Professional Documents
Culture Documents
-2مبدأ الوقاية
يعتبر مبدأ الوقاية 2من أحد المبادئ العامة للقانون البيئي فهو يستلزم تنفيذ القواعد
واإلجراءات الستباق أي مساس بالبيئة ،3حيث تتمثل اإلجراءات الوقائية في األساليب التي
يمكن من خاللها منع حدوث التدهور البيئي في أي صورة من صوره المختلفة ،أي منع
وقوعه أصال ،وعليه فإن اإلجراءات الوقائية غير مرتبطة بظهور التدهور البيئي . 4لذلك
يجب أن تأخذ هذه القواعد بعين االعتبار ألحدث التطورات التقنية.
يميل هذا المبدأ إلى مبدأ االحتياط دون المزج معه .ويطبق في حال معرفة المخاطر
البيئية والتي تسير عن طريق تنفيذ اإلجراءات القانونية للتراخيص المسبقة واإلدارة البيئية
(على سبيل المثال :المعيار إيزو .)ISO 14001 – 14001أيضا تستلزم الوقاية التدقيق
البيئي (مثال :تباشر المؤسسات بإجراء تقييمات بيئية لتحسين مرافقها من وجهة نظر بيئية)
ودراسات التأثير البيئي" :يضطلع بتقييم األثر البيئي ،كأداة وطنية ،لألنشطة المقترحة التي
يحتمل أن تكون لها آثار سلبية كبيرة على البيئة ،والتي تكون مرهونة بقرار ألحد السلطات
الوطنية المختصة".5
1
-Geraldine FROGER et al, « Quels acteur pour quel développement », 2005, 288 p.
2
-Denis ALLAND, « Droit international public », PUF, Paris, 2000, 722, p. 735-736.
- 3انظر المبادئ 17 ،14 :و ،19من إعالن ريو ،المرجع السابق.
- 4عبد هللا الصعيدي " ،االقتصاد والبيئة ،دراسة بعض الجوانب االقتصادية لمشكالت البيئة " ،دار النهضة العربية
،1993ص .100-99
- 5إعالن ريو ،المرجع السابق ،المبدأ .17
71
كما يهدف هذا المبدأ إلى التقليل وإذا أمكن األمر القضاء على تسرب المواد الخطرة
وتعزيز المواد والمناهج األقل تلويثا" :ينبغي التحكم ،والسيما الملوثات المحمولة جوا ،بما فيها
تلك التي تؤدي إلى رواسب حمضية ،التي تضر بصحة النظم االيكولوجية للغابات على
األصعدة المحلية والوطنية واإلقليمية والعالمية" .1إن تقييم اآلثار البيئية المترتبة عن أي
مشروع من المحتمل أن يتسبب في إضرار للبيئة هو واحد من أهم األدوات لمنع التلوث عند
اتخاذ الق اررات .فيجب أن يتم ذلك باستعمال التقنيات المتاحة المتوفرة بتكلفة اقتصادية
مقبولة .حيث أن الوقاية تعتبر بصفة عامة خير من العالج.2
كما تم التأكيد على مبدأ الوقاية من قبل البيان المتعلق بالغابات ،الذي ينص على ما
يلي" :ينبغي أن تدار موارد الغابات وأراضي الغابات إدارة مستدامة للوفاء بالحاجات البشرية
االجتماعية واالقتصادية واإليكولوجية والثقافية والروحية ألجيال الحاضر والمستقبل .وتتعلق
هذه الحاجات بمنتجات الغابات وخدماتها ،مثل الخشب والمنتجات الخشبية والمياه واألغذية
والعلف والدواء ،والوقود ،والمأوى والعمالة واالستجمام وموائل الكائنات البرية وتنوع المناظر
الطبيعية ومصارف الكربون ومستودعاته ،وغير ذلك من المنتجات الحراجية .وينبغي اتخاذ
تدابير مناسبة لحماية األحراج من اآلثار الضارة للتلوث بما في ذلك التلوث الجوي،
والحرائق ،واآلفات واألمراض ،من أجل المحافظة على قيمتها المتعددة بالكامل".3
في نفس السياق ،على الحكومة منع التلوث المتسبب في تدهور النظم اإليكولوجية
الغابية من خالل تنفيذ برامج لمنعه" :ينبغي أن توفر السياسات واالستراتيجيات الوطنية إطا ار
- 1تقرير مؤتمر األمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية :مبادئ إدارة الغابات ،المرجع السابق ،المبدأ .15
- 2محمد صافي يوسف " ،مبدأ االحتياط لوقوع األضرار البيئة ،دراسة في إطار القانون الدولي للبيئة " ،دار النهضة
العربية ،2007ص .59
- 3المبدأ ( 2ب) من بيان الغابات ،المرجع السابق.
72
لزيادة الجهود ،بما في ذلك تنمية وتعزيز مؤسسات وبرامج إدارة الغابات وأراضي الغابات
1
وحفظها وتنميتها المستدامة".
-3مبدأ الحيطة
دخل مبدأ الحيطة إلى الساحة الدولية في نهاية الثمانينات ،2فأصبح موضوع نقاش
ألنه يطالب بعدم مباشرة أي نشاط دون التحليل الكامل لنتائجه على اإلنسان و البيئة ،حيث
تم تطبيق المبدأ 15من إعالن ريو من قبل العديد من الدول ،3لكونه ذات أهمية قصوى من
حيث اإلدارة المستدامة ،ولكنه معقد التنفيذ كونه يتطلب تقييما في سياق عدم اليقين العلمي
وأخطار األضرار الجسيمة التي ال رجعة فيها على الصحة أو على البيئة ،لغرض الوصول
إلى وسيلة للحد من المخاطر أو البحث عن حل أخر 4ومن سوء الحظ لم يندرج في اإلعالن
المتعلق بالغابات.
عرض مبدأ الحيطة يوضح أننا ال نريد تنمية اقتصادية دون األخذ بعين االعتبار
األخطار التي تدور حول البيئة وصحة اإلنسان .حيث ظهر هذا المبدأ في جمهورية ألمانيا
5
االتحادية في أواخر الستينات .وذلك استجابة لقضية األمطار الحمضية وتدهور الغابات
وبحلول عام صدر قانون الحماية ضد اآلثار الضارة للتلوث البيئي التي ينتجها الهواء
واألمطار واالهتزاز وظواهر مشابهة .وقد أشار إلى التزام من منشغلي المرافق السياسية
العامة إلى اتخاذ جميع التدابير الالزمة والمعقولة للتعامل مع المخاطر المحتملة لحماية
73
البيئة .1حيث تمت صياغة المبدأ على النحو التالي" :إن المسؤولية اتجاه األجيال المقبلة
تتطلب أن يتم الحفاظ على األسس الطبيعية للحياة ،لتجنب أنواع الضرر التي ال رجعة فيها
مثل تدهور الغابات ،كذلك مبدأ الحيطة يتطلب أن األضرار التي لحقت العالم الطبيعي
(الذي يحيط بنا جميعا) يمكن تجنبها في وقت مبكر اعتمادا على الظروف والفرص" .2وتم
تناوله فيما بعد على المستوى الدولي ،والسيما في المبدأ 15من إعالن ريو ،الذي يعرفه
على النحو التالي" :من أجل حماية البيئة تتخذ الدول على نطاق واسع ،تدابير احتياطية
حسب قدراتها وفي حالة ظهور أخطار ضرر جسيم أو أخطار ضرر ال سبيل إلى عكس
اتجا هه ،ال يستخدم االفتقار إلى اليقين العلمي الكامل ،وسببا لتأجيل اتخاذ تدابير تتسع
بفعالية التكاليف لمنع تدهور البيئة".
يعتبر هذا المبدأ القانوني دليل للعمل وليس "قاعدة" تفرض ق ار ار أو نتيجة معينة .كما
يمكن للق اررات واإلجراءات اإلدارية أو السياسية أن تختلف تبعا للظروف ولكن تطبيق مبدأ
الحيطة جد فعال في إطار الحماية ومعالجة مشاكل اإلدارة .وبالتالي ،من المهم إدراج هذا
المبدأ في التشريعات والسياسات الملموسة التي تضع تدابير إدارية تتوافق ومشاكل المحافظة
على الغابات ،وكذلك مباشرة اإلجراءات التي يتعين اتخاذها في سياق محدد .بدون تطبيقات
عملية ،فإن هذا المبدأ حتى إن تم إدراجه في قانون أو سياسة ،قد ال يكون له تأثي ار عمليا
يذكر.
1
-Jules HOUTMEYERS, Belgochlor FEDICHEM, Bruxelles, « Livre blanc du Chlore », novembre 2004, p. 5.
2
-La responsabilité envers les générations futures exige que les bases de la vie soient préservées et que des types
irréversibles de dommage, comme le dépérissement des forets, soient évités, ainsi le principe de précaution exige
que les dommages causés au monde de la nature (qui nous entoure tous soient évités à l’avance et en fonction
des circonstances et des possibilités ».
74
كما يجب أن يعزز مبدأ الحيطة تطوير قانون الغابات .1طبقا لألستاذ مكوار بعض
القوانين التابعة للغابات تغطي على نطاق واسع مفهوم االستدامة وتشمل أيضا الحيطة:
قوانين بوليفيا لسنة ،1996جزر القمر لسنة 1999والموزمبيق لسنة .21999
يتطلب المبدأ 15فعالية بيئية للتدابير واإلجراءات التي يجب اتخاذها على المدى
الطويل باعتباره أداة سياسية هامة للبحث عن بدائل وحلول تطبيقية لتوقع ،منع وتخفيف
التهديدات البيئية.
إذا يجب إدماج هذا المبدأ في سياسات المحافظة وإدارة الموارد الغابية ،حتى إذا تطلب
تطبيقه الفعال بعض التعديالت القانونية ،السياسية والدستورية واإلدارية التي تجعل من
السهل المصادقة عليه على المستوى الوطني.
يستوجب تطبيق مبدأ الحيطة تحليل أفضل المعلومات المتاحة والتعرف على أوجه عدم
اليقين والفجوات .باإلضافة إلى المعلومات العلمية المتوفرة ،من المهم أيضا أن ندرك
المعارف التقليدية للسكان األصليين في العديد من حاالت المحافظة على الموارد الغابية
وعند اتخاذ الق اررات التي تمس بأراضيهم .يتطلب تقييم وتحليل المخاطر غير المؤكدة شفافية
المؤسسات العلمية.
عند استعمال هذا المبدأ لحفظ وإدارة الموارد الغابية ،يمكن أحيانا تحديد الحظر الصارم
لألنشطة ،في حالة اتخاذ تدابير طارئة لتفادي األخطار الوشيكة ،أو التهديد بحدوث ضرر
ال رجعة فيه الذي ال يمكن تفاديه ،مثل انتشار األنواع الغازية ،حيث من المحتمل أن تكون
اإلجراءات األخرى غير فعالة .غالبا ما يكون هذا الوضع نتيجة لخطأ تطبيق تدابير الحيطة
األكثر اعتداال في مرحلة مبكرة من الخطر .في بعض الحاالت ،من األفضل إدارة المخاطر
1
-Nicolas de SADELLEER, « Les principes de pollueur - payeur, de prévention et de précaution essaie sur la
genèse et la portée juridique de quelque principes du droit de l’environnement », Bruylant, Bruxelles
universités-Francophones, 1999, 437 p.
2
-Mohamed. Ali. MEKOUAR, op.cit, p.150.
75
المحتملة من خالل اإلدارة التكيفية ،التي تتألف من نهج إلدارة الموارد مع دمج عدم اليقين
وعدم كفاية المعلومات .ال يوجد هناك مستوى عال من اليقين بشأن تأثير اإلجراءات اإلدارية
في مواجهة الشك ،حتى في سياق التخطيط الدقيق ،مع المراقبة الدقيقة المراجعة الدورية
للتعليقات وتعديل الق اررات في ضوء المعلومات الجديدة.1
لمبدأ الحيطة روابط وثيقة مع المبادئ األخرى ذات الصلة للتصدي للتهديدات التي
تتعرض لها النظم االيكولوجية الغابية .يتعلق األمر خاصة بمبادئ الوقاية والعدل بين وداخل
األجيال ،ما يعزز حق الجميع في التنمية ،في بيئة صحية وايكولوجية متوازنة ومسؤولية
الجميع فيما يخص األضرار التي تلحق بالبيئة المحيطة بهم .2فيجب أن يحترم هذا المبدأ
حق اإلنسان في البيئة وفي حالة تعارضه مع مبدأ آخر ،يجب تحليل أثار القرار بهدف
الوصول إلى حل متوازن.
يعد مبدأ الملوث الدافع من بين أهم المبادئ القانونية التي تحقق التنمية المستدامة
بشكل كبير وفعال ،كونه مرتبط بالجانب االقتصادي للنشاطات الملوثة .3تم تخصيص المبدأ
16من إعالن ريو المعني بالبيئة والتنمية للملوث الدافع ،الذي ينص على ما يلي" :ينبغي
أن تسعى السلطات الوطنية إلى تشجيع استيعاب التكاليف البيئية داخليا ،واستخدام األدوات
االقتصادية ،آخذة في الحسبان النهج القاضي بأن يكون المسؤول عن التلوث هو الذي
يتحمل،من حيث المبدأ ،تكلفة التلوث ،مع إيالء المراعاة الواجبة للصالح العام ،ودون
اإلخالل بالتجارة واالستثمار الدوليين".
1
-J. CAZALA, « Le principe de précaution en droit international », Lyon, Anthemis, 2006, 494 p.
-Ph. ICARD, « L’articulation de l’ordre juridique communautaire et des ordres juridique nationaux dans
l’application du principe de précaution », RJE, N° spécial, 2000, p. 29.
- 2أنظر إعالن رىو ،المبادئ 13 ،4 ،3 ،1و ،14المرجع السابق.
- 3حسونة عبد الغني" ،الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في
الحقوق تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2013-2012 ،
76
وبالتالي يحمل هذا المبدأ مسؤولية الملوثين عن مخالفات اإلنتاج ،عن طريق إسنادها
إلى المصاريف المتعلقة بالوقاية والتقليل من التلوث الذي تسببوا فيه ،وفي بعض الحاالت
إصالح األضرار ،1حسب نوع وكمية النفايات المنبعثة في البيئة.
ومع ذلك ،ينبغي أن يفهم أن القصد من هذا المبدأ ليس المعاقبة ،بل االستعادة ،ألنه
يتعلق بمبدأ نظام اقتصادي ،تطبيقه يقلل من تكاليف التلوث في المجتمع ككل ،األمر الذي
يثير الكفاءة االقتصادية.
كما أن مبدأ الملوث الدافع هو أيضا مبدأ حماية مفيد لفهم أن الموارد الطبيعية الغابية
نادرة ولها قيمة وأن استهالكها يؤدي إلى تلوث وتدهور الغابات الذي ينتج عنه نقص في
هذه الموارد.
ينبغي على الدول القضاء أو إلغاء الدعم والسياسات األخرى التي تولد االستخدام غير
المستدام لموارد الغابات والتأكد من أن التكاليف الكاملة الستخدام هذه الموارد تؤخذ في عين
االعتبار بمساعدة الصكوك االقتصادية ،وفقا للملوث الدافع ،مثل الشهادات (نظام إصالح
األضرار البيئية) ،الغرامات ،منح االستثمار واإلعانات ،الضرائب ورسوم الحوافز وأنظمة
الترابط أو إيداع الودائع.
يقترح إعالن ريو أن تعتمد الدول تشريعات بيئية فعالة ،أكثر مالئمة للظروف المحلية
(المبدأ .) 11وتنعكس هذه الرؤيا في مبدأ اعتراف الدول بالمسؤوليات المشتركة ولكن
المتباينة فيما يخص قضايا حماية البيئة (المبدأ 7من إعالن ريو) الذي ينص على ما يلي:
- 1عنصل كمال" ،مبدأ الحيطة في إنجاز االستثمار وموقف المشرع الجزائري" ،مذكرة ماجستير في الحقوق ،جامعة
جيجل ،2007 ،ص .153
-Voir : P. MARTIN-BIDOU, op.cit, p. 660.
77
"تتعاون الدول ،بروح من المشاركة العالمية ،في حفظ وحماية واستعادة صحة وسالمة النظام
االيكولوجي لألرض ،وبالنظر إلى المساهمات المختلفة في التدهور العالمي للبيئة ،يقع على
عاتق الدول مسؤوليات مشتركة وإن كانت متباينة .وتسلم البلدان المتقدمة النمو بالمسؤولية
التي تتحملها في السعي ،على الصعيد الدولي ،إلى التنمية المستدامة ،بالنظر إلى الضغوط
التي تلقيها مجتمعاتها على كاهل البيئة العالمية ،وإلى التكنولوجيا والموارد المالية التي
تستأثر بها".
كما أن المادة 3فقرة 1من اتفاقية التغير المناخي (التي سنتطرق لها الحقا) تمنح مثاال
أخر أين اعترفت الدول بمسؤوليتها المشتركة ،ولكن المتباينة .حيث تنص" :تحمي األطراف
النظام المناخي لمنفعة أجيال البشرية الحاضرة والمقبلة ،على أساس اإلنصاف :ووفقا
لمسؤولياتها المشتركة ،وان كانت متباينة ،وقدرات كل منها .وبناءا على ذلك ،ينبغي أن تأخذ
البلدان المتقدمة النمو األطراف مكان الصدارة في مكافحة تغير المناخ واآلثار الضارة
المترتبة عليه".
مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة يقر بوجود نوعين من أوجه عدم المساواة بين الدول:
أحدهما يتعلق بالموارد المالية المتاحة ،واآلخر بشأن المسؤولية المنسوبة لهم نتيجة للحالة
1
-A. KISS et J. P. BEURIER, op.cit, p. 134-135.
-Philippe SANDS, « Principles of International Environmental Law », 2éme éd, Cambridge University Press
2003, p. 285-290.
78
السيئة للبيئة .وبعبارة أخرى ،فإن هذا المبدأ يرسي عدم المساواة االقتصادية الحقيقية ،فضال
عن التمييز بين درجة االلتزامات القانونية ،استنادا إلى المبررات العلمية والحجج التاريخية
وبالتالي يشكل مبدأ سياسي وقانوني أصلي ،مما يجعل من الممكن إعادة التوازن إلى
العالقات بين الدول في ميزان القانون الدولي والتنمية المستدامة .ومع ذلك ،لم تأسس أي
سيطرة على الشرعية من أجل تنفيذه على نحو فعال .ولذلك ،في انتظار ظهور نظام ملزم
قانونا ،يجب إقامة شراكة عالمية حقيقية بين الدول والمنظمات الدولية وغيرها من مجموعات
المجتمع المدني المهتمة.1
تتجلى المسؤوليات المشتركة لكن المتباينة بااللتزامات المشتركة للدول فيما يخص
حماية الموارد البيئية مع األخذ بعين االعتبار الخصائص ،الموقع والعوامل التاريخية المتعلقة
بكل دولة 2ويتجلى هذا المبدأ في المعايير البيئية المتباينة ،المحددة على أساس مجموعة من
العوامل ،بما في ذلك المتطلبات والظروف الخاصة ،ومستقبل التنمية االقتصادية
والمساهمات التاريخية للمشاكل االيكولوجية .كما يمكن تطبيق المسؤوليات المشتركة لكن
المتباينة حتى وإن لم يكن لدولة ما ملكية الموارد أو عندما تكون خاضعة لوالية قضائية
حصرية لدولة ما ،أو عندما تكون مجرد مسألة ذات مصلحة قانونية مشتركة.
في سياق البحث عن حماية الغابات في ظل القانون الدولي ،فإن إعادة التأكيد على أن
"المسؤوليات هي مشتركة ،ولكن متباينة" ال تعني إعادة االنتداب ،يتعلق األمر باالعتراف
بالدور األساسي والمالي للدول المتقدمة في تطبيق تدابير التنمية المستدامة .وبالنسبة للغابة
يتجلى هذا المبدأ كما يلي" :ينبغي االضطالع باإلدارة المستدامة للغابات واستخدامها وفقا
1
-Claude IMPERIALI (éd.), « L’effectivité du droit international. Contrôle de la mise en œuvre des conventions
internationales », Collection "Coopération et développement" dirigée par Jacques Bourrinet. Centre d’études et
Recherches Internationales et Communautaires Université d’Aix-Marseille III, Économica, Paris 1998, p. 7-24,
291 p.
- 2على سبيل المثال ،يشكل حوض الكونغو منطقة غابات شاسعة ،معظمها في جمهورية الكونغو الديمقراطية ،وتمتد
غابات حوض الكونغو من الكامرون إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورا بجمهورية أفريقيا الوسطى ،والكونغو
برازافيل ،وغينيا االستوائية والغابون.
79
للسياسات واألولويات اإلنمائية الوطنية واستنادا إلى مبادئ توجيهية وطنية سليمة بيئيا.
وينبغي أن يؤخذ في االعتبار عدد صياغة هذه المبادئ التوجيهية المنهجيات والمعايير ذات
1
الصلة المتفق عليها دوليا ،حسب االقتضاء وفي حالة االنطباق".
كذلك اعترف مؤتمر جوهانسبورغ (ريو )10+في مادته ،71أن للدول مسؤوليات
مشتركة ولكن متباينة.
-6مبدأ المشاركة
مبدأ المشاركة الذي تم إق ارره في قمة األرض بريو عام ،1992يستجيب على وجه
التحديد إلى الحاجة إلى اعتماد نظام قانوني يتكيف والتنمية المستدامة .أمام فشل إدارة الدولة
للنظم االيكولوجية الغابية وتنمية الديمقراطية التمثيلية ،أصبح دور السكان المحليين أم ار ذا
أهمية مطالبة بحماية الغابات بنفسها.
تم تأكيد المشاركة في ريو 92-في المبدأ " :10تعالج قضايا البيئة على أفضل وجه
بمشاركة جميع المواطنين المعنيين ،على المستوى المناسب .وتوفر لكل فرد فرصة مناسبة
على الصعيد الوطني ،للحصول إلى ما في حوزة السلطات العامة من معلومات متعلقة
بالبيئة ،بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالموارد واألنشطة الخطرة في المجتمع ،كما تتاح
لكل فرد فرصة المشاركة في عمليات صنع القرار .وتقوم الدول بتيسير وتشجيع توعية
الجمهور ومشاركته عن طريق إتاحة المعلومات على نطاق واسع .وتكفل فرص الوصول
بفعالية إلى اإلجراءات القضائية واإلدارية ،بما في ذلك التعويض وسبل االنتصاف".
يتمحور مبدأ المشاركة العامة حول ثالثة عناصر هي :الوصول إلى المعلومات
المشاركة العامة في صنع القرار والوصول إلى العدالة من أجل البيئة .ينمي العنصر األول
- 1تقرير مؤتمر األمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية :مبادئ إدارة الغابات ،المرجع السابق ،المبدأ ( 8د).
80