانون الوالية رقم‪ ...":07/12:‬يلزم كل‬
‫عضو مجلس شعبي والئي‪ ،‬يكون في وضعية تعارض مصال ‪ ،‬بالتصري بذلك لرئيس المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وفي حالة ما يكون رئيس المجلس الشعبي الوالئي في وضعية تعارض مصال متعلقة به‪ ،‬يجب عليه التصري‬
‫بذلك للمجلس الشعبي الوالئي "‬
‫وقد اعتبر المشرع في الفقرة األولى من المادة ‪ 56‬أعاله من قانون الوالية الحالي المداوالت المشوبة بعيب‬
‫تعارض المصال باطلة‪.‬‬

‫‪ -‬علي محمد‪ ،‬مدى فاعلية دور الجماعات المحلية في ظل التنظيم اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫‪1‬‬

‫السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2012 ،‬ص‪.151.‬‬


‫‪ -‬هالل مراد‪" ،‬الوقاية من الفساد وم افحته في التشريع الجزائري على ضوء القانون الدولي"‪ ،‬نشرة القضاة‪ ،‬و ازرة العدل‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،60‬ص‪.116.‬‬


‫‪ -‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪143.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪77‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وأجاز المشرع وفقا للمادة ‪ 57‬أعاله للجهة الوصية الممثلة في الوالي باللجوء إلى القضاء اإلداري إلبطال‬
‫المداوالت المشوبة بعيب تعارض المصال ‪ ،‬والشيء المالحظ أن المشرع لم يرتب أي اثر غير اإللغاء القضائي‬
‫في حالة وجود تعارض للمصال ‪.‬‬
‫ونشير في األخير إلى أ نه يرجع لقاضي الموضوع تقدير مدى تأثير تعارض المصال على السير الحسن لمهام‬
‫عضو أو رئيس المجلس الشعبي الوالئي وواجباته الوظيفية‪ ،‬كما يقع عبء اإلثبات على عاتق المدعي(الجهة‬
‫الوصية)‪.‬‬
‫‪ -3‬رفع دعوى البطالن‬
‫و بالرجوع إلى قانون الوالية الحالي نجده قد نص على إمكانية رفع دعوى اإللغاء ضد المداوالت الباطلة بطالنا‬
‫مطلقا أو بطالنا نسبيا حسب الحالة وذلك أمام الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫ونشير في هذا المجال أن األمر لم يكن على هذا المنوال في ظل قانون الوالية الملغى‪ ،‬حيث كان يعلن عن‬
‫‪1‬‬
‫إلغاء مداولة بموجب قرار إداري مسبب صادر عن وزير الداخلية‪.‬‬
‫أما الوضع في القانون الحالي فقد اختلف كليا‪ ،‬فاإللغاء أصب يتطلب استصدار قرار قضائي من قاضي اإللغاء‬
‫وال يكفي فيه القرار اإلداري‪ ،‬فال يمكن أن تكون الجهة الوصية حكما وخصما في نفس الوقك‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى فان هذا سيضمن استقاللية أيبر ألعمال الجماعات المحلية في مواجهة هيةات الرقابة والوصايا والتي‬
‫يانك سابقا تتدخل في كل مرة وتلغي المداولة بسبب عدم مشروعيتها‪.‬‬
‫أ‪-‬الجهة التي لها صالحية رفع دعوى إبطال المداولة‬
‫استنادا للفقرة الثانية من المادة ‪ 54‬من قانون الوالية‪ ،‬فلن الوالي هو الجهة المخولة قانونا برفع دعوى إلغاء‬
‫المداولة الباطلة بطالنا مطلقا بصفته ممثال لجهة الوصايا‪.‬‬
‫إال أن األمر يختلف بالنسبة للمداوالت الباطلة بطالنا نسبيا‪ ،‬فرغم أن الوالي هو السلطة المخولة لممارسة الحق‬
‫في رفع دعوى البطالن إال أن هناك فوارق فيما يخص للية تحريك هذه الرقابة المنصوص عليها في المادة ‪57‬‬
‫من قانون الوالية الحالي والتي يمكن أن تتم من طرف‪:‬‬

‫‪ -1‬الوالي تلقائيا باعتباره ممثل هيئة الوصايا بعد تبليغه بنسخة من المداوالت من طرف رئيس المجلس الشعبي‬
‫الوالئي أو وصل إلى علمه بلحدى طرق العلم المتعارف عليها بأن إحدى المداوالت غير مشروعة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوالي بعد إشعاره بموجب طلب‪ :‬يقدم إليه من طرف كل منتخب أو مكلف بالضريبة في الوالية له مصلحة‬
‫في ذلك‪ ،‬ويتم األمر بموجب إرسال طلب برسالة موصى عليها إلى الوالي مقابل وصل ستالم‪ ،‬وبناء على هذا‬
‫الطلب يقوم الوالي برفع دعوى بطالن المداوالت إذا اقتنع بمبرر اإلبطال‪.‬‬
‫والجدير باإلشارة في هذا المجال أن اآلثار المترتبة على طلب إلغاء المداولة في ظل قانون الوالية السابق‬
‫يانك واضحة تتمثل في تأجيل تنفيذ المداولة إلى غاية صدور القرار من وزير الداخلية أو بعد فوات أجل شهر‬

‫‪-‬على محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.152.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪78‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الذي حدده القانون‪ ،‬ويبدو أن نفس الحكم يمكن أن نستنسخه ونطبقه في القانون الوالية الحالي‪ ،‬وعليه فان‬
‫المداوالت يتم وقف تنفيذها من يوم رفع دعوى البطالن والى غاية صدور حكم من قاضي اإللغاء والذي قد يحكم‬
‫بللغائها أو يؤكدها‪.‬‬
‫ب‪-‬آجال رفع دعوى اإللغاء‪:‬‬
‫األصل أن دعوى اإللغاء ترفع خالل أجل أربعة أشهر من تاري التبليغ الشخصي للقرار الفردي أو نشر القرار‬
‫اإلداري الجماعي و التنظيمي‪ ،1‬إال انه بالرجوع إلى قانون الوالية فلننا نجد مواعيد رفع دعوى إلغاء المداوالت‬
‫المجالس الشعبية الوالئية هي مواعيد اقصر بكثير من الميعاد المنصوص عليه في القواعد العامة وهذا راجع إلى‬
‫رغبة المشرع في تحصين مداوالت المجالس الشعبية الوالئية ضد خطر اإللغاء مدة طويلة بحيث تبقى أعمال‬
‫الهيةات المحلية موقوفة التنفيذ إلى غاية الفصل في دعوى اإلبطال من قبل القاضي المختص‪ ،‬األمر الذي‬
‫سينعكس سلبا على مصال المواطنين وشؤونهم المحلية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية يختلف ميعاد رفع الدعوى‬
‫باختالف سبب البطالن المستند إليه‪.‬‬
‫أ‪ -‬فالنسبة لميعاد رفع دعوى إبطال مداولة باطلة بطالنا مطلقا هو ‪ 21‬يوما التي تلي اتخاذها أي ‪ 21‬يوما من‬
‫تاري إيداعها بالوالية‪ ،‬وعلى الوالي أن يتقيد بهذه المواعيد ألنها من النظام العام‪.‬‬
‫ر‪-‬أما ميعاد رفع دعوى إبطال مداولة باطلة بطالنا نسبيا فهو ‪ 15‬يوما التي تلي اختتام دورة المجلس الشعبي‬
‫الوالئي التي اتخذت خاللها المداولة ‪ ،‬ويتم رفع الدعوى من قبل الوالي‪.‬‬
‫ج‪-‬أما بالنسبة للمنتخب أو المكلف بالضريبة فميعاد تقديم الطلب إلى الوالي هو خالل ‪ 15‬يوما بعد إلصاق‬
‫المداولة ليقوم الوالي بدوره برفع دعوى اإلبطال خالل لجال ‪ 15‬يوما من تاري استالمه الطلب‪.‬‬
‫ج‪-‬الجهة المختصة بنظر دعوى اإلبطال‪:‬‬
‫واض من المادتين ‪ 54‬و ‪ 57‬من قانون الوالية الحالي أن الجهة المختصة بنظر دعوى البطالن هي المح مة‬
‫اإلدارية المختصة إقليميا‪ ،‬وقد كان الوضع في ظل قانون الوالية السابق مختلف تماما حيث‬

‫يانك جهة الوصايا في ظل قانون الوالية الملغى هي وحدها من تستأثر بسلطة إلغاء المداوالت وهي وزير‬
‫الداخلية‪ ،‬وكان على المجالس الشعبية الوالئية اللجوء لمجلس الدولة إللغاء ق ارره‪ ،‬وبذلك يكون المشرع قد قلب‬
‫القاعدة كليا‪ ،‬وجسد مبدأ التقاضي على درجتين بأن من سلطة الفصل في دعوى اإللغاء إلى المحايم اإلدارية‬
‫يأول درجة وان كان المركز القانوني لطرفي الدعوى قد تغير‪.‬‬
‫إذن فبعدما كان اإللغاء من اختصاص اإلدارة الممثلة في جهة الوصايا لنذاك وهي و ازرة لداخلية‪ ،‬رأى المشرع‬
‫انه من المناسب في وقتنا الراهن وفي ظل اإلصالحات السياسية واإلدارية التي تقوم بها الدولة حاليا‪ ،‬تحصين‬
‫حرية واستقاللية أيبر‬ ‫أعمال المجالس الشعبية الوالئية وتضييق صالحيات هيةات الوصاية والرقابة لمن‬

‫‪ -‬المادة ‪ 829‬من القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتيمن قانون اإلجراءات المدنياة و اإلدارياة الجزائاري‪ ،‬ج‬ ‫‪1‬‬

‫ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬لسنة ‪.2008‬‬

‫‪79‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫للجماعات المحلية حتى تستطيع أن تنهض بمهامها واختصاصاتها الجسام‪ ،‬وعليه أصب القضاء اإلداري هو‬
‫الفيصل في حالة وجود خالف أو شك في مشروعية مداولة من عدمه‪ ،‬فأصبحك المداوالت مثلها مثل الق اررات‬
‫اإلدارية العادية تتميز بقرينة السالمة والمشروعية‪ ،‬ومن يدعي عكس ذلك فعليه إثبات ذلك أمام الجهات القضائية‬
‫المختصة‪.‬‬
‫وتعتبر عملية نقل االختصاص بللغاء المداوالت من اإلدارة إلى القضاء حسب اعتقادنا أهم الضمانات التي جاء‬
‫بها قانون الوالية الجديد والتي ستساهم ال محالة في تجسيد استقاللية المجالس المنتخبة والتي سترج كفتها في‬
‫مواجهة اإلدارة المحلية والمركزية على السواء‪.‬‬
‫د‪ -‬إش الية تقاضي المجلس الشعبي الوالئي في ظل قانون الوالية الحالي‬
‫من بين اإلشكاليات التي تثيرها المستجدات الجديدة هي قلب المركز القانوني لطرفي دعوى اإللغاء فبعدما‬
‫يانك جهة الوصاية الممثلة في وزير الداخلية مدعى عليها والمجلس الشعبي الوالئي مدعي‪ ،‬أصبحك جهة‬
‫الوصايا الممثلة حاليا في الوالي مدعي والمجلس الشعبي الوالئي مدعي عليه‪ ،‬ونحن وان كنا نؤيد مثل هذا‬
‫المسعى الذي سيقوي المركز القانوني للمجلس الشعبي الوالئي في مواجهة الوصايا إال أننا نصطدم من الناحية‬
‫العملية بلشكالية رفع دعوى قضائية من طرف الوالية الممثلة في الوالي ضد هيةة مداولة ممثلة في المجلس‬
‫الشعبي الوالئي والتي ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال بأهلية التقاضي‪ ،‬ف يف نفسر رفع دعوى ضد هيئة ال‬
‫تتمتع بأهلية التقاضي؟‬
‫بالرجوع إلى اآلراء الفقهية وخاصة رأي الدكتور عمار بوضياف نجده يتساءل أيضا كيف للوالي أن يرفع دعوى‬
‫ضد المجلس الشعبي الوالئي الذي ال يتمتع بالشخصية المعنوية؟‬
‫خاصة و أن القانون المدني كان واضحا في مادته ‪ 49‬عندما نص على أن األشخاص االعتبارية هي الدولة‬
‫والوالية والبلدية‪ ...‬دون أن يشير إلى المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وجاء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ليوض من يمثل األشخاص االعتبارية الواردة في المادة أعاله‪ ،‬حيث‬
‫نص في مادته ‪ 828‬أن الوالية يمثلها الوالي‪.‬‬
‫نفهم مما سبق أن المجلس الشعبي الوالئي ليس له شخصية معنوية كما أن الذي يمثله ليس رئيس المجلس‬
‫الشعبي الوالئي بل الوالي الن انعدام الشخصية المعنوية للمجلس يعني أن رئيسه بالتبعية ليسك له صفة التقاضي‪.‬‬

‫لكن الحكم الجديد الذي جاءت به المادتين ‪ 54‬و‪ 57‬من قانون الوالية الحالي يجعلنا نتساءل هل للمجلس الشعبي‬
‫الوالئي أهلية التقاضي أم ال خاصة وان المشرع أجاز رفع دعوى البطالن ضد مداوالته؟‬
‫إننا نعتقد أن المشرع في قانون الوالية وبموجب المادتين السابقتين قد من للمجلس الشعبي الوالئي أهلية للتقاضي‬
‫تسم بمقاضاته أمام العدالة اإلدارية ممثال في شخص رئيس المجلس الشعبي الوالئي وهذا بناء على أن الخاص‬
‫يقيد العام‪ ،‬وبهذا فان للمجلس الشعبي الوالئي الحق في التقاضي باعتباره مدعي عليه أما بالنسبة لباقي المسائل‬
‫األخرى و التي من الممكن أن تمس بمصالحه فيمثل من قبل الوالي‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫والقاعدة العامة هنا أن للمجلس الشعبي الوالئي أهلية تقاضي في حالة تعارض مصالحه مع مصلحة الجهة‬
‫الوصية (والي وزير داخلية) وفي غير ذلك فالوالي هو الذي يمثله باسم الوالية‪.‬‬
‫ونحن وان كنا نؤيد رأي الدكتور عمار بوضياف والذي يعتقد أن االحتكام للقضاء اإلداري إللغاء مداوالت المجالس‬
‫الشعبية الوالئية سيجسد دولة القانون إال أننا ال تنفق معه في كون أن اللجوء إلى العدالة سيساهم في تشنش العالقة‬
‫بين الهيةات المنتخبة وجهات الوصاية وسيمس بمصداقيتها وثقتها‪.1‬‬
‫ألنه حسب اعتقادنا فانه ال يمكن ضمان استقاللية الهيةات المنتخبة بدون حصانة أعمالها(مداوالتها)‬
‫كما نتفق معه تماما فيما يخص دعوته للمشرع إلى من الوالي الحق في طلب إجراء مداولة ثانية أو طلب‬
‫إعادة النظر في المداولة‪-‬على غرار ما يملكه رئيس لجمهورية في مواجهة النص القانوني المعني باإلصدار‪-‬‬
‫ليتسنى للمجلس الشعبي الوالئي مراجعة مداوالته واستدراك ما شابها من عيور شكلية و جرائية حتى يتفادى إلغائها‬
‫‪2.‬‬
‫قضائيا من قبل القضاء المختص‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫لقد نظم المشرع اختصاصات المجلس الشعبي الوالئي في المواد من ‪ 73‬إلى ‪ 101‬من ق‪ .‬الوالية ‪ ،‬والشيء‬
‫المالحظ أيضا أنها كثيرة إذ اتبع المشرع أسلور اإلطالق وعدم التحديد‪.‬‬
‫ويمكل للن المجلل للس الشل للعبي الل لوالئي باإلضل للافة إلل للى التكفل للل بالمهل للام المنوطل للة بل لله التل للدخل فل للي المجل للاالت التابعل للة‬
‫الختصاصات الدولة بالمساهمة في تنفيذ النشاطات المقررة في إطار السياسات العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫ويمكن المجلس الشعبي الوالئي أن يقترح سنويا قائمة مشاريع قصد تسجيلها في البرامش القطاعية العمومي‬
‫ويقدم المجلس الشعبي الوالئي المساعدة للبلديات في إطار التكامل وانسجام األعمال التي ينبغي القيام بها‪ ،‬ويمكنه‬
‫المبللادرة بكللل األعمللال التللي تهللدف إلللى انجللاز التجهيلزات التللي بحكللم حجمهللا وأهميتهللا أو اسللتعمالها تتجللاوز قللدرات‬
‫البلديات‪.‬‬
‫يما يبادر المجلس الشعبي الوالئي حسب قدرات وطابع وخصوصية كل والية على عاتق الميزانيلة الخاصلة بالواليلة‬
‫بكل األعمال التي من طبيعتها المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وكذا انجاز المعالم التذكاريلة‬
‫بالتعاون مع البلديات‪.‬‬

‫يم للا يمكن لله طبق للا للتش لريع المعم للول ب لله ف للي مج للال ترقي للة االس للتثمار تش للجيع ك للل مب للادرة ترم للي إل للى تفض لليل التنمي للة‬
‫المنسجمة والمتوازنة إلقليمها‪.‬‬
‫وعموم للا يم للارس المجل للس الش للعبي الل لوالئي اختصاص للات ف للي إط للار الص للالحيات المخول للة للوالي للة بموج للب القل لوانين‬
‫والتنظيمات ويتداول في مجال‪: 3‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.333.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.355.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬لمزيد من التفصيل انظر‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 299.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪81‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -‬الصحة العمومية وحماية الطفولة واألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬


‫‪-‬السياحة‪،‬‬
‫‪-‬اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫‪-‬التربية والتعليم العالي والتكوين‪،‬‬
‫‪-‬الشبار والرياضة والتشغيل‪،‬‬
‫‪-‬السكن والتعمير وتهيةة إقليم الوالية‪،‬‬
‫‪ -‬الفالحة والري والغابات‪،‬‬
‫‪-‬التجارة واألسعار والنقل‪،‬‬
‫‪-‬الهيايل القاعدية واالقتصادية‪،‬‬
‫‪-‬التضامن ما بين البلديات لفائدة البلديات المحتاجة والتي يجب ترقيتها‪،‬‬
‫‪-‬التراث الثقافي المادي وغير المادي والتاريخي‪،‬‬
‫‪-‬حماية البيةة‪،‬‬
‫‪ -‬التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫‪-‬ترقية المؤهالت النوعية المحلية‪.‬‬
‫يمللا يسللاهم المجلللس الشللعبي اللوالئي فللي إعللداد مخطللط تهيةللة اإلقللليم وي ارقللب تطبيقلله للقلوانين والتنظيمللات المعمللول‬
‫بها‪.‬‬
‫ويعلمه الوالي بالنشاطا ت المحلية والجهوية أو الوطنية الخاصة بتهيةة اإلقليم ويتلداول قبلل المصلادقة عللى كلل أداة‬
‫مقررة في هذا المجال لها انعكاسات على مخطط تهيةة الوالية‪.‬‬
‫هللذا ويقللدم المجلللس الشللعبي ال لوالئي اآلراء التللي تقتضلليها الق لوانين والتنظيمللات ويمكنلله أن يقللدم االقت ارحللات ويبللدي‬
‫المالحظات في كل ما يخص شؤون الوالية إلى الوزير المختص وذلك في اجل أقصاه ‪ 30‬يوما‪.‬‬
‫والجلدير بالمالحظلة إلللى انله تملارس الواليللة باعتبارهلا جماعلة إقليميللة ال مركزيلة صلالحياتها طبقللا للمبلادا المحللددة‬
‫في المادة األولى و‪ 03‬و ‪ 04‬من هذا القانون‪.‬‬
‫حيث تص المادة ‪ 03‬على انه تتوفر الوالية بصفتها الجماعة االقليمية الالمركزيلة عللى ميزانيلة خاصلة بهلا لتمويلل‬
‫األعمال والبرامش المصادق عليها من المجلس الشعبي الوالئي والسيما تلك المتعلقة بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬التنمية المحلية ومساعدة البلديات‪،‬‬

‫‪ -‬تغطية أعباء تسييرها‪،‬‬


‫‪-‬المحافظة على أماليها وترقيتها‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يما تنص المادة ‪ 04‬على انه ‪ :‬تكللف الواليلة بصلفتها اللدائرة اإلداريلة‪ ،‬باألعملال غيلر الممركلزة للدوللة وتسلاهم فلي‬
‫تنفيل للذ السياسل للات العموميل للة ضل للمن اإلطل للار المحل للدد لتوزيل للع صل للالحيات ووسل للائل الدولل للة بل للين مسل للتوياتها المركزيل للة‬
‫واإلقليمية‪.‬‬
‫يمللا جللاءت المللادة ‪ 05‬أيضل ا فللي نفللس اإلطللار حيللث تللنص علللى انلله‪ ":‬تخصللص الدولللة للواليللة بصللفتها الجماعللة‬
‫اإلقليمية‪ ،‬الموارد المخصصة لتغطية األعباء والصالحيات المخولة لها بموجب القانون‪.‬‬
‫وفي إطار القانون‪:‬‬
‫‪-‬يرافق لل مهمة تحول من الدولة إلى الوالية توفير الموارد المالية الضرورية للتكفل بها بصفة دائمة‪،‬‬
‫‪-‬يجب أن يعوض لل تخفيض في الموارد الجبائية للوالية ناجم علن إجلراء تتخلذه الدوللة ويتضلمن إعفلاء جبائيلا أو‬
‫تخفيضا في نسب الضريبة أو إلغائها بمورد يساوي على األقل مبلغ الفارق عند التحصيل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوالااااااااي‬


‫يعين الوالي بموجب مرسوم رئاسي وفقا للمادة ‪ 78‬من الدستور‪ ،‬ويساعده في أداء مهامه هيةة إدارية تتكون‬
‫من األمين العام والمفتس العام للواليلة وكلذا مديريلة اإلدارة المحليلة ومديريلة التنظليم والشلؤون العاملة‪ ،‬وكلذا ر وسلاء‬
‫الدوائر ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المجلس التنفيذي والذي يعتبر هيةة مساعدة للوالي وهي تتشكل من مسؤولي المديريات‬
‫‪1‬‬
‫التنفيذية ور وساء ا لدوائر مهمته األساسية هي تنفيذ ق اررات الوالي وكذا مداوالت المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫أمللا صللالحيات اللوالي فهللي كثيلرة ومتنوعللة تجللد مصللدرها فللي عللدة قلوانين ( قللانون الواليللة والبلديللة‪ ، ) ...‬ويمكللن‬
‫حصر صالحياته في ثالث نقاط أساسية ‪ ،‬فهو ممثل السلطة المركزيلة ‪ ،‬كملا يعتبلر مملثال للواليلة ‪ ،‬هلذا باإلضلافة‬
‫إلى كونه هيةة تنفيذية للمجلس الشعبي الوالئي ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬صالحيات الوالي باعتباره ممثال للوالية‪:‬‬
‫يمكن حصر أهم الصالحيات التي يتمتع بها وفقا لهذه الصفة في‪:‬‬
‫أ‪-‬نشر المداوالت وتنفيذ ها وإعالم الوالي بها‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 102‬من قانون الوالية يسهر الوالي على نشر مداوالت المجلس الشعبي الوالئي وتنفيذها‪.‬‬
‫يم للا يق للدم الل لوالي وفق للا ل للنص الم للادة ‪ 103‬م للن ق للانون الوالي للة أيض للا عن للد افتت للاح ك للل دورة عادي للة تقريل ل ار ع للن تنفي للذ‬
‫المللداوالت المتخللذة خللالل الللدورات السللابقة كمللا يطلللع المجلللس الشللعبي ال لوالئي سللنويا علللى نشللاط القطاعللات غيللر‬
‫الممركزة على مستوى الوالية‪.‬‬

‫هذا ويطلع الوالي رئيس المجلس الشعبي الوالئي بانتظام خالل الفترات الفاصللة بلين اللدورات عللى ملدى تقلدم تنفيلذ‬
‫التوصيات الصادرة عن المجلس الشعبي الوالئي في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما‪.‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪83‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-2‬تمثيل الوالية على المستوى المحلي‪:‬‬


‫أسند القانون مهمة تمثيل الوالية إلى الوالي وليس إلى رئيس المجلس الشعبي اللوالئي و يمثلل الواليلة فلي المجلالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬يمثاال ال اوالي الواليااة فااي جميااع أعمااال الحياااة المدنيااة و اإلداريااة (م‪ ،)105‬وهللو بهللذا يتللولى إدارة أمللالك‬
‫الوالية تحك رقابة المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تمثياال الواليااة أمااام القياااء‪( :‬م‪ )106‬وسلواء كللان مللدعيا أو مللدعى عليلله‪ ،‬عللن الحللاالت التللي يكللون فيهللا‬
‫طرف النزاع الدولة و الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪-3‬إعداد مشروع الميزانية وتنفيذها‪:‬‬
‫هذا ما نصك عليه المادة ‪ 107‬من قانون الوالية‪ ،‬إذ يعد الوالي مشروع الميزانية ويتولى تنفيلذها بعلد مصلادقة‬
‫المجلس الشعبي الوالئي عليها‪ ،‬وهو اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫ويقدم الوالي أمام المجلس الشعبي الوالئي بيانا سنويا حول نشاطات الوالية يتبع بمناقشة‪.‬‬
‫يمكن أن تنتش عن ذلك توصيات يتم إرسالها إلى الوزير الداخلية والى القطاعات المعنية‪.‬‬
‫‪ -4‬ممارسااة الساالطة الرئاسااية ‪ :‬يعتبللر ال لوالي ال لرئيس اإلداري األعلللى فللي الواليللة (م‪ ،)106‬ويسللهر وفقللا للمللادة‬
‫‪ 108‬مللن قللانون الواليللة علللى وضللع المصللال الوالئيللة ومؤسسللاتها العموميللة وحسللن سلليرها ويتللولى تنشلليط ومراقبللة‬
‫نشاطاتها طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صالحيات الوالي باعتباره ممثال للدولة‪:‬‬
‫وفقا لهذه الصفة فلن الوالي يمارس الصالحيات التالية ‪:1‬‬
‫‪ -1‬تمثيااال الدولاااة علاااى المساااتوى المحلاااي‪ :‬يعتب للر الل لوالي مم للثال لدول للة ومن للدور للحكوم للة عل للى مس للتوى إقل لليم‬
‫الوالية(م‪ )110.‬وهو بهذا ينفذ ق اررات الحكومة ويلتزم بتعليماتها الصادرة عن كل وزير‪.‬‬
‫وعلي لله فه للو مكل للف بالتنس لليق و الرقاب للة و اإلش لراف عل للى أعم للال المص للال الخارجي للة لل للو ازرات ‪ ،‬أي الم للديريات‬
‫الموجودة على ترار الوالية باستثناء بعض القطاعات التي تتطلب بقاء ارتباطها مباشرة بالسللطة المركزيلة‪ :‬كالعملل‬
‫الترب للوي‪ ،‬الضل لرائب‪ ،‬الجم للارك‪ ،.‬الرقاب للة الرقاب للة المالي للة‪ ،‬ومفتش للية العم للل ومفتش للية الوظي للف العم للومي وعموم للا ك للل‬
‫المصال التي يتجاوز نشاطها القيم الوالية (م‪.)111‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ القوانين والتنظيمات ‪ :‬وفق للمادة ‪ 113‬من قانون الوالية‪ :‬يسهر الوالي على تنفيذ القوانين و التنظيمات‬
‫الصادرة عن السلطة التشريعية (قوانين) أو السلطة المركزية (أواملر‪ ،‬م ارسليم ‪ )...‬وهلذا علن طريلق إصلدار قل اررات‬
‫والئية ‪.‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 239.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪84‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -3‬اليبط اإلداري‪ :‬يتمتع الوالي أيضا بسلطات الضبط والمحافظة على األملن والنظلام العلام ولله فلي هلذا المجلال‬
‫اتخاذ كل اإلجراءات التي يراها مناسبة‪. 1‬‬
‫كمللا أجللاز للله قللانون البلديللة أيضل ا أن يحللل محللل رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي ويتخللذ بللدل عنلله كللل مللا ي لراه‬
‫مناسبا ألجل المحافظة على النظام العام على مستوى البلدية وهذا إذا للم يبلادر رئليس البلديلة إللى اتخلاذ اللالزم ملن‬
‫اإلجراءات ‪.‬‬
‫وألجل ممارسة سلطاته وتطبيق ق ارراته المتعلقة بالنظام العام وضع تحك تصلرف اللوالي مصلال األملن‪ ،‬كملا يقلوم‬
‫بالتنسيق بينها (م‪ 115.‬من ق‪ .‬و) ‪.‬‬
‫وفي الظروف االستثنائية من قانون الوالية للوالي الحق في طلب تدخل الدرك الوطني والشرطة المتمركزة في إقلليم‬
‫الوالية عن طريق التسخير ‪.‬‬
‫يمللا يسللهر ال لوالي علللى إعللداد مخطللط اإلسللعافات فللي الواليللة وكللذا تللدابير الللدفاع والحمايللة التللي ال تكتسللي طابعللا‬
‫عسكريا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة على الوالية‬


‫إن الوالي للة باعتباره للا هية للة إداري للة تخض للع للرقاب للة مثله للا مث للل ب للاقي الهية للات اإلداري للة رغ للم تمتعه للا بالشخص للية‬
‫المعنوية‪ ،‬وسواء تطلب األمر بالنسبة للمعينين أو المنتخبين أو الهيةة ككل ‪ ،‬كما تخضع كذلك أعمالها للرقابة‪.2‬‬
‫فلنهلا ال تطلرح إشلكال‬
‫ويجب اإلشارة بدايلة إللى أن الرقابلة عللى إدارة الواليلة تخضلع لألحكلام العاملة وبالتلالي ح‬
‫يبير على المستوى العملي والتطبيقي ذلك أن المعين يرتبط بالجهة المعينة برابطة السلطة الرئاسية ( رابطة التبعية‬
‫والخضوع )‪ ،‬فالوالي مثال مسؤول أمام وزير الداخلية ويخضع لسلطته الرئاسية ويتلقى التعليمات من سائر اللوزراء‪،‬‬
‫يما أن الفةة المعينة في الوالية من إداريين من غير موظفي المديريات تخضع للسلطة الرئاسية للوالي ‪.‬‬
‫وعليه فلننا سنركز فقط على الرقابة اإلدارية المبسوطة على المجلس الشعبي الوالئي سلواء بالنسلبة ألعضلائه أو‬
‫أعماله أو باعتباره إحدى الهيةات المحلية‪ ،‬ذلك ألن الرقابة هنا تطرح الكثير من اإلشكاالت‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على أعياء المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫تزول صفة المنتخب بالمجلس الشعبي الوالئي في حالة الوفاة أو االستقالة أو اإلقصاء أو حصول مانع قانوني‬
‫ويقر المجلس الشعبي الوالئي ذلك بموجب مداولة ويخطر الوالي بذلك‪.‬‬
‫يثبك فقدان صفة المنتخب بموجب قرار من الوزير المكلف بالداخلية‪.‬‬
‫يمكن ان يكون قرار الوزير المكلف بالداخلية المثبك لفقدان صفة المنتخب محل طعن امام مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وفيما يلي تفصيل ذلك‪:‬‬

‫‪-‬انظر المادة ‪ 114‬من قانون الوالية الحالي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.177.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪85‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫أوال‪ :‬التوقياف‪ :‬يعتبللر التوقيلف تجميلدا مؤقتللا للعضلوية لسلبب مللن األسلبار التللي حلددها القلانون وقللد نصلك المللادة‬
‫‪ 45‬من قانون الواليلة‪ " :‬يمكلن أن يوقلف بموجلب مداوللة للمجللس الشلعبي اللوالئي‪ ،‬كلل منتخلب يكلون محلل متابعلة‬
‫قض للائية بس للبب جناي للة أو جنح للة له للا ص لللة بالم للال الع للام أو ألس للبار مخل للة بالش للرف وال تمكن لله م للن متابع للة عهدت لله‬
‫االنتخابية بصفة صحيحة ‪.‬يعلن التوقيف بموجب قرار معلل ملن اللوزير المكللف بالداخليلة إللى غايلة صلدور الحكلم‬
‫النهائي من الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫‪ ،‬وفي حالة صدور حكم قضائي نهائي بالبراءة‪ ،‬يستأنف المنتخب تلقائيا وفوريا ممارسة مهامه االنتخابية‪".‬‬
‫ويفهم من هذا النص أن العضو المنتخب ال يمكن توقيفه إال إذا حالل ك المتابعلة و حضلور أشلغال المجللس‪ ،‬كملا‬
‫أن استعمال عبارة "يمكلن" يلدل و كلأن األملر بلالتوقيف فوريلا ‪ ،‬كلذلك اإلعلالن علن التوقيلف يكلون ملن طلرف وزيلر‬
‫الداخلية بموجب قرار معلل حتى غاية صدور حكم البراءة أو اإلدانة ‪.‬‬
‫ثانيااا‪ :‬اإلقالااة‪" :‬االسللتقالة الحكميللة" وفقللا لللنص المللادة ‪ 44‬مللن قللانون الواليللة ‪ ":‬يقصللى بقللوة القللانون‪ ،‬كل ل منتخللب‬
‫بللالمجلس الشللعبي اللوالئي يثبللك أنلله يوجللد تحللك طائلللة عللدم القابليللة لالنتخللار أو فللي حالللة تنللاف منصللوص عليهللا‬
‫قانونا ‪.‬ويقر المجلس الشعبي الوالئي ذلك بموجب مداولة‪.‬‬
‫ويثبللك الللوزير المكلللف بالداخليللة هللذا اإلقصللاء بموجللب ق لرار ‪.‬يمكللن أن يكللون ق لرار الللوزير المكلللف بالداخليللة‬
‫المتضمن إقصاء أحد األعضاء بسبب عدم القابلية لالنتخار أو التنافي‪ ،‬محل طعن أمام مجلس الدولة‪".‬‬
‫ثالثا‪ :‬االستقالة‪:‬تزول صفة المنتخب باالستقالة النهائية من المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫وترسل استقالة العضو من المجلس إلى رئيسه بواسطة ظرف محملول مقابلل وصلل اسلتالم ويقلر المجللس الشلعبي‬
‫الوالئي ذلك بموجب مداولة ويبلغ الوالي بذلك‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلقصاء‪ :‬هو إسقاط كلي ونهائي للعضوية وال يتم إال نتيجة لفعل خطير اقترفه المنتخب وينبغي عند حدوثله‬
‫تطبيق نظام االستخالف ‪.‬‬
‫ولقد حدد المشرع فلي الملادة‪ 46 :‬ملن قلانون الواليلة حاللة واحلدة لإلقصلاء و هلي تعلرض العضلو إلدانلة جزائيلة‬
‫وذلللك كمللا يلللي‪ :‬يقصللى بقللوة القللانون مللن المجلللس الشللعبي ال لوالئي لل منتخللب كل ان محللل إدانللة جزائيللة نهائيللة لهللا‬
‫عالقة بعهدته تضلعه تحلك طائللة علدم القابليلة لالنتخلار‪ ".‬ويقلر المجللس الشلعبي اللوالئي ذللك بمداوللة ويثبلك هلذا‬
‫اإلقصاء بموجب قرار من وزير الداخلية ‪.‬‬
‫خامسااا‪ :‬التخلااي عاان المنصااب‪ :‬أضللاف المشللرع صللورة جديللدة لفقللدان العضللوية االنتخابيللة فللي المجلللس الشللعبي‬
‫الوالئي وهي حاللة التخللي علن المنصلب اللواردة فلي الملادة ‪ 43‬ملن قلانون الواليلة كملا يللي‪ ":‬يعللن فلي حاللة تخللي‬
‫تغيب بدون عذر مقبول في أيثر من ثلالث (‪ ) 3‬دورات عاديلة خلالل نفلس السلنة‪ .‬ويثبلك‬‫عن العهدة‪ ،‬كل منتخب ح‬
‫التخلي عن العهدة من طرف المجلس الشعبي الوالئي‪".‬‬
‫والجللدير باإلشللارة إلللى انلله فللي حالللة الوفللاة أو االسللتقالة النهائيللة أو اإلقصللاء أو حصللول مللانع قللانوني لمنتخللب‬
‫بالمجلس الشعبي الوالئي يتم استخالفه قانونا في اجل يتجاوز الشهر بالمرش اللذي يللي مباشلرة لخلر منتخلب ملن‬
‫نفس القائمة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على أعمال المجلس الشعبي الوالئي‬


‫إن أعمال المجلس الشعبي الوالئي تتمثل في ما يصدره من مداوالت‪ ،‬هده األخيرة التي تخضع للرقابة من قبل‬
‫الجهة المختصة سواء كانك من الوالي أو و ازرة الداخلية وأهلم مظلاهر هلذه الرقابلة كملا رأيناهلا تتمثلل فلي المصلادقة‬
‫الضمنية والصريحة ‪.‬‬
‫كما أجاز المشرع للوالي رفع دعوى إبطال المداوالت أمام المحكمة اإلدارية المختصة والتي تكون مشوبة بعيب‬
‫من العيور البطالن المطلق أو النسبي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة على الهيئة‬
‫وتتمثللل فللي إمكانيللة حللل المجلللس الشللعبي ال لوالئي ‪ ،‬و تناولتلله المللادة ‪ 47‬مللن قللانون الواليللة كمللا يلللي‪" :‬يللتم حللل‬
‫المجلس الشعبي الوالئي وتجديده بموجب مرسوم رئاسي بناء على تقرير الوزير المكلف بالداخلية‪".‬‬
‫أما المادة ‪ 48‬فقد حددت حاالت الحل كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬في حالة خرق أحكام دستورية‪،‬‬
‫‪-‬في حالة إلغاء انتخار جميع أعضاء المجلس‪،‬‬
‫‪-‬في حالة استقالة جماعية ألعضاء المجلس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫‪-‬عن للدما يك للون اإلبق للاء عل للى المجل للس مص للد ار الخ للتالالت خطي لرة ت للم إثباته للا أو م للن طبيعت لله المس للاس بمص للال‬
‫المواطنين وطمأنينتهم‪،‬‬
‫‪-‬عندما يصب عدد المنتخبين أقل من األغلبية المطلقة وذلك رغم تطبيق أحكام المادة ‪ 41‬أعاله‪،‬‬
‫‪-‬في حالة اندماج بلديات أو ضمها أو تجزئتها‪،‬‬
‫‪-‬في حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب‪.‬‬
‫و فللي حالة حللل المجللس الشعلللبي اللوالئي‪ ،‬يعلين اللوزير المكللف بالداخليلة‪ ،‬بنلاء عللى اقتلراح ملن الللوالي‪ ،‬خلالل‬ ‫‪:‬‬

‫العش لرة (‪( 10‬أي للام الت للي تل للي ح للل المجل للس‪ ،‬مندوبي للة والئي للة لممارس للة الص للالحيات المخ للول إياه للا بموج للب الق لوانين‬
‫والتنظيمات المعمول بها‪ ،‬إلى حين تنصيب المجلس الجديد‪.‬‬
‫و تنتهي مهمة المندوبية الوالئية بقوة القانون فور تنصيب المجلس الشعبي الوالئي الجديد‪.‬‬
‫هذا وتجرى انتخابات تجديد المجلس الشعبي الوالئي المحل فلي أجلل أقصلاه ثالثلة (‪ ) 3‬أشلهر ابتلداء ملن تلاري‬
‫الحلل‪ ،‬إال فلي حاللة المسلاس الخطيلر بالنظل ام العلام ‪.‬وال يمكلن بلأي حلال ملن األحلوال إج ار هلا خلالل السلنة األخيلرة‬
‫من العهدة الجارية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬البلدية كصورة من صور اإلدارة المحلية في الجزائر‬


‫تعتبر البلدية الهيةة القاعدية في النظام اإلداري الجزائري وهي تجسيد حقيقي لالمركزية اإلدارية ومكلان للممارسلة‬
‫الديمقراطية من خالل إشراك المواطنين في تسيير شؤونهم المحلية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ولإلحاطللة أيث للر بالبلدي للة كص للورة م للن ص للور الجماع للات المحليللة يج للب التط للرق لتطوره للا الت للاريخي أوال ث للم الهية للات‬
‫المكونة لها وكذا تنظيمها وسيرها وصالحياتها وأخي ار صور الرقابة عليها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطور التاريخي للتشريعات الناظمة للبلدية‪:‬‬


‫يمكن أن نميز بين أربعة مراحل أساسية مرت بهم البلدية كنظام إداري في الجزائر هي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬المرحلة االستعمارية‪:‬‬
‫حيث قام المستعمر بتقسيم البلديات إلى ثالثة أنواع هي ‪ :‬البلديات األهليلة (تتميلز بالطلابع العسلكري وطبقلك فلي‬
‫الجنور) البلديات المختلطة (وكانك تغطي الجزء األيبر من اإلقليم الجزائري ) والبللديات ذات التصلرف التلام (وقلد‬
‫أقيمللك فللي منللاطق التواجللد المكثللف لالوروبللين وقللد كانللك بالمللدن السللاحلية والكبللرى ) وقللد خضللعك لقللانون البلديللة‬
‫الفرنسي الصادر سنة ‪.1884‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة االستقالل وقانون البلدية لسنة ‪:1967‬‬
‫بع للد االس للتقالل ظ للل الوض للع كم للا كان للك علي لله م للن الناحي للة اإلداري للة م للع تقل لليص لع للدد البل للديات وت للولي المن للدوبيات‬
‫الخاصة والتي شكلك أساسا من قدماء المجاهدين والمناضلين لتسيير هذه البلديات ‪.‬‬
‫وهللذا حتللى صللدور األمللر رقللم‪ 24/67 :‬المتضللمن قللانون البلديللة والللذي يعتبللر أسللاس التنظلليم البلللدي فللي الج ازئللر ‪،‬‬
‫وطبقا لهلذا القلانون قسلمك البلديلة إللى ثالثلة هيةلات هلي‪:‬المجلس الشلعبي البللدي‪ ،‬المجللس التنفيلذي البللدي‪ ،‬رئليس‬
‫المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬واستمر هذا الوضع حتى ‪.1990‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة ما بعد ‪:1990‬‬
‫بع للد ص للدور دس للتور‪ 1989‬وال للذي ألغ للى نظ للام الح للزر الواح للد واعتم للد التعددي للة الحزبي للة وال للذي ت ارج للع أيض للا ع للن‬
‫االش للترايية وك للرس ال أرس للمالية ‪ ،‬ك للان ال ب للد م للن المش للرع أن يع للدل ق للانون البلدي للة حت للى يواي للب التط للورات السياس للية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬فكان القانون رقم‪ 08/90:‬المتضمن قانون البلدية‪.‬‬
‫وعل للرف المشل للرع البلديل للة وفقل للا لهل للذا القل للانون بأنهل للا‪":‬هي الجامعل للة اإلقليميل للة األساسل للية وتتمتل للع بالشخصل للية المعنويل للة‬
‫واالستقالل المالي‪".‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحلة ما بعد سنة ‪:2011‬‬
‫بالنظر للثغرات التي اعترت قانون البلدية السابق ‪ ،‬وبعد عشرين سنة من التطبيق تبين وجود بعض النقائص حيث‬
‫لللم يكللن قللانون البلديللة القللديم قللادر علللى تسللوية ن ازعل ات االختصللاص وال مواجهللة االخللتالالت التللي تشللهدها هيةللات‬
‫البلديللة فللي غيللار شللفافية كافيللة لتسلليير شللؤونها ‪ ،‬األمللر الللذي أدى بالمشللرع إلللى إصللدار قللانون البلديل ة الجيللد رقللم‬
‫‪ 10/11‬المؤرخ في ‪ 22 :‬جوان ‪.2011‬‬
‫‪2‬‬
‫وفيما يلي أهم األسبار التي دعك المشرع إلى سن قانون البلدية الجديد‪:‬‬
‫‪-‬الحقائق االجتماعية للبالد التي بقيك تطغى عليها العقلية القبلية‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬دار جسور ‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪ 108.‬وما بعدها‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 10/11‬المؤرخ في‪ 22 :‬جوان ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر عدد لسنة ‪.2011‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪88‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-‬التطللور االجتمللاعي الللذي أدى إلللى بللروز جماعللات مصللال تحللاول االسللتحواذ علللى هيةللات البلديللة لصللالحها عللن‬
‫طريق لعبة التحالفات حتى على حسار المنطق الحزبي‪.‬‬
‫‪-‬النزعة نحو االنسداد المجالس المحلية المنتخبة والناتش عن أحكام قانونية غير مالئمة‪.‬‬
‫‪-‬النزعة نحو عدم استقرار رئيس المجلس الشعبي البلدي واللجوء غير المؤسس إلى إجراء سحب الثقة‪.‬‬
‫‪-‬ضعف تحضير الهيةة التنفيذية للبلدية لتولي وظائف التسيير التي تقتضي الخبرة‪.‬‬
‫‪-‬عدم اهتمام بعض المنتخبين بتسيير المرافق العمومية األساسية كالحالة المدنية وصيانة الطرق‪.‬‬
‫‪-‬ضعف االتصال بين المنتخبين المحليين مع المواطنين‪.‬‬
‫‪-‬الغموض والتداخل في الصالحيات بين المنتخبين واإلدارة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬هيئات البلدية‬
‫وفقا للمادة ‪ 15‬من قانون البلدية رقم ‪ 10/11‬فان البلدية تتكون من هيةتان هما‪:‬‬
‫‪ -‬هيئة المداولة‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪ -‬هيئة تنفيذية‪ :‬يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي"‬
‫هذا ويوجد بالبلدية إدارة ينشطها األمين العام تحك مسؤولية رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫وهو هيةة منتخبة وجهاز للمداولة بالبلدية وينتخب المجلس الشلعبي البللدي وفقلا للملادة ‪ 65‬ملن قلانون البلديلة لملدة‬
‫خمللس سللنوات بطريللق االقت لراع النسللبي علللى القائمللة‪ ،‬ويجللوز تمديللد العهللدة االنتخابيللة تلقائيللا فللي حالللة وفللاة رئلليس‬
‫الجمهورية أو استقالته أو في الحالة االستثنائية أو في حالة الحرر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تش يل المجلس الشعبي البلدي‬
‫يتش للكل المجلل ل س الش للعبي البل للدي م للن مجموع للة م للن المنتخب للين يتل لراوح ع للددهم وفق للا للم للادة ‪ 79‬م للن ق للانون‬
‫االنتخابللات لسللنة ‪ 2012‬مللا بللين ‪ 13‬و‪ 43‬عض لوا بحسللب عللدد سللكان البلديللة يللتم اختيللارهم وفقللا لنظللام االقت لراع‬
‫السري والمباشر ولمدة ‪ 05‬سنوات‪.‬‬
‫ويجللب اإلشللارة إلللى أن العضللوية فللي المجلللس الشللعبي البلللدي مجانيللة وفقللا للمللادة ‪ 37‬مللن قللانون البلديللة باسللتثناء‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يتفر كليا ألداء مهامه ويتقاضى تعويضا‪.‬‬
‫هذا ويتقاضى أيضا استنادا للمادة ‪ 76‬من قانون البلدية كل من رئيس البلدية ونوابله والمنلدوبون البللديون وعنلد‬
‫االقتضاء المتصرف الذي عين مؤقتا لتسيير شؤون البلدية عند حل مجلسها المنتخب منحة مرتبطة بوظائفها‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط الترشح لعيوية المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫المجلس الشعبي‬ ‫حددت المادة ‪ 78‬من قانون االنتخابات الجديدة رقم ‪ 01/12‬الشروط الواجب توفرها في المترش‬
‫الوالئي وهي كما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون في إحدى حاالت فقدان األهلية‪.‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪89‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -‬أن يكون مسجال في الدائرة االنتخابية التي يترش فيها‪.‬‬


‫‪ -‬أن يكون بالغا سن ‪ 23‬سنة كاملة يوم كاملة‪.‬‬
‫‪ -‬الجنسية الجزائرية‬
‫‪ -‬أن يثبك أداء الخدمة الوطنية أو إعفائه منها‬
‫‪ -‬أال يكون محكوم عليه في جناية ولم يرد اعتباره‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون المترش في حالة من حاالت التنافي‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون قد حكم عليه بعقوبة الحبس في الجن التي يحكم فيها بالحرمان من ممارسلة حلق االنتخلار وفقلا‬
‫للمواد ‪ 09‬و ‪ 09‬مكرر‪ 01‬و‪ 14‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي بسبب تهديد النظام العام واإلخالل به‪.‬‬
‫هذا وقد أضافك المادة ‪ 72‬من قانون االنتخابات الجديد شرطا لخر وهو أن تكون القائمة المتكونة‬
‫فضللال عللن الشللروط األخللرى التللي يقتضلليها القللانون‪ ،‬يجااب أن ت ااون القائمااة المااذكورة فااي المااادة ‪ 71‬ماان هااذا‬
‫القانون العيوي مقبولة صراحة من طرف حزب أو عدة أحزاب سياسية‪.‬‬
‫وفي حالة ما إذا لم تكن قائمة الترش تحلك رعايلة حلزر أو علدة أحلزار سياسلية‪ ،‬ينبغلي أن تلدعم بتوقيلع خمسلة‬
‫في المائة ‪5 %‬على األقل من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية‪ ،‬على أال يقل هذا العدد عن مائلة وخمسلين (‪)150‬‬
‫ناخبا وأال يزيد عن ألف (‪ )1000‬ناخب‪.‬‬
‫وحسنا فعل المشرع الجزائري عندما عدل شروط الترش وتشدد فيما يخص بعض الشروط كعدم الحكم عليه بجناية‬
‫‪ ،‬كم للا وف للق ك للذلك عن للدما ألغ للى ن للص الم للادة ‪ 82‬م للن ق للانون االنتخاب للات والت للي كان للك تعتب للر ايب للر عقب للة ف للي وج لله‬
‫المترشللحين إذا كانللك تميللز بللين األح لزار الكبي لرة والتللي يجللوز لهللا تزكيللة أي قائمللة بينمللا األح لزار الصللغيرة فيسللري‬
‫عليهلا حكللم القلوائم الحلرة وهللو األملر الللذي للم يكللن مقبلوال فلي وقللك مضلى خاصللة وان معيللار التمييلز بللين األحلزار‬
‫يللان بنللاء علللى االسللتحقاقات االنتخابيللة الللثالث الماضللية وهللو األمللر الللذي ال يعطللي أي فرصللة للمنافسللة مللن قبللل‬
‫األحزار الجديدة أو الصغيرة‪.‬‬
‫‪-‬ه للذا وق للد اش للترط أيض للا الق للانون العض للوي رقل ل م ‪ 03/12‬المتعل للق بتوس لليع حظ للوظ المش للاركة السياس للية للمل لرأة ف للي‬
‫المجالس المنتخبة شرطا لخر يتمثل في‪:‬‬
‫أال يقل عدد النساء في كل قائمة ترشيحات حارة أو مقدماة مان حازب سياساي عان النساب التالياة بحساب عادد‬
‫المقاعد المتنافسة عليها وهاي ‪ 30‬بالمائاة فلي المجلالس الشلعبية البلديلة الموجلودة بمقلرات اللدوائر والبللديات التلي‬
‫يزيد عدد سكانها عن عشرين ألف نسمة‪.‬‬
‫‪-‬الفئات المحرومة من الترشح‪:‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 81‬من قانون االنتخابات الجديد فانه يعتبر غير قابلين لالنتخار خالل ممارسة وظلائفهم ولملدة‬
‫سنة بعد التوقف عن العمل‪ ،‬في دائرة االختصاص حيث يمارسون أو سبق لهم أن مارسوا فيها وظائفهم ‪:‬‬
‫‪ -‬الوالة‪،‬‬
‫‪-‬ر ساء الدوائر‪،‬‬

‫‪90‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-‬الكتار العامون للواليات‪،‬‬


‫‪-‬أعضاء المجالس التنفيذية للواليات‪،‬‬
‫‪-‬القضاة‪،‬‬

‫‪-‬أفراد الجيس الوطني الشعبي‪،‬‬


‫‪-‬موظفو أسالك األمن‪،‬‬
‫‪-‬محاسبو األموال البلدية‪،‬‬
‫‪-‬األمناء العامون للبلديات‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع المقاعد داخل المجلس‪:‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 66‬من قانون االنتخابات ‪ ،‬يتم توزيع المقاعد داخل المجلس بين القوائم بالتناسب حسب عدد األصوات‬
‫التي تحصلك عليها كل قائمة مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى‪ ،‬وال تؤخذ في الحسبان‪ ،‬عنلد توزيلع المقاعلد‪ ،‬القلوائم‬
‫التي لم تحصل على نسبة سبعة في المائة (‪ )% 7‬على األقل من األصوات المعبر عنها‪.‬‬
‫وقد بينك المادة ‪ 67‬من قانون االنتخابات المقصود بالمعامل االنتخابي كما يللي‪ " :‬المعاملل االنتخلابي اللذي يؤخلذ‬
‫في الحسبان هو الناتش علن قسلمة علدد األصلوات المعبلر عنهلا فلي كل ل دائلرة انتخابيلة عللى علدد المقاعلد المطللور‬
‫شلغلها ضلمن نفللس اللدائرة االنتخابيلة ‪.‬تلنقص ملن عللدد األصلوات المعبلر عنهللا التلي تؤخلذ فللي الحسلبان ضللمن لل‬
‫‪1‬‬
‫دائرة انتخابية‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬األصوات التي تحصلك عليها القوائم المقصاة"‬
‫أي‪ :‬عدد المقاعد = عدد األصوات التي حصلك عليها القائمة‬
‫المعام للل االنتخاب للي‬
‫والمعامل االنتخابي = عدد األصوات المعبر عنها‪ -‬عدد األصوات التي تحصلك عليها القوائم المقصاة‬
‫عدد المقاعد المطلور شغلها‬
‫ويتم توزيع المقاعد على كل قائمة بقدر عدد المرات التي حصلك فيها على المعامل االنتخابي‪.‬‬
‫وفللي حالللة البللاقي تطبللق قاعللدة البللاقي األقللوى ‪ ،‬هللذا ويمللن المقعللد األخيللر عنللدما تتسللاوى األصلوات التللي حصلللك‬
‫عليها قائمتان أو أيثر للقائمة التي يكون معدل سن مرشحيها هو األصغر(المادة ‪ 68‬من قانون االنتخابات)‪.‬‬
‫هللذا ويجللب أن يللتم توزيللع المقاعللد علللى مرشللحي القائمللة حسللب ترتيللب المترشللحين المللذكورين فيها(المللادة ‪ 69‬مللن‬
‫قانون االنتخابات)‬
‫ويجب أن تتضمن قائمة المترشحين للمجالس الشعبية البلديلة والوالئيلة علددا ملن المترشلحين يسلاوي علدد المقاعلد‬
‫المطلور شغلها وعددا من المستخلفين ال يقل عن ثالثين في المائة (‪ )% 30‬من عدد المقاعد المطلور شغلها‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬سير المجلس المجلس الشعبي البلدي‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 179.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪91‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يعقد المجلس ستة دورات عادية في السنة(أي دورة كل شهرين) وال تتعلدى ملدة كلل دورة خمسلة أيلام ‪ ،‬ويمكنله‬
‫عقللد دورات اسللتثنائية‪-‬غيللر عاديللة‪ -‬كلمللا اقتضللك شللؤون البلديللة ذلللك بطلللب مللن اللوالي أو رئيسلله أو ثلللث أعضللائه‬
‫(المادة ‪16‬و ‪ 17‬من قانون البلدية) ‪.‬‬
‫ويعقد المجلس الشعبي البلدي دوراته كأصل عام بمقر البلدية واستثناء في حالة القوة القاهرة المعلنة التي تحول‬
‫دون الدخول إلى مقر البلدية يمكنه أن يجتمع في مكان لخر من إقليم البلدية‪.1‬‬
‫ويتولى رئيس المجس الشعبي البلدي تحديد تاري وجدول أعمال دورات المجلس بالتشاور مع الهيةة التنفيذية ‪ ،‬كما‬
‫يوجلله االسللتدعاءات الجتماعللات المجلللس مرفقللة بجللدول األعمللال بواسللطة ظللرف محمللول وهللذا قبللل ‪ 10‬أيللام كاملللة‬
‫على األقل من بداية الدورة مقابل وصل استالم‪ ،‬ويمكن تخفيض المدة فلي الحلاالت االسلتعجالية عللى أال تقلل علن‬
‫يوم كامل‪.‬‬
‫ويلصللق مشللروع جل دول أعمللال االجتماعللات عنللد مللدخل قاعللة المداولللة وفللي األمللاين المخصصللة للجمهللور بمجللرد‬
‫استدعاء أعضاء المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫ويوافق المجلس الشعبي البلدي على النقاط المسجلة في جدول أعمال االجتماع ويمكنه إدراج نقاط إضافية‪.‬‬
‫وال تص اجتماعات المجلس الشعبي البلدي إال بحضور األغلبية المطلقة ألعضائه الممارسين‪ ،‬و ذا لم يتحقق هذا‬
‫النصار بعد االسلتدعاء األول‪ ،‬تعتبلر المل داوالت المتخلذة بعلد االسلتدعاء الثلاني بفلارق (‪ )5‬أيلام كامللة عللى األقلل‪،‬‬
‫صحيحة مهما كان عدد األعضاء الحاضرين(المادة ‪ 23‬من قانون االنتخابات)‪.‬‬
‫ويمكلن عضللو المجللس الشللعبي البلللدي اللذي حصللل لله مللانع لحضللور جلسلة أو دورة أن يوكل ل كتابيلا عضلوا لخللر‬
‫من المجلس من اختياره‪ ،‬ليصوت نيابة عنه‪.‬‬
‫هذا وتكون جلسات المجلس علنية كأصل عام ويجوز رغم هذا عقد جلسات سرية في حالتين ذكرتهما المادة‪26 :‬‬
‫من قانون البلدية وهما ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة مسائل تأديبية خاصة بأحد األعضاء ‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة المسائل المتعلقة باألمن و النظام العام‪.‬‬
‫وتعلللق المللداوالت‪ ،‬باسللتثناء تلللك المتعلقللة بالنظللام العللام والحللاالت التأديبيللة‪ ،‬تحللك إش لراف رئلليس المجلللس الشللعبي‬
‫البلدي‪ ،‬في األملاين المخصصلة للملصلقات وعلالم الجمهلور‪ ،‬وتنشلر بكلل وسليلة إعلالم أخلرى خاالل الثمانيا ة (‪)8‬‬
‫أيام الموالية لدخوله حيز التنفيذ طبقا ألحكام هذا القانون‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اللجان‪:‬‬
‫وفقلا للمللادة ‪ 31‬ملن قللانون البلديللة يجلب علللى المجلللس الشلعبي البلللدي أن يشلكل مللن بللين أعضلائه لجانللا دائمللة‬
‫للمسائل التابعة لمجال اختصاصه والسيما تلك المتعلقة بما يأتي ‪:‬‬
‫‪-‬االقتصاد والمالية واالستثمار‪،‬‬
‫‪-‬الصحة والنظافة وحماية البيةة‪،‬‬
‫‪-‬تهيةة اإلقليم والتعمير والسياحة والصناعات التقليدية‪،‬‬

‫‪-‬مولود ديدان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪92‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-‬الري والفالحة والصيد البحري‪،‬‬


‫‪-‬الشؤون االجتماعية والثقافية والرياضية والشبار‪.‬‬

‫وتحدث اللجان الدائمة بمقتضى مداولة مصادق عليها باألغلبية األعضاء المجلس بناء على اقتراح من رئيسله‪،‬‬
‫ويمكللن المجلللس الشللعبي البلللدي أن يشللكل مللن بللين أعضللائه لجنللة خاصللة لد ارسللة موضللوع محللدد يللدخل فللي مجللال‬
‫اختصاصه وهذا بناء على اقتراح من رئليس المجللس الشلعبي البللدي ع‪ѧ‬ن طريلق مداوللة المجللس مصلادق عليهلا‬
‫بأغلبية أعضائه‪. 1‬‬
‫وتنتخب كل لجنة رئيسا من بين أعضائها‪ ،‬كما تجتمع اللجان بناء على استدعاء ملن رئيسلها بعل دد إعلالم رئليس‬
‫المجل للس الش للعبي البل للدي ‪ .‬ويمكنه للا اللج للوء إل للى استش للارة أي ش للخص م للن ذوي الخب لرة والكف للاءة ‪ ،‬كم للا تع للد اللجن للة‬
‫نظامها الداخلي وتعرضه على المجلس الشعبي البلدي للمصادقة‪.‬‬
‫وتش للكل ه للذه اللج للان بمقتض للي الم للداوالت ويج للب أن تض للمن تش للكيلتها تمث لليال نس للبيا يعك للس المكون للات السياس للية‬
‫للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬كما خول القانون ألعضاء المجلس الشلعبي البللدي إنشلاء لجلان مؤقتلة تتلولي القيلام بمهلام‬
‫يحددها المجلس بصفة مؤقتة ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المداوالت‪:‬‬
‫يعالش المجلس الشؤون التي تدخل في اختصاصه علن طريلق الملداوالت ‪،‬والتلي تجلرى وتحلرر ملداوالت المجللس‬
‫الشعبي البلدي باللغة العربية (المادة ‪ 53‬من قلانون البلديلة) وباسلتثناء الحلاالت المنصلوص عليهلا صلراحة فلي هلذا‬
‫الق للانون‪ ،‬تتخ للذ م للداوالت المجل للس الش للعبي البل للدي باألغلبياااة البسااايطة ألعياااائه الحاضااارين أو الممثلاااين عناااد‬
‫التصويت‪ .‬وفي حالة تساوي األصوات‪ ،‬يكون صوت الرئيس مرجحا (المادة ‪ 54‬من قانون البلدية‪.‬‬
‫تحرر المداوالت وتسجل حسب ترتيبها الزمني في سجل خاص مرقم ومؤشر عليه من رئيس المحكمة المختصة‬
‫إقليميا‪ ،‬وتوقع هذه المداوالت أثناء الجلسة من جميع األعضاء الحاضرين عند التصويك‪.‬‬
‫ويودع رئيس المجلس الشعبي البلدي المداوالت في أجل ثمانية (‪)8‬أيام لدى الوالي مقابلل وصل باالستالم (الملادة‬
‫‪ 55‬من قانون البلدية)‪.‬‬
‫والج للدير باإلش للارة ف للي ه للذا المج للال أن الم للداوالت ال يمك للن تنفي للذها إال بع للد التص للديق عليه للا م للن ط للرف الل لوالي‬
‫والتصديق وفقا لقانون البلدية إما أن يكون ضمني أو صري ‪.‬‬
‫‪-1‬المصادقة اليمنية ‪:‬‬
‫األصل أن تنفيذ المداوالت بحكم القانون بعد‪ :‬مرور ‪ 21‬يوما من إيلداعها للدي الواليلة ( الملادة ‪ 56‬ملن قلانون‬
‫البلدية) وهذا بشرط أال يعترض الوالي صراحة عليها خالل هذه المدة‪.2‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 33‬من قانون البلدية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬لمال يعيس تمام‪ " ،‬الرقابة على أعمال المجالس البلدية بين دواعي الوصاية اإلدارية ومقتييات االستقاللية المحلية ملتقى‬ ‫‪2‬‬

‫وطني حول الوصاية اإلدارية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬مارس ‪ ،2013‬ص‪.02.‬‬
‫‪93‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-2‬المصادقة الصريحة ‪:‬‬


‫نصك المادة ‪ 57‬من قانون البلدية " ال تنفذ مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تخص المواضيع التالية إال‬
‫بعد المصادقة عليها من الوالي‪:‬‬
‫‪ 1‬الميزانيات والحسابات‬
‫‪ 2‬قبول الهبات والوصاية األجنبية‬
‫‪ 3‬اتفاقيات التوأمة‬
‫‪ 4‬التنازل عن األمالك العقارية البلدية‪.‬‬
‫ويجب عللى اللوالي فلي هلذه الحاللة أن يصلادق عللى هلذه الملداوالت خلالل ملدة ‪ 30‬يوملا ملن تلاري إيلداع المداوللة‬
‫عدت مصادق عليها‪ ،‬أي انقلبك إلى صادقة ضمنية (المادة ‪ 58‬من ق ر)‪.‬‬
‫بالوالية و ال ح‬
‫خامسا‪ :‬اختصاصات المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫مللن المشللرع الكثيللر مللن الصللالحيات للمجلللس الشللعبي البلللدي فللي قللانون البلديللة مللن جهللة وهللذا مللا أيدتلله الم للادة‬
‫‪ 01/03‬منه عندما نص على انه‪" :‬تمارس البلديلة صلالحياتها فلي كل ل مجلاالت االختصلاص المخوللة لهلا بموجلب‬
‫القانون‪ ".‬كما جاء أيثر تحديدا لالختصاصات األساسلية التلي يجلب النهلوض بهلا أي الحلد األدنلى اللذي يجلب أال‬
‫تهمله البلدية‪ ،‬عندما نص في الفقرة الثانية من المادة الثالثة على انله‪ ":‬وتسلاهم ملع الدوللة‪ ،‬بصلفة خاصلة فلي إدارة‬
‫وتهية للة اإلقل لليم والتنمي للة االقتص للادية واالجتماعي للة والثقافي للة واألم للن وكل ذا الحف للاظ عل للى اإلط للار المعيش للي للم لواطنين‬
‫وتحسينه‪".‬‬
‫والقيد الوحيد الذي وضعه المشلرع أملام مباشلرة البلديلة الختصاصلاتها هلو االعتباار الما الي أي تلوافر االعتملادات‬
‫المالية الضرورية للتكفل باألعباء وهذا ما أيدته المادة ‪ 04‬من قانون البلدية‪.‬‬
‫هذا وقد خصص المشرع بابا كامال لصالحيات البلدية والتي جاءت على سبيل المثال وليس الحصر وهلي متنوعلة‬
‫‪1‬‬
‫وكثيرة والمشرع حاول تصنيفها في أربعة فصول أساسية هي كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬التهيئة والتنمية المحلية‪ :‬يعد المجلس الشلعبي البللدي برامجله السلنوية والمتعلددة السلنوات الموافقلة لملدة عهدتله‬
‫ويصادق عليها ويسهر على تنفيذها‪ ،‬تماشيا مع الصالحيات المخولة له قانونا‪ ،‬وفي إطار المخطط الوطني للتهيةة‬
‫والتنمية المستدامة لإلقليم وكذا المخططات التوجيهية القطاعية‪.‬‬
‫يما يكون اختيار العمليلات التلي تنجلز فلي إطلار المخطلط البللدي للتنميلة ملن صلالحيات المجللس الشلعبي البللدي‪،‬‬
‫يم للا تخض للع إقام للة أي مش للروع اس للتثمار و‪/‬أو تجهي للز عل للى إقل لليم البلدي للة أو أي مش للروع ين للدرج ف للي إط للار البل لرامش‬
‫القطاعية للتنمية‪ ،‬إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي والسيما في مجلال حمايلة األ ارضلي الفالحيلة والتلأثير‬
‫في البيةة‪.‬‬
‫هذا ويجب أن يبادر المجلس الشعبي البلدي بكل عمليلة ويتخلذ كل ل إجلراء ملن شلأنه التحفيلز وبعلث تنميلة نشلاطات‬
‫اقتصادية تتماشى مع طاقات البلدية ومخططها التنموي ويشجع لهلذا الغلرض االسلتثمار وترقيتله كملا تسلاهم البلديلة‬
‫في حماية التربة والموارد المائية‪.‬‬

‫‪-‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 228.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪94‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-2‬التعمير والهياكل األساسية والتجهيز‪ :‬تتزود البلدية بكل أدوات التعمير المنصوص عليها فلي التشلريع والتنظليم‬
‫المعمول بهما بعد المصادقة عليها بموجلب مداوللة المجللس الشلعبي البللدي‪ :‬كلم تتلولى خصوصلا التأيل د ملن احتلرام‬
‫تخصيصات األراضي وقواعد استعمالها‪ ،‬والسهر على المراقبة الدائمة لمطابقة عمليلات البنلاء‪ ،‬ذات العالقلة ببلرامش‬
‫التجهيز والسكن‪ ،‬والسهر على احترام األحكام في مجال مكافحة السكنات الهشة غير القانونية‪.‬‬
‫هذا ويجب على البلدية أن تسهر على حماية األمالك العقارية الثقافية والحفلاظ عللى االنسلجام الهندسلي للتجمعلات‬
‫السكانية‪.‬‬
‫يما تسهر على الحفاظ على وعائها العقاري والرقابلة الدائملة لعمليلات البنلاء‪ ،‬كملا تبلادر بالعمليلات المرتبطلة بتهيةلة‬
‫الهيايل والتجهيزات الخاصة بالشبكات التابعة الختصاصها‪.‬‬
‫‪-3‬نشاطات البلدية في مجال التربية والحماية االجتماعية والرياضة والشباب والثقافاة والتسالية والساياحة‪ :‬تتخلذ‬
‫البلدية طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬كافة اإلجراءات قصد إنجاز مؤسسات التعلليم االبتلدائي طبقلا للخريطلة‬
‫المدرسللية الوطنيللة وضللمان صلليانتها‪ ،‬و نجللاز وتسلليير المطللاعم المدرسللية والسللهر علللى ضللمان تللوفير وسللائل نقللل‬
‫التالميذ والتأيد من ذلك‪.‬‬
‫وكذا المساهمة في توسيع قلدراتها السلياحية وتشلجيع عمليلات التمهلين واسلتحداث مناصلب الشلغل‪ ،‬باإلضلافة إللى‬
‫حصل للر الفةل للات االجتماعيل ل ة المحرومل للة أو الهشل للة أو المعل للوزة وتنظل لليم التكفل للل بهل للا فل للي مجل للال التضل للامن والحمايل للة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫وكذا صيانة المساجد والمدارس القرلنية وتشجيع ترقية الحركة الجمعوية في مختلف الميادين‪.‬‬
‫‪-4‬النظافة وحفظ الصاحة والطرقاات البلدياة‪ :‬تسلهر البلديلة بمسلاهمة المصلال التقنيلة للدوللة عللى احتلرام التشلريع‬
‫والتنظلليم المعمللول بهمللا المتعلقللين بحفللظ الصللحة والنظافللة العموميللة والسلليما فللي المجللاالت‪ :‬توزيللع الميللاه الصللالحة‬
‫للشلرر‪ ،‬صلرف الميلاه المسلتعملة ومعالجتهللا‪ ،‬وجملع النفايلات الصللبة ونقلهللا ومعالجتهلا‪ ،‬ومكافحلة نواقلل األملراض‬
‫المتنقلة‪ ،‬و الحفاظ على صحة األغذية واألماين والمؤسسات المستقبلة للجمهور‪ ،‬وصيانة طرقات البلدية‪ ،‬و شارات‬
‫المرور التابعة لشبكة طرقاتها‪.1‬‬
‫والشاااايء المالحااااظ لهااااذه الصااااالحيات أنهل للا واسل للعة وكثيل لرة الن المشل للرع اتبل للع األسل لللور الفرنسل للي فل للي تنظل لليم‬
‫الص للالحيات الهية للات المحلي للة حي للث ت للم وض للع اإلط للار الع للام له للذه االختصاص للات م للع ت للرك التحدي للد ال للدقيق لتل للك‬
‫الصالحيات إلى قوانين خاصة أو التنظيم‪.‬‬
‫كما أن هذه الصالحيات في مجملها التزامات واجبة التنفيذ الن البلدية تتولى القيام بها حسب إمكانياتها الذاتية‬
‫أو المساعدات المقدمة لها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الهيئة التنفيذية‬
‫الهيةل للة التنفيذيل للة هل للي إحل للدى األجه ل لزة والهيايل للل األساسل للية المنل للوط بهل للا مهمل للة تسل لليير البلديل للة وتنفيل للذ مل للداوالتها‬
‫بالخصوص يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي ويساعده في أداء مهامه نوابه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫‪-‬بوعمران عادل‪ ،‬البلدية في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،2010 ،‬ص‪.82.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪95‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -‬كيفية تعيين رئيس المجلس الشعبي البلدي‬


‫ينتخللب رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي للعهللدة االنتخابيللة وهللي مقللدرة بخمللس سللنوات‪ ،‬حيللث يقللوم ال لوالي باسللتدعاء‬
‫المنتخبين قصد تنصيب المجلس الشعبي البلدي خالل ‪ 15‬يوما التي تلي إعالن النتائش‪.‬‬

‫أمللا ع للن كيفي للة تعيين للة فق للد حللددتها الم للادة ‪ 65‬م للن ق للانون البلدي للة كم للا يلللي‪ ":‬يعل للن رئيس للا للمجل للس الش للعبي البل للدي‬
‫متصدر القائمة التي تحصلك على أغلبية أصوات الناخبين ‪.‬وفي حالة تسلاوي األصلوات‪ ،‬يعللن رئيسلا المرشلحة أو‬
‫المرش األصغر سنا‪".‬‬
‫والجدير باإلشارة إلى أن طريقة تعيلين رئليس البلديلة كانلك محلل جلدل كبيلر بلين أعضلاء البرلملان واللذين نجحلوا‬
‫في تعديل وتكييف نص المادة األصلي والذي ورد في مشروع قانون البلدية والذي أعدته و ازرة الداخليلة بملا يتماشلى‬
‫وتوجهاتهم ‪ ،‬حيث كان الانص األصالي قبال التعاديل يتيامن ثاال احتمااالت لتعياين رئايس البلدياة ويضلع قواعلد‬
‫‪1‬‬
‫تعيين لكل منهم كما يلي‪:‬‬
‫الفرضية األولى‪ :‬في حصول القائمة على األغلبية المطلقة‬
‫الفرضاية الثانياة‪ :‬فللي حاللة علدم تحصلل أي قائمللة عللى األغلبيلة المطلقلة ولكنهللا حصللك عللى أغلبيلة ‪ 30‬بالمائللة‬
‫على األقل‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‪ :‬في حالة ما إذا لم تتحصل أي قائمة ال على األغلبية المطلقة وال على أغلبية ‪ 30‬بالمائة‪.‬‬
‫غيلر أن المالحلظ أيضلا أن المشلرع بمناسلبة إصلداره لقلانون العضلوي المتعللق بنظلام االنتخابلات رقلم ‪ 01/12‬وفللي‬
‫مادته ‪ 80‬أعاد تنظيم مسالة تعيين رئيس المجلس الشعبي البلدي بطريقة مغايرة تمام عما هو وراد بالملادة ‪ 65‬ملن‬
‫قانون البلدية أعاله‪ ،‬وشبيهة بمشروع قانون البلدية األصلي قبل التعديل‪.‬‬
‫وبالنسبة لطريقة التعيين الواردة بالمادة ‪ 80‬من قانون االنتخابات فهي كما يلي‪:‬‬
‫يقدم المترشل النتخلار رئليس المجللس الشلعبي البللدي ملن القائملة الحلائزة األغلبيلة المطلقلة للمقاعلد ‪ .‬فللي حاللة‬
‫عدم حصول أي قائمة على األغلبية المطلقة للمقاعد‪ ،‬يمكن القوائم الحائزة خمسة وثالثلين فلي المائلة (‪(%35‬عللى‬
‫األقل من المقاعد تقديم مرش ‪.‬‬
‫في حالة عدم حصول أي قائمة خمسة وثالثين بالمائة (‪)%35‬على األقل ملن المقاعلد‪ ،‬يمكلن جميلع القلوائم تقلديم‬
‫مرش ‪ .‬يكون االنتخار سريا‪ .‬ويعلن رئيسا للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬المترش اللذي تحصلل عللى األغلبيلة المطلقلة‬
‫لألصوات‪.‬‬

‫‪-‬أنظر المادة ‪ 69‬من مشروع قانون البلدية لسنة ‪ ، 2011‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ‪ ،‬الجزائر‪،2011 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.‬ص‪.38.37.‬‬
‫‪96‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫في حالة عدم حصول أي مترش على األغلبية المطلقة لألصوات بين المترشحين الحلائزين عللى المرتبلة األوللى‬
‫والثانية ‪.‬يجري دور ثان خالل الثماني واألربعلين (‪)48‬سلاعة المواليل ة‪ ،‬ويعللن فلائ از المترشل المتحصلل عللى أغلبيلة‬
‫األصوات‪.‬‬
‫في حالة تساوي األصوات المحصل عليها‪ ،‬يعلن فائ از المترش األصغر سنا‪.‬‬
‫ويثور في هذا المجال تسا ل في غاية األهمية يتمثل ‪ :‬أي قواعد تعيين نحتكم ألجل تعيين رئيس المجلس الشلعبي‬
‫البلدي؟‬
‫فهل تلك الواردة في المادة ‪ 65‬من قانون البلدية ام المادة ‪ 80‬من قانون االنتخابات؟‬
‫استنادا للقاعدة الالحق يلغي السابق والى كون نظام االنتخابات قد صدر بموجب قانون عضلوي وهلو أعللى درجلة‬
‫إلزامية من قانون البلدية الذي صدر بموجب قانون عادي فلننا نرج تطبيق أحكام قانون االنتخابات (الملادة ‪) 80‬‬
‫في هذا الشأن‪.‬‬
‫والجدير باإلشارة إلى أن المشرع قد تدخل سنة ‪ 2016‬واصلدر قلانون انتخابلات جديلد ألغلى بمقتضلاه الملادة ‪80‬‬
‫المثيرة للجدل‪ ،‬وبالتالي أصبحك المادة ‪ 65‬من قانون البلدية هي المعمول بها في هذا المجال‪.‬‬
‫وبعللد تعيينلله يللتم تنصل يب ال لرئيس المنتخللب فللي مهاملله بمقللر البلديللة فللي حفللل رسللمي بحضللور منتخبللي المجلللس‬
‫الشللعبي البلللدي أثنللاء جلسللة علنيللة ي أرسللها ال لوالي أو ممثللله خللالل الخمسللة عشللر (‪)15‬يومللا علللى األيثللر التللي تلللي‬
‫إعالن نتائش االنتخابات‪.‬‬
‫ويعد محضر بين رئيس المجلس الشعبي البلدي المنتهية عهدته والرئيس الجديد خالل الثمانية (‪)8‬أيام التي تلي‬
‫الوالي‪.‬‬ ‫تنصيبه وترسل نسخة من هذا المحضر إلى‬
‫‪ -‬انتهاء المهام‪:‬‬
‫باإلضللافة إلللى حالللة الوفللاة و انتهللاء مللدة العهللدة االنتقاليللة (‪ 5‬سل نوات) تنتهللي مهللام ال لرئيس وفقللا لقللانون البلديللة‬
‫يذلك في حالة التخلي عن المنصب وهو من مستجدات قانون البلدية الجديد‪.‬‬
‫والمالحظ كذلك أن المشرع ألغى إجراء كان يهدد دائما المركز القانوني لرئيس المجلس الشلعبي البللدي ويجعلله‬
‫في موقع ضعيف وهو إجراء سحب الثقة‪ 1‬ونشير في هذا المجلال أن مشلروع القلانون المعلد ملن قبلل و ازرة الداخليلة‬
‫لسنة ‪ 2011‬لم يلغيه و نما خفف منه ولكن البرلمان هو من أسقط وألغى هذه اآللية من لليات الرقابة نهائيا وحسن‬
‫فعل ذلك‪.‬‬
‫وفيما يلي تفصيل ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬االسااتقالة‪ :‬وتكللون بمحللض إرادة رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي ويتعللين عليلله فللي هللذه الحالللة دعللوة المجلللس‬
‫لتقديم اسلتقالته و ال علدى متخليلا علن منصلبه وتثبلك االسلتقالة علن طريلق مداوللة ترسلل إللى اللوالي وتصلب سلارية‬
‫‪2‬‬
‫المفعول ابتداء من تاري استالمها من الوالي‪.‬‬

‫‪ -1‬وفقا للمادة ‪ 55‬من قانون البلدية القديم‪" :‬تسحب الثقة المجلس الشعبي البلدي من رئيسه‪ ،‬وتنهى مهامه عن طريق اقتراع علني‬
‫بعدم الثقة وبأغلبية ثلثي أعضائه‪.‬‬
‫‪ -‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪97‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-2‬التخلي عن المنصاب‪ :‬نصلك عليله الملادة ‪ 75‬ملن قلانون البلديلة وعرفتله كملا يللي‪ " :‬يعتبلر فلي حاللة تخلل علن‬
‫المنصللب‪ ،‬الغيللار غيللر المبللرر ل لرئيس المجلللس الشللعبي البلللدي أليثللر مللن شللهر‪ ،‬ويعلللن ذلللك مللن طللرف المجلللس‬
‫الشعبي البلدي‪.‬‬
‫ويللتم إثبللات تخلللي رئلليس المجلللس عللن المنصللب فللي أجللل ‪ 10‬أيللام بعللد الشللهر مللن غيابلله خللالل دورة اسللتثنائية‬
‫‪1‬‬
‫للمجلس بحضور الوالي أو ممثله‪.‬‬

‫وفللي حالللة انقضللاء أربعللين (‪ )40‬يومللا مللن غيللار رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي دون أن يجتمللع المجلللس فللي‬
‫جلسة استثنائية‪ ،‬يقوم الوالي بجمعه إلثبات هذا الغيار‪.‬‬
‫ويلتم اسلتخالف رئليس المجللس الشلعبي البللدي فلي مهامله طبقلا ألحكلام الملادة ‪ 72‬أعلاله‪ ،‬يلتم تعلويض رئليس‬
‫المجلس الشعبي البلدي وفق الشروط واألشكال المنصوص عليها في المادة ‪ 65‬من هذا القانون‪.‬‬
‫كما يتم تعويض رئيس المجلس الشعبي البلدية وفق الشروط واألشكال الواردة بالمادة ‪ 65‬من قانون البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫يتمتللع رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي وفقللا لقللانون البلديللة بصللفة مركبللة إذ يجمللع بللين عللدة اختصاصللات تبعللا‬
‫للصفة التي يحملها‪.‬‬
‫‪ -1‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للبلدية‪: 2‬‬
‫أ‪ -‬التمثيل ‪ :‬يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدية في كل التظاهرات الرسمية واالحتفاالت كما يمثلها في كل أعمال‬
‫الحياة اإلدارية و المدنية (المادة‪ 77 :‬و‪ 78‬ق‪.‬ر) ‪.‬‬
‫كما يمثلها أمام الجهات القضائية‪ ،‬وفي حالة تعارض مصلحة الرئيس مع مصلحة البلدية ‪.‬‬
‫يقوم المجلس بتعيين أحد األعضاء لتمثيل البلدية في التقاضي أو التعاقد‪.‬‬
‫ب‪-‬رئاساااية المجلاااس الشاااعبي البلااادي‪ :‬يت للولى به للذه الص للفة اس للتدعاء المجل للس ويع للرض علي لله المس للائل الخاض للعة‬
‫الختصاصه كما يعد مشروع جدول أعمال الدورات ويترأسها ويسهر على إعداد وتحرير المحاضر الخاصة بها‪.‬‬
‫ي‪-‬رئاسااة الهيئااة التنفيذيااة‪:‬يتللولى بهللذه الصللفة تنفيللذ المللداوالت واطللالع المجلللس علللى ذلللك كمللا يسللهر علللى تنفيللذ‬
‫الميزانية ومتابعة كل مخططات وبرامش البلدية‪.‬‬
‫د‪ -‬إدارة أمالك البلدية والمحافظة على حقوقها‪ :‬وفقا للمادة ‪ 82‬ملن قلانون البلديلة يتكفلل رئليس المجللس الشلعبي‬
‫البلدي بما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تسيير إيرادات البلدية ومداخليها واألمر بالصرف ومتابعة تطور مالية الدولة ‪.‬‬

‫‪ -‬قصير مزياني فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.235.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪98‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ر‪ -‬إبل ل لرام جميل ل للع أنل ل لواع العقل ل للود المنصل ل للبة علل ل للى أمل ل للالك البلديل ل للة (البيل ل للع‪ ،‬اإليجل ل للار‪ ،‬االيتسل ل للار‪ ،‬التصل ل للرف و‬
‫االستغالل‪. )...‬‬
‫ج‪-‬القيام بمناقصات أشغال البلدية ومراقبة حسن تنفيذها‪.‬‬
‫د‪-‬اتخاذ كل الق اررات الموقفة للتقادم ‪.‬‬
‫ه‪-‬ممارسة كل الحقوق على األمالك العقارية والمنقولة التي تملكها البلدية بما في ذلك حق الشفعة‪.‬‬
‫ه‪ -‬السلطة الرئاسية ‪ :‬يعتبر رئيس البلدية الرئيس األعلى في البلدية و له بهذه الصفة توظيف مستخدمي البلديلة‬
‫واإلشراف على تسيرهم‪ ،‬وممارسة جميع مظاهر السلطة الرئاسية عليهم‪.‬‬
‫‪-2‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للدولة‪:‬‬
‫وهللي واردة فللي عللدة نصللوص كقللانون الحالللة المدنيللة‪ ،‬قللانون اإلجلراءات الجزائيللة‪ ،‬قللانون االنتخابللات إضللافة إلللى‬
‫قانون البلدية‪.‬‬
‫أ‪ -‬التمثيااال ‪ :‬يمثلل رئليس المجللس الشلعبي الدوللة عللى مسلتوى البلديلة وبهلذه الصلفة يسلهر عللى احتلرام وتطبيلق‬
‫القانون‪.‬‬
‫ب‪-‬الحالااة المدنياااة ‪ :‬وفقللا للم للادة ‪ 86‬مللن قللانون البلدي للة ‪ :‬ل لرئيس المجل للس الشللعبي البلللدي ص للفة ضللابط الحال للة‬
‫المدنيللة وهللذا تحللك رقابللة النيابللة العامللة‪ ،‬و بهللذه الصللفة يعللود للله أمللر إضللفاء الطللابع الرسللمي علللى العقللود والحالللة‬
‫المدني للة و اس للتالم تصل لريحات الل لوالدات و الوفي للات و ك للذا تس للجيل جمي للع األحك للام القض للائية ف للي س للجالت الحال للة‬
‫المدنية‪ ،‬وهو ما أيده األمر ‪ 20/70:‬المتضمن الحالة المدنية‪.‬‬
‫هذا ويجوز لرئيس المجلس تفويض إمضائه للمندوبين البلدية والمندوبين الخاصين والى كل موظف بلدي‪.‬‬
‫ي‪-‬تنفيااذ القاوانين والتنظيمااات‪ :‬وفقااا للمااادة ‪ 88‬ماان قااانون البلديااة يتااولى رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي تحللك‬
‫إشراف الوالي بتبليغ وتنفيذ القوانين والتنظيمات على إقليم البلدية‪ ،‬والسهر على النظام والسلكينة والنظافلة العموميلة‪،‬‬
‫و لسهر على حسن تنفيذ التدابير االحتياطية والوقاية والتدخل في مجال اإلسعاف‪.‬‬
‫وكذا كل االحتياطات الالزمة لحماية األشخاص والممتلكات التي يمكن أن تحدث فيها كارثة أو حادث‪.‬‬
‫د‪ -‬الشارطة القياائية‪ :‬وفقلا للملادة ‪ 92‬ملن قلانون البلديلة والملادة ‪ 15‬ملن قلانون اإلجلراءات الجزائيلة يتمتلع رئلليس‬
‫المجلس الشعبي البلدي بصفة ضابط شرطة قضائية‪ ،‬وبهذه الصفة له الحق في تحرير محاضر المخالفات والجلن‬
‫التي تقع بالبلدية إذا تعذر على ضابط الشرطة القضائية العادي االتصال بالمكان قبل ضياع معالم الجريملة وهلذا‬
‫تحك رقابة النيابة العامة‪.‬‬
‫ه‪ -‬تنفيذ القوانين و التنظيمات‪ :‬وفقا للمادة ‪ :69‬يتولى رئيس المجلس الشعبي تحك سلطة الوالي نشلر و تنفيلذ‬
‫القوانين و التنظيمات عبر ترار البلدية‪.‬‬
‫ه‪ -‬المحافظة على األمان و النظاام العاام ‪ :‬يعتملد رئليس المجللس الشلعبي البللدي‪ ،‬قصلد ممارسل ة صلالحياته فلي‬
‫مجال الشرطة اإلدارية‪ ،‬على سلك الشرطة البلدية التي يحدد قانونها األساسي عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫يما مكن رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬عند االقتضلاء‪ ،‬تسلخير قلوات الشلرطة أو اللدرك اللوطني المختصلة إقليميلا‬
‫حسب الكيفيات المحددة عن طريق التنظيم‬

‫‪99‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يما يتولى رئيس المجلس تحك سللطة اللوالي السلهر عللى حفلظ النظلام واألملن العملومي والصلحة العاملة والسلكينة‬
‫العامة واتخاذ كل اإلجراءات التي من شانها ضمان تدعيم الجانب الوقائي وضمان سالمة األشخاص والممتلكات‪.‬‬
‫وكذا ضمان ضبطية الطرقلات المتواجلدة بللقليم البلديلة والسلهر عللى حمايلة التلراث البللدي التلاريخي ورملوز الثلورة‬
‫التحريرية وكذا احترام المقاييس والتعليمات في مجال العقار والسكن ونظافة المحيط وحماية البيةة وضمان ضبطية‬
‫الجنائز والمقابر وتسليم رخص البناء والهدم‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬تش يل الهيئة التنفيذية وق اررات رئيسها‬


‫‪-1‬تش يل الهيئة التنفيذية‪:‬‬
‫حتى يتمكن رئيس المجلس من القيام بمهمة التنفيذ على أحسن وجه أجاز له المشرع االستعانة بهيةة تنفيذية تتولى‬
‫اإلش لراف والمتابع للة وتنفيل ذ م للداوالت المجل للس‪ ،‬وتظ للم اللجن للة بحس للب الم للادة ‪ 69‬م للن ق للانون البلدي للة ‪ ،‬نواب لله ويت لراوح‬
‫عددهم ما بين ‪ 02‬و ‪ 06‬بحسب عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫وقد عدلك الملادة السلابقة أعلاله بموجلب الملادة ‪ 79‬ملن قلانون االنتخابلات لسلنة ‪ 2012‬والتلي أعلادت توزيلع مقاعلد‬
‫المجلس الشعبي البلدي حسب اإلحصاء السكاني األخير بحيث أصب عدهم يتراوح بين ‪ 13‬كحد ادني و‪ 43‬كحلد‬
‫أقصى‪.‬‬
‫واس للتنادا للم للادة ‪ 79‬أع للاله ف للان ن لوار ال لرئيس يت لراوح ع للددهم م للا ب للين ‪ 03‬و‪ 06‬وه للو الع للدد نفس لله ألعض للاء الهية للة‬
‫التنفيذية‪.1‬‬
‫هللذا ويعللرض رئلليس المجلللس قائمللة المنتخبللين الللذين اختللاراهم لشللغل وظللائف ن لوار ال لرئيس خللالل ‪ 15‬يومللا علللى‬
‫األيثر التي تلي تنصيبه للمصادقة عليهم من قبل المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫ويتم استخالف نائب الرئيس المتوفى أو المستقيل أو المتوفى أو الممنوع قانونا حسب نفس اإلشكال‪.‬‬
‫هذا ويمكن رئيس المجلس تفويض إمضائه لصال احد نوابه في حدود المهام الموكلة لهم‪.‬‬
‫‪-‬ق اررات رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫يمارس رئليس المجللس الشلعبي البللدي صلالحياته باعتبلاره رئيسلا للهيةلة التنفيذيلة ومملثال للبلديلة والدوللة علن طريلق‬
‫إصدار ق اررات في إحدى المجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬األمر باتخاذ تدابيلر محلية خاصة بالمسائل الموضوعة بموجب القوانيلن والتنظيمات تحك إشرافه وسلطته‪،‬‬
‫‪ -‬إعالن القوانين والتنظيمات الخاصة بالضبطية وتذكيلر المواطنيلن باحترامها‪،‬‬
‫‪-‬تنفيذ مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬عند االقتضاء‪،‬‬

‫‪-‬ويوضع المنتخبون المعينون في وضعية انتدار طيلة مدة انتدابهم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر للمرسوم التنفيذي رقم‪ 91/13 :‬المؤرخ في‪ 25 :‬فيفري ‪ 2013‬المحدد لشروط انتداب المنتخبين المحليين والعالوات الممنوحة‬
‫لهم ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬لسنة ‪.2013‬‬
‫‪100‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪-‬تفويض إمضائه‪.‬‬
‫وال تصب ق اررات رئيس المجلس الشعبي البلدي قابلة للتنفيلذ إال بعلد إعلالم المعنيلين بهل ا علن طريلق النشلر إذا كل ان‬
‫محتواها يتضمن أحكاما عامة أو بعد إشعار فردي بأي وسيلة قانونية في الحاالت األخرى‪.‬‬
‫هذا وتصب الق اررات البلدية المتعلقة بالتنظيمات العامة‪ ،‬قابلة للتنفيذ بعد شلهر ملن تلاري إرسلالها إللى اللوالي‪ ،‬وفلي‬
‫حالة االستعجال‪ ،‬يمكن رئيس المجلس الشعبي البلدي أن ينفذ فو ار القرار أو الق اررات البلدية المتعلقة بها بعلد إعلالم‬
‫الوالي بذلك‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة على البلدية‪:‬‬


‫إن تمت للع البلدي للة بالشخص للية المعنوي للة ال يتن للافي وخض للوعها للرقاب للة اإلداري للة‪ ،‬ه للذه األخيل لرة الت للي تنص للب عل للى‬
‫األعضاء واألعمال والمجلس كهيةة منتخبة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على أعياء المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫يجللب اإلشللارة بدايللة إلللي مللوظفي البلديللة يخضللعون للسلللطة الرئاسللية لالمللين العللام للبلديللة والللذي ينشللط اإلدارة‬
‫تحك مسؤولية وسلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وبهذا فلن الرقابة على المعنيين ال تطرح أي أشكال‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألعضاء المنتخبين فهم يخضعون إلي رقابة إداريلة تمارسلها علليهم جهلة الوصلاية المتمثللة فلي اللوالي‬
‫ووزير الداخلية‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه ال يوجد فلارق بلين أعضلاء المجللس فيملا يخلص الرقابلة هلذه األخيلرة التلي تشلمل األعضلاء العلاديين‬
‫ور وساء اللجان ونوار الرئيس وكذا الرئيس نفسه‪.‬‬
‫وعموما حسب المادة ‪ 40‬من قانون البلدية تل زول صلفة المنتخلب بالوفلاة أو االسلتقالة أو اإلقصلاء أو حصلول ملانع‬
‫قانوني‪ ،‬ويقر المجلس الشعبي البلدي ذلك بموجب مداولة‪ ،‬ويخطر الوالي بذلك وجوبا‪.‬‬
‫وبللالرجوع للم لواد ‪ 43‬و‪ 44‬و‪ 45‬مللن قللانون البلديللة فانلله يمكللن تحديللد مظللاهر الرقابللة اإلداريللة علللى األعضللاء فيمللا‬
‫يلي‪:2‬‬
‫أوال‪ :‬اإلقالة‪:‬‬
‫إن المشللرع لللم يشللر إليهللا صلراحة فللي قللانون البلديللة الجديللد لسللنة ‪ 32011‬إال انلله أشللار إلللى سللببها والمتمثللل فللي‬
‫حصلول مللانع قللانوني‪ ،‬حيللث يمكللن للوصللاية فللي هللذه الحالللة إقاللة أي عضللو تبللين مللثال بعللد انتخابلله انلله غيللر قابللل‬
‫لالنتخار قانونا أو تعتريه حالة من حاالت التنافي‪.‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 99‬من قانون البلدية‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬انظر ألجل المقارنة مع قانون البلدية القديم‪ :‬عادل بوعمران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 101.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬بخالف قانون البلدية القديم لسنة ‪ 1990‬والذي نص في مادته ‪ 31‬على أنه ‪ ":‬يصرح الوالي فو ار بلقالة كل عضو في المجلس‬ ‫‪3‬‬

‫الشعبي البلدي يتبين بعد انتخابه انه غير قابل لالنتخار قانونا أو تعتريه حالة من حاالت التنافي‪".‬‬
‫‪101‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يمللا يقللال وفقللا للمللادة ‪ 45‬عضللو المجلللس الشللعبي البلللدي‪ ،‬الللذي تغيللب بللدون عللذر مقبللول أليثل ر مللن ثللالث دورات‬
‫عادية خالل نفس السنة‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬اإليقاف‪:‬‬
‫ويقصد به تجميد العضوية‪،‬ويعتبر العضو موقف العضو غير الممارس وال يحق له الحضور لدورات المجلس وال‬
‫التصويك في المداوالت وفي حالة صدور حكم بالبراءة يستأنف المنتخب تلقائيا مهامه االنتخابية‪.‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 43‬من قانون البلدية عندما يتعرض منتخب إلي متابعة جزائيلة بسلبب جنايلة أو جنحلة متعلقلة بالملال‬
‫الع للام (ج لرائم الفس للاد م للثال) أو ألس للبار مخل للة بالش للرف أو ك للان مح للل ت للدابير قض للائية ال تمكن لله م للن االس للتمرار ف للي‬
‫ممارسة عهدته االنتخابية بشكل صحي (الحبس مثال) يتم توقيفه بقرار من الوالي إلى غاية صدور حكم نهائي من‬
‫الجهة القضائية المختصة‪.‬‬

‫ويصدر قرار التوقيف المعلل من الوالي بعد اسلتطالع رأي المجللس الشلعبي البللدي وذللك إللي غايلة صلدور قلرار‬
‫نهائي من الجهة القضائية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلقصاء‪:‬‬
‫نصك المادة ‪ 44‬من قانون البلدية على أنه "يقصى بقوة القانون ملن المجللس‪ ،‬كل ل عضلو مجللس شلعبي بللدي‬
‫يان محل إدانة جزائية نهائية لألسبار المذكورة في المادة ‪ 43‬أعاله ‪.‬‬
‫ويثبك الوالي هذا اإلقصاء بموجب ق ارر"‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على أعمال المجلس الشعبي البلدي‬
‫لقد تكلمنا في العناصر السابقة على بعض صور الرقابة التي يمارسلها اللوالي عللى ملداوالت المجللس الشلعبي‬
‫البلدي والمتمثلة في‪ :‬التصديق الضمني والتصديق الصري ‪،‬فالوالي عند إيداع المداولة على مسلتواه يقلوم بتفحصلها‬
‫ورقابتهللا والتأيللد مللن مللدى مراعاتهللا للشللروط والضلوابط القانونيللة‪ ،‬و ذا ايتشللف عللدم مشللروعيتها فعليلله إمللا أن يحكللم‬
‫ببطالنها المطلق أو البطالن النسبي أو عدم التصديق عليها حسب الحالة هلذا ويجلوز لللوالي أن يحلل محلل رئليس‬
‫المجلس الشعبي البلدي في بعض الحاالت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬البطالن المطلق ‪:‬‬
‫وتعتبر بعض المداوالت باطلة بحكم القانون وفقا للمادة ‪ 59‬من قانون البلدية في الحاالت التالية‪:1‬‬
‫‪ - 1‬المداوالت التي تكون مخالفة لألحكام الدستورية وغير المطابقة للقوانين والتنظيمات ‪.‬‬
‫‪ - -2‬التي تمس برموز الدولة وشعاراتها‪،‬‬
‫‪- 3‬غير المحررة باللغة العربية‬
‫ويعاين الوالي بطالن المداولة بقرار‪.‬‬
‫ويالحظ على هذا نص المادة ‪ 59‬أنها لم تقيد الوالي عند تصريحه ببطالن المداولة بأية مواعيلد أو لجلال معينلة‬
‫يقاعدة عامة ‪.‬‬

‫‪-‬أمال يعيس تمام مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪102‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ثانيا‪ :‬البطالن النسبي‪:‬‬


‫طبق للا للم للادة ‪ 60‬م للن ق للانون البلدي للة‪ :‬تك للون مح للل بط للالن ( أي قابل للة لإلبط للال )الم للداوالت الت للي ق للد يش للارك ف للي‬
‫اتخاذها أعضاء من المجلس الشعبي البلدي لهم مصللحة شخصلية فلي القضل ية المطروحلة أو كلانوا وكلالء عنهلا أو‬
‫يانك تخص أزواجهم أ از صولهم أو فروعهم حتى الدرجة الرابعة(أي في وضعية تعارض المصال )‬
‫وتبطل المداولة السابقة بقرار معلل من الوالي ‪.‬‬
‫وبهذا فعلى العضو الذي يكون في وضعية تعارض المصال أن يصرح بذلك للرئيس المجللس‪ ،‬أملا إذا كلان هلذا‬
‫األخير هو المعني فعليه التصري بذلك أمام المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التظلم اإلداري والطعن القيائي‬


‫وفقا للمادة ‪ 61‬من قانون البلدية ‪ :‬يجوز للمجلس البلدي عن طريق رئيسه أن يرفع تظلما إداريا أو أن يطعن لدى‬
‫الجهللة القضللائية المختصللة‪ 1‬فللي ق لرار ال لوالي القاضللي بللبطالن المداولللة بطللالن مطلقللا أو بطالنللا نسللبيا أو الل حلرافض‬
‫للمصادقة عليها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الحلول‪:‬‬
‫ولقد عالجك هذه المسألة المادة ‪ 100‬و‪ 102‬من قانون البلدية كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬حلول الوالي محل السلطات البلدية ك ل‪:‬‬
‫نصك المادة ‪ 100‬من قانون البلدية على أنه يمكن الوالي أن يتخذ‪ ،‬بالنسبة لجميلع بللديات الواليلة أو بعضلها‪ ،‬كل ل‬
‫اإلجل لراءات المتعلق للة بالحف للاظ عل للى األم للن والنظاف للة والس للكينة العمومي للة وديموم للة المرف للق الع للام‪ ،‬عن للد م للا ال تق للوم‬
‫السلطات البلدية بذلك والسيما منها التكفل بالعمليات االنتخابية والخدمة الوطنية والحالة المدنية‪.‬‬
‫‪-2‬حلول الوالي رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫وفقللا للمللادة ‪ 101‬مللن قللانون البلديللة‪ :‬عنل دما يمتنللع رئلليس المجلللس الشللعبي البلللدي عللن اتخللاذ الق ل اررات الموكلللة للله‬
‫بمقتضللى الق لوانين والتنظيمللات‪ ،‬يمكللن ال لوالي‪ ،‬بعللد إعللذاره‪ ،‬أن يقللوم تلقائيللا بهللذا العمللل مباش لرة بعللد انقضللاء اآلجللال‬
‫المحددة بموجب اإلعذار‪.‬‬
‫‪-3‬حلول الوالي محل المجلس الشعبي البلدي‬

‫‪ -‬أملا فيملا يقضللي اإلجلراءات واألشلكال فقللد أحلال المشللرع أن القواعلد العاملة‪ ،‬والتللي تقتضلي أن يللتم رفلع دعلوى اإللغللاء ملن طللرف‬ ‫‪1‬‬

‫المجلس الشعبي البلدي ضد قرار الوالي وهذا أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا في أجل ‪ 04‬أشهر من تبليغ قرار الوالي أو نشره‬
‫( المادة ‪ 829‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية)‬

‫‪103‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫اسلتنادا للنص الملادة ‪ 102‬ملن قلانون البلديلة‪ ،‬فانله فلي حاللة حلدوث اخلتالل بلالمجلس الشلعبي البللدي يحلول دون‬
‫التصويك عللى الميزانيلة‪ ،‬فللن اللوالي يضلمن المصلادقة عليهلا وتنفيلذها وفلق الشلروط المحلددة فلي الملادة ‪ 186‬ملن‬
‫هذا القانون‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة على المجلس الشعبي البلدي كهيئة‪:‬‬
‫وتتمثل في حل المجلس الشعبي البلدي وتجريد أعضائه من صفتهم‪.‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 46‬من قانون البلدية‪ :‬يحل المجلس الشعبي البلدي في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬في حالة خرق أحكام دستورية‪،‬‬
‫‪ -‬في حالة إلغاء انتخار جميع أعضاء المجلس‪،‬‬
‫‪-‬في حالة استقالة جماعية ألعضاء المجلس‪،‬‬
‫‪-‬عنللدما يكللون اإلبقللاء علللى المجلللس مصللدر اخللتالالت خطي لرة تللم إثباتهللا فللي التسلليير البلللدي أو مللن طبيعتلله‬
‫المساس بمصال المواطنين وطمأنينتهم‪،‬‬
‫‪-‬عندما يصب عدد المنتخبين أقل من األغلبية المطلقة بالرغم من تطبيق أحكام المادة ‪ 41‬أعاله‪،‬‬
‫‪-‬في حالة خالفات خطيرة بين أعضاء المجللس الشلعبي البللدي تعيلق السلير العلادي لهيةلات البلديلة‪ ،‬وبعلد إعلذار‬
‫يوجهه الوالي للمجلس دون االستجابة له‪،‬‬
‫‪-‬في حالة اندماج بلديات أو ضمها أو تجزئتها‪،‬‬
‫‪-‬في حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب‪.‬‬
‫أمللا فيمللا يخللص أداة الحللل فطبقللا للمللادة ‪ 47‬مللن قللانون البلديللة يللتم حللل المجلللس الشللعبي البلللدي بموجللب مرسااوم‬
‫رئاسي بناءا على تقرير وزير الداخلية‪.‬‬
‫و ذا وقع حل المجلس الشعبي البلدي يعلين اللوالي خلالل ‪ 10‬أيلام التاليلة للحلل متصلرفا ومسلاعدين عنلد االقتضلاء‬
‫توكل لهم مهمة تسيير شؤون البلدية‪.‬‬
‫وتجرى انتخابات جديدة على مستوى البلدية خالل ‪ 06‬أشهر بغلرض تشلكيل مجللس جديلد وال يمكلن بلأي حاللة ملن‬
‫األحوال إج ار ها خالل السنة الخيرة من العهدة االنتخابية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫النشااااااااااط اإلداري‬
‫تأتي اإلدارة نوعان من النشاط ‪ ،‬إملا نشلاط ايجلابي يتمثلل فلي تقلديم الخلدمات لألفلراد علن طريلق الم ارفلق العاملة‬
‫المتعددة كمرفق التعليم والعدالة والمستشفى ‪....‬‬
‫و ما نشاط سلبي يتمثل في تقييلد سللوك األفلراد بمجموعلة ضلوابط وقيلود حمايلة للنظلام العلام بعناصلره األربلع األملن‬
‫العامة والصحة العامة والسكينة العامة واآلدار العامة‪.‬‬
‫وبهللذا فللان نشللاط اإلداري إمللا أن يكللون ايجابيللا ويتمثللل فللي الم ارفللق العامللة و مللا أن يكللون سلللبيا يتمثللل فللي الضللبط‬
‫اإلداري‪ ،‬وسندرس هذين العنصرين تبعا كما يلي‪:‬‬
‫‪104‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫المبحث األول‪:‬المرفااق العااام‬


‫يعد المرفق العام المظهر اإليجابي لنشاط اإلدارة وتتواله اإلدارة بنفسها أو باالشتراك مع األفراد وتسلعى ملن خاللله‬
‫إل للى إش للباع الحاج للات العام للة‪ ،‬وتع للد فكل لرة الم ارف للق العام للة م للن أه للم موض للوعات الق للانون اإلداري وت للرد إليه للا معظ للم‬
‫النظريات والمبادا التي ابتدعها القضاء اإلداري كالعقود اإلدارية واألموال العامة والوظيفة العامة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المرفق العام ‪:‬‬
‫للليس مللن السللهل تعريللل المرفللق العللام‪ ،‬ولعللل صللعوبة تعريفلله تعللود إلللى أن عبللارة المرفللق العللام مبهمللة ولهللا معنللى‬
‫عضوي و أخر موضوعي‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬المعنى العيوي ويفيد المنظمة التي تعمل على أداء الخدمات و شباع الحاجات العاملة‪ ،‬ويتعللق هلذا التعريلل‬
‫باإلدارة أو الجهاز اإلداري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعنى الموضوعي‪ :‬و يتعلق بالنشاط الصادر عن اإلدارة بهدف إشباع حاجات عاملة واللذي يخضلع لتنظليم‬
‫و شراف ورقابة الدولة‪.‬‬
‫وعلللى ذلللك يمكللن القللول بللأن المرفللق العللام هللو فللي حالللة السللكون المنظمللة التللي تقللوم بنشللاط معللين ‪ ،‬أمللا فللي حالللة‬
‫الحركة فهو النشاط الذي يهدف إلى إشباع حاجات عامة بغض النظر عن الجهة التي تؤديه‪.‬‬
‫وقللد تلراوح التعريللل بللين هللذين المعنيللين فقللد أيللد بعللض الفقهللاء علللى العنصللر العضللوي للمرفللق العللام‪ ،‬بينمللا تناوللله‬
‫البعض األخر من الناحية الوظيفية أو الموضوعية وبعد أن كان القضاء اإلداري في فرنسا ومصر يتبنى المعنلى‬
‫العضوي‪ ،‬تطورت أحكامه للجميع بلين المعنيلين‪ ،‬ثلم اسلتقر فيملا بعلد عللى المعنلى الموضلوعي فعلرف المرفلق العلام‬
‫بأنلله "النشللاط الللذي تتلواله الدولللة أو األشللخاص العامللة األخللرى‪ ،‬مباشلرة أو تعهللد بلله آلخلرين كللاألفراد أو األشللخاص‬
‫المعنويللة الخاصللة‪ ،‬ولكللن تحللك إش لرافها ومراقبتهللا وتوجيههللا وذلللك إلشللباع حاجللات ذات نفللع عللام تحقيق لاس للصللال‬
‫العام‪." 2‬‬
‫وفللي الحقيقللة يمكللن الجمللع بللين المعنللى العضللوي والللوظيفي للوصللول إلللى تعريللل سللليم للمرفللق العللام لوجللود‬
‫التقللاء بللين المعنيللين ‪ ،‬عنللدما تسللعى الهيةللات العامللة التابعللة لشللخص مللن أشللخاص القللانون العللام إلللى تحقيللق النفللع‬
‫العام و شباع حاجات األفراد‪ ،‬وهذا يحصل دائماس في المرافق العامة اإلدارية‪.‬‬
‫غير أن تطور الحياة اإلداريلة‪ ،‬والتغيلرات الكبيلرة التلي طلرأت فلي القواعلد التلي تقلوم عليهلا فكلرة الم ارفلق العاملة أدى‬
‫إلى ظهور المرافق العامة االقتصادية أو التجارية التي يمكلن أن تلدار بواسلطة األفلراد أو المشلروعات الخاصلة مملا‬
‫قاد إلى انفصال العنصر العضوي عن الموضوعي وأصلب ملن حلق اإلدارة أن تلنظم نشلاط معلين فلي صلورة مرفلق‬
‫عام وتعهد به إلى األفراد فيتوافر فيه العنصر الموضوعي دون العضوي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر المرفق العام‪:‬‬

‫‪-‬علي خطار شطناوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صد ‪ 215.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- JACQUELINE Morand deviller, cours de droit administratif, montchrestien,08 edition , paris,‬‬
‫‪2003,p.467.‬‬

‫‪105‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ملن التعريلل السللابق يتضل أن هنللاك ثالثلة عناصللر يجلب توافرهللا حتلى يكتسللب المشلروع صللفة المرفلق العللام‬
‫وهي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬عنصر الهدف ‪.‬‬
‫ال بد أن يكون الغرض من المرفق العام تحقيق المنفعة العامة و شباع حاجات األفراد أو تقديم خدمة عاملة‪،‬‬
‫وهذه الحاجات أو الخدمات قد تكون مادية كمد األفراد بالمياه والكهرباء أو معنوية كتوفير األمن والعدل للمواطنين‪.‬‬
‫وعلى ذلك يعد تحقيق النفع العلام ملن أهلم العناصلر المميلزة للمرفلق العلام علن غيلره فلي المشلروعات التلي تسلتهدف‬
‫تحقيق النفع الخاص أو تجمع بين هذا الهدف وهدف إشباع حاجة عامة أو نفع عام‪.‬‬
‫ومع ذلك فلن تحقيق بعض المرافق العامة للرب ال يعنلي حتملاس فقلدها صلفة المرفلق العلام‪ ،‬طالملا أن هلدفها اللرئيس‬
‫ليس تحقيق الرب ‪ ،‬و نما تحقيق النفع العام كملا أن تحصليل بعلض الم ارفلق لعوائلد ماليلة لقلاء تقلديمها الخلدمات إللى‬
‫المواطنين كما هو الحال بالنسبة لمرفق الكهرباء والقضلاء ال يسلعى لكسلب عوائلد ماليلة بقلدر ملا بعلد وسليلة لتوزيلع‬
‫األعباء العامة على كل المواطنين ‪.‬‬
‫ومللع ذلللك فللان هللدف المنفعللة العامللة الللذي اعتللرف القضللاء اإلداري بلله عنصل اسر مللن عناصللر المرفللق العللام ال يمكللن‬
‫تحديده بدقة ‪ ،‬فهو الهدف قابل للتطور ويتوقف على تقدير القاضي إلى حد كبير ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عنصر اإلدارة ‪:‬‬
‫تقللوم الدولللة بلنشللاء الم ارفللق العامللة ويجللب أن يكللون نشللاط المرفللق العللام منظملاس مللن جانللب اإلدارة وموضللوعاس‬
‫تحك إشرافها ورقابتها‪ ،‬وخاضعاس لتوجيهها لضمان عدم انحرافه عن المصلحة العامة لحسار المصال الخاصة‪.‬‬
‫و ذا عهدت اإلدارة إلى أحد األشخاص المعنوية العامة بلدارة المرافق فللن هلذا ال يعنلي تخليهلا علن ممارسلة رقابتهلا‬
‫و شرافها عليه من حيث تحقيقه للمصلحة العامة و شباع الحاجلات العاملة لألفلراد‪ ،‬ونفلس األملر إذا أصلبحك اإلدارة‬
‫بيد هيةة خاصة بمقتضيات المصلحة العامة تقتضي النص على إخضاع هذه الهيةة الخاصة كاملة فال نكون أمام‬
‫مرفق عام‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وجود امتيازات السلطة العامة ‪:‬‬
‫يلللزم لقيللام الم ارفللق العامللة أن تتمتللع الجهللة المكلفللة بلللدارة المرفللق العللام بامتيللازات غيللر مألوفللة فللي القللانون‬
‫الخاص تالئم الطبيعة الخاصة للنظام القانوني الذي يحكم المرافق العامة‪.‬‬
‫غيللر أن هللذا الشللرط مختلللف فيلله بللين الفقهللاء علللى اعتبللار أن التطللورات االقتصللادية وتشللعب أنشللطة اإلدارة أفللرزت‬
‫إلى جانب المرافق العامة اإلدارية مرافق عامة صناعية وتجارية تخضع في الجانب األيبر من نشلاطها إللى أحكلام‬
‫القللانون الخللاص كمللا أن خضللوع المرفللق للقللانون العللام هللو مجللرد نتيجللة لثبللوت الصللفة العامللة للمرفللق ‪ ،‬ومللن غيللر‬
‫المنطقي أن تعرف الفكرة بنتائجها ‪.‬‬
‫يمللا أن الم ارفللق العامللة الصللناعية والتجاريللة وان كنللك تخضللع فللي بعللض جوانبهللا ألحكللام القللانون الخللاص فأنهللا ال‬
‫تللدار بللنفس الكيفيللة التللي تللدار بهللا المشللروعات الخاصللة كمللا أن إرادة المشللرع فللي إنشللائها تضللعها فللي إطللار نظللام‬
‫قانوني غير مألوف وأن لم تتضمن امتيازات غير مألوفة في القانون الخاص‪.‬‬

‫‪-‬محمد أبو زيد محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.66.67.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪106‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫رابعا‪ :‬خيوع المرافق العامة لنظام قانوني متميز ‪:‬‬


‫إن ضللرورة خضللوع الم ارفللق العامللة لنظللام قللانوني متميللز عللن نظللام القللانون الخللاص يرجللع لطبيعتهللا المتمي لزة‬
‫واستهدافها المصلحة العامة ومن قبيل ذلك حقها في التنفيذ المباشر وحقها في استيفاء الرسوم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أناواع المرافق العامة‪:‬‬
‫ال تأخذ المرافق العامة صورة واحدة بل تتعدد أنواعها تباعاس للزاوية التي ينظر منها إليها وفقا لما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقسيم المرافق العامة من حيث طبيعة نشاطها‪:1‬‬
‫تنقسم المرافق العامة من حيث موضوع نشاطها أو طبيعة هذا النشاط إلى ثالثة أناواع ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المرافق العامة اإلدارية‪-:‬‬
‫يقصد بالمرافق العامة اإلدارية تلك المرافق التي تتناول نشاطاس ال يزاوله األفراد عادة أما بسبب عجزهم علن ذلل ك أو‬
‫لقلة أو انعدام مصلحتهم فيه‪ ،‬ومثالها مرافق الدفاع واألمن والقضاء ‪.‬‬
‫وتخضللع الم ارفللق اإلداريللة مللن حيللث األصللل ألحكللام القللانون اإلداري‪ ،‬فعمالهللا يعتبللرون مللوظفين عمللوميين وأموالهللا‬
‫أم لواالس عامللة‪ ،‬وتص لرفاتها أعمللاالس إداريللة‪ ،‬وق ارراتهللا تعللد ق ل اررات إداريللة وعقودهللا عقللوداس إداريللة‪ ،‬وبمعنللى أخللر تتمتللع‬
‫المرافق العامة اإلدارية باسلتخدام امتيلازات السللطة العاملة لتحقيلق أهلدافها ‪ .‬إال أنهلا قلد تخضلع فلي بعلض األحيلان‬
‫اسللتثناء ألحكللام القللانون الخللاص‪ ،‬وذلللك عنللدما يجللد القللائمون علللى إدارتهللا أن هللذا األسلللور يكفللي لتحقيللق أهللداف‬
‫المرفق وتحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرافق االقتصادية ‪:‬‬
‫بفع للل األزم للات االقتص للادية وتط للور وظيف للة الدول للة ظه للر ن للوع أخ للر م للن الم ارف للق العام للة ي لزاول نش للاطاس تجاري لاس أو‬
‫ص للناعياس مم للاثالس لنش للاط األف لراد و تعم للل ف للي ظ للروف مماثل للة لظ للروف عم للل المش للروعات الخاص للة‪ ،‬وبس للبب طبيع للة‬
‫النشللاط الللذي تؤديلله هللذه الم ارفللق دعللا الفقلله والقضللاء إلللى ضللرورة تحريللر هللذه الم ارفللق مللن الخضللوع لقواعللد القللانون‬
‫العام‪.‬‬
‫واألمثلة على هذه المرافق كثيرة ومنها مرفق النقل والمواصالت ومرفق المياه والغاز ومرفق البريد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المرافق المهنية ‪:‬‬
‫وهللي الم ارفللق التللي تنشللأ بقصللد توجيلله النشللاط المهنللي ورعايللة المصللال الخاصللة بمهنللة معينللة‪ ،‬وتللتم إدارة هللذه‬
‫المرافق بواسطة هيةات أعضائها مملن يمارسلون هلذه المهنلة ويخلولهم القلانون بعلض امتيلازات السللطة العاملة ‪.‬مثلل‬
‫نقابات المهندسين والمحامين واألطباء وغيرها من النقابات المهنية األخرى‪.‬‬
‫وقد ظهر هذا النوع من المرافق عقب الحرر العالمية الثانية لمواجهة المشايل التي كان يتعرض لهلا أصلحار هلذه‬
‫المه للن وال للدفاع ع للنهم وحماي للة مص للالحهم‪ ،‬ال س لليما ف للي فرنس للا الت للي ظه للرت فيه للا لج للان تنظ لليم اإلنت للاج الص للناعي‬
‫عام‪. 1940‬‬
‫وتخضع هذه المرافق لنظام قانوني مختلط فهي تخضع لنظام القانون العام واختصلاص القضلاء اإلداري فلي بعلض‬
‫المنازعات المتعلقة بنشاطها غير أن الجانب الرئيسي من نشاطها يخضع ألحكام القانون الخاص‪.‬‬

‫‪-‬محمد جمال الدين مطلق الذنبيات ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 143.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪107‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫فالمنازعللات المتعلقللة بنظامهللا الللداخلي وعالقللة أعضللائها بعضللهم بللبعض وشللؤونها الماليللة تخضللع للقللانون الخللاص‬
‫والختصاص المحلايم العاديلة‪ ،‬أملا المنازعلات المتصللة بمظلاهر نشلاطها كمرفلق علام وممارسلتها المتيلازات السللطة‬
‫العامة فتخضع ألحكام القانون العام واختصاص القضاء اإلداري ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المرافق االجتماعية‪:‬‬
‫وهي المرافق التي تستهدف تقديم خدمات اجتماعية للجمهور مثلل الم ارفلق المخصصلة لتقلديم إعانلات للجمهلور‬
‫وم اريللز الضللمان االجتمللاعي والتقاعللد وم اريللز ال ارحللة‪ ،‬ويحكللم هللذا النللوع مللن الم ارفللق ملزيش مللن قواعللد القللانون العللام‬
‫والخاص‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيم المرافق من حيث استقاللها‪:‬‬
‫تنقسللم الم ارفللق العامللة مللن حيللث اسللتقاللها إلللى م ارفللق تتمتللع بالشخصللية المعنويللة أو االعتباريللة وم ارفللق ال تتمتللع‬
‫بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المرافااق العامااة التااي تتمتااع بالشخصااية المعنويااة‪ :‬وهللي الم ارفللق التللي يعتللرف لهللا ق لرار إنشللائها بالشخصللية‬
‫المعنوية ويكون لها كيان مستقل كمؤسسة عامة مع خضوعها لقدر من الرقابة أو الوصاية اإلدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرافق العامة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ :‬وهي المرافق التي ال يعترف لها قرار إنشائها بالشخصية‬
‫المعنويللة ويللتم إلحاقهللا بأحللد أشللخاص القللانون العللام وتكللون تابعللة لهللا‪ ،‬كالدولللة أو الللو ازرات أو المحافظللات‪ ،‬وهللي‬
‫الغالبية العظمى من المرافق العامة ‪.‬‬
‫وتبدو أهمية هذا التقسيم في مجال االستقالل المالي واإلداري وفي مجلال المسلؤولية ‪ ،‬إذ تمللك الم ارفلق العاملة‬
‫المتمتعللة بالشخصللية المعنويللة قللد اسر كبيل اسر مللن االسللتقالل اإلداري والمللالي والفنللي فللي عالقتهللا بالسلللطة المركزيللة مللع‬
‫وجود قدر ملن الرقابلة كملا أوضلحنا ‪ ،‬غيلر أن هلذه الرقابلة ال يمكلن مقارنتهلا بملا تخضلع لله الم ارفلق غيلر المتمتعلة‬
‫بالشخصللية المعنويللة مللن توجيلله و شلراف مباشلرين مللن السلللطات المركزيللة ‪،‬أمللا مللن حيللث المسللؤولية فيكللون المرفللق‬
‫المتمت للع بالشخص للية المعنوي للة مس للتقالس ومس للؤوالس ع للن األخط للاء الت للي يتس للبب ف للي إح للداثها للغي للر ف للي ح للين تق للع ه للذه‬
‫المسؤولية على الشخص اإلداري الذي يتبعه المرفق العام في حالة عدم تمتعه بالشخصية المعنوية‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقسيم المرافق من حيث امتدادها اإلقليمي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬المرافاااق الوطنياااة‪ :‬وه للي مجم للوع الم ارف للق الت للي يمت للد نش للاطها ليش للمل إقل لليم الدول للة " كمرف للق ال للدفاع ‪ ،‬األم للن‪،‬‬
‫القضاء‪. "...‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرافق اإلقليمية ‪ :‬وهي الم ارفلق التلي يقتصلر نشلاطها فلي جلزء ملن إقلليم الدوللة كالواليلة والبلديلة ‪...‬الم ارفلق‬
‫البلدية والوالية ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬النظام القانوني للمرافق العامة ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إنشاء المرافق العامة‪:‬‬
‫عندما تجد السلطة المختصة أن حاجة الجمهور تقتضي إنشاء مرفقاس عاماس إلشباعها ويعجز األفراد عن ذلك‪ ،‬فلنهلا‬
‫تتدخل مستخدمة وسائل السلطة العامة وتنشئ المرفق العام‪.‬‬

‫‪-‬حسين فريجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪108‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وحي للث إن إنش للاء الم ارف للق العام للة يتض للمن غالبل لاس المس للاس بحق للوق األفل لراد وحري للاتهم العتماده للا أحيانل لاس عل للى نظ للام‬
‫االحتكللار الللذي يمنللع األف لراد مللن مزاولللة النشللاط الللذي يؤديلله المرفللق وفللي أحيللان أخللرى يقيللدهم بممارسللة نشللاطات‬
‫معينللة بحكللم تمتللع الم ارفللق العامللة بوسللائل السلللطة العامللة وامتيازاتهللا التللي تجعللل األف لراد فللي وضللع ال يسللم لهللم‬
‫بمنافسة نشاطات هذه المرافق وألن إنشاء المرافق العامة يتطلب اعتمادات ماليلة كبيلرة فلي الميزانيلة لمواجهلة نفقلات‬
‫إنشاء هذه المرافق و دارتها‪.1‬‬

‫فقد درج الفقه والقضاء على ضرورة أن يكون إنشلاء الم ارفلق العاملة بقلانون أو بنلاء عللى قلانون صلادر ملن السللطة‬
‫التشلريعية أي أن تتللدخل السللطة التشلريعية مباشلرة فتصلدر قانونلاس بلنشلاء المرفللق أو أن تعهللد بسللطة إنشللاء المرفللق‬
‫إلى سلطة أو هيةة تنفيذية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إلغاء المرافق العامة‪:‬‬
‫بينللا أن األف لراد ال يملكللون إجبللار اإلدارة علللى إنشللاء الم ارفللق العامللة وال يسللتطيعون إجبارهللا علللى االسللتمرار فللي‬
‫تأدية خدماتها إذا ما قدرت السلطة العامة إن إشباع الحاجات التي يقدمها المرفق يمكن أن يتم بغير وسيلة المرفلق‬
‫العام أو العتبارات أخرى تقدرها هي وفقاس لمتطلبات المصلحة العامة‪.‬‬
‫والقاعدة أن يتم اإللغاء بنفس األداة التي تقرر بهلا اإلنشلاء‪ ،‬فلالمرفق اللذي تلم إنشلا ه بقلانون ال يلتم إلغلا ه إال بلنفس‬
‫الطريقة و ذا كان إنشاء المرفق بقلرار ملن السللطة التنفيذيلة فيجلوز أن يلغلى بقلرار إال إذا نلص القلانون عللى خلالف‬
‫ذلك‪.2‬‬
‫وعندما يتم إلغاء المرفق العام فلن أمواله تضاف إلى الجهة التي نص عليها القانون الصادر بللغائه‪ ،‬فلن لم يلنص‬
‫على ذلك فلن أموال المرفق تضاف إلى أموال الشخص اإلداري الذي كان يتبعه هذا المرفق ‪.‬‬
‫أمللا بالنسللبة للم ارفللق العامللة التللي يللديرها أشللخاص معنويللة عامللة مسللتقلة فلللن مصللير أموالهللا يللتم تحديللده مللن خللالل‬
‫معرفة مصدر هذه األموال كأن تكون الدولة أو أحد أشخاص القانون العام اإلقليمية األخرى فيتم منحها لها‪.‬‬
‫أما إذا كان مصدرها تبرعات األفراد والهيةات الخاصة فلن هذه األموال تأول إلى أحد المرافق العامة التي تستهدف‬
‫نفس غرض المرفق الذي تم إلغا ه أو غرضاس مقارباس له‪ ،‬احتراماس إلرادة المتبرعين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المبادئ التي تح م المرافق العامة‪:‬‬
‫تخضللع الم ارفللق العامللة لمجموعللة مللن المبللادا العامللة التللي اسللتقر عليهللا القضللاء والفقلله والتللي تضللمن اسللتمرار‬
‫عمل هذه المرافق وأدائها لوظيفتها في إشباع حاجات األفراد ‪ ،‬وأهم هذه المبادا هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد‪:‬‬
‫تتلولى الم ارفللق العاملة تقللديم الخلدمات لألفلراد و شلباع حاجللات عاملة وجوهريللة فلي حيللاتهم ويترتلب علللى انقطللاع‬
‫هذه الخدمات حصول خلل واضطرار في حياتهم اليومية‪.‬‬

‫‪-‬طاهري حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬مولود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪109‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ل للذلك ك للان م للن الض للروري أن ال تكتف للي الدول للة بلنش للاء الم ارف للق العام للة ب للل تس للعى إل للى ض للمان اس للتمرارها وتق للديمها‬
‫للخللدمات‪ ،‬ل للذلك ح للرص القض للاء عل للى تأيي للد ه للذا المب للدأ واعتب للاره م للن المب للادا األساس للية الت للي يق للوم عليه للا الق للانون‬
‫اإلداري ومع أن المشلرع يتلدخل فلي كثيلر ملن األحيلان إلرسلاء هلذا المبلدأ فلي العديلد ملن مجلاالت النشلاط اإلداري‪،‬‬
‫فلن تقريره ال يتطلب نص تشريعي ألن طبيعة نشاط المرافق العامة تستدعي االستمرار واالنتظام‪.1‬‬

‫ويترتللب علللى تطبيللق هللذا المبللدأ عللدة نتللائش منهللا‪ :‬تح لريم اإلض لرار‪ ،‬وتنظلليم اسللتقالة المللوظفين العمللوميين ونظريللة‬
‫الموظف الفعلي ونظرية الظروف الطارئة وعدم جواز الحجز على أموال المرفق ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ قابلية المرفق للتغير والتبدل‪:‬‬
‫إذا كانللك الم ارفللق العام للة تهللدف إلللى إش للباع الحاجللات العامللة لألف لراد وكانللك هللذه الحاج للات متطللورة ومتغي لرة‬
‫باسللتمرار فلللن اإلدارة المنللوط بهللا إدارة وتنظلليم الم ارفللق العامللة تملللك دائملاس تطللوير وتغييللر المرفللق مللن حيللث أسلللور‬
‫إدارتله وتنظيمله وطبيعلة النشلاط اللذي يؤديله بملا يلتالءم مل ع الظلروف والمتغيلرات التلي تطل أر عللى المجتملع ومسلايرة‬
‫لحاجات األفراد المتغيرة باستمرار ومن تطبيقات هلذا المبلدأ أن ملن حلق الجهلات اإلداريلة القائملة عللى إدارة المرفلق‬
‫يلم للا دع للك الحاج للة أن تت للدخل لتع للديل بلدارته للا المنف للردة ال للنظم واللل لوائ الخاص للة ب للالمرفق أو تغييره للا بم للا ي للتالءم‬
‫والمس للتجدات دون أن يك للون ألح للد المنتفع للين الح للق ف للي االعتل لراض عل للى ذل للك والمطالب للة باس للتمرار عم للل الم ارف للق‬
‫بأسلور وطريقة معينة ولو أثر التغيير في مركزهم الشخصي ‪.‬‬
‫ومللن تطبيقللات هللذا المبللدأ أيضلاس حللق اإلدارة فللي تعللديل عقودهللا اإلداريللة بلرادتهللا المنفللردة دون أن يحللتش المتعاقللد "‬
‫بقاعدة العقد شريعة المتعاقدين " إذ أن الطبيعة الخاصلة للعقلود اإلداريلة وتعلقهلا بتحقيلق المصللحة العاملة‪ ،‬تقتضلي‬
‫ترجي كفة اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ المساواة بين المنتفعين‬
‫يقوم هذا المبدأ على أسلاس التلزام الجهلات القائملة عللى إدارة الم ارفل ق بلأن تلؤدي خلدماتها لكلل ملن يطلبهلا ملن‬
‫الجمهللور ممللن تت لوافر فلليهم شللروط االسللتفادة منهللا دون تمييللز بيللنهم بسللبب الجللنس أو اللللون أو اللغللة أو الللدين أو‬
‫المركز االجتماعي أو االقتصادي ‪.‬‬
‫ويسللتمد هللذا المبللدأ أساسلله مللن الدسللاتير والمواثيللق وعالنللات الحقللوق التللي تقتضللي بمسللاواة الجميل ع أمللام القللانون وال‬
‫تمييز بين أحد منهم‪.‬‬
‫غي للر أن المس للاواة أم للام الم ارف للق العام للة مس للاواة نس للبية وليس للك مطلق للة‪ ،‬وم للن مقتض للياتها أن تت لوافر ش للروط االنتف للاع‬
‫بخدمات المرفق فيمن يطلبها‪ ،‬وأن يتواجد األفراد في المركز الذي يتطلبله القلانون والقواعلد الخاصلة بتنظليم االنتفلاع‬
‫بخللدمات المرف للق ثللم يك للون لهللم الح للق بالمعاملللة المتس للاوية س لواء ف للي االنتفللاع بالخ للدمات أو فللي تحم للل أعبللاء ه للذا‬
‫االنتفاع‪.3‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.443.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬انظر ناصر لباد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد جمال مطلق الذنيبات ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪110‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وبمعنللى أخللر علللى اإلدارة أن تحتللرم مبللدأ المسللاواة بللين المنتفعللين متللى تماثلللك ظللروفهم وت لوافرت فلليهم ش للروط‬
‫االنتفاع التي حددها القانون أما إذا توافرت شروط االنتفاع في طائفة من األفراد دون غيرهم فللن للمرفلق أن يقلدم‬
‫الخدمات للطائفة األولى دون األخرى أو أن يميز في المعاملة بالنسبة للطلائفتين تبعلاس الخلتالف ظلروفهم كلاختالف‬
‫رسوم مرفق الكهرباء والمياه بالنسبة لسكان المدينة وسكان القرى ‪.‬‬
‫ومللع ذلللك فلللن هللذا المبللدأ ال يتعللارض مللع مللن اإلدارة بعللض الم ازيللا لطوائللف معينللة مللن األفلراد العتبللارات خاصللة‬
‫يالسماح للعجزة أو المعاقين باالنتفاع من خدمات مرفق النقل مجاناس أو بدفع رسوم مخفضة ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬طرق إدارة المرافق العامة‬


‫تختلف طرق إدارة المرافق العامة تبعلاس الخلتالف وتنلوع الم ارفلق وطبيعلة النشلاط اللذي تؤديله‪ ،‬وأهلم هلذه الطلرق‬
‫هي ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االستغالل المباشر اإلدارة المباشرة‬
‫يقص للد به للذا األس لللور أن تق للوم اإلدارة مباشل لرة ب لللدارة المرف للق بنفس للها سل لواء أيان للك س لللطة مركزي للة أم محلي للة‬
‫مسللتخدمة فللي ذلللك أموالهللا وموظفيهللا ووسللائل القللانون العللام وال يتمتللع المرفللق الللذي يللدار بهللذه الطريقللة بشخصللية‬
‫معنوية مستقلة‪. 1‬‬
‫ويترتب على ذلك أن يعتبر موظفي الم ارفلق التلي تلدار بهلذا األسللور ملوظفين عملوميين وتعلد أملوال المرفلق أملواالس‬
‫عامة تتمتع بالحماية القانونية المقررة للمال العام ‪.‬‬
‫وتتبللع هللذه الطريقللة فللي إدارة الم ارفللق العامللة اإلداريللة القوميللة بصللفة أساسللية ويرجللع ذلللك إلللى أهميللة هللذه الم ارفللق‬
‫واتصالها بسيادة الدولة كمرفق األمن والدفاع والقضاء وفلي الوقلك الحاضلر أصلبحك الكثيلر ملن الم ارفلق اإلداريلة‬
‫تدار بهذه الطريقة وكذلك بعض المرافق الصناعية والتجارية متى وجلدت اإلدارة أن ملن المناسلب علدم تلرك إدارتهلا‬
‫ألشخاص القانون الخاص‪.‬‬
‫وال ش للك أن ه للذا األس لللور يس للم ل للإلدارة ب للاإلدارة المباشل لرة لنش للاط المرف للق وي للوفر المق للدرة المالي للة والفني للة والحماي للة‬
‫القانونية واستخدام أساليب السلطة العامة مما ال يتوفر لدى األفراد‪ .‬لكن اإلدارة المباشرة منتقدة من حيث أن اإلدارة‬
‫عندما تق وم باإلدارة المباشرة للمرفق تتقيد بالنظم واللوائ واإلجلراءات الحكوميلة التلي تعيلق هلذه الم ارفلق علن تحقيلق‬
‫أهدافها في أداء الخدمات و شباع الحاجات العامة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسلوب المؤسسة العامة‪:‬‬
‫قد يلجأ المشرع إلى أسلور أخر إلدارة المرافق العامة ‪ ،‬فيمن إدارتها إلى أشخاص عامة تتمتلع بالشخصلية‬
‫المعنوية المستقلة ويسم لها باستخدام وسائل القانون العام ويكون موظفيها موظفين عموميين وأموالها أمواالس عامة‬
‫وأعمالها أعماالس إدارية ‪.‬‬
‫ويطلق على هذه األشخاص اإلدارية الهيةات العامة إذا كان نشاط المرفق الذي تلديره تقلديم خلدمات عاملة و يطللق‬
‫عليها المؤسسات العامة إذا كان الموضوع نشاط المرفق تجارياس أو صناعياس أو زراعياس أو ماليا‪.1‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.268.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪111‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وتخضع المؤسسة إلى قيدين هما‪:‬‬


‫‪ -1‬قيد التخصص‪ :‬كل مؤسسة يناط بها القيام بنشاط يحدد في نص أو سند إنشائها‪.‬‬
‫‪ -2‬خيوعها لنظام الوصاية اإلدارية‪ :‬باعتبارها هيةة المركزية مرفقية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أسلوب االمتياز أو عقد االلتزام ‪:‬‬
‫بمقتضى هذه الطريقة تتعاقد اإلدارة مع فرد أو شلركة إلدارة واسلتغالل مرفلق ملن الم ارفلق العاملة االقتصلادية‬
‫لمدة محددة بأمواله وعمالة وأدواته وعلى مسةوليته مقابل التصري له بالحصول على الرسوم‬

‫من المنتفعين بخدمات المرفق وفق ما يسمى بعقد التزام المرافق العامة أو عقد االمتياز‪.‬‬
‫وقد استقر القضاء والفقه على اعتبار عقد االلتزام عمالس قانونياس مركبلاس يشلمل عللى نلوعين ملن النصلوص األول منله‬
‫يتعلللق بتنظلليم المرفللق العللام وبسلليره وتملللك اإلدارة تعللديل هللذه النصللوص وفق لاس لحاجللة المرفللق أمللا النللوع الثللاني مللن‬
‫النصوص فيسمى بالنصوص أو الشروط التعاقدية التي تحكمها قاعدة " العقد شريعة المتعاقدين" ومنهلا ملا يتعللق‬
‫بتحديد مدة االلتزام و االلتزامات المالية بين المتعاقدين وال تتعدى ذلك لتشمل أسلور تقديم الخدمات للمنتفعين‪. 2‬‬
‫وعلى أي حال فلن المرفق العام الذي يدار بهذا األسلور يتمتع بذات امتيازات المرافق العامة األخلرى كونله يهلدف‬
‫إلى تحقيق النفع العام فهو يخضع لنفس المبادا األساسية الضابطة لسير المرافق العامة‬
‫غيلر أن اإلدارة تملللك إنهلاء عقللد االلتلزام قبللل مدتله بقلرار إداري وللو لللم يصلدر أي خطللأ ملن الملتللزم كملا قللد يصللدر‬
‫االسللترداد بموجللب قللانون حيللث تلجللأ اإلدارة إلللى المشللرع إلصللدار قللانون باسللترداد المرفللق و نهللاء االلت لزام وهللو مللا‬
‫يحصل غالباس عند التأميم ‪ .‬وفي الحالتين للملتزم الحق في المطالبة بالتعويض ‪.‬‬
‫وفي مقابل إدارة الملتزم للمرفق العلام وتسل ييره يكلون لله الحلق بالحصلول عللى المقابلل الملالي المتمثلل بالرسلوم التلي‬
‫يتقاضاها نظير الخدمات التي يقدمها للمنتفعين‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬االستغالل المختلط‬
‫يقوم هذا األسلور على أساس اشتراك الدولة أو أحد األشخاص العامة مع األفراد في إدارة مرفق عام ‪.‬‬
‫ويتخذ هذا االشتراك صورة شركة مساهمة تكتتب الدولة في جانب من أسهمها على أن يسلاهم األفلراد فلي االيتتلار‬
‫بالجزء األخر‪.‬‬
‫وتخضع هذه الشركة إلى أحكام القانون التجاري مع احتفاظ السلطة العاملة بوصلفها ممثللة للمصللحة العاملة بلالحق‬
‫في تعيين بعض أعضاء مجلس اإلدارة وأن يكلون اللرأي األعللى لهلا فلي هلذا المجللس ويلأتي هلذا ملن خلالل الرقابلة‬
‫الفعالة التي تمارسها الدولة أو الشخص العام المشارك في هذه الشركة على أعمالها وحساباتها‪.‬‬
‫وتتم إدارة المرفق إدارة مختلطة من ممثلي اإلدارة و توفر هذه الطريقة نوع ملن التعلاون بلين األفلراد والسللطة العاملة‬
‫في سبيل الوصول إلى إدارة ناضجة ورب معقول‪. 3‬‬

‫‪-‬ناصر لباد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 213.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬علي خطار شطناوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.270.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد جمال مطلق الذنيبات ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.163.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪112‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وقللد انتشللرت شللركات االقتصللاد المخللتلط فللي كثيللر مللن الللدول األوربيللة كوسلليلة إلدارة الم ارفللق العامللة ذات الطللابع‬
‫االقتصادي السيما فرنسا في إدارة مرافق النقل والطاقة لما يحققه هذا األسلور في فائدة تتمثل في تخليص الم ارفلق‬
‫العامللة م للن التعقيللدات واإلج لراءات اإلداريللة الت للي تظهللر ف للي أسلللور اإلدارة المباش لرة‪ ،‬كمللا أن لله يخفللف الع للبء ع للن‬
‫السلللطة العامللة ويتللي لهللا التفللر إلدارة الم ارفللق العامللة القوميللة‪ ،‬ويسللاهم فللي توظيللف رأس المللال الخللاص لمللا يخللدم‬
‫التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اليبااط اإلداري‬


‫إذا كان من حق الفرد أن ينعم ببعض الحريات‪ ،‬فلن تمتعه بها ال يتم بصفة مطلقة و دون ضوابط‪ ،‬فأي حريلة‬
‫و أي حق إذا ما أطلق استعماله انقلب دون شك إلى فوضى و أثر ذلك على حقوق و حريات اآلخرين‪.‬‬
‫لذا يتعين أن تضبط الحرية حتى ال يساء استعمالها و هذا ما قبل السللطة العاملة وفلق للكيفيلة التل ي رسلمها القلانون‬
‫و بالضمانات التي قررها و هذا ما يعرف بالضبط أو البوليس اإلداري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف اليبط اإلداري و تمييزه عن غيره من صور اليبط األخرى‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف اليبط اإلداري‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ركز الفقه على معيارين لتعريل الضبط اإلداري و هما المعيار العضوي و الموضوعي‪.‬‬
‫فتبعااا المعيااار العيااوي ‪ :‬يمكللن تعريللل الضللبط اإلداري علللى انلله ‪":‬مجمللوع األجهلزة و الهيةللات التللي تتللولى القيللام‬
‫بالتصرفات و اإلجراءات التي تهدف إلى المحافظة على النظام العام "‬
‫أمااا المعيااار الموضااوعي‪ :‬فلليمكن تعريفلله بأنلله ‪":‬مجموعللة اإلج لراءات والق لرارات و التللدابير التللي تقللوم بهللا الهيةللات‬
‫العامة حفاظا على النظام العام أو النشاط الذي تقوم به السلطات العامة من أجل المحافظة على النظام العام"‬
‫و الضللبط هللو وظيفللة قائمللة فللي كللل العمللل ‪،‬و مهمللا تعللددت مفللاهيم الضللبط اإلداري إال أنلله يضللل للله مفهللوم واحللد‬
‫هو"عبارة عن قيود و ضوابط تفرضها السلطة العاملة عللى نشلاط األفلراد خدملة لمقتضليات النظلام العلام" فللذا كلان‬
‫الفللرد يتمتللع بحريللة التنقللل فللله أن يسللتعملها متللى شللاء غيللر أن للسلللطة العامللة وبهللدف المحافظللة علللى النظللام العللام‬
‫قد تحد بعض الشيء من هذه الحرية فتلزمه بعدم التنقل لمكان معين إال بموجب رخصة تسلمها له‪.2‬‬
‫فال يتصور أن تبادر السلطة إلى فرض قيود و ضوابط على الحريات العامة دون أن تقصد هدفا معينا بذاته‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز اليبط اإلداري عن غيره من صور اليبط األخرى‪:‬‬
‫اوال‪ :‬اليبط اإلداري و اليبط التشريعي‪:‬‬

‫‪-‬عبد هللا طلبة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪173.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Pierre –laurent prier et autres ,pricis de droit administratif,05 edition ,montchrestien, paris,‬‬
‫‪2008,p.248.‬‬
‫‪113‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫يقصد بالضلبط التشلريعي "مجملوع القلوانين الصلادرة علن السللطة التشلريعية و التلي يكلون موضلوعها الحلد ملن‬
‫نطاق مباشرة بعض الحريات الفردية‪ ،‬فمصدر المنع أو القيد هو السلطة التشريعية "‪.‬‬
‫و بهلذا يتبلين لنللا أن الهلدف مللن النلوعين واحللد هلو المحافظلة علللى النظلام العللام‪.‬و االخلتالف بينهمللا يكملن فللي أن‬
‫الضبط اإلداري تباشره سلطة إدارية‪ ،‬و الضبط التشريعي مصدره السلطة التشريعية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬اليبط اإلداري و اليبط القيائي‪:‬‬


‫يختلفان من حيث الغرض فمهمة الضلبط اإلداري وقائيلة تسلبق اإلخلالل بالنظلام العلام وتمنلع وقلوع االضلطرار‬
‫فيه‪ ،‬في حين مهمة الضلبط القضلائي عالجيلة والحقل ة لوقلوع اإلخلالل بالنظلام العلام وتهلدف إللى ضلبط الجلرائم بعلد‬
‫وقوعها والبحث عن مرتكبيها وجمع األدلة الالزمة إلجراء التحقيق والمحايمة و نزال العقوبة‪.‬‬
‫كمللا يتللولى مهللام الضللبط اإلداري السلللطة اإلداريللة بينمللا يباشللر مهللام الضللبط القضللائي فةللة منحهللا القللانون صللفة‬
‫الضبطية القضائية و خولها مهمة القيام ببعض اإلجراءات ‪(2‬ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪.).‬‬
‫ورغلم أوجلله االخللتالف بينهمللا ‪ ،‬إال إن التقللارر بينهملا قللد يللتم فللي حللاالت محللددة و ذللك بللالنظر إلللى أنلله قللد يكللون‬
‫القللائم بهمللا واحللد ك لرئيس البلديللة فصللفته اإلداريللة تفللرض عليلله اتخللاذ كللل إج لراء وقللائي يمللس النظللام العللام‪ ،‬وصللفة‬
‫الضبطية القضائية تفرض عليه أن يتخذ كل اإلجراءات القانونية عند وقوع جريمة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص اليبط اإلداري وأنواعه‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خصائص اليبط اإلداري‬
‫أوال‪ :‬الصفة االنفرادية ‪ :‬إن الضلبط اإلداري إجلراء تباشلره السللطة اإلداريلة و تسلتهدف ملن خاللله المحافظلة عللى‬
‫النظام العام‪ ،‬فال يمكن تصور أن يلعلب األفلراد دور فلي تقريلر إجلراءات الضلبط اإلداري فلالفرد يقلف حيلال أعملال‬
‫الضبط في موقف الخضوع و االمتثال لجملة من اإلجراءات التي فرضتها اإلدارة‪.‬‬
‫ثانيااا‪ :‬الصاافة الوقائيااة ‪ :‬فهللو يللد أر المخللاطر علللى األف لراد‪ ،‬كسللحب رخصللة الصلليد أو رخصللة السل ياقة يكللون ألن‬
‫هناك خطر يترتب علي استم اررية احتفاظ المعني بهذه الرخصة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصفة التقديرية ‪ :‬لإلدارة سلطة تقديرية في ممارسة اإلجلراءات الضلبطية‪ ،‬أي لهلا هلامس كبيلر ملن الحريلة‬
‫في أن تتصرف أو ال تتصرف بناء على تقدير كل حالة على حدا أي ال يوجد قانونا ما يلزمها بالتدخل من عدمه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع اليبط اإلداري‪:4‬‬
‫الممنوحلة‬ ‫أوال‪ :‬اليبط العام‪ :‬ويقصد به النظام العلام القلانوني للبلوليس اإلداري‪ ،‬أي مجملوع السللطات‬
‫لهيةات البوليس اإلداري من أجل المحافظة علي النظام العام بعناصره األربع‪.‬‬

‫‪ -‬محمد جمال مطلق الذنيبات ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.171.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد هللا طلبة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪175.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ناصر لباد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 155.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬عبد هللا طلبة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪178.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪114‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫ثانياااااا‪ :‬اليااااابط الخااااااص‪ :‬و يقص ل للد ب ل لله الس ل لللطات الت ل للي منحه ل للا الق ل للانون ل ل للإلدارة بقص ل للد تقيي ل للد نش ل للاط وحري ل للات‬
‫األفراد في مجال محدد ومعين ‪ ،‬فهو ما يخص مكانا لذاته أو نشاطا بذاته‪.‬‬
‫و مثال النلوع األول ملا تفرضله اإلدارة ملن إجلراءات عللى تنقلل األفلراد ( رخلص التنقلل ) و مثلال النلوع الثلاني أن‬
‫معينلة لممارسلة األفلراد‬ ‫تفرض اإلدارة قيودا لتنظيم حركة المرور كأن تغلق شارعا أو أن تفرض إجلراءات‬
‫حق االجتماع العام أو مسيرة أو حفالت‪. ..‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أغراض النظام العام وهيئاته‬
‫الفرع األول‪:‬أهداف النظام العام‬
‫النظللام العللام فك لرة مرنللة تختلللف بللاختالف الزمللان والمكللان فيمللا يعتبللر مخالف لاس للنظللام العللام فللي زمللان أو مكللان‬
‫معينل للين قل للد ال يعل للد كل للذلك فل للي زمل للان أو مكل للان لخ ل لرين ‪ :‬كمل للا يختلل للف بل للاختالف الفلسل للفة السياسل للية واالقتصل للادية‬
‫واالجتماعيللة السللائدة فللي الدولللة ‪ .‬لللذلك يجمللع الفقلله علللى ضللرورة ربللط فك لرة النظللام العللام بالمصلللحة العامللة العليللا‬
‫المجتمع في كل دولة على حده‪.‬‬
‫غيللر أن معظللم الفقهللاء يتفقللون علللى أن النظللام العللام يهللدف إلللى تحقيللق ثالثللة أغ لراض رئيسللية هللي‪ :‬األمللن العللام‬
‫والصحة العامة والسكنية العامة‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬األمن العام‬
‫يقصد باألمن العام تحقيق كل ما من شلأنه اطمةنلان اإلنسلان عللى نفسله ومالله ملن خطلر االعتلداءات واالنتهايلات‬
‫واتخاذ اإلجراءات الالزمة لمنع وقوع الكوارث الطبيعية كالكوارث واألخطار العامة كالحرائق والفيضلانات والسليول ‪،‬‬
‫واالنتهايات التي قد تسبب بها اإلنسان كجرائم القتل والسرقة والمظاهرات وأحداث الشغب وحوادث المرور‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصحة العامة‪.‬‬
‫ويقصد بها حما ية صحة األفراد من كل ما من شانه أن يضر بها من أملراض أو أوبةلة إذ تعملد اإلدارة إللى تطعليم‬
‫األفراد من األمراض المعدية وتتخذ اإلجراءات التي تمنع انتشارها‪.‬‬
‫يمللا تشللرف علللى تللوفير الميللاه الصللالحة للشللرر وت ارقللب صللالحية األغذيللة لالسللتهالك البشللرى ومللدى تقيللد المحللال‬
‫العامة بالشروط الصحية‪.‬‬
‫والشك أن وظيفة الدولة في مجال الصحة العامة قد توسعك إلى حد كبير بفعل انتشار التلوث وكثرة االعتماد على‬
‫المواد الكيماوية في الصناعة وتأثير ذلك على صحة األفراد ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الس نية العامة‬
‫ويقصللد بهللا تللوفير الهللدوء فللي الطللرق واألمللاين العامللة ومنللع كللل مللا مللن شللأنه أن يقلللق ارحللة األفلراد أو يللزعجهم‬
‫ياألصوات والضوضاء المنبعثة من مكبرات الصوت والباعة المتجولين ومحالت التسجيل ومنبهات المركبات‪.‬‬
‫والجللدير بالللذكر أن مفهللوم النظللام العللام قللد اتسللع ليشللمل النظللام العللام األدبللي واألخللالق العامللة‪ .‬وأمكللن بالتللالي‬
‫اسللتعمال سلللطة الضللبط اإلداري للمحافظللة علللى اآلدار واألخللالق العامللة‪ ،‬فتجللاوز بللذلك العناصللر الثالثللة السللابقة‪،‬‬

‫‪-‬علي خطار شطناوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 360.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪115‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫وفى هذه االتجاه تملك اإلدارة منع عرض المطبوعات المخللة بلاآلدار العاملة ‪ .‬وكلذلك حمايلة المظهلر العلام للملدن‬
‫وحماية الفن والثقافة‪.‬‬
‫وبهذا ال يجوز تقديم العروض المسرحية أو التمثيلية أو الموسيقية أو الراقصة أو الغنائية في المالهي أو‬

‫المحلال العامللة إال بعلد التللرخيص بهللا ملن الجهللة المختصلة وال يجللوز التللرخيص بلالعروض الخليعللة أو الفاضللحة أو‬
‫المخلة بالحياء ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬هيئات اليبط‬
‫إن الضبط اإلداري إجراء يقصد بله المحافظلة عللى النظلام العلام و هلو يحملل خطلورة معينلة بلالنظر إللى صللته‬
‫بالحريلات العامللة‪ .‬و تللأثيره عليهللا‪ ،‬لهللذا وجللب تحديللد هيةللات الضللبط اإلداري والتقللليص منهللا حتللى ال يصللب التقييللد‬
‫هو األصل والتمتع بالحريات هو االستثناء‪.‬‬
‫وعلى العموم يمكن تقسيم هيةات الضبط إلى قسمين‪:1‬‬
‫أوال‪:‬هيئات اليبط على المستوى الوطني‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬رئيس الجمهورية‪ :‬كاحالن الحصار وحالة الطوارا والحالة االستثنائية‪...‬‬
‫‪ -2‬الوزير األول‪ :‬يستشار رئيس الحكومة في أي إجراء ضبطي من طرف رئيس الجمهورية‬
‫‪ -3‬الاااوزراء‪ :‬األص للل أن لله ل لليس لل للوزراء بحك للم مرك للزهم س لللطة ض للبط ‪ ،‬غي للر أن الق للانون ق للد يجي للز ل للبعض ال للوزراء‬
‫ممارسة أنواع الضبط بحكم مركزهم و طبيعة القطاع الذي يشرفون عليه( الضبط الخاص)‬
‫ثانيا‪ :‬هيئات اليبط اإلداري على المستوى المحلي‪:‬‬
‫‪ -1‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ :‬طبقا لقانون البلدية (م‪ )94.‬يقوم رئليس البلديلة بسللطة المحافظلة عللى النظلام‬
‫العام تحك سلطة الوالي وهذا باالستعانة بالشرطة البلدية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوالي‪:‬طبقلا للملادة ‪ 114‬ملن قلانون الواليلة لللوالي الحلق فلي اتخلاذ كلل تلدبير أو إجلراء ملن شلأنه الحفلاظ عللى‬
‫النظام العام في واليته‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬وسائل اليبط اإلداري وحدوده‬
‫‪2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬وسائل اليبط اإلداري‬
‫في سبيل تحقيق أهداف الضبط اإلداري البد لإلدارة أن تستخدم وسائل أو أساليب معينة وهى‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوسائل المادية‪ :‬ويقصد بها ‪ :‬اإلمكانلات الماديلة المتاحلة للإلدارة بغلرض ممارسلة مهلام الضلبط كالسليارات و‬
‫الشاحنات ‪....‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوسائل البشرية‪:‬وتتمثل في أعاو الضبط اإلداري المكلفين بتنفيذ القوانين والتنظيمات كرجال الدرك والشرطة‬
‫و الجمارك ومراقبي األسعار‪....‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوسائل القانونية‪:‬يمكن حصر أهم اآلليات القانونية في هذا المجال في ‪:‬‬

‫‪-‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.489.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.306.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪116‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -1‬لوائح اليبط اإلداري المراسيم الرئاسية والتنفيذية والق اررات الوزارية ‪:‬‬
‫تتضللمن ل لوائ الضللبط اإلداري قواعللد عامللة مجللردة تهللدف إلللى المحافظللة علللى النظللام العللام بعناص لره األربللع‬
‫وتتضمن تقييد حريات األفلراد ‪ ،‬للذلك نشلأ خلالف شلديد حلول ملدى مشلروعيتها ‪ ،‬عللى اعتبلار أن تقييلد الحريلات ال‬
‫يجوز إال بقانون ووظيفة اإلدارة تنحصر بوضع هذه القوانين موضوع التنفيذ‪.‬‬
‫ومنهللا ل لوائ تنظلليم الم للرور وتتخ للذ ل لوائ الض للبط عللدة مظ للاهر ف للي تقييللدها نش للاط األف لراد منه للا الحظ للر ‪ ،‬واآلذن‬
‫المسبق واألخطار والتنظيم‪.1‬‬
‫أ‪ -‬الحظر والمنع‪:‬‬
‫يقصد بالحظر أن تتضمن لوائ الضبط منع مزاولة نشاط معين منعاس كامالس أو جزئياس‪.‬‬
‫واألصل أن ال يتم الحظر المطلق لنشاط ما الن ذلك يعنى انتهلاك للحريلة ومصلادرة للنشلاط ‪ .‬ولكلن أجلاز القضلاء‬
‫استثناء الحظر الكامل للنشاط عندما يشكل إخالال بالنظام العام كمنع إنشاء مساين للبغاء أو للعب الميسر‪.‬‬
‫س‬
‫ب‪ -‬اإلذن المسبق الترخيص‬
‫قد تظهر لوائ الضبط في ضرورة الحصول على إذن مسلبق ملن جهلة اإلدارة قبلل مزاوللة النشلاط‪ ،‬ومل ن الضلروري‬
‫أن يشترط القانون المنظم للحرية الحصول عللى هلذا اإلذن ‪ ،‬إذا أن القلانون وحلدة اللذي يمللك تقييلد النشلاط الفلردي‬
‫بلذن سابق ‪.‬‬
‫ي‪-‬اإلخطار عن النشاط ‪.‬‬
‫ويحصل بان تشترط الالئحة ضرورة إخطار السلطة المختصة بمزاوللة نشلاط معلين حتلى تلتمكن ملن اتخلاذ ملا يللزم‬
‫مللن إج لراءات تكفللل حمايللة النظللام العللام ‪ .‬مثللال ذلللك اإلخطللار عللن تنظلليم اجتمللاع عللام‪ .‬ففللي هللذه الحالللة ال يكللون‬
‫االجتماع محظو اسر وليس من الضروري الحصول على إذن مسبق‪.‬‬
‫د‪ -‬تنظيم النشاط ‪.‬‬
‫قد ال تتضمن لوائ الضبط على حظلر نشلاط معلين أو اشلتراط الحصلول عللى أذن مسلبق أو األخطلار عنله‪ ،‬و نملا‬
‫قد تكتفلي بتنظليم النشلاط الفلردي وكيفيلة ممارسلته ‪ ،‬كملا للو تلم تحديلد سلرعة المركبلات فلي الطلرق العاملة أو تحديلد‬
‫أماين وقوفها‪،‬أو شروط يجب توافرها الستغالل مقهى انترنك أو قاعة ألعار‪.‬‬
‫‪ -2‬أوامر اليبط اإلداري الفردية‪:‬‬
‫قللد تلجللأ سلللطات الضللبط إلللى إصللدار قل اررات إداريللة أو أوامل ر فرديللة لتطبللق علللى فللرد أو أفلراد معينللين بللذواتهم‪ ،‬وقللد‬
‫تتضمن هذه الق اررات أوامر بالقيام بأعمال معينه أو نواهي باالمتناع عن أعمال أخرى ‪ .‬مثال ذلك األوامر الصادرة‬
‫بمنللع عقللد اجتمللاع عللام أو األمللر الصللادر بهللدم منللزل ليللل للسللقوط أو الق لرار الصللادر بمصللادرة كتللار أو صللحيفة‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬التنفيذ الجبري‪.‬‬

‫‪ -‬مولوود ديدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.201.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪117‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫قد تستخدم اإلدارة القوة المادية إلجبار األفراد على تنفيذ القوانين واللوائ والق اررات اإلدارية لمنع اإلخالل بالنظام‬
‫العللام ‪ .‬وتعللد هللذه الوسلليلة أيثللر وسللائل الضللبط شللدة وعنفلاس باعتبارهللا تسللتخدم القللوة الجبريللة وال يخفللى مللا لللذلك مللن‬
‫خطورة على حقوق األفراد وحرياتهم‪.‬‬

‫ويعد التنفيذ الجبري لق اررات الضبط اإلداري أحد تطبيقات نظرية التنفيذ المباشر للق اررات اإلداريلة‪ ،‬واسلتناداس للذلك ال‬
‫ي للتم الحص للول عل للى أذن س للابق م للن الس لللطات القض للائية لتنفي للذه‪ .‬إال ان لله يج للب أن تتل لوافر في لله ذات ش للروط التنفي للذ‬
‫المباشر‪.‬‬
‫ومن الحاالت التي يمكن فيها اللجوء إلى التنفيذ الجبري أن يبي القانون أو اللوائ استعمال هذا الحق ‪ ،‬أو يلرفض‬
‫األفراد تنفيذ القوانين واللوائ وال يوجد أسلور أخر لحملل األفلراد عللى احتلرام القلوانين والللوائ غيلر التنفيلذ الجبلري‪،‬‬
‫يما يتم اللجوء إلى هذا األسلور في حالة الضرورة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حدود سلطات اليبط اإلداري‪.‬‬
‫من الضروري وضع حدود الختصاصات اإلدارة في ممارستها لسلطات الضبط اإلداري يتم ملن خاللهلا الموازنلة‬
‫بللين تحقيللق متطلبللات النظللام العللام وضللمان حقللوق وحريللات األف لراد‪ ،‬وقللد درجللك أحكللام القضللاء اإلداري علللى مللن‬
‫اإلدارة حرية واسعة في ممارسة سلطات الضبط اإلداري ‪ ،‬غير أنها أخضلعتها فلي ذللك لرقابلة القضلاء اإلداري ملن‬
‫نواح عدة ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حدود سلطات اليبط اإلداري في الظروف العادية‪.‬‬
‫تخضللع سلللطة الضللبط اإلداري فللي الظللروف العاديللة لمبللدأ المشللروعية الللذي يسللتدعى أن تكللون اإلدارة خاضللعة فللي‬
‫جميع تصرفاتها للقانون ‪ ،‬و ال كانك تصرفاتها وما تتخذه من قل اررات بلاطالس وغيلر مشلروعاس ‪ .‬وتتمثلل رقابلة القضلاء‬
‫على سلطات اإلدارة في هذه الظروف فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ -1‬أهداف اليبط اإلداري‪.‬‬
‫يجب أن تتقيد اإلدارة بالهدف الذي من اجله قرر المشرع ملن هيةلات الضلبط هلذه السللطات‪ ،‬فلليس للإلدارة تخطلى‬
‫هذا الهدف سواء كان عاماس أم خاصاس ‪ ،‬فلذا استخدمك سلطتها في تحقيق أغراض بعيلدة علن حمايلة النظلام العلام ‪.‬‬
‫أوسعك إلى تحقيلق مصلل عاملة لكلي ال تلدخل ضلمن أغلراض الضلبط التلي قصلدها المشلرع فلان ذللك يعلد انح ارفلاس‬
‫بالسلطة ويخضع قرار اإلدارة لرقابة القضاء المختص‪.‬‬
‫‪ -2‬أسباب اليبط اإلداري‪.‬‬
‫يقصد بسب الضبط اإلداري الظروف الخارجية التي دفعك اإلدارة إلى التدخل و صدار قرارها‪ ،‬وال يعد تدخل اإلدارة‬
‫مشللروعاس إال إذا كللان مبني لاس علللى أسللبار صللحيحة وجديللة مللن شللأنها أن تخللل بالنظللام العللام بعناص لره الثالثللة األمللن‬
‫العام والصحة العامة والسكنية العامة‪.‬‬

‫‪-‬بعلي محمد الصغير ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.311.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪118‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -3‬وسائل اليبط اإلداري‪.‬‬


‫يجب أن تكون الوسائل التي استخدمتها سلطات وهيةات الضبط اإلداري مشروعة ‪ ،‬وفى القيود التي استقر القضاء‬
‫عل للى ض للرورة إتباعه للا واس للتخدام اإلدارة لوس للائل الض للبط اإلداري ال يج للوز أن يترت للب عل للى اس للتعمال ه للذه الوس للائل‬
‫تعطيل التحريات العامة بشكل مطلق الن ذلك يعد إلغاء لهلذه الحريلات ‪ ،‬والحفلاظ عللى النظلام العلام ال يلتلزم غالبلاس‬
‫هذا اإللغاء و نما يكتلف بتقيلدها ‪ .‬وملن ثلم يجلب أن يكلون الحظلر نسلبياس‪ ،‬إي إن يكلون قاصل اسر عللى زملان أو مكلان‬
‫معينين‪.‬‬

‫وعلى ذلك تكون الق اررات اإلدارية التي تصدرها سلطة الضبط اإلداري بمنلع ممارسلة نشلاط علام منعلاس عاملاس ومطلقلاس‬
‫غير مشروعة‪.‬‬
‫‪ -4‬مالئمة ق اررات اليبط اإلداري‪.‬‬

‫ال يكفللى أن يكللون ق لرار الضللبط اإلداري جللائ از قانون لاس أو انلله قللد صللدر بنل س‬
‫لاء علللى أسللبار جديللة ‪ ،‬إنمللا تتسللع رقابللة‬
‫القضللاء لبحللث مللدى اختيللار اإلدارة الوسلليلة المالئمللة للتللدخل ‪ ،‬فيجللب أن ال تلجللأ إلللى اسللتخدام وسللائل قاسللية أو ال‬
‫تتالءم مع خطورة الظروف التي صدر فيها‪.‬‬
‫ومللن الضللروري أن نبللين أن سلللطة القضللاء فللي الرقابللة علللى المالئمللة هللي اسللتثناء علللى القاعللدة العامللة فللي الرقابللة‬
‫علللى أعمللال اإلدارة فاألصللل هللو اسللتقالل اإلدارة فللي تقللدير مالئمللة ق ارراتهللا ‪ ،‬لكللن بللالنظر لخطللورة قل اررات الضللبط‬
‫على الحقوق والحريات فان القضاء يبسط رقابته على المالئمة ‪.‬‬
‫وف للى ه للذا المج للال ال يج للوز م للثالس لرج للال األم للن أن يس للتخدموا إط للالق الن للار لتفري للق تظ للاهره ف للي الوق للك ال للذي ك للان‬
‫استخدام الغاز المسيل للدموع أو خراطيم المياه كافياس لتحقيق هذا الغرض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حدود سلطات اليبط اإلداري في الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫قللد تط ل أر ظللروف اسللتثنائية تهللدد سللالمة الدولللة كللالحرور والك لوارث الطبيعيللة ‪ ،‬وتجعلهللا عللاجزة عللن تللوفير وحمايللة‬
‫النظام العام باستخدام القواعد واإلجراءات السابق بيانها ‪.‬‬
‫وفللى هللذه الحالللة البللد أن تتسللع سلللطات هيةللات الضللبط لمواجهللة هللذه الظللروف مللن خللالل تمكينهللا مللن اتخللاذ‬
‫إجراءات سريعة وحازمة لمواجهة الظرف االستثنائي‪.‬‬
‫على أن الظرف االستثنائي أيا كانك صورته حرباس أو كوارث طبيعية ال يجعل اإلدارة في منأى من رقابة القضاء‬
‫بش للكل مطل للق ‪ ،‬ف للال يع للدو أن يك للون األم للر توس للعاس لقواع للد المش للروعية ‪ ،‬ف للاإلدارة تبق للى مس للؤولة ف للي ظ للل الظ للروف‬
‫االستثنائية على أساس الخطأ الذي وقع منها‪ ،‬غير أن الخطأ في حالة الظروف االستثنائية يقاس يميزان لخر غير‬
‫أن ذلك الذي يقاس به الخطأ في الظروف العادية‪.1‬‬

‫‪-‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.178.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪119‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‪:‬‬

‫‪-1‬القانون رقم ‪ 09/90‬المؤرخ في ‪ 17 :‬أفريل‪ 1990‬المتيمن قانون الوالية الملغى‪ ،‬ج ر عدد ‪ 15‬لسنة‬
‫‪.1990‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتيمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجزائري‪،‬‬
‫ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 07/12:‬المؤرخ في‪ 29 :‬فيفري ‪ 2012‬المتيمن قانون الوالية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬لسنة ‪.2012‬‬
‫‪-4‬القانون رقم‪ 01/16 :‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬المتيمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ 14‬لسنة‬
‫‪.2016‬‬
‫‪-5‬القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتيمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجزائري‪ ،‬ج‬
‫ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ 6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 217/13‬المؤرخ في‪ 18 :‬جوان ‪ 2013‬يتيمن النظام الداخلي النموذجي للوالية‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ 32‬لسنة ‪2013‬‬
‫‪ -7‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 91/13 :‬المؤرخ في‪ 25 :‬فيفري ‪ 2013‬المحدد لشروط انتداب المنتخبين المحليين‬
‫والعالوات الممنوحة لهم ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬لسنة ‪.2013‬‬
‫‪ -8‬مشروع قانون البلدية لسنة ‪ ، 2011‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫ثانيا‪:‬قائمة المراجع باللغة العربية‬
‫‪-‬ال تب‬
‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -2‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬عنابة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -3‬بوحميدة عطاهلل ‪ ،‬الوجيز في القياء اإلداري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪-4‬مولود يدان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -5‬محمد أبو زيد محمد‪ ،‬دروس في القانون اإلداري‪ ،‬شركة مطابع الطويجي‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ -6‬محمد جمال مطلق الدنيبيات‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -7‬فريجة حسين‪ ،‬شرح القانون اإلداري – دراسة مقارنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -8‬قصير فريدة مزياني‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة سخري الوادي‪.2011 ،‬‬

‫‪120‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪ -9‬عبد هللا طليبة‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬الطبعة العاشرة ‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪،2006‬‬
‫‪ -10‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2000 ،‬‬
‫‪ -11‬عمار عوابدي‪ ،‬مبدأ تدري ف رة السلطة الرئاسية‪ ،‬المؤسة الوطنية للكتار‪ ،‬الجزائر‪.1984 ،‬‬
‫‪-12‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،1999 ،‬‬
‫‪ -13‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية‪ ،‬دار جسور‪ ،‬الجزائر‪،2012 ،‬‬
‫‪ -14‬عمار بوضياف‪ ،‬التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية ولتطبيق‪ ،‬دار جسور‪ ،‬الجزائر‪،2010 ،‬‬
‫‪ -15‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬دار جسور ‪ ،‬الجزائر‪،2012 ،‬‬
‫‪ -16‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار جسور ‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪-17‬عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬دار جسور ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -18‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬دار جسور‪ ،‬الجزائر‪،2013 ،‬‬
‫‪ -19‬علي خطار شطناوي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪،2003 ،‬‬
‫‪ -20‬ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار المجدد ‪ ،‬سطيف‪،2010 ،‬‬
‫‪ -21‬طاهري حسين‪ ،‬القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر‪،2007 ،‬‬
‫‪ -22‬هاني عرر ‪ ،‬محاضرات في اإلدارة المحلية ‪ ،‬ملتقى البحث العلمي‪www.resscrs.info ،‬‬
‫‪-‬الرسائل الجامعية‬
‫‪ -1‬إبراهيم رابعي‪ ،‬استقاللية الجماعات المحلية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عنابة‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -‬كواشي عتيقة‪ ،‬الالمركزية اإلدارية في الدول المغاربية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مذكرة ماجتسير‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪2‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪.2011،‬‬


‫‪ -3‬علي محمد‪ ،‬مدى فاعلية دور الجماعات المحلية في ظل التنظيم اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪،2012 ،‬‬
‫‪ -4‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬الجماعات االقليمية بين االستقاللية والتبعية ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬يلية الحقوق ‪،‬جامعة‬
‫الجزائر‪،2010، ،01‬‬
‫‪ -5‬عادل محمود حمدي‪ :‬ا التجاهات المعاصرة في نظم اإلدارة المحلية‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬يلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ،‬مصر‪. 1973 ،‬‬
‫‪-‬المقاالت العلمية‬
‫‪ -1‬لمال يعيس تمام‪" ،‬الرقابة على أعمال المجالس البلدية بين دواعي الوصاية اإلدارية ومقتييات االستقاللية‬
‫المحلية ملتقى وطني حول الوصاية اإلدارية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬مارس ‪2013‬‬
‫‪ -2‬محمد محمود الطعامنة‪" ،‬نظام اإلدارة المحلية ‪ ،‬الملتقى العربي األول حول‪:‬نظام اإلدارة المحلية في الوطن‬
‫العربي‪ ،‬عمان‪،2003 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫ عبد العالي حاحة‬/‫ د‬------------------------------------------------------------------------ ‫محاضرات في القانون اإلداري‬

،‫ مجلة االجتهاد القضائي‬،"‫" نظام الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية في الجزائر‬،‫ عبد الحليم بن مشري‬-3
‫ أفريل‬،‫ جامعة محمد خيضر بسكرة ل العدد السادس‬،‫مخبر االجتهاد القضائي كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
.2010
،‫ نشرة القضاة‬،"‫ "الوقاية من الفساد وم افحته في التشريع الجزائري على ضوء القانون الدولي‬،‫ هالل مراد‬-4
،2006 ،60 ‫ العدد‬،‫ الجزائر‬،‫و ازرة العدل‬

‫ المراجع باللغة األجنبية‬:‫ثالثا‬


1
- George dupuis et autres, Droit administratif ,10 edition, dalloz, paris, 2007
2
-M arie Christine Rouault, droit administratif, 09 edition, Gualino, editeur, paris,
2013
3
- Gustave peiser, droit administrative generale , 22 edition , dalloz, paris, 2004,
Jacqus Dembour, les actes de la tutelle administrative en droit belge, bruxcelle
éme
M.waline, droit administratif, 09 édition paris 1963.
4
- JACQUELINE Morand deviller, cours de droit administratif, montchrestien,08
edition , paris, 2003,
5-Pierre –laurent prier et autres ,pricis de droit administratif,05 edition
,montchrestien, paris, 2008,.

122
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪01‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪02‬‬ ‫البار األول‪ :‬اإلطار النظري للقانون اإلداري‬
‫‪02‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مدخل مفاهيمي للقانون اإلداري‬
‫‪02‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم القانون اإلداري‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬القانون اإلداري واإلدارة‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريل القانون اإلداري‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬معنى اإلدارة‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المفهوم الموسع والضيق للقانون اإلداري‬
‫‪03‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المفهوم الموسع للقانون اإلداري‬
‫‪04‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المفهوم الضيق للقانون اإلداري‬
‫‪04‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مدى تأثر المشرع الجزائري بالقانون اإلداري بالمفهوم الضيق‬
‫‪06‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة القانون اإلداري وعالقته بباقي فروع القانون األخرى‬
‫‪06‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة القانون اإلداري وتطوره‬
‫‪08‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون والعلوم األخرى‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون العام‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة القانون اإلداري بفروع القانون الخاص‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة‬
‫‪12‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خصائص ومصادر القانون اإلداري ومعاييره‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬خصائص القانون اإلداري ومصادره‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬خصائص القانون اإلداري ومميزاته‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر القانون اإلداري‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المصادر الرسمية‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المصادر االحتياطية والتفسيرية‬
‫‪17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أسس ومعايير القانون اإلداري‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬معايير القانون اإلداري في القضاء والفقه ونطاق تطبيقه‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المعيار العضوي‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬معيار التمييز بين أعمال السلطة وأعمال اإلدارة العادية‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬معيار المرفق العام‬

‫‪123‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬معيار السلطة العامة وامتيازاتها‬


‫‪21‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬معيار المنفعة العامة‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬معيار السلطة العامة الحديث‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬معيار الجمع بين المرفق العام والسلطة العامة‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أساس القانون اإلداري الجزائري‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المعيار العضوي(الشكلي) أساسا‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬المعيار المادي استثناءا‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التكريس القضائي للمعيار المادي‬
‫‪25‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أسس التنظيم اإلداري‬
‫‪25‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬األساس القانوني‪ :‬الشخصية المعنوية‬
‫‪25‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريل الشخصية المعنوية‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الشخص المعنوي وموقف الفقه والمشرع منه‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أركان الشخص المعنوي وعناصره‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف الفقه والمشرع من فكرة الشخصية المعنوية‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع األشخاص المعنوية‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األشخاص المعنوية العامة اإلقليمية‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المعنوية العامة المرفقة أو المصلحية‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬نهاية الشخص المعنوي‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬نتائش التمتع بالشخصية المعنوية ونهايتها‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نتائش التمتع بالشخصية المعنوية‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نهاية الشخص المعنوي‬
‫‪31‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب التنظيم اإلداري‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المركزية اإلدارية‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أركان المركزية اإلدارية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صور المركزية اإلدارية‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مزايا وعيور المركزية الرادارية‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريل الالمركزية اإلدارية‬
‫‪124‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صور الالمركزية اإلدارية وتمييزها عن غيرها من األنظمة‬


‫‪43‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أركان الالمركزية اإلدارية‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تقدير الالمركزية اإلداري‬
‫‪49‬‬ ‫البار الثاني‪ :‬اإلطار التطبيقي للقانون اإلداري‬
‫‪49‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلدارة المركزية الجزائرية‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬رئاسة الجمهورية‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬شروط الترش لرئاسة الجمهورية وانتهاء مهامه‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط الترش لرئاسة الجمهورية‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬انتهاء مهام رئيس الجمهورية‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات رئيس الجمهورية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬سلطة التعيين‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السلطة التنظيمية‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬سلطة المحافظة على امن الدولة وسالمتها‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الوزير األول‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب األول‪:‬تعيين الوزير األول وانتهاء مهامه‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬كيفية تعيين الوزير األول‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬انتهاء مهام الوزير األول‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األول‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬سلطة التعيين‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السلطة التنظيمية‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬توزيع الصالحيات بين أعضاء الحكومة‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬السهر على حسن سير اإلدارة العامة‬
‫‪56‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬األجهزة المساعدة للوزير األول‬
‫‪57‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الو ازرة‬
‫‪57‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الوزير‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعيين الوزير وانتهاء مهامه‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬صالحيات الوزير‬
‫‪58‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم الو ازرة‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلدارة المركزية للو ازرة‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المصال الخارجية للو ازرة‬
‫‪125‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪59‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬المؤسسات الوطنية االستشارية‬


‫‪59‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أشكال االستشارة‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بعض الهيةات االستشارية‬
‫‪60‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اإلدارة المركزية الجزائرية "اإلدارة المحلية"‬
‫‪62‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الوالية كهيةة إدارية ال مركزية‬
‫‪62‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريل الوالية وتطورها التاريخي‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريل الوالية‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي للوالية‬
‫‪64‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬هيةات الوالية‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الوالي كهيةة تنفيذية‬
‫‪84‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة على الوالية‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على أعضاء المجلس الشعبي الوالئي‬
‫‪86‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على أعمال المجلس الشعبي الوالئي‬
‫‪86‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة على المجلس الشعبي الوالئي كهيةة‬
‫‪86‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬البلدية كصورة من صور اإلدارة المحلية في الجزائر‬
‫‪86‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التطور التاريخي للتشريعات الناظمة للبلدية‬
‫‪88‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬هيةات البلدية‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الهيةة التنفيذي‬
‫‪100‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة على البلدية‬
‫‪100‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على أعضاء المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪101‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على أعمال المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪102‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة على المجلس الشعبي البلدي كهيةة‬
‫‪103‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النشاط اإلداري‬
‫‪103‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المرفق العام‬
‫‪103‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريل المرفق العام وعناصره‬
‫‪103‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريل المرفق العام‬
‫‪104‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر المرفق العام‬
‫‪105‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المرافق العامة‬
‫‪126‬‬
‫محاضرات في القانون اإلداري ‪ ------------------------------------------------------------------------‬د‪ /‬عبد العالي حاحة‬

‫‪105‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تقسيم المرافق العمومية من حيث طبيعة نشاطها‬


‫‪106‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيم المرافق من حيث استقاللها‬
‫‪107‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تقسيم المرافق من حيث امتدادها اإلقليمي‬
‫‪107‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬النظام القانوني للمرافق العامة‬
‫‪107‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إنشاء المرافق العامة و لغائها‬
‫‪108‬‬ ‫الفرع الثاني المبادا التي تحكم المرافق العامة‬
‫‪110‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬طرق إدارة المرافق العامة‬
‫‪110‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االستغالل المباشر‬
‫‪110‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسلور المؤسسة العامة‬
‫‪110‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أسلور االمتياز‬
‫‪111‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬االستغالل المختلط‬
‫‪112‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الضبط اإلداري‬
‫‪112‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريل الضبط اإلداري وتمييزه عن غيره‬
‫‪112‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريل الضبط اإلداري‬
‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الضبط اإلداري عن غيره من صور الضبط األخرى‬
‫‪113‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مميزات الضبط اإلداري وأنواعه‬
‫‪113‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬خصائص الضبط اإلداري‬
‫‪113‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الضبط اإلداري‬
‫‪114‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أغراض الضبط اإلداري‬
‫‪114‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أهداف الضبط اإلداري‬
‫‪115‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬هيةات الضبط‬
‫‪115‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬وسائل الضبط اإلداري وحدوده‬
‫‪115‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬وسائل الضبط اإلداري‬
‫‪117‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري‬
‫‪119‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪122‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪127‬‬

You might also like