Professional Documents
Culture Documents
العنوان
مذكرة تخرج تندرج ضمن متطلبات نيل شهادة املاستر في
تخصص:
مقدمة
مقدمة
مقدمة:
تعتبر البيئة كل ما يحيط من حيوان و نبات ،و الن القانون هو ظاهرة اجتماعية
وليدة الواقع االجتماعي فيتأثر با لضرورة بالبيئة التي ينشأ من خاللها و يتعامل معها ،و يقوم
بتنظيم أنشطة األفراد سواء كانت إيجابية و هذا فيما يتعلق باالستفادة من البيئة و ما تقدمه
من موارد طبيعية و إمكانيات اقتصادية ،أو أنشطة سلبية متعلقة بالعدوان على البيئة و
تدمير مواردها و إخالل أنظمتها اإليكولوجية و التوازن الطبيعي بين عناصرها الحيوية.
حيث أن التطور الحضاري لإلنسان متعلق بمستوى استغالله للموارد البيئية ،و كان تأثيره
على البيئة محدودا ال يكاد يذكر في العصور األولى منذ وجوده على األرض ،إذ كانت
البيئة قادرة على امتصاص الملوثات في إطار التوازن الطبيعي ،و هذا الوضع تغير مع
تطور المجتمعات البشرية و ظهور الثورة الصناعية و دخول اإلنسان عصر التطور و
التكنولوجيا في مختلف المجاالت ،حيث أصبحت ظاهرة التلوث التي تصيب كل و مختلف
العناصر البيئية من هواء و تربة و تنوع بيولوجي 1،و اعتبر التدهور البيئي اثر حتمي للتقدم
الصناعي و التكنولوجي ،و أنه نوع من الثمن الذي يجب دفعه مقابل ما تحقق من تطور و
تقدم ،إذ أ نه لم تتفطن البشرية لآلثار السلبية للتدهور البيئي إال في النصف الثاني من القرن
العشرين على اثر مجموعة من الكوارث البيئية التي هزت العالم ،و هو األمر الذي أدى إلى
زيادة االهتمام بالقضايا البيئية على مختلف األصعدة ،حيث أنه بدأ االهتمام بالبيئة على
المستوى العالمي و بشكل واضح في مؤتمر األمم المتحدة للبيئة اإلنسانية المنعقدة
بستوكهولم بالسويد عام ،2791و ذلك لمناقشة مشاكل البيئة التي أصبحت الدول غير قادرة
على مواجهتها بصورة منفردة ،و قد صدر هذا المؤتمر كأول وثيقة دولية هي (إعالن
ستوكهولم) المتضمن لمبادئ العالقات بين الدول و التوصيات التي تدعو كافة الحكومات و
المنظمات الدولية و الحكومية التخاذ التدابير الالزمة لحماية البيئة ،و هذه المبادئ و
التوصيات كانت ال ترقى إلى درجة االلتزام القانوني الكامل ،ولكنها كانت حجر أساس
رحماني خلف اهلل ،المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي ،مذكرة نيل شهادة الماستر تخصص القانون الدولي ،و عالقات 1
للقانون الدولي للبيئة ،الذي نشأ كفرع مستقل في ظل الحاجة الملحة لتطوير قواعد القانون
الدولي المتعلقة بحماية البيئة1،حيث أن موضوع التعويض عن الضرر البيئي أصبح من
موضوعات المهمة و يعد حات لمشاكل تتعب العالم خاصة في ظل ما تعانيه الكرة األرضية
من ظاهرة التلوث البيئي و األضرار التي تصيب البيئة.
حيث يعتبر سبب اختياري موضوع التعويض عن الضرر البيئي في ضوء القانون
الدولي في كون أن موضوع البيئة و التعويض عن األضرار التي تصيبها تعد من بين
االهتمامات الدولية الحالية ،الن المشكلة متعلقة بالكرة األرضية و حماية البيئة ،و في
دراستي لموضوع التعويض عن الضرر البيئي ذات أهمية كبيرة في عصرنا الحالي الن
موضوع التعويض عن الضرر البيئي من الموضوعات التي تحتاج دراسة معمقة نظ ار
لالعتداءات المتكررة على البيئة و انعكاساتها الخطيرة على المحيط البيئي بصفة عامة و
على صحة و حياة اإلنسان بصفة خاصة ،و تعتبر دراسة موضوع التعويض عن الضرر
البيئي التي تحتاج التحليل الدقيق و المعالجة ،و هذا نظ ار لحداثة الموضوع بحيث يظهر في
ساحة الفكر القانوني بسبب السلوكيات و االعتداءات التي تصيب البيئة ،فينجم عنها أضرار
يصعب تداركها و عليه فإن الولوج و البحث في مسألة النظام القانوني للضرر البيئي
يقتضي التعرف على الطبيعة الخاصة للتعويض عن الضرر البيئي الذي تجعله محل
الدراسة.
حاولت في هذه الدراسة توضيح أهداف التي من خاللها تناولت موضوع البحث و
التي تتمثل في:
عبد الغاني حسونة ،الحماية القانوني للبيئة في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة دكتو ار في الحقوق تخصص قانون 1
أعمال ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة محمد خضير بسكرة 1122ص 12
2
مقدمة
لإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة ،ارتأينا تقسيم بحثنا إلى ثالث فصول فصل
تمهيدي متمثل في دراسة التعويض عن الضرر البيئي بمفهومه ،و الفصل األول تناولنا
أساس المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي ،و الفصل الثاني التعويض من خالل االتفاقيات
و القضاء الدولي ،و طرق التعويض العينية و النقدية.
لنختم هذا الموضوع بخاتمة تلخص أهم النتائج و التوصيات المتوصل إليها.
3
الفصل التمهيدي:
مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي
مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي الفصل التمهيدي
الفصل التمهيدي
ال يختلف الضرر الذي يصيب اإلنسان في ماله و جسمه أو نفسه عن الضرر الذي
ينتج عن التلوث الذي يصيب العناصر البيئية نفسها لكن الضرر الذي يختلف مفهومه هو
الضرر البيئي من حيث التعريف من حيث الشروط قيامه كعنصر من عناصر المسؤولية
المدنية
و سنتطرق في المبحث األول إلى مفهوم الضرر البيئي و المبحث الثاني مفهوم
المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي.
حيث أنه اجتهد العديد من الفقهاء في إعطاء عدة تعاريف للضرر البيئي و حددوا
المصطلحين و هما الضرر و البيئة ،و هو الضرر الذي يصيب البيئة في احد عناصرها
الحيوية ،و بالمقابل يخلق الضرر البيئي باألشخاص من خالل المساس بالبيئة فيصيبهم في
أجسامهم و أموالهم و صحتهم عن طريق المحيط المصاب بالضرر حيث بات مستق ار و تم
1
إق ارره في العديد من اإلعالنات و المواثيق و االتفاقيات الدولية.
للتعريف الضرر البيئي عدة تعاريف منها فقهية و قانونية تطرق لها العديد من
الفقهاء.
بلحاج وفاء ،التعويض عن الضرر البيئي في التشريع الجزائري ،مذكرة ماستر ،كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة 1
لقد تم التطرق إلى تعريف الضرر البيئي من قبل مجموعة من الفقهاء حيث يرى
البروفيسور M.DRAGOأن الضرر البيئي هو الضرر الذي يصيب األشخاص أو األشياء
عن طريق المحيط ،الذي يعيش فيه األفراد في حين يعتبر البروفيسور P.GIRODإن
الضرر البيئي هو التلوث في حد تعبيره انه العمل الضار الناجم عن التلوث و الذي يتسبب
فيه اإلنسان للبيئة و يصيب مختلف مجاالتها كالماء ،الهواء و الطبيعة ،ما دامت هذه
العناصر مستعملة من طرف اإلنسان 1و المالحظ من حيث هذه التعاريف انه عكس
التعريف السابق بحيث يجعل من البيئة ضحية للفعل الضار ،الذي يسببه اإلنسان ،فهو
ضرر عيني ألنه يتسبب فيه اإلنسان ،و يأخذ بعين االعتبار األضرار التي تصيب البيئة من
حيث الكوارث الطبيعية ،و مع ذلك تعد بمثابة أضرار بيئية تمس مختلف مجاالتها رغم عدم
تسبب اإلنسان في هذا الضرر 2،و قد عرف الدكتور محمد صبري بمعناه العام بأنه األذى
الذي يصيب الشخص نتيجة المساس بمصلحة مشروعة أو بحق من حقوقه 3،أما الدكتور
احمد حشيش تبى نفسه هذا االتجاه و فسره اكثر وضوحا :حيث أن الضرر البيئي بمفهومه
الفني أضرار بعناصر البيئة ،و ليس ضر ار لشخصيا حيث أن الحق في التعوي عن الضرر
البيئي يؤول في نهاية األمر إلى البيئة و البيئة ليست شخصا قانونيا بالمعنى الفني ،و
4
الضرر الذي يسمى هما هو تعويض عن الضرر الشخصي يؤول إلى تعويض األشخاص.
رحموني محمد ،اليات التعويض عن الضرر البيئي في التشريع االجزائري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في 1
محمد صبري السعدي ،النظرية العامة لاللتزامات ،دار الكتاب 1112ص .12 3
احمد محمد حشيش ،مفهوم القانوني للبيئة في ضوء مبدا سلمية القانون العام ،ط .االولى ،شركة الحالل للطباعة 4
هذه الصعوبة في التعريف انعكست كذلك ،و اعتبره المشرع انه ضرر إيكولوجي عندما
تكلم عن األضرار البيئية حسب قانون 21/12المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية
المستدامة و كل ما يحدث هو مضرة للصحة.
مفهوم الرضرر في مؤتمر دوبر فينيك 6591انتهجت هذه المرحلة من خالل الموازنة بين
المنافع و األضرار ،و كذلك في قواعد ،6511نصت المادة الخامسة منه في إشباع
حاجيات الدولة و ضرورة االلتزام على منع أي إشكال التلوث المضرة باألراضي دولة أخرى
مشتركة و في قواعد برلين ،يأتي نتيجة قرار لجنة القانون الدولي التي وضعت ميودة
االتفاقية اإلطارية لألمم المتحدة بشان االستخدامات غير المالحية لألنهار الدولية لعام
2
.2771
مساعد عبد العاطي شتيوي ،الضوابط القانونية الحاكمة النشاء المشروعات المالية على االنهار الدولية ،دراسة تطبيقية، 1
دكتو ار في القانون الدولي للمياه على حوض النيل ،جامعة القاهرة ،ص 11.12
2
7
مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي الفصل التمهيدي
حيث أن الضرر المباشر هو نتيجة الفعل الضار 1و الحقيقة أن لكل فعل ضار عدة
نتائج و النتيجة المباشرة هي نتيجة طبيعية للعمل الضار إذ لم يتمكن المضرور من تفاديه
للضرر و هذا هو الشرط المباشر
حيث أنه يشترط أن يكون الضرر البيئي محققا الستجابة التعويض و التأكيد أن
يمس مصالح األفراد المحمية قانونا ،و أن يمس عناصر البيئة و يكون واقعا فعليا و الحق
خسارة مادية أو معنوية بالفرد و البيئة ،فعند حلول الضرر يلجأ الفرد إلى القضاء للمطالبة
بالتعويض و الحماية القانونية و يكون الضرر قد مسة مصلحة مشروعة ،الن ترتب
المسؤولية المدنية يفرض مصلحة مشروعة و محمية قانونا ،و بالتالي المصلحة القانونية
تخول للفرد المطالبة بوقف الفعل الضار بيئيا و الحكم بالتعويض هي التي يحكمها القانون،
و اذا تعرضت هذه الم صالح المحمية قانونا للضرر من جراء فعل خاطئ اقترفه الغير وجب
2
إزالته بطرق قانونية.
أن يكون الشخص الذي أصابه الضرر نفسه له المصلحة في التعويض و يطالب
3
بالتعويض عن الضرر البيئي و المضرور وجد الحق في المطالبة بالتعويض
عدنان السرحان ،و نوري خاطر ،شرح القانون المدني االردني مصادر الحقوق الشخصية ،دار النشر ص 224 2
ابتهال زيد علي ،التعويض عن الضرر البيئي ،كلية العلوم السياسية جامعة بغداد ص 21 3
8
مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي الفصل التمهيدي
تترتب المسؤولية الدولية على مخالفة االلتزامات الدولية أيا كان مصدرها كانت اتفاقية
أم عرفية ،و يقع على عاتق الدول التزام أساسي و هو وجوب التخلص من النفايات النوية و
1
البحرية بصورة آمنة باعتبارها مواد شديدة الخطورة في حد ذاتها.
بحيث نستهل هذه الدراسة بتعريف المسؤولية الدولية بشكل عام حتى يمكن التوصل
إلى بيان ماهية المسؤولية الدولية و طبيعتها القانونية
تترتب المسؤولية الدولية على مخالفة االلتزامات الدولية أيا كان مصدرها كانت اتفاقية
أم عرفية ،بحيث يقع على عاتق الدول التزام أساسي و هو وجوب التخلص من النفايات
النوية و البحرية بصورة آمنة باعتبارها مواد شديدة الخطورة في حد ذاتها.
بحيث نستهل هذه الدراسة بتعريف المسؤولية الدولية بشكل عام حتى يمكن التوصل
إلى بيان ماهية المسؤولية الدولية و طبيعتها القانونية.
بحيث أنها هي الجزء الذي يرتبه القانون الدولي على مخالفة أحكامه و التزاماته
بواسطة أحد أشخاص القانون الدولي إلصالح ما ترتب عليها من أضرار 2،و تعرف أيضا
بأنها الجزاء القانوني الذي يرتبه القانون الدولي على عدم احترام أحد أشخاص القانون الدولي
3
اللتزاماته القانونية.
العوضي بدرية ( )1112القانون الدولي العام الكويت مؤسسة دار الكتب ص 2 1
ابراهيم علي 2779الحقوق و الواجبات الدولية في العالم المتغير القاهرة دار النهضة العربية ص 279 2
سرحان عبد العزيز محمد 2711القانون الدولي العام القاهرة دار النهضة العربية ص 279 3
9
مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي الفصل التمهيدي
حيث أنه كان الفعل مشروعا دوليا أو غير مشروع الحق ضر ار ألي شخص أو عدة
أشخاص القانون الدولي ،و يعد الفعل الغير مشروع مخالفا للقانون و غير متفق عليه في
1
القانون الدولي سواء تصرفات إيجابية أو امتناع عن التزام دولي
الضرر و هو المساس بحق مشروع ألحد أشخاص القانون الدولي ،سواء كان ماديا
أو معنويا ،و هو النتيجة الحتمية للفعل الغير مشروع دوليا و هو حكم بمجدر مخالفة االلتزام
2
الدولي.
تنقسم المسؤولية الدولية إلى قسمين مسؤولية مدنية و مسؤولية جزائية .
المسؤولية الدولية نظام قانوني يسعى إلى تعويض شخص القانون الدولي عن ضرر
لحق به نتيجة نشاط آخر ،أو أكثر من أشخاص القانون الدولي 3،فنجد أن تطور المسؤولية
الدولية على امتداد أنشطة الدول تصيب دوال أخرى ،فالمسؤولية الدولية هي الجزاء القانوني
الذي يرتبه القانون الدولي جراء اإلخالل بالتزام دولي و عدم احترام التزامات دولية يستلزم
التعويض.
الفرع الثاني :المسؤولية الجنائية الدولية عن المساس بالبيئة
تقوم المسؤولية الجنائية الدولية على وجود ضرر أصاب المجتمع الدولي يستوجب
عقوبة تطالب بها النيابة العامة ألنها تمثل المجتمع و ال تقبل المسؤولية النائبة ال الصلح و
4
ال التنازل ألنها حق المجتمع
رحماني خلف ،مذكرة نيل الماجستير ،تخصص قانون دولي ،جامعة سعيدة كلية حقوق السنة 1122 1124ص29 2
محمد سعيد دقاق ،شروط المصلحة في دعوى مسؤولية ،ص 22 3
احمد عبد الرواق سنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،نظرية التزام ،ص 121 4
10
الفصل األول:
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن
الرضرر البيئي
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
الفصل األول
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي
يبرز موضوع المسؤولية الدولية عن األضرار التي تمس البيئة في ضوء أحكام
القانون الدولي ،و محاولة توضيح أساس المسؤولية الدولية ،و أضحى موضوع حماية البيئة
اكثر اهتماما في التشريعات العالمية أو الوطنية ألنه للمحافظة على البيئة قيمة وطنية و
دولية و إنسانية على الجميع االلتزام بها اتجاه األجيال القادمة ،مادام اإلنسان يعتمد على
الموارد و المصادر ال متاحة في البيئة إلشباع حاجاته في الحياة ،بحيث استخدم تقنيات
وتكنولوجيات أدت إلى التلوث ،و أبرز مشكالت و معضالت البيئة مما أثر عليها عبر
السنوات و أصبح يشكل خط ار أكيدا على الحياة و التصدي لهذه األضرار واجب لحماية
البيئة ،فهل يعتبر أعمال مبدأ المسؤولية الدولية في المجال البيئي كاف إلصالح الضرر
البيئي.
بدأت نظرية الخطأ باالنحصار دوليا مع بداية القرن العشرين مما أدى للفقه القانون
الدولي تعديل أساس المسؤولية الدولية لمواكبة التطور الجديد ،فهنا المسؤولية قائمة على
وجود عالقة السببية بين نشاط الدولة و العمل المحظور دوليا ،و سميت بنظرية العمل الغير
مشروع دوليا و نستعرض مفهوم النظرية تم موقف الفقه الدولي و أحكام القضاء الدولي،
1
فتقوم المسؤولية الدولية بمجرد انتهاك أحكام القانون الدولي.
دون تطلب الخطأ ،حيث انه جعل الخطأ عنص ار ماديا فقط ،في المسؤولية الدولية
فالفعل الغير المشروع دوليا :هو ذلك السلوك المنسوب للدولة و هذا وفقا لقواعد القانون
الدولي و يتمثل في فعل أو امتناع المشكل لمخالفة احد االلتزامات سواء كانت قواعد
اتفاقيات أو مبادئ عامة للقانون ،و يشترط لقيام المسؤولية الدولية على أساس الفعل الغير
المشروع توفر عنصرين:
فتيحة باية ،محاضرة عن الفعل غير المشروع في القانون الدولي العام،قسم الحقوق ،جامعة ادرار 1
12
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
و يشترط لقيام المسؤولية الدولية على أساس الفعل الغير المشروع توفر عنصرين:
أ /عنصر شخصي :و هو إسناد الفعل للمرتكب سواء كان فعل أو امتناع عن فعل إلى احد
األشخاص القانون الدولي
ب /عنصر مورضوعي :و هو عدم مشروعي الفعل المسند إلى الدولة طبقا ألحكام القانون
الدولي
أما بخصوص الضرر و مدى اعتباره من عناصر قيام المسؤولية الدولية فغالبية
الفقهاء اعتبره شرطا من شروط المسؤولية الدولية ،و من بينهم الفقيه "جويفران" حيث يرى
أن الضرر هو نتيجة للفعل الغير المشروع دوليا ،و كذلك الفقيه "اجو" المقرر األسبق
الخاص للجنة القانون الدولي "من غير المالئم أن يوضع عنصر الضرر في االعتبار عند
تحديد شروط وجود الفعل الغير المشروع دوليا و هذا ما اجمع عليه أعضاء لجنة القانون
الدولي أثناء مناقشتهم لمشروع المادة 2من مواد القانون ،و بالرغم من ذلك ال يمكن إهمال
هذا العنصر عند قيام المسؤولية الدولية و يلعب دو ار هاما في تقدير التعويض ة و اتخاذ
الدولة التدابير المضادة للدول المضرورة للرد على الفعل الغير مشروع دوليا.
المطلب األول :موقف الفقه و القرضاء الدوليين عن الفعل الغير مشروع دوليا.
رحب الفقه الدولي باسم'' مسؤولية الدول عن أفعال الدولة الغير المشروعة'' بحيث
نصت المادة 12التي نص عليها مشروع الدول '' كل فعل غير مشروع تقوم به الدول ينتج
مسؤولية دولية'' و أضافت المادة 12منه '' :الفعل الغير المشروع الذي يحكمه القانون
1
الدولي و ال يتأثر هذا الوصف بانه مشروع في إطار القانون الدولي.
اززة لخضر ،احكام المسؤولية الدولية في ضوء قواعد القانون الدولي ،دار الهدى الجزائر سنة ،1122ص .11 1
13
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
يرى الفقيه ''روسو'' أن أصل المسؤولية الدولية هو انتهاك و خرق للقواعد القانون
الدولي و االلتزام الدولي الذي هو أساس إلقامة مسؤولية دولية و هو اعتداء على قاعدة
قانونية من قواعد القانون الدولي سواء اتفاقية أو عرفية ،كما يرى الفقه أن عدم الشرعية
يتمثل في التناقض الذي يوجد في تصرف الدولة في مجال معين ،و التصرف الذي كان
1
يجب اتخاذه بمقتضى القانون الدولي.
و في بيان أهمية و سهولة تطبيق هذه النظرية يرى الفقيه دبوي اغن العمل الغير
المشروع دوليا هو مجرد إخالل بقواعد القانون الدولي و ال توجد حالة في العوامل و النوايا
الدولة مما يسهل نامورية المضرور و يخفف من عبئ إقامة الدليل فيكفي إثبات الفارق
2
الموضوعي بين السلوك الحقيقي للدولة و بين مضمون االلتزام القانوني المفروض عليها.
اعتمد القضاء الدولي الفعل غير المشروع دوليا بشكل كبير في العديد من األحكام
التي صدرت عن المحكمة الدولية الدائمة للعدل الدولي و محكمة العدل الدولية و هيئات
التحكيم الدولي و من بين هذه األحكام الحكم المتعلق بالنزاع حول مصنع ''شورنو'' '' 3بين
بولندا و ألمانيا و التي قضت فيه محكمة العدل الدولية الدائمة للعدل الدولي في 12يوليو
2711من مبادئ القانون الدولي أن مخالفة القانون الدولي و التزاماته يستتبع بالتعويض
انظر مشروع لجنة القانون الدولي حول مسؤولية الدول ،وثيقة A12/ 42/21 1
1949.p148
p03.2791
14
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
بنحو كاف ،و االلتزام بالتعويض و هو النتيجة الحقيقية ألي إخالل و لم ينص االتفاق عن
ذلك صراحة.
استندت محكمة العدل الدولية إلى نظرية الفعل الغير مشروع دوليا كأساس للمسؤولية
الدولية في أريها االستشاري الصادر في 2727في ذلك حادث مقتل الكونت ''برنادوت''
وسيط األمم المتحدة في فلسطين ،كما طبقت محكمة العدل الدولية هذه النظرية أيضا في
قضية ''كورفو'' أي أنها انتهاك التعهد الدولي يترتب مسؤولية بين ألمانيا و بريطانيا و قررت
في حكم الصادر في 27أفريل و 24ديسمبر 2727إذ أخفقت ألبانيا في الوفاء بااللتزام
الدولي فكان يفرض عليها أخطار الدول التي تستخدم سفنها بمضيق ''كورفو'' بقيامها بوضع
الغام بحرية في المضيق و بالتالي فمسؤولية ألبانيا قائمة وفقا لنظرية العمل الغير المشروع
1
دوليا بإهمالها اإلعالم الدول األخرى باألخطار الموجودة في المضيق.
من خالل هذه األحكام نجد أن هناك قرار صريح بنظرية الفعل الغير مشروع و بالنسبة
للتحكيم الدولي حيث اعتمد القرار في الكثير منها على سبيل المثال قضية مطالبة إيطاليا
بممتلكاتها في المنطقة اإلسبانية من المغرب حيث يقول الحكم ''ماكس هوبر'' أن إحدى
المبادئ التي تقلل الجدل ،أن المسؤولية الدولية هي النتيجة الحتمية للحقوق ،ذلك أن الحقوق
الدولية تستتبع المسؤولية ،و قد أدينت السلطات اإلسبانية إلخاللها بإحدى التزاماتها الدولية
المتجسدة في عدم فعلها أي شيء إلجبار الجناة و معاقبتهم و كذلك قرار التحكيم الذي
عبد العزيز العسشاوي ،محاضرات في المسؤولية الدولية ،دار هومة ،ط ،1الجزائر ،1117 ،ص 19 2
15
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
أصدرته اللجنة المشتركة بين الواليات المتحدة و إيطاليا بتاريخ 11أكتوبر 2742في قضية
شركة armistrong kork company
عرفته اللجنة الفعل الغير المشروع على انه تصرف تتصرف به الدولة و يتعارض مع
1
أي قاعدة قانونية من قواعد القانون الدولي و اإلخالل بها يستلزم التعويض و إزالة الضرر.
على ما يبدو أن كل من القضاء الدولي و التحكيم الدولي قد طبقا نظرية الفعل الغير
مشروع دوليا و اعتبرته أساسا للمسؤولية الدولية في الكثير من القضايا المعروضة عليه
بشرط توافر عناصرها.
حيث أنه بعد تأكد الفقه و القضاء الدوليين على ثبوت نظرية الفعل الغير مشروع قبلته
الدول و اتجهت إلى إبرام عدة اتفاقيات دولية ،و حظيت حماية البيئة بعناصرها المختلفة
بجانب كبير من االتفاقيات خاصة التنظيم و التحكم في حركة النفايات الخطيرة و تخزينها و
2
معالجتها فأصبح أي التزام ينتهك يرتب مسؤولية دولية يحتسب إليها هذا االنتهاك.
يتفق الفقه القانون إلى إسناد الفعل الدولي الغير المشروع إلى الدولة و المنظمات
الدولية باعتبار الدولة شخص من أشخاص القانون الدولي المتمتعة بالشخصية القانونية،
هذا يعطيها كامل األهلية لتحمل كامل نتائج سلوكياتها ،الغير مشروعة الصادرة عن أجهزتها
التنفيذية و يمتد هذا اإلسناد إلى الدول الوصية ،و أن االختالف الزال قائما بشأن المنظمات
والذي يمكن الفرد من شخص دولي إلى الدولية في إسناد الفعل الغير مشروع دوليا للها
جانب المنظمات الدولية و هنا نبقى مسألة دولية عن الفعل الغير مشروع اتجاه المجتمع
الدولي و عليه سوف يوضح ضمن نقطتين هما:
16
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
يتفق القانون الدولي العام على إسناد الفعل الدولي الغير المشروع دولي إلى الدولة
الممثلة في مؤسساتها الدستورية و اإلدارية و موظفيها ،حيث جاء في المادة 2من المشروع
النهائي للجنة القانون الدولي العام لسنة 1112أنه'' :يعد تصرف أي جهاز من أجهزة الدولة
فعال صادرة عن الدولة فعال عن الدولة بمقتضى القانون الدولي ،سواء كان جهاز يمارس
وظائف تشريعية أو تنفيذية أو قضائية أي وظائف أخرى بصفته المركز الذي يشغله في
تنظيم الدولة سواء أجهزة حكومية أو غير حكومية أو إقليمية أو وحدات الدولة و هذا وفقا
1
للقانون الداخلي.
و هما يشير الفقه الدولي إلى أن إصدار اللجنة تشريعات منافية مع معاهدات دولية
مع دولة أخرى يصدر البرلمان تشريعا يخضع فيه أعضاء السلك الدبلوماسي لضرائب معينة
هم معفون عنها استنادا لقواعد القانون الدولي و استنادا لرابطة اإلقليم ،كما تتحدد مسؤولية
الدولة عن أعمال سلطتها التشريعية متى امتنعت من إصدار تشريعات ،تكفل تنفيذ التزام
2
دولي يقع على عاتق الدولة بموجب معاهدة دولية أو عرف دولي.
كما تتحد مسؤولية الدولة عن أعمال السلطة القضائية متى أنكرت هذه األخيرة
العدالة ،كان يحال بين األجنبي و بين االلتجاء إلى القضاء الدولي و تتمتع محاكم الدولة
في النظر في نزاع تقدم به أحد األجانب أو تتباطأ في الفصل فيه دون مبرر و عندما يكون
هناك نقص كبير في إجراءات التقاضي أو عندما ال تتوفر ضمانات التقاضي عند األجنبي
لحسن سير القضية أو عندما يصدر حكما تعسفيا 3،و تثار المسؤولية الدولية حتى على
أفرادها العاديين الذين ال يتمتعون بصفة الموظفين و الحقوا ضرر بالجانب المقيمين في إقليم
الدولة أو على ممتلكاتهم ،حيث تسأل الدولة عن التقصير ،و تتخذ إجراءات المتابعة ضد
محمد المجدوب ،القانون الدولي العام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،سنة 1111ص 149 3
17
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
هؤالء األفراد المرتكبين للفعل الغير مشروع دوليا 1،و كذلك تحدد مسؤولية الدولة دوليا متى
قصرت في اتخاذ اإلجراءات و التدابير الالزمة للسيطرة على أعمال العنف و الشغب و
االضطرابات و المظاهرات و لحقت األجانب في ممتلكاتهم 2،و الدولة لم تبذل العناية
الالزمة في فرض النظام العام دون وقوع كوارث ،إال اذا ثبتت عنايتها الالزمة فال مسؤولية
عليها 3،و قد نص القانون الدولي على هذا النوع من المسؤولية الدولية إلى الجدول المقصرة
في خلق النظام العام و نصت عليه المادة 22من مشروع المسؤولية الدولية لعام 2722
بأنه ''تسال الدولة عن األضرار التي تصيب األجانب أثناء المظاهرات و أعمال الشغب و
الثورات و االضطرابات الداخلية ،إذ امتنت السلطات امتناعا ظاه ار عن اتخاذ اإلجراءات
4
الالزمة التي تلجأ إليها في هذه الظروف و معاقبة مرتكبيها.
كما جسد القانون الدولي هذا النص في العديد من القضايا الدولية من منها القضية
التي عرضت على محكمة العدل الدولية عام 2711و التي خصت رهائن دبلوماسيين
األمريكيين في طهران و حكمت في ما يلي'' :إن ايران مسؤولية دولية االنتهاكات لألعراف
الدولية إلى حمايات السفارات األجنبية في طهران ألنها كانت تملك الوسائل الالزمة لتنفيذ
واجباتها و لكنها أهملت بسوء نية تنفيذ الواجبات فشجعت العناصر المتطرفة التي احتجزت
5
الرهائن.
سامي جاد عبد الرحمان واصل ،ارهاب الدولة في اطار القانون الدولي العام ،دكتو ار في القانون الدولي ،منشاة 2
غسان الجندي ،المسؤولية الدولية ،مطبعة التوفيق ،االردن ط 2سنة 2771ص 9 5
18
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
الفرع الثاني :إسناد الفعل الدولي الغير المشروع إلى المنظمة الدولية
استبعد الفقه الدولي التقليدي مسؤولية المنظمات الدولية و اعتبرها دائما عالقة دولة
بدولة أخرى ،و جراه القضاء الدولي في ذلك في فترة من الزمن متحججا أن الشخصية
1
الدولية و القانونية للمنظمات الدواية محدودة الوظائف بموجب نظامها األساسي.
و بالتالي غير مسؤولة دوليا عن أفعالها الغير المشروعة ،و هو ما لجأت إليه
محكمة العدل الدولية في المادة 22من نظامها األساسي حيث نصت عليه '' :للدول وحدها
2
الحق في أن تكون أطرافا في الدعوى التي ترفع أمام المحكمة''.
كما قضت في قضية الفوسفات المغرب عام 2721من خالل النص على أنه'' :إذا
تعلق األمر بفعل منسوب إلى الدولة و موصوف بانه مخالف لتعهداتها مع دولة أخرى فإن
المسؤولية الدولية تنشأ مباشرة على مستوى العالقات بين هاته الدول'' 3،و لكن مع ظهور
فكرة الشخصية القانونية للمنظمات الدولية عدل جانب الفقه الدولي من الراي التقليدي و
طرح إمكانية مسائلة المنظمات الدولية عن أفعالها غير المشروعة دوليا ،متحججا في ذلك
الراي االستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 2727الصادر بشان األمم المتحدة في
المطالبة بالتعويض عن األضرار الالحقة بالموظفين و الذي جاء فيه رغم أن األمم المتحدة
ليست دولة أو حكومة فوق الدول ،إال أنها شخص دولي و لها بهذا الوصف األهلية الالزمة
لحفظ حقوقها برفع الدعاوي الدولية على الدول األعضاء و غير األعضاء و ذلك للحصول
4
على التعويض المناسب عن األضرار التي تلحق بموظفيها.
و الحقيقة أن وزن المنظمات الدولية في المجتمع الدولي لها اليوم أهمية تدفعنا إلى
إمكاني إسناد الفعل الغير مشروع لها متى توافرت فيها الشروط و بالتالي قيام المسؤولية في
حقها شأنها شأن الدول من أجل فرض السيطرة اكثر على النظام العام إلى المجتمع الدولي.
19
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
و نفس الشيء طرح على مبدأ مسائلة الشخص على المستوى الدولي استقر الفقه و
القضاء على عدم تحريك المسؤولية الدولية ضد دولة إذا أصيب فرد جراء فعل غير مشروع
دوليا صادر عنها و أجيز له المطالبة بالتعويض و الحماية الدبلوماسية من دولته التي
يحمل جنسيتها ،و يحرك دعوى المسؤولية الدولية على الدولة الصادر عنها الفعل الدولي
1
الغير المشروع.
المبحث الثاني :الفعل الذي ال يحظره القانون كأساس للمسؤولية الدولية (نظرية المخاطر)
بعدما خطى اإلنسان إلى عصر الثورة الصناعية ،أبدع و اخترع تكنولوجيا لم يكن
يعرفها ،و تعاظمت األنشطة الصناعية ،الحديثة ،و التي أصبحت تنطوي على الخطأ ،و
تنتج بأضرار جسيمة ،و هو ما أدى إلى ظهور نظرية المخاطر و يطلق عليها كذلك
2
المسؤولية دون خطأ.
حيث أنها المسؤولية التي تترتب على عاتق الدول ،بسبب األضرار الناشئة عن
األنشطة مشروعة ،و لكنها تنطوي على مخاطر كسيمة ،و هذا عند وجود تقصير أو إهمال
زرقان وليد مذكرة دكتورا ،نظرية المخاطر أساس المسؤولية الدولية عن األنشطة الدولية ،بين النظرية و الممارسة 1
241
20
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
خطأ ،في جانب الدولة ،فهي المسؤولية التي يكتفي فيها وجود الضرر الذي يصيب الدولة
أو أحد رعاياها من ممارسة أنشطة مشروعة ،و مثال في مجال الطاقة النووية ،و هذا ما
يرتب مسؤولية متى نجم ضرر فكلال من يستعمل جها از أو آلة خطرة يستفيد منها و تنتج
حوادث جسيمة و أضرار جراء هذا االستعمال يرتب مسؤولية.
حيث أن النشاط بحد ذاته مشروع لكنه يحمل خطورة جسيمة ،و سارعت القوانين و
الغالبية العظمى من التشريعات الوطنية و اتخاذ نظرية المسؤولية المطلقة منها التشريع
1
الفرنسي الصادر في 2722و األمريكي الصادر في .2712
ال تشترط المسؤولية عن المخاطر توافر عنصر الخطأ في نشاط الشخص القانوني
الدولي ،و ال يشترط أن يكون الضرر نتج عن فعل غير مشروع دوليا ،فهي مسؤولية تقع
على عاتق ثالث عناصر:
حيث يعتبر الضرر شرطا أساسيا لقيام المسؤولية على أساس المخاطر ،فهنا تنشأ
المسؤولية بمجرد حدوث الفعل المسبب للضرر ،فيكون الضرر ملموسا و على قدر من
األهمية ،و يسمل أضرار عل الممتلكات و البيئة و مما ال شك فيه أن النشاطات النووية
للدول داخل حدود إقليمها ألغراض سلمية هي نشاطات مشروعة دوليا و تتحمل مسؤوليتها
داخل إقليمها ما لم يكن أسلوبها متعارض مع القانون الدولي ،لذا يجب أن يكون الضرر
عاب ار للحدود أي يصيب إقليم دولة أخرى غير الدولة التي صدر منها النشاط الخطر ،و ال
يمكن في هذه الحالة أعمال القواعد التقليدية التي ترتكز أساسا على الخطأ في الضرر
إبراهيم السوفي ابو الليل ،المسؤولية المدنية بين التقييد و االطالق ،مرجع دار النهضة العربية القاهرة،2711،ص21 1
21
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
النووي خاصة ،و أصبح مبدأ منع الضرر العابر للحدود جزء من قواعد القانون الدولي و
1
هذا ما أقره القضاء الدولي و االتفاقيات الدولية و كذا لجنة القانون الدولي.
ثانيا الخطر:
حيث ال يرجع إلى نظرية المخاطر في مجال األضرار التي تحدثها النشاطات النووية
مثال إلى أضرار نووية فقط و إنما يرتبط بخطورة الضرر الذي يحدثه النشاط النووي السلمي
2
باحتمال حدوث أضرار فتكون األنشطة خطرة بمجملها ،و ليست فعال ضا ار بعينه.
اختلف الفقه في تحديد مفهوم الخطر ،فالبعض يرى أن الخطر يعني احتمال وقوع
حادث ضار مؤدي إلى ضرر ،في حين يرى اآلخرون أن النشاط الخطر هو من ينبئ
طبيعته ،أو المواد المستخدمة فيه باحتمال حدوث أضرار جسيمة مهما كانت فتستند عليه
3
المسؤولية على أساس المخاطر.
ثالثا :إسناد الرضرر إلى الدولة مصدر الفعل الرضار.
يعتبر إسناد الضرر لدولة التي ارتكبت النشاط الخطر على إقليمها شرط جوهري،
للحصول على التعويض في نظرية المخاطر ،و يعتبر هذا اإلسناد إلى المعيار اإلقليمي
على حد كبير و المسؤولية على اآلثار الضارة العابرة للحدود و هذا يشترط على علم الدولة
التي وقع فيها النشاط الخطر على إقليمها ،أو مناطق تحت سيادتها بهذا النشاط أو على
األقل من المفترض أن تعلم بذلك و لم يكن بوسع الدولة اإلعفاء من المسؤولية و هو ما
أكدته محكمة العدل الدولية في قضية مضيق ''كورفو''و على هذا األساس هناك اختالف
فقهي في مدى مسؤولية الدولة عن األنشطة التي تمارسها الهيئات الخاصة الخاضعة لسلطة
الدولة المسؤولة عن األضرار باعتبارها المخولة بمنح التراخيص.
خوليو باربوا ''،التقرير الول حول المسؤولية الدولية عن المنتج الضار عن األفعال التي ال يحظرها القانون الدولي حولية 3
المطلب الثاني :رأي لجنة القانون الدولي و القرضاء الدولي حول نظرية المخاطر
اختلف الفقه الدولي في أعمال نظرية المخاطر كأساس للمسؤولية الدولية أيدها
البعض و خالفها البعض اآلخر ،و سنحاول معرفة كل من الفقه الدولي و لجنة القانون
الدولي:
سبقت اإلشارة إلى بعض مواقف القضاء الدولي و سنتناول اهم القضايا التي فصل
فيها القضاء الدولي و أين أسس حكمه فيها على أساس المخاطر دون البحث عن وجود
الخطأ أو الفعل الغير مشروع.
أقيم عام 2172بمدينة ترابل الكندية مصنع لصهر النحاس و الرصاص و كان
المصهر على بعد أميال من الحدود األمريكية ،و أدى تطاير األبخرة المنبعثة منه إلى
تلويث البيئة في األراضي المتخامة للحدود مع والية واشنطن األمريكية ،مما الحق الضرر
بالمزروعات و تضرر األهالي و تبنت الحكومة األمريكية مطالبهم و احتجت لدى حكومة
كندا ،فعرض النزاع على لجنة مختلطة تشكلت بناءا على اتفاق مسبق بين الطرفين عام
2717/12/22للنظر في التلوث الحدودي و انتهت اللجنة بتاريخ 2721/1/11و دعت
إلى اتخاذ التدابير للحد من هذه الكارثة إال أنها ظلت تنبعث من المصهر مما أدى إلى
اتفاق الطرفين على إحالة النزاع إلى محكمة التحكيم للنظر فيه.
ثار هذا النزاع بين المملكة المتحدة و ألبانيا بسبب األضرار التي أحدثها حقل األلغام
بالسفن البحرية البريطانية التي كانت تمر بمضيق ''كورفو'' و قد رفضت المحكمة أن تنظر
في أية مسؤولية تجاه ألبانيا على أساس اإلهمال و قضت المحكمة بانه يقع على عاتق كل
دولة التزام باال نأذن باستخدام إقليمها للقيام بأعمال تتنافى مع حقوق الدول األخرى.
23
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
و أكدت المحكمة أنه بالرغم من الرقابة التي تمارسها السلطات المحلية في ألبانيا إال
1
أنها ملزمة بدفع التعويض عن الضرر الذي لحق و نتج عنه زراعة األلغام في هذه القناة.
حيث رفعت أستراليا دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية ضد فرنسا سنة 2792
بسبب األضرار الالحقة بالسكان ،بالقرب من مناطق التجارب النووية الفرنسية و التي أدت
إلى أصابتهم بالضغط النفسي العصبي جراء التجارب النووية.
انعكس موقف لجنة القانون الدولي التي قامت به في دورتها الثالثين المنعقدة في
2791بإدراج موضوع المسؤولية على أساس المخاطر تحت عنوان المسؤولية عنن النتائج
الضارة الناجمة عن أفعال ال يحضرها القانون'' و اهتم بعض أعضاء اللجنة بهذا الموضوع
3
اهتماما بالغا.
و لقد أحالت اللجنة دورتها األربعون عام 2711مشروعا بعشرة مواد ،إلى لجنة
الصياغة ،و كان المقرر باربوزة قد اقترح هذه المواد و في عام 2772نشا فريق عمل
برئاسة المقرر الخاص ''باربوزة'' بغرض وضع نص جديد عن المسؤولية الدولية على أساس
احمد خالد ناصر ،المسؤولية الدولية عن تلوث البيئة البحرية ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن 221، 1121 2
معلم يوسف ،المسؤولية الدولية دون ضرر البيئي ،رسالة دكتو ار في القانون جامعة منتوري قسنطينة ص 24 3
24
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
المخاطر و إحالته على الجمعية العامة لألمم المتحدة للتطبيق على األنشطة التي ال
1
ار مادية.
يحظرها القانون و لكنها تسبب أضر ا
وقعت هذه االتفاقية في 17جويلة 2721من قبل 22دولة من دول أوروبا الغربية
و دخلت حيز النفاذ في أفريل ، 2721و قد كانت اتفاقية مكملة لها في برروكسل في 22
جانفي .2722
نصت االتفاقية على أن يكون مشغل المنشـة النووية مسؤوال عن أي أضرار أو أي
حادث نووي أحدثه الوقود النووي أو النفايات المشعة و المنبعثة.
جاء في الحكم الثالث للمحكمة العدل الدولية الصادر في ......... 2719/9/12انظر عمر بن عبد ااهلل بن سعيد 1
25
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
وقعت هذه االتفاقية في 14ماي 2721في بروكسل بين اكثر من 24دولة 1،و
كانت االتفاقية ثمرة جهود كبيرة مشتركة بين الوكالة الوطنية للطاقة الذرية و الجمعية البحرية
2
الدولية ،لتضع قواعد للمسؤولية الناشئة عن تشغيل السفن النووية.
ووفقا لالتفاقية يعتبر مشغل السفينة النووية مسؤوال مسؤولية مطلقة عن أي ضرر
ينتج عن حادث نووي ،يشمل الوقود النووي لهذه السفينة أو المنتجات أو النفايات المشعة ،و
بذلك فان االتفاقية قد أخذت بالمسؤولية المطلقة كأساس لتعويض المضرورين بصورة
صريحة و ذلك لحمايتهم خاصة و أنه قد يصعب عليهم إقامة الدليل على توافر الخطأ أو
اإلخالل بااللتزام دولي.
وقعت أن هذه االتفاقية في 12ماي 2722بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في
فيينا ،و دخلت حيز النفاذ في 21نوفمبر ،2799و كان هدفها وضع قواعد للمسؤولية عن
األضرار للطاقة النووية تفوق نظام اتفاقية و فتح نظام اتفاقية باريس التي اقتصرت على
الدول األوروبية ،و تم تعديل بروتوكول في 17سبتمبر 22779و دخل حيز التنفيذ في 11
3
جويلية ،2771و هدف إلى إيجاد حلول و تعزيز الثقة من أجل المضرورين و تعويضهم.
تم التوقيع على هذه االتفاقية في 14ماي 2722من قبل 29دولة و قد تناولت
المسؤولية المطلقة عن الحوادث الناتجة عن الوقود النووي و فضالت السفن المسعة ،حيث
نصت المادة 2/1من االتفاقية :انه يتحمل كل مشغل السفينة المسؤولية المطلقة عن أي
1
patrik dallilier mathias fourteau.alenphellit eet.p 915
سوزان معوض غنيم ،المرجع السابق ،ص .447 2
26
المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي الفصل األول
أضرار نووية رهما بأثبات هذه األضرار عن حادثة نووية و تشمل الوقود النووي لهذه السفينة
1
و الناتج عنها.
27
الفصل الثاني:
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية
منازعات التعويض
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
الفصل الثاني
يعدد المسؤولين المحتملين في الحاق الضرر بالبيئة ،و من اجل دفع الحواجز التي
قد تتواجه طالبي التعويض ،عمدت القواعد االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية المدنية في الميدان
النووي أو في ميدان التلوث بالمواد النفطية ،في تحديد المسؤول القانوني عن هذه األضرار،
و خالل تحديدها لشخص معين يتحمل هذه المسؤولية للتعويض عن األضرار الالحقة بالبيئة
المسؤولية المدنية تنقسم إلى قسمين :مسؤولية عقدية و مسؤولية تقصيرية ،األولى
قائمة على إخالل بالتزام عقدي و إال تقصيرية متعلقة بإخالل بالتزام قانوني ،واحد و هو
عدم الحاق الضرر بالغير و المسؤول عن التعويض يكون مرتبط بالضرر بصفة قانونية
1
مثال ما تتعلق له ناقلة البترول الحادث ينجم الضرر فمالك السفينة هو المسؤول.
يعتبر النشاط النووي يعتبر من أخطر األنشطة في الحياة بفعل المواد المشعة التي
تضر باإلنسان ،و نظ ار لعدم توافق القواعد العامة للمسؤولية المدنية مع خصوصية خطر
التلوث و الضرر البيئي كان للمجتمع الدولي دافعا إلى البحث مع خصوصية الضرر
اإلشعاعي الناشئ مع ممارسة األنشطة النووية ،و أفرز هذا االهتمام وجود اتفاقيات دولية
خاصة بالمسؤولية المدنية لمستغلي المنشآت و بما أن اإلشعاع النووي له آثاره الضارة فقط
في اللحظات التي تحصل فيها الكارثة النووية ،و إنما تستمر اآلثار لسنوات طويلة مثل
حادثة شيرنوبيل التي حصلت في االتحاد السوفييتي عام ،2712و لعدم توافق القواعد
العامة للمسؤولية الدولية المدنية مع خصوصية التلوث و الضرر البيئي و مع ذلك دفع
مجلة آفاق للعلوم،issn2507 -7228،المسؤولية المدنية عن األضرار النووية،تاريخ االرسال 1121/12/14:تاريخ 1
بالمجتمع الدولي إلى البحث على وجه الخصوص عن نظام يتفق على وجه الخصوصية مع
أضرار التلوث اإلشعاعي الذي ينشأ عن ممارسة نووية و قد افرز هذا االهتمام مجموعة
و هذا هو ما من االتفاقيات دولية خاصة بالمسؤولية المدنية لمستغل المنشأة النووية
سنتناوله في دراستنا لهذا المطلب ،حيث أن التصدي ألساس المسؤولية المدنية عن األضرار
النووية محور بالغ األهمية في إطار الحصول على التعويض.
الفرع األول :األساس القانوني للمسؤولية المدنية عن األرضرار النووية.
حيث أن الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية للمنشأة النووية 1فالمسؤولية المدنية في
ظل القواعد العامة متفرعة إلى مسؤولية تقصيرية و أخرى عقدية فال يمكن القول أن للمنشأة
عالقة تعاقدية مع المتضررين و الضرر هنا يصيب البيئة و قد يصيب األشخاص و يعرض
هذه المنشآت إلى تحمل مسؤوليتها المدنية ،و بما أن استغالل المنشآت النووية و ما ينتج
تصيب البيئة و قد تصيب األشخاص و يعرض من دون شك هذه المنشآت إلى تحمل
مسؤوليتها المدنية ،و قد اختلف الفقه حول األساس القانوني للمسؤولية المدنية لمستغل
المنشأة النووية حسب نوعية الضرر:
حيث أن المسؤولية عن الضرر البيئي ،و اذا كانت المسؤولية تقصيرية باعتبار أن
الفعل المساس بالبيئة هو بطبيعته عمل ضار ،لكنهما على نوعين متالزمين معا ،هما
المسؤولية الجنائية و المسؤولية المدنية ،و تقوم هذه المسؤولية أساسا على مبدأ حيث في
القانون و هو مبدأ عدم جواز الفساد ،البيئة و عدم جواز األضرار بعناصر البيئة ،ال على
مبدأ الملوث الدافع خاصة انه ال يصلح لتأسيس المسؤولية الجنائية عن الضرر البيئي بينما
المسؤولية المدنية عن الضرر البيئي تتبع المسؤولية الجنائية عن هذا الضرر ،و له أهمية
2
قانونية من حيث حماية صاحب الحق في التعويض عن الضرر البيئي.
اليات القانونية لحماية بيئة الجزائر .رسالة الدكتو ار في القانون العام جامعة تلمسان .1112ص94 1
اتفاقية 17جويلية 2721للمسؤولية الدولية عن أضرار نووية .،بروتوكول 22نوفمبر 21 2711فيفري 2
30
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
حيث أن االتفاقيات المعنية بالمسؤولية النووية كاتفاقية باريس 12721و اتفاقية فيينا
22722األساس الذي تستند عليه هو عنصر الخطر ،ويقصد به أن صاحب المنشأة النووية
الذي استعمل نشاطاته مجموعة المخاطر يجب عليه أن يتحمل نتيجة المخاطر و تعويض
المتضرر عن األضرار التي تصيبه جراء األشعة النووية المتسربة ،و عليه تتوافر عالقة
السببية بين الفعل مستغل المنشأة و الضرر الذي لحق بالمضرور ،يكون من حقه اللجوء
للقضاء لمطالبة مستغل المنشأة و ناقل المواد المشعة بتعويضه عما لحق به من أضرار.
و يمون نطاق المسؤولية المدنية بهدف توفير التعويض العادل ،لضحايا التسرب
النووي و اإلشعاعي لجأت النصوص االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية المدنية إلى وضع أحكام
خاصة لتحديد نطاق األضرار القابلة للتعويض ،و في الممارسة الدولية مسألة تحديد
األضرار الناجمة عن التلوث البيئي ،و االتفاقيات المبرمة في الميدان النووي و في ميدان
التلوث النفطي هو منظور ضيق لألضرار القابلة للتعويض لحماية البيئة.
أقرت اتفاقية فيينا لسنة 2779بشأن التعويض التكميلي عن األضرار النووية 3،و
كذلك إقرار اتفاقية لندن لسنة 2772بشأن المسؤولية المدنية عن األضرار التلوث بالمواد
الخطرة.
بروتوكول تعديل اتفاقية فيينا للمسؤولية المدنية عن أضرار نووية المنعقد في الفترة 2779 1.21 2
31
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
أشارت هذه االتفاقيات بشكل نهائي إلى األضرار التي تكون قابلة للتعويض و هذه األضرار
1
هي:
ابراهيم دسوقي ابو الليل ،المسؤولية المدنية ،دار النهضة العربية ،القاهرة .2711ص 21 1
32
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
قررت اتفاقيات المتعلقة بالمسؤولية المدنية أض ارر الطاقة النووية (اتفاقية باريس
2721و اتفاقية بروكسل 2722و اتفاقية فيينا )2779 ،2722تحديد هذه المسؤولية
بمبالغ معينة و حددت التفاقية الحد األدنى و األقصى للمبالغ الخاصة لتغطية األض ارر
1
الناتجة عن التلوث النووي.
فاتفاقية باريس حددت بالنسبة لألطراف األعضاء مبلغ التعويض بحد أدني و هو
911مليون يورو 2و الحد الدنى 91مليون يورو 3و هذا حسب طبيعة المنشأة النووية و
4
احتمال وقوع الحادث النووي و حددته المسؤولية المدنية بمبلغ ال يقل عن 11مليون يورو،
في حين نجد اتفاقية فيينا سمحت للدولة التي توجد بها المنشأة النووية بتحديد مبلغ التعويض
الخاص بالمسؤولية المدنية مبلغ ال يقل عن 4ماليين دوالر أمريكي عن كل حادثة نووية
5
ترتكب و تركت الحد األقصى للتشريعات الداخلية للدول األعضاء في االتفاقية.
وليد كاظم المسؤولية المدنية لمستغل المنشاة النووية في ظل االتفاقية الدولية،مجلة اهل البيت العدد 4ص 222.292 1
رائد كاظم محمد الحداد التعويض في المسؤولية التقصيرية مجلة الكوفة العدد 1العراق ص 91 6
33
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
اتخذ المجتمع الدولي عدة اتفاقيات متعلقة بالمسؤولية المدنية عن التلوث البحري ،و
المتعلقة بالكوارث البحرية ،و منها اتفاقية 2721المتعلقة بمسؤولية مستغلي السفن و اتفاقية
جابر ابراهيم الراوي ،تلوث البحار و المسؤولية المترتبة عليه في ظل قانون البحار الجديد ،و المصالح العربية ،دراسة 3
لمجموعة من الباحثين العرب المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ،تونس 2717ص 222و ما بعدها.
34
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
جاء تعريف السفينة في اتفاقية 2727مرتبطا بناقالت البترول و اتسع مفهومها في
اتفاقية 2727لتغطية أنواع أخرى من السفن المسببة لحوادث التلوث و جاء البروتوكول
المعدل 2771بأنها األداة الرئيسية للمالحة البحرية و أن القانون البحري هو قانون المالحة
2
البحرية.
غداوية حورية،المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية،اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون 2
لقد صاغ المشرع الدولي أحكام اتفاقية ،2727وفق ضخامة و جسامة األضرار
الناتجة عن كوارث الناقالت النفطية ،و استمر الوضع القانوني إلى غاية وقوع كوارث بحرية
عرفتها بحار و محيطات العلم ،من بينها حادثة الناقلة البترولية olympic braveryبتاريخ
22مارس .2792
جاء تعريف الضرر في اتفاقية 2727و أحالت مهمة التفصيل إلى األنظمة
الوطنية ،و حسب المادة 2من االتفاقية يعني أن خسارة أي ضرر خارج السفينة الناقلة
للمحروقات ،يقع بسبب التلوث الناتج عن تسرب المحروقات و يشمل التكاليف الوقائية
اإلجرائية 1،و يتضمن شرطان:
بتاريخ المؤتمر الذي تمخض عنه بروتوكول ،2771و الذي صادقت عليه الجزائر بالمرسوم الرئاس رقم 212-71 1
.6المسؤول عن التلوث:
حيث أنه تعدد المسؤولين المحتملين عن احلق الضرر بالبيئة البحرية ،عمدت القواعد
االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية المدنية في الميدان النووي ،أو التلوث بالمواد النفطية ،حددت
المسؤول القانوني عن هذه األضرار ،من خالل تحديدها لشخص معين ،لتحمل مسؤولية
التعويض عن األضرار التي تلحق البيئة البحرية ،و المصالح المرتبطة بها وكذا إقرارها لمبدأ
تركيز المسؤولية.
غداوية حورية،المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية،اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون 1
37
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
حيث أنه و أثناء وضع النصوص االتفاقية من اجل ما يخص الشخص المعني
بتركيز المسؤولية و هو مالك السفينة و مالك البضاعة ،بحيث شهدت المفاوضات نزاعات
بين فريق صناعة البترول المتمثل في مالك السفينة أو ناقالت البترول و مستغليها ،و فريق
الصناعة البترولية المتمثل في مالك شاحنات البترول المنقولة بح ار في أحواض هذه
الناقالت 1،و دافعت المالك أي الدول المالكة لألساطيل التجارية إلى أبعاد المسؤولية التلوث
عن مالك السفينة بحجة أن طبيعة التلوث ناتجة و مالزمة للطبيعة الخطيرة للشاحنة
المنقولة.
أوال :الشخص المتعهد بحراسة البضاعة المنقولة بحرا ،هو مالك السفينة الن التلوث البحري
مرتبط بالمالحة البحرية ،فاذا لم تتعرض السفينة إلى حادث أثناء المالحة فلن يحدث أي
تلوث.
ثانيا :هي عملية يمكن إجمالها أن المضرورين من التلوث هم أجانب العالقة التعاقدية
الموجودة بين مختلف األطراف المعنية بعملية البترول ،و ما أصابهم من ضرر يرجع إلى
السفينة التي تسرب منها الزيت فهي ملزمة بتعويضهم عن الضرر ،وحسمت اتفاقية بروكسل
لسنة 2727المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث البحري و البروتوكول المعدل
لها لسنة ،2771و كذا اتفاقية لندن لسنة 2772المتعلقة بالمسؤولية الدمنية عن أضرار
التلوث بالمواد الخطرة ،حيث أنه وقت وقوع الحادث المسبب للتلوث.
38
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
حيث أنها به دف مواجهة المسؤول عن التلوث البحري ،و حماية ضحايا هذا تلوث،
و كفالة حقوقهم في التعويض ،فيشيد األستاذ'' بزاز'' بالنصوص االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية
المدنية عن التلوث البحري و أضراره ،و مصالح المرتبطة بذلك ،و اعتمد الحل القاضي
بإلزامية تركيز المسؤولية على شخص واحد ،لتمكين ضحايا التلوث من تحديد جهة الدعوى،
1
التي يرفعونها من أجل المطالبة بحقوقهم.
حيث أن فكرة المسؤولية القائمة بدون خطأ غريبة على القانون البحري ،بحيث أن نقل
خطر و إجراءا استثنائيا.
ا الزيت سائبا يولد
مسؤولية بدون خطا تؤدي التقاعس من اجل اتخاذ الحيطة و الحذر معا مما يؤدي
إلى تفاقم األضرار و الخطر.
عدم مقدرة سوق التامين على االستيعاب في ظل المسؤولية بدون خطأ بحيث يؤدي
2
إلى حماية اقل عدد من المجهزين.
غداوية حورية،المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية،اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون 1
39
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
،2721و كما نصت اتفاقية بروكسل لسنة 2727المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن التلوث
النفطي ،على انه كون كل ضرر أحدثه التلوث أو تسرب نفطي ،من سفينة ذات حمولة ،و
يالحظ أن المسؤولية المدنية في القواعد العامة ،تقوم على أساس الخطأ الواجب اإلثبات ،و
هو ما يتطلب تكليف المتطلب بإثبات الضرر للحصول على التعويض.
ثالثا :حاالت اإلعفاء من المسؤولية
اإلعفاء هو اإلقرار بوجود المسؤولية ،و تناولها القانون الدولي االتفاقي و حددته
االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية الحاالت التي يجوز فيها اإلعفاء و تتمثل في:
.6أعمال الحرب:
أخذت بها اتفاقية بروكسل 2727بأعمال الحرب كسبب من أسباب إعفاء المالك من
المسؤولية ،بحيث نصت أن مالك السفينة ال يعتبر مسؤوال عن تعويض التلوث إذا أثبت أن
1
هذا األخير نتج عن أعمال عدوانية أو حرب أهلية أو ثورة.
.2الظاهرة الطبيعية:
حيث نصت المادة 2من اتفاقية بروكسيل 2727على وجوب إعفاء مالك السفينة
2
إذا نجح في إثبات الضرر أنه نتج عن ظاهرة طبيعية ،يمكن تجنبها أو مقاومتها.
.3الفعل العمدي للغير:
بحيث أنه يعتبر أحد أوجه الدفاع التي يجوز لمالك السفينة التخلص بها من مسؤوليته
3
طبقا التفاقية بروكسيل .2727
و لم تشترط االتفاقية 2727انصراف نية الغير بإحداث الضرر بحيث يكفي بإعفاء
مالك السفينة من المسؤولية بمجرد أن يثبت ضرر التلوث ،نصت المادة 2من اتفاقية
بروكسيل 2727على وجوب إعفاء مالك السفينة إذا نجح في إثبات الضرر انه نتج عن
ظاهرة طبيعية ،يمكن تجنبها أو مقاومتها.
غداوية حورية،المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية،اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون 3
و لم تشترط االتفاقية 2727انصراف نية الغير بإحداث الضرر بحيث يكفي بإعفاء
مالك السفينة من المسؤولية بمجرد أن يثبت ضرر التلوث ،و لعل هذه الخصوصية مدى
خطورتها على البيئة البحرية هي تفسير لمدى تدرج صرامة القواعد المتعلقة بطبيعة مسؤولية
التلوث في النصوص االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية من أضرار التلوث البحري.
المبحث الثاني :تسوية منازعات التعويض.
حيث أنه ال يمكن إقرار الحق إال بوجود طريقة لألفراد لحمايته ،و هذا ال يكتما إال
كان لصاحبه سلطة اللجوء إلى المحاكم للدفاع عن الحق ،عن طريق الدعوى القضائية و
هو ما كرسه الدستور استنادا للمادة 227التي تقتضي بان اللجوء إلى القضاء هو حق
1
دستوري مخول لكل شخص.
حميدة جميلة ،استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ،1دور القاضيفي منازعات التعويض البيئية،مجلة البحوث و 1
بحيث أن الدعوى القضائية هي الوسيلة القانونية التي تتيح لألفراد اقتضاء حقوقهم ،و
هي حق عرض ادعاء قانوني إلى القضاء ،و تعني بالنسبة للمدعى عليه حق المناقشة مدى
تأسيس ادعاءات المدعي ،و يترتب على المحكمة التزاما إصدار حكم في موضوع االدعاء
بقبوله أو رفضه ،الو االدعاء هو تأكيد شخص لحقه و مركزه القانوني في مواجهة شخص
آخر بناءا على واقعة قانونية معينة.
و النزاع القضائي هو ذلك النزاع الذي يتم عرضه على القضاء بهذه الوسيلة
القانونية ،فالمنازعة البيئية ال تخرج عن القواعد العامة للتقاضي ألنها تتضمن نفس المفهوم،
و تستنفذ نفس اإلجراءات ،إال أنها تطرح العديد من المسائل و اإلشكاالت القانونية ،و هذا
يصعب على القاضي إقرار الحقوق و تقدير التعويض ،و أهم اإلشكاالت تتعلق بالصفة و
المصلحة في التقاضي ،ألنها تواجهها العديد من الصعوبات نظ ار لخصوصيات األمالك
1
البيئية من جهة و الطبيعة الخاصة لألضرار البيئية من جهة أخرى.
.2وجود خالف بين طرفين أو أكثر ،سواء أشخاص طبيعية أو قانونية ،أفراد أو دول.
.1وجود جهة قضائية مختصة ليطرح أمامها النزاع حتى يتم الفصل فيه و يتم إصدار حكم
أو قرار بشأنه و هذا استنادا لنصوص قانونية.
حميدة جميلة ،استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ،1دور القاضي في منازعات التعويض البيئية،مجلة البحوث و 1
.2االستناد إلى مجموعة من القواعد القانونية التي يتم تأصيل النزاع غلى غرارها و الفصل
1
فيه و إصدار الحكم بشأنه.
هذا التصيل يحيلها إلى التعريج إلى الفقه و القضاء الفرنسي الذي يعد مهما في
تطوير هذا النوع من المنازعات ،كما ورد في تعريف المنازعات البيئية بانها كل ما يتعلق
باالعتداء الذي يمس المحيط بصفة عامة (،قانون 21/12المؤرخ في 27يويليو سنة
) 1122المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة و اإلقليم له مفهوم واسع و هو
عبارة عن رقعة األرض التي لها خصائص معينة تميزها عما يجاورها من األقاليم ،و النزاع
البيئي هو نزاع يتضمن االعتداء على الفضاء الطبيعي و تتسبب فيه المؤسسات الممارسة
للمشاريع االقتصادية ،و هي واسعة النطاق المكاني حيث قد يتحدد النزاع في إقليم دولة
واحدة و قد يتجاوز وقوعه لترتيب الضرر في إقليم دولة أخرى و هذا ما يعرف بالنزاع البيئي
العابر للحدود الوطنية ،و هذا من شانه طرح عدة مشكالت أهمها القانون الواجب التطبيق
على النزاع البيئي ،و مشكلة االختصاص القضائي.
قانون 21/12المؤرخ في 27يويليو سنة 1112المتعلق بحماية البيئة في ايطار التنمية المستدامة ،الجريدة الرسمية 1
حيث أنه من خصوصيات النزاع البيئي أنه عابر للحدود الوطنية للدولة ،فهو من
النزاعات المتنوعة ،فقد نكون بصد نزاع يتعلق بالتعويض عن األضرار البيئية و هذه الحالة
يتحقق بها القضاء المدني.
و قد يتعلق األمر بالق اررات اإلدارية و في هذه الحالة يؤول االختصاص إلى القاضي
المدني ،و يتعلق األمر كذلك ببيئة العمل و هنا نحن بصدد منازعة ذات طبيعة اجتماعية،
و قد ينعقد االختصاص إلى القاضي الجزائي السيما في حالة الجرائم البيئية ،أنها حديثة
النشأة ،و أغلب المشكالت المحيطة بالبيئة تزامن مع التطور التكنولوجي و الصناعي الذي
اثر بشكل سلبي على المحيط ،و لذلك التصدي لهذا النوع من المنازعات لم يتم إال في
األلفية األخيرة خالل إصدار العديد من التشريعات البيئية ،و إبرام االتفاقيات الدولية التي
1
حاولت صياة أرضية قانونية للمشكالت البيئية.
حميدة جميلة ،استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ،1دور القاضيفي منازعات التعويض البيئية،مجلة البحوث و 1
مسألة الصفة ثائرة بحدة في مجال المنازعة البيئية و التساؤل هما من هو الضحية
لألضرار البيئية هل األشخاص أم البيئة و أمام الصعوبات المتعلقة بخصوصية األضرار
البيئية يمكن القول أن أغلب التشريعات البيئية تعطي للجمعيات الخاصة بحماية البيئة حق
التقاضي و ممارسة كافة الحقوق المعترف بها للطرف المدني ،من بينها المشرع الجزائري
الذي منح للجمعيات بصفة عامة حق التقاضي ،كما خول لها ضمانات أساسية بهدف
احترام النصوص و األحكام القانونية التشريعية و التنظيمية و هو مت نص عليه قانون
الجمعيات الصادر سنه 1121بينما خصها قانون 21/12المتضمن قانون البيئة و التنمية
المستدامة بأحكام خاصة متعلقة بالتقاضي بحيث مكن جمعية يتضمن موضوعها حماية
45
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
الطبيعة و البيئة رفع دعوى قضائية أمام الجهات القضائية المختصة عن كل مساس بالبيئة
و عن كل األفعال التي تلحق ضر ار مباش ار و غير مباش ار بالمصلحة الجماعية( ،قانون
1
21/12المتضمن قانون الجمعيات).
يقدر القاضي التعويض حسب الظروف المحاطة بالضرر البيئي فقد يكون الضرر
بسيطا أو جسيما ثابتا أو متغي ار ،أو لحظيا ،كما يمكن أن يكون مستمرا ،و هي السمات
الخاصة بالضرر البيئي ،في هذا النص القانوني الصريح في هذا المجال( ،القرار الصادر
بتاريخ 2772/21/14تحت رقم .)72/2221
و هذا ما يصعب على القاضي تغطية كل األضرار باألخص خاصية أن الضرر غير
مباشر يصعب على القاضي إثبات رابطة السببية باالعتماد على النظريات الكالسيكية التي
غالبا ما يستند إليها القضاء إلثبات رابطة السببية بين الفعل و الضرر الناجم عليه ،و هنا
نتطرق إلى التعرض إلى رابطة السببية في مجال التعويض عن األضرار البيئية و النظرية
األنسب إلثبات الضرر البيئي و كيف يتعمل القاضي معه.
األضرار البيئية هي من اعقد و اصعب األضرار التي يصعب على القاضي تعويضها
نظ ار لتعدد مصادرها و نتائجها ،السيما التلوث الصناعي ،و لذلك يبدو من الصعب إثبات
رابطة السببية في مجال البيئية ،و األشكال الذي يطرح هو كيف يثبت الضرر البيئي.
حميدة جميلة ،استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ،1دور القاضيفي منازعات التعويض البيئية،مجلة البحوث و 1
األض ارر البيولوجية ،و هذه الصعوبات أدت إلى أن القاضي يمكن له االعتماد على أن
تعويض األضرار البيئية و هي تقوم على ضرورة التفرقة بين السبية العلمية و السببية
القانونية و لعل السببية.
العلمية تعد الجانب الحديث و أدخلت على السببية القانونية ،و هي تتطلب من
القاضي إثبات زيادة كمية مادة معينة في الوسط الطبيعي مما يؤدي إلى تفاقم الضرر.
و الخبرة القضائية تعد ضرورية و متالزمة مع كل مراحل تعويض األضرار البيئية و
ال يمكن للقاضي أن يستغني عنها ألنها جوانب ذات طابع فني و تقني تساعد بشكل كبير
على تقدير التعويض قضائيا ،و القضاء هو ،استناد القضاة في حكمهم إلى الخبراء الذين
قاموا بتطبيق طريقة التسلسل الغذائي حتى يتمكنوا من التقييم و التقدير الضرر البيئي.
ثانيا :تقدير القارضي لألرضرار البيئية
حيث أن مسألة تعويض األضرار البيئية تطرح العديد من اإلشكاالت و التساؤالت
القانونية نظ ار لصعوبة الدور الذي يؤديه القادي في تقييم األضرار البيئية ،و نشير إلى أن
القاضي في تقديره للتعويض البد أن يراعي كل ظروف المتضرر و المسؤول عن الضرر
الن المتضرر قد يكون أصابه ضرر جسيم ،و يلتزم القاضي بأخذ عين االعتبار الحالة
الجسمانية و المالية للمتضرر ،كما يلتزم القاضي بمراعاة الضرر البيئي المتطور حتى و لو
حدث التطور بعد صدور الحكم بالتعويض للمحافظة على حق المتضرر بإعادة النظر في
قيمة التعويض بعد تفاقم الضرر.
ثالثا :وقت تقدير التعويض من طرف القارضي
حيث أن الكثير من األضرار البيئية ال تظهر وقت رفع الدعوى القضائية للمطالبة
بالتعويض ،مثل األضرار الغير المرئية و األضرار اإلشعاعية و لم يستطع القاضي اإلحاطة
و بانه يحتفظ للمتضرر بحق التعديل و بكل األضرار و تعيينها في كافة مراحل المنازعة
إعادة النظر و في المطالبة القضائية من اجل استكمال قيمة التعويض المحكوم به ،و هو
47
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
ما حدث في قضية مصنع ''سميلتر'' التي صدر فيها حكمان قضائيان ،الحكم األول
بتعويض األضرار الناجمة عن انبعاث دخان المصهر ،و الحكم الثاني الذي صدر بعد
أربعة سنوات إعادة النظر فيه الستمرار االنبعاثات من المصهر.
هذه األضرار المستمرة صعبة التقدير قضائيا ،و القاضي بإمكانه وقف النشاط ،بدال
من االحتفاظ بالضحية بحق التعويض عند تفاقم األضرار ،فاالحتفاظ بالحق في مراجعة
التعويض هو المعمول به في الواقع من اجل المحافظة على توازن المصالح.
حيث أن الشخص الذي يصاب بالضرر الجسدي الذي يلحق به جراء التلوث ،كان
يسقط شخصا فيصاب بكسور بسبب وجود مخلفات سائلة و خطيرة بالقرب من محله
التجاري فيؤدي من االنقاص من القيمة التجارية للمحل ،فالظروف المحاطة بالضرر،
فالقاضي يقوم بتقدير كل حالة على حدة حسبما تتطلب من ظروف خاصة ،و نشير في هذه
الحالة أن األضرار البيئية غالبا ما تتسم بالجسامة و على القاضي أن يراعي بدقة وضعية
الضحية و إن اضطر إلى اإلسناد على الخبرة القضائية ،و طبيعة و خصوصية األضرار
البيئية و تتطلب افتراض المسؤولية على كل األفعال التي تؤدي إلى األضرار بالبيئة و
افتراض عالقة السببية في الحاق الضرر بالعناصر الطبيعية.
خامسا :سلطات القارضي في مجال المسؤولية التعاقدية عن األرضرار البيئية.
الضرر البيئي ال ينجم فقط على اإلخالل بالمسؤولية التقصيرية و إنما يجد مجاال
خصبا في اإلخالل بااللتزامات التعاقدية ،و إنتاج النفايات من أبرز االخالالت بالمسؤولية
التعاقدية ،عن األضرار البيئية ،و سنحاول التعرض إلى دور القاضي و سلطاته في مجال
المسؤولية التعاقدية ،عن األضرار البيئية و هي التعرف على طبيعة االلتزامات التي تقع
على المتعاملين في مجال عقود اإلنتاج و استغالل النفايات ،و األساس الذي تقوم عليه
المسؤولية التعاقدية.
48
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
حميدة جميلة ،استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ،1دور القاضي في منازعات التعويض البيئية،مجلة البحوث و 1
معلم يوسف،المسؤولية الدولية بدون ضرر ،اطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتو ار في القانون العام فرع القانون الدولي، 1
بخصوص هذا الضرر نكون بصدد إشكالية حول إمكانية وجود تعويض عيني ،عن
الضرر المادي الجسدي ألنه يتصور وجود هذا التعويض في حالة التزام المسؤول بعمل
الضار لمعالجة ما أصابه من ضرر في جسمه أو في عقله ،من خالل عمله حيث أنه يقوم
بتحمل المصاريف الملقاة للمعالجة أو العناية أو الفحص الطبي.
فالضرر الجسدي هو األذى الذي يصيب جسد األنسان فيسبب إزهاق الروح أو
يصيب األنسان بالضرر و األذى و ال يسبب له الموت بل إصابة الجسد بأذى و عاهة
مستدامة فتعطل بعض أعضاء الجسم ،أما عجز مؤقت أو دائم ،في حين قد يتحقق الضرر
في حالة التعدي على جسم اإلنسان و يصيبه ضرر جسماني.
.2التعويض العيني المعنوي:
سارة سعالي،المسؤولية المدنية المترتبة عن التلوث البيئي،مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر ،تخصص قانون االعمال، 1
هناك من ذهب إلى استحالة تعويض العيني ألنه ال يمكن محو الضرر المفاجئ كما
أن أ خذ كلمة محو الضرر حرفيا من تعريف التعويض العيني ال يعني أن التعويض النقدي
ال يمحو الضرر لذلك إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث الضرر و عليه يحكم
بالتعويض النقدي عن الضرر المحقق ،و تسمية التعويض العيني بالتنفيذ العيني الجبري
تميي از له امتناع المدين عن القيام بالعمل الذي التزم ب هاو عن القيام به ،و هو التنفيذ
اإلجباري و التعويض العيني يلجأ عند عدم إمكان إجبار المدين على التنفيذا لعيني و يكون
التعويض دائما نقديا ،و ذلك ألن أمر إعادة الحال إلى ما كان عليه ال يعد تعويضا و إنما
تنفيذا عينيا ،و الجدير تسميته تعويضا عينيا.
و كما تنص المادة 1912من القانون المتعلق بالتلوث النفطي تنص على أن الهيئة
الحكومية التي تحصل على تعويضات عن األضرار بالمواد الطبيعية أو تدميرها أو فقدانها
أو فقدان استخدامها فتنص على:
ج .التكاليف المعقولة لالزمة لتقييم تلك األضرار و عدلت بالمادة 7219التي عالجت
المشكلة.
أشار لها القانون المدني في المادة 221في القانون الفرنسي الذي يستند على
المسؤولية التقصيرية في المواد 211و 212منه ،و يتبين جليا أن التعويضات المدنية و
هذا المبدأ عامة يقضي ب تعويض الضرر من دون توضيح طريقة التعويض ،و ال يمنع
من الحكم بالتعويض العيني على الرغم من تردد الفقه و القضاء في تأييد و أنكار التعويض
52
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
العيني في مجال المسؤولية التقصيرية و كذا الحال في المسؤولية العقدية ففي نص المادة
2212ال تستبعد الحكم بالتعويض العيني في كل مرة يكون فيها هذا الحال التعويض اقرب
1
إلى تحقيق العدل و التحقيق النقدي
كما تنص المادة 127من نفس القانون على أنه :يجوز للقاضي أن يحل أو يضيف
إلى هذا القانون طريقا آخر عن طريق التعويض'' و يفهم من هذه النصوص جواز الحكم
2
بالتعويض العيني ،على الرغم من عدم وجود نص صريح بذلك
و في هذه الحالة يمكن القول أن إعادة الشيء إلى عهده السابق و هذه الق اررات
تنطوي على إجراء توازن صعب و على القيم االقتصادية و بيئية كذلك و تعرف الفقرة 1
والمادة 1إلى اتفاقية المسؤولية المدنية الناتجة عن المواد الضارة على البيئة و تدابير إعادة
3
األمر لعهده السابق.
سارة سعالي،المسؤولية المدنية المترتبة عن التلوث البيئي ،المرجع السابق،ص 22 3
53
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
سارة سعالي،المسؤولية المدنية المترتبة عن التلوث البيئي،المرجع السابق ،ص 22 1
54
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
طلب التعويض ممن أصابه الضرر سواءا كان شخصا معنويا أم طبيعيا ،في حين
أن التلوث يصيب البيئة نفسها ،في أن المطالبة بالتعويض و تقدير التعويض تتعلق
بالعناصر البيئة نفسها ،أو عدم القدرة على تحديد قيمتها.
و كما يعرف التعويض النقدي انه مبلغ من النقود يحكم به للمضرور بوصفه مقابل
لكن أصابه من ضرر عوضا عن الضرر العيني ،ذلك على كون النقود وسيلة للتبادل فهي
وسيلة للتقويم و يصلح التعويض النقدي لتعويض المضرور على ما أصابه من ضرر بيئي
مهما كان نوعه جسدي أو مالي أو معنوي يقدر بالنقود.
يعد تقدير الضرر البيئي من األمور الدقيقة للغاية التي يتوقف عليها فشل أو نجاح
الدعوى المسؤولية و التي تتأثر بهذا التعويض ،فلكي يكون التعويض عن الضرر البيئي
فيجب تقديره نقدا.
55
التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض الفصل الثاني
تكمن طريقة التقدير الجزافي للضرر البيئي على أساس إعداد جداول تحدد قيمة
معروفة مسبقا للعنصر البيئي و الطبيعي و يتم حسابه وفقا لمعلومات و معطيات رقمية
موحدة يضعها خبراء ،و مختصون في يميدان البيئة ،و يعتبر هذا النظام نوعا من العقاب
على االنتهاك المسلط على البيئة ،و إحصائيات و دراسات بيئية مسبقة في شكل جداول
نصير صبار لفنة،التعويض العيني في دراسة المقارنة،مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون الخاص،جامعة 1
محددة مثل تقنين العقوبة و هذا من أجل أن يستبدل بها القاضي و التعويض األنسب و
1
نظ ار لحجم الضرر الذي يصيب المضرور.
قامت محكمة فرنسية بتطبيق التعويض الجزافي و حكمت على صاحب مزرعة
خنازير بدفع مبلغ واحد فرنك هذا تعويض جزافي عن المواد الدهنية الملوثة التي يقوم بإلقائها
مخالفة للقانون و فرنك واحد على التلوث البيولوجي و الكيميائي و ذلك ضمن تقدير
2
التعويض النقدي على تلك الملوثات.
في حالة ما التقدير و الجزافي لألضرار البيئية ال يتعلق إال بالعناصر و الثروات التي
تقدر قيمة السلع من أجل إمكانية حساباتها ،و هناك مزايا ال تسمح بترك ضرر بيئي دون
تعويض حتى و لم يأخذ في حساباته القيمة الحقيقية للعناصر التي أصابها التلوث ،فهو
يسمح بكل األحوال بإدانة المتسبب بالتلويث ،و في حالة القانون يجعل األعمال التي
3
أصابت البيئة أعمال مشروعة.
ال شك في أن تطبيق القواعد العامة في التعويض قد تترتب عليها تعويضا غير مؤكد
في مجال التعويض عن البيئة المحصنة فدعى التعويض و ما تتطلبه من شروط قبول و
إجراءات التقاضي يلجأ مسؤول عن التلوث إلى إنهاء االقتصادي إلى عالقات العمل لديه
كوسيلة تهديد مقابل عدم إدانته و عدم الزامه بالتعويضات التي قد تستحق.
-نظام المسؤولية المحدودة:
حيث يكون نتيجة للضرر البيئي المحض في غالب األحيان ال يكون تعويضا كامال
و خصوصية األضرار تكمن في تكاليفها الباهضة ،حيث يوضع حد أقصى للتعويض عند
نصير صبار لفنة ،التعويض العيني للضرر البيئي ،المرجع السابق111 ، 1
اوجيطة فروجي،الضرر البيئي،مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون العام،تخصص قانون البيئة،جامعة مولود 3
حدوث الضرر و يبقى على المضرور أن يتحمل جزءا من األضرار و التي يبقى من دون
1
أضرار الناتجة عن العمل واحد فقط يتمثل في األضرار البيئي
بالنسبة لألضرار البيئية التي ال تخضع للمسؤولية المدنية في هذا المجال مبدا
2
المسؤولية المحدودة التي صدقت على اتفاقية لوجانو
-نظام التعويض التلقائي:
حيث أنه يتم بصفة تلقائية فيه تطبيق لمبدأ الملوث الدافع حيث يتأسس التعويض
على إلزام الملوثين في الحوادث الضخمة بتعويض المضرورين تلقائيا بغرض تجنب
اإلجراءات التي تدين أعمالهم و أنشطتهم ،و تهدف إلى تسهيل تعويض المضرور و
الضحايا و ضمان فاعليته من خالل تبني نظام التامين خاصة المسؤولية البيئة.
محمد صبري السعدي ،النظرية العامة لاللتزامات،دار الكتاب ،ص 12 1
مساعد عبد العاطي شتيوي ،الضوابط القانونية الحاكمة النشاء المشروعاتالمالية على االنهار الدولية،دراسة تطبيقية 2
دكتورة في القانون الدولي للمياه على حوض النيل ،جامعة القاهرة ص .17
58
خاتمة
خاتمة
خاتمة:
يعتبر موضوع التعويض عن الضرر البيئي في القانون الدولي البيئي جديدا على
المحاكم ،بحيث ظهرت عدة وجهات نظر لبحوث قيمة و تقدير التعويض عن الضرر
البيئي،كما يتبين لنا مما تقدم اان هناك صعوبة تقدير التعويض البيئي ،تكمن انه في انه
ضرر ال يمكن بعض عناصره النقود،لذلك وضع الفقه المعيارين االساسيين لتقديره و هما :
التقدير الموحد و التقدير الجزافي للضرر البيئي ،و كذلك نستخلص ان تجسيد المفهوم
القانوني للضرر البيئب االخذ بعين االعتبار خصوصية و اغلب القضايا التي طرحت على
القضاءترتكز على االضرار التي تصيب االشخاص و لكنها ال تولي اهتماما للضرر البيئي
مما ينعكس على مصالحها الخاصة
/2دعم المجتمع الدولي لكل االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة و فرض رقابة دولية للتاكد من
مدى التزام كل شخص في المجتمع الدولي الحكام االتفاقيات.
60
خاتمة
/2وضع اجراءات و آليات لتقييم الضرر البيئي و مراقبة جميع االنشطة التي تضر بالبيئة.
/2الزام الدول بعدم التصريح او الترخيص باي نشاط بيئية ذات آثار ضارة بالبيئة
/ 4انشاء محاكم دولية للبيئة تختص بالنظر في المنازعات البيئية وفقا لالجراءات الحديثة و
المالئمة المنازعات
/ 2تجسيد فكرة التعاون الدولي للقضاء علىى االضرار البيئية و تببادل اللخبرات و ااتاحة
الوسائل التقنية و الكفاءات المحلية و انساء اجهزة دولية الن المشاكل البيئية هي مشاكل
عالمية و ال تخص دولة منفردة.
61
قائمة المراجع
قائمة المراجع
قائمة المراجع
-6القوانين:
.2قانون 71.211
ثانيا :المؤلفات
-6الكتب:
.1ابراهيم دسوقي ابو الليل ،المسؤولية المدنية ،دار النهضة العربية ،القاهرة 2711
63
قائمة المراجع
.2ابراهيم علي 2779الحقوق و الواجبات الدولية في العالم المتغير القاهرة دار النهضة
العربية
.4احمد عبد الرواق سنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،نظرية التزام
.2احمد محمد حشيش ،مفهوم القانوني للبيئة في ضوء مبدا سلمية القانون العام ،ط .
االولى ،شركة الحالل للطباعة مصر1112 ،
.9باربوا ''،التقرير الول حول المسؤولية الدولية عن المنتج الضار عن االفعال التي ال
يحظرها القانون الدولي حولية لجنة القانون الدولي الدورة 2714/29المجلد الثاني جزء 2
.7حميدة جميلة ،استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ،1دور القاضيفي منازعات
التعويض البيئية،مجلة البحوث و الدراسات السياسية ،العددالثاني عشر
رائد كاظم محمد الحداد التعويض في المسؤولية التقصيرية مجلة الكوفة العدد .21
1العراق
سوزان معوض غنيم،النظم القانونية الدوليةلضمان استخدام الطاقة النووية في .21
االغراض السلمية،دار الجامعة الجديدة،االسكندرية1122 ،
سيد قنديل ،اليات التعويض عن الضرر البيئي ،دراسة االنظمة البيئية و .22
االتفاقيات الدولية ،دار الجامعة االسكندرية1112 ،
64
قائمة المراجع
عبد الرزاق السنهوري،الوسيط في شرح القانون المدني ،الجديد ،نظرية االلتزام، .22
دار النشر للجامعات المصرية
عبد العزيز العسشاوي.محاضرات في المسؤولية الدولية ،دار هومة ،ط 1 .24
،الجزائر 1117
االردني مصادر عدنان السرحان ،و نوري خاطر ،شرح القانون المدني .22
الحقوقالشخصية ،دار النشر
عدنان السرحان ،و نوري خاطر ،شرح القانون المدني االردني ،مصادر .29
الحقوق الشخصية (االلتزام)
العوضي بدرية ( )1112القانون الدولي العام الكويت مؤسسة دار الكتب .21
محمد المجدوب،القانون الدولي العام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،سنة .27
1111
محمد المجدوب،القانون الدولي العام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،سنة .11
1111
محمد عادل عسكر ،القانون الدولي البيئي ،دار الجامعة الجديدة .12
االسكندرية1122
نبيل بشر ،المسؤولية في عالم متغير،دكتو ار في القانون الدولي ،بدون ذكر .14
دار لنشر 2772
65
قائمة المراجع
نبيل بشر ،المسؤولية في عالم متغير،دكتو ار في القانون الدولي ،بدون ذكر .12
دار لنشر 2772
.2رحماني خلف اهلل ،المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي ،مذكرة نيل شهادة الماستر
تخصص القانون الدولي ،و عالقات دولية جامعة ،الدكتور طاهر موالي سعيدة 1122
.1زرقان وليد مذكرة دكتورا، ،نظرية المخاطر اساس المسؤولية الدولية عن االنشطة
الدولية،بين النظرية و الممارسة الدولية ،جوان 1122
.2سامي جاد عبد الرحمان واصل،ارهاب الدولة في اطار القانون الدولي العام،دكتو ار
في القانون الدولي،منشاة المعارف،االسكندرية،القاهرة ،سنة 1112
.2عبد الغاني حسونة ،الحماية القانوني للبيئة في ايطار التنمية المستدامة ،اطروحة
دكتو ار في الحقوق تخصص قانون اعمال ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة محمد
خضير بسكرة
.9مساعد عبد العاطي شتيوي ،الضوابط القانونية الحاكمة النشاء المشروعاتالمالية على
االنهار الدولية،دراسة تطبيقية دكتورة في القانون الدولي للمياه على حوض النيل ،جامعة
القاهرة
66
قائمة المراجع
معلم يوسف،المسؤولية الدولية بدون ضرر ،اطروحة مقدمة لنيل شهادة .21
الدكتو ار في القانون العام فرع القانون الدولي ،كلية الحقوق و العلوم السياسية قسنطينة
اليات القانونية لحماية بيئة الجزائر .رسالة الدكتو ار في القانون العام جامعة .22
تلمسان 1112
يوسف نور الدين جبر ،التلوث البيئي اطروحة الدكتو ار اللقانون الخاص، .21
جامعة محمد خيضر ،بسكلرة 1121
.2رحماني خلف ،مذكرة نيل الماجستير ،تخصص قانون دولي ،جامعة سعيدة كلية
حقوق السنة 1122 1124
67
قائمة المراجع
-3المقاالت العلمية:
68
الفهرس
الفهرس
الفهرس
مقدمة 6 .................................................................................
المطلب الثاني :تعريف الرضرر البيئي في مجتمع القانون الدولي9 ...................... .
الفرع الثاني :الواقعة الدولية المنشأة كشرط من شروط المسؤولية الدولية61............ .
70
الفهرس
المطلب األول :موقف الفقه و القرضاء الدوليين عن الفعل الغير مشروع دوليا63........ .
الفرع الثاني :موقف القرضاء الدولي من من الفعل الغير مشروع دوليا64................ .
المطلب الثاني :موقف لجنة القانون الدولي من الفعل غير مشروع 61....................
الفرع الثاني :إسناد الفعل الدولي الغير المشروع إلى المنظمة الدولية 65.................
المبحث الثاني :الفعل الذي ال يحظره القانون كأساس للمسؤولية الدولية (نظرية المخاطر)
21......................................................................................
المطلب الثاني :رأي لجنة القانون الدولي و القرضاء الدولي حول نظرية المخاطر 22......
71
الفهرس
خاتمة 11................................................................................
الفهرس 91............................................................................
72