You are on page 1of 17

‫• بحث حول ‪:‬‬

‫*المرفق العام*‬

‫❖ تخصص ‪:‬‬
‫*حقوق*‬

‫تحت إشراف ‪:‬‬ ‫✓ من إعداد ‪:‬‬


‫سليماني لخميسي‬ ‫✓ خوجة رابح‬
‫✓ زازة منصف‬
‫✓ غانم عبد الرحيم‬
‫✓ بن الطبي أسامة‬

‫❖ الفوج ‪ :‬األول‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫األول‪ :‬ماهية المرفق العام‬ ‫المبحث‬
‫األول‪ :‬مفهوم المرفق العام‬ ‫المطلب‬
‫األول‪ :‬المعيار العضوي (الشكلي)‬ ‫الفرع‬
‫الثاني‪ :‬المعيار الموضوعي (المادي الوظيفي)‬ ‫الفرع‬
‫أركان وعناصر المرفق العام‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫األول‪ :‬تلبية الحاجات العامة‬ ‫الفرع‬
‫الثاني‪ :‬المرفق العام مشروع تنظيم عام‬ ‫الفرع‬
‫االرتباط باإلدارة العام‬ ‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫الخضوع لنظام قانوني استثنائي‬ ‫الفرع الرابع‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬أنواع المرافق العامة‬ ‫المطلب‬
‫األول‪ :‬المرافق العامة اإلدارية‬ ‫الفرع‬
‫الثاني‪ :‬المرافق العامة االقتصادية واالجتماعية‬ ‫الفرع‬
‫الثالث‪ :‬المرافق العامة الوطنية (القومية)‬ ‫الفرع‬
‫المرافق العامة المحلية (اإلقليمية )‬ ‫الفرع الرابع‪:‬‬
‫إنشاء وإلغاء المرافق العامة‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫األول‪ :‬المرافق العامة الوطنية‬ ‫المطلب‬
‫األول‪ :‬في فرنسا‬ ‫الفرع‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في مصر‬

‫الفرع الثالث‪ :‬في الجزائر‬

‫الثاني‪ :‬المرافق العامة المحلية‬ ‫المطلب‬


‫المرافق العامة البلدية‪.‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫الثاني‪ :‬المرافق العامة الوالئية‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫المبادئ القانونية العامة التي تحكم عملية تنظيم وتسييرا لمرافق العامة‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫األول‪ :‬مبدأ استمرارية المرفق العام‬ ‫الفرع‬
‫الثاني‪ :‬مبدأ مساواة المنتفعين أمام المرفق‬ ‫الفرع‬
‫الثالث‪ :‬قابلية المرفق العام للتغيير والتعديل‬ ‫الفرع‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫لقد سبقت اإلشارة إلى أن صور ومظاهر النشاط اإلداري تتخذ مظهرين وصورتين‬
‫أساسيتين هما ‪ :‬صورة الضبط اإلداري‪ ,‬وصورة المرفق العام ‪ ,‬الذي بواسطته‬
‫وبواسطة نظامه القانوني تستطيع السلطة اإلدارية المختصة في الدولة أن تضمن‬
‫إنجاز وتحقيق وظائف إشباع الحاجات العامة في الدولة والمجتمع بانتظام وعلى‬
‫أفضل صورة ‪.‬‬
‫ولفكرة المرفق العام باإلضافة إلى كونه وسيلة ومظهر من وسائل ومظاهر‬
‫الوظيفة اإلدارية في الدولة قيمة علمية ونظرية وفنية وعلمية وعملية حيوية‬
‫وفعالة في علم القانون اإلداري وعلم اإلدارة بصفة خاصة‪.‬‬
‫ولفكرة المرفق العام دور وأهمية في بناء نظريات القانون بصفة عامة وفي بناء‬
‫نظريات وأحكام القانون اإلداري وعلم التنظيم بصفة خاصة وذلك في موضوع‬
‫أساس القانون اإلداري‬
‫و بالتالي فتحديد مفهوم المرفق العام يعني تحديد مفهوم القانون اإلداري‬
‫إذن المشكل المطروح هو‪ :‬ما هو المرفق العام؟ ما هي أنواعه ؟ وكيف يتم إنشاء‬
‫وإلغاء المرافق العامة؟‬
‫ماهية المرفق العام‬ ‫مبحث األول‪:‬‬
‫مفهوم المرفق العام‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫تعتبر فكرة النظام العام من أبرز المفاهيم الشائكة والغامضة في القانون اإلداري رغم أهميتها‬
‫كمعيار للنظام اإلداري برمته نظرا الرتباطاتها بالمعطيات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫السائدة بالدولة‪ .‬فأن الفقه والقضاء عادة ما يلجأ إلى تحديد مفهوم المرفق العام إلى استعمال‬
‫معيارين أساسيين هما المعيار العضوي و المعيار الموضوعي‪)1( .‬‬

‫األول‪ :‬المعيار العضوي ( الشكلي )‬ ‫الفرع‬


‫يقصد بالمرفق العام حسب المعيار العضوي الهيكل أو الهيئة أو المؤسسة أو التنظيم المتكون‬
‫من مجموعة من األشخاص واألموال (األشياء) الذي ينشأ ويؤسس إلنجاز مهمة عامة معينة‬
‫مثل * الجامعة‪ ,‬المستشفى‪ ,‬ووحدات وأجهزة اإلدارة العامة‪ )2( .‬وبمعنى آخر أنه المنظمة‬
‫التي تعمل على أداء الخدمات وإشباع الحاجات العامة ويتعلق هذا التعريف باإلدارة أو الجهاز‬
‫اإلداري‪)3( .‬‬
‫الثاني‪ :‬المعيار الموضوعي (المادي الوظيفي )‬ ‫الفرع‬
‫يقصد بالمرفق العام حسب هذا المعيار النشاط أو الوظيفة أ الخدمة التي تلبي حاجات عامة‬
‫للمواطنين مثل * التعليم العام‪ ,‬الرعاية الصحية‪ ,‬البريد والمواصالت بغض النظر عن المنظمة‬
‫أو الجهة أو الهيئة القائمة به‪ )4( .‬أي هو كل نشاط يباشره شخص عام بقصد إشباع حاجة‬
‫عامة‪ )5( .‬ويعرفه "هاريو" بأنه " منظمة عامة تقدم خدمة عامة باستخدام أساليب السلطة‬
‫العامة " (‪)6‬‬

‫_______________‬

‫(‪ -)1‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير الوجيز في القانون اإلداري ص ‪205‬‬


‫(‪ -)2‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪206‬‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬مازن راضي ليلو القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية ‪ ,‬منشورات األكاديمية‬
‫العربية‪ 2008،‬ص‪73‬‬
‫(‪ -)4‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص‪206‬‬
‫(‪ -)5‬د‪ .‬عمار بوضياف ‪ ,‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ,‬الطبعة ‪ 2005‬ص ‪157‬‬
‫(‪ -)6‬د‪ .‬طاهري حسين القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية ص ‪79‬‬
‫ويعرفه " دوجي " بأنه '' نشاط يتحتم على السلطة القيام به لتحقيق التضامن االجتماعي ''‬
‫ويعرفه '' لوبادار '' بأنه '' كل نشاط يباشره شخص معنوي عام أو تحت رقابته مستعمال‬
‫لنظام مغاير للقانون المشترك (الخاص)‪)1( .‬‬

‫الثاني‪ :‬أركان وعناصر المرفق العام‬ ‫المطلب‬


‫األول‪ :‬تلبية الحاجات العامة‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫إن أساس ومبرر وجود أي مرفق عام هو تلبية الحاجات العامة للجمهور حيث تقوم اإلدارة‬
‫العامة بإنشاء المرافق العامة التي تقضيها الحياة العامة للمواطنين تحقيقا للمصلحة العامة‪.‬‬
‫ويرى الفقيه " دوجي " أن الحاجات العامة هي النشاطات والخدمات التي يقدر الرأي العام في‬
‫وقت من األوقات وفي دولة معينة أن على الحاكم القيام بها نظرا ألهمية هذه الخدمات‬
‫للجماعة ولعدم تأديتها على أكمل وجه بدون تدخل الحكام‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك أن المرافق العامة إنما تقوم بتقديم خدماتها أصال بصورة مجانية رغم ما‬
‫تعرضه من رسوم ال ترتقي أبدا إلى مستوى سعر تكلفة الخدمة المقدمة مثل الرسوم‪,‬‬
‫االستفادة من خدمات المستشفيات العامة‪ ,‬أو الدراسة بالجامعات أو الدخول للمتاحف‪.‬‬
‫المرفق العام مشروع تنظيم عام ‪:‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫يقتضي وجود مرفق عام إقامة تنسيق وتنظيم بين مختلف مكوناته المختلفة البشرية والمادية‬
‫بالشكل الذي يسمح له بأداء دوره في تلبية الحاجات العامة وذلك من خالل إحداث أجهزة‬
‫دائمة به مثل مدير مجلس إدارة‪ ,‬لجان إلخ‪ )2(.................‬ويجب أن ال يكون الغرض من‬
‫مباشرة النشاط مجرد تحقيق الربح فال يمكن اعتبار المشروع الذي ينشأ بهدف تحقيق الربح‬
‫مرفقا ‪,‬هذه القاعدة خاصة بالنسبة للمرافق العمومية اإلدارية ‪)3( .‬‬
‫أما في ما يخص المرافق العمومية الصناعية والتجارية فاإلشكال يبقى مطروح اختلف الرأي‬
‫حوله هناك آراء تؤيد فكرة حقيقة األسعار وهناك من يساند فكرة السعر العادل وال سيما في‬
‫المجاالت الهامة لتجنب التبذير واإلفراط في االستهالك مثل الماء والطاقة ‪ .‬يهدف المرفق‬
‫العمومي إلى ضمان التموين بالغاز والكهرباء عبر مجموع التراب الوطني ومن ذالك تحولت‬
‫شركة سونلغاز من مؤسسة عمومية صناعية وتجارية إلى شركة ذات أسهم بموجب القانون‬
‫‪ 01/02‬إن التغيير القانوني الذي طرأ على شركة سونلغاز ال يعني أنها تخلت عن مهمتها في‬
‫تأمين المرفق العام‪.‬‬

‫________________‬

‫(‪ -)1‬د‪ .‬طاهري حسين المرجع السابق ص ‪79‬‬


‫(‪ -)2‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير ‪,‬المرجع السابق ص‪208‬‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬طاهري حسين‪ ,‬المرجع السابق ص ‪80‬‬
‫فإذا كان هدف المعارف العامة هو تحقيق النفع العام ال الربح فال يترتب على ذلك حتما وجوب‬
‫تأدية خدمة عامة للجمهور إذ ال تستطيع السلطة العامة تتبعها الدولة في توزيع األعباء‬
‫فتتحمل الدولة كل نفقات المرفق ومن ثم تجعل االنتفاع بالمرفق مجانا‪)1( .‬‬

‫الثالث‪ :‬االرتباط باإلدارة العامة‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫يرتبط المرفق العام باإلدارة العامة المركزية والالمركزية سواء من حيث إنشائه أو تسييره‬
‫وإدارته وإلغائه فالمرافق العامة الوطنية إنما ترتبط بالسلطات المركزية والمرافق العامة‬
‫المحلية تتبع وحدات اإلدارة الالمركزية (البلدية‪ ,‬الوالية ) وتخضع لوصايتها وعلى الرغم من‬
‫مساهمة األشخاص الخاصة (األفراد) أحيانا في إدارة المرافق العامة فإن ذلك يبقى تحت‬
‫إشراف ومراقبة اإلدارة العامة‪ )2(.‬أي أن المرفق يتصف بصفة تميزه عن غيره وهي‬
‫خضوعه للدولة وهو ما يترتب عليه أن لهذه األخيرة وهيئاتها ممارسة جملة من السلطات‬
‫على المرفق وهي من تحدد له نشاطه وهيكلته أو من حيث نشاطه فالدولة هي من تنشأ‬
‫المرفق وهي من تحدد له نشاطه وقواعد تسييره وعالقته بالجمهور المنتفعين ومن حيث‬
‫بيان سبل االنتفاع ورسومه (السلطة على نشاط المرفق) والدولة هي من تضع التنظيم‬
‫الخاص بالمرفق وتبيين أقسامه وفروعه‬
‫وتعيين موضفيه وتمارس الرقابة على النشاط وعلى األشخاص (السلطة على‬
‫المرفق كهيكل)‪)3( .‬‬

‫الرابع‪ :‬الخضوع لنظام قانوني استثنائي‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫تعتبر عملية خضوع المرفق العام لنظام قانوني استثنائي وغير مألوف في مجال النظم‬
‫القانونية للمشروعات والمنظمات الخاصة من حيث اإلنشاء والتنظيم والتسيير والرقابة‬
‫والتوجيه ومن حيث اإللغاء ورفض المنازعات تعتبر هذه العملية ركن وعنصر أساسي‬
‫وجوهري من أركان وعناصر المرفق العام‪ .‬والمقصود بالنظام القانوني الخاص واالستثنائي‬
‫الذي يحكم المرفق العام هو مجموعة األحكام والقواعد والمبادئ القانونية التي تختلف اختالفا‬
‫جذريا عن قواعد القانون الخاص بصفة عامة وعن قواعد النظام القانوني الذي يحكم‬
‫المشروعات الخاصة بصفة خاصة ‪ .‬مادامت فكرة المرفق العام قد لعبت وتلعب دورا أساسيا‬
‫وحيويا في تأسيس وجود القانون اإلداري كقانون مستقل عن قواعد القانون الخاص‬

‫________________‬

‫(‪ -)1‬د‪ .‬طاهري حسين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪80‬‬


‫(‪ -)2‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪208‬‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪209‬‬
‫ومختلف عنه جوهريا ومادامت فكرة المرفق العام هي وسيلة وادة السلطة العامة في الدولة‬
‫لتحقيق أغراض المصلحة العامة بالمفهوم اإلداري إذن يخضع المرفق العام لنظام قانوني‬
‫مخصوص واستثنائي ليتالءم وينطبق عليه في إنشائه وتنظيمه وتسييره وفي إلغاء وفي‬
‫الرقابة عليه‪)1( .‬‬
‫وهناك مبادئ عامة تحكم جميع المرافق سواء كانت مرافق إدارية بحتة أو مرافق لها طابع‬
‫صناعي أو مهني فهذه المبادئ تمثل القاسم المشترك الواجب إعمالها في شأن جميع المرافق‬
‫أيا كانت طبيعتها وهي مبدأ دوام سير المرافق العامة بانتظام وضطراد ومبدأ المساواة أمام‬
‫المرافق العامة ومبدأ قابلية المرفق العام للتغيير والتعديل‪)2( .‬‬

‫أنواع المرافق العامة‪:‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬


‫يمكن تصنيف المرافق العامة إلى عدة أنواع تبعا لمعيار التقسيم‪.‬‬
‫أ‪ :‬المعيار الموضوعي‪( :‬المادي)‬
‫تقسم المرافق العامة بالنظر إلى موضوع نشاطها إلى مرافق عامة إدارية وأخرى‬
‫اقتصادية‪.‬‬
‫المرافق العامة اإلدارية‪:‬‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫يقصد بالمرافق العامة اإلدارية التي تنشئها اإلدارات العامة لممارسة وضيفتها والمتمثلة ‪-‬‬
‫أساس – في النشاط التقليدي للدولة في مجالت التعليم الصحة‪ ,‬الدفاع األمن‪......‬‬
‫يذهب الفقه إلى أنه من الصعوبة تحديد ماهية الطبيعة اإلدارية للمرفق العام نضرا لتعدد‬
‫وتنوع مظاهر النشاط اإلداري إذ أنهم يعتمدون إلى التحديد السلبي فالمرفق العام اإلداري‬
‫هو المرفق غير الصناعي التجاري‪)3( .‬‬
‫ويقصد بالمرافق اإلدارية أيضا أنها المرافق العامة التي تمارس نشاطا إداريا بحتا يدخل في‬
‫صميم الوظيفة اإلدارية ‪ ,‬هذا النشاط اإلداري الذي يختلف اختالفا جذريا وجوهريا في طبيعته‬
‫عن النشاط الخاص لألفراد األمر الذي يستوجب ويحتم خضوع هذه المرافق العامة اإلدارية‬
‫لنظام قانوني مخصوص واستثنائي هو نظام القانون اإلداري الذي يختلف في قواعده عن‬
‫قاعد القانون الخاص اختالفا كبيرا ‪.‬‬

‫_______________‬
‫(‪ -)1‬د‪.‬عمار عوابدي القانون اإلداري ‪,‬الجزء الثاني‪ ,‬النشاط اإلداري الطبعة الثالثة ‪2005‬‬
‫ص ‪ 61‬و‪62‬‬
‫(‪ -)2‬د‪ .‬طاهري حسين المرجع السابق ص ‪81‬‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪209‬‬
‫والمرافق العامة اإلدارية هي فئة المرافق العامة التقليدية التي قامت على أساسها نظرية‬
‫القانون اإلداري في مفهومها الخاص الضيق‪.‬‬
‫ومن أمثلة المرافق العامة اإلدارية ( مرفق الصحة العامة‪ ,‬ومرفق التعليم‪ ,‬ومرفق العدالة‬
‫ومرفق الدفاع )‪)1(.‬‬

‫الثاني‪ :‬المرافق العامة االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫ظهرت هذه المرافق العامة نتيجة ازدياد تدخل الدولة في الحياة العامة خاصة في الميادين‬
‫الصناعية والتجارية والتي هي ‪ -‬أصال‪ -‬من شؤون القطاع الخاص واهتمامات األفراد‪)2(.‬‬
‫فأما المرافق العامة االجتماعية‪ :‬هي المرافق العامة التي نشاط عام اجتماعيا وتستهدف‬
‫تحقيق أهداف عامة اجتماعية ومن أمثلة هذه المرافق العامة مرفق الضمان االجتماعية‬
‫والتأمينات‪ ,‬ومرفق الحماية االجتماعية في الدولة ويخضع هذا النوع لخليط من قواعد‬
‫القانون اإلداري وقواعد القانون الخاص‪)3(.‬‬
‫المرافق العامة االقتصادية‪ :‬وهي مجموعة المرافق العامة التي تمارس وتزاول نشاطا‬
‫اقتصاديا بهدف تحقيق أهداف اقتصادية إلشباع حاجات عامة اقتصادية صناعية أو تجارية‬
‫أو مالية أو زراعية أو تعاونية‪ .‬وتخضع هذه المرافق العامة االقتصادية لمزيج من قواعد‬
‫القانون العام اإلداري وقواعد القانون الخاص(القانون التجاري وقانون العمل) ومن أمثلة‬
‫المرافق العامة االقتصادية (مرافق النقل البري والبحري والجوي‪ ,‬مرفق النقل بواسطة‬
‫السكك الحديدية ‪ ,‬ومرافق توليد المياه والكهرباء والغاز‪ ,‬ومرافق الصناعات الكيميائية‬
‫ومرافق الصناعة الحربية وصناعة السيارات والطائرات ومرافق الحمامات والمسارح‬
‫العامة ومرافق األدوية والصيدلية والمحالت التجارية العامة الكبرى وأسواق الفالح‬
‫الجزائري مثال ومعيار تحديد وتمييز المرافق العامة االقتصادية وهو معيار مركب‬
‫ومختلط يحتوي على عناصر ذاتية تتمثل في إدارة المشرع أو إرادة السلطة اإلدارية‬
‫التنظيمية المعلنة في القانون الخاص للمرفق من حيث هل أردت أن يكون اقتصاديا أم ال؟‬
‫وعناصر موضوعية ومادية أقرها القضاء اإلداري في القانون اإلداري المقارن‪)4(.‬‬
‫وما نادى به الفقيه "" شافا نون"" باالعتماد على مفهوم العمل التجاري كما هو محدد‬
‫في القانون التجاري في تحديد هذا النوع من المرافق ‪.‬‬

‫________________‬

‫(‪ -)1‬د‪.‬عمار عوابدي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 62‬و ‪63‬‬


‫(‪ -)2‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪210‬‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬عمار عوابدي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪63‬‬
‫(‪ -)4‬د‪ .‬عمار عوابدي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 63‬و ‪64‬‬
‫ويتميز النظام القانوني العام الصناعي والتجاري بطبيعة مختلطة من حيث الخضوع لنظام‬
‫تختلط وتمتزج فيه قواعد القانون اإلداري بما تتسم به من أساليب السلطة العامة من بعض‬
‫الجوانب (التنظيم ‪ ,‬والعالقة مع سلطة الوصاية التي أنشأته)‪)1(.‬‬
‫ب‪ :‬المعيار اإلقليمي‪:‬‬
‫تنقسم المرافق العامة بناءا على مدى واتساع نطاق نشاطها اإلقليمي الجغرافي الى مرافق‬
‫عامة وطنية ومرافق عامة محلية‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬المرافق العامة الوطنية (القومية)‬ ‫الفرع‬
‫هي المرافق العامة التي تنشئها السلطات اإلدارية المركزية (الوزارات) حيث تمارس نشاطها‬
‫على مستوى كافة أرجاء إقليم الدولة مثل‪ :‬المدرسة الوطنية لإلدارة المكتبة الوطنية المجلس‬
‫الوطني االقتصادي واالجتماعي‪)2(.‬‬
‫أو بعبارة أخرى هي مجموع المرافق التي يمتد نشاطها ليشمل جميع إقليم الدولة مثال‪ :‬مرافق‬
‫الدفاع واألمن و البريد والقضاء ونظرا ألهمية هذا النوع من المرافق فإن أدارتها تلحق‬
‫بالدولة‪)3(.‬‬

‫الرابع‪ :‬المرافق العامة المحلية (اإلقليمية )‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫هي المرافق العامة التي تنشئها وحدات اإلدارة المحلية (البلدية و الوالية ) حيث تمارس‬
‫نشاطها في الحيز الجغرافي إلقليم الوحدة المحلية مثل‪ :‬مرفق النظافة البلدية الديوان البلدي‬
‫للرياضة مؤسسة للنقل الوالئي‪)4( .‬‬
‫وينتفع من خدمات هذا المرفق سكان اإلقليم وتتولى السلطات المحلية أمر تسييره واإلشراف‬
‫عليه ألنها أقدر من الدولة‪ .‬وأكثر منها اطالعا ومعرفة لشؤون اإلقليم ‪ .‬فهذه المادة ‪ 136‬من‬
‫قانون البلدية تعترف للبلدية بحق إنشاء مؤسسات عمومية بلدية تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫والمادة ‪ 9‬من نفس القانون رخصت للبلديات وفي إطار التعاون بينها إلنشاء مؤسسات‬
‫عمومية مشتركة تتمتع أيضا بالشخصية المعنوية وجاءت قواعد قانون الوالية أكثر وضوحا‬
‫عندما أجازت هي األخرى للوالية إحداث مؤسسات عمومية ذات طابع إداري أو صناعي أو‬
‫تجاري (المادة ‪ 126‬إلى ‪.)129‬‬

‫_______________‬
‫(‪ -)1‬د‪ .‬محمد الصغير بعلي ’ المرجع السابق ص ‪210‬‬
‫(‪ -)2‬د‪.‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪211‬‬
‫(‪ -)3‬د‪.‬عمار بوضياف الوجيز في القانون اإلداري ص ‪171‬‬
‫(‪ -)4‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪212‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المرافق الوطنية والمرافق المحلية ليست منفصلة انفصاال تاما بل كيسر ما‬
‫يحدث بينهما التعامل بما توجيه مقتضيات المصلحة العامة وبما يحقق النفع لجمهور‬
‫المنتفعين‪)1( .‬‬

‫الثاني‪ :‬إنشاء وإلغاء المرافق العامة‪:‬‬ ‫المبحث‬


‫األول‪ :‬المرافق العامة الوطنية‪:‬‬ ‫المطلب‬
‫تختلف طرق وكيفيات ووسائل إنشاء المرافق العامة الوطنية باختالف النظم القانونية‬
‫والسياسية السائدة بالدولة‪.‬‬
‫األول‪ :‬في فرنسا‬ ‫الفرع‬
‫كان الوضع قبل الدستور ‪ 1958‬يقتضي إلنشاء وإلغاء المرافق العامة صدور قانون من‬
‫السلطة التشريعية كوسيلة لحماية النظام الليبرالي نظرا لتأثير دلك على حرية الصناعة‬
‫والتجارة خاصة‪ .‬وفي ظل دستور ‪ 1958‬وإعماال للمادة ‪ 34‬منه التي تستلزم صدور قانون‬
‫في المسائل التي تمس الحريات العامة لم يرد فيها إنشاء المرافق العامة مما أصبح يقتضي‬
‫فقط صدور عمل إداري ما عدا حالة *فئة المؤسسات*‬
‫الثاني‪ :‬في مصر‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫يعتبر إنشاء المرافق العامة من اختصاص السلطة التنفيذية *اإلدارة العامة* حيث يتم إنشاؤها‬
‫بموجب قرار جمهوري طبقا للمادة ‪ 146‬من دستور ‪.1972‬‬
‫الثالث‪ :‬في الجزائر‬ ‫الفرع‬
‫لقد مرت مسألة إنشاء المرافق العامة الوطنية بعدة مراحل‬
‫المرحلة األولى‪ :‬قبل ‪:1965‬‬
‫تتميز هذه المرحلة بتباين وسائل وأدوات إنشاء المرافق العامة الوطنية حيث (‪)2‬‬
‫تم إنشاء ‪:‬‬
‫* بعضها بموجب عمل تشريعي *قانون* مثل البنك المركزي الجزائري‬
‫*قانون ‪* 1963 – 12 -13‬‬
‫* بعضها االخر بموجب عمل إداري مثل الهيئة الوطنية للقوى العاملة *مرسوم‬
‫‪. * 1962-12-13‬‬

‫_________________‬
‫(‪ -)1‬د‪.‬عمار بوضياف المرجع السابق ص ‪. 171‬‬
‫(‪ -)2‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير الوجيز في القانون اإلداري ص ‪ 214‬و ‪215‬‬
‫* بعضها االخر بموجب عمل إداري مثل الهيئة الوطنية للقوى العاملة *مرسوم‬
‫‪. * 1962-12-13‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬األمر رقم ‪* 1965-12-31‬قانون المالية*‬
‫بموجب المادة ‪ 5‬مكرر من النص السابق كان يتم إنشاء المؤسسات العامة على اختالفها‬
‫بموجب عمل له قوة التشريع * األمر الصادر عن رئيس مجلس الثورة في هده المرحلة * إال‬
‫أن ممارسات العملية قصرت هده األداة والوسيلة القانونية أي األمر* على تنظيم قطاعات أو‬
‫فئات المؤسسات أما إنشاء أي مؤسسة عامة وطنية فقد كان يتم بموجب عمل إداري*‬
‫مرسوم* كما أن الرجوع إلى المادة من األمر ‪ 74-71‬المؤرخ في ‪ 1971-11-16‬المتعلق‬
‫بالتسيير االشتراكي للمؤسسات نجدها تشترط إلنشاء المؤسسات اإلشتراكية الوطنية صدور‬
‫قانون *عمل تشريعي*‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬دستور ‪.1976‬‬
‫في ظل االختيار والد االشتراكي وبناء أحكام دستور ‪ 1976‬أصبح إنشاء المؤسسات الوطنية‬
‫من صالحيات اإلدارة المركزية إد أن أحكام المادة ‪ 151‬من دلك الدستور المتعلقة‬
‫باختصاصات المجلس الشعبي الوطني ال تشتمل على االختصاص (‪)1‬‬
‫التشريعي بإنشاء المرافق العامة أو المؤسسات الوطنية‪ .‬ولدلك فإن إنشاء المؤسسات‬
‫العمومية الوطنية كان يتم بموجب مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية من خالل ممارسته‬
‫للسلطة التنظيمية المخولة له بموجب المادة ‪ 115‬من دلك الدستور‪)2(.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬دستور ‪1989‬‬
‫على غرار الدستور السابق فإن دستور ‪ 1989‬لم يجعل إنشاء المرافق العامة *المؤسسات‬
‫العامة* من اختصاص القانون حيث لم تنص المادة ‪ 122‬منه على صالحية واختصاص‬
‫السلطة التشريعية * المجلس الشعبي الوطني* بدلك‪ .‬وبموجب التعديل الدستوري سنة ‪1996‬‬
‫*دستور ‪ *1996‬أصبح البرلمان يشرع بموجب الفقرة ‪ 29‬من المادة ‪ 122‬من الدستور في‬
‫مجال *إنشاء فئات المؤسسات وبناء عليه فإن إنشاء المرافق العامة الوطنية يبقى –أصال‪-‬‬
‫من اختصاص التنظيم بموجب إصدار مراسيم رئاسية أو تنفيدية ما عدا مجال فئات‬
‫المؤسسات وهو الوضع الدي ال يبتعد كثيرا عما هو سائد في فرنسا‪ .‬والحقيقة أن هدا المسلك‬
‫أنما يتماشى مع ما هو سائد في القانون المقارن من حيث ترك اختصاص إصدار قرار إنشاء‬
‫المرافق العامة للسلطة اإلدارية هو اتجاه سليم ألنه يعطي اإلختصاص للجهة األقدر على تقدير‬
‫لزوم اإلنشاء من عدمه كما يضمن السرعة الكافية التخاد قرار اإلنشاء مراعاة المصلحة‬
‫العامة أمام تعقيدات وإجراءات واليات عملية إصدار القانون من طرف البرلمان‪)3(.‬‬

‫___________________‬
‫(‪ -)1‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير الوجيز في القانون اإلداري ص ‪216‬‬
‫(‪ -)2‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير الوجيز في القانون اإلداري ص ‪216‬‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪217‬‬
‫الثاني‪ :‬المرافق العامة المحلية‪:‬‬ ‫المطلب‬
‫يعطي قانون البلدية وقانون الوالية لسنة ‪ 1990‬للمجلس الشعبي البلدي والمجلس‬
‫الشعبي الوالئي االختصاص إلحداث وتنظيم المرافق العمومية‪)1( .‬‬

‫األول‪ :‬المرافق العامة البلدية‪(2) :‬‬ ‫الفرع‬


‫تنص المادة ‪ 132‬من القانون البلدي على ما يلي ‪:‬‬
‫* تحث البلدية مصالح عمومية بلدية لتوفير االحتياجات الجماعية لمواطنيها السيما‬
‫في مجال ما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬المياه الصالحة للشرب والتنظيف والمياه القدرة‪.‬‬
‫‪ -‬القمامات المنزلية وغيرها من الفضالت ‪.‬‬
‫‪ -‬األسواق المغطاة واألسواق واألوزان والمكاييل العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬التوقف مقابل دفع رسم‪.‬‬
‫‪ -‬النقل العمومي‬
‫‪ -‬المقابر والمصالح الجنائزية‪.‬‬
‫ويشترط لصحة قرار إنشاء المرافق العامة البلدية إجراء مداولة من طرف المجلس‬
‫الشعبي البلدي على أن يتم التصديق الصريح عليها من الوالي طبقا للمادة ‪ 42‬من‬
‫القانون البلدي‪ .‬ويجوز للمجالس الشعبية البلدية لبلديتين أو أكثر – وفقا للمادة ‪9‬من‬
‫القانون البلدي أن تقرر االشتراك في إطار مؤسسة عمومية مشتركة بين البلديات‪)3( .‬‬
‫ألجل تحقيق الخدمات والتجهيزات أو المصالح ذات النفع المشترك بينها‪.‬‬

‫___________________‬
‫(‪ -)1‬د‪ .‬ناصر لباد الوجيز في القانون اإلداري‪ .‬التنظيم والنشاط اإلداري الطبعة ‪ 1‬ص ‪193‬‬
‫(‪ -)2‬المواد من ‪ 132‬إلى ‪ 138‬قانون البلدية‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪218‬‬
‫الثاني‪ :‬المرافق العامة الوالئية ‪)1( :‬‬ ‫الفرع‬
‫تنص المادة ‪ 119‬من قانون الوالية على ما يلي‬
‫* يمكن الوالية قصد تلبية االحتياجات الجماعية لمواطنيها إنشاء مصالح عمومية والئية‬
‫السيما في الميادين التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الطرقات والشبكات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة األشخاص المسنين والمعوقين ورعايتهم‪.‬‬
‫‪ -‬النقل العمومي داخل الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ الصحة ومراقبة النوعية‬
‫وإدا كان قرار إنشاء المرافق أو المصالح العمومية الوالئية يتم وفق شروط تحدد عن طريق‬
‫التنظيم * خاصة من حيث مصادقة اإلدارة المركزية الوصية* فإن المادة ‪ 120‬من قانون‬
‫الوالية تستلزم – لصحته – توافر إجراء جوهري فيه هو‪ :‬المداولة من المجلس الشعبي‬
‫الوالئي‪)2(.‬‬
‫نستنتج من هدا كله أن المجالس المحلية ال تتمتع بحرية مطلقة في إنشاء المرافق العمومية‬
‫المحلية بحيث من جهة أنها ملزمة وخاصة منها المجلس الشعبي البلدي بإنشاء بعض‬
‫المرافق العمومية التي نص عليها قانون البلدية كالقمامة‪.....‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن مداوالت المجالس فيما يتعلق بإنشاء المرافق العامة ال تنفد إال بعد‬
‫الحصول على المصادقة من طرف السلطة الوصائية * أنظر المادة ‪ 42‬من قانون البلدية‬
‫والمادة ‪ 50‬من قانون الوالية* (‪)3‬‬

‫المبادئ القانونية العامة التي تحكم عملية تنظيم وتسييرا لمرافق العامة‪:‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫يتفق الفقهاء على أن هناك مبادئ أساسية مشتركة ما بين مختلف المرافق العمومية تحكم‬
‫تسيير هذه المرافق وحسب بعض الفقهاء فقد قام أحد الفقهاء وهو لويس روالن بتنظيم هذه‬
‫المبادئ بصفة متناسقة في شكل ثالث مبادئ أساسية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبدأ استمرارية المرفق العام‪:‬‬
‫تتولى المرافق العمومية القيام بخدمات أساسية للمواطنين وتؤمن حاجات عمومية‪)4(.‬‬
‫الدكتور ناصر لباد الوجيز في القانون اإلداري النشاط اإلداري الطبعة األولى ص‪ 194‬وما‬
‫بعدها‬

‫_________________‬
‫(‪ -)1‬المواد من ‪ 119‬إلى ‪ 130‬من قانون الوالية‬
‫(‪ -)2‬د‪ .‬بعلي محمد الصغير المرجع السابق ص ‪219‬‬
‫(‪ -)3‬د‪ .‬ناصر لباد المرجع السابق ص ‪193‬‬
‫(‪ -)4‬د‪ .‬ناصر لباد المرجع السابق ص ‪195‬‬
‫جوهرية في حياتهم‪ .‬مثال فهم ال يتخذون احتياطات لتزويد أنفسهم بالماء الصالح للشرب أو‬
‫الكهرباء أو الغاز اعتمادا على مرافق الماء والكهرباء والغاز كما أن معظم الناس تعتمد‬
‫أساسا في التنقل داخل وخارج المدينة على مرافق النقل‪ ...‬ولهذا يجب أن يكون عملها منتظما‬
‫ومستمرا دون انقطاع أو توقف ومن اليسير أن يتصور اإلنسان مدى االرتباك الذي ينجم عن‬
‫تعطل مرفق من المرافق العامة ولو لمدة قصيرة ولهذا أجمع الفقهاء على أن استمرارية‬
‫المرفق العام تعتبر أحد المبادئ األساسية التي تحكم عمل المرافق العمومية‪.‬‬
‫وجسد الدستور الجزائري وعلى سبيل المثال دستور ‪ 1996‬هذه القاعدة في المادة ‪ 85‬ف ‪6‬‬
‫من الدستور التي تنص " أن رئيس الحكومة يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية إذن‬
‫أصبح لهذا المبدأ قيمة دستورية‪ .‬كما تدخل كذلك المشرع الجزائري في الكثير من الحاالت‬
‫لتأكيد لهذا المبدأ وقد تجسد هذا في عدة قوانين نذكر منها‪:‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 128-88‬المؤرخ في ‪ 28‬جوان ‪ 1988‬المتضمن الموافقة على االتفاقية‬
‫الحاصلة بين الدولة والشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية والسيما المادة ‪ 1‬ف ‪ 2‬التي‬
‫تنص ''الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تعد مرفقا عموميا أساسيا يفرض تدخل الدولة‬
‫'' وتضيف المادة ‪'' :2‬تنفذ جميع الخدمات التي تقدمها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية‬
‫حسب مبادئ المرفق العام السيما في مجال استمرارية الخدمات وشروط انتفاع المستعملين‬
‫بها '' المرسوم التنفيذي رقم ‪ 215 -94‬المؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ 1994‬الذي يحدد أجهزة‬
‫اإلدارة العامة في الوالية وهياكلها والسيما المادة ‪ 5‬منه والمادة تنص ''تتمثل مهمة الكاتب‬
‫العام للوالية تحت سلطة الوالي في السهر على العمل اإلداري ويتضمن إستمراريته‪)1(."...‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ مساواة المنتفعين أمام المرفق‪:‬‬


‫إن مبدأ المساواة أمام المرفق هو امتداد للمبدأ العام هو مساواة األفراد أمام القانون والذي‬
‫بات يمثل اليوم حقا من حقوق اإلنسان وحقا دستوريا أعلنت عنه مختلف الدساتير‪ .‬ويترتب‬
‫على هذا القول نتائج تتمثل في مبادئ فرعية هي مساواة المنتفعين من خدمات المرفق‬
‫والمساواة في االلتحاق بالوظائف العامة‬
‫*أ* مبدأ مساواة المنتفعين أمام المرفق‪:‬‬
‫يقتضي هذا المبدأ واجب معاملة المرفق لكل المنتفعين معاملة واحدة دون تفضيل البعض على‬
‫البعض األخر ألسباب تتعلق بالجنس أو اللون أو الدين أو الحالة المالية وغيرها‪ .‬ويعود سر‬
‫إلزام المرفق بالحياد في عالقاته بالمنتفعين إلى أن المرفق تم إحداثه بأموال عامة بغرض‬
‫أداء حاجة عامة‪ .‬ومن هنا تعين عليه أن ال يفاضل في مجال االنتفاع بين شخص وشخص‬
‫وفئة وأخرى ممن يلبون شروط االنتفاع من خدمات المرفق وال يتنافى هذا المبدأ مع سلطة‬
‫المرفق مع سلطة المرفق في فرض بعض الشروط التي تستوجبها القوانين والتنظيمات‬
‫كالشروط المتعلقة بدفع الرسوم أو إتباع بعض اإلجراءات أو تقديم بعض الوثائق وعلى ذلك ال‬
‫يعد انتهاكا للمبدأ المذكور أن تشرط مؤسسة سو نلغاز على المنتفع وثيقة تتعلق بالعقار‬
‫موضوع الخدمة لنتأكد من توافر الشروط التقنية (البناء الغير فوضوي) كما ال يعد انتهاكا‬
‫للمبدأ أن تفرض مبالغ مالية معينة لقاء االنتفاع بالخدمات‪)2(.‬‬

‫__________________‬
‫(‪ -)1‬الدكتور ناصر لباد المرجع السابق ص ‪195‬‬
‫(‪ -)2‬الدكتور عمار بوضياف المرجع السابق ‪174‬‬
‫*ب* المساواة في االلتحاق بالوظائف العامة‪:‬‬
‫يترتب على المبدأ العام وهو المساوات أمام القانون حق األفراء بااللتحاق بالوظائف العامة‪.‬‬
‫وال يجوز من حيث األصل فرض شروط تتعلق بالجنس أو اللون أو العقيدة لالستفادة من‬
‫وظيفة معينة‪ .‬فااللتحاق بالوظائف العامة بات اليوم حقا دستوريا يتمتع به األفراد غير أن‬
‫التمتع بهذا الحق ال يمنع المشرع من أن يضبط االلتحاق بالوظائف بشروط محددة تتعلق‬
‫بالحالة السياسية (الجنسية) والسن وحسن السيرة والسلوك وغيرها‪ .‬كما يضبطه أيضا‬
‫بإجراءات معينة كإجراء الدخول في مسابقة‪ .‬وال يعد مساسا بهذا المبدأ أن يحرم المشرع‬
‫بعض الطوائف من تولي الوظائف العامة كحرمانه ألولئك الذين ثبت سلوكهم المشين تجاه‬
‫الثورة‪ .‬مكانة المبدأ في النصوص الرسمية الجزائرية‪:‬‬
‫إحتل مبدأ المساواة أمام القانون عموما في التشريع الجزائري مكانة بارزة دلت عليها‬
‫النصوص على اختالف قوتها القانونية ومراحل صدورها فهذا الدستور ‪ 1963‬يعلن بموجب‬
‫نص المادة ‪ 12‬منه بأن كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وهذا بيان األسباب‬
‫للقانون األساسي للوظيفة العامة يجسد المبدأ العام من زاوية التساوي في االلتحاق بالوظيفة‬
‫العامة بقوله "يسود النظام الحقوقي للوظيفة العمومية مبدأ هام وهو مساواة دخول جميع‬
‫الجزائريين إليها‪ "...‬وهو ما تأكد في المادة الخامسة من نفس القانون وجاء األمر ‪74-71‬‬
‫المذكور ليجسد ولو بشكل عام هو اآلخر مبدأ المساواة في عالم الشغل في مجال الحقوق‬
‫والواجبات بين جميع العمال(المادة ‪)1( )9‬‬
‫وهو ما تأكد في المادة ‪ 7‬من القانون األساسي العام للعامل (‪ . )1978‬وجاء دستور ‪1976‬‬
‫بموجب المادة ‪ 39‬منه ليؤكد هو اآلخر أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫وليفصل أكثر في هذا الشأن بأنه ال يعترف بأي تمييز قائم على الجنس أو العرق أو الحرفة‪.‬‬
‫وأكدت المادة ‪ 44‬منه بأن وظائف الدولة متاحة لجميع المواطنين دون تمييز ماعدا شروط‬
‫االستحقاق واألهلية‪ .‬ولم يحد دستور ‪ 1989‬عن غيره من النصوص الرسمية في إقرار المبدأ‬
‫بل تناوله بطريقة أكثر تفصيال وهذا ما دلت عليه المادة ‪ 28‬بقولها " كل المواطنين سواسية‬
‫أمام القانون وال يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود بسببه إلى المولد أو العرق أو الجنس أو‬
‫الرأي أو أي شرط أو أي ظرف آخر شخصي أو اجتماعي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قابلية المرفق العام للتغيير والتعديل‪:‬‬
‫يعتبر هذا المبدأ من المبادئ العامة و المسلم بها من جانب الفقه و القضاء‪ ،‬فهو بمنح للسلطة‬
‫اإلدارية حق تعديل النظام القانوني الذي يحكم المرافق العامة بما يتناسب مع التطورات التي‬
‫تمس النشاطات المختلفة للمرافق العامة‪ .‬إذن هذا المبدأ يتضمن تنظيم و تسيير المرافق‬
‫العامة في الدولة حسب العوامل و العناصر المالئمة للواقع و التكيف مع الظروف و المعطيات‬
‫الطارئة و المستجدة و بالتالي فالمرفق العام يتغير في الزمان و المكان ألن المرفق الذي يعبر‬
‫عن نشاط عام في الماضي قد ال يعبر عنه في الحاضر ‪ .‬و مثال ذلك‪ :‬التجارة الخارجية في‬
‫الجزائر كانت بموجب دستور ‪ 76‬تعبر عن مرفق عام لكن بعد دستور ‪ 89‬لم تعد محتكرة من‬
‫طرف الدولة‪ ،‬حيث أصبحت عمليات التصدير و االستيراد تنظم بمشاريع خاصة‪)2(.‬‬

‫___________________‬
‫(‪ -)1‬الدكتور عمار بوضياف المرجع السابق ص ‪175‬‬
‫(‪ -)2‬منتديات الجلفة قسم القانون‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يبدو المرفق العام من المواضيع األساسية في القانون اإلداري حيث أنه أخذ‬
‫كمعيار لتحديد مفهوم هذا األخير‪ .‬و عليه فإن المرفق العام يعتبر نواة القانون‬
‫اإلداري من الجانب القانوني‪ .‬إن ما يمكن أن نستخلصه مما سبق أنه ال يمكن أن‬
‫يكون للمرفق العام مفهوم جامع و مانع‪ .‬و بشكل مجرد و حيادي إال في ضوء‬
‫األهداف و الغايات اإلدارية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬و االقتصادية‪ .‬التي تحدد له مسبقا‪ .‬مع‬
‫ضرورة تعيين الجهة التي تختص بإنشائه و هي كما سبقت اإلشارة إليه تأرجحت‬
‫في الفقه‪ .‬بين السلطتين التشريعية و التنفيذية و قد تكون إلى هذه األخيرة أقرب‬
‫باعتبار أن إنشاء المرافق العامة يدخل في اإلطار التنظيمي من جهة وتحقيق‬
‫المصلحة العامة يتطلب سرعة‪ ,‬اإلنشاء و التنظيم من جهة ثانية‪ .‬إضافة إلى ذلك‬
‫فإن سياسة الدولة هي التي تبني المرافق العامة لكن من المنطلق القانوني نجد‪.‬‬
‫أن المرافق العامة تنشأ تلقائيا باالعتماد على ما يحتاجه األفراد في المجتمع‪.‬‬
‫بغض النظر و دون الدخول في الجدل الفقهي حول أي السلطتين أولى بإنشاء‬
‫المرافق العامة‪ .‬التشريعية أم التنفيذية‪ ،‬فإن تسيير هذه المرافق يحتاج إلى أساليب‬
‫و طرق تم حصرها‪.‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫• أسلوب اإلدارة المباشرة‪.‬‬
‫• أسلوب االمتياز‪.‬‬
‫• عن طريق المؤسسة العامة‪ .‬إن كل مرفق عام يقوم على ثالثة مبادئ أساسية‬
‫تتمثل في‪:‬‬
‫• مبدأ انتظام سير المرفق العام (مبدأ االستمرارية )‪.‬‬
‫• مبدأ المساواة أمام المرافق العامة (مبدأ المجانية )‪.‬‬
‫• قابلية المرفق العام للتعديل و التغيير( مبدأ التكيف )‪.‬‬
‫و نشير في األخير إلى أن مفهوم المرفق العام في الجزائر و في المرحلة ما بين‬
‫‪ 62‬إلى ‪ 88‬يكاد يكون غير واضح و غامض إلى حد ما ‪.‬‬
‫لكن ابتداء من سنة ‪ 88‬بدأت تتضح معالمه بعض الشيء‪ ،‬غير أنه و بتدخل‬
‫الدولة و ظهور مرافق صناعية و تجارية أصبح من الصعب تحديد مفهومه مما‬
‫أدى إلى أن اتجهت بعض اآلراء في الجزائر إلى ضرورة تعريف دور الدولة حتى‬
‫يتضح مفهوم المرفق العام‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫*‪ *1‬الدكتور محمد الصغير بعلي الوجيز في القانون اإلداري‬
‫النشاط اإلداري الجزء الثاني‬
‫*‪ *2‬الدكتور مازن راضي ليلو الوجيز في القانون اإلداري ‪2008‬‬
‫*‪ *3‬الدكتور عمار بوضياف الوجيز في القانون اإلداري ‪.‬‬
‫*‪ *4‬الدكتور ناصر لباد الوجيز في القانون اإلداري التنظيم‬
‫والنشاط اإلداري الطبعة األولى‪.‬‬
‫*‪ *5‬الدكتور عمار عوابدي القانون اإلداري الجزء الثاني النشاط‬
‫اإلداري الطبعة الثالثة‪2005‬‬
‫*‪ *6‬قانون البلدية‬
‫*‪ *7‬قانون الوالية‬

You might also like