You are on page 1of 77

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة الجزائر‪ -1-‬بن يوسف بن خدة‬


‫كلية الحقوق‬

‫العنوان‬
‫مذكرة تخرج تندرج ضمن متطلبات نيل شهادة املاستر في‬
‫تخصص‪:‬‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬


‫‪-‬‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫د‪ ............................................................................................ /‬رئيسا‬ ‫‪‬‬
‫د‪........................................................................................... /‬مشرفا ومقررا‬ ‫‪‬‬
‫د‪............................................................................................ /‬عضوا‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪0202/ 0202 :‬‬


‫اإلهداء‬
‫اإلهداء‬
‫شكر وتقدير‬

‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر البيئة كل ما يحيط من حيوان و نبات‪ ،‬و الن القانون هو ظاهرة اجتماعية‬
‫وليدة الواقع االجتماعي فيتأثر با لضرورة بالبيئة التي ينشأ من خاللها و يتعامل معها‪ ،‬و يقوم‬
‫بتنظيم أنشطة األفراد سواء كانت إيجابية و هذا فيما يتعلق باالستفادة من البيئة و ما تقدمه‬
‫من موارد طبيعية و إمكانيات اقتصادية‪ ،‬أو أنشطة سلبية متعلقة بالعدوان على البيئة و‬
‫تدمير مواردها و إخالل أنظمتها اإليكولوجية و التوازن الطبيعي بين عناصرها الحيوية‪.‬‬

‫حيث أن التطور الحضاري لإلنسان متعلق بمستوى استغالله للموارد البيئية‪ ،‬و كان تأثيره‬
‫على البيئة محدودا ال يكاد يذكر في العصور األولى منذ وجوده على األرض‪ ،‬إذ كانت‬
‫البيئة قادرة على امتصاص الملوثات في إطار التوازن الطبيعي‪ ،‬و هذا الوضع تغير مع‬
‫تطور المجتمعات البشرية و ظهور الثورة الصناعية و دخول اإلنسان عصر التطور و‬
‫التكنولوجيا في مختلف المجاالت‪ ،‬حيث أصبحت ظاهرة التلوث التي تصيب كل و مختلف‬
‫العناصر البيئية من هواء و تربة و تنوع بيولوجي‪ 1،‬و اعتبر التدهور البيئي اثر حتمي للتقدم‬
‫الصناعي و التكنولوجي‪ ،‬و أنه نوع من الثمن الذي يجب دفعه مقابل ما تحقق من تطور و‬
‫تقدم‪ ،‬إذ أ نه لم تتفطن البشرية لآلثار السلبية للتدهور البيئي إال في النصف الثاني من القرن‬
‫العشرين على اثر مجموعة من الكوارث البيئية التي هزت العالم‪ ،‬و هو األمر الذي أدى إلى‬
‫زيادة االهتمام بالقضايا البيئية على مختلف األصعدة‪ ،‬حيث أنه بدأ االهتمام بالبيئة على‬
‫المستوى العالمي و بشكل واضح في مؤتمر األمم المتحدة للبيئة اإلنسانية المنعقدة‬
‫بستوكهولم بالسويد عام ‪ ،2791‬و ذلك لمناقشة مشاكل البيئة التي أصبحت الدول غير قادرة‬
‫على مواجهتها بصورة منفردة‪ ،‬و قد صدر هذا المؤتمر كأول وثيقة دولية هي (إعالن‬
‫ستوكهولم) المتضمن لمبادئ العالقات بين الدول و التوصيات التي تدعو كافة الحكومات و‬
‫المنظمات الدولية و الحكومية التخاذ التدابير الالزمة لحماية البيئة‪ ،‬و هذه المبادئ و‬
‫التوصيات كانت ال ترقى إلى درجة االلتزام القانوني الكامل‪ ،‬ولكنها كانت حجر أساس‬

‫رحماني خلف اهلل‪ ،‬المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي‪ ،‬مذكرة نيل شهادة الماستر تخصص القانون الدولي‪ ،‬و عالقات‬ ‫‪1‬‬

‫دولية جامعة‪ ،‬الدكتور طاهر موالي سعيدة ‪ 1122‬ص ‪.11‬‬


‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫للقانون الدولي للبيئة‪ ،‬الذي نشأ كفرع مستقل في ظل الحاجة الملحة لتطوير قواعد القانون‬
‫الدولي المتعلقة بحماية البيئة‪1،‬حيث أن موضوع التعويض عن الضرر البيئي أصبح من‬
‫موضوعات المهمة و يعد حات لمشاكل تتعب العالم خاصة في ظل ما تعانيه الكرة األرضية‬
‫من ظاهرة التلوث البيئي و األضرار التي تصيب البيئة‪.‬‬

‫حيث يعتبر سبب اختياري موضوع التعويض عن الضرر البيئي في ضوء القانون‬
‫الدولي في كون أن موضوع البيئة و التعويض عن األضرار التي تصيبها تعد من بين‬
‫االهتمامات الدولية الحالية‪ ،‬الن المشكلة متعلقة بالكرة األرضية و حماية البيئة‪ ،‬و في‬
‫دراستي لموضوع التعويض عن الضرر البيئي ذات أهمية كبيرة في عصرنا الحالي الن‬
‫موضوع التعويض عن الضرر البيئي من الموضوعات التي تحتاج دراسة معمقة نظ ار‬
‫لالعتداءات المتكررة على البيئة و انعكاساتها الخطيرة على المحيط البيئي بصفة عامة و‬
‫على صحة و حياة اإلنسان بصفة خاصة‪ ،‬و تعتبر دراسة موضوع التعويض عن الضرر‬
‫البيئي التي تحتاج التحليل الدقيق و المعالجة‪ ،‬و هذا نظ ار لحداثة الموضوع بحيث يظهر في‬
‫ساحة الفكر القانوني بسبب السلوكيات و االعتداءات التي تصيب البيئة‪ ،‬فينجم عنها أضرار‬
‫يصعب تداركها و عليه فإن الولوج و البحث في مسألة النظام القانوني للضرر البيئي‬
‫يقتضي التعرف على الطبيعة الخاصة للتعويض عن الضرر البيئي الذي تجعله محل‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫حاولت في هذه الدراسة توضيح أهداف التي من خاللها تناولت موضوع البحث و‬
‫التي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬توضيح مفهوم الضرر البيئي و التطرق إلى شروط تحققه‬


‫‪ -‬معرفة أسس المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي‬
‫‪ -‬معرفة ما هو دور االتفاقيات الدولية في التعويض عن الضرر البيئي‬

‫عبد الغاني حسونة‪ ،‬الحماية القانوني للبيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتو ار في الحقوق تخصص قانون‬ ‫‪1‬‬

‫أعمال‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خضير بسكرة ‪ 1122‬ص ‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬و ما هو دور القضاء الدولي في التعويض عن الضرر البيئي‬


‫‪ -‬و كذلك التطرق إلى صور التعويض عن الضرر البيئي‬
‫كما يهدف الموضوع لبيان آليات التعويض في الطابع التحليلي الوصفي التي تظهر‬
‫من خالله الجهود المبذولة من طرف الدولة‪.‬‬
‫و يهدف كذلك إليجاد حلول لمسألة التعويض عن الضرر البيئي بموجب أعمال و‬
‫مساهمة الجمعيات و اإلعالم البيئي في حماية البيئة‬
‫و حتى تتم معالجتي لهذا الموضوع انتهجت المنهج الوصفي التحليلي في التطرق إلى‬
‫أهم المفاهيم و األسس المتلقة بالتعويض عن الضرر البيئي‬
‫حيث أن دراسة التعويض عن الضرر البيئي تثير العديد من األسئلة الشاكة مما‬
‫تفرض علينا البحث و التنقيب عن األجوبة الشافية لها‪.‬‬
‫و السؤال الجوهري هو‪ :‬هل تترتب المسؤولية الدولية عن الفعل غير المشروع أو‬
‫االمتناع عنه‪ ،‬و هل ذلك يستلزم تعويض الدول عن األرضرار البيئية؟‬
‫و من هذه اإلشكالية نتطرق إلى‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم الضرر البيئي و المسؤولية الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬األسس المسؤولية الدولية للتعويض عن الضرر البيئي‬
‫‪ -‬التعويض عن الضرر البيئي من خالل االتفاقيات‬
‫‪ -‬تسوية منازعات التعويض‬

‫‪ -‬أشكال التعويض عيني و نقدي‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة‪ ،‬ارتأينا تقسيم بحثنا إلى ثالث فصول فصل‬
‫تمهيدي متمثل في دراسة التعويض عن الضرر البيئي بمفهومه‪ ،‬و الفصل األول تناولنا‬
‫أساس المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي‪ ،‬و الفصل الثاني التعويض من خالل االتفاقيات‬
‫و القضاء الدولي‪ ،‬و طرق التعويض العينية و النقدية‪.‬‬

‫لنختم هذا الموضوع بخاتمة تلخص أهم النتائج و التوصيات المتوصل إليها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل التمهيدي‪:‬‬
‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬
‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الفصل التمهيدي‬

‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬

‫ال يختلف الضرر الذي يصيب اإلنسان في ماله و جسمه أو نفسه عن الضرر الذي‬
‫ينتج عن التلوث الذي يصيب العناصر البيئية نفسها لكن الضرر الذي يختلف مفهومه هو‬
‫الضرر البيئي من حيث التعريف من حيث الشروط قيامه كعنصر من عناصر المسؤولية‬
‫المدنية‬

‫و سنتطرق في المبحث األول إلى مفهوم الضرر البيئي و المبحث الثاني مفهوم‬
‫المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الرضرر البيئي‪.‬‬

‫حيث أنه اجتهد العديد من الفقهاء في إعطاء عدة تعاريف للضرر البيئي و حددوا‬
‫المصطلحين و هما الضرر و البيئة‪ ،‬و هو الضرر الذي يصيب البيئة في احد عناصرها‬
‫الحيوية‪ ،‬و بالمقابل يخلق الضرر البيئي باألشخاص من خالل المساس بالبيئة فيصيبهم في‬
‫أجسامهم و أموالهم و صحتهم عن طريق المحيط المصاب بالضرر حيث بات مستق ار و تم‬
‫‪1‬‬
‫إق ارره في العديد من اإلعالنات و المواثيق و االتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرضرر البيئي‬

‫للتعريف الضرر البيئي عدة تعاريف منها فقهية و قانونية تطرق لها العديد من‬
‫الفقهاء‪.‬‬

‫بلحاج وفاء‪ ،‬التعويض عن الضرر البيئي في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫محمد خيضر بسكرة‪ 1122 ،‬ص ‪12‬‬


‫‪5‬‬
‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي للرضرر البيئي‬

‫لقد تم التطرق إلى تعريف الضرر البيئي من قبل مجموعة من الفقهاء حيث يرى‬
‫البروفيسور ‪ M.DRAGO‬أن الضرر البيئي هو الضرر الذي يصيب األشخاص أو األشياء‬
‫عن طريق المحيط‪ ،‬الذي يعيش فيه األفراد في حين يعتبر البروفيسور ‪ P.GIROD‬إن‬
‫الضرر البيئي هو التلوث في حد تعبيره انه العمل الضار الناجم عن التلوث و الذي يتسبب‬
‫فيه اإلنسان للبيئة و يصيب مختلف مجاالتها كالماء‪ ،‬الهواء و الطبيعة‪ ،‬ما دامت هذه‬
‫العناصر مستعملة من طرف اإلنسان‪ 1‬و المالحظ من حيث هذه التعاريف انه عكس‬
‫التعريف السابق بحيث يجعل من البيئة ضحية للفعل الضار‪ ،‬الذي يسببه اإلنسان‪ ،‬فهو‬
‫ضرر عيني ألنه يتسبب فيه اإلنسان‪ ،‬و يأخذ بعين االعتبار األضرار التي تصيب البيئة من‬
‫حيث الكوارث الطبيعية‪ ،‬و مع ذلك تعد بمثابة أضرار بيئية تمس مختلف مجاالتها رغم عدم‬
‫تسبب اإلنسان في هذا الضرر‪ 2،‬و قد عرف الدكتور محمد صبري بمعناه العام بأنه األذى‬
‫الذي يصيب الشخص نتيجة المساس بمصلحة مشروعة أو بحق من حقوقه‪ 3،‬أما الدكتور‬
‫احمد حشيش تبى نفسه هذا االتجاه و فسره اكثر وضوحا‪ :‬حيث أن الضرر البيئي بمفهومه‬
‫الفني أضرار بعناصر البيئة‪ ،‬و ليس ضر ار لشخصيا حيث أن الحق في التعوي عن الضرر‬
‫البيئي يؤول في نهاية األمر إلى البيئة و البيئة ليست شخصا قانونيا بالمعنى الفني‪ ،‬و‬
‫‪4‬‬
‫الضرر الذي يسمى هما هو تعويض عن الضرر الشخصي يؤول إلى تعويض األشخاص‪.‬‬

‫رحموني محمد‪ ،‬اليات التعويض عن الضرر البيئي في التشريع االجزائري ‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في‬ ‫‪1‬‬

‫القانون الدولي‪،‬جامعة محمد امين دباغين‪ 1122 ،‬ص ‪21.22‬‬


‫المرجع نفسه ص ‪21.22‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد صبري السعدي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬دار الكتاب ‪ 1112‬ص ‪.12‬‬ ‫‪3‬‬

‫احمد محمد حشيش‪ ،‬مفهوم القانوني للبيئة في ضوء مبدا سلمية القانون العام‪ ،‬ط ‪ .‬االولى ‪،‬شركة الحالل للطباعة‬ ‫‪4‬‬

‫مصر‪ 1112 ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪6‬‬
‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف التشريعي للرضرر البيئي‬

‫هذه الصعوبة في التعريف انعكست كذلك‪ ،‬و اعتبره المشرع انه ضرر إيكولوجي عندما‬
‫تكلم عن األضرار البيئية حسب قانون ‪ 21/12‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة و كل ما يحدث هو مضرة للصحة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الرضرر البيئي في مجتمع القانون الدولي‪.‬‬

‫في المادة األولى من قواعد سالزببورغ سنة ‪ 2722‬استخدمته للتعبير عن الضرر‬


‫‪1‬‬
‫البيئي و تأثيره بصورة خطيرة و إحداث الضرر‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرضرر في أعمال رابطة القانون‬

‫نذكر عدة تعريفات قانونية تمثلت في‪:‬‬

‫مفهوم الرضرر في مؤتمر دوبر فينيك ‪ 6591‬انتهجت هذه المرحلة من خالل الموازنة بين‬
‫المنافع و األضرار‪ ،‬و كذلك في قواعد ‪ ،6511‬نصت المادة الخامسة منه في إشباع‬
‫حاجيات الدولة و ضرورة االلتزام على منع أي إشكال التلوث المضرة باألراضي دولة أخرى‬
‫مشتركة و في قواعد برلين‪ ،‬يأتي نتيجة قرار لجنة القانون الدولي التي وضعت ميودة‬
‫االتفاقية اإلطارية لألمم المتحدة بشان االستخدامات غير المالحية لألنهار الدولية لعام‬
‫‪2‬‬
‫‪.2771‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الرضرر المستحق التعويض‪.‬‬

‫حيث أن الضرر البيئي متمتع بخصوصية معينة و مرتبط مع أركان المسؤولية‬


‫الدولية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 211‬من القانون المدني‪.‬‬

‫مساعد عبد العاطي شتيوي‪ ،‬الضوابط القانونية الحاكمة النشاء المشروعات المالية على االنهار الدولية‪ ،‬دراسة تطبيقية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دكتو ار في القانون الدولي للمياه على حوض النيل‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص ‪11.12‬‬
‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫أوال‪ :‬أن يكون الرضرر البيئي مباش ار‬

‫حيث أن الضرر المباشر هو نتيجة الفعل الضار‪ 1‬و الحقيقة أن لكل فعل ضار عدة‬
‫نتائج و النتيجة المباشرة هي نتيجة طبيعية للعمل الضار إذ لم يتمكن المضرور من تفاديه‬
‫للضرر و هذا هو الشرط المباشر‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون الرضرر محققا و أكيدا‬

‫حيث أنه يشترط أن يكون الضرر البيئي محققا الستجابة التعويض و التأكيد أن‬
‫يمس مصالح األفراد المحمية قانونا‪ ،‬و أن يمس عناصر البيئة و يكون واقعا فعليا و الحق‬
‫خسارة مادية أو معنوية بالفرد و البيئة‪ ،‬فعند حلول الضرر يلجأ الفرد إلى القضاء للمطالبة‬
‫بالتعويض و الحماية القانونية و يكون الضرر قد مسة مصلحة مشروعة‪ ،‬الن ترتب‬
‫المسؤولية المدنية يفرض مصلحة مشروعة و محمية قانونا‪ ،‬و بالتالي المصلحة القانونية‬
‫تخول للفرد المطالبة بوقف الفعل الضار بيئيا و الحكم بالتعويض هي التي يحكمها القانون‪،‬‬
‫و اذا تعرضت هذه الم صالح المحمية قانونا للضرر من جراء فعل خاطئ اقترفه الغير وجب‬
‫‪2‬‬
‫إزالته بطرق قانونية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون الرضرر شخصي‬

‫أن يكون الشخص الذي أصابه الضرر نفسه له المصلحة في التعويض و يطالب‬
‫‪3‬‬
‫بالتعويض عن الضرر البيئي و المضرور وجد الحق في المطالبة بالتعويض‬

‫محمد رحموني‪ ،‬المرجع السابق ص ‪21‬‬ ‫‪1‬‬

‫عدنان السرحان‪ ،‬و نوري خاطر‪ ،‬شرح القانون المدني االردني مصادر الحقوق الشخصية‪ ،‬دار النشر ص ‪224‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابتهال زيد علي‪ ،‬التعويض عن الضرر البيئي‪ ،‬كلية العلوم السياسية جامعة بغداد ص ‪21‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪8‬‬
‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المسؤولية الدولية و أركانها‪.‬‬

‫تترتب المسؤولية الدولية على مخالفة االلتزامات الدولية أيا كان مصدرها كانت اتفاقية‬
‫أم عرفية‪ ،‬و يقع على عاتق الدول التزام أساسي و هو وجوب التخلص من النفايات النوية و‬
‫‪1‬‬
‫البحرية بصورة آمنة باعتبارها مواد شديدة الخطورة في حد ذاتها‪.‬‬

‫بحيث نستهل هذه الدراسة بتعريف المسؤولية الدولية بشكل عام حتى يمكن التوصل‬
‫إلى بيان ماهية المسؤولية الدولية و طبيعتها القانونية‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية المسؤولية الدولية و أركانها‪.‬‬

‫تترتب المسؤولية الدولية على مخالفة االلتزامات الدولية أيا كان مصدرها كانت اتفاقية‬
‫أم عرفية‪ ،‬بحيث يقع على عاتق الدول التزام أساسي و هو وجوب التخلص من النفايات‬
‫النوية و البحرية بصورة آمنة باعتبارها مواد شديدة الخطورة في حد ذاتها‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف المسؤولية الدولية و طبيعتها القانونية‪.‬‬

‫بحيث نستهل هذه الدراسة بتعريف المسؤولية الدولية بشكل عام حتى يمكن التوصل‬
‫إلى بيان ماهية المسؤولية الدولية و طبيعتها القانونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المسؤولية الدولية‬

‫بحيث أنها هي الجزء الذي يرتبه القانون الدولي على مخالفة أحكامه و التزاماته‬
‫بواسطة أحد أشخاص القانون الدولي إلصالح ما ترتب عليها من أضرار‪ 2،‬و تعرف أيضا‬
‫بأنها الجزاء القانوني الذي يرتبه القانون الدولي على عدم احترام أحد أشخاص القانون الدولي‬
‫‪3‬‬
‫اللتزاماته القانونية‪.‬‬

‫العوضي بدرية (‪ )1112‬القانون الدولي العام الكويت مؤسسة دار الكتب ص ‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابراهيم علي ‪ 2779‬الحقوق و الواجبات الدولية في العالم المتغير القاهرة دار النهضة العربية ص ‪279‬‬ ‫‪2‬‬

‫سرحان عبد العزيز محمد ‪2711‬القانون الدولي العام القاهرة دار النهضة العربية ص ‪279‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الواقعة الدولية المنشأة كشرط من شروط المسؤولية الدولية‪.‬‬

‫حيث أنه كان الفعل مشروعا دوليا أو غير مشروع الحق ضر ار ألي شخص أو عدة‬
‫أشخاص القانون الدولي‪ ،‬و يعد الفعل الغير مشروع مخالفا للقانون و غير متفق عليه في‬
‫‪1‬‬
‫القانون الدولي سواء تصرفات إيجابية أو امتناع عن التزام دولي‬

‫الضرر و هو المساس بحق مشروع ألحد أشخاص القانون الدولي‪ ،‬سواء كان ماديا‬
‫أو معنويا‪ ،‬و هو النتيجة الحتمية للفعل الغير مشروع دوليا و هو حكم بمجدر مخالفة االلتزام‬
‫‪2‬‬
‫الدولي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المسؤولية الدولية عن المساس بالبيئة‪.‬‬

‫تنقسم المسؤولية الدولية إلى قسمين مسؤولية مدنية و مسؤولية جزائية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية المدنية الدولية‪.‬‬

‫المسؤولية الدولية نظام قانوني يسعى إلى تعويض شخص القانون الدولي عن ضرر‬
‫لحق به نتيجة نشاط آخر‪ ،‬أو أكثر من أشخاص القانون الدولي‪ 3،‬فنجد أن تطور المسؤولية‬
‫الدولية على امتداد أنشطة الدول تصيب دوال أخرى‪ ،‬فالمسؤولية الدولية هي الجزاء القانوني‬
‫الذي يرتبه القانون الدولي جراء اإلخالل بالتزام دولي و عدم احترام التزامات دولية يستلزم‬
‫التعويض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية الجنائية الدولية عن المساس بالبيئة‬
‫تقوم المسؤولية الجنائية الدولية على وجود ضرر أصاب المجتمع الدولي يستوجب‬
‫عقوبة تطالب بها النيابة العامة ألنها تمثل المجتمع و ال تقبل المسؤولية النائبة ال الصلح و‬
‫‪4‬‬
‫ال التنازل ألنها حق المجتمع‬

‫السيد ابو عطية‪ ،‬المرجع السابق ص‪14‬‬ ‫‪1‬‬

‫رحماني خلف‪ ،‬مذكرة نيل الماجستير‪ ،‬تخصص قانون دولي‪ ،‬جامعة سعيدة كلية حقوق السنة ‪ 1122 1124‬ص‪29‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد سعيد دقاق‪ ،‬شروط المصلحة في دعوى مسؤولية‪ ،‬ص ‪22‬‬ ‫‪3‬‬

‫احمد عبد الرواق سنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬نظرية التزام‪ ،‬ص ‪121‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن‬
‫الرضرر البيئي‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬
‫يبرز موضوع المسؤولية الدولية عن األضرار التي تمس البيئة في ضوء أحكام‬
‫القانون الدولي‪ ،‬و محاولة توضيح أساس المسؤولية الدولية‪ ،‬و أضحى موضوع حماية البيئة‬
‫اكثر اهتماما في التشريعات العالمية أو الوطنية ألنه للمحافظة على البيئة قيمة وطنية و‬
‫دولية و إنسانية على الجميع االلتزام بها اتجاه األجيال القادمة‪ ،‬مادام اإلنسان يعتمد على‬
‫الموارد و المصادر ال متاحة في البيئة إلشباع حاجاته في الحياة‪ ،‬بحيث استخدم تقنيات‬
‫وتكنولوجيات أدت إلى التلوث‪ ،‬و أبرز مشكالت و معضالت البيئة مما أثر عليها عبر‬
‫السنوات و أصبح يشكل خط ار أكيدا على الحياة و التصدي لهذه األضرار واجب لحماية‬
‫البيئة‪ ،‬فهل يعتبر أعمال مبدأ المسؤولية الدولية في المجال البيئي كاف إلصالح الضرر‬
‫البيئي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬العمل غير المشروع دوليا‪.‬‬

‫بدأت نظرية الخطأ باالنحصار دوليا مع بداية القرن العشرين مما أدى للفقه القانون‬
‫الدولي تعديل أساس المسؤولية الدولية لمواكبة التطور الجديد‪ ،‬فهنا المسؤولية قائمة على‬
‫وجود عالقة السببية بين نشاط الدولة و العمل المحظور دوليا‪ ،‬و سميت بنظرية العمل الغير‬
‫مشروع دوليا و نستعرض مفهوم النظرية تم موقف الفقه الدولي و أحكام القضاء الدولي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فتقوم المسؤولية الدولية بمجرد انتهاك أحكام القانون الدولي‪.‬‬

‫دون تطلب الخطأ‪ ،‬حيث انه جعل الخطأ عنص ار ماديا فقط‪ ،‬في المسؤولية الدولية‬
‫فالفعل الغير المشروع دوليا‪ :‬هو ذلك السلوك المنسوب للدولة و هذا وفقا لقواعد القانون‬
‫الدولي و يتمثل في فعل أو امتناع المشكل لمخالفة احد االلتزامات سواء كانت قواعد‬
‫اتفاقيات أو مبادئ عامة للقانون‪ ،‬و يشترط لقيام المسؤولية الدولية على أساس الفعل الغير‬
‫المشروع توفر عنصرين‪:‬‬

‫فتيحة باية‪ ،‬محاضرة عن الفعل غير المشروع في القانون الدولي العام‪،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة ادرار‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫و يشترط لقيام المسؤولية الدولية على أساس الفعل الغير المشروع توفر عنصرين‪:‬‬

‫أ‪ /‬عنصر شخصي‪ :‬و هو إسناد الفعل للمرتكب سواء كان فعل أو امتناع عن فعل إلى احد‬
‫األشخاص القانون الدولي‬

‫ب‪ /‬عنصر مورضوعي‪ :‬و هو عدم مشروعي الفعل المسند إلى الدولة طبقا ألحكام القانون‬
‫الدولي‬

‫أما بخصوص الضرر و مدى اعتباره من عناصر قيام المسؤولية الدولية فغالبية‬
‫الفقهاء اعتبره شرطا من شروط المسؤولية الدولية‪ ،‬و من بينهم الفقيه "جويفران" حيث يرى‬
‫أن الضرر هو نتيجة للفعل الغير المشروع دوليا‪ ،‬و كذلك الفقيه "اجو" المقرر األسبق‬
‫الخاص للجنة القانون الدولي "من غير المالئم أن يوضع عنصر الضرر في االعتبار عند‬
‫تحديد شروط وجود الفعل الغير المشروع دوليا و هذا ما اجمع عليه أعضاء لجنة القانون‬
‫الدولي أثناء مناقشتهم لمشروع المادة ‪ 2‬من مواد القانون‪ ،‬و بالرغم من ذلك ال يمكن إهمال‬
‫هذا العنصر عند قيام المسؤولية الدولية و يلعب دو ار هاما في تقدير التعويض ة و اتخاذ‬
‫الدولة التدابير المضادة للدول المضرورة للرد على الفعل الغير مشروع دوليا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬موقف الفقه و القرضاء الدوليين عن الفعل الغير مشروع دوليا‪.‬‬

‫فرع األول‪ :‬موقف الفقه الدولي عن الفعل الغير مشروع‪.‬‬

‫رحب الفقه الدولي باسم'' مسؤولية الدول عن أفعال الدولة الغير المشروعة'' بحيث‬
‫نصت المادة ‪ 12‬التي نص عليها مشروع الدول '' كل فعل غير مشروع تقوم به الدول ينتج‬
‫مسؤولية دولية'' و أضافت المادة ‪ 12‬منه‪ '' :‬الفعل الغير المشروع الذي يحكمه القانون‬
‫‪1‬‬
‫الدولي و ال يتأثر هذا الوصف بانه مشروع في إطار القانون الدولي‪.‬‬

‫اززة لخضر‪ ،‬احكام المسؤولية الدولية في ضوء قواعد القانون الدولي‪ ،‬دار الهدى الجزائر سنة ‪ ،1122‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫يرى الفقيه ''روسو'' أن أصل المسؤولية الدولية هو انتهاك و خرق للقواعد القانون‬
‫الدولي و االلتزام الدولي الذي هو أساس إلقامة مسؤولية دولية و هو اعتداء على قاعدة‬
‫قانونية من قواعد القانون الدولي سواء اتفاقية أو عرفية‪ ،‬كما يرى الفقه أن عدم الشرعية‬
‫يتمثل في التناقض الذي يوجد في تصرف الدولة في مجال معين‪ ،‬و التصرف الذي كان‬
‫‪1‬‬
‫يجب اتخاذه بمقتضى القانون الدولي‪.‬‬

‫و هو نفس ما ذهب إليه الفقيه '' بادبفان'' في فرنسا و ''واكلتون'' في الواليات‬


‫المتحدة‪ ،‬و 'كلس '' في النمسا‪ ،‬و الفقيه '' روتر'' الذي عد العمل الدولي الغير المشروع‬
‫أساس للمسؤولية الدولية بل الشرط األهم فيها‪.‬‬

‫و في بيان أهمية و سهولة تطبيق هذه النظرية يرى الفقيه دبوي اغن العمل الغير‬
‫المشروع دوليا هو مجرد إخالل بقواعد القانون الدولي و ال توجد حالة في العوامل و النوايا‬
‫الدولة مما يسهل نامورية المضرور و يخفف من عبئ إقامة الدليل فيكفي إثبات الفارق‬
‫‪2‬‬
‫الموضوعي بين السلوك الحقيقي للدولة و بين مضمون االلتزام القانوني المفروض عليها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف القرضاء الدولي من من الفعل الغير مشروع دوليا‪.‬‬

‫اعتمد القضاء الدولي الفعل غير المشروع دوليا بشكل كبير في العديد من األحكام‬
‫التي صدرت عن المحكمة الدولية الدائمة للعدل الدولي و محكمة العدل الدولية و هيئات‬
‫التحكيم الدولي و من بين هذه األحكام الحكم المتعلق بالنزاع حول مصنع ''شورنو''‪ '' 3‬بين‬
‫بولندا و ألمانيا و التي قضت فيه محكمة العدل الدولية الدائمة للعدل الدولي في ‪ 12‬يوليو‬
‫‪ 2711‬من مبادئ القانون الدولي أن مخالفة القانون الدولي و التزاماته يستتبع بالتعويض‬

‫انظر مشروع لجنة القانون الدولي حول مسؤولية الدول ‪،‬وثيقة ‪A12/ 42/21‬‬ ‫‪1‬‬

‫خالد عكاب‪ ،‬حسن عبد اله مرعي‪ ،‬ص ‪24‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر قضية مضيق كورفو‪:icj.reports 1928anap 47‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1949.p148‬‬
‫‪p03.2791‬‬
‫‪14‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫بنحو كاف‪ ،‬و االلتزام بالتعويض و هو النتيجة الحقيقية ألي إخالل و لم ينص االتفاق عن‬
‫ذلك صراحة‪.‬‬

‫استندت محكمة العدل الدولية إلى نظرية الفعل الغير مشروع دوليا كأساس للمسؤولية‬
‫الدولية في أريها االستشاري الصادر في ‪ 2727‬في ذلك حادث مقتل الكونت ''برنادوت''‬
‫وسيط األمم المتحدة في فلسطين‪ ،‬كما طبقت محكمة العدل الدولية هذه النظرية أيضا في‬
‫قضية ''كورفو'' أي أنها انتهاك التعهد الدولي يترتب مسؤولية بين ألمانيا و بريطانيا و قررت‬
‫في حكم الصادر في ‪ 27‬أفريل و ‪ 24‬ديسمبر ‪ 2727‬إذ أخفقت ألبانيا في الوفاء بااللتزام‬
‫الدولي فكان يفرض عليها أخطار الدول التي تستخدم سفنها بمضيق ''كورفو'' بقيامها بوضع‬
‫الغام بحرية في المضيق و بالتالي فمسؤولية ألبانيا قائمة وفقا لنظرية العمل الغير المشروع‬
‫‪1‬‬
‫دوليا بإهمالها اإلعالم الدول األخرى باألخطار الموجودة في المضيق‪.‬‬

‫و في قضية ‪ barcelonna trationlight and power company limite‬صدر‬


‫قرار عن محكمة العدل الدولية حكمها الخامس في فيفري ‪ 2791‬تضمن الشروط‬
‫الموضوعية لقبولها دعوى الحكومة البلجيكية التي قضت بانه كان '' من حق الحكومة‬
‫البلجيكية أن تتقدم بشكوى لو أنها استطاعت إثبات أن أحد حقوقها منتهك‪ ،‬و أن أفعال‬
‫‪2‬‬
‫موضوع الشكوى قد استتبعت انتهاك التزام دولي ناشئ عن معاهدة أو قاعدة قانونية‪.‬‬

‫من خالل هذه األحكام نجد أن هناك قرار صريح بنظرية الفعل الغير مشروع و بالنسبة‬
‫للتحكيم الدولي حيث اعتمد القرار في الكثير منها على سبيل المثال قضية مطالبة إيطاليا‬
‫بممتلكاتها في المنطقة اإلسبانية من المغرب حيث يقول الحكم ''ماكس هوبر'' أن إحدى‬
‫المبادئ التي تقلل الجدل‪ ،‬أن المسؤولية الدولية هي النتيجة الحتمية للحقوق‪ ،‬ذلك أن الحقوق‬
‫الدولية تستتبع المسؤولية‪ ،‬و قد أدينت السلطات اإلسبانية إلخاللها بإحدى التزاماتها الدولية‬
‫المتجسدة في عدم فعلها أي شيء إلجبار الجناة و معاقبتهم و كذلك قرار التحكيم الذي‬

‫اززة لخضر المرجع نفسه ص ‪911‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد العزيز العسشاوي‪ ،‬محاضرات في المسؤولية الدولية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ط ‪ ،1‬الجزائر‪ ،1117 ،‬ص ‪19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫أصدرته اللجنة المشتركة بين الواليات المتحدة و إيطاليا بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر ‪ 2742‬في قضية‬
‫شركة ‪armistrong kork company‬‬

‫عرفته اللجنة الفعل الغير المشروع على انه تصرف تتصرف به الدولة و يتعارض مع‬
‫‪1‬‬
‫أي قاعدة قانونية من قواعد القانون الدولي و اإلخالل بها يستلزم التعويض و إزالة الضرر‪.‬‬

‫على ما يبدو أن كل من القضاء الدولي و التحكيم الدولي قد طبقا نظرية الفعل الغير‬
‫مشروع دوليا و اعتبرته أساسا للمسؤولية الدولية في الكثير من القضايا المعروضة عليه‬
‫بشرط توافر عناصرها‪.‬‬

‫حيث أنه بعد تأكد الفقه و القضاء الدوليين على ثبوت نظرية الفعل الغير مشروع قبلته‬
‫الدول و اتجهت إلى إبرام عدة اتفاقيات دولية‪ ،‬و حظيت حماية البيئة بعناصرها المختلفة‬
‫بجانب كبير من االتفاقيات خاصة التنظيم و التحكم في حركة النفايات الخطيرة و تخزينها و‬
‫‪2‬‬
‫معالجتها فأصبح أي التزام ينتهك يرتب مسؤولية دولية يحتسب إليها هذا االنتهاك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف لجنة القانون الدولي من الفعل غير مشروع‬

‫يتفق الفقه القانون إلى إسناد الفعل الدولي الغير المشروع إلى الدولة و المنظمات‬
‫الدولية باعتبار الدولة شخص من أشخاص القانون الدولي المتمتعة بالشخصية القانونية‪،‬‬
‫هذا يعطيها كامل األهلية لتحمل كامل نتائج سلوكياتها‪ ،‬الغير مشروعة الصادرة عن أجهزتها‬
‫التنفيذية و يمتد هذا اإلسناد إلى الدول الوصية‪ ،‬و أن االختالف الزال قائما بشأن المنظمات‬
‫والذي يمكن الفرد من شخص دولي إلى‬ ‫الدولية في إسناد الفعل الغير مشروع دوليا للها‬
‫جانب المنظمات الدولية و هنا نبقى مسألة دولية عن الفعل الغير مشروع اتجاه المجتمع‬
‫الدولي و عليه سوف يوضح ضمن نقطتين هما‪:‬‬

‫فتيحة بابة‪ ،‬المحاضرة نفسها‪ ،‬جامعة ادرار‪ ،‬ص ‪171‬‬ ‫‪1‬‬

‫فتيحة باية‪ ،‬نفس الحاضرة‪ ،‬ص ‪171‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬إسناد الفعل الغير مشرع إلى الدولة‪.‬‬

‫يتفق القانون الدولي العام على إسناد الفعل الدولي الغير المشروع دولي إلى الدولة‬
‫الممثلة في مؤسساتها الدستورية و اإلدارية و موظفيها‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 2‬من المشروع‬
‫النهائي للجنة القانون الدولي العام لسنة ‪ 1112‬أنه‪'' :‬يعد تصرف أي جهاز من أجهزة الدولة‬
‫فعال صادرة عن الدولة فعال عن الدولة بمقتضى القانون الدولي‪ ،‬سواء كان جهاز يمارس‬
‫وظائف تشريعية أو تنفيذية أو قضائية أي وظائف أخرى بصفته المركز الذي يشغله في‬
‫تنظيم الدولة سواء أجهزة حكومية أو غير حكومية أو إقليمية أو وحدات الدولة و هذا وفقا‬
‫‪1‬‬
‫للقانون الداخلي‪.‬‬
‫و هما يشير الفقه الدولي إلى أن إصدار اللجنة تشريعات منافية مع معاهدات دولية‬
‫مع دولة أخرى يصدر البرلمان تشريعا يخضع فيه أعضاء السلك الدبلوماسي لضرائب معينة‬
‫هم معفون عنها استنادا لقواعد القانون الدولي و استنادا لرابطة اإلقليم‪ ،‬كما تتحدد مسؤولية‬
‫الدولة عن أعمال سلطتها التشريعية متى امتنعت من إصدار تشريعات‪ ،‬تكفل تنفيذ التزام‬
‫‪2‬‬
‫دولي يقع على عاتق الدولة بموجب معاهدة دولية أو عرف دولي‪.‬‬
‫كما تتحد مسؤولية الدولة عن أعمال السلطة القضائية متى أنكرت هذه األخيرة‬
‫العدالة‪ ،‬كان يحال بين األجنبي و بين االلتجاء إلى القضاء الدولي و تتمتع محاكم الدولة‬
‫في النظر في نزاع تقدم به أحد األجانب أو تتباطأ في الفصل فيه دون مبرر و عندما يكون‬
‫هناك نقص كبير في إجراءات التقاضي أو عندما ال تتوفر ضمانات التقاضي عند األجنبي‬
‫لحسن سير القضية أو عندما يصدر حكما تعسفيا‪ 3،‬و تثار المسؤولية الدولية حتى على‬
‫أفرادها العاديين الذين ال يتمتعون بصفة الموظفين و الحقوا ضرر بالجانب المقيمين في إقليم‬
‫الدولة أو على ممتلكاتهم ‪،‬حيث تسأل الدولة عن التقصير‪ ،‬و تتخذ إجراءات المتابعة ضد‬

‫اززة لخضر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪912‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪149‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد المجدوب‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪ 1111‬ص ‪149‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫هؤالء األفراد المرتكبين للفعل الغير مشروع دوليا‪ 1،‬و كذلك تحدد مسؤولية الدولة دوليا متى‬
‫قصرت في اتخاذ اإلجراءات و التدابير الالزمة للسيطرة على أعمال العنف و الشغب و‬
‫االضطرابات و المظاهرات و لحقت األجانب في ممتلكاتهم‪ 2،‬و الدولة لم تبذل العناية‬
‫الالزمة في فرض النظام العام دون وقوع كوارث‪ ،‬إال اذا ثبتت عنايتها الالزمة فال مسؤولية‬
‫عليها‪ 3،‬و قد نص القانون الدولي على هذا النوع من المسؤولية الدولية إلى الجدول المقصرة‬
‫في خلق النظام العام و نصت عليه المادة ‪ 22‬من مشروع المسؤولية الدولية لعام ‪2722‬‬
‫بأنه ''تسال الدولة عن األضرار التي تصيب األجانب أثناء المظاهرات و أعمال الشغب و‬
‫الثورات و االضطرابات الداخلية‪ ،‬إذ امتنت السلطات امتناعا ظاه ار عن اتخاذ اإلجراءات‬
‫‪4‬‬
‫الالزمة التي تلجأ إليها في هذه الظروف و معاقبة مرتكبيها‪.‬‬
‫كما جسد القانون الدولي هذا النص في العديد من القضايا الدولية من منها القضية‬
‫التي عرضت على محكمة العدل الدولية عام ‪ 2711‬و التي خصت رهائن دبلوماسيين‬
‫األمريكيين في طهران و حكمت في ما يلي‪'' :‬إن ايران مسؤولية دولية االنتهاكات لألعراف‬
‫الدولية إلى حمايات السفارات األجنبية في طهران ألنها كانت تملك الوسائل الالزمة لتنفيذ‬
‫واجباتها و لكنها أهملت بسوء نية تنفيذ الواجبات فشجعت العناصر المتطرفة التي احتجزت‬
‫‪5‬‬
‫الرهائن‪.‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪141‬‬ ‫‪1‬‬

‫سامي جاد عبد الرحمان واصل‪ ،‬ارهاب الدولة في اطار القانون الدولي العام‪ ،‬دكتو ار في القانون الدولي‪ ،‬منشاة‬ ‫‪2‬‬

‫المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،1112‬ص ‪219‬‬


‫نبيل بشر‪ ،‬المسؤولية في عالم متغير‪،‬دكتو ار في القانون الدولي‪ ،‬بدون ذكر دار لنشر ‪ 2772‬ص ‪222‬‬ ‫‪3‬‬

‫سامي جاد عبد الرحمان واصل المرجع السابق ص ‪219‬‬ ‫‪4‬‬

‫غسان الجندي‪ ،‬المسؤولية الدولية‪ ،‬مطبعة التوفيق‪ ،‬االردن ط‪ 2‬سنة‪ 2771‬ص ‪9‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪18‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إسناد الفعل الدولي الغير المشروع إلى المنظمة الدولية‬

‫استبعد الفقه الدولي التقليدي مسؤولية المنظمات الدولية و اعتبرها دائما عالقة دولة‬
‫بدولة أخرى‪ ،‬و جراه القضاء الدولي في ذلك في فترة من الزمن متحججا أن الشخصية‬
‫‪1‬‬
‫الدولية و القانونية للمنظمات الدواية محدودة الوظائف بموجب نظامها األساسي‪.‬‬

‫و بالتالي غير مسؤولة دوليا عن أفعالها الغير المشروعة‪ ،‬و هو ما لجأت إليه‬
‫محكمة العدل الدولية في المادة ‪ 22‬من نظامها األساسي حيث نصت عليه‪ '' :‬للدول وحدها‬
‫‪2‬‬
‫الحق في أن تكون أطرافا في الدعوى التي ترفع أمام المحكمة''‪.‬‬

‫كما قضت في قضية الفوسفات المغرب عام ‪ 2721‬من خالل النص على أنه‪'' :‬إذا‬
‫تعلق األمر بفعل منسوب إلى الدولة و موصوف بانه مخالف لتعهداتها مع دولة أخرى فإن‬
‫المسؤولية الدولية تنشأ مباشرة على مستوى العالقات بين هاته الدول''‪ 3،‬و لكن مع ظهور‬
‫فكرة الشخصية القانونية للمنظمات الدولية عدل جانب الفقه الدولي من الراي التقليدي و‬
‫طرح إمكانية مسائلة المنظمات الدولية عن أفعالها غير المشروعة دوليا‪ ،‬متحججا في ذلك‬
‫الراي االستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام ‪ 2727‬الصادر بشان األمم المتحدة في‬
‫المطالبة بالتعويض عن األضرار الالحقة بالموظفين و الذي جاء فيه رغم أن األمم المتحدة‬
‫ليست دولة أو حكومة فوق الدول‪ ،‬إال أنها شخص دولي و لها بهذا الوصف األهلية الالزمة‬
‫لحفظ حقوقها برفع الدعاوي الدولية على الدول األعضاء و غير األعضاء و ذلك للحصول‬
‫‪4‬‬
‫على التعويض المناسب عن األضرار التي تلحق بموظفيها‪.‬‬

‫و الحقيقة أن وزن المنظمات الدولية في المجتمع الدولي لها اليوم أهمية تدفعنا إلى‬
‫إمكاني إسناد الفعل الغير مشروع لها متى توافرت فيها الشروط و بالتالي قيام المسؤولية في‬
‫حقها شأنها شأن الدول من أجل فرض السيطرة اكثر على النظام العام إلى المجتمع الدولي‪.‬‬

‫از از لخضر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪24‬‬ ‫‪1‬‬

‫از از لخضر‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪22‬‬ ‫‪2‬‬

‫از از لخضر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪29‬‬ ‫‪3‬‬

‫اززة لخضر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪24‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪19‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫و نفس الشيء طرح على مبدأ مسائلة الشخص على المستوى الدولي استقر الفقه و‬
‫القضاء على عدم تحريك المسؤولية الدولية ضد دولة إذا أصيب فرد جراء فعل غير مشروع‬
‫دوليا صادر عنها و أجيز له المطالبة بالتعويض و الحماية الدبلوماسية من دولته التي‬
‫يحمل جنسيتها‪ ،‬و يحرك دعوى المسؤولية الدولية على الدولة الصادر عنها الفعل الدولي‬
‫‪1‬‬
‫الغير المشروع‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفعل الذي ال يحظره القانون كأساس للمسؤولية الدولية (نظرية المخاطر)‬

‫حيث أن التقدم العلمي و ما لحقه من عالقات دولية المتغيرة‪ ،‬ظهرت مخاطر‬


‫استخدام مختلف التقنيات المتقدمة على المستوى العلمي الوطني و الدولي‪ ،‬و أصبحت‬
‫األنشطة المشروعة تحدث أضرار جسيمة الخطورة‪ ،‬بحيث ذهب الفقه للبحث عن أساس‬
‫للمسؤولية الدولية يخرج عن نظريتي الخطأ و الفعل الغير مشروع دوليا‪ ،‬من ثم أصبحت‬
‫المسؤولية تقوم على أساس الخطر و المخاطر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظرية المخاطر‬

‫بعدما خطى اإلنسان إلى عصر الثورة الصناعية‪ ،‬أبدع و اخترع تكنولوجيا لم يكن‬
‫يعرفها‪ ،‬و تعاظمت األنشطة الصناعية‪ ،‬الحديثة‪ ،‬و التي أصبحت تنطوي على الخطأ‪ ،‬و‬
‫تنتج بأضرار جسيمة‪ ،‬و هو ما أدى إلى ظهور نظرية المخاطر و يطلق عليها كذلك‬
‫‪2‬‬
‫المسؤولية دون خطأ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرضمون نظرية المخاطر‬

‫حيث أنها المسؤولية التي تترتب على عاتق الدول‪ ،‬بسبب األضرار الناشئة عن‬
‫األنشطة مشروعة‪ ،‬و لكنها تنطوي على مخاطر كسيمة‪ ،‬و هذا عند وجود تقصير أو إهمال‬

‫زرقان وليد مذكرة دكتورا‪ ،‬نظرية المخاطر أساس المسؤولية الدولية عن األنشطة الدولية‪ ،‬بين النظرية و الممارسة‬ ‫‪1‬‬

‫الدولية‪ ،‬جوان ‪ ،1122‬ص ‪222.222‬‬


‫معمر رتيب عبد الحافظ‪ ،‬المسؤولية الدولية عن نقل النفايات البحرية‪ ،‬مرجع‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر ‪ ،1111‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪241‬‬
‫‪20‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫خطأ‪ ،‬في جانب الدولة‪ ،‬فهي المسؤولية التي يكتفي فيها وجود الضرر الذي يصيب الدولة‬
‫أو أحد رعاياها من ممارسة أنشطة مشروعة‪ ،‬و مثال في مجال الطاقة النووية‪ ،‬و هذا ما‬
‫يرتب مسؤولية متى نجم ضرر فكلال من يستعمل جها از أو آلة خطرة يستفيد منها و تنتج‬
‫حوادث جسيمة و أضرار جراء هذا االستعمال يرتب مسؤولية‪.‬‬

‫حيث أن النشاط بحد ذاته مشروع لكنه يحمل خطورة جسيمة‪ ،‬و سارعت القوانين و‬
‫الغالبية العظمى من التشريعات الوطنية و اتخاذ نظرية المسؤولية المطلقة منها التشريع‬
‫‪1‬‬
‫الفرنسي الصادر في ‪ 2722‬و األمريكي الصادر في ‪.2712‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر المسؤولية على أساس المخاطر‬

‫ال تشترط المسؤولية عن المخاطر توافر عنصر الخطأ في نشاط الشخص القانوني‬
‫الدولي‪ ،‬و ال يشترط أن يكون الضرر نتج عن فعل غير مشروع دوليا‪ ،‬فهي مسؤولية تقع‬
‫على عاتق ثالث عناصر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الرضرر العابر للحدود‬

‫حيث يعتبر الضرر شرطا أساسيا لقيام المسؤولية على أساس المخاطر‪ ،‬فهنا تنشأ‬
‫المسؤولية بمجرد حدوث الفعل المسبب للضرر‪ ،‬فيكون الضرر ملموسا و على قدر من‬
‫األهمية‪ ،‬و يسمل أضرار عل الممتلكات و البيئة و مما ال شك فيه أن النشاطات النووية‬
‫للدول داخل حدود إقليمها ألغراض سلمية هي نشاطات مشروعة دوليا و تتحمل مسؤوليتها‬
‫داخل إقليمها ما لم يكن أسلوبها متعارض مع القانون الدولي‪ ،‬لذا يجب أن يكون الضرر‬
‫عاب ار للحدود أي يصيب إقليم دولة أخرى غير الدولة التي صدر منها النشاط الخطر‪ ،‬و ال‬
‫يمكن في هذه الحالة أعمال القواعد التقليدية التي ترتكز أساسا على الخطأ في الضرر‬

‫إبراهيم السوفي ابو الليل‪ ،‬المسؤولية المدنية بين التقييد و االطالق‪ ،‬مرجع دار النهضة العربية القاهرة‪،2711،‬ص‪21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫النووي خاصة‪ ،‬و أصبح مبدأ منع الضرر العابر للحدود جزء من قواعد القانون الدولي و‬
‫‪1‬‬
‫هذا ما أقره القضاء الدولي و االتفاقيات الدولية و كذا لجنة القانون الدولي‪.‬‬

‫ثانيا الخطر‪:‬‬
‫حيث ال يرجع إلى نظرية المخاطر في مجال األضرار التي تحدثها النشاطات النووية‬
‫مثال إلى أضرار نووية فقط و إنما يرتبط بخطورة الضرر الذي يحدثه النشاط النووي السلمي‬
‫‪2‬‬
‫باحتمال حدوث أضرار فتكون األنشطة خطرة بمجملها‪ ،‬و ليست فعال ضا ار بعينه‪.‬‬
‫اختلف الفقه في تحديد مفهوم الخطر‪ ،‬فالبعض يرى أن الخطر يعني احتمال وقوع‬
‫حادث ضار مؤدي إلى ضرر‪ ،‬في حين يرى اآلخرون أن النشاط الخطر هو من ينبئ‬
‫طبيعته‪ ،‬أو المواد المستخدمة فيه باحتمال حدوث أضرار جسيمة مهما كانت فتستند عليه‬
‫‪3‬‬
‫المسؤولية على أساس المخاطر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إسناد الرضرر إلى الدولة مصدر الفعل الرضار‪.‬‬
‫يعتبر إسناد الضرر لدولة التي ارتكبت النشاط الخطر على إقليمها شرط جوهري‪،‬‬
‫للحصول على التعويض في نظرية المخاطر‪ ،‬و يعتبر هذا اإلسناد إلى المعيار اإلقليمي‬
‫على حد كبير و المسؤولية على اآلثار الضارة العابرة للحدود و هذا يشترط على علم الدولة‬
‫التي وقع فيها النشاط الخطر على إقليمها‪ ،‬أو مناطق تحت سيادتها بهذا النشاط أو على‬
‫األقل من المفترض أن تعلم بذلك و لم يكن بوسع الدولة اإلعفاء من المسؤولية و هو ما‬
‫أكدته محكمة العدل الدولية في قضية مضيق ''كورفو''و على هذا األساس هناك اختالف‬
‫فقهي في مدى مسؤولية الدولة عن األنشطة التي تمارسها الهيئات الخاصة الخاضعة لسلطة‬
‫الدولة المسؤولة عن األضرار باعتبارها المخولة بمنح التراخيص‪.‬‬

‫زرقان ديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪222‬‬ ‫‪1‬‬

‫معمر رتيب عبد الحافظ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪242‬‬ ‫‪2‬‬

‫خوليو باربوا ‪''،‬التقرير الول حول المسؤولية الدولية عن المنتج الضار عن األفعال التي ال يحظرها القانون الدولي حولية‬ ‫‪3‬‬

‫لجنة القانون الدولي الدورة ‪ 2714/29‬المجلد الثاني جزء ‪ 2‬ص ‪.221‬‬


‫‪22‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬رأي لجنة القانون الدولي و القرضاء الدولي حول نظرية المخاطر‬

‫اختلف الفقه الدولي في أعمال نظرية المخاطر كأساس للمسؤولية الدولية أيدها‬
‫البعض و خالفها البعض اآلخر‪ ،‬و سنحاول معرفة كل من الفقه الدولي و لجنة القانون‬
‫الدولي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظرية المخاطر في أحكام القانون الدولي‪.‬‬

‫سبقت اإلشارة إلى بعض مواقف القضاء الدولي و سنتناول اهم القضايا التي فصل‬
‫فيها القضاء الدولي و أين أسس حكمه فيها على أساس المخاطر دون البحث عن وجود‬
‫الخطأ أو الفعل الغير مشروع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قرضية مصهر ترايل‬

‫أقيم عام ‪ 2172‬بمدينة ترابل الكندية مصنع لصهر النحاس و الرصاص و كان‬
‫المصهر على بعد أميال من الحدود األمريكية‪ ،‬و أدى تطاير األبخرة المنبعثة منه إلى‬
‫تلويث البيئة في األراضي المتخامة للحدود مع والية واشنطن األمريكية‪ ،‬مما الحق الضرر‬
‫بالمزروعات و تضرر األهالي و تبنت الحكومة األمريكية مطالبهم و احتجت لدى حكومة‬
‫كندا‪ ،‬فعرض النزاع على لجنة مختلطة تشكلت بناءا على اتفاق مسبق بين الطرفين عام‬
‫‪ 2717/12/22‬للنظر في التلوث الحدودي و انتهت اللجنة بتاريخ ‪ 2721/1/11‬و دعت‬
‫إلى اتخاذ التدابير للحد من هذه الكارثة إال أنها ظلت تنبعث من المصهر مما أدى إلى‬
‫اتفاق الطرفين على إحالة النزاع إلى محكمة التحكيم للنظر فيه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قرضية مرضيق كورفو‬

‫ثار هذا النزاع بين المملكة المتحدة و ألبانيا بسبب األضرار التي أحدثها حقل األلغام‬
‫بالسفن البحرية البريطانية التي كانت تمر بمضيق ''كورفو'' و قد رفضت المحكمة أن تنظر‬
‫في أية مسؤولية تجاه ألبانيا على أساس اإلهمال و قضت المحكمة بانه يقع على عاتق كل‬
‫دولة التزام باال نأذن باستخدام إقليمها للقيام بأعمال تتنافى مع حقوق الدول األخرى‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫و أكدت المحكمة أنه بالرغم من الرقابة التي تمارسها السلطات المحلية في ألبانيا إال‬
‫‪1‬‬
‫أنها ملزمة بدفع التعويض عن الضرر الذي لحق و نتج عنه زراعة األلغام في هذه القناة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قرضية التجارب النووية الفرنسية في الحيط الهادي‬

‫حيث رفعت أستراليا دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية ضد فرنسا سنة ‪2792‬‬
‫بسبب األضرار الالحقة بالسكان‪ ،‬بالقرب من مناطق التجارب النووية الفرنسية و التي أدت‬
‫إلى أصابتهم بالضغط النفسي العصبي جراء التجارب النووية‪.‬‬

‫رغم أن المحكمة أوقفت النظر في الدعوى و انه ال جدوى من الفصل في النزاع‪،‬‬


‫بسبب إعالن فرنسا وقف تجاربها النووية في المستقبل‪ ،‬إال أن البعض استند إلى القضية‬
‫بالقول أن إقرار المحكمة بالمسؤولية على أساس المخاطر في التجارب النووية خصوصا و‬
‫أن فرنسا لم تكن طرفا في المعاهدات التي تحظر إجراء التجارب النووية‪ ،‬إال أننا نرى أن‬
‫المحكمة تفصل في هذا النزاع أينما كان‪ ،‬لن تفلت فرنسا من المسؤولية و ال يمكن التكهن‬
‫‪2‬‬
‫بان قرار محكمة العدل الدولية قرار فاصل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف لجنة القانون الدولي من نظرية المخاطر‪.‬‬

‫انعكس موقف لجنة القانون الدولي التي قامت به في دورتها الثالثين المنعقدة في‬
‫‪ 2791‬بإدراج موضوع المسؤولية على أساس المخاطر تحت عنوان المسؤولية عنن النتائج‬
‫الضارة الناجمة عن أفعال ال يحضرها القانون'' و اهتم بعض أعضاء اللجنة بهذا الموضوع‬
‫‪3‬‬
‫اهتماما بالغا‪.‬‬

‫و لقد أحالت اللجنة دورتها األربعون عام ‪ 2711‬مشروعا بعشرة مواد‪ ،‬إلى لجنة‬
‫الصياغة‪ ،‬و كان المقرر باربوزة قد اقترح هذه المواد و في عام ‪ 2772‬نشا فريق عمل‬
‫برئاسة المقرر الخاص ''باربوزة'' بغرض وضع نص جديد عن المسؤولية الدولية على أساس‬

‫سوزان معوض‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪227‬‬ ‫‪1‬‬

‫احمد خالد ناصر‪ ،‬المسؤولية الدولية عن تلوث البيئة البحرية‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن ‪221، 1121‬‬ ‫‪2‬‬

‫معلم يوسف‪ ،‬المسؤولية الدولية دون ضرر البيئي‪ ،‬رسالة دكتو ار في القانون جامعة منتوري قسنطينة ص ‪24‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪24‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫المخاطر و إحالته على الجمعية العامة لألمم المتحدة للتطبيق على األنشطة التي ال‬
‫‪1‬‬
‫ار مادية‪.‬‬
‫يحظرها القانون و لكنها تسبب أضر ا‬

‫أوال‪ :‬نظرية المخاطر في االتفاقيات و المنظمات الدولية عن األرضرار النووية‪:‬‬

‫أدركت الدول أهمية المخاطر التي تصدر عن الطاقة النووية نظ ار التساع‬


‫استخداماتها لدى العديد من البلدان حتى النامية و تزايد احتمال حدوث كوارث جسيمة سواء‬
‫الناتجة من المفاعالت النووية أو جراء نقل الناقالت النووية قررت اللجنة لها ووفقا لنظامها‬
‫األساسي أن تحيل مشروعات المواد ‪ 29‬عن طريق الالمين العام إلى الحكومات من اجل‬
‫التعليق و المالحظات‪.‬‬

‫‪ .6‬اتفاقية باريس ‪ 6511‬المتعلقة بالمسؤولية في مجال الطاقة النووية‪:‬‬

‫وقعت هذه االتفاقية في ‪ 17‬جويلة ‪ 2721‬من قبل ‪ 22‬دولة من دول أوروبا الغربية‬
‫و دخلت حيز النفاذ في أفريل ‪ ، 2721‬و قد كانت اتفاقية مكملة لها في برروكسل في ‪22‬‬
‫جانفي ‪.2722‬‬

‫ووقعها نفس األطراف في اتفاقية باريس و تم تعديلها بموجب بروتوكول ملحق‬


‫لتالقي أي اعتراض مع اتفاقية فيينا و تم في ‪ 22‬نوفمبر ‪ 2711‬توقيع بروتوكول آخر‬
‫لتعديل بروتوكول استهدف رفع الحد األقصى لمقدار التعويض ثم توقيع بروتوكول مشترك‬
‫بين كل اطراف اتفاقية باريس و أطراف اتفاقية باريس و اطراف اتفاقية فيينا في ‪ 17‬سبتمبر‬
‫‪ 2779‬بهدف امتداد المسؤولية و التعويض عن أي ضرر من أضرار تلحق بأحد من‬
‫‪2‬‬
‫األطراف من االتفاقيتين‪.‬‬

‫نصت االتفاقية على أن يكون مشغل المنشـة النووية مسؤوال عن أي أضرار أو أي‬
‫حادث نووي أحدثه الوقود النووي أو النفايات المشعة و المنبعثة‪.‬‬

‫جاء في الحكم الثالث للمحكمة العدل الدولية الصادر في ‪......... 2719/9/12‬انظر عمر بن عبد ااهلل بن سعيد‬ ‫‪1‬‬

‫مشروع أسلحة الدمار ‪ 1119‬ص ‪29‬‬


‫محمد رتيب عبد الحافظ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪291‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬اتفاقية بروكسل ‪ 6512‬المتعلقة بمسؤولية مشغلي السفن النووية‪:‬‬

‫وقعت هذه االتفاقية في ‪ 14‬ماي ‪ 2721‬في بروكسل بين اكثر من ‪ 24‬دولة‪ 1،‬و‬
‫كانت االتفاقية ثمرة جهود كبيرة مشتركة بين الوكالة الوطنية للطاقة الذرية و الجمعية البحرية‬
‫‪2‬‬
‫الدولية‪ ،‬لتضع قواعد للمسؤولية الناشئة عن تشغيل السفن النووية‪.‬‬

‫ووفقا لالتفاقية يعتبر مشغل السفينة النووية مسؤوال مسؤولية مطلقة عن أي ضرر‬
‫ينتج عن حادث نووي‪ ،‬يشمل الوقود النووي لهذه السفينة أو المنتجات أو النفايات المشعة‪ ،‬و‬
‫بذلك فان االتفاقية قد أخذت بالمسؤولية المطلقة كأساس لتعويض المضرورين بصورة‬
‫صريحة و ذلك لحمايتهم خاصة و أنه قد يصعب عليهم إقامة الدليل على توافر الخطأ أو‬
‫اإلخالل بااللتزام دولي‪.‬‬

‫‪ .3‬اتفاقية فيينا ‪ 6513‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن األرضرار النووية‪:‬‬

‫وقعت أن هذه االتفاقية في ‪ 12‬ماي ‪ 2722‬بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في‬
‫فيينا‪ ،‬و دخلت حيز النفاذ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،2799‬و كان هدفها وضع قواعد للمسؤولية عن‬
‫األضرار للطاقة النووية تفوق نظام اتفاقية و فتح نظام اتفاقية باريس التي اقتصرت على‬
‫الدول األوروبية‪ ،‬و تم تعديل بروتوكول في ‪17‬سبتمبر ‪ 22779‬و دخل حيز التنفيذ في ‪11‬‬
‫‪3‬‬
‫جويلية ‪ ،2771‬و هدف إلى إيجاد حلول و تعزيز الثقة من أجل المضرورين و تعويضهم‪.‬‬

‫‪ .4‬اتفاقية بروكسل ‪ 6513‬المتعلقة بمشغلي السفن النووية‪:‬‬

‫تم التوقيع على هذه االتفاقية في ‪ 14‬ماي ‪ 2722‬من قبل ‪ 29‬دولة و قد تناولت‬
‫المسؤولية المطلقة عن الحوادث الناتجة عن الوقود النووي و فضالت السفن المسعة‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة ‪ 2/1‬من االتفاقية‪ :‬انه يتحمل كل مشغل السفينة المسؤولية المطلقة عن أي‬

‫‪1‬‬
‫‪patrik dallilier mathias fourteau.alenphellit eet.p 915‬‬
‫سوزان معوض غنيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.447‬‬ ‫‪2‬‬

‫احمد خالد ناصر ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪224‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪26‬‬
‫المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي‬ ‫الفصل األول‬

‫أضرار نووية رهما بأثبات هذه األضرار عن حادثة نووية و تشمل الوقود النووي لهذه السفينة‬
‫‪1‬‬
‫و الناتج عنها‪.‬‬

‫‪ .9‬اتفاقية بروكسل ‪ 6596‬المتعلقة بالمسؤولية في النقل البحري للمواد النووية‪:‬‬


‫وقعت هذه االتفاقية في بروكسل ‪ 2792‬في ‪ 21‬ديسمبر من قبل ‪ 21‬دولة ودخلت‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 2794‬و تحمل هذه االتفاقية المشغل الخاص في مجال النقل البحري للمواد‬
‫النووية المسؤولية عن األضرار النووية‪ ،‬و قد ورد هذا في ديباجة االتفاقية أن يكون مشغل‬
‫المنشأة النووية مسؤوال عن غيره مسؤولية مطلقة في حالة الضرر الناتج عن حادث نووي‬
‫يقع أثناء النقل البحري للمواد النووية‪.‬‬

‫محمد عادل عسكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪112‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية‬
‫منازعات التعويض‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬

‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬

‫يعدد المسؤولين المحتملين في الحاق الضرر بالبيئة‪ ،‬و من اجل دفع الحواجز التي‬
‫قد تتواجه طالبي التعويض‪ ،‬عمدت القواعد االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية المدنية في الميدان‬
‫النووي أو في ميدان التلوث بالمواد النفطية‪ ،‬في تحديد المسؤول القانوني عن هذه األضرار‪،‬‬
‫و خالل تحديدها لشخص معين يتحمل هذه المسؤولية للتعويض عن األضرار الالحقة بالبيئة‬

‫المبحث األول‪ :‬اتفاقيات المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫المسؤولية المدنية تنقسم إلى قسمين‪ :‬مسؤولية عقدية و مسؤولية تقصيرية‪ ،‬األولى‬
‫قائمة على إخالل بالتزام عقدي و إال تقصيرية متعلقة بإخالل بالتزام قانوني‪ ،‬واحد و هو‬
‫عدم الحاق الضرر بالغير و المسؤول عن التعويض يكون مرتبط بالضرر بصفة قانونية‬
‫‪1‬‬
‫مثال ما تتعلق له ناقلة البترول الحادث ينجم الضرر فمالك السفينة هو المسؤول‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المسؤولية المدنية عن األرضرار النووية في ظل اتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫يعتبر النشاط النووي يعتبر من أخطر األنشطة في الحياة بفعل المواد المشعة التي‬
‫تضر باإلنسان‪ ،‬و نظ ار لعدم توافق القواعد العامة للمسؤولية المدنية مع خصوصية خطر‬
‫التلوث و الضرر البيئي كان للمجتمع الدولي دافعا إلى البحث مع خصوصية الضرر‬
‫اإلشعاعي الناشئ مع ممارسة األنشطة النووية‪ ،‬و أفرز هذا االهتمام وجود اتفاقيات دولية‬
‫خاصة بالمسؤولية المدنية لمستغلي المنشآت و بما أن اإلشعاع النووي له آثاره الضارة فقط‬
‫في اللحظات التي تحصل فيها الكارثة النووية‪ ،‬و إنما تستمر اآلثار لسنوات طويلة مثل‬
‫حادثة شيرنوبيل التي حصلت في االتحاد السوفييتي عام ‪ ،2712‬و لعدم توافق القواعد‬
‫العامة للمسؤولية الدولية المدنية مع خصوصية التلوث و الضرر البيئي و مع ذلك دفع‬

‫مجلة آفاق للعلوم‪،issn2507 -7228،‬المسؤولية المدنية عن األضرار النووية‪،‬تاريخ االرسال‪ 1121/12/14:‬تاريخ‬ ‫‪1‬‬

‫النشر جوان ‪،1121‬جامعة زيان عاشور‪-‬الجلفة‪،‬ص ‪211.217‬‬


‫‪29‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالمجتمع الدولي إلى البحث على وجه الخصوص عن نظام يتفق على وجه الخصوصية مع‬
‫أضرار التلوث اإلشعاعي الذي ينشأ عن ممارسة نووية و قد افرز هذا االهتمام مجموعة‬
‫و هذا هو ما‬ ‫من االتفاقيات دولية خاصة بالمسؤولية المدنية لمستغل المنشأة النووية‬
‫سنتناوله في دراستنا لهذا المطلب‪ ،‬حيث أن التصدي ألساس المسؤولية المدنية عن األضرار‬
‫النووية محور بالغ األهمية في إطار الحصول على التعويض‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني للمسؤولية المدنية عن األرضرار النووية‪.‬‬

‫حيث أن الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية للمنشأة النووية‪ 1‬فالمسؤولية المدنية في‬
‫ظل القواعد العامة متفرعة إلى مسؤولية تقصيرية و أخرى عقدية فال يمكن القول أن للمنشأة‬
‫عالقة تعاقدية مع المتضررين و الضرر هنا يصيب البيئة و قد يصيب األشخاص و يعرض‬
‫هذه المنشآت إلى تحمل مسؤوليتها المدنية‪ ،‬و بما أن استغالل المنشآت النووية و ما ينتج‬
‫تصيب البيئة و قد تصيب األشخاص و يعرض من دون شك هذه المنشآت إلى تحمل‬
‫مسؤوليتها المدنية‪ ،‬و قد اختلف الفقه حول األساس القانوني للمسؤولية المدنية لمستغل‬
‫المنشأة النووية حسب نوعية الضرر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الرضرر البيئي‬

‫حيث أن المسؤولية عن الضرر البيئي‪ ،‬و اذا كانت المسؤولية تقصيرية باعتبار أن‬
‫الفعل المساس بالبيئة هو بطبيعته عمل ضار‪ ،‬لكنهما على نوعين متالزمين معا‪ ،‬هما‬
‫المسؤولية الجنائية و المسؤولية المدنية‪ ،‬و تقوم هذه المسؤولية أساسا على مبدأ حيث في‬
‫القانون و هو مبدأ عدم جواز الفساد‪ ،‬البيئة و عدم جواز األضرار بعناصر البيئة‪ ،‬ال على‬
‫مبدأ الملوث الدافع خاصة انه ال يصلح لتأسيس المسؤولية الجنائية عن الضرر البيئي بينما‬
‫المسؤولية المدنية عن الضرر البيئي تتبع المسؤولية الجنائية عن هذا الضرر‪ ،‬و له أهمية‬
‫‪2‬‬
‫قانونية من حيث حماية صاحب الحق في التعويض عن الضرر البيئي‪.‬‬

‫اليات القانونية لحماية بيئة الجزائر ‪.‬رسالة الدكتو ار في القانون العام جامعة تلمسان ‪.1112‬ص‪94‬‬ ‫‪1‬‬

‫اتفاقية ‪ 17‬جويلية ‪ 2721‬للمسؤولية الدولية عن أضرار نووية ‪.،‬بروتوكول ‪ 22‬نوفمبر ‪ 21 2711‬فيفري‬ ‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬الرضرر الذي يصيب الشخاص‬

‫حيث أن االتفاقيات المعنية بالمسؤولية النووية كاتفاقية باريس ‪ 12721‬و اتفاقية فيينا‬
‫‪ 22722‬األساس الذي تستند عليه هو عنصر الخطر‪ ،‬ويقصد به أن صاحب المنشأة النووية‬
‫الذي استعمل نشاطاته مجموعة المخاطر يجب عليه أن يتحمل نتيجة المخاطر و تعويض‬
‫المتضرر عن األضرار التي تصيبه جراء األشعة النووية المتسربة‪ ،‬و عليه تتوافر عالقة‬
‫السببية بين الفعل مستغل المنشأة و الضرر الذي لحق بالمضرور‪ ،‬يكون من حقه اللجوء‬
‫للقضاء لمطالبة مستغل المنشأة و ناقل المواد المشعة بتعويضه عما لحق به من أضرار‪.‬‬

‫و هو من يكمن التفريق بين مسؤولية المدني عن أضرار تصيب البيئة و أضرار‬


‫تصيب األشخاص‪ ،‬و هما تستند إليه المسؤولية المدنية هو الخطر و تحتوي علة عنصرين‬
‫هما العالقة السببية و الضرر‪ ،‬دون الحاجة إلثبات الفعل و النشاط‪.‬‬

‫و يمون نطاق المسؤولية المدنية بهدف توفير التعويض العادل‪ ،‬لضحايا التسرب‬
‫النووي و اإلشعاعي لجأت النصوص االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية المدنية إلى وضع أحكام‬
‫خاصة لتحديد نطاق األضرار القابلة للتعويض‪ ،‬و في الممارسة الدولية مسألة تحديد‬
‫األضرار الناجمة عن التلوث البيئي‪ ،‬و االتفاقيات المبرمة في الميدان النووي و في ميدان‬
‫التلوث النفطي هو منظور ضيق لألضرار القابلة للتعويض لحماية البيئة‪.‬‬

‫أقرت اتفاقية فيينا لسنة ‪ 2779‬بشأن التعويض التكميلي عن األضرار النووية‪ 3،‬و‬
‫كذلك إقرار اتفاقية لندن لسنة ‪ 2772‬بشأن المسؤولية المدنية عن األضرار التلوث بالمواد‬
‫الخطرة‪.‬‬

‫و من النتائج اإليجابية لهذه النصوص لالتفاقيات الجديدة و هو توسيع نطاقها لمفهوم‬


‫الضرر التي بموجبها يستحق المضرور من استغالل المنشآت النووية التعويض المناسب‪ ،‬و‬

‫اتفاقية فيينا ‪2722‬‬ ‫‪1‬‬

‫بروتوكول تعديل اتفاقية فيينا للمسؤولية المدنية عن أضرار نووية المنعقد في الفترة ‪2779 1.21‬‬ ‫‪2‬‬

‫نصوص اتفاقية خاصة باض ار تلوث النووي‬ ‫‪3‬‬

‫‪31‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أشارت هذه االتفاقيات بشكل نهائي إلى األضرار التي تكون قابلة للتعويض و هذه األضرار‬
‫‪1‬‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -‬الوفاة أو اإلصابة الشخصية‬


‫‪ -‬فقدان أو تلف الممتلكات‪،‬‬
‫‪ -‬الخسائر االقتصادية الناجمة عن الفقدان أو التلف‬
‫‪ -‬تكاليف تدبير استعادة األوضاع في البيئة المتخلفة‬
‫‪ -‬فقدان الدخل الناجم عن المنفعة االقتصادية في استخدام البيئة و التمتع بها‬
‫‪ -‬تكاليف التدابير الوقائية‪،‬‬
‫‪ -‬أي خسائر اقتصادية‪ ،‬خالف خسائر ناتجة عن إتالف البيئة‪.‬‬
‫*خصائص المسؤولية المدنية للمنشأة النووية‪:‬‬
‫هو اتفاقيات المسؤولية الدولية التي عنت بموضوع المسؤولية المدنية للمنشأة النووية‬
‫‪2‬‬
‫عن األضرار و تتمثل في‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية التعويض‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية المورضوعية‬
‫استنادا التفاقية باريس ‪ 2721‬التي أقرت أن مسؤولية المنشأة النووية و مستغلها يمون‬
‫مسؤوال عن كل األضرار التي تنتج عن حادثة نووية‪ 3‬و أضرار تنشأ عن نقل مواد نووية‬
‫داخل المقاطعات المنشأة‪.‬‬
‫و كذلك نصوص اتفاقية فيينا ‪ 2722‬و ‪ 2779‬الخاصة بالمسؤولية النووية عن‬
‫األضرار النووية و اتفاقية بروكسل لعام ‪ 2722‬المكملة التفاقية باريس و التي أخذت‬
‫بالمسؤولية الموضوعية التي تنص صراحة بان مستغل المنشأة النووية يعد مسؤوال مطلقا عن‬
‫األضرار النووية عندما يثبت أن األضرار وقت نتيجة حادث نووي‪.‬‬

‫ابراهيم دسوقي ابو الليل‪ ،‬المسؤولية المدنية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪.2711‬ص ‪21‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 2‬من االتفاقيات الخاصة بالضرر النووي‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 2‬من اتفاقية باريس ‪2721‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪32‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية المحددة‬

‫قررت اتفاقيات المتعلقة بالمسؤولية المدنية أض ارر الطاقة النووية (اتفاقية باريس‬
‫‪ 2721‬و اتفاقية بروكسل ‪ 2722‬و اتفاقية فيينا ‪ )2779 ،2722‬تحديد هذه المسؤولية‬
‫بمبالغ معينة و حددت التفاقية الحد األدنى و األقصى للمبالغ الخاصة لتغطية األض ارر‬
‫‪1‬‬
‫الناتجة عن التلوث النووي‪.‬‬

‫فاتفاقية باريس حددت بالنسبة لألطراف األعضاء مبلغ التعويض بحد أدني و هو‬
‫‪ 911‬مليون يورو‪ 2‬و الحد الدنى ‪ 91‬مليون يورو‪ 3‬و هذا حسب طبيعة المنشأة النووية و‬
‫‪4‬‬
‫احتمال وقوع الحادث النووي و حددته المسؤولية المدنية بمبلغ ال يقل عن ‪ 11‬مليون يورو‪،‬‬
‫في حين نجد اتفاقية فيينا سمحت للدولة التي توجد بها المنشأة النووية بتحديد مبلغ التعويض‬
‫الخاص بالمسؤولية المدنية مبلغ ال يقل عن ‪ 4‬ماليين دوالر أمريكي عن كل حادثة نووية‬
‫‪5‬‬
‫ترتكب و تركت الحد األقصى للتشريعات الداخلية للدول األعضاء في االتفاقية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المسؤولية المركزة‬


‫حيث أن تعدد المتدخلين في النشاطات النووية و التي تحمل مسؤوليتهم عن األضرار‬
‫النووية و من أجل إزالة العقبات التي يصطدم بها المتضررين من الحادث النووي و إقرار‬
‫مبدأ العدالة عمدت أحكام االتفاقيات بشأن المسؤولية النووية إلى تحديد من هو المسؤول عن‬
‫الضرر البيئي من خالل إقرارها مبدأ تركيز المسؤولية‪ 6‬بقصد تسهيل دعوى المضرور‪ ،‬ووفقا‬
‫لمبدأ تركيز المسؤولية القت هذه االتفاقيات مسؤولية األضرار على مستغل المنشأة النووية‬
‫باعتباره الشخص الذي تحدده و تعترف به السلطة العامة‪.‬‬

‫وليد كاظم المسؤولية المدنية لمستغل المنشاة النووية في ظل االتفاقية الدولية‪،‬مجلة اهل البيت العدد‪ 4‬ص ‪222.292‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 9‬من اتفاقية باريس‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 2‬من اتفاقية باريس‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 2‬فقرة‪ 2‬من اتفاقية فيينا ‪2722‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 2‬من قانون ‪71.211‬‬ ‫‪5‬‬

‫رائد كاظم محمد الحداد التعويض في المسؤولية التقصيرية مجلة الكوفة العدد ‪ 1‬العراق ص ‪91‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪33‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابعا‪ :‬أحكام المسؤولية المدنية عن مستغل المنشأة النووية‬


‫حيث أن عناصر المسؤولية المدنية عن المنشأة النووية اكتملت و هي الضرر و‬
‫العالقة السببية‪ ،‬بين فعل مستغل المنشأة النووية و الضرر الناتج قامت مسؤوليته و يكون‬
‫ملزما بتعويض األضرار التي لحقت جراء اإلشعاعات النووية‪.‬‬
‫و تكون حاالت أحكام هذه المسؤولية‪:‬‬
‫‪ .6‬التعويض‪:‬‬
‫حيث أن التعويض هو مبلغ من النقود أو أية ترضة من جنس الضرر معادلة للمنفعة‬
‫‪1‬‬
‫ينالها الدائن لو نفذ المدين التزامه على النحو الذي يوجبه حسن النية في الثقة و المعامالت‬
‫‪2‬‬
‫و كذلك يعرف بانه إزالة الضرر أو التخفيف منه و هو الجزاء المترتب عن الضرر‪.‬‬
‫‪ .2‬رضمانات الوفاء بالتعويض‪:‬‬
‫حيث أن حماية المتضررين هي مسألة هامة للمجتمع الدولي و بحيث النصوص‬
‫االتفاقيات الدولية التي تناولت المسؤولية المدنية الناتجة عن استعمال الطاقة النووية تقضي‬
‫بإلزامية التأمين ضد المخاطر و األضرار التي تسببها المنشآت النووية‪ 3‬بحيث يكون تامينا‬
‫إجباريا يوفر ضمان الدفع‪.‬‬
‫و نظ ار لضخامة األضرار التي تنتجها المنشآت النووية و عدم كفاية المبالغ التامين‬
‫لتغطية األضرار اتخذت الدول آلية االتفاقيات المتمثلة في تدخل الدول المباشر و تدخل‬
‫مجموعة من الدول األعضاء إنشاء صندوق خاص لتعويض المتضررين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية المدنية عن حماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫اتخذ المجتمع الدولي عدة اتفاقيات متعلقة بالمسؤولية المدنية عن التلوث البحري‪ ،‬و‬
‫المتعلقة بالكوارث البحرية‪ ،‬و منها اتفاقية ‪ 2721‬المتعلقة بمسؤولية مستغلي السفن و اتفاقية‬

‫نفس المرجع ص ‪91‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 7‬من اتفاقية باريس‬ ‫‪2‬‬

‫جابر ابراهيم الراوي‪ ،‬تلوث البحار و المسؤولية المترتبة عليه في ظل قانون البحار الجديد ‪،‬و المصالح العربية ‪،‬دراسة‬ ‫‪3‬‬

‫لمجموعة من الباحثين العرب المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم‪ ،‬تونس ‪ 2717‬ص ‪ 222‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فيينا المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث ‪ 2722‬و اتفاقية ‪ 2727‬المتعلقة‬


‫بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث النفطي و البروتوكول المعدل لها سنة ‪ 2727‬و كذا‬
‫اتفاقية ‪ 2772‬المتعلقة بالتعويض عن األض ارر الناجمة عن النقل البحري للمواد الخطرة‪،‬‬
‫وقدمت هذه النصوص االتفاقية حلول دولية لألضرار القابلة للتعويض‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عناصر المسؤولية المدنية في المجال البحري‪.‬‬

‫تترتب المسؤولية المدنية عن تلوث البحار بالزيت‪ ،‬و هي من الموضوعات الهامة‬


‫التي تناولتها االتفاقيات الدولية خاصة خالل حوادث التلوث التي تسبب في أجزاء البحار‬
‫الخاضعة لالختصاص اإلقليمي للدولة‪ ،‬و طبقا للقواعد العامة فان المسؤولية لها ‪ 2‬عناصر‬
‫الخطأ و الضرر و العالقة السببية و في مجال المسؤولية المدنية المترتبة عن أضرار‬
‫التلوث بالزيت‪ ،‬و هذا طبقا التفاقية ‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن األضرار الناشئة‬
‫عن التلوث البحري بالزيت و كذا بروتوكول ‪ 2771‬المعدل لها‪:‬‬

‫‪ .6‬السفينة عنصر من عناصر قيام المسؤولية‪:‬‬

‫تتميز عن غيرها من األموال و المنقوالت و تتميز بالجنسية مثلها مثل األشخاص‪،‬‬


‫ألنها منقول تعامل معاملة العقار نعني بتسجيلها الخاص و أسباب كسب ملكيتها و حقوق‬
‫عينية تبعية و إجراءات حجز تخضع لها‪ ،‬و تعتبر المنشأة البحرية سفينة اذا ثبت تخصيصا‬
‫‪1‬‬
‫للمالحة‪.‬‬

‫جاء تعريف السفينة في اتفاقية ‪ 2727‬مرتبطا بناقالت البترول و اتسع مفهومها في‬
‫اتفاقية ‪ 2727‬لتغطية أنواع أخرى من السفن المسببة لحوادث التلوث و جاء البروتوكول‬
‫المعدل ‪ 2771‬بأنها األداة الرئيسية للمالحة البحرية و أن القانون البحري هو قانون المالحة‬
‫‪2‬‬
‫البحرية‪.‬‬

‫المادة ‪ 2‬من اتفاقية ‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن التلوث النفطي‬ ‫‪1‬‬

‫غداوية حورية‪،‬المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية‪،‬اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون‬ ‫‪2‬‬

‫العام‪،‬كلية الحقوق البليدة‪ ،1124-1122،‬ص ‪ 224.229‬و ما بعدها‪.‬‬


‫‪35‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬المفهوم الرضيق للسفينة‪:‬‬

‫عرفتها المادة ‪ 2‬من اتفاقية ‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن األضرار الناشئة‬


‫عن التلوث البحري بالزيت بأنها‪ :‬منشأة أو أداة بحرية تنقل المحروقات سائبة بالبضاعة‪ ،‬و‬
‫في األخير حسمت كل من اتفاقية بروكسل لسنة‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن‬
‫أضرار تلوث البيئة‪ ،‬و البروتوكول المعدل لها لسنة ‪ 2771‬و كذا اتفاقية فيينا لسنة ‪2727‬‬
‫المتعلقة بالمسؤولية الدولية ع ن التلوث بالمواد الضارة‪ ،‬و حملت المسؤولية لمالك السفينة‬
‫وقت وقوع الحادث و نصت على حالة استثنائية وهي وقوع الحادث في فترات منفصلة أو‬
‫متقطعة من الزمن‪ ،‬هنا من يتحمل المسؤولية هو مالك السفينة‪.‬‬

‫‪ .3‬المفهوم الواسع للسفينة‪:‬‬

‫لقد صاغ المشرع الدولي أحكام اتفاقية ‪ ،2727‬وفق ضخامة و جسامة األضرار‬
‫الناتجة عن كوارث الناقالت النفطية‪ ،‬و استمر الوضع القانوني إلى غاية وقوع كوارث بحرية‬
‫عرفتها بحار و محيطات العلم‪ ،‬من بينها حادثة الناقلة البترولية ‪ olympic bravery‬بتاريخ‬
‫‪ 22‬مارس ‪.2792‬‬

‫‪ .4‬رضرر التلوث و عناصره القابلة للتعويض‪:‬‬

‫جاء تعريف الضرر في اتفاقية ‪ 2727‬و أحالت مهمة التفصيل إلى األنظمة‬
‫الوطنية‪ ،‬و حسب المادة ‪ 2‬من االتفاقية يعني أن خسارة أي ضرر خارج السفينة الناقلة‬
‫للمحروقات‪ ،‬يقع بسبب التلوث الناتج عن تسرب المحروقات و يشمل التكاليف الوقائية‬
‫اإلجرائية‪ 1،‬و يتضمن شرطان‪:‬‬

‫‪ -2‬أن يقع الضرر بعيدا عن ظهر السفينة‪.‬‬

‫بتاريخ‬ ‫المؤتمر الذي تمخض عنه بروتوكول ‪ ،2771‬و الذي صادقت عليه الجزائر بالمرسوم الرئاس رقم ‪212-71‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2771/12/21‬جريدة رسمية رقم ‪ ،14‬المؤرخة في ‪.2771/12/12‬‬


‫‪36‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬أن اتفاقية ‪ 2727‬اقتصرت على األضرار المولدة عن تسرب المحروقات كبضاعة و‬


‫هو يقع التلوث خارج السفينة‬

‫حيث أن إقرار نصوص اتفاقية جديدة‪ 1‬تمثلت في البروتوكول ‪ 2771‬المعل التفاقية‬


‫بروكيل ‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدني عن أضرار التلوث النفطي‪ ،‬ثم اتفاقية فيينا‬
‫‪ 2779‬المتعلقة بالتعويض التكميلي عن األضرار النووية‪ ،‬و كذلك إقرار اتفاقية لندن ‪2772‬‬
‫المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن التلوث بالمواد الخطرة‪.‬‬

‫أ‪ .‬أرضرار التلوث المؤكد و المباشر‪:‬‬

‫حيث نجد أن كل من االتفاقيات المتعلقة بالمسؤولية المدنية في المجال النووي‪ ،‬و‬


‫االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية للتلوث النفطي‪ 2‬و كذلك اتفاقية لندن للمسؤولية‬
‫المدنية للمواد الضارة و الخطرة‪ 3‬كلها تقر بالتعويض عن الخسائر المسجلة و التكاليف‬
‫المادية المتعلقة بالتطهير المالك الملوثة و إثبات حصول الضرر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النظام القانوني للمسؤولية المدنية عن التلوث البحري‪.‬‬

‫‪ .6‬المسؤول عن التلوث‪:‬‬

‫حيث أنه تعدد المسؤولين المحتملين عن احلق الضرر بالبيئة البحرية‪ ،‬عمدت القواعد‬
‫االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية المدنية في الميدان النووي‪ ،‬أو التلوث بالمواد النفطية‪ ،‬حددت‬
‫المسؤول القانوني عن هذه األضرار‪ ،‬من خالل تحديدها لشخص معين‪ ،‬لتحمل مسؤولية‬
‫التعويض عن األضرار التي تلحق البيئة البحرية‪ ،‬و المصالح المرتبطة بها وكذا إقرارها لمبدأ‬
‫تركيز المسؤولية‪.‬‬

‫غداوية حورية‪،‬المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية‪،‬اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون‬ ‫‪1‬‬

‫العام‪،‬كلية الحقوق البليدة‪ ،1124-1122،‬ص ‪ 224.229‬و ما بعدها‪.‬‬


‫المرجع السابق‪.‬ص ‪294.292‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 2‬من اتفاقية فيينا ‪2722‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬النصوص االتفاقية المتعلقة و المنظمة للمسؤولية المدنية المتعلقة بالتلوث النفطي‪:‬‬

‫حيث أنه و أثناء وضع النصوص االتفاقية من اجل ما يخص الشخص المعني‬
‫بتركيز المسؤولية و هو مالك السفينة و مالك البضاعة‪ ،‬بحيث شهدت المفاوضات نزاعات‬
‫بين فريق صناعة البترول المتمثل في مالك السفينة أو ناقالت البترول و مستغليها‪ ،‬و فريق‬
‫الصناعة البترولية المتمثل في مالك شاحنات البترول المنقولة بح ار في أحواض هذه‬
‫الناقالت‪ 1،‬و دافعت المالك أي الدول المالكة لألساطيل التجارية إلى أبعاد المسؤولية التلوث‬
‫عن مالك السفينة بحجة أن طبيعة التلوث ناتجة و مالزمة للطبيعة الخطيرة للشاحنة‬
‫المنقولة‪.‬‬

‫حيث أ نه و مع ذلك واضعي النصوص القانونية االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية المدنية‬


‫عن التلوث البحري و أضرار اختاروا شخص مالك السفينة لتحميله مسؤولية التعويص و‬
‫ذلك اعتمادا على فكرتين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الشخص المتعهد بحراسة البضاعة المنقولة بحرا‪ ،‬هو مالك السفينة الن التلوث البحري‬
‫مرتبط بالمالحة البحرية‪ ،‬فاذا لم تتعرض السفينة إلى حادث أثناء المالحة فلن يحدث أي‬
‫تلوث‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬هي عملية يمكن إجمالها أن المضرورين من التلوث هم أجانب العالقة التعاقدية‬
‫الموجودة بين مختلف األطراف المعنية بعملية البترول‪ ،‬و ما أصابهم من ضرر يرجع إلى‬
‫السفينة التي تسرب منها الزيت فهي ملزمة بتعويضهم عن الضرر‪ ،‬وحسمت اتفاقية بروكسل‬
‫لسنة ‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث البحري و البروتوكول المعدل‬
‫لها لسنة ‪ ،2771‬و كذا اتفاقية لندن لسنة ‪ 2772‬المتعلقة بالمسؤولية الدمنية عن أضرار‬
‫التلوث بالمواد الخطرة‪ ،‬حيث أنه وقت وقوع الحادث المسبب للتلوث‪.‬‬

‫المادة ‪ 2‬من ملحق اتفاقية فيينا ‪2779‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .3‬تركيز المسؤولية في النصوص االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية‪:‬‬

‫حيث أنها به دف مواجهة المسؤول عن التلوث البحري‪ ،‬و حماية ضحايا هذا تلوث‪،‬‬
‫و كفالة حقوقهم في التعويض‪ ،‬فيشيد األستاذ'' بزاز'' بالنصوص االتفاقية المتعلقة بالمسؤولية‬
‫المدنية عن التلوث البحري و أضراره‪ ،‬و مصالح المرتبطة بذلك‪ ،‬و اعتمد الحل القاضي‬
‫بإلزامية تركيز المسؤولية على شخص واحد‪ ،‬لتمكين ضحايا التلوث من تحديد جهة الدعوى‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫التي يرفعونها من أجل المطالبة بحقوقهم‪.‬‬

‫‪ .4‬طبيعة المسؤولية عن التلوث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية القائمة على فكرة الخطأ‬

‫حيث أن فكرة المسؤولية القائمة بدون خطأ غريبة على القانون البحري‪ ،‬بحيث أن نقل‬
‫خطر و إجراءا استثنائيا‪.‬‬
‫ا‬ ‫الزيت سائبا يولد‬

‫مسؤولية بدون خطا تؤدي التقاعس من اجل اتخاذ الحيطة و الحذر معا مما يؤدي‬
‫إلى تفاقم األضرار و الخطر‪.‬‬

‫عدم مقدرة سوق التامين على االستيعاب في ظل المسؤولية بدون خطأ بحيث يؤدي‬
‫‪2‬‬
‫إلى حماية اقل عدد من المجهزين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية القائمة على فكرة الرضرر‬


‫حيث أنه أقر القانون االتفاقي المتعلق بالمسؤولية المدنية عن األضرار مبدأ‬
‫الموضوعية‪ ،‬و كان الفصل في جعل المتسبب بالضرر مسؤولية موضوعية‪ ،‬بحيث إذا‬
‫رجعنا إلى اتفاقية فيينا لسنة ‪ 2722‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن األضرار النووية‪ ،‬و كذا‬
‫اتفاقية فيينا ‪ 2779‬المتعلقة بالتعويض التكميلي عنها‪ ،‬باإلضافة إلى اتفاقية بروكسل‬

‫غداوية حورية‪،‬المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية‪،‬اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون‬ ‫‪1‬‬

‫العام‪،‬كلية الحقوق البليدة‪ .، 1124-1122،‬المرجع السابق‪.‬ص ‪274.272‬‬


‫عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجديد‪ ،‬نظرية االلتزام‪ ،‬دار النشر للجامعات المصرية‪،‬ص ‪921‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ،2721‬و كما نصت اتفاقية بروكسل لسنة ‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن التلوث‬
‫النفطي‪ ،‬على انه كون كل ضرر أحدثه التلوث أو تسرب نفطي‪ ،‬من سفينة ذات حمولة‪ ،‬و‬
‫يالحظ أن المسؤولية المدنية في القواعد العامة‪ ،‬تقوم على أساس الخطأ الواجب اإلثبات‪ ،‬و‬
‫هو ما يتطلب تكليف المتطلب بإثبات الضرر للحصول على التعويض‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حاالت اإلعفاء من المسؤولية‬
‫اإلعفاء هو اإلقرار بوجود المسؤولية‪ ،‬و تناولها القانون الدولي االتفاقي و حددته‬
‫االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية الحاالت التي يجوز فيها اإلعفاء و تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .6‬أعمال الحرب‪:‬‬
‫أخذت بها اتفاقية بروكسل ‪ 2727‬بأعمال الحرب كسبب من أسباب إعفاء المالك من‬
‫المسؤولية‪ ،‬بحيث نصت أن مالك السفينة ال يعتبر مسؤوال عن تعويض التلوث إذا أثبت أن‬
‫‪1‬‬
‫هذا األخير نتج عن أعمال عدوانية أو حرب أهلية أو ثورة‪.‬‬
‫‪ .2‬الظاهرة الطبيعية‪:‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 2‬من اتفاقية بروكسيل ‪ 2727‬على وجوب إعفاء مالك السفينة‬
‫‪2‬‬
‫إذا نجح في إثبات الضرر أنه نتج عن ظاهرة طبيعية‪ ،‬يمكن تجنبها أو مقاومتها‪.‬‬
‫‪ .3‬الفعل العمدي للغير‪:‬‬
‫بحيث أنه يعتبر أحد أوجه الدفاع التي يجوز لمالك السفينة التخلص بها من مسؤوليته‬
‫‪3‬‬
‫طبقا التفاقية بروكسيل ‪.2727‬‬
‫و لم تشترط االتفاقية ‪ 2727‬انصراف نية الغير بإحداث الضرر بحيث يكفي بإعفاء‬
‫مالك السفينة من المسؤولية بمجرد أن يثبت ضرر التلوث‪ ،‬نصت المادة ‪ 2‬من اتفاقية‬
‫بروكسيل ‪ 2727‬على وجوب إعفاء مالك السفينة إذا نجح في إثبات الضرر انه نتج عن‬
‫ظاهرة طبيعية‪ ،‬يمكن تجنبها أو مقاومتها‪.‬‬

‫المادة ‪ 1‬من اتفاقية فيينا ‪.2727‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 2‬من اتفاقية فيينا ‪2779‬‬ ‫‪2‬‬

‫غداوية حورية‪،‬المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية‪،‬اطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في القانون‬ ‫‪3‬‬

‫العام‪،‬كلية الحقوق البليدة‪ .، 1124-1122،‬المرجع السابق‪.‬ص ‪ 271‬و ما بعدها‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و لم تشترط االتفاقية ‪ 2727‬انصراف نية الغير بإحداث الضرر بحيث يكفي بإعفاء‬
‫مالك السفينة من المسؤولية بمجرد أن يثبت ضرر التلوث‪ ،‬و لعل هذه الخصوصية مدى‬
‫خطورتها على البيئة البحرية هي تفسير لمدى تدرج صرامة القواعد المتعلقة بطبيعة مسؤولية‬
‫التلوث في النصوص االتفاقية الدولية المتعلقة بالمسؤولية المدنية من أضرار التلوث البحري‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تسوية منازعات التعويض‪.‬‬

‫تعد النزاعات البيئية حديثة النشأة و هي مختلفة عن المنازعات العادية نظ ار لتعلقها‬


‫و المعقدة السيما‬ ‫بالعناصر البيئية‪ ،‬بحيث يعد النزاع البيئي من المنازعات الشائكة‬
‫المنازعات الخاصة بتعويض األضرار البيئية‪ ،‬نظ ار للخصوصيات التي تتسم بها البيئة‪ ،‬فهي‬
‫أضرار انتشارية يصعب اإلحاطة بها و بانعكاساتها‪ ،‬بحيث أنها أضرار تتسم بالتراخي‪،‬‬
‫بحيث يقع الضرر في فترة زمنية معينة و تتفاقم أضراره و آثاره بعد سنوات من وقوعه‪،‬‬
‫فاألض ارر تصيب العناصر البيئية التي تعد من األمالك المشتركة‪ ،‬فهنا تكون المشكلة من‬
‫الناحية اإلجرائية في تحديد الصفة و المصلحة في تحريك دعوى التعويض عن هذه‬
‫األضرار‪ ،‬و كيفية تقدير الضرر البيئي‪ ،‬لذلك البد لنا أن نحاول في هذه الدراسة التعرف‬
‫على خصوصيات المناعة البيئية و انسجامها مع إجراءات التقاضي و دور القاضي في‬
‫التصدي و كيفية تقدير األضرار البيئية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المشكالت القانونية المتعلقة بالمنازعات البيئية‪.‬‬

‫حيث أنه ال يمكن إقرار الحق إال بوجود طريقة لألفراد لحمايته‪ ،‬و هذا ال يكتما إال‬
‫كان لصاحبه سلطة اللجوء إلى المحاكم للدفاع عن الحق‪ ،‬عن طريق الدعوى القضائية و‬
‫هو ما كرسه الدستور استنادا للمادة ‪ 227‬التي تقتضي بان اللجوء إلى القضاء هو حق‬
‫‪1‬‬
‫دستوري مخول لكل شخص‪.‬‬

‫حميدة جميلة‪ ،‬استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ‪،1‬دور القاضيفي منازعات التعويض البيئية‪،‬مجلة البحوث و‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسات السياسية‪ ،‬العددالثاني عشر‪ ،‬ص ‪212.214‬‬


‫‪41‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بحيث أن الدعوى القضائية هي الوسيلة القانونية التي تتيح لألفراد اقتضاء حقوقهم‪ ،‬و‬
‫هي حق عرض ادعاء قانوني إلى القضاء‪ ،‬و تعني بالنسبة للمدعى عليه حق المناقشة مدى‬
‫تأسيس ادعاءات المدعي‪ ،‬و يترتب على المحكمة التزاما إصدار حكم في موضوع االدعاء‬
‫بقبوله أو رفضه‪ ،‬الو االدعاء هو تأكيد شخص لحقه و مركزه القانوني في مواجهة شخص‬
‫آخر بناءا على واقعة قانونية معينة‪.‬‬

‫و النزاع القضائي هو ذلك النزاع الذي يتم عرضه على القضاء بهذه الوسيلة‬
‫القانونية‪ ،‬فالمنازعة البيئية ال تخرج عن القواعد العامة للتقاضي ألنها تتضمن نفس المفهوم‪،‬‬
‫و تستنفذ نفس اإلجراءات‪ ،‬إال أنها تطرح العديد من المسائل و اإلشكاالت القانونية‪ ،‬و هذا‬
‫يصعب على القاضي إقرار الحقوق و تقدير التعويض‪ ،‬و أهم اإلشكاالت تتعلق بالصفة و‬
‫المصلحة في التقاضي‪ ،‬ألنها تواجهها العديد من الصعوبات نظ ار لخصوصيات األمالك‬
‫‪1‬‬
‫البيئية من جهة و الطبيعة الخاصة لألضرار البيئية من جهة أخرى‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المنازعة البيئية‪.‬‬


‫حيث أن النزاع هو الخالف و التعارض بين األطراف‪ ،‬و المصالح‪ ،‬و من الناحية‬
‫القانونية هو الخالف الذي نشأ بين األشخاص الطبيعية و مفادها تعارض وجهات النظر‬
‫حول واقعة قانونية بين دولة أو دولتين أو منظمات دولية‪ ،‬بهدف حماية الحقوق المشروعة‪.‬‬

‫و هنا النزاع من الناحية القانونية يتحدد بثالث معطيات‪:‬‬

‫‪ .2‬وجود خالف بين طرفين أو أكثر‪ ،‬سواء أشخاص طبيعية أو قانونية‪ ،‬أفراد أو دول‪.‬‬

‫‪ .1‬وجود جهة قضائية مختصة ليطرح أمامها النزاع حتى يتم الفصل فيه و يتم إصدار حكم‬
‫أو قرار بشأنه و هذا استنادا لنصوص قانونية‪.‬‬

‫حميدة جميلة‪ ،‬استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ‪،1‬دور القاضي في منازعات التعويض البيئية‪،‬مجلة البحوث و‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسات السياسية‪ ،‬العددالثاني عشر‪ ،‬ص ‪ 212.219‬المرجع نفسه‬


‫‪42‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬االستناد إلى مجموعة من القواعد القانونية التي يتم تأصيل النزاع غلى غرارها و الفصل‬
‫‪1‬‬
‫فيه و إصدار الحكم بشأنه‪.‬‬

‫حيث أن المنازعة البيئية من أصعب المواضيع المطروحة في مجال الدراسات‬


‫القانونية نظ ار للمشكالت النظرية و التطبيقية التي طرحها تحديدا االطار القانوني الخاص‬
‫بها‪ ،‬السيما صدور القانون اإلطاري للبيئة ( ‪381-382 mode européen et‬‬
‫‪ )international.paris 2011‬الذي يتحدث عن األرضية القانونية التي يستعان بها‬
‫‪2‬‬
‫للحديث عن الجوانب القانونية المتعلقة بالمنازعة البيئية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المشكالت القانونية الخاصة بمفهوم المنازعة البيئية‬

‫هذا التصيل يحيلها إلى التعريج إلى الفقه و القضاء الفرنسي الذي يعد مهما في‬
‫تطوير هذا النوع من المنازعات‪ ،‬كما ورد في تعريف المنازعات البيئية بانها كل ما يتعلق‬
‫باالعتداء الذي يمس المحيط بصفة عامة‪ (،‬قانون ‪ 21/12‬المؤرخ في ‪ 27‬يويليو سنة‬
‫‪ ) 1122‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة و اإلقليم له مفهوم واسع و هو‬
‫عبارة عن رقعة األرض التي لها خصائص معينة تميزها عما يجاورها من األقاليم‪ ،‬و النزاع‬
‫البيئي هو نزاع يتضمن االعتداء على الفضاء الطبيعي و تتسبب فيه المؤسسات الممارسة‬
‫للمشاريع االقتصادية‪ ،‬و هي واسعة النطاق المكاني حيث قد يتحدد النزاع في إقليم دولة‬
‫واحدة و قد يتجاوز وقوعه لترتيب الضرر في إقليم دولة أخرى و هذا ما يعرف بالنزاع البيئي‬
‫العابر للحدود الوطنية‪ ،‬و هذا من شانه طرح عدة مشكالت أهمها القانون الواجب التطبيق‬
‫على النزاع البيئي‪ ،‬و مشكلة االختصاص القضائي‪.‬‬

‫قانون ‪ 21/12‬المؤرخ في ‪ 27‬يويليو سنة ‪ 1112‬المتعلق بحماية البيئة في ايطار التنمية المستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية‬ ‫‪1‬‬

‫عدد ‪،22‬مؤرخة في ‪11‬جويلية ‪1112‬‬


‫جمال محمود الكردي‪،‬اختصاص قضائي و تشريعي بدعاوى التعويض عن المضار التلوث العابر للحدود ط ‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪،1124‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬ص بدون ذكر الصفحة‪.‬‬


‫‪43‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬خصوصيات النزاع البيئي‬

‫حيث أنه من خصوصيات النزاع البيئي أنه عابر للحدود الوطنية للدولة‪ ،‬فهو من‬
‫النزاعات المتنوعة‪ ،‬فقد نكون بصد نزاع يتعلق بالتعويض عن األضرار البيئية و هذه الحالة‬
‫يتحقق بها القضاء المدني‪.‬‬

‫و قد يتعلق األمر بالق اررات اإلدارية و في هذه الحالة يؤول االختصاص إلى القاضي‬
‫المدني‪ ،‬و يتعلق األمر كذلك ببيئة العمل و هنا نحن بصدد منازعة ذات طبيعة اجتماعية‪،‬‬
‫و قد ينعقد االختصاص إلى القاضي الجزائي السيما في حالة الجرائم البيئية‪ ،‬أنها حديثة‬
‫النشأة‪ ،‬و أغلب المشكالت المحيطة بالبيئة تزامن مع التطور التكنولوجي و الصناعي الذي‬
‫اثر بشكل سلبي على المحيط‪ ،‬و لذلك التصدي لهذا النوع من المنازعات لم يتم إال في‬
‫األلفية األخيرة خالل إصدار العديد من التشريعات البيئية‪ ،‬و إبرام االتفاقيات الدولية التي‬
‫‪1‬‬
‫حاولت صياة أرضية قانونية للمشكالت البيئية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مشكالت قانونية خاصة بطبيعة األرضرار البيئية‬


‫البيئة ضحية الضرر الذي يـأتيه اإلنسان و هو ضرر عيني و ليس ضرر شخصي‬
‫يتسم باستقاللية الذاتية و الضرر الخالص الذي يصيب الموارد البيئية و هو ضرر خالص‬
‫بغض النظر عل انعكاسه عن األشخاص و الممتلكات‪ ،‬و الضرر البيئي يمكن أن‬
‫يستخلص بانه مستقل بذاته‪ ،‬يصيب البيئة بحد ذاتها و ينعكس على المصالح المالية‬
‫لمستغلي الموارد البيئية و هو ضرر يصعب تعويضه ألنه يصيب البيئة بحد ذاتها و يحيد‬
‫من العديد من الخصوصيات على الشروط العامة لتعويض األضرار التي وردت في القواعد‬
‫العامة و التي تشترط الضرر القابل للتعويض أن يكون مباش ار و شخصيا‪.‬‬

‫حميدة جميلة‪ ،‬استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ‪،1‬دور القاضيفي منازعات التعويض البيئية‪،‬مجلة البحوث و‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسات السياسية‪ ،‬العددالثاني عشر‪ ،‬ص ‪ 222.221‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪44‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابعا‪ :‬مدى انسجام المنازعة البيئية مع الشروط العامة للتقارضي‬


‫برجوعنا إلى قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجزائري (قانون ‪ 21/14‬المؤرخ في‬
‫‪ 11‬جوان ‪ 1114‬المعدل و المتمم لألمر ‪ 41/94‬المتضمن القانون المدني ح ر عدد ‪22‬‬
‫الصادر في ‪ 12‬اوت ‪ )1114‬خصص المشرع الجزائري المادة ‪ 22‬لتحديد الشروط المطالبة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫هذه هي الشروط العامة التي وضعها المشرع الجزائري و ركز على عناصر ذات‬
‫أهمية في تحريك الدعوى القضائية السيما الصفة و المصلحة‪ ،‬إال أن هناك مصطلحات‬
‫جديدة استخدمها المشرع الجزائري في نص‪ '' :‬انه ال يجوز ألي شخص التقاضي'' بعد أن‬
‫كان النص السابق يستخدم في مصطلح (فرد) و هذا يدل أن المشرع الجزائري تدارك هذا في‬
‫التعديل أن رافع الدعوى يكون شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬و لعل هذا التعديل يتالءم مع‬
‫الطبيعة و األمالك الخاصة البيئية باعتبارها من األمالك المشتركة و عليه يكتفي أن يكون‬
‫للشخص مصلحة محتملة حتى يمكنه اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحقه و ال شك أن‬
‫المصلحة المحتملة تطرح بحدة في مجال المنازعات البيئية في تعويض عن األضرار البيئية‬
‫و لذلك من الضروري التعرض إلى مسألتي الصفة و المصلحة في مجال المنازعات البيئية‬
‫بالتفصيل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬خصوصية الصفة في منازعة التعويض عن الرضرر البيئي‪.‬‬

‫مسألة الصفة ثائرة بحدة في مجال المنازعة البيئية و التساؤل هما من هو الضحية‬
‫لألضرار البيئية هل األشخاص أم البيئة و أمام الصعوبات المتعلقة بخصوصية األضرار‬
‫البيئية يمكن القول أن أغلب التشريعات البيئية تعطي للجمعيات الخاصة بحماية البيئة حق‬
‫التقاضي و ممارسة كافة الحقوق المعترف بها للطرف المدني‪ ،‬من بينها المشرع الجزائري‬
‫الذي منح للجمعيات بصفة عامة حق التقاضي‪ ،‬كما خول لها ضمانات أساسية بهدف‬
‫احترام النصوص و األحكام القانونية التشريعية و التنظيمية و هو مت نص عليه قانون‬
‫الجمعيات الصادر سنه ‪ 1121‬بينما خصها قانون ‪ 21/12‬المتضمن قانون البيئة و التنمية‬
‫المستدامة بأحكام خاصة متعلقة بالتقاضي بحيث مكن جمعية يتضمن موضوعها حماية‬
‫‪45‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الطبيعة و البيئة رفع دعوى قضائية أمام الجهات القضائية المختصة عن كل مساس بالبيئة‬
‫و عن كل األفعال التي تلحق ضر ار مباش ار و غير مباش ار بالمصلحة الجماعية‪( ،‬قانون‬
‫‪1‬‬
‫‪ 21/12‬المتضمن قانون الجمعيات)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات القارضي في إصالح األرضرار البيئية‪.‬‬

‫يقدر القاضي التعويض حسب الظروف المحاطة بالضرر البيئي فقد يكون الضرر‬
‫بسيطا أو جسيما ثابتا أو متغي ار‪ ،‬أو لحظيا‪ ،‬كما يمكن أن يكون مستمرا‪ ،‬و هي السمات‬
‫الخاصة بالضرر البيئي‪ ،‬في هذا النص القانوني الصريح في هذا المجال‪( ،‬القرار الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2772/21/14‬تحت رقم ‪.)72/2221‬‬

‫و هذا ما يصعب على القاضي تغطية كل األضرار باألخص خاصية أن الضرر غير‬
‫مباشر يصعب على القاضي إثبات رابطة السببية باالعتماد على النظريات الكالسيكية التي‬
‫غالبا ما يستند إليها القضاء إلثبات رابطة السببية بين الفعل و الضرر الناجم عليه‪ ،‬و هنا‬
‫نتطرق إلى التعرض إلى رابطة السببية في مجال التعويض عن األضرار البيئية و النظرية‬
‫األنسب إلثبات الضرر البيئي و كيف يتعمل القاضي معه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صعوبة إثبات رابطة السببية في مجال األرضرار البيئية‪.‬‬

‫األضرار البيئية هي من اعقد و اصعب األضرار التي يصعب على القاضي تعويضها‬
‫نظ ار لتعدد مصادرها و نتائجها‪ ،‬السيما التلوث الصناعي‪ ،‬و لذلك يبدو من الصعب إثبات‬
‫رابطة السببية في مجال البيئية‪ ،‬و األشكال الذي يطرح هو كيف يثبت الضرر البيئي‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة تحديث رابطة السببية بما يتالءم مع خصوصية الضرر البيئي‪.‬‬


‫و حداثة غالبية الضرر البيئي و طابعه التطوري االنتشاري‪ ،‬و من صور األضرار البيئية‬
‫ار غير مرئية مثال على ذلك‬
‫أنها لم تتسم بالبساطة بل تتسم بالتعقيد‪ ،‬و بعضها يعد أضر ا‬

‫حميدة جميلة‪ ،‬استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ‪،1‬دور القاضيفي منازعات التعويض البيئية‪،‬مجلة البحوث و‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسات السياسية‪ ،‬العددالثاني عشر‪ ،‬ص ‪ ،222-224‬المرجع نفسه‬


‫‪46‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األض ارر البيولوجية‪ ،‬و هذه الصعوبات أدت إلى أن القاضي يمكن له االعتماد على أن‬
‫تعويض األضرار البيئية و هي تقوم على ضرورة التفرقة بين السبية العلمية و السببية‬
‫القانونية و لعل السببية‪.‬‬
‫العلمية تعد الجانب الحديث و أدخلت على السببية القانونية‪ ،‬و هي تتطلب من‬
‫القاضي إثبات زيادة كمية مادة معينة في الوسط الطبيعي مما يؤدي إلى تفاقم الضرر‪.‬‬
‫و الخبرة القضائية تعد ضرورية و متالزمة مع كل مراحل تعويض األضرار البيئية و‬
‫ال يمكن للقاضي أن يستغني عنها ألنها جوانب ذات طابع فني و تقني تساعد بشكل كبير‬
‫على تقدير التعويض قضائيا‪ ،‬و القضاء هو‪ ،‬استناد القضاة في حكمهم إلى الخبراء الذين‬
‫قاموا بتطبيق طريقة التسلسل الغذائي حتى يتمكنوا من التقييم و التقدير الضرر البيئي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقدير القارضي لألرضرار البيئية‬
‫حيث أن مسألة تعويض األضرار البيئية تطرح العديد من اإلشكاالت و التساؤالت‬
‫القانونية نظ ار لصعوبة الدور الذي يؤديه القادي في تقييم األضرار البيئية‪ ،‬و نشير إلى أن‬
‫القاضي في تقديره للتعويض البد أن يراعي كل ظروف المتضرر و المسؤول عن الضرر‬
‫الن المتضرر قد يكون أصابه ضرر جسيم‪ ،‬و يلتزم القاضي بأخذ عين االعتبار الحالة‬
‫الجسمانية و المالية للمتضرر‪ ،‬كما يلتزم القاضي بمراعاة الضرر البيئي المتطور حتى و لو‬
‫حدث التطور بعد صدور الحكم بالتعويض للمحافظة على حق المتضرر بإعادة النظر في‬
‫قيمة التعويض بعد تفاقم الضرر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وقت تقدير التعويض من طرف القارضي‬

‫حيث أن الكثير من األضرار البيئية ال تظهر وقت رفع الدعوى القضائية للمطالبة‬
‫بالتعويض‪ ،‬مثل األضرار الغير المرئية و األضرار اإلشعاعية و لم يستطع القاضي اإلحاطة‬
‫و بانه يحتفظ للمتضرر بحق التعديل و‬ ‫بكل األضرار و تعيينها في كافة مراحل المنازعة‬
‫إعادة النظر و في المطالبة القضائية من اجل استكمال قيمة التعويض المحكوم به‪ ،‬و هو‬

‫‪47‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ما حدث في قضية مصنع ''سميلتر'' التي صدر فيها حكمان قضائيان‪ ،‬الحكم األول‬
‫بتعويض األضرار الناجمة عن انبعاث دخان المصهر‪ ،‬و الحكم الثاني الذي صدر بعد‬
‫أربعة سنوات إعادة النظر فيه الستمرار االنبعاثات من المصهر‪.‬‬

‫هذه األضرار المستمرة صعبة التقدير قضائيا‪ ،‬و القاضي بإمكانه وقف النشاط‪ ،‬بدال‬
‫من االحتفاظ بالضحية بحق التعويض عند تفاقم األضرار‪ ،‬فاالحتفاظ بالحق في مراجعة‬
‫التعويض هو المعمول به في الواقع من اجل المحافظة على توازن المصالح‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مراعاة القارضي لورضعية المترضرر‬

‫حيث أن الشخص الذي يصاب بالضرر الجسدي الذي يلحق به جراء التلوث‪ ،‬كان‬
‫يسقط شخصا فيصاب بكسور بسبب وجود مخلفات سائلة و خطيرة بالقرب من محله‬
‫التجاري فيؤدي من االنقاص من القيمة التجارية للمحل‪ ،‬فالظروف المحاطة بالضرر‪،‬‬
‫فالقاضي يقوم بتقدير كل حالة على حدة حسبما تتطلب من ظروف خاصة‪ ،‬و نشير في هذه‬
‫الحالة أن األضرار البيئية غالبا ما تتسم بالجسامة و على القاضي أن يراعي بدقة وضعية‬
‫الضحية و إن اضطر إلى اإلسناد على الخبرة القضائية‪ ،‬و طبيعة و خصوصية األضرار‬
‫البيئية و تتطلب افتراض المسؤولية على كل األفعال التي تؤدي إلى األضرار بالبيئة و‬
‫افتراض عالقة السببية في الحاق الضرر بالعناصر الطبيعية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬سلطات القارضي في مجال المسؤولية التعاقدية عن األرضرار البيئية‪.‬‬
‫الضرر البيئي ال ينجم فقط على اإلخالل بالمسؤولية التقصيرية و إنما يجد مجاال‬
‫خصبا في اإلخالل بااللتزامات التعاقدية‪ ،‬و إنتاج النفايات من أبرز االخالالت بالمسؤولية‬
‫التعاقدية‪ ،‬عن األضرار البيئية‪ ،‬و سنحاول التعرض إلى دور القاضي و سلطاته في مجال‬
‫المسؤولية التعاقدية‪ ،‬عن األضرار البيئية و هي التعرف على طبيعة االلتزامات التي تقع‬
‫على المتعاملين في مجال عقود اإلنتاج و استغالل النفايات‪ ،‬و األساس الذي تقوم عليه‬
‫المسؤولية التعاقدية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سادسا‪ :‬األساس الذي يستند عليه القارضي في تقرير المسؤولية التعاقدية‬

‫حيث أن األساس المعمول بع في المسؤولية المدنية و اإلخالل بالتزام التعاقدي الناجم‬


‫عن عدم تنفيذ االلتزام أو التأخر في التنفيذ‪ ،‬و مجموعة القوانين و األحكام القانونية التي‬
‫توحي بإمكانية االستناد إلى قواعد المسؤولية التعاقدية هي متالئمة مع التعامل مع المنتوج و‬
‫باإلضافة إلى االلتزام بالحصول على المعلومات الكافية‪ ،‬و هذا ما تضمنه التشريع الخاص‬
‫بالنفايات‪ ،‬و في األخير نشير إلى أن المسؤولية المدنية الناتجة عن اإلخالل بااللتزام‬
‫التعاقدي و التي تسبب في أضرار البيئية قد تستند في غالب األحيان إلى األساس العيوب‬
‫الخفي استنادا للمادة ‪ 797‬من القانون المدني‪ ،‬التي تقتضي بمسؤولية البائع و ضمانات‬
‫المشتري وقت التسليم اذا كان العيب في انقاص القيمة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال التعويض عن الرضرر البيئي‪.‬‬
‫القصد بالتعويض هو جبر الضرر الواقع على المتضرر و الطريقة األمثل للتعويض‬
‫عن الضرر هو إزالته كلما كان ذلك ممكنا‪ ،‬و هو ما يسمى بالتعويض العيني‪ ،‬و إن لم يكن‬
‫‪1‬‬
‫ذلك ننتقل للتعويض النقدي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعويض العيني لألرضرار البيئية‬
‫حيث أن الهدف من التعويض العيني عن الضرر البيئي هو إزالة التلوث و منع‬
‫حدوثه في المستقبل‪ ،‬كما يهدف إلى تصحيح و إصالح البيئي و الوسط الحيوي‪ ،‬و إعادة‬
‫الحال إلى ما كان عليه في السابق قبل حدوث التلوث الحق بالعناصر و موارد البيئة غير‬
‫المملوكة للشخص‪ ،‬و التعويض العيني هو خير وسيلة لتعويض أضرار التلوث التي تمس‬
‫بالجار‪.‬‬

‫حميدة جميلة‪ ،‬استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ‪،1‬دور القاضي في منازعات التعويض البيئية‪،‬مجلة البحوث و‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسات السياسية‪ ،‬العددالثاني عشر‪ ،‬ص ‪ 221‬الرجع السابق‬


‫‪49‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التعويض العيني‬


‫حيث أنه تلتقي المسؤولية التقصيرية مع المسؤولية العقدية في ضرورة تعويض‬
‫المضرور الذي أصابه الضرر‪ ،‬إال أن هذا التعويض قد يكون المال و هو ما يعرف‬
‫بالتعويض االتفاقي‪ ،‬أو قام القاضي بتقديره عندما كان النزاع عندما يتنازع األطراف و هو ما‬
‫‪1‬‬
‫يعرف بالتعويض القضائي‪ ،‬أو تم تقديره بنصص قانوني و هو ما يعرف بالنص القانوني‪.‬‬
‫أ‪ .‬تعريف الرضرر العيني‪:‬‬
‫حيث أن التعويض العيني يعرف بأنه الوسيلة إلصالح الضرر‪ ،‬و هو اإلصالح و‬
‫ليس المحو التام للضرر الواقع‪ ،‬و يقصد به إعادة الحال إلى ما كان عليه سابقا‪ ،‬قبل حدوث‬
‫الضرر‪ ،‬و يأخذ بعين االعتبار أن هناك أضرار ال يمكن إعادتها إلى ما كانت عليه في‬
‫السابق‪ ،‬و وفقا للقانون المدني فإن التعويض العيني بخصوص األموال الخاصة هو عودة‬
‫‪2‬‬
‫الحال الوظيفية للمال بشكا اقل قبل الضرر‪.‬‬
‫كما يكون التعويض عينيا متى ما ضمن الحكم بإعادة الحال إلى ما كان عليه سابقا‬
‫لو لم يحصل على اإلخالل من طرف المتعاقد في تنفيذ التزامه العقدي‪ ،‬و هذا السبيل من‬
‫السبل يعد األفضل من غيره فيؤدي إلى إصالح الضرر بصورة كاملة اكثر انسجاما مع ما‬
‫يهدف إليه التعويض‪.‬‬
‫ب‪ .‬أنواع التعويض العيني‪:‬‬
‫حيث تثير التطبيقات العملية من أحكام التعويض‪ ،‬و تتعدد أنواعه وفقا لهذه األحكام‪،‬‬
‫في حين أن مخالفة االلتزام تثير مشكلة نوع من التعويض‪.‬‬
‫‪ .6‬التعويض العيني المادي‪:‬‬
‫هذا التعويض في إطار االلتزامات العمل أو االمتناع عن عمل عن طريق الضرر‬
‫المادي الناجم عن استعمال األشياء و يشمل فرضيات عديدة‪.‬‬

‫معلم يوسف‪،‬المسؤولية الدولية بدون ضرر‪ ،‬اطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتو ار في القانون العام فرع القانون الدولي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية قسنطينة ص‪212‬‬


‫د‪ .‬ابراهيم صالح عطية‪ ،‬المسؤولية المدنيى عن الضرر البيولوجي دراسة المقارنةكلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫ديإلى‪ ،‬ص ‪22‬‬


‫‪50‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬التعويض العيني بموجب أحكام المسؤولية‪:‬‬


‫حيث يتجلى اإلصالح المادي من جانب االستقرار المادي و زيادة األموال في السوق‬
‫فالمتضرر ال يميل للتعويض النقدي بمادة الشيء التالف من اجل تفادي تقدي ار قد ال يكفي‬
‫عند التعويض النقدي‪ ،‬و في ظل االلتزام بعمل يلتزم المدين بالقيام بعمل المتفق عليه‪ ،‬و‬
‫بنفس الطريقة المتفق عليها لتحقيق نتيجة‬
‫ج‪ .‬التعويض العيني و الرضرر الجسدي‪:‬‬

‫بخصوص هذا الضرر نكون بصدد إشكالية حول إمكانية وجود تعويض عيني‪ ،‬عن‬
‫الضرر المادي الجسدي ألنه يتصور وجود هذا التعويض في حالة التزام المسؤول بعمل‬
‫الضار لمعالجة ما أصابه من ضرر في جسمه أو في عقله‪ ،‬من خالل عمله حيث أنه يقوم‬
‫بتحمل المصاريف الملقاة للمعالجة أو العناية أو الفحص الطبي‪.‬‬
‫فالضرر الجسدي هو األذى الذي يصيب جسد األنسان فيسبب إزهاق الروح أو‬
‫يصيب األنسان بالضرر و األذى و ال يسبب له الموت بل إصابة الجسد بأذى و عاهة‬
‫مستدامة فتعطل بعض أعضاء الجسم‪ ،‬أما عجز مؤقت أو دائم‪ ،‬في حين قد يتحقق الضرر‬
‫في حالة التعدي على جسم اإلنسان و يصيبه ضرر جسماني‪.‬‬
‫‪ .2‬التعويض العيني المعنوي‪:‬‬

‫حيث أن الضرر المعنوي و هو إخالل أو مساس بمصلحة أو حق مالي فهو‬


‫المساس بحق و مصلحة مشروعة أو أذى في مركزه القانوني أو االجتماعي‪ ،‬و قد يكون‬
‫مقترنا بأضرار مادية‪ ،‬و انخفاض القيمة الجمالية للبيئة على أساس انه ضرر معنوي‪ ،‬و‬
‫خاصة في إمكانية تقدير حرمان الشخص من التمتع بالسياحة و السباحة بمياه البحر أو‬
‫‪1‬‬
‫صيد األسماك و هذا لتلوث مياه البحر على أنه ضرر معنوي‪.‬‬

‫سارة سعالي‪،‬المسؤولية المدنية المترتبة عن التلوث البيئي‪،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون االعمال‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة العربي بن مهيدي‪،‬ام البواقي‪،1124،‬ص ‪.22‬‬


‫‪51‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬إعادة الحال كما كان عليه و التنفيذ العيني‪:‬‬

‫هناك من ذهب إلى استحالة تعويض العيني ألنه ال يمكن محو الضرر المفاجئ كما‬
‫أن أ خذ كلمة محو الضرر حرفيا من تعريف التعويض العيني ال يعني أن التعويض النقدي‬
‫ال يمحو الضرر لذلك إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث الضرر و عليه يحكم‬
‫بالتعويض النقدي عن الضرر المحقق‪ ،‬و تسمية التعويض العيني بالتنفيذ العيني الجبري‬
‫تميي از له امتناع المدين عن القيام بالعمل الذي التزم ب هاو عن القيام به‪ ،‬و هو التنفيذ‬
‫اإلجباري و التعويض العيني يلجأ عند عدم إمكان إجبار المدين على التنفيذا لعيني و يكون‬
‫التعويض دائما نقديا‪ ،‬و ذلك ألن أمر إعادة الحال إلى ما كان عليه ال يعد تعويضا و إنما‬
‫تنفيذا عينيا‪ ،‬و الجدير تسميته تعويضا عينيا‪.‬‬

‫و كما تنص المادة ‪ 1912‬من القانون المتعلق بالتلوث النفطي تنص على أن الهيئة‬
‫الحكومية التي تحصل على تعويضات عن األضرار بالمواد الطبيعية أو تدميرها أو فقدانها‬
‫أو فقدان استخدامها فتنص على‪:‬‬

‫أ‪ .‬تكاليف استصالح المواد الطبيعية التالفة و إنعاشها أو إحاللها‪.‬‬

‫ب‪ .‬تناقص الموارد الطبيعية ريثما يتم االستصالح‬

‫ج‪ .‬التكاليف المعقولة لالزمة لتقييم تلك األضرار و عدلت بالمادة ‪ 7219‬التي عالجت‬
‫المشكلة‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة الحال إلى ما كان عليه سابقا في القوانين المدنية‪:‬‬

‫أشار لها القانون المدني في المادة ‪ 221‬في القانون الفرنسي الذي يستند على‬
‫المسؤولية التقصيرية في المواد ‪ 211‬و ‪ 212‬منه‪ ،‬و يتبين جليا أن التعويضات المدنية و‬
‫هذا المبدأ عامة يقضي ب تعويض الضرر من دون توضيح طريقة التعويض‪ ،‬و ال يمنع‬
‫من الحكم بالتعويض العيني على الرغم من تردد الفقه و القضاء في تأييد و أنكار التعويض‬
‫‪52‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العيني في مجال المسؤولية التقصيرية و كذا الحال في المسؤولية العقدية ففي نص المادة‬
‫‪ 2212‬ال تستبعد الحكم بالتعويض العيني في كل مرة يكون فيها هذا الحال التعويض اقرب‬
‫‪1‬‬
‫إلى تحقيق العدل و التحقيق النقدي‬

‫و في قانون االلتزامات االلسوسري الصادر سنة ‪ 2112‬نصت المادة ‪ 22‬على أن ''‬


‫كل ما يحدث عمدا يعتبر ضر ار بالغير و أعمال مخالفة لآلداب‪ ،‬يلزم اإلصالح و الضرر''‬

‫كما تنص المادة ‪ 127‬من نفس القانون على أنه‪ :‬يجوز للقاضي أن يحل أو يضيف‬
‫إلى هذا القانون طريقا آخر عن طريق التعويض'' و يفهم من هذه النصوص جواز الحكم‬
‫‪2‬‬
‫بالتعويض العيني‪ ،‬على الرغم من عدم وجود نص صريح بذلك‬

‫و في هذه الحالة يمكن القول أن إعادة الشيء إلى عهده السابق و هذه الق اررات‬
‫تنطوي على إجراء توازن صعب و على القيم االقتصادية و بيئية كذلك و تعرف الفقرة ‪1‬‬
‫والمادة ‪ 1‬إلى اتفاقية المسؤولية المدنية الناتجة عن المواد الضارة على البيئة و تدابير إعادة‬
‫‪3‬‬
‫األمر لعهده السابق‪.‬‬

‫‪ .1‬نطاق التعويض العيني‪:‬‬

‫حيث أن التعويض العيني يجد نطاقه في المسؤولية العقدية و المسؤولية التقصيرية و‬


‫البعض يرى أن التعويض النقدي هو األصل‪ ،‬فقد يطلب المضرور تعويضا عينيا و يجوز‬
‫للقاضي إال يستجيب لطلبه و أن يتمتع بقدر من الدقة حتى و لو سعى إلى تفريد التعويض‬
‫وفقا لظروف المضرور و حقيقة الضرر الفعلي الذي أصابه و مدى توفر االحتماالت‪.‬‬

‫معلم يوسف‪،‬المسؤولية الدولية بدون ضرر‪ ،‬المرجع السابق ص ‪214‬‬ ‫‪1‬‬

‫الدكتور ابراهيم صالح عطية المرجع السابق الص ‪24‬‬ ‫‪2‬‬

‫سارة سعالي‪،‬المسؤولية المدنية المترتبة عن التلوث البيئي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪22‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪53‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ .‬نطاق التعويض في المسؤولية التقصيرية‪:‬‬

‫حيث نجد أن التعويض في المسؤولية التقصيرة اكثر مجاال منه في المسؤولية‬


‫العقدية‪ ،‬و في حالة أعمال التعويض العيني فيها غير محدد فهو أنسب للمتضرر و األنسب‬
‫لجبر المتضرر‪ ،‬و أكثر إعماال في ظل هذه المسؤولية‪ ،‬و هو اكثر الطرق التعويض مالئمة‬
‫إلصالح الضرر المتالتب على الفعل الغير مشروع و هو الطريق األصلي للتعويض و‬
‫يتميز ببساطته في كما أن صدور الحكم بالتعويض النقدي‪ ،‬كفيل بفض النزاع بخالف على‬
‫التعويض العيني في بعض األحيان يكون سببا لمنازعة جديدة‪.‬‬

‫‪ .1‬نطاق التعويض العيني‪:‬‬

‫حيث أن التعويض العيني يجد نطاقه في المسؤولية العقدية و المسؤولية التقصيرية و‬


‫البعض يرى أن التعويض النقدي هو األصل‪ ،‬فقد يطلب المضرور تعويضا عينيا و يجوز‬
‫للقاضي أال يستجيب لطلبه و أن يتمتع بقدر من الدقة حتى و لو سعى إلى تفريد التعويض‬
‫وفقا لظروف المضرور و حقيقة الضرر الفعلي الذي أصابه و مدى توفر االحتماالت‪.‬‬

‫أ‪ .‬نطاق التعويض في المسؤولية التقصيرية‪:‬‬

‫حيث نجد أن التعويض في المسؤولية التقصيرية اكثر مجاال منه في المسؤولية‬


‫العقدية‪ ،‬و في حالة أعمال التعويض العيني فيها غير محدد فهو أنسب للمتضرر و األنسب‬
‫لجبر المتضرر‪ ،‬و أكثر إعماال في ظل هذه المسؤولية‪ ،‬و هو اكثر الطرق التعويض مالئمة‬
‫إلصالح الضرر المتالتب على الفعل الغير مشروع و هو الطريق األصلي للتعويض و‬
‫يتميز ببسسطته في كما أن صدور الحكم بالتعويض النقدي‪ ،‬كفيل بفض النزاع بخالف على‬
‫‪1‬‬
‫التعويض العيني في بعض األحيان يكون سببا لمنازعة جديدة‪.‬‬

‫سارة سعالي‪،‬المسؤولية المدنية المترتبة عن التلوث البيئي‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ .‬نطاق التعويض في المسؤولية العقدية‪:‬‬

‫مبدأ نطاق التعويض في المسؤولية العقدية في المادة ‪ 2221‬من القانون الفرنسي''‬


‫أن كل التزام بعمل أو التزام أو امتناع يتحول إلى تعويض في حالة عدم تنفيذ المدين له''‬
‫فالتعويض في المسؤولة العقدية يكون أمر آخر يراه القاضي أكثر مالئمة لطبيعة الضرر و‬
‫رغم كل ما تقدم ال يزال التعويض و الضرر يشكل القاعدة األساسية التي تحكم التعويض و‬
‫إعادة النظر في التقدير أو تأجيل الدعوى لحين استق ارر الضرر بشكل نهائي و يكون حكمه‬
‫بالتعويض شامال لكل عناصر الضرر المراد تعويضه في ظل متطلبات تحقيق مبدأ‬
‫التعويض الكامل للضرر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعويض النقدي ألرضرار التلوث البيئي‬

‫طلب التعويض ممن أصابه الضرر سواءا كان شخصا معنويا أم طبيعيا‪ ،‬في حين‬
‫أن التلوث يصيب البيئة نفسها‪ ،‬في أن المطالبة بالتعويض و تقدير التعويض تتعلق‬
‫بالعناصر البيئة نفسها‪ ،‬أو عدم القدرة على تحديد قيمتها‪.‬‬

‫و كما يعرف التعويض النقدي انه مبلغ من النقود يحكم به للمضرور بوصفه مقابل‬
‫لكن أصابه من ضرر عوضا عن الضرر العيني‪ ،‬ذلك على كون النقود وسيلة للتبادل فهي‬
‫وسيلة للتقويم و يصلح التعويض النقدي لتعويض المضرور على ما أصابه من ضرر بيئي‬
‫مهما كان نوعه جسدي أو مالي أو معنوي يقدر بالنقود‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طرق التعويض النقدي للرضرر البيئي‪.‬‬

‫يعد تقدير الضرر البيئي من األمور الدقيقة للغاية التي يتوقف عليها فشل أو نجاح‬
‫الدعوى المسؤولية و التي تتأثر بهذا التعويض‪ ،‬فلكي يكون التعويض عن الضرر البيئي‬
‫فيجب تقديره نقدا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .6‬التقدير الموحد للرضرر البيئي‪:‬‬


‫حيث أنه يقوم التقدير الموحد للضرر البيئي على أساس إحالل و هي القيمة النقدية‬
‫على أساس التكاليف الثروة الطبيعية‪ ،‬التي تلوثت و القصد بتكاليف اإلحالل هي القيمة‬
‫النقدية األزمة إلعادة العنصر الطبيعي إلى ما كان عليه سابقا قبل حدوث الضرر‪ ،‬و يتم‬
‫تقييم العنصر الطبيعي على أساس قيمة االستعمال الفعلي له‪ ،‬و يتضمن المنفعة التي يمكن‬
‫تقديمها‪ ،‬و على سعر المؤسس عليها القيم العقارية‪ ،‬و أنها القيمة االقتصادية اإلجمالية‬
‫لألصول البيئية‪ ،‬المعتمدة على قيمة االستعمال الشيء التالف‪ 1،‬و تكمن الصعوبة في‬
‫التقدير تتمثل معيار التقدير لقيمة العنصر الطبيعي‪ ،‬بحيث تضمنت الهيئة القانونية بشأن‬
‫أضرار البيئة و الالئحة التنفيذية إذ تم تقدير على أساس أقل قيمة نقدية للعناصر و الحاالت‬
‫المشابهة‪ ،‬و أن محكمة أوريس حكمت بان الضرر الحاصل جراء الصيد توتياء البحر في‬
‫المنتزه البحري يكون أعلى قيمة من المنتجات التي تم صيدها كما يستلزم زيادة قيمة نفقات‬
‫حماية المكان الخاص بتكاثر األسماك‪ ،‬و فكرة تقييم كل عنصر من عناصر الطبيعة على‬
‫حدة كانت طريقة للتقييم األضرار البيئية و يجب األخذ بعين االعتبار مكان التلوث و‬
‫كمية الضرر و التلوث الحاصل و إمكانية خفض تكاليف المعالجة باستخدام افضل‬
‫الوسائل‪.‬‬
‫‪ .2‬التقدير الجزافي للرضرر البيئي‪:‬‬

‫تكمن طريقة التقدير الجزافي للضرر البيئي على أساس إعداد جداول تحدد قيمة‬
‫معروفة مسبقا للعنصر البيئي و الطبيعي و يتم حسابه وفقا لمعلومات و معطيات رقمية‬
‫موحدة يضعها خبراء‪ ،‬و مختصون في يميدان البيئة‪ ،‬و يعتبر هذا النظام نوعا من العقاب‬
‫على االنتهاك المسلط على البيئة‪ ،‬و إحصائيات و دراسات بيئية مسبقة في شكل جداول‬

‫نصير صبار لفنة‪،‬التعويض العيني في دراسة المقارنة‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون الخاص‪،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫النهرين‪ ،1112‬ص ‪.111‬‬


‫‪56‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫محددة مثل تقنين العقوبة و هذا من أجل أن يستبدل بها القاضي و التعويض األنسب و‬
‫‪1‬‬
‫نظ ار لحجم الضرر الذي يصيب المضرور‪.‬‬

‫قامت محكمة فرنسية بتطبيق التعويض الجزافي و حكمت على صاحب مزرعة‬
‫خنازير بدفع مبلغ واحد فرنك هذا تعويض جزافي عن المواد الدهنية الملوثة التي يقوم بإلقائها‬
‫مخالفة للقانون و فرنك واحد على التلوث البيولوجي و الكيميائي و ذلك ضمن تقدير‬
‫‪2‬‬
‫التعويض النقدي على تلك الملوثات‪.‬‬

‫في حالة ما التقدير و الجزافي لألضرار البيئية ال يتعلق إال بالعناصر و الثروات التي‬
‫تقدر قيمة السلع من أجل إمكانية حساباتها‪ ،‬و هناك مزايا ال تسمح بترك ضرر بيئي دون‬
‫تعويض حتى و لم يأخذ في حساباته القيمة الحقيقية للعناصر التي أصابها التلوث‪ ،‬فهو‬
‫يسمح بكل األحوال بإدانة المتسبب بالتلويث‪ ،‬و في حالة القانون يجعل األعمال التي‬
‫‪3‬‬
‫أصابت البيئة أعمال مشروعة‪.‬‬

‫‪ -‬الحلول األكثر حماية للمترضررين‪:‬‬

‫ال شك في أن تطبيق القواعد العامة في التعويض قد تترتب عليها تعويضا غير مؤكد‬
‫في مجال التعويض عن البيئة المحصنة فدعى التعويض و ما تتطلبه من شروط قبول و‬
‫إجراءات التقاضي يلجأ مسؤول عن التلوث إلى إنهاء االقتصادي إلى عالقات العمل لديه‬
‫كوسيلة تهديد مقابل عدم إدانته و عدم الزامه بالتعويضات التي قد تستحق‪.‬‬
‫‪ -‬نظام المسؤولية المحدودة‪:‬‬
‫حيث يكون نتيجة للضرر البيئي المحض في غالب األحيان ال يكون تعويضا كامال‬
‫و خصوصية األضرار تكمن في تكاليفها الباهضة‪ ،‬حيث يوضع حد أقصى للتعويض عند‬

‫نصير صبار لفنة‪ ،‬التعويض العيني للضرر البيئي‪ ،‬المرجع السابق‪111 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بلحاج وفاء المرجع نفسه ص ‪29،29‬‬ ‫‪2‬‬

‫اوجيطة فروجي‪،‬الضرر البيئي‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون العام‪،‬تخصص قانون البيئة‪،‬جامعة مولود‬ ‫‪3‬‬

‫معمري‪،‬كلية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪.1122،‬‬


‫‪57‬‬
‫التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حدوث الضرر و يبقى على المضرور أن يتحمل جزءا من األضرار و التي يبقى من دون‬
‫‪1‬‬
‫أضرار الناتجة عن العمل واحد فقط يتمثل في األضرار البيئي‬
‫بالنسبة لألضرار البيئية التي ال تخضع للمسؤولية المدنية في هذا المجال مبدا‬
‫‪2‬‬
‫المسؤولية المحدودة التي صدقت على اتفاقية لوجانو‬
‫‪ -‬نظام التعويض التلقائي‪:‬‬
‫حيث أنه يتم بصفة تلقائية فيه تطبيق لمبدأ الملوث الدافع حيث يتأسس التعويض‬
‫على إلزام الملوثين في الحوادث الضخمة بتعويض المضرورين تلقائيا بغرض تجنب‬
‫اإلجراءات التي تدين أعمالهم و أنشطتهم‪ ،‬و تهدف إلى تسهيل تعويض المضرور و‬
‫الضحايا و ضمان فاعليته من خالل تبني نظام التامين خاصة المسؤولية البيئة‪.‬‬

‫محمد صبري السعدي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪،‬دار الكتاب‪ ،‬ص ‪12‬‬ ‫‪1‬‬

‫مساعد عبد العاطي شتيوي‪ ،‬الضوابط القانونية الحاكمة النشاء المشروعاتالمالية على االنهار الدولية‪،‬دراسة تطبيقية‬ ‫‪2‬‬

‫دكتورة في القانون الدولي للمياه على حوض النيل‪ ،‬جامعة القاهرة ص ‪.17‬‬
‫‪58‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫يعتبر موضوع التعويض عن الضرر البيئي في القانون الدولي البيئي جديدا على‬
‫المحاكم‪ ،‬بحيث ظهرت عدة وجهات نظر لبحوث قيمة و تقدير التعويض عن الضرر‬
‫البيئي‪،‬كما يتبين لنا مما تقدم اان هناك صعوبة تقدير التعويض البيئي ‪،‬تكمن انه في انه‬
‫ضرر ال يمكن بعض عناصره النقود‪،‬لذلك وضع الفقه المعيارين االساسيين لتقديره و هما ‪:‬‬
‫التقدير الموحد و التقدير الجزافي للضرر البيئي‪ ،‬و كذلك نستخلص ان تجسيد المفهوم‬
‫القانوني للضرر البيئب االخذ بعين االعتبار خصوصية و اغلب القضايا التي طرحت على‬
‫القضاءترتكز على االضرار التي تصيب االشخاص و لكنها ال تولي اهتماما للضرر البيئي‬
‫مما ينعكس على مصالحها الخاصة‬

‫و هذا ما يقتضي مراجعة النصوص القانونية و جعلها اكثر انسجاما مع خصوصيات‬


‫الضرر البيئي و المواد البيئية و جسامة االضرار التي تصيب البيئة‪،‬فان هذا يقتضي‬
‫البحث على آليات قانونية مكملة للتعويض عن الضرر البيئي و تكون قادرة على المام‬
‫بكافة جوانبه و ظهوره التدريجي‪ ،‬و بعد تطرقنا الى ما جاء في التشريع و الفقه الدولي و‬
‫بخصوص المسؤولية الدنية عن االضرار الناتجة عن التلوث ابحري و النووي‪ ،‬ان الضرر‬
‫البيئي ال يتحقق دفعة واحدة و انما يتحقق بشكل تدريجي و صعوبة اثبات وجود الضرر و‬
‫تحديد مصده و اثاره الميتقبلية وفقا الى اساسيات المسؤولية الدولية المتمثلة في الفعل الغير‬
‫مشروع دوليا و األفعال التي ال يحظرها القانون ‪ ،‬فمعظم التشريعات البيئية و القواننين ز‬
‫اليات التعويض عن الضرر البيئي و اثباته باالتفاقيات الدولي و محكمة العدل الدولية‬
‫الفاصلة في المنازعات الدولية البيئية و التلوثات العابرة للحدود بتقير التعويضات عن‬
‫االضرار التي تصيب البيئة‪.‬‬

‫و على رضوء ماسبق نقدم التوصيات التالية‬

‫‪ /2‬دعم المجتمع الدولي لكل االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة و فرض رقابة دولية للتاكد من‬
‫مدى التزام كل شخص في المجتمع الدولي الحكام االتفاقيات‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ /1‬ضرورة صياغة االتفاقيات بشان المسؤولية الدولية عن االضرار البيئيية‬

‫‪ /2‬وضع اجراءات و آليات لتقييم الضرر البيئي و مراقبة جميع االنشطة التي تضر بالبيئة‪.‬‬

‫‪ /2‬الزام الدول بعدم التصريح او الترخيص باي نشاط بيئية ذات آثار ضارة بالبيئة‬

‫‪ / 4‬انشاء محاكم دولية للبيئة تختص بالنظر في المنازعات البيئية وفقا لالجراءات الحديثة و‬
‫المالئمة المنازعات‬

‫‪ / 2‬تجسيد فكرة التعاون الدولي للقضاء علىى االضرار البيئية و تببادل اللخبرات و ااتاحة‬
‫الوسائل التقنية و الكفاءات المحلية و انساء اجهزة دولية الن المشاكل البيئية هي مشاكل‬
‫عالمية و ال تخص دولة منفردة‪.‬‬

‫‪ /9‬إنشاء صندوق خاص بتعويض المتضررين‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ -6‬القوانين‪:‬‬

‫‪ .2‬قانون ‪71.211‬‬

‫‪ .1‬قانون ‪ 21/12‬المؤرخ في ‪ 27‬يويليو سنة ‪ 1112‬المتعلق بحماية البيئة في ايطار‬


‫التنمية المستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪،22‬مؤرخة في ‪11‬جويلية ‪1112‬‬
‫‪ .2‬االتفاقيات‪:‬‬

‫‪ .2‬االتفاقيات الخاصة بالضرر النووي‬

‫‪ .2‬اتفاقية ‪ 2727‬المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن التلوث النفطي‬

‫‪ .2‬اتفاقية ‪ 17‬جويلية ‪ 2721‬للمسؤولية الدولية عن اضرار نووية ‪.،‬بروتوكول ‪22‬‬


‫نوفمبر ‪ 21 2711‬فيفري‬

‫‪ .2‬اتفاقية باريس ‪2721‬‬

‫‪ .4‬اتفاقية بروكسيل ‪ ،2722‬المتعلقة بمسؤولية مشغلي السفن النووية‬


‫‪ .2‬اتفاقية فيينا ‪2722‬‬

‫ثانيا‪ :‬المؤلفات‬

‫‪ -6‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .2‬ابراهيم السوفي ابو الليل‪،‬المسؤولية المدنية بين التقييد و االطالق‪،‬مرجع‪،‬دار النهضة‬


‫العربية القاهرة‪2711،‬‬

‫‪ .1‬ابراهيم دسوقي ابو الليل‪ ،‬المسؤولية المدنية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪2711‬‬

‫‪63‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .2‬ابراهيم علي ‪ 2779‬الحقوق و الواجبات الدولية في العالم المتغير القاهرة دار النهضة‬
‫العربية‬

‫‪ .2‬احمد خالد ناصر‪،‬المسؤولية الدولية عن تلوث البيئة البحرية‪،‬دار الثقافة للنشر و‬


‫التوزيع‪ ،‬األردن‬

‫‪ .4‬احمد عبد الرواق سنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪،‬نظرية التزام‬

‫‪ .2‬احمد محمد حشيش‪ ،‬مفهوم القانوني للبيئة في ضوء مبدا سلمية القانون العام‪ ،‬ط ‪.‬‬
‫االولى ‪،‬شركة الحالل للطباعة مصر‪1112 ،‬‬

‫‪ .9‬باربوا ‪''،‬التقرير الول حول المسؤولية الدولية عن المنتج الضار عن االفعال التي ال‬
‫يحظرها القانون الدولي حولية لجنة القانون الدولي الدورة ‪ 2714/29‬المجلد الثاني جزء ‪2‬‬

‫‪ .1‬جمال محمود الكردي‪،‬اختصاص قضائي و تشريعي بدعاوى التعويض عن المضار‬


‫التلوث العابر للحدود ط ‪،1124 2‬دار النهضة العربية القاهرة‬

‫‪ .7‬حميدة جميلة‪ ،‬استاذة محاضرة بكلية الحقوق البليدة ‪،1‬دور القاضيفي منازعات‬
‫التعويض البيئية‪،‬مجلة البحوث و الدراسات السياسية ‪ ،‬العددالثاني عشر‬

‫رائد كاظم محمد الحداد التعويض في المسؤولية التقصيرية مجلة الكوفة العدد‬ ‫‪.21‬‬
‫‪ 1‬العراق‬

‫اززة لخضر‪،‬احكام المسؤوليةالدولية في ضوء قواعد القانون الدولي ‪ ،‬دار‬ ‫‪.22‬‬


‫الهدى الجزائر سنة ‪1122‬‬

‫سوزان معوض غنيم‪،‬النظم القانونية الدوليةلضمان استخدام الطاقة النووية في‬ ‫‪.21‬‬
‫االغراض السلمية‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬االسكندرية‪1122 ،‬‬

‫سيد قنديل ‪،‬اليات التعويض عن الضرر البيئي‪ ،‬دراسة االنظمة البيئية و‬ ‫‪.22‬‬
‫االتفاقيات الدولية‪ ،‬دار الجامعة االسكندرية‪1112 ،‬‬

‫‪64‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجديد‪ ،‬نظرية االلتزام‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫دار النشر للجامعات المصرية‬

‫عبد العزيز العسشاوي‪.‬محاضرات في المسؤولية الدولية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ط ‪1‬‬ ‫‪.24‬‬
‫‪،‬الجزائر ‪1117‬‬

‫االردني مصادر‬ ‫عدنان السرحان ‪،‬و نوري خاطر‪ ،‬شرح القانون المدني‬ ‫‪.22‬‬
‫الحقوقالشخصية‪ ،‬دار النشر‬

‫عدنان السرحان‪ ،‬و نوري خاطر ‪ ،‬شرح القانون المدني االردني‪ ،‬مصادر‬ ‫‪.29‬‬
‫الحقوق الشخصية (االلتزام)‬

‫العوضي بدرية (‪ )1112‬القانون الدولي العام الكويت مؤسسة دار الكتب‬ ‫‪.21‬‬

‫محمد المجدوب‪،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان ‪ ،‬سنة‬ ‫‪.27‬‬
‫‪1111‬‬

‫محمد المجدوب‪،‬القانون الدولي العام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان ‪ ،‬سنة‬ ‫‪.11‬‬
‫‪1111‬‬

‫محمد سعيد دقاق‪ ،‬شروط المصلحة في دعوى مسؤولية‬ ‫‪.12‬‬

‫محمد صبري السعدي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪،‬دار الكتاب‬ ‫‪.11‬‬

‫محمد عادل عسكر‪ ،‬القانون الدولي البيئي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫‪.12‬‬
‫االسكندرية‪1122‬‬

‫معمر رتيب عبد الحافظ‪،‬المسؤولية الدولية عن نقل النفايات البحرية‪،‬‬ ‫‪.12‬‬


‫مرجع‪،‬دار الكتب القانونية‪،‬مصر ‪1111‬‬

‫نبيل بشر‪ ،‬المسؤولية في عالم متغير‪،‬دكتو ار في القانون الدولي‪ ،‬بدون ذكر‬ ‫‪.14‬‬
‫دار لنشر ‪2772‬‬

‫‪65‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫نبيل بشر‪ ،‬المسؤولية في عالم متغير‪،‬دكتو ار في القانون الدولي‪ ،‬بدون ذكر‬ ‫‪.12‬‬
‫دار لنشر ‪2772‬‬

‫‪ -2‬أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير ومذكرات الماستر‪:‬‬

‫أ‪ -‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ .2‬رحماني خلف اهلل‪ ،‬المسؤولية الدولية عن الضرر البيئي‪ ،‬مذكرة نيل شهادة الماستر‬
‫تخصص القانون الدولي‪ ،‬و عالقات دولية جامعة‪ ،‬الدكتور طاهر موالي سعيدة ‪1122‬‬

‫‪ .1‬زرقان وليد مذكرة دكتورا‪، ،‬نظرية المخاطر اساس المسؤولية الدولية عن االنشطة‬
‫الدولية‪،‬بين النظرية و الممارسة الدولية ‪،‬جوان ‪1122‬‬

‫‪ .2‬سامي جاد عبد الرحمان واصل‪،‬ارهاب الدولة في اطار القانون الدولي العام‪،‬دكتو ار‬
‫في القانون الدولي‪،‬منشاة المعارف‪،‬االسكندرية‪،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1112‬‬

‫‪ .2‬عبد الغاني حسونة‪ ،‬الحماية القانوني للبيئة في ايطار التنمية المستدامة ‪،‬اطروحة‬
‫دكتو ار في الحقوق تخصص قانون اعمال ‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد‬
‫خضير بسكرة‬

‫‪ .4‬غداوية حورية‪،‬المسؤولية الدولية المترتبة عن تلوث البيئة البحرية‪،‬اطروحة مقدمة لنيل‬


‫درجة دكتوراه في القانون العام‪،‬كلية الحقوق البليدة‪1124-1122،‬‬

‫‪ .2‬مرفت محمد البارودي‪،‬المسؤولية الجنائيةلالستخدامات السلمية للطاقة النووية‪،‬رسالة‬


‫دكتورا‪،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬مصر‪2772،‬‬

‫‪ .9‬مساعد عبد العاطي شتيوي‪ ،‬الضوابط القانونية الحاكمة النشاء المشروعاتالمالية على‬
‫االنهار الدولية‪،‬دراسة تطبيقية دكتورة في القانون الدولي للمياه على حوض النيل‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‬

‫‪66‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬مساعد عبد العاطي شتيوي‪،‬الضوابط القانونية الحاكمة النشاء المشروعات المالية‬


‫على االنهار الدولية‪،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬دكتو ار في القانون الدولي للمياه على حوض النيل‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‬

‫‪ .7‬معلم يوسف ‪/‬المسؤولية الدولية دون ضرر‪،‬البيئي‪،‬رسالة دكتو ار في القانون جامعة‬


‫منتوري قسنطينة‬

‫معلم يوسف‪،‬المسؤولية الدولية بدون ضرر‪ ،‬اطروحة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫‪.21‬‬
‫الدكتو ار في القانون العام فرع القانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية قسنطينة‬

‫اليات القانونية لحماية بيئة الجزائر ‪.‬رسالة الدكتو ار في القانون العام جامعة‬ ‫‪.22‬‬
‫تلمسان ‪1112‬‬

‫يوسف نور الدين جبر‪ ،‬التلوث البيئي اطروحة الدكتو ار اللقانون الخاص‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكلرة ‪1121‬‬

‫ب‪ -‬رسائل الماجستير‪:‬‬

‫‪ .2‬رحماني خلف‪ ،‬مذكرة نيل الماجستير‪ ،‬تخصص قانون دولي‪ ،‬جامعة سعيدة كلية‬
‫حقوق السنة ‪1122 1124‬‬

‫‪ .1‬رحموني محمد‪ ،‬اليات التعويض عن الضرر البيئي في التشريع االجزائري ‪،‬مذكرة‬


‫مكملة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي‪،‬جامعة محمد امين دباغين‪1122 ،‬‬

‫‪ .3‬نصير صبار لفنة‪،‬التعويض العيني في دراسة المقارنة‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‬


‫في القانون الخاص‪،‬جامعة النهرين‪1112‬‬

‫ج‪ -‬مذكرات الماستر‪:‬‬

‫‪21 .6‬اوجيطة فروجي‪،‬الضرر البيئي‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون‬


‫العام‪،‬تخصص قانون البيئة‪،‬جامعة مولود معمري‪،‬كلية الحقوق ‪ ،‬تيزي وزو‪1122،‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬بلحاج وفاء‪،‬التعويض عن الضرر البيئي في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية‬


‫الحقوق و العلوم السياسية جامعة محمد خيضر بسكرة‪1122 ،‬‬

‫‪ .2‬سارة سعالي‪،‬المسؤولية المدنية المترتبة عن التلوث البيئي‪،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة‬


‫الماستر ‪ ،‬تخصص قانون االعمال‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪،‬ام البواقي‪1124،‬‬

‫‪ -3‬المقاالت العلمية‪:‬‬

‫‪ .2‬مجلة آفاق للعلوم‪،issn2507 -7228،‬المسؤولية المدنية عن االضرار النووية‪،‬تاريخ‬


‫االرسال‪ 1121/12/14:‬تاريخ النشر جوان ‪،1121‬جامعة زيان عاشور‪-‬الجلفة‬

‫‪ .1‬وليد كاظم المسؤولية المدنية لمستغل المنشاة النووية في ظل االتفاقية الدولية‪،‬مجلة‬


‫اهل البيت العدد‪4‬‬

‫‪68‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪6 .................................................................................‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬مفهوم للتعويض عن الرضرر البيئي ‪9 .................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الرضرر البيئي‪9 .................................................. .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرضرر البيئي‪9 ...................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي للرضرر البيئي‪1 ............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف التشريعي للرضرر البيئي‪9 .........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الرضرر البيئي في مجتمع القانون الدولي‪9 ...................... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرضرر في أعمال رابطة القانون‪9 ...................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الرضرر المستحق التعويض‪9 ...................................... .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المسؤولية الدولية و أركانها‪5 ................................... .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية المسؤولية الدولية و أركانها‪5 .................................... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المسؤولية الدولية ‪5 ................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الواقعة الدولية المنشأة كشرط من شروط المسؤولية الدولية‪61............ .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المسؤولية الدولية عن المساس بالبيئة‪61........................ .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية المدنية الدولية‪61.............................................. .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية الجنائية الدولية عن المساس بالبيئة ‪61........................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬المسؤولية الدولية أساس التعويض عن الرضرر البيئي ‪62.................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬العمل غير المشروع دوليا‪62............................................ .‬‬

‫‪70‬‬
‫الفهرس‬

‫المطلب األول‪ :‬موقف الفقه و القرضاء الدوليين عن الفعل الغير مشروع دوليا‪63........ .‬‬

‫فرع األول‪ :‬موقف الفقه الدولي عن الفعل الغير مشروع‪63.............................. .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف القرضاء الدولي من من الفعل الغير مشروع دوليا‪64................ .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف لجنة القانون الدولي من الفعل غير مشروع ‪61....................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إسناد الفعل الغير مشرع إلى الدولة‪69..................................... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إسناد الفعل الدولي الغير المشروع إلى المنظمة الدولية ‪65.................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفعل الذي ال يحظره القانون كأساس للمسؤولية الدولية (نظرية المخاطر)‬
‫‪21......................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظرية المخاطر ‪21.......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرضمون نظرية المخاطر ‪21................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر المسؤولية على أساس المخاطر ‪26................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬رأي لجنة القانون الدولي و القرضاء الدولي حول نظرية المخاطر ‪22......‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظرية المخاطر في أحكام القانون الدولي‪23............................... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف لجنة القانون الدولي من نظرية المخاطر‪24........................ .‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التعويض من خالل االتفاقيات و تسوية منازعات التعويض ‪25............‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اتفاقيات المسؤولية المدنية‪25.......................................... .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المسؤولية المدنية عن األرضرار النووية في ظل اتفاقيات الدولية‪25...... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني للمسؤولية المدنية عن األرضرار النووية‪31............... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية التعويض ‪32.....................................................‬‬

‫‪71‬‬
‫الفهرس‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية المدنية عن حماية البيئة البحرية‪34......................... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عناصر المسؤولية المدنية في المجال البحري‪39.......................... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النظام القانوني للمسؤولية المدنية عن التلوث البحري‪39.................. .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تسوية منازعات التعويض‪46........................................... .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المشكالت القانونية المتعلقة بالمنازعات البيئية‪46....................... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المنازعة البيئية‪42................................................. .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات القارضي في إصالح األرضرار البيئية‪41............................ .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال التعويض عن الرضرر البيئي‪45.................................. .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعويض العيني لألرضرار البيئية ‪45.........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعويض النقدي ألرضرار التلوث البيئي ‪99..................................‬‬

‫خاتمة ‪11................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪13........................................................................‬‬

‫الفهرس ‪91............................................................................‬‬

‫‪72‬‬

You might also like