You are on page 1of 34

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة البليدة ‪ 02‬لونيسي علي‬

‫كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬

‫المنظمات العمومية ‪ ،‬اشكالها و أسايب ادارتها‬

‫مفاهيم و أسس المناجمنت العمومي‬

‫الرقابة في المنظمات العمومية‬

‫دروس من إعداد األستاذ ‪:‬‬

‫أ‪.‬د منصوري الزين‬ ‫‪-‬‬


‫محتوى‬
‫المقياس‬

‫مقدمة‬
‫• الفصل األول‪ :‬المنظمات العمومية ‪ ،‬أشكالها و أساليب تسييرها‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المنظمات العمومية‬
‫املطلب األول ‪ :‬التعريف باملنظمات العمومية‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬خصائص و أهداف املنظمات العمومية‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أنواع و تقسيمات املنظمات العمومية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أساليب تسيير المنظمات العمومية‬
‫املطلب األول‪ :‬مبادئ التسيري للمنظمات العمومية‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬التسيري املباشر للمنظمات العمومية‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬التسيري غري املباشر للمنظمات العمومية‬
‫‪ ‬الفصل الثاني ‪ :‬المناجمنت و تطبيقاته في القطاع العام ( المناجمنت العمومي)‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المناجمنت العمومي‬
‫املطلب األول ‪ :‬التعريف املنامجنت العمومي‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬خصائص و مميزات املنامجنت العمومي‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬األصول العلمية للمنامجنت العمومي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األطراف الفاعلة في املنامجنت العمومي‬
‫املطلب األول‪ :‬البيئة الداخلية و اخلارجية للمنامجنت العمومي‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬الفئات املتداخلة يف التسيري العمومي‬
‫• الفصل الثالث‪ :‬الرقابة في المنظمات العمومية‬
‫المبحث األول ‪ :‬ما هية الرقابة في المنظمات العمومية‬
‫املطلب األول ‪ :‬تعريف الرقابة‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬دور الرقابة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مستويات و مراحل عملية الرقابة‬
‫املطلب األول‪ :‬مستويات عملية الرقابة‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬مراحل عملية الرقابة‬
‫المنظمات العمومية ‪ ،‬أشكالها و أساليب تسييرها‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫محتوى‬

‫األول‬ ‫الفصل‬

‫• مقدمة الفصل‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المنظمات العمومية‬


‫املطلب األول ‪ :‬التعريف باملنظمات العمومية‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬خصائص و أهداف املنظمات العمومية‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أنواع و تقسيمات املنظمات العمومية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أساليب تسيير المنظمات العمومية‬


‫املطلب األول‪ :‬مبادئ التسيري للمنظمات العمومية‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬التسيري املباشر للمنظمات العمومية‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬التسيري غري املباشر للمنظمات العمومية‬
‫مقدمة الفصل‬

‫تعترب املنظمات العمومية حلقة رئيسية يف تفعيل النشاط االقتصادي على املستوى احمللي و الدويل ‪ ،‬فبعد ما‬
‫كان يقتصر دور الدولة يف احلفاظ على األمن و االستقرار السياسي حتولت إىل دولة متدخلة يف احلياة االقتصادية‬
‫و ذلك من خالل إنشاء املؤسسات العمومية أو انتشال املؤسسات املشرفة على اإلفالس و إعادة إحيائها بغرض‬
‫محاية مناصب العمل و احلد من البطالة و اإلبقا ء على االستقرار‪ ،‬كما تعمل الدولة من خالل منظماهتا يف‬
‫القطاعات ذات الطابع االسرتاتيجي و اليت ال يغامر فيها القطاع اخلاص نظرا لدرجة اخلطورة الكبرية و احتياجاهتا‬
‫ألموال ضخمة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المنظمات العمومية‬


‫املنظمات العمومية متعددة و متنوعة وفق قواعد التسيري و التنظيم و نطاق التأثري من طرف‬
‫التنظيمات اإلدارية للدولة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التعريف بالمنظمات العمومية‬
‫املنظمة العمومية هي كل مؤسسة أو إدارة عمومية على املستوى الوطين و احمللي اليت تطبق‬
‫السياسات العمومية أو تؤدي مهام املرفق العام ‪ ،‬بتوليها عملية أداء نشاطات اخلدمات العمومية و توفر هلا‬
‫الدولة رأمساهلا بواسطة املوازنة العامة‪.‬‬
‫و تنشأ الدولة و تشرف على اهليئا ت و املؤسسات العمومية باعتبارها الوسيلة املفضلة إلنتاج السلع‬
‫و اخلدمات العمومية ‪ ،‬و تساهم يف تراكم رأس املال و تسري عليها قواعد القانون العام و تعمل على‬
‫خدمة االقتصاد الوطين وفق الدور املنوط هبا‪.‬‬
‫كما ميكن تعريف املؤسسة العامة بأهنا عبارة عن مرفق عام منحت له الشخصية املعنوية‪ ,‬لتمكينه من‬
‫االستقالل يف إدارته و ذمته املالية عن السلطة اإلدارية اليت يتبعها مع خضوعه إلشراف هذه السلطة و رقابتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص و أهداف المنظمات العمومية‬
‫تتميز املؤسسة العمومية كشخص من أشخاص القانون العام بعدد من اخلصائص و هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أهنا تقوم على مرفق عام‬
‫مبعىن أهنا تسري أحد املرافق العامة و اليت كان من املمكن أن تتوىل تسيريه الدولة مبفردها ‪،‬غري أن الدولة‬
‫رأت أنه من األفضل إنشاء مؤسسة عامة مستقلة تتوىل إدارة املرفق العام نيابة عنها ‪ ،‬و مثال ذلك املستشفيات و‬
‫نظرا لكون املؤسسة العامة تتوىل القيام بنشاطاهتا مبفردها مستهدفة بذلك حتقيق املصلحة العامة ‪,‬و ذلك تلبية‬
‫لالحتياجات اجلمهور فإهنا ختضع لنفس القواعد األساسية اليت حتكم املرفق العام و املتمثلة يف قاعدة سري املرفق‬
‫العام بانتظام و اطراد ‪ ,‬قاعدة املساواة يف املعاملة بني املنتفعني خبدمات املرفق و أخريا قاعدة التكييف ملواجهة‬
‫التطورات املستقبلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خضوع املؤسسة العامة ملبدأ التخصص‬
‫مبعىن أن املؤسسة العامة حبكم طبيعتها هي شخص اعتباري عام يتخصص يف إدارة مرفق عام حمدد‬
‫بالذات ‪ ،‬أو خدمة عامة نوعية يتخصص فيها فهو يتقيد يف ممارسة اختصاصه وفق للغرض احملدد يف قانون إنشائه‬
‫‪.‬‬
‫ذلك أن القانون املنشأ للمؤسسة العامة هو الذي حيد نوعية املرفق العام الذي تتواله املؤسسة العامة مرفق التعليم‬
‫العايل بالنسبة للجامعة و على العكس من ذلك فإنه جيوز للمؤسسة العامة أن حتيد عن الغرض الذي أنشأت من‬
‫أجله و متارس نشاطا أو ختصصا آخر غري التخصص أو النشاط الوارد يف القانون املنشأ للمؤسسة العامة بل أكثر‬
‫من ذلك ال جيوز للمؤسسة العامة أن تقوم بنشاط حيقق هلا أرباحا يعينها على حتقيق نشاط املرفق العام الذي‬
‫تتواله ‪ .‬فال جيوز للجامعة مثال أن تنشأ دار للسينما إال إذا كان ذلك يدخل يف جمال التعليم و البحث اجلامعي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬املؤسسة العامة هلا شخصية اعتبارية مستقلة‬
‫املؤسسة العامة تعترب شخصا اعتباريا خيضع كأصل عام للقانون العام و يرتتب عن االستقالل الذي توفره‬
‫الشخصية االعتبارية من ناحية أوىل أن يكون للمؤسسة العامة ذمة مالية مستقلة أي يكون هلا ميزانية مستقلة عن‬
‫ميزانية الدولة و من ناحية ثانية ممكن أن خيضع موظفو املؤسسة العامة للوائح خاصة هبم تنظم شؤوهنم تعبريا عن‬
‫استقالل املؤسسة‪.‬‬
‫و من جهة أخرى للمؤسسة العامة حق التقاضي أمام القضاء اإلداري‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬خضوع املؤسسات العامة للوصاية اإلدارية‬
‫برغم من متتع املؤسسات العامة بالشخصية املعنوية و ما يرتتب عنها من أثار إال أن هذا ال يعين أن‬
‫املؤسسات العامة تتمتع باالستقاللية املطلقة ‪ ،‬بل يبقى هذا االستقالل نسيب ‪ ،‬فالقاعدة العامة أن اإلدارة املركزية‬
‫متارس رقابتها على املؤسسات العامة ‪،‬ذلك أن القرارات اإلدارية الصادرة عن املؤسسات العامة ال تفلت من‬
‫الرقابة الوصائية من جانب اإلدارة املركزية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع و تقسيمات المنظمات العمومية‬
‫تتنوع اهليئات اليت يهيمن عليها التسيري العمومي و تتعدد تقسيماهتا و ميكن التمييز بني ما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المرفق العام‬

‫و هو كل خدمة أو نشاط ذو مصلحة عمومية وضعت حتت سلطة اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القطاع العام‬


‫كل مرفق عام تشرف عليه السلطات العمومية و تؤمن له بشكل كلي أو جزئي وظائفها ‪ ،‬و مرجع هذه‬
‫املشاركة هو ملكية الدولة للمرفق العام‪ ،‬و هو القطاع الذي يعىن بصفقات احلكومة و يتلقى الدخل من دافعي‬
‫الضرائب و خمتلف اإليرادات العامة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الهيئات العمومية‬

‫و هي أجهزة لإلنتاج توفر هلا الدولة رأس املال بواسطة املوازنة العامة‪ ،‬و ميكن التمييز بني عدة أنواع من هذه‬
‫اهليئات وفقا لدرجة التصرف املايل و اإلداري الذي تتمتع به‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الهيئات الشبه عمومية‬

‫و شكل من أشكال املنظمات حيث تكون فيه مسامهة الدولة جزئيا‪ ،‬األمر الذي يرتتب عليه مراقبة‬
‫حمدودة على هذه املنظمات‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬الوكاالت‬

‫و هي هيئات عمومية ختضع يف تسيريها لقواعد احملاسبة العمومية كما أن مصاريفها و إيراداهتا مدرجة ضمن‬
‫املوازنة العامة للدولة و تقوم على ساس عقد الوكالة و هو عقد تفوض مبقتضاه الدولة هليئة خاصة حق تسيري‬
‫مصلحة عمومية وفقا للش روط احملددة يف دفرت األعباء الذي يتضمن االلتزامات اليت خيضع هلا الوكيل يف أداء‬
‫اخلدمات مثل حتديد أسعار البيع و الرسوم اليت يتحملها الوكيل ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬شركات االقتصاد المختلط‬

‫و هي من شركات القانون العام ‪ ،‬اليت متتلك الدولة و اجلماعات احمللية نصيب من رأمساهلا إىل جانب رؤوس‬
‫األموال اخلاصة‪.‬‬

‫أنواع المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫باعتبار املؤسسات العامة طريقة إلدارة املرافق العامة و اليت تتنوع و تنقسم إىل مرافق عامة إدارية و‬
‫أخرى صناعية جتارية ‪ ،‬فإنه يرتتب على ذلك تقسيم املؤسسات العامة إىل مؤسسات عامة إدارية ‪ ،‬و أخرى‬
‫صناعية جتارية‪.‬‬
‫و إبتداءا من سنة ‪ 1988‬عرف أسلوب املؤسسات العامة تطورا كبريا وميكن إرجاعها إىل أربعة أصناف أساسية‬
‫‪:‬‬
‫املؤسسة العامة اإلدارية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫املؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري‪.‬‬
‫املؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي‪.‬‬
‫املؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و الثقايف و املهين ‪.‬‬
‫إن هذا التقسيم مكرس يف املادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 03-06‬املؤرخ يف ‪ 17‬جويلية ‪ 2006‬املتعلق بالقانون‬
‫األساسي للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫تقوم هذه املؤسسة بنشاط إداريا حبتا و ختضع لقواعد القانون العام كما تعرض منازعاهتا على القضاء‬
‫اإلداري و تعترب أمواهلا أموال عامة ختضع لنظام احملاسبة العمومية ‪ ،‬عماهلا موظفون عموميون قراراهتا تعترب قرارات‬
‫إدارية و من أمثلة على ذلك املستشفيات و معاهد التكوين املهين و مؤسسات قطاع الرتبية ‪...‬اخل‬

‫ثانيا‪ :‬المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري‪.‬‬


‫ظهرت هذه املؤسسات بعدما أصبح تدخل الدولة يشمل عدة جماالت ال سيما اجملال الصناعي والتجاري ‪.‬‬
‫و لقد عرف املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 44‬من القانون ‪ 01- 88‬هذه املؤسسة بأهنا املؤسسة العمومية اليت‬
‫تتمكن من متويل أعبائها االستغاللية جزئيا أو كليا عن طريق عائد بيع إنتاج جتاري حيقق طبقا لتعريفه معدة‬
‫مسبقا ولدفرت الشروط العامة الذي حيدد األعباء و التقيدات و كذا عند االقتضاء حقوق وواجبات املستعملني‬
‫ختضع هذه املؤسسات للقانون العام يف حالة عالقتها مع الدولة ‪ ،‬بينما ختضع لقواعد القانون اخلاص يف حالة‬
‫عالقتها مع اإلفراد ‪ ،‬أما بالنسبة للعاملني هبذه املؤسسة فال يعتربون موظفون عموميني ‪ ،‬كما ال ميكن اعتبار‬
‫قراراهتا بالقرارات اإلدارية و تلزم مبسك حماسبة على الشكل التجاري ‪.‬و من أمثلة ذلك نذكر مؤسسة الكهرباء و‬
‫الغاز سونلغاز ‪ ،‬و سونطراك ‪...‬اخل‬

‫ثالثا‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي‬


‫نص عليها القانون ‪ 11 -98‬املؤرخ يف ‪ 28‬أوت ‪ 1988‬املتضمن القانون التوجيهي للبحث العلمي ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و الثقافي و المهني‬
‫جاء ذكرها يف القانون ‪ 05-99‬املتضمن القانون التوجيهي للتعليم العايل و اهلدف من هذا القانون حتديث سري‬
‫اجلامعات و مؤسسات التعليم العايل‪.‬‬
‫و التجديد يكمن يف‪:‬‬
‫سلطات متزايدة يف اجملال البيداغوجي العلمي ‪،‬إمكانية تسويق األمالك الثقافية و استعمال مواردها مباشرة‬
‫‪,‬إمكانية إنشاء فروع‪ ،‬مرونة يف الرقابة املالية املسبقة ‪.‬‬
‫و لقد ورد تعريفها يف املادة ‪ 32‬من القانون التوجيهي ‪ 05-99‬املؤرخ يف ‪ 04‬أفريل ‪ 1999‬املؤسسة العمومية‬
‫ذات الطابع العلمي و الثقايف و املهين هي مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية املعنوية و االستقالل املايل ‪ .‬و‬
‫أوضحت املادة ‪ 38‬من القانون املذكور أعاله أشكاهلا و أنواعها اجلامعة ‪،‬املركز اجلامعي ‪ ،‬املدارس و املعاهد‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أساليب تسيير المنظمات العمومية‬


‫إن التطور يف تسيري وإدارة املنظمات العمومة قد أدى نوعا ما إىل االنتقال من التسيري املباشر إىل‬
‫التسيري غري املباشر ‪ ,‬من خالل اعتماد عدة أساليب تتماشى والطبيعة االقتصادية واالجتماعية للمجتمع ‪,‬‬
‫رغبة يف الوصول إىل ما يعرف باملردودية النسبية هلذه املرافق ‪ ،‬و حتسني جودة اخلدمة العمومية من خالل‬
‫حتقيق حاجيات املواطن املتعددة خاصة بعد االنفتاح على السوق والعوملة ‪ ،‬مما أدى بالضرورة إىل التخلي عن‬
‫بعض األساليب الكالسيكية كالتسيري املباشر للمرافق العمومية ‪ ,‬إال بعض املرافق العمومية ذات اخلصوصية‬
‫‪,‬إذ ال تستطيع الدولة أن تتخلى عنها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مبادئ التسيير للمنظمات العمومية‬
‫خيضع التسيري العمومي اىل جمموعة من املبادئ ينبغي على خمتلف أشكال املنظمات العمومية االلتزام هبا و هي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬املساواة بني خمتلف مستعملي املرفق العام و مستهلكي اخلدمة العمومية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬منع كل أشكال التمييز خاصة تلك اليت تكون على أساس العرق و الدين و اجلنس و االنتماء السياسي و‬
‫اللغة ‪...‬اخل‬
‫ثالثا ‪ :‬عدم التحيز يف آداء اخلدمة العمومية‬
‫رابعا ‪ :‬العمل على دميومة و استمرارية خدمات املرفق العام يف كل الظروف و األحوال‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬تكييف نوعية اخلدمات حسب تطور احتياجات اجملتمع و مستعملي املرفق العام‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التسيير المباشر للمنظمات العمومية‬


‫يعد املرفق العام من أهم األجهزة ذات األمهية الكربى يف الدولة ‪ ،‬وهذا نظرا لعالقتها باملواطن بغرض توفري له‬
‫احلاجيات األساسية ذات النفع العام‪ ،‬هلذا ارتأت الدولة أن تقوم بتسيري هذه األجهزة على أساس إن الفرد ال‬
‫ميكن له إنشاء هذه املرافق‪ ،‬هلذا كان التسيري مباشر من قبل الدولة ممثلة يف إحدى هيئاهتا أو من قبل اجلماعات‬
‫احمللية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التسيير المباشر للمرفق العام من قبل الدولة‬


‫املرفق العام يف ظل هذه الطريقة تديره إحدى الوزارات ‪,‬وهي الوزارة اليت يرتبط نشاط املرفق مبجال عملها‬
‫وختصصها وتتحمل الدولة بواسطة الوزارة املختصة أعباء املرفق العام وحتقيق خدماته للجــمهور عن طريق املوظفني‬
‫العموميني العاملني هبــذه الوزارة أو إحــدى مصاحلها‪.‬‬
‫وكثريا من املرافق العمومية تدار بطريقة اإلدارة املباشرة ‪،‬أي تلك املرافق العامة ذات النشاط اخلدمي اليت تؤدي‬
‫خدماهتا لألفراد جمانا أو شبه جمانا أو برسوم حمدودة ‪ ،‬وهذه املرافق العمومية مسئولة عن حتقيق حد أدىن ضروري‬
‫الستمرار احلياة الوطنية مثل‪ :‬مرفق الدفاع الوطين ‪ ،‬األمن ‪،‬التعليم ‪ ،‬وهذه املرافق العامة ال يتصور أن تتقاعس‬
‫الدولة عن إنشائها وتأمني بقائها لضرورياهتا احليوية‪ ،‬كما ال ميكن أن نتصور أن تنشأ مؤسسة مستقلة عن الدولة‬
‫إلدارة مرفق الدفاع الوطين ‪ ،‬وأخريا هذه املرافق العمومية اإلدارية ختضع يف إدارهتا ونشاطها لقواعد القانون العام‬
‫‪،‬وخيتص بالفصل يف منازعته القضائية القضاء اإلداري ‪ ،‬وموظفو املرفق العام بطريقة اإلدارة املباشرة موظفون‬
‫عموميون وليسو أجراء وأموال املرفق العام أموال عامة‪.‬‬
‫كذلك ال تقتصر هذه الطريقة على املرافق اإلدارية بل متتد إىل املرافق العمومية الصناعية والتجارية مثل‪ :‬النقل‬
‫بالسكك احلديدية يعد نشاطا جتاريا ‪ ،‬ألن األفراد يعجزون عن تسيري هذه املرافق ‪ ،‬إضافة إىل ذلك هذه املرافق‬
‫ختضع للرقابة املباشرة للدولة أو أحد أجهزهتا ‪ ,‬وختضع لقواعد احملاسبة العمومية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسيير المباشر للمرفق العام من قبل الجماعات المحلية‬
‫فيما خيص أسلوب اإلدارة املباشرة للجماعات احمللية مثال‪ :‬على مستوى البلدية توجد نشاطات إدارية‬
‫تكتسي طابع املصلحة العامة ( مصلحة احلالة املدنية ) ‪ ،‬تقوم البلدية بتأمينها عن طريق أسلوب اإلدارة املباشرة ‪،‬‬
‫كما أجاز املشرع مبوجب نص املادة ‪ 151‬من قانون البلدية استغالل مصاحل عمومية بصفة مباشرة شرط أن تقيد‬
‫اإليرادات والنفقات ضمن ميزانية البلدية ‪ ،‬إال أن هذا ال مينع من استخدام أسلوب اإلدارة املباشرة يف عدد من‬
‫املرافق العمومية التجارية والصناعية إذا رأت البلدية مصلحة يف ذلك ‪.‬‬

‫وهبذه الصفة فهي حتدث إضافة إىل مصاحل اإلدارة احمللية ‪,‬مصاحل عمومية تقنية قصد التكفل على وجه اخلصوص‬
‫مبا يأيت‪:‬‬
‫‪-‬التزويد باملياه الصاحلة للشرب وصرف املياه املستعملة‪.‬‬
‫‪-‬النفايات املنزلية والفضالت األخرى‪.‬‬
‫‪-‬اإلنارة العمومية‪.‬‬
‫‪-‬األسواق املغطاة واملوازين العمومية‪.‬‬
‫‪-‬احلظائر ومساحات التوقف‪.‬‬
‫‪-‬النقل اجلماعي ‪...‬‬
‫املادة ‪151‬من نفس القانون "ميكن البلدية أن تستغل مصاحلها العمومية عن طريق االستغالل املباشر‪" .‬‬
‫وكذاك نص قانون الوالية ‪ 07 -12‬يف املادة ‪"141‬مع مراعاة األحكام القانونية املطبقة يف هذا اجملال ‪ ،‬ميكن‬
‫الوالية أن تنشئ قصد تلبية احلاجات اجلماعية ملواطنيها مبوجب مداولة اجمللس الشعيب الوالئي ‪ ،‬مصاحل عمومية‬
‫والئية للتكفل على وجه اخلصوص مبا يأيت‪:‬‬
‫‪-‬الطرق والشبكات املختلفة‪.‬‬
‫‪-‬مساعدة ورعاية الطفولة واألشخاص املسنني أو الذين يعانون من إعاقة أو أمراض مزمنة‪.‬‬
‫‪-‬النقل العمومي"‪...‬‬
‫وعليه فإن اجملموعات اإلقليمية اليت أنشأت املرافق العمومية تقوم بتعني عون عمومي يقوم بتسيري هذا املرفق دون‬
‫أن متنح له االستقاللية املالية‪ ،‬ولكن تكون له حماسبة شخصية ‪،‬حىت يتمكن من اإلطالع على حمتوي املداخل‬
‫واملصاريف وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 151‬من قانون البلدية‪ ,‬واملادة ‪144‬من قانون الوالية‪.‬‬
‫لكن هذا التسيري املباشر عجز عن تلبية حاجات املواطنني نظرا لثقل هذه املرافق على ميزانية الدولة ‪ ،‬لكن يف‬
‫إطار التخصص وجب عليها اختيار أسلوب جديد من خالل املؤسسات العمومية حملاولة الوصول للفعالية يف‬
‫تأدية اخلدمات العمومية‪ ،‬والوصول باخلدمة العمومية للجودة ‪،‬وهذا طرق و أساليب التسيري غري املباشر‬
‫للمنظمات العمومية‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التسيير غير المباشر للمنظمات العمومية‬
‫تعد هذه األخرية األنسب لتسيري املرفق العام ‪ ،‬وهذا حملاولة الوصول للفعالية يف تأدية اخلدمات العمومية‬
‫والوصول باخلدمة العمومية للجودة ‪،‬إذ متثلت هذه الوسائل يف كل من أسلوب االمتياز واإلجيار وكذلك‬
‫التجمعات واملنظمات املهنية ‪ ،‬إضافة إىل أسلوب املقاولة العمومية ‪ ،‬أسلوب االقتصاد املختلط (االستغالل‬
‫املختلط)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األساليب الخاصة لتسيير المرافق العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬عقد االمتياز وعقد اإليجار‪.‬‬


‫أ‪ -‬عقد االمتياز‬
‫يعرف على أنه عقد أو اتفاق تكلف اإلدارة العامة املاحنة سواء كانت الدولة أو اجلماعات احمللية مبوجبه‬
‫شخصا طبيعيا أو شخص معنوي من القانون العام ‪ ،‬أو من القانون اخلاص ( شركة) يسمى صاحب‬
‫االمتياز بتسيري مرفق عمومي ملدة حمددة ‪ ،‬ويقوم صاحب االمتياز بإدارة هذا املرفق مستخدما عماله‬
‫وأمواله ومتحمال املسؤولية النامجة عن ذلك ‪ ،‬ويف املقابل يتقاضى صاحب االمتياز مقابل مايل حيدد يف‬
‫العقد ‪ ،‬يدفعه املنتفعني الذين استفادوا من خدمات هذا املرفق‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق وواجبات السلطة املاحنة االمتياز‪.‬‬
‫‪ -‬حق اإلدارة يف الرقابة و اإلشراف‪.‬‬
‫‪ -‬حق اإلدارة يف توقيع جزاءات على امللتزم‪.‬‬
‫‪ -‬حق اإلدارة تعديل شروط العقد ‪.‬‬
‫‪ -‬حق اإلدارة يف اسرتداد املرفق موضوع االلتزام ‪.‬‬
‫‪ -‬أثار عقد االمتياز للملتزم‪.‬‬
‫يتمتع امللزم مبجموعة من احلقوق تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬اقتضاء املقابل املالـ ـ ــي‪.‬‬
‫يتمثل املقابل املايل يف تلك الرسوم اليت يتقاضها امللتزم من املنتفعني من خدمات املرفق العام أو الثمن الذي متنحه‬
‫اإلدارة يف بعض احلاالت ‪،‬و الذي يتم حتديده يف العقد من حيث شروطه ‪ ,‬كيفية تسديده أو مراجعته‪.‬‬
‫‪-‬التعويض‪.‬‬
‫إىل جانب املقابل املايل ‪ ،‬فانه حيق للملزم أن يستفيد من التعويض الذي حلقه من جراء أعمال و‬
‫تصرفات اإلدارة ماحنة االمتياز ‪ ،‬فقد ختل اإلدارة ماحنة االمتياز بالتزاماهتا التعاقدية حبيث يرتتب على ذلك‬
‫املسؤولية العقدية جتاه اإلدارة‪.‬‬
‫‪-‬احلفاظ على التوازن املايل لاللتزام‪.‬‬
‫أثناء تنفيذ عقد االمتياز قد تقع أحداث ووقائع جتعل من تنفيذ عقد االمتياز من طرف امللتزم أمرا مرهقا ‪ ،‬كأن‬
‫ترفع أسعار مواد معينة ‪ ،‬مما يؤدي إىل هتديد التوازن املايل للصفقة‪.‬‬
‫و عليه فقد استقر الفقه و القضاء اإلدارين على أن هذا الوضع يتطلب إجياد توافق بني عاملني مها ضمان سري‬
‫املرفق العام بانتظام و اطراد من طرف صاحب االمتياز و من ضرورة تدخل اإلدارة لسد و منع أي اختالل يف‬
‫التوازن املايل للعقد من خالل حتمل األعباء املالية‬
‫‪ -‬آثار العقد بالنسبة للمنتفعني‪.‬‬
‫تنشا نتيجة عقد االمتياز عالقة بني املنتفعني و اإلدارة من جهة ‪،‬و بني صاحب االمتياز أو امللتزم من جهة أخرى‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬بني املنتفع و اإلدارة‪.‬‬
‫هتدف املرافق اليت يديرها شخص خاص إىل نفس األهداف اليت تسعى املرافق العامة إىل حتقيقها و املتمثلة يف‬
‫ضرورة تقدمي اخلدمة العامة للمنتفعني‪ ,‬حق مطالبة اإلدارة التدخل إللزام صاحب االمتياز باحرتام شروط االلتزام و‬
‫يف حالة رفض اإلدارة فانه جيوز للمنتفعني ‪ ,‬حق اللجوء إىل القضاء اإلداري إللغاء القرار اإلداري الصادر عن‬
‫اإلدارة و املتضمن عدم التدخل إلجبار صاحب االمتياز‪.‬‬
‫‪-‬بني املنتفع و امللتزم‪.‬‬
‫جيب على املنتفع و هو يستفيد من خدمات املرفق أن يدفع الرسوم احملددة يف عقد االمتياز إىل امللتزم‪,‬ويف مقابل‬
‫ذلك ينبغي على امللتزم ضرورة توفري اخلدمات للمنتفعني مع إحرتام مبدأ املساواة بني املنتفعني‪.‬و يف حالة اإلخالل‬
‫هبذا املبدأ من طرف امللتزم فإنه يلزم بالتعويض عن الضرر الذي يصيب الغري جزاء على ما يرتتب على هذا التميز‬
‫من أضرار هلم‪.‬‬
‫‪-‬هناية االمتياز‪.‬‬
‫ينتهي االلتزام بعدة طرق ميكن تصنيفها إىل طرق عادية طبيعية و طرق غري عادية‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة العادية‪.‬‬
‫تتمثل هذه الطريقة يف انتهاء و انقضاء مدة عقد االمتياز ‪،‬و بانقضاء مدة االمتياز تتوقف كل احلقوق و‬
‫الواجبات بني الطرفني ‪.‬‬
‫الطرق غري العادية‪.‬‬
‫‪-‬السقوط‪.‬‬
‫يف حالة إخالل امللتزم بااللتزامات التعاقدية كذلك ويف حالة ارتكابه ألخطاء ‪ ،‬يف تسري املرفق ‪ ،‬و اإلدارة ال‬
‫تستطيع أن توقع هذا اجلزاء بنفسها بل تلجأ إىل القضاء ‪ ،‬إال إذا احتفظت لنفسها بذلك احلق فهنا تستطيع أن‬
‫تفعل ذلك بإرادهتا املفردة‪.‬‬
‫‪-‬اسرتداد االلتزام قبل هناية مدته‪.‬‬
‫تستطيع اإلدارة ماحنة االمتياز بناء على سلطتها التقديرية ‪ ،‬أن تنهي االلتزام قبل انقضاء مدته و ال يرجع السبب‬
‫يف هذه احلالة إىل حدوث خطا أو تقصري من جانب امللتزم و إمنا رغبة اإلدارة يف حتسني سري املرفق العام و اليت مل‬
‫يعد للملتزم القدرة للقيام هبا ‪ ،‬على أن تلتزم اإلدارة مبنح تعويض للملتزم على مافاته من ربح و ما حل به من‬
‫خسارة‪.‬‬

‫ب‪ :‬عقد اإليجار‪.‬‬


‫عقد إجيار املرفق العام هوا تفاق يكلف مبوجبه شخص معنوي شخص أخر يسمي املستأجر استغالل مرفق‬
‫عمومي ملدة معينة مع تقدمي إليه املنشآت واألجهزة ‪ ،‬ويقوم املستأجر بتسيري و استغالل املرفق العمومي مستخدما‬
‫عماله وأمواله ‪،‬ويف املقابل يتقاضى املستأجر مسامهة مالية للشخص املعنوي السرتجاع مصاريف املنشات‬
‫واألجهزة األصلية ‪ ،‬وهذا األسلوب أستعمل يف اجلزائر خاصة على مستوى اجلماعات احمللية ‪ ،‬حبيث جييز قانون‬
‫البلدية ‪،‬كراء أمالكها والسيما منها املنشات والتجهيزات وذلك عن طريق إجراء املزايدة مثل كراء األسواق‪ ،‬كراء‬
‫حقوق الوقوف ‪ ،‬كراء املساخل البلدية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أسلوب المقاولة العمومية‪.‬‬


‫إن املقاولة العمومية ترتكز على ميزة مزدوجة ‪ ،‬تتمثل امليزة األوىل يف أهنا أنشأت بغرض توفري السلع و‬
‫اخلدمات من خالل عملية اإلنتاج اليت تقوم هبا ‪ ،‬مع خضوعها لسلطة و إشراف األشخاص املعنوية العامة‪،‬أما‬
‫امليزة الثانية للمقاولة العمومية فإهنا ترتكز يف عملها لنوعني من قواعد القانون فهي ختضع ألحكام القانون العام ‪،‬‬
‫كما ختضع ألحكام القانون اخلاص أي مبعىن أهنا ختضع لقواعد القانون العام و قواعد القانون اخلاص معا‪.‬‬
‫و قد عرف مفهوم املقاولة العمومية تطورا عرب النصوص القانونية فمنذ االستقالل إىل يومنا هذا ‪ ،‬و هذا التطور‬
‫يف املفهوم راجع إىل طبيعة النظام االقتصادي الذي عرفته اجلزائر منذ االستقالل إىل غاية اليوم‪.‬‬
‫و بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬صدر القانون رقم ‪ 01-88‬املتضمن القانون التوجيه للمقاوالت العمومية‬
‫االقتصادية و أهم ما جاء يف هذا القانون هو تأكيد على استقاللية تسيري املقاوالت العمومية و هذا كله وفقا‬
‫لآلليات اقتصاد السوق ‪ ،‬حبيث أصبحت املقاوالت العمومية تتمتع بالشخصية املعنوية و ختضع لقواعد القانون‬
‫التجاري ما مل ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬
‫كما جتدر اإلشارة إىل أن القانون رقم ‪ 01-88‬ميز بني نوعني من املقاوالت العمومية‬
‫‪-‬مقاوالت عمومية تنتج األموال املادية و املتمثلة يف املقاوالت العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬مقاوالت عمومية ال تنتج األموال املادية بل يقتصر دورها يف تسيري و االستثمار يف األموال املنقولة و‬
‫هي األسهم ‪ ،‬يسميها البعض باملقاوالت بدون مصنع ‪ ،‬و تسمي أيضا بشركة تسيري السندات‪.‬‬
‫و قد جاء األمر رقم ‪ 04-01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬بتعليق بتنظيم املقاوالت العمومية االقتصادية و‬
‫تسريها و خوصصتهاحيث املادة ‪ 13‬من األمر رقم ‪ 04-01‬على النحو التايل " يقصد باخلوصصة كل صفقة‬
‫تتجسد يف نقل امللكية إىل أشخاص طبيعني أو معنويني خاضعني للقانون اخلاص من غري املقاوالت العمومية و‬
‫تشمل هذه امللكية‪:‬‬
‫كل رأس مال املقاولة أو جزء منه ‪ ،‬جتوز الدولة مباشرة أو األشخاص اخلاضعون للقانون العام و ذلك عن طريق‬
‫التنازل عن أسهم أو حصص اجتماعية أو اكتتاب لزيادة يف الرأمسال‪.‬‬
‫األصول اليت تشكل وحدة استغالل مستقلة يف املقاوالت التابعة للدولة‪" .‬‬
‫‪ -‬اخلوصصة و املرفق العمومي‪.‬‬
‫تقضي املادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ ": 04-01‬عندما تكون مقاولة عمومية اقتصادية تؤمن مهمة املرفق العمومي‬
‫موضوع خوصصة تتكفل الدولة بضمان استمرارية املرفق العمومي‪".‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 6‬من األمر "بغض النظر عن أحكام هذا األمر فإن املقاوالت العمومية اليت تكتسي طابعا‬
‫اسرتاتيجيا على ضوء برنامج احلكومة‪ ،‬ختضع لنصوص قوانينها األساسية التنظيمية املعمول هبا‪ ،‬أو نظام خاص‬
‫حيدد عن طريق التنظيم‪".‬‬
‫يتضح مما سبق ذكره أن الدولة غري ملزمة خبوصصة املقاوالت العمومية ‪ ،‬فهي تتمتع بالسلطة التقديرية يف ذلك ال‬
‫سيما املقاوالت اليت تعترب إسرتاجتية بالنسبة للدولة و هلا عالقة باملرافق العمومية الكربى مثل قطاعات املاء ‪،‬‬
‫الكهرباء ‪ ،‬الغاز ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أسلوب االقتصاد المختلط (االستغالل المختلط)‬


‫يف البداية كانت الدولة تقوم بتسيري املرافق العمومية مباشرة ‪ ،‬لكن لظروف وخصائص معينة قامت الدولة‬
‫بتفويض جزء من التسيري إىل األفراد ‪،‬لكن الدولة تكون يف هذه احلالة يف املركز األقوى وهذا بسبب مسامهتها‬
‫بغالبية األسهم والباقي يكون لألفراد‪ ،‬وهذا ما يعرف بأسلوب االستغالل املختلط بني الدولة واإلفراد‪.‬‬
‫و يقصد بأسلوب االستغالل املختلط هو إدارة املرفق العام بواسطة شركة جتارية يساهم فيها كل من األفراد‬
‫والسلطة العامة ‪ ،‬وتتخذ عادة صورة شركة املسامهة وختضع للقانون التجاري ‪ ،‬ويتم إنشائها بقانون كما هو احلال‬
‫يف إنشاء املرافق العمومية ‪ ،‬وعليه فإهنا ختضع جلميع املبادئ اليت حتكم سري املرافق العمومية‪.‬‬
‫فبالنسبة خلضوعها للقانون التجاري يكون متعلقا بنشاطها وإدارهتا‪...‬‬
‫وعليه تتم إدارة املرفق العام من خالل هيئة خمتلطة تتكون من أشخاص عامة و أشخاص خاصة ‪ ،‬علما أن‬
‫السلطة العامة متتلك غالبية األسهم والباقي يكون لألفراد ‪ ،‬وهلذا ظهرت هذه الطريقة لتفادي عيوب االستغالل‬
‫املباشر أو االمتياز وإلقامة نوع من التوازن بني األشخاص العامة واألشخاص اخلاصة والوصول إىل ربح مفيد‬
‫للطرفني‪ ،‬ومنه نفرق بني شركة االقتصاد املختلط والشركة الوطنية الن هذه األخرية تكون السلطة العامة هي‬
‫املسامهة واملالكة الوحيدة‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني ‪ :‬المناجمنت و تطبيقاته في القطاع العام ( المناجمنت‬
‫العمومي)‬
‫محتوى‬

‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المناجمنت العمومي‬


‫املطلب األول ‪ :‬التعريف املنامجنت العمومي‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬مبادئ و خصائص املنامجنت العمومي‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬إطار تطبيق املنامجنت العمومي و عالقته بالدولة‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األطراف الفاعلة في المناجمنت العمومي و دورها في جودة الخدمة‬


‫العمومية‬

‫المطلب االول ‪ :‬الفيئات األساسية الفاعلة في المناجمنت العمومي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬متطلبات جودة الخدمة العمومية‬


‫مقدمة الفصل‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المناجمنت العمومي‬


‫المطلب األول ‪ :‬التعريف بالمناجمنت العمومي‬
‫املعىن االصطالحي للمنامجنت العمومي ‪ public management‬جنده ينقسم إىل كلمتني‬
‫منامجنت وتعين إدارة أعمال وعمومي وتعين القطاع العام‪ ،‬والرتمجة العامة بالعربية هي إدارة األعمال العمومية ‪ ،‬و‬
‫هو مفهوم ظهر مؤخرا يف علم التسيري‪ ،‬حيث يهدف إىل حتسني التسيري العمومي عن طريق تطبيق و إدخال‬
‫ميكانزمات إدارة األعمال يف اإلدارة العامة‪ ،‬وهو ما يعرف حاليا بالتسيري العمومي اجلديد‪.‬‬
‫وكتعريف للمنامجنت العمومي ( علم اإلدارة العمومية ) جند أن هناك عدة تعاريف إلدارة األعمال العمومية من‬
‫بينها‪:‬‬
‫فقد عرفته لجنة اإلدارة العامة لمنظمة التعاون والتنمية االقتصادية( ‪ ) OCDE‬بأنه ‪:‬منوذج جديد‬
‫يقوم على نشر ثقافة حتسني األداء يف القطاع العمومي ويقلل من املركزية ويدعو هذا النموذج إىل‪:1‬‬
‫منح املسريين نوع من احلرية يف وضع أنظمة تسري تسمح بتحسني مرودية السياسات العامة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫زيادة االهتمام بكفاءة اخلدمات املقدمة وتبين مفهوم املنافسة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كما يعرف المعجم السويسري للسياسات االجتماعية التسيير العمومي الجديد بأنه"‪:‬اجتاه عام‬
‫لتسري املنظمات العمومية ويعود ظهوره إىل بداية السبعينات يف الدول األجنلوسكسونية‪ ،‬وانتشر فيما بعد يف دول‬
‫منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬وعلى عكس التسيري العمومي التقليدي الذي يأخذ مبادئه من العلوم اإلدارية‬
‫والقانونية‪ ،‬فان أفكار التسيري العمومي اجلديد مستوحى من العلوم االقتصادية ومن سياسات التسيري يف القطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬هبدف االرتقاء باإلدارة العامة إىل مستوى الكفاءة والفعالية‪.‬‬
‫المناجمنت العمومي الجديد (إدارة األعمال العمومية)حيث يعرف على "انه جمموعة عناصر جديدة‬
‫يف تسري اإلدارات العمومية واليت تفرض عليها التخلي عن املنطق القانوين وتصبح خاضعة للمنطق االقتصادي من‬
‫خالل إدراج مفهوم األداء الناجع واجلودة وغريها من مفاهيم إدارة األعمال احلديثة‪.‬‬
‫من خالل هذا التعريف الذي قد تثري اجلدل لدى البعض يف ما خيص قضية التخلي عن املنطق القانوين واخلضوع‬
‫للمنطق االقتصادي‪ ،‬واليت تتعارض من حيث الشكل مع املبدأ الذي ينص على أن القطاع احلكومي قطاع يهدف‬
‫إىل تلبية احلاجيات العامة وال يقوم على مبدأ الربح‪ ،‬ومفهوم الربح يف احلقيقة هو جزء من االقتصاد‪ ،‬مبعىن أن‬

‫‪ 1‬سلوى تيشات‪ ،‬آفاق الوظيفة العمومية يف ظل تطبيق املنامجنت العمومي اجلديد بالنظر إىل بعض التجارب األجنبية‪ ،‬أطروحة دكتورا غري منشورة‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬اجلزائر‪ ،2015/2014 ،‬ص‪130‬‬
‫القطاع اخلاص يهدف إىل حتقيق الربح وبالتايل فهو عبارة عن هدف ال أكثر‪ ،‬يف حني أن املنطق االقتصادي يقوم‬
‫على جمموعة من املفاهيم واليت تتمحور حول املنافسة واإلسرتاجتية واجلودة واإلبداع وكل األساليب اليت تعمل على‬
‫الضغط على التكاليف وحتقيق اكرب عائد ممكن وحتقيق رضا العميل‪ ،‬وبالتايل ال يعين التخلي عن املنطق القانوين‬
‫إلغاء دور القطاع احلكومي إمنا حتسني دوره يف تقدمي اخلدمات العمومية‪.‬‬
‫لذلك يمكن القول أن المناجمنت العمومي يدل على استخدام األساليب اإلدارية يف القطاع اخلاص ( واليت‬
‫أثبتت جناعتها ) يف تسيري القطاع العام لزيادة كفاءته و فعاليته‪.‬‬
‫و يف هذا يعرف ‪ Gibert‬املنامجنت العمومي على أنه " املنامجنت العمومي اجلديد هو التوجه باالدارة العمومية‬
‫حنو إدارة األعمال " ‪.‬‬
‫و المعنى العلمي للمنامجنت العمومي و نعين به ( علم اإلدارة العمومية ) هي علم وفن إدارة كل املوارد املتاحة‬
‫واستغالهلا اإلستغالل األمثل مبا خيدم األهداف التنظيمية واألفراد من جهة وأهداف اجملتمع من جهة أخرى وفق‬
‫أسلوب علمي وعملي يضمن ذلك ‪.2‬‬

‫ميكن القول أن مفهوم اإلدارة احلديث ( منامجنت ) يقوم على اجلانبني الفين والعلمي معا باعتبار العمل‬
‫اإلداري كممارسة فنية وعلمية يف آن واحد ‪.‬‬
‫‪ )1‬مفهوم اإلدارة كممارسة‪:‬‬

‫فاإلدارة هنا هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية واملادية واملالية واملعلومات واألفكار والوقت‬
‫من خالل العمليات اإلدارية املتمثلة يف التخطيط‪ ،‬والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض حتقيق األهداف‪.‬‬
‫ويتضمن هذا املفهوم على العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬املوارد البشرية ‪ :‬األفراد الذين يعملون يف املنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬املوارد املادية ‪ :‬كل ما يوجد يف املنظمة من مباين وأجهزة وآالت‪..‬‬
‫‪ -‬املوارد املالية ‪ :‬كل املبالغ من املال اليت تستخدم لتسيري األعمال اجلارية واالستثمارات الطويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬املعلومات واألفكار‪ :‬تشمل األرقام واحلقائق والبيانات والقوانني واألنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬الوقت‪ :‬الزمن املتاح إلجناز العمل‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات اإلدارية‪ :‬ويقصد هبا وظيفة التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة (سيتم تناوهلا الحقاً‪).‬‬
‫‪ -‬الفاعلية ‪ effective :‬ويقصد هبا مدى حتقيق أهداف املنظمة‬
‫‪ -‬الكفـاءة ‪ Efficience :‬ويقصد هبا االستخدام االقتصادي للموارد ( أي االقتصاد يف استخدام املوارد‬
‫املتاحة ) وحسن االستفادة منها‪ ،‬والشكل أدناه يبني عالقة املوارد والعملية اإلدارية واألهداف يبعضها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬المناجمنت العمومي ‪ ،‬متاح على الموقع ‪ https://www.hopital-dz.com‬تاريخ التصفح ‪2020/08/12‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مبادئ و خصائص المناجمنت العمومي‬
‫أوال ‪ :‬مبادئ المناجمنت العمومي‬
‫يتضمن املنامجنت العمومي اجلديد جمموعة من املبادئ من أمهها ‪:3‬‬

‫إدخال آليات السوق على القطاع العمومي‪ ،‬مثل املنافسة بني املرافق العمومية يف تقدمي اخلدمات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االستفادة من أساليب التسيري يف القطاع اخلاص وتطبيقها يف القطاع العام هبدف حتسني اخلدمات‬ ‫‪‬‬

‫العمومية‪.‬‬
‫حتسني أداء األجهزة اإلدارية للدولة من خالل ترشيد استعمال املوارد العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االنتقال من مفهوم اإلدارة املركزية‪ ،‬القواعد القانونية‪ ،‬إىل مفهوم األداء‪ ،‬اجلودة‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬املنافسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السعي إىل حتقيق رضا املواطنني‪ ،‬بدال من االقتصار على تقدمي اخلدمات مع عدم مراعاة جودهتا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عملية اختاذ القرارات تكون بشكل مجاعي واعتماد أسلوب املشاركة بدال من اختاذ القرارات بشكل‬ ‫‪‬‬

‫أحادي الذي يصعب تطبقه أحيانا بسبب عدم تقبل األفراد العاملني بالقطاع العمومي إىل بعض القرارات‪.‬‬
‫التسيري من منظور التنبؤ باملشاكل وحماولة تفاديها وليس التسيري من منظور معاجلة املشاكل بعد حدوثها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خصائص المناجمنت العمومي‬

‫يتميز املنامجنت العمومي مبجموعة من اخلصائص اليت ينفرد هبا عن أساليب التسيري األخرى ‪:4‬‬

‫تسيري تأملي ‪ :‬مبعىن ينبغي التفكري يف األهداف‪ ،‬ويف كيفية حتقيقها وقابلية احمليط هلا (املواطنني)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تسيري عالقات ‪ :‬مبعىن أن املنظمات العمومية ينبغي أن تقدم خدمات مرتبطة بالثقة أكثر منها بيع املنتجات‬
‫مع املستفيدين ‪.‬‬
‫‪ -‬تسيري سلطوي ‪ :‬مبعىن أن املنظمات العمومية حتتاج إىل تسيري سياسي جبسد سلطة الدولة ويعكس براجمها‬
‫السياسية ميدانيا‪.‬‬
‫وإدارة‬ ‫) ‪( Management – public‬‬ ‫‪ -‬لذلك هناك جوانب متعددة للتفرقة بين إدارة األعمال العمومية‬
‫) ‪( Management des affaire‬‬ ‫أعمال‬
‫فالتمييز بني املنامجنت العمومي وإدارة األعمال يعود بالدرجة األوىل إىل معيار جمال التطبيق للمنامجنت‬
‫(اإلدارة) فإذا مت تطبيقها يف جمال القطاع العام‪ ،‬يطلق عليها يف هذه احلالة باملنامجنت العمومي ( إدارة‬

‫‪ 3‬سلوى تيشات ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪131‬‬


‫‪4‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫االعمال العمومية)‪ ،‬أما إذا مت تطبيقها يف جمال القطاع االقتصادي‪ ،‬يطلق عليها يف هذه احلالة إدارة األعمال‪.‬‬
‫وبالتايل ميكن أن منيز بينهما من خالل عدة جوانب نلخصها يف اجلدول التايل ‪:5‬‬

‫املنامجنت العمومي( اإلدارة‬


‫إدارة األعمال‬ ‫معيار التفرقة‬
‫العمومية )‬
‫حتقيق ربح‬ ‫تقدمي خدمة عمومية‬ ‫اهلدف‬
‫أصغر‬ ‫عادة كبرية‬ ‫احلجم‬
‫القطاع االقتصادي وبالذات‬ ‫القطاع االقتصادي وبالذات‬
‫جمال التطبيق‬
‫القطاع اخلاص‬ ‫القطاع العام‬
‫جملس اإلدارة‬ ‫السياسة العامة للدولة‬ ‫إطار العمل‬
‫شركات أموال‪ ،‬شركات أشخاص‪،‬‬ ‫مرفق عمومي ‪ :‬مؤسسات‬
‫أفراد‬ ‫وإدارات‬
‫شكل التنظيم‬
‫عمومية وطنية ‪ ،‬هيئة وزارية ‪،‬‬
‫مصلحة‬
‫املسامهون‬ ‫الدولة ممثلة يف أجهزهتا الرقابية‬ ‫اجلهة الرقابية‬
‫تعظيم الربح‬ ‫مدى توفر جودة اخلدمة‬ ‫مقياس األداء‬
‫مهتمة برفاهية مواطنيها تعطى األولية غري مهتمة بالرفاهية املتعاملني معها‬
‫للمصلحة العامة للمجتمع عن املصلحة واملستفيدين من إنتاجها إال بقدر ما‬ ‫درجة ونطاق االهتمام‬
‫حيقق هلا ‪ :‬من مسعة ورحبية‬ ‫اخلاصة‬
‫عمالء ومنافسون حمدودين يف العدد‬ ‫عدد غري حمدود من املواطنني( من‬
‫لكل مؤسسة ‪ ،‬سوق خلفي تشرتي منه‬ ‫دافعي الضرائب ومن املستفيدين من‬ ‫طبيعة الزبائن‬
‫وسوق أمامي تبيع له‬ ‫اخلدمات العمومية)‬
‫مسؤولية أداء مهين واجتماعي وأخالقي‬ ‫املوظف خيضع للمساءلة وعمله خيضع‬
‫املسؤولية‬
‫للشفافية أمام اجلهات املعنية‬
‫‪ -‬وهنا البد من اإلشارة إىل أن هذه الفروقات قد بدأت يف التالشي واالنكماش شيئا فشيئا ‪ ،‬نتيجة التغيري‬
‫الذي حيدث يف منط التسيري للمؤسسات واإلدارات العمومية متاشيا مع متطلبات املعايري الدولية يف التسيري‬
‫اإلداري عامة والعمومي خاصة ( املنامجنت العمومي )‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬إطار تطبيق المناجمنت العمومي و عالقته بالدولة‬
‫أوال ‪:‬إطار تطبيق المناجمنت العمومي‬
‫لقد أصبح اليوم املنامجنت جيد تطبيقاته يف القطاع العام واخلاص على السواء‪ ،‬مع بعض االختالفات‬
‫البسيطة كون أن املنامجنت العمومي يعتمد على العديد من العلوم ( القانون العمومي ‪ ،‬العلوم السياسية واإلدارية‬
‫‪ ،‬علم اجتماع املنظمات ‪ ،‬علوم التسيري ‪ ،‬االقتصاد العمومي ) حيث أن فالشخص املمارس للمنامجنت العمومي‬
‫ينبغي عليه اإلملام هبذه العلوم ‪ ،‬ذات الصلة مبجال املنامجنت العمومي احلديث ‪ ،‬إىل جانب اعتماده بدرجة‬
‫أساسية على مبادئ علوم التسيري األساسية ( التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬توجيه‪ ،‬الرقابة‪...‬إخل) حيث أن إدارة املنظمات‬
‫العمومية اإلنتاجية منها واخلدمية تعمل ضمن إطار بيئي يتميز بوجود‪:6‬‬

‫ارتباط وثيق بني املنظمات العمومية والبناء السياسي والدستوري للدولة‬ ‫‪.1‬‬
‫تأثري خمتلف الفعاليات والقوى السياسية على عمل هذه املنظمات العمومية‬ ‫‪.2‬‬
‫كرب حجم املنظمات العمومية‬ ‫‪.3‬‬
‫تنوع نطاق أنشطة املنظمات العمومي‬ ‫‪.4‬‬
‫إن هذا التميز ينعكس على األسلوب والنمط الذي متارس به املنظمات العمومية أنشطتها‪ ،‬ويكون هلا األثر‬
‫النسيب على مستوى رفاهية اجملتمع‪.‬‬
‫حيث يرى الكثري من الباحثني يف جمال املنامجنت ‪ ،‬أن عملية التمييز بني جمال تطبيق املنامجنت يف‬
‫القطاعني العام واخلاص هي يف طريقها حنو الزوال نتيجة التطورات اليت حتدث يف احمليط االقتصادي واالجتماعي‬
‫والسياسي من ارتفاع مستويات الندرة والضغوط السياسية واالجتماعية ‪ ،‬وما يرتتب عن ذلك من زيادة الوعي‬
‫االجتماعي والنفوذ وقوة الرأي العام يف اجملتمعات قد أثر ذلك على ممارسات كل من املنظمات العمومية واخلاصة‬
‫على السواء‪.‬‬

‫عالقة المناجمنت العمومي بالدولة‬


‫مبثل املنامجنت العمومي العمل احلكومي باعتباره أداة تنفيذ السياسات العامة للدولة‪ ،‬فهي تتعامل دائما‬
‫على أساس شخص عام وليس خاص‪ ،‬وحيكم املنامجنت العمومي القانون العام ويعمل املوظف العمومي بصفته‬
‫الرمسية وليس بصفته الشخصية‪ ،‬وخيضع املنامجنت العمومي لسلطة الدولة وملؤسساهتا الرمسية‪ ،‬ويعمل ضمن‬
‫السياسة العامة للدولة اليت حيددها القانون‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األطراف الفاعلة في المناجمنت العمومي و دورها في جودة الخدمة العمومية‬

‫المطلب االول ‪ :‬الفيئات األساسية الفاعلة في المناجمنت العمومي‬

‫األطراف األساسية الفاعلة يف املنامجنت العمومي واليت غالبا ما يكون هلا تأثري بالغ على مستوى أداء‬
‫املؤسسات واإلدارات العمومية متمثلة يف مخسة فئات و هي ‪:7‬‬

‫‪ .1‬فئة املستفيدين من اخلدمات العمومية‬


‫‪ .2‬فئة املشرفني على أداء اخلدمة العمومية‬
‫‪ .3‬فئة القائمني على أداء اخلدمة العمومية‬
‫‪ .4‬فئة الراعني للخدمة العمومية‬
‫‪ .5‬فئة الداعمني للخدمة العمومية‬

‫إن معرفة الدور الذي تقوم به هذه الفئات يف املنامجنت العمومي ليعد ضروري لتحسن مستوى أداء‬
‫اخلدمة العمومية ‪ ،‬حيث أصبحت اليوم جودة أداء املنظمة العمومية تكتسي بعدا إسرتاتيجيا يف السياسة‬
‫العامة للدولة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬فئة المستفيدين من الخدمات العمومية‬

‫تتصدر هذه اجملموعة كل من املواطنني واملقيمني املستفيدين من اخلدمات العمومية الصادرة عن املؤسسات‬
‫واإلدارات العمومية ‪ ،‬وتعرب هذه الفئة عن احلاجات العمومية للمجتمع واليت تتطلع إىل إشباعها من اخلدمات‬
‫العمومية ‪ ،‬ولكي يتحقق ذلك ينبغي العمل على‪:‬‬

‫‪ .1‬تشجيع عملية تشريك املواطنني يف املواضيع املتعلقة باملنامجنت العمومي ويف مسار القرار السياسي‬
‫باعتماد االستجواب وسرب اآلراء و اعتماد نظام حالقات اجلودة‬
‫‪ .2‬اإلصغاء القرتاحات و شكاوى املواطن بإعداد هياكل إنصات والقيام ببحوث ميدانية و استجواب‬
‫املواطن‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع سياسة إعالمية تفاعلية مع الكفاءات وخمتلف السلطات العمومية‪.‬‬
‫‪ .4‬ضمان شفافية املؤسسات واإلدارات العمومية وقراراهتا وتطويرها بنشر التقارير السنوية وتنظيم املؤمترات‬
‫الصحفية ونشر املعلومات على شبكة األنرتنات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪9‬‬
‫‪ .5‬تشجيع املواطنني على االنتظام يف مجعيات قانونية للتعبري عن حاجياهتم وانتظاراهتم ومساندة اجلمعيات‬
‫املمثلة هلم ‪ .‬واملدافعة عن مصاحلهم ومطالبهم بطريقة حضرية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬فئة المشرفين على أداء الخدمة العمومية‬

‫تتصدر هذه اجملموعة القيادات اإلدارية اليت تعد العقل املفكر واملدبر يف تسيري املؤسسات واإلدارات‬
‫العمومية و اختاذ القرارات اإلسرتاتيجية اليت تدفع باملؤسسات واإلدارات العمومية حنو التنمية املستدامة‪.‬‬

‫و القيادة اإلدارية هي تساهم يف توضيح أهداف اهليكل وتوحيدها وبيئة املناخ املالئم لتحقيق االمتياز‪،‬‬
‫وتبث القيم اليت تضمن جناح املؤسسة على املدى‬ ‫وهي اليت تعطي التوجه الواضح للهيكل وتضبط املهام والرؤى ّ‬
‫البعيد ‪.‬والقيادة العليا هي اليت حتدد نظام التصرف وتتوىل مراقبة األداء ومتابعة النتائج‪ ،‬وهي اليت تتحمل مسؤولية‬
‫حتسني األداء واإلعداد للمستقبل وذلك بإدخال التعديالت الضرورية لتحقيق أهداف املؤسسة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬فئة القائمين على أداء الخدمة العمومية‬

‫تتصدر هذه اجملموعة املوارد البشرية من موظفني وأعوان حتكم وأعوان تنفيذ وغريهم من الزبائن الداخليني‬
‫يف املؤسسات واإلدارات العمومية ‪ ،‬الذين تتوقف عليهم بالدرجة األوىل مهمة تنفيذ إسرتاتيجية املؤسسات‬
‫واإلدارات العمومية ‪ ،‬لذلك ينبغي التخطيط و التصرف يف املوارد البشرية بشفافية متاشيا مع اإلسرتاتيجية‬
‫املرسومة بإعتبارهم من األطراف الفاعلة األساسية يف املنامجنت العمومي ‪.‬‬

‫رابعا ‪:‬فئة الراعين للخدمة العمومية‬

‫تتصدر هذه اجملموعة السلطة العمومية من إدارة مركزية وجهوية وحملية ‪ ،‬اليت يعود إليها حق امللكية والتصرف‬
‫يف املرفق العام ‪ ،‬وبالتايل متتلك سلطة إختاذ القرار يف رسم السياسة العامة للمؤسسات واإلدارات العمومية ‪ ،‬أو‬
‫احلق يف تفويضها للفئة املشرفة على أداء اخلدمة ‪ ،‬وبالتايل تتوىل هذه الفئة ‪:‬‬

‫قياس درجة الوعي لدى اجملتمع باجنازات املصلحة وأثرها على نوعية احلياة بالنسبة للمواطن ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تشخيص صورة املؤسسات واإلدارات العمومية كمشغل وكمساهم يف التنمية احمللية والوطنية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قياس املردود االقتصادي للمؤسسات واإلدارات العمومية على املستويات احمللية واجلهوية والوطنية والدولية‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬
‫التحكم يف مدى تأثري البيئة على اجملتمع على املستويات احمللية واجلهوية والوطنية والعاملية ( احلماية ضد‬ ‫‪‬‬

‫الضجيج والتلوث )‪.‬‬


‫متابعة ومراقبة تأثري التنمية املستدمية على اجملتمع على املستويات احمللية واجلهوية والوطنية والعاملية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التأثري على اجملتمع باعتبار جودة مشاركة املواطنني يف احلياة الدميقراطية احمللية واجلهوية والوطنية والعاملية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توجيه املشاريع التنموية حنو حتقيق العدالة اإلجتماعية ورفاهية اجملتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قياس مدى مساندة املؤسسات واإلدارات العمومية يف االلتزام املدين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جناعة تبادل املعارف واملعلومات مع األطراف الفاعلة األخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تشجيع وضع برامج الوقاية من املخاطر الصحية واحلوادث لفائدة املواطنني واملرؤوسني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مراقبة ومتابعة نشاطات املصلحة الرامية إىل احلفاظ على املوارد مثال ‪:‬نسبة مطابقة املواصفات البيئية‬ ‫‪‬‬

‫واستعمال املواد املرسكلة واللجوء إىل وسائل نقل مالئمة حلماية البيئة وتقليص االضطرابات واالقتصاد‬
‫يف استهالك املاء والكهرباء والغاز‪.‬‬
‫السهرعلى حتقيق رضا املوظف ( العون ) ومتكينه من املشاركة يف رسم السياسات املتعلقة باملنظمة‬ ‫‪‬‬

‫العمومية اليت ينتمي إليها ‪ ،‬يعد ذلك عامل هام لضمان االلتزام الداخلي وحتقيق االخنراط يف عملية‬
‫حتسني جودة األداء للخدمة العمومية‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬فئة الداعمين للخدمة العمومية‬

‫تتصدر هذه اجملموعة كل من املتعاملني واملتعاونني مع املؤسسات واإلدارات العمومية من هيئات متويل وخرباء‬
‫تقنيني ومستشارين ونقابات وغريهم و هلذا ينبغي العمل على ‪:8‬‬

‫‪ .1‬النهوض بثقافة االنفتاح واالتصال واحلوار والتشجيع على العمل اجلماعي والتعاوين ‪.‬‬
‫‪ .2‬املساءلة املستمرة للمعاونني للتعرف على أفكارهم واقرتاحاهتم ووضع آليات هلذا الغرض ‪ ،‬نظام قبول‬
‫االقرتاحات‪ ،‬فريق عمل‪ ،‬حصة تفكري‪.‬‬
‫‪ .3‬حتديد الشركاء االسرتاتيجيني اهلامني وطبيعة عالقتهم مثال ‪:‬املشرتون –املوردون‪.‬‬
‫‪ .4‬إرساء اتفاقيات شراكة مالئمة مع األخذ بعني االعتبار لطبيعة العالقة ( مورد ـ زبون ) واالشرتاك يف‬
‫التصنيع وإسداء اخلدمات على اخلط‪.‬‬
‫‪ .5‬حتديد املسؤوليات يف التصرف يف عملية الشراكة مبا يف ذلك املراقبة الدورية وتقييم املسارات و النتائج‬
‫وسبل الشراكة‪.‬‬
‫‪ .6‬التشجيع وتنظيم عملية الشراكة مع األطراف اخلارجية وفق مبدأ تبادل املصاحل ‪ ،‬والقيام مبشاريع مشرتكة‬
‫تتماشى والبعد اإلسرتاتيجي ملؤسسات القطاع العام‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬متطلبات جودة الخدمة العمومية‬

‫يهدف نظام اجلودة إىل االرتقاء بأداء اإلدارة العمومية وحتسني نوعية اخلدمات املسداة إىل املواطن‬
‫والتقليص من كلفة غياب اجلودة ‪.‬كما ميكن نظام اجلودة من تطوير املناخ اإلداري لألعمال‪ ،‬مما يساهم يف تعزيز‬
‫مردودية أداء املؤسسات واإلدارات العمومية وحتسني جاذبية اجلزائر ملزيد استقطاب االستثمار اخلارجي وتسريع‬
‫نسق النمو االقتصادي ‪.‬والتقدم يف إرساء برنامج اجلودة باملصاحل اإلدارية العمومية يعتمد املواصفات الدولية‬
‫ويأخذ يف االعتبار اخلصوصيات الوطنية فيما يتعلق بربنامج التطبيق باإلدارة العمومية ‪.9‬‬

‫و لتحسني جودة خدمات اإلدارة العمومية‪ ،‬ينبغي ضبط أهداف مباشرة وأخرى غري مباشرة ضمن برنامج وطين‬
‫للجودة‪.‬‬
‫األهداف املباشرة ‪:‬‬

‫حتسني جودة اخلدمات املسداة إىل املواطن‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫رصد تطلعات املتعاملني مع املؤسسات واإلدارات العمومية واالستجابة هلا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬التحكم يف كلفة اخلدمات العمومية من أجل متكني املواطن من احلصول على اخلدمات بأسعار مناسبة ‪،‬‬
‫‪ ‬االرتقاء مبؤشرات جودة اخلدمات اإلدارية الوطنية إىل مستوى االلتقاء مع املؤشرات الدولية ‪.‬‬
‫األهداف غري املباشرة ‪:‬‬
‫‪ ‬تسريع وترية النمو‬
‫حتسني املناخ االداري لألعمال‬ ‫‪‬‬

‫حتسني شفافية التعامل بني املواطن و االدارة‬ ‫‪‬‬

‫كسب االعرتاف الدويل فيما يتعلق مبستوى جودة اخلدمة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬الرقابة في المنظمات العمومية‬

‫محتوى‬

‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الرقابة في المنظمات العمومية‬


‫املطلب األول ‪ :‬تعريف الرقابة و أنواعها‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬أهداف الرقابة اإلدارية‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أمهية الرقابة اإلدارية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مستويات و مراحل عملية الرقابة‬


‫املطلب األول‪ :‬مستويات عملية الرقابة‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬مراحل عملية الرقابة‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬مواصفات الرقابة الفعالة‬
‫مقدمة الفصل‬

‫تعترب الرقابة اإلدارية صمام األمان الذي يضمن وحيمي العملية اإلدارية من اإلحنرافات ‪ ،‬حىت تستمر‬
‫املؤسسة يف متابعة مسارها الصحيح ‪ ،‬ملنع حدوث الفشل والوقوف على مدى قدرهتا يف حتقيق أهدافها بنجاح‬
‫‪.‬وتعد الرقابة الوظيفة الرابعة من وظائف اإلدارة ويتم من خالهلا القيام بعملية املقارنة ما بني األهداف املوضوعة‬
‫وبني مستوى األداء الفعلي ( النتائج احملققة ) ليتم تصحيح اإلحنرافات والقيام باإلصالح اإلداري املالئم لذلك‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ما هية الرقابة في المنظمات العمومية‬


‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الرقابة و أنواعها‬
‫أوال ‪ :‬نعريف الرقابة‬
‫الرقابة باإلجنليزيّة (‪ : ) Control‬هي اإلشراف على وظيفة أو عمل ما‪ ،‬وتعتمد على دور اإلدارة‬
‫عرف الرقابة بأ ّهنا‪ :‬تنفيذ السلطة املعتمدة على اإلشراف‬
‫يف التأكد من تطابق أنشطة بيئة العمل مع القوانني‪ ،‬وتُ َّ‬
‫على سلوك ما‪ ،‬أو تنظيم تطبيق العملية ذات الطبيعة امليكانيكيّة‪ ،‬ومن التعريفات األخرى للرقابة التحقق من جناح‬
‫شيء ما؛ وذلك عن طريق تنفيذ مقارنة بني جمموعة من املعايري‪.10‬‬
‫الرقابة اإلداريّة باإلجنليزيّة)‪: Administrative Control‬؛ هي ججمموعةٌ من التطبيقات املستخدمة من‬
‫ُ‬
‫الداخلي يف املؤسسات‪ ،‬وهتدف إىل دعم تنفيذ‬ ‫أجل الوصول إىل الكفاءة اإلداريّة‪ ،‬وتُعترب ُجزءاً من نظام التح ّكم‬‫ِ‬
‫ّ‬
‫كافّة األعمال يف األوقات املناسبة‪ ،‬واملرتبطة مع السياسات اإلداريّة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القوة اليت ُحت ّقق السيطرة على العمل‪ ،‬وهي ِمن الوسائل‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫األفعال‬ ‫ا‬‫هن‬
‫ّ‬ ‫بأ‬ ‫ة‬‫ّ‬‫ي‬
‫ر‬ ‫اإلدا‬ ‫وأيضاً تُعرف الرقابة‬
‫اإلداري‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القانونيّة املستخدمة يف التنظيم والتوجيه‬
‫ُ‬
‫ومن التعريفات األخرى للرقابة اإلداريّة هي األفعال املرتبطة بالسيطرة على األشياء أو األشخاص‪ ،‬من‬
‫ُ‬
‫خالل فرض السلطة املناسبة واملرتبطة يف جناح الرقابة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع الرقابة‬
‫يوجد العديد من احملاور اليت على أساسها ميكن حتديد خمتلف أنواع الرقابة وتلخيصا لذلك فمن املمكن‬
‫استعراض من خالل هذا املقطع األنواع اآلتية‪:‬‬
‫التصنيف على أساس توقيت القيام بالرقابة ‪ :‬ميكن تقسيمها إىل ثالثة أنواع رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة السابقة‬
‫‪ -‬الرقابة أثناء اإلجناز املتزامنة‬

‫‪" 10‬تعريف ومعنى رقابة في معجم المعاني الجامع"‪ ،‬متاح على الموقع ‪ّ ، /https://mawdoo3.com‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪2017-2-21‬‬
‫‪ -‬الرقابة الالحقة‬

‫التصنيف على أساس المستوى التنظيمي ‪ :‬ميكن تقسيمها إىل ثالثة أنواع رئيسية هي ‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة على مستوى الفرد ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على العمليات واألنشطة الوظيفية كالتسويق واإلنتاج والتمويل وإدارة املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على األداء الكلي للمنظمة أي تقييم األداء الكلي للمنظمة ومن أمثلة املعايري واملؤشرات اليت تستخدم‬
‫يف هذا اخلصوص‪ :‬معدل الفائدة على االستثمار‪ ،‬حصة املنظمة يف السوق‪ ،‬معامل اإلنتاجية الكلي‪ ،‬الرحبية‬
‫املعدلة‪ ،‬معدل منو اإلنتاج‪.....‬اخل‪.‬‬

‫التصنيف على أساس أطراف التعامل مع المنظمة ‪ :‬وهناك نوعيان مها ‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابة الداخلية ‪ :‬حيث يكون الرتكيز على األنشطة واملهام ونظم اإلشراف واحلوافز اخلاصة بإطار التعامل‬
‫الداخلي داخل املنظمة مثل الرقابة على املوظفني والرقابة اإلدارية‪.‬‬
‫الرقابة اخلارجية ‪ :‬حيث يكون اإلهتمام مركزا على عالقة املنظمة بأطراف التعامل اخلارجي (املوردين‪ ،‬الزبائن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة مع األجهزة احلكومية ‪......،‬اخل ‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع الرقابة حسب أهدافها أو موضوعها‬


‫‪ -‬الرقابة اإليجابية‬
‫‪ -‬وهتدف الرقابة اإلجيابية إىل التأكد من أن األنشطة واإلجراءات والتصرفات تسري وفق األنظمة والقوانني‬
‫واللوائح والتعليمات اخلاصة باملنشأة لتجنب الوقوع يف املخالفات واألخطاء مبا يكفل حتقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة السلبية‬
‫‪ -‬وهتدف إىل اكتشاف االحنرافات واألخطاء بطريقة يقصد هبا تصيد املسؤولني عن تلك األخطاء دون توجيه‬
‫انتباههم إىل أوجه القوة والضعف أثناء عملية التنسيق ودون تقدمي االفرتاضات واحللول ملعاجلة املشكلة القائمة‬
‫وتاليف تكرار حدوثها ‪ ،‬وهذا النوع من الرقابة غري بناء ألنه يعين ‪ :‬اخلوف واإلرهاب يف نفوس أفراد‬
‫التنظيم ‪.‬‬

‫والفرق بني الرقابة اإلجابية والرقابة السلبية هو أن الرقابة اإلجابية هتدف إىل ضمان حسن سري العمل وليس تصيد‬
‫األخطاء كما هتدف الرقابة السلبية‪.‬‬

‫الرقابة على األعمال اإلدارية ( التسيير اإلداري )‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وتقييم مجيع‬ ‫ويهدف هذا النوع من الرقابة إىل حسن استخدام املوارد البشرية واملادية من خالل متابعة‬
‫األنشطة اإلدارية املختلفة يف املنظمة مبا فيها اخلدمات املقدمة ومتتد لتشمل املستويات اإلدارية املختلفة‪ ،‬اهليكل‬
‫التنظيمي‪ ،‬طرق العمل شؤون األفراد والنواحي املالية الفنية فهي تشمل مكاتب الربيد واألحوال املدنية واجلامعات‬
‫هلا‪.‬‬ ‫املرافق التابعة‬ ‫ومجيع‬ ‫والبلديات‬ ‫والوزارات‬ ‫احلكومية‬ ‫واملؤسسات‬
‫وم ن األجهزة احلكومية املسؤولة عن مراقبة األعمال اإلدارية احلكومية يف اجلزائر جند مفتشية العمل واجمللس‬
‫الوطين الشعيب ‪.‬‬

‫الرقابة المالية‬ ‫‪‬‬

‫و يهدف هذا النوع من الرقابة إىل محاية األموال العمومية من خالل التأكد من حجة التصرفات املالية بعد مراجعة‬
‫املتحصل من اإليراد ات واملتصرف من النفقات وأهنا متت وفق للقوانني والتعليمات والقواعد العامة للميزانية ومن‬
‫أمثلة األجهزة احلكومية املركزية اليت تقوم هبذه املهمات وزارة املالية وجملس احملاسبة ‪.‬‬

‫الرقابة الفنية‬ ‫‪‬‬

‫ويهدف هذا النوع من الرقابة إىل الرتكيز على املشرفني الفنيني يف اجملاالت املهنية املختلفة كاألعمال اهلندسية‬
‫والتصميم اإلنتاجية والفنية والقانونية وتقوم هيئات التفتيش الفين على مثل هذا النوع من الرقابة ‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة على األنشطة الروتينية‬

‫ويرتكز هذا النوع من الرقابة على جمموعة األعمال واألنشطة واملعامالت املتكررة وقد تكون يومية وتتمثل هذه‬
‫األنشطة يف إجراءات أو أساليب أو مراحل العمل ومن أمثلتها إجازة املوظفني‪ ،‬مشرتيات األثاث‪ ،‬الربيد الوارد‬
‫والصادر‪ ،‬حفظ السجالت والوثائق ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف الرقابة اإلدارية‬


‫الرقابة اإلداريّة إىل تنفيذ العديد من األهداف من أمهها‪:11‬‬‫تسعى ّ‬
‫‪ -‬التقيد بالسياسة اإلداريّة‪ :‬هو اهلدف املرتبط مبُتابعة تنفيذ الدوائر اإلداريّة للتعليمات والقرارات املختلفة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كل منها‪ ،‬ويساعد ذلك على التأ ّكد من مدى وضوح فهم القرارات اإلداريّة؛ ممّا يُساعد‬ ‫حسب اختصاص ٍّ‬
‫على عدم ترك اجملال للتفسريات الذاتيّة يف الدوائر‪ ،‬واليت ينتج عنها سوء تنفيذ التعليمات أو عدم معرفة كيفيّة‬

‫‪ّ https://mawdoo3.com‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪2017-2-21‬‬ ‫"الرقابة اإلدارية ‪ -‬األهداف"‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬متاح على الموقع‬
‫‪11‬‬
‫استخدامها من أجل الوصول إىل أهداف العمل بكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬االستخدام املناسب للموارد االقتصاديّة‪ :‬هو العمل على ترشيد طُرق صرف أو استخدام املوارد االقتصاديّة؛‬
‫ُ‬
‫من أجل حتقيق األهداف مع احلرص على عدم التبذير أو اإلسراف يف هذه املوارد‪ ،‬بل من املهم استخدام‬
‫ُ‬
‫بأقل التكاليف املمكنة‪.‬‬
‫الكميّات املُناسبة منها ّ‬
‫‪ -‬توزيع املسؤوليات‪ :‬هو تعزيز قُدرة الشركة على تطبيق الرقابة الداخليّة الشاملة لكافّة الدوائر عن طريق تقسيم‬
‫املهام والوظائف اإلدارية بني املوظّفني‪ ،‬فال ينفرد موظّف فقط يف أداء ٍ‬
‫وظيفة ُمعيّنة من بدايتها إىل هنايتها‪ ،‬ممّا‬ ‫ّ‬
‫بشكل سريع‪ ،‬كما يُساعد توزيع‬ ‫ٍ‬ ‫يُساهم يف تفادي وقوع األخطاء أو جمعرفتها مبكراً من أجل عالجها‬
‫املسؤوليّات على من ِع تداخل أو تكرار األنشطة يف بيئة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق اإلدارة للمراجعة الداخليّة‪ :‬هو تنفيذ التدقيق ضمن بيئة العمل‪ ،‬ويجهدف إىل حتقيق اآليت‪:‬‬
‫للخطط والسياسات املعتمدة يف املؤسسة‪.‬‬ ‫حتسني سري العمل وفقاً ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫اليومي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مساعدة اإلدارة على جتاوز الروتني‬ ‫‪-‬‬
‫اخلاصة يف الرقابة الداخليّة‪ .‬ت‬
‫التأكد من تنفيذ اإلجراءات ّ‬ ‫‪-‬‬
‫قدمي توصيات بتدريب وتأهيل املوظّفني يف األقسام اإلداريّة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفعال‪.‬‬
‫حتقيق األداء املُميّز واجليّد و ّ‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهمية الرقابة اإلدارية‬


‫لخص هذه األمهية وفقاً للنقاط اآلتية‪:12‬‬ ‫همة يف املنشآت بكافة أنواعها‪ ،‬وتُ ّ‬ ‫ت ُّ‬
‫عد الرقابة اإلداريّة من الوظائف املُ ّ‬
‫املؤسسي‪ ،‬والتقليل من النفقات املاليّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬توحيد األداء؛ ممّا يساهم يف املحافظة على كفاءة العمل‬
‫ُ‬
‫‪ -‬تقليص حجم اخلسائر‪ ،‬واملفقودات الناجتة عن سوء استِخدام موجودات املؤسسة‪.‬‬
‫ويؤدي ذلك إىل مساعدة اإلدارة على تلبية حاجات املوظّفني‪ ،‬والسوق اخلاص يف‬ ‫‪ -‬توحيد جودة العمل‪ّ ،‬‬
‫وحي ّقق توقّعات العمالء والزبائن‪.‬‬ ‫األعمال‪ُ ،‬‬
‫‪ُ -‬مراقبة وظيفة التخطيط؛ من خالل املوازنة بني املبيعات املتوقّعة والعمليّة اإلنتاجيّة‪ ،‬ومن مثّ ُمقارنتها مع العمل‬
‫ج‬ ‫ُ‬
‫والتكاليف املستخدمة يف جدولة األعمال‪.‬‬
‫ُ‬
‫اإلجيايب عند املوظفني؛ من أجل جحتفيزهم لتحقيق أفضل أداء يُساهم يف‬ ‫ّ‬ ‫الشعور‬ ‫ع‬‫زر‬ ‫يف‬ ‫املسامهة‬ ‫‪-‬‬
‫الوصول إىل األهداف‪.‬‬

‫‪ 12‬نسيب شمس ‪" ،‬الرقابة اإلدارية وسيلة وليست غاية"‪ ،‬صحيفة العربي الجديد‪،‬متاح على الموقع ‪ّ https://mawdoo3.com‬‬
‫اطلع عليه‬
‫بتاريخ ‪.2017-2-21‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مستويات و مراحل عملية الرقابة‬
‫ختتلف األنظمة الرقابية نظراً الختالف األهداف واألغراض واملواقف ولذلك ال يوجد نظام رقايب أمثل ميكن‬
‫استخدامه يف مجيع اجملاالت ولكن ميكن القول أن مثل هذه األنظمة تتبع وبشكل عام جمموعة من اخلطوات‬
‫األساسية املستخدمة يف اجناز العملية الرقابية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مستويات عملية الرقابة‬

‫مسؤولية وظيفة الرقابة ختتلف باختالف املستوى اإلداري ( اإلدارة العليا ‪ ،‬اإلدارة الوسطى ‪ ،‬اإلدارة السفلى)‪،‬‬
‫وبالتايل فإن هناك ثالث مستويات رقابية تعمل على زيادة احتماالت حتقيق اخلطط والسياسات واألهداف‬
‫احملددة وهي‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬الرقابة اإلستراتيجية ( اإلدارة العليا )‬


‫وهذا النوع من الرقابة يتضمن مراقبة ومتابعة العوامل البيئية األكثر تعقيداً واليت ميكنها التأثري وبصورة كبرية على‬
‫مدى تطبيق اخلطط اإلسرتاتيجية‪ ،‬كما ويتضمن تقييم جوهر أو فحوى اإلجراءات التنظيمية اإلسرتاتيجية املتخذة‬
‫والتأكيد على تنفيذ اخلطط اإلسرتاتيجية كما خطط هلا ‪ ،‬وتساهم الرقابة اإلسرتاتيجية يف وضع خطط رقابية‬
‫تكتيكية وتشغيلية ‪ ،‬واجلدير ذكره أن الرقابة اإلسرتاتيجية تتم وبصورة أساسية من خالل مدراء اإلدارة العليا ‪،‬‬
‫الذين يتمتعون باخلربة وبالنظرة الشمولية لكل أنشطة وأقسام املنظمات العمومية املختلفة ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الرقابة التكتيكية (اإلدارة الوسطى)‬


‫وهي نوع من أنواع الرقابة اليت تقوم هبا اإلدارة الوسطى ‪ ،‬واليت تركز على تقييم عملية التنفيذ للخطط التكتيكية ‪،‬‬
‫متابعة النتائج الدورية املرافقة لعملية التنفيذ ‪ ،‬متابعة مدى التقدم ومدى حتقيق األقسام(‪ )4‬ألهدافها وبراجمها‬
‫وموازنتها و متابعة التقارير األسبوعية والشهرية للخطط ‪ ،‬وميكننا القول أن الرقابة التكتيكية ميكنها املشاركة مع‬
‫الرقابة اإلسرتاتيجية من خالل تقدمي املعلومات املتعلقة بالقضايا اإلسرتاتيجية‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬الرقابة التشغيلية ( االدارة الدنيا أو السفلى)‬


‫وهذا النوع من الرقابة يقوم به مديري املستويات اإلدارية الدنيا ‪ ،‬من خالل اإلشراف على تنفيذ اخلطط التشغيلية‬
‫‪ ،‬متابعة النتائج اليومية لألنشطة ‪ ،‬اختاذ اإلجراءات الصحيحة عند الطلب‪ ،‬إعداد اجلداول‪ ،‬املوازنات ‪ ،‬القواعد ‪،‬‬
‫وخمرجات حمددة عادة ما تكون خمصصة لألفراد ‪.‬‬
‫والرقابة التشغيلية تقدم تغذية راجعة عما جيري يف املنظمة وعلى املدى القريب وللتعرف أيضاً على مدى حتقيق‬
‫كل من األهداف القصرية والطويلة األجل ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مراحل عملية الرقابة‬

‫تتمثل خملف مراحل العملية الرقابية يف املراحل التالية ‪:13‬‬

‫أوال ‪ -‬مرحلة وضع املعايري الرقابية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا ‪ -‬مرحلة قياس األداء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا ‪ -‬مرحلة مقارنة األداء باملعايري‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رابعا ‪ -‬مرحلة تصحيح االحنرافات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال ‪ -‬مرحلة وضع المعايير الرقابية ‪.‬‬

‫وتعترب اخلطوة األوىل يف العملية الرقابية واليت مت حتديدها مسبقاً يف عملية التخطيط ‪ ،‬واملعايري هنا توضح‬
‫جمموعة املقاييس املستخدمة يف تقييم األداء باإلضافة إىل تقييم سلوك الفرد املرافق هلذا األداء وعلى سبيل املثال‬
‫فإن املعايري قد تستند إىل جودة املنتج أو إىل الفعالية اليت مت من خالهلا تقدمي اخلدمات ‪ ،‬واملعايري قد تعكس‬
‫طبيعة األنشطة احملددة والضرورية لتحقيق أهداف املؤسسة مثل القدوم إىل العمل يف الوقت احملدد ‪ ،‬اتباع قوانني‬
‫األمن وا لسالمة يف العمل ‪ ،‬وقد تكون عبارة عن جمموعة من اإلرشادات األخالقية اليت حتكم طبيعة االستثمار‬
‫اليت تنوي اإلدارة القيام هبا وعلى وجه العموم فإن املعايري ختدم ثالث أغراض رئيسية متعلقة بسلوك وتصرفات‬
‫املوظفني وهي‪:‬‬

‫‪ -1-‬تساعد املوظفني على فهم وإدراك ما تتوقعه اإلدارة منهم وتوضح هلم الكيفية اليت سيتم من خالهلا تقييم‬
‫أعماهلم مما يدفعهم إىل القيام بأعماهلم بفعالية وكفاءة‪.‬‬
‫‪ -2-‬تعترب قاعدة البحث والتحري والكشف عن الصعوبات واملعوقات الوظيفية املتعلقة ببعض القيود الشخصية‬
‫للموظ ف مثل نقص القدرات ‪ ،‬التدريب ‪ ،‬اخلربة أو أية قيود من شأهنا أن حتد من تأدية العامل لعمله على أفضل‬
‫وجه وبالتايل فإن حتديد املعوقات الوظيفية أو ما يسمى بالعجز الوظيفي قد يعزز دور اإلدارة يف كشف االحنرافات‬
‫وتصحيحها قبل أن تصبح هذه األخطاء أكثر خطورة ويتعذر على اإلدارة معاجلتها‪.‬‬
‫‪ -3‬تساعد على التخفيف من حدة التأثريات الناجتة عن التعارض يف األهداف بني املوظفني واإلدارة مما يؤدي‬
‫إىل زيادة معدل احلوادث ‪ ،‬زيادة معدل السرقات ‪ ،‬زيادة معدل الفاقد من املادة اخلام ‪ ،‬زيادة عطل اآلالت‬
‫واملعدات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫موسوعة مهارات مقاالت النجاح ‪ ،‬متاح على الموقع ‪ https://sst5.com‬تاريخ التصفح ‪2020/06/22‬‬
‫*أنواع المعايير الرقابية‪:‬‬
‫املعايري هي عبارة عن ترمجة للخطط و األهداف والسياسات واإلجراءات والربامج اخلاصة بكل منشأة‬
‫وهذا يعين أن كل برنامج وكل هدف وكل سياسة وكل إجراء قد تصبح كلها معايري تستخدم لقياس األداء الفعلي‬
‫أو املتوقع‪ .‬وميكن تقسيم املعايري يف احلياة العملية لألنواع التالية‪:‬‬
‫*المعايير المادية "الطبيعية‪":‬‬
‫وهي تلك املعايري اليت تتعامل مع مقاييس نقدية (مالية) وتعكس األداء الكمي مثل ساعات العمل البشري‬
‫والوحدات املسجلة لكل ساعة عمل لآللة وعدد أمتار السلك لكل طن من احلديد وقد تعكس أيضا اجلودة‬
‫النوعية للمخرجات مثل شدة التحمل وثبات اللون وقوة املقاومة واملتانة‪.‬‬
‫معايري التكلفة‪:‬‬
‫وتتعامل مع املقاييس النقدية أو املالية واليت غالباً تسود وتنتشر يف املستويات التشغيلية فهي تصنع قيم نقدية‬
‫لتكاليف العمليات ومن أمثلتها مقدار تكلفة العامل تكلفة ساعة العمل تكلفة املولد تكلفة املبيعات لكل دوالر‬
‫معايري رأس املال‪:‬‬
‫وهي نوع من أنواع معايري التكلفة ولكنها مرتبطة براس املال وليس بتكلفة العمليات وتظهر نتيجة لتطبيق‬
‫املقاييس النقدية على البنود املادية ولذلك فهي مرتبطة بامليزانية العمومية ومن أمثلتها معدل العائد على االستثمار‬
‫معدل دوران راس املال نسبة اإلقراض حلق امللكية‪.‬‬
‫معايري اإليرادات‪:‬‬
‫وترتبط هذه املعايري عادة بالقيم النقدية ومن أمثلتها اإليراد عن كل راكب‪ ،‬املسافة كيلو مرت يف منشأة‬
‫لنقل ركاب‪ ،‬والقيمة بالدوالر لكل طن حديد مباع‪ ،‬ومتوسط املبيعات لكل عميل … إخل‪.‬‬
‫*معايري غري ملموسة‪:‬‬
‫وهي تلك املعايري اليت يتعذر التعبري عنها مبقاييس عددية أو كمية سواء كانت مادية أو نقدية ومن‬
‫أمثلتها معايري حتديد كفاءة املدير ‪،‬مدي جناح برنامج العالقات العامة ‪ ،‬األمانة اليت يتمتع هبا رؤساء األقسام ‪،‬‬
‫معايري قياس الوالء واالنتماء وقياس حجم العالقات اإلنسانية داخل العمل رغم التقدم الكبري يف علم النفس‬
‫وعلم االجتماع وجناحهم يف تقدمي األساليب اليت جعلت من املمكن اإلملام بامليول والدوافع اإلنسانية وعلى كل‬
‫حال فإن استخدام املعايري غري امللموسة آخذ يف التناقص وذلك من خالل حتويل األهداف النوعية إىل أهداف‬
‫كمية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬مرحلة قياس األداء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتعتمد عملية قياس األداء على مدى صدق وصحة املعايري املوضوعة ومدى قابليتها لقياس النشاط املنوي‬
‫فحصه واملعايري الرقابية وحدها ال متكن من تقييم األداء وكشف االحنرافات يف غياب مقاييس األداء الفعلي‬
‫واملطلوب هنا هو قياس درجة الكفاءة يف إجناز األعمال باستخدام معايري متنوعة تتناسب مع الشيء املراد قياسه‬
‫ثالثا ‪. :‬مقارنة األداء بالمعايير‬
‫وتتمثل هذه اخلطوة مبقارنة األداء الفعلي باملعايري املوضوعة حيث تعتمد هذه اخلطوة وبدرجة كبرية على طبيعة‬
‫املعلومات اليت مت جتميعها من قبل املدير واليت متكنه من تقييم األداء وحساب االحنرافات والكشف عن نقاط‬
‫القوة والضعف ‪ ،‬ومن خالل هذا التقييم يتمكن املدير من تقدير ما إذا كانت االحنرافات ضمن احلدود املسموح‬
‫هبا أم أهنا حتتاج إىل بعض التصحيح ؟ ففي حالة خروج األداء عن املعيار مع بقاءه داخل احلدود املسموح هبا‬
‫فهذا يستوجب أيضاً تدخل املدير ألن هذا يعين أن هناك نقطة ضعف قد ال ترقى ملستوى االحنراف ولكنها تعترب‬
‫ظاهرة حتتاج إىل دراسة وتتطلب من املدير جتهيز تقارير خاصة هبذه احلالة ‪ ،‬أما االحنراف فإنه يعين التدخل السريع‬
‫لتصحيحه وتلعب اإلدارة باالستثناء يف هذه اخلطوة جماالً كبرياً حيث ختتصر اخلطوات الرقابية للمدير‪.‬‬
‫املقصود باإلدارة باالستثناء هي مبدأ رقايب يوجب تدخل املدير يف حاالت للحصول على بيانات رقابية تفيد‬
‫وتؤكد وجود احنرافات جوهرية عن املعيار ‪ .‬أي من املمكن للمدير وتسهيالً للرقابة أن يتجاوز عن بعض األخطاء‬
‫واالحنرافات اليت ال تؤثر على األهداف على أن يركز فقط على األخطاء االستثنائية‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬تصحيح االحنرافات‬
‫يتمثل اهلدف األساس لعملية الرقابة بتصحيح األخطاء واالحنرافات فمجرد الكشف عن األخطاء واالحنرافات ال‬
‫يعين شيئاً للمؤسسة وال يفيدها إال إذا اقرتن خبطوات تصحيحية تعيد العمل إىل مساره الصحيح وفقاً ملا كان‬
‫خمططاً له والتصحيح يعين العمل على إزالة األسباب والعوامل اليت نتج االحنراف بتأثريها ‪ .‬وتعترب االحنرافات‬
‫السلبية ومعاجلتها املوجبة هي اخلطوة األساسية للعملية الرقابية ‪ .‬أما بالنسبة لالحنرافات فينبغي على املدير‬
‫معاجلتها بعد التعرف على أسباهبا ويف بعض احلاالت قد تكون االحنرافات املوجبة كبرية ومتكررة وهذا يشري إىل‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ يتم التصحيح بتعديل املعيار‬ ‫أن املعيار الرقايب والذي سبق وصفه أقل مما كان جيب أن يكون عليه حاله‬
‫الرقايب ومن هنا ميكن القول أن تصحيح االحنراف أو تعديله عادة ما يتخذ ثالث أشكال‪:‬‬
‫‪1-‬البقاء على الوضع احلايل‪.‬‬
‫‪2-‬اختاذ اإلجراءات التصحيحية املناسبة‪.‬‬
‫‪3 -‬تغيري املعايري‪.‬‬
‫إن عملية الرقابة ال تعطي مثارها من جراء املقاييس أو مقارنة اإلنتاج الفعلي باملقاييس املوضوعة بل من‬
‫جراء اختاذ القرارات الضرورية لتصويب األعمال الفعلية وإغالق الفجوة بينها وبني املعايري املرغوبة وبالتايل فإن‬
‫اإلجراء التصحيحي قد يتم من جراء استخدام الوسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعديل ظروف العمل‬
‫‪ -2‬حتسني طرق اختيار العمال و طرق تدريبهم و توجيههم‪،‬‬
‫‪ -3‬تعديل اخلطط عند احلاجة‪،‬‬
‫‪ -4‬حتسني وسائل احلفز‪،‬‬
‫‪ -5‬البحث عن األسباب و ليس الظواهر‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مواصفات الرقابة الفعالة‬
‫تتمثل هذه املواصفات يف اآليت ‪:‬‬
‫‪ -‬قبول الرقابة بواسطة العاملين في المنظمة وتعميق مفهوم الرقابة كوسيلة وليست غاية يف حد ذاهتا وهتدف‬
‫إيل مساعدة العاملني على األداء املتميز ‪ .‬وهذا ال يتحقق إال إذا نظر العاملون للرقابة على أهنا جهاز مساند‬
‫و ليس لتصيد األخطاء وعقاب املهمل وإمنا منع األخطاء وحتديد املشاكل واملعوقات والعمل على حلها حىت‬
‫ال يتعطل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على العوامل الحاكمة و هي العوامل األساسية اليت تعتمد عليها جناح القطاع أو فشله و الرتكيز‬
‫عليها يف العملية الرقابية بشكل أساسي و أنه ليس هناك احنراف ‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم يف اقتصاديات املراقبة مبقارنة تكلفة الرقابة باملنافع و املميزات اليت تتحقق منها‪.‬‬
‫‪ -‬توافر املعلومات الصحيحة املتعلقة باالحنرافات‬
‫‪ -‬توفيت ظهور نتائج الرقابة بأن تكون بسرعة و مبعرفة أسباهبا فنظام الرقابة الفعال يتوقع االحنرافات حىت قبل‬
‫وقوعها‪.‬‬
‫‪ -‬البساطة يف العملية الرقابية بأن يكون النظام الرقايب واضحا و مفهوما‬
‫‪ -‬إعادة النظر يف املعايري الرقابية و أدواهتا‪.‬‬

You might also like