Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
• الفصل األول :المنظمات العمومية ،أشكالها و أساليب تسييرها
المبحث األول :ماهية المنظمات العمومية
املطلب األول :التعريف باملنظمات العمومية
املطلب الثاين :خصائص و أهداف املنظمات العمومية
املطلب الثالث :أنواع و تقسيمات املنظمات العمومية
المبحث الثاني :أساليب تسيير المنظمات العمومية
املطلب األول :مبادئ التسيري للمنظمات العمومية
املطلب الثاين :التسيري املباشر للمنظمات العمومية
املطلب الثالث :التسيري غري املباشر للمنظمات العمومية
الفصل الثاني :المناجمنت و تطبيقاته في القطاع العام ( المناجمنت العمومي)
المبحث األول :ماهية المناجمنت العمومي
املطلب األول :التعريف املنامجنت العمومي
املطلب الثاين :خصائص و مميزات املنامجنت العمومي
املطلب الثالث :األصول العلمية للمنامجنت العمومي
المبحث الثاني :األطراف الفاعلة في املنامجنت العمومي
املطلب األول :البيئة الداخلية و اخلارجية للمنامجنت العمومي
املطلب الثاين :الفئات املتداخلة يف التسيري العمومي
• الفصل الثالث :الرقابة في المنظمات العمومية
المبحث األول :ما هية الرقابة في المنظمات العمومية
املطلب األول :تعريف الرقابة
املطلب الثاين :دور الرقابة
المبحث الثاني :مستويات و مراحل عملية الرقابة
املطلب األول :مستويات عملية الرقابة
املطلب الثاين :مراحل عملية الرقابة
المنظمات العمومية ،أشكالها و أساليب تسييرها الفصل األول :
محتوى
األول الفصل
• مقدمة الفصل
تعترب املنظمات العمومية حلقة رئيسية يف تفعيل النشاط االقتصادي على املستوى احمللي و الدويل ،فبعد ما
كان يقتصر دور الدولة يف احلفاظ على األمن و االستقرار السياسي حتولت إىل دولة متدخلة يف احلياة االقتصادية
و ذلك من خالل إنشاء املؤسسات العمومية أو انتشال املؤسسات املشرفة على اإلفالس و إعادة إحيائها بغرض
محاية مناصب العمل و احلد من البطالة و اإلبقا ء على االستقرار ،كما تعمل الدولة من خالل منظماهتا يف
القطاعات ذات الطابع االسرتاتيجي و اليت ال يغامر فيها القطاع اخلاص نظرا لدرجة اخلطورة الكبرية و احتياجاهتا
ألموال ضخمة.
و هي أجهزة لإلنتاج توفر هلا الدولة رأس املال بواسطة املوازنة العامة ،و ميكن التمييز بني عدة أنواع من هذه
اهليئات وفقا لدرجة التصرف املايل و اإلداري الذي تتمتع به.
و شكل من أشكال املنظمات حيث تكون فيه مسامهة الدولة جزئيا ،األمر الذي يرتتب عليه مراقبة
حمدودة على هذه املنظمات.
خامسا :الوكاالت
و هي هيئات عمومية ختضع يف تسيريها لقواعد احملاسبة العمومية كما أن مصاريفها و إيراداهتا مدرجة ضمن
املوازنة العامة للدولة و تقوم على ساس عقد الوكالة و هو عقد تفوض مبقتضاه الدولة هليئة خاصة حق تسيري
مصلحة عمومية وفقا للش روط احملددة يف دفرت األعباء الذي يتضمن االلتزامات اليت خيضع هلا الوكيل يف أداء
اخلدمات مثل حتديد أسعار البيع و الرسوم اليت يتحملها الوكيل .
و هي من شركات القانون العام ،اليت متتلك الدولة و اجلماعات احمللية نصيب من رأمساهلا إىل جانب رؤوس
األموال اخلاصة.
باعتبار املؤسسات العامة طريقة إلدارة املرافق العامة و اليت تتنوع و تنقسم إىل مرافق عامة إدارية و
أخرى صناعية جتارية ،فإنه يرتتب على ذلك تقسيم املؤسسات العامة إىل مؤسسات عامة إدارية ،و أخرى
صناعية جتارية.
و إبتداءا من سنة 1988عرف أسلوب املؤسسات العامة تطورا كبريا وميكن إرجاعها إىل أربعة أصناف أساسية
:
املؤسسة العامة اإلدارية ذات الطابع اإلداري.
املؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري.
املؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي.
املؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و الثقايف و املهين .
إن هذا التقسيم مكرس يف املادة 2من األمر رقم 03-06املؤرخ يف 17جويلية 2006املتعلق بالقانون
األساسي للوظيفة العمومية.
أوال :المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري.
تقوم هذه املؤسسة بنشاط إداريا حبتا و ختضع لقواعد القانون العام كما تعرض منازعاهتا على القضاء
اإلداري و تعترب أمواهلا أموال عامة ختضع لنظام احملاسبة العمومية ،عماهلا موظفون عموميون قراراهتا تعترب قرارات
إدارية و من أمثلة على ذلك املستشفيات و معاهد التكوين املهين و مؤسسات قطاع الرتبية ...اخل
وهبذه الصفة فهي حتدث إضافة إىل مصاحل اإلدارة احمللية ,مصاحل عمومية تقنية قصد التكفل على وجه اخلصوص
مبا يأيت:
-التزويد باملياه الصاحلة للشرب وصرف املياه املستعملة.
-النفايات املنزلية والفضالت األخرى.
-اإلنارة العمومية.
-األسواق املغطاة واملوازين العمومية.
-احلظائر ومساحات التوقف.
-النقل اجلماعي ...
املادة 151من نفس القانون "ميكن البلدية أن تستغل مصاحلها العمومية عن طريق االستغالل املباشر" .
وكذاك نص قانون الوالية 07 -12يف املادة "141مع مراعاة األحكام القانونية املطبقة يف هذا اجملال ،ميكن
الوالية أن تنشئ قصد تلبية احلاجات اجلماعية ملواطنيها مبوجب مداولة اجمللس الشعيب الوالئي ،مصاحل عمومية
والئية للتكفل على وجه اخلصوص مبا يأيت:
-الطرق والشبكات املختلفة.
-مساعدة ورعاية الطفولة واألشخاص املسنني أو الذين يعانون من إعاقة أو أمراض مزمنة.
-النقل العمومي"...
وعليه فإن اجملموعات اإلقليمية اليت أنشأت املرافق العمومية تقوم بتعني عون عمومي يقوم بتسيري هذا املرفق دون
أن متنح له االستقاللية املالية ،ولكن تكون له حماسبة شخصية ،حىت يتمكن من اإلطالع على حمتوي املداخل
واملصاريف وهذا ما نصت عليه املادة 151من قانون البلدية ,واملادة 144من قانون الوالية.
لكن هذا التسيري املباشر عجز عن تلبية حاجات املواطنني نظرا لثقل هذه املرافق على ميزانية الدولة ،لكن يف
إطار التخصص وجب عليها اختيار أسلوب جديد من خالل املؤسسات العمومية حملاولة الوصول للفعالية يف
تأدية اخلدمات العمومية ،والوصول باخلدمة العمومية للجودة ،وهذا طرق و أساليب التسيري غري املباشر
للمنظمات العمومية.
المطلب الثالث :التسيير غير المباشر للمنظمات العمومية
تعد هذه األخرية األنسب لتسيري املرفق العام ،وهذا حملاولة الوصول للفعالية يف تأدية اخلدمات العمومية
والوصول باخلدمة العمومية للجودة ،إذ متثلت هذه الوسائل يف كل من أسلوب االمتياز واإلجيار وكذلك
التجمعات واملنظمات املهنية ،إضافة إىل أسلوب املقاولة العمومية ،أسلوب االقتصاد املختلط (االستغالل
املختلط).
الفصل الثاني
1سلوى تيشات ،آفاق الوظيفة العمومية يف ظل تطبيق املنامجنت العمومي اجلديد بالنظر إىل بعض التجارب األجنبية ،أطروحة دكتورا غري منشورة،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة بومرداس ،اجلزائر ،2015/2014 ،ص130
القطاع اخلاص يهدف إىل حتقيق الربح وبالتايل فهو عبارة عن هدف ال أكثر ،يف حني أن املنطق االقتصادي يقوم
على جمموعة من املفاهيم واليت تتمحور حول املنافسة واإلسرتاجتية واجلودة واإلبداع وكل األساليب اليت تعمل على
الضغط على التكاليف وحتقيق اكرب عائد ممكن وحتقيق رضا العميل ،وبالتايل ال يعين التخلي عن املنطق القانوين
إلغاء دور القطاع احلكومي إمنا حتسني دوره يف تقدمي اخلدمات العمومية.
لذلك يمكن القول أن المناجمنت العمومي يدل على استخدام األساليب اإلدارية يف القطاع اخلاص ( واليت
أثبتت جناعتها ) يف تسيري القطاع العام لزيادة كفاءته و فعاليته.
و يف هذا يعرف Gibertاملنامجنت العمومي على أنه " املنامجنت العمومي اجلديد هو التوجه باالدارة العمومية
حنو إدارة األعمال " .
و المعنى العلمي للمنامجنت العمومي و نعين به ( علم اإلدارة العمومية ) هي علم وفن إدارة كل املوارد املتاحة
واستغالهلا اإلستغالل األمثل مبا خيدم األهداف التنظيمية واألفراد من جهة وأهداف اجملتمع من جهة أخرى وفق
أسلوب علمي وعملي يضمن ذلك .2
ميكن القول أن مفهوم اإلدارة احلديث ( منامجنت ) يقوم على اجلانبني الفين والعلمي معا باعتبار العمل
اإلداري كممارسة فنية وعلمية يف آن واحد .
)1مفهوم اإلدارة كممارسة:
فاإلدارة هنا هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية واملادية واملالية واملعلومات واألفكار والوقت
من خالل العمليات اإلدارية املتمثلة يف التخطيط ،والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض حتقيق األهداف.
ويتضمن هذا املفهوم على العناصر التالية :
-املوارد البشرية :األفراد الذين يعملون يف املنظمة.
-املوارد املادية :كل ما يوجد يف املنظمة من مباين وأجهزة وآالت..
-املوارد املالية :كل املبالغ من املال اليت تستخدم لتسيري األعمال اجلارية واالستثمارات الطويلة األجل.
-املعلومات واألفكار :تشمل األرقام واحلقائق والبيانات والقوانني واألنظمة.
-الوقت :الزمن املتاح إلجناز العمل.
-العمليات اإلدارية :ويقصد هبا وظيفة التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة (سيتم تناوهلا الحقاً).
-الفاعلية effective :ويقصد هبا مدى حتقيق أهداف املنظمة
-الكفـاءة Efficience :ويقصد هبا االستخدام االقتصادي للموارد ( أي االقتصاد يف استخدام املوارد
املتاحة ) وحسن االستفادة منها ،والشكل أدناه يبني عالقة املوارد والعملية اإلدارية واألهداف يبعضها.
2
شنوفي نور الدين ،المناجمنت العمومي ،متاح على الموقع https://www.hopital-dz.comتاريخ التصفح 2020/08/12
المطلب الثاني :مبادئ و خصائص المناجمنت العمومي
أوال :مبادئ المناجمنت العمومي
يتضمن املنامجنت العمومي اجلديد جمموعة من املبادئ من أمهها :3
إدخال آليات السوق على القطاع العمومي ،مثل املنافسة بني املرافق العمومية يف تقدمي اخلدمات .
االستفادة من أساليب التسيري يف القطاع اخلاص وتطبيقها يف القطاع العام هبدف حتسني اخلدمات
العمومية.
حتسني أداء األجهزة اإلدارية للدولة من خالل ترشيد استعمال املوارد العمومية.
االنتقال من مفهوم اإلدارة املركزية ،القواعد القانونية ،إىل مفهوم األداء ،اجلودة ،اإلبداع ،املنافسة.
السعي إىل حتقيق رضا املواطنني ،بدال من االقتصار على تقدمي اخلدمات مع عدم مراعاة جودهتا.
عملية اختاذ القرارات تكون بشكل مجاعي واعتماد أسلوب املشاركة بدال من اختاذ القرارات بشكل
أحادي الذي يصعب تطبقه أحيانا بسبب عدم تقبل األفراد العاملني بالقطاع العمومي إىل بعض القرارات.
التسيري من منظور التنبؤ باملشاكل وحماولة تفاديها وليس التسيري من منظور معاجلة املشاكل بعد حدوثها.
يتميز املنامجنت العمومي مبجموعة من اخلصائص اليت ينفرد هبا عن أساليب التسيري األخرى :4
تسيري تأملي :مبعىن ينبغي التفكري يف األهداف ،ويف كيفية حتقيقها وقابلية احمليط هلا (املواطنني). -
-تسيري عالقات :مبعىن أن املنظمات العمومية ينبغي أن تقدم خدمات مرتبطة بالثقة أكثر منها بيع املنتجات
مع املستفيدين .
-تسيري سلطوي :مبعىن أن املنظمات العمومية حتتاج إىل تسيري سياسي جبسد سلطة الدولة ويعكس براجمها
السياسية ميدانيا.
وإدارة ) ( Management – public -لذلك هناك جوانب متعددة للتفرقة بين إدارة األعمال العمومية
) ( Management des affaire أعمال
فالتمييز بني املنامجنت العمومي وإدارة األعمال يعود بالدرجة األوىل إىل معيار جمال التطبيق للمنامجنت
(اإلدارة) فإذا مت تطبيقها يف جمال القطاع العام ،يطلق عليها يف هذه احلالة باملنامجنت العمومي ( إدارة
5
شنوفي نور الدين ،مرجع سابق ،ص 11
المطلب الثالث :إطار تطبيق المناجمنت العمومي و عالقته بالدولة
أوال :إطار تطبيق المناجمنت العمومي
لقد أصبح اليوم املنامجنت جيد تطبيقاته يف القطاع العام واخلاص على السواء ،مع بعض االختالفات
البسيطة كون أن املنامجنت العمومي يعتمد على العديد من العلوم ( القانون العمومي ،العلوم السياسية واإلدارية
،علم اجتماع املنظمات ،علوم التسيري ،االقتصاد العمومي ) حيث أن فالشخص املمارس للمنامجنت العمومي
ينبغي عليه اإلملام هبذه العلوم ،ذات الصلة مبجال املنامجنت العمومي احلديث ،إىل جانب اعتماده بدرجة
أساسية على مبادئ علوم التسيري األساسية ( التخطيط ،التنظيم ،توجيه ،الرقابة...إخل) حيث أن إدارة املنظمات
العمومية اإلنتاجية منها واخلدمية تعمل ضمن إطار بيئي يتميز بوجود:6
ارتباط وثيق بني املنظمات العمومية والبناء السياسي والدستوري للدولة .1
تأثري خمتلف الفعاليات والقوى السياسية على عمل هذه املنظمات العمومية .2
كرب حجم املنظمات العمومية .3
تنوع نطاق أنشطة املنظمات العمومي .4
إن هذا التميز ينعكس على األسلوب والنمط الذي متارس به املنظمات العمومية أنشطتها ،ويكون هلا األثر
النسيب على مستوى رفاهية اجملتمع.
حيث يرى الكثري من الباحثني يف جمال املنامجنت ،أن عملية التمييز بني جمال تطبيق املنامجنت يف
القطاعني العام واخلاص هي يف طريقها حنو الزوال نتيجة التطورات اليت حتدث يف احمليط االقتصادي واالجتماعي
والسياسي من ارتفاع مستويات الندرة والضغوط السياسية واالجتماعية ،وما يرتتب عن ذلك من زيادة الوعي
االجتماعي والنفوذ وقوة الرأي العام يف اجملتمعات قد أثر ذلك على ممارسات كل من املنظمات العمومية واخلاصة
على السواء.
6
شنوفي نور الدين ،مرجع سابق ،ص 7
المبحث الثاني :األطراف الفاعلة في المناجمنت العمومي و دورها في جودة الخدمة العمومية
األطراف األساسية الفاعلة يف املنامجنت العمومي واليت غالبا ما يكون هلا تأثري بالغ على مستوى أداء
املؤسسات واإلدارات العمومية متمثلة يف مخسة فئات و هي :7
إن معرفة الدور الذي تقوم به هذه الفئات يف املنامجنت العمومي ليعد ضروري لتحسن مستوى أداء
اخلدمة العمومية ،حيث أصبحت اليوم جودة أداء املنظمة العمومية تكتسي بعدا إسرتاتيجيا يف السياسة
العامة للدولة .
أوال :فئة المستفيدين من الخدمات العمومية
تتصدر هذه اجملموعة كل من املواطنني واملقيمني املستفيدين من اخلدمات العمومية الصادرة عن املؤسسات
واإلدارات العمومية ،وتعرب هذه الفئة عن احلاجات العمومية للمجتمع واليت تتطلع إىل إشباعها من اخلدمات
العمومية ،ولكي يتحقق ذلك ينبغي العمل على:
.1تشجيع عملية تشريك املواطنني يف املواضيع املتعلقة باملنامجنت العمومي ويف مسار القرار السياسي
باعتماد االستجواب وسرب اآلراء و اعتماد نظام حالقات اجلودة
.2اإلصغاء القرتاحات و شكاوى املواطن بإعداد هياكل إنصات والقيام ببحوث ميدانية و استجواب
املواطن.
.3وضع سياسة إعالمية تفاعلية مع الكفاءات وخمتلف السلطات العمومية.
.4ضمان شفافية املؤسسات واإلدارات العمومية وقراراهتا وتطويرها بنشر التقارير السنوية وتنظيم املؤمترات
الصحفية ونشر املعلومات على شبكة األنرتنات.
7
شنوفي نور الدين ،مرجع سابق ،ص 9
.5تشجيع املواطنني على االنتظام يف مجعيات قانونية للتعبري عن حاجياهتم وانتظاراهتم ومساندة اجلمعيات
املمثلة هلم .واملدافعة عن مصاحلهم ومطالبهم بطريقة حضرية.
تتصدر هذه اجملموعة القيادات اإلدارية اليت تعد العقل املفكر واملدبر يف تسيري املؤسسات واإلدارات
العمومية و اختاذ القرارات اإلسرتاتيجية اليت تدفع باملؤسسات واإلدارات العمومية حنو التنمية املستدامة.
و القيادة اإلدارية هي تساهم يف توضيح أهداف اهليكل وتوحيدها وبيئة املناخ املالئم لتحقيق االمتياز،
وتبث القيم اليت تضمن جناح املؤسسة على املدى وهي اليت تعطي التوجه الواضح للهيكل وتضبط املهام والرؤى ّ
البعيد .والقيادة العليا هي اليت حتدد نظام التصرف وتتوىل مراقبة األداء ومتابعة النتائج ،وهي اليت تتحمل مسؤولية
حتسني األداء واإلعداد للمستقبل وذلك بإدخال التعديالت الضرورية لتحقيق أهداف املؤسسة .
تتصدر هذه اجملموعة املوارد البشرية من موظفني وأعوان حتكم وأعوان تنفيذ وغريهم من الزبائن الداخليني
يف املؤسسات واإلدارات العمومية ،الذين تتوقف عليهم بالدرجة األوىل مهمة تنفيذ إسرتاتيجية املؤسسات
واإلدارات العمومية ،لذلك ينبغي التخطيط و التصرف يف املوارد البشرية بشفافية متاشيا مع اإلسرتاتيجية
املرسومة بإعتبارهم من األطراف الفاعلة األساسية يف املنامجنت العمومي .
تتصدر هذه اجملموعة السلطة العمومية من إدارة مركزية وجهوية وحملية ،اليت يعود إليها حق امللكية والتصرف
يف املرفق العام ،وبالتايل متتلك سلطة إختاذ القرار يف رسم السياسة العامة للمؤسسات واإلدارات العمومية ،أو
احلق يف تفويضها للفئة املشرفة على أداء اخلدمة ،وبالتايل تتوىل هذه الفئة :
قياس درجة الوعي لدى اجملتمع باجنازات املصلحة وأثرها على نوعية احلياة بالنسبة للمواطن .
تشخيص صورة املؤسسات واإلدارات العمومية كمشغل وكمساهم يف التنمية احمللية والوطنية .
قياس املردود االقتصادي للمؤسسات واإلدارات العمومية على املستويات احمللية واجلهوية والوطنية والدولية
.
التحكم يف مدى تأثري البيئة على اجملتمع على املستويات احمللية واجلهوية والوطنية والعاملية ( احلماية ضد
التأثري على اجملتمع باعتبار جودة مشاركة املواطنني يف احلياة الدميقراطية احمللية واجلهوية والوطنية والعاملية .
توجيه املشاريع التنموية حنو حتقيق العدالة اإلجتماعية ورفاهية اجملتمع.
قياس مدى مساندة املؤسسات واإلدارات العمومية يف االلتزام املدين .
تشجيع وضع برامج الوقاية من املخاطر الصحية واحلوادث لفائدة املواطنني واملرؤوسني.
مراقبة ومتابعة نشاطات املصلحة الرامية إىل احلفاظ على املوارد مثال :نسبة مطابقة املواصفات البيئية
واستعمال املواد املرسكلة واللجوء إىل وسائل نقل مالئمة حلماية البيئة وتقليص االضطرابات واالقتصاد
يف استهالك املاء والكهرباء والغاز.
السهرعلى حتقيق رضا املوظف ( العون ) ومتكينه من املشاركة يف رسم السياسات املتعلقة باملنظمة
العمومية اليت ينتمي إليها ،يعد ذلك عامل هام لضمان االلتزام الداخلي وحتقيق االخنراط يف عملية
حتسني جودة األداء للخدمة العمومية.
تتصدر هذه اجملموعة كل من املتعاملني واملتعاونني مع املؤسسات واإلدارات العمومية من هيئات متويل وخرباء
تقنيني ومستشارين ونقابات وغريهم و هلذا ينبغي العمل على :8
.1النهوض بثقافة االنفتاح واالتصال واحلوار والتشجيع على العمل اجلماعي والتعاوين .
.2املساءلة املستمرة للمعاونني للتعرف على أفكارهم واقرتاحاهتم ووضع آليات هلذا الغرض ،نظام قبول
االقرتاحات ،فريق عمل ،حصة تفكري.
.3حتديد الشركاء االسرتاتيجيني اهلامني وطبيعة عالقتهم مثال :املشرتون –املوردون.
.4إرساء اتفاقيات شراكة مالئمة مع األخذ بعني االعتبار لطبيعة العالقة ( مورد ـ زبون ) واالشرتاك يف
التصنيع وإسداء اخلدمات على اخلط.
.5حتديد املسؤوليات يف التصرف يف عملية الشراكة مبا يف ذلك املراقبة الدورية وتقييم املسارات و النتائج
وسبل الشراكة.
.6التشجيع وتنظيم عملية الشراكة مع األطراف اخلارجية وفق مبدأ تبادل املصاحل ،والقيام مبشاريع مشرتكة
تتماشى والبعد اإلسرتاتيجي ملؤسسات القطاع العام.
8
شنوفي نور الدين ،مرجع سابق ،ص 10
المطلب الثاني :متطلبات جودة الخدمة العمومية
يهدف نظام اجلودة إىل االرتقاء بأداء اإلدارة العمومية وحتسني نوعية اخلدمات املسداة إىل املواطن
والتقليص من كلفة غياب اجلودة .كما ميكن نظام اجلودة من تطوير املناخ اإلداري لألعمال ،مما يساهم يف تعزيز
مردودية أداء املؤسسات واإلدارات العمومية وحتسني جاذبية اجلزائر ملزيد استقطاب االستثمار اخلارجي وتسريع
نسق النمو االقتصادي .والتقدم يف إرساء برنامج اجلودة باملصاحل اإلدارية العمومية يعتمد املواصفات الدولية
ويأخذ يف االعتبار اخلصوصيات الوطنية فيما يتعلق بربنامج التطبيق باإلدارة العمومية .9
و لتحسني جودة خدمات اإلدارة العمومية ،ينبغي ضبط أهداف مباشرة وأخرى غري مباشرة ضمن برنامج وطين
للجودة.
األهداف املباشرة :
التحكم يف كلفة اخلدمات العمومية من أجل متكني املواطن من احلصول على اخلدمات بأسعار مناسبة ،
االرتقاء مبؤشرات جودة اخلدمات اإلدارية الوطنية إىل مستوى االلتقاء مع املؤشرات الدولية .
األهداف غري املباشرة :
تسريع وترية النمو
حتسني املناخ االداري لألعمال
كسب االعرتاف الدويل فيما يتعلق مبستوى جودة اخلدمة العمومية.
9
شنوفي نور الدين ،مرجع سابق ،ص 11
الفصل الثالث :الرقابة في المنظمات العمومية
محتوى
الفصل الثالث
تعترب الرقابة اإلدارية صمام األمان الذي يضمن وحيمي العملية اإلدارية من اإلحنرافات ،حىت تستمر
املؤسسة يف متابعة مسارها الصحيح ،ملنع حدوث الفشل والوقوف على مدى قدرهتا يف حتقيق أهدافها بنجاح
.وتعد الرقابة الوظيفة الرابعة من وظائف اإلدارة ويتم من خالهلا القيام بعملية املقارنة ما بني األهداف املوضوعة
وبني مستوى األداء الفعلي ( النتائج احملققة ) ليتم تصحيح اإلحنرافات والقيام باإلصالح اإلداري املالئم لذلك.
" 10تعريف ومعنى رقابة في معجم المعاني الجامع" ،متاح على الموقع ّ ، /https://mawdoo3.com
اطلع عليه بتاريخ 2017-2-21
-الرقابة الالحقة
التصنيف على أساس المستوى التنظيمي :ميكن تقسيمها إىل ثالثة أنواع رئيسية هي :
-الرقابة على مستوى الفرد .
-الرقابة على العمليات واألنشطة الوظيفية كالتسويق واإلنتاج والتمويل وإدارة املوارد البشرية.
-الرقابة على األداء الكلي للمنظمة أي تقييم األداء الكلي للمنظمة ومن أمثلة املعايري واملؤشرات اليت تستخدم
يف هذا اخلصوص :معدل الفائدة على االستثمار ،حصة املنظمة يف السوق ،معامل اإلنتاجية الكلي ،الرحبية
املعدلة ،معدل منو اإلنتاج.....اخل.
التصنيف على أساس أطراف التعامل مع المنظمة :وهناك نوعيان مها :
-الرقابة الداخلية :حيث يكون الرتكيز على األنشطة واملهام ونظم اإلشراف واحلوافز اخلاصة بإطار التعامل
الداخلي داخل املنظمة مثل الرقابة على املوظفني والرقابة اإلدارية.
الرقابة اخلارجية :حيث يكون اإلهتمام مركزا على عالقة املنظمة بأطراف التعامل اخلارجي (املوردين ،الزبائن، -
العالقة مع األجهزة احلكومية ......،اخل .
والفرق بني الرقابة اإلجابية والرقابة السلبية هو أن الرقابة اإلجابية هتدف إىل ضمان حسن سري العمل وليس تصيد
األخطاء كما هتدف الرقابة السلبية.
و يهدف هذا النوع من الرقابة إىل محاية األموال العمومية من خالل التأكد من حجة التصرفات املالية بعد مراجعة
املتحصل من اإليراد ات واملتصرف من النفقات وأهنا متت وفق للقوانني والتعليمات والقواعد العامة للميزانية ومن
أمثلة األجهزة احلكومية املركزية اليت تقوم هبذه املهمات وزارة املالية وجملس احملاسبة .
ويهدف هذا النوع من الرقابة إىل الرتكيز على املشرفني الفنيني يف اجملاالت املهنية املختلفة كاألعمال اهلندسية
والتصميم اإلنتاجية والفنية والقانونية وتقوم هيئات التفتيش الفين على مثل هذا النوع من الرقابة .
ويرتكز هذا النوع من الرقابة على جمموعة األعمال واألنشطة واملعامالت املتكررة وقد تكون يومية وتتمثل هذه
األنشطة يف إجراءات أو أساليب أو مراحل العمل ومن أمثلتها إجازة املوظفني ،مشرتيات األثاث ،الربيد الوارد
والصادر ،حفظ السجالت والوثائق .
ّ https://mawdoo3.com
اطلع عليه بتاريخ 2017-2-21 "الرقابة اإلدارية -األهداف" ،جامعة النجاح الوطنية ،متاح على الموقع
11
استخدامها من أجل الوصول إىل أهداف العمل بكفاءة.
-االستخدام املناسب للموارد االقتصاديّة :هو العمل على ترشيد طُرق صرف أو استخدام املوارد االقتصاديّة؛
ُ
من أجل حتقيق األهداف مع احلرص على عدم التبذير أو اإلسراف يف هذه املوارد ،بل من املهم استخدام
ُ
بأقل التكاليف املمكنة.
الكميّات املُناسبة منها ّ
-توزيع املسؤوليات :هو تعزيز قُدرة الشركة على تطبيق الرقابة الداخليّة الشاملة لكافّة الدوائر عن طريق تقسيم
املهام والوظائف اإلدارية بني املوظّفني ،فال ينفرد موظّف فقط يف أداء ٍ
وظيفة ُمعيّنة من بدايتها إىل هنايتها ،ممّا ّ
بشكل سريع ،كما يُساعد توزيع ٍ يُساهم يف تفادي وقوع األخطاء أو جمعرفتها مبكراً من أجل عالجها
املسؤوليّات على من ِع تداخل أو تكرار األنشطة يف بيئة العمل.
-تطبيق اإلدارة للمراجعة الداخليّة :هو تنفيذ التدقيق ضمن بيئة العمل ،ويجهدف إىل حتقيق اآليت:
للخطط والسياسات املعتمدة يف املؤسسة. حتسني سري العمل وفقاً ُ -
ُ
اليومي.
ّ مساعدة اإلدارة على جتاوز الروتني -
اخلاصة يف الرقابة الداخليّة .ت
التأكد من تنفيذ اإلجراءات ّ -
قدمي توصيات بتدريب وتأهيل املوظّفني يف األقسام اإلداريّة. -
الفعال.
حتقيق األداء املُميّز واجليّد و ّ -
12نسيب شمس " ،الرقابة اإلدارية وسيلة وليست غاية" ،صحيفة العربي الجديد،متاح على الموقع ّ https://mawdoo3.com
اطلع عليه
بتاريخ .2017-2-21
المبحث الثاني :مستويات و مراحل عملية الرقابة
ختتلف األنظمة الرقابية نظراً الختالف األهداف واألغراض واملواقف ولذلك ال يوجد نظام رقايب أمثل ميكن
استخدامه يف مجيع اجملاالت ولكن ميكن القول أن مثل هذه األنظمة تتبع وبشكل عام جمموعة من اخلطوات
األساسية املستخدمة يف اجناز العملية الرقابية.
المطلب األول :مستويات عملية الرقابة
مسؤولية وظيفة الرقابة ختتلف باختالف املستوى اإلداري ( اإلدارة العليا ،اإلدارة الوسطى ،اإلدارة السفلى)،
وبالتايل فإن هناك ثالث مستويات رقابية تعمل على زيادة احتماالت حتقيق اخلطط والسياسات واألهداف
احملددة وهي:
وتعترب اخلطوة األوىل يف العملية الرقابية واليت مت حتديدها مسبقاً يف عملية التخطيط ،واملعايري هنا توضح
جمموعة املقاييس املستخدمة يف تقييم األداء باإلضافة إىل تقييم سلوك الفرد املرافق هلذا األداء وعلى سبيل املثال
فإن املعايري قد تستند إىل جودة املنتج أو إىل الفعالية اليت مت من خالهلا تقدمي اخلدمات ،واملعايري قد تعكس
طبيعة األنشطة احملددة والضرورية لتحقيق أهداف املؤسسة مثل القدوم إىل العمل يف الوقت احملدد ،اتباع قوانني
األمن وا لسالمة يف العمل ،وقد تكون عبارة عن جمموعة من اإلرشادات األخالقية اليت حتكم طبيعة االستثمار
اليت تنوي اإلدارة القيام هبا وعلى وجه العموم فإن املعايري ختدم ثالث أغراض رئيسية متعلقة بسلوك وتصرفات
املوظفني وهي:
-1-تساعد املوظفني على فهم وإدراك ما تتوقعه اإلدارة منهم وتوضح هلم الكيفية اليت سيتم من خالهلا تقييم
أعماهلم مما يدفعهم إىل القيام بأعماهلم بفعالية وكفاءة.
-2-تعترب قاعدة البحث والتحري والكشف عن الصعوبات واملعوقات الوظيفية املتعلقة ببعض القيود الشخصية
للموظ ف مثل نقص القدرات ،التدريب ،اخلربة أو أية قيود من شأهنا أن حتد من تأدية العامل لعمله على أفضل
وجه وبالتايل فإن حتديد املعوقات الوظيفية أو ما يسمى بالعجز الوظيفي قد يعزز دور اإلدارة يف كشف االحنرافات
وتصحيحها قبل أن تصبح هذه األخطاء أكثر خطورة ويتعذر على اإلدارة معاجلتها.
-3تساعد على التخفيف من حدة التأثريات الناجتة عن التعارض يف األهداف بني املوظفني واإلدارة مما يؤدي
إىل زيادة معدل احلوادث ،زيادة معدل السرقات ،زيادة معدل الفاقد من املادة اخلام ،زيادة عطل اآلالت
واملعدات.
13
موسوعة مهارات مقاالت النجاح ،متاح على الموقع https://sst5.comتاريخ التصفح 2020/06/22
*أنواع المعايير الرقابية:
املعايري هي عبارة عن ترمجة للخطط و األهداف والسياسات واإلجراءات والربامج اخلاصة بكل منشأة
وهذا يعين أن كل برنامج وكل هدف وكل سياسة وكل إجراء قد تصبح كلها معايري تستخدم لقياس األداء الفعلي
أو املتوقع .وميكن تقسيم املعايري يف احلياة العملية لألنواع التالية:
*المعايير المادية "الطبيعية":
وهي تلك املعايري اليت تتعامل مع مقاييس نقدية (مالية) وتعكس األداء الكمي مثل ساعات العمل البشري
والوحدات املسجلة لكل ساعة عمل لآللة وعدد أمتار السلك لكل طن من احلديد وقد تعكس أيضا اجلودة
النوعية للمخرجات مثل شدة التحمل وثبات اللون وقوة املقاومة واملتانة.
معايري التكلفة:
وتتعامل مع املقاييس النقدية أو املالية واليت غالباً تسود وتنتشر يف املستويات التشغيلية فهي تصنع قيم نقدية
لتكاليف العمليات ومن أمثلتها مقدار تكلفة العامل تكلفة ساعة العمل تكلفة املولد تكلفة املبيعات لكل دوالر
معايري رأس املال:
وهي نوع من أنواع معايري التكلفة ولكنها مرتبطة براس املال وليس بتكلفة العمليات وتظهر نتيجة لتطبيق
املقاييس النقدية على البنود املادية ولذلك فهي مرتبطة بامليزانية العمومية ومن أمثلتها معدل العائد على االستثمار
معدل دوران راس املال نسبة اإلقراض حلق امللكية.
معايري اإليرادات:
وترتبط هذه املعايري عادة بالقيم النقدية ومن أمثلتها اإليراد عن كل راكب ،املسافة كيلو مرت يف منشأة
لنقل ركاب ،والقيمة بالدوالر لكل طن حديد مباع ،ومتوسط املبيعات لكل عميل … إخل.
*معايري غري ملموسة:
وهي تلك املعايري اليت يتعذر التعبري عنها مبقاييس عددية أو كمية سواء كانت مادية أو نقدية ومن
أمثلتها معايري حتديد كفاءة املدير ،مدي جناح برنامج العالقات العامة ،األمانة اليت يتمتع هبا رؤساء األقسام ،
معايري قياس الوالء واالنتماء وقياس حجم العالقات اإلنسانية داخل العمل رغم التقدم الكبري يف علم النفس
وعلم االجتماع وجناحهم يف تقدمي األساليب اليت جعلت من املمكن اإلملام بامليول والدوافع اإلنسانية وعلى كل
حال فإن استخدام املعايري غري امللموسة آخذ يف التناقص وذلك من خالل حتويل األهداف النوعية إىل أهداف
كمية.
ثانيا -مرحلة قياس األداء.
وتعتمد عملية قياس األداء على مدى صدق وصحة املعايري املوضوعة ومدى قابليتها لقياس النشاط املنوي
فحصه واملعايري الرقابية وحدها ال متكن من تقييم األداء وكشف االحنرافات يف غياب مقاييس األداء الفعلي
واملطلوب هنا هو قياس درجة الكفاءة يف إجناز األعمال باستخدام معايري متنوعة تتناسب مع الشيء املراد قياسه
ثالثا . :مقارنة األداء بالمعايير
وتتمثل هذه اخلطوة مبقارنة األداء الفعلي باملعايري املوضوعة حيث تعتمد هذه اخلطوة وبدرجة كبرية على طبيعة
املعلومات اليت مت جتميعها من قبل املدير واليت متكنه من تقييم األداء وحساب االحنرافات والكشف عن نقاط
القوة والضعف ،ومن خالل هذا التقييم يتمكن املدير من تقدير ما إذا كانت االحنرافات ضمن احلدود املسموح
هبا أم أهنا حتتاج إىل بعض التصحيح ؟ ففي حالة خروج األداء عن املعيار مع بقاءه داخل احلدود املسموح هبا
فهذا يستوجب أيضاً تدخل املدير ألن هذا يعين أن هناك نقطة ضعف قد ال ترقى ملستوى االحنراف ولكنها تعترب
ظاهرة حتتاج إىل دراسة وتتطلب من املدير جتهيز تقارير خاصة هبذه احلالة ،أما االحنراف فإنه يعين التدخل السريع
لتصحيحه وتلعب اإلدارة باالستثناء يف هذه اخلطوة جماالً كبرياً حيث ختتصر اخلطوات الرقابية للمدير.
املقصود باإلدارة باالستثناء هي مبدأ رقايب يوجب تدخل املدير يف حاالت للحصول على بيانات رقابية تفيد
وتؤكد وجود احنرافات جوهرية عن املعيار .أي من املمكن للمدير وتسهيالً للرقابة أن يتجاوز عن بعض األخطاء
واالحنرافات اليت ال تؤثر على األهداف على أن يركز فقط على األخطاء االستثنائية.
رابعا :تصحيح االحنرافات
يتمثل اهلدف األساس لعملية الرقابة بتصحيح األخطاء واالحنرافات فمجرد الكشف عن األخطاء واالحنرافات ال
يعين شيئاً للمؤسسة وال يفيدها إال إذا اقرتن خبطوات تصحيحية تعيد العمل إىل مساره الصحيح وفقاً ملا كان
خمططاً له والتصحيح يعين العمل على إزالة األسباب والعوامل اليت نتج االحنراف بتأثريها .وتعترب االحنرافات
السلبية ومعاجلتها املوجبة هي اخلطوة األساسية للعملية الرقابية .أما بالنسبة لالحنرافات فينبغي على املدير
معاجلتها بعد التعرف على أسباهبا ويف بعض احلاالت قد تكون االحنرافات املوجبة كبرية ومتكررة وهذا يشري إىل
ٍ
وحينئذ يتم التصحيح بتعديل املعيار أن املعيار الرقايب والذي سبق وصفه أقل مما كان جيب أن يكون عليه حاله
الرقايب ومن هنا ميكن القول أن تصحيح االحنراف أو تعديله عادة ما يتخذ ثالث أشكال:
1-البقاء على الوضع احلايل.
2-اختاذ اإلجراءات التصحيحية املناسبة.
3 -تغيري املعايري.
إن عملية الرقابة ال تعطي مثارها من جراء املقاييس أو مقارنة اإلنتاج الفعلي باملقاييس املوضوعة بل من
جراء اختاذ القرارات الضرورية لتصويب األعمال الفعلية وإغالق الفجوة بينها وبني املعايري املرغوبة وبالتايل فإن
اإلجراء التصحيحي قد يتم من جراء استخدام الوسائل التالية:
-1تعديل ظروف العمل
-2حتسني طرق اختيار العمال و طرق تدريبهم و توجيههم،
-3تعديل اخلطط عند احلاجة،
-4حتسني وسائل احلفز،
-5البحث عن األسباب و ليس الظواهر.
المطلب الثالث :مواصفات الرقابة الفعالة
تتمثل هذه املواصفات يف اآليت :
-قبول الرقابة بواسطة العاملين في المنظمة وتعميق مفهوم الرقابة كوسيلة وليست غاية يف حد ذاهتا وهتدف
إيل مساعدة العاملني على األداء املتميز .وهذا ال يتحقق إال إذا نظر العاملون للرقابة على أهنا جهاز مساند
و ليس لتصيد األخطاء وعقاب املهمل وإمنا منع األخطاء وحتديد املشاكل واملعوقات والعمل على حلها حىت
ال يتعطل اإلنتاج.
-التركيز على العوامل الحاكمة و هي العوامل األساسية اليت تعتمد عليها جناح القطاع أو فشله و الرتكيز
عليها يف العملية الرقابية بشكل أساسي و أنه ليس هناك احنراف .
-التحكم يف اقتصاديات املراقبة مبقارنة تكلفة الرقابة باملنافع و املميزات اليت تتحقق منها.
-توافر املعلومات الصحيحة املتعلقة باالحنرافات
-توفيت ظهور نتائج الرقابة بأن تكون بسرعة و مبعرفة أسباهبا فنظام الرقابة الفعال يتوقع االحنرافات حىت قبل
وقوعها.
-البساطة يف العملية الرقابية بأن يكون النظام الرقايب واضحا و مفهوما
-إعادة النظر يف املعايري الرقابية و أدواهتا.