You are on page 1of 252

‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬


‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪2003‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪24‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫تقـــديـــم‬

‫إن اســتقرار املجتمــعات‪ ،‬ورقيها ال يتحقــق إال باالعتنــاء بالســرة‪ ،‬وتوفير الظروف املالئمة لضمـان‬
‫قيامها بأدوارها‪ ،‬في بناء جيل قادر على اإلسهام بشكل إيجابي في التنمية لضمان العيش في مجتمع آمن‬
‫يستثمر رأسماله البشري أسمى استثمار‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق اعتبر الدستور املغربي أن السرة هي الخلية الساسية للمجتمع وأن الدولة تعمل‬
‫على ضمان الحماية الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية لها‪ ،‬بما يضمن وحدتها واستقرارها واملحافظة‬
‫عليها‪.‬‬
‫وال شك أن السـرة املتوازنـة‪ ،‬املبنية على أسس من الترابط‪ ،‬واللفة‪ ،‬واالحترام‪ ،‬مكسب ال يتحقق إال‬
‫إذا ارتكزت هذه السرة على زواج سليم البناء‪ ،‬والزواج بهذا املعنى ال يتحقق إال بكمـال الهليـة‪ ،‬والنضـج‬
‫البدنـي‪ ،‬والعقلـي‪ ،‬والقـدرة علـى تحمـل طرفيه للمسـؤولية‪ ،‬والعباء املترتبة عنه‪.‬‬
‫لهذه الغاية‪ ،‬وانسجاما مع ما تضمنته االتفاقيات الدولية‪ ،‬وال سيما اتفاقيـة حقـوق الطفـل لسـنة‬
‫‪ ،1989‬حددت مدونة السرة ســن الــزواج بالنسبة للفتى والفتاة في ‪ 18‬ســنة شمســية‪ ،‬ولم تسمح بإبـرام زواج‬
‫من لم يبلغ هذه السن إال استثناء ووفق ضوابط خاصة‪ ،‬تشترط صدور إذن قضائي معلل بذلك‪ ،‬يبين‬
‫املصلحة والسباب الداعية إلى اإلذن بالتزويج‪ ،‬وذلك بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبــه الشــرعي‪،‬‬
‫واالسـتعانة بخبـرة‪ ،‬أو إجـراء بحـث اجتماعـي‪.‬‬
‫وإذا كانت الضمانات املسطرية املحيطة بزواج القاصر في مدونة السرة تعكس رغبة املشرع في تكريس‬
‫الطابع االستثنائي لهذا الزواج‪ ،‬وجعله في حدوده الدنيا‪ ،‬فإن اإلحصائيات املسجلة في هذا الصدد‪ ،‬تكشف‬
‫واقعا مغايرا ومخالفا لغاية املشرع هذه‪ ،‬وتبرز ارتفاع الرقام املسجلة سنويا لزواج القاصر‪ ،‬مما يسائلنا‬
‫جميعا ‪ ،‬ويجعلنا أمام ظاهرة تستوجب املزيد من تظافر الجهود‪ ،‬وتعبئة كافة القوى الحية للمجتمع‪.‬‬
‫واستحضارا لاللتزامات الدستورية والدولية للمملكة‪ ،‬وبالنظر ملقتضيات مدونة السرة سيما املادة‬
‫الثالثة منها التي جعلت من النيابة العامة طرفا أساسيا في قضايا السرة‪ ،‬واملادة ‪ 54‬التي أسندت للنيابة‬
‫العامة مهمة السهر على تنفيذ أحكامها املتعلقة بحماية حقوق الطفل‪.‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وفي إطار تنفيذ التزامات إعالن مراكش ‪ 2020‬للقضاء على العنف ضد املرأة‪ ،‬سيما االلتزامات ذات‬
‫الصلة بمكافحة زواج القاصر‪.‬‬
‫وإسهاما من رئاسة النيابة العامة في رفع التحدي الذي انخرطت فيه بالدنا ملواجهة زواج القاصر‬
‫باعتباره من املمارسات التي تنعكس سلبا على ضمان تمتع الطفال بحقوقهم الكاملة‪ ،‬وتكملة للجهود‬
‫الحثيثة املبذولة على مستوى التأطير‪ ،‬والتكوين‪ ،‬وتعزيز قدرات قضاة النيابة العامة‪ ،‬عملت على إعداد‬
‫هذه الدراسة التشخيصية التي تنسجم أهدافها مع رؤيتها االستراتيجية والشاملة لحماية السرة عموما‪،‬‬
‫وحماية الطفل على وجه الخصوص‪.‬‬
‫وتشكل هذه الدراسة أرضية بالغة الهمية‪ ،‬تستنطق واقع املمارسة القضائية ذات الصلة بزواج‬
‫القاصر‪ ،‬من خالل مقاربة الجانب اإلجرائي املرتبط بتدبير مسطرة زواج القاصر على مستوى املحاكم‪،‬‬
‫باالعتماد على عدة مؤشرات وتحليلها‪ .‬وتالمس العوامل الحقيقة التي تحول دون كسب رهان القضاء على‬
‫هذه الظاهرة‪ ،‬من خالل البحث في الجوانب الواقعية املتحكمة في هذا الزواج‪ ،‬ال سيما التمثالت‬
‫السوسيوثقافية‪ .‬كما تتوخى اقتراح خطة طريق تيهئ ملستقبل العمل القضائي من جهة‪ ،‬والعمل التشاركي‬
‫املتعدد التدخالت من جهة أخرى‪ ،‬وذلك من خالل توصيات تأمل رئاسة النيابة العامة أن تساعد وترشد‬
‫املمارس واملتدخل‪ ،‬واملهتم باملوضوع‪.‬‬
‫كما أن الدراسة التشخيصية‪ ،‬من هذا املنطلق‪ ،‬قد تشكل وثيقة مرجعية تساهم في إغناء املراجعة‬
‫التشريعية املرتقبة‪ ،‬بما يكرس احترام بالدنا لحقوق الطفل وانخراطها كشريك دولي موثوق به‪ ،‬تنفيذا للرؤيا‬
‫املتبصرة لصاحب الجاللة امللك محمد السادس نصره هللا في قيادته للنموذج التنموي الجديد للمملكة‪.‬‬
‫وهللا ولي التوفيق‪.‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

Etude Mariage des Enfants


Préface Représentante UNICEF Maroc

L’engagement de l’Etat marocain pour la lutte contre le mariage des enfants est une évidence que l’UNICEF
salue. Cependant malgré tous les efforts entrepris, cette pratique demeure une réalité quotidienne de
plusieurs milliers d’enfants mariées avant l’âge de 18 ans. Le Maroc peut-il réaliser son plein potentiel alors
que certains de ses enfants particulièrement des filles continuent d'être mariés alors qu’ils sont encore
enfants ? Cette pratique limite le potentiel du développement économique et social du pays. La corrélation
entre le mariage et la vulnérabilité est très forte. Le mariage d’enfants et les grossesses précoces forcent
des millions de filles à abandonner leurs études et contribuent ainsi à leur exclusion, à l’abandon de leurs
projets de vie et réduit considérablement leur capacité de participation à la création de la richesse
nationale.

Une situation dramatique pour les enfants mariés, en particulier les filles

Les jeunes filles mariées sont un groupe particulièrement vulnérable, bien qu’en grande partie invisible.
Elles sont souvent tenues d’effectuer de lourdes charges de travail domestique, sont sous pression pour
démontrer leur fertilité, et sont responsables d’élever des enfants alors qu’elles-mêmes sont des enfants
eux-mêmes. Les filles mariées et les jeunes filles mères ont un pouvoir limité de prendre des décisions, elles
ne sont en mesure d’avoir un revenu et sont vulnérables à plusieurs risques de santé, de violence, d’abus
et d’exploitation. Les jeunes filles paient un lourd tribut de leur santé physique et mentale.

Pour une feuille de route intégrée

L’UNICEF salue le leadership de la Présidence du Ministère Public sur cette question. Cette étude nous
démontre qu’en plus des dimensions juridiques et judicaires, les déterminants soutenant le maintien de
cette pratique sont multiples. Pour cela, il est nécessaire de conjuguer les efforts des différentes parties
prenantes. Il faut soutenir les lois et les politiques visant à mettre fin au mariage des enfants. L’engagement
du gouvernement à adopter une loi est en particulier nécessaire pour aider à réduire la pratique sociale de
ce mariage. Cependant la réforme législative à elle seule n’est pas suffisante et ne doit pas créer des effets
pervers qui endommagerait d’une autre manière les droits de l’enfant. Il est nécessaire de la soutenir par
d’autres mesures, surtout la promotion auprès des familles d’attitudes positives et des mesures qui
donnent aux adolescentes les moyens de vivre pleinement leur vie. Aujourd’hui encore, le taux spécifique
de scolarisation, chez les filles en milieu rural âgées de 15-17 ans est à peine de 39.2%. Les politiques de
l’éducation et de la protection sociale doivent prioriser les enfants les plus vulnérables. L’éducation, ainsi
que les opportunités économiques sont des outils les plus puissants pour retarder l’âge auquel les filles se
marient et soutient le changement des normes sociales. Elle permet à la fille de développer son potentiel
et de renforcer ses compétences de vie, de diminuer son isolement social et économique et de multiplier
l’accessibilité aux alternatives au mariage. Les politiques de protection sociale doivent tenir compte de
cette dimension.
Giovanna Barberis
Représentative
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫اللجنة العلمية لإعداد ادلراسة التشخيصية حول زواج القارص‬


‫الس يدة أمينة أفرويخ رئيسة قطب النيابة العامة املتخصصة والتعاون القضايئ؛‬ ‫‪‬‬
‫الس يد حسن اإبراهميي رئيس وحدة تدخل النيابة العامة يف القضااي املدنية والتجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫الس يد جامل ا إلدرييس انئب الوكيل العام للمكل دلى حممكة الاس تئناف ببين مالل؛‬ ‫‪‬‬
‫الس يدة عزيزة هنداز رئيسة شعبة النيابة العامة املتخصصة؛‬ ‫‪‬‬
‫الس يدة نرسين بوس نان قاضية بوحدة تدخل النيابة العامة يف قضااي الرسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫السياق العام للدراسة التشخيصية‬


‫تشكل السرة املبنية على أسس متينة من الترابط واللفة واملودة واملعاشرة باملعروف عماد‬
‫املجتمع‪ ،‬واللبنة الساسية في صالح بنائه‪ ،‬لذلك اعتبرها الدستور في الفصل ‪ 32‬منه الخلية الساسية‬
‫للمجتمع‪ ،‬وأوكل للدولة مسؤولية العمل على ضمان حمايتها الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية بما‬
‫يضمن الحفاظ على تماسكها واستقرارها واملحافظة عليها‪.‬‬
‫واعتبارا ملا سلف‪ ،‬ونظرا ملا يترتب عن العالقة الزوجية من التزامات ال يستهان بها على عاتق‬
‫الزوجين (حمل ووالدة وتنشئة الوالد واإلنفاق‪ ،)...‬فقد حددت لها مختلف التشريعات ضوابط‬
‫واضحة‪ ،‬ترتبط أساسا بتحقق القدرة على بناء أسرة متماسكة تقوم بأدوارها املجتمعية أحسن قيام‪،‬‬
‫وقيدت زواج الفتى والفتاة بمجموعة من الشروط‪ ،‬ومن بينها ضرورة توفرهما على أهلية الزواج‬
‫املتمثلة في بلوغ سن معينة محددة في ‪ 18‬سنة لدى معظم الدول‪ ،‬انسجاما مع السن املحددة لبلوغ‬
‫الرشد في االتفاقية الدولية لحقوق الطفل‪.‬‬
‫إال أنه والعتبارات عدة‪ ،‬فقد تم السماح استثناء بزواج من هم دون سن الهلية املحدد كأصل‬
‫في ‪ 18‬سنة‪ ،‬وهو المر الذي كرسه املشرع املغربي بدوره في ظل مدونة السرة من خالل املادتين ‪،20‬‬
‫و‪ ،21‬بعد أن أقر في املادة ‪ 19‬أن أهلية الزواج ال تكتمل إال بإتمام ثمان عشرة سنة‪.‬‬
‫والواضح من خالل استقراء املادتين ‪ 20‬و‪ 21‬أن املشرع املغربي وإن أباح الزواج ملن هم دون سن‬
‫الهلية‪ ،‬فإنه أحاط هذا الزواج بضوابط صارمة‪ ،‬تحقق القصد والغاية من هذا النص‪ ،‬واملتمثلة‬
‫أساسا في إبقاء هذا النوع من الزواج في إطاره االستثنائي‪ ،‬بما يضمن الحفاظ على مصالح الطفال‬
‫الفضلى‪.‬‬
‫غير أن اإلحصائيات التي يتم تسجيلها سنويا منذ دخول مدونة السرة حيز التنفيذ في‬
‫‪ 5‬فبراير ‪ 1،2004‬تثير أكثر من تساؤل‪ ،‬نظرا لالرتفاع الكبير في عدد رسوم زواج القاصرين‪ ،‬مما يجعل‬

‫‪ - 1‬راجع ما سيأتي بخصوص تحليل املعطيات اإلحصائية لزواج القاصر منذ صدور املدونة إلى حدود سنة ‪.2019‬‬

‫‪1‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫القوانين الحمائية واملؤسسات الساهرة على إنفاذها محط مساءلة‪ ،‬ويسائل أيضا جميع الفاعلين‬
‫املعنيين من مؤسسات وأفراد حول التدابير التي يتعين اتخاذها للحد من هذا الزواج‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن املوضوع يشكل مصدر قلق لدى العديد من الدول‪ ،‬نظرا لتزايد عدد‬
‫القاصرين املتزوجين قبل السن القانوني‪ ،‬وملا يترتب عن هذا النوع من الزواج من تبعات وآثار وخيمة‬
‫على تمتع الطفال بحقوقهم‪ ،‬حيث يعوق نموهم‪ ،‬وفرص بناء مستقبلهم‪ ،‬وتحقيق استقالليتهم‪،‬‬
‫ويجعلهم أكثر عرضة للعنف البدني‪ ،‬والنفس ي‪ ،‬واالستغالل االقتصادي والجنس ي‪ ،‬وقد يصل المر في‬
‫بعض الحيان إلى سقوطهم ضحايا لالتجار بالطفال‪.‬‬
‫وفضال عما ذكر‪ ،‬يقترن ارتفاع نسب زواج القاصر بارتفاع معدالت وفيات المهات والرضع‪ ،‬كما‬
‫يمكن أن تلحق هذه املمارسة أضرارا بالغة بصحة الفتيات الجنسية واإلنجابية‪ ،2‬بل إن العديد من‬
‫الوثائق والتقارير الدولية تذهب إلى احتمال أن‪" :‬املضاعفات املرتبطة بالحمل سبب رئيس ي للوفاة بين‬
‫الطفالت‪ ،‬وترفع احتمال وفاة النساء اللواتي بلغن العشرينيات من عمرهن إلى الضعف"‪.3‬‬
‫كما أن تزويج الطفال والحمل املبكر‪ ،‬يشكل إحدى العقبات الرئيسية التي تحول دون ضمان‬
‫فرص التعليم‪ ،‬والعمل‪ ،‬وغيرها من الفرص االقتصادية للفتيات والشابات‪ ، 4‬مما يساهم في هدر‬
‫طاقات ال يستهان بها في بناء املجتمع‪ ،‬ويعوق تكوين جيل قادر على كسب رهان التنمية‪ ،‬لذا اعتبرت‬
‫هيئة المم املتحدة للمرأة مكافحة زواج القاصر أحد الهداف الساسية للتنمية املستدامة في أفق‬
‫سنة ‪.52030‬‬

‫‪ - 2‬انظر في هذا الصدد‪ :‬تقرير املفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪" ،‬املمارسات املتبعة في اعتماد نهج قائم على حقوق اإلنسان للقضاء على الوفيات والمراض النفسية‬
‫التي يمكن الوقاية منها (‪ A/HRC/18/27‬و‪ Corr.1‬و‪ ،)2‬الفقرة ‪.11‬‬
‫‪ -3‬انظر في ذلك‪ :‬تقرير املفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪" ،‬املمارسات املتبعة في اعتماد نهج قائم على حقوق اإلنسان للقضاء على الوفيات والمراض النفسية التي‬
‫يمكن الوقاية منها‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫وال تتمكن في أغلب الحيان الفتيات والنساء ضحايا الزواج املبكر من اتخاذ قرارات بشأن صحتهن الجنسية واإلنجابية‪ ،‬أو ال يمتلكن معلومات كافية في هذا الصدد‪ ،‬مما يقوض‬
‫قدرتهن على ال ّ‬
‫تصدي مجابهة اآلثار املترتبة عن االرتباط الزوجي‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - 4‬انظر في هذا الخصوص‪ :‬قرار لجنة وضع املرأة ‪ .3/51‬وانظر أيضا برنامج عمل مؤتمر المم املتحدة الدولي للسكان والتنمية‪ ،‬الفقرتان ‪ 21-4‬و‪ ،41-7‬ومنهاج عمل بيجين‪ ،‬الفقرة‬
‫‪ ،93‬والبيان املشترك الذي أصدره فريق من خبراء المم املتحدة في مجال حقوق اإلنسان لالحتفال باليوم الدولي الول للطفلة‪.2012 ،‬‬
‫‪ - 5‬حيث شكل الهدف رقم ‪ ،5‬املتمثل في القضاء على جميع املمارسات الضارة مثل زواج الطفال‪ ،‬والزواج املبكر‪ ،‬والزواج القسري‪ ،‬وختان اإلناث‪ .‬انظر في ذلك‪ :‬التقرير املنجز سنة‬
‫‪ 2018‬تحت إ شراف هيئة المم املتحدة للمرأة تحت عنوان‪ " :‬تحويل الوعود إلى أفعال‪ :‬املساواة بين الجنسين في خطة التنمية املستدامة لعام ‪ ،"2030‬الصفحة ‪.83‬‬

‫‪2‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ - 1‬املرجعية الدولية لزواج القاصر‬


‫يسمح االنفتاح على املرجعية الدولية املؤطرة لزواج القاصر‪ ،‬باستحضار جهود املنتظم الدولي‬
‫في الحد من هذه الظاهرة‪ ،‬التي تؤرق أغلب دول املعمور‪ ،‬وقد تجلى هذا المر من خالل املقتضيات‬
‫التي أفردتها االتفاقيات الدولية ذات الصلة باملوضوع‪ ،‬والتوصيات والتقارير الصادرة عن الهيئات‬
‫الممية املختصة‪.‬‬
‫كما تعد مقاربة املوضوع من خالل التشريعات املقارنة مقياسا لتحليل التجربة املغربية‪،‬‬
‫واستشراف التعديالت املرتقبة في خضم النقاش الدائر حول تعديل مدونة السرة‪.‬‬

‫‪ 1 – 1‬االتفاقيات الدولية‬
‫أفردت االتفاقيات الدولية مقتضيات بالغة الهمية ملوضوع الزواج‪ ،‬وللشروط التي يتعين‬
‫استحضارها عند إبرامه‪ ،‬والتي تعد الزمة لعالقة متوازنة مؤسسة على حرية اختيار الشريك‪ ،‬وتحمل‬
‫أعباء الحياة الزوجية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار نص اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان الصادر سنة ‪ 61948‬على أن‪ :‬الزواج‬
‫ال ينعقد إال برضا الطرفين رضاء كامال ال اعتراض فيه‪ .‬وهو املقتض ى الذي أكده العهدان الدوليان‬
‫املؤرخان في ‪ 16‬دجنبر ‪ 7،1966‬بإشارتهما إلى ضرورة توفر "ركن الرضا الحر والتام على الزواج"‪.8‬‬
‫واستحضارا لهذه املقتضيات‪ ،‬يعد زواج القاصر الذي لم يبلغ سن الرشد القانوني بمثابـة زواج‬
‫قسـري‪ ،‬لكون الطفل في هذه الحالة عاجزا عن التعبيـر عن رأي مبني على درايـة وإدراك‪ ،‬وعن املوافقة‬
‫الواعيـة‪ ،‬والكاملـة‪ ،‬والحـرة علـى هذا الـزواج‪.‬‬

‫‪ - 6‬اعتمد ونشر على املأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة‪ 217 ،‬ألف (د‪ ،)3-‬املؤرخ في ‪ 10‬دجنبر ‪ .1948‬وقد نصت املادة ‪ 16‬منه على ما يلي‪:‬‬
‫"‪ .1‬للرجل واملرأة‪ ،‬متى أدركا سن البلوغ‪ ،‬حق التـزوج وتأسـيس أسرة‪ ،‬دون أي قيد بسبب العـرق أو الجنـسية أو الـدين‪ .‬وهمـا متساويان في الحقوق لدى التزوج وخالل قيام الزواج ولدى‬
‫انحالله‪ .2 .‬ال يعقد الزواج إال برضا الطرفين املزمع زواجهما رضاء كامال ال إكـراه فيـه‪ .3 .‬السرة هي الخلية الطبيعية والساسية في املجتمع‪ ،‬ولهـا حـق التمتع بحماية املجتمع والدولة‪".‬‬
‫‪ - 7‬ويتعلق المر بالعهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية ل ‪ 16‬دجنبر ‪ ،1966‬والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ل ‪ 16‬دجنبر ‪( 1966‬قام‬
‫املغرب بإيداع أدوات التصديق على العهدين في ‪ 3‬ماي ‪ ،1979‬حيث صادق عليهما بظهير رقم ‪ 1-78-4‬الصادر في ‪ 27‬مارس ‪ ،1979‬ودخال حيز النفاذ وطنيا في ‪ 3‬غشت ‪ ،1979‬وصدرا‬
‫في الجريدة الرسمية عدد ‪ 3525‬بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪،)1980‬‬
‫‪ - 8‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 23‬في فقرتها الثالثة من العهد الول‪ ،‬واملادة العاشرة في فقرتها الولى من العهد الثاني‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وتعتبر اتفاقية الرضا بالزواج والحد الدنى للزواج وتسجيل عقود الزواج‪ ،‬ل ‪ 9‬دجنبر ‪91964‬من‬
‫أهم االتفاقيات الصادرة عن المم املتحدة التي تطرقت ملوضوع زواج القاصر بشكل مباشر‪ ،‬فبعد‬
‫أن نصت مادتها الولى على وجوب إعراب أطراف الزواج شخصيا على املوافقة على الزواج‪ ،‬وبضرورة‬
‫حضور سلطة مختصة أثناء اإلبرام‪ ،‬وهو ما يشكل ضمانة لتالفي الزواج القسري؛ أسست املادة‬
‫الثانية من نفس االتفاقية للطابع االستثنائي لزواج القاصر‪ ،‬ونصت على إباحته إذا كان في ذلك‬
‫مصلحة للطرفين‪ ،‬وتوفرت أسباب جدية إلبرامه‪ ،‬كما دعت نفس املادة إلى ضرورة تحديد الدول‬
‫الطراف لسن أدنى لزواج القاصر‪.‬‬
‫وبدورها نصت املادة ‪ 16‬من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد املرأة‪ 10‬على أن الدول‬
‫الطراف تضمن على أساس املساواة بين الرجال والنساء الحق في اختيار الزوج‪ ،‬وعدم عقد الزواج إال‬
‫بموافقة حرة وتامة‪ ،‬وفي ذلك إشارة إلى ضرورة توفر سن الرشد القانوني في املقبل على الزواج‪ ،‬كما‬
‫أشارت إلى أنه ال يكون لخطوبة الطفل أو زواجه أي أثر قانوني‪ ،‬وألزمت الدول باتخاذ جميع اإلجراءات‬
‫الضرورية‪ ،‬بما فيها التشريع‪ ،‬لتحديد سن أدنى للزواج‪ ،‬ولجعل تسجيل الزواج في سجل رسمي أمرا‬
‫إلزاميا‪.‬‬
‫هذه الضمانات عززتها اتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪ 111989‬التي أوجبت على الدول الطراف‬
‫اتخاذ جميع التدابير الفعالة واملالئمة بهدف إلغاء املمارسات التقليدية الضارة بصحة الطفال‪،12‬‬
‫وحمايتهم من جميع أشكال االستغالل الجنس ي واالنتهاك الجنس ي‪ .13‬وال شك في أن زواج القاصر وفقا‬
‫ملنطق االتفاقية يشكل تجليا من تجليات املمارسات التقليدية التي تنعكس سلبا على صحة الطفال‪.14‬‬

‫‪ - 9‬عرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة ‪ 1763‬ألف (د‪ )17-‬املؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر ‪ ،1964‬وقد دخلت حيز التنفيذ في دجنبر ‪ ،1964‬وفقا‬
‫لحكام املادة ‪.6‬‬
‫‪ - 10‬ظهير شريف رقم ‪ 1.93.361‬صادر في ‪ 29‬من رمضان ‪ 26( 1421‬ديسمبر ‪ )2000‬بنشر اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد املرأة املعتمدة من طرف الجمعية العامة‬
‫لألمم املتحدة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1979‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 4866‬الصادرة يوم الخميس ‪ 18‬يناير ‪.2001‬‬
‫‪ - 11‬ظهير شريف رقم ‪ 1.93.363‬صادر في ‪ 9‬رجب ‪ 21( ،1417‬نوفمبر ‪ )1996‬بنشر االتفاقية املتعلقة بحقوق الطفل املعتمدة من طرف الجمعية العامة لألمم املتحدة في ‪ 20‬نوفمبر‬
‫‪ ،1989‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 4440‬الصادرة يوم الخميس ‪ 19‬دجنبر ‪ 1996‬املوافق ل ‪ 8‬شعبان ‪.1417‬‬
‫‪ - 12‬راجع املادة ‪ )3( 24‬من االتفاقية‪.‬‬
‫‪ - 13‬انظر املادة ‪( 34‬الفقرة الولى) من االتفاقية‪.‬‬
‫‪ - 14‬كذلك يهدد الزواج املبكر العديد من الحقوق املذكورة في االتفاقية‪ :‬مثل الحق في التعليم‪ ،‬والحق في الراحة وفي الهوايات‪ ،‬والحق في أال يطلب منه القيام بأي عمل يمكن أن يعرض‬
‫تعليمه للخطر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وقد ذهبت اتفاقية جنيف التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق والعراف واملمارسات الشبيهة‬
‫بالرق‪ ،‬التي دخلت حيز التنفيذ في ‪ 30‬أبريل ‪ 15،1957‬إلى حد اعتبار الزواج القسري ممارسة شبيهة‬
‫بالرق‪ ،‬وألزمت في هذا اإلطار جميع الدول بضرورة اتخاذ التدابير التشريعية وغير التشريعية القابلة‬
‫للتنفيذ إلبطال أو ترك العراف واملمارسات املتخلفة‪ ،‬التي تصل إلى حد الزواج القسري‪ ،‬ومنها الوعد‬
‫بتزويج املرأة‪ ،‬أو تزويجها دون أن تملك حق الرفض بعد دفع مال لوالديها أو الوصياء عليها أو‬
‫أسرتها‪ ،16‬كما أوجبت على الدول الطراف بأن تفرض‪ ،‬عند الحاجة‪ ،‬حدودا دنيا مناسبة لسن الزواج‪،‬‬
‫وتشجيع اللجوء إلى إجراءات تسمح لكل من الطرفين املقبلين على الزواج بأن يعرب إعرابا حرا عن‬
‫موافقته على الزواج بحضور سلطة مدنية أو دينية مختصة‪ ،‬وتشجيع تسجيل عقود الزواج‪.17‬‬
‫وعلى مستوى القارة اإلفريقية اعتبر امليثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل‪ 18‬تزويج الطفال‬
‫من املمارسات االجتماعية والثقافية الضارة‪ ،‬التي تؤثر على رفاهية وكرامة ونمو الطفل السليم‪،‬‬
‫وأوجب تبعا لذلك على الدول الطراف العمل على حظر زواج الطفال‪ ،‬وخطبة الفتيات والوالد‪ ،‬كما‬
‫ألزمها باتخاذ اإلجراءات الفعالة ‪ -‬بما في ذلك التشريعية ‪ -‬لتحديد الحد الدنى لسن الزواج ليكون ‪18‬‬
‫سنة‪ ،‬والقيام بتسجيل كافة الزيجات في سجل رسمي إجباري‪.19‬‬
‫ومن جانبها اعتبرت االتفاقية الصادرة عن مجلس أوربا للوقاية من العنف ضد النساء‪ ،‬والعنف‬
‫املنزلي ومكافحتهما‪ ،‬املعروفة باتفاقية إسطمبول لسنة ‪ 202011‬أن الزواج القسري يشكل عقبة أمام‬
‫تحقيق املساواة بين الرجل واملرأة‪ ،‬وانتهاكا خطيرا لحقوق اإلنسان‪ ،21‬وشكال من أشكال التمييز ضد‬
‫املرأة‪ ،‬وأن مفهوم العنف وفقا لالتفاقية ينصرف لكافة أعمال العنف القائمة على النوع‪ ،‬والتي تسبب‬
‫أو التي من شأنها أن تسبب للمرأة أضرارا‪ ،‬أو آالما بدنية أو جنسية‪ ،‬أو نفسية‪،‬‬
‫أو اقتصادية‪ ... 22‬وقد أوجبت املادة ‪ 37‬من نفس االتفاقية على الطراف ضرورة اتخاذ التدابير‬
‫‪ - 15‬اعتمدت من قبل مؤتمر مفوضين دعي لالنعقاد بقرار املجلس االقتصادي واالجتماعي ‪( 608‬د‪ )21-‬املؤرخ في ‪ 30‬أبريل ‪1956‬وحررت في جنيف في ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،1956‬وقد دخلت حيز‬
‫التنفيذ في ‪30‬أبريل ‪ ،1957‬وفقا لحكام املادة ‪ .13‬وصادقت عليها بالدنا بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪1959‬‬
‫‪ - 16‬راجع املادة الولى من االتفاقية‪.‬‬
‫‪ - 17‬راجع املادة الثانية من نفس االتفاقية‪.‬‬
‫‪ - 18‬تم اعتماد هذا امليثاق سنة ‪ ،1990‬وبدأ العمل به في ‪ 29‬نونبر ‪.1999‬‬
‫‪ - 19‬انظر املادة ‪ 21‬من امليثاق (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫‪ - 20‬تم تبني هذه االتفاقية في ‪ 7‬أبريل ‪ ،2011‬ودخلت حيز التنفيذ في فاتح غشت ‪ ،2014‬وتعتبر إلى تاريخه ‪ 45‬دولة طرفا فيها‪ ،‬باإلضافة إلى االتحاد الوربي‪.‬‬
‫‪ - 21‬انظر ديباجة االتفاقية‪.‬‬
‫‪ - 22‬راجع املادة الثالثة من االتفاقية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫التشريعية‪ ،‬أو غيرها من التدابير الضرورية‪ ،‬لتجريم إكراه شخص بالغ أو طفل‪ ،‬على عقد زواج إذا‬
‫ارتكب عمدا‪.‬‬

‫‪ 2-1‬التوصيات األممية‬
‫في إطار مواكبة املنظومة الدولية ملوضوع تزويج القاصر‪ ،‬باعتباره إحدى املمارسات التي تمس‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬صدرت العديد من التوصيات عن اللجن املختصة‪ ،‬تعتبر مكملة للمقتضيات‬
‫الحمائية التي تم بسطها في االتفاقيات أعاله‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى كل تعليقات ومالحظات وتوصيات لجان حقوق اإلنسان العامة واملتخصصة‪،‬‬
‫وتقارير املقررين الخاصين‪ ،‬نالحظ أن أغلبها يؤكد على طابع الرضائية في الزواج‪ ،‬ووجوب تحديد سن‬
‫أدنى للزواج‪ ،‬وأال يكون لهذه السن أي استثناء مؤسس على االعتبارات الثقافية‪ ،‬أو الدينية‪،‬‬
‫أو االجتماعية‪ ،‬أو االقتصادية ‪.‬‬
‫واستنادا على قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة املؤرخ في ‪ 1‬نوفمبر ‪ ،231965‬صدرت توصية‬
‫بشأن الرضا بالزواج‪ ،‬والحد الدنى لسن الزواج‪ ،‬وتسجيل عقود الزواج‪ ،‬والتي تم بموجبها دعوة كل‬
‫دولة من الدول العضاء التي لم تتخذ بعد التدابير الالزمة‪ ،‬إلى القيام بالخطوات املتطلبة‪ ،‬وفقا‬
‫لنظامها الدستوري وعاداتها التقليدية والدينية إلقرار ما يناسب من التدابير التشريعية‬
‫أو غيرها‪ ،‬الرامية إلى ضمان انعقاد الزواج برضا طرفيه الشخص ي الكامل‪ ،‬ودون إكراه‪ ،‬والحرص على‬
‫عالنيته‪ ،‬وحضور السلطة املختصة عند إبرامه‪ ،‬وكذا الشهود‪.24‬‬
‫كما اتجهت نفس التوصية إلى ضرورة قيام الدول العضاء باتخاذ التدابير التشريعية الالزمة‬
‫لتعيين حد أدنى لسن الزواج على أال يقل عن خمسة عشر عاما‪ ،‬وال يجوز التزوج قانونا ملن لم يبلغها‬
‫ما لم تعفه السلطة املختصة من شرط السن لسباب جدية‪ ،‬ملصلحة الطرفين املزمع زواجهما‪.‬‬

‫‪ - 23‬قرار عدد ‪(2018‬د‪.)20-‬‬


‫‪ - 24‬وقد تم التعبير عن ذلك في املبدأ الول من هذه التوصية كاآلتي‪" :‬ال ينعقد الزواج قانونا إال برضا كال الطرفين رضاء كامال ال إكراه فيه وبإعرابهما عنه بشخصيهما بعد تأمين العالنية‬
‫الالزمة وبحضور السلطة املختصة بعقد الزواج‪ ،‬وبحضور شهود‪ ،‬وفقا لحكام القانون"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وقد أعربت لجنة حقوق الطفل واللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة عن القلق إزاء‬
‫استمرار وجود ممارسة تزويج الطفال‪ ،‬وأوصتا الدول الطراف بإنفاذ حظر تزويج الطفال‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي هذا اإلطار أشارت لجنة حقوق الطفل أيضا إلى أنه ينبغي اعتبار عدد من أحكام اتفاقية‬
‫ً‬
‫حقوق الطفل أحكاما تنطبق على مسألة تزويج الطفال‪ ،‬بما في ذلك الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ ،24‬التي تنص‬
‫على أنه ينبغي للدول الطراف أن‪" :‬تتخذ جميع التدابير الفعالة واملالئمة بغية إلغاء املمارسات‬
‫التقليدية التي تضر بصحة الطفال"‪ ،‬وكذلك ضمان عدم التمييز بين الطفال (املادة ‪ ،)2‬وإيالء‬
‫االعتبار الول ملصالح الطفل الفضلى (املادة ‪ ،)3‬وحق الطفل في أن يعبر عن رأيه بحرية ويسمع له‬
‫(املادة ‪ ،)12‬وضرورة حماية الطفل من جميع أشكال العنف (املادة ‪ ،)19‬وحماية الطفال من جميع‬
‫أشكال االستغالل الجنس ي واالنتهاك الجنس ي (املادة ‪ ،)34‬وضمان حماية الطفل من جميع أشكال‬
‫االستغالل الضارة بأي جانب من جوانب رفاهيته (املادة ‪.25)36‬‬
‫وقد أوصت اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة‪ ،‬ولجنة حقوق الطفل الدول الطراف‬
‫بحذف االستثناءات املتعلقة بالحد الدنى لسن الزواج‪ ،‬وتحديد الحد الدنى لسن زواج الفتيات‬
‫والفتيان بموافقة الوالدين أو بدونها في ‪ 18‬سنة ‪ 26،‬وقد أكدت اللجنتين املذكورتين نفس المر في‬
‫التوصية الصادرة بتاريخ ‪ 8‬أبريل ‪ ،2019‬مضيفة أنه يتعين على الدول الطراف العمل على إنشاء نظام‬
‫وطني لتسجيل املواليد بشكل إلزامي‪ ،‬وميسر‪ ،‬ومجاني‪ ،‬بغية املنع الفعال للممارسات الضارة بما فيها‬
‫زواج الطفال‪27.‬‬

‫وعلى غرار ذلك‪ ،‬أوصت لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الدول برفع الحد‬
‫ً‬
‫متساويا بين الفتيان والفتيات‪28.‬‬ ‫الدنى لسن الزواج‪ ،‬وجعله‬
‫وفي ذات السياق أصدرت لجنة حقوق الطفل واللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة‪،‬‬
‫مع املمثلة الخاصة لألمين العام املعنية بالعنف ضد الطفال‪ ،‬والفريق العامل املعني بمسألة التمييز‬
‫‪ -25‬راجع في هذا الشأن‪" :‬منع ممارسة تزويج الطفال والزواج املبكر والزواج القسري والقضاء على هذه املمارسة"‪ ،‬تقرير مفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬أبريل‬
‫‪ ،2014‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ - 26‬انظر في ذلك اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ )1994(21‬بشأن املساواة في الزواج والعالقات السرية‪ ،‬الفقرة ‪.36‬‬
‫‪ - 27‬التوصية العامة رقم ‪ 31‬للجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة‪ ،‬والتعليق العام رقم ‪ 18‬الصادران بصفة مشتركة بشأن املمارسات الضارة‪ .‬ص‪.16 :‬‬
‫‪ - 28‬انظر في هذا الشأن املالحظات الختامية للجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية بشأن املكسيك (‪)E/C.12/MEX/CO/4‬؛ واملالحظات الختامية للجنة حقوق الطفل‬
‫بشأن جورجيا (‪ ،)CRC/C/15/Add.124‬وجنوب إفريقيا (‪ ،)CRC/C/15/Add.122‬وكوستاريكا (‪.)CRC/C/CRI/CO/4‬‬

‫‪7‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ضد املرأة في القانون واملمارسة‪ ،‬إلى جانب أربعة مكلفين آخرين بواليات في إطار اإلجراءات الخاصة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بيانا مشتركا في سنة ‪ ،2012‬يدعو الدول إلى رفع سن الزواج إلى ‪ 18‬سنة للفتيات والفتيان على حد‬
‫سواء دون استثناء‪ ،‬مع توضيح أنه ال يمكن تبرير ممارسة تزويج الطفال بأي أسباب تقليدية‪ ،‬أو‬
‫دينية‪ ،‬أو ثقافية‪ ،‬أو اقتصادية‪29.‬‬

‫وقد سبق للجنة املعنية بحقوق اإلنسان أن أوضحت أنه ينبغي تحديد سن الزواج في سن كافية‬
‫ً‬
‫لتمكين كل من الزوجين من اإلعراب بحرية عن موافقته الشخصية الكاملة‪ ،‬وفقا للشروط املنصوص‬
‫عليها في القانون‪ 30،‬وأنه ينبغي للدول ضمان تقييد الحد الدنى لسن الزواج باملعايير الدولية‪ ،‬واعتماد‬
‫تدابير فعالة ملنع تزويج الفتيات في سن مبكرة‪31.‬‬

‫وفي تقرير حديث للمقررة الخاصة املعنية ببيع الطفال واستغاللهم جنسيا واستغاللهم في‬
‫البغاء واملواد اإلباحية‪ ،‬أكدت هذه الخيرة أن زواج الطفال قد يصل إلى حد بيع الطفال لغراض‬
‫السخرة‪ ،‬عندما يتضمن اتفاق الزواج معاملة في شكل مدفوعات مالية‪ ،‬أو استحقاقات عينية‪ ،‬وأن‬
‫ضعف النظم القانونية‪ ،‬وتردي إنفاذ القوانين يشكل عقبة رئيسية أمام وضع حد لزواج الطفال‪32.‬‬

‫‪ - 29‬املكلفون بالواليات الربعة املشار إليهم هم‪ :‬املقررة الخاصة املعنية بمسألة بيع الطفال واستغاللهم في البغاء واملواد اإلباحية‪ ،‬واملقررة الخاصة املعنية بأشكال الرق املعاصرة‪ ،‬بما‬
‫في ذلك أسبابها وعواقبها‪ ،‬واملقرر الخاص املعني بمسألة العنف ضد املرأة‪ ،‬واملقرر الخاص املعني باالتجار بالشخاص‪ ،‬ال سيما النساء والطفال‪ .‬راجع في ذلك‪" :‬منع ممارسة تزويج‬
‫الطفال والزواج املبكر والزواج القسري والقضاء على هذه املمارسة"‪ ،‬تقرير مفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬أبريل ‪ ،2014‬ص‪.7 :‬‬
‫ً‬
‫‪ - 30‬انظر التعليق العام رقم ‪ )1990(19‬للجنة املعنية بحقوق اإلنسان بشأن حماية السرة‪ ،‬والحق في الزواج‪ ،‬واملساواة بين الزوجين‪ ،‬الفقرة ‪ .4‬وانظر أيضا التعليق العام رقم‬
‫‪ )2000(28‬بشأن املساواة في الحقوق بين الرجال والنساء‪ ،‬الفقرة ‪.23‬‬
‫‪ -31‬راجع في ذلك‪ :‬املالحظات الختامية ملجلس حقوق اإلنسان بشأن أوروغواي (‪ ،)CCPR/C/URY/CO/5‬والكويت (‪ ،)CCPR/C/KWT/CO/2‬واليمن (‪ ،)CCPR/CO/75/YEM‬وتنزانيا‬
‫(‪ ،)CCPR/C/TZA/CO/4/Add.1‬وجمهورية إيران اإلسالمية )‪.)CCPR/C/IRN/CO/3‬‬
‫‪ - 32‬راجع في ذلك‪" :‬بيع الطفال واستغاللهم جنسيا"‪ :‬تقرير املقررة الخاصة املعنية ببيع الطفال واستغاللهم جنسيا‪ ،‬بما في ذلك استغاللهم في البغاء وفي املواد اإلباحية وغيرها من‬
‫مواد االعتداء الجنس ي على الطفال‪ 20 .‬مارس ‪ .A /HRC/43/40 .2020‬ص‪.11 :‬‬
‫ً‬
‫وقد سبق للمقررة الخاصة املعنية بمسألة بيع الطفال واستغاللهم في البغاء واملواد اإلباحية أن أوضحت في التقرير الصادر سنة ‪ 2011‬بأنه يمكن اعتبار تزويج الطفال بيعا لألطفال‬
‫لغراض االستغالل الجنس ي‪ ،‬مما ينتهك البروتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الطفال واستغالل الطفال في البغاء وفي املواد اإلباحية‪ ،‬واملادة ‪ 35‬من اتفاقية حقوق‬
‫الطفل‪.‬‬
‫راجع في ذلك‪" :‬وضع نظم وطنية لحماية الطفال تستمر بالشكول وتقوم على الحقوق من أجل منع ومكافحة بيع الطفال واستغاللهم في البغاء واملواد اإلباحية"‪ .A /66/228 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.11‬‬

‫‪8‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وقد حددت املقررة الخاصة املعنية بأشكال الرق املعاصرة روابط بين تزويج الطفال والرق‪،‬‬
‫ً‬
‫وأشارت إلى أن الدول ملزمة بحظر الرق والقضاء عليه باعتبار ذلك مبدأ من مبادئ القانون الدولي‬
‫الساسية وغير القابلة للتقييد‪33.‬‬

‫واعترفت لجنة مناهضة التعذيب من جانبها بأن تزويج الطفال قد يشكل معاملة قاسية‪،‬‬
‫ً‬
‫أو ال إنسانية‪ ،‬أو مهينة‪ ،‬ال سيما إذا لم تحدد الحكومات حدا أدنى لسن الزواج يتقيد باملعايير‬
‫الدولية‪34.‬‬

‫‪ - 2‬القوانين املقارنة‬
‫تطرقت مختلف التشريعات املقارنة لزواج القاصر‪ ،‬وأفردت له مقتضيات تنظيمية خاصة‪،‬‬
‫مستحضرة في ذلك خصوصيات هذا النوع من الزواج‪ ،‬التي تقتض ي إحاطته بضمانات حمائية‬
‫استثنائية ال تعد الزمة في زواج الرشداء‪.‬‬
‫وإذا كانت مجمل‪35‬تشريعات الدول العربية قد أبقت على االستثناء بإباحتها لزواج القاصرين‪،‬‬
‫فإن التطورات التي شملت التشريعات الغربية جعلت بعض الدول تلغي هذه اإلمكانية‪ ،‬مشترطة بذلك‬
‫ضرورة توفر املقبلين على الزواج على سن الرشد القانوني املحدد في ‪ 18‬سنة‪ ،‬دون التنصيص على‬
‫إمكانية النزول عن السن املذكور‪ ،36‬في حين أبقى بعضها على االستثناء املذكور‪ ،‬وفقا لشروط محددة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - 33‬انظر التقرير املواضيعي عن الزواج االستعبادي (‪)A/HRC/21/41‬؛ وانظر أيضا التقرير املتعلق بالبعثة التي قامت بها املقررة الخاصة املعنية بأشكال الرق املعاصرة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫أسبابها وعواقبها‪ ،‬إلى مدغشقر (‪ ،)A/HRC/24/43/Add.2‬ال سيما الفقرة ‪ ،125‬والتقرير املواضيعي عن التحديات والدروس املستفادة في مكافحة أشكال الرق املعاصرة‬
‫(‪.)A/HRC/24/43‬‬
‫‪-34‬انظر املالحظات الختامية للجنة مناهضة التعذيب بشأن بلغاريا (‪ ،)CAT/C/BGR/CO/4-5‬وبشأن اليمن (‪.)CAT/C/YEM/CO/2/Rev.1‬‬
‫ً‬
‫وقد اعتبرت اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة ولجنة مناهضة التعذيب أيضا تزويج الطفال بأنه ممارسة ضارة تؤدي إلى إلحاق الضرر البدني أو العقلي أو الجنس ي أو‬
‫ً‬
‫املعاناة‪ ،‬والتهديد بهذه الفعال‪ ،‬وما يترتب عن ذلك من العواقب القصيرة والطويلة المد‪ ،‬وتؤثر سلبا في قدرة الضحايا على التمتع بكامل حقوقهم‪ .‬انظر على سبيل املثال في هذا الشأن‪:‬‬
‫املالحظات الختامية للجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة بشأن الجبل السود (‪ ،)CEDAW/C/MNE/CO/1‬وموريتانيا (‪ ،)CRC/C/MRT/CO/2‬وتوغو (‪CRC/C/TGO/CO/3-‬‬
‫‪ ،)4‬وزامبيا (‪ ،)CEDAW/C/ZMB/CO/5-6‬واملالحظات الختامية للجنة مناهضة التعذيب بشأن بلغاريا (‪.)CAT/C/BGR/CO/4-5‬‬
‫‪ - 35‬باستثناء املشرع املصري الذي ألغى إمكانية تزويج القاصر بموجب املادة ‪ 31‬مكرر املضافة إلى القانون رقم ‪ 143‬لسنة ‪ 1994‬في شأن الحوال املدنية (قانون ‪ 15‬يونيو ‪ )2008‬والتي‬
‫نصها كاآلتي‪:‬‬
‫" مادة ‪ 31‬مكررا‪ً:‬‬
‫ال يجوز توثيق عقد زواج ملن لم يبلغ من الجنسين ثمانى عشرة سنة ميالدية كاملة‪.‬‬
‫ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من المراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على الزواج للتحقق من خلوهما من المراض التي‬
‫تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما‪ ،‬وإعالمهما بنتيجة هذا الفحص‪ ،‬ويصدر بتحديد تلك المراض وإجراءات الفحص وأنواعه والجهات املرخص لها به قرار من‬
‫وزير الصحة باالتفاق مع وزير العدل‪.‬‬
‫تأديبيا كل من وثق ً‬
‫زواجا باملخالفة لحكام هذه املادة"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويعاقب‬
‫‪ - 36‬وكمثال على هذه التشريعات‪ :‬القانون السويسري‪ ،‬حيث أكدت املادة ‪ 94‬من القانون املدني على ضرورة بلوغ املرأة والرجل سن ‪ 18‬سنة والقدرة على التمييز إلبرام الزواج‪ ،‬ملغية‬
‫بذلك االستثناء الذي كانت تتضمنه الفقرة الثانية من هذه املادة بموجب التعديل الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪ .2013‬وكذلك قانون الزواج السويدي بموجب التعديل=‬

‫‪9‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وباستقراء قوانين السرة للدول العربية‪ ،‬يتبين أن بعضها عمل على تحديد سن الزواج على غرار‬
‫مدونة السرة في ‪ 18‬سنة‪ ،‬والردن ي‪ ، 37‬والعمان ي‪ ، 38‬واإلمارات ي‪ ، 39‬والعراق ي‪ ، 40‬واملوريتان ي‪، 41‬‬
‫والسوري‪ ،42‬في حين حدده بعضها الخر بأكثر من ذلك‪ ،‬كاملشرع الجزائري‪ 43‬الذي حدده في ‪ 19‬سنة‪،‬‬
‫والليبي‪ 44‬الذي حدده في ‪ 20‬سنة‪ ،‬فيما نص بعضها الخر على سن أدنى من ذلك‪ ،‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة للمشرع اليمني‪ ،45‬الذي أباح الزواج لكل من بلغ سن ‪ 15‬سنة‪ ،‬أو املشرع البحريني‪ 46‬الذي‬
‫تحدث فقط عن إمكانية زواج الفتاة عند بلوغها سن ‪ 16‬سنة‪.‬‬
‫وعلى خالف ما ذكر ميزت بعض القوانين الخرى بين الفتى والفتاة عند تحديدها لسن الزواج‪،‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة للمشرع التونس ي‪ 47‬الذي حدد السن املذكور بالنسبة للفتاة في‬
‫‪ 17‬سنة‪ ،‬في مقابل ‪ 20‬سنة بالنسبة للفتى‪ ،‬واملشرع القطري‪ 48‬الذي أباح زواج الفتاة في سن ‪ 16‬سنة‪،‬‬
‫و‪ 18‬سنة بالنسبة للفتى‪ ،‬والكويتي‪ ، 49‬الذي جعل سن زواج الفتاة محددا في ‪ 15‬سنة‪ ،‬والفتى‬
‫في ‪ 17‬سنة‪.‬‬
‫ويشكل التشريع السوداني‪ 50‬استثناء مما ذكر‪ ،‬وذلك باالكتفاء باشتراطه البلوغ لزواج الفتى‬
‫والفتاة دون تحديد سن معين في املوضوع‪.‬‬

‫= الصادر بتاريخ ‪ 1‬يوليوز ‪ ،2014‬والذي ألغى االستثناء الذي كان يسمح من خالله بزواج من هم دون سن ‪ 18‬سنة في حالة ثبوت وجود أسباب خاصة‪ .‬والقانون النرويجي املتعلق‬
‫بالزواج‪ ،‬الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 1‬يوليوز ‪ ،2018‬حيث ألغى إمكانية تزويج القاصرين بين سن ‪ 16‬و‪ 18‬سنة التي كانت متاحة فيما قبل‪ ،‬ومنع الزواج بصفة قطعية دون سن‬
‫‪ 18‬سنة‪ .‬وفي ذات السياق ألغى القانون األملاني املتعلق بالحد من زواج الطفال ل ‪ 17‬يوليوز ‪ ،2017‬االستثناء الذي كان يسمح بموجبه لألطفال بالغي ‪ 16‬سنة بالزواج‪ ،‬وحددت‬
‫املادة ‪ 1303‬من القانون املدني الملاني سن الزواج الدنى في ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫‪ - 37‬قانون الحوال الـشخصـية الردني رقم (‪ )15‬لسنة ‪.2019‬‬
‫‪ - 38‬مرسوم سلطاني رقم ‪ 97/32‬بإصدار قانون الحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ - 39‬القانون االتحادي رقم (‪ )28‬لسنة ‪2005‬م‪ ،‬املعدل‪ ،‬على قانون الحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ - 40‬قانون التعديل الثاني لقانون االحوال الشخصية رقم ‪ 188‬لسنة ‪ ،1959‬الصادر سنة ‪.1978‬‬
‫‪ - 41‬قانون رقم‪ 052-2001:‬يتضمن مدونة الحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ -42‬القانون رقم ‪ 4‬لعام ‪ ،2019‬القاض ي بتعديل بعض مواد قانون الحوال الشخصية الصادر باملرسوم التشريعي رقم ‪ 59‬لعام ‪ 1953‬وتعديالته‪.‬‬
‫‪ - 43‬قانون السرة الجزائري (أمر رقم ‪ 02-05‬املؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪.(2005‬‬
‫‪ - 44‬قانون رقم (‪ )10‬لسنة ‪ 1984‬بشأن الحكام الخاصة بالزواج والطالق وآثارهم‪.‬‬
‫‪ -45‬قرار جمهوري بالقانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 1992‬بشأن الحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ - 46‬قانون رقم (‪ )19‬لسنة ‪ 2017‬بإصدار قانون السرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشخصية‪.‬‬ ‫‪ -47‬أمر ‪ 13‬غشت ‪ 1956‬املتعلق بإصدار مجلة الحوال‬
‫‪ - 48‬قانون رقم (‪ )22‬لسنة ‪ 2006‬بإصدار قانون السرة‪.‬‬
‫‪ - 49‬قانون رقم ‪ 51‬لسنة ‪ 1984‬في شأن الحوال الشخصية (‪.( 1984 / 51‬‬
‫‪ - 50‬قانون الحوال الشخصية للمسلمين لسنة ‪ 1991‬م (‪.)1991/7/24‬‬

‫‪10‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وإذا كانت التشريعات سالفة الذكر أعاله قد أباحت زواج من هم دون السن املذكورة‪ ،‬فإن جلها‬
‫لم يحدد سنا أدنى في هذا الصدد‪ ،‬حيث تركت هذه التشريعات املجال مفتوحا إلمكانية زواج‬
‫القاصرين وفقا للشروط املحددة‪ ،‬دون قيد بخصوص السن‪ ،‬باستثناء املشرع الردني‪ ،‬والعراقي‪،‬‬
‫والسوري الذين حددوا السن الدنى في ‪ 15‬سنة‪ ،‬فضال عن املشرع الكويتي الذي منع توثيق الزواج‬
‫دون السن املذكورة سالفا (‪ 15‬سنة للفتاة‪ ،‬و‪ 17‬سنة للفتى)‪ ،‬والفلسطيني‪ 51‬الذي اشترط في أهلية‬
‫الزواج أن يبلغ الخاطب سن السادسة عشرة‪ ،‬واملخطوبة خمس عشرة سنة من العمر‪.‬‬
‫وارتباطا بالقيود املؤطرة لزواج القاصر في القوانين السابقة‪ ،‬يالحظ أنها اشترطت صدور إذن‬
‫قضائي بهذا الزواج‪ ،‬وترهن صدور هذا اإلذن حسب الحالة بتوفر أسباب خطيرة‪ ،‬أو مصلحة‪،‬‬
‫أو ضرورة من هذا الزواج‪ ،‬والقدرة البدنية على الزواج‪ ،‬بينما أضاف املشرع القطري رضا طرفي العقد‪،‬‬
‫والسوري معرفتهما بالحقوق الزوجية‪.‬‬
‫وباإلضافة ملا ذكر‪ ،‬اشترطت بعض القوانين ضرورة موافقة الولي (النائب الشرعي) على هذا‬
‫الزواج‪ ،‬مثل القانون التونس ي‪ ،‬والليبي‪ ،‬والعراقي‪ ،‬والقطري‪ ،‬والسوري‪ ،‬في حين استنكف عن ذكر هذا‬
‫الشرط كل من القانون الجزائري‪ ،‬والردني‪ ،‬والعماني‪ ،‬والبحريني‪.‬‬
‫وخالفا للمقاربة السابقة في معالجة الشروط املرتبطة بزواج القاصر‪ ،‬اختار املشرع اإلماراتي‬
‫منهجا مخالفا‪ ،‬وتعرض للموضوع بتفصيل وافر جعله متفردا بأحكامه عن باقي التشريعات الخرى‪.‬‬
‫وتنزيال ملقتضيات الفقرة الثانية من املادة ‪ 30‬من القانون االتحادي رقم ‪ 28‬لسنة ‪2005‬‬
‫املعدل لقانون الحوال الشخصية اإلماراتي‪ ،‬التي أشارت إلى أن زواج من لم يكمل ‪ 18‬سنة من عمره‬
‫يتوقف على قرار من مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير العدل‪ ،‬صدر القرار رقم ‪71‬عن رئيس مجلس‬
‫ً‬
‫الوزراء بتاريخ ‪ 27‬أكتوبر ‪ 2020‬في شأن ضوابط الزواج ملن بلغ شرعا‪ ،‬ولم يكمل الثامنة عشرة من‬
‫عمره‪.‬‬
‫ومن خالل هذا القرار تمت اإلشارة إلى إحداث لجنة مكلفة بإنجاز تقرير بخصوص طلبات زواج‬
‫من هم دون سن ‪ 18‬سنة‪ ،‬وتم تحديد اختصاصها وفقا للمادة الرابعة من نفس القرار‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫ً‬
‫بشكل مجمل في‪ :‬النظر في طلبات اإلذن بالزواج ملن بلغ شرعا ولم يبلغ الثامنة عشرة من العمر‪،‬‬

‫‪ -51‬قانون الحوال الشخصية لسنة ‪.1976‬‬

‫‪11‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومقابلة الخاطب واملخطوبة وذوي الشأن‪ ،‬مع إعداد تقرير شامل عن مدى مالءمة منح اإلذن بالزواج‬
‫من عدمه‪.‬‬
‫وتيسيرا ملهام اللجنة املذكورة في إعداد تقريرها‪ ،‬أشارت املادة الخامسة من القرار سالف الذكر‬
‫إلى التواصل مع اآلباء والمهات متى لزم ذلك‪ ،‬واالستماع ملن ترى أن أقواله ذات فائدة‪ ،‬ولها أن تطلب‬
‫االطالع على أي مستند أو وثيقة قد تراها ذات أهمية‪ ،‬كما يحق لها أن تطلب من الجهات املعنية إجراء‬
‫التحريات الالزمة عن الخاطب واملخطوبة وظروفهما املعيشية واملالية‪.‬‬
‫وقد حددت من جانبها املادة السادسة من نفس القرار بعض الضوابط التي يتعين على اللجنة‬
‫املذكورة التقيد بها في إصدار تقريرها‪ ،‬وتتمثل أساسا في‪ :‬ضرورة تقديم الخاطب واملخطوبة شهادة من‬
‫اللجنة الطبية تثبت اكتمال البلوغ‪ ،‬وأنه ال خطورة على حياة املخطوبة وسالمتها الجسدية من الحمل‬
‫واإلنجاب‪ .‬والتأكد من املوافقة الشخصية للمخطوبة للتثبت من عدم إكراهها على الزواج من‬
‫الخاطب‪ ،‬ومن أنها أهل لتحمل الواجبات الزوجية‪ ،‬وعلى إدراك تام بأعباء الزواج وتبعاته‪ ،‬وإدالء‬
‫الخاطب بما يثبت قدرته على اإلنفاق بعد الزواج‪ ،‬أو تقديم إقرار موثق من وليه الشرعي أو الوص ي‬
‫يقر فيه بتعهده باإلنفاق على الزوجين بعد زواجهما لحين بلوغ الزوج السن الذي يكتسب فيه‬ ‫عليه ُّ‬
‫أمثاله‪ ،‬وأن تتحقق اللجنة بوجه عام من توافر أركان وشروط صحة الزواج‪ ،‬ال سيما ما يتعلق بعدم‬
‫وجود ضرر ُيرجح وقوعه على اإلذن بزواج الخاطب واملخطوبة‪ ،‬ومدى التناسب بين الخاطب‬
‫واملخطوبة في السن والكفاءة االجتماعية واملالية‪ ،‬والتحقق من توفير الخاطب ملسكن الزوجية الئق‬
‫وقدرته على النفقة بعد الزواج‪ ،‬ومن مدى تأثير الزواج على مستقبل املخطوبة التعليمي ودراستها‪.‬‬
‫وأشارت املادة السابعة من القرار رقم ‪ 71‬أعاله أن اللجنة املعنية ترفع تقريرها ‪-‬الذي يتعين أن‬
‫يكون معلال‪ ،‬ومنضبطا ملا سبق بسطه في املادة السادسة أعاله ‪ -‬إلى رئيس املحكمة املختص‪ ،‬هذا‬
‫الخير الذي تبقى له صالحية مطالبة اللجنة باستكمال ما يراه مناسبا للبت في الطلب‪.52‬‬

‫ً‬
‫‪ - 52‬وقد نصت املادة الثامنة من هذا القرار في هذا الشأن عما يلي‪ُ " :‬يصدر رئيس املحكمة املختص قراره باإلذن بالزواج أو رفضه استرشادا بالرأي الذي انتهى إليه تقرير اللجنة‪ ،‬وله‪-‬‬
‫ً‬
‫قبل إصدار قراره‪ -‬تكليف اللجنة باستيفاء ما قد يراه الزما لصحة الفصل في الطلب املعروض عليها‪.‬‬
‫ً‬
‫ولرئيس املحكمة املختص باإلذن بالزواج ملن بلغ شرعا ولم يبلغ الثامنة عشرة من العمر في بعض الحاالت االستثنائية ملراعاة القيم والتقاليد املرعية"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومن خالل ما سبق بسطه يتبين أن التجربة اإلمارتية تعد جد متقدمة‪ ،‬بالنظر لتنظيمها‬
‫املستفيض لزواج القاصر‪ ،‬وإلحاطتها هذا الزواج بضمانات مهمة مقارنة مع باقي التشريعات العربية‬
‫الخرى‪.‬‬
‫وعلى مستوى تجربة الدول الغربية‪ ،‬وباستثناء الدول التي ألغت بشكل نهائي زواج القاصر‬
‫كسويسرا‪ ،‬والسويد‪ ،‬والنرويج‪ ،‬وأملانيا والتي سبق التطرق لها؛ يالحظ أن املقتضيات املنظمة لزواج‬
‫القاصر ال تختلف كثيرا عن نظيرتها في الدول العربية‪.‬‬
‫فبخصوص السن املحدد للزواج من خالل قوانين الدول التي تم اعتمادها في املقارنة‪ ،‬يتبين أن‬
‫أغلبها حدد سن ‪ 18‬سنة كسن للزواج‪ ،53‬مع ترك املجال لزواج من هم دون هذا السن استثناء‪ ،‬ودون‬
‫تحديد لسن أدنى للترخيص بهذا الزوا ج‪ ، 54‬وهو ما سار عليه كل من القانون الفرنس ي‪، 55‬‬
‫والبلجيكي‪ ،56‬والفنلندي‪ ،57‬والدانماركي‪ ،58‬واللكسمبورغي‪.59‬‬
‫أما بخصوص الشروط املرتبطة بهذا الزواج‪ ،‬فقد ربطها املشرع الفرنس ي بضرورة الحصول على‬
‫إذن من وكيل الجمهورية‪ ،‬وموافقة الب أو الم‪ ،‬وثبوت وجود أسباب خطيرة‪ ،‬وهو نفس املنحى الذي‬
‫سلكه كل من املشرع البلجيكي‪ ،‬الذي قيد هذا الزواج باستصدار إذن من محكمة السرة‪ ،‬وموافقة‬
‫البوين‪ ،‬ووجود أسباب خطيرة تبرره‪ ،‬وكذلك املشرع اإليطالي الذي اشترط ترخيص املحكمة بهذا‬
‫الزواج‪ ،‬وموافقة الوالدين أو ولي المر‪ ،‬بعد التأكد من النضج النفس ي والبدني للقاصر‪ ،‬وصحة‬
‫السباب املبررة للطلب‪.‬‬
‫وربط املشرع في دولة اللكسمبورغ زواج القاصر من جانبه بالحصول على إذن من قاض ي‬
‫الوصايا‪ ،‬وموافقة البوين‪ ،‬ووجود أسباب خطيرة‪.‬‬

‫‪ - 53‬باستثناء قانون الزواج الكندي لسنة ‪ ،2005‬الذي حدد سن الزواج في ‪ 16‬سنة‪ .‬والقانون املدني اإلسباني بعد التعديل الذي طاله بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪ ،2012‬حيث أصبح سن الزواج‬
‫محددا في ‪ 16‬سنة بعد أن كان محددا في ‪ 14‬سنة قبل ذلك‪ .‬والقانون املدني الهولندي كما تم تعديله سنة ‪ ،1992‬حيث سمح بإبرام هذا الزواج في سن ‪ 16‬سنة إذا كانت الفتاة حامل‬
‫أو لها طفل‪.‬‬
‫‪ - 54‬باستثناء القانون اإليطالي الذي حددها في ‪ 16‬سنة بعد التعديل الذي طال القانون املدني في فبراير ‪.2013‬‬
‫‪ -55‬القانون املدني الفرنس ي وفقا لتعديالت ‪ 17‬ماي ‪ ،2013‬و ‪ 23‬دجنبر ‪.1970‬‬
‫‪ - 56‬القانون املدني البلجيكي وفقا لتعديل ‪ 19‬يناير ‪.1990‬‬
‫‪ - 57‬قانون الزواج (تعديل ‪.)2001/1226‬‬
‫‪ - 58‬قانون رقم ‪ 256‬ل ‪ 4‬يونيو ‪.1969‬‬
‫‪ - 59‬القانون املدني (تعديل ‪ 4‬يوليوز ‪.)2014‬‬

‫‪13‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وخالفا للمنحى الذي تبنته قوانين الدول السابقة التي اشترطت اإلذن القضائي لتوثيق هذا‬
‫الزواج ربط املشرع الفنلندي المر بضرورة الحصول على ترخيص من طرف وزارة العدل‪ ،‬بعد إثبات‬
‫املعنيين لسباب خاصة تبرر الطلب‪ ،‬وهي نفس الجهة (وزير العدل) التي منحها القانون املدني‬
‫الهولندي منح الترخيص‪ .‬في حين منح القانون الدانماركي ملكتب الزواج‪ 60‬صالحية إصدار ترخيص‬
‫بزواج القاصرين‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بإجراءات الخبرة الجسدية أو النفسية على القاصر‪ ،‬وكذا البحث االجتماعي‪،‬‬
‫فاملالحظ بأن جل الدول الوربية التي كانت موضوع الدراسة لم تشترط هذين اإلجراءين لجل منح‬
‫اإلذن بتزويج القاصر من عدمه‪.‬‬
‫وفيما يلي جدول تركيبي ملقتضيات زواج القاصر في التشريعات املقارنة التي سبق بسطها أعاله‪:‬‬

‫‪ - 60‬يتبع هذا املكتب لوزارة العدل الدانماركية‪ ،‬وقد تم تفويض منح هذه املوافقة لحاكم املقاطعة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الشروط املحيطة بزواج القاصر‬


‫الحد األدنى‬
‫إجراء خبرة‬ ‫مو افقة النائب‬ ‫املسموح به‬ ‫سن الزواج‬ ‫الدولة‬
‫الشروط املوضوعية‬ ‫إجراء بحث‬ ‫اشتراط اإلذن‬
‫جسدية أو نفسية‬ ‫الشرعي أو‬ ‫لزواج القاصر‬
‫للمو افقة على زواج القاصر‬ ‫اجتماعي‬ ‫القضائي‬
‫على القاصر‬ ‫الوص ي‬
‫‪ -‬أسباب خطيرة‬ ‫‪ 20‬سنة للفتى‬ ‫تونس‬
‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫مو افقة الولي واألم‬ ‫إذن املحكمة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫مجلة األحوال الشخصية (أمر‪ 13‬غشت ‪.)1956‬‬
‫‪ -‬املصلحة الواضحة للزوجين‪-‬‬ ‫‪ 17‬سنة للفتاة‬
‫املادتين ‪ 5‬و‪6‬‬

‫‪ -‬مصلحة أو ضرورة‬
‫الجزائر‬
‫قانون األسرة الجزائري‬
‫‪ -‬قدرة الطرفين على الزواج‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫ترخيص من القاض ي‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 19‬سنة‬
‫(أمررقم ‪ 02-05‬املؤرخ في ‪ 27‬فبراير‪(2005‬‬
‫‪ -‬مو افقة القاصرة‬
‫املادة ‪ -7‬املادة ‪13‬‬
‫موريتانيا‬
‫غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه‬ ‫قانون رقم ‪ 52-2001‬بتاريخ ‪ 19‬يوليو ‪،2001‬‬
‫‪ -‬مصلحة راجحة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫مو افقة الولي‬ ‫‪ 18‬سنة‬
‫يتضمن مدونة األحوال الشخصية‪.‬‬
‫املادة ‪6‬‬
‫ليبيا‬
‫قانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 1984‬بشأن األحكام‬
‫‪ -‬مصلحة‪ -‬ضرورة مقدرة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫مو افقة الولي‬ ‫إذن املحكمة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 20‬سنة‬
‫الخاصة بالزواج والطالق وآثارهم‪.‬‬
‫املادة ‪6‬‬

‫‪15‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الشروط املحيطة بزواج القاصر‬


‫إجراء خبرة‬ ‫الحد األدنى‬
‫مو افقة النائب‬
‫الشروط املوضوعية للمو افقة على‬ ‫جسدية أو‬ ‫إجراء بحث‬ ‫اشتراط اإلذن‬ ‫املسموح به‬ ‫سن الزواج‬ ‫الدولة‬
‫الشرعي أو‬
‫زواج القاصر‬ ‫نفسية على‬ ‫اجتماعي‬ ‫القضائي‬ ‫لزواج القاصر‬
‫الوص ي‬
‫القاصر‬

‫‪ -‬املو افقة الشخصية للمخطوبة‬


‫شهادة طبية تثبت‬
‫‪ -‬إثبات قدرة الخاطب على اإلنفاق بعد الزواج‪،‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬
‫اكتمال البلوغ‪،‬‬
‫أو التزام نائبه الشرعي أو الوص ي عليه بذلك‪.‬‬ ‫إذن القاض ي‪-‬‬ ‫‪-‬القانون االتحادي رقم ‪ 28‬لسنة ‪ 2005‬املعدل‬
‫‪ -‬عدم وجود ضرر‪.‬‬ ‫وأنه ال خطورة على‬ ‫رأي اللجنة‬ ‫لقانون األحوال الشخصية‪.‬‬
‫مو افقة الوالي‬
‫‪ -‬التناسب بين الخاطب واملخطوبة في السن‬ ‫حياة املخطوبة‬ ‫غيرمنصوص عليها‬ ‫املنصوص عليها في‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫املادة ‪30‬‬
‫الشرعي‬
‫والكفاءة االجتماعية واملالية‪.‬‬ ‫وسالمتها الجسدية‬ ‫قرارمجلس الوزراء‬ ‫‪-‬القرار رقم ‪ 71‬عن رئيس مجلس الوزراء بتاريخ ‪27‬‬
‫‪ -‬التحقق من توفيرالخاطب ملسكن‪.‬‬ ‫من الحمل‬ ‫ذي الصلة‬ ‫أكتوبر ‪ 2020‬في شأن ضوابط الزواج ملن بلغ‬
‫‪ -‬عدم تأثير الزواج على مستقبل املخطوبة‬ ‫ً‬
‫واإلنجاب‬ ‫شرعا‪ ،‬ولم يكمل الثامنة عشرة من عمره‪.‬‬
‫التعليمي ودراستها‪.‬‬

‫األردن‬
‫إذن القاض ي‬
‫‪ -‬ضرورة تقتضيها املصلحة‬ ‫قانون األحوال الـشخصـية األردني رقم (‪)15‬‬
‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫ومو افقة قاض ي‬ ‫‪ 15‬سنة‬ ‫‪ 18‬سنة‬
‫لسنة ‪.2019‬‬
‫القضاة‬
‫املادة ‪10‬‬
‫سوريا‬
‫‪ -‬صدق الدعوى‪.‬‬ ‫مو افقة الولي (إذا‬ ‫القانون رقم ‪ 4‬لعام ‪ ،2019‬القاض ي بتعديل بعض‬
‫‪ -‬االحتمال الجسمي للزواج‪.‬‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫كان هو األب أو‬ ‫إذن القاض ي‬ ‫‪ 15‬سنة ‪ +‬البلوغ‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫مواد قانون األحوال الشخصية الصادرباملرسوم‬
‫‪ -‬املعرفة بالحقوق الزوجية‪.‬‬ ‫الجد)‪.‬‬ ‫التشريعي رقم ‪ 59‬لعام ‪ 1953‬وتعديالته‪.‬‬
‫املادتين ‪ 16‬و‪.18‬‬

‫‪16‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الشروط املحيطة بزواج القاصر‬


‫الحد األدنى‬
‫إجراء خبرة‬ ‫مو افقة النائب‬
‫الشروط املوضوعية‬ ‫إجراء بحث‬ ‫اشتراط اإلذن‬ ‫املسموح به‬ ‫سن الزواج‬ ‫الدولة‬
‫جسدية أو نفسية‬ ‫الشرعي أو‬
‫للمو افقة على زواج القاصر‬ ‫اجتماعي‬ ‫القضائي‬ ‫لزواج القاصر‬
‫على القاصر‬ ‫الوص ي‬
‫العراق‬
‫‪ -‬األهلية للزواج‪.‬‬ ‫قانون األحوال الشخصية رقم‬
‫مو افقة النائب‬
‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫إذن القاض ي‬ ‫‪ 15‬سنة‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫‪188‬بتاريخ ‪ 1959-12-19‬كما تم‬
‫‪ -‬القابلية البدنية‪.‬‬ ‫الشرعي‬
‫تعديله بتاريخ ‪.1978-2-11‬‬
‫املادة ‪ 1‬و‪.8‬‬
‫قطر‬
‫‪ 18‬سنة للفتى‪ ،‬و‪16‬‬
‫‪ -‬رضا طرفي العقد‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫مو افقة الولي‬ ‫إذن القاض ي‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫قانون ‪ 22‬بسنة ‪.2006‬‬
‫سنة للفتاة‬
‫املادة ‪.17‬‬
‫الكويت‬
‫‪ 17‬سنة للفتى‪،‬‬ ‫قانون رقم ‪ 51‬لسنة ‪ 1984‬في شأن‬
‫‪ -‬غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‪.‬‬
‫و‪ 15‬سنة للفتاة‪.‬‬ ‫األحوال الشخصية (‪)1984 / 51‬‬
‫املادة ‪.26‬‬
‫سلطنة عمان‬
‫مرسوم سلطاني رقم ‪97/32‬‬
‫‪ -‬التحقق من املصلحة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫إذن القاض ي‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫األحوال‬ ‫قانون‬ ‫بإصدار‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫املادة ‪ 7‬و‪.10‬‬

‫‪17‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الشروط املحيطة بزواج القاصر‬


‫الحد األدنى‬
‫إجراء خبرة‬ ‫مو افقة النائب‬
‫الشروط املوضوعية‬ ‫إجراء بحث‬ ‫اشتراط اإلذن‬ ‫املسموح به‬ ‫سن الزواج‬ ‫الدولة‬
‫جسدية أو نفسية‬ ‫الشرعي أو‬
‫للمو افقة على زواج القاصر‬ ‫اجتماعي‬ ‫القضائي‬ ‫لزواج القاصر‬
‫على القاصر‬ ‫الوص ي‬
‫اليمن‬
‫قرارجمهوري بالقانون رقم (‪ )20‬لسنة‬
‫‪ -‬غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 15‬سنة‬
‫‪ 1992‬بشأن األحوال الشخصية‪.‬‬
‫املادة ‪.15‬‬
‫البحرين‬
‫إذن املحكمة‬ ‫قانون رقم (‪ )19‬لسنة ‪ 2017‬بإصدار‬
‫‪ -‬مالءمة الزواج‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 16‬سنة للفتاة‪.‬‬
‫الشرعية‬ ‫قانون األسرة‪.‬‬
‫املادة ‪.20‬‬
‫فرنسا‬
‫القانون املدني (تعديل‪ 17 :‬ماي ‪2013‬‬
‫‪ -‬أسباب خطيرة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫مو افقة األب واألم‬ ‫وكيل الجمهورية‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 18‬سنة‬
‫و‪ 29‬دجنبر‪)1970‬‬
‫املواد‪.148-145-144 :‬‬
‫بلجيكا‬
‫مو افقة األب واألم‬
‫‪ -‬أسباب خطيرة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫محكمة األسرة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫القانون املدني (تعديل ‪ 19‬يناير‪.)1990‬‬
‫أو الوص ي‬
‫املادتين ‪ 144‬و‪.145‬‬
‫إيطاليا‬
‫النضج النفس ي‬ ‫مو افقة الوالدين‬
‫‪ -‬صحة األسباب‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫املحكمة‬ ‫‪ 16‬سنة‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫القانون املدني (تعديل فبراير‪.)2013‬‬
‫والبدني‬ ‫أو ولي األمر‬
‫املادة ‪.84‬‬

‫‪18‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الشروط املحيطة بزواج القاصر‬


‫الحد األدنى‬
‫إجراء خبرة‬
‫مو افقة النائب‬ ‫املسموح به‬ ‫سن الزواج‬ ‫الدولة‬
‫الشروط املوضوعية‬ ‫جسدية أو‬ ‫إجراء بحث‬ ‫اشتراط اإلذن‬
‫الشرعي أو‬ ‫لزواج القاصر‬
‫للمو افقة على زواج القاصر‬ ‫نفسية على‬ ‫اجتماعي‬ ‫القضائي‬
‫الوص ي‬
‫القاصر‬

‫إسبانيا‬
‫‪ -‬غيرمنصوص عليه‪.‬‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫إذن القاض ي‬ ‫‪ 16‬سنة‬ ‫‪ 18‬سنة‬
‫القانون املدني (تعديل ‪ 14‬نونبر‪.)2012‬‬

‫فنلندا‬
‫‪ -‬أسباب خاصة‪.‬‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫ترخيص وزارة العدل‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫قانون الزواج (تعديل ‪)2001/1226‬‬
‫املادتين ‪ 1‬و‪.2‬‬

‫اللكسمبورغ‬
‫‪ -‬أسباب خطيرة‪.‬‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫مو افقة األبوين‬ ‫قاض ي الوصايا‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫القانون املدني (تعديل ‪ 4‬يوليوز‪)2014‬‬
‫املادتين ‪ 144‬و‪.145‬‬

‫الدانمارك‬
‫‪ -‬غيرمنصوص عليه‪.‬‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫ترخيص مكتب الزواج‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫قانون رقم ‪ 256‬ل ‪ 4‬يونيو ‪.1969‬‬
‫املادة ‪.1‬‬

‫‪19‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الشروط املحيطة بزواج القاصر‬


‫الحد األدنى‬
‫إجراء خبرة‬
‫مو افقة النائب‬ ‫املسموح به‬ ‫سن الزواج‬ ‫الدولة‬
‫الشروط املوضوعية‬ ‫جسدية أو‬ ‫إجراء بحث‬ ‫اشتراط اإلذن‬
‫الشرعي أو‬ ‫لزواج القاصر‬
‫للمو افقة على زواج القاصر‬ ‫نفسية على‬ ‫اجتماعي‬ ‫القضائي‬
‫الوص ي‬
‫القاصر‬
‫‪ 18‬سنة‬
‫‪ 16‬سنة إذا كانت‬ ‫هولندا‬
‫‪ -‬أسباب قاهرة‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫ترخيص وزيرالعدل‬ ‫غيرمحدد‬ ‫الفتاة حامل أو لها‬ ‫القانون املدني (تعديل ‪)1992‬‬
‫طفل‪.‬‬ ‫املادة‪1.31 :‬‬

‫كندا‬
‫‪ -‬الرضا املتبادل‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫غيرمنصوص عليه‬ ‫‪ 16‬سنة‬ ‫‪ 16‬سنة‬ ‫قانون الزواج املدني ل‪ 20‬يوليوز‪.2005‬‬
‫املادة ‪2 .2‬‬

‫‪20‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ - 3‬التشريع الداخلي‬
‫عرف التشريع الوطني في موضوع زواج القاصر تطورا نوعيا‪ ،‬وقد اتسمت معامله الساسية في‬
‫تجاوز مدونة السرة ما كانت مدونة الحوال الشخصية سابقا تسمح به من تحديد سن الزواج في أقل‬
‫من سن الرشد املحدد قانونا‪ ،‬وما كان مقررا من تمييز في سن الزواج بين الجنسين‪.‬‬

‫‪ 1- 3‬زواج القاصرفي ظل مدونة األحوال الشخصية‬


‫الثام ن‪61‬‬ ‫تطرقت مدونة الحوال الشخصية امللغاة لزواج القاصر من خالل الفصلين‬
‫والتاسع‪ ،62‬وقد حدد الفصل الثامن أهلية الزواج بالنسبة للفتى بتمام الثامنة عشرة‪ ،‬فإن خيف‬
‫العنت رفع المر إلى القاض ي‪ ،‬وفي الفتاة بتمام الخامسة عشرة من العمر‪.‬‬
‫كما نص الفصل السادس من نفس املدونة على أنه‪" :‬يجب أن يكون كل من الزوجين عاقال بالغا‬
‫خلوا من املوانع الشرعية"‪.‬‬
‫ويفهم من هذين النصين‪ ،‬أنه ال بد من توفر الشروط التالية في املقبل على الزواج‪:‬‬
‫‪ )3‬الخلو من املوانع الشرعية ‪ )4‬بلوغ الفتى ثمانية عشرة‬ ‫‪ )2‬البلوغ‬ ‫‪)1‬العقل‬
‫سنة (ما لم يخش العنت)‪ ،‬والفتاة خمسة عشرة سنة‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق يظهر أن نص مدونة الحوال الشخصية حدد عالمة البلوغ الذي هو شرط‬
‫في الزواج بتمام الثامنة عشرة سنة بالنسبة للذكر‪ ،‬وبتمام الخامسة عشرة سنة لألنثى‪ ،‬بحيث ال يجوز‬
‫الزواج قبل هذه السن‪ ،‬إال في الحالة التي أشارت لها املدونة في الفصل الثامن‪ ،‬وهي في حالة الخوف‬
‫من العنت‪ ،‬حيث يرفع المر إلى القاض ي‪ ،‬وهذه الصورة خاصة فقط بالذكر دون النثى‪ ،‬حيث يمكن‬
‫للقاض ي أن يأذن بزواجه إذا تبين أن في ذلك ضرر بالغ‪.‬‬
‫ويحسب للنص القديم تحديده سن زواج الفتاة في خمسة عشرة سنة كسن أدنى‪ ،‬إذ ال نجد‬
‫لهذا املقتض ى نظيرا في ظل مدونة السرة‪.‬‬

‫‪ - 61‬نص هذا الفصل على ما يلي‪ " :‬تكمل أهلية النكاح في الفتى بتمام الثامنة عشرة فإن خيف العنت رفع المر إلى القاض ي وفي الفتاة بتمام الخامسة عشرة من العمر"‪.‬‬
‫‪ -62‬نص هذا الفصل على ما يلي‪" :‬الزواج دون سن الرشد القانوني متوقف على موافقة الولي فإن امتنع عن املوافقة وتمسك كل برغبته رفع المر إلى القاض ي"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبعد أن حددت املدونة في النص الثامن السابق أهلية الزواج فيما ذكر‪ ،‬نص الفصل التاسع‬
‫على أن الزواج دون سن الرشد القانوني متوقف على موافقة الولي‪ ،‬وأن المر يرفع إلى القاض ي في حال‬
‫امتناع الولي على املوافقة وتمسك كل برغبته‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن سن الرشد القانوني في ظل املدونة‬
‫امللغاة كان هو ‪ 20‬سنة شمسية كاملة‪.63‬‬
‫ويستشف من ذلك أن كل من لم يبلغ هذا السن باعتباره سن الرشد القانوني‪ ،‬سواء كان ذكرا‬
‫أو أنثى‪ ،‬ال بد من موافقة وليه على الزواج‪ ،‬كشرط أساس ي إلبرامه‪ ،‬وفي حالة رفض الولي املوافقة‪،‬‬
‫وتشبت من لم يبلغ سن الرشد بالزواج‪ ،‬يرفع المر إلى القضاء‪ ،‬الذي يقرر بناء على ذلك بمنح اإلذن‬
‫بالزواج‪ ،‬أو برفضه‪.‬‬

‫‪ 2- 3‬زواج القاصرفي ظل مدونة األسرة‬


‫اعتبرت املادة ‪ 19‬من مدونة السرة أن أهلية الزواج تكتمل بإتمام الفتى والفتاة املتمتعين‬
‫بقواهما العقلية ثمان عشرة سنة شمسية‪ ،‬وبالتالي فكمال الهلية طبقا للمادة سالفة الذكر يتم‬
‫بأمرين‪ :‬التمتع بالقوة العقلية‪ ،‬وبإتمام ثمان عشرة سنة شمسية‪ ،‬ذلك أن مناط التكليف الشرعي هو‬
‫العقل‪ ،‬وبانتفائه ينتفي التكليف‪ ،‬واملدونة وإن سمحت للمصاب بإعاقة ذهنية في الزواج طبقا للمادة‬
‫‪ ،23‬فإنها قيدت ذلك بعدة ضوابط‪.64‬‬
‫وقد أخذت املدونة في سن الزواج باملشهور عند املالكية‪ ،‬وهو ثمان عشرة سنة‪ ،65‬وساوت بين‬
‫الزوجين فيه‪ ،‬واقتصرت عليه استحسانا‪ ،‬ودفعا لخطار الزواج املبكر‪ ،‬لن الفتى والفتاة قبل السن‬

‫‪ - 63‬حيث نص الفصل ‪ 137‬على ما يلي‪" :‬يعتبر محجورا للصغر من لم يبلغ سن الرشد‪ .‬سن الرشد القانوني عشرون سنة شمسية كاملة"‪ .‬ظهير ‪.1992/6/11‬‬
‫‪ - 64‬تتجلى هذه الضوابط حسب املادة ‪ 23‬في‪ :‬ضرورة توف ــر إذن قاض ي السرة املكلف بالزواج ب ــزواج الشخص املصاب بإعاق ــة ذهني ــة‪ ،‬بعد تقديــم تقرير حول حالة اإلعاقة من طرف‬
‫طبيب مختص أو أكثر‪ ،‬وإطالع الطرف اآلخر الذي يجب أن يكون راشدا على مضمونه‪ ،‬ورضاه تبعا لذلك صراحة في تعهد رسمي على الزواج مع املصاب بإعاقة ذهنية‪.‬‬
‫‪ - 65‬ورد في موا هب الجليل للحطاب ما يلي‪..." :‬ثم قال البلوغ املعتبر في التزويج هو الحيض‪ ،‬قال ابن حبيب أو بلوغ ثمان عشرة سنة‪ ،‬واختلف في اإلثبات‪ ،‬ثم إن تزوجت به فقال ابن‬
‫حبيب يفسخ قبل البناء وبعده‪ ،‬وقال محمد ال يفسخ إذا أنبتت‪ ،‬وقال الشيخ زروق في كتاب الحج‪ ،‬فأما االحتالم والحيض والحمل فال اختالف في كونها عالمات‪ ،‬ويصدق في اإلخبار‬
‫عنها نفيا طالبا كان أو مطلوبا‪ ...‬وفي البرزلي‪ ،‬وسئل السيوري عن البكر اليتيمة تريد النكاح وتدعي أنها حائض‪ ،‬هل يقبل قولها‪ ،‬أو ينظر إليها هل أنبتت أم ال‪ .‬وسئلت عن بكر غاب‬
‫أبوها ودعت إلى التزويج‪ ،‬وادعت البلوغ‪ ،‬فأجبت إذا غاب الب عن ابنته البكر غيبة انقطاع بمعنى أنه ال يرتجى قدومه‪ ،‬أو غاب غيبة طويلة‪ ،‬وكانت املسافة بعيدة كالشهرين ونحوهما‪،‬‬
‫ودعت البنت البكر إلى التزويج‪ ،‬فإن القاض ي يزوجها إذا كانت بالغا‪ ،‬وللبلوغ خمس عالمات‪ :‬االحتالم واإلنبات والحيض والحمل والسن وهو ثمانية عشرة سنة على املشهور‪ ،‬ويقبل‬
‫قولها في ذلك إذا أشبه‪ ،‬وأما إن كانت غير بالغ فال تزوج‪ ،‬إال إذا خيف عليها الفساد أو احتاجت إلى النفقة وهللا أعلم‪".‬‬
‫انظر في هذا الشأن‪ :‬الحطاب‪ " :‬مواهب الجليل لشرح مختصر خليل"‪ ،‬الجزء الثالت‪ ،‬طبعة جديدة منقحة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص‪.491 :‬‬

‫‪22‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املحدد هنا ال يقدران عادة الرابطة الزوجية حق قدرها‪ ،‬وال يعيان أعباء السرة ومسؤولياتها‪ ،‬الش يء‬
‫الذي قد تترتب عنه عدة مشاكل‪.‬‬
‫إال أن املدونة رغم هذا التحديد‪ ،‬أعطت من خالل املادة ‪ 20‬للقاض ي حق اإلذن بزواج القاصر‬
‫عن هذا السن ذكرا كان أم أنثى‪ ،‬بمقرر معلل يبين فيه املصلحة والسباب املبررة لذلك‪ ،‬بعد االستماع‬
‫لبوي القاصر أو نائبه الشرعي‪ ،‬واالستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق‪ ،‬يتضح أن مدونة السرة سلكت مسلكا وسطا حين تركت ملن لم يبلغ السن‬
‫املحددة قانونا‪ ،‬والراغب في الزواج ذكرا كان أم أنثى الحق في أن يرفع أمره إلى القاض ي لينظر فيه‪،‬‬
‫ويأذن له بالزواج إن بدا له أن فيه مصلحة له‪.‬‬
‫وإذا كانت املادة ‪ 20‬لم تحدد السن الدنى إلمكانية اإلذن بزواج القاصر‪ ، 66‬فإنه بالتمعن في‬
‫الشروط التي قيدت بها اإلذن‪ ،‬تتجلى ضرورة توفر القاصر املقبل على الزواج على التمييز الكافي‬
‫للتعبير عن رضاه بالعقد‪ ،‬والنضج الجسماني‪ ،‬والقدرة على تحمل مسؤولية الزواج‪.‬‬
‫وال شك أن قناعة القاض ي املكلف بالزواج في منحه اإلذن بتزويج القاصر أو رفضه‪ ،‬ال يمكن أن‬
‫تتبلور إال بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي‪ ،‬وإلى القاصر نفسه‪ ،67‬وباالعتماد كذلك على‬
‫خبرة طبية تثبت قدرة القاصر على تحمل أعباء الحياة الزوجية‪ ،‬أو بحث اجتماعي يبرز مدى وجاهة‬
‫السباب الداعية لتزويج القاصر‪ ،‬ومدى وجود مصلحة باعثة لذلك من عدمها‪.‬‬
‫وقد اعتبرت املادة ‪ 21‬من املدونة أن زواج من لم يبلغ سن ثمان عشرة سنة‪ ،‬يظل متوقفا على‬
‫موافقة النائب الشرعي‪ ،‬التي تتجسد بتوقيع هذا الخير مع القاصر على طلب اإلذن بالزواج‪ ،‬وحضوره‬
‫إبرام العقد‪ .‬وفي حالة امتناع النائب الشرعي على املوافقة يبت قاض ي السرة املكلف بالزواج في‬
‫املوضوع‪ ،‬فيقرر إما رفض اإلذن‪ ،‬أو منحه إذا تبين له مبرر لذلك‪.‬‬

‫‪ - 66‬يعود السبب في ذلك حسب ما ذكره الستاذ الخمليش ي "إلى اختالف أعضاء اللجنة في املوضوع‪ .‬فبعضهم اقترح شرط إكمال القاصر ست عشرة سنة‪ ،‬بينما عارض ذلك آخرون‬
‫قائلين بأن البلوغ قد يتحقق من سن الحادية عشرة‪ ،‬والبالغ يحق له الزواج‪ ،‬بسبب ذلك تم االكتفاء بمطالبة القاض ي ببيان السباب املبررة لإلذن‪ ،‬واالستعانة بخبرة طبية أو بحث‬
‫اجتماعي للتأكد من عدم إضرار الزواج بالقاصر‪ ،‬وهو ما ال يتحقق قبل إتمام الخامسة عشرة على القل"‪.‬‬
‫راجع في هذا الشأن‪:‬‬
‫أحمد الخمليش ي‪ " :‬من مدونة الحوال الشخصية إلى مدونة السرة"‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬الزواج‪ ،‬دار نشر املعرفة‪ ،‬منشورات املعارف‪ ،‬طبعة ‪ ،2012‬ص‪182 :‬‬
‫‪ - 67‬لم تشر املادة ‪ 20‬من مدونة السرة إلى ضرورة االستماع للقاصر‪ ،‬غير أنه ليس هناك ما يمنع من القيام بهذا المر في إطار البحث الذي يقوم به قاض ي السرة املكلف بالزواج‪ ،‬ملا‬
‫في ذلك من اعتبارات عملية تتعلق بالتأكد من وجود "رض ى" الطرف القاصر بهذا الزواج من عدمه‪ ،‬خاصة في حالة االستماع إليه على انفراد‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وتتوجب اإلشارة إلى أن مقرر االستجابة لطلب اإلذن بزواج القاصر غير قابل لي طعن‪،‬‬
‫وبمفهوم املخالفة‪ ،‬فإن رفض اإلذن يقبل الطعن طبقا للقواعد العامة‪.68‬‬
‫ويتضح مما تقدم أن مدونة السرة كرست الطابع االستثنائي لزواج القاصر‪ ،‬فأحاطته بعدة‬
‫تدابير وضمانات إجرائية هامة قبل منح اإلذن بتوثيقه‪ ،69‬وهو ما يتجلى من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إسناد اختصاص البت فيه إلى قاض ي السرة املكلف بالزواج؛‬
‫‪ ‬االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي؛‬
‫‪ ‬ضرورة موافقة النائب الشرعي على هذا الزواج‪ ،‬وتتجلى هذه املوافقة في توقيعه مع القاصر‬
‫على طلب اإلذن بالزواج‪ ،‬وحضوره إبرام العقد؛‬
‫‪ ‬االستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي؛‬
‫‪ ‬إصدار مقرر معلل تبين فيه املصلحة والسباب املبررة لإلذن بالزواج‪.‬‬

‫‪ 1–2– 3‬إسناد اختصاص البت في اإلذن بزواج القاصرإلى قاض ي األسرة املكلف بالزواج‬

‫بعد أن كان االختصاص في منح اإلذن بزواج من هم دون سن الهلية يخضع في ظل مدونة‬
‫الحوال الشخصية امللغاة لقاض ي التوثيق‪ ،‬أصبح قاض ي السرة املكلف بالزواج الذي استحدث مع‬
‫صدور مدونة السرة هو املختص بمنح اإلذن املذكور‪.‬‬
‫ومن املؤكد أن ربط إبرام هذا النوع من الزواج بضرورة الحصول على إذن مسبق من قاض ي‬
‫السرة املكلف بالزواج إلبرامه يشكل ضمانة أساسية تهدف إلى الحفاظ على مصالح القاصر بإخضاع‬

‫‪ -68‬كشف الستاذ الخمليش ي أن اللجنة املكلفة بتعديل املدونة‪ ،‬كانت قد " توافقت على صيغة تشترط " إدالء النيابة العامة برأيها كتابة "‪ ،‬وتقرر عدم قابلية قرار القاض ي للطعن كان‬
‫اإلذن بالزواج أو بالرفض"‪ ،‬غير أنه في اجتماعات الحقة أقرت الصيغة الواردة في املادة ‪ 20‬من مدونة السرة‪.‬‬
‫انظر في هذا المر‪ :‬أحمد الخمليش ي‪ " :‬من مدونة الحوال الشخصية إلى مدونة السرة"‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬الهامش رقم ‪ 236‬من الصفحة‪.182 :‬‬
‫‪ - 69‬تجدر اإلشارة إلى أنه سبق أن تم تقديم مقترحي قانون لتعديل مقتضيات زواج القاصر في مدونة السرة‪ ،‬الول مقترح بشأن تغيير وتعميم القانون رقم ‪ 03-70‬بمثابة مدونة السرة‪،‬‬
‫تقدم به أعضاء الفريق االشتراكي بمجلس املستشارين‪ ،‬والثاني مقترح قانون لتعديل املواد ‪ 20‬و‪ 21‬و‪ 22‬من القانون املذكور تقدم به املستشار عبد اللطيف أعمو من فريق التحالف‬
‫االشتراكي بمجلس املستشارين‪.‬‬
‫وقد انصبت أهم محاور املقترح الول في النقاط التالية‪ - :‬جعل السن الدنى لزواج الفتاة القاصرة محددا في ‪ 16‬سنة‪ ،‬وعدم تجاوز سن الزوج ضعف سن القاصرة‪ ،‬مع مراعاة تقارب‬
‫السن بين الطرفين املعنيين في جميع الحوال‪ - .‬االستعانة وجوبا بخبرة طبية وبحث اجتماعي‪ - .‬بطالن زواج القاصر دون إذن القاض ي‪ ،‬ومعاقبة النائب الشرعي الذي تولى تزويجه‬
‫بالحبس ملدة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين‪ - .‬بيان سبب امتناع النائب الشرعي ضمن مقرر اإلذن بالزواج‪.‬‬
‫فيما ارتبط املقترح الثاني بإلغاء ونسخ مقتضيات املواد ‪ 20‬و‪ 21‬و‪ 22‬من مدونة السرة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫زواجه لرقابة القضاء‪ ،‬بالشكل الذي يسمح من التأكد من قيام الشروط االستثنائية التي تبرر منح‬
‫املوافقة على توثيقه‪.‬‬
‫وإذا كانت الجهة املوكول إليها منح اإلذن بهذا الزواج قد حسمت فيها مدونة السرة‪ ،‬إال أن تحديد‬
‫قاض ي السرة املكلف بالزواج مكانيا أثار إشكاال من الناحية العملية‪ ،‬حيث لم تشر املدونة بشكل‬
‫صريح وواضح لالختصاص املكاني في منح اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬مما فتح التساؤل عن إمكانية تقديم‬
‫طلب تزويج قاصر مقر سكناه يوجد خارج دائرة قسم قضاء السرة املقدم أمامه الطلب؟‬
‫وأيا كان النقاش املصاحب لهذا اإلشكال‪ ،‬فإن مصلحة القاصر تقتض ي أن يقدم الطلب أمام‬
‫قاض ي السرة املكلف بالزواج‪ ،‬الذي يوجد مقر سكنى القاصر بدائرة نفوذه‪ ،‬ويمكن تبرير هذا التوجه‬
‫بإمكانية إجراء بحوث اجتماعية بشكل ميسر داخل الدائرة القضائية للمحكمة املقدم إليها الطلب‪،‬‬
‫بما في ذلك انتداب املساعدين االجتماعيين في هذا الخصوص لالنتقال ملحل سكنى القاصر‪،‬‬
‫واستجماع املعطيات االجتماعية والثقافية الضرورية املساعدة على تنوير رأي القاض ي الذي يبت في‬
‫الطلب‪ ،‬وباإلضافة لذلك س يشكل هذا املسلك منعا لي تحايل ناجم عن لجوء بعض طالبي اإلذن‬
‫لقاض خارج الدائرة التي يقطنون بها بعد رفض طلبهم‪ ،‬أو توقع رفضه من لدن القاض ي الذي يوجد‬
‫موطنهم بدائرة اختصاصه‪.‬‬

‫‪ 2 – 2 – 3‬مو افقة النائب الشرعي على زواج القاصر‬

‫ال يتوقف زواج القاصر فقط على استصدار إذن بذلك من قاض ي السرة املكلف بالزواج‪ ،‬ولكن‬
‫ال بد من موافقة نائبه الشرعي على هذا الزواج‪ ،‬وتستشف هذه املوافقة من توقيعه مع القاصر على‬
‫طلب اإلذن بالزواج‪ ،‬وكذا حضوره إبرام العقد أمام العدلين‪.‬‬
‫كما أن اشتراط املشرع موافقة النائب الشرعي للقاصر على زواجه ينطوي على حرص املشرع‬
‫على تأكد الولي من صالح الخاطب‪ ،‬وتحقق مصلحة القاصر من الزواج‪ ،‬مما يشكل ضمانة إضافية‬
‫في هذا الزواج‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وليس معنى هذا أن موافقة النائب الشرعي على زواج القاصر هي الفيصل في الحصول على‬
‫اإلذن‪ ،‬وإنما يبقى منح اإلذن من عدمه خاضعا مع ذلك للسلطة التقديرية لقاض ي السرة املكلف‬
‫ً‬
‫بالزواج‪ ،‬استحضارا ملصلحة القاصر بالدرجة الولى‪.‬‬
‫وقد ألزمت املادة ‪ 21‬من مدونة السرة القاض ي بالبت في طلب اإلذن حتى في الحالة التي يمتنع‬
‫فيها النائب الشرعي للقاصر عن املوافقة على زواج هذا الخير‪ ،‬ويستنتج من هذا املقتض ى أنه يمكن‬
‫للقاصر رفع طلب اإلذن بتزويجه مباشرة إلى القاض ي املكلف بالزواج في حالة امتناع نائبه الشرعي عن‬
‫املوافقة على هذا الزواج‪.‬‬

‫‪ 3 – 2 – 3‬االستماع ألبوي القاصرأو نائبه الشرعي‬

‫إن االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي يشكل وسيلة هامة تسمح لقاض ي السرة املكلف‬
‫بالزواج من استخالص مصلحة القاصر في الزواج من عدمه‪ ،‬فاملعطيات املستقاة من جلسة االستماع‬
‫تساعد القاض ي على تكوين قناعته‪ ،‬وبالتالي اتخاذ قراره املناسب عن بينة من المور‪ ،‬ويشكل هذا‬
‫املعطى ضمانة إضافية ال محيد عنها تساعد على معرفة الدوافع الحقيقية لإلقدام على طلب تزويج‬
‫القاصر‪.‬‬

‫‪ 4 – 2 – 3‬االستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي‬

‫في سبيل تيسير اتخاذ القرار املناسب من لدن قاض ي السرة املكلف بالزواج عند بته في طلب‬
‫تزويج القاصر‪ ،‬تم التنصيص على االستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي‪.‬‬
‫وإذا كانت الصيغة الواردة في املادة ‪ 20‬من مدونة السرة تفيد االختيار بين االستعانة بالخبرة‬
‫الطبية‪ ،‬أو إجراء بحث اجتماعي‪ ،‬حيث استعمل النص لفظة "أو" التي تضع فرضية االكتفاء بإجراء‬
‫دون اآلخر؛ فإنه ليس هناك ما يمنع من اللجوء إلى اإلجرائين معا‪ ،‬ملا في ذلك من ضمانة مهمة تنعكس‬
‫إيجابا على التدبير المثل لهذه الطلبات سعيا للتحقق من مصلحة القاصر في الزواج‪.‬‬
‫وال شك أن لكل إجراء غايات تكمل الخرى‪ ،‬فالخبرة الطبية تسمح بالوقوف على القدرة‬
‫الجسدية والنفسية للقاصر‪ ،‬التي تؤهله لتحمل أعباء الزواج‪ ،‬في حين يقدم البحث االجتماعي‬

‫‪26‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫معطيات عن ظروف عيش القاصر االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وهو ما يساعد القاض ي على استيضاح‬
‫السباب الحقيقية املبررة لطلب اإلذن بالتزويج دون أن يغني بعضها عن اآلخر‪.‬‬

‫‪ 5 – 2 – 3‬إصدارمقررمعلل تبين فيه املصلحة واألسباب املبررة لإلذن بالزواج‬

‫من بين الضمانات الساسية املحيطة باإلذن بزواج القاصر اشتراط مدونة السرة في املادة ‪20‬‬
‫أن يكون مقرر اإلذن بزواج القاصر معلال‪ ،‬يبين فيه قاض ي السرة املكلف بالزواج املصلحة والسباب‬
‫التي حملته على املوافقة على الطلب‪ ،‬ويشكل هذا املقتض ى ضمانة تنسجم مع الطابع االستثنائي‬
‫لزواج القاصر في مدونة السرة‪ ،‬والغاية من فرض قيود دقيقة قبل اتخاذ القرار‪.‬‬
‫ويكون القاض ي مطالبا بتعليل قراره بالقبول أو بالرفض بناء على ما تبين له في زواج القاصر من‬
‫تحقق املصلحة وانتفاء الضرر‪ ،‬أو عكس ذلك‪ ،‬ويستند في اتخاذ قراره على ما يقدم من مبررات‪ ،‬وما‬
‫يستشفه من الخبرة الطبية والبحث االجتماعي املجرى على القاصر‪.‬‬
‫وال يقلل من هذه الهمية جعل مقرر اإلذن بتزويج القاصر غير قابل لي طعن‪ ،‬حيث إن التعليل‬
‫على الوجه القانوني املطلوب‪ ،‬يسمح باالطالع على املؤيدات التي حملت على اتخاذ قرار منح اإلذن‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ - 4‬تحليل املعطيات اإلحصائية العامة لزواج القاصرمنذ صدور‬


‫مدونة األسرة إلى حدود سنة ‪2019‬‬
‫ّ‬
‫تشكل املعطيات اإلحصائية أداة أساسية في التدبير االستراتيجي‪ ،‬حيث تمكن املتدخلين من‬
‫االعتماد على أرقام مستقاة من واقع املمارسة‪ ،‬الستثمارها في التحليل‪ ،‬واالستناد عليها كمؤشرات دالة‬
‫لتقييم الواقع العملي‪ ،‬وتحديد مجاالت التدخل‪.‬‬
‫وتقدم اإلحصائيات ذات الصلة بزواج القاصر منذ دخول مدونة السرة حيز التنفيذ مادة ذات‬
‫أهمية قصوى في مقاربة هذا املوضوع‪ ،‬وتحديد حجم الظاهرة‪ ،‬واستشراف املستقبل في ظل اإلصالح‬
‫املتوقع لقانون السرة ببالدنا‪.‬‬
‫وملقاربة هذا املعطى سيتم االعتماد على مقارنة عدد رسوم زواج القاصر مع املجموع العام‬
‫لرسوم الزواج‪ ،‬ثم رصد تطور رسوم زواج القاصر حسب السنوات‪ ،‬ووضعية زواج القاصر حسب‬
‫جنس الطالب‪ ،‬وسنه‪.‬‬

‫‪ 1 –4‬مقارنة عدد رسوم زواج القاصرمع املجموع العام لرسوم الزواج‬


‫تسمح قراءة املعطيات اإلحصائية املسجلة في هذا الصدد برسم صورة واضحة عن النسبة التي‬
‫يمثلها زواج القاصر من املجموع العام لرسوم الزواج املسجلة كل سنة على حدة‪ ،‬وتكمن الغاية من‬
‫هذه املقارنة في تقييم حجم الظاهرة بأبعادها املتعددة‪ ،‬وتأثيرها على النسيج املجتمعي‪.‬‬
‫وأبرز ما يمكن مالحظته بالنسبة لألرقام املسجلة منذ سنة ‪ ،2004‬هو منحاها التصاعدي من‬
‫سنة لخرى‪ ،‬حيث عرفت تغييرا مهما بلغ ذروته سنة ‪ ،2011‬التي سجلت ما مجموعه ‪ 39031‬رسم‬
‫زواج يتعلق بقاصر‪ ،‬بما نسبته ‪ 11,99‬في املائة من مجموع رسوم الزواج املبرمة برسم نفس السنة‪،‬‬
‫ليسجل املنحنى بعد ذلك بعض االنخفاض‪ ،‬حيث سجلت أقل نسبة برسم سنة ‪ ،2019‬بما مجموعه‬
‫‪ ،20738‬في حين سجلت مجموع رسوم الزواج لنفس السنة ما مجموعه ‪ ،275 477‬وقد شكل زواج‬
‫القاصر بذلك ما نسبته ‪ 7,53‬في املائة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبذلك فقد تراوحت نسبة زواج القاصر مقارنة بمجموع رسوم الزواج منذ سنة ‪ 2004‬إلى سنة‬
‫‪ 2019‬بين ‪ 11,99‬في املائة كأعلى نسبة من املجموع العام لرسوم الزواج‪ ،‬و‪ 7,53‬في املائة كأقل نسبة‪.‬‬
‫ويمكن توضيح هذه املعطيات بتفصيل من خالل الجدول واملبيان أدناه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مقارنة بين عدد رسوم الزواج دون سن األهلية ومجموع رسوم الزواج‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنوات‬

‫عدد رسوم زواج‬


‫‪20 738‬‬ ‫‪25 514‬‬ ‫‪26 298‬‬ ‫‪27 205‬‬ ‫‪30 230‬‬ ‫‪33 489‬‬ ‫‪35 152‬‬ ‫‪34 166‬‬ ‫‪39 031‬‬ ‫‪34 777‬‬ ‫‪33 253‬‬ ‫‪30 685‬‬ ‫‪29 847‬‬ ‫‪26 520‬‬ ‫‪21 660‬‬ ‫‪18 341‬‬ ‫الفتى والفتاة دون‬
‫سن األهلية‬

‫‪275 477‬‬ ‫‪279 335‬‬ ‫‪289 108‬‬ ‫‪280 024‬‬ ‫‪301 746‬‬ ‫‪312 495‬‬ ‫‪306 533‬‬ ‫‪311 581‬‬ ‫‪325 415‬‬ ‫‪313 356‬‬ ‫‪314 400‬‬ ‫‪307 575‬‬ ‫‪297 660‬‬ ‫‪272 989‬‬ ‫‪244 795‬‬ ‫‪236 574‬‬ ‫مجموع رسوم الزواج‬

‫نسبة رسوم الزواج‬


‫دون سن األهلية‬
‫‪7,53%‬‬ ‫‪9,13%‬‬ ‫‪9,10%‬‬ ‫‪9,72%‬‬ ‫‪10,02%‬‬ ‫‪10,72%‬‬ ‫‪11,47%‬‬ ‫‪10,97%‬‬ ‫‪11,99%‬‬ ‫‪11,10%‬‬ ‫‪10,58%‬‬ ‫‪9,98%‬‬ ‫‪10,03%‬‬ ‫‪9,71%‬‬ ‫‪8,85%‬‬ ‫‪7,75%‬‬
‫من مجموع رسوم‬
‫الزواج‬

‫‪30‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫نسبة رسوم الزواج دون سن األهلية من مجموع رسوم الزواج‬


‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪9,13%‬‬ ‫‪7,53%‬‬ ‫‪7,75%‬‬
‫‪9,10%‬‬ ‫‪8,85%‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪9,71%‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪9,72%‬‬
‫‪10,03%‬‬

‫‪2015‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪10,02%‬‬
‫‪9,98%‬‬

‫‪2014‬‬
‫‪10,72%‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪10,58%‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪11,47%‬‬ ‫‪11,10%‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪10,97%‬‬ ‫‪11,99%‬‬

‫‪31‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2-4‬تطوررسوم زواج القاصرحسب السنوات‬


‫من خالل رصد تطور عدد رسوم زواج القاصر حسب السنوات يمكن مالحظة أن هذا الزواج‬
‫عرف تغييرا من سنة لخرى‪ ،‬وقد تراوح هذا التغيير بين االرتفاع واالنخفاض‪ ،‬حيث سجل ارتفاعا‬
‫مطردا في السنوات السبع الولى لدخول مدونة السرة حيز التنفيذ‪ ،‬بلغت ذروته سنة ‪ 2006‬بنسبة‬
‫زيادة قدرت في ‪ 22‬في املائة باملقارنة مع سنة ‪ .2005‬وباملقابل اتسم املنحنى على العموم باالنخفاض‬
‫التدريجي بعد سنة ‪ ،2011‬حيث سجلت أكبر نسبة انخفاض سنة ‪ ،2019‬وبلغت ما معدله ‪ -18,72‬في‬
‫املائة‪ ،‬إذ تم إبرام ما مجموعه ‪ 20738‬رسم زواج دون سن الهلية‪ ،‬في حين سجل هذا الرقم ما‬
‫مجموعه ‪ 25514‬رسما برسم سنة ‪.2018‬‬
‫ويعزى هذا التغيير في منحنى االنخفاض إلى املجهودات املبذولة من طرف جميع الفاعلين بما‬
‫فيهم رئاسة النيابة العامة‪ ،‬التي سهرت من موقعها بعد تأسيسها على إصدار دوريات في املوضوع تحث‬
‫قضاة النيابة العامة على االنخراط اإليجابي في مسطرة زواج القاصر‪ ،‬وتقديم امللتمسات الضرورية‬
‫الكفيلة بتفعيل الضمانات املنصوص عليها قانونا‪ ،‬كما عملت على برمجة دورات تكوينية في هذا‬
‫الصدد‪70.‬‬

‫ويبرز الجدول والرسمين البيانيين أسفله تطور نسبة زواج القاصر خالل ستة عشر سنة‪:‬‬

‫‪ - 70‬راجع ما سيأتي بتفصيل بخصوص مجهودات رئاسة النيابة العامة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وضعية زواج الفتى والفتاة دون سن األهلية ‪2019-2004‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنوات‬

‫عدد رسوم زواج‬


‫‪20 738‬‬ ‫‪25 514‬‬ ‫‪26 298‬‬ ‫‪27 205‬‬ ‫‪30 230‬‬ ‫‪33 489‬‬ ‫‪35 152‬‬ ‫‪34 166‬‬ ‫‪39 031‬‬ ‫‪34 777‬‬ ‫‪33 253‬‬ ‫‪30 685‬‬ ‫‪29 847‬‬ ‫‪26 520‬‬ ‫‪21 660‬‬ ‫‪18 341‬‬ ‫الفتى والفتاة دون‬
‫سن األهلية‬

‫‪-18,72%‬‬ ‫‪- 2,98%‬‬ ‫‪-3,33%‬‬ ‫‪-10,01%‬‬ ‫‪- 9,73%‬‬ ‫‪-4,73%‬‬ ‫‪+2,89%‬‬ ‫‪-12,46%‬‬ ‫‪+12,23%‬‬ ‫‪+4,58%‬‬ ‫‪+8,37%‬‬ ‫‪+2,81%‬‬ ‫‪+12,55%‬‬ ‫‪+22,44%‬‬ ‫‪+18,10%‬‬ ‫نسبة التغيير‬

‫عدد رسوم زواج الفتى والفتاة دون سن األهلية‬

‫‪39 031‬‬
‫‪45 000‬‬

‫‪35 152‬‬
‫‪34 777‬‬

‫‪34 166‬‬
‫‪40 000‬‬

‫‪33 489‬‬
‫‪33 253‬‬
‫‪30 685‬‬

‫‪30 230‬‬
‫‪29 847‬‬

‫‪35 000‬‬

‫‪27 205‬‬
‫‪26 520‬‬

‫‪26 298‬‬

‫‪25 514‬‬
‫‪30 000‬‬
‫‪21 660‬‬

‫‪20 738‬‬
‫‪25 000‬‬
‫‪18 341‬‬

‫‪20 000‬‬

‫‪15 000‬‬

‫‪10 000‬‬

‫‪5 000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪33‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وضعية زواج الفتى والفتاة دون سن األهلية ‪2019-2004‬‬


‫‪45 000‬‬ ‫‪25,00%‬‬
‫‪40 000‬‬ ‫‪20,00%‬‬

‫‪35 000‬‬ ‫‪15,00%‬‬


‫‪10,00%‬‬
‫‪30 000‬‬
‫‪5,00%‬‬
‫‪25 000‬‬
‫‪0,00%‬‬
‫‪20 000‬‬
‫‪-5,00%‬‬
‫‪15 000‬‬
‫‪-10,00%‬‬
‫‪10 000‬‬ ‫‪-15,00%‬‬
‫‪5 000‬‬ ‫‪-20,00%‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-25,00%‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫عدد رسوم زواج الفتى والفتاة دون سن األهلية‬ ‫نسبة التغيير‬

‫‪34‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 3-4‬وضعية زواج القاصرحسب الجنس‬


‫باستقراء املعطيات اإلحصائية املسجلة بخصوص الفئة املعنية بزواج القاصر حسب الجنس‪،‬‬
‫يستنتج بشكل واضح وجلي أن المر يتعلق بظاهرة مؤنثة بامتياز‪ ،‬حيث ال تكاد نسبة الطفال الذكور‬
‫تتجاوز ‪ 1%‬من عدد الرسوم املبرمة‪ ،‬وقد شكل املعدل العام لنسبة الذكور املعنيين بهذا الزواج برسم‬
‫‪ 13‬سنة (‪ )2019-2007‬ما نسبته ‪ 0,67 %‬في املائة‪ ،‬في حين شكلت نسبة اإلناث ‪.99,33%‬‬
‫وسجلت سنة ‪ 2017‬أعلى نسبة للذكور في هذا الزواج‪ ،‬حيث بلغت ‪ ،1,34%‬بما مجموعه‬
‫‪ 38722‬رسما لإلناث‪ ،‬مقابل ‪ 527‬زواجا يتعلق بذكور قاصرين‪ ،‬فيما سجلت سنة ‪ 2013‬أقل نسبة‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬إذ لم يتجاوز الرقم ‪ 0,21 %‬باملقارنة مع نسبة اإلناث التي سجلت ما نسبته ‪،99,79%‬‬
‫حيث شكل عدد الذكور ‪ ،92‬فيما بلغ عدد اإلناث ‪.43416‬‬
‫وتوضح املبيانات التالية هذه املعطيات كما يلي‪:‬‬

‫توزيع طلبات اإلذن بالزواج دون سن األهلية حسب جنس الطالب‬


‫‪46 915‬‬

‫‪46 601‬‬
‫‪44 134‬‬
‫‪39 296‬‬

‫‪42 677‬‬
‫‪38 331‬‬

‫‪43 416‬‬

‫‪43 934‬‬

‫‪50 000‬‬
‫‪41 247‬‬

‫‪39 737‬‬

‫‪38 722‬‬

‫‪40 000‬‬
‫‪33 129‬‬
‫‪31 931‬‬

‫‪30 000‬‬

‫‪20 000‬‬
‫‪379‬‬

‫‪308‬‬

‫‪10 000‬‬
‫‪174‬‬

‫‪438‬‬

‫‪326‬‬

‫‪106‬‬

‫‪201‬‬

‫‪422‬‬
‫‪92‬‬

‫‪214‬‬

‫‪0‬‬
‫‪527‬‬

‫‪173‬‬

‫‪239‬‬

‫‪2007 2008‬‬
‫‪2009 2010‬‬
‫‪2011 2012‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫اإلناث‬ ‫الذكور‬

‫‪35‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫املؤشر‬

‫النسبة العامة لرسوم الزواج دون سن األهلية حسب‬


‫‪0,67%‬‬ ‫‪99,33%‬‬
‫جنس الطالب (‪.)2019-2007‬‬

‫املجموع العام لطلبات اإلذن بالزواج دون سن األهلية حسب جنس‬


‫الطالب ‪2019-2007‬‬
‫الذكور‬
‫‪%0,67‬‬

‫اإلناث‬
‫‪%99,33‬‬

‫نسبة الذكورواإلناث في زواج القاصرحسب السنوات (‪)2007-2019‬‬

‫نسبة الذكور‬ ‫نسبة اإلناث‬ ‫السنوات‬


‫‪0,98%‬‬ ‫‪99,02%‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪0,78%‬‬ ‫‪99,22%‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪0,37%‬‬ ‫‪99,63%‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪0,98%‬‬ ‫‪99,02%‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪0,69%‬‬ ‫‪99,31%‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪0,25%‬‬ ‫‪99,75%‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪0,21%‬‬ ‫‪99,79%‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪0,46%‬‬ ‫‪99,54%‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1,01%‬‬ ‫‪98,99%‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪0,54%‬‬ ‫‪99,46%‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪1,34%‬‬ ‫‪98,66%‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪0,54%‬‬ ‫‪99,46%‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪0,72%‬‬ ‫‪99,28%‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪36‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 4-4‬وضعية زواج القاصرحسب السن‬


‫من خالل تتبع رسوم زواج القاصر طيلة ‪ 13‬سنة من تطبيق مدونة السرة (‪،)2019-2007‬‬
‫يالحظ أن سن القاصرين املعنيين بهذا الزواج تتراوح بين ‪ 14‬سنة و‪ 17‬سنة‪ ،‬وأن نسب الزواج تختلف‬
‫باختالف السن‪ .‬وأبرز ما يمكن رصده في هذا الصدد أن النسبة العلى تتعلق بالقاصرين البالغين ‪17‬‬
‫سنة‪ ،‬حيث شكلت ما نسبته‪ 70,52%‬من املجموع العام لرسوم زواج القاصر خالل ‪ 13‬سنة‪ ،‬في حين‬
‫سجلت رسوم الزواج املتعلقة بالقاصرين البالغين ‪ 14‬سنة ما نسبته ‪ 0,71 %‬من املجموع العام‪ .‬غير‬
‫أن امللفت للنظر أن عدد الرسوم املتعلقة بهذه الفئة بلغت ذروتها خالل سنتي ‪ ،2016‬و‪ ،2017‬حيث‬
‫بلغت خالل السنة الولى ما مجموعه ‪ 1057‬رسما‪ ،‬مقابل ‪ 1318‬في السنة الثانية‪.‬‬
‫وقدرت هذه النسبة في ‪ 23,06 %‬في املائة بالنسبة للبالغين ‪ 16‬سنة‪ ،‬أما بخصوص القاصرين‬
‫البالغين ‪ 15‬سنة فقد بلغت نسبتهم ‪ 5,71%‬من املجموع العام لرسوم زواج القاصر خالل السنوات‬
‫املذكورة أعاله‪.‬‬
‫وفيما يلي توضيح لهذه املعطيات بتفصيل‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫توزيع رسوم اإلذن بالزواج دون سن األهلية حسب السن‬

‫المجموع‬ ‫‪ 17‬سنة‬ ‫‪ 16‬سنة‬ ‫‪ 15‬سنة‬ ‫‪ 14‬سنة‬ ‫السنوات‬


‫‪38 710‬‬ ‫‪25 767‬‬ ‫‪9 865‬‬ ‫‪2 730‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪39 604‬‬ ‫‪24 097‬‬ ‫‪12 550‬‬ ‫‪2 609‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪47 088‬‬ ‫‪31 211‬‬ ‫‪12 407‬‬ ‫‪3 111‬‬ ‫‪359‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪41 098‬‬ ‫‪32 100‬‬ ‫‪8 374‬‬ ‫‪555‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪46 927‬‬ ‫‪31 171‬‬ ‫‪12 771‬‬ ‫‪2 676‬‬ ‫‪309‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪42 783‬‬ ‫‪29 220‬‬ ‫‪10 958‬‬ ‫‪2 405‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪43 508‬‬ ‫‪28 886‬‬ ‫‪13 010‬‬ ‫‪1 515‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪44 135‬‬ ‫‪31 644‬‬ ‫‪11 169‬‬ ‫‪1 242‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪41 669‬‬ ‫‪29 464‬‬ ‫‪11 114‬‬ ‫‪1 060‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪44 447‬‬ ‫‪17 835‬‬ ‫‪13 806‬‬ ‫‪11 749‬‬ ‫‪1 057‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪39 249‬‬ ‫‪20 127‬‬ ‫‪10 744‬‬ ‫‪7 060‬‬ ‫‪1 318‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪32 104‬‬ ‫‪24 006‬‬ ‫‪6 947‬‬ ‫‪1 142‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪33 356‬‬ ‫‪23 521‬‬ ‫‪7 692‬‬ ‫‪1 906‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪100,00%‬‬ ‫‪70,52%‬‬ ‫‪23,06%‬‬ ‫‪5,71%‬‬ ‫‪0,71%‬‬ ‫النسبة‬

‫توزيع طلبات اإلذن بالزواج دون سن األهلية حسب السن‬


‫‪%0,71 %5,71‬‬
‫‪ 15‬سنة ‪ 14‬سنة‬

‫‪%23,06‬‬
‫‪ 16‬سنة‬

‫‪%70,52‬‬
‫‪ 17‬سنة‬

‫‪38‬‬
‫‪0‬‬
‫‪5 000‬‬
‫‪10 000‬‬
‫‪20 000‬‬
‫‪25 000‬‬
‫‪30 000‬‬
‫‪35 000‬‬

‫‪15 000‬‬
‫‪348‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2 730‬‬
‫‪9 865‬‬
‫‪348‬‬ ‫‪25 767‬‬

‫‪2008‬‬
‫‪2 609‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪12 550‬‬
‫‪359‬‬ ‫‪24 097‬‬

‫‪2009‬‬
‫‪3 111‬‬
‫‪12 407‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪31 211‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪555‬‬
‫‪8 374‬‬
‫‪309‬‬ ‫‪32 100‬‬

‫‪2011‬‬
‫‪2 676‬‬
‫‪12 771‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪31 171‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪ 14‬سنة‬
‫‪2 405‬‬
‫‪10 958‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪29 220‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪1 515‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ 15‬سنة‬
‫‪13 010‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪28 886‬‬
‫‪2014‬‬

‫‪1 242‬‬
‫‪ 16‬سنة‬ ‫‪11 169‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪31 644‬‬
‫‪2015‬‬

‫‪1 060‬‬
‫‪11 114‬‬
‫‪ 17‬سنة‬

‫‪1 057‬‬
‫‪2016‬‬

‫‪29 464‬‬
‫‪11 749‬‬
‫‪13 806‬‬
‫‪1 318‬‬ ‫‪17 835‬‬
‫توزيع رسوم اإلذن بالزواج دون سن األهلية حسب السن‬

‫‪2017‬‬

‫‪7 060‬‬
‫‪10 744‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪20 127‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪1 142‬‬
‫‪6 947‬‬
‫‪237‬‬ ‫‪24 006‬‬
‫‪2019‬‬

‫‪1 906‬‬
‫‪7 692‬‬
‫‪23 521‬‬
‫‪ 14‬سنة‬
‫‪ 16‬سنة‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -5‬رأي املؤسسات الدستورية‬


‫في إطار ممارسة املهام املنوطة بموجب الدستور والقوانين سارية املفعول‪ ،‬لكل من املجلس‬
‫الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬واملجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬وتفاعال من هذه املؤسسات‬
‫الوطنية مع النقاش املجتمعي تمت بلورة آراء في موضوع زواج القاصر مشفوعة بتوصيات بهذا‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫‪ 1- 5‬رأي املجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬


‫أكد املجلس الوطني لحقوق اإلنسان في العديد من املناسبات موقفه الثابت من زواج القاصر‪،‬‬
‫والذي عبر من خالله عن املطالبة بإلغاء هذا الزواج‪ ،‬وتجريم الفعل الرامي إلى إجبار كل طفل قاصر‬
‫على الزواج‪.‬‬
‫وقد تمت اإلشارة في هذا الصدد في التقرير السنوي عن حالة حقوق اإلنسان باملغرب لسنة‬
‫‪ 2019‬إلى أن املجلس‪:‬‬
‫"عمل على مواصلة الحوار املجتمعي حول مراجعة املادة ‪ 20‬من مدونة السرة املتعلقة باإلذن‬
‫بزواج الطفال والطفالت من خالل تنظيم لقاءات تحسيسية من طرف اللجن الجهوية لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬ولقاء وطني عرف مشاركة مجموعة من الفاعلين املعنيين سواء منهم الوطنيون أو الدوليون‪.‬‬
‫وتبين من خالل هذا العمل التحسيس ي والترافعي بأن إشكالية تزويج الطفالت تطرح مجموعة من‬
‫التحديات املجتمعية مرتبطة أساسا بالنسقين املؤسساتي والتشريعي للحماية من جهة‪ ،‬والدينامية‬
‫املجتمعية من جهة أخرى‪ .‬وقد أبدى املجلس قلقه اتجاه الخط التصاعدي الذي سجله تزويج‬
‫الطفالت بشكل خاص‪ ،‬على اعتبار أن هذه املمارسة هي مس مباشر بحقوق الطفل خاصة منها الحق‬
‫في التربية والصحة والحماية والنماء"‪.71‬‬

‫‪ - 71‬وذلك في الفقرة ‪ ،103‬انظر الصفحة ‪ 35‬من التقرير‪ .‬لالطالع على التقرير‪ ،‬انظر املوقع اإللكتروني للمجلس التالي‪.www.cndh.ma :‬‬

‫‪40‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وهو نفس املوقف الذي أكده في تقريره لسنة ‪ 72،2020‬حيث أشار إلى التحديات التي تعترض‬
‫تمتع النساء والفتيات بحقوقهن كاملة‪ ،‬ومن بينها الولوج للتربية والتكوين‪ ،‬وزواج القاصرات‪ ،‬وأوص ى‬
‫في هذا اإلطار بضرورة مراجعة وتعديل مدونة السرة بما يتماش ى مع مبادئ الدستور واالتفاقيات‬
‫الدولية التي صادقت أو انضمت إليها اململكة‪ ،‬وخاصة اتفاقية حقوق الطفل‪.73‬‬
‫وبمناسبة إبداء املجلس الوطني لحقوق اإلنسان لرأيه في مشروع القانون رقم ‪ 27. 14‬املتعلق‬
‫بمكافحة االتجار بالبشر‪ ،74‬ذكر املجلس‪" :‬بتوصياته السابقة املتعلقة بتعديل مدونة السرة بحظر‬
‫زواج القاصرين دون ‪ 18‬سنة شمسية‪ ،‬وتجريم كل فعل يرمي إلى إكراه بالغ أو قاصر دون ‪ 18‬سنة‬
‫شمسية كاملة على الزواج بوصفه جريمة قائمة الذات‪ ،‬مع إقرار املسؤولية املدنية لألشخاص‬
‫املشاركين في تيهئ هذا الزواج و‪/‬أو عقده"‪.75‬‬

‫‪ 2- 5‬رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬


‫انطالقا من دوره كمؤسسة دستورية مستقلة تضطلع بمهام استشارية حول االختيارات‬
‫التنموية الكبرى‪ ،‬والسياسات العمومية في امليادين االقتصادية واالجتماعية ذات الصلة بالتنمية‬
‫املستدامة‪ ، 76‬أبدى املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي رأيه بخصوص موضوع زواج القاصر‪،‬‬
‫وذلك من خالل دراسة أعدها تحت عنوان‪ " :‬ما العمل أمام استمرار تزويج الطفالت باملغرب؟"‪.77‬‬
‫وتبلورت الدراسة انطالقا من اسـتنتاج عـام للمجلس‪ 78‬مفاده أن املشـرع يعتـرف بعـدم نضـج‬
‫الطفـال وحاجتهـم إلـى حماية خاصة‪ ،‬كمـا أنـه يولـي اهتمامـا لحمايتهـم‪ ،‬بموجـب القانـون‪ ،‬غير أن‬

‫‪ - 72‬وذلك في الفقرة ‪ ،257‬الصفحة ‪ ،105‬التقرير السنوي حول حالة حقوق اإلنسان باملغرب لسنة ‪ ،2020‬لالطالع على هذا التقرير‪ ،‬يرجى مراجعة املوقع اإللكتروني للمجلس التالي‪:‬‬
‫‪.www.cndh.ma‬‬
‫‪ - 73‬انظر التوصية رقم ‪ 17‬في إطار التوصيات العامة‪ ،‬ص ‪ .225‬من التقرير‪.‬‬
‫‪ -74‬رأي املجلس الوطني لحقوق اإلنسان بخصوص مشروع القانون رقم‪ 27. 14‬املتعلق بمكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬انظر املوقع اإللكتروني للمجلس التالي‪.www.cndh.ma :‬‬
‫‪ - 75‬انظر الصفحة ‪ 10‬من رأي املجلس الوطني املذكور‪.‬‬
‫‪ - 76‬املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي مؤسسة دستورية تم تنصيبها من طرف جاللة امللك محمد السادس يوم ‪ 21‬فبراير ‪ .2011‬ويضطلع بمهام استشارية حول االختيارات‬
‫التنموية الكبرى‪ ،‬والسياسات العمومية في امليادين االقتصادية واالجتماعية والتنمية املستدامة والجهوية املتقدمة‪.‬‬
‫وتتجلى نجاعة اآلراء واالقتراحات والدراسات في تعدد الحساسيات والتجارب السوسيو مهنية ملكوناته‪.‬‬
‫‪ - 77‬بنـاء علـى املـادة ‪ 6‬مـن القانـون التنظيمـي رقـم ‪ 12.128‬املتعلـق باملجلـس االقتصـادي واالجتماعـي والبيئـي‪ ،‬قـرر املجلـس‪ ،‬فـي إطـار إحالـة ذاتيـة‪ ،‬إعـداد رأي حـول موضـوع "زواج‬
‫الطفـالت"‪ .‬وفـي هـذا الصـدد‪ ،‬شـكل مكتـب املجلـس مجموعـة عمـل عـداد رأي حـول املوضـوع‪ ،‬وخــالل دورتهــا العاديــة املائــة‪ ،‬املنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬يوليــوز ‪ ،2019‬صادقــت الجمعيــة العامــة‬
‫للمجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي باإلجمــاع علــى ال ـرأي الــذي يحمــل عنــوان "مــا العمــل أمــام اســتمرار تزويــج الطفــالت باملغــرب؟‪«.‬‬
‫‪ -78‬اعتمد التقرير على منهجية تنطلق من تحليل واقع زواج القاصر باملغرب‪ ،‬وتحليل مسببات الظاهرة‪ ،‬وانعكاساتها على املستوى الفردي‪ ،‬والسوسيو اقتصادي‪ ،‬ورصد النتائج‬
‫املستخلصة من خالل جلسات اإلنصات‪ ،‬وتقييم الوضعية على مستوى التشريع‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املشـكلة تتجلـى فـي أن االستثناء الذي فتح الباب لعدم التقيـد باملعاييـر التـي حددهـا للـزواج‪ ،‬قـد أدى‬
‫إلـى خلـق ارتبـاك وتعـارض بيـن القوانيـن مما يضعف الحمايـة القانونيـة لألطفـال‪ ،‬إضافـة إلـى أن إعطـاء‬
‫صالحيـات تقديريـة واسـعة للقضـاة‪ ،‬يؤدي إلـى صـدور أحـكام متباينـة تهـم حـاالت متشـابهة‪ ،‬كمـا يشـكل‬
‫مصـدر تمييـز وحيـف فـي حـق الطفـال والنسـاء‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق‪ ،‬اعتبر املجلس أن مدونة السرة ال تنسجم انسجاما كامال مع االتفاقيات‬
‫الدولية والدستور‪ ،‬وأن القضــاء علــى تزويــج الطفــال اليــوم يفــرض نفســه باعتبــاره هدفـا مـن أهـداف‬
‫التنميـة املسـتدامة بحلـول سـنة ‪. 2030‬‬
‫كما أكد التقرير أن مكافحـة تزويـج الطفـال‪ ،‬وبالنظـر إلـى أبعادها النفسـية واالجتماعيـة‬
‫واالقتصاديـة والثقافيـة‪ ،‬ال بـد أن تمـر من تحسـين اإلطـار التشـريعي‪ ،‬غير أن ذلك ال يغني عـن إعـداد‬
‫سياسـات عموميـة‪ ،‬تواجـه ممارسـات تزويـج الطفـال‪.‬‬
‫وقد اسـتند املجلـس فـي بلـورة رأيـه‪ ،‬علـى تحليـل اإلشكالية املطروحـة فـي ضـوء اإلطـار املرجعـي‬
‫الـذي استند عليه إبـداء الـرأي‪ ،‬واملتمثل في االنسـجام مـع الدسـتور واالتفاقيـات الدوليـة‪ ،‬مـع العمـل‬
‫علـى إدراج إشـكالية تزويج الطفال فـي إطــار الديناميـة السوســيو‪-‬اقتصادية والسياســية لبالدنــا‪،‬‬
‫وطموحهــا املتمثــل فــي تنزيــل نمــوذج تنمــوي جديـد ينسـجم مـع مضاميـن الدسـتور وقواعـد القانـون‬
‫الدولـي‪ ،‬ويحتـرم مبـدأ املسـاواة بيـن النسـاء والرجـال‪ ،‬ويكـون فـي مسـتوى الرهانـات السوسـيو‪-‬‬
‫اقتصادية‪.‬‬
‫وانطالقا من تحليل مختلـف وجهـات النظـر التي استقاها املجلس في املوضوع‪ ،‬أوص ى بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬اعتمــاد عبــارة "تزويــج الطفــال" بــدال مــن زواج القاصــر أو الــزواج املبكــر‪ ،‬مــن أجــل رفع كل‬
‫أشــكال الغمـوض املتصلـة بالتأويـالت والتصـورات الفرديـة حـول تحديـد من هو الطفـل‪ ،‬لن القانـون‬
‫املغربـي واضـح فـي هـذا الصـدد‪ ،‬حيـث يعتبـر أن الطفـل املغربـي هـو كل شـخص‪ ،‬أنثـى أو ذكـر‪ ،‬دون سـن‬
‫‪ ، 18‬وبالتالـي فهـو قاصـر بموجـب القانـون‪.‬‬
‫‪ .2‬تسـريع املسلسـل الـذي بـدأ بالفعـل واملتعلـق بالقضـاء علـى تزويـج الطفـال‪ ،‬والطفـالت خاصـة‪،‬‬
‫وذلـك لصالـح التنميـة السوسـيو‪ -‬اقتصادية للبـالد‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ .3‬تشــجيع النقــاش العمومــي وتطويــر التفكيــر الجماعــي املتعلــق بمجموعــة مــن "القضايــا‬
‫االجتماعيــة والثقافيــة" املتصلــة بالــزواج‪ ،‬والحيــاة الجنســية‪ ،‬وتجريــم العالقــات الجنس ـية الرضائيــة‬
‫خــارج إطــار الــزواج‪ ،‬وحــول اإلجهــاض واالغتصــاب واالعتــداء الجنســي‪ ،‬وغيرهــا‪ ،‬وذلــك قصــد التعريــف‬
‫بالقوانيــن وبالفــكار التــي تنطــوي عليهــا ‪.‬‬
‫‪ . 4‬اعتمــاد اســتراتيجية شمولية تهــدف‪ ،‬فــي املســتقبل املنظــور‪ ،‬إلــى القضــاء علــى املمارســة‬
‫املتعلقــة بتزويـج الطفـال "الشـرعي وغيـر املوثـق"‪ ،‬وهـي اسـتراتيجية يمكـن أن ترتكـز علـى ثالثـة محـاور‬
‫متكاملـة‪ :‬وتتمثل في تحسين اإلطار التشريعي واملنظومة القانونية من خالل خلق انسجام في اإلطار‬
‫التشريعي‪ ،‬وذلك بمالءمـة أحـكام مدونـة السـرة مـع الدسـتور واتفاقيـة القضـاء علـى جميـع أشـكال‬
‫التمييـز ضـد املـرأة‪ ،‬واالتفاقيـة الدوليـة لحقـوق الطفـل‪ ،‬واالتفاقيـة الدوليـة لحقـوق الشـخاص فـي‬
‫وضعيـة إعاقـة‪ ،‬وحصر تطبيق املادة ‪ 16‬على زواج البالغين‪ .‬مع اعتماد املنع الصريـح فـي مدونـة السـرة‪،‬‬
‫لجميـع أشـكال التمييـز ضـد الطفـال‪ ،‬انسـجاما مع املادة ‪ 19‬من الدسـتور‪ .‬ونسـخ املـواد ‪ّ 22، 21، 20‬‬
‫مـن مدونـة السـرة‪.‬‬
‫وباإلضافة ملا ذكر يتعين التنصيـص فـي مدونـة السـرة علـى الوجـود القانونـي لـ "مصلحـة الطفـل‬
‫الفضلـى"‪ ،‬مـع تعريـف هـذا املبـدأ وتحديـد مجـال تطبيقه‪ ،‬وضمـان حـق الطفـل فـي التسـجيل فـي الحالـة‬
‫املدنية‪ ،‬دون أي تمييـز بيـن الطفـال املولوديـن فـي إطـار الـزواج وخـارج العالقـة الزوجيـة‪ .‬ومنح إمكانية‬
‫فسـخ عقـود زواج الطفالت بنـاء علـى طلـب الزوجـة القاصـر‪ ،‬أو ممثلهـا القانونـي في حالـة وجود ضـرر‪.‬‬
‫مع تشديد املعاقبة لـكل أشـكال الضغـط علـى الطفـل‪ ،‬أو تضليلـه‪ ،‬أو خداعه للحصـول علـى موافقتـه‬
‫علـى الـزواج‪.‬‬
‫ومن جانب آخر أوص ى املجلس بمالءمـة قانـون إثبـات النسـب الشـرعي وقانـون النسـب الطبيعـي‪،‬‬
‫مع تضمين مدونـة السـرة كون تحليـل الحمـض النووي هـو عنصـر علمـي مـن عناصـر إثبـات البـوة‪،‬‬
‫يتعيـن علـى القاضـي االسـتعانة به إلثبـات النسـب البـوي للطفـل فـي حـال نكـران الوالـد البـوة‪ ،‬وذلـك‬
‫مـن أجل الولـوج املتسـاوي إلـى النسـب دون أي تمييـز‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫كما دعا املجلس إلى توقيـع اتفاقيـة املجلـس الوربـي للقضـاء علـى العنـف ضـد النسـاء والعنـف‬
‫ُ‬
‫املنزلـي‪ ،‬التـي تسـمى اتفاقيـة إسـطنبول‪ ،‬املبرمـة سـنة ‪ 2011‬التـي تشـير بشـكل صريـح إلـى الـزواج‬
‫القسـري‪.79‬‬
‫وفي ذات املحور أوص ى املجلس بضرورة تطوير الوساطة السرية‪ ،‬وتوفير عدالة مالئمة‬
‫للقاصرين‪ ،‬بما يحقق املصلحة الفضلى للطفل‪.‬‬
‫وعلى مستوى آخر ركزت التوصيات على ضرورة محاربــة املمارســات الضــارة بالطفــال‪ ،‬مــن خ ـالل‬
‫التنفيــذ املســتدام واملندمــج ملختلـف السياسـات واإلجـراءات العموميـة علـى الصعيـد الوطنـي والترابـي‪،‬‬
‫وال سـيما فـي مـا يتعلـق‪ :‬بالسياسـة املندمجـة لحمايـة الطفولـة‪ ،‬التـي اعتبر املجلس أنها تتسـم ببطء‬
‫شـديد‪ ،‬وبصعوبـات فـي تنفيذهـا‪ .‬مؤكدا على أنه ينبغـي أن يستهدف تنفيـذ هـذه السياسـة‪ ،‬بالدرجـة‬
‫الولـى‪ ،‬الطفــال الكثــر هشاشــة الطفـال‪ ،‬وهم‪ :‬الطفــال فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬والطفــال املتخلى عنهــم‬
‫وأطفــال الشــوارع‪ ،‬والطفال املهاجريـن‪.‬‬
‫كما نادى باعتماد سياسـة أسـرية تأخـذ فـي االعتبـار التربيـة علـى تحمـل املسـؤولية املناطـة‬
‫بالوالديـن‪ ،‬وتقديـم الدعـم املـادي املوجـه لألسـر الفقيـرة‪ ،‬وتحسـيس السـر باملمارسـات الضـارة‬
‫بالطفـال‪ ،‬بسياســة تربوية تضمن التوعيــة والتحســيس بــكل الوســائل‪ ،‬مع االحتـرام الفعلـي لضـرورة‬
‫تمـدرس جميـع الطفـال والفتيـات بوجه خـاص‪ ،‬والتربية على املواطنة‪ ،‬واعتماد تربيـة جنسـية بوسـائل‬
‫مالئمـة للسـياق املغربـي تهـدف إلـى معرفـة طـرق ووسـائل الوقايـة مـن املخاطـر ذات الصلـة بالعالقـات‬
‫الجنسـية‪ ،‬والحمـل والـزواج املبكـر‪ ،‬وتربية دينية ترمي إلى نقل القيم الدينية املتعلقة بالعدالة‬
‫واإلنصاف‪ ،‬والتسامح‪ ،‬واحترام اآلخر‪.‬‬
‫كما أوص ى باعتماد سياسة طموحة تهم املساواة بين النساء والرجال‪ ،‬وتطوير وتعزيز أنظمة‬
‫الحماية واملساعدة االجتماعية‪ ،‬واملكافحـة الصارمـة والفعالـة للتزويـج بالعقـود (الكونطـرا) والـزواج‬
‫ا ّ‬
‫ملدبـر‪ ،‬وذلك بإعمال أحـكام القانـون رقـم‪ ،27.14 :‬ومعاقبـة جميـع املتورطين فـي مثـل هـذه العمليـات‪.‬‬

‫‪ -79‬تم تبني هذه االتفاقية في ‪ 7‬أبريل ‪ ،2011‬ودخلت حيز التنفيذ في فاتح غشت ‪ ،2014‬وتعتبر إلى تاريخه ‪ 45‬دولة طرفا فيها‪ ،‬باإلضافة إلى االتحاد الوربي‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وفي النقطة الخيرة‪ ،‬أوص ى املجلس في تقريره بضرورة تحســين وضمــان تتبع وتقييــم تدابيــر‬
‫القضــاء علــى املمارســة املتعلقــة بتزويــج الطفــال‪ .‬وذلك من خالل تحسـين النظـام املعلوماتـي وتطويـر‬
‫مؤشـرات مناسـبة انسـجاما مـع حقـوق الطفـل‪ ،‬وأهـداف التنميـة املسـتدامة‪ ،‬مع تجميع املعطيـات‬
‫املتعلقـة بوجـه خـاص بالتزويـج غيـر املوثـق شـرعيا لألطفـال‪ ،‬ونشرها بشكل منتظـم‪ .‬وتقديـم عـرض‬
‫سـنوي أمـام البرملـان مـن طـرف القطاعـات ذات الصلـة عـن وضعيـة تزويـج الطفـال‪ ،‬ومـدى تقـدم‬
‫السياسـات العموميـة املتعلقـة بهـذا الشـأن‪.‬‬
‫وقد أعاد املجلس التذكير بموقفه من زواج القاصر في معرض التعبير عن رأيه في التقرير الذي‬
‫أعده حول‪" :‬فعلية حقوق الطفل‪ ،‬مسؤولية الجميع"‪ ،‬وعند بلورة توصياته بهذا الخصوص في مجال‬
‫السياسة املندمجة لحماية الطفولة في النقطة الثامنة أوص ى بضرورة مصادقة بالدنا على اتفاقية‬
‫النزروت‪ ،‬الصادرة عن مجلس أوربا املتعلقة بحماية الطفال من االستغالل الجنس ي‪ ،‬واالعتداء‬
‫الجنس ي‪ ،‬وعلى البروتوكول االختياري الثالث لالتفاقية الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬مع مواصلة مالءمة‬
‫القوانين املغربية مع اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬وبروتوكوالتها االختيارية (وخاصة القانون الجنائي وقانون‬
‫املسطرة الجنائية‪ ،‬ومدونة السرة)؛ كما أوص ى املجلس بإلغاء املادتين ‪ 20‬و ‪ 21‬من مدونة السرة‪،‬‬
‫املتعلقة بزواج الفتى والفتاة دون سن الهلية‪.80‬‬

‫‪ -6‬مجهودات رئاسة النيابة العامة في الحد من زواج القاصر‬


‫في إطار تفعيل الدوار الساسية املنوطة بها بمقتض ى القانون‪ ،‬عملت رئاسة النيابة العامة منذ‬
‫تأسيسها على إيالء حماية الطفولة أهمية قصوى‪ ،‬وجعلتها من أولويات السياسة الجنائية التي يتعين‬
‫الحرص على تنفيذها من خالل تدخل النيابة العامة بمحاكم اململكة‪ ،‬وقد تجلى هذا الحرص منذ‬
‫صدور أول منشور لرئيس النيابة العامة‪.81‬‬

‫‪ - 80‬وهي نفس التوصية التي سبق أن عبر عنها سنة ‪ ،2012‬في تقريره املعنون ب‪" :‬النهوض باملساواة بين النساء والرجال في الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية‪/‬‬
‫تحقيق املساواة بين النساء والرجال مسؤولية الجميع‪ :‬تصورات وتوصيات معيارية ومؤسساتية‪ ،‬وذلك في النقطة السادسة من التوصيات املعيارية‪ .‬ص‪ .62 :‬لالطالع على التقرير‪،‬‬
‫راجع موقع املجلس‪.www.cese.ma :‬‬
‫‪ - 81‬منشور رئيس النيابة العامة رقم ‪ 1‬وتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2017‬حيث تم التنصيص على اعتبار حماية الفئات الخاصة من أوليات السياسة الجنائية‪ ،‬وخاصة حماية الطفال والنساء‬
‫من كل االعتداءات‪ ،‬وال سيما االعتداءات الجسدية والجنسية‪ .‬لالطالع على هذا املنشور يرجى مراجعة موقع رئاسة النيابة العامة اإللكتروني التالي‪.www.pmp.ma :‬‬

‫‪45‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ويستند تدخل النيابة العامة في موضوع زواج القاصر إلى عدة مرجعيات تتجلى أساسا في‬
‫مقتضيات دستور اململكة لسنة ‪ ،2011‬وعلى وجه الخصوص الفصل ‪ 32‬منه‪ ،‬الذي نص على أن‬
‫الدولة تسعى لتوفير الحماية القانونية واالعتبار االجتماعي واملعنوي لجميع الطفال بكيفية متساوية‪،‬‬
‫وعلى أن التعليم الساس ي حق للطفل‪ ،‬وواجب على السرة‪.‬‬
‫كما يجد مرجعيته في مقتضيات مدونة السرة التي اعتبرت النيابة العامة طرفا أصليا في قضايا‬
‫السرة (املادة الثالثة)‪ ،‬وجعلت اإلذن بزواج القاصر استثناء من الصل‪ ،‬الذي هو اشتراط بلوغ‬
‫الراغب في الزواج ‪ 18‬سنة شمسية كاملة‪ ،‬وما نصت عليه املادة ‪ 54‬من حقوق لألطفال على أبويهم‪،‬‬
‫ال سيما الحق في حماية حياتهم وصحتهم إلى حين بلوغ سن الرشد‪ ،‬واتخاذ كل التدابير املمكنة للنمو‬
‫الطبيعي لألطفال‪ ،‬والحفاظ على سالمتهم الجسدية والنفسية‪ ،‬والحرص على الوقاية من كل‬
‫استغالل يضر بمصالحهم‪ ،‬والحق في التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية‪ ،‬وللعضوية‬
‫النافعة في املجتمع‪ ،‬وعلى أن الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الالزمة لحماية الطفال وضمان‬
‫حقوقهم طبقا للقانون‪ ،‬ومن أن النيابة العامة هي الساهرة على مر اقبة تنفيذ هذه األحكام‪ .‬مما‬
‫يجعل على عاتق النيابة العامة مسؤولية السهر على تمتيع الطفال بكافة الحقوق املكفولة لهم قانونا‬
‫بمقتض ى مدونة السرة انسجاما مع ما تنص عليه املواثيق الدولية ذات الصلة‪.‬‬
‫وانطالقا مما سلف‪ ،‬واكبت رئاسة النيابة العامة منذ تأسيسها موضوع زواج القاصر من خالل‬
‫تنظيم دورات تكوينية‪ 82‬لقضاة النيابة العامة بالساس‪ ،‬وإصداردوريات في املوضوع‪ ،‬والتي تجسدت‬
‫في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬دورية رقم‪ 17 :‬س‪ /‬ر ن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،2018‬حول قضايا السرة؛‬
‫‪ ‬دورية رقم‪ 20 :‬س ‪ /‬ر ن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ ،2018‬حول زواج القاصر؛‬
‫‪ ‬دورية رقم‪ 2 :‬س‪ /‬ر ن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ ،2020‬حول تفعيل دور النيابة العامة‬
‫في مسطرة زواج القاصر؛‬

‫‪ - 82‬حيث تم تنظيم عدة ورشات نوقشت من خاللها اإلشكاالت القانونية التي تثيرها مسطرة زواج القاصر‪ ،‬وتم التركيز على سبل تدعيم دور النيابة العامة في هذه املوضوع‪ ،‬واستحضار‬
‫التقاطعات التي تربط مقتضيات تزويج القاصر في املدونة بالقانون رقم ‪ 103.13‬املتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬ومختلف القوانين الخرى ذات الصلة‪ .‬وكذا دور خاليا التكفل‬
‫بالنساء والطفال التي تشرف عليها النيابة العامة على مستوى محاكم اململكة‪ ،‬وما يمكن أن تقدمه من دعم نفس ي ومواكبة لألطفال‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬دورية رقم ‪ 20‬س‪/‬ر ن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪ 2021‬حول تتبع إعالن مراكش ‪.2020‬‬
‫وسنستعرض تباعا مضمون هذه الدوريات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دورية رقم‪ 17 :‬س‪ /‬رن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،2018‬حول قضايا األسرة‬
‫نصت هذه الدورية على ضرورة‪:‬‬
‫‪ ‬التفاعل بإيجابية مع جميع قضايا السرة‪ ،‬وإيالئها العناية الالزمة بما يكفل استقرارها‬
‫وتماسكها واطمئنان أفرادها‪ ،‬وتحقيق العدل واإلنصاف لهم‪ ،‬مستحضرين في املقام الول املصالح‬
‫الفضلى لألطفال وحقوقهم؛‬
‫‪ ‬عدم االكتفاء في طلبات وملتمسات النيابة العامة بإسناد النظر‪ ،‬أو التماس تطبيق‬
‫القانون‪ ،‬وإنما إبداء وجهة نظرها القانونية‪ ،‬والدفاع عنها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دورية رقم‪ 20 :‬س ‪ /‬رن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ ،2018‬حول زواج القاصر‬
‫تطرقت هذه الدورية بشكل خاص لزواج القاصر‪ ،‬وتضمنت تعليمات كتابية واضحة لقضاة‬
‫النيابة العامة‪ ،‬وذلك وفقا ملا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الحرص على تقديم ملتمسات للقضاة تنسجم مع قصد املشرع من جعل الزواج قبل سن‬
‫الرشد متوقفا على موافقة القضاء‪ ،‬وعدم التردد في معارضة طلبات الزواج التي ال تراعي املصلحة‬
‫الفضلى للقاصر؛‬
‫‪ ‬تقديم ملتمسات من أجل جعل جلسات البحث مناسبة لتوعية القاصر بالضرار التي‬
‫يمكن أن تترتب عن الزواج املبكر واالستعانة في ذلك إن اقتض ى الحال باملساعدات االجتماعيات؛‬
‫‪ ‬الحرص على الحضورفي جميع الجلسات املتعلقة بإذن زواج القاصر؛‬
‫‪ ‬عدم التردد في تقديم امللتمسات بإجراء بحث اجتماعي بواسطة املساعدة االجتماعية‬
‫للتأكد من السباب الداعية لطلب اإلذن ومن وجود مصلحة للقاصر في اإلذن بزواجه‪ .‬ومن توفره على‬
‫النضج والهلية الجسمانية لتحمل تبعات الزواج وعلى التمييز الكافي لصدور الرض ى بالعقد؛‬

‫‪47‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬تقديم ملتمس بإنجاز الخبرات الطبية االجتماعية والنفسية الضرورية للتأكد من قدرة‬
‫القاصر على تحمل أعباء الزوجية؛‬
‫‪ ‬الحرص على التأكد بالنسبة للمواطنين املغاربة املقيمين بالخارج الراغبين في الحصول‬
‫على هذا اإلذن بأن الدولة املقيمين بها تقبل عقود الزواج دون سن الهلية‪ ،‬وتنبيه السر املعنية‬
‫بالوضعيات القانونية التي تنشأ عن إبرام تلك الزيجات؛‬
‫‪ ‬تقديم ملتمسات بعدم االختصاص بالنسبة لطلبات الزواج املتعلقة بقاصرين ال يقيمون‬
‫بدوائر نفوذ قاض ي السرة املكلف بالزواج‪ ،‬الذي يقدم إليه الطلب باعتبار ذلك شرطا أساسيا إلجراء‬
‫البحاث‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دورية رقم‪ 2 :‬س‪ /‬ر ن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ ،2020‬حول تفعيل دور النيابة العامة في‬
‫مسطرة زواج القاصر‬
‫تأكيدا للدورية سالفة الذكر أعاله‪ ،‬وفي إطار مواكبة رئاسة النيابة العامة ملوضوع زواج القاصر‬
‫من خالل تحليل املؤشرات اإلحصائية ذات الصلة بتدخل النيابة العامة في املوضوع‪ ،‬تم إصدار هذه‬
‫الدورية التي تضمنت التعليمات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التفاعل بالجدية املطلوبة مع ملفات اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬وذلك بتقديم ملتمسات تتوخى‬
‫تحقيق مصلحة القاصر‪ ،‬وعدم اعتماد نماذج مطبوعات معدة مسبقا لهذا الغرض‪ ،‬والعمل على‬
‫دراسة كل طلب لإلذن بزواج القاصر على حدة بما يقتضيه الحرص وتقص ي تحقيق مصلحة القاصر‬
‫من الزواج ومن عدم وجود أضرار قد ال يستحضرها الولياء أحيانا‪ ،‬وعدم التردد في التماس الرفض‬
‫كلما كانت مصلحة القاصر تستدعي ذلك؛‬
‫‪ ‬الحرص على تقديم ملتمسات باالستماع للقاصر على انفراد للتأكد من إرادته في الزواج‬
‫وعدم وجود أي ضغط أو إكراه؛‬
‫‪ ‬تقديم ملتمسات بإجراء خبرة طبية للتأكد من القدرة الجسمانية والنفسية للقاصر على‬
‫الزواج‪ ،‬وإن اقتض ى الحال طلب إجراء خبرة ثانية؛‬

‫‪48‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬عدم التردد في التماس إجراء بحث اجماعي للتأكد من الظروف املحيطة بطلب اإلذن‬
‫بالزواج ومدى مالءمته ملصلحة القاصر؛‬
‫‪ ‬تقديم ملتمسات باالستماع للخاطب حتى يتسنى للمحكمة التحقق من وضعه االجتماعي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬وكذا سنه‪ ،‬ومدى كفاءته تحقيقا لغاية املشرع من اشتراط بحث اجتماعي قبل اإلذن‬
‫بزواج القاصر؛‬
‫‪ ‬حضورجلسات اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬والحرص على تفعيل دور النيابة العامة باليقظة إزاء‬
‫حق القاصر في الوقاية والحماية من أي أذى محتمل؛‬
‫‪ ‬مسك نظائر من امللفات املفتوحة؛‬
‫‪ ‬إدراج زواج القاصرين ضمن أولويات خطة عمل خاليا التكفل بالنساء واألطفال‪،‬‬
‫وإشراك جميع الفاعلين في اتخاذ اإلجراءات الكفيلة باملحافظة على املصلحة الفضلى للقاصر‪.‬‬
‫وانسجاما مع التعليمات الكتابية الواردة في الدوريات سالفة الذكر‪ ،‬والراميـة إلـى ضـرورة توخـي‬
‫املصلحـة الفضلـى للطفـل فيمـا يخـص تطبيـق املقتضيـات القانونيـة ذات الصلـة بـزواج القاصريـن‪،‬‬
‫تفاعلت النيابـات العامـة بمختلف محاكـم اململكة إيجابا مع املوضوع‪ ،‬وذلك بتقديـم ملتمسـات‬
‫تنسـجم وغايـات املشـرع مـن إقـراره هـذا الـزواج علـى وجـه االسـتثناء‪.‬‬
‫وباستقراء املعطيات اإلحصائية التي تم تسجيلها برسم سنتي ‪ ،2018‬و‪ ،2019‬يظهر بشكل جلي‬
‫التطور الحاصل على مستوى تدخل النيابة العامة في مسطرة زواج القاصر‪ ،‬والذي يعكس انخراطها‬
‫اإليجابي في الحد من زواج القاصر‪ .‬وهكذا فقد بلغت امللتمسات الرامية لرفض تزويج القاصر برسم‬
‫سنة ‪ 2019‬ما مجموعه ‪ ،16142‬بما نسبته ‪ 58,4‬في املائة من مجموع امللتمسات املقدمة في‬
‫املوضوع‪ .83‬في حين شكلت هذه النسبة ‪ 36‬في املائة سنة ‪ 2018‬بما مجموعه ‪.8412140‬‬

‫‪ - 83‬وقد سجلت امللتمسات الرامية إلى االستجابة للطلب ما مجموعه ‪ 7936‬بما نسبته ‪ 28,73‬فاملائة‪ ،‬فيما بلغ عدد امللتمسات الخرى ‪ ،3545‬بما نسبته ‪ 12,83‬فاملائة‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫في تطبيق القانون‪ ،‬وعدم االختصاص املكاني‪ ،...‬راجع‪ :‬تقرير رئيس النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ‪ ،2019‬ص‪ 174 :‬و‪ .175‬يرجى مراجعة‬
‫التقرير على املوقع الرسمي لرئاسة النيابة العامة التالي‪.www.pmp.ma :‬‬
‫‪ - 84‬وقد سجلت امللتمسات الرامية إلى االستجابة للطلب ما مجموعه ‪ 18422‬بما نسبته ‪ 55‬فاملائة‪ ،‬فيما بلغ عدد امللتمسات الرامية إلى تطبيق القانون ‪ ،3124‬بما نسبته ‪ 9‬فاملائة‪،‬‬
‫راجع‪ :‬تقرير رئيس النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ‪ .2018‬ص‪ 99 :‬و‪ .100‬يرجى مراجعة التقرير على املوقع الرسمي لرئاسة النيابة العامة التالي‪:‬‬
‫‪.www.pmp.ma‬‬

‫‪49‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫هذا املنحى اإليجابي انعكس كذلك على مستوى اإلحصاء العام لذونات زواج القاصر‪ ،‬والذي‬
‫عرف انخفاضا برسم سنتي ‪ 2018‬و‪ 2019‬مقارنة بسنة ‪ .2017‬وإذا كانت نسبة االنخفاض برسم سنة‬
‫‪ 2018‬تعد طفيفة حيث بلغت ‪ ،-2,98%‬بما مجموعه ‪ 25514‬إذنا‪ ،‬مقارنة بسنة ‪ 2017‬التي سجلت‬
‫‪ 26298‬إذنا؛ فإن نسبة التغيير برسم سنة ‪ 2019‬تعد ذات أهمية إذ بلغت ‪ -18,72%‬حيث بلغ عدد‬
‫الذونات ما مجموعه ‪.8520738‬‬
‫رابعا‪ :‬دورية رقم ‪ 20‬س‪/‬رن ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪ 2021‬حول تتبع إعالن مراكش ‪2020‬‬
‫تواصل انخراط رئاسة النيابة العامة في الجهود الوطنية الرامية إلى التصدي لزواج القاصر‬
‫باالنفتاح على الجهات الفاعلة واملعنية باملوضوع‪ ،‬وبادرت في هذا الصدد إلى توقيع اتفاقية إطار‬
‫للشراكة والتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتكوين املنهي والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،86‬تهدف‬
‫إلى تفعيل القانون املتعلق بإلزامية التعليم الساس ي من أجل الحد من الهدر املدرس ي‪ ،‬وذلك في إطار‬
‫تنفيذ االلتزامات املتعاقد عليها املضمنة في إعالن مراكش ‪ 2020‬للقضاء على العنف ضد النساء تحت‬
‫الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو امللكي الميرة الجليلة لالمريم‪.‬‬
‫وبموجب هذه االتفاقية اتفق الطرفان على وضع أسس للعمل املشترك‪ ،‬وإرساء آلية دائمة‬
‫للتشاور والتنسيق قصد بلورة وتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة‪ ،‬تهدف إلى تنفيذ االلتزامات املشتركة‬
‫املتضمنة في إعالن مراكش ‪ 2020‬بشأن "القضاء على العنف ضد النساء"‪ ،‬ال سيما الحد من الهدر‬
‫املدرس ي والوقاية من زواج القاصر‪ .‬وذلك انطالقا من قناعة واقعية مفادها أن الهدر املدرس ي يشكل‬
‫رافدا أساسيا لتزويج القاصرات‪.‬‬
‫ومن بين أهداف االتفاقية اإلطار الساسية الحرص على ضمان متابعة الفتيات تمدرسهن إلى‬
‫نهاية التعليم اإللزامي من أجل العمل على الحد من زواج القاصرات عبر تنسيق جهود تفعيل قانون‬
‫إلزامية التعليم‪.87‬‬

‫‪ - 85‬شكلت نسبة الذونات بزواج القاصر برسم سنة ‪ 2017‬مقارنة باملجموع العام لذونات الزواج البالغة ‪ 289108‬ما يشكل ‪ 9,10‬فاملائة‪ .‬فيما شكلت هذه النسبة ‪ 9,13‬فاملائة‬
‫برسم سنة ‪ 2018‬من مجموع الذونات البالغ ‪ 279335‬إذنا‪ .‬فيما عرفت هذه النسبة انخفاضا الفتا برسم سنة ‪ ،2019‬بحيث شكلت ‪ 7,53‬فاملائة من مجموع الذونات البالغة‬
‫‪.275477‬‬
‫‪ - 86‬تم توقيع هذه االتفاقية بتاريخ فاتح مارس ‪.2021‬‬
‫‪ - 87‬وقد التزمت رئاسة النيابة العامة بموجب املادة الخامسة من االتفاقية بما يلي‪= :‬‬

‫‪50‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومن أجل بلوغ هذه املرامي‪ ،‬وكسب الرهان تم االنخراط باتخاذ إجراءات وقائية وعالجية‬
‫وعمليات تحسيسية‪ ،‬وتعبئة فعاليات املجتمع املدني‪ ،‬وتوفير فرص بديلة إلعادة إدماج املنقطعين في‬
‫املسار الدراس ي‪ ،‬مع توخي اليقظة بخصوص الطفال املنقطعين‪ ،‬واإلشعار بهذه الحاالت قصد تفعيل‬
‫مقتضيات قانون إلزامية التعليم الساس ي‪ ،‬واعتماد آليات الرصد والتتبع والتقويم في ذلك‪.‬‬
‫وقد انطلق تفعيل هذه االتفاقية في مرحلة أولى بمراكش كتجربة نموذجية في مارس ‪ 2021‬ليتم‬
‫تعميم التجربة على مجموع التراب الوطني بموجب الدورية دورية رقم ‪ 20‬س‪/‬ر ن ع‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 9‬يونيو ‪ 2021‬حول تتبع إعالن مراكش ‪ ،2020‬التي تضمنت عددا من التوجيهات للنيابات العامة‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬الدعوة إلى ربط االتصال مع الكاديمية الجهوية واملديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬
‫والتكوين املنهي بدائرة نفوذ املحكمة من أجل تشكيل لجنة مشتركة مكلفة باملوضوع وعقد اجتماعات‬
‫لتتبع تفعيل بنود االتفاقية؛‬
‫‪ ‬دعوة املخاطبين من قطاع التربية والتكوين إلى التبليغ عن كل حاالت الطفال املتمدرسين‬
‫غير املسجلين بالحالة املدنية بغية تسوية وضعيتهم وضمان أمنهم التربوي‪ ،‬وتفعيل الدور املنوط‬
‫بالنيابة العامة لتسجيل الطفال في الحالة املدنية واالستجابة ملطالب السر الخاصة باملوضوع قصد‬
‫تهييئ الظروف املواتية لتمدرس الطفال؛‬
‫‪ ‬الحرص أيضا على جعل اجتماعات اللجن املحلية والجهوية للتكفل بالنساء والطفال التي‬
‫ترأسها النيابة العامة مناسبة ملناقشة موضوع الهدر املدرس ي وارتباطه بزواج القاصر والتحسيس‬
‫بمختلف أبعاد هذا املوضوع بحضور مختلف املتدخلين؛‬
‫= إدراج الهدر املدرس ي ضمن برنامج عمل اللجن الجهوية واملحلية للتكفل بالنساء ضحايا العنف‪ ،‬وجعل فرصة انعقادها مناسبة لتعزيز التنسيق بين مختلف املتدخلين ملواجهة هذا‬
‫اإلشكال؛‬
‫‪ -‬تسخير الطاقات البشرية من مساعدات اجتماعيات وشرطة قضائية من طرف النيابات العامة املختصة‪ ،‬وذلك في إنجاز البحوث االجتماعية الضرورية املتعلقة بأسباب انقطاع‬
‫الفتيات عن الدراسة‪ ،‬وظروف عيشن االجتماعية‪ ،‬وإنجاز تقارير على ضوء ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تحسيس اآلباء وأولياء المور املعنيين بخطورة انقطاع أوالدهم عن الدراسة‪ ،‬وأن هذا الفعل مجرم قانونا‪ ،‬وترتيب الجزاء القانوني في حال االمتناع عن إرجاعهم‪ ،‬مع اتخاذ السبل‬
‫الكفيلة بإعادتهم للمدرسة؛‬
‫‪ -‬تذليل الصعوبات الناتجة عن رفض منح شهادة املغادرة لألمهات تالفيا للهدر املدرس ي‪ ،‬وإيجاد حلول مؤقتة للحاالت املستعصية لضمان حماية املصالح املستعجلة لألطفال بمتابعة‬
‫دراستهم؛‬
‫‪ -‬مباشرة البحاث الضرورية بشأن حاالت العنف الجسدية والنفسية املرتكبة ضد الفتيات‪ ،‬والتي تشعر بها املؤسسات التعليمية؛‬
‫‪ -‬فتح ملفات بمكتب املساعدة االجتماعية العاملة بالنيابة العامة املختصة بشأن حاالت الهدر املدرس ي قصد التتبع واملواكبة‪ ،‬والتدخل بشكل فوري لتطبيق القانون كلما اقتض ى‬
‫المر ذلك‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬اإلسهام في التحسيس داخل الفضاء املدرس ي باآلثار الوخيمة املحتملة لزواج القاصر‬
‫وارتباطه بالهدر املدرس ي عن طريق املشاركة في تأطير النشطة التربوية املنظمة من قبل الجهات‬
‫املعنية بالتربية والتكوين؛‬
‫‪ ‬اإلسهام في إنجاز البحاث االجتماعية الضرورية ملعرفة أسباب االنقطاع عن الدراسة‬
‫وتسخير دور املساعدين واملساعدات االجتماعيات لذلك؛‬
‫‪ ‬إجراء التحريات الالزمة للكشف عن السباب الحقيقية النقطاع الطفال عن الدراسة؛‬
‫‪ ‬املشاركة في أنشطة جمعيات املجتمع املدني الفاعلة في املوضوع لإلسهام في مجهودات‬
‫التوعية التي تبذلها؛‬
‫‪ ‬التشجيع على الوساطة السرية إلعادة القاصرين املنقطعين عن الدراسة؛‬
‫‪ ‬ترتيب الجزاء القانوني في حالة ثبوت االمتناع غير املبرر عن إرجاع الطفال؛‬
‫‪ ‬التفاعل الفوري مع اإلشعارات والتبليغات املتوصل بها من خاليا اإلنصات باملدارس حول‬
‫العنف بالفضاء املدرس ي أو الفضاء السري‪.‬‬
‫وسعيا لتفعيل مجموع التوجيهات املضمنة بمختلف دوريات رئاسة النيابة العامة‪ ،‬تعمل على‬
‫مواكبة تفاعل قضاة النيابة العامة معها من خالل االستمارات التقييمية واالستبيانات اإلحصائية‪،‬‬
‫فضال عن النقاش املفتوح في إطار اللقاءات الدراسية والدورات التكوينية ذات الصلة‪ ،‬مما يسمح‬
‫بقياس تطور عمل قضاة النيابة العامة نحو تحقيق الولويات االستراتيجية لرئاسة النيابة العامة‬
‫وبالتالي احترام غايات املشرع من سنه مقتضيات تشريعية خاصة بزواج القاصر تحدد السن القانوني‬
‫للزواج‪ ،‬وتخول استثناء من هذا الصل إمكانية الزواج املبكر‪ ،‬متى استوفى طلب اإلذن بهذا الزواج‬
‫شروطا دقيقة تعد معيارا يضمن عند احترامه حفظ املصلحة الفضلى للقاصر‬

‫‪ -7‬اإلطاراملرجعي للدراسة التشخيصية‪ :‬تحليل السياق واملبررات‬


‫تحكمت عدة اعتبارات في اختيار املؤشرات املرتبطة بالدراسة التشخيصية لزواج القاصر‪ ،‬وقد‬
‫تم االعتماد على معطيات إحصائية وواقعية ترتبط بشكل أساس ي بفهم مختلف العوامل املتحكمة في‬
‫الظاهرة‪ ،‬سواء في شقها القضائي‪ ،‬أو امليداني‬

‫‪52‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 1- 7‬الدراسة القضائية‪ :‬خياراملؤشرات‪ :‬ملاذا؟ وكيف؟‬


‫تجدر اإلشارة في البداية أن الدراسة القضائية ارتبطت بتحليل ملفات زواج القاصر من خالل‬
‫املعطيات اإلحصائية املسجلة برسم خمس سنوات‪ ،‬ابتداء من سنة ‪ 2015‬إلى حدود سنة ‪ .2019‬وقد‬
‫شمل هذا المر ثمان عشرة محكمة‪ 88‬تحكمت في اختيارها عوامل ذات صلة باملحاكم التي تعرف‬
‫ارتفاعا في عدد رسوم زواج القاصر‪ ،‬وتلك التي تعرف انخفاضا كذلك‪.‬‬
‫كما تحكمت معطيات أخرى جغرافية في اختيار املحاكم املذكورة‪ ،‬استحضارا لبعد هذا املؤشر‬
‫في تحقيق نظرة شاملة عن واقع املمارسة القضائية لزواج القاصر ببالدنا‪ ،‬وانعكاس املعطى الجغرافي‬
‫على الظاهرة‪.‬‬
‫وعموما فقد تم اعتماد عدة مؤشرات أخرى في الدراسة القضائية‪ ،‬ترتبط أساسا بالجانب‬
‫املسطري في تدبير طلب اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬باإلضافة إلى مؤشر ذي صلة بدعوى ثبوت الزوجية‬
‫النعكاسه الوثيق على زواج القاصر‪.‬‬
‫فاعتمدت الدراسة خمس مؤشرات رئيسية تتمثل في‪ :‬جلسات اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬وأمد البت‬
‫في الطلب‪ ،‬ومحل سكن القاصر‪ ،‬والخبرة‪ ،‬والبحث االجتماعي‪ ،‬ثم دعوى ثبوت الزوجية‪.‬‬
‫وفيما يلي قراءة في أسباب اعتماد هذه املؤشرات‪:‬‬

‫‪ 1-1 -7‬مؤشري جلسات اإلذن بزواج القاصروأمد البت‬

‫اعتمد االستبيان على رصد انعقاد جلسات اإلذن بزواج القاصر بكل محكمة‪ ،‬هل هي يومية‪ ،‬أم‬
‫أسبوعية‪ .‬وأمد البت في الطلب هل يتم في يومه‪ ،‬أو خالل أسبوع‪ ،‬أو أكثر من أسبوع‪.‬‬
‫ويسمح هذا املؤشر بالوقوف على وتيرة انعقاد الجلسات‪ ،‬وكذا الوقت الذي يستغرقه القاض ي‬
‫للبت في هذا ا لنوع من القضايا‪ ،‬من أجل معرفة املدة الزمنية التي يستغرقها امللف منذ تسجيله‬
‫باملحكمة إلى أن يتم البت فيه‪ ،‬وكذا معرفة موقع هذه القضايا ضمن غيرها في برمجة جلسات‬

‫‪ - 88‬تشمل هذه املحاكم املدن التالية‪ :‬الرباط‪ ،‬تمارة‪ ،‬سوق أربعاء الغرب‪ ،‬الجديدة‪ ،‬تاونات‪ ،‬آسفي‪ ،‬الصويرة‪ ،‬ميدلت‪ ،‬أكادير‪ ،‬تارودانت‪ ،‬العيون‪ ،‬طنجة‪ ،‬مكناس‪ ،‬وجدة‪ ،‬مراكش‪،‬‬
‫طنجة‪ ،‬بني مالل‪ ،‬سال‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املحكمة‪ ،‬ومقارنة النتائج املتحصل عليها في مرحلة ثانية للوقوف على االختالفات املوجودة بين‬
‫املحاكم في هذا الصدد‪.‬‬

‫‪ 2 -1- 7‬مؤشرمحل سكن القاصر‬

‫شكل غياب نص قانوني صريح يحدد االختصاص املكاني لقاض ي السرة املكلف بالزواج لتلقي‬
‫طلبات اإلذن بزواج القاصر أساسا لتحايل البعض‪ ،‬واختيارهم تقديم طلبات خارج الدائرة القضائية‬
‫التي يقطنون بها‪ ،‬ويطرح هذا المر صعوبات مرتبطة بتفعيل إجراءات البحث االجتماعي حول القاصر‬
‫لكون محل سكنه ال يوجد بدائرة نفوذ املحكمة‪ ،‬كما يطرح السؤال عن مدى صحة ودقة املعلومات‬
‫التي سيتضمنها البحث الذي سيبني عليه القاض ي قراره‪.‬‬
‫لذلك فالغاية من هذا املؤشر هي تبيان عدد الطلبات املقدمة للمحكمة من طرف قاصرين‬
‫يقطنون داخل دائرة نفوذها‪ ،‬مقابل عدد الطلبات املقدمة من خارج هذه الدائرة‪ .‬وال شك أن هذا‬
‫المر سيسمح بالوصول إلى استنتاجات دقيقة‪ ،‬وذات أهمية في التفكير في حلول قانونية لهذا المر‪.‬‬

‫‪ 3- 1- 7‬مؤشرالخبرة والبحث االجتماعي‬

‫منحت املادة ‪ 20‬من مدونة السرة لقاض ي السرة املكلف بالزواج صالحية اعتماد خبرة طبية أو‬
‫إجراء بحث اجتماعي دون إلزام تاركة بذلك المر خاضعا لسلطته التقديرية‪.‬‬
‫ويسمح اعتماد هذا املؤشر بالوقوف على تجليات املمارسة القضائية في املوضوع‪ ،‬من خالل‬
‫معرفة عدد الطلبات التي يتم اللجوء فيها إلى اعتماد اإلجراءين معا‪ ،‬والتي يتم االقتصار من خاللها‬
‫على إجراء دون اآلخر‪ .‬وهل هناك حاالت تم البت فيها دون إجراء خبرة ودون بحث اجتماعي‪ ،‬كما تخول‬
‫االستمارة املعتمدة في املوضوع معرفة الجهة التي قامت بإجراء البحث االجتماعي‪ ،‬وهل اقتصر على‬
‫القاصر‪ ،‬أم شمل كذلك الخاطب‪.‬‬
‫كما يمكن هذا املؤشر من معرفة عدد الخبرات املنجزة‪ ،‬وهل قام بها خبراء مسجلون أو غير‬
‫مسجلين بجدول الخبراء‪ ،‬وهل تعهد هذه الخبرات لخبراء مختصين أم غير مختصين‪ ،‬وهل يتم إنجازها‬

‫‪54‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وفق تقرير مفصل يبرر قرار الطبيب‪ ،‬أم فقط هي عبارة عن شهادة طبية مجملة ال تتضمن املعطيات‬
‫الضرورية‪.‬‬
‫وتقدم كل هذه املعطيات دالالت يمكن من خاللها الوصول إلى استنتاجات قد تسعف في تقديم‬
‫مقترحات لتعزيز هذه الضمانات املسطرية‪.‬‬
‫‪ 4- 1- 7‬مؤشر دعوى ثبوت الزوجية‬

‫يسمح هذا املؤشر بالوقوف على عدد الدعاوى التي تقدم للمحكمة في إطار ثبوت الزوجية‬
‫واملقدمة من طرف قاصر‪ ،‬على اعتبار أن هناك رقما أسودا يخص زواج القاصر ال يمكن معرفته من‬
‫خالل طلبات اإلذن بالزواج املقدمة أمام قاض ي السرة املكلف بالزواج‪.‬‬
‫ومن شأن استثمار املعطيات املسجلة في هذا اإلطار أن تعطي صورة واضحة املعالم عن الحجم‬
‫اإلجمالي للظاهرة‪ ،‬أخذا بعين االعتبار لحاالت زواج القاصر غير املوثقة‪ ،‬والتي تبقى خارج رقابة‬
‫القضاء‪.‬‬

‫‪ 2- 7‬الدراسة امليدانية‪ :‬خياراملؤشرات‪ :‬ملاذا؟ وكيف؟‬


‫تجدر اإلشارة في البداية أن الدراسة امليدانية استهدفت إقليم أزيالل‪ ،‬وقد تحكمت في هذا‬
‫االختيار عدة اعتبارات يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫البنية الجغر افية‪:‬‬
‫‪ -‬يعد إقليم أزيالل من أكبر القاليم مساحة على املستوى الوطني‪ ،‬إذ تقارب مساحته ‪10050‬‬
‫كلم‪ 2‬حسب النشرة اإلحصائية الجهوية لسنة ‪.892018‬‬
‫‪ -‬تتسم الجماعات املكونة لإلقليم بطابعها القروي‪ ،‬حيث تتوزع إلى جماعتين اثنتين حضريتين‪،‬‬
‫و‪ 42‬جماعة قروية‪.‬‬

‫‪ - 89‬انظر‪ :‬النشرة اإلحصائية السنوية لجهة بني مالل خنيفرة ‪ ،2018‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬املديرية الجهوية بني مالل‪ -‬خنيفرة‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -‬يتميز اإلقليم بطبيعة جغرافية قاسية جدا‪ ،‬حيث يعتبر أغلبه جزء من سلسلة جبال الطلس‪،‬‬
‫التي تتميز بصعوبة املسالك وبقساوة املناخ الجبلي‪ ،‬الشديد البرودة شتاء‪ ،‬مما قد يجعل جانبا من‬
‫اإلقليم يعاني أحيانا من العزلة‪.‬‬
‫‪ -‬تتسم مساحته بالجمع بين الطبيعة الجبلية والسهلية‪ ،‬إذ يقع اإلقليم في جبل الطلس الكبير‬
‫الوسط‪ ،‬وسهل تادلة‪.‬‬
‫البنية الديموغر افية‬
‫‪ -‬يبلغ عدد سكان اإلقليم ‪ 554001‬نسمة‪ ،‬وتشكل الساكنة القروية ما مجموعه ‪ ،453317‬بما‬
‫نسبته ‪90.81,82 %‬‬

‫‪ -‬تمثل نسبة المية من الساكنة عموما ما نسبته ‪ ،47,6%‬وترتفع هذه النسبة لدى اإلناث لتصل‬
‫إلى ‪.59,9%91‬‬
‫البنية الثقافية‬
‫تتسم البنية الثقافية لساكنة اإلقليم بتنوعها وغناها‪ ،‬وهو ما يظهر من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتوزع ساكنة اإلقليم بين ناطقين باللغة العربية‪ ،‬وناطقين باللغة المازيغية‪.‬‬
‫‪ -‬تتوزع ساكنة اإلقليم إلى ساكنة جبلية‪ ،‬وساكنة سهلية‪.‬‬
‫‪ -‬تتوزع الساكنة إلى جماعة استقرار‪ ،‬وجماعة تعرف نظام الترحال‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف اإلقليم انتشار الزوايا والضرحة‪.‬‬
‫البنية اإلدارية‬
‫‪ -‬أصبحت منطقة أزيالل إداريا إقليما منذ أواسط السبعينيات‪.‬‬

‫‪ -90‬انظر‪ :‬النشرة اإلحصائية السنوية لجهة بني مالل خنيفرة ‪ ،2018‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬املديرية الجهوية بني مالل‪ -‬خنيفرة‪ ،‬ص‪.29 :‬‬
‫‪ - 91‬انظر‪ :‬النشرة اإلحصائية السنوية لجهة بني مالل خنيفرة ‪ ،2018‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬املديرية الجهوية بني مالل‪ -‬خنيفرة‪ ،‬ص‪.37 :‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -‬شكل اإلقليم منطلقا لعدة مبادرات وطنية مثل‪ :‬برنامج املساعدة الطبية (راميد)‪،‬‬
‫وبرنامج تيسير‪ ،‬وبرنامج مليون محفظة‪ ،‬وبرنامج كهربة العالم القروي‪ ،‬وبرنامج فك العزلة على العالم‬
‫القروي‪.‬‬
‫وأخذا بعين االعتبار ملختلف الخصوصيات االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والجغرافية‪ ،‬ومن أجل‬
‫تحقيق النتائج املرجوة من البحث امليداني فقد تم اعتماد استمارة متوازنة‪ ،‬تغطي القاصرين باملنطقة‬
‫ممن هم في وضعية زواج مبكر‪ ،‬وتتوخى رصد كامل حياة القاصر من والدته إلى غاية يوم إجراء البحث‬
‫معه‪ ،‬ولهذه الغاية تم اعتماد ثالث مؤشرات رئيسية‪ ،‬تم تقسيمها إلى مؤشرات فرعية‪.‬‬
‫وبغية اإلحاطة باملعطيات الكاملة الستيفاء هذه املؤشرات تم االطالع على جميع امللفات الخاصة‬
‫بزواج القاصر املسجلة باملحكمة االبتدائية بأزيالل‪ ،‬واملراكز التابعة لها خالل الفترة من ‪ 2015‬إلى‬
‫‪ ،2018‬والتوصل إلى مكان تواجد القاصرات املعنيات‪ ،‬وتسخير كل الوسائل املتاحة للتواصل معهن‬
‫واستجوابهن‪.‬‬
‫وقد تم االعتماد في ذلك على استمارة ترتكز على ثالث مؤشرات رئيسية‪ ،‬تنقسم إلى مؤشرات‬
‫فرعية‪:‬‬
‫‪ 1- 2- 7‬مؤشرحالة القاصرقبل الزواج‬

‫يروم هذا املؤشر البحث عن حالة القاصر قبل الزواج‪ ،‬بدء من الوسط الذي تعيش فيه‪ :‬هل‬
‫هو حضري أم قروي‪ ،‬مرورا بوسطها العائلي‪ ،‬وكيف يتم تدبير شؤون السرة‪ ،‬ومستواها التعليمي‬
‫واالقتصادي‪.‬‬
‫ومن أهم عناصر هذا املؤشر قدرة القاصر على الوصول إلى الخدمات التعليمية‪.‬‬
‫وتم اعتماد هذا املعيار للتأكد من تأثير محيط عيش القاصر في قرار تزويجها‪ ،‬ومدى ارتباط‬
‫الدوافع الساسية لهذه الظاهرة بالفقر والهشاشة‪ ،‬والجهل والمية‪ ،‬والتفكك السري‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2- 2- 7‬مؤشركيفية تدبيرالزواج‬

‫للوقوف على كيفية تدبير هذا النوع من الزيجات‪ ،‬خصص قسم من االستمارة للتعريف‬
‫بالخاطب‪/‬الزوج املرتقب‪ ،‬بحيث يتم التعريف به‪ ،‬وبمستواه املعرفي واملادي وسنه‪ ،‬وماهية العالقة‬
‫التي كانت تجمعه بالقاصر قبل الزواج‪.‬‬
‫َ‬
‫ثم يتم االنتقال إلى البحث في الكيفية املباشرة لعقد هذا الزواج‪ ،‬من خالل التعريف ُبم ْقت ِر ِحه‪،‬‬
‫والدافع إليه‪ ،‬ومتخذ القرار بشأنه‪.‬‬
‫وفي مرحلة ثالثة إلى البحث عن العائد املادي من هذه الزيجات سواء كان مهرا‪ ،‬أو مساعدات‬
‫مادية أو غير ذلك‪.‬‬
‫والسبب الدافع إلى اعتماد هذه املؤشرات هو ما تم استقاؤه من مختلف محاكم اململكة‪ ،‬من‬
‫التباين امللموس بين سن القاصر‪ ،‬وسن الخاطب‪ ،‬فإذا كان سن أغلب املتزوجات يتراوح‬
‫بين ‪ 16‬و‪ 17‬سنة فإن سن أزواجهن يتجاوز في العديد من الحاالت السن املذكورة بشكل كبير‪ ،‬ويغطي‬
‫كل الفئات العمرية التي يمكن تصورها‪ ،‬ويتوزع على كل الفئات االجتماعية بمختلف مشاربها الثقافية‪،‬‬
‫الش يء الذي يؤكد على أهمية استحضار أسباب أخرى يعد أهمها‪ :‬العراف والتقاليد‪ ،92‬والتصورات‬
‫املجتمعية لدور املرأة في السرة‪ ،93‬والتفسير الخاطئ للدين‪.94‬‬

‫‪ - 92‬وقد أبانت الدراسة امليدانية أن فكرة الزواج املبكر‪ ،‬هي فكرة راسخة في ذهن املجتمع‪ ،‬ومتأصلة‪ ،‬ومتجذرة فيه‪ ،‬ويكاد يكون مجمع عليها من قبل أكثر فئات املجتمع وطبقاته‪ ،‬فهي‬
‫منتشرة ليس فقط بين الفقراء‪ ،‬ولكن أيضا بين السر امليسورة‪ ،‬وحتى املتعلمة منها‪.‬‬
‫بل إنه في بعض املناطق يصبح الزواج املبكر هاجسا لدى السرة والفتاة معا‪ ،‬فهما عالمة على الرقي املجتمعي‪ ،‬والنجاح في التربية‪ ،‬ودليل على احترام العائلة وسط البلدة أو القبيلة‪،‬‬
‫فالسر املعروفة واملحترم يقبل الراغبون في الزواج على بناتها مبكرا حتى يظفروا بغنيمة املصاهرة معها‪.‬‬
‫وقد تجذرت هذه املعضلة في بعض املناطق إلى درجة تأسيس قاعدة عرفية‪ ،‬مفادها أن الفتاة التي وصلت إلى سن الثامنة عشر دون زواج‪ ،‬تصبح في حكم العانس‪ ،‬وال يكون أمامها‬
‫سوى االرتباط بشخص مطلق‪ ،‬أو أرمل‪ ،‬وكبير في السن رغب في التعدد‪.‬‬
‫‪ - 93‬إن الصورة النمطية حول دور النساء داخل املجتمع‪ ،‬وفي املنزل‪ ،‬التي تقوم على اعتبار املجال الطبيعي للمرأة هو االعتناء بالسرة‪ ،‬وتربية الطفال‪ ،‬تزيد في تثبيت هذه الظاهرة‪،‬‬
‫فيرى الكثيرون أن أهم قيمة للمرأة هي قيمتها كزوجة‪ ،‬وكأم‪ ،‬وبالتالي فإن الفتيات اللواتي لم يتزوجن سيواجهن وصمة العار‪ .‬مما يجعل الزواج‪ ،‬ينتقل من كونه وسيلة الستمرار‬
‫املجتمع‪ ،‬إلى غاية في ذاته‪ ،‬فيكون اغتنام أول فرصة تتاح أمام الطفلة لتحقيق ذلك‪ ،‬منتهى النجاح‪ .‬هذا فضال على التصور االجتماعي ملفهوم الب أو رب السرة‪ ،‬النافذة قراراته‪ ،‬وال‬
‫معقب عليه في ذلك‪ ،‬فيكون قراره بزواج ابنته القاصر‪ ،‬قرارا نهائيا ال رجعة فيه‪ ،‬ومستساغ اجتماعيا‪ ،‬ومقبول في كثير من الحيان من طرف الفتاة نفسها‪ ،‬انسياقا منها ملفهوم "رض ى‬
‫الوالدين"‪ ،‬وفكرة أن البوين هما من يعرف مصلحة ابنتهما أكثر منها‪.‬‬
‫‪ - 94‬حيث ظل هذا املوضوع مغيبا عن النقاش الفقهي املعاصر‪ ،‬والحال أن البعد الديني هو أهم املكونات الفكرية‪ ،‬والركان البانية للهوية املغربية‪ .‬وملا كان لهذه الظاهرة تفسير ديني‬
‫يسوقه البعض على أنه فرض وواجب‪ ،‬فإن الكثير من الناس سوف ينساقون معه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 3- 2- 7‬مؤشرحالة القاصربعد الزواج‬

‫يروم هذا املؤشر البحث عن الحالة التي أصبحت عليها القاصر بعد الزواج‪ ،‬وقد خصص جزؤه‬
‫الول لدراسة الحالة الصحية للقاصر‪ ،‬ومدى تأثير الوالدة والحمل عليها وعلى أوالدها‪ ،‬ومدى قدرتها‬
‫على الوصول إلى الخدمات الصحية‪.‬‬
‫أما الجزء الثاني من هذا املؤشر فقد خصص لدراسة الوضعية القانونية للقاصر‪ ،‬وهل كانت‬
‫موضوع دعوى انحالل مليثاق الزوجية‪ ،‬أو سبق لها أن تقدمت بإحدى الدعاوى الناتجة عن الزواج‪،‬‬
‫وكذا عما إذا كانت قد تعرضت لي نوع من أنواع العنف الناتج عنه‪ ،‬بما في ذلك تعرضها للخيانة‬
‫الزوجية‪ ،‬أو تعدد الزوجات‪ ،‬وحرمانها إراديا أو جبرا من أوالدها‪.‬‬
‫في حين خصص الجزء الثالث من هذا املؤشر لتتبع وضعية القاصر االقتصادية واالجتماعية‬
‫من حيث نوع العمل الذي تزاوله‪ ،‬ومن يتولى اإلنفاق عليها‪ ،‬وعالقتها بزوجها‪ .‬وكيفية تدبير بيت‬
‫الزوجية‪،‬‬
‫أما الجزء الخير من هذا املؤشر فقد خصص للكشف عن وضعية القاصر أثناء االستماع إليها‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الدراسة القضائية‬

‫‪60‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫تسمح دراسة املعطيات القضائية لزواج القاصر برصد هذه الظاهرة في جانبها املسطري‪،‬‬
‫املرتبط بالتدبير العملي لهذا النوع من القضايا‪ ،‬والوقوف على كيفية تفعيل الضمانات القانونية‬
‫والقضائية املحيطة بهذا الزواج من طرف الجهة التي أوكل لها املشرع هذه املهمة‪ ،‬واملتمثلة في قاض ي‬
‫السرة املكلف بالزواج‪.‬‬
‫ومن شأن مقاربة هذا الجانب من الدراسة أن يفض ي إلى استنتاجات يمكنها أن تشكل أرضية‬
‫مهمة لبلورة تصورات نابعة من واقع املمارسة القضائية‪ ،‬مما يتيح تقديم اقتراحات يمكن االستعانة‬
‫بها في اإلصالح التشريعي املرتقب ملدونة السرة‪.‬‬
‫ويجدر التذكير أن اختيار املؤشرات املعتمدة في هذا املحور من الدراسة استند على الجانب‬
‫املسطري املرتبط بالبت في قضايا زواج القاصر‪ ،‬وذلك من خالل املعطيات التي تم تجميعها خالل‬
‫السنوات الخمس (من ‪ 2015‬إلى ‪ ،)2019‬واملتعلقة بأقسام قضاء السرة املعنية بالدراسة والبالغ‬
‫عددها ثمان عشرة قسما بما فيها املراكز التابعة لها‪.‬‬
‫وسيتم التطرق بداية لتحليل مؤشرات الدراسة القضائية بتفصيل‪ ،‬قبل التعرض لالستنتاجات‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬تحليل املؤشرات‪2019-2015 :‬‬

‫‪ 1- 1‬جلسات اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬وأمد البت في الطلب (منح اإلذن)‬


‫يمكن الوقوف من خالل هذين املؤشرين من جهة على وتيرة انعقاد جلسات اإلذن بزواج‬
‫القاصر‪ ،‬ومن جهة أخرى على المد الزمني الذي يصدر بموجبه قاض ي السرة املكلف بالزواج اإلذن‬
‫املذكور‪ ،‬منذ تسجيله باملحكمة إلى أن يتم البت فيه‪ ،‬ومقارنة النتائج املتحصل عليها في مرحلة ثانية‬
‫للوقوف على مدى االختالفات املوجودة بين املحاكم في هذا الصدد‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 1- 1- 1‬برمجة انعقاد الجلسات‬

‫انطالقا من هذه االعتبارات تم تقسيم االستبيان الول املرتبط ببرمجة انعقاد جلسات اإلذن‬
‫بزواج القاصر بكل محكمة إلى‪ :‬يومية‪ ،‬ومرتين في السبوع‪ ،‬وأسبوعية‪ .‬فيما تم تقسيم استبيان أمد‬
‫البت في الطلب إلى يومي‪ ،‬وخالل أسبوع‪ ،‬وأكثر من أسبوع‪.‬‬
‫وفيما يلي جدول إجمالي بخصوص جلسات اإلذن بزواج القاصر حسب السنوات ورسميين‬
‫بيانيين في املوضوع‪:‬‬
‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫الجلسات‬ ‫املؤشر‬

‫‪7 650‬‬ ‫‪1 342‬‬ ‫‪1 460‬‬ ‫‪1 614‬‬ ‫‪1 603‬‬ ‫‪1 631‬‬ ‫يومية‬
‫جلسات اإلذن‬
‫‪5 102‬‬ ‫‪975‬‬ ‫‪1 219‬‬ ‫‪950‬‬ ‫‪978‬‬ ‫‪980‬‬ ‫أسبوعية‬
‫بزواج القاصر‬
‫‪1 619‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪323‬‬ ‫‪328‬‬ ‫‪338‬‬ ‫‪339‬‬ ‫مرتين في األسبوع‬

‫جلسات اإلذن بزواج القاصر‪2015-2019‬‬ ‫جلسات اإلذن بزواج القاصر‪2019-2015‬‬


‫‪1 800‬‬ ‫املجموع العام‬
‫‪1 600‬‬ ‫مرتين في‬
‫‪1 400‬‬ ‫األسبوع‬
‫‪1 200‬‬ ‫‪%11‬‬
‫‪1 000‬‬
‫‪800‬‬
‫‪600‬‬
‫يومية‬
‫‪400‬‬ ‫أسبوعية‬ ‫‪%53‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪%36‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫يومية‬ ‫أسبوعية‬ ‫مرتين في األسبوع‬

‫ومن خالل ما سبق يتضح أن النسبة العامة الغالبة لجلسات زواج القاصر لدى أغلب أقسام‬
‫قضاء السرة موضوع الدراسة تنعقد يوميا بما قدره ‪ ،53%‬بما مجموعه ‪ 7650‬جلسة‪ ،‬تليها‬
‫السبوعية بما نسبته ‪ ،36%‬بمعدل ‪ 5102‬جلسة‪ ،‬في حين تشكل نسبة جلسات اإلذن بزواج القاصر‬
‫املبرمجة مرتين في السبوع ‪ ،11 %‬بمجموع يقدر ب ‪.1619‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومن خالل النظر بشكل أكثر تفصيال للمعطيات اإلحصائية املرصودة يستنتج أن بعض أقسام‬
‫قضاء السرة تبرمج جلسات زواج القاصر بشكل يومي طيلة سنوات الدراسة الخمس‪ ،‬وهو ما ينطبق‬
‫على كل من قسم قضاء السرة بأزيالل‪ ،‬وأكادير‪ ،‬في حين شكلت أقسام قضاء السرة التي تبرمج‬
‫الجلسات سالفة الذكر بشكل أسبوعي حصة السد‪ ،‬وهو ما يتجلى في القسام التالية‪ :‬آسفي‪ ،‬وبني‬
‫مالل‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وسال‪ ،‬والرباط‪ ،‬وتمارة‪ ،‬وسال‪ ،‬والعيون‪ ،‬والصويرة‪ ،‬وسوق أربعاء الغرب‪ ،‬بينما‬
‫اختارت بعض القسام برمجة الجلسات املذكورة تارة بشكل أسبوعي‪ ،‬أو يومي كما هو الحال بالنسبة‬
‫لقسم قضاء السرة بكل من تاونات‪ ،‬ومراكش‪ ،‬وميدلت‪ ،‬في حين تمت برمجة تلك الجلسات بقسم‬
‫قضاء السرة بمكناس في نفس اآلن بشكل أسبوعي‪ ،‬ومرتين في السبوع‪ .‬في حين قام كل من قسم قضاء‬
‫السرة بوجدة‪ ،‬والجديدة واملراكز التابعة لهما ببرمجة الجلسات املذكورة باعتماد االختيارات الواردة‬
‫في االستبيان‪ ،‬من يومية‪ ،‬وأسبوعية‪ ،‬ومرتين في السبوع‪.‬‬
‫وفيما يلي جداول تركيبية ملا تم بسطه‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫جلسات اإلذن بزواج القاصر‪-‬يومية‪2019-2015 -‬‬


‫سوق‬ ‫املحكمة‬
‫بني‬
‫املجموع‬ ‫طنجة‬ ‫العيون‬ ‫أربعاء‬ ‫مكناس آسفي الصويرة‬ ‫تمارة‬ ‫سال‬ ‫الرباط‬ ‫تاونات‬ ‫الجديدة‬ ‫وجدة‬ ‫تارودانت‬ ‫مراكش‬ ‫ميدلت‬ ‫أكادير‬ ‫أزيالل‬
‫مالل‬
‫الغرب‬ ‫السنوات‬
‫‪1 631‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪387‬‬ ‫‪503‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪1 603‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪321‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪1 614‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪365‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪520‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪1 460‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪340‬‬ ‫‪536‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪1 342‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪303‬‬ ‫‪467‬‬ ‫‪2019‬‬

‫جلسات اإلذن بزواج القاصر يومية ‪2015-2019‬‬ ‫جلسات اإلذن بزواج القاصر يومية ‪2015-2019‬‬
‫‪600‬‬ ‫‪3 000‬‬

‫‪2 500‬‬
‫‪500‬‬
‫ابتدائية أزيالل‬
‫‪2 000‬‬
‫أكادير‬
‫‪400‬‬ ‫‪2019‬‬
‫ميدلت‬ ‫‪1 500‬‬
‫‪2018‬‬
‫مراكش‬ ‫‪300‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪1 000‬‬
‫تارودانت‬
‫‪2016‬‬
‫وجدة‬ ‫‪200‬‬ ‫‪500‬‬
‫‪2015‬‬
‫الجديدة‬
‫‪0‬‬
‫‪100‬‬
‫تاونات‬

‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫جلسات اإلذن بزواج القاصر‪ -‬مرتين في األسبوع‪2019-2015 -‬‬


‫سوق‬ ‫املحكمة‬
‫املجموع‬ ‫بني مالل أزيالل‬ ‫آسفي مراكش‬ ‫أكادير‬ ‫الصويرة‬ ‫العيون‬ ‫تاونات‬ ‫تمارة‬ ‫سال‬ ‫أربعاء‬ ‫ميدلت طنجة‬ ‫الرباط‬ ‫الجديدة‬ ‫تارودانت وجدة‬ ‫مكناس‬
‫الغرب‬ ‫السنوات‬

‫‪339‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪338‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪328‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪323‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪291‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪2019‬‬

‫جلسات اإلذن بزواج القاصر مرتين في االسبوع ‪2019-2015‬‬ ‫جلسات اإلذن بزواج القاصر مرتين في األسبوع ‪2019-2015‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪500‬‬
‫‪450‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪400‬‬
‫‪350‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪300‬‬
‫‪2019‬‬
‫مكناس‬ ‫‪250‬‬
‫‪2018‬‬
‫تارودانت‬ ‫‪60‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪2017‬‬
‫وجدة‬ ‫‪150‬‬
‫‪2016‬‬
‫الجديدة‬ ‫‪40‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪50‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪65‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫جلسات اإلذن بزواج القاصر‪-‬أسبوعية‪2019-2015 -‬‬


‫سوق‬ ‫املحكمة‬
‫بني‬
‫املجموع‬ ‫أزيالل‬ ‫تارودانت‬ ‫ميدلت أكادير‬ ‫وجدة‬ ‫أربعاء‬ ‫الصويرة‬ ‫الرباط‬ ‫العيون‬ ‫مراكش‬ ‫تمارة‬ ‫سال‬ ‫الجديدة‬ ‫طنجة‬ ‫مكناس‬ ‫آسفي‬ ‫تاونات‬
‫مالل‬ ‫السنوات‬
‫الغرب‬
‫‪980‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪978‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪260‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪950‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪1 219‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪975‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪2019‬‬

‫جلسات اإلذن بزواج القاصراسبوعية ‪2019-2015‬‬


‫‪1 400‬‬

‫‪1 200‬‬

‫‪1 000‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪800‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪600‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪400‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪200‬‬

‫‪0‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2- 1- 1‬أمد البت في الطلب‬

‫بخصوص أمد البت في ملفات اإلذن بزواج القاصر تسمح قراءة املعطيات اإلحصائية املسجلة‬
‫في هذا الصدد برصد مجموعة من املالحظات‪ ،‬وهو ما يبرز كيفية تدبير الزمن القضائي للبت في هذه‬
‫الطلبات‪ ،‬التي أحاطها املشرع بمجموعة من الضمانات‪ ،‬وبإجراءات دقيقة تروم حماية مصلحة‬
‫القاصر‪.‬‬
‫وإذا كانت الغاية الساس من تحقيق الفعالية في إجراءات التقاض ي‪ ،‬ترتبط في جانب كبير منها‬
‫في اقتضاء الحقوق داخل آجال معقولة‪ ،‬فإن جانبا ال يقل أهمية من تلك الفعالية يجد أساسه في‬
‫الحرص على تفعيل الضمانات املسطرية املنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫وينطبق هذا المر الخير على مسطرة اإلذن بزواج القاصر باعتبارها استثناء من الصل‪ ،‬حيث‬
‫نص املشرع على ضرورة صدور مقرر اإلذن بزواج من هم دون سن الهلية بشكل معلل‪ ،‬يبين املصلحة‬
‫والسباب الداعية لهذا الزواج‪ ،‬وذلك بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي‪ ،‬واالستعانة بخبرة‬
‫أو إجراء بحث اجتماعي‪.‬‬
‫وبالتالي فإن تفعيل هذه الضمانات بشكل جيد يستوجب هامشا زمنيا للوقوف على السباب‬
‫الحقيقية‪ ،‬واملصلحة املعتبرة من هذا الزواج‪ ،‬التي قد تبرر منح اإلذن‪ ،‬وذلك عن طريق البحث‬
‫االجتماعي سواء املجرى من قبل قاض ي السرة املكلف بالزواج بشكل مباشر‪ ،‬أو باالستعانة باملساعدة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وما قد يتطلبه ذلك من االنتقال ملكان عيش القاصر‪ ،‬أو بانتداب خبير للتأكد من أهلية‬
‫القاصر الجسمية والنفسية للزواج‪.‬‬
‫واستحضارا ملا سلف‪ ،‬وارتباطا بواقع املمارسة العملية‪ ،‬تم تقسيم االستبيان املرتبط بأمد البت‬
‫في اإلذن بزواج القاصر إلى يومي‪ ،‬وأسبوعي‪ ،‬وأكثر من أسبوع‪ ،‬وقد تجسدت املعطيات اإلحصائية‬
‫املسجلة بشكل إجمالي كاآلتي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫األمد‬ ‫املؤشر‬

‫‪42 997‬‬ ‫‪8 423‬‬ ‫‪7 772‬‬ ‫‪8 826‬‬ ‫‪8 757‬‬ ‫‪9 219‬‬ ‫يوم‬
‫أمد البت في‬
‫‪26 988‬‬ ‫‪4 669‬‬ ‫‪5 222‬‬ ‫‪5 508‬‬ ‫‪5 865‬‬ ‫‪5 724‬‬ ‫أسبوع‬ ‫منح اإلذن‬
‫بزواج القاصر‬
‫‪4 974‬‬ ‫‪608‬‬ ‫‪1 178‬‬ ‫‪994‬‬ ‫‪1 127‬‬ ‫‪1 067‬‬ ‫أكثرمن أسبوع‬

‫أمد البت في منح اإلذن بزواج القاصر‪2015-2019‬‬ ‫أمد البت في منح اإلذن بزواج القاصر‪2019-2015‬‬
‫‪10 000‬‬ ‫املجموع العام‬
‫‪9 000‬‬
‫‪8 000‬‬
‫اكثر من‬
‫‪7 000‬‬ ‫أسبوع‬
‫‪6 000‬‬ ‫‪%7‬‬
‫‪5 000‬‬
‫‪4 000‬‬
‫أسبوع‬
‫‪3 000‬‬
‫‪%36‬‬
‫‪2 000‬‬
‫يوم‬
‫‪1 000‬‬ ‫‪%57‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫يوم‬ ‫أسبوع‬ ‫اكثر من أسبوع‬

‫ومن خالل املعطيات سالفة الذكر يستنتج أن نسبة طلبات اإلذن بزواج القاصر التي تم البت‬
‫فيها في يومها تشكل حصة السد بما نسبته ‪ ،57%‬حيث بلغ مجموع الذونات املمنوحة خالل خمس‬
‫سنوات بالنسبة لقسام قضاء السرة ما يقدر ب ‪ 42997‬إذنا‪ .‬وأتت نسبة الذون املمنوحة داخل‬
‫أجل أسبوع في املرتبة الثانية بما نسبته ‪ ،36%‬بما مجموعه ‪ 26988‬إذنا عن نفس املدة‪ .‬في حين لم‬
‫تتجاوز نسبة الذون التي تعدى أجل منحها أكثر من أسبوع ‪ ،7 %‬حيث سجلت ما يناهز ‪ 4974‬إذنا‪.‬‬
‫وارتباطا بجلسات اإلذن بزواج القاصر يالحظ أن هناك عالقة تفاعلية بين برمجة جلسات‬
‫اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬وأمد البت في الطلبات املتعلقة بهذا الزواج‪ ،‬ويظهر ذلك جليا بالنظر الرتفاع‬

‫‪68‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫نسبة الطلبات التي تم البت فيها بشكل يومي‪ ،‬في عالقتها بارتفاع نسبة برمجة جلسات اإلذن بزواج‬
‫القاصر اليومية‪.‬‬
‫وفيما يلي معطيات إحصائية تفصيلية حسب السنوات وأقسام قضاء السرة بشأن أمد البت‬
‫في الطلبات‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أمد البت في طلب اإلذن بزواج القاصر‪* 2019-2015‬يوم*‬


‫بني‬ ‫سوق أربعاء‬ ‫املحكمة‬
‫املجموع‬ ‫طنجة‬ ‫أكادير‬ ‫الصويرة‬ ‫مكناس‬ ‫سال‬ ‫الرباط‬ ‫تمارة‬ ‫العيون‬ ‫وجدة‬ ‫الجديدة‬ ‫ميدلت‬ ‫تارودانت‬ ‫أزيالل‬ ‫تاونات‬ ‫آسفي‬ ‫مراكش‬
‫مالل‬ ‫الغرب‬ ‫السنوات‬
‫‪9 219‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪495‬‬ ‫‪964‬‬ ‫‪1 248‬‬ ‫‪1414‬‬ ‫‪1440‬‬ ‫‪3 075‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪8 757‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪570‬‬ ‫‪929‬‬ ‫‪1126‬‬ ‫‪1326‬‬ ‫‪1486‬‬ ‫‪3011‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪8 826‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪503‬‬ ‫‪919‬‬ ‫‪1158‬‬ ‫‪1437‬‬ ‫‪1509‬‬ ‫‪2909‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪7 772‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪295‬‬ ‫‪881‬‬ ‫‪1006‬‬ ‫‪1382‬‬ ‫‪1307‬‬ ‫‪2714‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪8 423‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪366‬‬ ‫‪853‬‬ ‫‪984‬‬ ‫‪2079‬‬ ‫‪1314‬‬ ‫‪2588‬‬ ‫‪2019‬‬

‫أمد البت في طلب اإلذن بزواج القاصر ‪2019-2015‬‬


‫*يوم*‬
‫‪16 000‬‬
‫‪14 000‬‬
‫‪12 000‬‬
‫‪10 000‬‬
‫‪8 000‬‬
‫‪6 000‬‬
‫‪4 000‬‬
‫‪2 000‬‬
‫‪0‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪70‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أمد البت في طلب اإلذن بزواج القاصر‪ * 2019-2015‬أسبوع*‬

‫سوق‬ ‫املحكمة‬
‫املجموع‬ ‫بني مالل‬ ‫تارودانت‬ ‫مراكش‬ ‫الرباط‬ ‫ميدلت‬ ‫الصويرة‬ ‫العيون‬ ‫أزيالل‬ ‫آسفي‬ ‫تاونات‬ ‫تمارة‬ ‫أكادير‬ ‫سال‬ ‫وجدة‬ ‫أربعاء‬ ‫مكناس‬ ‫طنجة‬ ‫الجديدة‬
‫الغرب‬ ‫السنوات‬

‫‪5 724‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪297‬‬ ‫‪387‬‬ ‫‪430‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪676‬‬ ‫‪696‬‬ ‫‪870‬‬ ‫‪1327‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪5 865‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪490‬‬ ‫‪513‬‬ ‫‪594‬‬ ‫‪949‬‬ ‫‪879‬‬ ‫‪1576‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪5 508‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪357‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪533‬‬ ‫‪411‬‬ ‫‪609‬‬ ‫‪391‬‬ ‫‪823‬‬ ‫‪1625‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪5 222‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪340‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪717‬‬ ‫‪796‬‬ ‫‪803‬‬ ‫‪1450‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪4 669‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪185‬‬ ‫‪303‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪342‬‬ ‫‪671‬‬ ‫‪468‬‬ ‫‪811‬‬ ‫‪1354‬‬ ‫‪2019‬‬

‫أمد البت في طلب اإلذن بزواج القاصر‪2019-2015‬‬


‫* أسبوع*‬
‫‪8000‬‬
‫‪7000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪5000‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪3000‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪0‬‬

‫‪71‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أمد البت في طلب اإلذن بزواج القاصر‪ * 2019-2015‬أكثرمن أسبوع*‬

‫سوق‬ ‫املحكمة‬
‫بني‬
‫املجموع‬ ‫وجدة‬ ‫طنجة‬ ‫أربعاء‬ ‫تارودانت‬ ‫أكادير‬ ‫سال‬ ‫الجديدة‬ ‫مراكش‬ ‫أزيالل‬ ‫ميدلت‬ ‫العيون‬ ‫الصويرة‬ ‫تمارة‬ ‫آسفي‬ ‫الرباط‬ ‫تاونات‬ ‫مكناس‬
‫مالل‬ ‫السنوات‬
‫الغرب‬
‫‪1 067‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪411‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪1 127‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪396‬‬ ‫‪408‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪994‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪1 178‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪346‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪323‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪608‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪2019‬‬

‫أمد البت في طلب اإلذن بزواج القاصر‪2019-2015‬‬


‫* أكثرمن أسبوع*‬
‫‪2 000‬‬
‫‪1 800‬‬
‫‪1 600‬‬
‫‪1 400‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪1 200‬‬
‫‪1 000‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪800‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪600‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪400‬‬
‫‪200‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪0‬‬

‫‪72‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫استنتاجات‪:‬‬
‫من خالل املعطيات سالفة الذكر نستنتج ما يلي‪:‬‬
‫‪‬تشكل جلسات اإلذن بزواج القاصر املبرمجة يوميا النسبة الكبر‪ ،‬تليها‬
‫السبوعية‪ ،‬ثم جلستين في السبوع؛‬
‫‪‬تشكل نسبة طلبات اإلذن بزواج القاصر التي ال يتعدى أمد البت فيها يوما‬
‫واحدا الغلبية‪ ،‬تليها نسبة الطلبات التي تستغرق أسبوعا‪ ،‬فيما تشكل نسبة الذونات‬
‫التي يستغرق منحها أكثر من أسبوع نسبة ضئيلة؛‬
‫‪‬وجود عالقة تفاعلية بين ارتفاع نسبة برمجة جلسات اإلذن بزواج القاصر‬
‫بشكل يومي‪ ،‬وارتفاع نسبة الذونات املمنوحة في يومها؛‬
‫‪‬ارتفاع نسبة الطلبات التي يتم البت فيها يوميا يعزى في جانب منه إلى االكتفاء‬
‫في البحث االجتماعي بالبحث الذي يجريه قاض ي السرة املكلف بالزواج‪.‬‬

‫‪ 2- 1‬محل السكن‬
‫يهدف هذا املؤشر إلى الوقوف على املعطيات املرتبطة بطلبات اإلذن بزواج القاصر املتعلقة‬
‫بقاصرين يقطنون خارج الدائرة القضائية للمحكمة التي يزاول بها قاض ي السرة املكلف بالزواج‬
‫مهامه‪ ،‬واملقدمة أمامه‪ ،‬ومقارنتها بالطلبات املقدمة من قاصرين يتوفرون على محل سكن بالدائرة‬
‫القضائية للمحكمة املقدم أمامها الطلب‪.‬‬
‫وتكمن الغاية من اعتماد هذا املؤشر في الدراسة في مقاربة املمارسة العملية لقسام قضاء‬
‫السرة في هذا الشأن في ظل عدم حسم املشرع بشكل واضح في حدود االختصاص املكاني لقاض ي‬
‫السرة املكلف بالزواج لتلقي طلبات اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬مما قد يفتح املجال للبعض باختيار تقديم‬
‫طلبات خارج الدائرة القضائية التي يقطنون بها‪ ،‬مع ما يطرحه هذا المر من صعوبات مرتبطة بتفعيل‬
‫إجراءات البحث االجتماعي حول القاصر لكون محل سكنه ال يوجد بدائرة نفوذ املحكمة‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى التثبت من مدى صحة ودقة املعلومات التي سيتضمنها البحث الذي سيبني عليه القاض ي قراره‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وتقدم املعطيات أدناه صورة عن هذا املؤشر من خالل املمارسة العملية لقسام قضاء السرة‬
‫موضوع الدراسة‪ ،‬وذلك كاآلتي‪:‬‬

‫مكان تقديم‬
‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬
‫الطلب‬ ‫املؤشر‬

‫‪79 996‬‬ ‫‪14 740‬‬ ‫‪15 041‬‬ ‫‪16 262‬‬ ‫‪16 855‬‬ ‫‪17 098‬‬ ‫داخل الدائرة‬
‫محل السكن‬
‫‪603‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪96‬‬ ‫خارج الدائرة‬

‫محل سكن القاصر‪2019-2015‬‬ ‫محل سكن القاصر‪2019-2015‬‬


‫‪20 000‬‬ ‫خارج‬
‫‪17 098‬‬ ‫‪16 855‬‬ ‫الدائرة‬
‫‪16 262‬‬
‫‪15 041‬‬ ‫‪14 740‬‬ ‫‪%1‬‬
‫‪15 000‬‬

‫‪10 000‬‬

‫‪5 000‬‬

‫‪96‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪91‬‬


‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫داخل الدائرة‬
‫‪%99‬‬
‫داخل الدائرة‬ ‫خارج الدائرة‬

‫يتبين من خالل املعطيات اإلحصائية أعاله أن النسبة العامة للطلبات الرامية لتزويج قاصر‬
‫املقدمة خارج الدائرة القضائية لقسم قضاء السرة تشكل نسبة ضئيلة تتمثل في‪ ،1%‬بما مجموعه‬
‫بالنسبة لقسام قضاء السرة املعنية بالدراسة طيلة الخمس سنوات ‪ 603‬طلبا‪ .‬في مقابل نسبة ‪99%‬‬
‫بالنسبة للطلبات املقدمة لقاصرين داخل الدائرة القضائية بما قدره ‪ 79996‬طلبا‪.‬‬
‫وقد شكل مجموع عدد الطلبات بخصوص سنة ‪ ،2015‬ما مقداره ‪ 96‬طلبا‪ ،‬و‪ 169‬طلبا برسم‬
‫سنة ‪ ،2016‬و‪ 130‬طلبا بخصوص سنة ‪ ،2017‬فيما بلغ عدد الطلبات في ‪ 2018‬ما يناهز ‪ 117‬طلبا‪،‬‬
‫و‪ 91‬طلبا بالنسبة لسنة ‪.2019‬‬

‫‪74‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وعلى الرغم من النسبة املئوية املسجلة‪ ،‬والتي تبدو ضئيلة‪ ، 95‬فإن التسليم بقبول البت في‬
‫طلبات اإلذن بتزويج قاصر حتى في حال عدم توفره على محل سكن داخل الدائرة القضائية للمحكمة‬
‫يثير عدة إشكاالت ترتبط بالساس بتفعيل الضمانات اإلجرائية املرتبطة بهذا الزواج‪ ،‬ال سيما البحث‬
‫االجتماعي‪ ،‬وباستغالل البعض ملا قد تتسم به بعض الدوائر القضائية دون غيرها من مرونة بالنسبة‬
‫للحد الدنى لسن تزويج القاصر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن املعطيات املرصودة بالنسبة ملوقف أقسام قضاء السرة من طلبات اإلذن‬
‫بزواج القاصر املقدمة خارج الدائرة القضائية لم يكن موحدا‪ ،‬وهو ما يوضحه الجدول التفصيلي‬
‫أدناه‪:‬‬

‫‪ - 95‬مع الخذ بعين االعتبار الحاالت التي قد يتم الحصول فيها على وثائق للسكنى بالنسبة للقاصر قد ال تعكس حقيقة وجود موطن له بالدائرة القضائية املقدم أمامها الطلب‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫محل سكن القاصر* خارج الدائرة* ‪2019-2015‬‬


‫سوق‬ ‫املحكمة‬
‫بني‬
‫املجموع‬ ‫طنجة‬ ‫أربعاء‬ ‫تارودانت‬ ‫أكادير‬ ‫الجديدة تاونات‬ ‫مكناس‬ ‫سال‬ ‫تمارة الرباط‬ ‫ميدلت‬ ‫مراكش‬ ‫وجدة‬ ‫العيون‬ ‫آسفي‬ ‫أزيالل‬ ‫الصويرة‬
‫مالل‬ ‫السنوات‬
‫الغرب‬
‫‪96‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪169‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪130‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪2019‬‬

‫محل سكن القاصر ‪2019-2015‬‬ ‫محل سكن القاصر ‪2019-2015‬‬


‫* خارج الدائرة*‬ ‫* خارج الدائرة*‬
‫‪80‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪180‬‬
‫‪160‬‬
‫‪60‬‬
‫‪140‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪2019 120‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪2018 100‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪2017 80‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪20‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪10‬‬
‫‪20‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫آسفي‬

‫بني مالل‬
‫وجدة‬

‫تاونات‬

‫طنجة‬
‫أزيالل‬

‫مراكش‬

‫تمارة‬
‫الرباط‬

‫سوق اربعاء الغرب‬


‫العيون‬

‫تارودانت‬
‫ميدلت‬

‫سال‬
‫مكناس‬

‫أكادير‬
‫الصويرة‬

‫الجديدة‬

‫‪76‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫من خالل الجدول التركيبي أعاله يتبين أن هناك بعض أقسام قضاء السرة التي لم تصدر طيلة‬
‫سنوات الدراسة أي إذن بزواج قاصر ال يقطن داخل الدائرة القضائية للمحكمة‪ ،‬ويتعلق المر‬
‫بالقسام التابعة للمحاكم التالية‪ :‬طنجة‪ ،‬سوق أربعاء الغرب‪ ،‬تارودانت‪ ،‬أكادير‪ ،‬تاونات‪ ،‬الجديدة‪،‬‬
‫سال‪ .‬فيما منح قسم قضاء السرة بالرباط إذنا واحدا برسم سنة ‪ .2017‬وباملقابل سجلت بعض‬
‫القسام الخرى طيلة السنوات الخمس أرقاما تتعلق بمنح أذونات بزواج القاصر مقدمة من خارج‬
‫الدائرة القضائية‪ ،‬ويتعلق المر بأقسام قضاء السرة التالية‪ :‬الصويرة‪ ،‬أزيالل‪ ،‬آسفي‪ ،‬العيون‪،‬‬
‫وجدة‪.‬‬

‫استنتاجات‪:‬‬
‫استنادا على املعطيات املبسوطة أعاله يمكن استخالص النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬منح أذونات بزواج قاصرين ال يتوفرون على محل سكن داخل الدائرة القضائية‪ ،‬على‬
‫الرغم من نسبتها املحدودة مقارنة بالطلبات املقدمة ممن يقطنون داخل نفوذ الدائرة القضائية‬
‫لقسم قضاء السرة؛‬
‫‪ ‬تسجيل اختالف في املمارسة القضائية لقسام قضاء السرة موضوع الدراسة بين قبول‬
‫ورفض الطلبات املقدمة من قاصرين ال يتوفرون على سكن داخل الدائرة؛‬
‫‪ ‬تأثير منح اإلذن بتزويج القاصرين الذين ال يتوفرون على سكن داخل الدائرة على تفعيل‬
‫الضمانات الساسية املحيطة بهذا الزواج‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بالبحث االجتماعي؛‬
‫‪ ‬تقديم الطلب خارج الدائرة التي يقطن بها الطالب وإن كان موجودا ومثبتا باإلحصائيات‬
‫املسجلة‪ ،‬إال أنه يشكل نسبة ال ترقى إلى التأثير الفعلي على ارتفاع نسب زواج القاصر وإن كانت تساهم‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 3- 1‬الخبرة والبحث االجتماعي‬


‫أحاطت مدونة السرة زواج القاصر بضمانات خاصة غير منصوص عليها في زواج الرشداء‪ ،‬ومن‬
‫بين هذه الضمانات اشتراط استعانة قاض ي السرة املكلف بالزواج قبل منح اإلذن بتزويج القاصر‬
‫بإجراء خبرة‪ ،‬أو بحث اجتماعي‪.‬‬
‫وإذا كانت املادة ‪ 20‬من مدونة السرة قد منحت صالحية اعتماد خبرة طبية أو إجراء بحث‬
‫اجتماعي دون إلزام باعتماد اإلجراءين معا‪ ،‬تاركة المر خاضعا لسلطة القاض ي التقديرية؛ فإن‬
‫استحضار الطابع االستثنائي لهذا الزواج‪ ،‬وما قد ينتجه من آثار على صحة القاصر‪ ،‬يجعل من‬
‫االستناد على الخبرة للتثبت من قدرة القاصر الجسدية والنفسية على تحمل الزواج‪ ،‬واالعتماد على‬
‫البحث االجتماعي للوقوف على الظروف االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬والسباب الحقيقية لهذا الزواج‪،‬‬
‫أمرا ذا أهمية بالغة‪.‬‬
‫ويسمح اعتماد هذا املؤشر بالوقوف على تجليات املمارسة القضائية في املوضوع‪ ،‬من خالل‬
‫معرفة عدد الطلبات التي يتم اللجوء فيها إلى اعتماد اإلجراءين معا‪ ،‬والتي يتم االقتصار من خاللها‬
‫على إجراء دون اآلخر‪ .‬وهل تم رصد حاالت تم البت فيها دون إجراء خبرة ودون بحث اجتماعي‪ ،‬كما‬
‫تخول االستمارة املعتمدة في املوضوع معرفة الجهة التي قامت بإجراء البحث االجتماعي‪ ،‬وهل اقتصر‬
‫على القاصر‪ ،‬أم شمل كذلك الخاطب‪.‬‬
‫كما سيمكن هذا املؤشر من معرفة عدد الخبرات املنجزة‪ ،‬وهل قام بها خبراء مسجلون أو غير‬
‫مسجلين بجدول الخبراء‪ ،‬وهل تعهد هذه الخبرات لخبراء مختصين أم غير مختصين‪ ،‬وهل يتم إنجازها‬
‫وفق تقرير مفصل يبرر قرار الطبيب‪ ،‬أم فقط شهادة طبية مجملة ال تتضمن املعطيات الضرورية‪.‬‬
‫وتشكل املعطيات اإلحصائية موضوع الدراسة مرجعا مهما‪ ،‬كما تقدم مؤشرات دالة يمكن من‬
‫خاللها الوصول إلى استنتاجات قد تسعف في اتخاذ مقترحات لتعزيز هذه الضمانات املسطرية التي‬
‫توخى منها املشرع جعل هذا الزواج استثناء من الصل‪ ،‬وفي حدوده الدنيا‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض للمعطيات اإلحصائية‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫اإلجراء‬ ‫املؤشر‬

‫‪37 225‬‬ ‫‪7 298‬‬ ‫‪7 204‬‬ ‫‪7 602‬‬ ‫‪7 516‬‬ ‫‪7 605‬‬ ‫خبرة مع البحث االجتماعي‬

‫إجراء خبرة‬
‫‪33 338‬‬ ‫‪5 939‬‬ ‫‪6 200‬‬ ‫‪6 746‬‬ ‫‪7 231‬‬ ‫‪7 222‬‬ ‫بحث فقط‬
‫والبحث‬
‫‪6 566‬‬ ‫‪1 074‬‬ ‫‪1 074‬‬ ‫‪1 234‬‬ ‫‪1 602‬‬ ‫‪1 582‬‬ ‫خبرة فقط‬ ‫االجتماعي‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بدون خبرة وبدون بحث اجتماعي‬

‫إجراء خبرة والبحث االجتماعي ‪2019-2015‬‬ ‫إجراء خبرة والبحث االجتماعي ‪2019-2015‬‬
‫املجموع العام‬
‫‪8 000‬‬ ‫بدون خبرة وبدون‬
‫‪7 000‬‬ ‫خبرة فقط‬ ‫بحث اجتماعي‬
‫‪%8,51‬‬ ‫‪%0,00‬‬
‫‪6 000‬‬
‫‪5 000‬‬
‫‪4 000‬‬
‫‪3 000‬‬
‫‪2 000‬‬
‫‪1 000‬‬
‫‪0‬‬
‫خبرة مع‬
‫بحث فقط‬ ‫البحث‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪%43,22‬‬ ‫االجتماعي‬
‫خبرة مع البحث االجتماعي‬ ‫بحث فقط‬ ‫خبرة فقط‬ ‫بدون خبرة وبدون بحث اجتماعي‬ ‫‪%48,26‬‬

‫من خالل املعطيات العامة املبسوطة أعاله يتبين أن الذونات الصادرة بتزويج قاصر‪ ،‬والتي تم‬
‫االعتماد فيها على إجراء الخبرة والبحث االجتماعي معا تشكل النسبة الغالبة بما مجموعه ‪37225‬‬
‫إذنا‪ ،‬خالل الخمس سنوات التي طالتها الدراسة بالنسبة لقسام قضاء السرة الثمانية عشر‪ ،‬حيث‬
‫شكل المر ما نسبته ‪ .48,26%‬تليها الذونات التي تم االقتصار بشأنها على البحث االجتماعي فقط‪،‬‬
‫حيث شكلت ما نسبته ‪ 43,22%‬بما مجموعه ‪ 33338‬إذنا‪ ،‬في حين تم منح اإلذن بزواج قاصرين‬
‫باالعتماد فقط على الخبرة الطبية في ‪ 6566‬إذنا‪ ،‬بما نسبته ‪ ،8,51 %‬بينما لم يتم تسجيل صدور أي‬
‫إذن دون اللجوء لي إجراء من اإلجراءين‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وإذا كان االعتماد على كل من الخبرة والبحث االجتماعي معا وفقا ملا تم رصده أعاله يشكل مؤشرا‬
‫ذا أهمية كبيرة اعتبارا لنسبته املرتفعة؛ فإن اختيار االقتصار على إجراء دون الخر في عدد ال يستهان‬
‫به من الذونات من شأنه أن يضعف من الضمانات املحيطة بزواج القاصر‪.‬‬
‫وفيما يلي جداول تتضمن معطيات تفصيلية حسب املحاكم والسنوات موضوع الدراسة‪:‬‬
‫خبرة مع البحث االجتماعي ‪2019-2015‬‬

‫السنوات‬
‫‪2 019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2 017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2 015‬‬
‫املحكمة‬
‫‪1 367‬‬ ‫‪1 446‬‬ ‫‪1 632‬‬ ‫‪1 261‬‬ ‫‪1 640‬‬ ‫الجديدة‬
‫‪1 956‬‬ ‫‪1 615‬‬ ‫‪1 693‬‬ ‫‪1 559‬‬ ‫‪1 587‬‬ ‫تاونات‬
‫‪558‬‬ ‫‪916‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪943‬‬ ‫‪928‬‬ ‫مكناس‬
‫‪403‬‬ ‫‪454‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪653‬‬ ‫‪677‬‬ ‫وجدة‬
‫‪683‬‬ ‫‪678‬‬ ‫‪821‬‬ ‫‪846‬‬ ‫‪669‬‬ ‫تارودانت‬
‫‪550‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪525‬‬ ‫سوق أربعاء الغرب‬
‫‪241‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪533‬‬ ‫‪490‬‬ ‫‪430‬‬ ‫سال‬
‫‪271‬‬ ‫‪185‬‬ ‫‪408‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪308‬‬ ‫أزيالل‬
‫‪360‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪296‬‬ ‫ميدلت‬
‫‪197‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪211‬‬ ‫بني مالل‬
‫‪424‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪163‬‬ ‫آسفي‬
‫‪92‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪141‬‬ ‫أكادير‬
‫‪0‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العيون‬
‫‪24‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الرباط‬
‫‪172‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تمارة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الصويرة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫طنجة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مراكش‬
‫‪7 298‬‬ ‫‪7 204‬‬ ‫‪7 602‬‬ ‫‪7 516‬‬ ‫‪7 605‬‬ ‫املجموع‬

‫‪80‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫بحث اجتماعي فقط ‪2019-2015‬‬

‫السنة‬
‫‪2 019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2 017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2 015‬‬
‫المحكمة‬
‫‪1 969‬‬ ‫‪2 175‬‬ ‫‪2 288‬‬ ‫‪2 460‬‬ ‫‪2 360‬‬ ‫مراكش‬
‫‪1 321‬‬ ‫‪1 361‬‬ ‫‪1 563‬‬ ‫‪1 543‬‬ ‫‪1 410‬‬ ‫آسفي‬
‫‪1 100‬‬ ‫‪1 050‬‬ ‫‪1 204‬‬ ‫‪1 175‬‬ ‫‪1 212‬‬ ‫الصويرة‬
‫‪638‬‬ ‫‪831‬‬ ‫‪772‬‬ ‫‪845‬‬ ‫‪1 024‬‬ ‫أزيالل‬
‫‪170‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪295‬‬ ‫تارودانت‬
‫‪211‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪246‬‬ ‫أكادير‬
‫‪123‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪209‬‬ ‫تاونات‬
‫‪266‬‬ ‫‪209‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪168‬‬ ‫مكناس‬
‫‪86‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪111‬‬ ‫تمارة‬
‫‪17‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪93‬‬ ‫بني مالل‬
‫‪26‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الجديدة‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وجدة‬
‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرباط‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سال‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ميدلت‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سوق اربعاء الغرب‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العيون‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫طنجة‬
‫‪5 939‬‬ ‫‪6 200‬‬ ‫‪6 746‬‬ ‫‪7 231‬‬ ‫‪7 222‬‬ ‫املجموع‬

‫‪81‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫إجراء خبرة فقط ‪2019-2015‬‬

‫السنوات‬
‫‪2 019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2 017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2 015‬‬
‫املحكمة‬
‫‪632‬‬ ‫‪760‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪801‬‬ ‫‪800‬‬ ‫طنجة‬
‫‪77‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪217‬‬ ‫ميدلت‬
‫‪121‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪151‬‬ ‫سوق أربعاء الغرب‬
‫‪63‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪107‬‬ ‫بني مالل‬
‫‪107‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪58‬‬ ‫العيون‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪209‬‬ ‫تمارة‬
‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الرباط‬
‫‪0‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أكادير‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪319‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الجديدة‬
‫‪72‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أزيالل‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سال‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مكناس‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تاونات‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫آسفي‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الصويرة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تارودانت‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وجدة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مراكش‬
‫‪1 074‬‬ ‫‪1 074‬‬ ‫‪1 234‬‬ ‫‪1 602‬‬ ‫‪1 582‬‬ ‫املجموع‬

‫يظهر من خالل املعطيات املسجلة أعاله لجوء بعض القسام إلى االعتماد على كل من الخبرة‬
‫والبحث االجتماعي إما معا‪ ،‬أو باالكتفاء بأحد اإلجراءين بنسب متفاوتة حسب السنوات‪ .‬كما يمكن‬

‫‪82‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫رصد اعتماد بعض أقسام قضاء السرة على البحث االجتماعي دون الخبرة كقسم قضاء السرة بكل‬
‫من مراكش والصويرة‪ .‬أو باالكتفاء فقط باللجوء للخبرة الطبية كقسم قضاء السرة بطنجة‪.‬‬
‫وبخصوص املؤشر املتعلق بعدد الخبرات الطبية املنجزة لم يتم تسجيل أي حالة تم فيها اللجوء‬
‫إلجراء خيرة ثانية‪ ،‬إما لعدم اقتناع القاض ي بالخبرة الولى املنجزة‪ ،‬أو لسباب أخرى‪ ،‬حيث تم االكتفاء‬
‫في جميع امللفات التي تم اعتماد الخبرة فيها بخبرة واحدة‪ .‬ويوضح الجدول أدناه هذه املعطيات وفق‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫اإلجراء‬ ‫املؤشر‬

‫‪43 298‬‬ ‫‪8 004‬‬ ‫‪8 278‬‬ ‫‪8 868‬‬ ‫‪8 868‬‬ ‫‪9 280‬‬ ‫خبرة واحدة‬
‫الخبرة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫خبرة ثانية‬

‫استنتاجات‪:‬‬
‫باستقراء املعطيات املفصلة أعاله يمكن استنتاج ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود تباين في املمارسة العملية لقسام قضاء السرة املعنية بين اعتماد كل من الخبرة‬
‫والبحث االجتماعي قبل إصدار اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬أو االعتماد على إجراء دون اآلخر فقط؛‬
‫‪ ‬االكتفاء في جميع امللفات بخبرة طبية واحدة‪ ،‬دون المر بإجراء خبرة ثانية‪.‬‬

‫‪ 1- 3- 1‬البحث االجتماعي‬

‫تسمح دراسة املعطيات اإلحصائية التفصيلية املرتبطة بالبحث االجتماعي بالوقوف على كيفية‬
‫تفعيل هذه الضمانة من طرف الساهرين على إنفاذ القانون‪ ،‬وذلك بالشكل الذي يبرز تحقيق غاية‬
‫املشرع من اإلشارة إلى اللجوء إليها في مسطرة زواج القاصر‪.‬‬
‫فإذا كانت املادة ‪ 20‬من مدونة السرة قد أشارت إلى االستعانة بالبحث االجتماعي قبل البت في‬
‫طلب تزويج القاصر؛ فإن املعطيات املرتبطة بواقع املمارسة العملية هي من تكشف عن طريقة تفعيل‬
‫هذه الضمانة‪ ،‬من حيث الجهة الساهرة على هذا اإلجراء‪ ،‬هل هو قاض ي السرة املكلف بالزواج نفسه؟‬
‫أم املساعدة االجتماعية؟ أم يعهد بذلك لجهات أخرى كالسلطة املحلية مثال؟ ومن املعني بالبحث‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫هل القاصر؟ أم الخاطب؟ أم هما معا؟ وهل هناك حاالت تم اللجوء فيها لبحث اجتماعي ثان‪ ،‬أم يتم‬
‫االكتفاء ببحث واحد؟‬
‫ويقدم الجدول أدناه صورة واضحة عن املعطيات املتحدث عنها‪ ،‬وذلك وفقا ملا يلي‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫اإلجراء‬ ‫المؤشر‬


‫‪74 376‬‬ ‫‪13 749‬‬ ‫‪13 970‬‬ ‫‪15 149‬‬ ‫‪15 807‬‬ ‫‪15 701‬‬ ‫بواسطة القاضي‬

‫‪10 545‬‬ ‫‪2 236‬‬ ‫‪2 383‬‬ ‫‪2 104‬‬ ‫‪2 128‬‬ ‫‪1 694‬‬ ‫بواسطة المساعدة االجتماعية‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بواسطة جهات أخرى‬


‫البحث‬
‫‪7 287‬‬ ‫‪1 214‬‬ ‫‪1 584‬‬ ‫‪1 212‬‬ ‫‪1 757‬‬ ‫‪1 520‬‬ ‫مع القاصر‬ ‫االجتماعي‬
‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مع الخاطب‬
‫‪60 268‬‬ ‫‪11 126‬‬ ‫‪11 457‬‬ ‫‪12 513‬‬ ‫‪12 615‬‬ ‫‪12 557‬‬ ‫هما معا‬
‫‪432‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪92‬‬ ‫بحث اجتماعي ثاني‬

‫الجهة املكلفة بإنجازالبحث االجتماعي ‪2019-2015‬‬


‫املجموع‬
‫النسبة املئوية‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫البحث االجتماعي‬
‫العام‬

‫‪87,58%‬‬ ‫‪74 376‬‬ ‫‪13 749‬‬ ‫‪13 970‬‬ ‫‪15 149‬‬ ‫‪15 807‬‬ ‫‪15 701‬‬ ‫بواسطة القاض ي‬

‫‪12,42%‬‬ ‫‪10 545‬‬ ‫‪2 236‬‬ ‫‪2 383‬‬ ‫‪2 104‬‬ ‫‪2 128‬‬ ‫‪1 694‬‬ ‫بواسطة املساعدة االجتماعية‬

‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بواسطة جهات أخرى‬

‫البحث االجتماعي ‪2019-2015‬‬

‫بواسطة المساعدة‬ ‫بواسطة جهات أخرى‬


‫االجتماعية‬ ‫‪%0,00‬‬
‫‪%12,49‬‬

‫بواسطة القاضي‬
‫‪%87,51‬‬

‫‪84‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الجهة املجرى معها البحث االجتماعي ‪2019-2015‬‬

‫النسبة املئوية‬ ‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫املؤشر‬

‫‪10,78%‬‬ ‫‪7 287‬‬ ‫‪1 214‬‬ ‫‪1 584‬‬ ‫‪1 212‬‬ ‫‪1 757‬‬ ‫‪1 520‬‬ ‫مع القاصر‬

‫‪0,02%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مع الخاطب‬

‫‪89,20%‬‬ ‫‪60 268‬‬ ‫‪11 126‬‬ ‫‪11 457‬‬ ‫‪12 513‬‬ ‫‪12 615‬‬ ‫‪12 557‬‬ ‫هما معا‬

‫البحث االجتماعي ‪2019-2015‬‬

‫مع القاصر‬
‫‪%10,78‬‬ ‫مع الخاطب‬
‫‪%0,02‬‬

‫هما معا‬
‫‪%89,20‬‬

‫تأسيسا على املعطيات الواردة بالجدول أعاله ذات الصلة بالبحث االجتماعي‪ ،‬يمكن من جهة‬
‫مالحظة أن نسبة البحاث املجراة بواسطة القاض ي تشكل الحصة الكبر‪ ،‬حيث بلغ عدد هذه البحاث‬
‫بالنسبة لألقسام املعنية طيلة السنوات الخمس التي غطتها الدراسة ما يناهز‪ 74376 :‬بحثا‪ ،‬بما‬
‫نسبته ‪ .87,58%‬في حين بلغت نسبة البحاث املجراة باالستعانة باملساعدة االجتماعية ما مجموعه‬
‫‪ ،10545‬بنسبة شكلت ‪ .12,42 %‬بينما لم يتم تسجيل أي حالة تمت فيها االستعانة بجهات أخرى‪،‬‬
‫كالسلطات املحلية‪...‬‬

‫‪85‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وبالنظر ملعيار الشخاص الذين انصب عليهم البحث‪ ،‬سجلت نسبة البحاث‬
‫التي تمت مع القاصر والخاطب معا الحصة الكبر‪ ،‬حيث بلغ عددها ‪ ،60268‬بنسبة تقدر ب ‪%‬‬
‫‪ .89,20‬مقابل إجراء ‪ 7287‬بحث مع القاصر فقط بما نسبته ‪ ،% 87,51‬في حين لم يتجاوز عدد‬
‫البحاث التي جرت مع الخاطب فقط ‪ 12‬بحثا ما يشكل نسبة ضئيلة تمثلت في ‪.0,02%‬‬
‫أما الحاالت التي تم فيها المر بإجراء بحث اجتماعي ثان فقد بلغت ما مجموعه ‪ 432‬حالة‪.‬‬
‫وتعد هذه املؤشرات في مجملها جيدة‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل ثبوت تفعيل إجراء البحث‬
‫االجتماعي كإجراء ضروري للوقوف على تحقق املصلحة من زواج القاصر باالطالع على الظروف‬
‫املحيطة به والدافعة إلبرامه‪ ،‬وكذلك من خالل إجراء البحث مع الخاطب باإلضافة للقاصر‪ ،‬وهو ما‬
‫يشكل ضمانة إضافية تصب في مصلحة القاصر تتجلى في مراقبة شرط التناسب بين هذا الخير‬
‫والخاطب‪ ،‬والبحث في ظروفه االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫استنتاجات‪:‬‬
‫من خالل ما سبق بسطه يمكن تسجيل االستنتاجات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬غالبية البحوث االجتماعية يتم إجراؤها من طرف قاض ي السرة املكلف بالزواج؛‬
‫‪ ‬االعتماد بشكل غير كاف على املساعدات االجتماعيات في إجراء البحوث االجتماعية؛‬
‫‪ ‬غياب االستعانة بجهات أخرى (السلطة املحلية) في إجراء البحث االجتماعي؛‬
‫‪ ‬غالبية البحاث تتم مع الخاطب والقاصر معا؛‬
‫‪ ‬اللجوء إلى المر بإجراء بحث اجتماعي ثان في حاالت قليلة‪.‬‬

‫‪ 2- 3- 1‬معطيات حول الخبرة‬

‫تبرز املمارسة العملية لقسام قضاء السرة عن معطيات دقيقة بخصوص االعتماد على الخبرة‬
‫الطبية التي أشارت إليها مدونة السرة‪ ،‬وذلك بالنظر للجهة املعنية بإنجازها‪ ،‬فهل يكتفى بالخبرة‬
‫الصادرة عن طبيب عمومي؟ أم يتم اعتماد طبيب مختص سواء في طب النساء‪ ،‬أو الطب النفس ي؟‬
‫وهل يشترط أن يكون الطبيب مسجال بجدول الخبراء‪ ،‬أم ال؟‬

‫‪86‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومن جانب أخر هل هناك شكلية معينة يتوجب أن تنجز الخبرة وفقها؟ وهل يكتفى بشأنها بمنح‬
‫شهادة طبية مجملة‪ ،‬أم يتم إنجاز تقرير مفصل عن وضعية القاصر املقبل على الزواج؟‬
‫وتبرز هذه املعطيات عن جانب مهم من التفعيل القضائي إلحدى الضمانات الساسية املرتبطة‬
‫باإلذن بزواج القاصر‪ ،‬والتي تهم صحة القاصر املقبل على الزواج سواء الجسدية أو النفسية‪.‬‬
‫وفيما يلي جدول تركيبي باملعطيات ذات الصلة بالخبرة‪:‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫الخبير‬

‫‪73,09%‬‬ ‫‪27 370‬‬ ‫‪5 122‬‬ ‫‪5 264‬‬ ‫‪5 399‬‬ ‫‪5 730‬‬ ‫‪5 855‬‬ ‫مسجل بالجدول‬
‫طبيب عام‬
‫‪26,91%‬‬ ‫‪10 077‬‬ ‫‪1 875‬‬ ‫‪1 912‬‬ ‫‪2 219‬‬ ‫‪2 080‬‬ ‫‪1 991‬‬ ‫غيرمسجل بالجدول‬
‫‪83,24%‬‬ ‫‪4 906‬‬ ‫‪820‬‬ ‫‪936‬‬ ‫‪1 025‬‬ ‫‪1 042‬‬ ‫‪1 083‬‬ ‫مسجل بالجدول‬
‫طبيب متخصص‬
‫‪16,76%‬‬ ‫‪988‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪256‬‬ ‫غيرمسجل بالجدول‬
‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مسجل بالجدول‬
‫طبيب نفس ي‬
‫‪100,00%‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫غيرمسجل بالجدول‬

‫النسبة املئوية‬ ‫املجموع‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫املؤشر‬


‫‪86,15%‬‬ ‫‪37 447‬‬ ‫‪6 997‬‬ ‫‪7 176‬‬ ‫‪7 618‬‬ ‫‪7 810‬‬ ‫‪7 846‬‬ ‫طبيب عام‬
‫طبيب‬
‫‪13,56%‬‬ ‫‪5 894‬‬ ‫‪942‬‬ ‫‪1 085‬‬ ‫‪1 250‬‬ ‫‪1 278‬‬ ‫‪1 339‬‬
‫متخصص‬
‫‪0,29%‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫طبيب نفس ي‬

‫معطيات الخبرة ‪2019-2015‬‬


‫طبيب متخصص‬ ‫طبيب نفسي‬
‫‪%13,56‬‬ ‫‪%0,29‬‬

‫طبيب عام‬
‫‪%86,15‬‬

‫‪87‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫شكل الخبرة ‪2019-2015‬‬

‫النسبة املئوية‬ ‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫شكل الخبرة‬
‫‪89,04%‬‬ ‫‪38 085‬‬ ‫‪7 214‬‬ ‫‪7 458‬‬ ‫‪8 025‬‬ ‫‪8 128‬‬ ‫‪7 260‬‬ ‫تقريرمفصل‬
‫‪10,96%‬‬ ‫‪4 689‬‬ ‫‪790‬‬ ‫‪840‬‬ ‫‪843‬‬ ‫‪990‬‬ ‫‪1 226‬‬ ‫شهادة طبية‬

‫نتيجة الخبرة ‪2019-2015‬‬

‫النسبة املئوية‬ ‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫نتيجة الخبرة‬

‫‪97,57%‬‬ ‫‪41 708‬‬ ‫‪7 812‬‬ ‫‪8 105‬‬ ‫‪8 648‬‬ ‫‪8 874‬‬ ‫‪8 269‬‬ ‫قادرة على الزواج‬
‫‪2,43%‬‬ ‫‪1 037‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪208‬‬ ‫غيرقادرة على الزواج‬

‫معطيات الخبرة ‪2019-2015‬‬ ‫معطيات الخبرة ‪2019-2015‬‬


‫شكل الخبرة‬ ‫نتيجة الخبرة‬
‫شهادة‬
‫غير قادرة‬
‫طبية‬ ‫على الزواج‬
‫‪%10,96‬‬ ‫‪%2,43‬‬

‫تقرير‬ ‫قادرة على‬


‫مفصل‬ ‫الزواج‬
‫‪%89,04‬‬ ‫‪%97,57‬‬

‫يتبين من خالل املعطيات الواردة في الجدول أن عدد الخبرات التي تم إنجازها من طرف طبيب‬
‫عام طيلة سنوات الدراسة الخمس بالنسبة لقسام قضاء السرة املعنية سجل أعلى نسبة‪ ،‬حيث‬
‫بلغت ما مجموعه ‪ 37447‬خبرة‪ ،‬مقسمة إلى ‪ 27370‬منجزة من طرف طبيب عام مسجل بجدول‬
‫الخبراء بما نسبته ‪ 73,09 %‬من مجموع الطباء العامين الذين أنجزوا هذه الخبرات و‪ 10077‬خبرة قام‬
‫بإنجازها طبيب عام غير مسجل بالجدول بما نسبته ‪ .26 ,91 %‬في حين لم يتجاوز عدد الخبرات‬
‫املنجزة من طرف طبيب مختص ما مجموعه ‪ 5894‬خبرة‪ ،‬وتم إنجاز ‪ 4906‬خبرة منها من طرف طبيب‬

‫‪88‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مختص مسجل بجدول الخبراء‪ ،‬بما نسبته ‪ 83 ,24 %‬في حين سجل عدد الخبرات املنجزة من طرف‬
‫طبيب مختص غير مسجل بالجدول ما قدره ‪ ،988‬بما نسبته ‪.16 ,76 %‬‬
‫أما بالنسبة للخبرة النفسية‪ ،‬فقد تم تسجيل ‪ 124‬خبرة كلها منجزة من طرف طبيب نفس ي غير‬
‫مسجل بجدول الخبراء‪.‬‬
‫وبخصوص شكل الخبرة الطبية فقد بلغ عدد الخبرات التي أنجزت في شكل تقرير مفصل ما‬
‫مجموعه ‪ ،38085‬بنسبة ‪ ،89,04%‬مقابل ‪ 4689‬تمت في شكل شهادة طبية بما نسبته ‪.10 ,96%‬‬
‫وعلى مستوى نتيجة الخبرة الطبية‪ ،‬فقد تمت اإلشارة إلى كون القاصر قادر على الزواج في‬
‫‪ 41708‬خبرة‪ ،‬بما نسبته ‪ ،97,57%‬في حين تم التنصيص في ‪ 1037‬خبرة على أن القاصر غير قادر على‬
‫الزواج‪ ،‬بنسبة تقدر ب ‪.2,43%‬‬
‫وإذا كانت بعض املؤشرات املسجلة في هذا الصدد تعد إيجابية كإنجاز الخبرات في شكل تقارير‬
‫مفصلة بغض النظر عن محتواها‪ ،‬فإن املؤشرات الخرى تضعف من الضمانات الحمائية للقاصر في‬
‫هذا الزواج‪ ،‬كاعتماد الطباء العامين بنسبة كبيرة مقارنة بالطباء املتخصصين‪ ،‬حيث بلغت نسبتهم‬
‫‪ ،% 86 ,15‬قي مقابل ‪ ،13 ,56 %‬بالنسبة لألطباء املتخصصين‪ ،‬وكذا ضعف تعيين خبراء الطب‬
‫النفس ي‪ ،‬حيث لم تتجاوز نسبة هؤالء ‪.0,29 %‬‬
‫أما في شأن ارتفاع نسبة الخبرات املنصوص فيها على كون القاصر قادرة على الزواج فالمر يجب‬
‫أن يكون محل نظر‪ ،‬سيما وأن هذه القدرة ال ترتبط فقط بالجانب البدني الظاهر‪ ،‬والحال أنها‬
‫تستوجب رأيا ينبني على فحص من طبيب مختص في طب النساء‪ ،‬وكذا طبيب نفس ي الختبار مدى‬
‫قدرة القاصر النفسية على تحمل الزواج‪.‬‬

‫استنتاجات‪:‬‬
‫‪ ‬غالبية الخبرات الطبية يتم إنجازها من طرف أطباء عامين‪ ،‬باملقارنة مع الطباء‬
‫املتخصصين؛‬
‫‪ ‬ضعف كبير في نسبة الخبرات التي يكلف بإنجازها الطباء النفسيون؛‬

‫‪89‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬نسبة الخبرات املنجزة في شكل تقرير مفصل تتجاوز تلك الصادرة في شكل شهادة طبية‬
‫مجملة؛‬
‫‪ ‬غالبية الخبرات يشار فيها إلى أن القاصر قادرة على الزواج‪.‬‬

‫‪ 4- 1‬دعوى ثبوت الزوجية‬


‫سمحت مدونة السرة بسماع دعوى الزوجية في الحاالت التي ال يتمكن فيها طرفا العالقة‬
‫الزوجية لسباب قاهرة من توثيق زواجهما بموجب عقد زواج‪ .‬وربطت املدونة قبول هذه الدعوى في‬
‫فترة انتقالية ملدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬تم تمديدها ملرتين‪.96‬‬
‫وأمام عدم وضع املشرع لضوابط تسمح برفض سماع دعوى الزوجية متى تعلق المر بحاالت‬
‫الزواج التي تنظمها أحكام خاصة‪ ،‬كما هو الحال في مسطرة زواج القاصر‪ ،‬أو مسطرة الحصول على‬
‫اإلذن بالتعدد‪ ،‬أبانت التجربة العملية لتطبيق مقتضيات املادة ‪ 16‬من مدونة السرة عن صدور‬
‫أحكام بثبوت الزوجية حتى في الحاالت التي تم ذكرها‪.‬‬
‫وال شك أن هذا المر قد يتعارض وغاية املشرع من وضع ضمانات حمائية مسطرية بالنسبة‬
‫لزواج القاصر‪ ،‬حيث يتم تجاوز ما ذكر‪ ،‬ويفتح الباب أمام الحاالت التي قد يتم فيها رفض منح اإلذن‪،‬‬
‫بتكريس زواج واقعي للقاصر‪ ،‬ثم التقدم بعد ذلك بطلب ثبوت الزوجية‪ ،‬سيما في الحاالت التي يقع‬
‫فيها حمل‪ ،‬أو إنجاب أوالد‪.‬‬
‫وما يهم في هذا الصدد هو الكشف من خالل اعتماد هذا املؤشر على حجم الحكام الصادرة‬
‫بثبوت الزوجية بناء على الدعاوى التي تم تقديمها أمام أقسام قضاء السرة املعنية بالدراسة‪،‬‬
‫ً‬
‫واملتعلقة بطرف قاصر‪ ،‬سواء كان هذا الخير بالغا سن الرشد أثناء تقديمها‪ ،‬أو ما زال قاصرا‪ .‬على‬
‫اعتبار أن هناك رقما أسودا يخص زواج القاصر ال يمكن معرفته من خالل طلبات اإلذن بالزواج‬

‫‪ - 96‬بمقتض ى القانون رقم ‪ 03.70‬بمثابة مدونة السرة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 22.04.1‬بتاريخ ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3( 1424‬فبراير ‪ )2004‬تنص الفقرة الرابعة من املادة‬
‫‪ 16‬منه على ما يلي‪ " :‬يعمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى خمس سنوات‪ ،‬ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ ‪ ".‬وقد تم تعديل الفقرة الرابعة من املادة‬
‫‪ 16‬أعاله‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم ‪ 09.08‬الرامي إلى تعديل املادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 03.70‬بمثابة مدونة السرة‪ ،‬تم تعديل الفقرة الرابعة من املادة ‪ 16‬من القانون رقم‬
‫‪ 03.70‬ليصبح العمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى عشر سنوات‪ ،‬ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ ‪.‬‬
‫‪ -‬بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم ‪ 15.102‬الرامي إلى تعديل املادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 03.70‬بمثابة مدونة السرة‪ ،‬تم تعديل الفقرة الرابعة من املادة ‪ 16‬من القانون رقم‬
‫‪ 03.70‬ليصبح العمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى خمسة عشر سنة‪ ،‬ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املقدمة أمام قاض ي السرة املكلف بالزواج‪ ،‬وإنما من خالل البحث في دعاوى ثبوت الزوجية الرامية‬
‫إلى ترتيب أثر رجعي على الزواج الفعلي الذي كان موضوعه قاصر‪.‬‬
‫وسيمكن اعتماد هذا املؤشر من استثمار املعطيات املسجلة في هذا اإلطار في رسم صورة‬
‫واضحة املعالم عن العدد اإلجمالي لحاالت زواج القاصر التي تخرج عن املسطرة املقررة في هذا الصدد‬
‫بموجب مدونة السرة‪.97‬‬

‫وفيما يلي جدول إحصائي إجمالي يتضمن هذه املعطيات وفق ما يلي‪:‬‬

‫املجموع العام‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫سن مقدم الدعوى‬
‫املؤشر‬

‫‪13 018‬‬ ‫‪1 053‬‬ ‫‪3 796‬‬ ‫‪3 604‬‬ ‫‪3 768‬‬ ‫‪797‬‬ ‫راشد (عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية)‬ ‫دعوى ثبوت‬

‫‪825‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪269‬‬ ‫‪83‬‬ ‫قاصر(عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية)‬ ‫الزوجية‬

‫دعوى ثبوت الزوجية ‪2019-2015‬‬ ‫دعوى ثبوت الزوجية ‪2019-2015‬‬


‫‪4 000‬‬ ‫املجموع العام‬
‫‪3 500‬‬
‫قاصر (عند‬
‫‪3 000‬‬ ‫تقديم دعوى‬
‫ثبوت‬
‫‪2 500‬‬ ‫الزوجية)‬
‫‪%6‬‬
‫‪2 000‬‬

‫‪1 500‬‬

‫‪1 000‬‬

‫‪500‬‬
‫راشد (عند‬
‫‪0‬‬ ‫تقديم دعوى‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫ثبوت‬
‫راشد (عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية)‬
‫الزوجية)‬
‫‪%94‬‬
‫قاصر (عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية)‬

‫‪ - 97‬علما أن هناك حاالت لزواج القاصر غير موثقة تبقى خارج رقابة القضاء‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫يالحظ من خالل هذه املعطيات اإلحصائية أن هناك رقما ال يستهان به تم تسجيله بخصوص‬
‫الحكام الصادرة بثبوت الزوجية ذات الصلة بقاصرين‪ ،‬حيث بلغ املجموع العام لهذه الحكام ‪،13843‬‬
‫علما أن هذا الرقم ال يهم فقط سوى ‪ 18‬قسما لقضاء أسرة‪ ،‬وال يغطي إال فترة خمس سنوات فقط‪.‬‬
‫واحتلت نسبة دعاوى ثبوت الزوجية التي تهم طرفا قاصرا‪ ،‬والتي تم رفعها بعد بلوغ هذا الخير‬
‫سن الرشد العدد الكبر‪ ،‬حيث بلغت ما مجموعه ‪ ،13018‬بما نسبته ‪ .94%‬في حين سجلت نسبة‬
‫الدعاوى املقدمة من قبل القاصر أثناء قصره ما مجموعه ‪ ،825‬بما نسبته ‪.6%‬‬
‫ويمكن تفسير هذا المر ربما بتخوف الطراف من رفض املحكمة لدعواهم في حال تقديمها‪،‬‬
‫وهم غير بالغين سن الرشد بعد‪.‬‬

‫استنتاجات‪:‬‬
‫نستنتج من خالل ما سبق بسطه من معطيات إحصائية ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تسجيل عدد ال يستهان به من الحكام القاضية بثبوت الزوجية تتعلق بزواج غير موثق‬
‫يتعلق بقاصر؛‬
‫‪ ‬ارتفاع عدد طلبات ثبوت الزوجية بعد بلوغ القاصر سن الرشد‪ ،‬مقارنة مع الطلبات‬
‫املقدمة من القاصر قبل رشده؛‬

‫‪- 2‬تقاطع املؤشرات‪ :‬مقارنة نسبة أذونات زواج القاصرباألحكام القاضية‬


‫بثبوت الزوجية التي يكون موضوعها طرف قاصر‬
‫تكمن الغاية من دراسة هذا املعطى الذي أفرزته النتائج اإلحصائية أعاله‪ ،‬واملبنية على املؤشرات‬
‫املعتمدة في الدراسة في الوقوف على النسبة الحقيقية التي تمثلها حاالت زواج القاصر التي ال تخضع‬
‫ملسطرة اإلذن القضائي‪ ،‬والتي تعد رقما غير ظاهر في اإلحصائيات العامة السنوية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومن شأن اعتماد هذا المر أن يساهم في رسم مالمح واضحة عن مدى وحجم هذا العدد‪ ،‬الذي‬
‫ال يتم أخذه بعين االعتبار عند الحديث عن زواج القاصر‪ ،‬حيث يتم التركيز فقط على الذونات‬
‫الصادرة في املوضوع‪.‬‬
‫وتسمح مقارنة عدد الذونات الصادرة بزواج القاصر في أقسام قضاء السرة املعنية بالدراسة‬
‫بالحكام القاضية بسماع دعوى الزوجية ذات الصلة بقاصر من الوقوف على النسبة الحقيقية‪ ،‬التي‬
‫تشكلها هذه الحكام الخيرة مقارنة بالنسبة العامة لألذونات‪ ،‬التي تهم زواج القاصر‪ ،‬الصادرة عن‬
‫قاض ي السرة املكلف بالزواج‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض لهذا املعطى اإلحصائي‪:‬‬

‫أحكام ثبوت الزوجية‬ ‫أذونات زواج قاصر‬ ‫السنة‬


‫‪880‬‬ ‫‪17 194‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪4 037‬‬ ‫‪17 024‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪3 805‬‬ ‫‪16 392‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪4 021‬‬ ‫‪15 158‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪1 100‬‬ ‫‪14 831‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪13 843‬‬ ‫‪80 599‬‬ ‫املجموع‬

‫مقارنة أذونات زواج قاصر بأحكام ثبوت‬ ‫مقارنة أذونات زواج قاصر بأحكام ثبوت‬
‫الزوجية ‪2019-2015‬‬ ‫الزوجية ‪2019-2015‬‬
‫‪20 000‬‬ ‫‪20 000‬‬

‫‪15 000‬‬ ‫‪15 000‬‬

‫‪10 000‬‬ ‫‪10 000‬‬

‫‪5 000‬‬ ‫‪5 000‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫طلبات اإلذن بزواج قاصر‬ ‫دعاوى ثبوت الزوجية‬ ‫طلبات اإلذن بزواج قاصر‬ ‫دعاوى ثبوت الزوجية‬

‫‪93‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مقارنة أذونات زواج القاصر بأحكام ثبوت الزوجية‬


‫‪2019-2015‬‬
‫‪ 5‬سنوات أحكام ثيوت‬
‫الزوجية المتعلقة‬
‫بقاصر ‪%15‬‬

‫أذونات زواج‬
‫القاصر‬
‫‪%85‬‬

‫يالحظ من خالل املعطيات اإلحصائية املسجلة أعاله أن النسبة العامة لحكام ثبوت الزوجية‬
‫ذات الصلة بزواج قاصر بلغت خالل خمس سنوات املعنية بالدراسة ما مجموعه ‪ 15%‬مقارنة‬
‫بالذونات املتعلقة بهذا الزواج‪ ،‬الصادرة عن قاض ي السرة املكلف بالزواج خالل نفس املدة‪ ،‬والتي‬
‫همت ‪ 18‬قسما لقضاء السرة باململكة‪ ،‬حيث شكلت ما مجموعه ‪ 80599‬إذنا‪ ،‬مقابل ‪ 13018‬حكما‬
‫بثبوت الزوجية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الفترة االنتقالية الثانية لسماع دعوى الزوجية قد انتهت في الخامس من‬
‫فبراير من سنة ‪ ،2019‬وهي السنة الخيرة املعتمدة في الدراسة‪ ،‬وهو ما قد يفسر االنخفاض في‬
‫اإلحصائيات املسجلة خاللها باملقارنة مع السنوات الثالثة التي قبلها‪ ،‬حيث صدر في هذا الخصوص‬
‫ما مجموعه ‪ 1100‬حكم‪ ،‬مقابل ‪ 4037‬حكما خالل سنة ‪ ،2016‬و‪ 3805‬خالل سنة ‪ ،2017‬و‪4021‬‬
‫حكما برسم سنة ‪ .2018‬فيما بلغت هذه النسبة أدنى رقم بما معدله ‪ 880‬حكما في سنة ‪.2015‬‬
‫وتقدم هذه الرقام صورة مصغرة عن الوضع العام لباقي أقسام قضاء السرة عن عدد الحكام‬
‫القاضية بثبوت الزوجية التي تتعلق بقاصر‪ ،‬وهي الرقام التي قد تكون مرتفعة بعض الش يء أو‬
‫منخفضة‪.‬‬
‫كما تمكن مقاربة هذين املعطيين اإلحصائيين من إبراز الحجم الحقيقي لحاالت زواج القاصر‪،‬‬
‫مما يسمح باستثماره كمؤشر يعكس واقع هذا الزواج أمام املحاكم‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫استنتاجات‪:‬‬
‫‪ ‬أبانت املعطيات اإلحصائية عن وجود عدد مهم من الحكام القاضية بثبوت الزوجية‬
‫ذات الصلة بقاصر؛‬
‫‪ ‬بلوغ نسبة هذه الحكام ما مجموعه ‪ %15‬من حاالت زواج القاصر؛‬
‫‪ ‬تشكل هذه النسبة رقما مضافا غير ظاهر في اإلحصائيات العامة‪ ،‬يتعين أخذه بعين‬
‫االعتبار عند مقاربة الظاهرة من الناحية القضائية‪.‬‬

‫‪ -3‬استنتاجات تركيبية‬
‫استنادا على املعطيات املرتبطة بالدراسة القضائية التي سلف تحليلها‪ ،‬يمكن رصد‬
‫االستنتاجات العامة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن المد الزمني للبت في طلبات اإلذن بزواج قاصر يتسم بارتفاع النسبة املئوية التي‬
‫ال يتجاوز فيها يوم واحد‪ ،‬تليها نسبة الذونات التي تستغرق أسبوعا‪ ،‬فيما تشكل نسبة الذونات التي‬
‫يستغرق منحها أكثر من أسبوع نسبة ضئيلة‪ ،‬ويطرح هذا المر إشكاال مرتبطا بتفعيل الضمانات‬
‫املسطرية املحيطة بهذا الزواج املنصوص عليها في مدونة السرة‪ ،‬واملتمثلة في الخبرة والبحث‬
‫االجتماعي‪ ،‬مع ما يتطلبه ذلك من تريث للتأكد من املبرر االستثنائي الدافع لهذا الزواج‪ ،‬واستجماع‬
‫العناصر الكافية الستجالء الحقيقة‪ ،‬والتوفر على املعلومات الصحية واالجتماعية املتعلقة‬
‫بالقاصر؛‬
‫‪ ‬أن برمجة جلسات اإلذن بزواج القاصر بشكل يومي في املحاكم موضوع الدراسة يبرز وجود‬
‫عالقة تفاعلية بينها وبين ارتفاع نسبة الذونات املمنوحة في يومها بهذا الزواج؛‬
‫‪ ‬أن ارتفاع نسبة طلبات اإلذن بزواج القاصر التي يتم البت فيها يشكل يومي ال يسمح بتفعيل‬
‫البحث االجتماعي بواسطة املساعدات االجتماعيات‪ ،‬سواء باملحكمة‪ ،‬أو باالنتقال ملقر سكن‬
‫القاصر‪ ،‬واستجماع العناصر الضرورية املرتبطة بظروفها االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬ومحيطها‬
‫السري‪ ،‬الكفيلة بتنوير قاض ي السرة املكلف بالزواج في اتخاذ القرار املناسب موافقة أو رفضا‪ .‬وأمام‬

‫‪95‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫انعدام هذا المر يتم االكتفاء بالبحث الذي يجريه قاض ي السرة املكلف بالزواج بنفسه في يومه‪،‬‬
‫والذي يعد غير كاف لتكوين قناعة كافية بحقيقة دوافع وظروف زواج القاصر‪.‬‬
‫‪ ‬أن منح أذونات بزواج قاصرين ال يتوفرون على محل سكن داخل الدائرة القضائية‪ ،‬على‬
‫الرغم من نسبتها املحدودة مقارنة بالطلبات املقدمة ممن يقطنون داخل نفوذ الدائرة القضائية‬
‫للمحكمة ال يسمح بتفعيل الضمانات الساسية املحيطة بهذا الزواج‪ ،‬سيما البحث االجتماعي الذي‬
‫قد يأمر به القاض ي بمقر سكن القاصر‪ ،‬حيث يصبح متعذرا إجراؤه خارج الدائرة القضائية‪،‬‬
‫وال يتصور إصدار انتداب بذلك؛‬
‫‪ ‬أن هناك نسبة كبيرة من الذونات التي تم االعتماد فيها فقط على البحث االجتماعي دون‬
‫اللجوء إلى الخبرة‪ ،‬وذلك بما نسبته ‪ ،43,22%‬مقابل نسبة ‪ 48,26%‬تم اللجوء فيها إلى الخبرة والبحث‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهو ما يبرز ضعف في اعتماد الخبرة الطبية على القاصر املقبل على الزواج‪ ،‬باعتبارها‬
‫إجراء أساسيا يسمح بإعطاء صورة حقيقية مبنية على معطيات علمية حول أهلية القاصر البدنية‬
‫والنفسية لتحمل تبعات الزواج‪ .‬وأنه وعلى اعتبار أن املشرع ترك الخيار بين إجرائها أو اعتماد البحث‬
‫االجتماعي؛ فإن خصوصية هذا الزواج‪ ،‬واستحضار مصلحة القاصر فيه‪ ،‬يحتم االعتماد على الخبرة‬
‫الطبية باعتبارها مسألة فنية ال سبيل إلى الوصول إلى نتائجها إال من طرف املختصين‪ ،‬قبل اتخاذ‬
‫القرار بمنح اإلذن أو رفضه‪ .‬سيما وأن املعطيات اإلحصائية أثبتت أنه يكتفى في البحث االجتماعي‬
‫بالجلسة التي يعقدها القاض ي‪ ،‬والتي ال تعكس مضمون البحث االجتماعي الذي يقتض ي إجراءه من‬
‫طرف من يتوفرون على مهارات خاصة‪ ،‬وتكوين معين‪ ،‬حيث شكلت نسبة البحث االجتماعي املجرى‬
‫من طرف القاض ي ما معدله ‪ ،87,58%‬في مقابل نسبة ‪12,42%‬من البحوث التي تم إجراؤها من طرف‬
‫املساعدات االجتماعيات‪ ،‬وهي نسبة ضئيلة جدا‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف كبير في توظيف املساعدات االجتماعيات املعينات في املحاكم في إجراء البحوث‬
‫االجتماعية حول القاصرين املقبلين على الزواج‪ ،‬باعتبار أن لديهن تكوين في هذا الخصوص يؤهلهن‬
‫إلنجاز تقارير تستجيب للمعايير املتطلبة في البحوث االجتماعية‪ ،‬حيث سبقت اإلشارة إلى أن نسبة‬
‫البحوث املنجزة من قبلهن لم تتجاوز ما نسبته ‪.%12,42‬‬

‫‪96‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬غياب اللجوء إلى المر بإجراء خبرة طبية ثانية في الحاالت التي تم االعتماد فيها على الخبرة‬
‫لإلذن بزواج القاصر‪ ،‬حيث يتم االكتفاء بخبرة أولى‪ ،‬والتي يدلى بها في الغالب من طرف طالبي اإلذن‬
‫بشكل مسبق ضمن مرفقات امللف عند تسجيله باملحكمة‪ ،‬وال تخضع لتدقيق في محتواها من حيث‬
‫استيفائها للشروط الالزمة الكافية في وصف حالة القاصر الطبية بشكل دقيق‪.‬‬
‫‪ ‬أن املعطيات أفادت أن هناك غياب تام في االستعانة بجهات أخرى مثل السلطة املحلية‪،‬‬
‫أو الدرك‪ ،‬وغيرها في إجراء البحث االجتماعي في مكان سكن القاصر حول ظروفه االجتماعية‪،‬‬
‫واالقتصادية‪ ،‬والسرية‪ ،‬وهو ما كان سيساهم في تفعيل تلك البحوث‪ ،‬سيما في بعض املناطق القروية‬
‫التي يكون فيها سكن القاصر بعيدا عن مقر املحكمة؛‬
‫‪ ‬غالبية البحاث التي تم إجراؤها قبل منح اإلذن بتزويج القاصر تتم مع الخاطب والقاصر‬
‫معا‪ ،‬بما نسبته ‪ ،89,20%‬مقابل ‪ 10,78%‬تمت فقط مع القاصر الراغب في الزواج لوحده‪ .‬ويعد هذا‬
‫المر مؤشرا جد إيجابي يسمح باستحضار املعطيات املتعلقة بالخاطب في هذا الزواج‪ ،‬سيما ما يتعلق‬
‫بشرط التناسب في السن‪ ،‬والهلية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وأمام تبلور ممارسة قضائية تنص في‬
‫الذونات بتزويج القاصر على إسم الخاطب‪ ،‬مما يجعل إبرام عقد الزواج مقيدا به دون إمكانية إبرامه‬
‫مع غيره‪ ،‬وفي ذلك ضمانة إضافية تساهم في بسط الرقابة القضائية على طرفي هذه العالقة املحاطة‬
‫بضمانات استثنائية؛‬
‫‪ ‬أن غالبية الخبرات الطبية املعتمدة لإلذن بزواج القاصر يتم إنجازها من طرف أطباء‬
‫عامين‪ ،‬باملقارنة مع الطباء املتخصصين‪ ،‬حيث بلغت نسبة الفئة الولى ما معدله ‪ ،86,15%‬فيما‬
‫بلغت نسبة الفئة الثانية ‪ ،13,56%‬وهي نسبة ضئيلة كما يالحظ‪ ،‬أخذا بعين االعتبار أن الخبرة‬
‫املطلوبة بالنسبة للقاصر املقبلة على الزواج ترتبط بشكل وثيق بذوي االختصاص في طب النساء‬
‫والتوليد بالساس؛‬
‫‪ ‬تم تسجيل ضعف كبير في املعطى اإلحصائي املتعلق بنسبة الخبرات املجراة من قبل الطباء‬
‫النفسيين‪ ،‬حيث لم تتجاوز ما نسبته ‪ 0,29 %‬من مجموع الخبرات املنجزة‪ ،‬وال شك أن خضوع‬

‫‪97‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫القاصر لهذا النوع من الخبرات قبل منح اإلذن بالزواج من شأنه أن يبرز وضعيته النفسية بجالء‪،‬‬
‫والوقوف على حقيقة رغبته في هذا الزواج من عدمها‪ ،‬وأهليته لتحمل تبعاته النفسية؛‬
‫‪ ‬أبانت املعطيات املتعلقة بالخبرة عن نسبة كبيرة من الخبرات التي أنجزت في شكل تقرير‬
‫مفصل مقارنة بتلك الصادرة في شكل شهادة طبية مجملة‪ ،‬مما يثير التساؤل عن املعايير الشكلية‬
‫للتقرير املتطلب في هذه الخبرات‪ ،‬واملعطيات الضرورية التي يتعين أن يتضمنها‪ ،‬سيما وأن نفس‬
‫املعطيات أبانت على أن غالبية هذه الخبرات كانت نتيجتها أن القاصر قادرة على الزواج‪ ،‬وذلك بما‬
‫نسبته ‪97,57%‬؛‬
‫‪ ‬أظهرت املعطيات اإلحصائية عن وجود عدد مهم من الحكام القاضية بثبوت الزوجية‪ ،‬ذات‬
‫الصلة بطرف قاصر‪ ،‬حيث شكلت هذه النسبة من الحكام ما مجموعه ‪ 15%‬مقارنة مع عدد الذونات‬
‫الصادرة بزواج القاصر عن نفس املحاكم املعنية بالدراسة‪ ،‬وداخل مدة الخمس سنوات التي شملتها‬
‫اإلحصائيات‪ ،‬حيث سجل ما مجموعه ‪ 13018‬حكما بثبوت الزوجية أحد طرفيه أو كالهما قاصر‪ ،‬في‬
‫حين سجل عدد الذونات بزواج القاصر ما مجموعه ‪ 80599‬إذنا‪.‬‬
‫وال شك أن هذا الرقم املسجل في الحكام املتعلقة بثبوت الزوجية يعبر عن التفاف عن رغبة‬
‫املشرع في تخصيصه لزواج القاصر بمسطرة دقيقة محاطة بضمانات استثنائية‪ ،‬كما تشكل هذه‬
‫النسبة رقما أسودا مضافا غير ظاهر في اإلحصائيات العامة‪ ،‬يتعين أخذه بعين االعتبار عند مقاربة‬
‫الظاهرة من الناحية القضائية‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬وإذا كانت الدراسة القضائية قد ساهمت من خالل املعطيات التي تم رصدها في‬
‫الوقوف على مالمح املمارسة العملية ذات الصلة بالجانب املسطري لزواج القاصر‪ ،‬وهو ما يساهم‬
‫بكل تأكيد في إعطاء صورة واضحة تسمح بإبراز مكامن القصور التي تحول دون املساهمة في الحد من‬
‫تزويج القاصر؛ فإن فهم العوامل الحقيقية الكامنة وراء تنامي هذه الظاهرة ال يتحقق إال من خالل‬
‫الدراسة امليدانية التي تستنطق الواقع املعيش للفئة املعنية بهذا الزواج‪ ،‬وهو ما سيتم التطرق إليه‬
‫في املحور املوالي‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الدراسة امليدانية‬

‫‪99‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫يرتبط زواج القاصر بعدة أسباب متشعبة يتداخل فيها ما هو اجتماعي‪ ،‬بما هو اقتصادي‪،‬‬
‫وثقافي‪ ،‬وديني‪ ،‬وقانوني‪ ،‬وقضائي؛ لذا فإن كل محاولة لفهم هذه الظاهرة وتطورها ونتائجها‪ ،‬يعد أمرا‬
‫في غاية الصعوبة‪ ،‬خاصة في غياب معطيات علمية إحصائية يمكن االعتماد عليها في فهم السباب‬
‫الحقيقية التي تدفع لهذا الزواج‪.‬‬
‫وهو ما استدعى مواكبة الجزء القضائي من هذه الدراسة ببحث ميداني يتوخى استطالع‬
‫السباب الحقيقية وراء ظاهرة زواج القاصر‪ ،‬من خالل االعتماد على معطيات إحصائية ميدانية‪،‬‬
‫صادرة من املعنيين بالدراسة بشكل مباشر‪ ،‬وهم القاصرات املتزوجات أنفسهن من خالل ربط‬
‫االتصال بهن‪ ،‬واالستماع إليهن‪ ،‬واستجالء حكاياتهن وتحليلها‪ ،‬ودراسة النتائج املترتبة عنها بشكل‬
‫يسمح باستخراج معطيات واقعية تفيد في مقاربة املوضوع بشكل عام‪ ،‬وتحديد مجاالت التدخل‬
‫املالئمة‪.‬‬
‫وقد اختير إقليم أزيالل مجاال إلنجاز هذه الدراسة امليدانية‪ ،‬حيث تم االستماع إلى ‪2300‬‬
‫فتاة‪ ،‬كانت موضوع إذن بزواج قاصر في الفترة املمتدة بين سنتي ‪ 2015‬و‪ ،2018‬وذلك من خالل‬
‫االعتماد على مؤشرات ترمي إلى البحث في الظروف االجتماعية واالقتصادية التي أدت إلى اتخاذ قرار‬
‫تزويج البنت وهي قاصر‪ ،‬من خالل تتبع دقيق لوضعية القاصرات ضحايا الزواج املبكر منذ والدتهن‪،‬‬
‫والبيئة التي نشأن فيها‪ ،‬والتعليم الذي تلقينه‪ ،‬مرورا بنشاطهن املنهي‪ ،‬ووضعهن االجتماعي‪ ،‬والوضعية‬
‫الحقيقية لألسر التي ينحدرن منها‪ ،‬وكذا البحث في كيفية ترتيب هذا النوع من الزواج‪ ،‬وما تحصلت‬
‫عليه القاصرة وأسرتها من وراءه‪ ،‬فضال عن البحث في معطيات خاصة بالزواج الذين أقدموا على‬
‫الزواج من قاصرات‪ ،‬ثم االنتقال إلى البحث عن النتائج املترتبة على هذا الزواج سواء االجتماعية‪ ،‬أو‬
‫االقتصادية‪ ،‬أو القانونية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -1‬تحليل املعطيات الخاصة بالقاصرقبل الزواج‬


‫تعد ظروف نشأة القاصر ومحيطها العام عامال حاسما في تحديد مسارها املستقبلي‪،‬‬
‫فيتحقق الفارق بالتحاقها بمقاعد الدراسة‪ ،‬واكتسابها مهارات التعلم‪ ،‬وإال سقطت بشكل مبكر في‬
‫الزواج‪ ،‬فتغدو ضحية حرمان من حقوقها الطبيعية والدستورية في التنشئة السليمة‪ ،‬كما تتحول‬
‫الحقا في أغلب الحاالت إلى منتجة لنفس القيم التي أدت بها إلى الزواج املبكر‪.‬‬
‫لذا استهدفت الدراسة امليدانية تحليل الوضع العام للقاصرات من خالل محاولة الوقوف‬
‫على‪:‬‬

‫‪ ‬معطياتهن الشخصية؛‬
‫‪ ‬معطيات محيطهن االجتماعي؛‬
‫‪ ‬معطيات وضعهن الدراس ي‪.‬‬

‫‪ 1-1‬املعطيات الشخصية‬
‫تمثل املعطيات الشخصية املرتبطة بالقاصر املتزوجة أهمية قصوى في فهم السباب‬
‫املتحكمة في اتخاذ قرار الزواج املبكر‪ ،‬ذلك أن هذه املعطيات هي التي تيهئ الفتاة‪ ،‬وتدفعها للقبول‬
‫بقرار تزويجها وهي قاصر‪ ،‬وإلى عدم التعبير عن رفضها لهذا الزواج أمام قاض ي السرة املكلف بالزواج‬
‫أثناء االستماع إليها على انفراد‪.‬‬
‫وقد تم تحديد املعطيات الساسية للقاصرات والتي شكلت موضوع البحث والتحليل في‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة سنهن عند الزواج‪،‬‬


‫‪ ‬وضعهن الصحي قبل الزواج؛‬
‫‪ ‬وضعهن االقتصادي؛‬

‫‪101‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 1-1-1‬سن القاصرعند الزواج‬

‫سن القاصر قبل الزواج‬


‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪1099‬‬
‫‪600‬‬

‫‪744‬‬
‫‪400‬‬

‫‪181‬‬ ‫‪262‬‬
‫‪200‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪0‬‬
‫أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫بين ‪ 15‬سنة و‪16‬‬ ‫بين ‪ 16‬سنة و‪16‬‬ ‫بين ‪ 16‬سنة‬ ‫بين ‪ 17‬سنة و‪17‬‬ ‫أكثر من ‪ 17‬سنة‬
‫سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف و‪ 17‬سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف‬

‫يظهر من خالل هذا املبيان أن غالبية املستمع إليهن تجاوزن سن السابعة عشر سنة‪.98‬‬

‫وهو ما يبرز أن س ــن القاص ــر قبل الزواج عرف ارتفاعا ملحوظا باملقارنة مع الس ــنوات الس ــابقة‬
‫عن سنوات الدراسة املمتدة من سنة ‪ 2015‬إلى سنة ‪ ،2018‬إذ بلغ عدد القاصرات املتزوجات اللواتي‬
‫يتجاوز سنهن سبعة عشر أكثر من ‪ 1843‬قاصرة من أصل ‪ 2300‬اللواتي شملتهن الدراسة‪ ،‬في مقابل‬
‫قاصرة واحدة سنها أقل من ‪ 15‬سنة‪ ،‬و‪ 13‬يتراوح سنهن بين ‪ 15‬و‪ 16‬سنة‪ ،‬و‪ 443‬يتراوح سنهن بين ‪16‬‬
‫و‪ 17‬سنة‪.‬‬

‫سن القاصر عند الزواج‬


‫‪1099‬‬

‫‪744‬‬

‫‪262‬‬
‫‪181‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬
‫أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫بين ‪ 17‬سنة و‪ 17‬سنة بين ‪ 16‬سنة ونصف بين ‪ 16‬سنة و‪ 16‬سنة بين ‪ 15‬سنة و‪ 16‬سنة‬ ‫أكثر من ‪ 17‬سنة‬
‫ونصف‬ ‫و‪ 17‬سنة‬ ‫ونصف‬ ‫ونصف‬

‫‪ 98‬تم االعتماد في تحديد سن القاصرات على وثائقهن الثبوتية املدلى بها في ملفات طلبات اإلذن بتزويجهن املقدمة إلى املحكمة االبتدائية بأزيالل ومراكز القضاة املقيمين التابعة لها‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبذلك تكون النسب املئوية لتوزيع القاصرات حسب سن زواجهن هو كاآلتي‪:‬‬

‫بين ‪ 17‬سنة و‪ 17‬سنة‬


‫ونصف‬
‫‪%47,78‬‬

‫بين ‪ 16‬سنة ونصف‬


‫و‪ 17‬سنة‬
‫‪%11,39‬‬

‫بين ‪ 16‬سنة و‪ 16‬سنة‬ ‫أكثر من ‪ 17‬سنة ونصف‬


‫ونصف‬ ‫‪%32‬‬
‫‪%7,87‬‬ ‫أقل من ‪ 15‬سنة‬
‫بين ‪ 15‬سنة و‪ 16‬سنة‬ ‫‪%0,04‬‬
‫‪%0,57‬‬

‫وهنا يجب الوقوف على املالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أن أغلب القاصرات اللواتي يقل سنهن عن سبعة عشر سنة تزوجن بين سنتي ‪2015‬‬
‫و‪ ،2016‬وهو ما يعكس املجهودات املبذولة من طرف قضاة السرة املكلفين بالزواج‪ ،‬وكذا في جانب‬
‫كبير انخراط قضاة النيابة العامة في مسطرة اإلذن بتزويج قاصر بشكل إيجابي‪ ،‬تبعا للتوجيهات‬
‫الكتابية التي تضمنتها الدوريات الصادرة عن رئاسة النيابة العامة في هذا الصدد‪ ،‬والتي كان من‬
‫نتائجها التأثير في االتجاه إلى تحديد السن الدنى لإلذن بزواج القاصر في ‪ 17‬سنة كممارسة عملية؛‬
‫‪ ‬أن الفئة العمرية املتراوحة بين ‪ 17‬سنة و‪ 17‬سنة ونصف هي الكثر عرضة لخطر الزواج‬
‫املبكر من غيرها‪ ،‬وكلما نجت الفتاة من خطر الزواج املبكر خالل هذه املرحلة إال وانخفضت نسبة‬
‫ذلك الحقا؛‬
‫‪ ‬أن العدد اإلجمالي للقاصرات اللواتي تزوجن بعد بلوغهن سن ‪ 17‬سنة ونصف أقل من‬
‫اللواتي تزوجن قبل بلوغهن هذا السن‪ ،‬وهذا راجع بالساس إلى املعطيات الثقافية السائدة باملنطقة‬
‫والتي تشجع الزواج املبكر‪ ،‬وقد يفسره أيضا عزوف السر عن تحمل مشاق املسطرة القضائية في هذه‬
‫املرحلة‪ ،‬وانتظارها إلى حين بلوغ الفتاة سن الرشد القانوني‪ ،‬حيث يتاح لها أن تتزوج خارج االستثناء‪،‬‬
‫كما قد يتم اللجوء إلى الزواج غير املوثق (الفاتحة) في انتظار بلوغ الفتاة سن الرشد لتوثيق العقد‪،‬‬

‫‪103‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وهو المر الذي ال يتأتى فعال في كثير من الحاالت لسباب عدة‪ ،‬أو قد يحدث حمل قبل بلوغها هذا‬
‫السن فيصبح املشكل مضاعفا‪.‬‬

‫‪ 2 -1- 1‬الوضع الصحي للقاصرعند الزواج‬

‫بلغ عدد القاص ـ ـ ـ ـرات املتمتعات بصـ ـ ـ ــحة جيدة ما مجموعه ‪ 2254‬أي بنسـ ـ ـ ــبة مئوية بلغت‬
‫‪ % 97.91‬من مجموع حاالت الدراســة‪ ،‬في حين ســجلت ‪ 48‬حالة لقاصــر وضــعيتها الصــحية مريضــة‪99‬‬

‫أي بنسبة ‪.% 2,09‬‬

‫وهذا يدل على أن أغلب القاصرات اللواتي أجري معهن البحث كانت صحتهن جيدة قبل الزواج‬
‫وخاليات من المراض‪.‬‬
‫احلاةل الصحية للقارص عند الزواج‬
‫جيدة‬
‫‪%97,91‬‬

‫مريضة‬
‫‪%2,09‬‬

‫ولعل ذلك يلتقي مع معطى االعتماد الكبير على الخبرة الطبية‪ ،‬قبل اإلذن بتزويج القاصــر‪ ،‬فلم‬
‫تتم مص ـ ـ ـ ــادفة أي حالة تم التأكيد من خاللها أن القاصـ ـ ـ ــر غير قادرة على الزواج‪ ،‬ومع ذلك منحت‬
‫اإلذن بتزويجهــا‪ ،‬بــل أكــدت الخبرات الطبيــة على أنهن كلهن قــادرات على الزواج‪ .‬مــا يطرح التس ـ ـ ـ ــاؤل‬
‫حول صدقية املعطيات املضمنة بهذه الخبرات‪.100‬‬

‫‪ 99‬تجدر اإلشارة إلى أن تقدير الوضع الصحي للقاصر قبل الزواج ارتكز على تقدير شخص ي وشفوي للقاصرات املستجوبات‪ ،‬واملستقى من تصريحاتهن أمام الفريق املكلف بإعداد‬
‫الدراسة‪ ،‬دون أن ينبني ذلك على أي ملف طبي أو وثائق‪ ،‬نظرا للغياب التام لهذه الوثائق لديهن جميعا سواء اللواتي صرحن أنهن كن يتمتعن بصحة جيدة‪ ،‬أو اللواتي صرحن أنهن كن‬
‫يعانين من متاعب صحية‪.‬‬
‫‪ 100‬راجع ما سيأتي عند دراسة الحالة الصحية للقاصر بعد الزواج‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 3 -1 –1‬الوضع االقتصادي‬

‫يعتبر العامل االقتصــادي من أهم العوامل املؤثرة في اتخاذ قرار تزويج الفتاة دون ســن الرشــد‪،‬‬
‫بالنظر إلى أن الزواج في كثير من الحاالت يكون حال ‪-‬حسـ ـ ـ ــب اعتقاد بعض العائالت‪ -‬لتردي الوضـ ـ ـ ــع‬
‫االقتصادي لألسرة‪ ،‬فيكون قرار تزويج الفتاة وهي قاصر‪ ،‬فرصة للتخلص من عبء مصاريفها‪.‬‬

‫لذا كان لزاما تحليل الوض ــع االقتص ــادي لألس ــر التي تقدم على القبول بتزويج بناتها القاص ـرات‬
‫من خالل تحليل املهن التي كانت تمارس ـ ــها القاص ـ ــر نفس ـ ــها قبل الزواج‪ ،‬ومن كان يتولى اإلنفاق عليها‬
‫قبل زواجها‪ ،‬وكذا النشاط االقتصادي لعائلتها‪.‬‬

‫‪ ‬مهنة القاصرقبل الزواج‬

‫من خالل تحليل نتائج االس ـ ــتبيانات الخاص ـ ــة بمهنة القاص ـ ــرات قبل الزواج يظهر أن أغلبهن ال‬
‫يمارس ــن أي مهنة‪ ،‬أو أنهن يمارس ــن أنش ــطة مرتبطة أس ــاس ــا بالوض ــع املعيشـ ـ ي اليومي لألس ــرة‪ ،‬والتي‬
‫تعتبر جزءا من البرنــامج اليومي للمرأة بمنطقــة أزيالل‪ ،‬كبعض الزراعــات املعيش ـ ـ ـ ـيــة والرعي‪ ،‬وبعض‬
‫الحرف اليدوية خاصة النسيج الذي يمارس عادة في البيت‪.‬‬

‫وتكشـ ـ ـ ــف املعطيات اإلحصـ ـ ـ ــائية أن ‪ 2283‬منهن يشـ ـ ـ ــتغلن داخل البيت وال يمارسـ ـ ـ ــن أي مهنة‬
‫خارجية‪ ،‬و‪ 909‬يمتهن رعي املاش ـ ـ ــية‪ ،‬و‪ 810‬الزراعة‪ ،‬فيما تتوزع الباقيات على مهن هامش ـ ـ ــية مختلفة‬
‫كما يظهر في املبيان أدناه‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مهنة القاصر قبل الزواج‬

‫‪2283‬‬
‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬
‫‪909‬‬
‫‪810‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪597‬‬

‫‪500‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪0‬‬

‫يتضــح من ذلك أن القاص ـرات اللواتي يقبلن على هذا النوع من الزواج‪ ،‬أو اللواتي يتم تزويجهن‬
‫بهــذه الطريقــة ليس لهن في الغــالــب دخــل قــار‪ ،‬بمــا في ذلــك اللواتي تمــارسـ ـ ـ ــن الزراعــة والرعي وبعض‬
‫الحرف‪ ،‬حيث يكون نشـ ــاطهن في الغالب لفائدة العائلة وليس لحسـ ــابهن الخاص‪ ،‬وإذا أضـ ــيف إلى ما‬
‫سبق مستواهن التعليمي‪-‬كما سيتم تبيانه الحقا‪-‬ونضجهن الفكري‪ ،‬فإن كل هذه العوامل تساهم في‬
‫خلق حاضنة لفكرة الزواج املبكر‪ ،‬وتدفع القاصرات وذويهن إليه دفعا‪.‬‬

‫‪ ‬من يتولى اإلنفاق على القاصرقبل الزواج‬

‫اســتكماال للمعطيات املرتبطة بالوضــع االقتصــادي للقاص ـرات املتزوجات‪ ،‬يتبين أن أغلبهن كن‬
‫تحت نفقة الب لوحده‪ ،‬وهو ما يكشـ ـ ـ ــف عن طبيعة السـ ـ ـ ــر التي تنحدرن منها‪ ،‬والتي هي في الغالب‬
‫العم أسر تقليدية‪ ،‬تطغى على تفكيرها الصورة النمطية لألسرة والفتاة‪ ،‬ودورها في املجتمع‪.‬‬

‫وهكذا فقد بلغ عدد القاص ـ ـ ـرات اللواتي كن تحت نفقة الب لوحده ما مجموعه ‪ 1953‬قاصـ ـ ــر‬
‫بنسـ ـ ـ ــبة ‪ ،%79.39‬تليها اللواتي كن تحت نفقة شـ ـ ـ ــخص آخر‪ ،‬وغالبا ما يكون ذكرا آخر من العائلة‪،‬‬
‫فيأتي الخ في الدرجة الولى‪ ،‬ثم الجد‪ ،‬فالعم‪ ،‬فالخوال‪ ،‬بنسـ ـ ـ ــبة ‪ ،%15.04‬ثم الم بنسـ ـ ـ ــبة ‪،% 4.55‬‬
‫وأخيرا البوين معا بنسبة ال تتعدى‪.%1.02 :‬‬

‫‪106‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫اإلنفاق على البيت‬


‫األب‬
‫‪%79,39‬‬

‫األبوين معا‬
‫شخص آخر‬ ‫‪%1,02‬‬
‫األم‬
‫‪%15,04‬‬
‫‪%4,55‬‬

‫وتنعكس هذه القطبية الواحدة في اإلنفاق على الس ـ ــرة‪ ،‬والتي تميل لألب أس ـ ــاس ـ ــا‪ ،‬ثم غيره من‬
‫ذكور العائلة في املرتبة الثانية‪ ،‬والم أخيرا على مجمل القض ـ ـ ــايا الفكرية التي تص ـ ـ ــادف الس ـ ـ ــرة‪ ،‬ومن‬
‫جملتها فكرة تزويج الفتاة قاصرة‪ ،‬فيصبح الفكر السائد داخل السرة هو فكر الطرف املنفق‪ ،‬والذي‬
‫يصـ ـ ــبح بالنتيجة وبالتبعية فكر القاص ـ ــر نفس ـ ــها‪ ،‬فتترسـ ـ ــخ املفاهيم التقليدية والتمثالت الس ـ ــلبية‪،‬‬
‫والفكار املتجاوزة حول مهام الرجل واملرأة‪ ،‬وبالتالي يتم إنتاج نفس هذه القيم‪ ،‬الش ـ ـ ـ ـ يء الذي يؤدي‬
‫إلى إنتاج حلقة من املفاهيم االجتماعية والثقافية‪ ،‬بدايتها ومنتهاها شرعنة زواج القاصر‪.‬‬

‫ولعــل مــا يزيــد في تفــاقم هــذا الفكر هو أن أغلــب املنفقين ينتمون إلى فئــات اجتمــاعيــة هش ـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫ويتميزون بمسـ ــتوى ثقافي ضـ ــعيف‪ ،‬ويمارسـ ــون مهنا متواضـ ــعة نسـ ــبيا‪ ،‬وتتركز في نطاقات اجتماعية‬
‫تنتشر فيها الفكار والتمثالت التقليدية‪.‬‬

‫ومن خالل استقراء اإلحصائيات التي تم التوصل إليها يتبين أن املهن التي يزاولها آباء القاصرات‬
‫اللواتي كن موضوع هذه الدراسة تتوزع كاآلتي‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مهنة األب‬

‫‪828‬‬
‫‪900‬‬
‫‪800‬‬
‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫‪500‬‬
‫‪358‬‬
‫‪325‬‬
‫‪400‬‬
‫‪234‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪162‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪117‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪0‬‬

‫فالح‬ ‫بناء‬ ‫عامل‬ ‫مهنة أخرى‬ ‫مياوم‬ ‫تاجر‬ ‫متقاعد‬ ‫عسكري‬ ‫موظف‬

‫ومن خالل هذا املبيان يتبين أن حصـ ـ ــة السـ ـ ــد من هذه املهن تعود للفالحين بنسـ ـ ــبة ‪،%38.91‬‬
‫يليها البناؤون بنسـ ـ ــبة ‪ %16.82‬فالعمال بنسـ ـ ــبة ‪ ،% 15,27‬ثم فئة التجار بنسـ ـ ــبة تتجاوز بقليل ‪%5‬‬
‫فاملتقاعدون‪ ،‬فاملوظفون بنسبة أقل من ‪ %01‬بينما تتقاسم باقي املهن نسبة‪.%11 :‬‬

‫مهنة األب‬
‫عامل‬ ‫مياوم‬
‫‪%15,27‬‬ ‫‪%7,61‬‬
‫فالح‬
‫‪%38,91‬‬

‫بناء‬
‫‪%16,82‬‬

‫مهنة أخرى‬
‫‪%11,00‬‬ ‫عسكري‬
‫متقاعد‬ ‫موظف‬ ‫تاجر‬ ‫‪%1,32‬‬
‫‪%2,82‬‬ ‫‪%0,75‬‬ ‫‪%5,50‬‬

‫أما بالنسـ ـ ــبة لمهات القاص ـ ـ ـرات املتزوجات‪ ،‬فإن الفئة الغالبة ربات البيوت‪ ،‬ثم تليهن ممتهنات‬
‫الفالحة‪ ،‬فالعامالت املنزليات‪ ،‬فالحرفيات‪ ،‬وأخيرا املوظفات‪ ،‬وفق ما يظهر من املبيان التالي‪:‬‬

‫‪108‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مهنة األم‬

‫‪3000‬‬ ‫‪2103‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪0‬‬

‫ربة بيت‬ ‫مهن أخرى‬ ‫الفالحة‬ ‫عاملة منزلية‬ ‫حرفية‬ ‫موظفة‬

‫فتكون حصيلة توزيع كل ذلك حسب النسب املئوية هو‪:‬‬

‫مهنة األم‬

‫ربة بيت‬
‫‪%94,64‬‬

‫مهن أخرى‬
‫‪%2,16‬‬
‫الفالحة‬
‫موظفة‬ ‫حرفية‬ ‫عاملة منزلية‬ ‫‪%1,80‬‬
‫‪%0,09‬‬ ‫‪%0,36‬‬ ‫‪%0,95‬‬

‫غير أن امللفت في هذا الشـ ــأن هو مصـ ــادفة عدد من الحاالت التي شـ ــكلت فيها مهنة الب أو الم‬
‫اسـ ـ ـ ــتثناء‪ ،‬على اعتبار أن أصـ ـ ـ ــحاب تلك املهن يعتبرون مبدئيا من فئة املثقفين‪ :‬كاملوظفين‪ ،‬ورجال‬
‫التعليم‪ ،‬ورجال الدين‪ ،‬وقد أدرجت هذه الفئات في املبيان أعاله في خانتي موظف ومهن أخرى‪.‬‬

‫ولعل هذا املعطى يبين بشـ ـ ـ ــكل جلي أن فكرة زواج القاصـ ـ ـ ــر ليس ـ ـ ـ ــت حكرا على فئة اجتماعية‬
‫بعينها‪ ،‬ولكنها تمس كل الشرائح االجتماعية‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ومن خالل التمعن في املعطيات السـ ـ ـ ــابق تحليلها يظهر الثر البالغ للهشـ ـ ـ ــاشـ ـ ـ ــة االقتصـ ـ ـ ــادية‬
‫لألسـ ـ ـ ــر‪ ،‬ولعــدم تمكين املرأة من وس ـ ـ ـ ــائــل إنتــاج تضـ ـ ـ ــمن اسـ ـ ـ ــتقاللهــا املـالي على تفش ـ ـ ـ ـ ي ظــاهرة زواج‬
‫القاص ـ ـ ـرات‪ ،‬من خالل االنصـ ـ ــياع شـ ـ ــبه التام للفكر املسـ ـ ــيطر على السـ ـ ــرة‪ ،‬أال وهو فكر من يمتلك‬
‫املوارد االقتصـ ـ ـ ــادية الخاصـ ـ ـ ــة بالسـ ـ ـ ــرة‪ ،‬ويتحكم في توزيعها من خالل اإلنفاق‪ ،‬وتوفير املسـ ـ ـ ــتلزمات‬
‫الضرورية‪ ،‬وهو ما يظهر أكثر من خالل تحليل الوسط االجتماعي للقاصرات موضوع الدراسة‪.‬‬

‫‪ 2- 1‬الوسط االجتماعي‬
‫يشـ ـ ــكل الوسـ ـ ــط االجتماعي الذي تعيش فيه القاصـ ـ ــر املقبلة على الزواج‪-‬إلى جانب الوضـ ـ ــع‬
‫االقتصادي‪ -‬أهم العوامل املؤثرة في القرار املتخذ بتزويج القاصر‪.‬‬

‫واس ــتحض ــارا لهذا املعطى فقد تم التركيز في الدراس ــة على تحليل بنية الس ــر التي تنحدر منها‬
‫القاص ـ ـرات اللواتي تم اس ـ ــتجوابهن للوقوف على ظروف نش ـ ــأتهن‪ ،‬وعدد أفراد الس ـ ــرة من خالل بيان‬
‫عدد اإلخوة‪ ،‬ملا لذلك من أهمية في تحديد التكاليف االقتصــادية التي تتحملها الســرة‪ ،‬وكذا الوقوف‬
‫على كيفية تسيير شؤونها من خالل دراسة كيفية اتخاذ القرار داخلها‪ ،‬ثم املستوى التعليمي للقاصر‬
‫وباقي أفراد أسرتها‪ ،‬على اعتبار أن التعليم هو املدخل الول في مكافحة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ 1 -2- 1‬ظروف العيش‬

‫بعد الوقوف على تركيبة الس ـ ـ ــر التي نش ـ ـ ــأت فيها القاص ـ ـ ـرات موض ـ ـ ــوع هذه الدراس ـ ـ ــة تبين أن‬
‫غالبيتهن نش ـ ـ ــأن في كنف والديهن معا‪ ،‬وأن عددا قليال منهن نش ـ ـ ــأن إما في كنف أحد الوالدين‪ ،‬أو في‬
‫كنف شخص آخر‪.‬‬

‫وقد تم توزيع القاصرات املستجوبات من حيث تنشئتهن وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ظروف عيش القاصر قبل الزواج‬


‫‪2500‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪51‬‬


‫‪0‬‬
‫تعيش في كنف والديها‬ ‫تعيش في كنف أمها‬ ‫تعيش في كنف أبيها‬ ‫تعيش في كنف شخص‬
‫آخر‬

‫ومن خالل ما سـ ـ ـ ــبق يتبين أن عدد القاص ـ ـ ـ ـرات اللواتي عشـ ـ ـ ــن في كنف والديهما معا بلغ ما‬
‫مجموعه ‪ 2021‬فتاة‪ ،‬ثم ‪ 152‬منهن عش ــن في كنف أمهاتهن‪ ،‬مقابل ‪ 76‬قاصـ ــر فقط عاش ــت في كنف‬
‫أبيها فقط‪ ،‬و‪ 51‬فتاة عاشت في كنف شخص آخر‪.‬‬

‫ويدل هذا املعطى على أن أغلبهن يعشــن في حالة اســتقرار أســري‪ ،‬وهو ما يظهر بوضــوح أكثر‬
‫من مقارنة نس ــب الس ــر املتماس ــكة بنس ــب الس ــر التي عانت من وفاة أحد البوين‪ ،‬أو من الطالق أو‬
‫الهجر‪ ،‬وهو ما سيتم توضيحه فيما يلي‪.‬‬

‫ظروف عيش القاصر قبل الزواج‬

‫تعيش في كنف والديها‬


‫‪%87,87‬‬

‫تعيش في كنف شخص‬


‫آخر‬ ‫تعيش في كنف أبيها‬ ‫تعيش في كنف أمها‬
‫‪%2,22‬‬ ‫‪%3,30‬‬ ‫‪%6,61‬‬

‫‪111‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2- 2- 1‬الوضعية االجتماعية لألسرة‬

‫من خالل التحليل الدقيق للمعطيات اإلحص ـ ــائية املس ـ ــتقاة من الدراس ـ ــة امليدانية‪ ،‬تبين أن‬
‫أغلب القاص ـرات املتزوجات موض ــوع الدراس ــة ينحدرن من أس ــر متماس ــكة بنس ــبة (‪ ،)%86.99‬بينما‬
‫اللواتي ينحدرن من أســرة توفي أحد أبويها ال تتعدى ‪ ،% 13.01‬فيما انحصــرت نســبة اللواتي ينحدرن‬
‫من أســر شــهدت طالقا في ‪ ،%1.92‬والتي تعاني من هجر أحد الوالدين لم تتجاوز نســبة ‪ ،% 0,32‬كما‬
‫شــكلت نســبة الالئي ينحدرن من أســر يعاني أحد البوين فيها من إعاقة نســبة ‪ ،% 1,30‬وهو ما يظهر‬
‫من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪2251‬‬ ‫‪2289‬‬ ‫‪2265‬‬


‫‪2500‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2024‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪299‬‬ ‫‪271‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪0‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬

‫متماسكة‬ ‫تعاني اليتم‬ ‫تعاني الطالق‬ ‫تعاني من الهجر‬ ‫تعاني من إعاقة أحد‬
‫األبوين‬

‫ويثبت هذا املؤشــر أن أغلب القاص ـرات املتزوجات يعشــن في ظروف عائلية مســتقرة ومطمئنة‪.‬‬
‫مما يسـتنتج منه أن التفكك السـري ليس من السـباب السـاسـية الدافعة لزواج القاصـر‪ ،‬وبالتالي أن‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصـ ـ ــادية وحدها ليسـ ـ ــت الدافع لهذه الظاهرة‪ ،‬بل تعد السـ ـ ــباب الثقافية‬
‫الدافع الكبر لتفش ي هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ 3- 2- 1‬عدد األوالد داخل األسرة‬

‫تبين اإلحص ــائيات املس ــتخلص ــة من الدراس ــة أن الس ــر التي تعرف ارتفاعا في عدد أفرادها‪ ،‬هي‬
‫التي سجلت أكبر النسب في عدد القاصرات املتزوجات‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫فبعد البحث في عدد أوالد السرة‪ 101‬وتقسيمها إلى الفئات الخمس التالية‪:‬‬

‫‪ ‬السر التي أنجبت ما بين ‪ 01‬و ‪ 03‬أوالد؛‬


‫‪ ‬السر التي أنجبت ما بين ‪ 04‬و ‪ 05‬أوالد ؛‬
‫‪ ‬السر التي أنجبت ما بين ‪ 06‬و ‪ 08‬أوالد ؛‬
‫‪ ‬السر التي أنجبت ما بين ‪ 09‬و ‪ 10‬أوالد ؛‬
‫‪ ‬السر التي أنجبت أكثر من ‪ 10‬أوالد ‪102‬؛‬

‫تبين أن عدد القاص ـ ـ ـ ـرات اللواتي ينتمين إلى أسـ ـ ـ ــر لها ثالثة أوالد أو أقل هن أقل تعرضـ ـ ـ ــا لهذا‬
‫الزواج‪ ،‬فهن ال يشكلن سوى ‪ %10‬من مجموع املستجوبات البالغ عددهن ‪.2300‬‬

‫أما السـ ــر التي شـ ــهدت والدات أكثر فقد ارتفعت النسـ ــب فيها بشـ ــكل كبير‪ ،‬فشـ ــكلت ‪ %90‬من‬
‫مجموع أسر املستجوبات موزعة كما هو مبين في الرسم البياني‪.‬‬
‫عدد اإلخوة‬
‫من ‪ 6‬إلى ‪8‬‬
‫من ‪ 4‬إلى ‪5‬‬ ‫‪%40‬‬
‫‪%41‬‬

‫من ‪ 1‬الى ‪3‬‬ ‫من ‪ 9‬إلى ‪10‬‬


‫‪%10‬‬ ‫‪%7‬‬
‫أكثر من ‪10‬‬
‫‪%2‬‬

‫كما تبين أن الس ـ ـ ــر التي تعرف ارتفاعا في عدد اإلناث ض ـ ـ ــمن أفرادها‪ ،‬تعرف ارتفاعا في نس ـ ـ ــب‬
‫هذه الظاهرة‪ ،‬خالفا لألسـ ــر التي يكون عدد أوالدها متسـ ــاوون ذكورا وإناثا‪ ،‬أو يكون فيها عدد الذكور‬

‫‪ 101‬تجدر اإلشارة إلى أن املقصود بعدد اإلخوة في االستمارة املعتمدة في الدراسة هو عدد أوالد السرة بمن فيهم القاصر املستجوبة نفسها‪.‬‬
‫‪ 102‬يالحظ أن عدد السر التي لها أكثر من ‪ 08‬أوالد هي القل عددا‪ ،‬وذلك راجع إلى التوجه العام الذي يشهد انخفاضا في نسبة الوالدات لدى السر‪ ،‬وإن كان ما زال لم يصل إلى الحد‬
‫املتوخى‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أكبر من عدد اإلناث‪ ،‬إذ تراوحت نســبة القاصـرات املنتميات إلى تلك الســر بين‪ :‬أكثر من ‪ ،%52‬وأكثر‬
‫من ‪ %66‬في كل الفئات‪ ،‬موزعة بالتفصيل أدناه‪:‬‬

‫عدد اإلخوة‬
‫‪600‬‬ ‫‪543‬‬
‫‪502‬‬
‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪258‬‬
‫‪300‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪178‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪104‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪49‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫متساو‬

‫متساو‬

‫متساو‬

‫متساو‬

‫متساو‬
‫االناث‬

‫االناث‬

‫االناث‬

‫االناث‬

‫االناث‬
‫الذكور‬

‫الذكور‬

‫الذكور‬

‫الذكور‬
‫الذكور‬

‫من ‪ 1‬الى ‪3‬‬ ‫من ‪ 4‬إلى ‪5‬‬ ‫من ‪ 6‬إلى ‪8‬‬ ‫من ‪ 9‬إلى ‪10‬‬ ‫أكثر من ‪10‬‬

‫‪ 4 -2- 1‬املستوى التعليمي لألسرة‬

‫لقد أظهرت املمارسـ ـ ــة اليومية في تدبير ملفات زواج القاص ـ ـ ـرات‪ ،‬أن املسـ ـ ــتوى التعليمي ودرجة‬
‫تطور وعي أولياء هذه الفئة له أهمية كبرى في اتخاذ قرار تزويج القاصر‪.‬‬

‫لــذا تم التركيز في الــدراس ـ ـ ـ ــة امليــدانيــة على البحــث في هــذا املعطى بــاهتمــام بــالغ‪ ،‬للكشـ ـ ـ ــف عنـه‬
‫بشكل علمي إحصائي دقيق‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ثبت أن أغلب الفتيات املسـ ــتجوبات ينحدرن من أسـ ــرة يغلب عليها طابع المية‪،‬‬
‫إذ أن نس ـ ـ ـ ـبــة القــاص ـ ـ ـ ـرات املتزوجــات املنحــدرات من أب متعلم ال تتعــدى‪ ،%28 :‬فيمــا تنخفض هــذه‬
‫النسـ ـ ـ ــبة بالنسـ ـ ـ ــبة لألم إلى ‪ .%06‬في حين أن نسـ ـ ـ ــبة المية لدى أبوي القاص ـ ـ ـ ـرات تراوحت بين‪%72 :‬‬
‫بالنسبة لآلباء‪ ،‬و‪ %94‬بالنسبة لألمهات‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫نسبة تعليم األمهات‬ ‫نسبة تعليم األباء‬


‫نعم‬ ‫نعم‬
‫‪%6‬‬ ‫‪%28‬‬

‫ال‬
‫ال‬ ‫‪%72‬‬
‫‪%94‬‬

‫أما بالنسبة لباقي أفراد السرة من الوالد فإن ‪ %73‬فقط من أبنائها ولجوا املدرسة‪ ،‬بينما ‪%25‬‬
‫من تلك الس ـ ــر ولج بعض أبنائها املدرس ـ ــة دون البعض اآلخر‪ ،‬بينما ‪ %02‬منها لم يحظ أي من أبنائها‬
‫بأي قسط من التعليم‪.‬‬

‫املستوى التعليمي لإلخوة‬


‫البعض فقط‬
‫‪%25‬‬

‫ال‬
‫‪%2‬‬
‫نعم‬
‫‪%73‬‬

‫وهذا ما يؤكد بامللموس فرضية العالقة العكسية بين مستوى التعليم سواء لدى السر أو لدى‬
‫القاصـ ـرات املتزوجات أنفس ــهن‪ ،‬إذ كلما ارتفع املس ــتوى التعليمي لدى جميع الطراف إال وانخفض ــت‬
‫احتمالية وقوع الزواج املبكر بين أفرادها‪ ،‬وكلما انخفض مس ــتواهم التعليمي إال وارتفعت بالض ــرورة‬
‫نس ـ ـ ــبة احتمال حص ـ ـ ــول هذا النوع من الزواج بينهم‪ ،‬فكما تم بس ـ ـ ــطه فإن أغلب القاص ـ ـ ـرات اللواتي‬
‫تزوجن يعد آباؤهن وأمهاتهن غير متمدرس ـ ــين‪ ،‬وبالتالي يغيب لديهم املس ـ ــتوى الثقافي والوعي الكافيين‬
‫للحيلولة دون املوافقة على زواج القاصر‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أما ما تم الوقوف عليه من نســبة تمدرس إخوة القاص ـرات املســتجوبات‪ ،‬فبلغ ‪ %72‬وهي نســبة‬
‫ال تأثير لها على املســتوى العام لزواج القاصــر‪ ،‬إذا لم يكن لهؤالء اإلخوة دور في تســيير شــؤون الســرة‬
‫خاصة فيما يتعلق بمواردها املالية‪ ،‬أو كانوا من بين متخذي القرار في البيت كما سيتم بسطه الحقا‪.‬‬

‫‪ 5- 2- 1‬متخـذ القرارفي البيت‬

‫لقد بينت الدراس ـ ـ ــة امليدانية أن أغلب الس ـ ـ ــر التي تقدم على تزويج بناتها وهن قاص ـ ـ ـرات يكون‬
‫متخذ القرار فيها شخص واحد‪ ،‬وغالبا ما يكون هو املسؤول عن اإلنفاق على السرة وتسيير شؤونها‪،‬‬
‫ويــأتي في مقــدمتهم الب‪ ،‬ف ـالم‪ ،‬فــالب والم معــا‪ ،‬ثم شـ ـ ـ ــخص آخر غيرهمــا‪ ،‬وغــالبــا مــا يكون هو الخ‬
‫الكبر‪ ،‬أو الجد‪ ،‬أو العم‪ .‬بينما السر التي يتشارك أفرادها في اتخاذ القرار تأتي في املرتبة الخيرة‪ ،‬وهو‬
‫ما يوضحه املبيان التالي‪:‬‬

‫متخذ القرارفي البيت‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪1706‬‬

‫‪500‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪0‬‬
‫األب‬ ‫األم‬ ‫هما معا‬ ‫شخص آخر‬ ‫بشكل تشاركي‬

‫ويظهر المر أكثر وضوحا من خالل الربط بين نسب متخذي القرار في املنزل‪ ،‬وبين من يتولى‬
‫اإلنفاق على السرة‪ ،‬فيصبح نتاج ذلك ما يلي‪:‬‬
‫متخذ القرارفي البيت‬
‫اإلنفاق في البيت‬
‫األب‬ ‫األب‬
‫‪%74,30‬‬ ‫‪%79,39‬‬

‫بشكل تشاركي‬ ‫األم‬ ‫األم‬


‫شخص آخر ‪%2,57‬‬ ‫هما معا‬ ‫‪%8,10‬‬ ‫شخص آخر‬ ‫األبوين معا‬ ‫‪%4,55‬‬
‫‪%6,93‬‬ ‫‪%8,10‬‬ ‫‪%15,04‬‬ ‫‪%1,02‬‬

‫‪116‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ويتض ـ ـ ــح من هذه املعطيات أن أكثر من ‪ %79‬من اآلباء يتولون اإلنفاق على الس ـ ـ ــرة‪ ،‬فيما أكثر‬
‫من ‪ %74‬منهم يس ـ ــتفرد بتس ـ ــيير ش ـ ــؤون الس ـ ــرة‪ ،‬ويتخذ القرارات الالزمة في البيت‪ .‬في حين أن نسـ ــبة‬
‫المهات ربات السـ ـ ـ ــر بلغت ‪ % 8,10‬في مقابل ‪ % 4,55‬من نسـ ـ ـ ــب املنفقات عليها‪ .103‬أما الشـ ـ ـ ــخاص‬
‫اآلخرين الذين يتخذون القرار في املنزل فنسـ ـ ـ ــبتهم وصـ ـ ـ ــلت إلى ‪ ،% 6,93‬في مقابل نسـ ـ ـ ــبة إنفاق بلغت‬
‫‪ ،% 15,04‬الش يء الذي يظهر العالقة التناسبية بين صاحب السلطة في املنزل‪ ،‬واملتحكم في مواردها‪.‬‬

‫أما التفاوت الحاصــل نســبيا في نســب املقارنة‪ ،‬فإنه راجع بالســاس إلى عناصــر موضــوعية أهمها‬
‫الهجرة الكثيفة التي تعرفها املنطقة‪ ،‬مما يضـطر أرباب السـر معه إلى تفويض أشـخاص آخرين سـواء‬
‫كن المهات‪ ،‬أو غيرهن في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪ 3- 1‬الوضع الدراس ي‬
‫يشكل التعليم املدخل الساس ي ملحاربة الزواج املبكر‪ ،‬لذا تم التركيز بشكل كبير على املعطيات‬
‫اإلحصائية الخاصة بهذا املوضوع‪ ،‬من خالل بيان‪:‬‬

‫‪-‬املستوى التعليمي للقاصرات املستجوبات؛‬

‫‪-‬أسباب انقطاعهن عن الدراسة؛‬

‫‪-‬مدى استفادتهن من برامج دعم التعليم‪.‬‬

‫‪ 103‬حسب املسح الوطني حول السكان وصحة السرة‪ 2018 -‬املجرى من قبل وزارة الصحة‪ ،‬املتعلق التوزيع النسبي لألسر املعيشية حسب نوع رب السرة ومتوسط عدد أفرادها ووسط‬
‫اإلقامة‪ ،‬يتضح أن الغالبية العظمى من السر املغربية يرأسها رجل بنسبة بلغت ‪ % 84,6‬مقابل ‪ % 15,4‬فقط ترأسها امرأة‪ ،‬ومقارنة مع بيانات مسح ‪ 2011‬يالحظ أن النسب لم تتغير‬
‫بشكل ملحوظ حيث بلغت ‪ % 4.83‬من السر يرأسها رجل و‪ % 16,4‬ترأسها امرأة‪ ،‬كما يالحظ أن عدد أكبر من السر في الوسط الحضري ترأسها نساء مقارنة بالوسط القروي‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 1 -3- 1‬املستوى الدراس ي‬

‫تبين من خالل نتائج الدراس ــة أن املس ــتوى التعليمي للقاص ــر له تأثير بالغ على اتخاذ قرار تزويج‬
‫أفراد العينة التي أجري عليها البحث‪ ،‬إذ كشفت الدراسة على املعطيات اإلحصائية التالية‪:‬‬

‫املستوى التعليمي للقاصرات املستجوبات‬

‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫إعدادي‬ ‫ابتدائي‬ ‫كتاب‪/‬تعليم أولي‬ ‫لم يسبق لهن التمدرس‬

‫‪04‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪416‬‬ ‫‪1473‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪304‬‬

‫ومن خالل املعطيات املفصــلة في الرســم البياني التالي املتعلق بنســبة تمدرس القاصــر‪ ،‬يتبين أن‬
‫القاصرات املحرومات من حقهن الطبيعي والدستوري في التعليم سواء الالئي لم يلجن املدرسة قط‪،‬‬
‫أو الالئي انقطعن عن الدراسة هن الكثر عرضة للزواج املبكر‪ ،‬إذ أن نسبة هؤالء من بين القاصرات‬
‫املسـ ـ ـ ــتجوب ــات بلغ ــت‪ ،% 99,63 :‬منهن ‪ % 13,22‬لم يسـ ـ ـ ــبق لهن التم ــدرس‪ % 86,43 ،‬انقطعن عن‬
‫الدراسة‪ ،‬فيما القاصرات اللواتي تزوجن وهن ما زلن يتابعن دراستهن لم تتجاوز نسبتهن ‪.% 0 ,35‬‬

‫نسبة تمدرس القاصر‬


‫منقطعة عن الدراسة‬
‫‪%86,43‬‬

‫لم يسبق لها التمدرس‬


‫‪%13,22‬‬
‫الزالت تتابع دراستها‬
‫‪%0,35‬‬

‫وتدل هذه النتائج على أنه كلما انخفض املس ــتوى التعليمي للفتاة‪ ،‬كلما س ــاعد ذلك على ازدياد‬
‫فرص تزويجها مبكرا‪ ،‬وكلما مكنت من حقها في التعليم كلما زاد مستوى الوعي لديها‪ ،‬وإدراكها ملخاطر‬
‫هذا النوع من الزيجات‪ ،‬وتوجهت بوص ـ ــلة اهتماماتها نحو العمل على بناء مس ـ ــتقبل أفض ـ ــل‪ ،‬وبالتالي‬

‫‪118‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫قل ــت فرص تزويجه ــا‪ ،‬وذل ــك مل ــا للتعليم من أثر في توعي ــة الفت ــاة ورفع مسـ ـ ـ ــتوى تفكيره ــا‪ ،‬وتوسـ ـ ـ ــيع‬
‫مداركها‪ ،‬وجعلها أكثر استقاللية‪ ،‬وقدرة على اتخاذ القرارات السليمة التي تخص حياتها االجتماعية‪.‬‬

‫ويفضـ ـ ي هذا التحليل إلى التس ــليم بأن محاربة الهدر املدرسـ ـ ي‪ ،‬وتمكين الفتاة ‪-‬إلى جانب الفتى‪-‬‬
‫من التعليم هو الحصن الول الذي يقي الطفالت من هذه الظاهرة‪.‬‬

‫مستوى االنقطاع عن الدراسة‬


‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪1473‬‬ ‫‪416‬‬
‫‪500‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0‬‬
‫ابتدائي‬ ‫إعدادي‬ ‫ثانوي‬ ‫كتاب‪/‬أولي‬ ‫جامعي‬

‫املستوى التعليمي للقاصرات اللواتي سبق لهن التمدرس‬

‫ابتدائي‬
‫‪%74,09‬‬

‫كتاب‪/‬أولي‬ ‫إعدادي‬
‫‪%0,60‬‬ ‫‪%20,93‬‬

‫جامعي‬ ‫ثانوي‬
‫‪%0,20‬‬ ‫‪%4,18‬‬

‫واقتناعا بهذا المر عملت رئاس ـ ـ ــة النيابة العامة كما س ـ ـ ــلف بتاريخ ‪ 01‬مارس ‪ 2020‬على توقيع‬
‫اتفــاقيــة إطــار للش ـ ـ ـ ـراكــة والتعــاون مع وزارة التربيــة الوطنيــة والتكوين املنهي والتعليم العــالي والبحــث‬
‫العلمي في مجال إلزامية التعليم الســاس ـ ي من أجل الحد من الهدر املدرس ـ ي للوقاية من زواج القاصــر‬
‫تنفيذا إلعالن مراكش ‪ ،2020‬والتي تروم القضـ ــاء على السـ ــباب املؤدية إلى الهدر املدرسـ ـ ي‪ ،‬من خالل‬
‫تظ ــافر جهود الني ــاب ــات الع ــام ــة ب ــاملح ــاكم‪ ،‬و الك ــاديمي ــات الجهوي ــة للتربي ــة الوطني ــة والتكوين املنهي‬
‫والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬وتعبئة مواردهما‪ ،‬وتوحيد اس ــتراتيجياتهما في هذا الص ــدد‪ ،‬وكل ذلك‬

‫‪119‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫بعدما تم الوقوف بش ـ ــكل جلي على أن أغلب حاالت الهدر املدرسـ ـ ـ ي تقف وراءها أس ـ ــباب موض ـ ــوعية‬
‫ذات طابع اقتصادي واجتماعي‪ ،‬وهو ما أكدته الدراسة الحالية‪.‬‬

‫‪ 2- 3- 1‬أسباب االنقطاع عن الدراسة‬

‫لقد ثبت من خالل املعطيات املرص ــودة أن هناك عالقة عكس ــية بين تطور مس ــتوى التعليم‬
‫والخدمات التعليمية‪ ،‬وزواج القاص ـ ـ ـ ـرات‪ ،‬فكلما ارتفع الول انخفض الثاني‪ ،‬وكلما ارتفعت نس ـ ـ ـ ــب‬
‫الهدر املدرس ي إال وصاحبه ارتفاع في نسب زواج الطفالت‪ ،‬لذلك هدفت الدراسة امليدانية إلى البحث‬
‫في أســباب مغادرة الطفالت املتزوجات املســتجوبات ملقاعد الدراســة‪ ،104‬فكانت محصــلة أجوبتهن كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ 104‬يالحظ أن عدد السباب املحصية في املبيان التفصيلي لسباب االنقطاع عن الدراسة تفوق عدد الحاالت املستجوبة‪ ،‬وذلك راجع التحاد مجموعة من السباب التي تدفع بالقاصر‬
‫إلى مغادرة مقاعد الدراسة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪0‬‬
‫‪100‬‬
‫‪200‬‬
‫‪300‬‬
‫‪400‬‬
‫‪500‬‬
‫‪600‬‬
‫‪700‬‬
‫‪800‬‬
‫‪900‬‬

‫انعدام النقل المدرسي‬


‫‪833‬‬

‫عدم وجود المؤسسة التعليمية بمنطقتها مما يحتم عليها‬


‫‪808‬‬

‫االنتقال إلـى جماعة أخرى‬

‫عدم الرغبة في إتمام دراستها‬


‫‪720‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫عدم القدرة على تحمل تكاليف الدراسة بجماعة أخرى‬


‫‪625‬‬

‫عدم االستفادة من اإليواء المدرسي‬


‫‪366‬‬

‫مخاوف أمنية‬
‫‪202‬‬

‫رفض العائلة إلتمامها دراستها‬


‫‪156‬‬

‫‪121‬‬
‫اضطرارها لإلعتناء بأسرتها‬
‫‪107‬‬
‫‪73‬‬

‫بسبب الزواج‬
‫أسباب انقطاع القاصر عن الدراسة‬

‫‪7‬‬

‫اليتم‬
‫‪6‬‬

‫العنف المدرسي‬
‫‪3‬‬

‫التحرش الجنسي‬
‫‪3‬‬

‫عدم منحها االنتقال لمؤسسة أقرب‬


‫‪1‬‬

‫كثرة غياب األساتذة وطلبهم منها عدم االلتحاق بالدراسة‬


‫‪1‬‬

‫أسباب صحية‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫يسـ ــتنتج أن السـ ــبب السـ ــاس ـ ـ ي في مغادرة الطفالت ملقاعد الدراسـ ــة‪ ،‬ليسـ ــقطن فريسـ ــة الزواج‬
‫املبكر‪ ،‬يرجع أسـ ــاسـ ــا لعدم اس ــتفادتهن من خدمات تعليمية مالئمة‪ ،‬إذ ظهر من خالل اإلحصـ ــائيات‬
‫املبينة أعاله أن أهم سـ ــبب في الهدر املدرس ـ ـ ي هو عدم القدرة على الوصـ ــول إلى املؤس ـ ـسـ ــة التعليمية‬
‫لسباب مادية صرفة إما بسبب‪:‬‬

‫‪ ‬عدم توفر املنطقة التي تقطن بها القاصر على خدمات النقل املدرس ي‪ ،‬أو عدم االستفادة‬
‫منها الذي حل في الرتبة الولى بين أسباب االنقطاع ب ‪ 833‬حالة؛‬
‫‪ ‬عدم وجود املؤس ـســة التعليمية بمنطقتها مما يحتم عليها االنتقال إل ـ ـ ـ ـ ــى جماعة أخرى ب‬
‫‪ 808‬حالة؛‬
‫‪ ‬عــدم القــدرة على تحمــل تكــاليف الــدراس ـ ـ ـ ــة بجمــاعــة أخرى غير الجمــاعــة التي تقطن بهــا‬
‫القاصر ب ‪ 625‬حالة؛‬
‫‪ ‬عدم االستفادة من خدمات اإليواء املدرس ي ب ‪ 366‬حالة؛‬

‫أسباب مادية‬
‫عدم وجود المؤسسة التعليمية بمنطقتها مما‬ ‫عدم القدرة على تحمل‬
‫يحتم عليها االنتقال إلـى جماعة أخرى‬
‫تكاليف الدراسة بجماعة‬
‫‪%30,70‬‬
‫أخرى‬
‫‪%23,75‬‬

‫عدم االستفادة من اإليواء‬


‫انعدام النقل المدرسي‬ ‫المدرسي‬
‫‪%31,65‬‬ ‫‪%13,91‬‬

‫أما السـ ـ ـ ــباب الذاتية أو الشـ ـ ـ ــخصـ ـ ـ ــية‪ 105‬التي تدفع الفتيات إلى مغادرة مقاعد الدراسـ ـ ـ ــة فقد‬
‫توزعت بين‪:‬‬

‫‪ ‬عدم الرغبة في الدراسة ب ‪ 720‬حالة؛‬

‫‪ 105‬أدرج عاملي عدم منحها االنتقال إلى مؤسسة أقرب‪ ،‬وكثرة غياب الساتذة بالظروف الشخصية‪ ،‬نظرا لكون السببين وإن كانا مرتبطين باملنظومة التعليمية إال أنه يمكن التغلب‬
‫عليهما دون الحاجة إلى مغادرة الدراسة من خالل برامج دعم التمدرس‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مخاوف أمنية ب ‪ 202‬حالة؛‬ ‫‪‬‬


‫رفض العائلة إلتمام دراستها ‪ 156‬حالة؛‬ ‫‪‬‬
‫اضطرار القاصر لالعتناء بعائلتها ‪ 107‬حاالت؛‬ ‫‪‬‬
‫بسبب الزواج ب ‪ 73‬حالة؛‬ ‫‪‬‬
‫اليتم ب ‪ 09‬حاالت؛‬ ‫‪‬‬
‫العنف املدرس ي ب ‪ 06‬حاالت؛‬ ‫‪‬‬
‫التحرش الجنس ي ب ‪03‬؛‬ ‫‪‬‬
‫عدم منحها االنتقال ملؤسسة أقرب ب ‪ 03‬حاالت؛‬ ‫‪‬‬
‫كثرة غياب الساتذة وطلبهم منها عدم االلتحاق باملدرسة حالة واحدة؛‬ ‫‪‬‬
‫أسباب صحية بحالة واحدة؛‬ ‫‪‬‬

‫أسباب ذاتية شخصية لالنقطاع عن الدراسة‬

‫‪123‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أسباب االنقطاع عن الدراسة‬ ‫أسباب االنقطاع عن الدراسة‬

‫أما توزيع تلك السباب بنسبة مئوية فقذ أنتجت النسب التالية‪:‬‬

‫أسباب انقطاع القاصر عن الدراسة‬


‫كثرة غياب األستاذ وطلبهم منها‬
‫عدم االلتحاق بالدراسة‬ ‫اليتم التحرش الجنسي‬
‫‪%0,03‬‬ ‫العنف المدرسي ‪%0,08 %0,23‬‬
‫أسباب صحية‬ ‫‪%0,15‬‬ ‫بسبب الزواج‬
‫‪%0,03‬‬ ‫‪%1,87‬‬
‫اضطرارها لإلعتناء بأسرتها‬
‫عدم منحها االنتقال لمؤسسة‬
‫‪%2,73‬‬
‫أقرب‬
‫‪%0,08‬‬ ‫رفض العائلة إلتمامها دراستها‬
‫‪%3,99‬‬
‫انعدام النقل المدرسي‬
‫‪%21,29‬‬ ‫مخاوف أمنية‬
‫‪%5,16‬‬

‫عدم اإلستفادة‬
‫من اإليواء‬
‫المدرسي‬
‫‪%9,35‬‬

‫عدم وجود المؤسسة التعليمية‬ ‫عدم القدرة على تحمل تكاليف‬


‫بمنطقتها مما يحتم عليها االنتقال‬ ‫الدراسة بجماعة أخرى‬
‫إلى جماعة أخرى‬ ‫‪%15,97‬‬
‫‪%20,65‬‬

‫عدم الرغبة في إتمام دراستها‬


‫‪%18,40‬‬

‫وتؤكد هذه املعطيات اإلحصـ ـ ـ ــائية أن توفير الخدمات التعليمة املناسـ ـ ـ ــبة‪ ،‬أو التي تدعم تعليم‬
‫الفتيات‪ ،‬خاصة خدمتي اإليواء والنقل املدرسيين‪ ،‬كفيل ‪-‬ولحد كبير جدا‪ -‬بالحد من الهدر املدرس ي‪،‬‬
‫وبالتالي الحد من ظاهرة زواج القاص ـ ـرات‪ ،‬خاص ـ ــة إذا تم اس ـ ــتحض ـ ـار بعد املس ـ ــافة بين املؤس ـ ـسـ ــات‬
‫التعليمية ومقرات سكن القاصرات‪ ،‬والذي توضحه اإلحصائيات التالية‪:‬‬

‫‪124‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املسافة إلى أقرب مؤسسة تعليمية أو للتكوين املنهي أو دار الطالبة أو النادي النسوي‬
‫‪1600‬‬

‫‪1467‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪1130‬‬

‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪801‬‬

‫‪774‬‬
‫‪774‬‬
‫‪758‬‬
‫‪800‬‬

‫‪689‬‬

‫‪647‬‬
‫‪641‬‬
‫‪572‬‬

‫‪600‬‬

‫‪428‬‬
‫‪396‬‬
‫‪400‬‬

‫‪336‬‬

‫‪308‬‬
‫‪249‬‬
‫‪239‬‬
‫‪235‬‬

‫‪229‬‬
‫‪183‬‬

‫‪148‬‬
‫‪145‬‬
‫‪140‬‬

‫‪200‬‬
‫‪139‬‬

‫‪118‬‬
‫‪111‬‬

‫‪91‬‬

‫‪84‬‬
‫‪75‬‬

‫‪72‬‬
‫‪70‬‬

‫‪70‬‬

‫‪69‬‬
‫‪59‬‬

‫‪55‬‬
‫‪53‬‬

‫‪53‬‬
‫‪43‬‬

‫‪34‬‬
‫‪18‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫أقل من كيلومتر واحد‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬كلم‬ ‫من ‪ 2‬إلى ‪ 3‬كلم‬ ‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلم‬ ‫من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬كلم‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬كلم‬ ‫أكثر من ‪ 20‬كلم‬

‫إبتدائي‬ ‫إعدادي‬ ‫نادي نسوي‬ ‫دار الطالبة‬ ‫ثانوية‬ ‫تكوين مهني‬

‫‪125‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ويظهر مما سلف أنه على مستوى املدارس االبتدائية فإن‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة ‪ % 0,19‬من القاصرات يلزمهن قطع أكثر من ‪ 20‬كلم للوصول إلى أقرب مدرسة‬
‫ابتدائية إلى سكنهن؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 0,28‬منهن يلزمهن قطع ما بين ‪ 10‬و ‪ 20‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 8,58‬يقطعن ما بين ‪ 03‬و‪ 05‬كلم للوصول إلى أقرب مدرسة؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 11,20‬يقطعن ما بين ‪ 02‬إلى ‪ 03‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 26,80‬تفصلهن عن أقرب مدرسة مسافة تتراوح بين ‪ 01‬كلم وكيلومترين اثنين؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪% 52,95‬يقطعن مسافة أقل من كلم واحد؛‬

‫أقل من كيلومتر‬ ‫أقرب مدرسة ابتدائية‬


‫واحد‬
‫‪%52,95‬‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬كلم‬
‫‪%26,80‬‬

‫أكثر من ‪ 20‬كلم‬
‫‪%0,19‬‬

‫من ‪2‬إلى ‪ 3‬كلم‬


‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬كلم‬
‫‪%11,20‬‬
‫‪%0,28‬‬ ‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كلم‬ ‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلم‬
‫‪%0,00‬‬ ‫‪%8,58‬‬

‫أما على مستوى الثانويات اإلعدادية‪ ،‬فالنسب كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة ‪ % 21,65‬تبعد عنهن املؤسسة بأكثر من ‪ 20‬كلم؛‬


‫‪ ‬نسبة ‪ % 34,85‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 10‬و ‪ 20‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 17,00‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 05‬و ‪ 10‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 7,33‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 03‬و‪ 05‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 2,68‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 02‬إلى ‪ 03‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 04,60‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 01‬كلم وكيلومترين اثنين؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 11,89‬تبعد عنهن املؤسسة أقل من كلم واحد؛‬

‫‪126‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬كلم‬
‫أقرب ثانوية إعدادية‬ ‫‪%34,85‬‬
‫أكثر من ‪ 20‬كلم‬
‫‪%21,65‬‬

‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كلم‬


‫‪%17,00‬‬

‫أقل من كيلومتر واحد‬


‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلم‬ ‫من ‪2‬إلى ‪ 3‬كلم‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬كلم‬ ‫‪%11,89‬‬
‫‪%7,33‬‬ ‫‪%2,68‬‬ ‫‪%4,60‬‬

‫في حين تصبح النسب على مستوى الثانويات التأهيلية كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة ‪ % 35,80‬تفصلهن عن املؤسسة أكثر من ‪ 20‬كلم؛‬


‫‪ ‬نسبة ‪ % 35,80‬تفصلهن عن املؤسسة ما بين ‪ 10‬و ‪ 20‬كلم ؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 14,25‬تفصلهن عن املؤسسة ما بين ‪ 05‬و ‪ 10‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 3,33‬تفصلهن عن املؤسسة ما بين ‪ 03‬و‪ 05‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 2,45‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 02‬إلى ‪ 03‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 03,24‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 01‬كلم وكيلومترين اثنين؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 05,13‬تبعد عنهن املؤسسة أقل من كلم واحد‪.‬‬

‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬كلم‬


‫‪%35,80‬‬
‫أقرب ثانوية تأهيلية‬
‫أكثر من ‪ 20‬كلم‬
‫‪%35,80‬‬

‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كلم‬


‫‪%14,25‬‬ ‫أقل من كيلومتر واحد‬
‫‪%5,13‬‬

‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلم‬ ‫من ‪2‬إلى ‪ 3‬كلم‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬كلم‬


‫‪%3,33‬‬ ‫‪%2,45‬‬ ‫‪%3,24‬‬

‫وبالنسبة ألقرب دارطالبة فإن النسب تصبح كالتالي ‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة ‪ % 31,81‬تفصلهن عنها أكثر من ‪ 20‬كلم؛‬

‫‪127‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬نسبة ‪ % 36,53‬تفصلهن عنها ما بين ‪ 10‬و ‪ 20‬كلم؛‬


‫‪ ‬نسبة ‪ % 12,00‬تفصلهن عنها ما بين ‪ 05‬و ‪ 10‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 7,13‬تفصلهن عنها ما بين ‪ 03‬و‪ 05‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 2,84‬تبعد عنهن ما بين ‪ 02‬إلى ‪ 03‬كلم؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 03,61‬تبعد عنهن ما بين ‪ 01‬كلم وكيلومترين اثنين؛‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 06,70‬تبعد عنهن أقل من كلم واحد‪.‬‬

‫أقرب دارطالبة‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬كلم‬
‫‪%36,53‬‬
‫أكثر من ‪ 20‬كلم‬
‫‪%31,18‬‬

‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كلم‬


‫‪%12,00‬‬

‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلم‬ ‫أقل من كيلومتر واحد‬


‫من ‪2‬إلى ‪ 3‬كلم‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬كلم‬
‫‪%7,13‬‬ ‫‪%6,70‬‬
‫‪%2,84‬‬ ‫‪%3,61‬‬

‫أما فيما يخص مؤسسات التكوين املنهي فالنسب كانت كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬نسبة ‪ % 69,96‬تبعد عنهن املؤسسة أكثر من ‪ 20‬كلم؛‬


‫‪ ‬نسبة ‪ % 18,88‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 10‬و ‪ 20‬كلم‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 04,01‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 05‬و ‪ 10‬كلم‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 02,62‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 03‬و‪ 05‬كلم‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 01,62‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 02‬إلى ‪ 03‬كلم‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 02,05‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 01‬كلم وكيلومترين اثنين‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة ‪ % 00,86‬تبعد عنهن املؤسسة أقل من كلم واحد‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أقرب مؤسسة للتكوين املنهي‬

‫أكثر من ‪ 20‬كلم‬
‫‪%69,96‬‬

‫أقل من كيلومتر واحد‬


‫‪%0,86‬‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬كلم‬
‫‪%18,88‬‬
‫من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬كلم‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كلم‬ ‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلم‬ ‫من ‪2‬إلى ‪ 3‬كلم‬
‫‪%2,05‬‬
‫‪%4,01‬‬ ‫‪%2,62‬‬ ‫‪%1,62‬‬

‫أما املسافة عن أقرب نادي نسوي فسجلت النسب التالية‪:‬‬

‫نسبة ‪ % 38,73‬فصلهن عنه أكثر من ‪ 20‬كلم؛‬ ‫‪‬‬


‫نسبة ‪ % 31,00‬يفصلهن عنه ما بين ‪ 10‬و ‪ 20‬كلم؛‬ ‫‪‬‬
‫نسبة ‪ % 11,07‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 05‬و ‪ 10‬كلم؛‬ ‫‪‬‬
‫نسبة ‪ % 05,71‬يفصلهن عنها ما بين ‪ 03‬و‪ 05‬كلم؛‬ ‫‪‬‬
‫نسبة ‪ % 03,34‬تبعد عنهن املؤسسة ما بين ‪ 02‬إلى ‪ 03‬كلم؛‬ ‫‪‬‬
‫نسبة ‪ % 03,38‬يفصلهن عنها ما بين ‪ 01‬كلم وكيلومترين اثنين؛‬ ‫‪‬‬
‫نسبة ‪ % 6,77‬يفصلهن عن املؤسسة أقل من كلم واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أقرب نادي نسوي‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬كلم‬
‫‪%31,00‬‬ ‫أكثر من ‪ 20‬كلم‬
‫‪%38,73‬‬

‫أقل من كيلومتر‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كلم‬ ‫واحد‬
‫‪%11,07‬‬ ‫‪%6,77‬‬

‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬كلم‬ ‫من ‪2‬إلى ‪ 3‬كلم‬ ‫من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬كلم‬


‫‪%5,71‬‬ ‫‪%3,34‬‬ ‫‪%3,38‬‬

‫‪129‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وتظهر هذه املس ــافات أوال حجم املش ــاق التي تتكبدها القاصـ ـرات للوص ــول إلى أقرب مؤسـ ـس ــة‬
‫تعليميــة أو تربويــة مالئمــة‪ ،‬كمــا يظهر منهــا أنــه كلمــا انتقلنــا من مرحلــة تعليميــة إلى أخرى‪ ،‬إال وزادت‬
‫املسافة –عموما‪ -‬الواجب قطعها للوصول إلى هذه ملؤسسات‪ ،‬ويشكل ذلك ضغطا كبيرا على السر‪،‬‬
‫ويجعل السباب املادية السابق ذكرها موضوعية جدا‪.‬‬

‫وتزيد طبيعة الطريق الرابطة بين تلك املؤسسات ومنازل القاصرات في تأزيم أوضاعهن‬
‫التعليمية‪ ،‬إذ أن أغلبها عبارة عن مسالك غير معبدة‪ ،‬علما أن اإلقليم يتسم بطبيعته الجبلية‬
‫القاسية‪.‬‬
‫‪ 3- 3 – 1‬االستفادة من برنامجي اإليواء وتيسير‬

‫لقد أظهرت املعطيات سالفة الذكر أن التعليم له تأثير كبير على انخفاض أو ارتفاع عدد‬
‫حاالت زواج القاصر‪ ،‬فكلما ارتفع املستوى التعليمي كلما انخفضت احتمالية تزويج الفتاة قبل بلوغها‬
‫سن الرشد‪ ،‬وكلما انخفض زادت احتمالية زواجها‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار بغية الرفع من نسب التمدرس والحد من الهدر املدرس ي‪ ،‬اعتمدت اململكة‬
‫على مجموعة من البرامج ملحاربة الهدر املدرس ي‪ ،‬تروم تخفيف العباء املادية على السر‪ ،‬وتقرب‬
‫الخدمات التعليمية من الناشئة‪ ،‬وهو ما مكن من الرفع من نسب التمدرس‪ ،‬وبالتالي التخفيض من‬
‫نسب الفتيات اللواتي ال يلتحقن باملدرسة مطلقا‪ ،‬أو التلميذات اللواتي يغادرن مقاعد الدراسة‪،‬‬
‫وبالتالي التخفيض من احتمالية وقوعهن ضحية الزواج املبكر‪.‬‬
‫غير أن محدودية االستفادة من تلك البرامج خالل السنوات التي غطتها الدراسة‪ ،106‬أدت إلى‬
‫وجود العديد منهن خارج املسار التعليمي‪.‬‬
‫فعلى مستوى خدمات اإليواء املدرس ي‪ ،‬فإن نسبة ‪% 3.76‬من القاصرات اللواتي سبق أن‬
‫تمدرسن‪ ،‬أفدن أنهن استفدن من خدمات اإليواء املدرس ي‪ ،‬في مقابل ‪ %96.24‬منهن لم يستفدن من‬

‫‪ 106‬لقد أظهرت اإلحصائيات التي تنشرها وزارة التربية الوطنية أن عدد املستفيدين من البرامج الهادفة إلى دعم التعليم عرف ارتفاعا ملحوظا خالل السنوات الخيرة مما نتج عنه‬
‫انخفاض كبير في نسب الهدر املدرس ي‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫هذه الخدمة‪ ،‬في الوقت الذي احتل فيه سبب عدم االستفادة من خدمات اإليواء املرتبة الرابعة في‬
‫ترتيب السباب املادية املؤدية إلى االنقطاع عن الدراسة‪.‬‬

‫االستفادة من اإليواء‬
‫ال‬
‫‪%96,24‬‬

‫نعم‬
‫‪%3,76‬‬

‫أما على مستوى برنامج تيسير‪107‬؛ فإن نسبة ‪ %11.34‬استفدن من املساعدات املالية املقدمة‬
‫عبر برنامج تيسير‪ ،‬في حين أن ‪% 88.66‬منهن لم يستفدن من خدمات هذا البرنامج‪.‬‬

‫االستفادة من برنامج تيسير‬


‫ال‬
‫‪%88,66‬‬

‫نعم‬
‫‪%11,34‬‬

‫‪ 107‬برنامج "تيسير" للتحويالت املالية املشروطة‪ :‬برنامج يقدم دعما ماليا لألسر املعوزة‪ ،‬بهدف الحد من ظاهرة الهدر املدرس ي‪ ،‬من خالل القضاء على بعض العوامل‪ ،‬التي تعيق ولوج‬
‫أبناء هذه السر للتعليم اإللزامي واملواظبة عليه‪ ،‬ويعتبر من بين خدمات الدعم االجتماعي املعتمدة في إطار جهود الحكومة الرامية‪ ،‬إلى إصالح املنظومة التعليمية‪ ،‬وتجسيد الرؤية‬
‫التي بلورها املجلس العلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬والتي تكمن في خلق مدرسة ترتكز على الجودة واإلنصاف وتكافؤ الفرص‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪- 2‬تحليل معطيات الزواج‬


‫يعتبر مؤشر كيفية تدبير الزواج من أهم املؤشرات التي تبين بشكل جلي السباب –خاصة‬
‫الثقافية منها‪ -‬املؤدية إلى تفش ي ظاهرة زواج القاصرات‪ ،‬لذلك خصص القسم الثاني من الدراسة‬
‫امليدانية لهذا املؤشر‪ ،‬من خالل تحليل‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬الكيفية املباش ــرة لعقد هذا الزواج‪ ،‬من خالل التعريف ُبم ْقت ِر ِحه‪ ،‬والدافع إليه‪ ،‬ومتخذ‬
‫القرار بشأنه؛‬
‫‪ ‬املعطيات املتعلقة بالخاطب‪/‬الزوج املرتقب‪ ،‬فتم البحث في مس ــألة الس ــن لبيان الفئات‬
‫املقبلــة على هـذا النوع من الزيجــات‪ ،‬واملسـ ـ ـ ــتوى املعرفي واملـادي لهؤالء الزواج‪ ،‬ومـاهيـة‬
‫العالقة التي كانت تجمعهم بزوجاتهم القاصرات قبل الزواج؛‬
‫‪ ‬العائد املادي من هذه الزيجات سواء كان مهرا‪ ،‬أو مساعدات مادية‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬

‫‪ 1- 2‬كيفية إبرام الزواج‬


‫تبين من خالل تحليل املعطيات املرتبطة بكيفية إبرام عقد الزواج أنه مرتبط أساسا‬
‫بمعطيات سوسيوثقافية واقتصادية بالدرجة الولى‪ ،‬تظهر بشكل جلي من خالل اإلحصائيات املتعلقة‬
‫ب‪:‬‬
‫‪ -‬السبب الدافع إلى الزواج؛‬

‫‪ -‬صاحب املقترح الولي بالزواج؛‬

‫‪ -‬متخذ قرار املوافقة النهائية عليه‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 1- 1- 2‬الدافع إل ـى الزواج‬

‫أظهرت اإلحصائيات املتوصل إليها أن السباب السوسيوثقافية هي املهيمنة على اتخاذ القرار‬
‫بالزواج املبكر‪ ،108‬من بين مجموع السباب املؤدية إلى هذا النوع من الزيجات‪ ،‬والتي جاءت عدديا‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪1582‬‬ ‫الدافع إلى الزواج‬


‫‪1600‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪800‬‬
‫‪649‬‬
‫‪600‬‬ ‫‪524‬‬ ‫‪408‬‬ ‫‪388‬‬
‫‪400‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0‬‬
‫األعراف‬ ‫عالقة حب‬ ‫قناعة دينية‬ ‫الفقر‬ ‫مخاوف أمنية الهروب من‬ ‫تجنب‬
‫والتقاليد‬ ‫ظروف‬ ‫الفضيحة‬
‫اجتماعية‬

‫ويظهر مما سلف أن ثالثة أسباب رئيسية هي‪ :‬العراف والتقاليد‪ ،‬والعالقات العاطفية‪،‬‬
‫والقناعات الدينية شكلت في مجموعها أكثر من ‪ % 76‬من النسبة العامة لتلك السباب‪ ،‬وهو ما يبرزه‬
‫الرسم البياني أدناه‪:‬‬

‫الدافع إلى الزواج‬


‫عالقة حب‬
‫‪%18,08‬‬
‫الفقر‬
‫‪%11,37‬‬
‫األعراف والتقاليد‬
‫‪%44,08‬‬
‫الهروب من‬
‫ظروف اجتماعية‬
‫‪%10,81‬‬

‫قناعة دينية‬
‫تجنب الفضيحة‬ ‫‪%14,60‬‬
‫مخاوف أمنية‬
‫‪%0,11‬‬
‫‪%0,95‬‬

‫‪ 108‬يالحظ هنا أن عدد الجوبة املستقاة واملعتمدة في الدراسة تفوق ‪ 2300‬جوابا‪ ،‬أي أنه يفوق عدد القاصرات اللواتي كن موضوع الدراسة امليدانية‪ ،‬والسبب في ذلك راجع إلى أن‬
‫العديد من الحاالت عرفت اتحادا لسباب عدة دفعتها للزواج‪ ،‬وهذا ما يفسر التبيان بين العدد االجمالي لألسباب املعتمدة وعدد القاصرات املتزوجات املستجوبات‬

‫‪133‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ذلك أن العراف االجتماعية الصارمة‪ ،‬املتعلقة بالنوع االجتماعي تعتبر أهم العوامل املؤدية‬
‫إلى حدوث هذا النوع من الزيجات‪ ،‬إذ إن فكرة الزواج املبكر تعد راسخة في ذهن املجتمع‪ ،‬ومتأصلة‪،‬‬
‫ومتجذرة فيه‪ ،‬ويكاد يكون مجمعا عليها من قبل أكثر فئات املجتمع وطبقاته‪ ،‬فهي منتشرة ليس فقط‬
‫بين الفقراء‪ ،‬ولكن أيضا بين السر امليسورة‪ ،‬وحتى املتعلمة منها‪.‬‬
‫بل إنه في بعض املناطق يصبح الزواج املبكر هاجسا لدى السرة والفتاة معا‪ ،‬فهو عالمة على‬
‫الرقي املجتمعي‪ ،‬والنجاح في التربية‪ ،‬ودليل على رفعة مكانة العائلة وسط البلدة أو القبيلة‪ ،‬فالسر‬
‫املعروفة واملحترمة يقبل الراغبون في الزواج على بناتها مبكرا حتى يظفروا باملصاهرة معها‪.‬‬
‫وقد أبانت الدراسة امليدانية عن تجذر هذه الظاهرة في بعض املناطق إلى درجة تأسيس‬
‫قاعدة عرفية‪ ،‬مفادها أن الفتاة التي وصلت إلى سن الثامنة عشر دون زواج‪ ،‬تصبح في حكم العانس‪،‬‬
‫وال يكون أمامها سوى االرتباط بشخص مطلق‪ ،‬أو أرمل‪ ،‬أو كبير في السن راغب في التعدد‪.‬‬
‫وتزيد الصورة النمطية حول دور النساء داخل املجتمع‪ ،‬وفي املنزل ‪-‬التي تقوم على اعتبار‬
‫املجال الطبيعي للمرأة هو االعتناء بالسرة‪ ،‬وتربية الطفال‪ -‬في تثبيت هذه الظاهرة‪ ،‬فيرى الكثيرون‬
‫أن أهم قيمة للمرأة هي قيمتها كزوجة‪ ،‬وكأم‪ ،‬وبالتالي فإن الفتيات اللواتي لم يتزوجن سيواجهن وصمة‬
‫العار‪ .‬مما يجعل الزواج‪ ،‬ينتقل من كونه وسيلة الستمرار املجتمع‪ ،‬إلى غاية في ذاته‪ ،‬فيكون اغتنام‬
‫أول فرصة تتاح أمام الطفلة لتحقيق ذلك‪ ،‬منتهى النجاح‪.109‬‬
‫ويزداد المر تعقيدا حين تغلف هذه التقاليد بمسوغات وتفسيرات دينية قائمة على نصوص‬
‫إما أس يء فهمها‪ ،‬أو استدل بها في غير محلها‪ ،‬وتساندها فوض ى الفتوى التي تغذيها بعض مواقع‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬وصفحات النترنيت التي أصبحت لدى الكثيرين املصدر الول للمعلومة‪ ،‬الش يء‬
‫الذي يجعل الكثيرين يعتقدون أن الزواج املبكر هو فرض وواجب‪ ،‬فينساقون وراءه‪.‬‬
‫وإذا كانت بالدنا قد انخرطت في تجديد الهياكل الدينية‪ ،‬وإعادة قراءة املوروث الديني‪ ،‬وفق‬
‫العقيدة اإلسالمية الوسطية السمحة‪ ،‬التي يجسدها املذهب املالكي‪ ،‬والعقيدة الشعرية؛ فإن هذا‬

‫‪ 109‬يالحظ أن هذه الصورة النمطية والزواج املبكر مرتبطين بعالقة تفاعلية فكل منها تغذي الخرى‪ ،‬إذ يالحظ أنه كلما كانت السرة غارقة في هذا التصور الرجعي لدور املرأة كلما‬
‫ارتفعت داخل أعضائها نسبة الزواج املبكر سواء كن فتيات مقبالت على الزواج‪ ،‬أو ذكورا يسعون بدورهم للزواج من قاصرات‪ ،‬والزواج املبكر نفسه يساهم في تكريس هذه الصورة‬
‫البالية التمثالت املجتمعية لدور املرأة والرجل‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املوضوع بالذات ظل مغيبا عن النقاش الفقهي املعاصر‪ ،‬أو على القل لم يحظ بالنقاش الكافي‪،‬‬
‫والحال أن البعد الديني هو أهم املكونات الفكرية‪ ،‬والركان البانية للهوية املغربية‪110.‬‬

‫وتأتي بعد العراف السائدة‪ ،‬السباب االقتصادية‪ ،‬التي تختصر في الفقر والهشاشة‪ ،‬لتشكل‬
‫الحلقة الثانية في سلسلة السباب املؤدية إلى هذه الظاهرة‪.‬‬
‫ويحتل الفقر املرتبة الثالثة بين السباب الدافعة إلى الزواج املبكر‪ ،‬بنسبة‪ ،% 11 ,37 :‬إذ أن‬
‫الفقر والهشاشة يعدان من أهم الدوافع التي تدفع السر إلى القبول بتزويج الفتاة وهي مازالت قاصرا‪،‬‬
‫فذلك يعني بالنسبة لسرة فقيرة أنها ستتخلص من تكاليف رعاية القاصر املتزوجة‪ ،‬وستوجه‬
‫املصاريف املخصصة لها‪ ،‬لتغطية احتياجات أخرى‪.‬‬
‫ثم إن تزويج اإلبنة‪ ،‬يصبح في هذه الحالة مشروعا اقتصاديا‪ ،‬سيدر منافع مالية على السرة‪،‬‬
‫ويساعدها في تحسين أوضاعها املعيشية‪ ،‬إما بسبب التخفيف من العباء املالية لألسرة‪ ،‬أو بفضل‬
‫املساعدات التي تطمح السرة الحصول عليها من الزوج وعائلته‪.‬‬
‫أما الظروف االجتماعية القاسية داخل السرة‪ ،‬والتي تجلت في أنواع مختلفة من الظروف‬
‫توزعت بين اليتم‪ ،‬وطالق البوين‪ ،‬واالضطرار إلى العيش مع أشخاص آخرين‪ ،‬وعموما كل وضعية ال‬
‫توفر االستقرار النفس ي‪ ،‬والعاطفي‪ ،‬واالجتماعي للقاصر‪ ،‬فقد استقرت نسبتها في ‪.%10.81:‬‬
‫أما املخاوف المنية‪ ،‬والتي تتجلى في الخوف على السالمة الجسدية للقاصر‪ ،‬أو الخوف من‬
‫الوقوع مستقبال في مشاكل تتعلق بالعرض ‪ ،‬وكذا تجنب الفضيحة بسبب عالقات جنسية خارج إطار‬
‫الزواج‪ ،‬سواء كانت رضائية‪ 111‬أو غير رضائية فهما سببان يأتيان في املرتبة الخيرة‪.‬‬

‫ُ‬
‫‪ 110‬ورد في جواب املجلس العلمي العلى على استفتاء أمير املؤمنين حول املصالح املرسلة‪" :‬إن مثل هذه القواعد حينما تتقص ى وتحلل يمكن أن تصير إطارا للنظر الشرعي في تحقيق‬
‫املصلحة التي تالبسها دواع ذاتية وأخرى موضوعية اقتصادية أو اجتماعية تقتض ي مراعاتها‪.‬‬
‫إن نجاح عملية سن قوانين كفيلة بملء الفراغ القانوني في املجال الذي تنظمه رهين بقدرة تلك القوانين على تحقيق العدل وإبراز استفادة املجتمع من تلك القوانين‪ ،‬وذلك كله مرتهن‬
‫بموقف اإلنسان من القوانين وتجاوبه معها واقتناعه بجدواها‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال إذا كانت القوانين معبرة عن قيم املجتمع وتصوراته الدينية ومفاهيمه الخالقية والسلوكية‪،‬‬
‫حينذاك فقط تتجه إرادة اإلنسان إلى احترام تلك القوانين فيطبقها على نحو ما يقع حاليا حينما يحرص اإلنسان املسلم على إخراج زكاة ماله طوعا‪ ،‬وإن كانت القوانين ال تطالبه بها‪،‬‬
‫وعلى نحو ما كان يقع في فترات كثيرة من تقديم اإلنسان نفسه إلى الحاكم طالبا أن يطهر من ذنب أتاه‪.‬‬
‫وبهذه امليزة املتمثلة في قدرة الدين على مد رباط شعوري حميمي بين اإلنسان والقانون‪ ،‬كان الدين أقوى مؤيدات القانون وأهم ضمان الحترامه وللصدق في تطبيقه"‪.‬‬
‫‪ -‬فتوى املجلس العلمي العلى بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2005‬جوابا عن استفتاء أمير املؤمنين بمناسبة افتتاح الدورة الولى لشغال املجلس العلمي العلى بتاريخ ‪ 8‬يوليوز ‪ .2005‬منشورة‬
‫بموقع وزارة الوقاف والشؤون اإلسالمية التالي‪.habous.gov.ma :‬‬
‫‪ 111‬مفهوم الرضائية هنا ال ينصرف إلى مفهومه القانوني الذي يكون منعدما أو ناقصا لدى القاصر‪ ،‬وإنما يقتصر على مدلوله اللغوي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2 -1- 2‬صاحب مقترح الزواج‬

‫اعتمد هذا العنصر في املؤشر الخاص بكيفية إبرام الزواج‪ ،‬ملا له من بالغ الثر في بيان‬
‫الكيفية الحقيقية التي رتب بها هذا الزواج قبل الوصول إلى مرحلة توثيقه‪.‬‬
‫وقد بينت اإلحصائيات املستخلصة من الدراسة أن الشخص الذي اقترح فكرة الزواج بداية‬
‫يكون في الغالب أجنبي عن الطرفين‪ ،112‬إذ كانت النتائج املحصل عليها كاآلتي‪:‬‬

‫مقترح الزواج‬
‫‪1456‬‬
‫‪1600‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪800‬‬ ‫‪518‬‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪152‬‬
‫‪200‬‬
‫‪0‬‬
‫شخص آخر‬ ‫القاصر‬ ‫األب‬ ‫األم‬

‫هذا االرتفاع في عدد الزيجات التي عقدت بناء على وساطة شخص أجنبي عن السرة في إبرام‬
‫هذا الزواج‪ ،‬يؤكد بامللموس أن الزواج أصبح لدى الكثير من العائالت –كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪-‬‬
‫غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة لتطوير املجتمع والرقي به‪.‬‬
‫وشكلت نسبة الزيجات التي عقدت بناء على مقترح شخص أجنبي عن السرة ‪ % 63,30‬مقابل‬
‫نسبة ‪ % 7,57‬من الزيجات التي عقدت بناء على اقتراح الب‪ ،‬و‪ % 6,61‬فقط هي التي كانت من اقتراح‬
‫الم‪.‬‬

‫‪ 112‬أبرزت الدراسة أن املناطق النائية تعرف عدة ظواهر تؤدي إلى هذا النوع من الوساطة‪ ،‬حيث يوص ي العديد من الشخاص فقيه الدوار أو عون السلطة أو أعيانه بالبحث له عن‬
‫فتاة مناسبة للزواج‪ ،‬فيقترحون فتاة معينة بناء على مخالطتهم للساكنة‪ ،‬وقد تكون الوساطة لفائدة الصدقاء أو الصهار أو أفراد العائلة‪ ،‬لكن الظاهرة الخطيرة هي قيام العديد من‬
‫الشخاص من ساكنة املدن بالتوجه إلى تلك املناطق بحثا عن زوجات لم يسبق لهن وال لعائلتهن أن كانوا على معرفة مسبقة بهم‪ ،‬وما تجب اإلشارة إليه أنه لم يسجل وجود أي وساطة‬
‫مبنية على مقابل‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أما عدد الزيجات التي كانت مبنية على اقتراح مباشر من القاصر نفسها‪ ،‬فقد بلغت نسبتها‪:‬‬
‫‪.22,52%‬‬
‫مقترح الزواج‬
‫القاصر‬
‫‪%22,52‬‬

‫شخص آخر‬
‫‪%63,30‬‬
‫األب‬
‫‪%7,57‬‬

‫األم‬
‫‪%6,61‬‬

‫وهذا يؤكد ما لوحظ من تنامي رغبة الفتيات القاصرات أنفسهن في هذا النوع من الزواج‪،‬‬
‫متأثرات في ذلك باملحيط السوسيوثقافي واالقتصادي الذي يعشن فيه‪ ،‬فيصبحن مؤيدات لهذا النوع‬
‫من الزواج‪ ،‬ويصررن عليه إصرارا‪ ،‬وهو ما يتأكد أكثر من إحصائيات االستبيان املتعلق بمتخذ القرار‬
‫بهذا الزواج‪.‬‬

‫‪ 3- 1- 2‬متخ ــذ قرار الزواج‬

‫أثبتت الدراسة امليدانية أن أغلب القاصرات املتزوجات هن من اتخذن القرار بهذا الشأن‪ ،113‬ولم‬
‫يتعرضن لي ضغوطات للقبول به‪ ،‬فكانت النتيجة املتوصل إليها بخصوص هذا املوضوع هي‪:‬‬
‫‪2500‬‬ ‫متخذ قرارالزواج‬
‫‪2207‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪34‬‬


‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫القاصر‬ ‫األب‬ ‫األم‬ ‫شخص آخر‬

‫‪ 113‬لقد الحظ فريق العمل من خالل النقاش مع القاصرات املستجوبات على أنه وإن كن موافقات على هذا النوع من الزواج فإن موافقتهن لم تتبلور إال بعدما الحظن عدم معارضة‬
‫أوليائهن عليه‪ ،‬مع إصرارهن على أنهن لو أبدين رفضها ما كان هؤالء ليجبرهن على الزواج بل كانوا سيحترمون رغبتهن‪ ،‬وقد كانت صيغة السؤال املوجه إليهن هي‪ - :‬من اتخذ القرار‬
‫بقبول الزواج؟‬
‫‪ -‬لو كنت قد رفضت الزواج‪ ،‬هل كانوا سيزوجونك بالرغم من ذلك؟ فكان جوابهن ال‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وهذا يثبت ما سبق الوقوف عليه من كون رغبة الفتاة نفسها هي دافع قوي جدا لهذه‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫ولعله قد يتبادر هنا إلى الذهن أن هذه املعطيات اإلحصائية تتعارض ظاهريا مع اإلحصائيات‬
‫الخاصة بمتخذ القرار في البيت‪.‬‬

‫متخذ قرارالزواج‬ ‫القاصر‬


‫‪94,84‬‬
‫‪%‬‬

‫شخص آخر‬ ‫األب‬


‫األم‬
‫‪%0,86‬‬ ‫‪%2,84‬‬
‫‪%1,46‬‬

‫إال أنه بتحليل دقيق للمعطيين‪ ،‬والتدبر فيهما يتضح أنهما يسيران في نفس السياق‪ ،‬وما يظهر‬
‫من سيطرة إلرادة القاصر على هذا املوضوع‪ ،‬إنما يرجع إلى طبيعة التنشئة داخل السرة التي تقوم‬
‫على احترام رب السرة الذي يتولى شؤونها‪ ،‬فتصبح وجهة نظره هي نفسها التي تتبناها كامل السرة‪،‬‬
‫وهو ما يظهر في شكل مفاهيم اجتماعية تحظى بنوع من القداسة‪ ،‬مثل مسألة السعي لنيل ''رض ى‬
‫الوالدين'' وتجنب ''سخطهما''‪ ،‬وهو أمر ال يتحقق فقط في املنظور االجتماعي باالمتثال لوامرهما‬
‫وطاعتهما‪ ،‬بل يتمثل أساسا في القيام بكل ما يعتبرانه صوابا‪ ،‬وبكل ما يدخل عليهما السرور والفرح‪.‬‬
‫وبالتالي فإن موافقة القاصر هذه على الزواج ‪-‬وإن كانت هي الغالبة‪ -‬فإنها في حقيقة المر‬
‫َ‬
‫مجرد ت َج ٍل إلرادة السرة نفسها‪ ،‬وامتثال لقيم وتمثالت اجتماعية تم غرسها فيها على مدى سنوات‬
‫حياتها‪ ،‬من خالل تربية وتنشئة تستجيب بصرامة لضوابط تقليدية محافظة‪ ،‬تعتبر نشوزا كل خروج‬
‫عن النسق العام الذي تسير عليه السرة أو القبيلة‪ ،‬يسبب ازدراء لصاحبه ويوصمه بوصمة العار‪،‬‬
‫الش يء الذي يجعل أولئك الفتيات ‪-‬وبطريقة آلية‪ -‬يتبنين تلقائيا وجهة نظر رب السرة‪ ،‬وينسقن مع‬
‫نسقه الفكري بدون تردد‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 4- 1- 2‬عالقة القاصر بالخــاطب قبل الزواج‬

‫إن البحث على أصل العالقة التي تجمع بين القاصر وزوجها قبل إبرام عقد الزواج‪ ،‬من شأنه‬
‫تأكيد أو نفي الدوافع السوسيوثقافية للزواج املبكر‪.‬‬
‫وقد أظهرت أجوبة املستجوبات أن عالقتهن بأزواجهن قبل االرتباط بهم توزعت بين من لم‬
‫يسبق لهن أن تعرفن عليه من قبل‪ ،‬وهن من شكل الغلبية في هذه النقطة‪ ،‬وبين من كن على عالقة‬
‫بهم قبل الزواج‪ ،‬وأخريات توزعت عالقتهن مع أزواجهن بين العالقات العائلية وعالقات الجوار‪، 114‬‬
‫وهو ما يوضحه املبيانان التاليان‪:‬‬

‫عالقة القاصر بالخاطب‬ ‫عالقة القاصر بالخاطب‬


‫‪1200‬‬
‫عالقة جوار‬ ‫لم يسبق لها‬
‫‪%13,28‬‬ ‫التعرف عليه‬ ‫‪1000‬‬
‫رابطة عائلية‬ ‫‪%45,03‬‬
‫‪%18,36‬‬ ‫‪800‬‬

‫‪600‬‬ ‫‪1160‬‬
‫‪400‬‬
‫‪601‬‬
‫‪200‬‬
‫‪473‬‬
‫‪342‬‬
‫‪0‬‬
‫كانت على لم يسبق لها‬ ‫رابطة‬ ‫عالقة جوار‬
‫كانت على عالقة معه‬ ‫عالقة معه التعرف‬ ‫عائلية‬
‫‪%23,33‬‬ ‫عليه‬

‫وعليه فإن نسبة القاصرات اللواتي يجهلن تماما أزواجهن قبل أن يتقدموا إلى خطبتهن بلغت‪:‬‬
‫‪ ،% 45,03‬مقابل ‪ % 23,33‬اللواتي كن على عالقة مع خطابهن قبل أن يتقدموا لطلبهن للزواج‪.‬‬
‫ومن خالل تحليل دقيق لهذه املعطيات‪ ،‬يظهر أن أغلب القاصرات املتزوجات لم يسبق لهن‬
‫التعرف على الخاطب قبل تقدمه للزواج منهن‪ ،‬وقد بلغ عدد املستجوبات اللواتي يدخلن ضمن هذه‬

‫‪ 114‬يالحظ أنه في هذه النقطة أيضا أن عدد الجوبة املحصل عليه الذي بلغ‪ 2576 :‬يفوق عدد القاصرات املستجوبات البالغ عددهن ‪ 2300‬حالة‪ ،‬والسبب في ذلك أن العديد من‬
‫القاصرات اللواتي لهن عالقة سابقة مع الخاطب‪ ،‬يكن على عالقة معه من أوجه أخرى‪ ،‬فيكون مثال فرد من العائلة أو جار لها‪ ،‬ونتيجة اعتماد كل هذه السباب فإنه بالضرورة يكون‬
‫مجموعها أكبر من مجموع القاصرات املستجوبات‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الحالة‪ 1160 :‬أي ما يشكل حوالي نصف املستجوبات بنسبة إجمالية بلغت ‪ ،% 45.03‬فيما بلغت‬
‫نسبة القاصرات اللواتي كن على عالقة خاصة بأزواجهن قبل الزواج‪ ،% 23,33 :‬فيما عالقتي الجوار‬
‫والعالقات العائلية مجتمعتين كان نصيبهما هو‪.% 23,44 :‬‬
‫وعند مقارنة هذه اإلحصائيات مع اإلحصائيات الخاصة بصاحب مقترح الزواج سيالحظ أنها‬
‫تتماش ى معها بشكل كبير‪ ،‬إذ أن نسبة الزيجات التي كانت من اقتراح القاصر نفسها‪ ،‬لم تتجاوز ‪22,52‬‬
‫‪ ،%‬في مقابل ‪ % 63,30‬كانت من اقتراح شخص آخر‪ ،‬وهذا يثبت أن أغلب هذه الزيجات إنما كانت‬
‫زيجات رتبت بطريقة تقليدية‪ ،‬وتحكمت فيها مختلف السباب السابق اإلشارة إليها‪.‬‬

‫‪ 2- 2‬خصائص الخــاطب‬
‫إن زواج القاصر هو معادلة مكونة من جزأين‪ ،‬أولهما القاصر الضحية نفسها‪ ،‬والتي انصبت‬
‫عليها جل الدراسات التي تناولت هذا املوضوع‪ ،‬بينما الجزء الثاني والذي هو الزوج املقبل على اختيار‬
‫قاصر كشريكة لحياته ظل مغيبا عن هذا النقاش‪ ،‬لذا فإن اعتماد معطيات الخاطب ضمن مؤشرات‬
‫الدراسة يعتبر بالغ الهمية‪.‬‬
‫والسبب الدافع إلى اعتماد هذا املؤشر هو ما تم استقاؤه من مختلف محاكم اململكة‪ ،‬من‬
‫التباين الكبير في العديد من الحاالت بين سن القاصر وسن الخاطب‪ ،‬إذ إنه إذا كان سن أغلب‬
‫املتزوجات يتراوح بين ‪ 16‬و‪ 17‬سنة‪ ،‬فإن سن أزواجهن يتراوح بين ‪ 18‬سنة فما فوق دون تحديد لفئة‬
‫عمرية بعينها‪ ،‬حيث يغطي كل الفئات العمرية‪.‬‬
‫كما تتنوع املشارب الثقافية واالجتماعية لهؤالء الذين تبين أنهم يتوزعون على كل الفئات‬
‫االجتماعية بمن فيهم أولئك الذين يفترض أنهم ينتمون إلى "فئة املثقفين"‪ ،‬من رجال تعليم وفقهاء‪،‬‬
‫وموظفين وغيرهم‪ ،‬الش يء الذي يؤكد على أهمية أسباب أخرى تؤثر بشكل أو بآخر في تفش ي ظاهرة‬
‫زواج القاصرات‪.‬‬
‫لذا فإن الدراسة تناولت في قسم هام منها البحث في‪:‬‬

‫‪ ‬خصائص الخاطب العمرية؛‬

‫‪140‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬مستواه التعليمي؛‬
‫‪ ‬وضعه العائلي؛‬
‫‪ ‬وضعه االقتصادي؛‬

‫‪ 1- 2- 2‬السن‬

‫من خالل توزيع سن خاطبي‪/‬أزواج القاصرات موضوع الدراسة على ست فئات عمرية‪ ،‬تغطي‬
‫ما بين أقل من عشرين سنة إلى غاية أكثر من أربعين سنة‪ ،‬تبين أن الفئات الكثر إقباال على هذه النوع‬
‫من الزواج هي الفئات التي يتراوح عمرها بين عشرين وخمس وثالثين سنة‪ ،‬بينما الفئات العمرية القل‬
‫من عشرين سنة وما فوق أربعين سنة هي الفئات القل زواجا من قاصرات‪ ،‬وفق ما يوضحه املبيان‬
‫التالي‪:‬‬

‫سن الخاطب‬
‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪963‬‬
‫‪800‬‬ ‫‪763‬‬
‫‪600‬‬

‫‪400‬‬ ‫‪393‬‬

‫‪200‬‬
‫‪101‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬
‫أقل من ‪ 20‬سنة‬ ‫بين ‪ 20‬و‪ 25‬سنة‬ ‫بين ‪ 26‬و‪ 30‬سنة‬ ‫بين ‪ 31‬و ‪ 35‬سنة‬ ‫بين ‪ 36‬و‪ 40‬سنة‬ ‫أكثر من ‪ 40‬سنة‬

‫وبتحويل ذلك إلى نسب مئوية تظهر النتائج التالية‪:‬‬

‫سن الخاطب‬ ‫بين ‪ 26‬و‪ 30‬سنة‬


‫‪%41,87‬‬

‫بين ‪ 31‬و ‪ 35‬سنة‬


‫‪%17,09‬‬

‫بين ‪ 20‬و‪ 25‬سنة‬


‫‪%33,17‬‬ ‫أقل من ‪ 20‬سنة‬ ‫بين ‪ 36‬و‪ 40‬سنة‬
‫أكثر من ‪ 40‬سنة‬ ‫‪%4,39‬‬
‫‪%1,96‬‬
‫‪%1,52‬‬

‫‪141‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبذلك يكون فارق السن بين الطرفين الكثر انتشارا هو ما بين خمس سنوات إلى خمسة‬
‫عشر سنة‪ ،‬إال أنه رغم ذلك‪ ،‬فإن فارق السن املمتد بين خمسة عشر سنة وعشرين سنة له حضور‬
‫معتبر‪ ،‬ويلخص املبيان التالي ذلك‪:‬‬

‫فارق السن‬
‫‪1000‬‬
‫‪872‬‬
‫‪900‬‬
‫‪800‬‬ ‫‪811‬‬
‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪302‬‬
‫‪239‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪76‬‬
‫‪0‬‬
‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬ ‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة‬ ‫من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬سنة‬ ‫أكثرمن ‪ 20‬سنة‬

‫واملالحظ هنا أن النسبة العامة للخاطبين الذين يكبرون القاصرات اللواتي تزوجوا منهن بأقل‬
‫من خمس سنوات لم تتجاوز ‪ ،% 10 ,39‬أما أولئك الذين يكبرون زوجاتهم بأكثر من عشرين سنة‬
‫فلم تتعد ‪ ،% 3,30‬بينما الفئات الخرى ذات فارق السن املمتد ما بين خم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس وخمسة عشر سنة‬
‫استحوذت على ما نسبته ‪.115 73,17%‬‬
‫فارق السن‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات‬
‫‪%37,91‬‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة‬
‫‪%35,26‬‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬ ‫من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬سنة‬


‫‪%10,39‬‬ ‫أكثر من ‪ 20‬سنة ‪%3,30‬‬ ‫‪%13,13‬‬

‫‪ 115‬تجدر اإلشارة إلى أن قضاة النيابة العامة املكلفين بأقسام قضاء السرة من خالل واقع املمارسة القضائية بعد تأسيس رئاسة النيابة العامة ال يتوانون في التماس رفض الطلب‬
‫متى تبين لهم أن فارق السن بين القاصر والخاطب يتجاوز عشر سنين‪ ،‬وهو ما أصبح القضاة املكلفين بالزواج يستجيبون له‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ولعل هذا راجع إلى مدى استعداد الزوج لإلنفاق على أسرته‪ ،‬كما ظهر من خالل تحليل‬
‫معطيات اإلنفاق على السرة التي أظهرت أن الب هو املكلف لوحده ‪-‬في الغالب‪ -‬بهذا المر‪ ،‬مما يؤخر‬
‫سن الزواج لدى الذكور إلى سن متقدمة مقارنة بالقاصرات‪ ،‬وهو ما يعزى بدوره إلى الصورة النمطية‬
‫لدور الرجل واملرأة داخل املجتمع‪ ،‬املبنية على تقسيم صارم للمهام تسند للرجل مهمة "القوامة"‪.116‬‬
‫بينما تسند للمرأة مهام االعتناء بالزوج والبيت والطفال‪ ،‬كما يتحكم في هذا المر ‪-‬ولو بنسب‬
‫متفاوتة‪ -‬مدى استعداد عائلة الزوج الستقبال عنصر جديد ضمن أفراد العائلة‪ ،‬بل ومدى احتياجها‬
‫ملساعدة إضافية في االعتناء بالبيت وأفراد العائلة‪ ،‬كما سيظهر الحقا من خالل تحليل معطيات سكن‬
‫القاصرات ونشاطهن املنهي بعد الزواج‪.‬‬

‫‪ 2-2- 2‬املستوى التعليمي‬

‫كما سبق اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬فإن املستوى التعليمي له بالغ الثر في مدى ارتفاع أو انخفاض‬
‫ظاهرة زواج القاصرات‪ ،‬وهذا المر ال يتعلق فقط بالقاصرات وأسرهن‪ ،‬بل أيضا بالنسبة للطرف‬
‫الثاني في املعادلة الذي هو الزوج‪.‬‬

‫املستوى التعليمي للخاطب‬

‫ابتدائي; ‪840‬‬
‫إعدادي; ‪705‬‬
‫‪900‬‬
‫‪800‬‬
‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫ال شيء; ‪311‬‬
‫‪500‬‬ ‫ثانوي; ‪227‬‬
‫‪400‬‬
‫جامعي; ‪122‬‬
‫‪300‬‬ ‫أولي‪/‬كتاب; ‪95‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬

‫ابتدائي‬ ‫إعدادي‬ ‫ال شيء‬ ‫ثانوي‬ ‫جامعي‬ ‫أولي‪/‬كتاب‬

‫‪ 116‬مفهوم القوامة هنا ال عالقة له بمفهومه الديني القائم على أسس العدل واملساوة‪ ،‬مصداقا لقوله صل هللا عليه وسلم‪" :‬النساء شقائق الرجال في الحكام"‪ ،‬وإنما ينصرف إلى‬
‫مفهوم اجتماعي يكاد يكون طبقيا‪ ،‬بحيث إن القوامة في املفهوم العامي يفيد لدى الكثير من الفئات االجتماعية الخضوع لسيطرة الرجل سواء كان أبا أو أخا أو زوجا أو صهرا‪ ،‬وحتى‬
‫ابنا في وقت الحق‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وقد أبان الوقوف على املستوى التعليمي لهؤالء الزواج أن هناك شبه تطابق بين اإلحصائيات‬
‫املتوصل إليها بخصوص تمدرس القاصرات موضوع الدراسة وأزواجهن‪ ،‬بحيث أن عدد القاصرات‬
‫الالئي لم يسبق لهن التمدرس بلغ ‪ 304‬فتاة‪ ،‬بينما بلغ عدد الزواج الذين لم يسبق لهم التمدرس ‪311‬‬
‫زوجا‪ ،‬أما أولئك الذين غادروا مقاعد الدراسة خالل املرحلة االبتدائية فبلغ عددهم ‪ 840‬زوجا‪ ،‬في‬
‫حين بلغ عدد القاصرات املنقطعات عن الدراسة بالنسبة لنفس املستوى ‪ ،1473‬وبالنسبة للمستوى‬
‫اإلعدادي فقد بلغ عدد القاصرات املتسربات من النظام التعليمي ‪ ،416‬أما عدد الزواج خالل نفس‬
‫املرحلة فبلغ ‪ ،705‬في حين أن العدد خالل املرحلة الثانوية انخفض بالنسبة للقاصرات املتزوجات إلى‬
‫‪ 83‬حالة‪ ،‬بينما ارتفع لدى الزواج إلى ‪ 227‬حالة‪ ،‬ليرتفع هذا العدد بالنسبة لألزواج الذين وصلوا إلى‬
‫مستوى تعليمي جامعي إلى ‪ 122‬مقابل ‪ 04‬فقط بالنسبة للقاصرات‪.‬‬
‫فكشف البحث في توزيع الزواج بحسب مستواهم التعليمي‪ ،‬عن التوزيع التالي‪:‬‬

‫ويؤكد ما سبق أن املستوى التعليمي للطرفين متقارب‪ ،‬إذ بلغت نسبة الزواج الذين تراوح‬
‫مستواهم التعليمي بين من لم يلجوا قط إلى املدرسة‪ ،‬وأولئك الذين غادروها قبل الوصول إلى املرحلة‬
‫اإلعدادية ‪.% 54,17‬‬
‫ويعزى االرتفاع الذي يعرفه عدد الزواج في مستويات اإلعدادي والثانوي والجامعي مقارنة مع‬
‫الزوجات القاصرات إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تراجع بعض السباب الشخصية املؤدية للهدر املدرس ي بالنسبة للذكور مقابل اإلناث‪،‬‬
‫وخاصة السببين املتمثلين في رفض السرة لفكرة متابعة الدراسة‪ ،‬واملخاوف المنية اللذين يؤثران‬

‫‪144‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫على املسار الدراس ي للفتاة بشكل أكبر بكثير من تأثيره على الفتيان‪ ،‬لكون السر ال تخاف على أبنائها‬
‫بنفس الطريقة وبنفس القدر الذي تخاف على بناتها‪ ،‬كما أنها تفضل تشجيع الفتيان على الدراسة‪،‬‬
‫رغبة منها في ضمان مستقبل أفضل لهم‪ ،‬باعتبار أنهم سيتولون في املستقبل تسيير السرة‪ ،‬ومن شأن‬
‫متابعتهم لدراستهم أن يساعدهم على ذلك‪ ،‬على عكس الفتيات اللواتي سيكون مصيرهن ‪-‬حسب‬
‫املعتقدات االجتماعية‪ -‬الزواج واالعتناء بالبيت والسرة‪.‬‬
‫‪ ‬االعتقاد بأنه كلما ارتفع املستوى التعليمي للفتاة وإال قل احتمال تزويجها وهي قاصر‪،‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن عدد القاصرات املتزوجات اللواتي حصلن على مستوى تعليمي متقدم نسبيا منخفض‪،‬‬
‫باملقارنة مع اللواتي ليس لهن ذلك الحظ من التعليم‪ ،‬على عكس الذكور الذين يحبذون –مهما ارتفع‬
‫مستواهم التعليمي‪ -‬الزواج من قاصرات تماشيا مع العراف والتقاليد السائدة بخصوص سن الزواج‪.‬‬

‫‪ 3 -2- 2‬املهنة‬

‫إن تحليل النشاط املنهي لزواج القاصرات يكشف عن حقيقة الوسط الثقافي الذي يقبل على‬
‫هذا النوع من الزواج‪ ،‬ويشكل حاضنة له‪.‬‬
‫وقد أظهرت اإلحصائيات التي تم تجميعها أن املشتغلين في قطاع البناء يأتون في مقدمة‬
‫املقبلين على الزواج من قاصرات بما مجموعه‪ 457 :‬حالة زواج‪ ،‬يليهم املستخدمين ب‪ 332 :‬حالة‪،‬‬
‫فالحرفيين ب‪ 319 :‬زيجة‪ ،‬فاملياومين بما مجموعه‪ 201 :‬حالة زواج‪ ،‬ثم التجار ب‪ 165 :‬حالة‪ ،‬بينما‬
‫حل الفالحون في املرتبة السادسة ب‪ 141 :‬حالة‪ ،‬ويأتي من بعدهم العسكريون ب‪ 117 :‬حالة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مهنة الخاطب‬

‫بناء; ‪457‬‬
‫‪500‬‬
‫مهن أخرى; ‪415‬‬
‫‪450‬‬

‫‪400‬‬
‫مستخدم; ‪332‬‬
‫حرفي; ‪319‬‬
‫‪350‬‬

‫‪300‬‬

‫‪250‬‬ ‫مياوم; ‪201‬‬

‫تاجر; ‪165‬‬
‫‪200‬‬ ‫فالح; ‪141‬‬
‫عسكري; ‪117‬‬
‫‪150‬‬
‫عامل مهاجر; ‪72‬‬
‫‪100‬‬
‫رجل تعليم; ‪36‬‬
‫إمام مسجد; ‪22‬‬
‫مقاول; ‪ 11‬بدون مهنة; ‪12‬‬
‫‪50‬‬

‫‪0‬‬

‫‪146‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وإن كــان يظهر أن أكثر املقبلين على الزواج من قــاص ـ ـ ـ ـرات يمتهنون مهنــا يفترض أنه ـا تنتمي إلى‬
‫فئات لم تتلق حظا وافرا من التعليم‪ ،‬فإن ظهور فئة رجال التعليم والئمة ضـ ـ ـ ــمن فئة الزواج الذين‬
‫يقبلون على هذا النوع من الزواج‪ ،‬إضـافة إلى فئات أخرى من املوظفين وذوي املهن الحرة‪ ،‬يطرح أكثر‬
‫من تس ـ ـ ــاؤل حول الدوافع الحقيقية لهذا النوع من الزواج‪ ،‬ويحيل بش ـ ـ ــكل مباش ـ ـ ــر وال لبس فيه على‬
‫السباب السوسيوثقافية‪ ،‬التي سبق شرحها‪ ،‬والتي ال تستثني أي فئة من املجتمع‪.‬‬

‫‪ 4 -2- 2‬الحالة العائلية للخاطب‬

‫أضهر تحليل الوضع العائلي لزواج القاصرات املستجوبات‪ ،‬أن أغلبهم لم يسبق لهم الزواج‪،‬‬
‫بنسبة وصلت إلى ‪ ، % 92,96‬أما املطلقون فقد استقرت نسبتهم في‪ ،% 5 ,74 :‬في حين أن نسبة الرامل‬
‫منهم لم تتعد‪. % 0 ,30 :‬أما أولئك الذين تعددوا بالقاصر‪ ،‬فقد استقرت نسبتهم في‪. 117 %01 :‬‬

‫استنتاجات‬
‫إن تحليل املعطيات الساسية الخاصة بالزواج تبين بامللموس أن‪:‬‬

‫‪ 117‬تجدر اإلشارة إلى أن املمارسة العملية أظهرت أن قضاة النيابة العامة املكلفين بأقسام قضاء السرة أصبحوا بمجرد ما يتبين لهم أن الخاطب متزوج‪ ،‬وأنه يرمي إلى التعدد بالقاصر‪،‬‬
‫أو تبين أنه مطلق من زواج سابق بقاصر‪ ،‬أو مطلق بطلب من الزوجة الولى بسبب العنف أو الهجر أو عدم اإلنفاق أو للغيبة‪ ،‬أو لي سبب آخر يخش ى معه من سوء معاملته للقاصر‬
‫يلتمسون رفض الطلب‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬الشـ ــخاص الذين يقبلون على الزواج من قاص ـ ـرات يتوزعون على كل الفئات العمرية‪،‬‬
‫إال أن أغلبهم ينتمي إلى الفئة العمرية املمتدة من عش ــرين إلى ثالثين س ــنة‪ ،‬بينما الفئات العمرية لقل‬
‫من عشرين سنة وما فوق أربعين سنة هي الفئات القل زواجا من قاصرات؛‬
‫‪ ‬أن فــارق السـ ـ ـ ــن الغــالــب بين القــاص ـ ـ ـ ـرات املتزوجــات وأزواجهن هو الفرق املمتــد بين‪:‬‬
‫خمس وعشر سنوات‪ ،‬ثم يليه فارق السن ما بين عشر سنوات وخمسة عشر سنة؛‬
‫‪ ‬املســتوى التعليمي للقاصـرات املتزوجات متقارب جدا مع املســتوى التعليمي لزواجهن‪،‬‬
‫بحيث إن ‪ % 54,17‬من هؤالء إما لم يس ـ ــبق لهم التمدرس‪ ،‬أو انقطعوا عن الدراس ـ ــة قبل املس ـ ــتوى‬
‫اإلعدادي‪.‬‬
‫‪ ‬أغلــب املقبلين على هـذا الزواج يمــارسـ ـ ـ ــون مهنــا يمتهنهــا في العــادة أش ـ ـ ـ ـخــاص محــدودي‬
‫التعليم والثقافة‪ ،‬مع وجود عدد ال يستهان به ممن يزاولون مهنا تفترض انتماءهم لفئة املثقفين؛‬
‫‪ ‬أغلب املتزوجين من قاصرات لم يسبق لهم الزواج‪ ،‬بينما املطلقون والرامل املتعددون‬
‫لم تتجاوز نسبتهم‪.% 07,04 :‬‬
‫‪ 3- 2‬العائد االقتصادي من الزواج‬
‫إن اتحاد الدوافع االقتصادية والظروف االجتماعية يجعل من الزواج لدى فئة من السر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مشروعا اقتصاديا‪ ،‬وفرصة لتحسين الوضاع االقتصادية لألسرة‪ ،‬إما من خالل العائدات املباشرة‬
‫املتوخاة من الزواج‪ ،‬أو من خالل تخفيف أعباء السرة بإنهاء تحملها أعباء االعتناء بالقاصر‪ ،‬الش يء‬
‫الذي يجعل من الهمية تحليل املتحصل عليه من هذا الزواج من مهر وهدايا‪ ،‬وعائدات أخرى‪.‬‬

‫‪ 1 -3- 2‬املهر‬

‫تبين من خالل تحليل قيمة املهر الذي تحصلت عليه القاصر أو أسرتها من الزوج أنه يكون‬
‫رمزيا في أغلب الحيان ‪ ،‬تماشيا مع عادات املنطقة‪ ،118‬إذ أن ‪ 1068‬من املستجوبات صرحن أنهن‬
‫قبضن مهرا يقل عن مبلغ ألف (‪ )1000.00‬درهم بنسبة بلغت‪ ، % 46,43 :‬و‪ 599‬منهن قبضن مهرا‬

‫‪ - 118‬كشفت الدراسة امليدانية أن العادة جرت في إقليم أزيالل وأقاليم أخرى كثيرة باململكة على إبقاء الصداق ضمن طابعه الرمزي‪ ،‬فال يتجاوز في أحيان كثيرة ‪ 50‬أو ‪ 100‬درهم‪،‬‬
‫وذلك تيسيرا لسبل الزواج وتخفيفا من أعبائه‪ ،‬وكذا اقتداء بالسنة النبوية الشريفة في هذا الباب كالحديث املتعارف عليه بين الناس من قول رسول هللا صل هللا عليه وسلم‪{ :‬أقلهن‬
‫مهرا أكثرهن بركة}‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫تتراوح قيمته بين ألف (‪ )1000.00‬درهم و ألفين وخمسمائة (‪ )2500.00‬درهم بنسبة بلغت ‪26,04‬‬
‫ً‬
‫‪ ،%‬أي أن نسبة من قبضن مهرا يقل عن مبلغ ألفين وخمسمائة درهم بلغت‪ ،% 72,47 :‬بما مجموعه‬
‫‪ 1667‬حالة‪ ،‬أما اللواتي حصلن على مهور تفوق قيمتها خمسة آالف (‪ )5000.00‬درهم فلم تتجاوز‬
‫نسبتهن ‪ ،% 2,83‬إذ لم يتعد عددهن‪ 65 :‬حالة‪.‬‬
‫فرغم الهشاشة التي يعاني منها سكان املنطقة‪ ،‬إال أنهم يحرصون على عدم املغاالة في تقدير‬
‫املهر‪ ،‬ويشبهون الرفع من املهر بعمليات االتجار‪ ،119‬الش يء الذي يزكي البعد السوسيو ثقافي املسيطر‬
‫على مفهوم املهر‪ ،‬وعلى الزواج بصفة عامة الذي تتحكم فيه العوامل االجتماعية والثقافية بالدرجة‬
‫الولى‪.‬‬

‫قيمة املهر‬ ‫قيمة املهر‬


‫من ألف إلى‬
‫أقل من ألف‬ ‫‪1200‬‬
‫‪ 2500‬درهم‬
‫درهم‬ ‫‪%26,80‬‬
‫‪%47,79‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪1068‬‬
‫‪800‬‬
‫‪599‬‬
‫‪600‬‬
‫‪446‬‬
‫‪400‬‬
‫‪122‬‬
‫‪200‬‬
‫من ‪ 2500‬إلى‬
‫غيرمحدد‬ ‫‪ 5000‬درهم‬
‫‪0‬‬
‫‪%5,46‬‬ ‫‪%19,96‬‬
‫أقل من ألف‬ ‫من ألف إلى‬ ‫من ‪ 2500‬إلى‬ ‫غير محدد‬
‫درهم‬ ‫‪ 2500‬درهم‬ ‫‪ 5000‬درهم‬

‫‪ 119‬يربط العديد من المثال الشعبية بين الرفع من املهر واملتاجرة في البقار (بقرة وابنتها)‪ ،‬كوسيلة لذم الرفع من قيمة املهر‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫كما أظهرت اإلحصائيات املتوصل إليها‪ ،‬أن القاصر نفسها هي التي تتسلم مهرها في أغلب‬
‫الحيان‪ ،‬بمجموع حاالت بلغت‪ 1841 :‬حالة‪ ،‬بنسبة تجاوزت ‪ ،% 80‬مقابل ‪ 399‬حالة فقط تسلم فيها‬
‫الب قيمة املهر‪ ،‬لينخفض هذا العدد إلى ‪ 39‬حالة بالنسبة لألم‪ ،‬بينما ‪ 21‬حالة فقط هي التي تسلم‬
‫فيها شخص آخر املهر‪.‬‬

‫متسـ ـ ــلم امل ـ ـ ـ ــهر‬

‫شخص آخر‬ ‫القاصر‬ ‫األم‬ ‫األب‬

‫‪21‬‬ ‫‪1841‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪399‬‬

‫وهو ما يؤكد أن يحتفظ بطابعه الرمزي املهر في أغلب الحيان‪.‬‬


‫وهنا تجب اإلشارة إلى أن التفاوت في الحاالت التي قبض فيها الب قيمة املهر‪ ،‬وبين الحاالت‬
‫التي تولت الم ذلك‪ ،‬أو قيام شخص آخر بهذه املهمة‪ ،‬يرجع بالساس إلى طبيعة تسيير البيت‪ ،‬ومن‬
‫يتولى تسيير شؤونه‪ ،‬حيث يتواله الب في غالب الحيان‪.‬‬
‫وما قيل عن تسلم املهر‪ ،‬ينطبق أيضا على كيفية صرفه‪ ،‬إذ يتم إنفاقه في اقتناء لوازم‬
‫القاصر‪ ،‬فبلغت عدد الحاالت في هذا الشأن ‪ 1575‬حالة‪ ،‬بنسبة ناهزت‪ ، % 68,47 :‬بينما عدد‬
‫الحاالت التي خصص فيها املهر لتغطية نفقات العرس بلغت ‪ 475‬حالة بنسبة ‪ ، % 20,65‬فيما توزعت‬
‫باقي الحاالت بين صرفه في اقتناء لوازم السرة ب‪ 64‬حالة‪ ،‬وأداء دين ب ‪ 03‬حاالت‪ ،‬والباقي الذي ناهز‬
‫‪ 183‬حالة تم صرفه في أمور أخرى‪.120‬‬

‫‪ 120‬من بين تلك المور التطبيب‪ ،‬واقتناء ماشية للعروس‪ ،‬واملساهمة في أعمال خيرية‪ ،‬والتصدق به‪...‬‬

‫‪150‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫صرف املهر‬
‫‪1575‬‬

‫‪1600‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪800‬‬ ‫‪475‬‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪200‬‬
‫‪0‬‬
‫اقتناء لوازم‬ ‫مصاريف أخرى اقتناء لوازم العرس‬ ‫اقتناء لوازم األسرة‬ ‫أداء دين‬
‫القاصر‬

‫وتبقى هذه الحاالت الخيرة هي التي تدل بشكل مباشر على الطابع االقتصادي للزواج ‪-‬رغم‬
‫ما يحتفظ به الصداق من قدسية‪ -‬والتي تظهر من خالل باقي عائدات الزواج‪.‬‬

‫‪ 2- 3- 2‬العائدات األخرى من الزواج‬

‫أظهرت النتائج املستخلصة‪ ،‬أن من أهم العائدات التي تتلقاها السرة بمناسبة تزويج ابنتها‬
‫قاصرا هي مجموعة من الهدايا العينية‪ ،121‬واملساعدات الدورية أو غير الدورية‪.‬‬
‫فبلغ عدد الزوجات القاصرات اللواتي يتلقين وعائالتهن هدايا‪ 122‬من الزوج ‪ 2122‬حالة بنسبة بلغت‬
‫‪ ، % 92,26‬من القاصرات املستجوبات‪ ،‬في حين لم تحصل على تلك الهدايا سوى ‪ 178‬حالة‪ ،‬بنسبة‬
‫لم تتجاوز ‪. % 7,73‬‬
‫أما القاصرات اللواتي حصلت عائالتهن على مساعدات دورية أو غير دورية من الزوج‪ ،123‬فقد‬
‫بلغ عددهن ‪ ،1500‬مثل نسبة ‪.% 65,21‬‬

‫‪ 121‬هنا الهدايا العينية ال تقتصر على مناسبة الخطوبة وعقد القران فقط بل تمتد قبل الزواج وبعده‪ ،‬وتلك الهدايا ال تخص القاصر وحدها‪ ،‬ولكن تستفيد منها السرة أيضا‪ ،‬وقد‬
‫تم طرح السؤال على املستجوبات بالصيغة التالية‪ :‬هل كان الزوج يحضر هدايا قبل الزواج وبعد الزواج إلى تاريخ يوم االستجواب‪ ،‬ومن استفاد منها؟‬
‫‪ 122‬تشمل هذه الهدايا حليا وهواتف وعطور ومالبس وأحذية وإكسسوارات‪....‬‬
‫‪ 123‬هذه املساعدات تمثلت أساس في مساعدات مالية‪ ،‬وغذائية عن طريق اقتناء اللوازم الغذائية لألسرة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫في حين أن ‪ 114‬من أزواج القاصرات املستجوبات وفروا عمال لحد أفراد أسرة القاصر التي‬
‫تزوجها وهو ما شكل نسبة قدرها‪ ، % 4,95 :‬فيما تمثل العائد من الزواج في حلم الهجرة في ‪ 80‬حالة‪،‬‬
‫أما أداء ديون العائلة كعائد مباشر من الزواج فقد وصلت إلى ‪ 61‬حالة‪.124‬‬

‫عائدات أخرى من الزواج‬


‫هدايا عينية‬
‫‪%55,61‬‬

‫مساعدات دورية أو غير‬


‫الحصول على عمل ألحد‬
‫دورية‬
‫الهجرة‬ ‫أفراد األسرة‬
‫‪%39,31‬‬
‫‪%2,10‬‬ ‫‪%2,99‬‬

‫استنتاجات‬
‫لقد أظهرت املعطيات املستقاة من تحليل العائد املادي من الزواج أن‪:‬‬
‫‪ ‬نسبة ضئيلة من القاصرات املتزوجات حصلن على عائد مرتفع من الزواج على شكل‬
‫مهر‪ ،‬إذ أن نسبة القاصرات اللواتي حصلن على مهر يفوق مبلغه خمسة آالف درهم انحصرت في‬
‫نسبة ‪ ،% 2,83‬وذلك راجع للقدسية التي يضفيها ساكنة املنطقة على املهر؛‬
‫‪ ‬أن العائدات االقتصادية الساسية التي تجنيها السرة من تزويج ابنتها القاصر تتمثل في‬
‫الهدايا العينية‪ ،‬التي يلتزم الزوج بتقديمها للقاصر وأسرتها قبل وبعد الزواج‪ ،‬خاصة في العياد‬
‫واملناسبات‪ ،‬واملساعدات املالية والعينية التي تحصل عليها؛‬
‫‪ ‬الهجرة تبقى دافعا أساسيا لقبول الزواج املبكر‪.‬‬

‫‪- 124‬بالنسبة ملسألة الهجرة واملساعدة في أداء الديون لم تعتمد إال إذا كان هو شرط للزواج‪ ،‬وعلى أساسه تمت املوافقة على عقد القران‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -3‬تحليل معطيات القاصربعد الزواج‬


‫ال يمكن بأي حال من الحوال إجراء تقييم موضوعي لظاهرة زواج القاصرات دون الوقوف‬
‫بدقة على ما تمخض عنه من نتائج صحية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وقانونية وعائلية‪ ،‬بهدف إدراك البعاد‬
‫الحقيقية للظاهرة‪ ،‬وفهم أكثر عمقا لخطرها‪.‬‬

‫‪ 1- 3‬الوضعية الصحية‬
‫ال شك أن للزواج املبكر آثار صحية وخيمة ظاهرة على صحة القاصرات املتزوجات‪ ،‬لذا‬
‫خصصت الدراسة امليدانية قسما مهما منها للوقوف على هذه اآلثار من خالل دراسة الوضاع‬
‫الصحية املرتبطة بالقاصرات املتزوجات وأوالدهن‪.‬‬

‫‪ 1- 1- 3‬الوالدة‬

‫تم البحث في عدد والدات كل قاصرة‪ ،‬وكيفيتها‪ ،‬ومكانها‪ ،‬كما تم البحث في عدد حاالت‬
‫اإلجهاض التي تعرضت لها كل واحدة‪ ،‬وحالتها الصحية العامة‪ ،‬ومدى استفادتها من الخدمات‬
‫الصحية‪ ،‬فتم التوصل إلى املعطيات اإلحصائية التالية‪:‬‬

‫‪‬عدد الوالدات‬
‫لقد أظهرت اإلحصائيات أن أغلب القاصرات املستجوبات مررن بتجربة الوالدة بعد زواجهن‬
‫بين مرة واحدة وثالث مرات‪ ،125‬إذ أن فقط ‪ 399‬قاصر من أصل ‪ 2300‬حالة مستجوبة من لم ينجبن‪،‬‬
‫في حين أن ‪ 1901‬لهن ما بين ولد واحد وثالثة أوالد ‪ ،‬فبلغ عدد الوالدات املسجلة في هذا الصدد ‪2548‬‬
‫والدة‪ ،‬بمعدل ‪ 1,34‬والدة لكل واحدة منهن‪.126‬‬

‫‪- 125‬تفيد إحصائيات منظمة الصحة العاملية أن حوالي ‪ 12‬مليون من الفتيات الالتي تتراوح أعمارهن بين ‪ 15‬و‪ 19‬سنة‪ ،‬و‪ 777000‬مليون فتاة دون سن ‪ 15‬سنة يلدن سنويا في املناطق‬
‫النامية من العالم‪ .‬مشار إلى هذه املعطيات في مقال بعنوان‪ " :‬حمل املراهقات" بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ،2020‬على صفحة الوقائع من املوقع الرسمي ملنظمة الصحة العاملية‪.‬‬
‫‪- 126‬حسب املسح الوطني حول السكان وصحة السرة‪ 2018 -‬املجرى من قبل وزارة الصحة تالحظ وجود تباينات ف ــي مع ــدل الخصوب ــة حسـ ــب وسـ ــط اإلقامة واملستـ ــوى التعلي ــمي‬
‫ومؤشـ ــر الثـ ــروة‪ ،‬حيث بلغ ‪ 2,12‬طفل لكل سيدة في الوسط الحضري‪ ،‬مقابل ‪ 2,80‬في الوسط القروي‪ ،‬و‪ 1,64‬بين النساء الحاصالت على املستوى التعليمي الثانوي فأعلى مقابل ‪2,54‬‬
‫بين السيدات بدون شهادة‪ ،‬كما بلغ معدل الخصوبة ‪1,97‬بين سيدات السر الغنية مقابل ‪ 2,69‬بين سيدات السر الفقيرة‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبذلك تشكل عدد القاصرات المهات ما نسبته ‪ ،% 82,65‬في حين أن القاصرات التي لم‬
‫يسبق لهن الوالدة لم تتجاوز نسبتهن ‪.% 17,35‬‬

‫وهذا يدل على أن ظاهرة الزواج املبكر تتحد مع ظاهرة أخرى ال تقل عنها خطورة‪ ،‬هي ظاهرة‬
‫الوالدة املبكرة‪ ،‬وعدم تنظيم السرة‪ ،‬إذ تظهر هذه النتائج أن القاصرات املتزوجات يلدن في وقت مبكر‬
‫ً‬
‫جدا‪ ،‬وفي الغالب في السنة الولى من الزواج‪ ،‬وعلى أبعد تقدير خالل السنة الثانية منه‪ ،‬وذلك راجع‬
‫بالساس إلى‪:‬‬
‫‪ ‬املستوى التعليمي املتدني للقاصر وأسرتها وزوجها‪ ، 127‬مما يؤدي إلى الجهل بقواعد‬
‫تنظيم السرة وأهمية ذلك‪ ،‬والجهل بخطورة الحمل والوالدة املبكرين على صحة الم والطفل معا؛‬
‫‪ ‬مفهوم الخصوبة لدى الفئات الهشة‪ ،‬والتي تعتبر أن إنجاب الوالد هو وسيلة لتحصين‬
‫السرة والحفاظ على تماسكها؛‬
‫‪ ‬التأخر في اإلنجاب في الوساط الشعبية مرتبط أساسا بفكرة عقم املرأة‪ ،‬الش يء الذي‬
‫يجعل تأخر القاصر املتزوجة في اإلنجاب ‪-‬في حالة تفكيرها في تنظيم أسرتها‪ -‬وتأخير مسألة الحمل‬
‫والوالدة إلى الوقت املناسب محط ازدراء الزوج وأسرته‪ ،‬ووصمها بوصمة العقم‪ ،‬فيبدأ التفكير جديا‬
‫في مسألة الطالق أو التعدد عليها؛‬

‫‪ - 127‬أكدت وزارة الصحة من خالل خالصات املسح الوطني حول السكان وصحة السرة‪ 2018 -‬أن التعليم يرتبط بالعوامل الديموغرافية فيساعد على تحسين نوعية الحياة إذ يساعد‬
‫في الحد من ارتفاع معدالت الخصوبة والوفيات‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬النظرة املجتمعية لدور املرأة في البيت واملجتمع‪ ،‬فمهمتها تقتصر في املنظور الشعبي‬
‫على إنجاب الطفال‪ ،‬وتربيتهم وخدمة الزوج والعائلة‪.‬‬
‫‪‬مكان الوالدة‬
‫إن الظروف االجتماعية السيئة وانخفاض املستوى التعليمي‪ ،‬وتفش ي الجهل والهشاشة‪،‬‬
‫تحد بشكل كبير من فعالية البرامج واملجهودات التي تبذلها الدولة للنهوض بصحة الم والطفل‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار فإن توزيع أماكن الوضع لدى العينة املستجوبة توزعت كالتالي‪:‬‬

‫مكان الوالدة‬
‫الوالدة في المستشفى‬
‫‪%69,98‬‬

‫الوالدة في المنزل‬
‫الوالدة في دار األمومة‬ ‫‪%26,37‬‬
‫‪%3,65‬‬

‫يظهر مما سبق أنه رغم أن نسبة مهمة من القاصرات اللواتي أنجبن أوالدهن تحت رعاية‬
‫طبية‪ ،‬سواء باملستشفيات أو دور المومة‪ ،‬فإن أسبابا مختلفة مرتبط بعضها بالبنية التحتية‬
‫والتنمية املجالية‪ ،‬خاصة الشبكة الطرقية ووسائل النقل املناسبة‪ ،‬وبنيات االستقبال الصحية‪،‬‬
‫وبعضها اآلخر بالوضع االقتصادي لألسرة‪ ،‬أو بالعوامل الثقافية واالجتماعية‪ ،‬دفعت ‪ 672‬من‬
‫القاصرات إلى االضطرار لوضع أبنائهن باملنزل‪ ،‬بنسبة بلغت ‪ ، % 26,37‬وهو ما يشكل خطرا كبيرا على‬
‫حياة الم واملولود معا‪ ،‬بسبب غياب وسائل التدخل في حالة وقوع مضاعفات‪ ،‬أو بسبب استعمال‬
‫وسائل بدائية‪ ،‬أو وسائل وطرق مضرة في التوليد من طرف القابالت غير الخاضعات لتكوين‬
‫متخصص‪ ،‬مما يشكل خطرا على صحة المهات واملواليد الجدد‪..‬‬

‫‪155‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬كيفية الوالدة‬
‫ال يخفى أن الحمل له تبعات صحية خطيرة على القاصرات‪/‬املراهقات‪ ،‬نظرا للمجهود الكبير‬
‫الذي تتحمله أجسادهن‪ ،‬وهو ما يؤثر على عملية الوالدة بشكل كبير‪. 128‬‬

‫وفي هذا اإلطار فإن النتائج املستخلصة من الدراسة امليدانية تفيد أن ما نسبته ‪% 40,93‬‬
‫فقط من القاصرات المهات املستجوبات ‪-‬البالغ عددهن ‪ -1901‬ولدن بطريقة طبيعية‪ ،‬فيما ‪59,07‬‬
‫‪ %‬منهن احتجن إلى تدخل جراحي عن طريق شق منطقة العجان‪ 129‬إلفساح املجال لخروج الطفل‬
‫بشكل أسهل (ما يسمى بالغرز) أو عن طريق العمليات القيصرية‪.‬‬

‫ولعل السبب الرئيس ي في ذلك يعود لعدم جاهزية جسم الطفلة املتزوجة لتحمل أعباء الحمل‬
‫والوالدة‪ ،130‬وهو ما يؤدي ليس إلى اإلضرار بالقاصر املتزوجة وحدها‪ ،‬بل يؤثر أيضا على أوالدها‪.‬‬

‫‪ 128‬حسب منظمة الصحة العاملية فإنه يترتب على الحمل املبكر بين املراهقات عواقب وخيمة على صحة المهات املراهقات وأطفالهن‪ .‬وتعد مضاعفات الحمل والوالدة السبب الرئيس ي‬
‫للوفاة بين الفتيات الالتي تتراوح أعمارهن بين ‪ 15‬و‪ 19‬سنة على الصعيد العاملي‪ ،‬حيث تمثل البلدان املنخفضة واملتوسطة الدخل ‪ ٪99‬من وفيات المهات في العالم لدى النساء الالتي‬
‫تتراوح أعمارهن بين ‪ 15‬و‪ 49‬سنة‪ ،‬وتواجه المهات املراهقات الالتي تتراوح أعمارهن بين ‪ 10‬و‪ 19‬سنة قدرا أكبر من مخاطر اإلصابة بالتسمم الحملي (االرتعاج) والتهاب بطانة الرحم‬
‫النفاس ي وحاالت العدوى املجموعية مقارنة بالنساء الالتي تتراوح أعمارهن بين ‪ 20‬و‪ 24‬سنة‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تخضع حوالي ‪ 3.9‬مليون من الفتيات الالتي تتراوح أعمارهن بين ‪15‬‬
‫و‪ 19‬سنة لإلجهاض غير املأمون سنويا‪ ،‬مما يساهم في وفيات ومرض المهات وفي ظهور مشاكل صحية طويلة الجل ‪ " .‬حمل املراهقات" بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ،2020‬على صفحة الوقائع‬
‫من املوقع الرسمي ملنظمة الصحة العاملية‪.‬‬
‫نظرا لضعف نبضات قلب الجنين‪ ،‬أو الحتياج الطبيب الستخدام‬ ‫‪ 129‬قطع جراحي بواسطة املقص لنسجة قناة الوالدة قبيل والدة رأس الجنين‪ ،‬ويلجأ إليه في العادة لتسريع الوالدة ً‬
‫امللقط الوالدي أو الشفاط‪.‬‬
‫‪ 130‬تواجه المهات املراهقات (الالئي تتراوح أعمارهن بين ‪ 10‬و‪ 19‬سنة) قدرا أكبر من مخاطر اإلصابة بالتسمم الحملي (االرتعاج) والتهاب بطانة الرحم النفاس ي وحاالت العدوى‬
‫املجموعية مقارنة بالنساء الالئي تتراوح أعمارهن بين ‪ 20‬و‪ 24‬سنة‪ ،‬ويواجه الطفال املولودين لمهات مراهقات قدرا أكبر من مخاطر انخفاض الوزن عند الوالدة‪ ،‬والوالدة املبتسرة‪،‬‬
‫وإصابة حديثي الوالدة بأمراض وخيمة‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2- 1- 3‬األوالد‬

‫كشفت الدراسة على مؤشرات مقلقة تتعلق بعدد الوالد الذين تم إنجابهم‪ ،‬وعدد حاالت‬
‫اإلجهاض أو عدم استهالل املولود‪ ،‬وكذا عدد املولودين الذين توفوا بعد الوالدة‪.‬‬

‫‪ ‬عدد األوالد‬
‫كما سبق بيانه‪ ،‬فإن نتائج الدراسة كشفت على أنه من بين ‪ 2300‬قاصر مستجوبة‪ ،‬أصبحت‬
‫‪ 1901‬أمهات‪ ،‬لهن ما بين طفل واحد وثالثة أطفال‪.‬‬
‫‪04‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫عدد األوالد‬
‫‪00‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪1370‬‬ ‫‪399‬‬ ‫مجموع الحاالت‬

‫إذ أن ‪ 1370‬منهن لهن ولد واحد‪ ،‬و‪ 505‬لهن ولدين اثنين‪ ،‬فيما ‪ 26‬منهن لهن ثالثة أوالد‪،‬‬
‫ناتجة عن ‪ 2838‬حالة حمل‪ ،‬وكل ذلك وفق النسب التالية‪:‬‬

‫عدد أوالد القاصر‬

‫ً‬
‫وأخذا بعين االعتبار أن الدراسة انصبت على القاصرات املتزوجات بين سنتي ‪ 2015‬و‪،2018‬‬
‫ً‬
‫فإنه يظهر مستوى الخصوبة الكبير الذي تتمتع به هؤالء العينات‪ ،‬وهو ما يشكل خطرا كبيرا على‬
‫صحتهن وصحة أوالدهن حاال ومستقبال‪ ،‬ورفع احتمال إصابتهم بإعاقات أو الوفاة أثناء أو بعد‬
‫الوالدة‪ ،‬كما يعرض الم في مختلف مراحل الحمل لإلجهاض‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬الحالة الصحية لألوالد‬


‫كشفت اإلحصائيات املتوصل إليها إلى أن ما مجموعه ‪ 407‬حالة من العينات املستجوبة‪،‬‬
‫أصبن أو أوالدهن بمشاكل خطيرة جدا‪ ،‬فمن بين أولئك الوالد من ولد بإعاقات جسدية‪ ،‬ومنهم من‬
‫توفي بعد والدته بمدة‪ ،‬فيما حاالت أخرى تعرضت فيها القاصر لإلجهاض أو عدم استهالل مولودها‪،‬‬
‫وكلها حاالت يلخصها الجدول التالي‪:‬‬

‫عدد حاالت املشاكل الخطيرة‬


‫عدد حاالت االجهاض‬ ‫حاالت األوالد املتوفين‬ ‫حاالت األوالد‬
‫املجموع‬
‫أو عدم االستهالل‬ ‫بعد الوالدة‬ ‫املصابين بإعاقة‬
‫‪407‬‬ ‫‪290‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪27‬‬

‫إذا احتسبت النسب املئوية لهذه الحاالت من عدد املرات التي وقع فيها حمل والتي هي‪:‬‬

‫‪2838 = 290 + 2548‬‬


‫سيتضح أنها تشكل حوالي‪ ،% 14,34 :‬وهي نسبة عالية جدا‪ ،‬موزعة وفق النسب أسفله‪.‬‬

‫األبناء األسوياء‬
‫‪%85,79‬‬

‫عدد مرات اإلجهاض أو‬


‫عدم استهالل المولود‬
‫‪%10,12‬‬

‫األبناء الذين توفوا بعد‬ ‫األبناء المصابين‬


‫الوالدة‬ ‫بإعاقة‬
‫‪%3,14‬‬ ‫‪%0,94‬‬

‫‪158‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫استنتاجات‬
‫تظهر املعطيات سالفة الذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إن الزواج املبكر يترافق عادة مع الحمل واإلنجاب املبكرين‪ ،‬وغياب فكرة تنظيم السرة‬
‫لدى الزوجين‪ ،‬بسبب ضعف الوعي‪ ،‬وغلبة املوروث الشعبي حول دور املرأة في البيت‪ ،‬وحول مفهوم‬
‫السرة ؛‬
‫‪ ‬الزواج والحمل املبكرين يؤديان إلى مخاطر صحية جمة على القاصر نفسها‪ ،‬وعلى‬
‫أوالدها‪ ،‬إذ يؤدي إلى الرفع من نسبة احتمال إصابة املولود بإعاقة‪ ،‬وارتفاع نسبة وفاة املواليد‬
‫الجدد‪ ،‬يرفع بشكل كبير مخاطر اإلجهاض؛‬
‫‪ ‬حاالت كثيرة من القاصرات املتزوجات ال يستطعن الوالدة بشكل طبيعي‪ ،‬مما يضطر‬
‫الطقم الطبية إلى التدخل الجراحي؛‬
‫‪ ‬شريحة مهمة من القاصرات املتزوجات ال يستفدن من املراقبة الطبية لحملهن‬
‫وللوالدة التي تتم في كثير من الحيان في منزل العائلة في غياب أي رعاية طبية‪ ،‬وباستخدام وسائل‬
‫بدائية وخطرة‪ ،‬مما يرفع من احتمال وقوع إصابات‪.‬‬

‫‪ 3 -1- 3‬الحالة الصحية‬

‫إن الوقوف على الحالة الصحية للقاصر بعد الزواج‪ ،‬يستلزم البحث في المراض التي أصيبت‬
‫بها بعد الزواج‪ ،‬وسببها‪ ،‬ومدى قدرتها على الوصول إلى الخدمات الطبية واالستفادة منها‪.‬‬

‫‪‬هل أصيبت بأمراض بعد الزواج؟‬


‫أبانت اإلحصائيات املتوصل إليها أن من بين مجموع القاصرات املستجوبات‪ ،‬صرحت ‪855‬‬
‫حالة أنها أصيبت بعد زواجها بأمراض ناتجة مباشرة عن تبعات الزواج‪ ،‬وهو ما يشكل نسبة وصلت‬
‫إلى أكثر من ‪ ،% 37‬بينما ‪ % 62,83‬فقط صرحن أنهن لم يصبن بأمراض ناتجة عن الزواج‪ ،‬وهذا يؤكد‬
‫التبعات الصحية للزواج املبكر‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫نسبة اإلصابة بأمراض‬


‫ناتجة عن الزواج‬ ‫اإلصابة بأمراض ناتجة عن تبعات الزواج‬

‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬


‫‪%37,17‬‬
‫‪1445‬‬ ‫‪855‬‬
‫ال‬
‫‪%62,83‬‬

‫‪ ‬أسباب األمراض التي أصيبت بها‬


‫لقد بينت اإلجابات التي أفضت بها القاصرات املستجوبات‪ ،‬واللواتي أصبن بأمراض بعد‬
‫الزواج بسبب اآلثار املباشرة لتكاليف هذا الزواج الصحية‪ ،‬والنفسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والقانونية‪،‬‬
‫والبالغ عددهن ‪ 855‬حالة‪ ،‬أن تلك المراض ناتجة في أغلبها عن آثار الوالدة بما مجموعه ‪ 489‬حالة‪،‬‬
‫والعالقة الجنسية مع الزوج ب ‪ 31‬حالة‪ ،‬وممارسة هذا الخير العنف في حق الزوجة القاصر ب ‪24‬‬
‫حالة‪ ،‬فيما توزعت ‪ 341‬حالة أخرى على أسباب مختلفة‪.131‬‬

‫أسباب اإلصابة باملرض‬


‫‪500‬‬
‫‪450‬‬
‫‪341‬‬
‫‪400‬‬
‫‪350‬‬
‫‪300‬‬
‫‪250‬‬ ‫‪489‬‬
‫‪200‬‬ ‫األمراض الناتجة عن تبعات الزواج‬
‫‪150‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪50‬‬
‫‪0‬‬
‫بسبب الوالدة‬ ‫بسبب آخر‬ ‫بسبب الوطء‬ ‫بسبب العنف‬

‫‪ 131‬هذه السباب توزعت بين الضغط النفس ي‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والحوادث الناتجة عن القيام بأشغال البيت وغيرها‪.......‬‬

‫‪160‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبالتالي فإن الوالدة تشكل السبب الول لألمراض التي تلحق بالقاصرات املتزوجات بنسبة‬
‫تجاوزت ‪ ،% 55‬يليها الوطء بنسبة ‪ ،% 3,50‬والعنف بنسبة ‪.% 2,71‬‬
‫األمراض الناتجة عن تبعات الزواج‬

‫بسبب الوالدة‬
‫‪%55,25‬‬

‫بسبب العنف‬
‫‪%2,71‬‬

‫بسبب الوطء‬
‫‪%3,50‬‬
‫بسبب آخر‬
‫‪%38,53‬‬

‫وإذا أضيف لهذه اإلحصائيات ما سبق بسطه بخصوص عدد حاالت اإلجهاض‪ ،‬ووفيات‬
‫املولودين الجدد‪ ،‬والوالد املصابين بإعاقة‪ ،‬وكذا عدد الحاالت اللواتي يحتجن إلى تدخل جراحي في‬
‫الوالدة‪ ،‬يتحقق دليل قاطع على الخطر الذي يشكله الزواج املبكر على صحة القاصرات املتزوجات‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية‬


‫تكتس ي القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية‪ ،‬نفس الهمية التي يكتسيها وجود هذه‬
‫الخدمات نفسها‪ ،‬فإن توفرت الخدمات الصحية بجودة عالية‪ ،‬فإن االستفادة منها تبقى محدودة في‬
‫غياب إجراءات ووسائل الولوج إليها‪.‬‬
‫لذا عملت الدراسة على استقصاء مدى استفادة الحاالت التي شملتها من الرعاية صحية‪،‬‬
‫والجهة التي تقدم لها تلك الرعاية‪ ،‬ومدى استفادتها من التغطية الصحية‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫فعلى مستوى الرعاية الصحية أكدت ‪ 343‬حالة بأنهن لم يتلقين أي رعاية صحية‪ ،‬بنسبة‬
‫بلغت ‪.% 14 ,91‬‬
‫استفادة القاصرات من رعاية صحية‬

‫تلقت رعاية صحية‬


‫‪%85,09‬‬

‫لم تتلق رعاية صحية‬


‫‪%14,91‬‬

‫‪ ‬الجهة التي تقدم الخدمات الصحية‬


‫أظهرت النتائج التي تم التوصل إليها أن عدد القاصرات اللواتي لم يسبق لهن أن استفدن من‬
‫الخدمات التي توفرها املستشفيات العمومية بلغ ‪ 719‬حالة‪ ،‬بنسبة وصلت إلى ‪ ،% 31,26‬أما اللواتي‬
‫استفدن من خدمات هذه املستشفيات فقد بلغ عددهن‪ 1581 :‬حالة‪ ،‬بنسبة وصلت إلى ‪.% 68,74‬‬

‫تلقي الرعاية الصحية بمستشفى عمومي‬


‫نعم‬
‫‪%68,74‬‬

‫ال‬
‫‪%31,26‬‬

‫أما القاصرات الالئي لم يسبق لهن التطبيب لدى الطباء واملؤسسات االستشفائية الخاصة‬
‫فقد بلغ عددهن ‪ 1229‬حالة‪ ،‬بنسبة تجاوزت سقف ‪ ، % 53‬في حين أن املستفيدات من خدمات هذا‬
‫القطاع لم يتجاوزن ‪ 1074‬حالة‪ ،‬والتي شكلت ما نسبته ‪.132 % 46,63‬‬

‫‪ 132‬يالحظ أن مجموع القاصرات اللواتي استفدن من خدمات الصحية العمومية والالتي استفدن من الخدمات الصحية لدى القطاع الخاص يتجاوز عدد القاصرات املستجوبات‪،‬‬
‫وهذا راجع إلى أن بعضهن يستفدن من خدمات القطاعين معا‪ ،‬فكان لزاما احتسابهن ضمن الفئتين‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫تلقي الرعاية الصحية بالقطاع الخاص‬


‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪%53,37‬‬ ‫‪%46,63‬‬

‫ويكشف هذا املعطى عن ضعف استفادة هذه الفئة من الخدمات الصحية سواء كانت‬
‫عمومية أو خاصة‪ ،‬وترتفع أكثر نسبة غير املستفيدات من خدمات القطاع الصحي الخاص بالنظر‬
‫إلى مستواهن املادي الذي تطغى عليه قصر ذات اليد‪ ،‬بالنظر إلى املستوى االجتماعي لزواجهن‬
‫وأسرهن‪ ،‬والذي يظهر من خالل ما سبق تحليله من معطيات اقتصادية خاصة بعائلة القاصر‪،‬‬
‫وزوجها‪ ،‬وما سيأتي من معطيات أخرى الحقا‪.‬‬

‫‪ ‬مدى االستفادة من التغطية الصحية‬


‫كما هو الشأن بالنسبة للولوج إلى الخدمات الصحية؛ كشفت النتائج املستخلصة من‬
‫الدراسة أن عددا ال يستهان به من القاصرات املستجوبات ال يتوفرن على أي تغطية صحية‪ ،‬إذ بلغ‬
‫عددهن‪ 1037 :‬حالة‪ ،‬حيث وصلت نسبتهن إلى أكثر من ‪ ،% 45‬مقابل ‪ 564‬مستفيدة فقط من‬
‫التغطية الصحية بنسبة لم تتجاوز ‪ ،% 24,52‬أما املستفيدات من نظام املساعدة الطبية‬
‫(‪ )R.A.M.E.D‬فبلغ عددهن ‪ 699‬حالة بنسبة تجاوزت بقليل ‪.%30‬‬
‫غيرمستفيدة من‬ ‫االستفادة من التغطية الصحية‬
‫التغطية الصحية‬
‫‪%45,09‬‬

‫مستفيدة من‬ ‫مستفيدة من‬


‫التغطية الصحية‬ ‫‪RAMED‬‬
‫‪%24,52‬‬ ‫‪30,39%‬‬

‫‪163‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبذلك تكون النسبة اإلجمالية لغير املستفيدات من التغطية الصحية قد بلغت ‪،% 75,48‬‬
‫بعدد إجمالي قدره ‪ 1736‬حالة‪.‬‬
‫النسبة الكلية للمستفيدات من التغطية الصحية‬

‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪%75,48‬‬ ‫‪%24,52‬‬

‫ويعزى هذا النقص الكبير في االستفادة من التغطية الصحية بالساس‪ ،‬إلى كون النشاط‬
‫االقتصادي الذي يمارسه أزواج هؤالء القاصرات يكون في الغالب نشاطا غير مهيكل‪ ،‬ال يسمح للزوج‬
‫بالتوفر على أي نظام للتغطية الصحية‪ ،133‬ونفس المر بالنسبة للنشاط االقتصادي الذي تمارسه‬
‫هؤالء القاصرات –إن كن يمارسن نشاطا‪.-‬‬
‫استنتاجات‬
‫تسمح املعطيات التي سبق بسطها أعاله باالستنتاجات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إن الزواج املبكر يرفع بشدة احتمال اإلصابة بأمراض ناتجة عن تبعات الزواج‪،‬‬
‫وخاصة تلك الناتجة عن مشاق الحمل والوطء؛‬
‫‪ ‬أن أغلب القاصرات املتزوجات يكن محرومات من الوصول إلى الخدمات الصحية‬
‫املالئمة‪ ،‬أو على القل يصلن إلى بعضها بصعوبة بالغة‪134‬؛‬
‫‪ ‬أن أغلب القاصرات املتزوجات محرومات من التغطية الصحية‪.‬‬

‫‪ 133‬أولت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد للمملكة أهمية بالغة لقضية التغطية الصحية‪ ،‬فجعلته من أهم الركائز والليات التي يقوم عليها االختيار االستراتيجي الثالث من‬
‫املحور الثالث والخاص ضمان الولوج لخدمات صحية ذات جودة وللحماية الصحية باعتبارها حقوقا أساسية للمواطنين‬
‫‪ 134‬اهتم النموذج التنموي الجديد بالقدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية من خالل مجموعة من اآلليات الجديدة املبتكرة‪ ،‬للوصول إلى خدمات صحية على ثالث مستويات أولها‬
‫املستوى الجماعاتي‪ ،‬ومن بين تلك اآلليات دعم التطبيب عن بعد في املناطق النائية‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2- 3‬الوضعية القانونية والعائلية بعد الزواج‬


‫إن من شأن الكشف عن الوضعية القانونية واالجتماعية التي أصبحت عليها القاصر بعد‬
‫زواجها‪ ،‬أن يميط اللثام على حقيقة هذا النوع من الزواج‪ ،‬وما يترتب عنه‪ ،‬واالتجاه الذي يسير فيه‬
‫نحو الفشل أو نحو النجاح‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬فقد تم التركيز بخصوص الوضعية القانونية والعائلية للقاصرات‬
‫املستجوبات في البحث على ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مدى مباشرتها للدعوى القضائية الناتجة عن الزواج وآثاره؛‬


‫‪ ‬مدى تعرضها للعنف الزوجي في مختلف تجلياته؛‬
‫‪ ‬حالة أبنائها القانونية؛‬
‫‪ ‬وضعيتها العائلية الحالية‪.‬‬

‫‪ 1- 2- 3‬الدعاوى القضائية الناتجة عن الزواج‬

‫يمكن أن تنتج عن الزواج مجموعة من الدعاوى القضائية‪ ،‬منها ما يرمي إلى انهاء العالقة‬
‫الزوجية برمتها‪ ،‬ومنها ما هو ناتج عن آثار الزواج‪.‬‬
‫وباالستقصاء حول الدعاوى التي كانت القاصرات املستهدفات بالدراسة موضوع لها تبين ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪‬دعاوى انحالل ميثاق الزوجية‬


‫لقد اظهرت النتائج املتوصل إليها أن ‪ 183‬حالة من بين املستجوبات كانت موضوع دعوى‬
‫النحالل ميثاق الزوجية‪ ،‬وهو ما يشكل نسبة مهمة وصلت إلى ‪.% 7,96‬‬

‫‪165‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وباستحضار أن الدراسة استهدفت املتزوجات بين سنتي ‪ 2015‬و‪ 2018‬فقط‪ ،‬يظهر أن عدد‬
‫مهما من هذا النوع من الزواج يكون مآله إنهاء العالقة الزوجية خالل السنوات الولى منه‪ ،‬بسبب‬
‫الضعف الفكري وانعدام التجربة لدى القاصر‪ ،‬ونظرا لفارق السن الكبير‪ ،‬الذي يكون في العادة بينها‬
‫ً ً‬
‫وبين زوجها –كما سبق بيانه‪ -‬مما يسبب اختالفا كبيرا في وجهات النظر‪ ،‬وطريقة التفكير‪ ،‬وانتظارات‬
‫الطرفين من بعضهما البعض‪.‬‬

‫دعوى انحالل ميثاق الزوجية‬


‫نعم‬
‫‪%7,96‬‬

‫ال‬
‫‪%92,04‬‬

‫‪‬دعاوى ثبوت الزوجية‬


‫شكلت دعوى سماع الزوجية ‪-135‬قبل انتهاء الفترة االنتقالية التي كانت مخصصة لها ‪-‬رافدا‬
‫مهما للزواج‪ ،‬وقد تم استغاللها من طرف الكثير في التحايل على مقتضيات املادة ‪ 20‬من مدونة السرة‬
‫املتعلقة بشروط زواج القاصر‪.136‬‬

‫‪ 135‬نصت الفقرة الخيرة من املادة ‪ 16‬من مدونة السرة على أنه‪ :‬يعمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى خمسة عشر سنة ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز‬
‫التنفيذ‪ .‬وقد تم تمديدها ملرتين فقط إلى حدود الن‪.‬‬
‫‪ 136‬تنص املادة ‪ 20‬من مدونة السرة على أنه‪ :‬لقاض ي السرة املكلف بالزواج‪ ،‬أن يأذن بزواج الفتى والفتاة دون سن الهلية املنصوص عليه في املادة ‪ 19‬أعاله‪ ،‬بمقرر معلل يبين فيه‬
‫املصلحة والسباب املبررة لذلك‪ ،‬بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي واالستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي‪.‬‬
‫مقرر االستجابة لطلب اإلذن بزواج القاصر غير قابل لي طعن‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وفي هذا اإلطار تبين أن اثنتين من القاصرات املتزوجات كن موضوعا لهذا النوع من الدعاوى‪،‬‬
‫بنسبة استقرت في‪ % 0,09 :‬من مجموع القاصرات املتزوجات‪.‬‬
‫دعوى ثبوت الزوجية‬
‫ال‬
‫‪%99,91‬‬

‫نعم‬
‫‪%0,09‬‬

‫وإن كانت هذه النسبة تبدو ضئيلة‪ ،‬إال أن عددا ال يستهان به من الزيجات ال تزال غير موثقة‪،‬‬
‫ولعل السبب الساس في ذلك يرجع إلى غياب فكرة التوثيق برمتها ‪-‬كيفما كان نوعها وموضوعها بما‬
‫فيها التصرفات املالية والعقارية‪ -‬لدى الكثير من الساكنة القروية‪ ،‬الذين تسيطر عليهم مجموعة من‬
‫املفاهيم التقليدية كمفهوم "الكلمة"‪ ،137‬وال يخرج الزواج عن هذا املنظور للمعامالت‪ ،‬خاصة في‬
‫املناطق التي تعرف انتشارا كبيرا لألمية‪ ،‬كما أن ظاهرة الترحال التي تعرفها العديد من جماعات إقليم‬
‫أزيالل‪ ،‬الذي كان مجاال للدراسة امليدانية‪ ،‬تساهم بشكل كبير في انتشار الزواج غير املوثق‪ ،‬وهو ما‬
‫يترتب عنه بالنتيجة غياب التسجيل بالحالة املدنية‪ ،‬وبالتالي انتشار ظاهرة الهدر املدرس ي‪ ،‬هذا فضال‬
‫على أن الحمالت اإلعالمية‪ ،‬وحمالت التحسيس‪ ،‬التي سبقت انتهاء الفترة االنتقالية الولى لسماع‬
‫دعوى ثبوت الزوجية‪ ،‬وما صاحبها من جلسات تنقلية نظمتها املحكمة االبتدائية بإقليم أزيالل –على‬
‫غرار باقي محاكم اململكة‪ ، -‬والتي تم خاللها توثيق عدد كبير من هذه الزيجات‪ ،‬رسخت لدى الكثير من‬
‫الشرائح االجتماعية فكرة انتهاء املدة االنتقالية لسماع الدعوى‪ ،‬دون أن يدركوا أنه تم فتح بابها من‬
‫جديد‪ ،‬لكون الزخم اإلعالمي والتحسيس ي الذي قام به كل الفاعلين قبيل انتهاء الفترة الولى‪ ،‬خفت‬
‫بشكل كبير خالل الفترة الثانية‪ ،‬سواء بعد فتحها أو قبيل نهايتها‪.‬‬

‫‪ 137‬االتفاقات الشفوية في الكثير من املناطق تكتس ي "قدسية" خاصة لدى الساكنة‪ ،‬وهو ما تعبر عنه املقولتان الشعبيتان‪" :‬الرجل هو الكلمة"‪ ،‬و"الرجل يربط من لسانه"‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪‬دعوى النفقة‬
‫طبقا لحكام مدونة السرة املغربية‪ ،‬فإن من بين أهم آثار الزواج وجوب نفقة الزوجة على‬
‫زوجها‪ .‬وفي هذا اإلطار فقد أظهرت الدراسة أن ‪ 76‬من القاصرات املتزوجات اضطررن إلى اللجوء إلى‬
‫القضاء الستيفاء حقهن في النفقة‪ ،‬بنسبة ‪ % 3,30‬من مجموع املستجوبات‪ ،‬وبالتالي كن ضحية عنف‬
‫اقتصادي مورس في حقهن من قبل شريك حياتهن‪.‬‬
‫وهذا المر وارد جدا في ظل ما سبق تحليله من طبيعة النشاط االقتصادي للزوج‪.‬‬
‫دعوى النفقة‬ ‫نعم‬
‫‪%3,30‬‬

‫ال‬
‫‪%96,70‬‬

‫‪‬دعوى ثبوت النسب‬


‫سيرا على نفس املنوال فقد كشفت الدراسة على أن ‪ 04‬من بين القاصرات اللواتي تم‬
‫التواصل معهن‪ ،‬اضطررن لرفع دعوى ثبوت نسب في مواجهة أزواجهن‪.‬‬
‫ولئن كانت النسبة العامة لهذه الدعاوى تبدو ضعيفة‪ ،‬حيث استقرت في ‪ ،% 0,17‬فإن هذا‬
‫المر ينطوي على خطورة كبيرة‪ ،‬لكونه يشكل في عمقه عنفا مزدوجا‪ ،‬موجها من طرف الزوج ضد‬
‫القاصر نفسها‪ ،‬وضد مولودها‪.‬‬
‫دعوى ثبوت النسب‬
‫نعم‬
‫‪%0,17‬‬

‫ال‬
‫‪%99,83‬‬

‫‪168‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪‬دعوى الحالة املدنية‬


‫ما قيل عن دعوى ثبوت النسب يسري أيضا على دعوى الحالة املدنية‪ ،‬إذ كشفت النتائج‬
‫التي تم التوصل إليها إلى أن ‪ 12‬حالة سبق أن لجأن إلى القضاء عن طريق دعوى الحالة املدنية‪ ،‬حتى‬
‫يتمكن من تسجيل أبنائهن بالحالة املدنية‪ ،‬وبالتالي تمكينهم من حقهم الطبيعي والدستوري في الهوية‪،‬‬
‫وبذلك شكلن ما نسبته ‪ % 0,52‬من مجموع املستجوبات‪ ،‬وهذا الحرمان من الحق في التسجيل في‬
‫الحالة املدنية –مهما كانت أسبابه‪ -‬يشكل بدوره نوعا من أنواع العنف املعنوي املزدوج املوجه ضد‬
‫القاصر وأوالدها‪.‬‬

‫دعوى الحالة مدنية‬ ‫ال‬


‫‪%99,48‬‬

‫نعم‬
‫‪%0,52‬‬

‫‪ ‬حاالت تعدد الزوجات‬


‫يعتبر تعدد الزوجات بحق من أخطر أنواع العنف املعنوي والنفس ي الذي يمس باالستقرار‬
‫السري واالجتماعي للقاصرات املتزوجات‪ ،‬ويجعلهن يعشن حالة من عدم االستقرار داخل أسرهن‪،‬‬
‫خاصة أن التعدد يصاحبه في كثير من الحيان مس خطير بحقوق الزوجة الولى على جميع املستويات‪،‬‬
‫وقد ترافقه أنواع أخرى من العنف الجسدي والنفس ي واالقتصادي‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وقد أظهرت اإلحصائيات املستنتجة من الدراسة أن نسبة ‪ % 4,39‬من الحاالت املستجوبات‬


‫بما مجموعه ‪ 101‬حالة يتعرضن لضغوط مختلفة مرتبطة برغبة الزوج في التعدد‪ ،‬وبالتالي للموافقة‬
‫لزواجهن بالزواج من امرأة ثانية‪ ،‬منهن واحدة (‪ )01‬تعدد زوجها عليها فعال‪.‬‬
‫حاالت تعدد الزوجات‬

‫نعم‬
‫‪%4,39‬‬

‫ال‬
‫‪%95,61‬‬

‫وال يخفى أن انتشار ظاهرة الزواج غير املوثق تزيد من استفحال هذه الظاهرة‪ ،‬حيث يلتجئ‬
‫البعض إلى التعدد عن طريق زواج الفاتحة‪ ،‬مما يدخل كتلة معتبرة من حاالت التعدد دائرة الظل‪،‬‬
‫فتبقى مخفية عن اإلحصائيات الرسمية‪.‬‬
‫استنتاجات‬
‫تبعا للمعطيات السالف بسطها يمكن استنتاج ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يتبين أن ما مجموعه ‪ 278‬حالة من القاصرات املستجوبات كن مرة واحدة على القل‬
‫موضوع إحدى الدعاوى القضائية املشار إليها والناتجة عن الزواج‪ ،‬وهو ما يشكل نسبة عامة وصلت‬
‫إلى ‪ % 12,08‬من مجموع القاصرات املستجوبات‪.‬‬
‫يظهر أن القاصرات املتزوجات يعشن حالة من عدم االستقرار السري تصل إلى حد‬ ‫‪‬‬
‫اضطرارهن للجوء للقضاء من أجل إما إنهاء العالقة الزوجية‪ ،‬أو رفع نوع من أنواع العنف‬
‫االقتصادي واملعنوي والقانوني الذي يتعرضن له (نفقة ‪ +‬تسجيل الوالد بالحالة املدنية ‪+‬إثبات‬
‫نسب الوالد)‪.‬‬
‫‪ ‬يتبين أن نسبة مهمة من القاصرات املتزوجات يكن عرضة لخطر التعدد عليهن‪ ،‬أو‬
‫على القل يتعرضن لضغوط للقبول بذلك‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬ضرورة استحضار الرقم السود املخفي الخاص بعدد الحاالت التي لم تستطع اللجوء‬
‫أو الولوج إلى القضاء لرفع دعوى‪ ،‬إذ أن عددا كبيرا من النساء وخاصة القاصرات منهن ال يلتجأن‬
‫إلى القضاء لرفع الضرر الذي يحيق بهن‪ ،‬وبدال من ذلك يلتجئن إلى وسائل بديلة كالوساطة العائلية‪،‬‬
‫أو أنهن ‪-‬وهذا هو الغالب‪ -‬يجبرن على الرضوخ لألمر الواقع ويستسلمن له‪ .‬فضال عن حاالت التعدد‬
‫املسكوت عنها‪ ،‬والتي تتم بواسطة زواج الفاتحة‪.‬‬

‫‪ 2- 2- 3‬حاالت التعرض للعنف‬

‫يبقى العنف املبني على النوع االجتماعي هاجسا يؤرق الدولة واملجتمع على حد سواء‪ ،‬وما‬
‫فتئت تبذل جهودا حثيثة للقضاء عليه من خالل سن قوانين ووضع آليات‪ ، 138‬كما جعلته رئاسة‬
‫النيابة العامة أولوية أولوياتها من خالل مجموعة من املبادرات واالستراتيجيات التي ترمي إلى مأسسة‬
‫آليات التعامل القضائي مع هذا النوع من العنف‪.139‬‬

‫ً‬
‫وقد أظهرت الدراسة امليدانية أن عددا ال يستهان به من القاصرات اللواتي كن موضوعا‬
‫تعرضن زيادة على العنف االقتصادي السابق ذكره بمناسبة مناقشة قضايا النفقة‪ ،‬والعنف املعنوي‬

‫‪- 138‬راجع بهذا الخصوص‪:‬‬


‫‪ -‬القانون عدد‪ 103.13 :‬املتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬املنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ ،6655 :‬بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ ،2018‬ص ‪ 1449‬الذي عرف العنف ضد النساء بكونه‪" :‬كل‬
‫فعل مادي أو معنوي أو امتناع أساسه التمييز بسبب الجنس‪ ،‬يترتب عليه ضرر جسدي أو نفس ي أو جنس ي أو اقتصادي للمرأة"‪.‬‬
‫‪ -‬القانون عدد‪ 19.12 :‬بتحديد شروط الشغل املتعلقة بالعامالت والعمال املنزليين‪ ،‬املنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ ،6493 :‬بتاريخ ‪ 12‬غشت ‪ ،2016‬ص ‪.6175‬‬
‫‪ -‬وجاء إعالن مراكش ‪ 2020‬للقضاء على العنف ضد النساء الذي تم توقيعه تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو امللكي الميرة الجليلة لال مريم‪ ،‬ليضع خارطة طريق حقيقية‬
‫للقضاء على هذه اآلفة‪.‬‬
‫‪ -‬وتعرف المم املتحدة العنف على أنه‪ :‬أي عمل من أعمال العنف القائم على نوع الجنس والذي يترتب عليه‪ ،‬أو من املحتمل أن يترتب عليه‪ ،‬أذى جسدي أو جنس ي أو نفس ي أو معاناة‬
‫للمرأة‪ ،‬بما في ذلك التهديد باإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء حدث ذلك في مكان عام أو في الحياة الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتمدته الجمعية العامة لألمم املتحدة تحت عنوان‪ :‬إعالن بشأن القضاء على العنف ضد املرأة‪ ،‬بمقتض ى قرارها ‪ 104/48‬املؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪.1993‬‬
‫‪- 139‬أصدر رئيس النيابة العامة مجموعة من الدوريات واملناشير التي ترمي إلى توفير حماية قصوى للنساء ضحايا العنف منها‪:‬‬
‫‪ -‬الدورية عدد‪20 :‬س ‪ /‬ر ن ع بتاريخ‪ 29 :‬مارس ‪ 2018‬حول زواج القاصر تضمنت مجموعة من التوجيهات والتعليمات الرامية إلى توخي املصلحة الفضلى الحقيقية للقاصرات املراد‬
‫تزويجهن والتماس رفض الطلب متى ظهر أن الزواج يشتبه أن يمس بمصلحتها الفضلى؛‬
‫‪ -‬الدورية عدد‪ 48 :‬س‪ /‬ر ن ع بتاريخ ‪ 06‬ديسمبر ‪ 2018‬حول حماية الحياة الخاصة لألفراد في ظل القانون رقم ‪103.13‬؛‬
‫‪ -‬الدورية عدد‪20 :‬س‪ /‬ر ن ع بتاريخ ‪ 09‬يونيو ‪ 2021‬حول تتبع إعالن مراكش ‪ 2020‬للقضاء على العنف ضد النساء؛‬
‫ً‬
‫‪ -‬تم تنصيب اللجان الجهوية للتكفل بالنساء والطفال ضحايا العنف‪ ،‬وتنفيذا ملقتضيات هذا اإلعالن أبرمت رئاسة النيابة العامة اتفاقية إطار للشراكة والتعاون مع الوزارة املكلفة‬
‫بقطاع التربية الوطنية في مجال إلزامية التعليم الساس ي من أجل الحد من الهدر املدرس ي‪ ،‬ووضعت بشراكة مع وزارة الصحة والسرة والتضامن بروتوكوال تراتبيا للتكفل الترابي‬
‫بضحايا العنف‪ ،‬ودخلت في شركات استراتيجية مع منظمات وهيئات دولية لدعم جهودها في تكوين السادة القضاة املغاربة في هذا املجال‪ ،‬وتفعيل البرامج الحمائية لفائدة النساء‪،‬‬
‫هذه الدراسة هي جزء من االستراتيجية التي وضعتها للقضاء على هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫والقانوني‪ ،‬جراء الحرمان من نسب الوالد والحرمان من الهوية‪ ،‬لشكل واحد على القل ‪-‬أو أشكال‬
‫متعددة‪ -‬من العنف القائم على النوع االجتماعي‪.‬‬
‫وقد تم البحث في هذا املوضوع من خالل التقص ي حول‪:‬‬
‫‪ -‬مدى تعرض القاصرات املستجوبات للعنف؛‬
‫‪ -‬مدى تعرضهن للطرد من بيت الزوجية؛‬
‫‪ -‬مدى تعرضهن للخيانة الزوجية‪.‬‬
‫‪‬التعرض للعنف‬
‫والذي يرتكز‬ ‫بعنف العشير‪140‬‬ ‫إن االستقصاء عن العنف ضد الزوجة أو ما يصطلح عليه‬
‫مؤذ‪ ،‬بشكل نمطي‬
‫على قيام أحد أفراد السرة أو أحد طرفي العالقة بسلوك عنيف أو تعسفي أو ٍ‬
‫متكرر‪ ،‬لكسب أو الحفاظ على السيطرة على اآلخر أو إجباره على فعل ال يريده‪ ،‬ينصرف بشكل مباشر‬
‫إلى الزوجة القاصر ومن شأن ذلك أن يظهر بجالء الوجه الحقيقي للزواج املبكر‪ ،‬ذلك أن القاصرات‬
‫املتزوجات‪ ،‬معرضات بشكل أكبر له‪ ،‬نظرا لكونهن ال يتمتعن في غالب الحيان بمستوى تعليمي يمكنهن‬
‫من معرفة حقوقهن‪ ،‬وكيفية الدفاع عنها‪ ،‬فضال عن ضعف تجربتهن الحياتية‪ ،‬وكذا تسامح الوساط‬
‫االجتماعية مع هذا النوع من العنف‪.141‬‬
‫وقد أظهرت الدراسة تعرض عدد مهم من القاصرات لنواع مختلفة من العنف املنزلي الذي‬
‫كن ضحية له على يد أشخاص مختلفين‪ ،‬فمن بين ‪ 2300‬قاصرة مستجوبة صرحت ‪ 513‬أنهن تعرضن‬
‫لنوع واحد على القل من أنواع العنف املنزلي‪ ،‬وشكلن بذلك نسبة‪.% 22 ,30 :‬‬

‫‪ 140‬تعرف منظمة الصحة العاملية عنف العشير بكون‪ :‬تعبير يشير إلى سلوكيات ينتهجها عشير أو شريك سابق تتسبب في أذى أو معاناة للمرأة‪ ،‬سواء من الناحية الجسمانية أم‬
‫الجنسية أم النفسية‪ ،‬بما في ذلك االعتداء البدني واإلكراه الجنس ي واإليذاء النفس ي وسلوكيات السيطرة‪.‬‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫تعرف اتفاقية املجلس الوروبي ملنع ومكافحة العنف ضد املرأة والعنف املنزلي املعروفة باتفاقية إسطنبو املوقعة في ‪ 11‬مايو ‪ 2011‬بإسطنبو التركية العنف ضد النساء بأنه‪:‬‬
‫أ‪ -‬ينبغي فهم تعبير "العنف ضد املرأة" على أنه انتهاك لحقوق اإلنسان‪ ،‬وشكل من أشكال التمييز ضد املرأة‪ ،‬وأنه يعني كافة أعمال العنف القائمة على النوع‪ ،‬والتي تسبب‪ ،‬أو التي من‬
‫شأنها أن تسبب‪ ،‬للمرأة أضرارا أو آالما بدنية أو جن سية أو نفسية أو اقتصادية‪ ،‬بما فيه التهديد بالقيام بمثل هذه العمال‪ ،‬أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء أكان‬
‫ذلك في الحياة العامة أو الخاصة؛‬
‫ب‪ -‬يشير تعبير "العنف املنزلي" إلى كافة أعمال العنف الجسدي أو الجنس ي أو النفس ي أو االقتصادي التي تقع ضمن السرة أو في املنزل أو بين الزوجين أو العشيرين السابقين أو‬
‫الحاليين‪ ،‬بصرف النظر عن كون الجاني يقيم مع الضحية أو كان يقيم معها؛‬
‫‪ 141‬هذا القبول االجتماعي يؤسس له على أساس أنه نوع من التربية والتقويم‪ ،‬أو أنه غيرة تظهر الحب الذي يكنه الزوج لزوجته‪ ،‬ويتم الترويج له عبر مقوالت تكرس هذه املفاهيم‬
‫املغلوطة من قبيل‪:‬‬
‫‪ " -‬زوجك يمضغك لكنه لن يبلعك" "اضربك أو ما يخلي لي يضربك" بل إن بعض النساء يستعملن هذه املقولة الخيرة بصيغة املتكلم لتبرير العنف الذي يتعرضن له فيستعملن صيغة‬
‫" راجلي يضربني أو ما يخلي لي يضربني"‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أنواع العنف‬

‫عدد الحاالت‬ ‫نوع العنف‬


‫‪418‬‬ ‫العنف النفس ي‬
‫‪120‬‬ ‫العنف الجسدي‬
‫‪80‬‬ ‫العنف الجنس ي‬
‫‪76‬‬ ‫العنف االقتصادي‬
‫‪694‬‬ ‫املجموع‬

‫أظهرت تصريحات القاصرات موضوع الدراسة أنهن تعرضن لنواع مختلفة من العنف‪،‬‬
‫توزعت بين العنف الجسدي‪ ،‬والنفس ي‪ ،‬والجنس ي إلى جانب العنف االقتصادي‪ ،‬الذي سبق اإلشارة‬
‫إليه في موضوع دعوى النفقة‪.‬‬
‫وقد أظهرت اإلحصائيات املتوصل إليها النتائج التالية‪:142‬‬

‫أنواع العنف‬
‫نفسي‬
‫‪%60,23‬‬ ‫اقتصادي‬
‫‪%10,95‬‬

‫جنسي‬ ‫جسدي‬
‫‪%11,53‬‬ ‫‪%17,29‬‬

‫‪ 142‬يظهر أن عدد القاصرات اللواتي تعرضن للعنف والبالغ عددهن ‪ 513‬معنفة‪ ،‬أقل من مجموع حاال أنوع العنف املسجلة والتي وصلت إلى ‪ 694‬حالة‪ ،‬والسبب في ذلك أن العديد‬
‫من املعنفات تعرض لكثر من نوع من العنف‪ ،‬فغالبا ما يصاحب العنف النفس ي باقي أنواع العنف الخرى‪.‬‬
‫تفيد إحصائيات رئاسة النيابة العامة أنه خالل سنة ‪ 2019‬سجلت ‪ 19019‬قضية عنف ضد النساء توزعت على الشكل التالي‪ :‬العنف االقتصادي‪ ،% 29 :‬العنف الجسدي‪،% 48 :‬‬
‫العنف النفس ي‪ ،% 13 :‬والعنف الجنس ي ‪. %10‬‬

‫‪173‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬العنف النفس ي‬
‫من بين ‪ 2300‬حالة مستجوبة العنف النفس ي في املرتبة الولى بين أنواع العنف املنزلي‪ ،‬حيث‬
‫سجلت ‪ 418‬حالة عنف نفس ي‪ ،‬بنسبة ‪ % 60,23‬من مجموع حاالت العنف‪.‬‬
‫ويعتبر العنف النفس ي من أكثر أنواع العنف خطورة‪ ،‬لكونه يدمر نفسية الضحية دون أن‬
‫يترك آثا ًرا ظاهرة‪ ،‬بل يحرمها حتى من تعاطف ومساعدة العائلة واملجتمع‪ً ،‬‬
‫نظرا لحالة االستخفاف‬
‫بهذا النوع من العنف‪ ،‬الذي ال يحظى باهتمام كبير‪ ،‬فال يعدو أن يصنف لدى الكثيرين ضمن‬
‫النقاشات اليومية التي تنشب بين الزوجين‪ ،‬وال يرتقي في نظرهم إلى تصنيف العنف‪.‬‬
‫‪ ‬العنف الجسدي‬
‫جاء العنف الجسدي‪ 143‬في املرتبة الثانية بين أصناف العنف املسجلة ب ‪ 120‬حالة‪ ،‬بنسبة‬
‫وصلت إلى ‪.% 17,29‬‬
‫وال تخفى خطورة هذا النوع من العنف الذي يمس السالمة الجسدية للقاصرات املتزوجات‪،‬‬
‫وهو يشمل صورا شتى من أنواع العنف‪ً ،‬‬
‫بدء من العنف البسيط وصوال إلى حاالت تسبب أضرارا‬
‫بالغة‪.‬‬
‫وهذا النوع من العنف بدوره يعرف تساهال مجتمعيا‪ ،‬ويجد له مبررات ومسوغات شتى‪ ،‬قد‬
‫تصل حد تحميل القاصر‪/‬الضحية مسؤوليته‪ ،‬بإلقاء اللوم عليها باعتبارها هي من تقوم باستفزاز‬
‫الزوج وتدفعه للتصرف بتلك الطريقة‪ ،‬إما عن طريق االدعاء بأنها ال تقوم بواجباتها كما ينبغي‪ ،‬أو أنها‬
‫ال تطيع زوجها‪ ،‬أو أنها تتعمد استفزازه عن طريق محاججته‪ ،‬وغيرها كثير من املبررات‪ ،‬كما أن‬
‫انخفاض املستوى التعليمي لدى الزواج والسر التي تنحدر منها القاصرات املستجوبات‪ ،‬يساهم‬
‫بشكل كبير في التساهل مع ظاهرة العنف عموما‪ ،‬بسبب انخفاض الوعي لدى هؤالء جميعا بمخاطر‬
‫العنف‪ ،‬وتكلفته الباهضة على السرة واملجتمع‪.‬‬

‫‪ 143‬هو حسب تعريف قانون ‪ : 103.13‬كل فعل أو امتناع يمس‪ ،‬أو من شأنه املساس‪ ،‬بالسالمة الجسدية للمرأة‪ ،‬أيا كان مرتكبه أو وسيلته أو مكان ارتكابه‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬العنف الجنس ي‬
‫احتل العنف الجنس ي‪ 144‬الرتبة الثالثة في ترتيب أنواع العنف الذي لحق بالعينة املستجوبة‪،‬‬
‫فبلغ عدد الحاالت املسجلة بينهن ‪ 80‬حالة اعتداء جنس ي‪ ،‬بنسبة بلغت ‪.145 % 11,53‬‬

‫مرتكب العنف‬
‫بعد التعرف على أنواع العنف التي تعرضت لها القاصرات املستهدفات بالدراسة كان لزاما‬
‫تحديد هوية مرتكب هذا العنف‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد أظهر املسح ‪-‬وخالفا ملا قد يتبادر إلى الذهن أو املتوقع‪ -‬بخصوص أنواع‬
‫العنف املرتكبة دون احتساب حاالت العنف االقتصادي‪ ،‬أنه ليس الزوج هو املصدر الول لهذه‬
‫النواع من العنف ضد املستجوبات‪ ،‬لكن مصدره الول كان هو أهل الزوج‪:‬‬
‫‪ -‬حيث إن أهل الزوج تسببوا في ‪ 274‬حالة عنف‪ ،‬بنسبة بلغت ‪.% 49,02‬‬
‫‪ -‬احتل الزوج املرتبة الثانية حيث تسبب في ‪ 261‬حالة عنف بلغت نسبتها ‪.% 46,02‬‬

‫‪ -‬شكل عدد الشخاص اآلخرين الجانب ‪ 24‬حالة بنسبة بلغت ‪.% 04,29‬‬

‫مرتكب العنف‬ ‫مرتكب العنف‬


‫عدد حاالته‬
‫دون حاالت العنف االقتصادي‬ ‫الزوج‬ ‫أهل الزوج‬
‫‪%46,69‬‬ ‫‪%49,02‬‬
‫‪274‬‬ ‫أهل الزوج‬

‫‪261‬‬ ‫الزوج‬

‫‪24‬‬ ‫شخص آخر‬

‫‪559‬‬ ‫املجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬ ‫شخص آخر‬


‫‪%4,29‬‬

‫‪ 144‬عرفته منظمة الصحة العاملية بكونه‪ :‬أي فعل جنس ي أو محاولة ملمارسة فعل جنس ي أو فعل آخر موجه ضد النشاط الجنس ي لشخص ما باستخدام اإلكراه‪ ،‬من جانب أي شخص‬
‫ُ ّ ّ‬
‫عرف بأنه إيالج القضيب‪ ،‬أو أي جزء من الجسد أو أداة خارجية أخرى‪ ،‬في الفرج أو الشرج‬ ‫بغض النظر عن عالقته بالضحية‪ ،‬في أي مكان‪ .‬ويشمل العنف الجنس ي االغتصاب‪ ،‬الذي ي‬
‫باإلجبار أو اإلكراه‪ ،‬أو الشروع في االغتصاب أو املالمسة الجنسية غير املرغوبة وأشكال أخرى غير قائمة على املالمسة‪.‬‬
‫‪ 145‬حسب تعريف قانون ‪ 103.13‬هو‪ :‬كل قول أو فعل أو استغالل من شأنه املساس بحرمة جسد املرأة لغراض جنسية أو تجارية‪ ،‬أيا كانت الوسيلة املستعملة في ذلك‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أما إذا أضيفت نتائج العنف االقتصادي إلى هذه النسب‪ ،‬وباعتبار الزوج هو امللزم باإلنفاق‪،‬‬
‫ويتحمل لوحده وزر حرمان الزوجة من نفقتها‪ ،‬فإنه يصبح في املرتبة الولى بحاالت عنف وصلت إلى‬
‫‪ 337‬حالة‪ ،‬ليشكل بذلك نسبة ‪ ،% 50,07‬فتصبح اإلحصائيات السابقة على الشكل التالي‪:‬‬

‫مرتكب العنف‬ ‫مرتكب العنف‬


‫عدد حاالته‬
‫مع حاالت العنف االقتصادي‬
‫الزوج‬ ‫أهل الزوج‬
‫‪337‬‬ ‫الزوج‬ ‫‪%53,07‬‬ ‫‪%43,15‬‬

‫‪274‬‬ ‫أهل الزوج‬

‫‪24‬‬ ‫شخص آخر‬


‫شخص آخر‬
‫‪635‬‬ ‫املجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬ ‫‪%3,78‬‬

‫ولعل ارتفاع نسبة العنف غير االقتصادي املرتكب من طرف أهل الزوج في حق الزوجة‬
‫القاصر يجد تفسيره في فكرة العائلة املمتدة‪ ،‬إذ أن أغلب القاصرات ينتقلن للعيش رفقة أزواجهن‬
‫بمنزل العائلة‪ ،‬كما أن كثيرا من الزواج يهاجرون بحثا عن لقمة العيش‪ ،‬تاركين الزوجة وحدها رفقة‬
‫باقي أفراد العائلة‪ ،‬الش يء الذي تتولد عنه مشاكل كثيرة‪ ،‬تتطور إلى أن تتحول إلى عنف ممارس في حق‬
‫الزوجة القاصر‪ ،‬وهذا سيتجلى أكثر في باقي أجزاء الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬الطرد من بيت الزوجية‬


‫يعتبر بيت الزوجية الوعاء املادي الذي يرمز إلى االستقرار‪ ،‬بمفهوم املعاشرة الزوجية في كل‬
‫تجلياتها املادية واملعنوية والثقافية والروحية‪ ،‬فهو الفضاء الذي تتشكل فيه السرة وتنمو‪ ،‬فيتشاركه‬
‫الزوجان ويعمالن سويا على تطويره وازدهاره‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫غير أنه ليس المر كذلك في كثير من الحيان‪ ،‬إذ قد يحدث أن يطرأ ما يعكر صفو هذا البيت‬
‫فيعمد أحد الزوجين إلى طرد اآلخر خارجه –ويكون املطرود هو الزوجة‪.146-‬‬
‫وفي هذا الباب‪ ،‬كشفت النتائج املستخلصة من الدراسة امليدانية أن ما مجموعه‪ 241 :‬زوجة‬
‫قاصر من املستجوبات تعرضن للطرد من بيت الزوجية‪.‬‬
‫وهذا العدد يشكل نسبة ‪ % 10,48‬من مجموع القاصرات اللواتي شملتهن الدراسة‪.‬‬

‫نسبة املطرودات من بيت الزوجية‬

‫نعم‬
‫‪%10,48‬‬

‫ال‬
‫‪%89,52‬‬

‫وتجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى أن هذا الفعل لم يرتكبه الزوج وحده‪ ،‬بل في كثير من الحيان‬
‫كان أهل الزوج هم من طردوا الزوجة من البيت‪ ،‬سواء بموافقة زوجها على ذلك أو في غيابه‪.‬‬

‫‪‬الخيانة الزوجية‬
‫إن الوفاء واإلخالص في العالقة الزوجية أهم ركيزة لنجاح الزواج واستقراره‪ ،‬وقد حثت عليه‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،147‬وحرمت كل ما يمكن أن يخدش صفاء العالقة بين الزوجين‪ ،‬ونصت عليه‬
‫مدونة السرة في املادة ‪ 53‬منها أثناء سردها اللتزامات الزوجين‪. 148‬‬

‫‪ 146‬أصبح الطرد من بيت الزوج أو االمتناع عن ارجاع الزوج او الزوج املطرود إليه مجرما بمقتض ى الفصل ‪ 1-480‬من قانون ‪ ،103.13‬الذي نص على أنه‪ :‬يعاقب بالحبس من شهر‬
‫واحد إلى ثالثة أشهر وغرامة من ‪ 2.000‬إلى ‪ 5.000‬درهم‪ ،‬عن الطرد من بيت الزوجية أو االمتناع عن إرجاع الزوج املطرود من بيت الزوجية‪ ،‬وفقا ملا هو منصوص عليه في املادة ‪ 53‬من‬
‫مدونة السرة‪ ،‬وتضاعف العقوبة في حالة العود‪.‬‬
‫وج ُه ْم َذل َك َأ ْز َكى َل ُه ْم { سورة النور‪ ،30:‬ويقول في اآلية ‪ 38‬من سورة الحج { َوَال َت ْق َرُبوا ّ‬
‫الزَنا ۖ إ َّن ُه َك َ‬
‫ان‬ ‫صاره ْم َو َي ْح َف ُظوا ُف ُر َ‬‫ضوا م ْن َأ ْب َ‬
‫‪ 147‬يقول تعالى في محكم التنزيل‪ُ { :‬ق ْل ل ْل ُم ْؤمن َين َي ُغ ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ً‬ ‫َ َ ً‬
‫ف ِاحشة َو َس َاء َس ِبيال}‬
‫‪ 148‬ورد في املادة ‪ 53‬من مدونة السرة‪" :‬الحقوق والواجبات املتبادلة بين الزوجين‪:‬‬
‫‪ - 1‬املساكنة الشرعية بما تستوجبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد‪ ،‬وإحصان كل منهما وإخالصه لآلخر‪ ،‬بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل؛‬
‫‪- 2‬املعاشرة باملعروف‪ ،‬وتبادل االحترام واملودة والرحمة والحفاظ على مصلحة السرة؛‪".......................-3‬‬

‫‪177‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وقد أظهرت النتائج املسجلة في هذا الصدد أن ‪ 75‬زوجة قاصر صرحن أنهن تعرضن للخيانة‬
‫الزوجية من طرف أزواجهن‪ ،‬فتكون بذلك نسبة ضحايا هذا النوع من العنف املعنوي ‪.% 0,17‬‬
‫نسبة الزوجات القاصرات ضحايا الخيانة الزوجية‬
‫ال‬
‫‪%99,83‬‬

‫نعم‬
‫‪%0,17‬‬

‫ولعل هذا االرتفاع في عدد حاالت الخيانة الزوجية في صفوف من تزوجوا بقاصرات‪ ،‬قد يجد‬
‫سببه في‪:‬‬
‫‪ -‬فارق السن الكبير ‪-‬وفق ما سبق الكشف عنه‪ -‬بين الطرفين‪ ،‬فيعجزان عن التواصل فكريا‬
‫وجسديا؛‬
‫‪-‬عدم قدرة القاصرة املتزوجة على إشباع رغبات الزوج بسبب ضعف بنيتها الجسدية وعدم‬
‫اكتمال نموها؛‬
‫‪-‬انعدام االنسجام العاطفي‪ ،‬وعدم وجود مشاعر حقيقية بين الزوجين‪ ،‬خاصة أن أغلب‬
‫الزيجات تم الترتيب لها بشكل تقليدي جدا‪ ،‬بحيث أنه ‪-‬وكما سلف بيانه‪ -‬فإن ‪ % 63,30‬من الزيجات‬
‫حدثت باقتراح أو وساطة شخص أجنبي عن العائلة والزوجين‪ ،‬و‪ % 45,03‬من القاصرات لم يسبق‬
‫لهن التعرف على الزوج‪ ،‬مما يرفع من احتمالية نفورهن من أزواجهن بعد عقد القران‪ ،‬نتيجة اختالف‬
‫الطباع أو اكتشاف عيوب أو خصال أو سلوكات ترفضنها؛‬
‫‪-‬انخفاض املستوى التعليمي لألزواج‪ ،‬الذي يالزمه انخفاض مستوى الوعي؛‬
‫‪-‬كثرة غياب الزواج ‪-‬كما سيأتي تفصيله‪ -‬الش يء الذي يزيد من احتمالية الوقوع في شرك‬
‫الخيانة الزوجية بسبب الشعور بالغربة والحاجة إلى اإلشباع العاطفي‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫استنتاجات‬
‫يمكن القول إن دراسة حاالت العنف التي تعرضت لها القاصرات اللواتي تمت مقابلتهن‬
‫كشفت على أن‪:‬‬
‫‪ % 22,30 ‬من القاصرات املستجوبات تعرضن للعنف؛‬
‫‪ ‬يعزى ارتفاع حاالت العنف ضد الزوجات القاصرات إلى تدني املستوى التعليمي‬
‫للوسط الذي ينشأ فيه هذا الزواج‪ ،‬فيغيب الوعي بخطورة العنف على السرة واملجتمع‪ ،‬كما يسود‬
‫التسامح مع العنف وتبريره‪ ،‬بل تشارك الضحية نفسها في تبريره أحيانا؛‬
‫‪ ‬يأتي العنف النفس ي في املرتبة الولى من حيث أنواع العنف الذي تتعرض له القاصرات‬
‫املتزوجات متبوعا بالعنف الجسدي‪ ،‬فالعنف الجنس ي‪ ،‬ثم العنف االقتصادي؛‬
‫‪ ‬الزوج يكون مسؤوال عن أكثر من نصف املجموع العام لحاالت العنف التي تتعرض لها‬
‫القاصرات املتزوجات بإضافة العنف االقتصادي‪ ،‬يليه أهل الزوج في املرتبة الثانية؛‬
‫‪ ‬يكون أهل الزوج مسؤولين عن أغلب حاالت العنف خارج العنف االقتصادي‪ ،‬بسبب‬
‫االحتكاك الدائم بالزوجة في منزل عائلة ممتدة يكثر أفرادها‪ ،‬في وقت يغيب فيه الزوج عن البيت في‬
‫أغلب الحيان‪ ،‬فيزيد أيضا احتمال طردها من بيت الزوجية الذي بلغت نسبة املتعرضات له ‪10,48‬‬
‫‪%‬من املستجوبات؛‬
‫‪ ‬تعرضت نسبة ‪ % 0,17‬من الزوجات القاصرات اللواتي شملهن املسح للخيانة‬
‫الزوجية؛‬
‫‪ ‬صغر سن الزوجات القاصرات‪ ،‬وضعف بنيتهن الجسدية والفكرية‪ ،‬وعدم اكتمال‬
‫نموهن النفس ي‪ ،‬يجعلهن عرضة لكل أنواع العنف املادي واملعنوي بما فيه الخيانة الزوجية‪ ،‬ويزيد‬
‫من احتمالية ذلك ضعف املستوى التعليمي للزوج‪ ،‬وانعدام التقارب الفكري والعاطفي بينهم‪ ،‬بسبب‬
‫الطريقة التي يعقد بها الزواج في غالب الحيان‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 3- 2- 3‬الحالة القانونية لألوالد‬

‫إن الوالد هم ثمرة الزواج‪ ،‬ومبتغاها الول‪ ،‬لذا فإن الكشف عن وضعهم القانوني‪ ،‬ومدى‬
‫استقرارهم االجتماعي‪ ،‬يبرز بوضوح مدى نجاح العالقة الزوجية وانسجام الطرفين فيها‪ ،‬لذلك تم‬
‫البحث في هذا المر من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل الوالد بسجل الحالة املدنية؛‬
‫‪ -‬تمكن الزوجة القاصر من االعتناء بأوالدها‪.‬‬
‫‪ ‬تسجيل األوالد بسجالت الحالة المدنية‬
‫ال يخفى أن تسجيل الوالد بسجالت الحالة املدنية هو حق طبيعي لهؤالء قبل أن يكون حقا‬
‫دستوريا‪ ،‬وحرمانهم من هذا الحق ينطوي على عنف قانوني ومعنوي‪ ،‬يمسهم ويمس أمهم القاصر‬
‫أيضا‪ ،‬ويكشف الرسم البياني عن نسبة الوالد غير املسجلين‪ ،‬وذلك وفقا ملا يلي ‪:‬‬
‫نسبة األوالد غيراملسجلين بسجالت الحالة املدنية‬
‫غير مسجلين‬
‫‪%98,68‬‬

‫مسجلين‬
‫‪%1,32‬‬

‫ولئن كانت نسبة ‪ % 0,52‬من مجموع الزوجات القاصرات قد تمكن من رفع دعوى لتسجيل‬
‫أبنائهن بسجالت الحالة املدنية‪ ،‬فإن ‪ 25‬منهن كل أوالدهن أو بعضهم‪ ،‬غير مسجلين بسجالت الحالة‬
‫املدنية‪ ،‬بنسبة بلغت ‪ % 1,32‬من مجموع القاصرات المهات املستمع إليهن‪.‬‬
‫أما أسباب هذه الوضعية فتعود إلى‪ :‬رفض الزوج تسجيل أوالده من القاصر بسجالت الحالة‬
‫املدنية في أربع حاالت‪ ،‬ولسباب مالية في أربع حاالت‪ ،‬وهو ما يشكل نسبة ‪ % 16‬لكل منهما‪ ،‬أما ‪19‬‬

‫‪180‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫حالة الباقية فهي موزعة على أسباب أخرى‪ ،‬ترتبط أساسا بغياب الزوج وارتباطه بعمله‪ ،‬وعدم‬
‫االكتراث بهذا املوضوع لغياب فكرة التوثيق من أصلها لدى الكثيرين‪ ،‬وأسباب أخرى غير محددة‪.‬‬
‫نسب أسباب عدم التسجيل في الحالة املدنية‬ ‫أسباب عدم التسجيل في الحالة املدنية‬
‫‪19‬‬
‫أسباب أخرى‬
‫‪%70,37‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫رفض الزوج‬ ‫أسباب مالية‬
‫‪%14,81‬‬ ‫أسباب أخرى‬ ‫أسباب مالية‬ ‫رفض الزوج‬
‫‪%14,81‬‬

‫وإذا أضيفت هذه النسبة إلى النسبة السابقة الخاصة بدعوى الحالة املدنية‪ ،‬سيتضح أكثر‬
‫حجم هذا العنف املزدوج في مواجهة المهات القاصرات وأطفالهن‪ ،‬إذ أن مجموعهن سيصل حينذاك‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ ،37 = 25+12‬بنسبة تصل إلى‪% 1,60 :‬‬

‫‪ ‬االعتناء باألوالد‬
‫إن القدرة على االعتناء بالوالد حق طبيعي لألم والطفل معا‪ ،‬إال أن ردود العينة املستجوبة‬
‫أبانت على أن منهن من ال يعتنين بأطفالهن‪ ،‬فثالثة (‪ )03‬منهن اضطررن للتخلي ب "إرادتهن " عن‬
‫أوالدهن‪ ،‬إحداهن بسب الفقر‪ ،‬واثنتين بسبب عدم القدرة على التربية‪ ،‬بينما أربع (‪ )04‬أخريات منهن‬
‫حرمن من أطفالهن غصبا‪ ،‬اثنتين من طرف الزوج‪ ،‬واثنتين من طرف أهله‪ ،‬وذلك وفق املفصل أدناه‪:‬‬

‫حرمن من أطفالهن‬ ‫تخليـن عن أطفالهن‬

‫الفاعل‬ ‫العدد‬ ‫السبب‬


‫العدد‬
‫أهله‬ ‫الزوج‬ ‫عدم القدرة على التربية‬ ‫الفقر‬

‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬

‫املجموع ‪07 :‬‬

‫‪181‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫استنتاجات‬
‫من خالل ما سبق يتضح ما يلي‪:‬‬
‫عدد من أطفال المهات القاصرات مهددون بالحرمان من حقهم في الهوية‪ ،‬إما بسبب‬ ‫‪‬‬
‫ظروف مالية صرفة‪ ،‬أو بسبب استعمال الزوج هذه الورقة سالحا للضغط على زوجته في حالة نشوب‬
‫نزاع بينهما‪ ،‬أو بسبب عدم االهتمام أصال بهذه املسألة‪ ،‬وعدم االكتراث بها بسبب الجهل بأهميتها‬
‫وحيويتها‪ ،‬والتراخي في ذلك إلى أجل غير محدد؛‬
‫عدد من المهات القاصرات ال يستطعن االعتناء بأوالدهن إما لعدم قدرتهن على ذلك‬ ‫‪‬‬
‫فيتخلين عنهم "بإرادتهن"‪ ،‬أو يحرمن منهم من طرف الزوج أو أهله‪ ،‬بسبب نزاعات بين الطرفين؛‬
‫إن عدم اكتمال نمو القاصرات الجسدي ‪-‬رغم بلوغهن الشرعي‪ -‬والفكري‪ ،‬وضعف‬ ‫‪‬‬
‫مستواهن املعرفي‪ ،‬يجعلهن غير مؤهالت إطالقا لتكوين أسرة واالعتناء بالبيت والطفال؛‬
‫تساعد هذه العوامل الزوج وذويه على استعمال الطفال سالحا ضد الزوجة القاصر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إلى درجة حرمانها منهم‪ ،‬وحرمانهم منها‪ ،‬لن تكوين القاصر‪ ،‬ومحيطها االجتماعي ال يسمحان لها‬
‫بامتالك أدوات الدفاع عن نفسها واملطالبة بحقوقها؛‬
‫سبب هذه املأساة يعود بالساس إلى ظروف اجتماعية قاهرة تدفع القاصرات وأسرهن‬ ‫‪‬‬
‫دفعا إلى القبول بالزواج املبكر‪ ،‬الذي تزكيه منظومة ثقافية تقليدية تحيطه بثوب القداسة‪ ،‬فينتج‬
‫هذا الزواج نفس الظروف التي أدت إليه‪ ،‬في دائرة متكررة‪ ،‬تعيد إنتاج نفسها باستمرار‪.‬‬
‫‪ 4- 2- 3‬الحالة العائلية الحالية‬

‫يفترض أن الزواج يبرم على وجه الدوام‪ ،149‬إلنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬يزدهر بها مجتمعها وينمو‪.‬‬
‫وهو ما ال يتحقق في الزواج املبكر‪ ،‬في الظروف املحيطة به‪ ،‬لذا خصص شق من الدراسة امليدانية‬
‫لالستقصاء حول مصير زواج القاصرات املستجوبات والبالغ عددهن ‪ 2300‬زوجة‪ ،‬واللواتي تبين من‬
‫تصريحاتهن تباين مصائر زيجاتهن بشكل كبير‪ .‬وهو ما يوضحه املبيان اآلتي‪:‬‬

‫‪ - 149‬وهو ما جاء في املادة ‪ 4‬من مدونة السرة التي جاء فيها‪" :‬الزواج ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة‪،‬‬
‫برعاية الزوجين طبقا لحكام هذه املدونة"‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الحالة العائلية عند االستماع للقاصر‬

‫‪2500‬‬
‫‪2122‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬ ‫‪142‬‬ ‫‪33‬‬


‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫متزوجة‬ ‫مطلقة‬ ‫مهجورة‬ ‫أرملة‬

‫فقد اتضح أن ‪ 2122‬منهن ما زلن يعشن استقرارا أسريا‪ ،‬فيما عدد منهن طلقن‪ ،‬وأخريات‬
‫صرن مهجورات‪ ،‬وأخريات أرامل‪ ،‬وفق اإلحصائيات التالية‪:‬‬

‫‪142 ‬حالة منهن صارت مطلقة‪ ،‬وهو ما يشكل نسبة‪.% 6,09 :‬‬
‫‪ 33 ‬حالة أصبحت مهجورة بنسبة بلغت ‪.% 1,43‬‬
‫‪ ‬بينما ‪ 05‬حاالت صرن أرامل بنسبة استقرت في ‪.% 0,22‬‬
‫إال أن ما يثير املالحظة أن من بين املطلقات ‪ 24‬حالة طلقت بعدما أنجبت أوالدا‪ ،‬وهو ما‬
‫يمثل ‪ % 17,14‬من مجموع ضحايا الزواج املبكر املطلقات‪ ،‬كما يشكل ‪ % 1,26‬من مجموع المهات‬
‫القاصرات‪ ،‬ونسبة ‪ % 1,43‬من مجموع ضحايا الزواج املبكر املستمع إليهن‪.‬‬

‫‪118‬‬ ‫مطلقات قبل اإلنجاب‬


‫‪24‬‬ ‫مطلقات بعد اإلنجاب‬
‫‪142‬‬ ‫املجموع‬

‫ويتضح أن من بين هؤالء املطلقات ‪ 40‬حالة طلقت وهي مازالت قاصرا‪ ،‬بنسبة بلغت‬
‫‪ % 28,16‬من مجموع املطلقات مقابل ‪ 102‬حالة طلقت بعد رشدها‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪102‬‬ ‫مطلقات بعدما صرن راشدات‬


‫‪40‬‬ ‫مطلقات وهن ما زلن قاصرات‬
‫‪142‬‬ ‫املجموع‬

‫وقد تم تسجيل (‪ )04‬حاالت طلقن وهن الزلن قاصرات لكن بعدما صرن أمهات‪ ،‬بنسبة بلغت‬
‫‪ % 2,81‬من نسبة املطلقات‪ ،‬فتصبح التكلفة القاسية لهذا الزواج مضاعفة‪ ،‬حيث تأذت القاصر‬
‫ثالث مرات‪ :‬عند زواجها‪ ،‬وعند طالقها‪ ،‬وعند إنجابها‪ ،‬كما تأذى طفلها أو أطفالها‪ ،‬بسبب كل ذلك‪.‬‬

‫‪04‬‬ ‫مطلقات بعد اإلنجاب وهن ما زلن قاصرات‬

‫‪20‬‬ ‫مطلقات بعد اإلنجاب بعدما صرن راشدات‬


‫‪142‬‬ ‫املجموع‬

‫فالولى حرمت من طفولتها ودراستها من أجل زواج لم يكتب له النجاح‪ ،‬وأنجبت أطفاال ال‬
‫قبل لها بتربيتهم‪ ،‬والطفال تأذوا من حرمانهم من عطف ودفء السرة‪ ،‬وحقهم في التنشئة داخل أسرة‬
‫مستقرة‪ ،‬وتأذوا بسبب اضطرارهم للتنشئة على يد طفلة هي نفسها تحتاج ملن يعتني بها‪.‬‬
‫وما قيل عن املطلقات‪ ،‬يسري أيضا على املهجورات‪ ،‬فقد كشفت اإلحصائيات على أنه من‬
‫بين ‪ 33‬حالة هجر‪ 20 ،‬حالة هجرها زوجها بعدما أنجبت أطفاال‪ ،‬مشكلة بذلك ‪ % 60,60‬من مجموع‬
‫املهجورات مقابل ‪ 13‬حالة هجرها زوجها قبل اإلنجاب‪ ،‬ومشكلة أيضا ‪ % 1,05‬من مجموع المهات‬

‫القاصرات‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫مهجورة قبل اإلنجاب‬


‫‪20‬‬ ‫مهجورة بعد اإلنجاب‬
‫‪33‬‬ ‫املجموع‬

‫‪184‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫كما تبين أنه من بين املهجورات ‪ 08‬حاالت بنسبة وصلت إلى ‪ % 24,24‬هجرهن شريك حياتهن‬
‫وهن ال زلن قاصرات لم يبلغن سن الرشد بعد‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫مطلقات بعدما صرن راشدات‬


‫‪08‬‬ ‫مهجورات وهن مازلن قاصرات‬
‫‪33‬‬ ‫املجموع‬

‫ومن بين ‪ 20‬حالة من بين حاالت اإلنجاب السابق ذكرها ‪ % 15‬منها‪ ،‬أي ثالث حاالت (‪)03‬‬
‫هجرها زوجها وهي قاصر‪ ،‬قبل أن تبلغ سن الرشد‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫مهجورات بعد اإلنجاب وهن مازلن قاصرات‬

‫‪17‬‬ ‫مهجورات بعد اإلنجاب بعدما صرن راشدات‬


‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫وباستحضار السن الغالب لدى العينة املستجوبة السابق بيانه كما يلي‪:‬‬

‫سن القاصر قبل الزواج‬


‫‪1099‬‬
‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪744‬‬
‫‪800‬‬

‫‪600‬‬
‫‪262‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪181‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪0‬‬
‫أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫بين ‪ 15‬سنة و‪16‬‬ ‫بين ‪ 16‬سنة و‪16‬‬ ‫بين ‪ 16‬سنة‬ ‫بين ‪ 17‬سنة و‪17‬‬ ‫أكثر من ‪ 17‬سنة‬
‫سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف و‪ 17‬سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف‬

‫‪185‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬
‫ً ً‬
‫والذي أظهر أن أغلب القاصرات تزوجن بعد بلوغهن سن ‪ 17‬سنة‪ ،‬يتضح أن عددا كبيرا من‬
‫هؤالء القاصرات يصبحن مطلقات أو مهجورات قبل متم السنة عن الزواج‪ ،‬وقد بلغت نسبتهن في‬
‫العينة املختارة في الدراسة ‪ ، % 2,08‬التي تشكلها املطلقات واملهجورات قبل بلوغهن سن الرشد‪.150‬‬

‫استنتاجات‬
‫مما سبق ذكره يتبين حجم املعاناة االجتماعية والتكلفة اإلنسانية الناتجة عن هذا الزواج‬
‫ً ً‬
‫املبكر‪ ،‬إذ تبين أن عددا كبيرا من القاصرات املتزوجات يكون مصيرهن الطالق أو الهجر‪ ،‬وقد يكون‬
‫ذلك حتى قبل أن تصبح القاصر راشدا‪.‬‬
‫وهو ما تتحكم فيه‪:‬‬
‫العراف والتقاليد املتجاوزة‪ ،‬التي تحصر املرأة بين جدران البيت‪ ،‬تنحصر مهمتها في‬ ‫‪‬‬
‫اإلنجاب واالعتناء بالسرة‪ ،‬وتلبية احتياجاتها اليومية‪ ،‬وتجعل الزواج منتهى مناها‪ ،‬فتنقاد وراءه‬
‫ُ‬
‫الفتيات بمحض إرادتهن‪ ،‬معتقدات بأنه بزواجهن َس َيك َّن قد أفلحن في حياتهن‪ ،‬وصرن نساء ذوات‬
‫"قيمة" ومحترمات؛‬
‫الجهل والمية اللذين يغذيهما الهدر املدرس ي الذي ينتعش بدوره من ضعف بنيات‬ ‫‪‬‬
‫االستقبال‪ ،‬وضعف الخدمات التعليمية عموما‪ ،‬فيساهم بدوره في تقوية العراف والتقاليد الراسخة‬
‫في الذهان‪ ،‬دون أدنى محاولة لنقدها أو حتى التفكير في جدواها؛‬
‫الجهل بحقيقة الدين اإلسالمي السمح‪ ،‬وسوء فهم وتأويل بعض النصوص باالستناد‬ ‫‪‬‬
‫إلى مرجعيات دخيلة‪ ،‬على الوسطية املعتدلة التي تقوم عليها عقيدة املغاربة املستندة على املذهب‬
‫املالكي‪ ،‬الش يء الذي يؤدي بالنتيجة إلى الخلط بين العراف والتقاليد وصحيح الدين؛‬
‫الفقر والهشاشة اللذين يجعالن من أول خاطب يتقدم لخطبة القاصر فرصة‬ ‫‪‬‬
‫لتخفيف أعباء السرة‪ ،‬ولو كان هذا الخاطب مجهوال تماما لدى القاصر والعائلة‪ ،‬خاصة مع تشبع‬
‫السرة والقاصر ذاتها بنفس النسق الفكري الذي ينتج هذه الظاهرة؛‬

‫‪ 150‬صادف فريق املسح حاالت تم فيها إنهاء الزواج ليلة العرس بعد اكتشاف أن الزوج يتعاطى املخدرات‪ ،‬أو أنه تبدو عليه تصرفات تجعله أتميته محل تساؤل‪ ،‬وبعضهن لم يتممن‬
‫أسبوعا واحدا من الزواج‪ ،‬وحاالت أخرى مشابهة‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 3- 3‬الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬


‫لقد كانت الوضعية االجتماعية واالقتصادية للقاصرات قبل زواجهن منطلقا أساسيا للبحث‬
‫عن أسباب زواجهن املبكر‪ ،‬لذا كان بديهيا البحث في نفس املعطيات بعد زواجهن‪.‬‬
‫لذا فقد تم إجراء مسح لوضاعهن االقتصادية واالجتماعية من خالل البحث في نشاطهن‬
‫االقتصادي‪ ،‬وكيفية تسيير شؤون بيوتهن‪ ،‬ومن يتخذ القرار في البيت‪ ،‬واملكلف باإلنفاق عليه‪،‬‬
‫والظروف املحيطة ببيت الزوجية‪.‬‬

‫‪1 -3- 3‬النشاط االقتصادي‬

‫بعدما تم الكشف مسبقا على النشاط االقتصادي للقاصرات املستجوبات قبل الزواج‬
‫والوقوف على مجموعة من اإلحصائيات التي سبق بيانها‪ ،‬تبين أن الوضع االقتصادي بعد الزواج لهن‬
‫لم يعرف تحوال جذريا‪ ،‬بل حافظ تقريبا على نسقه السابق‪ ،‬مع بعض التغييرات التي فرضتها العباء‬
‫العائلية للقاصر‪ ،‬ونمط توزيع بعض املهام داخل العائلة‪.‬‬

‫نسب توزيع النشاط املنهي للقاصربعد الزواج‬

‫أشغال البيت‬
‫‪%86,41‬‬

‫عاملة منزلية‬
‫الرعي‬ ‫‪%1,09‬‬
‫مستخدمة‬ ‫‪%2,90‬‬ ‫حرفية‬
‫مياومة‬
‫‪%0,23‬‬ ‫‪%9,15‬‬
‫‪%0,23‬‬

‫‪187‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وهكذا فقد أظهرت إفادات املستجوبات أن أغلبهن ال يمارسن أي مهنة‪ ،‬ويتفرغن لالعتناء‬
‫بشؤون البيت‪ ،‬فمن أصل ‪ 2300‬حالة مستجوبة صرحت ‪ 2295‬حالة أنها تمارس أشغال البيت بنسبة‬
‫وصلت إلى ‪ % 86,41‬من مجموع النشاطات املمارسة من قبل املستجوبات‪.151‬‬

‫في حين استقرت الشغال الحرفية في املرتبة الثانية ب ‪ 243‬ناشطة حرفية بنسبة وصلت إلى‬
‫‪ ،% 9 ,15‬أما رعي املاشية فقد احتل املرتبة الثالثة ب ‪ 77‬حالة مستقرا في نسبة ‪ ،% 2,90‬تليها الشغال‬
‫بالعمل املنزلي ب‪ 29‬حالة بنسبة ‪ ، 1,09‬وتأتي في الرتبة الخيرة املستخدمات واملياومات بست حاالت‬
‫لكل نشاط‪ ،‬بنسبة ‪.% 0 ,23‬‬
‫وبمقارنة هذه النتائج بتلك املتعلقة بمهن القاصرات قبل الزواج‪ ،‬يتبين أنه لم يطرأ عليه‬
‫تغيير كبير ‪-‬كما سبق توضيحه‪ -‬بشأن عدد املكلفات بأشغال البيت الذي ارتفع ب ‪ 12‬حالة‪.‬‬

‫مهنة القاصر قبل الزواج‬

‫‪2283‬‬
‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬ ‫‪909‬‬ ‫‪810‬‬


‫‪597‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪500‬‬

‫‪0‬‬

‫بينما انخفض عدد املشتغالت في رعي املاشية ب ‪ 832‬حالة‪ ،‬ويعزى ذلك إلى تقسيم الشغال‬
‫في املنزل العائلي‪ ،‬إذ أنه قبل الزواج لم تكن القاصرات يتحملن أعباء السرة التي يتحملنها بعده‪،‬‬
‫فأصبحن ملزمات باالعتناء بالبيت والطفال والزوج‪ ،‬عكس غير املتزوجات‪ ،‬كما أن العراف والتقاليد‬
‫السائدة ال تحبذ قيام املتزوجة بالرعي‪ ،‬خاصة الصغيرات في السن منهن‪ ،‬فيكلف بذلك الالئي لم‬
‫يتزوجن بعد‪ ،‬أو النساء الناضجات اللواتي لهن من يتكفل نيابة عنهن بأمور البيت‪.‬‬

‫‪ 151‬يالحظ كما هو في النشاط املنهي قبل الزواج أن عدد النشطة املصرح بها يفوق عدد القاصرات املستجوبات‪ ،‬وذلك راجع إلى أنهن يمارسن أنشطة متعددة في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وهذا االنخفاض في نشاط الرعي‪ ،‬صاحبه ارتفاع في النشاط الحرفي للمتزوجات‪ ،‬وهو نشاط‬
‫يمارس في العادة باملنزل‪ ،‬وفي أحيان قليلة بمقر جمعيات أو تعاونيات‪ ،‬لكون هذا النشاط يسمح‬
‫للمتزوجات باالعتناء بالبيت‪ ،‬لكونه يمارس في نفس الفضاء الذي يعشن فيه‪ ،‬عكس الرعي الذي‬
‫يستلزم مغادرتهن البيت طيلة اليوم‪.‬‬
‫وهذا يؤكده االنخفاض امللحوظ في عدد العامالت املنزليات واملستخدمات‪ ،‬واملهن الخرى‬
‫قبل الزواج‪ ،‬مقارنة مع العداد املسجلة بعد الزواج‪.‬‬
‫وهنا وجب الوقوف على مالحظة جد مهمة بخصوص الشغال املنزلية‪ ،‬إذ اتضح أن‬
‫القاصرات اللواتي صرحن أنهن يمارسن أشغال البيت‪ ،‬ويفترض أنهن ربات بيوت في منزل الزوجية‪،‬‬
‫منهن من يمارس أشغال البيت لفائدة أسرتهن فقط‪ ،‬وعددهن ال يتجاوز ‪ 539‬حالة‪ ،‬بنسبة لم تتعد‬
‫‪ ،% 23,49‬في حين أن منهن من يمارس تلك الشغال لفائدة أشخاص آخرين‪ ،‬كأقارب الزوج الذين‬
‫يقطنون معها بنفس املنزل العائلي في إطار العائالت املمتدة‪ ،‬بل كذلك أقاربه الذين يقطنون خارج‬
‫هذا املنزل‪ ،‬والذين تجبر على خدمتهم إما بشكل متقطع‪ 152‬إن كانوا بعيدين عن املنزل‪ ،‬أو بشكل يومي‬
‫أو شبه يومي إن كانوا من جيرانها‪ ،‬وبلغ عددهن‪ 1756 :‬حالة‪ ،‬بنسبة بلغت ‪.% 76,51‬‬
‫توزيع نسب ممارسة أشغال البيت‬
‫لفائدة آخرين‬
‫‪%76,51‬‬

‫لفائدة أسرتها‬
‫‪%23,49‬‬

‫‪ - 152‬التقى فريق العمل بحاالت صرحن أنهن مجبرات على االنتقال أسبوعيا إلى منزل أهل الزوج لتنظيفه‪ ،‬وغسل املالبس‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أشغال البيت‬

‫لفائدة آخرين‬ ‫لفائدة أسرتها‬

‫‪1756‬‬ ‫‪539‬‬

‫ومن هنا يتضح أن هذا العمل وإن كان يبدو في الوهلة الولى أنه من املهام االعتيادية للمرأة‪،‬‬
‫إال أنه يأخذ في حالة القاصرات املعنيات صفة السخرة‪ ،‬والعمل القسري‪.153‬‬
‫استنتاجات‬
‫يظهر من اإلحصائيات السابقة أن‪:‬‬
‫أغلب القاصرات املتزوجات حافظن على نفس النشطة املهنية التي كن يمارسنها قبل‬ ‫‪‬‬
‫زواجهن‪ ،‬والتي كانت في غالب الحيان أشغال البيت‪ ،‬والرعي لفائدة السرة‪ ،‬وبعض الحرف اليدوية‬
‫التي تكون مجانية ولفائدة السرة نفسها؛‬
‫التغير الحاصل في بعض أشكال النشاط االقتصادي ال يعزى إلى تغيير حقيقي في‬ ‫‪‬‬
‫السلوك االقتصادي للقاصرات املتزوجات‪ ،‬بقدر ما تفرضه الظروف الجديدة التي تحتم عليهن جعل‬
‫االعتناء باملنزل‪ ،‬وتلبية احتياجات الزوج والطفال في املقام الول‪ ،‬كما تفرضه بعض التقسيمات‬
‫املجتمعية للقيام ببعض املهام‪ ،‬واملبنية على أسس ثقافية صرفة؛‬
‫أغلب القاصرات املتزوجات تحولن إلى عامالت منزليات مجانيات لدى عائلة الزوج‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث يجبرن على االعتناء ليس بأسرتهن الصغيرة فقط‪ ،‬بل على خدمة أشخاص آخرين يقطنون‬
‫ً‬
‫باملنزل العائلي‪ ،‬وفي بعض الحيان تجبرن على االنتقال إلى منزل أخر لخدمتهم‪ ،‬وهو ما يشكل نوعا من‬
‫أنواع العمل القسري أو السخرة‪.‬‬

‫‪ - 153‬في كثير من الحيان ال يكون للقاصر خيار سوى القيام بهذه العمال‪ ،‬وقد يصل المر إلى تهديدها أو تعنيفها جسديا‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2- 3- 3‬ظروف العيش داخل بيت الزوجية‬

‫إن بيت الزوجية باعتباره الفضاء الحاضن لألسرة بعد عقد قران الزوجين‪ ،‬يكتس ي أهمية‬
‫قصوى‪ ،‬إذ يحدد الظروف العامة لحياة الزوجين‪ ،‬ويكون مجاال للتجارب التي يخوضانها معا‪ ،‬فيكون‬
‫بمثابة عش دافئ تنعم السرة فيه بالسعادة واملودة واملحبة‪ ،‬أو يكون فضاء تؤثته املشاكل والزمات‪.‬‬
‫وللوقوف على حقيقة الظروف التي تعيش فيها القاصرات املتزوجات‪ ،‬تم البحث في حيثيات‬
‫ومميزات بيوت الزوجية‪ ،‬من خالل البحث في‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة مسكن الزوجية ومدى توفر القاصرات على مسكن مستقل؛‬
‫‪ -‬من يتولى اإلنفاق عليها؛‬
‫‪-‬من يتخذ القرار في املنزل‪.‬‬

‫‪‬طبيعة مسكن الزوجية‬


‫يفترض أن يوفر كل زوج لزوجته مسكنا الئقا مستقال بها‪ ،‬إذ يعتبر الحق في السكن الذي‬
‫‪155‬‬ ‫أصبح حقا محميا دستوريا‪ ،154‬من أهم حقوق الزوجة على زوجها‪ ،‬ولها وفق اجتهادات فقهاء املالكية‬
‫أن تلزمه بأن يكون مستقال بها بعيدا عن أهله‪.‬‬
‫وقد أبانت النتائج املستخلصة في هذا الصدد ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 154‬نص الفصل ‪ 31‬من الدستور على أنه‪:‬‬


‫تعمل الدولة واملؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل املتاحة‪ ،‬لتيسير أسباب استفادة املواطنات واملواطنين‪ ،‬على قدم املساواة‪ ،‬من الحق في‪:‬‬
‫‪................-‬‬
‫‪-‬السكن الالئق‪"...‬‬
‫‪ - 155‬وفي هذا يقول الشيخ خليل‪" :‬ولها االمتناع من أن تسكن مع أقاربه"‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫السكن‬
‫‪1769‬‬
‫‪1800‬‬
‫‪1600‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪800‬‬
‫‪469‬‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫تسكن مع أهل‬ ‫مع شخص آخر تسكن مع أهلها سكن مستقل‬ ‫تعيش حالة‬
‫الزوج‬ ‫تشرد‬

‫‪ -‬أن أغلب القاصرات املتزوجات ال يتوفرن على سكن مستقل‪ ،‬بل هن ملزمات بالسكن باملنزل‬
‫العائلي رفقة عائلة الزوج‪ ،‬التي تكون في غالب الحيان عائلة ممتدة‪ ،‬كثيرة الفراد‪ ،‬ومكونة من عدة‬
‫أسر نووية شكلها البناء والحفاد‪ ،‬وفي بعض الحيان حتى أعمام الزوج وأبناء أعمامه‪ ،‬مستقرة‬
‫جميعها بمنزل الب أو الجد‪ ،‬أو حوله‪ ،‬إذ بلغ عدد الحاالت اللواتي يقطن بمنزل مشترك مع أقارب‬
‫الزوج ‪ 1769‬حالة بنسبة وصلت إلى ‪ ،% 77,83‬في مقابل ‪ 469‬حالة فقط تتمتع بسكن مستقل‪ ،‬وهو‬
‫عدد ال يتجاوز نسبة ‪ % 20,63‬من مجموع املستجوبات‪.‬‬
‫وهذا السكن مع أقارب الزوج يفتح الباب على مصراعيه للدخول في دوامة مشاكل ال تنتهي‪،‬‬
‫منها ما سبق مناقشته من العنف املمارس في حق الزوجة القاصر من طرف عائلة الزوج‪ ،‬وكذا اضطرار‬
‫القاصرات املعنيات لخدمة أشخاص آخرين كثيرين غير أسرتها الصغيرة‪.‬‬
‫‪ 32 -‬حالة تقطن بمنزل أسرهن‪ ،‬وهو ما شكل نسبة ‪.% 1,41‬‬
‫‪ -‬ثالث (‪ )03‬حاالت الباقيات‪ ،‬اثنتين منهن يقطنان مع شخص آخر غير املذكورين سابقا‪،‬‬
‫والخرى تعيش حالة تشرد‪.156‬‬

‫‪ - 156‬يتعلق المر بحالة قاصر تزوجت من شخص يمارس مهنة التعليم خارج أرض الوطن‪ ،‬وكان دافعها للزواج هو الهجرة –لكنها ملا وصلت إلى دولة فرنسا اكتشفت أنه عنيف جدا‪،‬‬
‫وكان يعرضها لشتى أنواع العنف‪ ،‬فاضطرت للهرب من املنزل رفقة ابنها وقد كانت تستقر وقت التواصل معها هاتفيا وبواسطة تطبيق املحادثات الفورية واتساب بعد الحصول عليه‬
‫من ذويها والتأكد من هويتها بأحد املالجئ بدولة فرنسا‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫السكن‬
‫تعيش حالة تشرد‬
‫‪%0,04‬‬

‫تسكن مع أهل الزوج‬


‫لها سكن مستقل‬ ‫‪%77,83‬‬
‫‪%20,63‬‬

‫تسكن مع أهلها‬
‫‪%1,41‬‬

‫مع شخص آخر‬


‫‪%0,09‬‬

‫‪-‬أهم ما يفاقم مشاكل السكن مع أقارب الزوج‪ ،‬ويزيدها استفحاال هو أن هذا الخير ليس‬
‫مقيما بصفة دائمة مع زوجته‪ ،‬حيث إن ‪ 1244‬حالة منهن صرحن أن أزواجهن يقطنون معهن بشكل‬
‫متقطع‪ ،157‬وذلك بنسبة بلغت ‪ ،% 54,08‬أما اللواتي صرحن أن أزواجهن يقطنون باستمرار معهن‬
‫فقد بلغت نسبتهن ‪ ،% 44,47‬إذ استقر عددهن في ‪ 1023‬حالة‪.‬‬
‫أما ‪ 33‬حالة الباقية فإنهن يعانين من هجر أزواجهن لهن‪ ،‬وهو ما يشكل نسبة ‪.% 1,43‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪1244‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪1023‬‬
‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬

‫‪400‬‬

‫‪200‬‬
‫‪33‬‬
‫‪0‬‬
‫يسكن معها بشكل متقطع‬ ‫تقطن مع زوجها باستمرار‬ ‫هجرها‬
‫السكن مع الزوج‬

‫‪ - 157‬في غالب الحيان يكون مغادرة الزوج لبيت الزوجية ال مفر منه بحثا عن العمل‪ ،‬إذ أن اقليم أزيالل يشهد هجرة مكثفة لليد العاملة نحو مدن اململكة‪ ،‬ولكن في بعض الحيان‬
‫يكون بسبب مشاكل زوجية‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪‬اإلنفاق على البيت‪:‬‬


‫كما سبق استنتاجه بتحليل املوروث الثقافي‪ ،‬يتضح أن من يمسك بزمام املوارد املالية‬
‫لألسرة‪ ،‬ويتولى اإلنفاق عليها‪ ،‬هو في العادة‪ -‬من يتولى قيادتها‪ ،‬حيث يديرها وفق ما يراه وحده مناسبا‪.‬‬
‫وفي هذا الص ـ ـ ــدد فقد كش ـ ـ ــفت النتائج تحليل أجوبة القاصـ ـ ـ ـرات املس ـ ـ ــتمع إليهن عن النتائج‬
‫التالية‪:158‬‬
‫‪ 2068 ‬من املستجوبات صرحن أن أزواجهن هم من يعيلهن؛‬
‫‪ 729 ‬منهن أفدن أن ذوي الزوج هم من يتولى إعالتها؛‬
‫‪ 39 ‬حالة أفادت أن أهلها هم معيلوها؛‬
‫‪ 12 ‬حالة أفادت أن شخصا أخر هو من يتولى اإلنفاق عليها؛‬
‫‪ 06 ‬حاالت صرحن أنهن يعلن أنفسهن؛‬
‫‪ 04 ‬حاالت صرحن أنهن يعشن على مساعدات املحسنين‪.‬‬

‫اإلنفاق في البيت‬

‫‪2500‬‬
‫‪2068‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪729‬‬

‫‪500‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪0‬‬
‫يعيلها زوجها‬ ‫أهل الزوج‬ ‫يعيلها أهلها‬ ‫شخص آخر‬ ‫تعيل نفسها‬ ‫تعيش على‬
‫اإلحسان‬

‫‪ 158‬يلحظ ان مجموع الجوبة املستقاة بلغ ‪ 2858‬جوابا‪ ،‬وهو ما يفوق بكثير عدد املستجوبات البالغ عددهن ‪ ،2300‬والسبب في ذلك هو أن هناك عدد من القاصرات تتولى أكثر من‬
‫جهة اإلنفاق عليها‪ ،‬فيتم إدراج كل أجوبتها في االستمارة‪ ،‬بهدف الوصول إلى التصور القرب للحقيقة‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫يالحظ أن الزوج وإن ـكـان هو املنفق في أغلــب الحيــان‪ ،‬إال أن هنــاك جهــات أخرى تس ـ ـ ـ ــاهم في‬
‫ذلك‪ ،‬أهمها عائلة الزوج التي تس ــاهم في اإلنفاق على ما نس ــبته ‪ % 31,69‬من القاصـ ـرات املس ــتهدفات‬
‫بالدراسة‪.‬‬
‫اإلنفاق في البيت‬
‫شخص آخر‬
‫يعيلها أهلها‬ ‫تعيل نفسها‬
‫‪%0,42‬‬
‫‪%1,36‬‬ ‫‪%0,21‬‬
‫تعيش على اإلحسان‬
‫أهل الزوج‬
‫‪%0,14‬‬
‫‪%25,51‬‬

‫يعيلها زوجها‬
‫‪%72,36‬‬

‫وتجب اإلشـ ـ ـ ــارة أن الزوج هو الذي ينفق على املنزل‪ ،‬بمعنى أنه هو الذي يتدبر الموال الالزمة‬
‫لتس ـ ــيير البيت واإلنفاق على الس ـ ــرة‪ ،‬لكن ليس هو بالض ـ ــرورة من يتولى ذلك بش ـ ــكل مباش ـ ــر‪ ،‬إذ أنه‬
‫بالنظر إلى ظاهرة الهجرة التي تعرفها املنطقة‪ ،‬واضــطرار الزوج للغياب عن بيت الزوجية فإن شــخصــا‬
‫آخر هو الذي يتولى فعليا القيام بذلك‪.‬‬
‫وأمام انتشار ظاهرة العائالت املمتدة‪ ،‬واضطرار الزوجات للعيش تحت سقف واحد مع عائلة‬
‫الزوج‪ ،‬فإنه في الغالب ال تكون هي الشــخص املكلف بتســيير شــؤون الســرة في غياب الزواج‪ ،‬بل تســند‬
‫هذه املهمة لشخص آخر سواها‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪‬متخذ القرار في البيت‬


‫إذا كان من الطبيعي أن يكون رب السرة ومدبرها هو من ينفق عليها‪ ،‬كما هو الحال في أغلب‬
‫السر التقليدية‪ ،‬فإن البحث عن هوية الشخص الذي يسير أسر القاصرات موضوع هذه الدراسة‬
‫قد كشف عن نوع من التفرد‪.‬‬

‫اتخاذ القرارفي البيت‬

‫‪1131‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪970‬‬
‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬

‫‪400‬‬ ‫‪283‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪0‬‬
‫شخص آخر‬ ‫من طرف الزوج‬ ‫بشكل تشاركي‬ ‫القاصر‬

‫فمن خالل مالحظة املبيان أعاله الذي يلخص تصريحات املستجوبات في هذا اإلطار يتبين أن‪:‬‬

‫‪ 48 ‬زوجة أفادت أنها هي التي تدبر املنزل وتتخذ القرارات الالزمة‪ ،‬وهن يشكل نسبة ‪% 1,97‬؛‬
‫‪ 283 ‬زوجة قاصرا صرحت أن القرار في البيت يتخذ بشكل تشاركي بينها وبين زوجها‪ ،‬من خالل‬
‫النقاش والحوار‪ ،‬ويشكلن نسبة ‪% 11,64‬؛‬
‫‪ ‬في ‪ 970‬حالة أخرى يتولى الزوج اتخاذ القرارات التي تهم السرة‪ ،‬بنسبة وصلت إلى ‪% 39,88‬؛‬
‫‪ ‬صرحت ‪ 1131‬حالة أن شخصا آخر غيرها وزوجها هو من يتخذ القرارات في املنزل‪ ،‬وهو ما‬
‫يشكل نسبة وصلت ‪ ،% 46,50‬وهو ما يعاكس فكرة هيمنة املنفق على تسيير السرة‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫متخذ القرارفي البيت‬


‫بشكل تشاركي‬
‫‪%11,64‬‬
‫شخص آخر‬
‫‪%46,50‬‬

‫القاصر‬ ‫من طرف الزوج‬


‫‪%1,97‬‬ ‫‪%39,88‬‬

‫غير أنه بربط هذه النتائج بسابقاتها املتعلقة باإلنفاق‪ ،‬وبطبيعة السكن‪ ،‬ومدى استقرار‬
‫الزوج رفقة زوجته‪ ،‬ستتضح الصورة جلية‪.‬‬
‫استنتاجات‬
‫أبانت النتائج التي سبق عرضها على عدة فرضيات يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫عدد كبير من القاصرات املتزوجات حرمن من حقهن في سكن مستقل ‪-‬مثل مثيالتهن‬ ‫‪‬‬
‫من املتزوجات الخريات‪ -‬وأجبرن على السكن رفقة عائلة الزوج‪ ،‬التي تتكون في الغالب من عائلة مكونة‬
‫من عدة أسر مرتبطة بأصل واحد‪ ،‬تجتمع في منزل عائلي كبير‪ ،‬أو حوله؛‬
‫نسبة هامة من الزوجات القاصرات يحرمن من نعمة االستقرار السري‪ ،‬بسبب غياب‬ ‫‪‬‬
‫الزواج املستمر عنهن‪ ،‬وتركهن بمفردهن بمنزل العائلة؛‬
‫يعرض هذا الوضع الشاذ في السكن‪ ،‬الزوجة القاصر إلى الكثير من املضايقات‪ ،‬ويرفع‬ ‫‪‬‬
‫من احتمال تعرضها للعنف من قبل عائلة الزوج‪ ،‬ومن هذا الخير بتحريض من عائلته؛‬
‫اضطرار بعض الزوجات للعيش مع أشخاص آخرين غير العائلة‪ ،‬بل أن منهن من‬ ‫‪‬‬
‫أصبحت تعيش حالة تشرد؛‬
‫تجبر الزوجة القاصر في ظل هذه الظروف على خدمة عدد كبير من أفراد العائلة؛‬ ‫‪‬‬
‫يعمق الزواج املبكر حرمان النساء من وسائل اإلنتاج والتمكين االقتصادي‪ ،‬فيبقى‬ ‫‪‬‬
‫الزوج هو املعيل الول لهن‪ ،‬يليه أفراد عائلته‪ ،‬مع ما يستتبع ذلك من معاناة‪ ،‬وإجبار على الخدمة؛‬

‫‪197‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫تضطر عدد من القاصرات إلى اللجوء إلى عائلتهن وأشخاص آخرين إلعالتهن‪ ،‬بسبب‬ ‫‪‬‬
‫عجز الزوج عن ذلك‪ ،‬فالزواج املبكر ال يراعي ‪-‬بسبب الظروف التي يبرم فيها‪ -‬مدى قدرة الخاطب على‬
‫إعالة زوجته‪ ،‬وبناء أسرة مستقرة؛‬
‫بسبب طبيعة السكن الذي تجد الزوجات القاصرات أنفسهن فيه‪ ،‬ونظرا لغياب الزوج‬ ‫‪‬‬
‫املتكرر عن املنزل‪ ،‬فإن أشخاص آخرين يتولون اتخاذ القرارات الحاسمة في السرة‪ ،‬في تغييب كبير‬
‫للزوجة‪ ،‬بل وزوجها الحاضر باملنزل في بعض الحيان‪.159‬‬

‫‪ -4‬انطباعات القاصر‬
‫شكل موضوع الزواج املبكر دائما موضوع نقاش واسع النطاق باعتباره يهم كل الفاعلين في‬
‫املجتمع‪ ،‬غير أن القاصر ظلت مغيبة في هذا النقاش‪ ،‬بالرغم من كونها املعنية الولى به‪ ،‬ولم يفتح لها‬
‫الباب لتدلي برأيها‪ ،‬وتسمع وجهة نظرها‪ .‬خالفا ملا يفترضه حقها املكفول وطنيا ودوليا في املشاركة برأيها‬
‫في القضايا التي تعنيها‪.‬‬
‫لذلك تم تخصيص الدراسة لالستماع إلى رأي القاصرات بشأن املعطيات املتعلقة بالزواج‬
‫املبكر بشكل عام‪ ،‬واالستماع إلى هواجسهن بخصوصه‪ ،‬فكان من السئلة التي طلب منهن اإلجابة عنها‬
‫في الختام ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬هل تؤيد منع زواج القاصر؟‬
‫‪ .2‬هل تقبل بتزويج أوالدها وهم مازالوا قاصرين؟‬
‫‪ .3‬هل هي سعيدة بزواجها؟‬
‫‪ .4‬هل تحس بالظلم من جراء تزويجها وهي قاصر؟‬
‫‪ .5‬لو عاد بها الزمن هل كانت ستقبل بتزويجها وهي قاصر؟‬
‫فكانت أجوبتهن وفق ما يظهر في املبيان التالي‪:‬‬

‫‪ 159‬أغلب املستجوبات صرحن أن أب أو أم الزوج هما من يتخذ القرار النهائي في كل المور‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫انطباعات القاصر‬
‫‪2500‬‬ ‫‪2129‬‬ ‫‪2042‬‬
‫‪1952‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1692‬‬
‫‪1500‬‬ ‫‪1201 1099‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪608‬‬
‫‪348‬‬ ‫‪258‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪171‬‬
‫‪0‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬

‫هل تقبل بتزويج أبنائها‬ ‫هل تؤيد منع الزواج‬ ‫هل هي سعيدة بزواجها‬ ‫هل تحس بالظلم‬ ‫إذا عاد بها الزمن هل‬
‫قاصرين‬ ‫املبكر(منع زواج‬ ‫كانت ستقبل الزواج؟‬
‫القصر)‬

‫‪ ‬السؤال األول‪ :‬هل تؤيد منع الزواج املبكر؟‬


‫َ‬
‫صرحت ‪ 348‬زوجة قاصر أنهن ال ُيؤ ِّيدن منع زواج القاصرات‪ ،‬بل يتشبثن به‪ ،‬وهو ما يشكل‬
‫‪ % 15‬من املستجوبات‪.‬‬
‫في حين عبرت ‪ 1952‬زوجة منهن عن تأييدها ملنع الزواج املبكر‪ ،‬وتحديد سن الزواج في ‪18‬‬
‫سنة كاملة‪ ،‬بنسبة تأييد وصلت إلى ‪.% 85‬‬

‫هل تؤيد منع الزواج املبكر؟‬

‫ال‬
‫‪%15‬‬

‫نعم‬
‫‪%85‬‬

‫‪ ‬السؤال الثاني‪ :‬هل تقبل تزويج أوالدها وهم ما زالوا قاصرين‪160‬؟‬


‫‪-‬أكدت ‪ 2129‬حالة أنهن يرفضن تزويج أبنائهن وهم مازالوا قاصرين‪ ،‬وهو ما يشكل ‪% 93‬‬
‫من املستجوبات‪.‬‬

‫‪ 160‬تم التأكيد أثناء وضع السؤال على املستجوبات على سن ‪ 17‬سنة‪ ،‬وليس أقل من ذلك‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫في حين عبرت ‪ 171‬زوجة منهن عن قبولها بذلك‪ ،‬بنسبة ‪.% 07‬‬

‫هل تقبل بتزويج أوالدها وهم الزالوا قاصرين؟‬

‫نعم‬
‫‪%7‬‬

‫ال‬
‫‪%93‬‬

‫‪ ‬السؤال الثالث‪ :‬هل هي سعيدة بزواجها؟‬


‫عبرت ‪ 258‬حالة عن تعاستها في زواجها‪ ،‬بنسبة ‪ .% 11‬في حين ‪ 2042‬حالة أكدن أنهن‬
‫سعيدات بزواجهن‪ ،‬وهو ما يشكل ‪ % 89‬من املستجوبات‪.‬‬

‫هل هي سعيدة بزواجها؟‬

‫ال‬
‫‪%11‬‬

‫نعم‬
‫‪%89‬‬

‫‪ ‬السؤال الرابع‪ :‬هل تحس بالظلم جراء تزويجها وهي قاصر؟‬


‫عبرت ‪ 608‬من الحاالت عن إحساسهن بكونهن ظلمن بتزويجهن وهن قاصرات‪ ،‬بنسبة ‪.% 26‬‬

‫‪200‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫في حين ‪ 1692‬من الحاالت أكدن أنهن لم يظلمن بتزويجهن وهن قاصرات‪ ،‬بنسبة وصلت إلى‬
‫‪.% 74‬‬
‫هل تحس أنها ظلمت بتزويجها؟‬
‫نعم‬
‫‪%26‬‬

‫ال‬
‫‪%74‬‬

‫‪ ‬السؤال الخـامس‪ :‬لو عاد بها الزمن هل كانت ستقبل الزواج وهي قاصر؟‬
‫‪ 1099‬حالة أجبن ب ال‪ ،‬بنسبة ‪.% 48‬‬
‫‪-‬في حين ‪1201‬حالة أجبن ب نعم بنسبة وصلت إلى ‪.%52‬‬

‫إذا عاد بها الزمن هل كانت ستقبل الزواج؟‬

‫نعم‬
‫‪%52‬‬

‫ال‬
‫‪%48‬‬

‫استنتاجات‬
‫إن أجوبة القاصرات املستجوبات كعينة حية من ضحايا الزواج املبكر تفرز استنتاجات‬
‫أساسية‪:‬‬
‫عمق الزمة الثقافية املسببة لهذه الظاهرة‪ ،‬والناتجة عنها‪ .‬فالقاصرات ضحايا هذا‬ ‫‪‬‬
‫الزواج‪ ،‬دفعن إليه بنسق من الفكار والظروف االجتماعية املترابطة‪ ،‬حتى توهمن أنهن من اتخذ القرار‬
‫بالزواج ‪-‬حسب ما ظهر من اإلحصائيات السابقة‪ -‬والحال أن القرار كان محسوما ابتداء‪ ،‬وموافقتهن‬

‫‪201‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ما هي إال قناع تختفي وراءه حتمية ما سيكون‪ ،‬فلم يكن أمامهن بالنظر إلى طبيعة التنشئة التي تلقينها‪،‬‬
‫إال أن يوافقن على هذا الزواج‪ ،‬بحثا عن املكانة االجتماعية التي تحوزها املرأة املتزوجة في املجتمع‬
‫املحلي‪ ،‬ويدفعن عنهن وصمة العانس‪ ،‬ويفزن ب "رضا" الوالدين‪ ،‬ويتجنبن "سخطهما"‪ ،‬وفي النهاية‬
‫تتحقق رغبة رب السرة‪ ،‬القدوة الواجب اتباعها‪ ،‬الذي ينفذ الكل توجهاته‪.‬‬
‫ثم يدخلن بدورهن في سلسلة إنتاج نفس النسق من الفكار التي تنتج بدورها في النهاية زواجا‬
‫مبكرا‪ ،‬فرغم أن ‪ % 78,43‬منهن ال ينعمن بسكن مستقل و‪ %76,51‬منهن مضطرات لخدمة أشخاص‬
‫آخرين غير أفراد أسرهن داخل املنزل العائلي وخارجه‪ ،‬فإن ‪ % 07‬منهن صرحن أنهن يقبلن بتزويج‬
‫أوالدهن مبكرا‪ ،‬و‪ % 15‬منهن يعارضن منع الزواج املبكر‪ ،‬كما أنه بالرغم من تأكيد ‪ % 85‬أنهن يؤيدن‬
‫منع زواج القاصرات‪ ،‬إال أنه باملقابل فإن ‪ % 52‬منهن صرحن أنه لو عاد بهن الزمن إلى اليوم الذي‬
‫طلبت فيه يدهن كن سيقبلن من جديد الزواج‪.‬‬
‫وكل هذا له دالالته العميقة ويوضح مدى تغلغل فكرة الزواج املبكر في وجدان القاصرات‬
‫أنفسهن‪.‬‬
‫أن هناك تغيرا في العقليات والفكار‪ ،‬ففي الوقت الذي وصلت فيه نسبة القاصرات‬ ‫‪‬‬
‫اللواتي اتخذن بأنفسهن قرار الزواج إلى ‪ ،% 94,84‬فإن من أصبحن يعارضن هذا الزواج في ارتفاع‬
‫مطرد‪ ،‬حسب ما يستشف من الجوبة السابق عرضها‪ ،‬وهذه النتائج املشجعة ثمرة لتظافر جهود كل‬
‫الفاعلين‪ ،‬من خالل حمالت التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة‪ ،‬وإخراجها من دائرة الظل‬
‫واملسكوت عنه إلى العلن‪ ،‬فأصبحت هما مشتركا تتحد ضده كل القوى الحية داخل املجتمع؛‬

‫‪202‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أن الرقام تجسد مدى اللم الذي يسببه الزواج املبكر للضحايا‪ ،‬فنسبة ‪ %11‬لسن‬ ‫‪‬‬
‫سعيدات في حياتهن الزوجية‪ ،‬و ‪ % 48‬عبرن عن ندمهن على زواجهن املبكر من خالل تأكيدهن على‬
‫أنهن "لو" كان بإمكانهن الرجوع في الزمن ما كن وافقن على الزواج مبكرا‪ ،‬كما رفض أغلب الزوجات‬
‫تزويج أوالدهن ما داموا قاصرين‪ ،‬فهذه التعبيرات بقدر ما تحمل من بوادر أمل في القضاء على هذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬تحمل أصواتا مكتومة‪ ،‬وجدت فرصة لتسمع‪.‬‬

‫‪2500‬‬
‫‪2042‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1692‬‬

‫‪1500‬‬ ‫‪1201‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪348‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪171‬‬

‫‪0‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬

‫هل تؤيد منع الزواج‬ ‫هل تقبل بتزويج‬ ‫هل هي سعيدة‬ ‫هل تحس بالظلم‬ ‫إذا عاد بها الزمن هل‬
‫املبكر(منع زواج‬ ‫أبنائها قاصرين‬ ‫بزواجها‬ ‫كانت ستقبل الزواج؟‬
‫القصر)‬

‫‪ -5‬مقارنات واستنتاجات‬
‫بعد عرض النتائج اإلحصائية املستخلصة من الدراسة امليدانية وتحليلها‪ ،‬وجب الوقوف على‬
‫بعض املقارنات املهمة‪ ،‬والربط بين بعض املعطيات واستخالص التأثيرات املتبادلة بينها‪.‬‬

‫‪ 1- 5‬تأثيراملعطيات العامة للقاصرقبل الزواج على قرارالزواج‬


‫لقد ظهر من تحليل املعطيات العامة للقاصر قبل الزواج‪ ،‬أنها تعاني من ضغوط اجتماعية‬
‫واقتصادية وتعيش في وسط تطبعه الهشاشة‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬بنية األسرة‬
‫‪ -‬أغلب الزوجات القاصرات نشأن في أسر ذكورية تقليدية‪ ،‬تتجاوز نسبتها ‪ ، % 94‬يتولى‬
‫الب غي الغالب تسيير شؤونها لوحده‪ ،‬ال معقب فيها على رأيه وأمره‪ ،‬الذي يحاط ب "قداسة" واجب‬
‫طاعة الب‪ ،‬واالنصياع لوامره‪ ،‬وتطغى عليها المية التي تجتاح أفرادها بشكل كبير‪ ،‬وحتى أولئك الذين‬
‫كان لهم حظ الولوج إلى املدرسة لم يعمروا فيها طويال‪ ،‬فيما عدد السر التي تسير بشكل تشاركي‪ ،‬أو‬
‫تسيرها الم فلم تتجاوز ‪ ، % 5,57‬فتسود في هذه السر العراف والتقاليد‪ ،‬التي ترفع إلى منزلة الدين‬
‫والشريعة في بعض الحيان‪ ،‬وتغلف بها استنادا على تفسير وتأويل النصوص خارج إطارها الشرعي‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز هذه السر بارتفاع أعداد أفرادها‪ ،‬الذين ترتفع نسب اإلناث بينهم بشكل كبير‪ ،‬وهو‬
‫ً‬
‫أمر يخلق بالضرورة قلقا متزايدا لدى السرة حول مصيرهن‪ ،‬فيبدأ البحث الحثيث على مخرج وحل "‬
‫لالطمئنان" على مستقبلهن؛‬
‫‪ -‬نسبة ‪% 12,13‬منهن نشأن في ظروف افتقدن فيها الدفء السري‪ ،‬بعدما اضطررن‬
‫للعيش بعيدا عن والديهن معا لسباب شتى‪ ،‬فيصبح البحث عن البديل العاطفي‪ ،‬ومصدر آخر‬
‫للدفء السري‪ ،‬هاجسا مؤرقا لهن‪.‬‬
‫‪ ‬النشاط االقتصادي‬
‫‪ -‬على مستوى نشاطهن االقتصادي تبين أنهن لم يكن في الحقيقة يمارسن أي نشاط‬
‫اقتصادي مدر للدخل‪ ،‬فيتولين أشغال البيت‪ ،‬والرعي‪ ،‬والزراعة‪ ،‬وبعض الحرف اليدوية‪ ،‬وهي في‬
‫مجملها ال تخرج عن مهام املرأة القروية‪ ،‬وتعتبر جزءا من أشغال البيت اليومية‪ ،‬وال يتقاضين عنها‬
‫أجرا‪ ،‬مما يجعلهن في حالة تبعية مطلقة للمنفق‪ /‬املسير‪ ،‬فتصبح إرادته وقراراته نافذة‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف على النشاط املنهي لذويهن كشف على أنهم في الغالب يمارسون مهنا بسيطة‪،‬‬
‫تزاولها في العادة الفئات الهشة‪ ،‬من قبيل عمال أوراش البناء‪ ،‬واملياومين‪ ،‬وممارس ي بعض الزراعات‬
‫املعيشية أو تربية املاشية‪ ،‬وغيرها من املهن البسيطة‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -‬هذا النوع من النشاط االقتصادي سواء بالنسبة للقاصر أو ذويها ال يساعد ‪-‬كما هو‬
‫معلوم‪ -‬على االدخار‪ ،161‬وبالتالي فإن السر وإن لم تسقط في هاوية الفاقة‪ ،‬فإنها تصبح على حافة‬
‫الهشاشة‪ ،‬مما يجعلها تبحث عن حلول للحصول على موارد إضافية‪ ،‬أو التخلص من بعض أعبائها‬
‫املالية‪.‬‬
‫‪ ‬املستوى التعليمي‬
‫‪ -‬املستوى التعليمي للقاصر نفسها‪ ،‬شبيه باملستوى التعليمي لسرتها الذي يغلب عليه عدم‬
‫التمدرس‪ ،‬سواء بسبب إكراهات مادية محضة‪ ،‬أو بسبب إكراهات ذاتية وشخصية‪ ،‬الش يء الذي‬
‫يغرق القاصر في متاهات الجهل والمية‪ ،‬فتدخل في دائرة تقديس العراف والتقاليد‪ ،‬وتتبناها‪ ،‬وتسير‬
‫على هديها في غياب فكر بديل‪.‬‬
‫استنتاجات‬
‫تتحد كل هذه العوامل االقتصادية واالجتماعية فيما بينها‪ ،‬لتبرز ظاهرة الزواج املبكر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتصوره استنادا إلى العراف والتقاليد املتوارثة كمزية اجتماعية‪ ،‬ومظهر لسيادة السرة التي تتزوج‬
‫بناتها مبكرا داخل املجتمع املحلي‪ ،‬ورمز لالحترام املجتمعي لها‪ ،‬فيصبح هذا النوع من الزواج مطلبا‬
‫لألسر وللفتيات أنفسهن‪ ،‬كما أنه يتمظهر كبديل لألسرة املفقودة‪ ،‬ومصدر محتمل لإلشباع العاطفي‬
‫بالنسبة للفتيات اللواتي نشأن في أوضاع افتقدن فيها الحنان والدفء السري‪.‬‬
‫الزواج املبكر من الناحية االقتصادية‪ ،‬فرصة ال تعوض –في اعتقاد كثير من السر‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫للحصول على مكاسب مادية مختلفة‪ ،‬أو على القل التخفيف من العباء املالية التي تتحملها السرة‪.‬‬
‫هذه الفرضية تجد سندها في النتائج املستخلصة من تحليل كيفية إبرام عقد الزواج‬ ‫‪‬‬
‫والعائدات املادية منه‪ ،‬حيث شكلت الدوافع الثقافية املتمثلة في العراف والتقاليد والقناعات الدينية‬
‫حصة السد من مجموع السباب الدافعة إليه‪ ،‬بنسبة بلغت ‪ ،% 58,14‬تلتها السباب العاطفية‬
‫بنسبة‪ ،% 48,08 :‬ثم يأتي سبب الفقر بنسبة ‪ ،% 11,37‬فمحاولة التخلص من ظروف اجتماعية‬
‫قاهرة بنسبة ‪.% 10,81‬‬

‫‪ - 161‬أكد النموذج لتنموي الجديد من خالل االختيار االستراتيجي الول من املحور الثالث على أهمية عدم استقاللية النساء وضمان املساواة بين الجنسين واملشاركة‪ ،‬وفي هذا الطر‬
‫شدد على ضرورة دعم أليات التربية والتكوين واإلدماج واملواكبة والتمويل املخصصة للنساء‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫يتأكد المر أكثر باستحضار ما خلصت إليه الدراسة من نتائج بخصوص العالقة‬ ‫‪‬‬
‫السابقة عن الزواج بين القاصر وخطيبها‪ ،‬وصاحب مقترح الزواج‪ ،‬حيث تبين أن نسبة ‪ % 63,30‬من‬
‫الزيجات دبرت باقتراح من شخص أجنبي عن السرة‪ ،‬كلف من طرف الخاطب بالبحث له عن زوجة‪،‬‬
‫أو بمبادرة شخصية منه‪ ،‬فنتج عن ذلك أن ما نسبته‪ % 45,03‬من حاالت الزواج حدثت بين شخصين‬
‫لم يسبق لهما التعرف على بعضهما البعض‪.‬‬
‫يمكن أن نستنتج من كل ذلك ‪:‬‬
‫أن الظروف التي تنشأ فيها القاصر‪ ،‬هي مؤشر حيوي يحدد احتمال وقوعها فريسة‬ ‫‪‬‬
‫زواج مبكر أم ال‪ ،‬فكلما تأزمت الوضاع االجتماعية واالقتصادية للقاصر وأسرتها إال وارتفعت نسبة‬
‫احتمال تزويجها مبكرا‪ ،‬وكلما نشأت في أسرة متعلمة‪ ،‬ونالت حظا وافرا من التعليم إال وقلت احتمالية‬
‫ذلك‪.‬‬
‫أن هناك عالقة تفاعلية بين مستوى جودة الحياة والزواج املبكر‪ ،‬والدليل على ذلك‬ ‫‪‬‬
‫أنه لم يتم رصد أي حالة للقاصرات اللواتي شملتهن الدراسة‪ ،‬تمارس مهنة تحتاج ممارستها إلى مؤهل‬
‫علمي أو فني معين‪ ،‬وباملقابل فإن النشاط االقتصادي للقاصرات املستجوبات‪ ،‬ال يقوم في أساسه إال‬
‫على املجهود العضلي‪ ،‬كما أن نسبة اللواتي حصلن على مستوى تعليمي البأس به وبلغن مستوى‬
‫التعليم الثانوي لم تتجاوز ‪ ،% 4,18‬وانخفضت هذه النسبة إلى ‪ % 0 ,20‬بالنسبة ملن بلغن للتعليم‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫وكل ما قيل في هذا الصدد بخصوص القاصرات ينطبق كذلك على أسرهن‪ .‬كما أن نسبة‬
‫السر التي تعرف نوعا من تنظيم النسل‪ ،‬والتي يتراوح عدد أطفالها بين طفل واحد وثالثة‬
‫أطفال كحد أقص ى‪ ،‬لم تتجاوز ‪ %10‬من مجموع أسر القاصرات موضوع الدراسة‪.162‬‬

‫‪ 162‬وهي نفس النتيجة التي خلص إليها املسح الوطني حول السكان وصحة السرة باملغرب لسنة ‪ 2018‬واملجرى من طرف وزارة الصحة‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2- 5‬مقارنة الحالة الصحية للقاصرقبل وبعد الزواج‬


‫‪ -‬إن للزواج املبكر تداعيات كارثية على صحة الم والطفل‪ ،‬فالطفالت ال تتحمل أجسادهن‬
‫الغضة تبعات العالقات الجنسية‪ ،‬خاصة مع أشخاص يكبرنهن بفارق عمري كبير‪ ،‬كما أنهن ال يقوين‬
‫مطلقا على تحمل تبعات الحمل والوالدة‪.‬‬
‫‪ -‬أغلب املستجوبات صرحن أنهن كن يتمتعن بصحة جيدة قبل الزواج‪ ،‬ولم تكن نسبة‬
‫املصابات بمرض منهن تتعدى ‪ ،% 2.09‬بعدد محدد في ‪ 48‬حالة‪ ،‬غير أن املعطيات اإلحصائية ملا بعد‬
‫الزواج اختلفت تماما‪ ،‬حيث تضاعف هذا العدد أكثر من ‪ 17‬مرة‪ ،‬إذ بلغ عدد الزوجات اللواتي أصبن‬
‫بأمراض ناتجة عن تبعات الزواج ‪ 855‬حالة بنسبة ‪ ،% 37,17‬وهو ما يشكل نسبة ارتفاع بلغت‬
‫‪.% 35,08‬‬

‫نسبة اإلصابة باملرض بعد الزواج‬ ‫الحالة الصحية قبل الزواج‬


‫جيدة‬
‫‪%97,91‬‬
‫لم تصب بأي‬
‫مرض‬
‫‪%62,83‬‬
‫أصيبت‬
‫بامراض‬
‫‪%37,17‬‬ ‫مريضة‬
‫‪%2,09‬‬

‫‪ -‬نتجت هذه المراض ‪-‬كما سلف بيانه‪ -‬أساسا من تبعات الوطء‪ ،‬والحمل‪ ،‬والوالدة‪،‬‬
‫والعنف‪ .‬هذا‪ ،‬وإذا أضيفت حاالت اإلجهاض‪ ،‬ووفيات املواليد‪ ،‬وحاالت الوالد املصابين بإعاقات‪،‬‬
‫والتكلفة الصحية للتدخالت الجراحية أثناء الوالدة‪ ،‬سواء من خالل العمليات القيصرية‪ ،‬أو من‬
‫خالل تقنيات الغرز‪/‬شق منطقة العجان‪ ،‬تصبح هذه اإلحصائيات مخيفة أكثر‪ ،‬وتتحول إلى كابوس‬
‫حقيقي‪ ،‬بعد استحضار أن عددا مهما منهن ال يتلقين أي رعاية صحية‪ ،‬وال يستفدن من التغطية‬
‫الصحية‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫النسبة الكلية للمستفيدات من التغطية الصحية‬

‫نعم‬
‫‪%24.52‬‬

‫ال‬
‫‪75,48%‬‬

‫‪ -‬تبين هذه املقارنة حجم الخطر الداهم الذي يهدد القاصرات نتيجة الزواج املبكر‪.‬‬
‫وعليه يكون الزواج املبكر مسؤوال بصورة مباشرة على تدهور الحالة الصحية العامة للعينة‬
‫موضوع املسح‪ ،‬وهو ما يمكن إسقاطه على جميع الزوجات القاصرات‪.‬‬

‫‪ 3- 5‬مقارنة الدافع إل ـى الزواج مع انطباعات القاصر‬


‫ثبت سابقا أن الدوافع الثقافية واالجتماعية والعاطفية واالقتصادية هي الدافع الساس إلى‬
‫القبول بالزواج املبكر‪ ،‬فالظروف االجتماعية الصعبة‪ ،‬تدفع نحو البحث عن بديل يرجى أن يكون‬
‫أفضل‪ ،‬والحرمان العاطفي‪/‬السري‪ ،‬يدفع بدوره إلى البحث عن اإلشباع منه في الزواج مبكرا‪ ،‬وتأسيس‬
‫أسرة خاصة‪ ،‬ومتطلبات الحياة املادية تستلزم البحث عن حلول ناجعة لتوفير حاجيات السرة‪،‬‬
‫فيطرح الزواج املبكر كحل يبدو لألسرة مثاليا‪ ،‬ويصور في أذهان القاصرات املعنيات على أنه الحلم‬
‫املأمول‪.‬‬

‫متخذ قرارالزواج‬
‫القاصر‬
‫‪%94,84‬‬

‫شخص آخر‬
‫‪%0,86‬‬
‫األب‬
‫األم‬ ‫‪%2,84‬‬
‫‪%1,46‬‬

‫‪208‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -‬بعد االصطدام بالعباء املترتبة عن الزواج‪ ،‬تبدأ الصورة بالتغير شيئا فشيئا‪.‬‬
‫فالسعادة املرجوة من الزواج تصبح محل تساؤل حقيقي ‪ ،‬بعد أن تبين أن ‪ % 11‬من الزوجات‬
‫لسن سعيدات بزواجهن‪ ،‬و‪ % 26‬منهن انتابهن إحساس بالظلم جراء تزويجهن وهن قاصرات‪ ،‬وفي‬
‫الحقيقة هو إحساس بالندم‪ ،‬على اعتبار أن ‪ % 94,84‬هن من "اتخذ" القرار بالزواج‪ ،‬وال أدل على‬
‫هذا التحول أن ‪ % 48‬منهن لو عاد بهن الزمن إلى الوراء‪ ،‬ما كن ليقبلن الزواج‪ ،‬و‪ % 93‬يرفض فكرة‬
‫تزويج بناتهن وهن قاصرات‪ ،‬و‪ %85‬منهن يؤيدن منع الزواج املبكر مطلقا‪ ،‬وكل ذلك تعبير عن تجربتهن‬
‫الشخصية‪ ،‬املليئة باملعاناة‪ ،‬وصنوف العنف االقتصادي‪ ،‬والجسدي‪ ،‬والجنس ي‪ ،‬والنفس ي‪ ،‬واملعنوي‪.‬‬

‫‪2500‬‬ ‫‪2129‬‬
‫‪1952‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬ ‫‪1099‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪608‬‬
‫‪500‬‬
‫‪258‬‬

‫‪0‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬

‫هل تؤيد منع الزواج‬ ‫هل تقبل بتزويج أبنائها‬ ‫هل هي سعيدة بزواجها‬ ‫هل تحس بالظلم‬ ‫إذا عاد بها الزمن هل‬
‫املبكر(منع زواج‬ ‫قاصرين‬ ‫كانت ستقبل الزواج؟‬
‫القصر)‬

‫‪ -‬يتضح أن أعباء الزواج كانت غائبة على هؤالء القاصرات قبل اإلقدام على هذه الخطوة‪،‬‬
‫مما جعلهن يعشن نوعا من حالة الصدمة‪.‬‬
‫ومعلوم أن التجارب االجتماعية القاسية تخلف أثارا نفسية‪ ،‬وجروحا عاطفية من الصعب‬
‫أن تندمل‪ ،‬خاصة أن أغلب هؤالء القاصرات ال يحظين برعاية صحية جسدية مناسبة‪ ،‬فبالحرى‬
‫التفكير في رعاية نفسية‪ ،‬تعيد إليهن توازنهن النفس ي املفقود‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 4- 5‬املعطيات املتعلقة بالخـاطب‬


‫إن دراسة املعطيات املتعلقة بأزواج القاصرات يشكل الحلقة الثانية في السلسلة املؤثرة في‬
‫تنامي ظاهرة الزواج املبكر‪ ،‬فهم ينحدرون في أغلبهم من نفس الطبيعة الجغرافية التي تنحدر منها‬
‫زوجاتهم‪ ،‬وتقريبا من نفس البيئة الثقافية التي تجمعهم‪.‬‬
‫لذا سيتم تحليل أنماطهم باالعتماد على املقارنات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مقارنة النشطة االقتصادية لسرة القاصر مع مثيالتها بالنسبة للخاطب؛‬
‫‪ -‬مقارنة سن الخاطب مع سن خطيبته عند الزواج؛‬
‫‪ -‬مقارنة املستوى التعليمي للقاصر وأسرتها مع املستوى التعليمي للخاطب؛‬
‫‪ -‬مقارنة الوضع العائلي للخاطب مع وضع القاصر‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة األنشطة االقتصادية للقاصر وذويها مع األنشطة االقتصادية للخــاطب‬

‫سبقت اإلشارة إلى أن النشطة االقتصادية للقاصر قبل الزواج تكاد تكون منعدمة‪ ،‬بالنظر‬
‫إلى أنها ال تحقق لها أي استقالل اقتصادي‪ ،‬وتبقيها دائما في حاجة إلى اإلعالة من شخص آخر‪.163‬‬

‫فأنشطتها ال تعدو أن تكون مجرد امتداد لالهتمامات اليومية للمرأة ربة البيت باملنطقة‪،‬‬
‫فتتكون في مجملها من‪:‬‬

‫مهن‬ ‫عاملة‬ ‫أشغال‬


‫حرفية مستخدمة‬ ‫الزراعة مياومة‬ ‫الرعي‬ ‫مهنة القاصر قبل‬
‫أخرى‬ ‫منزلية‬ ‫البيت‬
‫الزواج‬
‫‪21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪597‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪810‬‬ ‫‪909‬‬ ‫‪2283‬‬

‫‪ - 163‬مع مالحظة أن اإلنفاق عليها من قبل أبيها أو وليها القانوني هو واجب أخالقي وقانوني عليه‪ ،‬ال تبرء ذمته منه‪ ،‬فهي طفلة تحتاج الرعاية‪ ،‬ومكانها الطبيعي هو مقاعد الدراسة وليس‬
‫ميدان الشغل‪ ،‬والتحليل أعاله أملته ضرورة الواقع‪ ،‬وليس ما يجب أن يكون‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫وبالتالي فإن الفارق بين نشاطها وبين النشاط االقتصادي لخطيبها جلي وواضح‪ ،‬وال يحتاج‬
‫إلى كثير من البيان‪ ،‬ويمتد هذا الفارق حتى بعد الزواج‪ ،‬حيث تحافظ الزوجات القاصرات على نفس‬
‫النمط في أنشطتهن االقتصادية‪ ،‬التي تقتصر في الغالب على أدوار ال تسمح لها بالحصول على دخل‬
‫حقيقي‪ ،‬فتتوزع أنشطتهن كالتالي‪:‬‬
‫مياومة مستخدمة‬ ‫الرعي‬ ‫حرفية‬ ‫عاملة منزلية‬ ‫اشغال البيت‬
‫مهنة القاصربعد الزواج‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2295‬‬

‫الش يء الذي يجعل الزوج بعد الزواج أو شخص آخر هو املكلف باإلنفاق عليها‪.‬‬
‫أما الحاالت التي تكون فيها متمكنة اقتصاديا‪ ،‬وتعيل نفسها بنفسها‪ 164‬فهي ال تتجاوز ست‬
‫حاالت كما سلف بيانه‪ ،‬وبالتالي تبقى دائما تابعة للشخص املنفق‪ ،‬ومنقادة له‪ ،‬لكونه هو من يمسك‬
‫باملوارد االقتصادية لألسرة‪ ،‬ويتحكم بها‪.‬‬
‫أما مقارنة النشطة االقتصادية للخاطب مع أنشطة ذوي القاصر‪ ،‬فال تثير أي إشكال‬
‫بالنسبة ملهنة أم القاصر لن وضعها مشابه لوضع القاصر نفسها‪.‬‬
‫أما مقارنتها مع النشطة االقتصادية الخاصة بالب فتعطي الصورة التالية‪:‬‬

‫‪ - 164‬مع ضرورة استحضار طبيعة النشطة التي تمارسها حتى في هذه الحالة والتي في الغالب ال تمكنها من االدخار‪ ،‬وتوفير فائض فوق الحاجيات الساسية لها‬

‫‪211‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫مقارنة األنشطة االقتصادية للخاطب مع أنشطة األب‬


‫‪900‬‬ ‫‪828‬‬

‫‪800‬‬

‫‪700‬‬

‫‪600‬‬
‫‪457‬‬

‫‪500‬‬
‫‪415‬‬
‫‪358‬‬

‫‪332‬‬
‫‪400‬‬
‫‪325‬‬

‫‪319‬‬
‫‪234‬‬

‫‪300‬‬
‫‪201‬‬

‫‪165‬‬
‫‪162‬‬
‫‪141‬‬

‫‪200‬‬
‫‪117‬‬

‫‪117‬‬

‫‪72‬‬
‫‪60‬‬

‫‪100‬‬

‫‪36‬‬
‫‪28‬‬

‫‪22‬‬
‫‪16‬‬

‫‪12‬‬

‫‪11‬‬
‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬

‫الخاطب‬ ‫األب‬

‫ويتبين مما سبق‪:‬‬


‫‪ -‬أن فئة املتقاعدين حاضرة بين صفوف آباء الزوجات القاصرات‪ ،‬بينما تغيب لدى الزواج‪،‬‬
‫ولعل ذلك راجع بالساس إلى توزيع الفئات العمرية املقبلة على الزواج بقاصرات‪ ،‬فكلما تقدم العمر‬
‫إال قل عدد املقبلين عليه‪ ،‬فقد ظهر أن منحى الفئات العمرية للمتزوجين من قاصرات يتجه نحو‬
‫االنخفاض بدءا من سن الثالثين سنة‪ ،‬ليصل إلى ‪ 35‬حالة فقط بالنسبة للفئة العمرية التي يتجاوز‬
‫سنها ‪ 40‬سنة‪ ،‬بنسبة لم تتجاوز ‪.% 1.52‬‬
‫‪ -‬أن بعض الفئات التي تمارس نشاطا ينتمي مبدئيا إلى الطبقة الوسطى تظهر في صفوف‬
‫الزواج‪ ،‬وتختفي لدى آباء القاصرات‪ ،‬كفئة املقاولين‪ ،‬والعمال املهاجرين‪ ،‬واملستخدمين‪ ،‬باستثناء‬
‫فئة املوظفين التي تظهر لدى اآلباء وتختفي لدى الزواج‪ ،‬بسبب ارتباطها هي الخرى بعامل سن‬
‫الزواج‪ ،‬الذي تتحكم فيه في هذه الحالة مسألة االستقرار الوظيفي‪ ،‬والوصول إلى القدرة على إعالة‬

‫‪212‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أسرة‪ ،‬ولعل هذا راجع أيضا إلى أنه كلما كانت السرة ذات مستوى عيش مرتفع‪ ،‬كلما انخفضت نسبة‬
‫الزواج املبكر بين أفرادها‪ ،‬سواء كن قاصرات يرغبن في الزواج‪ ،‬أو ذكورا يبحثون عن زوجة مناسبة‪،‬‬
‫والعكس بالعكس‪ ،‬إذ أن الزواج املبكر يدخل في عالقة عكسية مع جودة الحياة‪.‬‬
‫إال أن الالفت في النشطة االقتصادية لألزواج هو حضور فئة رجال التعليم وأئمة املساجد‬
‫ضمنهم‪ ،‬والحال أن هؤالء من املفترض أن يكونوا في الصفوف الولى للمعركة ضد الزواج املبكر‪ ،‬الش يء‬
‫الذي يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة املقاربات الناجعة للتصدي لهذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ ‬مقارنة سن القاصرعند الزواج مع سن الخـاطب‬


‫أظهرت اإلحصائيات املسجلة بخصوص تطور سن القاصرات املتزوجات‪ ،‬أنه عرف منحى‬
‫تصاعديا بدء من نقطة انطالقه من سن أقل من ‪ 15‬سنة‪ ،‬التي سجلت بها حالة واحدة‪ ،‬ثم ارتفع‬
‫السن بشكل بطيء وقريب جدا نحو الفئة العمرية املوالية‪ ،‬وارتفع رويدا رويدا مبتعدا عن هذا املحور‬
‫إلى حدود الفئة ما بين ‪ 16‬سنة و‪ 16‬سنة ونصف‪ ،‬ليشهد بعدها أقص ى ارتفاع له في اتجاه الفئة‬
‫العمرية ما بين ‪ 17‬سنة و‪17‬سنة ونصف‪ ،‬ثم بدأ في االنحدار من جديد بزاوية حادة نحو الفئة‬
‫العمرية لكثر من ‪ 17‬عشر سنة ونصف‪.‬‬

‫سن القاصر قبل الزواج‬


‫‪1099‬‬

‫‪744‬‬

‫‪262‬‬
‫‪181‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬
‫بين ‪ 16‬سنة بين ‪ 16‬سنة و‪ 16‬بين ‪ 15‬سنة و‪ 16‬أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫أكثر من ‪ 17‬سنة بين ‪ 17‬سنة و‪17‬‬
‫سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف و‪ 17‬سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف‬

‫‪ -‬يعرف منحنى تطور سن الزواج ارتفاعا شديدا انطالقا من الفئة الولى لقل من عشرين‬
‫سنة التي تشكل ‪ ،% 1,96‬نحو الفئة العمرية التالية بين ‪ 20‬و‪ 25‬سنة التي هي الغالبة على الفئات‬
‫العمرية الخرى بنسبة ‪ % 33,17‬مع حفاظه عل نسق متصل من االرتفاع‪ ،‬ثم يستمر باالرتفاع نحو‬

‫‪213‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الفئة املوالية‪ ،‬لكن املنحنى يعرف ميالنا أقل ابتعادا عن املحور العمودي بانخفاض ملحوظ في حدة‬
‫االرتفاع‪ ،‬ليستقر في نسبة ‪ % 41,87‬بالنسبة لفئة ما بين ‪ 26‬و‪ 30‬سنة‪ ،‬ثم يبدأ باالنحدار بشكل حاد‬
‫نحو الفئات املوالية‪ ،‬ثم يزيد اتساعا‪ ،‬لتخف شدة االنحدار تباعا بعدها‪.‬‬

‫سن الخاطب‬
‫‪1200‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪963‬‬
‫‪800‬‬ ‫‪763‬‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪393‬‬
‫‪200‬‬
‫‪101‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬
‫أقل من ‪20‬‬ ‫بين ‪ 26‬و‪ 30‬بين ‪ 20‬و‪25‬‬ ‫بين ‪ 31‬و‬ ‫بين ‪ 36‬و‪40‬‬ ‫أكثر من ‪40‬‬
‫سنة‬ ‫سنة‬ ‫سنة‬ ‫‪ 35‬سنة‬ ‫سنة‬ ‫سنة‬
‫العدد‬ ‫‪45‬‬ ‫‪763‬‬ ‫‪963‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪ -‬يالحظ أن فارق سن الزواج الكثر انتشارا بين الزواج هو ما بين ‪ 05‬و‪ 10‬سنوات‪ ،‬ثم يليه‬
‫الفارق ما بين ‪ 10‬و‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫فارق السن‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات‬
‫‪%37,91‬‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة‬
‫‪%35,26‬‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬ ‫من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬سنة‬


‫‪%10,39‬‬ ‫أكثر من ‪ 20‬سنة‬ ‫‪%13,13‬‬
‫‪%3,30‬‬

‫‪ ‬مقارنة املستوى التعليمي للقاصروأسرتها مع املستوى التعليمي للخـاطب‬


‫من شأن مقارنة املستوى التعليمي للخاطب وأصهاره من جهة‪ ،‬ومستواه مع مستوى زوجته‬
‫من جهة ثانية أن يظهر نقاط التقاء واختالف هامة بين الطرفين‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -‬تعاني أسر القاصرات موضوع الدراسة‪ ،‬فقد تبين آنفا أنها تعاني من تدن حاد في املستوى‬
‫التعليمي لفرادها –كما تبين سلفا‪.-‬‬
‫إذ أن المية تصل بين أمهات القاصرات إلى ‪ ،% 94,38‬بينما تصل بالنسبة لآلباء إلى‬
‫‪ ،% 71,31‬أما بالنسبة لإلخوة فإن السر التي كل أوالدها أميون تشكل نسبة ‪ ، % 2,23‬في حين تشكل‬
‫السر التي بعض أوالدها أميون نسبة‪. % 24,55‬‬

‫املستوى التعليمي لالسرة‬


‫‪2500‬‬ ‫‪2149‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1676‬‬
‫‪1608‬‬
‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪647‬‬ ‫‪562‬‬


‫‪500‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪128‬‬
‫‪0‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫البعض فقط‬
‫األب‬ ‫األم‬ ‫اإلخوة‬

‫‪ -‬باملقابل فإن نسبة ‪ % 13,52‬من الزواج أميون لم يسبق لهم الولوج إلى املدرسة‪ ،‬في حين‬
‫أن الباقين متمدرسين ووصلوا إلى مستويات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للزوجات فإن ‪ % 13,22‬منهن لم يحالفهن الحظ بولوج املدرسة‪ ،‬وهي نسبة‬
‫تكاد تتساوى مع نسبة الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬أن نسبة ‪ % 4 ,13‬من الزواج اقتصر تعليمهم على املستوى الولي أو الكتاب‪ ،‬في حين أن‬
‫نسبة هذا املستوى لدى الزوجات انحصر في ‪.% 0,60‬‬
‫‪ -‬أن نسبة الزواج الذين تمدرسوا إلى حدود املستوى االبتدائي بلغت ‪ ،% 36,52‬في مقابل‬
‫‪ % 74,9‬من القاصرات‪/‬الزوجات اللواتي فقدن فرصتهن في التعليم في هذا املستوى‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمستوى اإلعدادي ترتفع النسبة لدى الزواج إلى حدود ‪ ،% 30,65‬بينما‬
‫تنخفض لدى الزوجات إلى ‪.% 20,93‬‬

‫‪215‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫تمكنت نسبة ‪ % 9,87‬من الزواج من بلوغ املرحلة الثانوية‪ ،‬في مقابل ‪ % 4,18‬بالنسبة‬ ‫‪-‬‬
‫للقاصرات املتزوجات‪ ،‬لتنخفض النسبة لدى الطرفين خالل التعليم الجامعي إلى ‪ % 05,30‬لألزواج‪،‬‬
‫وتهوي إلى ‪ 0 ,20‬للزوجات‬

‫املستوى التعليمي للخاطب‬

‫ابتدائي; ‪840‬‬
‫‪1000‬‬ ‫إعدادي; ‪705‬‬
‫‪800‬‬

‫‪600‬‬ ‫ال شيء; ‪311‬‬


‫ثانوي; ‪227‬‬
‫‪400‬‬ ‫جامعي; ‪122‬‬
‫أولي‪/‬كتاب; ‪95‬‬
‫‪200‬‬

‫‪0‬‬

‫ابتدائي‬ ‫إعدادي‬ ‫ال شيء‬ ‫ثانوي‬ ‫جامعي‬ ‫أولي‪/‬كتاب‬

‫املستوى التعليمي للخاطب‬

‫إعدادي‬
‫‪%30,65‬‬
‫ابتدائي‬
‫‪%36,52‬‬

‫أولي‪/‬كتاب‬ ‫ثانوي‬
‫‪%4,13‬‬ ‫‪%9,87‬‬
‫ال شيء‬ ‫جامعي‬
‫‪%13,52‬‬ ‫‪%5,30‬‬

‫ومن كل ذلك يظهر أن هناك شبه تكافؤ على مستوى التعليم بين القاصرات وأزواجهن‪،‬‬
‫خاصة بالنسبة للذين لم يسبق لهم ولوج املدرسة‪ ،‬واملستويات الدنيا من التعليم‪ ،‬بينما تختلف‬
‫النسب بشكل ملحوظ‪ ،‬وتميل الكفة لصالح الزواج ابتداء من املستوى اإلعدادي‪.‬‬
‫السؤال الذي يطرح نفسه في هذا املقام هو حول دوافع الجامعيين من الزواج الختيار‬
‫االرتباط بزوجات قاصرات ال خبرة لهن في الحياة‪ ،‬والحال أنه يفترض فيهم ‪-‬نظرا ملستواهم التعليمي‪-‬‬

‫‪216‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫إدراك أن أولئك الفتيات ال يصلحن أن يكن زوجات‪ ،‬فهن مجرد طفالت ال يعين شيئا عن الحياة‬
‫الزوجية وال يطقنها‪.‬‬
‫ويعيد هذا التساؤل من جديد نقاش املوروث الثقافي‪ ،‬وقدرته على التحكم حتى في من هم‬
‫ذوي مستوى محترم من التعليم‪ ،‬الش يء الذي يستدعي من الجميع التفكير في آليات قادرة على مجابهة‬
‫هذه املعادلة املقيتة وخطورتها على الجميع‪.‬‬
‫سبقت اإلشارة إلى أن النشطة االقتصادية للقاصر قبل الزواج تكاد تكون منعدمة‪ ،‬بالنظر‬
‫إلى أنها ال تحقق لها أي استقالل اقتصادي‪ ،‬وتبقيها دائما في حاجة إلى اإلعالة من شخص آخر‪.165‬‬

‫فأنشطتها ال تعدو أن تكون مجرد امتداد لالهتمامات اليومية للمرأة ربة البيت باملنطقة‪،‬‬
‫فتتكون في مجملها من‪:‬‬

‫مهن‬ ‫عاملة‬ ‫أشغال‬


‫حرفية مستخدمة‬ ‫الزراعة مياومة‬ ‫الرعي‬ ‫مهنة القاصر قبل‬
‫أخرى‬ ‫منزلية‬ ‫البيت‬
‫الزواج‬
‫‪21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪597‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪810‬‬ ‫‪909‬‬ ‫‪2283‬‬

‫وبالتالي فإن الفارق بين نشاطها وبين النشاط االقتصادي لخطيبها جلي وواضح‪ ،‬وال يحتاج‬
‫إلى كثير من البيان‪ ،‬ويمتد هذا الفارق حتى بعد الزواج‪ ،‬حيث تحافظ الزوجات القاصرات على نفس‬
‫النمط في أنشطتهن االقتصادية‪ ،‬التي تقتصر في الغالب على أدوار ال تسمح لها بالحصول على دخل‬
‫حقيقي‪ ،‬فتتوزع أنشطتهن كالتالي‪:‬‬
‫مياومة مستخدمة‬ ‫الرعي‬ ‫حرفية‬ ‫عاملة منزلية‬ ‫اشغال البيت‬
‫مهنة القاصربعد الزواج‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2295‬‬

‫الش يء الذي يجعل الزوج بعد الزواج أو شخص آخر هو املكلف باإلنفاق عليها‪.‬‬

‫‪ - 165‬مع مالحظة أن اإلنفاق عليها من قبل أبيها أو وليها القانوني هو واجب أخالقي وقانوني عليه‪ ،‬ال تبرء ذمته منه‪ ،‬فهي طفلة تحتاج الرعاية‪ ،‬ومكانها الطبيعي هو مقاعد الدراسة وليس‬
‫ميدان الشغل‪ ،‬والتحليل أعاله أملته ضرورة الواقع‪ ،‬وليس ما يجب أن يكون‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫أما الحاالت التي تكون فيها متمكنة اقتصاديا‪ ،‬وتعيل نفسها بنفسها‪ 166‬فهي ال تتجاوز ست‬
‫حاالت كما سلف بيانه‪ ،‬وبالتالي تبقى دائما تابعة للشخص املنفق‪ ،‬ومنقادة له‪ ،‬لكونه هو من يمسك‬
‫باملوارد االقتصادية لألسرة‪ ،‬ويتحكم بها‪.‬‬
‫أما مقارنة النشطة االقتصادية للخاطب مع أنشطة ذوي القاصر‪ ،‬فإنها من ناحية مهنة أم‬
‫القاصر ال تثير أي إشكال لن وضع الم مشابه لوضع القاصر نفسها‪.‬‬
‫أما مقارنتها مع تلك النشطة االقتصادية الخاصة بالب فتعطي الصورة التالية‪:‬‬

‫مقارنة األنشطة االقتصادية للخاطب مع أنشطة األب‬

‫‪900‬‬
‫‪828‬‬

‫‪800‬‬

‫‪700‬‬

‫‪600‬‬
‫‪457‬‬

‫‪500‬‬
‫‪415‬‬
‫‪358‬‬

‫‪332‬‬

‫‪400‬‬
‫‪325‬‬

‫‪319‬‬
‫‪234‬‬

‫‪300‬‬
‫‪201‬‬

‫‪165‬‬
‫‪162‬‬
‫‪141‬‬

‫‪200‬‬
‫‪117‬‬

‫‪117‬‬

‫‪72‬‬
‫‪60‬‬

‫‪100‬‬
‫‪36‬‬
‫‪28‬‬

‫‪22‬‬
‫‪16‬‬

‫‪12‬‬

‫‪11‬‬
‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫الخاطب‬ ‫األب‬

‫ويتبين مما سبق‪:‬‬


‫‪ -‬أن فئة املتقاعدين حاضرة بين صفوف آباء الزوجات القاصرات‪ ،‬بينما تغيب لدى الزواج‪،‬‬
‫ولعل ذلك راجع بالساس إلى توزيع الفئات العمرية املقبلة على الزواج بقاصرات‪ ،‬فكلما تقدم العمر‬
‫إال قل عدد املقبلين عليه‪ ،‬فقد ظهر أن منحى الفئات العمرية للمتزوجين من قاصرات يتجه نحو‬

‫‪ - 166‬مع ضرورة استحضار طبيعة النشطة التي تمارسها حتى في هذه الحالة والتي في الغالب ال تمكنها من االدخار‪ ،‬وتوفير فائض فوق الحاجيات الساسية لها‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫االنخفاض بدءا من سن الثالثين سنة‪ ،‬ليصل إلى ‪ 35‬حالة فقط بالنسبة للفئة العمرية التي يتجاوز‬
‫سنها ‪ 40‬سنة‪ ،‬بنسبة لم تتجاوز ‪.% 1.52‬‬
‫‪ -‬أن بعض الفئات التي تمارس نشاطا ينتمي مبدئيا إلى الطبقة الوسطى تظهر في صفوف‬
‫الزواج‪ ،‬وتختفي لدى آباء القاصرات‪ ،‬كفئة املقاولين‪ ،‬والعمال املهاجرين‪ ،‬واملستخدمين‪ ،‬باستثناء‬
‫فئة املوظفين التي تظهر لدى اآلباء وتختفي لدى الزواج‪ ،‬بسبب ارتباطها هي الخرى بعامل سن‬
‫الزواج‪ ،‬الذي تتحكم فيه في هذه الحالة مسألة االستقرار الوظيفي‪ ،‬والوصول إلى القدرة على إعالة‬
‫أسرة‪ ،‬ولعل هذا راجع أيضا إلى أنه كلما كانت السرة ذات مستوى عيش مرتفع‪ ،‬كلما انخفضت نسبة‬
‫الزواج املبكر بين أفرادها‪ ،‬سواء كن قاصرات يرغبن في الزواج‪ ،‬أو ذكورا يبحثون عن زوجة مناسبة‪،‬‬
‫والعكس بالعكس‪ ،‬إذ أن الزواج املبكر يدخل في عالقة عكسية مع جودة الحياة‪.‬‬
‫إال أن الالفت في النشطة االقتصادية لألزواج هو حضور فئة رجال التعليم وأئمة املساجد‬
‫ضمنهم‪ ،‬والحال أن هؤالء من املفترض أن يكونوا في الصفوف الولى للمعركة ضد الزواج املبكر‪ ،‬الش يء‬
‫الذي يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة املقاربات الناجعة للتصدي لهذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ ‬مقارنة سن القاصرعند الزواج مع سن الخـاطب‬


‫أظهرت اإلحصائيات املسجلة بخصوص تطور سن القاصرات املتزوجات‪ ،‬أنه عرف منحى‬
‫تصاعديا بدء من نقطة انطالقه من سن أقل من ‪ 15‬سنة‪ ،‬التي سجلت بها حالة واحدة‪ ،‬ثم ارتفع‬
‫السن بشكل بطيء وقريب جدا نحو الفئة العمرية املوالية‪ ،‬وارتفع رويدا رويدا مبتعدا عن هذا املحور‬
‫إلى حدود الفئة ما بين ‪ 16‬سنة و‪ 16‬سنة ونصف‪ ،‬ليشهد بعدها أقص ى ارتفاع له في اتجاه الفئة‬
‫العمرية ما بين ‪ 17‬سنة و‪17‬سنة ونصف‪ ،‬ثم بدأ في االنحدار من جديد بزاوية حادة نحو الفئة‬
‫العمرية لكثر من ‪ 17‬عشر سنة ونصف‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫سن القاصرقبل الزواج‬


‫‪1099‬‬

‫‪744‬‬

‫‪262‬‬
‫‪181‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬
‫بين ‪ 16‬سنة بين ‪ 16‬سنة و‪ 16‬بين ‪ 15‬سنة و‪ 16‬أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫أكثر من ‪ 17‬سنة بين ‪ 17‬سنة و‪17‬‬
‫سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف و‪ 17‬سنة‬ ‫سنة ونصف‬ ‫ونصف‬

‫‪ -‬يعرف منحنى تطور سن الزواج ارتفاعا شديدا انطالقا من الفئة الولى لقل من عشرين‬
‫سنة التي تشكل ‪ ،% 1,96‬نحو الفئة العمرية التالية بين ‪ 20‬و‪ 25‬سنة التي هي الغالبة على الفئات‬
‫العمرية الخرى بنسبة ‪ % 33,17‬مع حفاظه عل نسق متصل من االرتفاع‪ ،‬ثم يستمر باالرتفاع نحو‬
‫الفئة املوالية‪ ،‬لكن املنحنى يعرف ميالنا أقل ابتعادا عن املحور العمودي بانخفاض ملحوظ في حدة‬
‫االرتفاع‪ ،‬ليستقر في نسبة ‪ % 41,87‬بالنسبة لفئة ما بين ‪ 26‬و‪ 30‬سنة‪ ،‬ثم يبدأ باالنحدار بشكل حاد‬
‫نحو الفئات املوالية‪ ،‬ثم يزيد اتساعا‪ ،‬لتخف شدة االنحدار تباعا بعدها‪.‬‬

‫سن الخاطب‬
‫‪1200‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪963‬‬
‫‪800‬‬ ‫‪763‬‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪393‬‬
‫‪200‬‬
‫‪101‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬
‫أقل من ‪20‬‬ ‫بين ‪ 26‬و‪ 30‬بين ‪ 20‬و‪25‬‬ ‫بين ‪ 31‬و‬ ‫بين ‪ 36‬و‪40‬‬ ‫أكثر من ‪40‬‬
‫سنة‬ ‫سنة‬ ‫سنة‬ ‫‪ 35‬سنة‬ ‫سنة‬ ‫سنة‬
‫العدد‬ ‫‪45‬‬ ‫‪763‬‬ ‫‪963‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪220‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -‬يالحظ أن فارق سن الزواج الكثر انتشارا بين الزواج هو ما بين ‪ 05‬و‪ 10‬سنوات‪ ،‬ثم يليه‬
‫الفارق ما بين ‪ 10‬و‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫فارق السن‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات‬
‫‪%37,91‬‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة‬
‫‪%35,26‬‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬ ‫من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬سنة‬


‫‪%10,39‬‬ ‫أكثر من ‪ 20‬سنة‬ ‫‪%13,13‬‬
‫‪%3,30‬‬

‫‪ ‬مقارنة املستوى التعليمي للقاصروأسرتها مع املستوى التعليمي للخـاطب‬


‫من شأن مقارنة املستوى التعليمي للخاطب وأصهاره من جهة‪ ،‬ومستواه مع مستوى زوجته‬
‫من جهة ثانية أن يظهر نقاط التقاء واختالف هامة بين الطرفين‪.‬‬
‫‪ -‬تعاني أسر القاصرات موضوع الدراسة‪ ،‬فقد تبين آنفا أنها تعاني من تدن حاد في املستوى‬
‫التعليمي لفرادها –كما تبين سلفا‪.-‬‬
‫إذ أن المية تصل بين أمهات القاصرات إلى ‪ ،% 94,38‬بينما تصل بالنسبة لآلباء إلى‬
‫‪ ،% 71,31‬أما بالنسبة لإلخوة فإن السر التي كل أوالدها أميون تشكل نسبة ‪ ، % 2,23‬في حين تشكل‬
‫السر التي بعض أوالدها أميون نسبة‪. % 24,55‬‬

‫‪221‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املستوى التعليمي لألسرة‬


‫‪2500‬‬ ‫‪2149‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1676‬‬
‫‪1608‬‬
‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪647‬‬ ‫‪562‬‬


‫‪500‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪128‬‬
‫‪0‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال‬ ‫البعض فقط‬

‫األب‬ ‫األم‬ ‫اإلخوة‬

‫‪ -‬باملقابل فإن نسبة ‪ % 13,52‬من الزواج أميون لم يسبق لهم الولوج إلى املدرسة‪ ،‬في حين‬
‫أن الباقين متمدرسين ووصلوا إلى مستويات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للزوجات فإن ‪ % 13,22‬منهن لم يحالفهن الحظ بولوج املدرسة‪ ،‬وهي نسبة‬
‫تكاد تتساوى مع نسبة الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬أن نسبة ‪ % 4 ,13‬من الزواج اقتصر تعليمهم على املستوى الولي أو الكتاب‪ ،‬في حين أن‬
‫نسبة هذا املستوى لدى الزوجات انحصر في ‪.% 0,60‬‬
‫‪ -‬أن نسبة الزواج الذين تمدرسوا إلى حدود املستوى االبتدائي بلغت ‪ ،% 36,52‬في مقابل‬
‫‪ % 74,9‬من القاصرات‪/‬الزوجات اللواتي فقدن فرصتهن في التعليم في هذا املستوى‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمستوى اإلعدادي ترتفع النسبة لدى الزواج إلى حدود ‪ ،% 30,65‬بينما‬
‫تنخفض لدى الزوجات إلى ‪.% 20,93‬‬
‫تمكنت نسبة ‪ % 9,87‬من الزواج من بلوغ املرحلة الثانوية‪ ،‬في مقابل ‪ % 4,18‬بالنسبة‬ ‫‪-‬‬
‫للقاصرات املتزوجات‪ ،‬لتنخفض النسبة لدى الطرفين خالل التعليم الجامعي إلى ‪ % 05,30‬لألزواج‪،‬‬
‫وتهوي إلى ‪ 0 ,20‬للزوجات‬

‫‪222‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫املستوى التعليمي للخاطب‬

‫ابتدائي; ‪840‬‬
‫‪1000‬‬ ‫إعدادي; ‪705‬‬
‫‪800‬‬

‫‪600‬‬ ‫ال شيء; ‪311‬‬


‫ثانوي; ‪227‬‬
‫‪400‬‬ ‫جامعي; ‪122‬‬
‫أولي‪/‬كتاب; ‪95‬‬
‫‪200‬‬

‫‪0‬‬

‫ابتدائي‬ ‫إعدادي‬ ‫ال شيء‬ ‫ثانوي‬ ‫جامعي‬ ‫أولي‪/‬كتاب‬

‫املستوى التعليمي للخاطب‬ ‫إعدادي‬


‫ابتدائي‬ ‫‪%30,65‬‬
‫‪%36,52‬‬

‫ثانوي‬
‫‪%9,87‬‬
‫أولي‪/‬كتاب‬ ‫ال شيء‬ ‫جامعي‬
‫‪%4,13‬‬ ‫‪%13,52‬‬ ‫‪%5,30‬‬

‫ومن كل ذلك يظهر أن هناك شبه تكافؤ على مستوى التعليم بين القاصرات وأزواجهن‪،‬‬
‫خاصة بالنسبة للذين لم يسبق لهم ولوج املدرسة‪ ،‬واملستويات الدنيا من التعليم‪ ،‬بينما تختلف‬
‫النسب بشكل ملحوظ‪ ،‬وتميل الكفة لصالح الزواج ابتداء من املستوى اإلعدادي‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا املقام هو حول دوافع الجامعيين من الزواج الختيار‬
‫االرتباط بزوجات قاصرات ال خبرة لهن في الحياة‪ ،‬والحال أنه يفترض فيهم ‪-‬نظرا ملستواهم التعليمي‪-‬‬
‫إدراك أن أولئك الفتيات ال يصلحن أن يكن زوجات‪ ،‬فهن مجرد طفالت ال يعين شيئا عن الحياة‬
‫الزوجية وال يطقنها‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫ويعيد هذا التساؤل من جديد نقاش املوروث الثقافي‪ ،‬وقدرته على التحكم حتى في من هم‬
‫ذوي مستوى محترم من التعليم‪ ،‬الش يء الذي يستدعي من الجميع التفكير في آليات قادرة على مجابهة‬
‫هذه املعادلة املقيتة وخطورتها على الجميع‪.‬‬

‫‪ -6‬استنتاجات تركيبية‬
‫أبانت املعطيات اإلحصائية املتعلقة بالدراسة امليدانية بامللموس أن ظاهرة الزواج املبكر‪،‬‬
‫ليست شأنا قضائيا صرفا‪ ،‬تنحصر أسبابه في التدبير العملي ملقتضيات املادتين ‪ 20‬و‪ 21‬من مدونة‬
‫السرة‪ ،‬من خالل املمارسة القضائية اليومية؛ بل شأن مجتمعي‪ ،‬تتعدد أسبابه التي تتوزع بين ما هو‬
‫اجتماعي‪ ،‬واقتصادي‪ ،‬وثقافي‪ ،‬وديني‪ ،‬وتتشعب نتائجه‪ ،‬فتمس كل شرائح املجتمع‪.‬‬
‫وبناء على التحليل الواقعي للحاالت املعنية‪ ،‬يمكن استنتاج ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬سن الزواج‬
‫‪ ‬أن سن الزواج الغالب لدى القاصرات ضحايا الزواج املبكر‪ ،‬هو السن املتراوح بين ستة‬
‫عشر سنة ونصف وسبعة عشر سنة ونصف‪ ،‬وهذا راجع بالساس إلى املجهودات الكبيرة املبذولة من‬
‫طرف الفاعلين الساسيين‪ ،‬ومن بينهم رئاسة النيابة العامة من خالل حرصها على التكوين املستمر‬
‫لقضاة النيابة العامة في هذا املجال‪ ،‬وإصدار عدة دوريات ومنشورات في املوضوع‪ ،‬وانفتاحها على‬
‫شركاء متعددين يجمعهم معها هم التصدي لهذه الظاهرة‪ ،‬ونهجها لسياسة تواصلية توعوية مكنت‬
‫من الوصول إلى أكبر قدر من املعنيين بهذا المر‪ ،‬وسعيها الحثيث إلى وضع قواعد إضافية تهدف إلى‬
‫التفعيل المثل لإلجراءات الحمائية املنصوص عليها في املادة ‪ 20‬من مدونة السرة‪ .‬وهو ما ساهم في‬
‫بلورة قاعدة قضائية شبه متفق عليها تحدد السن الدنى املعتمد في اإلذن بهذا الزواج في سبعة عشر‬
‫سنة فما فوق؛‬

‫‪224‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬أنه ورغم كل املجهودات املبذولة ما زالت تظهر بين الفينة والخرى بعض الحاالت التي‬
‫يتم فيها اإلذن بزواج من هن دون سن السابعة عشر من عمرهن‪ ،‬بناء على مبررات مختلفة‪ ،‬وتأثرا‬
‫بالبنية الثقافية واالجتماعية الحاضنة لهذا الزواج؛‬
‫‪ ‬أنه بعد تجاوز سن السابعة عشر والنصف تبدأ احتمالية التعرض لهذا النوع من‬
‫الزواج باالنخفاض تدريجيا كلما اقتربت القاصر من سن الرشد‪.‬‬
‫وعموما يمكن القول إن القاصرات يعزفن عن التقدم بطلبات في هذا الشأن لثالثة أسباب‬
‫رئيسة تم الوقوف عليها من خالل البحث امليداني‪:‬‬
‫‪ ‬أن هذا السن يعتبر سنا مرتفعا للزواج في بعض املناطق‪ ،‬وبالتالي فإنه كلما كبرت الفتاة‬
‫في السن كلما قل حظها في الزواج؛‬
‫‪ ‬أنه بعد سن السابعة عشرة والنصف‪ ،‬تصبح القاصر وأسرتها والخاطب كذلك‪ ،‬أقل‬
‫تحمسا لتحمل مشاق مسطرة اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬ويفضلون التريث إلى حين بلوغها سن الرشد‪،‬‬
‫وتزويجها زواجا عاديا؛‬
‫‪ ‬أنه في بعض الحاالت تلجأ العائلة ‪-‬لتجاوز إجراءات املسطرة‪ -‬إلى زواج الفاتحة في انتظار‬
‫وصول القاصر سن الرشد‪ ،‬ومن ثم يتم توثيق الزواج‪ ،‬سواء باللجوء إلى مسطرة ثبوت الزوجية قبل‬
‫انقضاء الفترة االنتقالية التي حددتها املادة ‪ 16‬من مدونة السرة‪ ،‬أو باللجوء إلى إبرام عقد الزواج‪،‬‬
‫كما لو أن القاصر تزوجت في إبانه‪ ،‬مع ما يستتبع ذلك من مخاطر تهدد القاصر وأطفالها إن وجدوا‬
‫في حالة وقوع نزاع بين الزوجين‪ ،‬حيث قد يلتجئ الزوج إلى سلوك مسطرة بطالن الزواج‪ ،‬إذ أسفر‬
‫العقد الجديد على توفير شروط القول بذلك‪ ،‬أو في حالة تراجع الزوج عن فكرة توثيق العقد باملرة؛‬
‫‪ ‬أنه ‪-‬وعلى عكس القاصرات زوجاتهم‪ -‬فإن أغلب الزواج يتراوح سنهم ما بين عشرين‬
‫(‪ )20‬وخمس وثالثين (‪ )35‬سنة‪ ،‬بينما تقل هذه النسبة كثيرا قبل سن العشرين سنة‪ ،‬كما تبدأ‬
‫باالنخفاض بعد سن الخامسة والثالثين‪ ،‬وبذلك فارق السن الغالب بين سن القاصرات وأزواجهن هو‬
‫املتراوح بين خمس سنوات وخمسة عشر سنة‪ ،‬ثم يليه فارق السن الذي يتراوح بين خمسة عشر‬
‫وعشرين سنة‪ ،‬ثم ما فوق عشرون سنة؛ وهذا ما يحيل بدوره على ثالث مالحظات إضافية‪:‬‬

‫‪225‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬أن الزواج بقاصر ال يستهوي فئة عمرية دون غيرها‪ ،‬ولكنه يستقطب كل الفئات العمرية‬
‫من الرشداء؛‬
‫‪ ‬أن ارتفاع نسبة الزواج بقاصرات بين الفئة العمرية املمتدة بين سن العشرين سنة‬
‫وخمس وثالثين سنة سببه هو أن الزوج في املجتمعات التقليدية هو املكلف الوحيد باإلنفاق‪ ،‬وهو‬
‫املسؤول عن البيت‪ ،‬أما الزوجة فهي تابعة اقتصاديا له‪ ،‬وبالتالي فإنه خالل هذه املرحلة العمرية عادة‬
‫ما يكون الذكور قد بدأوا فعال في العمل ‪-‬بغض النظر عن طبيعة هذا العمل وعائده املادي‪-‬؛‬
‫‪ ‬الفتيان الذكور ال يتزوجون عادة وهم قاصرين‪ ،‬الرتباط الزواج في الذهان بمفهوم‬
‫القوامة بمفهومه االجتماعي املرتبط فقط بالقدرة املحتملة على الكسب‪ ،‬وليس القدرة الحقيقية على‬
‫مسؤولية الزواج‪ ،‬فيتأخر الزواج لديهم حتى يبدؤوا في العمل وجني النقود‪ ،‬مقارنة باإلناث اللواتي ال‬
‫يفكرن في ذلك بسبب نشأتهن على عادات وتقاليد تفرض بصرامة توزيعا نمطيا لألدوار بالبيت في‬
‫العمل يقتض ي قوامة الزوج‪.‬‬

‫‪ .2‬املحيط االجتماعي‬
‫لقد تبين أن أغلب القاصرات املتزوجات ينشأن في أوضاع اجتماعية صعبة‪ ،‬قد تتسم أحيانا‬
‫بالقساوة‪ ،‬إذ أن أغلب أولئك القاصرات‪:‬‬
‫‪ ‬ينحدرن من أسر أحادية القطب‪ ،‬ينعدم فيها الحوار والتشارك في تسيير السرة‪ ،‬حيث‬
‫يتولى شخص واحد تسييرها بمفرده‪ ،‬يكون هو الب بالدرجة الولى بنسبة وصلت إلى‪ ،74,30 %‬أو ذكر‬
‫آخر من العائلة بنسبة تجاوزت ‪ ، 6,93 %‬أما السر التي تسيرها الم فهي قليلة جدا بحيث لم تتخط‬
‫نسبة ‪ ،08,10%‬وهي نفس نسبة الحاالت التي يشترك فيها البوان بمفردهما في اتخاذ القرارات في‬
‫البيت‪ ،‬في حين أن السر الطبيعية القائمة على مبدأ التشارك والتفاهم والتعاون‪ ،‬والتي يتم فيها‬
‫إشراك جميع أفراد السرة في اتخاذ القرار في البيت‪ ،‬وفي تسيير شؤنها‪ ،‬تعد جد نادرة بنسبة لم تتجاوز‬
‫‪ ، 02,75%‬وهو ما يدل على الطبيعة السلطوية لألسر التي تنحدر منها هؤالء الفتيات‪ ،‬اللواتي نشأن‬
‫على الخضوع للرجل‪ ،‬وعدم مناقشة قراراته؛‬

‫‪226‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬أن نسبة مهمة من الفتيات املقبالت على الزواج املبكر‪ ،‬كن يعانين من عدم االستقرار‬
‫السري‪ ،‬إما بسبب وفاة أحد البوين‪ ،‬أو طالقهما‪ ،‬أو هجر أحدهما املنزل‪ ،‬أو معانته من إعاقة؛‬
‫ً‬
‫‪ ‬أن أغلب أسر القاصرات تغيب عنها فكرة تنظيم النسل‪ ،‬فتعرف ارتفاعا كبيرا في عدد‬
‫أفرادها‪ ،‬وبين هؤالء تكون نسبة اإلناث مرتفعة أكثر باملقارنة مع الذكور؛‬
‫‪ ‬أن القاصرات ينحدرن من أسر تقليدية تحافظ على التوزيع النمطي لألدوار داخل‬
‫املنزل‪ ،‬إذ أن أغلب تلك السر يتحكم فيها الب أو ذكر آخر من العائلة باملوارد االقتصادية‪ ،‬ويتولى هو‬
‫وحده اإلنفاق عليها‪ ،‬فيما يكون دور النساء فيها ‪-‬سواء كن المهات أو القاصرات أنفسهن‪ -‬مسؤوالت‬
‫فقط عن االعتناء بالبيت والقيام بشؤونه اليومية‪ ،‬وال يتمتعن بأي استقالل مالي‪ ،‬وليس لديهن أي‬
‫دخل قار‪ ،‬ومن ذلك أن ‪ 10,81%‬من الزيجات كان دافعها هو الهروب من الظروف االجتماعية‬
‫القاسية التي تعيشها القاصر؛‬

‫‪ .3‬العامل االقتصادي‬
‫‪ ‬أن غلب القاصرات وذويهن هم في الغالب من الطبقة الهشة‪ ،‬والفقيرة‪ ،‬والتي يمارس‬
‫أفرادها ‪-‬هي وباقي أفراد أسرتها‪ -‬مهنا بسيطة‪ ،‬وإن كانت تقي من الحاجة‪ ،‬فإنها ال تسمح في العادة‬
‫باالدخار‪ ،‬لكونها في الغالب تنتمي إلى القطاع غير املهيكل‪ ،‬وال توفر دخال محترما‪ ،‬يمكن من تلبية‬
‫االحتياجات فوق الساسية لألسرة‪ ،‬الش يء الذي يدفع بها إلى البحث عن بدائل لتوفير التمويل الالزم‬
‫أو التخفيف من أعبائها‪ ،‬فيكون الزواج املبكر حال لذلك‪ ،‬خاصة مع ارتفاع عدد اإلناث داخل السر‪،‬‬
‫والتي تعتبر داخل السرة عناصر غير منتجة‪ ،‬بالنظر إلى أدوارها النمطية داخل السرة‪ ،‬فيكون الزواج‬
‫املبكر مناسبة للتخلص من املصاريف الخاصة بالقاصر‪ ،‬وفرصة للحصول على مساعدات مادية من‬
‫الزوج وعائلته‪ ،‬ونتيجة ذلك فإن ‪ 11,37%‬من حاالت القبول بالزواج املبكر كان دافعها الساس هو‬
‫الفقر؛‬
‫‪ ‬يصبح الزواج أداة تمويل لألسرة سواء من خالل الهدايا العينية التي تتلقاها بعد الزواج‬
‫بشكل مناسباتي بنسبة ‪ ،54,73 %‬أو املساعدات الدورية أو غير الدورية‪ ،‬التي تحصل عليها بنسبة‬
‫‪38,69%‬؛‬

‫‪227‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬يمكن القول إن زواج القاصر يدخل في عالقة عكسية مع القدرة على االدخار‪ ،‬فكلما‬
‫عال أحدهما إال وانخفض اآلخر؛‬
‫‪ ‬أن الزواج الذين يقبلون على هذا النوع من الزواج‪ ،‬ينتمون بعضهم لنفس الطبقة‬
‫االقتصادية واالجتماعية للقاصرات املتزوجات‪ ،‬بينما البعض اآلخر يتكونون من بعض الفئات التي‬
‫يمارس نشاطا يفترض نسبته إلى الطبقة الوسطى‪ ،‬كفئة املقاولين‪ ،‬والعمال املهاجرين‪ ،‬واملستخدمين‪.‬‬
‫إال أن الالفت في النشطة االقتصادية لألزواج؛ هو حضور فئة رجال التعليم وأئمة املساجد‬
‫ضمنهم‪ ،‬والحال أن هؤالء من املعول عليهم في املساهمة في التصدي لهذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ .4‬املستوى الثقافي‬
‫إن تحليل املستوى التعليمي لكل من القاصر وأسرتها والخاطب أوضح بشكل جلي الوعاء‬
‫الثقافي الذي ينتج هذه الظاهرة‪ ،‬ومن خالله يمكن االستنتاج بقوة أن‪:‬‬
‫‪ ‬الوساط التي تنتشر فيها المية والجهل هي الكثر إنتاجا لهذا النوع من الزواج‪ ،‬وإعادة‬
‫إنتاجه‪ ،‬فهما جد متفشيان بين القاصرات وأسرهن‪ ،‬وكذا بين أزواجهن‪ ،‬حيث إن أغلب حاالت هذا‬
‫الزواج تتم في وسط مستواه التعليمي متدن‪ ،‬لم يتجاوز في الغالب املستوى االبتدائي؛‬
‫‪ ‬الهدر املدرس ي هو الرافد الساس ي لزواج القاصرات‪ ،‬سواء تعلق المر بعدم االلتحاق‬
‫مطلقا بمقاعد الدراسة‪ ،‬أو التسرب خارج املسار الدراس ي بعد الولوج إلى املدرسة‪ ،‬وتبقى السباب‬
‫املادية املحضة‪ ،‬وعدم االستفادة من الخدمات التعليمية‪ ،‬وبرامج دعم التمدرس كبرامج تيسير‬
‫واإليواء‪ ،‬والنقل املدرس ي هي املسبب الكبر في هذا المر؛‬
‫‪ ‬كلما ارتفع املستوى التعليمي للقاصر وأسرتها وللخاطب أيضا إال وانخفضت نسبة‬
‫الزواج املبكر‪ ،‬وبالتالي فإن الزواج املبكر يدخل في عالقة عكسية مع املستوى التعليمي‪ ،‬فكلما ارتفع‬
‫أحدهما انخفض الثاني؛‬
‫‪ ‬يؤدي هذا المر إلى انخفاض مستوى الوعي لدى جميع املساهمين في هذا النوع من‬
‫الزواج بمخاطره‪ ،‬ونتائجه الكارثية‪ ،‬ويؤدي إلى سيطرة العراف والتقاليد على تفكير هؤالء‪ ،‬التي ترسخ‬

‫‪228‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫لديهم نسقا فكريا رجعيا‪ ،‬يسوق ملفاهيم مبتذلة عن دور املرأة في املجتمع‪ ،‬فيكون الرجل هو املتنفذ‬
‫اجتماعيا‪ ،‬واملتمكن اقتصاديا‪ ،‬واملسيطر فكريا‪ ،‬واملتحكم الوحد في مصير من حوله‪ ،‬بينما املرأة‬
‫تبقى في حالة ال مساوة‪ ،‬وتبعية مطلقة للرجل‪ ،‬ويعطي هذا النسق تصورا مغلوطا عن مفهوم طاعة‬
‫الوالدين فتنشأ ثقافة تبجل الب والزوج‪ ،‬بمفهوم الخنوع والخضوع‪ ،‬وليس بمفهوم التقدير‬
‫واالحترام‪ ،‬فتكون قراراته نافذة حتما بدون نقاش‪ ،‬فيتقمص كل من حوله طريقة تفكيره‪ ،‬حتى تتحد‬
‫معه‪ ،‬فيصبح الكل منفذ لرغباته ‪ ،‬وتوجهاته دون حتى أن يحتاج إلى اإلفصاح عنها‪ ،‬وفي هذا السياق‬
‫الثقافي ينمو الزواج املبكر ويتكاثر‪ ،‬فتصبح العراف والتقاليد هي الدافع الرئيس له‪ ،‬فقد وصلت‬
‫نسبته إلى ‪ ،44,08 %‬الش يء الذي يجعل اتخاذ القرار بتزويج القاصر هو مسألة وقت فقط‪ ،‬في انتظار‬
‫قدوم خاطب ما‪ ،‬مهما كانت هويته؛‬
‫‪ ‬أن التأويل الخاطئ للدين‪ ،‬والتفسير املغلوط لبعض نصوصه واالحتجاج بها في غير‬
‫محلها‪ ،‬وإخراجها من سياقها دون استحضار لدالالتها الصحيحة وأسباب نزولها‪ ،‬واستيراد مفاهيم‬
‫مذهبية يفاقم بدوره إلى تكاثر الزواج املبكر؛‬
‫‪ ‬أن كل هذه العوامل تتحد لتجعل القاصر املتزوجات مكونا رئيسيا في املعضلة‪ ،‬بسبب‬
‫رغبتهن الجامحة في هذا الزواج‪ ،‬ما يترتب عنه اتخاذهن قرار الزواج بأنفسهن بنسبة بلغت ‪.94,84 %‬‬
‫‪ ‬أن القاصرات أنفسهن يصبحن منتجات لهذه الظاهرة من خالل تأييد فئة منهن لفكرة‬
‫تزويج بناتهن وهن قاصرات‪ ،‬ورفضهن فكرة منع الزواج املبكر‪.‬‬

‫‪ .5‬الوضعية الصحية‬
‫إن الزواج املبكر له تأثير مدمر على صحة القاصر املتزوجة وعلى أوالدها إذ أن‪:‬‬
‫‪ ‬الزواج املبكر يقترن بالحمل والوالدة املبكرة إذ اتضح من الدراسة امليدانية أن نسبة‬
‫‪ 82%‬من القاصرات موضوعها أنجبن في السنوات الولى من الزواج مع احتمال اإلنجاب لكثر من‬
‫مرة؛‬

‫‪229‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬أغلب القاصرات املتزوجات لم يسبق لهن أن استفدن من خدمات القطاع الصحي‬


‫الخاص‪ ،‬بنسبة تجاوزت سقفها ‪ ،53 %‬وذلك راجع بالساس إلى عدم قدرتهن على تحمل تكاليف‬
‫التطبيب بهذا القطاع؛‬
‫‪ ‬القاصرات املتزوجات يعانين بشدة من الحرمان من الخدمات الصحية‪ ،‬حيث إن نسبة‬
‫مهمة منهن ال تتوفرن على أي تغطية صحية‪ ،‬وال يستفدن من أي رعاية صحية؛‬
‫‪ ‬يضطر ‪ 26,37%‬من ضحايا الزواج املبكر إلى الوالدة في املنزل دون إشراف طبي؛‬
‫‪ 59,07% ‬من القاصرات يحتجن حين إقبالهن على الوالدة إلى مساعدة جراحية‪ ،‬سواء‬
‫عن طريق الوالدة القيصرية‪ ،‬أو استعمال الغرز (شق العجان) نتيجة عدم اكتمال النمو الجسدي‬
‫للطفالت املتزوجات؛‬
‫‪ ‬أكثر من ‪ 14%‬من حاالت حمل القاصرات تنتج عنها مضاعفات خطيرة كاإلجهاض‪،‬‬
‫ووفاة الوليد واملواليد الجدد‪ ،‬واإلعاقة؛‬
‫‪ ‬الزواج والوالدة املبكرين يرتبطان ارتباطا مباشرا بارتفاع نسبة المراض التي تصاب بها‬
‫القاصرات بعد الزواج‪ ،‬حيث تتوزع بين المراض الناتجة عن مضاعفات الحمل والوالدة‪ ،‬وأخرى‬
‫ناتجة عن الوطء‪ ،‬فيما أخرى ناتجة عن العنف السري وأسباب أخرى؛‬

‫‪ .6‬على مستوى ظروف العيش بعد الزواج‬


‫من خالل تحليل ظروف عيش القاصرات املتزوجات يمكن استنتاج‪:‬‬
‫‪ ‬أن أغلب القاصرات يعتمدن على الزوج‪ ،‬أو أهله‪ ،‬أو حتى على أهلهن إلعالتهن؛‬
‫‪ ‬أن القاصرات املتزوجات يحتفظن بنفس طبيعة نشاطهن االقتصادي قبل الزواج‪،‬‬
‫حيث ال يمارسن في الغالب أي نشاط مدر للدخل‪ ،‬بل يكتفين فقط ببعض املهام والحرف التي تعتبر‬
‫من صميم عمل املرأة في البيت في العادة‪ ،‬وحتى اللواتي يمارسن عمال بأجر فإنهن ال يمارسن مهنا‬
‫تمكنهن من االدخار؛‬

‫‪230‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬أن أغلب القاصرات يحرمن من سكن مستقل خاص بهن‪ ،‬ويفرض عليهن السكن مع‬
‫أهل الزوج في بيت العائلة رفقة أفراد آخرين منها؛‬
‫‪ ‬أن القاصرات املتزوجات مضطرات لخدمة أشخاص آخرين غير أسرتهن الصغيرة‪،‬‬
‫بحيث أنهن ملزمات بالقيام بأشغال البيت لفائدة جميع القاطنين باملنزل‪ ،‬وفي بعض الحيان حتى‬
‫لفائدة أشخاص يقطنون خارجه؛‬
‫‪ ‬أن أغلب القاصرات محرومات من االستقرار السري بسبب غياب الزوج املتكرر عن‬
‫املنزل‪ ،‬سواء بسبب الهجرة بحثا عن العمل‪ ،‬أو بسبب نزاعات مع الزوج وأهله؛‬
‫‪ ‬أن أغلب أسر القاصرات بعد الزواج يتولى شخص آخر غير الزوج‪ ،‬يكون في العادة أب‬
‫أو أم الزوج أو كالهما اتخاذ القرار في البيت وتسيير شؤونه‪.‬‬

‫‪ .7‬العنف األسري‬
‫لقد تبين من خالل معطيات الدراسة أن القاصرات املتزوجات يعانين من أصناف مختلفة‬
‫من العنف حيث إن‪:‬‬
‫‪ 13 ,30% ‬من القاصرات املتزوجات كن ضحية عنف معنوي مس أحد حقوقهن‪ ،‬أو‬
‫حقوق أوالدهن الناتجة عن الزواج‪ ،‬كالحق في االستقرار السري‪ ،‬واستمرار العالقة الزوجية في وئام‪،‬‬
‫والحق في نسب الوالد‪ ،‬والحق في أن تكون لهم هوية أبيهم‪ ،‬فاضطررن إلى االلتجاء إلى القضاء الستيفاء‬
‫حقهن عن طريق دعوى انحالل ميثاق الزوجية‪ ،‬أو ثبوت النسب‪ ،‬أو ثبوت الزوجية‪ ،‬والحالة املدنية‪،‬‬
‫وغيرها؛‬
‫‪ ‬أن القاصرات املتزوجات تعانين هن الخريات‪-‬رغم حداثة زواجهن‪ -‬من عنف معنوي‬
‫آخر هو خطر تعدد الزوجات‪ ،‬حيث إن ‪ 4,39%‬منهن إما تعدد أزواجهن فعال‪ ،‬أو يتعرضن لضغوط‬
‫للقبول بذلك‪ ،‬و ‪ 1,17 %‬منهن كن ضحية للخيانة الزوجية؛‬

‫‪231‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬أن عدد من القاصرات يتعرضن لعنف آخر أشد خطورة‪ ،‬يتمثل في حرمانهن من‬
‫أوالدهن من طرف الزوج أو عائلته‪ ،‬في محاولة للضغط على القاصر أو ابتزازها‪ ،‬أو أنها تضطر إلى‬
‫التخلي عنهم ب "إرادتها" بسبب عدم قدرتها على االعتناء بهم؛‬
‫‪ ‬أن ‪ 22,30%‬من القاصرات تعرضن لألنواع التقليدية من العنف‪ :‬العنف النفس ي‪،‬‬
‫والجسدي‪ ،‬والجنس ي‪ ،‬واالقتصادي‪ ،‬وأن ‪ 10,48%‬من القاصرات تعرضن للطرد من بيت الزوجية؛‬
‫‪ ‬أن أهل الزوج يأتون في مقدمة املتسببين في العنف السري املوجه ضد القاصرات‬
‫املتزوجات؛‬

‫‪ .8‬الوضعية العائلية و انطباعات القاصرات‬


‫يمكن على هذا املستوى رصد االستنتاجات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن نسبة مهمة من القاصرات ضحايا الزواج املبكر ينتهي بهن املطاف مطلقات‪ ،‬أو‬
‫مهجورات؛‬
‫‪ ‬أن نسبة منهن فقدن الروابط السرية مع أزواجهن بالطالق‪ ،‬أو الهجر حتى قبل أن‬
‫تصل سن الرشد القانوني‪ ،‬وبعضهن مرفقات بأطفال؛‬
‫‪ ‬أن النسبة الهم من القاصرات يبدين ندمهن على هذا الزواج بعد أن تتكشف أمامهن‬
‫الحقيقة‪ ،‬فيصبحن مناصرات ملنعه‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫التوصيات الختامية‬
‫أسفرت مقاربة الدراسة التشخيصية حول زواج القاصر بشقيها القضائي وامليداني عن‬
‫العديد من االستنتاجات التي تعد نتاجا لرصد واقع املمارسة القضائية لزواج القاصر من جهة‪،‬‬
‫وتعبيرا عن الواقع املعيش لتجارب فئة مهمة من القاصرات مع هذا الزواج من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعلى الرغم من املجهودات املبذولة من طرف الفاعلين‪ ،‬تبقى الظاهرة مقلقة‪ ،‬ولتجاوز اآلثار‬
‫السلبية الناتجة عنها‪ ،‬والتي تؤرق الدولة واملجتمع على حد سواء‪ ،‬والحد من تداعياتها على التنمية في‬
‫أبعادها املتعددة‪ ،‬يقتض ي المر تظافر الجهود‪ ،‬والرفع من مستوى تعبئة جميع الفاعلين لكسب رهان‬
‫القضاء على هذه املمارسة‪ ،‬التي تعوق تمتع الطفل بحقوقه‪ ،‬وصيانة مصالحه الفضلى‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض التوصيات الكفيلة لكسب هذا الرهان‪:‬‬
‫‪ - 1‬على مستوى تغييرالعقليات واملوروث الثقافي‬

‫اتضح من أهم مخرجات الدراسة أن العامل الثقافي يأتي في مقدمة السباب املتحكمة في‬
‫ظاهرة تزويج القاصرات‪ ،‬وأن هذا العامل يشكل الدافع الساس ي للقبول بهذا الزواج من طرف‬
‫القاصرات املعنيات به أنفسهن‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق يتعين تركيز الجهود في هذا الصدد على املستويات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬وضع خطط وبرامج ملواجهة القبول الثقافي واالجتماعي الواسع النطاق ملمارسة تزويج‬
‫القاصرين‪ ،‬عبر إذكاء الوعي الجماعي بالضرار املترتبة عن هذا الزواج‪ ،‬وآثاره النفسية والصحية على‬
‫القاصر‪ ،‬وتكلفته االجتماعية‪ .‬وخلق مساحات للنقاش في الفضاء العام‪ ،‬وعلى نطاق واسع‪ ،‬وإشراك‬
‫السر بالضرورة من أجل تحسيسهم بفوائد تأخير الزواج‪ ،‬وضمان حصول الفتيات على التعليم‪،‬‬
‫ومحاربة الهدر املدرس ي في صفوفهن‪ .‬ويقتض ي المر أيضا حتمية إشراك الذكور من مختلف العمار‬
‫باعتبارهم فاعلين أساسيين في املوضوع؛‬
‫‪ ‬تدخل وزارة الوقاف والشؤون اإلسالمية لتجنيد املرشدات واملرشدين الدينيين (معهد‬
‫محمد السادس لتكوين الئمة املرشدين واملرشدات)‪ ،‬لفعالية دورهم في التأثير على الرأي العام‬

‫‪233‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الشعبي عبر الخطاب الديني الوسطي املعتدل‪ ،‬الذي يسلط الضوء على الضرار املحتملة للزواج‬
‫املبكر‪ .‬وتعبئة املجالس العلمية املحلية وأئمة املساجد عبر اعتماد برامج ممتدة في الزمن‪ ،‬ومبنية على‬
‫أهداف واضحة‪ ،‬للتحسيس بمخاطر زواج القاصر‪ ،‬وتغيير الفكار املشجعة عليه؛‬
‫‪ ‬دعم الجمعيات العاملة في امليدان لتكثيف جهدها لتحسيس وتوعية املجتمع‬
‫بالعواقب الناجمة عن تزويج القاصر‪ ،‬واإلقناع بأن املكان الطبيعي للطفل هو حجرة الدراسة‪،‬‬
‫واكتساب املعارف‪ ،‬وليس الزواج‪ ،‬وذلك بتعزيز سبل التواصل عن قرب مع الساكنة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز دور رجال ونساء التعليم في إذكاء الوعي لدى الطفالت والفتيات بأهمية استمرار‬
‫تمدرسهن لبناء شخصيتهن واستقالليتهن‪ ،‬وإدراج موضوع زواج القاصر في املقررات واملناهج الدراسية‬
‫لتوعية وتحسيس الناشئة بمخاطر هذا الزواج‪ ،‬وبناء فكر تربوي ممانع له؛‬
‫‪ ‬تخصيص برامج في اإلعالم العمومي املرئي واملسموع إلشاعة فكر املساواة بين الجنسين‬
‫وملناقشة موضوع زواج القاصر‪ ،‬وتوضيح غاية املشرع من فتح باب االستثناء على سن الزواج‪،‬‬
‫وتسليط الضوء على الضرار الوخيمة الصحية والنفسية واالجتماعية التي تلحق الفتاة املتزوجة‬
‫مبكرا؛‬
‫‪ ‬الرفع من الوعي الصحي بالشكل املالئم واملناسب للفئة العمرية املستهدفة بشأن‬
‫الصحة الجنسية واإلنجابية‪ ،‬وتنظيم النسل‪ ،‬واملساواة بين الجنسين‪ ،‬مع العمل على تدريب النساء‬
‫والفتيات على مهارات الحياة‪ ،‬وضمان إدراكهن لحقوقهن فيما يتعلق بالزواج‪ ،‬ولقدرتهن على املطالبة‬
‫بهذه الحقوق وممارستها‪ ،‬واالعتماد في ذلك على تجارب حية من الواقع املعيش‪.‬‬
‫‪-2‬على مستوى السياسات العامة‬
‫على الرغم من املجهودات املبذولة في بالدنا للحد من زواج القاصر‪ ،‬ال تزال هناك العديد من‬
‫التحديات الكبرى في مجال السياسات واالستراتيجيات الرامية إلى معالجة العوامل الساسية والعامة‬
‫التي تسمح باستمرار تزويج الطفال‪.‬‬
‫ويقتض ي هذا المر ما يلي‪:‬‬

‫‪234‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬اعتماد استراتيجية متكاملة‪ ،‬وواضحة املعالم‪ ،‬ومبنية على أهداف محددة في الزمن‬
‫تهدف إلى محاربة الزواج دون سن الثامنة عشرة‪ ،‬انسجاما مع غاية املشرع الذي حدد سن الزواج في‬
‫‪ 18‬سنة‪ ،‬ومع رؤية هيئة المم املتحدة التي جعلت من مكافحة زواج القاصر أحد الهداف الساسية‬
‫للتنمية املستدامة في أفق سنة ‪ ،2030‬وتماشيا مع االتفاقيات الدولية والتوصيات الممية ذات‬
‫الصلة باملوضوع؛‬
‫‪ ‬نهج سياسة شاملة ومنسقة من أجل التصدي بفعالية ملمارسة تزويج القاصرين‪ ،‬تنبني‬
‫على إشراك كافة الجهات الحكومية واملؤسسات الرسمية ذات الصلة سواء على الصعيدين الوطني‬
‫أو املحلي‪ ،‬وكذا منظمات املجتمع املدني املعنية؛‬
‫‪ ‬إعطاء الولوية في تنزيل ورش النموذج التنموي إلى إلغاء الفوارق املجالية‪ ،‬ودعم‬
‫التنمية الجهوية‪ ،‬وتسريع برنامج الحماية االجتماعية‪ ،‬مع جعله قائما على استحضار طبيعة‬
‫اإلشكاالت الناجمة عن انعدام املسـاواة بيـن النسـاء والرجـال‪ ،‬وجعل هذا المر مرتكزا له؛‬
‫‪ ‬االعتماد في وضع السياسات العمومية في مجال حماية الطفولة على املعايير الدولية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬وعلى االتفاقيات ذات الصلة بحقوق الطفل‪ ،‬وجعل االستراتيجيات الوطنية مبنية‬
‫على احترام مقاربة النوع‪ ،‬وتوظيفها على نطاق أوسع لتعزيز املساواة والقضاء على التمييز ضد النساء‬
‫والفتيات‪ ،‬في مختلف املجاالت‪ ،‬وال سيما الحق في الصحة والتعليم‪ ،‬والعمل‪ ،‬واملشاركة السياسية؛‬
‫ويتعين في هذا الصدد أن يتم التركيز في هذه السياسات على املجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تعزيز فرص التمكين االقتصادي للمرأة والفتاة عموما‪ ،‬ووصولها إلى املوارد املنتجة‪،‬‬
‫وإلغاء القواعد واملمارسات التمييزية في هذا الصدد؛‬
‫‪ ‬تبني استراتيجية تقوم على االهتمام بصحة الم والطفال‪ ،‬وتقريب الخدمات الصحية‬
‫وتعميمها‪ ،‬ال سيما ما يتعلق بأقسام الوالدة وطب الطفال؛‬

‫‪ ‬توفير املوارد املالية والدعم الكافي للبرامج الرامية إلى التصدي ملمارسة تزويج‬
‫القاصرين‪ ،‬بما في ذلك تلك التي تستهدف الفتيات املتزوجات؛‬

‫‪235‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬جعل تعميم التسجيل في الحالة املدنية أولوية استراتيجية في إطار مقاربة تشاركية‬
‫ملختلف الفاعلين؛‬
‫‪ ‬تفعيل إلزامية التعليم الساس ي كحد أدنى لضمان التمدرس‪ ،‬ومنع الهدر املدرس ي‪،‬‬
‫وبحث إمكانية رفع اإللزامية إلى مستوى التعليم الثانوي التأهيلي‪ ،‬لكون هذه املرحلة العمرية هي الكثر‬
‫إنتاجا لحاالت الهدر املدرس ي املؤدية لزواج القاصر؛‬
‫‪ ‬تعزيز فرص حصول الفتيات على تعليم عالي الجودة‪ ،‬ووضع برامج خاصة إلعادة‬
‫إدماج الفتيات اللواتي يجبرن على ترك املدرسة بسبب الزواج و‪/‬أو الوالدة؛‬
‫‪ ‬توفير فرص خاصة للدعم االقتصادي‪ ،‬وحوافز مالية للفتيات املعوزات ولسرهن‬
‫قصد تمكينهن من مواصلة التعليم العالي‪ ،‬وتأخير الزواج‪ ،‬وذلك من قبيل املنح الدراسية‪ ،‬وتوفير‬
‫السكن واإليواء؛‬
‫‪ ‬التركيز على تعزيـز املعاييـر االجتماعية الكفيلـة بحمايـة الطفـال‪ .‬مع العمل على توفير‬
‫املــوارد املاليــة الكافية‪ ،‬وذلــك بهــدف تعزيــز تدخــل جمعيــات املجتمــع املدنـي علـى الصعيـد الترابـي‪.‬‬
‫واستهداف الطفــال الكثــر هشاشــة عند تنفيـذ هـذه السياسـة بالدرجة الولى‪ ،‬كالطفـال املتخلـى‬
‫عنهــم‪ ،‬وأطفــال الشــوارع‪ ،‬والطفــال املهاجريـن‪ ،‬على اعتبار أن هذه الفئة يمكن أن تكون بفعل ظروفها‬
‫أكثر عرضة لهذا الزواج؛‬
‫‪ ‬اعتماد برامج لتدريب الفاعلين في امليدان من الطر املكلفين بإنفاذ القانون‪ ،‬والعاملين‬
‫في الحقل القضائي‪ ،‬واملدرسين‪ ،‬والعاملين في مجال الصحة والخدمات الخرى بشأن كيفية التعرف‬
‫على الفتيات املعرضات للخطر‪ ،‬أو الضحايا الفعليين‪ ،‬وبشأن التشريعات املعمول بها‪ ،‬وتدابير الوقاية‬
‫والرعاية‪ ،‬والتكفل بالحاالت التي قد تكون ضحية لهذا الزواج؛‬
‫‪ ‬االهتمام بجمع املعطيات ذات الصلة بظاهرة تزويج القاصرين‪ ،‬وتشجيع البحوث‬
‫العلمية الجادة في هذا الصدد‪ ،‬وجعلها أوسع وأشمل ما أمكن‪ ،‬بإبرام شراكات مع الجامعات واملعاهد‬
‫العلمية املهتمة‪ ،‬ودعم تقاسم وتعميم ونشر املمارسات الجيدة؛‬

‫‪236‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬العمل على تحليل وتقييم آثار السياسات والبرامج القائمة ذات الصلة بزواج القاصر‬
‫كوسيلة لتعزيزها وضمان فعاليتها ورصد تنفيذها‪ ،‬وتقويم مسارها‪.‬‬
‫‪ -3‬على مستوى اإلجراءات القضائية‬
‫أبان تحليل املعطيات القضائية للدراسة عن بعض املمارسات الفضلى التي انتهجتها بعض‬
‫أقسام قضاء السرة املعنية‪ ،‬والتي من شأن تعميمها تعزيز الضمانات املحيطة بتزويج القاصر‪ ،‬كما‬
‫أبان عن بعض الثغرات التي يتعين تداركها في الجانب املسطري لزواج القاصر‪.‬‬
‫ويمكن تقديم التوصيات التالية في هذا الصدد‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة اعتماد حد أدنى توافقي لسن زواج القاصر في انتظار التدخل التشريعي اعتبارا‬
‫للطابع االستثنائي لهذا الزواج؛‬
‫‪ ‬اعتماد الخبرة الطبية والبحث االجتماعي بواسطة املساعدة االجتماعية قبل البت في‬
‫طلب اإلذن بتزويج القاصر مع تحري الدقة بكافة الوسائل املمكنة للتحقق من هوية القاصر؛‬
‫‪ ‬إنجاز البحث االجتماعي مع القاصر‪ ،‬والخاطب الذي يريد االرتباط بالقاصر‪ ،‬مع‬
‫الحرص على االستماع للقاصر بواسطة املساعدة االجتماعية على انفراد؛‬
‫‪ ‬توفير العدد الكافي من املساعدات االجتماعيات باملحاكم وتمكينهن من الوسائل‬
‫الالزمة لالضطالع بمهام البحث االجتماعي على الوجه املطلوب في قضايا زواج القاصر وقضايا املرأة‬
‫والطفل بشكل عام؛‬
‫‪ ‬تحديد االختصاص املكاني لقاض ي السرة املكلف بالزواج بالطلبات املقدمة من‬
‫املعنيين الذين يتوفرون على سكن قار داخل الدائرة القضائية للمحكمة؛‬
‫‪ ‬التنصيص في اإلذن على إسم الخاطب كشرط إلبرام هذا الزواج وتحري الدقة في‬
‫التحقق من هويته؛‬

‫‪237‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬وضع برامج للتكوين والتكوين املستمر للفاعلين في امليدان من قضاة‪ ،‬ومساعدين‬


‫اجتماعيين‪ ،‬وإشراك الطباء‪ ...‬للوقوف على اإلشكاالت العملية‪ ،‬وتوحيد املمارسات القضائية‪ ،‬والرفع‬
‫من القدرات املعرفية؛‬
‫‪ ‬تفعيل التدابير الزجرية املتعلقة باإلكراه على الزواج‪ ،‬والعنف املبني على النوع‬
‫االجتماعي‪ ،‬مع تعزيز التكفل بالنساء‪ ،‬والقاصرات ضحايا العنف؛‬
‫‪ ‬التأكد من كون الزواج ليس سببا في مغادرة القاصر للدراسة‪ ،‬أو أنه يهدد متابعتها‬
‫لدراستها‪ ،‬مع إحالة امللف في هذه الحالة على النيابة العامة لتفعيل تدابير االتفاقية اإلطار وزارة‬
‫التربية الوطنية والتكوين املنهي والتعليم العالي والبحث العلمي؛‬
‫‪ ‬استحضار التدابير الزجرية املتعلقة باإلكراه على الزواج‪ ،‬والعنف املبني على النوع‬
‫االجتماعي‪ ،‬مع تعزيز التكفل بالنساء‪ ،‬والقاصرات ضحايا العنف؛‬
‫‪ ‬استحضار املقتضيات املتعلقة باالتجار بالبشر في حال وجود مؤشرات هذه الجريمة؛‬
‫‪ ‬تشجيع تواصل النيابة العامة الدائم مع كافة املتدخلين على املستوى الجهوي واملحلي‪،‬‬
‫وجعل موضوع زواج القاصر ضمن االنشغاالت اليومية املشتركة‪ ،‬واعتبار املوضوع من املحاور‬
‫الساسية الجتماعاتها التنسيقية الدورية؛‬
‫‪ ‬فتح الحوار بين الفاعلين الساسيين وقطاع الصحة العتماد نموذج موحد للخبرات‬
‫الطبية املتطلبة لإلذن بزواج القاصر‪ ،‬والتوافق حول الجهة املخول لها إنجازها‪ ،‬والتصديق عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬على مستوى التشريع‬
‫يشكل املدخل التشريعي إحدى الحلول الناجعة الكفيلة بالحد من تزويج القاصرات‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل توفير إطار قانوني ينضبط له الجميع‪ ،‬ويكتس ي صبغة اإللزام‪.‬‬
‫وفي أفق اإللغاء القانوني للزواج دون سن الهلية القانونية املحددة في ‪ 18‬سنة‪ ،‬يمكن‬
‫االسترشاد ببعض املقترحات لتجويد املقتضيات التشريعية املؤطرة لزواج القاصر‪ ،‬وتتجلى أبرز‬
‫مالمحها فيما يلي‪:‬‬

‫‪238‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ ‬جعل االختصاص للبت في زواج القاصر للقضاء الجماعي تعزيزا للضمانات التي يجب‬
‫أن تحيط بالبت في موضوع زواج القاصر؛‬
‫‪ ‬تحديد االختصاص املكاني للجهة القضائية املكلفة بمنح اإلذن بالزواج في الطلبات‬
‫املقدمة من املعنيين الذين يتوفرون على سكن قار داخل الدائرة القضائية للمحكمة؛‬
‫‪ ‬تحديد الحد الدنى لسن زواج القاصر؛‬
‫‪ ‬توقف البت في طلب اإلذن بتزويج القاصر على تقرير تعده لجنة طبية مختصة في‬
‫املوضوع يتم تحديد أعضائها ومهامها بشكل دقيق؛‬
‫‪ ‬النص على إلزامية اعتماد خبرة طبية ونفسية وفق نموذج خاص معد مسبقا‪ ،‬مع‬
‫جعلها خاضعة ملراقبة لجنة طبية على مستوى كل إقليم؛‬
‫‪ ‬النص على إلزامية إجراء البحث االجتماعي بواسطة املساعدة االجتماعية قبل البت‬
‫في طلب اإلذن بتزويج القاصر‪ ،‬مع ضرورة إجراء البحث كذلك عن طريق النيابة العامة؛‬
‫‪ ‬التنصيص على ضرورة إنجاز بحث اجتماعي حول القاصر‪ ،‬والخاطب الذي يريد‬
‫االرتباط بالقاصر كذلك‪ ،‬مع ربط منح اإلذن بالتزويج بضرورة إبرامه مع الخاطب موضوع البحث‪ ،‬مع‬
‫اعتماد شرط التناسب والكفاءة بالنسبة للخاطب‪ ،‬والقدرة على توفير سكن مستقل للقاصر؛‬
‫‪ ‬منح النيابة العامة الحق في استئناف مقرر اإلذن بتزويج القاصر‪ ،‬وكل من له مصلحة‬
‫مع تحديد جهة االستئناف‪ ،‬وأجله‪ ،‬وتوقيف إبرام الزواج إلى غاية صيرورته انتهائيا؛‬
‫‪ ‬تجريم الزواج دون اإلذن القضائي‪ ،‬مع التصريح ببطالن هذا الزواج بمقتض ى الدعوى‬
‫العمومية؛‬
‫‪ ‬تعديل مقتضيات اإلكراه على الزواج بعدم اشتراط تقديم الشكاية‪ ،‬وتوسيع دائرة‬
‫التجريم لتشمل الوساطة في زواج القاصرات كيفما كان نوعها‪ ،‬وتجريم عدم التبليغ عن هذه الفعال؛‬
‫‪ ‬افتراض التعسف في إنهاء العالقة الزوجية إلى أن يثبت العكس متى وقع على قاصر‬
‫داخل أجل خمس سنوات من زواجها‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الفهرس‬
‫تق ــدي ــم‬
‫السياق العام للدراسة التشخيصية ‪1 ...................................................................................................‬‬
‫‪ - 1‬املرجعية الدولية لزواج القاصر‪3 .....................................................................................................‬‬
‫‪ 1 – 1‬االتفاقيات الدولية‪3 ....................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2-1‬التوصيات األممية ‪6 .......................................................................................................................................‬‬

‫‪ - 2‬القوانين املقارنة‪9 ..........................................................................................................................‬‬


‫‪ - 3‬التشريع الداخلي‪21 ........................................................................................................................‬‬
‫‪ 1- 3‬زواج القاصر في ظل مدونة األحوال الشخصية‪21 ..............................................................................................‬‬

‫‪ 2- 3‬زواج القاصر في ظل مدونة األسرة‪22 ................................................................................................................‬‬

‫‪ 1–2– 3‬إسناد اختصاص البت في اإلذن بزواج القاصر إلى قاض ي األسرة املكلف بالزواج‪24 ...........................................‬‬

‫‪ 2 – 2 – 3‬مو افقة النائب الشرعي على زواج القاصر ‪25 ............................................................................................‬‬

‫‪ 3 – 2 – 3‬االستماع ألبوي القاصر أو نائبه الشرعي‪26 ...............................................................................................‬‬

‫‪ 4 – 2 – 3‬االستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي ‪26 .......................................................................................‬‬

‫‪ 5 – 2 – 3‬إصدار مقرر معلل تبين فيه املصلحة واألسباب املبررة لإلذن بالزواج ‪27 ........................................................‬‬

‫‪ - 4‬تحليل املعطيات اإلحصائية العامة لزواج القاصرمنذ صدورمدونة األسرة إلى حدود سنة ‪28 .......2019‬‬
‫‪ 1 –4‬مقارنة عدد رسوم زواج القاصر مع املجموع العام لرسوم الزواج‪28 ....................................................................‬‬

‫‪ 2-4‬تطور رسوم زواج القاصر حسب السنوات ‪32 ....................................................................................................‬‬

‫‪ 3-4‬وضعية زواج القاصر حسب الجنس‪35 .............................................................................................................‬‬

‫‪ 4-4‬وضعية زواج القاصر حسب السن‪37 ...............................................................................................................‬‬

‫‪ -5‬رأي املؤسسات الدستورية‪40 ...........................................................................................................‬‬


‫‪ 1- 5‬رأي املجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪40 ............................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 5‬رأي املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ‪41 ..................................................................................................‬‬

‫‪240‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ -6‬مجهودات رئاسة النيابة العامة في الحد من زواج القاصر‪45 ...............................................................‬‬


‫‪ -7‬اإلطاراملرجعي للدراسة التشخيصية‪ :‬تحليل السياق واملبررات ‪52 ........................................................‬‬
‫‪ 1- 7‬الدراسة القضائية‪ :‬خيار املؤشرات‪ :‬ملاذا؟ وكيف؟‪53 .........................................................................................‬‬

‫‪ 1-1 -7‬مؤشري جلسات اإلذن بزواج القاصر وأمد البت ‪53 ........................................................................................‬‬

‫‪ 2 -1- 7‬مؤشر محل سكن القاصر‪54 ......................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 1- 7‬مؤشر الخبرة والبحث االجتماعي‪54 ..............................................................................................................‬‬

‫‪ 4- 1- 7‬مؤشر دعوى ثبوت الزوجية‪55 ....................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 7‬الدراسة امليدانية‪ :‬خيار املؤشرات‪ :‬ملاذا؟ وكيف؟‪55 ...........................................................................................‬‬

‫‪ 1- 2- 7‬مؤشر حالة القاصر قبل الزواج‪57 ..............................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 2- 7‬مؤشر كيفية تدبير الزواج‪58 .......................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 2- 7‬مؤشر حالة القاصر بعد الزواج‪59 ..............................................................................................................‬‬

‫الدراسة القضائية‪60 ..........................................................................................................................‬‬


‫‪ -1‬تحليل املؤشرات‪61 ......................................................................................................2019-2015 :‬‬
‫‪ 1- 1‬جلسات اإلذن بزواج القاصر‪ ،‬وأمد البت في الطلب (منح اإلذن) ‪61 ......................................................................‬‬

‫‪ 1- 1- 1‬برمجة انعقاد الجلسات ‪62 .........................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 1- 1‬أمد البت في الطلب ‪67 ................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 1‬محل السكن‪73 .............................................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 1‬الخبرة والبحث االجتماعي‪78 ...........................................................................................................................‬‬

‫‪ 1- 3- 1‬البحث االجتماعي ‪83 ..................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 3- 1‬معطيات حول الخبرة ‪86 .............................................................................................................................‬‬

‫‪ 4- 1‬دعوى ثبوت الزوجية ‪90 .................................................................................................................................‬‬

‫‪- 2‬تقاطع املؤشرات‪ :‬مقارنة نسبة أذونات زواج القاصر باألحكام القاضية بثبوت الزوجية التي يكون موضوعها طرف قاصر‬
‫‪92 .....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪ -3‬استنتاجات تركيبية‪95 ......................................................................................................................................‬‬

‫‪241‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫الدراسة امليدانية‪99 ............................................................................................................................‬‬


‫‪ -1‬تحليل املعطيات الخاصة بالقاصرقبل الزواج‪101 .............................................................................‬‬
‫‪ 1-1‬املعطيات الشخصية‪101 ................................................................................................................................‬‬

‫‪ 1-1-1‬سن القاصر عند الزواج‪102 ........................................................................................................................‬‬

‫‪ 2 -1- 1‬الوضع الصحي للقاصر عند الزواج ‪104 .......................................................................................................‬‬

‫‪ 3 -1 –1‬الوضع االقتصادي ‪105 ............................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 1‬الوسط االجتماعي‪110 ...................................................................................................................................‬‬

‫‪ 1 -2- 1‬ظروف العيش‪110 .....................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 2- 1‬الوضعية االجتماعية لألسرة ‪112 ................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 2- 1‬عدد األوالد داخل األسرة ‪112 ......................................................................................................................‬‬

‫‪ 4 -2- 1‬املستوى التعليمي لألسرة‪114 ......................................................................................................................‬‬

‫‪ 5- 2- 1‬متخـذ القرار في البيت‪116 ...........................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 1‬الوضع الدراس ي ‪117 ......................................................................................................................................‬‬

‫‪ 1 -3- 1‬املستوى الدراس ي ‪118 ................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 3- 1‬أسباب االنقطاع عن الدراسة ‪120 ...............................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 3 – 1‬االستفادة من برنامجي اإليواء وتيسير ‪130 ...................................................................................................‬‬

‫‪- 2‬تحليل معطيات الزواج‪132 ..............................................................................................................‬‬


‫‪ 1- 2‬كيفية إبرام الزواج‪132 ...................................................................................................................................‬‬

‫‪ 1- 1- 2‬الدافع إلــى الزواج‪133 ................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2 -1- 2‬صاحب مقترح الزواج‪136 ...........................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 1- 2‬متخ ــذ قرار الزواج ‪137 ...............................................................................................................................‬‬

‫‪ 4- 1- 2‬عالقة القاصر بالخــاطب قبل الزواج ‪139 .....................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 2‬خصائص الخــاطب‪140 ..................................................................................................................................‬‬

‫‪ 1- 2- 2‬السن‪141 .................................................................................................................................................‬‬

‫‪242‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 2-2- 2‬املستوى التعليمي ‪143 ................................................................................................................................‬‬

‫‪ 3 -2- 2‬املهنة‪145 .................................................................................................................................................‬‬

‫‪ 4 -2- 2‬الحالة العائلية للخاطب‪147 .......................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 2‬العائد االقتصادي من الزواج‪148 ....................................................................................................................‬‬

‫‪ 1 -3- 2‬املهر ‪148 ..................................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 3- 2‬العائدات األخرى من الزواج‪151 ..................................................................................................................‬‬

‫‪ -3‬تحليل معطيات القاصر بعد الزواج‪153 ............................................................................................‬‬


‫‪ 1- 3‬الوضعية الصحية ‪153 ..................................................................................................................................‬‬

‫‪ 1- 1- 3‬الوالدة‪153 ...............................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 1- 3‬األوالد‪157 ................................................................................................................................................‬‬

‫‪ 3 -1- 3‬الحالة الصحية‪159 ...................................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 3‬الوضعية القانونية والعائلية بعد الزواج‪165 ....................................................................................................‬‬

‫‪ 1- 2- 3‬الدعاوى القضائية الناتجة عن الزواج‪165 ...................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 2- 3‬حاالت التعرض للعنف‪171 .........................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 2- 3‬الحالة القانونية لألوالد‪180 ........................................................................................................................‬‬

‫‪ 4- 2- 3‬الحالة العائلية الحالية‪182 ........................................................................................................................‬‬

‫‪ 3- 3‬الوضعية االجتماعية واالقتصادية‪187 ............................................................................................................‬‬

‫‪1 -3- 3‬النشاط االقتصادي‪187 .............................................................................................................................‬‬

‫‪ 2- 3- 3‬ظروف العيش داخل بيت الزوجية ‪191 .........................................................................................................‬‬

‫‪ -4‬انطباعات القاصر‪198 .....................................................................................................................................‬‬

‫‪ -5‬مقارنات واستنتاجات‪203 ................................................................................................................‬‬


‫‪ 1- 5‬تأثير املعطيات العامة للقاصر قبل الزواج على قرار الزواج‪203 ...........................................................................‬‬

‫‪ 2- 5‬مقارنة الحالة الصحية للقاصر قبل وبعد الزواج ‪207 ........................................................................................‬‬

‫‪ 3- 5‬مقارنة الدافع إلــى الزواج مع انطباعات القاصر‪208 ..........................................................................................‬‬

‫‪243‬‬
‫دراسة تشخيصية حول زواج القاصر‬

‫‪ 4- 5‬املعطيات املتعلقة بالخـاطب‪210 .....................................................................................................................‬‬

‫‪ -6‬استنتاجات تركيبية‪224 ....................................................................................................................................‬‬

‫التوصيات الختامية‪233 ......................................................................................................................‬‬


‫الفهرس‪240 .......................................................................................................................................‬‬

‫‪244‬‬

You might also like