You are on page 1of 22

ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‬

480-410 :‫ص‬.‫ص‬ 20 :‫العدد‬ 20 :‫المجلد‬ 2222 :‫السنة‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬


The legal system of public services and it legal consequences

amranikamel12@yahoo.com ،(‫ )الجزائر‬،‫ المركز الجامعي النعامة‬،‫عمراني كمال الدين‬

02-20-0200 :‫تاريخ قبول المقال‬... 21-20-0202 :‫تاريخ إرسال المقال‬

:‫الممخص‬

‫ وىو‬،‫ وىو المرفق العمومي‬،‫يدور البحث حول موضوع يعتبر من أىم مواضيع القانون اإلداري‬
‫ مع القول أن تسيير وتنظيم المرفق العمومي‬،‫ ويعتبر أداة لتمبية حاجات المواطنين‬،‫الوظيفة الثانية لإلدارة‬
‫ حيث يتكون ىذا النظام القانوني من مجموعة‬،‫ يعتبر بمثابة روح المرافق العمومية‬،‫يخضع لنظام قانوني‬
‫ وتتمثل ىذه المبادئ في مبدأ‬،‫من المبادئ األساسية ذات قيمة دستورية في المنظومة القانونية الجزائرية‬
.‫ ومبدأ تكيف المرفق العمومي‬،‫ ومبدأ المساواة أمام المرفق العمومي‬،‫استم اررية المرفق العمومي‬

.‫ التكيف‬،‫ المساواة‬،‫ االستم اررية‬،‫ المرفق العام‬:‫الكممات المفتاحية‬

Abstract:
The research concerns a topic that is considered one of the most important
topics of administrative law, which is the public service, which is the second
function of administration, moreover it is considered as a tool to fulfill needs of
citizens, while saying that the organization of the public service submits to a
legal system, which is considered as the spirit of public service, where this legal
system consists of constitutional principles in the Algerian legal system, these
principles are represented in, the principle of continuity of the public service, the
principle of equality in front of the public service, and the principle of mutability
of the public service.

Key words : public service, continuity, equality, mutability

164
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تخضع المرافق العامة بمختمف أنواعيا‪ ،‬سواء كانت مرافق إدارية‪ ،‬أو اقتصادية‪ ،‬أو مينية‪ ،‬وميما‬
‫كانت طريقة إدارتيا‪ ،‬وسواء تتم إدارتيا بواسطة اإلدارة مباشرة‪ ،‬أم يتولى إداراتيا القطاع الخاص بموجب‬
‫عقود امتياز إلى مبادئ أساسية جد ىامة‪ ،‬تعتبر بمثابة روح ىذه اآلليات القانونية‪ ،‬يطمق عمييا تسمية‬
‫"قوانين المرافق العمومية" نظ ار ألىميتيا البالغة والرتباطيا بجوىر عممية إدارة ىذه األخيرة‪ .‬ويعود الفضل‬
‫في ظيور ىذه المبادئ لمفقيو "لويس روالند " حتى أصبحت تسمى بقوانين روالند‪ ،‬وىي‪( :‬االستم اررية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والمساواة‪ ،‬والتكيف)‪.‬‬

‫ففيما يتعمق باليدف من الدراسة‪ ،‬فيي تيدف إلى بيان المبادئ األساسية التي تحكم تنظيم وسير‬
‫المرافق العمومية‪ ،‬والتي تعتبر بمثابة روح النظام القانوني ليذه المبادئ‪.‬‬

‫وفيما يتعمق بإشكالية البحث‪ ،‬فيي تدور حول المفيوم الحقيقي لمنظام القانوني الذي ترتكز عميو‬
‫المرافق العموم ية في تنظيميا وتسييرىا‪ ،‬واآلثار المترتبة عمى المبادئ التي تحكم سيرىا‪ ،‬باعتبارىا‬
‫األساس الذي يقوم عميو النظام القانوني ليذه األخيرة‪.‬‬

‫وبالنسبة لمنيج الدراسة‪ ،‬فتم االعتماد عمى المنيج التحميمي من خالل تحميل أراء بعض الفقياء‪ ،‬وكذا‬
‫لممشرع الجزائري والمرتبطة بالمبادئ التي تحكم المرافق العمومية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تحميل بعض النصوص القانونية‬

‫وبالنسبة لخطة الدراسة‪ ،‬فسنقسميا تقسيم ثنائي‪ ،‬نتعرض بحيث نتعرض بداية في المبحث األول إلى‬
‫مبدأ استم اررية المرفق العمومي‪ ،‬ثم نتناول في المبحث الثاني مبدأ المساواة أمام المرفق العمومي‪ ،‬ومبدأ‬
‫تكيف المرفق العمومي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مبدأ دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد‪.‬‬
‫إن اليدف من إنشاء المرافق العامة ىو توفير الخدمات العامة الالزمة والضرورية لمجميور‪ ،‬وقد‬
‫تطورت ىذه الحاجات بصورة أصبحت من مستمزمات الحياة اليومية لممواطن الذي ال يستطيع تحمل‬
‫نظر العتياده عمييا‪ ،‬وعدم إمكانية االستغناء عنيا‪ ،‬مثل‪ :‬الصحة‪ ،‬والتعمم‪ ،‬والمياه‪،‬‬
‫انقطاع ىذه الخدمات ًا‬
‫والكيرباء‪ ،‬والمواصالت وغيرىا‪ ،‬وأن انقطاع ىذه الخدمات سوف يضر بمصالح األفراد ويخل بانتظام‬

‫تم الكشف عن ىذه المبادئ من ِقبل الفقيو الفرنسي "لويس روالند" سنة ‪( .1940‬متوفي سنة ‪:)1956‬‬
‫‪1‬‬

‫‪https://fr.wikipedia.org/wiki/Louis_Rolland_(juriste‬‬
‫‪162‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫حياتيم‪ .‬وعميو سنقسم ىذا المبحث إلى مطمبين‪ ،‬نتعرض في األول منيما إلى تعريف مبدأ االستم اررية‬
‫ومكانتو في المنظومة القانونية لممشرع الجزائري‪ ،‬ونتعرض في الثاني إلى النتائج المترتبة عميو وتأثيره في‬
‫مجالي القانون والقضاء‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف المبدأ ومكانتو في المنظومة التشريعية‪.‬‬


‫سنتناول في ىذا المطمب تعريف مبدأ استم اررية المرافق العمومية في أدائيا لوظائفيا‪ ،‬ثم إلى مكانة ىذا‬
‫المبدأ في المنظومة التشريعية الجزائرية‪ ،‬ونقصد بذلك بيان النصوص القانونية التي تضمنت ىذا المبدأ‪،‬‬
‫عمى اختالف درجاتيا في سمم تدرج القوانين‪ ،‬وىذا من خالل الفرعين التاليين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المبدأ‪.‬‬


‫يعتبر مبدأ االستم اررية من المبادئ التي تحضي بتقدير كبير من ِقبل الفقو والقضاء‪ ،‬ويقصد بو أن‬
‫ِ‬
‫ومضطردة‪ ،‬وقد تكون خدمات المرفق مستمرة ودون انقطاع بالنسبة لبعض‬ ‫سير المرفق بطريقة منتظمة‬ ‫ُي ّ‬
‫المرافق (كالكيرباء والغاز‪ ،‬والياتف‪ ،‬والمياه)‪.1‬‬

‫ويقصد بو كذلك استمرار النشاط الذي يقوم بو المرفق بصورة منتظمة دون توقف‪ ،‬ألن الغرض من‬
‫إنشائو ىو تقديم الخدمات الضرورية والوفاء بالحاجات العامة‪ ،‬وعميو يعتبر ىذا المبدأ من المبادئ‬
‫األساسية التي ال يحتاج تقريرىا لنص تشريعي خاص‪ ،‬ألن طبيعة المرافق العامة تستمزم ضمان سيرىا‬
‫باضط ارد‪ ،‬فإذا توقفت تعرض المجتمع ألضرار بالغة الخطورة‪ ،‬وبناء عمى ذلك يجب استبعاد كل ما من‬
‫شأنو إيقاف ىذه المرافق عن أداء خدماتيا‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مكانة المبدأ‪.‬‬


‫نص عميو في‬
‫فنظ ار ألىمية ىذا المبدأ فإن المشرع الجزائري وعمى غرار العديد من التشريعات ّ‬
‫المنظومة التشريعية عمى اختالف وتنوع قواعدىا المتدرجة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Nadine poulet , – Gibot Leclerc, droit administratif , 4 édition, Breal, 2011, p184.‬‬
‫‪ 2‬ينظر مصمح ممدوح الصرايرة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪1437 ،‬ه‪2016 ،‬م‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪164‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لمتشريع األساس (الدستور)‪.1‬‬


‫نص المشرع عمى مبدأ استم اررية المرفق العمومي في بعض المواد منيا‪ :‬المادة ‪ 2/27‬فجاء فييا‬ ‫ّ‬
‫(‪...‬تقوم المرافق العمومية عمى مبادئ االستم اررية‪ .)...‬وما جاء في المادة ‪ 90‬الخاصة باليمين الذي‬
‫يؤديو رئيس الجميورية (يؤدي رئيس الجميورية اليمين حسب النص اآلتي‪... :‬أقسم باهلل العظيم‪،‬‬
‫‪...‬وأسير عمى استم اررية الدولة‪ ،)...،‬وباعتبار أن الدولة مجموعة مرافق فإن رئيس الجميورية ىو‬
‫الضامن الستم اررية ىذه المرافق‪ .‬وكذلك ما تضمنتو المادة ‪ 112‬الخاصة باختصاصات الوزير األول‪،‬‬
‫بنصيا (يمارس الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪... ،‬الصالحيات اآلتية‪ )7... :‬يسير عمى‬‫ّ‬
‫حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العمومية)‪ ،‬ومما يدخل في حسن سير المرافق مسألة استمرارىا في‬
‫مشرع ليذا المبدأ في نصوص الدستور فقد أصبح‬
‫تقديم الخدمات واشباع حاجات الجميور‪ .‬وبتضمين ال ّ‬
‫مبدأ ذو قيمة دستورية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لالتفاقيات والمواثيق الدولية‪.2‬‬


‫تتمثل الوثيقة الدولية الوحيدة التي صادقت عمييا الجزائر والمتعمقة بمجال المرافق العمومية في الميثاق‬
‫اإلفريقي المتعمق بالخدمة العامة‪ ،3‬فجاء في المادة ‪ 3‬منو ما يمي (تتفق الدول األعضاء عمى تنفيذ‬
‫الميثاق وفقا لممبادئ اآلتية‪ – 4 ... :‬استم اررية الخدمات العامة في كل الظروف)‪ .‬وبيذا الميثاق يتأكد‬
‫أنو أصبح ليذا المبدأ قيمة قانونية دولية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لمتشريع العادي‪.‬‬

‫نص المشرع عمى مبدأ االستم اررية في العديد من القوانين‪ ،‬سنذكر البعض منيا عمى سبيل المثال‪ ،‬من‬
‫ّ‬
‫ذلك ما جاء في القانون ‪ 01/02‬المتعمق بالكيرباء وتوزيع الغاز بواسطة القنوات من خالل المادة ‪3/3‬‬

‫‪1‬دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي ‪ 442/20‬المتعمق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬المصادق عميو في‬
‫استفتاء ّأول نوفمبر ‪ ،2020‬ج ر ‪ 82‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ 2‬بعد التصديق عمى االتفاقية تصبح ىذه األخيرة ضمن المنظومة القانونية لمدولة‪ ،‬وىذا ما تتضمنو المادة ‪ 154‬من الدستور الجزائري‬
‫بنصيا (المعاىدات التي يصادق عمييا رئيس الجميورية‪ ،‬حسب الشروط المنصوص عمييا في الدستور‪ ،‬تسمو عمى القانون)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مرسوم رئاسي ‪ 415/12‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2012‬يتضمن التصديق عمى الميثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة‬
‫المعتمد بأديس أبابا بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ،2011‬جريدة عدد ‪ 68‬لسنة ‪.2012‬‬
‫‪161‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫بنصيا (‪...‬وتيدف ميمة المرفق العام إلى ما يأتي‪ - :‬تموين الزبائن غير المؤىمين في أحسن شروط‬‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫اإلنصاف في المعاممة واالستم اررية‪. )...‬‬

‫ودائما في إطار التشريع العادي نذكر ما جاء في األمر ‪ 04/01‬المتعمق بتنظيم المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية من خالل ما تضمنتو المادة ‪( 16‬عندما تكون مؤسسة عمومية اقتصادية تقدم خدمة عمومية‬
‫موضوع خوصصة‪ ،‬تتكفل الدولة بضمان استم اررية الخدمة العمومية)‪.2‬‬

‫رابعا‪ :‬بالنسبة لمتشريع الفرعي‪.‬‬

‫من النصوص التنظيمية نذكر المرسوم التنفيذي ‪ 232/03‬المتعمق بخدمة البريد حيث جاء في المادة‬
‫‪ 3‬منو (يجب أن تساىم أىداف الخدمة العامة لممواصالت السمكية والالسمكية بما يأتي‪ - ... :‬ديمومة‬
‫تقديم الخدمة الياتفية‪.3)...‬‬

‫ونذكر أيضا المرسوم التنفيذي ‪ 215 /94‬المتعمق بأجيزة الوالية‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 5‬منو (تتمثل‬
‫ميمة الكاتب العام‪ ،‬تحت سمطة الوالي‪ ،‬فيما يأتي‪ - :‬يسير عمى العمل اإلداري ويضمن‬
‫استم ارريتو‪ .4)...‬وبيذا فإن المشرع يركز عمى مبدأ استم اررية العمل اإلداري في الوالية منيطا ذلك‬
‫بالكاتب العام لموالية تحت سمطة الوالي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تأثير مبدأ االستمرارية في مجالي القانون والقضاء‪.‬‬


‫نظ ار لألىمية الكبيرة التي يكتسييا مبدأ استم اررية المرافق العمومية في أدائيا لوظائفيا بطريقة منتظمة‪،‬‬
‫مشرعي الدول وكذا قضاء بعض الدول بإيجاد قواعد قانونية تجسيدا ليذا المبدأ‪ ،‬وىو ما‬
‫تدخل العديد من ّ‬
‫سنوضحو بالتفصيل‪ ،‬من خالل تقسيم المطمب إلى فرعين‪ ،‬تكون البداية بتأثير المبدأ في مجال القانون‬

‫‪1‬‬
‫ق ‪ ،01/02‬جريدة عدد ‪ 8‬لسنة ‪.2002‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر ‪ ، 04/01‬مؤرخ في ‪ 20‬غشت ‪ ،2001‬يتعمق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرىا وخوصصتيا‪ ،‬جريدة عدد‬
‫‪ 47‬لسنة ‪.2001‬‬
‫‪3‬‬
‫مرسوم تنفيذي ‪ 232/03‬مؤرخ في ‪ 24‬يونيو ‪ ،2003‬يحدد مضمون الخدمة العامة لمبريد والمواصالت السمكية والالسمكية‬
‫والتعريفات المطبقة وكيفية تمويميا‪ ،‬جريدة عدد ‪ 39‬لسنة ‪.2003‬‬
‫‪4‬‬
‫مرسوم تنفيذي ‪ 215/95‬مؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪ ،1995‬يحدد أجيزة اإلدارة العامة في الوالية وىياكميا‪ ،‬جريدة عدد ‪ 48‬لسنة ‪.1995‬‬
‫‪164‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫المشرع‪ ،‬ونتعرض‬
‫ّ‬ ‫في الفرع األول‪ ،‬عمما أننا سنقصر األمر عمى التشريع الجزائري فقط ل ّبين أىميتو عند‬
‫بعده إلى تأثيره في مجال القضاء في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تأثيره في مجال القانون (الجزائري)‪.‬‬

‫المشرع بنصوص حفاظا عمى سير المرافق العمومية‬


‫ّ‬ ‫سنتعرض إلى كل المسائل التي تدخل فييا‬
‫بانتظام واستمرارىا في أدائيا لمخدمات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لموضوع اإلضراب‪.‬‬

‫أقرتيا معظم التشريعات‪ ،‬ويعتبر حق دستوري في التشريع الجزائري‪،1‬‬


‫يعتبر اإلضراب من الحقوق التي ّ‬
‫وىو آلية تسمح لمموظفين بالتوقف عن العمل لممطالبة ببعض الحقوق‪.‬‬

‫المشرع الجزائري عمى‬


‫ّ‬ ‫ونظ ار لخطورة ىذا الحق االجتماعي عمى مبدأ استم اررية المرافق العمومية لجأ‬
‫غرار العديد من التشريعات إلى تأطيره بالقدر الذي يضمن المحافظة عمى ىذا المبدأ‪ ،2‬فسمح باإلضراب‬
‫في مجاالت معينة ومنعو صراحة في مجاالت أخرى‪.‬‬

‫فتم السماح باإلضراب في بعض المجاالت مع اشتراط ضمان الحد األدنى من الخدمة العمومية‪ ،‬وىذا‬
‫بنصيا (إذا كان اإلضراب يمس‬
‫ما تضمنتو المادة ‪ 37‬من القانون ‪ 02/90‬المتضمن ممارسة اإلضراب ّ‬
‫األنظمة التي يمكن أن يضر انقطاعيا التام استمرار المرافق العمومية األساسية‪ ،‬أو يمس األنشطة‬
‫االقتصادية الحيوية أو تموين المواطنين أو المحافظة عمى المنشآت واألمالك الموجودة‪ ،‬يتعين مواصمة‬
‫تنظيم األنشطة الضرورية في شكل قدر أدنى من الخدمة إجباري ‪.3 )...‬‬

‫فعن المجاالت المشروطة بضمان الحد األدنى من الخدمة ّبينيا المشرع في المادة ‪ 38‬من القانون‬
‫فعدد ستة عشر مجاال سنكتفي بذكر بعضيا‪ ،‬منيا‪ – 1 :‬المصالح‬ ‫سابق الذكر عمى سبيل الحصر‪ّ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫جاء في م ‪ 70‬من الدستور (المعدل والمتمم)‪( ،‬الحق في اإلضراب معترف بو‪ ،‬ويمارس في إطار القانون‪.)...‬‬
‫‪2‬‬
‫جاء في م ‪ 70‬من الدستور (‪...‬يمكن أن يمنع القانون ممارسة ىذا الحق‪ ،‬أو يجعل حدودا لممارستو في ميادين الدفاع الوطني‬
‫واألمن‪ ،‬أو في جميع الخدمات واألنشطة العمومية ذات المصمحة الحيوية لألمة)‪.‬‬
‫قانون ‪ 02/90‬مؤرخ في ‪ 6‬فبراير ‪ 1990‬يتعمق بالنزاعات الجماعية في العمل وتسويتيا وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬جريدة عدد ‪.6‬‬ ‫‪3‬‬

‫معدل بالقانون ‪ ،27/91‬جريدة عدد ‪.68‬‬


‫‪166‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫االستشفائية‪ ،‬المناوبة ومصالح االستعجاالت وتوزيع األدوية‪ – 2 ،‬المصالح المرتبطة بسير الشبكة‬
‫الوطنية لممواصالت السمكية والالسمكية واإلذاعة والتمفزة‪ – 3 ،‬المصالح المرتبطة بإنتاج الكيرباء والغاز‬
‫والمواد البترولية والماء ونقميا وتوزيعيا‪ – 15 ...،‬األنشطة المرتبطة بامتحانات التعميم الثانوي ذات‬
‫الطابع الوطني وذلك طوال فترة إجرائيا‪ – 16 ،‬مصالح اإلدارة العمومية التي تتولى األنشطة الدبموماسية‬
‫لمدولة)‪.‬‬

‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫عددىا‬
‫واألكثر من ذلك أنو يمكن المجوء إلى تسخير العمال المضربين في بعض القطاعات ّ‬
‫بنصو ‪...( 41‬يمكن أن يؤمر بتسخير العمال المضربين الذين يشغمون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عمى سبيل الحصر في المادة‬
‫في الييئات أو اإلدارات العمومية أو المؤسسات‪ ،‬مناصب عمل ضرورية ألمن األشخاص والمنشآت‬
‫واألمالك‪ ،‬لضمان استمرار المصالح العمومية األساسية في توفير الحاجيات الحيوية لمبالد أو الذين‬
‫يمارسون أنشطة الزمة لتمويل البالد)‪.‬‬

‫المشرع ممارسة حق اإلضراب‪ ،‬فتم بيانيا في المادة ‪( 43‬يمنع المجوء‬


‫ّ‬ ‫أما عن المجاالت التي منع فييا‬
‫إلى اإلضراب في ميادين األنشطة األساسية التي قد تعرض توقفيا حياة أو أمن أو صحة المواطنين أو‬
‫االقتصاد الوطني لمخطر وبيذه الصفة‪ ،‬يمنع المجوء إلى اإلضراب عمى‪ – 1 :‬القضاة‪ – 2 ،‬الموظفين‬
‫المعينين بمرسوم أو الموظفين الذين يشغمون مناصب في الخارج‪ – 3 ،‬أعوان مصالح األمن‪– 4 ،‬‬
‫األعوان الميدانيين العاممين في مصالح الحماية المدنية‪ – 5 ،‬أعوان مصالح استغالل شبكات اإلشارة‬
‫الوطنية في و ازرتي الداخمية والشؤون الخارجية‪ – 6 ،‬األعوان الميدانيين العاممين في الجمارك‪– 7 ،‬‬
‫عمال المصالح الخارجية إلدارة السجون)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لموضوع االستقالة‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫وتعرف بأنيا التصرف الذي يستقيل‬
‫تعتبر االستقالة حق لمعامل أو الموظف في التشريع الجزائري‪ّ ،‬‬
‫بمقتضاه الموظف من وظيفتو‪ ،‬أو يضع بمقتضاه العامل حدا لعالقة العمل‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫يرجع إلى م ‪ 68‬من ق ‪ 11/90‬مؤرخ في ‪ 21‬أبريل ‪ ،1990‬يتعمق بعالقات العمل‪ ،‬ج عدد ‪ 17‬لسنة ‪( .1990‬معدل ومتمم باألمر‬
‫‪ ، 21/96‬ج عدد ‪ 43‬لسنة ‪.1996‬‬
‫‪2‬‬
‫يرجع إلى م ‪ 217‬من األمر ‪ ،03/06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي العام لموظيفة العمومية‪ ،‬جريدة عدد‬
‫‪ 46‬لسنة ‪.2006‬‬
‫‪164‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫واذا كان لمموظف أن يترك وظيفتو عن طريق االستقالة‪ ،‬فإن ىناك اعتبارات تتعمق بالمصمحة العامة‬
‫تحد من استعمال ىذا الحق‪ ،‬فالموظف ال يقوم بعمل لصالح فرد بذاتو ولكن لصالح الجماعة‪.2‬‬

‫وباعتبار أن االستقالة تترك فراغا عمى مستوى مصمحة أو وظيفة المستقيل مما قد يسبب توقف أداء‬
‫المشرع ‪ -‬وعمى غرار ما قام بو بالنسبة‬
‫ّ‬ ‫الخدمات خاصة في حالة عدم وجود من يخمف المستقيل‪ ،‬فإن‬
‫لحق اإلضراب – تدخل بتأطيره ليذا الحق حفاظا عمى استم اررية تقديم الخدمات‪.‬‬

‫فبالنسبة لممجال االجتماعي (عالقات العمل الخاضعة لمقانون الخاص) فقد ألزم المشرع من العامل‬
‫الذي يبدي رغبتو في إنياء عالقة العمل أن يتقدم بطمب كتابي ليعمم المستخدم بذلك‪ ،3‬وان ال يغادر‬
‫منصبو إالّ بعد إشعار مسبق وفقا لما ورد في االتفاقيات أو االتفاقات الجماعية‪.4‬‬

‫قيد مسألة االستقالة بنوع من التفصيل‪ ،‬فاشترط أن‬


‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫أما بالنسبة لمجال الوظيفة العمومية‪ ،‬فإن‬
‫تتم االستقالة بطمب كتابي كشرط شكمي‪ ،‬يعمن فيو إرادتو الصريحة في وضع حد لمعالقة الوظيفية التي‬
‫تربطو باإلدارة المنتمي إلييا بصفة نيائية‪ ،5‬يرسمو المعني باالستقالة إلى السمطة المخولة صالحيات‬
‫التعيين عن طريق السمم اإلداري‪ ،‬ويتعين عميو أثناء ذلك القيام بالواجبات الموكمة إليو إلى غاية صدور‬
‫قرار من ىذه السمطة‪.6‬‬

‫وال يترتب عمى تقديم االستقالة أي أثر إالّ بعد قبوليا الصريح من السمطة المخولة صالحيات التعيين‬
‫ابتداء من تاريخ إيداع الطمب‪ ،7‬واألمر‬
‫ً‬ ‫يتعين عمييا اتخاذ قرار بشأنيا في أجل أقصاه شيران تحسب‬
‫التي ّ‬
‫ال يقف عند ىذا الحد بحيث أنو بإمكان السمطة التي ليا صالحيات التعيين تأجيل الموافقة عمى االستقالة‬

‫‪1‬‬
‫ينظر ابتسام القرام‪ ،‬المصطمحات القانونية في التشريع الجزائري‪ ،‬قاموس بالمغتين العربية والفرنسية‪ ،‬طبع المؤسسة الوطنية لمفنون‬
‫المطبعية‪ ،1992 ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫ينظر سميمان الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ -‬نظرية المرفق العام وعمال اإلدارة العامة‪ ،‬دار الفكر‬ ‫‪2‬‬

‫العربي‪1435 ،‬ه‪2014 ،‬م‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫‪3‬‬
‫ينظر م ‪ 68‬من قانون العمل (‪ )11/90‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪4‬ينظر م ‪ 68‬من قانون العمل (‪.)11/90‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر م ‪ 218‬من األمر ‪ ،03/06‬المتضمن قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر م ‪ 219‬من األمر ‪.03/06‬‬
‫‪7‬‬
‫ينظر م ‪ 1/220‬من األمر ‪.03./06‬‬
‫‪164‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫ابتداء من تاريخ انقضاء األجل األول‪ ،‬إذا اضطرتيا ضرورة المصمحة إلى‬
‫ً‬ ‫لمدة شيرين آخرين تحسب‬
‫ذلك‪ ،‬وبانقضاء ىذا األجل تصبح االستقالة فعمية‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لموضوع األمالك الوطنية‪.‬‬

‫تشتمل األمالك الوطنية عمى األمالك العمومية (التابعة لمدولة أو الوالية أو البمدية)‪ ،‬واألمالك الخاصة‬
‫(التابعة لمدولة أو الوالية أو البمدية)‪ ،2‬وتتمثل األمالك العمومية في الحقوق واألمالك العقارية والمنقولة‬
‫التي يستعمميا الجميع والموضوعة تحت تصرف الجميور المستعمل إما مباشرة واما بواسطة مرفق عام‪،3‬‬
‫عام‪ ،3‬وتتكون األمالك الوطنية العمومية من األمالك العمومية الطبيعية و التي تشمل (شواطئ البحر‪،‬‬
‫والمجال الجوي اإلقميمي‪ ،‬قعر البحر اإلقميمي وباطنو‪ ،‬المياه البحرية الداخمية‪ ،‬الثروات والموارد الطبيعية‬
‫السطحية والجوفية المتمثمة في الموارد المائية بمختمف أنواعيا‪ 4،)...‬واألمالك العمومية االصطناعية‬
‫والتي تشمل (األراضي المعزولة اصطناعيا عن تأثير األمواج‪ ،‬الموانئ الجوية والمطارات المدنية‬
‫والعسكرية وتوابعيا المبنية أو غير المبنية المخصصة لفائدة المالحة الجوية‪ ،‬الطرق العادية والسريعة‬
‫وتوابعيا‪ ،‬الحدائق المييأة‪ ،‬البساتين العمومية‪ ،‬اآلثار العمومية والمتاحف واألماكن والحظائر األثرية‪.5)...‬‬

‫األثرية‪.5)...‬‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫فقد تستعمل ىذه األمالك في تقديم خدمات لمجميور إلشباع الحاجات العامة‪ ،‬وعميو فقد أحاط‬
‫أي تصرف يطاليا قد يؤدي إلى انقطاع ىذه‬ ‫األمالك الوطنية العمومية والخاصة بحماية خاصة من ّ‬
‫المشرع أن تكون األمالك الوطنية‬
‫ّ‬ ‫الخدمات ومنو المساس بمبدأ استم اررية المرافق العمومية‪ ،‬فمنع‬
‫العمومية محل ممكية خاصة بحكم طبيعتيا أو غرضيا‪ ،6‬إضافة إلى إخراجيا من دائرة جواز التصرف‬

‫‪1‬‬
‫ينظر م ‪ 2/220‬من األمر ‪.03/06‬‬
‫ينظر م ‪ 2‬من ق ‪ 30/90‬مؤرخ في أول ديسمبر ‪ ،1990‬المتضمن قانون المالك الوطنية جريدة عدد ‪ 52‬لسنة ‪1990‬‬
‫‪(2‬معدل ومتمم) بالقانون ‪ 14/08‬مؤرخ في ‪ 20‬يوليو ‪ ،2008‬جريدة عدد ‪ 44‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ 3‬ينظر م ‪ 12‬من ق ‪( ،30/90‬المعدل والمتمم )سابق الذكر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر م ‪ 15‬من ق ‪.30/90‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر م ‪ 16‬من ق ‪.30/90‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر م ‪ 3‬من ق ‪.30/90‬‬
‫‪164‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫فييا أو اكتسابيا بالتقادم أو الحجز عمييا‪ ،1‬ومنع أيضا أن تكون األمالك الوطنية الخاصة قابمة لمتقادم أو‬
‫محل حجز‪.2‬‬

‫رابعا‪ :‬بالنسبة لمسألة الخروج عن ركن االختصاص في القرار اإلداري (العنصر الشخصي)‪.‬‬

‫من بين أركان القرار اإلداري "ركن االختصاص" ومن بين عناصر ىذا الركن "العنصر الشخصي"‪،‬‬
‫حدده القانون‪ ،‬بحيث إذا صدر من غيره كان ىذا العمل‬
‫ويقصد بو أن يصدر القرار من الشخص الذي ّ‬
‫القانوني معيبا بأحد عيوب عدم المشروعية‪ ،‬بسبب مخالفة العنصر الشخصي في ركن االختصاص‪.‬‬

‫فنظ ار لبعض الظروف التي قد تحيط بالوظيفة اإلدارية‪ ،‬من ذلك غياب األصيل صاحب االختصاص‬
‫عينو القانون إلصدار ق اررات – أو عدم قدرتو عمى القيام بكل الميام المنوطة بو نظ ار لمضغط‬
‫– أي من ّ‬
‫الناتج عن الوظيفة‪ ،‬أو أن يحول مانع دون تمكن األصيل من القيام بميامو‪ ،‬أو تمرده ورفضو القيام بما‬
‫ىو موكل لو‪ ،‬وأمام كل ىذا فإن التطبيق المطمق لركن االختصاص بعنصره الشخصي وما ينتج عنو من‬
‫ضرورة صدور القرار من األصيل وحده دون غيره قد يترتب عنو إخالل بمبدأ استم اررية الخدمات‪ ،‬وعمى‬
‫التقيد المطمق بركن االختصاص الشخصي لضمان‬ ‫اعتبار أن المصمحة العامة تقتضي الخروج عن ّ‬
‫بالمشرع السماح بالخروج عمى ىذا الركن ومنو إجازة أن يصدر‬
‫ّ‬ ‫استمرار المرافق العمومية‪ ،‬فإن ىذا دفع‬
‫لمشرع في حاالت منيا "التفويض‪ ،3‬والحمول‪ ،4‬واإلنابة"‪.‬‬
‫حدده ا ّ‬
‫القرار من شخص غير الذي ّ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تأثيره في مجال القضاء‪.‬‬

‫تدخل القضاء ممثال في مجمس الدولة الفرنسي عن طريق آلية االجتياد بالتأسيس لبعض النظريات‬
‫السباق في ذلك ‪ -‬تم ابتكارىا ضمانا لدوام خدمات المرافق العمومية وتجسيدا لمبدأ االستم اررية‪.‬‬
‫– وكان ّ‬
‫ومن ىذه النظريات ما يتعمق بأثر بعض الظروف الطارئة التي تثير مشاكل أثناء تنفيذ العقود اإلدارية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر م ‪ 4‬من ق ‪.30/90‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر م ‪ 2/4‬من ق ‪.30/90‬‬
‫يرجع إلى م ‪ 93‬من الدستور الجزائري‪ ،‬سابق الذكر‪( ،‬الخاصة بتفويض رئيس الجميورية لبعض صالحياتو لموزير األول)‪.‬‬
‫‪3‬والمادة ‪ 87‬من ق البمدية (الخاصة بتفويض رئيس البمدية إلمضائو)‪.‬‬
‫يرجع إلى م ‪ 94‬من الدستور الجزائري‪ ،‬سابق الذكر‪( .‬الخاصة بالمانع الذي يحول دون تمكن رئيس الجميورية من ممارسة‬
‫‪4‬ميامو)‪ .‬والمادة ‪ 102 ,101‬من ق البمدية (الخاصة بحمول الوالي محل رئيس البمدية)‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫ومنيا ما يتعمق بالوضع القانوني لألعمال التي يقوم بيا بعض األفراد لضمان استمرار سير المرفق‬
‫العمومي بالرغم من أنو ليس ليم صفة الموظف من الناحية القانونية‪ ،‬وسنقوم بشرح موجز لذلك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية الظروف الطارئة في العقود اإلدارية‪.1‬‬


‫قد تتخمل فترة تنفيذ العقد اإلداري بعض الظروف سواء كان سببيا خارج عن إرادة اإلدارة المتعاقدة‬
‫(ظروف طبيعية أو اقتصادية‪ )...‬أو يعود لإلدارة ذاتيا‪ ،‬فتثقل الجانب المالي لممتعاقد مع اإلدارة وتجعل‬
‫من تنفيذه لمعقد إما شيء مستحيل أو يؤدي بو إلى خسارة مالية كبيرة‪ ،‬وبالنتيجة تثور مشكمة الوضع‬
‫القانوني ليذا العقد‪ ،‬ىل يتم فسخو بسبب ىذه الظروف وفقا لمنطق تغميب المصمحة الخاصة عمى‬
‫المصمحة العامة‪ ،‬أم يتم الد ْوس عمى مصالح األفراد ومنو إجبارىم عمى تنفيذ العقد ميما كانت الظروف‬
‫تحقيقا لمصالح العام‪.‬‬
‫فالمبدأ في القانون الخاص أن استحالة تنفيذ بنود العقد ألسباب قاىرة يؤدي إلى فسخو‪ ،‬ولكن األمر‬
‫ليس نفسو بالنسبة لمقانون اإلداري (القانون العام)‪ ،‬إذ أن المسألة متعمقة بالمصمحة العامة‪ ،‬وعميو كان‬
‫البد عمى القضاء الموازنة بين المصمحة العامة والمصمحة الخاصة لألفراد‪ ،‬ومنو إيجاد مخرج لممشاكل‬
‫التي تثور أثناء تنفيذ العقود اإلدارية بغية ضمان استمرار المرافق العمومية في أدائيا لوظائفيا بانتظام‪.‬‬

‫وتجسيدا لقاعدة استم اررية المرافق العمومية ابتكر مجمس الدولة الفرنسي نظرية الظروف الطارئة في‬
‫العقود اإلدارية‪ ،‬ومفادىا أنو إذا ظيرت أثناء تنفيذ العقد ظروف طارئة لم تكن متوقعة تؤدي إلى إضعاف‬
‫الجانب المالي لممتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬وتجعل من تنفيذه مستحيال وجب عمى ىذه األخيرة المساىمة بقدر‬
‫مالي في صورة تعويض إلعادة التوازن المالي لمعقد لتمكين المتعاقد من مواصمة تنفيذه‪ ،‬وىذا كمو لضمان‬
‫استمرار المرفق العمومي‪.‬‬

‫وعن اإلطار التاريخي ألحداث ىذه النظرية‪ ،‬فتعود إلى فترة الحرب العالمية األولى‪ ،‬حيث تم تكميف‬
‫"الشركة العامة إلضاءة مدينة بوردو" بميمة إضاءة المدينة في إطار عقد امتياز‪ ،‬إالّ أن سعر الفحم‬
‫تضاعف حوالي خمس (‪ )5‬مرات ما بين توقيع العقد وسنة ‪ 1916‬التي عرفت سيطرة األلمان عمى‬
‫المناطق المنتجة لمفحم بفرنسا خالل الحرب العالمية األولى‪ ،‬وىذا ما جعل مواصمة تنفيذ العقد (ميمة‬

‫لمتفصيل أكثر فيما يتعمق بنظرية الظروف الطارئة وغيرىا من النظريات‪ ،‬يرجع إلى محمود عبد المجيد المغربي‪ ،‬المشكالت‬
‫التي يواجييا تنفيذ العقود اإلدارية وآثارىا القانونية‪ ،‬دراسة مقارنة في النظرية والتطبيق‪ ،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬طرابمس لبنان‪ ،‬ط‬
‫‪1‬األولى‪.1998 ،‬‬
‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫إضاءة المدينة) مستحيل‪ ،‬وبعد عرض المشكل عمى مجمس الدولة أصدر ق ارره الشيير في ‪ 30‬مارس‬
‫‪ ،1916‬قضى من خاللو بضرورة إعادة التوازن المالي لمعقد بأن تساىم إدارة المدينة بدفع مبمغ مالي في‬
‫صورة تعويض جراء القوة القاىرة التي أدت إلى صعوبة مواصمة تنفيذ العقد‪ ،‬حتى تتمكن الشركة المتعاقدة‬
‫من ضمان استمرار الخدمات الممقاة عمى عاتقيا بموجب عقد االمتياز‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية الموظف الفعمي (الواقعي)‪.‬‬

‫الموظف الفعمي ىو الفرد الذي تم تعيينو بطريقة معيبة‪ ،‬أو الذي لم يصدر قرار بتعيينو عمى اإلطالق‪،‬‬
‫ومع ذلك تعتبر األعمال الصادرة منو سميمة‪ .‬وتبنى سالمة أعمالو في األوقات العادية عمى "الظاىر"‬
‫وشرع االستثناء لمصمحة الجميور‪ ،‬أما في الظروف االستثنائية فإنيا تبنى عمى "ضرورة سير المرافق‬
‫ِّ‬
‫العامة سي ار منتظما"‪ ،‬وحينئذ ليس من الضروري أن يكون مصدر القرار قد عيِّن تعيينا سميما‪ ،‬بل يجوز‬
‫أالّ يكون قد صدر بتعيينو قرار إطالقا‪.2‬‬

‫ويعود تاريخ ىذه النظرية إلى سنة ‪ ،1948‬بحيث ترجع خيوط القضية إلى ‪ 20‬ماي ‪ 1940‬تاريخ‬
‫دخول األلمان إلى فرنسا واحتالل بعض مناطقيا من ذلك مدينة "سان فاليري" الواقعة في إقميم "واز" وىو‬
‫ما ترتب عميو ىروب أعضاء المجمس البمدي لمبمدية نتيجة لمحرب‪ ،‬ما جعل بعض المواطنين المتطوعين‬
‫الحمول محل األ عضاء الياربين والقيام بتسيير شؤون البمدية لضمان استمرار مرفق البمدية في إطار‬
‫مجمس واقعي فرضتو الظروف‪ ،‬وبعد فترة زمنية قامت البمدية بالطعن ضد تصرفات المجمس الواقعي‬
‫(البديل) باعتبارىا أعمال غير مشروعة‪ ،‬فكان نتيجة ذلك أن ذىب مجمس الدولة بتاريخ ‪ 5‬مارس ‪1948‬‬
‫إلى إعطاء صفة الموظفين الفعميين ألعضاء ىذا المجمس عمى اعتبار أن ما قاموا بو كان لممصمحة‬
‫العامة وساىم في استم ار سير المرفق‪ ،‬وعميو قضى بمشروعية تصرفات المجمس البمدي الواقعي عمى‬
‫أساس الظروف االستثنائية التي عاشتيا البالد‪.3‬‬

‫بخصوص ىذه النظرية يرجع إلى موقع‪:‬‬


‫‪https://www.revuegeneraledudroit.eu/?s=theorie‬‬ ‫‪1‬‬

‫ينظر سميمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة لمق اررات اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة مزيدة منقحة‪1427 ،‬ه‪2006 ،‬م‪ ،‬دار الفكر‬
‫‪2‬العربي‪ ،‬ص ‪.319 ،318‬‬
‫‪3‬‬‫‪https://www.doc-du-juriste.com/droit-public-et-international/droit-administratif/commentaire-‬‬
‫‪circonstances-exceptionnelles-453381.html d-arret/conseil-etat-5-mars-1948-condition-‬‬
‫‪142‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مبدأ المساواة أمام المرافق العامة ومبدأ التكيف‪.‬‬


‫بعد ما أنيينا الحديث عن مبدأ استم اررية المرفق العمومي في أدائو لمخدمات‪ ،‬والذي خصصنا لو‬
‫المبحث األول من ىذه الدراسة‪ ،‬ننتقل إلى الحديث عن مبدأين مكممين لممبدأ السابق‪ ،‬وال يقّالّن عنو‬
‫أىمية‪ ،‬يتمثالن في مبدأ المساواة أمام المرفق العمومي‪ ،‬والذي ويعتبر نتيجة طبيعية لمبدأ المساواة بصفة‬
‫عامة‪ ،‬إضافة إلى مبدأ قابمية المرفق العمومي لمتبديل والتغيير‪ ،‬ويسمى أيضا مبدأ تكيف المرفق‬
‫العمومي‪ ،‬وسنتعرض بشيء من التفصيل إلى كال المبدأين من خالل المطمبين التاليين‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مبدأ المساواة أمام المرافق العامة ومبدأ التكيف‪.‬‬

‫نصت عميو العديد من التشريعات‬‫يعتبر مبدأ المساواة بصفة عامة من المبادئ الدستورية واألساسية‪ّ ،‬‬
‫المقارنة‪ 1‬والتشريع الدولي‪ ،‬فتم التنصيص عميو في المادة األولى من "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان"‪،2‬‬
‫المشرع الجزائري في المادتين ‪ ، 32/35‬و‪ 37‬من الدستور‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫ونص عميو‬
‫ّ‬

‫ويقتضي ىذا المبدأ أن يعامل األفراد بالطريقة نفسيا دون تمييز بسبب األراء السياسية أو الدين أو‬
‫الجنس‪ .5‬ويعتبر من المبادئ األساسية ذات القيمة الدستورية ومن المبادئ العامة لمقانون‪ ،‬ويعتبر نتيجة‬
‫طبيعية لمبدأ المساواة‪ .‬ويشمل المبدأ صورتين‪ ،‬تتمثل األولى في المساواة في الحقوق‪ ،‬والثانية في المساواة‬
‫في الواجبات واألعباء‪ ،‬وسنوضح كال الصورتين في الفرعيين المواليين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المساواة في الحقوق‪.‬‬

‫تشمل المساواة ثالثة نواحي‪ :‬المساواة في االنتفاع من خدمات المرافق‪ ،‬والمساواة في شغل الوظائف‬
‫لدى ىذه األخيرة‪ ،‬والمساواة في التعاقد مع اإلدارة‪.‬‬

‫من ذلك ما جاء في م ‪ 53‬من الدستور المصري لسنة ‪ .20014‬والمادة األولى من "إعالن حقوق اإلنسان والمواطن"‬
‫‪1‬الفرنسي لسنة‪.1789‬‬
‫‪2‬‬
‫م ‪ 1‬من اإلعالن العالمي (يولد جميع الناس أح ار اًر متساوين في الكرامة والحقوق‪)...‬‬
‫م ‪ 2/35‬من الدستور (المعدل والمتمم)‪...( ،‬تستيدف مؤسسات الجميورية ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في‬
‫‪3‬الحقوق‪.)...‬‬
‫م ‪ 37‬من الدستور الجزائري‪ ،‬المعدل والمتمم‪( ،‬كل المواطنين سواسية أما القانون‪.)...‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪Farid ouabri , Droit administratif, opu, 2017,p 180.‬‬
‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫أوال‪ :‬المساواة في االنتفاع من خدمات المرافق العمومية‪.‬‬

‫نص عمى ذلك الدستور الجزائري في المادة ‪ ،127‬والميثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة في‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ، 3‬ويقصد بو تمكين جميع المواطنين من االستفادة من الخدمات التي تؤدييا المرافق العامة دون‬
‫تمييز وعمى قدم المساواة‪.‬‬

‫ويشمل مبدأ مساواة المنتفعين أمام المرافق العامة كافة المرافق العامة ومختمف أنواعيا‪ ،‬سواء أكانت‬
‫إدارية أم اقتصادية أم اجتماعية أم مينية‪ ،‬وبغض النظر عن طريق إداراتيا‪ ،‬سواء أكانت بصورة مباشرة‪،‬‬
‫أم عن طريق عقود التزام المرافق العامة‪ ،‬أم أسموب المؤسسات العامة‪ .‬ويترتب عمى تطبيق ىذا المبدأ أن‬
‫حر في اختيار األشخاص الذين يتبعون لخدماتو‪ ،‬أي أنو من حق أي شخص تتوافر‬ ‫المرفق العام ليس ًا‬
‫فيو الشروط التي يتطمبيا النظام القانوني لممرفق أن يستفيد من خدماتو‪ 3.‬ومعنى ىذا أن المساواة تكون‬
‫بين أفراد تتوفر فييم شروط االستفادة من خدمة المرفق وليست المساواة المطمقة‪ ،‬ومثال ذلك أن‬
‫المستشفيات العسكرية ال تقدم خدماتيا إالّ لمن يتوفر فيو الشرط القانوني وىو االنتماء ليذه الفئة‪ ،‬ومراكز‬
‫االستجمام المخصصة لفئة المجاىدين مثال غير مفتوحة لعموم الجميور تطبيقا لمبدأ المساواة‪ ،‬عمى‬
‫اعتبار أن المساواة المقصودة ليست المساواة المطمقة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المساواة في تقمد الوظائف لدى المرافق العمومية‪.‬‬
‫نص عمى ذلك الدستور الج ازئري في المادة ‪ 67‬فجاء فييا (يتساوى جميع المواطنين في تقمّد الميام‬
‫ّ‬
‫وجسده قانون الوظيفة‬
‫ّ‬ ‫والوظائف‪ ،‬باستثناء الميام والوظائف ذات الصمة بالسيادة واألمن الوطنيين)‪.‬‬
‫العمومية الذي أ ّكد عمى ضرورة أن يخضع التوظيف إلى قاعدة المساواة‪.4‬‬

‫ويقصد بو أن تتاح لممواطنين فرص التوظيف نفسيا لدى مؤسسات الدولة‪ ،‬وأن يعامموا عمى قدم‬
‫المساواة‪ ،‬فيما عدا ما يشترطو القانون من شروط لاللتحاق بالوظائف‪ ،1‬وعميو فكل من تتوفر فييم ما‬

‫‪1‬‬
‫م ‪ 27‬من الدستور الجزائري (تضمن المرافق العمومية لكل مرتفق التساوي في الحصول عمى الخدمات‪ ،‬وبدون تمييز)‪.‬‬
‫م ‪( 3‬تتفق الدول األعضاء عمى تنفيذ الميثاق وفقا لممبادئ اآلتية‪ -1 :‬المساواة بين كل مستخدمي الخدمة العامة واإلدارة‬
‫العامة‪ -2 .‬منع جميع أشكال التمييز ميما كانت أسسو‪ .)...‬الميثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة‪ ،‬مصادق عميو‬
‫‪2‬بالمرسوم الرئاسي ‪ ،415/12‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر محمد جمال الذنيبات‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪1432 ،‬ه‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫م ‪ 74‬من قانون الوظيفة العمومية عمى ما يمي (يخضع التوظيف إلى مبدأ المساواة في االلتحاق بالوظائف العمومية) األمر‬
‫‪،06/064‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫اشترطو القانون لشغل الوظيفة يدخمون تحت حكم المادة السابقة ويستفيدون من المساواة‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المساواة في العقود اإلدارية‪.‬‬


‫من المبادئ اليامة التي يقوم عمييا مجال العقود اإلدارية مبدأ المساواة بين المترشحين ليذا النوع من‬
‫العقود‪ ،‬سواء كان صفقة عمومية‪ ،‬أو اتفاقيات تفويض المرفق العام‪ ،‬أو غيره من العقود‪ ،‬وعمى المرافق‬
‫المعنية بيذه العقود عدم مخالفة ىذه القاعدة‪ ،‬وكل إخالل بيا يؤدي إلى بطالن تمك التصرفات‪ .‬ومن‬
‫تضمنت ىذا المبدأ قانون الصفقات العمومية من خالل المادتين ‪ ،2 5‬و‪.3 209‬‬
‫ّ‬ ‫النصوص التي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المساواة في الواجبات واألعباء‪.‬‬

‫فيما يتعمق بالمساواة في الواجبات كصورة ثانية لممساواة أمام المرافق العمومية‪ ،‬فالمقصود بيا أن‬
‫تساوي المرافق بين األفراد الممزمين بالواجب فيما يخص الواجبات المتعمقة والمرتبطة بيذه األخيرة‪ ،‬فتُعامل‬
‫الجميع المعاممة ذاتيا وتتصرف حياليم بالطريقة نفسيا‪ ،‬بحيث ال تستثني من الواجب إالّ ما استثناه‬
‫القانون‪ ،‬وكل تعامل عمى خالف ما سبق ذكره يدخل اإلدارة في إطار الممنوع دستوريا والمتمثل في خرق‬
‫قاعدة المساواة في الواجبات‪.4‬‬

‫وفيما يتعمق بالمساواة في األعباء المالية‪ ،‬فيقصد بيا أن يساوي مرفق الجباية بين المكمفين بالضريبة‬
‫أي تمييز طبقا لمقانون‪ ،‬وتعتبر قاعدة ذات قيمة دستورية‪ ،5‬وكل‬
‫أمام الضريبة وأن تتّم معاممتيم دون ّ‬

‫بنصو (ال يمكن أن يوظف ّأيا كان في وظيفة عمومية ما لم تتوفر فيو الشروط اآلتية‪:‬‬
‫المشرع في م ‪ّ 75‬‬
‫ّ‬ ‫من ذلك ما اشترطو‬
‫‪1‬أن يكون ج ازئري الجنسية‪ - ،‬أن يكون متمتعا بحقوقو المدنية‪ .)...،‬األمر ‪ ،06/06‬سابق الذكر‪.‬‬
‫م ‪...( 5‬يجب أن تراعى في الصفقات العمومية مبادئ حرية الوصول لمطمبات العمومية والمساواة في معاممة المرشحين‬
‫وشفافية اإلجراءات‪ )...‬مرسوم رئاسي ‪ ،247/15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق‬
‫‪2‬العام‪.‬‬
‫م ‪( 209‬تخضع اتفاقيات تفويض المرفق العام‪ ،‬إلبراميا إلى المبادئ المنصوص عمييا في المادة ‪ 5‬من ىذا المرسوم)‪،‬‬
‫مرسوم رئاسي ‪ ،247/15‬سابق الذكر‬
‫‪3‬‬

‫م ‪...( 35‬تستيدف مؤسسات الجميورية ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات‪ .)...‬م ‪( 37‬كل‬
‫‪4‬المواطنين سواسية أمام القانون)‪ .‬الدستور الجزائري‪ ،‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المشرع في المادة ‪( 2/82‬كل المكمفين بالضريبة متساوين أمام الضريبة‪ ،)...‬الدستور الجزائري‪ ،‬سابق الذكر‬
‫ّ‬ ‫نص عمييا‬
‫ّ‬
‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫أي فعل ييدف إلى التحايل عمى مبدأ المساواة بين المكمفين بالضريبة اعتبره المشرع‬‫مخالفة ليا عن طري ّ‬
‫مساسا بمصالح المجموعة الوطنية طبقا لمدستور‪.1‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬فإن مبدأ المساواة أمام المرافق العمومية يعتبر مثمما سبق ذكره من المبادئ العامة لمقانون‬
‫يتوجب عمى اإلدارة االلتزام بو في إدارتيا ليذه المرافق‪ ،‬سواء فيما يتعمق بالمساواة في الحقوق أو المساواة‬
‫في الواجبات‪ ،‬وان اإلخالل بيذا المبدأ ال يمكن تبريره ّإال بما ىو مقبول من الناحية القانونية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبدأ قابمية المرافق العامة لمتغيير والتبديل‪.‬‬


‫يتم تنظيم وادارة المرافق العامة بموجب أنظمة توضع لتتالءم مع طبيعة ىذه المرافق وحسن إدارتيا في‬
‫فترة زمنية معينة‪ ،‬فباعتبار أن الظروف واألحوال االقتصادية تتغير مع الزمن وىذا التغير قد يجعل من‬
‫نظام المرفق العام الذي وضع في ظل ظروف معينة غير محقق لألىداف المسطّرة والمرجوة من ىذا‬
‫المرفق في الظروف الجديدة‪ ،‬ونظ ار الرتباط الخدمات التي تؤدييا المرافق العامة باالحتياجات األساسية‬
‫لممواطنين‪ ،‬فإنو يتم تعديل وتحديث كل أو جزء من النظام القانوني المتعمق بيذه المرافق‪ ،‬وفق ما يخدم‬
‫الصالح العام‪ ،‬وىذا ما سنتعرض لو في الفرعيين التاليين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المبدأ ومكانتو‪.‬‬


‫يقصد بيذا المبدأ ضرورة استجابة القواعد التي تحكم المرافق العمومية في تنظيميا وسيرىا لمتطور‬
‫الذي يمحق بالحاجات العامة وضرورات الحياة تحقيقا لممصمحة العامة‪ ،‬من حيث تعديل تمك القواعد دون‬
‫إمكان االحتجاج بوجود حقوق مكتسبة لممنتفعين بتمك المرافق‪.2‬‬

‫والعمّة من تعديل القواعد واألساليب الخاصة بتنظيم المرافق العامة ىو تمكينيا من متابعة المستجدات‬
‫والتطورات الالزمة والضرورية لضمان استمرار سير ىذه المرافق وتأدية الخدمات عمى أكمل وجو‪.‬‬

‫تضمنتو‬
‫ّ‬ ‫لممشرع الجزائري‪ ،‬فمن النصوص القانونية التي‬
‫ّ‬ ‫وعن مكانة المبدأ في المنظومة القانونية‬
‫نذكر اآلتي‪:‬‬

‫م ‪( 5/82‬كل فعل ييدف إلى التحايل عمى مبدأ المساواة بين المكمفين بالضريبة‪ ،‬يعد مساسا بمصالح المجموعة الوطنية)‪،‬‬
‫‪ 1‬الدستور الجزائري‪ ،‬سابق الذكر‬
‫ينظر ىاني عمي الطيراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ماىية القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫‪2‬والتوزيع‪1430 ،‬ه‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.317‬‬
‫‪146‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫ففيما يتعمق بالتشريع األساس‪ ،‬فتم التنصيص عميو في المادة ‪ 2/27‬من الدستور‪ ،1‬وفي إطار‬
‫تضمنتو المادة ‪ 3‬من الميثاق اإلفريقي المتعمق بالخدمة العامة‪ ،2‬وفيما يتعمق‬
‫ّ‬ ‫االتفاقيات الدولية فقد‬
‫بالتشريع العادي‪ ،‬نذكر عمى سبيل المثال القانون ‪ 01/02‬المتعمق بالكيرباء وتوزيع الغاز‪ ،‬حيث جاء في‬
‫المادة ‪ 2/3‬ما يمي (ييدف المرفق العام إلى ضمان التموين بالكيرباء والغاز عبر مجموع التراب الوطني‬
‫في أحسن شروط األمن والجودة والسعر واحترام القواعد التقنية والبيئية‪ .3)...‬وبالنسبة لمتشريع الفرعي‪،‬‬
‫فمن بين النصوص التنظيمية نذكر المرسوم ‪ 131/88‬المنظم لعالقة اإلدارة بالمواطن من خالل المادة ‪6‬‬
‫نصت عمى ما يمي (تسير اإلدارة دوما عمى تكييف مياميا وىياكميا مع احتياجات المواطنين‪.‬‬
‫والتي ّ‬
‫ضمن ىذا المبدأ في القسم الرابع من‬
‫ويجب أن تضع تحت تصرف المواطن خدمة جيدة)‪ .‬بل أن المشرع ّ‬
‫ىذا المرسوم تحت عنوان "التحسين الدائم لنوع الخدمة" فجاء في المادة ‪ 21‬منو (يجب عمى اإلدارة حرصا‬
‫منيا عمى تحسين نوعية خدمتيا باستمرار وتحسين صورتيا العامة‪...‬ويجب عمييا‪ ،‬زيادة عمى ذلك أن‬
‫تطور أي إجراء ضروري لتتالءم دوما مع التقنيات الحديثة في التنظيم والتسيير)‪.4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق وآثار تطبيق المبدأ‪.‬‬


‫فمثمما سبق ذكره‪ ،‬فإنو يحق لمسمطة اإلدارية من خالل ىذا المبدأ أن تتدخل في أي وقت لتغيير‬
‫وتعديل القواعد التي تحكم سير المرافق العمومية‪ ،‬فميا أن تعيد تنظيم المرفق بمنحيا الشخصية المعنوية‬
‫لمرفق معين بدال من جعمو تابع لممرفق األصل المتمتع بالشخصية القانونية‪ ،‬وليا أن تغير من أسموب‬
‫إدارتو‪ ،‬وبإمكانيا أن تفرض رسوما عمى االنتفاع أو الزيادة في الثمن الذي يدفعو المنتفعين من المرفق‪،‬‬
‫بل أن األمر قد يصل إلى حد إلغاء المرفق دون أن يكون لمجميور الحق في االعتراض عمى ذلك‪،‬‬
‫فاإلدارة تممك سمطة تقديرية واسعة في ىذا المجال وال يرد عمى سمطتيا في ىذه المسألة إالّ قيدين‪ ،‬وىما‬

‫‪1‬‬
‫التكيف المستمر‪ )...،‬الدستور الجزائري سابق الذكر‪.‬‬
‫م ‪...( 2/27‬تقوم المرافق العمومية عمى مبادئ االستم اررية‪ ،‬و ّ‬
‫م ‪( 3‬تتفق الدول األعضاء عمى تنفيذ الميثاق وفقا لممبادئ اآلتية‪ -5 ... :‬تكيف الخدمات العامة مع احتياجات‬
‫المستخدمين‪.)...‬م ‪( 4/7‬تضمن اإلدارة العامة التكيف المستمر لخدماتيا مع االحتياجات المستجدة لممستخدمين)‪ .‬م ‪ -1( 8‬تقوم‬
‫اإلدارة العامة بتسييل إدخال إجراءات ونظم حديثة ومبتكرة في تقديم خدماتيا‪ -2 .‬تسير اإلدارة عمى استخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم‬
‫وتحسين نوعية الخدمة العامة التي تقدميا‪ ) ...‬الميثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة‪ ،‬مصادق عميو بالمرسوم الرئاسي‬
‫‪ ،415/122‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫القانون ‪ 01/02‬مؤرخ في ‪ 5‬فبراير ‪ ،2002‬يتعمق بالكيرباء وتوزيع الغاز بواسطة القنوات‪ ،‬ج ‪.8‬‬
‫‪4‬‬
‫مرسوم ‪ 131/88‬مؤرخ في ‪ 4‬يوليو ‪ ،1988‬ينظم العالقة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬ج ‪. 27‬‬
‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫أن يكون اليدف من التعديل ىو تحقيق المصمحة العامة‪ ،‬وأن ال يسري ىذا التعديل بأثر رجعي بل يجب‬
‫أن يسري عمى المستقبل فقط‪.‬‬

‫ويترتب عمى تطبيق مبدأ قابمية أسموب المرافق العمومية لمتغيير بعض النتائج‪ ،‬نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لموظفي المرفق‪ :‬فتأسيسا عمى الطبيعة القانونية لموظفي المرافق العمومية‪ ،‬وباعتبار أنيم في‬
‫مراكز قانونية تنظيمية يحكميا نصوص تشريعية‪ ،‬فإنو يحق لإلدارة أن تعدل بإرادتيا المنفردة من‬
‫أوضاعيم القانونية بما يتوافق ومقتضيات تطوير الييئات اإلدارية لتمبية حاجات الجميور المتجددة تبعا‬
‫لمظروف والمتغيرات‪ ،‬دون أن يكون ليم حق االحتجاج عمى ذلك والدفع بالحقوق المكتسبة‪.1‬‬

‫‪ -‬وبالنسبة لممنتفعين من المرفق‪ :‬فإنو وفي حالة أي تعديالت تط أر عمى نشاط المرفق العمومي وفقا لما‬
‫تقتضيو المصمحة العامة‪ ،‬فإنو ال يجوز لممنتفعين من خدمات المرفق أن يحتجوا عمى ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وبالنسبة لمعقود اإلدارية‪ :‬فخالفا لقواعد القانون الخاص في التعاقد الذي تحكمو قاعدة "العقد شريعة‬
‫المتعاقدين"‪ ،2‬تتمتع السمطات اإلدارية في مجال إشباع الحاجات العامة بامتيازات متعددة عند إبرام العقود‬
‫اإلدارية‪ ،‬من ذلك سمطة تعديل العقد عن طريق آلية "الممحق"‪ 3‬دون أن يكون لممتعاقد مع اإلدارة حق‬
‫الرفض‪ ،‬وكل ذلك مسايرة لمبدأ قابمية المرفق لمتعديل والتغيير عمى حسب المتغيرات‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫وخالصة ىذا البحث جممة من النتائج المرتبطة بالنظام القانوني الذي يتم بو تسيير المرافق العمومية‪،‬‬
‫والمتوصل ليا من خالل ىذه الدراسة‪ ،‬ومن ذلك نذكر اآلتي‪:‬‬

‫تنص م ‪ 7‬من األمر ‪ ،03/06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي العام لموظيفة العمومية عمى ما يمي‬
‫‪(1‬يكون الموظف تجاه اإلدارة في وضعية قانونية أساسية وتنظيمية)‪ .‬ج ‪.46‬‬
‫تنص م ‪( 106‬العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضو‪ ،‬وال تعديمو إال باتفاق الطرفين‪ .)...،‬األمر ‪ 58/75‬مؤرخ في ‪26‬‬
‫‪2‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫تنص م ‪ 135‬عمى ما يمي (يمكن المصمحة المتعاقدة أن تمجأ إلى إبرام مالحق لمصفقة في إطار أحكام ىذا المرسوم) و‬
‫المادة ‪( 136‬يشكل الممحق وثيقة تعاقدية تابعة لمصفقة‪ ،‬ويبرم في جميع الحاالت إذا كان ىدفو زيادة الخدمات أو تقميميا و‪/‬أو تعديل‬
‫بند أو عدة بنود تعاقدية في الصفقة‪ .)...‬المرسوم الرئاسي ‪ ،247/15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫‪3‬العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬ج ‪.50‬‬
‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫‪ -‬إن القواعد التنظيمية لممرفق العام تضعيا السمطة اإلدارية من أجل أدائو الخدمة عمى أحسن وجو‪،‬‬
‫عمما أن ىذه القواعد تعتبر من جممة الوسائل التي تيدف إلى تنظيم عمل المرافق العامة‪ ،‬وعميو فيي‬
‫قابمة لمتعديل متى اقتضت المصمحة العامة ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬إن مبدأ تعديل وتكيف المرافق يتعمق بجميع أنواع المرافق العامة دون استثناء‪.‬‬

‫‪ -‬إن التعديل يشمل كل القواعد القانونية المتعمقة بالمرفق‪ ،‬من ذلك القواعد الخاصة بمسألة أساليب‬
‫وطرق تسييره وتنظيمو‪ ،‬وكذا الخاصة باألوضاع القانونية لموظفيو‪ ،‬ويشمل أيضا العقود اإلدارية التي‬
‫تبرميا اإلدارة خدمة لمصالح العام‪.‬‬

‫‪ -‬من حق السمطة اإلدارية استنادا إلى مبدأ قابمية أسموب المرافق العمومية لمتغيير والتبديل أن تمغي‬
‫المرفق العام إذا لم يعد يفي بمتطمبات المصمحة العامة‪ ،‬دون أن يكون لممنتفعين حق االعتراض عمى‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬إن حق اإلدارة في تعديل أسموب المرافق العامة ال يكون مشروعا إالّ إذا توافر شرطان‪ ،‬من ذلك أن‬
‫يكون اليدف من التعديل ىو تحقيق المصمحة العامة‪ ،‬وأن ال يسري ىذا التعديل بأثر رجعي‪.‬‬

‫وفيما يتعمق بالتوصيات‪ ،‬فمن جممة االقتراحات التي نقدميا نذكر ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة تعديل النصوص القانونية المتعمقة بتنظيم وتسيير المرافق العمومية باستمرار‪ ،‬وفقا لمتطمبات‬
‫المصمحة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تفعيل دور القضاء في ابتكار قواعد قانونية في مجال المرافق العمومية عن طريق آلية‬
‫االجتياد القضائي المنوطة بو دستوريا‪ ،‬عمى شاكمة نظيره الفرنسي‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء ىيئات عمومية‪ ،‬محمية ووطنية تُسند ليا ميمة رصد كل ما يعيق سير المرافق العمومية‪ ،‬واقتراح‬
‫كل ما يساعد عمى السير الحسن ليذه األخيرة‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التشريع الدولي‬

‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان (‪ 10‬ديسمبر ‪)1948‬‬


‫ب‪ -‬التشريع المقارن‬
‫‪ -01‬الدستور المصري لسنة ‪.2014‬‬
‫‪ -02‬إعالن حقوق اإلنسان والمواطن" الفرنسي لسنة ‪.1789‬‬
‫ج‪ -‬التشريع الوطني‬
‫‪ -01‬دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي ‪ 442/20‬المتعمق بإصدار‬
‫التعديل الدستوري‪ ،‬المصادق عميو في استفتاء ّأول نوفمبر ‪ ،2020‬ج ر ‪ 82‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ -02‬قانون ‪ 02/90‬مؤرخ في ‪ 6‬فبراير ‪ 1990‬يتعمق بالنزاعات الجماعية في العمل وتسويتيا‬
‫وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬جريدة عدد ‪ .6‬معدل بالقانون ‪ ،27/91‬جريدة عدد ‪.68‬‬
‫‪ -03‬قانون ‪ 11/90‬مؤرخ في ‪ 21‬أبريل ‪ ،1990‬يتعمق بعالقات العمل‪ ،‬ج عدد ‪ 17‬لسنة‬
‫‪( .1990‬معدل ومتمم باألمر ‪، 21/96‬ج عدد ‪ 43‬لسنة ‪.1996‬‬
‫‪ -04‬قانون ‪ 30/90‬مؤرخ في أول ديسمبر ‪ ،1990‬المتضمن قانون المالك الوطنية جريدة عدد‬
‫‪ 52‬لسنة ‪( 1990‬معدل ومتمم) بالقانون ‪ 14/08‬مؤرخ في ‪ 20‬يوليو ‪ ،2008‬جريدة عدد ‪ 44‬لسنة‬
‫‪.2008‬‬
‫القانون ‪ 01/02‬مؤرخ في ‪ 5‬فبراير ‪ ،2002‬يتعمق بالكيرباء وتوزيع الغاز بواسطة القنوات‪ ،‬ج ‪.8‬‬
‫‪ -05‬األمر ‪ 58/75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -06‬األمر ‪ ، 04/01‬مؤرخ في ‪ 20‬غشت ‪ ،2001‬يتعمق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫وتسييرىا وخوصصتيا‪ ،‬جريدة عدد ‪ 47‬لسنة ‪.2001‬‬
‫‪ -07‬األمر ‪ ،03/06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي العام لموظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬جريدة عدد ‪ 46‬لسنة ‪2006‬‬
‫‪ -08‬مرسوم ‪ 131/88‬مؤرخ في ‪ 4‬يوليو ‪ ،1988‬ينظم العالقة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬ج ‪. 27‬‬
‫‪ -09‬مرسوم رئاسي ‪ 415/12‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2012‬يتضمن التصديق عمى الميثاق‬
‫اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة المعتمد بأديس أبابا بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ،2011‬جريدة عدد ‪68‬‬
‫لسنة ‪.2012‬‬
‫‪ -10‬مرسوم رئاسي ‪ ،247/15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬ج ‪.50‬‬

‫‪144‬‬
‫مجلة طبنـــة للدراسات العلمية األكاديمية‪ISSN 2661-7633 / EISSN 2716-8883‬‬
‫ص‪.‬ص‪480-410 :‬‬ ‫العدد‪20 :‬‬ ‫المجلد‪20 :‬‬ ‫السنة‪2222 :‬‬

‫النظام القانوني لممرافق العمومية والنتائج القانونية المترتبة عميو‬

‫‪ -11‬مرسوم تنفيذي ‪ 215/95‬مؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪ ،1995‬يحدد أجيزة اإلدارة العامة في الوالية‬


‫وىياكميا‪ ،‬جريدة عدد ‪ 48‬لسنة ‪1995‬‬
‫‪ -12‬مرسوم تنفيذي ‪ 232/03‬مؤرخ في ‪ 24‬يونيو ‪ ،2003‬يحدد مضمون الخدمة العامة لمبريد والمواصالت‬
‫‪.2003‬‬ ‫السمكية والالسمكية والتعريفات المطبقة وكيفية تمويميا‪ ،‬جريدة عدد ‪ 39‬لسنة‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع بالمغة العربية‪.‬‬
‫‪ -01‬ابتسام القرام‪ ،‬المصطمحات القانونية في التشريع الجزائري‪ ،‬قاموس بالمغتين العربية والفرنسية‪ ،‬طبع المؤسسة‬
‫الوطنية لمفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬
‫‪ -02‬ىاني عمي الطيراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ماىية القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪1430 ،‬ه‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -03‬محمد جمال الذنيبات‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪1432 ،‬ه‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -04‬محمود عبد المجيد المغربي‪ ،‬المشكالت التي يواجييا تنفيذ العقود اإلدارية وآثارىا القانونية‪ ،‬دراسة مقارنة في‬
‫النظرية والتطبيق‪ ، ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬طرابمس‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬
‫‪ -05‬مصمح ممدوح الصرايرة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪1437 ،‬ه‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -06‬سميمان الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬نظرية المرفق العام وعمال اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪1435 ،‬ه‪2014 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -07‬سميمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة لمق اررات اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة مزيدة منقحة‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاىرة‪1427 ،‬ه‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المراجع بالمغة األجنبية‪:‬‬
‫‪01- Nadine poulet , Gibot Leclerc, droit administratif , 4 édition, Breal, 2011‬‬
‫‪02- Farid ouabri ; Droit administratif, opu, 2017.‬‬

‫رابعا‪ :‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬


‫‪01- https://www.revuegeneraledudroit.eu/?s=theorie‬‬
‫‪02-‬‬ ‫‪https://www.doc-du-juriste.com/droit-public-et-international/droit-‬‬
‫‪administratif/commentaire-d-arret/conseil-etat-5-mars-1948-condition-‬‬ ‫‪circonstances-‬‬
‫‪exceptionnelles-453381.html‬‬
‫‪https://fr.wikipedia.org/wiki/Louis_Rolland_(juriste 03-‬‬

‫‪144‬‬

You might also like