Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
الخاتمة
مقدمة
إن مهام ووظائف اإلدارة عديدة ومتنوعة وختتلف حسب النظام السياسي ،وهي حمل اهتمام كل من علماء اإلدارة
والقانون اإلداري واملهتمني بالعلوم السياسية ،وإذا كان علم اإلدارة يهتم خاصة بوظيفة التخطيط والتنفيذ ،فإن
فقهاء القانون اإلداري يهتمون باإلدارة من حيث نشاطها وأمواهلا وموظفيها ومنازعاهتا باعتبارها شخًص ا من
أشخاص القانون اإلداري.
واحلقيقة أيا كانت وظائف اإلدارة ومهامها فإن نشاطها يظل مرهون خبدمة اجلمهور ،وإال ملا عمدت السلطة العامة
إىل تزويد اإلدارة باجلانب البشري اجلانب املادي وإحاطتها بنسيج من النصوص القانونية مبا يساعدها على القيام
مبهمتها ،ويتخذ النشاط اإلداري مظهرين أو صورتني مها :صورة الضبط اإلداري ،وهو جمموعة من اإلجراءات
واألوامر والقرارات اليت تتخذها السلطة املختصة للمحافظة على النظام العام مبدلوالته الثالثة<<األمن ،الصحة،
السكينة>> وصورة املرفق العام ،الذي يعد املظهر اإلجيايب لنشاط اإلدارة ،تتواله اإلدارة بنفسها ،أو باالشرتاك مع
األفراد ،وتسعى من خالله إىل إشباع احلاجات العامة وتعد فكرة املرافق العامة من أهم موضوعات القانون اإلداري،
وترد إليها معظم النظريات واملبادئ اليت ابتدعها القضاء اإلداري كالعقود اإلدارية واألموال العامة والوظيفة العامة.
وعليه السؤال املطروح هو :ما هو املرفق العام؟ وما هي أهم املبادئ األساسية اليت حتكمه؟
لتحديد مفهوم املرفق العام جيب التطرق لتعريف املرفق العام مث حتديد أهم عناصره.
تعترب فكرة املرفق العام من أبرز املفاهيم الشائكة والغامضة يف القانون اإلداري رغم أمهيتها كمعيار للنظام اإلداري
برمته ،نظًر ا الرتباطها باملعطيات السياسية واالقتصادية واالجتماعي السائدة بالدولة.
والفقه والقضاء عادة ما يلجأ لتحديد مفهوم املرفق العام إىل استعمال معيارين أساسيني مها :املعيار العضوي-
الشكلي ،والذي يركز يف تعريفه للمرفق العام على اعتباره منظمة أو جهاز إداري عام.
واملعيار الثاين يركز على اجلانب املادي املوضوعي للمرفق العام ،أي يعرف املرفق العام باعتباره نشاط عام يستهدف
حتقيق أغراض عامة تتمثل يف إشباع احلاجات العامة يف الدولة ،وهناك اجتاه آخر جيمع بني اجلوانب واملعاين العضوية
1
واملادية لفكرة املرفق العام.
يقصد باملرفق العام حسب املعيار العضوي /الشكلي ،اهليكل أو اهليئة أو املؤسسة أو التنظيم املتكون من جمموعة من
األشخاص واألموال واألشياء ،الذي ينشأ ويؤسس إلجناز مهمة عامة معينة ،مثل اجلامعة ،املستشفى ووحدات
وأجهزة اإلدارة العامة بشكل عام
كذلك من التعاريف اليت تركز على اجلانب الشكلي جند تعريف األستاذ حممود حافظ بقوله <<املرفق العام هو
منظمة عامة من السلطات واالختصاصات اليت تكفل القيام خبدمة معينة تسديها للجمهور على حنو منظم
ومطرد>>.
واملالحظ أن املعيار العضوي يعترب املرفق العام جهاز يرتبط باإلدارة العامة ويتمتع بأساليب السلطة العامة.
يقصد باملرفق العام حسب املعيار املوضوعي الوظيفي املادي ،النشاط أو الوظيفة أو اخلدمة اليت تليب حاجيات عامة
للمواطنني ،مثل التعليم العام ،الرعاية الصحية ،الربيد واملواصالت ،بغض النظر عن اجلهة أو اهليئة القائمة به.
1
عمار بوضياف ،النشاط اإلداري ،مقال منشور على شبكة اإلنترنت ،تاريخ الولوج 05/04/2015 :على الساعة .17:30
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
وعلى هذا األساس املعيار املادي يعرف املرفق العام انطالقا من فكرة النشاط خبالف املعيار العضوي الذي يعرفه
انطالقا من فكرة املؤسسة ،أما املعىن املوضوعي فيتعلق بالنشاط الصادر عن اإلدارة هبدف إشباع حاجات عامة
والذي خيضع لتنظيم وإشراف ورقابة الدولة ،وهو أيًض ا كل نشاط يهدف إىل إشباع املصلحة العامة فهو خيتلف عن
2
النشاط اخلاص ألن هذا األخري حتركه األرباح.
وعلى ذلك ميكن القول بأن املرفق العام هو يف حالة السكون املنظمة اليت تقوم بنشاط معني ،أما يف حالة احلركة فهو
النشاط الذي يهدف إشباع حاجات عامة بغض النظر عن اجلهة اليت تؤديه.
وقد تراوح التعريف بني هذين املعنيني فقد أكد بعض الفقهاء على العنصر العضوي للمرفق العام ،بينما تناوله
البعض اآلخر من الناحية الوظيفية أو املوضوعية.
ومن أهم التعاريف اليت تركز على اجلانب املادي للمرفق العام تعريف دوجي ،الذي يعرف املرفق العام بأنه:
<<كل نشاط جيب ان يكفله و ينظمه و يتواله احلكام الن اإل طالع هبذا النشاط ال غىن عنه لتحقيق التضامن اإل
جتماعي ال ميكن حتقيقه على أكمل وجه إال عن طريق تدخل السلطة احلاكمة>>.
ويأيت تعريف األستاذ André de lambaderaعلى أن املرفق العام نشاط تباشره سلطة عامة بقصد الوفاء
حباجة ذات نفع عام.
ويعرف أيضا املرفق العام مبعناه الوظيفي بأنه<< :نشاط يهد ف إىل حتقيق الصاحل العام ،أو نشاط تتواله اإلدارة
بنفسها أو يتواله فرد عادي حتت توجيهها ورقابتها وإشرافها بقصد إشباع حاجات عامة للجمهور>> ،وميكن
القول أنه ميكن اجلمع بني املعىن العضوي والوظيفي للوصول إىل تعريف سليم للمرفق العام لوجود التقاء بني
املعنيني ،عندما تسعى اهليئات العامة التابعة لشخص من أشخاص القانون العام إىل حتقيق النفع العام ،وإشباع
حاجات األفراد ،وهذا حيصل دائما يف املرافق العامة اإلدارية.
غري أن تطور احلياة اإلدارية والتغريات الكثرية اليت طرأت يف القواعد اليت تقوم عليها فكرة املرافق العامة أدى إىل
ظهور املرافق العامة االقتصادية أو التجارية اليت ميكن أن تدار بواسطة األفراد أو املشروعات اخلاصة مما أدى إىل
2
محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري (التنظيم اإلداري ،النشاط اإلداري) ،بدون طبعة ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،الجزائر ،2004 ،ص.205
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
انفصال العنصر العضوي عن املوضوعي وأصبح من حق اإلدارة أن تنظم نشاط معني يف صورة مرفق عام وتعهد به
إىل األفراد فيتوافر فيه العنصر املوضوعي دون العضوي.
وقد اعرتف جملس الدولة يف فرنسا للمرافق االقتصادية والتجارية بصفة املرفق العام بل أطلق هذه الصفة على بعض
املشروعات اخلاصة ذات النفع العام اليت ختضع لرتخيص إداري مقيد ببعض الشروط ،وفق ما يعرف بفكرة املرافق
العامة الفعلية.
من التعريف السابق يتضح لنا أن هناك ثالثة عناصر جيب توافرها حىت يكتسب املشروع صفة املرفق العام ويعود
العنصر األول إىل اهلدف املوكل إىل املرفق العام الذي يقوم بالنشاط والثاين ارتباط املشروع باإلدارة ورقابتها لسري
3
العمل فيه ،وأخريا استخدام امتيازات السلطة العامة.
املرفق العام هو مشروع عام ،واملشروع هو عبارة عن نشاط منظم ومتناسق متارسه جمموعة بشرية قيادية وتوجيهية
وإدارية وتنفيذية ،بوسائل مادية وفنية وقانونية لتحقيق غرض حمدد.
البد أن يكون كذلك الغرض من املرفق العام حتقيق املنفعة العامة وإشباع حاجات األفراد أو تقدمي خدمة عامة،
وهذه احلاجات أو اخلدمات قد تكون مادية كمد األفراد باملياه والكهرباء أو معنوية كتوفري األمن والعدل
للمواطنني.
ومع ذلك فإن حتقيق بعض املرافق العامة للربح ال يعين حتما ،افتقادها صفة املرفق العام ،طاملا أن هدفها الرئيس
ليس حتقيق الربح ،وإمنا حتقيق النفع العام كما أن حتصيل بعض املرافق لعوائد مالية لقاء تقدميها اخلدمات إىل
املواطنني ،كما هو احلال بالنسبة ملرفق الكهرباء والقضاء ال يسعى لكسب عوائد مالية بقدر ما يعد وسيلة لتوزيع
األعباء العامة على كل املواطنني.
وعليه فإن هدف املنفعة العامة اليت اعرتف القضاء اإلداري به عنصًر ا من عناصر املرفق العام ال ميكن حتديده بدقة،
فهذا اهلدف قابل للتطوير ،ويتوقف على تقدير القاضي إىل حد كبري،و يف هذا السبيل ذهب جانب من الفقه ان
املشروعات ايل تنشأها الدولة تعترب مرافق عامة ألن تستهدف حتقيق وجه من وجوه النفع العام الذي عجز األفراد
وأشخاص النشاط اخلاص عن القيام هبا ،أو ال يستطيعون القيام هبا على أكمل وجه.
ويرتتب على ذلك أن املرافق العامة إمنا تقوم بتقدمي خدماهتا أصًال بصورة جمانية رغم ما قد تفرض من رسوم ال
ترقى أبًد ا إىل مستوى سعر تكلفة اخلدمة املقدمة ،مثل رسوم االستفادة من خدمات املستشفيات العامة ،أو الدراسة
باجلامعات.
تقوم الدولة بإنشاء املرافق العامة وجيب أن يكون نشاط املرفق العام منظًم ا من جانب اإلدارة وموضوًعا حتت
إشرافها ورقابتها ،وخاضًع ا لتوجيهها لضمان عدم احنرافه عن املصلحة العامة حلساب املصاحل اخلاصة.
وعليه ال يكفي الكتساب صفة املرفق العام على منظمة إدارية ما أن يستهدف هذا املشروع حتقيق املنفعة العامة ،بل
البد باإلضافة إىل ذلك ان يكون املشروع مرتبط ارتباًطا عضويا ومصرييا ووظيفيا بالدولة وباإلدارة العامة ،وفكرة
ارتباط املرفق العام بالدولة و اإلدارة أي بالسلطة العامة يف الدولة أمر منطقي باعتبار أن املرفق العام هو أداة الدولة
لتحقيق وظيفة املصلحة العامة عن طريق إشباع احلاجات العامة يف الدولة بانتظام واطراد وبكفاية ويف نطاق مبدأ
4
تكافؤ الفرص.
ويرتتب على ارتباط املرفق العام باإلدارة ،خضوع املرفق العامل للسلطات العامة املختصة يف الدولة من حيث اإلنشاء
واإلدارة والتسيري والرقابة واإلشراف ،وهذا ما يزيد يف حتديد املرفق العام ومييزه عن املشروعات اخلاصة.
وإذا عهدت اإلدارة إىل أحد األشخاص املعنوية العامة بإدارة املرفق فإن هذا ال يعين ختليها عن ممارسة رقابتها
وإشرافها عليه من حيث حتقيقه للمصلحة العامة وإشباع احلاجات العامة لألفراد.
يلزم لقيام املرافق العامة أن تتمتع اجلهة املكلفة بإدارة املرفق العام بامتيازات غري مألوفة يف القانون اخلاص تالئم
الطبيعة اخلاصة للنظام القانوين الذي حيكم املرافق العامة
غري أن هذا الشرط خمتلف فيه بني الفقهاء على اعتبار أ التطورات االقتصادية صناعية وجتارية خيضع يف اجلانب
األكرب من نشاطها إىل أحكام القانون اخلاص كما أن خضوع املرفق العام هو جمرد نتيجة لثبوت الصفة العامة
للمرفق ،ومن غري املنطقي أن تعرف الفكرة بنتائجها.
واملقصود بالنظام القانوين اخلاص واالستثنائي الذي حيكم املرفق العام هو جمموعة األحكام والقواعد واملبادئ
القانونية اليت ختتلف اختالًفا جذريا عن قواعد القانون اخلاصة بصفة عامة وعن قواعد النظام القانوين الذي حيكم
املشروعات اخلاصة بصفة خاصة.
مادامت فكرة املرفق العام قد لعبت وتلعب دوًر ا أساسًيا وحيويا يف تأسيس وجود القانون اإلداري كقانون مستقل
عن قواعد القانون اخلاص وخمتلف عنه جوهريا وما دامت فكرة املرفق العام هي وسيلة وأداة السلطة العامة يف الدولة
إذن خيضع املرفق العام لنظام قانوين خاص واستثنائي ليتالءم وينطبق عليه يف إنشائه وتنظيمه وتسيريه وإلغائه ويف
5
الرقابة عليه.
5
عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،بدون طبعة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2002 ،ص.56
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
تؤدي املرافق العامة دوًر ا كبريا داخل اجملتمع أيا كان موضوع نشاطها وهذا يفرض أن تقدم خدماهتا للجمهور
بشكل مستمر ومتواصل ،فال ميكن أن يتصور مثًال توقف جهاز القضاء عن الفصل يف اخلصومات ،أو توقف جهاز
األمن عن أداء مهامه ،أو مرفق الدفاع ،إن توقف أحد هذه األجهزة وغريها سينجم عنه إحلاق ضرر بالغ باملصلحة
العامة وحبقوق األفراد ،ولو ملدة قصرية ،هلذا أمجع الفقهاء على أن استمرارية املرفق العمومي تعترب أحد املبادئ
األساسية اليت حتكم عمل املرافق العمومية.
لذلك كان من الضروري أن ال تكتفي الدولة بإنشاء املرافق العامة بل تسعى إىل ضمان املبادئ األساسية اليت يقوم
عليها القانون اإلداري ،ومع أن املشرع يتدخل يف كثري من األحيان إلرساء هذا املبدأ يف العديد من جماالت النشاط
اإلداري ،فإن تقريره ال يتطلب نص تشريعي ألن طبيعة نشاط املرافق العامة تستدعي االستمرار واالنتظام.
ويقتضي مبدأ االستمرارية توفر مجلة من الضمانات تعمل مجيًع ا على جتسيده يف أرض الواقع ،ومن هذه الضمانات
ما وضعه املشرع ومنها ما رسخه القضاء اإلداري ،وتتجلى هذه الضمانات يف تنظيم ممارسة حق االستقالة ،وممارسة
حق اإلضراب ،وسن قواعد خاصة حلماية أموال املرفق ،وهي مجيعا متثل ضمانات تشريعية أي من صنع املشرع
وهناك ضمانات أخرى كنظرية املوظف الفعلي ونظرية الظروف الطارئة وهي من صنع القضاء ،نفصل هذه
الضمانات فيما يلي:
تنظيم ممارسة حق اإلضراب :يقصد باإلضراب توقف األعوان العموميني يف املرافق العمومية عن القيام بأعماهلم -
6
أو االمتناع عن أدائها ملدة معينة.
كوسيلة محل اإلدارة على تلبية مطالب مهنية معينة أو اجتماعية دون أن تنصرف نيتهم إىل ترك العمل هنائًيا.
ولإلضراب نتائج بالغة اخلطورة على سري العمل يف املرفق العام وقد تتعدى نتائجه إىل اإلضرار باحلياة االقتصادية
واألمن يف الدولة وليس هناك موقف موحد بشأن اإلضراب ،ومدى حترميه فهناك من الدول اليت تسمح به يف نطاق
ضيق ،غري أن أغلب الدول حترمه وتعاقب عليه ضماًنا لدوام استمرار املرافق العامة.
أما بالنسبة للمشرع اجلزائري فقد جاء يف املادة 20من دستور 1963م بأن حق اإلضراب معرتف به وميارس يف
إطار القانون ،وعندما صدر القانون األساسي للوظيفة العامة يف الثاين من شهر جوان 1966م ،مل يشر بيان أسبابه
وال أحكامه إىل حق اإلضراب وذات املسلك نراه يف األمر رقم 74-71املتعلق بالتسيري االشرتاكي للمؤسسات
الذي اكتفى باإلعالن عن جمموعة من احلقوق كاحلق يف األجر واحلق يف املشاركة يف التسيري واحلق يف األرباح
والتكوين والراحة ،دون إشارة حلق اإلضراب وهذا أمر طبيعي فرضته طبيعة املرحلة فال ميكن أن يتصور أن العمال
يف ظل الفلسفة االشرتاكية هم من جهة رواد التنمية االقتصادية ومن جهة أخرى يعرتف هلم املشرع حبق اإلضراب.
فجاء دستور 1976م ومل يفصح املؤسس فيه عن موقفه من حق اإلضراب يف القطاع العام االقتصادي ،سواء
إداري أو اقتصادي واكتفت املادة 61منه باالعرتاف حبق اإلضراب يف القطاع اخلاص.
ومل جتز قواعد القانون األساسي العام للعامل صراحة ممارسة حق اإلضراب يف القطاع العام االقتصادي ،بل أجازته
وبصريح العبارة فقط يف القطاع اخلاص (املادة )21جتسيدا للمبدأ الدستوري.
ومحل دستور 1989وألول مرة شيًئا جديًد ا خبصوص اإلضراب متثل يف االعرتاف مبمارسته يف مجيع القطاعات إال
ما استثين بنص خاص فنصت املادة 54منه على أن احلق باإلضراب معرتف به و ميارس يف إطار القانون و ميكن أن
مينع القانون ممارسة هذا احلق أو أن جيعل حدوًد ا ملمارسته يف ميادين الدفاع الوطين أو األمن أو يف مجيع اخلدمات أو
األعمال العمومية ذات املنفعة العامة للمجتمع.
وصدر بعده القانون رقم 02-90املؤرخ يف 06فرباير 1990م ،املتعلق بالوقاية من النزاعات اجلماعية يف العمل
وتسويتها وممارسة حق اإلضراب املعدل واملتمم بالقانون رقم 27-91املؤرخ يف 21ديسمرب 1991م ،وتضمنت
قواعده .كيفية ممارسة حق اإلضراب وإجراءاته وآثاره ،وأخريا صدر األمن 03-06املؤرخ يف 15جويلية
2006املتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ،واعرتفت املادة 36منه للموظف مبمارسة حق اإلضراب
يف ظل التشريع املعمول به أي يف ظل القانون 02-90املعدل واملتمم.
<<مينع اللجوء إىل اإلضراب يف ميادين األنشطة األساسية اليت قد تعرض توقفها حياة أو أمن أو صحة املواطنني أو
االقتصاد الوطين للخطر.
وهبذه الصفة مينع اللجوء إىل اإلضراب على القضاة ،املوظفني ،املعينني مبرسوم أو املوظفني الذين يشغلون مناصب يف
اخلارج ،أعوان مصاحل األمن ،األعوان امليدانيني العاملني يف مصاحل احلماية املدنية ،أعوان مصاحل استغالل شبكات
اإلشارة الوطنية يف وزاريت الداخلية والشؤون اخلارجية ،األعوان املدنيني العاملني يف اجلمارك عمال املصاحل اخلارجية
إلدارة السجون>>
قد ينجم عن اإلضراب عواقب وخيمة يعود بالسوء على املنتفع بالدرجة األوىل لذا وجب أن يسعى املشرع إىل
ضبط ممارسة حق اإلضراب بقيود إجرائية حتول دون تعسف اجلهة القائمة به ،كما أنه بإمكان املشرع وألسباب
موضوعية أن مينع ممارسة هذا احلق يف قطاعات معينة ،ميكن إمجال أهم هذه القيود فيما يلي:
عقد اجتماعات دورية :درءا للخالفات اجلماعية اليت قد تسود داخل اإلدارات العمومية أوجب املشرع مبقتض -
املادة 15من القانون 02-90إجراء اجتماعات دورية بني ممثلي العمل وممثلي اإلدارة املستخدمة ،هبدف
عرض اإلشكاالت املطروحة ،وإجياد حل هلا كآليات الوقاية من املنازعات اجلماعية.
رفع اخلالفات إىل اجلهات الوصية :إذا اختلف الطرفان يف حل املسائل املدروسة أو بعضها يرفع ممثلوا العمال -
أهم املسائل املختلف بشأهنا إىل السلطات اإلدارية املختصة على مستوى الوالية ،وإذا كان اخلالف يكتسي
طابًع ا جوهريا أو وطنيا ،يرفع األمر إىل الوزير أو من ميثله ،وتتوىل هذه السلطات إجراء املصاحلة حبضور ممثلي
السلطة املكلفة بالوظيفة العامة ومفتشية العمل املختصة إقليميا وتعد حمضًر ا تضمنه املسائل املتفق بشأهنا واملسائل
املتنازع حوهلا.
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
إحالة اخلالف على جملس الوظيفة العمومية املتساوي األعضاء :أعلنت املادة 21من القانون 02-90عن -
ميالد جملس متساوي األعضاء يتكون من اإلدارة وممثلي العمل ،يوضع حتت السلطة املكلفة بالوظيفة العامة،
وهو عبارة عن جهاز مصاحله يف جمال منازعات العمل.
موافقة مجاعة العمل :إذا كان اإلضراب حقا دستوريا فإن ممارسته ختضع جلملة من الضوابط يأيت على رأسها -
موافقة مجاعة العمل على اللجوء لإلضراب ،وهذا ال يتم إال بعقد مجعية يف مواقع العمل تضم نصف عدد
العمال على األقل ويبت يف هذا االمر عن طريق االقرتاع السري.
اإلشعار املسبق :ويتمثل يف أجل حمدد ال يقل عن مثانية أيام يتم االتفاق عليه مفاوضة بني أطراف اخلالف و -
ينجم عن انتهائه الدخول يف اإلضراب ،وقد أوجب القانون إيداع اإلشعار باإلضراب لدى املستخدم مع إعالم
مفتشية العمل.
اختاذ إجراءات احملافظة على املمتلكات :إن اللجوء لإلضراب ال يعين هجر اإلدارة املستخدمة ومواقع العمل -
هجًر ا مجاعيا ،بل يلزم العمل باختاذ التدابري الالزمة للمحافظة على ممتلكات اإلدارة املستخدمة ،وهذا من باب
تطبيق مبدأ االستمرارية.
ضمان احلد األدىن للخدمة :وهذا جتسيدا ملبدأ سري املرفق العامة بانتظام واطراد. -
إمكانية اللجوء للتسخري :ميكن أن يأمر بتسخري العمال املضربني يف اهليئات أو اإلدارات العمومية أو املؤسسات -
بغرض أداء أعمال ضرورية لضمان استمرار بعض احلاجات الضرورية.
تنظيم ممارسة حق االستقالة :إذا كان من حق املوظف أن يستقيل من عمله باملرفق العام ،فإنه ليس من حقه أن -
يرتك ويتخلى عن أداء مهامه فجأة كما يشاء وبدون إجراءات.
وسعيا منه لضمان استمرارية املرافق العامة ينص قانون الوظيف العمومي على جمموعة من القيود والشروط تنظم
االستقالة تتمثل فيما يلي:
أ -تقدمي طلب االستقالة يف شكل كتايب إىل السلطة صاحبة التعيني.
ب -بقاء املوظف ملزما بتأدية الواجبات املرتبطة مبهامه حىت صدور قرار قبول االستقالة خالل مدة 03أشهر،
7
ميكن متديدها إىل فرتة إضافية أقصاها 6أشهر.
ج -اعتبار التوقف عن اخلدمة فجأة وبدون مراعاة اإلجراءات القانونية خطأ مهين جسيم ،بسبب إمهال املنصب.
7
مازن ليلو راضي ،القانون اإلداري ،بدون طبعة ،دار المطبوعات الجامعية اإلسكندرية ،مصر ،2005 ،ص.168
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
وأحسن املشرع عندما اعترب االستقالة حًق ا وهذا ما نصت عليه املادة 93من القانون األساسي العام للعامل وأكدته
املواد من 133وما بعدها من القانون األساسي النموذجي للعمال واملؤسسات واإلدارات العامة لسنة ،1985
وتبدو احلكمة يف االعرتاف باالستقالة كحق أن إلزام املوظف بالعمل حلساب املؤسسة املستخدمة رغم إرادته يشكل
صورة من صور املساس حبرية العمل ،واليت بات معرتف هبا يف سائر التشريعات احلديثة.
ورجوعا لألمر 03-06املتضمن قانون الوظيفة العامة اجلديد جنده مل يورد االستقالة حتت عنوان حقوق املوظف
وإمنا ورد ذكرها يف الباب العاشر حتت عنوان إهناء اخلدمة ،وإن كانت املادة 217من األمر املذكور قد اعرتفت
بصريح العبارة أن االستقالة حق للموظف ميارسه ضمن إطار القانون وأكدت املادة 218و 219على وجوب
تقدمي طلب كتايب يعرب فيه املوظف عن رغبته يف قطع العالقة الوظيفية يرسل عن طريق السلم اإلداري للسلطة
املخولة بصالحية التعيني ،ويلزم باالستمرار يف أداء عمله إىل غاية صدور القرار ،ومىت قبلت االستقالة فال جمال
للرتاجع فيها.
خالفا للقاعدة العامة اليت جتيز احلجز على أموال املدين الذي ميتنع عن الوفاء بديونه ال جيوز احلجز على أموال
املرافق العامة ،وفاء ملا يتقرر للغري من ديون يف مواجهتها ملا يرتتب على ذلك من تعطيل للخدمات اليت تؤديها.
فمن أجل أداء املرافق العامة ملهامها تلبية الحتياجات اجلمهور ،أضفى املشرع محاية خاصة ومتميزة على أمالك
وأموال اإلدارات العامة سواء كانت محاية مدنية أو جنائية.
أ -محاية مدنية :تنص املادة 689من القانون املدين على ما يلي<< :ال جيوز التصرف يف أموال الدولة أو
حجزها ،أو متلكها بالتقادم غري أن القوانني اليت ختصص هذه األموال إلحدى املؤسسات املشار إليها يف املادة 688
حتدد شروط إدارهتا ،وعند االقتضاء شروط عدم التصرف فيها.
ب -احلماية اجلنائية :يفرض القانون اجلنائي عقوبات مشددة على كل مساس بأموال وأمالك املرافق العامة ،خاصة
إذا كانت ماسة باالقتصاد الوطين.
ب -الضمانات القضائية :لقد ساهم القضاء اإلداري يف فرنسا مسامهة كبرية يف إظهار النظريات اليت ختدم مبدأ
حسن سري املرفق بانتظام واطراد ويتجلى ذلك خاصة يف نظرية الظروف الطارئة ونظرية املوظف الفعلي.
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
-نظرية الظروف الطارئة :تفرت ض نظرية الظروف الطارئة أنه إذا وقعت حوادث استثنائية عامة غري متوقعة بعد
إبرام العقد وأثناء تنفيذه وخارجة عن إرادة املتعاقد وكان من شأهنا أن تؤدي إىل إحلاق خسائر غري مألوفة وإرهاق
املتعاقد مع اإلدارة ،فإن لإلدارة أن تتفق مع املتعاقد على تعديل العقد وتنفيذه بطريقة ختفف من إرهاق املتعاقد،
ويتحمل بعض عبئ هذا اإلرهاق بالقدر الذي ميكن املتعاقد من االستمرار بتنفيذ العقد فإن مل حيصل هذا االتفاق
فإن للقضاء أن حيكم بتعويض املتعاقد تعويًض ا نسبيا.
وهذه النظرية من خلق جملس الدولة الفرنسي ،أقرها خروجا على األصل يف عقود القانون اخلاص اليت تقوم على
قاعدة ''العقد شريعة املتعاقدين'' ضماًنا الستمرار سري املرافق العامة وللحيلولة دون توقف املتعاقد مع اإلدارة عن
تنفيذ التزاماته وتعطيل املرافق العامة.
-نظرية املوظف الفعلي :ضماًنا ملبدأ استمرارية اخلدمة العامة صاغ القضاء الفرنسي نظرية املوظف الفعلي ،وهذا
لتحقيق املقصد بالنسبة بنظرية الظروف الطارئة ،واملوظف الفعلي شخص ميارس اختصاًص ا إداريا معينا رغم وجود
عيب جسيم يف قرار تعيني شغله هلذه الوظيفة أو لعدم صدور قرار التعيني.
وتقتضي مبادئ القانون إلغاء مجيع تصرفاته ألهنا صادرة من شخص غري خمتص غري أن القضاء وسعيا منه عدم
ارتباك أداء اخلدمات العامة بانتظام وإطراد أضفى مشروعيته على هذه األعمال.
يقوم هذا املبدأ على أساس التزام اجلهات القائمة على إدارة املرافق بأن تؤدي خدماهتا لكل من يطلبها من اجلمهور
ممن تتوافر فيهم شروط االستفادة منها دون متييز بينهم بسبب اجلنس أو اللون أو اللغة أو املركز االجتماعي أو
االقتصادي وهلذا فإن املساواة أمام اإلدارة واملرفق العمومي ليس إال نتيجة على املستوى اإلداري للمبدأ العام املتمثل
يف املساواة أمام القانون ،وميثل هذا األخري اليوم حقا من حقوق اإلنسان.
ولقد كرست هذه القاعدة كل الدساتري اجلزائرية بداية بدستور 1963م إىل غاية دستور 1996م ،الذي أشار
صراحة إىل هذا املبدأ السيما من خالل املادة 29منه اليت تنص" :كل املواطنني سواسية أو القانون" ويرتتب على
هذا القول نتائج تتمثل يف مبادئ فرعية هي املساواة بني املنفعتني من خدمات واملساواة يف االلتحاق بالوظائف
العامة ،كذلك املساواة يف حتمل األعباء العامة.
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
أ -مساواة املنفعتني من خدمات املرفق :تقتضي هذا املبدأ وجوب معاملة املرفق لكل املنفعتني معاملة واحدة دون
تفضيل البعض على البعض األخر ألسباب تتعلق باجلنس أو اللون أو الدين أو احلالة املالية وغريها ويعود سر إلزام
املرفق باحلياد بعالقته باملنفعتني إىل أن املرفق مث إحداثه بأموال عامة بغرض أداء حاجة عامة ومن هنا تعني عليه أن ال
يفاضل يف جمال االنتفاع بني شخص وشخص ،وفئة وأخرى ممن يلبون شروط االنتفاع من خدمات املرفق ،وال
يتناىف هذا املبدأ مع سلطة املرفق يف فرض بعض الشروط اليت تستوجبها القوانني والتنظيمات كالشروط املتعلقة بدفع
الرسوم واتباع بعض األجراءات أو تقدمي بعض الوثائق.
ب -املساواة يف االلتحاق بالوظائف العامة ،يرتتب على املبدأ وهو املساواة أمام القانون ،مساواة املواطنني يف
االلتحاق بالوظائف العمومية وهذه املساواة األخرية أصبحت اليوم حقا دستوريا حبيث تنص املادة 51من الدستور:
"يتساوى مجيع املواطنني يف تقلد املهام والوظائف يف الدولة دون أية شروط أخرى غري الشروط اليت حيددها القانون"
وهو املبدأ الذي كرسه كذلك دستور ( 1989املادة )48ودستور ( 1976املادة )44وعلى املستوى التشريعي
وعلى سبيل املثال فقد أكد على هذا املبدأ األمر رقم 66/133املؤرخ يف 02جوان 1966املتعلق بالقانون
األساسي للوظيفة العامة (العامة )05إال أن التمتع هبذا احلق ال مينع املشرع أن يضبط اإللتحاق بالوظائف العمومية
بشروط حمددة تتعلق بالسن وحسن السرية ،وإجراء الدخول يف مسابقة ،واملستوى التعليمي...
ولكن جيب اإلشارة ،فإذا كان ليس لكل املواطنني احلق الدخول يف الوظيفة العمومية ،إال أنه جيب أن ال يتعرضوا
للتمييز إذا توفرت لديهم الشروط القانونية املطلوبة.
ج -املساواة يف االلتزامات واألعباء :املساواة يف االلتزامات واألعباء هي مظهر من مظاهر املساواة أمام املرفق
العمومي .فيما خيص املساواة أمام االلتزامات ميكن أن نذكر على سبيل املثال املساواة أمام أعباء اخلدمة الوطنية
حبيث تنص املادة 01من األمر 74/103املؤرخ يف 15نوفمرب 1974املتضمن قانون اخلدمة الوطنية" :إن
اخلدمة الوطنية إلزامية بالنسبة جلميع األشخاص املتمتعني باجلنسية اجلزائرية و املكملني 19سنة من عمرهم" .وهي
على قدم املساواة جتاه اجلميع" أما فيما خيص األعباء ،فهي تستهدف أساسا املساواة أمام األعباء اجلبائية وذلك
مبوجب قاعدة مساواة اجلميع أمام الضريبة.
إن املرافق العامة ختضع لقوانني ،وتنظيمات منها ما حيكم املرفق العام من حيث تنظيمه وهيكله ،وال يقتصر التغيري
على القواعد املنظمة للمرفق العام بل ميتد أيضا إلسلوب إدارته ،فيحق تغيري أسلوب اإلدارة من اإلدارة املباشرة
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
إ‘ى املؤسسة العامة ،أو من املؤسسة العامة إىل الشركة املختلطة ،وللمرفق أيضا أن يفرض رسوم لقاء اخلدمات اليت
يقدمها أو أن خيفض من هذه الرسوم إذا رأى يف ذلك مصلحة ،وال جيوز ألي كان االحتجاج على هذا التغري وبناء
على هذا املبدأ إذا كثرت اإلدارة يف نظام املرفق من أسلوب إىل إىل آخر فليس للموظفني التمسك مبجانية اخلدمة
خاصة إذا غريت اإلدارة األسلوب إىل آخر ،فليس للموظفني التمسك بالنظام القدمي الذي كاد حيكمهم ،كما أنه
ليس من حق املنتفعني التمسك مبجانية اخلدمة خاصة إذا غريت اإلدارة األسلوب من طريقة االستغالل املباشر إىل
أسلوب املؤسسة.
كما أنه ليس من حق املتعاقد مع اإلدارة يف عقد اإللتزام أن حيول دون ممارسة حقها يف تغري بعض بنود العقد مبا
يتماشى ومصلحة املنتفعني ومصلحة املنتفعني مع االحتفاظ حبقه يف التوازن املايل.
واملالحظ أن هذا املبدأ هو تلبية ملتطلبات الواقع واستجابة لقانون موضوعي للنظام االجتماعي والبديهية الطبيعية ،
ألن املرفق العام هو نشاط ملموس وإذا كانت خدمة الصاحل االقتصادي وضخامة الطلب االجتماعي ،وبعبارة
8
أخرى تسيري املرافق جيب أن يتكييف باستمرار مع متطلبات الصاحل العام املتغرية.
8
هيام مروة ،القانون اإلداري الخاص ،الطبعة األولى ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان ،2003 ،ص7
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
الخاتمة :
ظل املرفق العام يشكل حمورا أساسيا يف القانون اإلداري ،سواء مت النظر إليه من خالل العمل القضائي أو الفقهي ،
فإن هناك من يرى أن املرفق العام ميثل أساس خمتلف نظريات القانون اإلداري.
وبالتايل فإن النظر إىل مفهوم املرفق العام كإشكالية عامة يتيح الوقوف على عدة مالحظات من قبيل أن املرفق العام
أصبح رهينة لتجاذبات صعبة تقف ورائها األزمات القدمية والتحديات اجلديدة ،على حد سواء وذلك بسبب
اتساع جمال استعماالت املرفق العام واهتزاز االختيارات االقتصادية بدرجات معينة ،مع ما يرافق ذلك من تطورات
عديدة ومتالحقة مست بالوظائف واألنظمة القانونية وجممل اإلشكاالت التعريفية ملفهوم املرفق العام.
إن ما ميكن استنتاجه مما سبق ،هو تسجيل حيول عميق على املفهوم التقليدي للمرفق العام خاصة من حيث املبادئ
اليت حتكم هذا األخري حبيث مل يعد يرسي خصوصياته كنظام قانوين وأمناط تدبريية على مقولة املصلحة العامة اليت
أصبحت عبارة عن مفهوم عام وفضفاض ،يستخدم بطريقة احتياطية من أجل أن يصلح ألي شيء وكذلك حدوث
اندفاع قوي باجتاه ثقافة تسري له تكون قائمة على معايري جديدة ،من قبيل النجاعة والتقومي إىل درجة تطوير
املؤشرات واملبادئ القانونية التقليدية للمرفق العام.
املبادئ التي تحكم سير املرفق العام
قائمة املراجع و املصادر
عمار بوضياف ،النشاط اإلداري ،مقال منشور على شبكة اإلنرتنت ،تاريخ الولوج05/04/2015 :
على الساعة .17:30
حممد الصغري بعلي ،القانون اإلداري (التنظيم اإلداري ،النشاط اإلداري) ،بدون طبعة ،دار العلوم للنشر
والتوزيع ،عنابة ،اجلزائر ،2004 ،ص.205
حممد الصغري بعلي ،املرجع السابق ،ص.206
حممد الصغري بعلي ،املرجع السابق ،ص.207
عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،اجلزء الثاين ،النشاط اإلداري ،بدون طبعة ،ديوان املطبوعات اجلامعية،
اجلزائر ،2002 ،ص.56
عمار عوابدي ،املرجع السابق ،ص.57
مازن ليلو راضي ،القانون اإلداري ،بدون طبعة ،دار املطبوعات اجلامعية اإلسكندرية ،مصر ،2005 ،ص
.168
هيام مروة ،القانون اإلداري اخلاص ،الطبعة األوىل ،املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان،
،2003ص.7