Professional Documents
Culture Documents
2003 10
2018 24
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
تقـــديـــم
إن اســتقرار املجتمــعات ،ورقيها ال يتحقــق إال باالعتنــاء بالســرة ،وتوفير الظروف املالئمة لضمـان
قيامها بأدوارها ،في بناء جيل قادر على اإلسهام بشكل إيجابي في التنمية لضمان العيش في مجتمع آمن
يستثمر رأسماله البشري أسمى استثمار.
ومن هذا املنطلق اعتبر الدستور املغربي أن السرة هي الخلية الساسية للمجتمع وأن الدولة تعمل
على ضمان الحماية الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية لها ،بما يضمن وحدتها واستقرارها واملحافظة
عليها.
وال شك أن السـرة املتوازنـة ،املبنية على أسس من الترابط ،واللفة ،واالحترام ،مكسب ال يتحقق إال
إذا ارتكزت هذه السرة على زواج سليم البناء ،والزواج بهذا املعنى ال يتحقق إال بكمـال الهليـة ،والنضـج
البدنـي ،والعقلـي ،والقـدرة علـى تحمـل طرفيه للمسـؤولية ،والعباء املترتبة عنه.
لهذه الغاية ،وانسجاما مع ما تضمنته االتفاقيات الدولية ،وال سيما اتفاقيـة حقـوق الطفـل لسـنة
،1989حددت مدونة السرة ســن الــزواج بالنسبة للفتى والفتاة في 18ســنة شمســية ،ولم تسمح بإبـرام زواج
من لم يبلغ هذه السن إال استثناء ووفق ضوابط خاصة ،تشترط صدور إذن قضائي معلل بذلك ،يبين
املصلحة والسباب الداعية إلى اإلذن بالتزويج ،وذلك بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبــه الشــرعي،
واالسـتعانة بخبـرة ،أو إجـراء بحـث اجتماعـي.
وإذا كانت الضمانات املسطرية املحيطة بزواج القاصر في مدونة السرة تعكس رغبة املشرع في تكريس
الطابع االستثنائي لهذا الزواج ،وجعله في حدوده الدنيا ،فإن اإلحصائيات املسجلة في هذا الصدد ،تكشف
واقعا مغايرا ومخالفا لغاية املشرع هذه ،وتبرز ارتفاع الرقام املسجلة سنويا لزواج القاصر ،مما يسائلنا
جميعا ،ويجعلنا أمام ظاهرة تستوجب املزيد من تظافر الجهود ،وتعبئة كافة القوى الحية للمجتمع.
واستحضارا لاللتزامات الدستورية والدولية للمملكة ،وبالنظر ملقتضيات مدونة السرة سيما املادة
الثالثة منها التي جعلت من النيابة العامة طرفا أساسيا في قضايا السرة ،واملادة 54التي أسندت للنيابة
العامة مهمة السهر على تنفيذ أحكامها املتعلقة بحماية حقوق الطفل.
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وفي إطار تنفيذ التزامات إعالن مراكش 2020للقضاء على العنف ضد املرأة ،سيما االلتزامات ذات
الصلة بمكافحة زواج القاصر.
وإسهاما من رئاسة النيابة العامة في رفع التحدي الذي انخرطت فيه بالدنا ملواجهة زواج القاصر
باعتباره من املمارسات التي تنعكس سلبا على ضمان تمتع الطفال بحقوقهم الكاملة ،وتكملة للجهود
الحثيثة املبذولة على مستوى التأطير ،والتكوين ،وتعزيز قدرات قضاة النيابة العامة ،عملت على إعداد
هذه الدراسة التشخيصية التي تنسجم أهدافها مع رؤيتها االستراتيجية والشاملة لحماية السرة عموما،
وحماية الطفل على وجه الخصوص.
وتشكل هذه الدراسة أرضية بالغة الهمية ،تستنطق واقع املمارسة القضائية ذات الصلة بزواج
القاصر ،من خالل مقاربة الجانب اإلجرائي املرتبط بتدبير مسطرة زواج القاصر على مستوى املحاكم،
باالعتماد على عدة مؤشرات وتحليلها .وتالمس العوامل الحقيقة التي تحول دون كسب رهان القضاء على
هذه الظاهرة ،من خالل البحث في الجوانب الواقعية املتحكمة في هذا الزواج ،ال سيما التمثالت
السوسيوثقافية .كما تتوخى اقتراح خطة طريق تيهئ ملستقبل العمل القضائي من جهة ،والعمل التشاركي
املتعدد التدخالت من جهة أخرى ،وذلك من خالل توصيات تأمل رئاسة النيابة العامة أن تساعد وترشد
املمارس واملتدخل ،واملهتم باملوضوع.
كما أن الدراسة التشخيصية ،من هذا املنطلق ،قد تشكل وثيقة مرجعية تساهم في إغناء املراجعة
التشريعية املرتقبة ،بما يكرس احترام بالدنا لحقوق الطفل وانخراطها كشريك دولي موثوق به ،تنفيذا للرؤيا
املتبصرة لصاحب الجاللة امللك محمد السادس نصره هللا في قيادته للنموذج التنموي الجديد للمملكة.
وهللا ولي التوفيق.
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
L’engagement de l’Etat marocain pour la lutte contre le mariage des enfants est une évidence que l’UNICEF
salue. Cependant malgré tous les efforts entrepris, cette pratique demeure une réalité quotidienne de
plusieurs milliers d’enfants mariées avant l’âge de 18 ans. Le Maroc peut-il réaliser son plein potentiel alors
que certains de ses enfants particulièrement des filles continuent d'être mariés alors qu’ils sont encore
enfants ? Cette pratique limite le potentiel du développement économique et social du pays. La corrélation
entre le mariage et la vulnérabilité est très forte. Le mariage d’enfants et les grossesses précoces forcent
des millions de filles à abandonner leurs études et contribuent ainsi à leur exclusion, à l’abandon de leurs
projets de vie et réduit considérablement leur capacité de participation à la création de la richesse
nationale.
Une situation dramatique pour les enfants mariés, en particulier les filles
Les jeunes filles mariées sont un groupe particulièrement vulnérable, bien qu’en grande partie invisible.
Elles sont souvent tenues d’effectuer de lourdes charges de travail domestique, sont sous pression pour
démontrer leur fertilité, et sont responsables d’élever des enfants alors qu’elles-mêmes sont des enfants
eux-mêmes. Les filles mariées et les jeunes filles mères ont un pouvoir limité de prendre des décisions, elles
ne sont en mesure d’avoir un revenu et sont vulnérables à plusieurs risques de santé, de violence, d’abus
et d’exploitation. Les jeunes filles paient un lourd tribut de leur santé physique et mentale.
L’UNICEF salue le leadership de la Présidence du Ministère Public sur cette question. Cette étude nous
démontre qu’en plus des dimensions juridiques et judicaires, les déterminants soutenant le maintien de
cette pratique sont multiples. Pour cela, il est nécessaire de conjuguer les efforts des différentes parties
prenantes. Il faut soutenir les lois et les politiques visant à mettre fin au mariage des enfants. L’engagement
du gouvernement à adopter une loi est en particulier nécessaire pour aider à réduire la pratique sociale de
ce mariage. Cependant la réforme législative à elle seule n’est pas suffisante et ne doit pas créer des effets
pervers qui endommagerait d’une autre manière les droits de l’enfant. Il est nécessaire de la soutenir par
d’autres mesures, surtout la promotion auprès des familles d’attitudes positives et des mesures qui
donnent aux adolescentes les moyens de vivre pleinement leur vie. Aujourd’hui encore, le taux spécifique
de scolarisation, chez les filles en milieu rural âgées de 15-17 ans est à peine de 39.2%. Les politiques de
l’éducation et de la protection sociale doivent prioriser les enfants les plus vulnérables. L’éducation, ainsi
que les opportunités économiques sont des outils les plus puissants pour retarder l’âge auquel les filles se
marient et soutient le changement des normes sociales. Elle permet à la fille de développer son potentiel
et de renforcer ses compétences de vie, de diminuer son isolement social et économique et de multiplier
l’accessibilité aux alternatives au mariage. Les politiques de protection sociale doivent tenir compte de
cette dimension.
Giovanna Barberis
Représentative
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
- 1راجع ما سيأتي بخصوص تحليل املعطيات اإلحصائية لزواج القاصر منذ صدور املدونة إلى حدود سنة .2019
1
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
القوانين الحمائية واملؤسسات الساهرة على إنفاذها محط مساءلة ،ويسائل أيضا جميع الفاعلين
املعنيين من مؤسسات وأفراد حول التدابير التي يتعين اتخاذها للحد من هذا الزواج.
ومما ال شك فيه أن املوضوع يشكل مصدر قلق لدى العديد من الدول ،نظرا لتزايد عدد
القاصرين املتزوجين قبل السن القانوني ،وملا يترتب عن هذا النوع من الزواج من تبعات وآثار وخيمة
على تمتع الطفال بحقوقهم ،حيث يعوق نموهم ،وفرص بناء مستقبلهم ،وتحقيق استقالليتهم،
ويجعلهم أكثر عرضة للعنف البدني ،والنفس ي ،واالستغالل االقتصادي والجنس ي ،وقد يصل المر في
بعض الحيان إلى سقوطهم ضحايا لالتجار بالطفال.
وفضال عما ذكر ،يقترن ارتفاع نسب زواج القاصر بارتفاع معدالت وفيات المهات والرضع ،كما
يمكن أن تلحق هذه املمارسة أضرارا بالغة بصحة الفتيات الجنسية واإلنجابية ،2بل إن العديد من
الوثائق والتقارير الدولية تذهب إلى احتمال أن" :املضاعفات املرتبطة بالحمل سبب رئيس ي للوفاة بين
الطفالت ،وترفع احتمال وفاة النساء اللواتي بلغن العشرينيات من عمرهن إلى الضعف".3
كما أن تزويج الطفال والحمل املبكر ،يشكل إحدى العقبات الرئيسية التي تحول دون ضمان
فرص التعليم ،والعمل ،وغيرها من الفرص االقتصادية للفتيات والشابات ، 4مما يساهم في هدر
طاقات ال يستهان بها في بناء املجتمع ،ويعوق تكوين جيل قادر على كسب رهان التنمية ،لذا اعتبرت
هيئة المم املتحدة للمرأة مكافحة زواج القاصر أحد الهداف الساسية للتنمية املستدامة في أفق
سنة .52030
- 2انظر في هذا الصدد :تقرير املفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان" ،املمارسات املتبعة في اعتماد نهج قائم على حقوق اإلنسان للقضاء على الوفيات والمراض النفسية
التي يمكن الوقاية منها ( A/HRC/18/27و Corr.1و ،)2الفقرة .11
-3انظر في ذلك :تقرير املفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان" ،املمارسات املتبعة في اعتماد نهج قائم على حقوق اإلنسان للقضاء على الوفيات والمراض النفسية التي
يمكن الوقاية منها ،املرجع السابق.
وال تتمكن في أغلب الحيان الفتيات والنساء ضحايا الزواج املبكر من اتخاذ قرارات بشأن صحتهن الجنسية واإلنجابية ،أو ال يمتلكن معلومات كافية في هذا الصدد ،مما يقوض
قدرتهن على ال ّ
تصدي مجابهة اآلثار املترتبة عن االرتباط الزوجي.
ً
- 4انظر في هذا الخصوص :قرار لجنة وضع املرأة .3/51وانظر أيضا برنامج عمل مؤتمر المم املتحدة الدولي للسكان والتنمية ،الفقرتان 21-4و ،41-7ومنهاج عمل بيجين ،الفقرة
،93والبيان املشترك الذي أصدره فريق من خبراء المم املتحدة في مجال حقوق اإلنسان لالحتفال باليوم الدولي الول للطفلة.2012 ،
- 5حيث شكل الهدف رقم ،5املتمثل في القضاء على جميع املمارسات الضارة مثل زواج الطفال ،والزواج املبكر ،والزواج القسري ،وختان اإلناث .انظر في ذلك :التقرير املنجز سنة
2018تحت إ شراف هيئة المم املتحدة للمرأة تحت عنوان " :تحويل الوعود إلى أفعال :املساواة بين الجنسين في خطة التنمية املستدامة لعام ،"2030الصفحة .83
2
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1 – 1االتفاقيات الدولية
أفردت االتفاقيات الدولية مقتضيات بالغة الهمية ملوضوع الزواج ،وللشروط التي يتعين
استحضارها عند إبرامه ،والتي تعد الزمة لعالقة متوازنة مؤسسة على حرية اختيار الشريك ،وتحمل
أعباء الحياة الزوجية.
وفي هذا اإلطار نص اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان الصادر سنة 61948على أن :الزواج
ال ينعقد إال برضا الطرفين رضاء كامال ال اعتراض فيه .وهو املقتض ى الذي أكده العهدان الدوليان
املؤرخان في 16دجنبر 7،1966بإشارتهما إلى ضرورة توفر "ركن الرضا الحر والتام على الزواج".8
واستحضارا لهذه املقتضيات ،يعد زواج القاصر الذي لم يبلغ سن الرشد القانوني بمثابـة زواج
قسـري ،لكون الطفل في هذه الحالة عاجزا عن التعبيـر عن رأي مبني على درايـة وإدراك ،وعن املوافقة
الواعيـة ،والكاملـة ،والحـرة علـى هذا الـزواج.
- 6اعتمد ونشر على املأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة 217 ،ألف (د ،)3-املؤرخ في 10دجنبر .1948وقد نصت املادة 16منه على ما يلي:
" .1للرجل واملرأة ،متى أدركا سن البلوغ ،حق التـزوج وتأسـيس أسرة ،دون أي قيد بسبب العـرق أو الجنـسية أو الـدين .وهمـا متساويان في الحقوق لدى التزوج وخالل قيام الزواج ولدى
انحالله .2 .ال يعقد الزواج إال برضا الطرفين املزمع زواجهما رضاء كامال ال إكـراه فيـه .3 .السرة هي الخلية الطبيعية والساسية في املجتمع ،ولهـا حـق التمتع بحماية املجتمع والدولة".
- 7ويتعلق المر بالعهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية ل 16دجنبر ،1966والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ل 16دجنبر ( 1966قام
املغرب بإيداع أدوات التصديق على العهدين في 3ماي ،1979حيث صادق عليهما بظهير رقم 1-78-4الصادر في 27مارس ،1979ودخال حيز النفاذ وطنيا في 3غشت ،1979وصدرا
في الجريدة الرسمية عدد 3525بتاريخ 21ماي ،)1980
- 8وهو ما نصت عليه املادة 23في فقرتها الثالثة من العهد الول ،واملادة العاشرة في فقرتها الولى من العهد الثاني.
3
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وتعتبر اتفاقية الرضا بالزواج والحد الدنى للزواج وتسجيل عقود الزواج ،ل 9دجنبر 91964من
أهم االتفاقيات الصادرة عن المم املتحدة التي تطرقت ملوضوع زواج القاصر بشكل مباشر ،فبعد
أن نصت مادتها الولى على وجوب إعراب أطراف الزواج شخصيا على املوافقة على الزواج ،وبضرورة
حضور سلطة مختصة أثناء اإلبرام ،وهو ما يشكل ضمانة لتالفي الزواج القسري؛ أسست املادة
الثانية من نفس االتفاقية للطابع االستثنائي لزواج القاصر ،ونصت على إباحته إذا كان في ذلك
مصلحة للطرفين ،وتوفرت أسباب جدية إلبرامه ،كما دعت نفس املادة إلى ضرورة تحديد الدول
الطراف لسن أدنى لزواج القاصر.
وبدورها نصت املادة 16من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد املرأة 10على أن الدول
الطراف تضمن على أساس املساواة بين الرجال والنساء الحق في اختيار الزوج ،وعدم عقد الزواج إال
بموافقة حرة وتامة ،وفي ذلك إشارة إلى ضرورة توفر سن الرشد القانوني في املقبل على الزواج ،كما
أشارت إلى أنه ال يكون لخطوبة الطفل أو زواجه أي أثر قانوني ،وألزمت الدول باتخاذ جميع اإلجراءات
الضرورية ،بما فيها التشريع ،لتحديد سن أدنى للزواج ،ولجعل تسجيل الزواج في سجل رسمي أمرا
إلزاميا.
هذه الضمانات عززتها اتفاقية حقوق الطفل لسنة 111989التي أوجبت على الدول الطراف
اتخاذ جميع التدابير الفعالة واملالئمة بهدف إلغاء املمارسات التقليدية الضارة بصحة الطفال،12
وحمايتهم من جميع أشكال االستغالل الجنس ي واالنتهاك الجنس ي .13وال شك في أن زواج القاصر وفقا
ملنطق االتفاقية يشكل تجليا من تجليات املمارسات التقليدية التي تنعكس سلبا على صحة الطفال.14
- 9عرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة 1763ألف (د )17-املؤرخ في 7نوفمبر ،1964وقد دخلت حيز التنفيذ في دجنبر ،1964وفقا
لحكام املادة .6
- 10ظهير شريف رقم 1.93.361صادر في 29من رمضان 26( 1421ديسمبر )2000بنشر اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد املرأة املعتمدة من طرف الجمعية العامة
لألمم املتحدة في 18ديسمبر ،1979الجريدة الرسمية رقم 4866الصادرة يوم الخميس 18يناير .2001
- 11ظهير شريف رقم 1.93.363صادر في 9رجب 21( ،1417نوفمبر )1996بنشر االتفاقية املتعلقة بحقوق الطفل املعتمدة من طرف الجمعية العامة لألمم املتحدة في 20نوفمبر
،1989الجريدة الرسمية رقم 4440الصادرة يوم الخميس 19دجنبر 1996املوافق ل 8شعبان .1417
- 12راجع املادة )3( 24من االتفاقية.
- 13انظر املادة ( 34الفقرة الولى) من االتفاقية.
- 14كذلك يهدد الزواج املبكر العديد من الحقوق املذكورة في االتفاقية :مثل الحق في التعليم ،والحق في الراحة وفي الهوايات ،والحق في أال يطلب منه القيام بأي عمل يمكن أن يعرض
تعليمه للخطر.
4
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وقد ذهبت اتفاقية جنيف التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق والعراف واملمارسات الشبيهة
بالرق ،التي دخلت حيز التنفيذ في 30أبريل 15،1957إلى حد اعتبار الزواج القسري ممارسة شبيهة
بالرق ،وألزمت في هذا اإلطار جميع الدول بضرورة اتخاذ التدابير التشريعية وغير التشريعية القابلة
للتنفيذ إلبطال أو ترك العراف واملمارسات املتخلفة ،التي تصل إلى حد الزواج القسري ،ومنها الوعد
بتزويج املرأة ،أو تزويجها دون أن تملك حق الرفض بعد دفع مال لوالديها أو الوصياء عليها أو
أسرتها ،16كما أوجبت على الدول الطراف بأن تفرض ،عند الحاجة ،حدودا دنيا مناسبة لسن الزواج،
وتشجيع اللجوء إلى إجراءات تسمح لكل من الطرفين املقبلين على الزواج بأن يعرب إعرابا حرا عن
موافقته على الزواج بحضور سلطة مدنية أو دينية مختصة ،وتشجيع تسجيل عقود الزواج.17
وعلى مستوى القارة اإلفريقية اعتبر امليثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل 18تزويج الطفال
من املمارسات االجتماعية والثقافية الضارة ،التي تؤثر على رفاهية وكرامة ونمو الطفل السليم،
وأوجب تبعا لذلك على الدول الطراف العمل على حظر زواج الطفال ،وخطبة الفتيات والوالد ،كما
ألزمها باتخاذ اإلجراءات الفعالة -بما في ذلك التشريعية -لتحديد الحد الدنى لسن الزواج ليكون 18
سنة ،والقيام بتسجيل كافة الزيجات في سجل رسمي إجباري.19
ومن جانبها اعتبرت االتفاقية الصادرة عن مجلس أوربا للوقاية من العنف ضد النساء ،والعنف
املنزلي ومكافحتهما ،املعروفة باتفاقية إسطمبول لسنة 202011أن الزواج القسري يشكل عقبة أمام
تحقيق املساواة بين الرجل واملرأة ،وانتهاكا خطيرا لحقوق اإلنسان ،21وشكال من أشكال التمييز ضد
املرأة ،وأن مفهوم العنف وفقا لالتفاقية ينصرف لكافة أعمال العنف القائمة على النوع ،والتي تسبب
أو التي من شأنها أن تسبب للمرأة أضرارا ،أو آالما بدنية أو جنسية ،أو نفسية،
أو اقتصادية ... 22وقد أوجبت املادة 37من نفس االتفاقية على الطراف ضرورة اتخاذ التدابير
- 15اعتمدت من قبل مؤتمر مفوضين دعي لالنعقاد بقرار املجلس االقتصادي واالجتماعي ( 608د )21-املؤرخ في 30أبريل 1956وحررت في جنيف في 7سبتمبر ،1956وقد دخلت حيز
التنفيذ في 30أبريل ،1957وفقا لحكام املادة .13وصادقت عليها بالدنا بتاريخ 11ماي 1959
- 16راجع املادة الولى من االتفاقية.
- 17راجع املادة الثانية من نفس االتفاقية.
- 18تم اعتماد هذا امليثاق سنة ،1990وبدأ العمل به في 29نونبر .1999
- 19انظر املادة 21من امليثاق (الفقرة الثانية).
- 20تم تبني هذه االتفاقية في 7أبريل ،2011ودخلت حيز التنفيذ في فاتح غشت ،2014وتعتبر إلى تاريخه 45دولة طرفا فيها ،باإلضافة إلى االتحاد الوربي.
- 21انظر ديباجة االتفاقية.
- 22راجع املادة الثالثة من االتفاقية.
5
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
التشريعية ،أو غيرها من التدابير الضرورية ،لتجريم إكراه شخص بالغ أو طفل ،على عقد زواج إذا
ارتكب عمدا.
2-1التوصيات األممية
في إطار مواكبة املنظومة الدولية ملوضوع تزويج القاصر ،باعتباره إحدى املمارسات التي تمس
حقوق الطفل ،صدرت العديد من التوصيات عن اللجن املختصة ،تعتبر مكملة للمقتضيات
الحمائية التي تم بسطها في االتفاقيات أعاله.
وبالرجوع إلى كل تعليقات ومالحظات وتوصيات لجان حقوق اإلنسان العامة واملتخصصة،
وتقارير املقررين الخاصين ،نالحظ أن أغلبها يؤكد على طابع الرضائية في الزواج ،ووجوب تحديد سن
أدنى للزواج ،وأال يكون لهذه السن أي استثناء مؤسس على االعتبارات الثقافية ،أو الدينية،
أو االجتماعية ،أو االقتصادية .
واستنادا على قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة املؤرخ في 1نوفمبر ،231965صدرت توصية
بشأن الرضا بالزواج ،والحد الدنى لسن الزواج ،وتسجيل عقود الزواج ،والتي تم بموجبها دعوة كل
دولة من الدول العضاء التي لم تتخذ بعد التدابير الالزمة ،إلى القيام بالخطوات املتطلبة ،وفقا
لنظامها الدستوري وعاداتها التقليدية والدينية إلقرار ما يناسب من التدابير التشريعية
أو غيرها ،الرامية إلى ضمان انعقاد الزواج برضا طرفيه الشخص ي الكامل ،ودون إكراه ،والحرص على
عالنيته ،وحضور السلطة املختصة عند إبرامه ،وكذا الشهود.24
كما اتجهت نفس التوصية إلى ضرورة قيام الدول العضاء باتخاذ التدابير التشريعية الالزمة
لتعيين حد أدنى لسن الزواج على أال يقل عن خمسة عشر عاما ،وال يجوز التزوج قانونا ملن لم يبلغها
ما لم تعفه السلطة املختصة من شرط السن لسباب جدية ،ملصلحة الطرفين املزمع زواجهما.
6
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وقد أعربت لجنة حقوق الطفل واللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة عن القلق إزاء
استمرار وجود ممارسة تزويج الطفال ،وأوصتا الدول الطراف بإنفاذ حظر تزويج الطفال.
ً
وفي هذا اإلطار أشارت لجنة حقوق الطفل أيضا إلى أنه ينبغي اعتبار عدد من أحكام اتفاقية
ً
حقوق الطفل أحكاما تنطبق على مسألة تزويج الطفال ،بما في ذلك الفقرة 3من املادة ،24التي تنص
على أنه ينبغي للدول الطراف أن" :تتخذ جميع التدابير الفعالة واملالئمة بغية إلغاء املمارسات
التقليدية التي تضر بصحة الطفال" ،وكذلك ضمان عدم التمييز بين الطفال (املادة ،)2وإيالء
االعتبار الول ملصالح الطفل الفضلى (املادة ،)3وحق الطفل في أن يعبر عن رأيه بحرية ويسمع له
(املادة ،)12وضرورة حماية الطفل من جميع أشكال العنف (املادة ،)19وحماية الطفال من جميع
أشكال االستغالل الجنس ي واالنتهاك الجنس ي (املادة ،)34وضمان حماية الطفل من جميع أشكال
االستغالل الضارة بأي جانب من جوانب رفاهيته (املادة .25)36
وقد أوصت اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة ،ولجنة حقوق الطفل الدول الطراف
بحذف االستثناءات املتعلقة بالحد الدنى لسن الزواج ،وتحديد الحد الدنى لسن زواج الفتيات
والفتيان بموافقة الوالدين أو بدونها في 18سنة 26،وقد أكدت اللجنتين املذكورتين نفس المر في
التوصية الصادرة بتاريخ 8أبريل ،2019مضيفة أنه يتعين على الدول الطراف العمل على إنشاء نظام
وطني لتسجيل املواليد بشكل إلزامي ،وميسر ،ومجاني ،بغية املنع الفعال للممارسات الضارة بما فيها
زواج الطفال27.
وعلى غرار ذلك ،أوصت لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الدول برفع الحد
ً
متساويا بين الفتيان والفتيات28. الدنى لسن الزواج ،وجعله
وفي ذات السياق أصدرت لجنة حقوق الطفل واللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة،
مع املمثلة الخاصة لألمين العام املعنية بالعنف ضد الطفال ،والفريق العامل املعني بمسألة التمييز
-25راجع في هذا الشأن" :منع ممارسة تزويج الطفال والزواج املبكر والزواج القسري والقضاء على هذه املمارسة" ،تقرير مفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان ،أبريل
،2014ص.5 :
- 26انظر في ذلك اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة ،التعليق العام رقم )1994(21بشأن املساواة في الزواج والعالقات السرية ،الفقرة .36
- 27التوصية العامة رقم 31للجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة ،والتعليق العام رقم 18الصادران بصفة مشتركة بشأن املمارسات الضارة .ص.16 :
- 28انظر في هذا الشأن املالحظات الختامية للجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية بشأن املكسيك ()E/C.12/MEX/CO/4؛ واملالحظات الختامية للجنة حقوق الطفل
بشأن جورجيا ( ،)CRC/C/15/Add.124وجنوب إفريقيا ( ،)CRC/C/15/Add.122وكوستاريكا (.)CRC/C/CRI/CO/4
7
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ضد املرأة في القانون واملمارسة ،إلى جانب أربعة مكلفين آخرين بواليات في إطار اإلجراءات الخاصة
ً ً
بيانا مشتركا في سنة ،2012يدعو الدول إلى رفع سن الزواج إلى 18سنة للفتيات والفتيان على حد
سواء دون استثناء ،مع توضيح أنه ال يمكن تبرير ممارسة تزويج الطفال بأي أسباب تقليدية ،أو
دينية ،أو ثقافية ،أو اقتصادية29.
وقد سبق للجنة املعنية بحقوق اإلنسان أن أوضحت أنه ينبغي تحديد سن الزواج في سن كافية
ً
لتمكين كل من الزوجين من اإلعراب بحرية عن موافقته الشخصية الكاملة ،وفقا للشروط املنصوص
عليها في القانون 30،وأنه ينبغي للدول ضمان تقييد الحد الدنى لسن الزواج باملعايير الدولية ،واعتماد
تدابير فعالة ملنع تزويج الفتيات في سن مبكرة31.
وفي تقرير حديث للمقررة الخاصة املعنية ببيع الطفال واستغاللهم جنسيا واستغاللهم في
البغاء واملواد اإلباحية ،أكدت هذه الخيرة أن زواج الطفال قد يصل إلى حد بيع الطفال لغراض
السخرة ،عندما يتضمن اتفاق الزواج معاملة في شكل مدفوعات مالية ،أو استحقاقات عينية ،وأن
ضعف النظم القانونية ،وتردي إنفاذ القوانين يشكل عقبة رئيسية أمام وضع حد لزواج الطفال32.
- 29املكلفون بالواليات الربعة املشار إليهم هم :املقررة الخاصة املعنية بمسألة بيع الطفال واستغاللهم في البغاء واملواد اإلباحية ،واملقررة الخاصة املعنية بأشكال الرق املعاصرة ،بما
في ذلك أسبابها وعواقبها ،واملقرر الخاص املعني بمسألة العنف ضد املرأة ،واملقرر الخاص املعني باالتجار بالشخاص ،ال سيما النساء والطفال .راجع في ذلك" :منع ممارسة تزويج
الطفال والزواج املبكر والزواج القسري والقضاء على هذه املمارسة" ،تقرير مفوضية المم املتحدة السامية لحقوق اإلنسان ،أبريل ،2014ص.7 :
ً
- 30انظر التعليق العام رقم )1990(19للجنة املعنية بحقوق اإلنسان بشأن حماية السرة ،والحق في الزواج ،واملساواة بين الزوجين ،الفقرة .4وانظر أيضا التعليق العام رقم
)2000(28بشأن املساواة في الحقوق بين الرجال والنساء ،الفقرة .23
-31راجع في ذلك :املالحظات الختامية ملجلس حقوق اإلنسان بشأن أوروغواي ( ،)CCPR/C/URY/CO/5والكويت ( ،)CCPR/C/KWT/CO/2واليمن ( ،)CCPR/CO/75/YEMوتنزانيا
( ،)CCPR/C/TZA/CO/4/Add.1وجمهورية إيران اإلسالمية ).)CCPR/C/IRN/CO/3
- 32راجع في ذلك" :بيع الطفال واستغاللهم جنسيا" :تقرير املقررة الخاصة املعنية ببيع الطفال واستغاللهم جنسيا ،بما في ذلك استغاللهم في البغاء وفي املواد اإلباحية وغيرها من
مواد االعتداء الجنس ي على الطفال 20 .مارس .A /HRC/43/40 .2020ص.11 :
ً
وقد سبق للمقررة الخاصة املعنية بمسألة بيع الطفال واستغاللهم في البغاء واملواد اإلباحية أن أوضحت في التقرير الصادر سنة 2011بأنه يمكن اعتبار تزويج الطفال بيعا لألطفال
لغراض االستغالل الجنس ي ،مما ينتهك البروتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الطفال واستغالل الطفال في البغاء وفي املواد اإلباحية ،واملادة 35من اتفاقية حقوق
الطفل.
راجع في ذلك" :وضع نظم وطنية لحماية الطفال تستمر بالشكول وتقوم على الحقوق من أجل منع ومكافحة بيع الطفال واستغاللهم في البغاء واملواد اإلباحية" .A /66/228 ،ص:
.11
8
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وقد حددت املقررة الخاصة املعنية بأشكال الرق املعاصرة روابط بين تزويج الطفال والرق،
ً
وأشارت إلى أن الدول ملزمة بحظر الرق والقضاء عليه باعتبار ذلك مبدأ من مبادئ القانون الدولي
الساسية وغير القابلة للتقييد33.
واعترفت لجنة مناهضة التعذيب من جانبها بأن تزويج الطفال قد يشكل معاملة قاسية،
ً
أو ال إنسانية ،أو مهينة ،ال سيما إذا لم تحدد الحكومات حدا أدنى لسن الزواج يتقيد باملعايير
الدولية34.
- 2القوانين املقارنة
تطرقت مختلف التشريعات املقارنة لزواج القاصر ،وأفردت له مقتضيات تنظيمية خاصة،
مستحضرة في ذلك خصوصيات هذا النوع من الزواج ،التي تقتض ي إحاطته بضمانات حمائية
استثنائية ال تعد الزمة في زواج الرشداء.
وإذا كانت مجمل35تشريعات الدول العربية قد أبقت على االستثناء بإباحتها لزواج القاصرين،
فإن التطورات التي شملت التشريعات الغربية جعلت بعض الدول تلغي هذه اإلمكانية ،مشترطة بذلك
ضرورة توفر املقبلين على الزواج على سن الرشد القانوني املحدد في 18سنة ،دون التنصيص على
إمكانية النزول عن السن املذكور ،36في حين أبقى بعضها على االستثناء املذكور ،وفقا لشروط محددة.
ً
- 33انظر التقرير املواضيعي عن الزواج االستعبادي ()A/HRC/21/41؛ وانظر أيضا التقرير املتعلق بالبعثة التي قامت بها املقررة الخاصة املعنية بأشكال الرق املعاصرة ،بما في ذلك
أسبابها وعواقبها ،إلى مدغشقر ( ،)A/HRC/24/43/Add.2ال سيما الفقرة ،125والتقرير املواضيعي عن التحديات والدروس املستفادة في مكافحة أشكال الرق املعاصرة
(.)A/HRC/24/43
-34انظر املالحظات الختامية للجنة مناهضة التعذيب بشأن بلغاريا ( ،)CAT/C/BGR/CO/4-5وبشأن اليمن (.)CAT/C/YEM/CO/2/Rev.1
ً
وقد اعتبرت اللجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة ولجنة مناهضة التعذيب أيضا تزويج الطفال بأنه ممارسة ضارة تؤدي إلى إلحاق الضرر البدني أو العقلي أو الجنس ي أو
ً
املعاناة ،والتهديد بهذه الفعال ،وما يترتب عن ذلك من العواقب القصيرة والطويلة المد ،وتؤثر سلبا في قدرة الضحايا على التمتع بكامل حقوقهم .انظر على سبيل املثال في هذا الشأن:
املالحظات الختامية للجنة املعنية بالقضاء على التمييز ضد املرأة بشأن الجبل السود ( ،)CEDAW/C/MNE/CO/1وموريتانيا ( ،)CRC/C/MRT/CO/2وتوغو (CRC/C/TGO/CO/3-
،)4وزامبيا ( ،)CEDAW/C/ZMB/CO/5-6واملالحظات الختامية للجنة مناهضة التعذيب بشأن بلغاريا (.)CAT/C/BGR/CO/4-5
- 35باستثناء املشرع املصري الذي ألغى إمكانية تزويج القاصر بموجب املادة 31مكرر املضافة إلى القانون رقم 143لسنة 1994في شأن الحوال املدنية (قانون 15يونيو )2008والتي
نصها كاآلتي:
" مادة 31مكرراً:
ال يجوز توثيق عقد زواج ملن لم يبلغ من الجنسين ثمانى عشرة سنة ميالدية كاملة.
ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من المراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على الزواج للتحقق من خلوهما من المراض التي
تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما ،وإعالمهما بنتيجة هذا الفحص ،ويصدر بتحديد تلك المراض وإجراءات الفحص وأنواعه والجهات املرخص لها به قرار من
وزير الصحة باالتفاق مع وزير العدل.
تأديبيا كل من وثق ً
زواجا باملخالفة لحكام هذه املادة". ً ويعاقب
- 36وكمثال على هذه التشريعات :القانون السويسري ،حيث أكدت املادة 94من القانون املدني على ضرورة بلوغ املرأة والرجل سن 18سنة والقدرة على التمييز إلبرام الزواج ،ملغية
بذلك االستثناء الذي كانت تتضمنه الفقرة الثانية من هذه املادة بموجب التعديل الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ 11يناير .2013وكذلك قانون الزواج السويدي بموجب التعديل=
9
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وباستقراء قوانين السرة للدول العربية ،يتبين أن بعضها عمل على تحديد سن الزواج على غرار
مدونة السرة في 18سنة ،والردن ي ، 37والعمان ي ، 38واإلمارات ي ، 39والعراق ي ، 40واملوريتان ي، 41
والسوري ،42في حين حدده بعضها الخر بأكثر من ذلك ،كاملشرع الجزائري 43الذي حدده في 19سنة،
والليبي 44الذي حدده في 20سنة ،فيما نص بعضها الخر على سن أدنى من ذلك ،كما هو الحال
بالنسبة للمشرع اليمني ،45الذي أباح الزواج لكل من بلغ سن 15سنة ،أو املشرع البحريني 46الذي
تحدث فقط عن إمكانية زواج الفتاة عند بلوغها سن 16سنة.
وعلى خالف ما ذكر ميزت بعض القوانين الخرى بين الفتى والفتاة عند تحديدها لسن الزواج،
كما هو الحال بالنسبة للمشرع التونس ي 47الذي حدد السن املذكور بالنسبة للفتاة في
17سنة ،في مقابل 20سنة بالنسبة للفتى ،واملشرع القطري 48الذي أباح زواج الفتاة في سن 16سنة،
و 18سنة بالنسبة للفتى ،والكويتي ، 49الذي جعل سن زواج الفتاة محددا في 15سنة ،والفتى
في 17سنة.
ويشكل التشريع السوداني 50استثناء مما ذكر ،وذلك باالكتفاء باشتراطه البلوغ لزواج الفتى
والفتاة دون تحديد سن معين في املوضوع.
= الصادر بتاريخ 1يوليوز ،2014والذي ألغى االستثناء الذي كان يسمح من خالله بزواج من هم دون سن 18سنة في حالة ثبوت وجود أسباب خاصة .والقانون النرويجي املتعلق
بالزواج ،الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ 1يوليوز ،2018حيث ألغى إمكانية تزويج القاصرين بين سن 16و 18سنة التي كانت متاحة فيما قبل ،ومنع الزواج بصفة قطعية دون سن
18سنة .وفي ذات السياق ألغى القانون األملاني املتعلق بالحد من زواج الطفال ل 17يوليوز ،2017االستثناء الذي كان يسمح بموجبه لألطفال بالغي 16سنة بالزواج ،وحددت
املادة 1303من القانون املدني الملاني سن الزواج الدنى في 18سنة.
- 37قانون الحوال الـشخصـية الردني رقم ( )15لسنة .2019
- 38مرسوم سلطاني رقم 97/32بإصدار قانون الحوال الشخصية.
- 39القانون االتحادي رقم ( )28لسنة 2005م ،املعدل ،على قانون الحوال الشخصية.
- 40قانون التعديل الثاني لقانون االحوال الشخصية رقم 188لسنة ،1959الصادر سنة .1978
- 41قانون رقم 052-2001:يتضمن مدونة الحوال الشخصية.
-42القانون رقم 4لعام ،2019القاض ي بتعديل بعض مواد قانون الحوال الشخصية الصادر باملرسوم التشريعي رقم 59لعام 1953وتعديالته.
- 43قانون السرة الجزائري (أمر رقم 02-05املؤرخ في 27فبراير .(2005
- 44قانون رقم ( )10لسنة 1984بشأن الحكام الخاصة بالزواج والطالق وآثارهم.
-45قرار جمهوري بالقانون رقم ( )20لسنة 1992بشأن الحوال الشخصية.
- 46قانون رقم ( )19لسنة 2017بإصدار قانون السرة.
ّ ّ
الشخصية. -47أمر 13غشت 1956املتعلق بإصدار مجلة الحوال
- 48قانون رقم ( )22لسنة 2006بإصدار قانون السرة.
- 49قانون رقم 51لسنة 1984في شأن الحوال الشخصية (.( 1984 / 51
- 50قانون الحوال الشخصية للمسلمين لسنة 1991م (.)1991/7/24
10
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وإذا كانت التشريعات سالفة الذكر أعاله قد أباحت زواج من هم دون السن املذكورة ،فإن جلها
لم يحدد سنا أدنى في هذا الصدد ،حيث تركت هذه التشريعات املجال مفتوحا إلمكانية زواج
القاصرين وفقا للشروط املحددة ،دون قيد بخصوص السن ،باستثناء املشرع الردني ،والعراقي،
والسوري الذين حددوا السن الدنى في 15سنة ،فضال عن املشرع الكويتي الذي منع توثيق الزواج
دون السن املذكورة سالفا ( 15سنة للفتاة ،و 17سنة للفتى) ،والفلسطيني 51الذي اشترط في أهلية
الزواج أن يبلغ الخاطب سن السادسة عشرة ،واملخطوبة خمس عشرة سنة من العمر.
وارتباطا بالقيود املؤطرة لزواج القاصر في القوانين السابقة ،يالحظ أنها اشترطت صدور إذن
قضائي بهذا الزواج ،وترهن صدور هذا اإلذن حسب الحالة بتوفر أسباب خطيرة ،أو مصلحة،
أو ضرورة من هذا الزواج ،والقدرة البدنية على الزواج ،بينما أضاف املشرع القطري رضا طرفي العقد،
والسوري معرفتهما بالحقوق الزوجية.
وباإلضافة ملا ذكر ،اشترطت بعض القوانين ضرورة موافقة الولي (النائب الشرعي) على هذا
الزواج ،مثل القانون التونس ي ،والليبي ،والعراقي ،والقطري ،والسوري ،في حين استنكف عن ذكر هذا
الشرط كل من القانون الجزائري ،والردني ،والعماني ،والبحريني.
وخالفا للمقاربة السابقة في معالجة الشروط املرتبطة بزواج القاصر ،اختار املشرع اإلماراتي
منهجا مخالفا ،وتعرض للموضوع بتفصيل وافر جعله متفردا بأحكامه عن باقي التشريعات الخرى.
وتنزيال ملقتضيات الفقرة الثانية من املادة 30من القانون االتحادي رقم 28لسنة 2005
املعدل لقانون الحوال الشخصية اإلماراتي ،التي أشارت إلى أن زواج من لم يكمل 18سنة من عمره
يتوقف على قرار من مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير العدل ،صدر القرار رقم 71عن رئيس مجلس
ً
الوزراء بتاريخ 27أكتوبر 2020في شأن ضوابط الزواج ملن بلغ شرعا ،ولم يكمل الثامنة عشرة من
عمره.
ومن خالل هذا القرار تمت اإلشارة إلى إحداث لجنة مكلفة بإنجاز تقرير بخصوص طلبات زواج
من هم دون سن 18سنة ،وتم تحديد اختصاصها وفقا للمادة الرابعة من نفس القرار ،والتي تتمثل
ً
بشكل مجمل في :النظر في طلبات اإلذن بالزواج ملن بلغ شرعا ولم يبلغ الثامنة عشرة من العمر،
11
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومقابلة الخاطب واملخطوبة وذوي الشأن ،مع إعداد تقرير شامل عن مدى مالءمة منح اإلذن بالزواج
من عدمه.
وتيسيرا ملهام اللجنة املذكورة في إعداد تقريرها ،أشارت املادة الخامسة من القرار سالف الذكر
إلى التواصل مع اآلباء والمهات متى لزم ذلك ،واالستماع ملن ترى أن أقواله ذات فائدة ،ولها أن تطلب
االطالع على أي مستند أو وثيقة قد تراها ذات أهمية ،كما يحق لها أن تطلب من الجهات املعنية إجراء
التحريات الالزمة عن الخاطب واملخطوبة وظروفهما املعيشية واملالية.
وقد حددت من جانبها املادة السادسة من نفس القرار بعض الضوابط التي يتعين على اللجنة
املذكورة التقيد بها في إصدار تقريرها ،وتتمثل أساسا في :ضرورة تقديم الخاطب واملخطوبة شهادة من
اللجنة الطبية تثبت اكتمال البلوغ ،وأنه ال خطورة على حياة املخطوبة وسالمتها الجسدية من الحمل
واإلنجاب .والتأكد من املوافقة الشخصية للمخطوبة للتثبت من عدم إكراهها على الزواج من
الخاطب ،ومن أنها أهل لتحمل الواجبات الزوجية ،وعلى إدراك تام بأعباء الزواج وتبعاته ،وإدالء
الخاطب بما يثبت قدرته على اإلنفاق بعد الزواج ،أو تقديم إقرار موثق من وليه الشرعي أو الوص ي
يقر فيه بتعهده باإلنفاق على الزوجين بعد زواجهما لحين بلوغ الزوج السن الذي يكتسب فيه عليه ُّ
أمثاله ،وأن تتحقق اللجنة بوجه عام من توافر أركان وشروط صحة الزواج ،ال سيما ما يتعلق بعدم
وجود ضرر ُيرجح وقوعه على اإلذن بزواج الخاطب واملخطوبة ،ومدى التناسب بين الخاطب
واملخطوبة في السن والكفاءة االجتماعية واملالية ،والتحقق من توفير الخاطب ملسكن الزوجية الئق
وقدرته على النفقة بعد الزواج ،ومن مدى تأثير الزواج على مستقبل املخطوبة التعليمي ودراستها.
وأشارت املادة السابعة من القرار رقم 71أعاله أن اللجنة املعنية ترفع تقريرها -الذي يتعين أن
يكون معلال ،ومنضبطا ملا سبق بسطه في املادة السادسة أعاله -إلى رئيس املحكمة املختص ،هذا
الخير الذي تبقى له صالحية مطالبة اللجنة باستكمال ما يراه مناسبا للبت في الطلب.52
ً
- 52وقد نصت املادة الثامنة من هذا القرار في هذا الشأن عما يليُ " :يصدر رئيس املحكمة املختص قراره باإلذن بالزواج أو رفضه استرشادا بالرأي الذي انتهى إليه تقرير اللجنة ،وله-
ً
قبل إصدار قراره -تكليف اللجنة باستيفاء ما قد يراه الزما لصحة الفصل في الطلب املعروض عليها.
ً
ولرئيس املحكمة املختص باإلذن بالزواج ملن بلغ شرعا ولم يبلغ الثامنة عشرة من العمر في بعض الحاالت االستثنائية ملراعاة القيم والتقاليد املرعية".
12
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومن خالل ما سبق بسطه يتبين أن التجربة اإلمارتية تعد جد متقدمة ،بالنظر لتنظيمها
املستفيض لزواج القاصر ،وإلحاطتها هذا الزواج بضمانات مهمة مقارنة مع باقي التشريعات العربية
الخرى.
وعلى مستوى تجربة الدول الغربية ،وباستثناء الدول التي ألغت بشكل نهائي زواج القاصر
كسويسرا ،والسويد ،والنرويج ،وأملانيا والتي سبق التطرق لها؛ يالحظ أن املقتضيات املنظمة لزواج
القاصر ال تختلف كثيرا عن نظيرتها في الدول العربية.
فبخصوص السن املحدد للزواج من خالل قوانين الدول التي تم اعتمادها في املقارنة ،يتبين أن
أغلبها حدد سن 18سنة كسن للزواج ،53مع ترك املجال لزواج من هم دون هذا السن استثناء ،ودون
تحديد لسن أدنى للترخيص بهذا الزوا ج ، 54وهو ما سار عليه كل من القانون الفرنس ي، 55
والبلجيكي ،56والفنلندي ،57والدانماركي ،58واللكسمبورغي.59
أما بخصوص الشروط املرتبطة بهذا الزواج ،فقد ربطها املشرع الفرنس ي بضرورة الحصول على
إذن من وكيل الجمهورية ،وموافقة الب أو الم ،وثبوت وجود أسباب خطيرة ،وهو نفس املنحى الذي
سلكه كل من املشرع البلجيكي ،الذي قيد هذا الزواج باستصدار إذن من محكمة السرة ،وموافقة
البوين ،ووجود أسباب خطيرة تبرره ،وكذلك املشرع اإليطالي الذي اشترط ترخيص املحكمة بهذا
الزواج ،وموافقة الوالدين أو ولي المر ،بعد التأكد من النضج النفس ي والبدني للقاصر ،وصحة
السباب املبررة للطلب.
وربط املشرع في دولة اللكسمبورغ زواج القاصر من جانبه بالحصول على إذن من قاض ي
الوصايا ،وموافقة البوين ،ووجود أسباب خطيرة.
- 53باستثناء قانون الزواج الكندي لسنة ،2005الذي حدد سن الزواج في 16سنة .والقانون املدني اإلسباني بعد التعديل الذي طاله بتاريخ 14نونبر ،2012حيث أصبح سن الزواج
محددا في 16سنة بعد أن كان محددا في 14سنة قبل ذلك .والقانون املدني الهولندي كما تم تعديله سنة ،1992حيث سمح بإبرام هذا الزواج في سن 16سنة إذا كانت الفتاة حامل
أو لها طفل.
- 54باستثناء القانون اإليطالي الذي حددها في 16سنة بعد التعديل الذي طال القانون املدني في فبراير .2013
-55القانون املدني الفرنس ي وفقا لتعديالت 17ماي ،2013و 23دجنبر .1970
- 56القانون املدني البلجيكي وفقا لتعديل 19يناير .1990
- 57قانون الزواج (تعديل .)2001/1226
- 58قانون رقم 256ل 4يونيو .1969
- 59القانون املدني (تعديل 4يوليوز .)2014
13
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وخالفا للمنحى الذي تبنته قوانين الدول السابقة التي اشترطت اإلذن القضائي لتوثيق هذا
الزواج ربط املشرع الفنلندي المر بضرورة الحصول على ترخيص من طرف وزارة العدل ،بعد إثبات
املعنيين لسباب خاصة تبرر الطلب ،وهي نفس الجهة (وزير العدل) التي منحها القانون املدني
الهولندي منح الترخيص .في حين منح القانون الدانماركي ملكتب الزواج 60صالحية إصدار ترخيص
بزواج القاصرين.
أما فيما يتعلق بإجراءات الخبرة الجسدية أو النفسية على القاصر ،وكذا البحث االجتماعي،
فاملالحظ بأن جل الدول الوربية التي كانت موضوع الدراسة لم تشترط هذين اإلجراءين لجل منح
اإلذن بتزويج القاصر من عدمه.
وفيما يلي جدول تركيبي ملقتضيات زواج القاصر في التشريعات املقارنة التي سبق بسطها أعاله:
- 60يتبع هذا املكتب لوزارة العدل الدانماركية ،وقد تم تفويض منح هذه املوافقة لحاكم املقاطعة.
14
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-مصلحة أو ضرورة
الجزائر
قانون األسرة الجزائري
-قدرة الطرفين على الزواج غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه ترخيص من القاض ي غيرمنصوص عليه 19سنة
(أمررقم 02-05املؤرخ في 27فبراير(2005
-مو افقة القاصرة
املادة -7املادة 13
موريتانيا
غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه قانون رقم 52-2001بتاريخ 19يوليو ،2001
-مصلحة راجحة غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه مو افقة الولي 18سنة
يتضمن مدونة األحوال الشخصية.
املادة 6
ليبيا
قانون رقم 10لسنة 1984بشأن األحكام
-مصلحة -ضرورة مقدرة غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه مو افقة الولي إذن املحكمة غيرمنصوص عليه 20سنة
الخاصة بالزواج والطالق وآثارهم.
املادة 6
15
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
األردن
إذن القاض ي
-ضرورة تقتضيها املصلحة قانون األحوال الـشخصـية األردني رقم ()15
غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه ومو افقة قاض ي 15سنة 18سنة
لسنة .2019
القضاة
املادة 10
سوريا
-صدق الدعوى. مو افقة الولي (إذا القانون رقم 4لعام ،2019القاض ي بتعديل بعض
-االحتمال الجسمي للزواج. غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه كان هو األب أو إذن القاض ي 15سنة +البلوغ 18سنة مواد قانون األحوال الشخصية الصادرباملرسوم
-املعرفة بالحقوق الزوجية. الجد). التشريعي رقم 59لعام 1953وتعديالته.
املادتين 16و.18
16
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
17
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
18
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
إسبانيا
-غيرمنصوص عليه. غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه إذن القاض ي 16سنة 18سنة
القانون املدني (تعديل 14نونبر.)2012
فنلندا
-أسباب خاصة. غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه ترخيص وزارة العدل غيرمنصوص عليه 18سنة قانون الزواج (تعديل )2001/1226
املادتين 1و.2
اللكسمبورغ
-أسباب خطيرة. غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه مو افقة األبوين قاض ي الوصايا غيرمنصوص عليه 18سنة القانون املدني (تعديل 4يوليوز)2014
املادتين 144و.145
الدانمارك
-غيرمنصوص عليه. غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه ترخيص مكتب الزواج غيرمنصوص عليه 18سنة قانون رقم 256ل 4يونيو .1969
املادة .1
19
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
كندا
-الرضا املتبادل غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه غيرمنصوص عليه 16سنة 16سنة قانون الزواج املدني ل 20يوليوز.2005
املادة 2 .2
20
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
- 3التشريع الداخلي
عرف التشريع الوطني في موضوع زواج القاصر تطورا نوعيا ،وقد اتسمت معامله الساسية في
تجاوز مدونة السرة ما كانت مدونة الحوال الشخصية سابقا تسمح به من تحديد سن الزواج في أقل
من سن الرشد املحدد قانونا ،وما كان مقررا من تمييز في سن الزواج بين الجنسين.
- 61نص هذا الفصل على ما يلي " :تكمل أهلية النكاح في الفتى بتمام الثامنة عشرة فإن خيف العنت رفع المر إلى القاض ي وفي الفتاة بتمام الخامسة عشرة من العمر".
-62نص هذا الفصل على ما يلي" :الزواج دون سن الرشد القانوني متوقف على موافقة الولي فإن امتنع عن املوافقة وتمسك كل برغبته رفع المر إلى القاض ي".
21
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وبعد أن حددت املدونة في النص الثامن السابق أهلية الزواج فيما ذكر ،نص الفصل التاسع
على أن الزواج دون سن الرشد القانوني متوقف على موافقة الولي ،وأن المر يرفع إلى القاض ي في حال
امتناع الولي على املوافقة وتمسك كل برغبته ،وتجدر اإلشارة إلى أن سن الرشد القانوني في ظل املدونة
امللغاة كان هو 20سنة شمسية كاملة.63
ويستشف من ذلك أن كل من لم يبلغ هذا السن باعتباره سن الرشد القانوني ،سواء كان ذكرا
أو أنثى ،ال بد من موافقة وليه على الزواج ،كشرط أساس ي إلبرامه ،وفي حالة رفض الولي املوافقة،
وتشبت من لم يبلغ سن الرشد بالزواج ،يرفع المر إلى القضاء ،الذي يقرر بناء على ذلك بمنح اإلذن
بالزواج ،أو برفضه.
- 63حيث نص الفصل 137على ما يلي" :يعتبر محجورا للصغر من لم يبلغ سن الرشد .سن الرشد القانوني عشرون سنة شمسية كاملة" .ظهير .1992/6/11
- 64تتجلى هذه الضوابط حسب املادة 23في :ضرورة توف ــر إذن قاض ي السرة املكلف بالزواج ب ــزواج الشخص املصاب بإعاق ــة ذهني ــة ،بعد تقديــم تقرير حول حالة اإلعاقة من طرف
طبيب مختص أو أكثر ،وإطالع الطرف اآلخر الذي يجب أن يكون راشدا على مضمونه ،ورضاه تبعا لذلك صراحة في تعهد رسمي على الزواج مع املصاب بإعاقة ذهنية.
- 65ورد في موا هب الجليل للحطاب ما يلي..." :ثم قال البلوغ املعتبر في التزويج هو الحيض ،قال ابن حبيب أو بلوغ ثمان عشرة سنة ،واختلف في اإلثبات ،ثم إن تزوجت به فقال ابن
حبيب يفسخ قبل البناء وبعده ،وقال محمد ال يفسخ إذا أنبتت ،وقال الشيخ زروق في كتاب الحج ،فأما االحتالم والحيض والحمل فال اختالف في كونها عالمات ،ويصدق في اإلخبار
عنها نفيا طالبا كان أو مطلوبا ...وفي البرزلي ،وسئل السيوري عن البكر اليتيمة تريد النكاح وتدعي أنها حائض ،هل يقبل قولها ،أو ينظر إليها هل أنبتت أم ال .وسئلت عن بكر غاب
أبوها ودعت إلى التزويج ،وادعت البلوغ ،فأجبت إذا غاب الب عن ابنته البكر غيبة انقطاع بمعنى أنه ال يرتجى قدومه ،أو غاب غيبة طويلة ،وكانت املسافة بعيدة كالشهرين ونحوهما،
ودعت البنت البكر إلى التزويج ،فإن القاض ي يزوجها إذا كانت بالغا ،وللبلوغ خمس عالمات :االحتالم واإلنبات والحيض والحمل والسن وهو ثمانية عشرة سنة على املشهور ،ويقبل
قولها في ذلك إذا أشبه ،وأما إن كانت غير بالغ فال تزوج ،إال إذا خيف عليها الفساد أو احتاجت إلى النفقة وهللا أعلم".
انظر في هذا الشأن :الحطاب " :مواهب الجليل لشرح مختصر خليل" ،الجزء الثالت ،طبعة جديدة منقحة ،دار الفكر ،لبنان ،2002 ،ص.491 :
22
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
املحدد هنا ال يقدران عادة الرابطة الزوجية حق قدرها ،وال يعيان أعباء السرة ومسؤولياتها ،الش يء
الذي قد تترتب عنه عدة مشاكل.
إال أن املدونة رغم هذا التحديد ،أعطت من خالل املادة 20للقاض ي حق اإلذن بزواج القاصر
عن هذا السن ذكرا كان أم أنثى ،بمقرر معلل يبين فيه املصلحة والسباب املبررة لذلك ،بعد االستماع
لبوي القاصر أو نائبه الشرعي ،واالستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي.
ومن خالل ما سبق ،يتضح أن مدونة السرة سلكت مسلكا وسطا حين تركت ملن لم يبلغ السن
املحددة قانونا ،والراغب في الزواج ذكرا كان أم أنثى الحق في أن يرفع أمره إلى القاض ي لينظر فيه،
ويأذن له بالزواج إن بدا له أن فيه مصلحة له.
وإذا كانت املادة 20لم تحدد السن الدنى إلمكانية اإلذن بزواج القاصر ، 66فإنه بالتمعن في
الشروط التي قيدت بها اإلذن ،تتجلى ضرورة توفر القاصر املقبل على الزواج على التمييز الكافي
للتعبير عن رضاه بالعقد ،والنضج الجسماني ،والقدرة على تحمل مسؤولية الزواج.
وال شك أن قناعة القاض ي املكلف بالزواج في منحه اإلذن بتزويج القاصر أو رفضه ،ال يمكن أن
تتبلور إال بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي ،وإلى القاصر نفسه ،67وباالعتماد كذلك على
خبرة طبية تثبت قدرة القاصر على تحمل أعباء الحياة الزوجية ،أو بحث اجتماعي يبرز مدى وجاهة
السباب الداعية لتزويج القاصر ،ومدى وجود مصلحة باعثة لذلك من عدمها.
وقد اعتبرت املادة 21من املدونة أن زواج من لم يبلغ سن ثمان عشرة سنة ،يظل متوقفا على
موافقة النائب الشرعي ،التي تتجسد بتوقيع هذا الخير مع القاصر على طلب اإلذن بالزواج ،وحضوره
إبرام العقد .وفي حالة امتناع النائب الشرعي على املوافقة يبت قاض ي السرة املكلف بالزواج في
املوضوع ،فيقرر إما رفض اإلذن ،أو منحه إذا تبين له مبرر لذلك.
- 66يعود السبب في ذلك حسب ما ذكره الستاذ الخمليش ي "إلى اختالف أعضاء اللجنة في املوضوع .فبعضهم اقترح شرط إكمال القاصر ست عشرة سنة ،بينما عارض ذلك آخرون
قائلين بأن البلوغ قد يتحقق من سن الحادية عشرة ،والبالغ يحق له الزواج ،بسبب ذلك تم االكتفاء بمطالبة القاض ي ببيان السباب املبررة لإلذن ،واالستعانة بخبرة طبية أو بحث
اجتماعي للتأكد من عدم إضرار الزواج بالقاصر ،وهو ما ال يتحقق قبل إتمام الخامسة عشرة على القل".
راجع في هذا الشأن:
أحمد الخمليش ي " :من مدونة الحوال الشخصية إلى مدونة السرة" ،الجزء الول ،الزواج ،دار نشر املعرفة ،منشورات املعارف ،طبعة ،2012ص182 :
- 67لم تشر املادة 20من مدونة السرة إلى ضرورة االستماع للقاصر ،غير أنه ليس هناك ما يمنع من القيام بهذا المر في إطار البحث الذي يقوم به قاض ي السرة املكلف بالزواج ،ملا
في ذلك من اعتبارات عملية تتعلق بالتأكد من وجود "رض ى" الطرف القاصر بهذا الزواج من عدمه ،خاصة في حالة االستماع إليه على انفراد.
23
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وتتوجب اإلشارة إلى أن مقرر االستجابة لطلب اإلذن بزواج القاصر غير قابل لي طعن،
وبمفهوم املخالفة ،فإن رفض اإلذن يقبل الطعن طبقا للقواعد العامة.68
ويتضح مما تقدم أن مدونة السرة كرست الطابع االستثنائي لزواج القاصر ،فأحاطته بعدة
تدابير وضمانات إجرائية هامة قبل منح اإلذن بتوثيقه ،69وهو ما يتجلى من خالل ما يلي:
إسناد اختصاص البت فيه إلى قاض ي السرة املكلف بالزواج؛
االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي؛
ضرورة موافقة النائب الشرعي على هذا الزواج ،وتتجلى هذه املوافقة في توقيعه مع القاصر
على طلب اإلذن بالزواج ،وحضوره إبرام العقد؛
االستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي؛
إصدار مقرر معلل تبين فيه املصلحة والسباب املبررة لإلذن بالزواج.
1–2– 3إسناد اختصاص البت في اإلذن بزواج القاصرإلى قاض ي األسرة املكلف بالزواج
بعد أن كان االختصاص في منح اإلذن بزواج من هم دون سن الهلية يخضع في ظل مدونة
الحوال الشخصية امللغاة لقاض ي التوثيق ،أصبح قاض ي السرة املكلف بالزواج الذي استحدث مع
صدور مدونة السرة هو املختص بمنح اإلذن املذكور.
ومن املؤكد أن ربط إبرام هذا النوع من الزواج بضرورة الحصول على إذن مسبق من قاض ي
السرة املكلف بالزواج إلبرامه يشكل ضمانة أساسية تهدف إلى الحفاظ على مصالح القاصر بإخضاع
-68كشف الستاذ الخمليش ي أن اللجنة املكلفة بتعديل املدونة ،كانت قد " توافقت على صيغة تشترط " إدالء النيابة العامة برأيها كتابة " ،وتقرر عدم قابلية قرار القاض ي للطعن كان
اإلذن بالزواج أو بالرفض" ،غير أنه في اجتماعات الحقة أقرت الصيغة الواردة في املادة 20من مدونة السرة.
انظر في هذا المر :أحمد الخمليش ي " :من مدونة الحوال الشخصية إلى مدونة السرة" ،املرجع السابق ،الهامش رقم 236من الصفحة.182 :
- 69تجدر اإلشارة إلى أنه سبق أن تم تقديم مقترحي قانون لتعديل مقتضيات زواج القاصر في مدونة السرة ،الول مقترح بشأن تغيير وتعميم القانون رقم 03-70بمثابة مدونة السرة،
تقدم به أعضاء الفريق االشتراكي بمجلس املستشارين ،والثاني مقترح قانون لتعديل املواد 20و 21و 22من القانون املذكور تقدم به املستشار عبد اللطيف أعمو من فريق التحالف
االشتراكي بمجلس املستشارين.
وقد انصبت أهم محاور املقترح الول في النقاط التالية - :جعل السن الدنى لزواج الفتاة القاصرة محددا في 16سنة ،وعدم تجاوز سن الزوج ضعف سن القاصرة ،مع مراعاة تقارب
السن بين الطرفين املعنيين في جميع الحوال - .االستعانة وجوبا بخبرة طبية وبحث اجتماعي - .بطالن زواج القاصر دون إذن القاض ي ،ومعاقبة النائب الشرعي الذي تولى تزويجه
بالحبس ملدة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين - .بيان سبب امتناع النائب الشرعي ضمن مقرر اإلذن بالزواج.
فيما ارتبط املقترح الثاني بإلغاء ونسخ مقتضيات املواد 20و 21و 22من مدونة السرة.
24
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
زواجه لرقابة القضاء ،بالشكل الذي يسمح من التأكد من قيام الشروط االستثنائية التي تبرر منح
املوافقة على توثيقه.
وإذا كانت الجهة املوكول إليها منح اإلذن بهذا الزواج قد حسمت فيها مدونة السرة ،إال أن تحديد
قاض ي السرة املكلف بالزواج مكانيا أثار إشكاال من الناحية العملية ،حيث لم تشر املدونة بشكل
صريح وواضح لالختصاص املكاني في منح اإلذن بزواج القاصر ،مما فتح التساؤل عن إمكانية تقديم
طلب تزويج قاصر مقر سكناه يوجد خارج دائرة قسم قضاء السرة املقدم أمامه الطلب؟
وأيا كان النقاش املصاحب لهذا اإلشكال ،فإن مصلحة القاصر تقتض ي أن يقدم الطلب أمام
قاض ي السرة املكلف بالزواج ،الذي يوجد مقر سكنى القاصر بدائرة نفوذه ،ويمكن تبرير هذا التوجه
بإمكانية إجراء بحوث اجتماعية بشكل ميسر داخل الدائرة القضائية للمحكمة املقدم إليها الطلب،
بما في ذلك انتداب املساعدين االجتماعيين في هذا الخصوص لالنتقال ملحل سكنى القاصر،
واستجماع املعطيات االجتماعية والثقافية الضرورية املساعدة على تنوير رأي القاض ي الذي يبت في
الطلب ،وباإلضافة لذلك س يشكل هذا املسلك منعا لي تحايل ناجم عن لجوء بعض طالبي اإلذن
لقاض خارج الدائرة التي يقطنون بها بعد رفض طلبهم ،أو توقع رفضه من لدن القاض ي الذي يوجد
موطنهم بدائرة اختصاصه.
ال يتوقف زواج القاصر فقط على استصدار إذن بذلك من قاض ي السرة املكلف بالزواج ،ولكن
ال بد من موافقة نائبه الشرعي على هذا الزواج ،وتستشف هذه املوافقة من توقيعه مع القاصر على
طلب اإلذن بالزواج ،وكذا حضوره إبرام العقد أمام العدلين.
كما أن اشتراط املشرع موافقة النائب الشرعي للقاصر على زواجه ينطوي على حرص املشرع
على تأكد الولي من صالح الخاطب ،وتحقق مصلحة القاصر من الزواج ،مما يشكل ضمانة إضافية
في هذا الزواج.
25
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وليس معنى هذا أن موافقة النائب الشرعي على زواج القاصر هي الفيصل في الحصول على
اإلذن ،وإنما يبقى منح اإلذن من عدمه خاضعا مع ذلك للسلطة التقديرية لقاض ي السرة املكلف
ً
بالزواج ،استحضارا ملصلحة القاصر بالدرجة الولى.
وقد ألزمت املادة 21من مدونة السرة القاض ي بالبت في طلب اإلذن حتى في الحالة التي يمتنع
فيها النائب الشرعي للقاصر عن املوافقة على زواج هذا الخير ،ويستنتج من هذا املقتض ى أنه يمكن
للقاصر رفع طلب اإلذن بتزويجه مباشرة إلى القاض ي املكلف بالزواج في حالة امتناع نائبه الشرعي عن
املوافقة على هذا الزواج.
إن االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي يشكل وسيلة هامة تسمح لقاض ي السرة املكلف
بالزواج من استخالص مصلحة القاصر في الزواج من عدمه ،فاملعطيات املستقاة من جلسة االستماع
تساعد القاض ي على تكوين قناعته ،وبالتالي اتخاذ قراره املناسب عن بينة من المور ،ويشكل هذا
املعطى ضمانة إضافية ال محيد عنها تساعد على معرفة الدوافع الحقيقية لإلقدام على طلب تزويج
القاصر.
في سبيل تيسير اتخاذ القرار املناسب من لدن قاض ي السرة املكلف بالزواج عند بته في طلب
تزويج القاصر ،تم التنصيص على االستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي.
وإذا كانت الصيغة الواردة في املادة 20من مدونة السرة تفيد االختيار بين االستعانة بالخبرة
الطبية ،أو إجراء بحث اجتماعي ،حيث استعمل النص لفظة "أو" التي تضع فرضية االكتفاء بإجراء
دون اآلخر؛ فإنه ليس هناك ما يمنع من اللجوء إلى اإلجرائين معا ،ملا في ذلك من ضمانة مهمة تنعكس
إيجابا على التدبير المثل لهذه الطلبات سعيا للتحقق من مصلحة القاصر في الزواج.
وال شك أن لكل إجراء غايات تكمل الخرى ،فالخبرة الطبية تسمح بالوقوف على القدرة
الجسدية والنفسية للقاصر ،التي تؤهله لتحمل أعباء الزواج ،في حين يقدم البحث االجتماعي
26
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
معطيات عن ظروف عيش القاصر االجتماعية واالقتصادية ،وهو ما يساعد القاض ي على استيضاح
السباب الحقيقية املبررة لطلب اإلذن بالتزويج دون أن يغني بعضها عن اآلخر.
من بين الضمانات الساسية املحيطة باإلذن بزواج القاصر اشتراط مدونة السرة في املادة 20
أن يكون مقرر اإلذن بزواج القاصر معلال ،يبين فيه قاض ي السرة املكلف بالزواج املصلحة والسباب
التي حملته على املوافقة على الطلب ،ويشكل هذا املقتض ى ضمانة تنسجم مع الطابع االستثنائي
لزواج القاصر في مدونة السرة ،والغاية من فرض قيود دقيقة قبل اتخاذ القرار.
ويكون القاض ي مطالبا بتعليل قراره بالقبول أو بالرفض بناء على ما تبين له في زواج القاصر من
تحقق املصلحة وانتفاء الضرر ،أو عكس ذلك ،ويستند في اتخاذ قراره على ما يقدم من مبررات ،وما
يستشفه من الخبرة الطبية والبحث االجتماعي املجرى على القاصر.
وال يقلل من هذه الهمية جعل مقرر اإلذن بتزويج القاصر غير قابل لي طعن ،حيث إن التعليل
على الوجه القانوني املطلوب ،يسمح باالطالع على املؤيدات التي حملت على اتخاذ قرار منح اإلذن.
27
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
28
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وبذلك فقد تراوحت نسبة زواج القاصر مقارنة بمجموع رسوم الزواج منذ سنة 2004إلى سنة
2019بين 11,99في املائة كأعلى نسبة من املجموع العام لرسوم الزواج ،و 7,53في املائة كأقل نسبة.
ويمكن توضيح هذه املعطيات بتفصيل من خالل الجدول واملبيان أدناه.
29
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
مقارنة بين عدد رسوم الزواج دون سن األهلية ومجموع رسوم الزواج
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 السنوات
275 477 279 335 289 108 280 024 301 746 312 495 306 533 311 581 325 415 313 356 314 400 307 575 297 660 272 989 244 795 236 574 مجموع رسوم الزواج
30
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
2015
2008
10,02%
9,98%
2014
10,72% 2009
10,58%
2013 2010
11,47% 11,10%
2012 2011
10,97% 11,99%
31
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ويبرز الجدول والرسمين البيانيين أسفله تطور نسبة زواج القاصر خالل ستة عشر سنة:
32
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 السنوات
-18,72% - 2,98% -3,33% -10,01% - 9,73% -4,73% +2,89% -12,46% +12,23% +4,58% +8,37% +2,81% +12,55% +22,44% +18,10% نسبة التغيير
39 031
45 000
35 152
34 777
34 166
40 000
33 489
33 253
30 685
30 230
29 847
35 000
27 205
26 520
26 298
25 514
30 000
21 660
20 738
25 000
18 341
20 000
15 000
10 000
5 000
0
2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019
33
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
34
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
46 601
44 134
39 296
42 677
38 331
43 416
43 934
50 000
41 247
39 737
38 722
40 000
33 129
31 931
30 000
20 000
379
308
10 000
174
438
326
106
201
422
92
214
0
527
173
239
2007 2008
2009 2010
2011 2012
2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019
اإلناث الذكور
35
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
اإلناث
%99,33
36
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
37
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
%23,06
16سنة
%70,52
17سنة
38
0
5 000
10 000
20 000
25 000
30 000
35 000
15 000
348
2007
2 730
9 865
348 25 767
2008
2 609
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
12 550
359 24 097
2009
3 111
12 407
69 31 211
2010
555
8 374
309 32 100
2011
2 676
12 771
200 31 171
2012
14سنة
2 405
10 958
97 29 220
2013 1 515
39
15سنة
13 010
80 28 886
2014
1 242
16سنة 11 169
31 31 644
2015
1 060
11 114
17سنة
1 057
2016
29 464
11 749
13 806
1 318 17 835
توزيع رسوم اإلذن بالزواج دون سن األهلية حسب السن
2017
7 060
10 744
9 20 127
2018
1 142
6 947
237 24 006
2019
1 906
7 692
23 521
14سنة
16سنة
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
- 71وذلك في الفقرة ،103انظر الصفحة 35من التقرير .لالطالع على التقرير ،انظر املوقع اإللكتروني للمجلس التالي.www.cndh.ma :
40
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وهو نفس املوقف الذي أكده في تقريره لسنة 72،2020حيث أشار إلى التحديات التي تعترض
تمتع النساء والفتيات بحقوقهن كاملة ،ومن بينها الولوج للتربية والتكوين ،وزواج القاصرات ،وأوص ى
في هذا اإلطار بضرورة مراجعة وتعديل مدونة السرة بما يتماش ى مع مبادئ الدستور واالتفاقيات
الدولية التي صادقت أو انضمت إليها اململكة ،وخاصة اتفاقية حقوق الطفل.73
وبمناسبة إبداء املجلس الوطني لحقوق اإلنسان لرأيه في مشروع القانون رقم 27. 14املتعلق
بمكافحة االتجار بالبشر ،74ذكر املجلس" :بتوصياته السابقة املتعلقة بتعديل مدونة السرة بحظر
زواج القاصرين دون 18سنة شمسية ،وتجريم كل فعل يرمي إلى إكراه بالغ أو قاصر دون 18سنة
شمسية كاملة على الزواج بوصفه جريمة قائمة الذات ،مع إقرار املسؤولية املدنية لألشخاص
املشاركين في تيهئ هذا الزواج و/أو عقده".75
- 72وذلك في الفقرة ،257الصفحة ،105التقرير السنوي حول حالة حقوق اإلنسان باملغرب لسنة ،2020لالطالع على هذا التقرير ،يرجى مراجعة املوقع اإللكتروني للمجلس التالي:
.www.cndh.ma
- 73انظر التوصية رقم 17في إطار التوصيات العامة ،ص .225من التقرير.
-74رأي املجلس الوطني لحقوق اإلنسان بخصوص مشروع القانون رقم 27. 14املتعلق بمكافحة االتجار بالبشر ،انظر املوقع اإللكتروني للمجلس التالي.www.cndh.ma :
- 75انظر الصفحة 10من رأي املجلس الوطني املذكور.
- 76املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي مؤسسة دستورية تم تنصيبها من طرف جاللة امللك محمد السادس يوم 21فبراير .2011ويضطلع بمهام استشارية حول االختيارات
التنموية الكبرى ،والسياسات العمومية في امليادين االقتصادية واالجتماعية والتنمية املستدامة والجهوية املتقدمة.
وتتجلى نجاعة اآلراء واالقتراحات والدراسات في تعدد الحساسيات والتجارب السوسيو مهنية ملكوناته.
- 77بنـاء علـى املـادة 6مـن القانـون التنظيمـي رقـم 12.128املتعلـق باملجلـس االقتصـادي واالجتماعـي والبيئـي ،قـرر املجلـس ،فـي إطـار إحالـة ذاتيـة ،إعـداد رأي حـول موضـوع "زواج
الطفـالت" .وفـي هـذا الصـدد ،شـكل مكتـب املجلـس مجموعـة عمـل عـداد رأي حـول املوضـوع ،وخــالل دورتهــا العاديــة املائــة ،املنعقــدة بتاريــخ 18يوليــوز ،2019صادقــت الجمعيــة العامــة
للمجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي باإلجمــاع علــى ال ـرأي الــذي يحمــل عنــوان "مــا العمــل أمــام اســتمرار تزويــج الطفــالت باملغــرب؟«.
-78اعتمد التقرير على منهجية تنطلق من تحليل واقع زواج القاصر باملغرب ،وتحليل مسببات الظاهرة ،وانعكاساتها على املستوى الفردي ،والسوسيو اقتصادي ،ورصد النتائج
املستخلصة من خالل جلسات اإلنصات ،وتقييم الوضعية على مستوى التشريع.
41
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
املشـكلة تتجلـى فـي أن االستثناء الذي فتح الباب لعدم التقيـد باملعاييـر التـي حددهـا للـزواج ،قـد أدى
إلـى خلـق ارتبـاك وتعـارض بيـن القوانيـن مما يضعف الحمايـة القانونيـة لألطفـال ،إضافـة إلـى أن إعطـاء
صالحيـات تقديريـة واسـعة للقضـاة ،يؤدي إلـى صـدور أحـكام متباينـة تهـم حـاالت متشـابهة ،كمـا يشـكل
مصـدر تمييـز وحيـف فـي حـق الطفـال والنسـاء.
ومن خالل ما سبق ،اعتبر املجلس أن مدونة السرة ال تنسجم انسجاما كامال مع االتفاقيات
الدولية والدستور ،وأن القضــاء علــى تزويــج الطفــال اليــوم يفــرض نفســه باعتبــاره هدفـا مـن أهـداف
التنميـة املسـتدامة بحلـول سـنة . 2030
كما أكد التقرير أن مكافحـة تزويـج الطفـال ،وبالنظـر إلـى أبعادها النفسـية واالجتماعيـة
واالقتصاديـة والثقافيـة ،ال بـد أن تمـر من تحسـين اإلطـار التشـريعي ،غير أن ذلك ال يغني عـن إعـداد
سياسـات عموميـة ،تواجـه ممارسـات تزويـج الطفـال.
وقد اسـتند املجلـس فـي بلـورة رأيـه ،علـى تحليـل اإلشكالية املطروحـة فـي ضـوء اإلطـار املرجعـي
الـذي استند عليه إبـداء الـرأي ،واملتمثل في االنسـجام مـع الدسـتور واالتفاقيـات الدوليـة ،مـع العمـل
علـى إدراج إشـكالية تزويج الطفال فـي إطــار الديناميـة السوســيو-اقتصادية والسياســية لبالدنــا،
وطموحهــا املتمثــل فــي تنزيــل نمــوذج تنمــوي جديـد ينسـجم مـع مضاميـن الدسـتور وقواعـد القانـون
الدولـي ،ويحتـرم مبـدأ املسـاواة بيـن النسـاء والرجـال ،ويكـون فـي مسـتوى الرهانـات السوسـيو-
اقتصادية.
وانطالقا من تحليل مختلـف وجهـات النظـر التي استقاها املجلس في املوضوع ،أوص ى بما يلي:
.1اعتمــاد عبــارة "تزويــج الطفــال" بــدال مــن زواج القاصــر أو الــزواج املبكــر ،مــن أجــل رفع كل
أشــكال الغمـوض املتصلـة بالتأويـالت والتصـورات الفرديـة حـول تحديـد من هو الطفـل ،لن القانـون
املغربـي واضـح فـي هـذا الصـدد ،حيـث يعتبـر أن الطفـل املغربـي هـو كل شـخص ،أنثـى أو ذكـر ،دون سـن
، 18وبالتالـي فهـو قاصـر بموجـب القانـون.
.2تسـريع املسلسـل الـذي بـدأ بالفعـل واملتعلـق بالقضـاء علـى تزويـج الطفـال ،والطفـالت خاصـة،
وذلـك لصالـح التنميـة السوسـيو -اقتصادية للبـالد.
42
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
.3تشــجيع النقــاش العمومــي وتطويــر التفكيــر الجماعــي املتعلــق بمجموعــة مــن "القضايــا
االجتماعيــة والثقافيــة" املتصلــة بالــزواج ،والحيــاة الجنســية ،وتجريــم العالقــات الجنس ـية الرضائيــة
خــارج إطــار الــزواج ،وحــول اإلجهــاض واالغتصــاب واالعتــداء الجنســي ،وغيرهــا ،وذلــك قصــد التعريــف
بالقوانيــن وبالفــكار التــي تنطــوي عليهــا .
. 4اعتمــاد اســتراتيجية شمولية تهــدف ،فــي املســتقبل املنظــور ،إلــى القضــاء علــى املمارســة
املتعلقــة بتزويـج الطفـال "الشـرعي وغيـر املوثـق" ،وهـي اسـتراتيجية يمكـن أن ترتكـز علـى ثالثـة محـاور
متكاملـة :وتتمثل في تحسين اإلطار التشريعي واملنظومة القانونية من خالل خلق انسجام في اإلطار
التشريعي ،وذلك بمالءمـة أحـكام مدونـة السـرة مـع الدسـتور واتفاقيـة القضـاء علـى جميـع أشـكال
التمييـز ضـد املـرأة ،واالتفاقيـة الدوليـة لحقـوق الطفـل ،واالتفاقيـة الدوليـة لحقـوق الشـخاص فـي
وضعيـة إعاقـة ،وحصر تطبيق املادة 16على زواج البالغين .مع اعتماد املنع الصريـح فـي مدونـة السـرة،
لجميـع أشـكال التمييـز ضـد الطفـال ،انسـجاما مع املادة 19من الدسـتور .ونسـخ املـواد ّ 22، 21، 20
مـن مدونـة السـرة.
وباإلضافة ملا ذكر يتعين التنصيـص فـي مدونـة السـرة علـى الوجـود القانونـي لـ "مصلحـة الطفـل
الفضلـى" ،مـع تعريـف هـذا املبـدأ وتحديـد مجـال تطبيقه ،وضمـان حـق الطفـل فـي التسـجيل فـي الحالـة
املدنية ،دون أي تمييـز بيـن الطفـال املولوديـن فـي إطـار الـزواج وخـارج العالقـة الزوجيـة .ومنح إمكانية
فسـخ عقـود زواج الطفالت بنـاء علـى طلـب الزوجـة القاصـر ،أو ممثلهـا القانونـي في حالـة وجود ضـرر.
مع تشديد املعاقبة لـكل أشـكال الضغـط علـى الطفـل ،أو تضليلـه ،أو خداعه للحصـول علـى موافقتـه
علـى الـزواج.
ومن جانب آخر أوص ى املجلس بمالءمـة قانـون إثبـات النسـب الشـرعي وقانـون النسـب الطبيعـي،
مع تضمين مدونـة السـرة كون تحليـل الحمـض النووي هـو عنصـر علمـي مـن عناصـر إثبـات البـوة،
يتعيـن علـى القاضـي االسـتعانة به إلثبـات النسـب البـوي للطفـل فـي حـال نكـران الوالـد البـوة ،وذلـك
مـن أجل الولـوج املتسـاوي إلـى النسـب دون أي تمييـز.
43
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
كما دعا املجلس إلى توقيـع اتفاقيـة املجلـس الوربـي للقضـاء علـى العنـف ضـد النسـاء والعنـف
ُ
املنزلـي ،التـي تسـمى اتفاقيـة إسـطنبول ،املبرمـة سـنة 2011التـي تشـير بشـكل صريـح إلـى الـزواج
القسـري.79
وفي ذات املحور أوص ى املجلس بضرورة تطوير الوساطة السرية ،وتوفير عدالة مالئمة
للقاصرين ،بما يحقق املصلحة الفضلى للطفل.
وعلى مستوى آخر ركزت التوصيات على ضرورة محاربــة املمارســات الضــارة بالطفــال ،مــن خ ـالل
التنفيــذ املســتدام واملندمــج ملختلـف السياسـات واإلجـراءات العموميـة علـى الصعيـد الوطنـي والترابـي،
وال سـيما فـي مـا يتعلـق :بالسياسـة املندمجـة لحمايـة الطفولـة ،التـي اعتبر املجلس أنها تتسـم ببطء
شـديد ،وبصعوبـات فـي تنفيذهـا .مؤكدا على أنه ينبغـي أن يستهدف تنفيـذ هـذه السياسـة ،بالدرجـة
الولـى ،الطفــال الكثــر هشاشــة الطفـال ،وهم :الطفــال فــي وضعيــة إعاقــة ،والطفــال املتخلى عنهــم
وأطفــال الشــوارع ،والطفال املهاجريـن.
كما نادى باعتماد سياسـة أسـرية تأخـذ فـي االعتبـار التربيـة علـى تحمـل املسـؤولية املناطـة
بالوالديـن ،وتقديـم الدعـم املـادي املوجـه لألسـر الفقيـرة ،وتحسـيس السـر باملمارسـات الضـارة
بالطفـال ،بسياســة تربوية تضمن التوعيــة والتحســيس بــكل الوســائل ،مع االحتـرام الفعلـي لضـرورة
تمـدرس جميـع الطفـال والفتيـات بوجه خـاص ،والتربية على املواطنة ،واعتماد تربيـة جنسـية بوسـائل
مالئمـة للسـياق املغربـي تهـدف إلـى معرفـة طـرق ووسـائل الوقايـة مـن املخاطـر ذات الصلـة بالعالقـات
الجنسـية ،والحمـل والـزواج املبكـر ،وتربية دينية ترمي إلى نقل القيم الدينية املتعلقة بالعدالة
واإلنصاف ،والتسامح ،واحترام اآلخر.
كما أوص ى باعتماد سياسة طموحة تهم املساواة بين النساء والرجال ،وتطوير وتعزيز أنظمة
الحماية واملساعدة االجتماعية ،واملكافحـة الصارمـة والفعالـة للتزويـج بالعقـود (الكونطـرا) والـزواج
ا ّ
ملدبـر ،وذلك بإعمال أحـكام القانـون رقـم ،27.14 :ومعاقبـة جميـع املتورطين فـي مثـل هـذه العمليـات.
-79تم تبني هذه االتفاقية في 7أبريل ،2011ودخلت حيز التنفيذ في فاتح غشت ،2014وتعتبر إلى تاريخه 45دولة طرفا فيها ،باإلضافة إلى االتحاد الوربي.
44
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وفي النقطة الخيرة ،أوص ى املجلس في تقريره بضرورة تحســين وضمــان تتبع وتقييــم تدابيــر
القضــاء علــى املمارســة املتعلقــة بتزويــج الطفــال .وذلك من خالل تحسـين النظـام املعلوماتـي وتطويـر
مؤشـرات مناسـبة انسـجاما مـع حقـوق الطفـل ،وأهـداف التنميـة املسـتدامة ،مع تجميع املعطيـات
املتعلقـة بوجـه خـاص بالتزويـج غيـر املوثـق شـرعيا لألطفـال ،ونشرها بشكل منتظـم .وتقديـم عـرض
سـنوي أمـام البرملـان مـن طـرف القطاعـات ذات الصلـة عـن وضعيـة تزويـج الطفـال ،ومـدى تقـدم
السياسـات العموميـة املتعلقـة بهـذا الشـأن.
وقد أعاد املجلس التذكير بموقفه من زواج القاصر في معرض التعبير عن رأيه في التقرير الذي
أعده حول" :فعلية حقوق الطفل ،مسؤولية الجميع" ،وعند بلورة توصياته بهذا الخصوص في مجال
السياسة املندمجة لحماية الطفولة في النقطة الثامنة أوص ى بضرورة مصادقة بالدنا على اتفاقية
النزروت ،الصادرة عن مجلس أوربا املتعلقة بحماية الطفال من االستغالل الجنس ي ،واالعتداء
الجنس ي ،وعلى البروتوكول االختياري الثالث لالتفاقية الدولية لحقوق الطفل ،مع مواصلة مالءمة
القوانين املغربية مع اتفاقية حقوق الطفل ،وبروتوكوالتها االختيارية (وخاصة القانون الجنائي وقانون
املسطرة الجنائية ،ومدونة السرة)؛ كما أوص ى املجلس بإلغاء املادتين 20و 21من مدونة السرة،
املتعلقة بزواج الفتى والفتاة دون سن الهلية.80
- 80وهي نفس التوصية التي سبق أن عبر عنها سنة ،2012في تقريره املعنون ب" :النهوض باملساواة بين النساء والرجال في الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية/
تحقيق املساواة بين النساء والرجال مسؤولية الجميع :تصورات وتوصيات معيارية ومؤسساتية ،وذلك في النقطة السادسة من التوصيات املعيارية .ص .62 :لالطالع على التقرير،
راجع موقع املجلس.www.cese.ma :
- 81منشور رئيس النيابة العامة رقم 1وتاريخ 7أكتوبر ،2017حيث تم التنصيص على اعتبار حماية الفئات الخاصة من أوليات السياسة الجنائية ،وخاصة حماية الطفال والنساء
من كل االعتداءات ،وال سيما االعتداءات الجسدية والجنسية .لالطالع على هذا املنشور يرجى مراجعة موقع رئاسة النيابة العامة اإللكتروني التالي.www.pmp.ma :
45
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ويستند تدخل النيابة العامة في موضوع زواج القاصر إلى عدة مرجعيات تتجلى أساسا في
مقتضيات دستور اململكة لسنة ،2011وعلى وجه الخصوص الفصل 32منه ،الذي نص على أن
الدولة تسعى لتوفير الحماية القانونية واالعتبار االجتماعي واملعنوي لجميع الطفال بكيفية متساوية،
وعلى أن التعليم الساس ي حق للطفل ،وواجب على السرة.
كما يجد مرجعيته في مقتضيات مدونة السرة التي اعتبرت النيابة العامة طرفا أصليا في قضايا
السرة (املادة الثالثة) ،وجعلت اإلذن بزواج القاصر استثناء من الصل ،الذي هو اشتراط بلوغ
الراغب في الزواج 18سنة شمسية كاملة ،وما نصت عليه املادة 54من حقوق لألطفال على أبويهم،
ال سيما الحق في حماية حياتهم وصحتهم إلى حين بلوغ سن الرشد ،واتخاذ كل التدابير املمكنة للنمو
الطبيعي لألطفال ،والحفاظ على سالمتهم الجسدية والنفسية ،والحرص على الوقاية من كل
استغالل يضر بمصالحهم ،والحق في التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية ،وللعضوية
النافعة في املجتمع ،وعلى أن الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الالزمة لحماية الطفال وضمان
حقوقهم طبقا للقانون ،ومن أن النيابة العامة هي الساهرة على مر اقبة تنفيذ هذه األحكام .مما
يجعل على عاتق النيابة العامة مسؤولية السهر على تمتيع الطفال بكافة الحقوق املكفولة لهم قانونا
بمقتض ى مدونة السرة انسجاما مع ما تنص عليه املواثيق الدولية ذات الصلة.
وانطالقا مما سلف ،واكبت رئاسة النيابة العامة منذ تأسيسها موضوع زواج القاصر من خالل
تنظيم دورات تكوينية 82لقضاة النيابة العامة بالساس ،وإصداردوريات في املوضوع ،والتي تجسدت
في اآلتي:
دورية رقم 17 :س /ر ن ع ،بتاريخ 14مارس ،2018حول قضايا السرة؛
دورية رقم 20 :س /ر ن ع ،بتاريخ 29مارس ،2018حول زواج القاصر؛
دورية رقم 2 :س /ر ن ع ،بتاريخ 21يناير ،2020حول تفعيل دور النيابة العامة
في مسطرة زواج القاصر؛
- 82حيث تم تنظيم عدة ورشات نوقشت من خاللها اإلشكاالت القانونية التي تثيرها مسطرة زواج القاصر ،وتم التركيز على سبل تدعيم دور النيابة العامة في هذه املوضوع ،واستحضار
التقاطعات التي تربط مقتضيات تزويج القاصر في املدونة بالقانون رقم 103.13املتعلق بمحاربة العنف ضد النساء ،ومختلف القوانين الخرى ذات الصلة .وكذا دور خاليا التكفل
بالنساء والطفال التي تشرف عليها النيابة العامة على مستوى محاكم اململكة ،وما يمكن أن تقدمه من دعم نفس ي ومواكبة لألطفال.
46
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
دورية رقم 20س/ر ن ع ،بتاريخ 6يونيو 2021حول تتبع إعالن مراكش .2020
وسنستعرض تباعا مضمون هذه الدوريات:
أوال :دورية رقم 17 :س /رن ع ،بتاريخ 14مارس ،2018حول قضايا األسرة
نصت هذه الدورية على ضرورة:
التفاعل بإيجابية مع جميع قضايا السرة ،وإيالئها العناية الالزمة بما يكفل استقرارها
وتماسكها واطمئنان أفرادها ،وتحقيق العدل واإلنصاف لهم ،مستحضرين في املقام الول املصالح
الفضلى لألطفال وحقوقهم؛
عدم االكتفاء في طلبات وملتمسات النيابة العامة بإسناد النظر ،أو التماس تطبيق
القانون ،وإنما إبداء وجهة نظرها القانونية ،والدفاع عنها.
ثانيا :دورية رقم 20 :س /رن ع ،بتاريخ 29مارس ،2018حول زواج القاصر
تطرقت هذه الدورية بشكل خاص لزواج القاصر ،وتضمنت تعليمات كتابية واضحة لقضاة
النيابة العامة ،وذلك وفقا ملا يلي:
الحرص على تقديم ملتمسات للقضاة تنسجم مع قصد املشرع من جعل الزواج قبل سن
الرشد متوقفا على موافقة القضاء ،وعدم التردد في معارضة طلبات الزواج التي ال تراعي املصلحة
الفضلى للقاصر؛
تقديم ملتمسات من أجل جعل جلسات البحث مناسبة لتوعية القاصر بالضرار التي
يمكن أن تترتب عن الزواج املبكر واالستعانة في ذلك إن اقتض ى الحال باملساعدات االجتماعيات؛
الحرص على الحضورفي جميع الجلسات املتعلقة بإذن زواج القاصر؛
عدم التردد في تقديم امللتمسات بإجراء بحث اجتماعي بواسطة املساعدة االجتماعية
للتأكد من السباب الداعية لطلب اإلذن ومن وجود مصلحة للقاصر في اإلذن بزواجه .ومن توفره على
النضج والهلية الجسمانية لتحمل تبعات الزواج وعلى التمييز الكافي لصدور الرض ى بالعقد؛
47
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
تقديم ملتمس بإنجاز الخبرات الطبية االجتماعية والنفسية الضرورية للتأكد من قدرة
القاصر على تحمل أعباء الزوجية؛
الحرص على التأكد بالنسبة للمواطنين املغاربة املقيمين بالخارج الراغبين في الحصول
على هذا اإلذن بأن الدولة املقيمين بها تقبل عقود الزواج دون سن الهلية ،وتنبيه السر املعنية
بالوضعيات القانونية التي تنشأ عن إبرام تلك الزيجات؛
تقديم ملتمسات بعدم االختصاص بالنسبة لطلبات الزواج املتعلقة بقاصرين ال يقيمون
بدوائر نفوذ قاض ي السرة املكلف بالزواج ،الذي يقدم إليه الطلب باعتبار ذلك شرطا أساسيا إلجراء
البحاث.
ثالثا :دورية رقم 2 :س /ر ن ع ،بتاريخ 21يناير ،2020حول تفعيل دور النيابة العامة في
مسطرة زواج القاصر
تأكيدا للدورية سالفة الذكر أعاله ،وفي إطار مواكبة رئاسة النيابة العامة ملوضوع زواج القاصر
من خالل تحليل املؤشرات اإلحصائية ذات الصلة بتدخل النيابة العامة في املوضوع ،تم إصدار هذه
الدورية التي تضمنت التعليمات التالية:
التفاعل بالجدية املطلوبة مع ملفات اإلذن بزواج القاصر ،وذلك بتقديم ملتمسات تتوخى
تحقيق مصلحة القاصر ،وعدم اعتماد نماذج مطبوعات معدة مسبقا لهذا الغرض ،والعمل على
دراسة كل طلب لإلذن بزواج القاصر على حدة بما يقتضيه الحرص وتقص ي تحقيق مصلحة القاصر
من الزواج ومن عدم وجود أضرار قد ال يستحضرها الولياء أحيانا ،وعدم التردد في التماس الرفض
كلما كانت مصلحة القاصر تستدعي ذلك؛
الحرص على تقديم ملتمسات باالستماع للقاصر على انفراد للتأكد من إرادته في الزواج
وعدم وجود أي ضغط أو إكراه؛
تقديم ملتمسات بإجراء خبرة طبية للتأكد من القدرة الجسمانية والنفسية للقاصر على
الزواج ،وإن اقتض ى الحال طلب إجراء خبرة ثانية؛
48
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
عدم التردد في التماس إجراء بحث اجماعي للتأكد من الظروف املحيطة بطلب اإلذن
بالزواج ومدى مالءمته ملصلحة القاصر؛
تقديم ملتمسات باالستماع للخاطب حتى يتسنى للمحكمة التحقق من وضعه االجتماعي
واالقتصادي ،وكذا سنه ،ومدى كفاءته تحقيقا لغاية املشرع من اشتراط بحث اجتماعي قبل اإلذن
بزواج القاصر؛
حضورجلسات اإلذن بزواج القاصر ،والحرص على تفعيل دور النيابة العامة باليقظة إزاء
حق القاصر في الوقاية والحماية من أي أذى محتمل؛
مسك نظائر من امللفات املفتوحة؛
إدراج زواج القاصرين ضمن أولويات خطة عمل خاليا التكفل بالنساء واألطفال،
وإشراك جميع الفاعلين في اتخاذ اإلجراءات الكفيلة باملحافظة على املصلحة الفضلى للقاصر.
وانسجاما مع التعليمات الكتابية الواردة في الدوريات سالفة الذكر ،والراميـة إلـى ضـرورة توخـي
املصلحـة الفضلـى للطفـل فيمـا يخـص تطبيـق املقتضيـات القانونيـة ذات الصلـة بـزواج القاصريـن،
تفاعلت النيابـات العامـة بمختلف محاكـم اململكة إيجابا مع املوضوع ،وذلك بتقديـم ملتمسـات
تنسـجم وغايـات املشـرع مـن إقـراره هـذا الـزواج علـى وجـه االسـتثناء.
وباستقراء املعطيات اإلحصائية التي تم تسجيلها برسم سنتي ،2018و ،2019يظهر بشكل جلي
التطور الحاصل على مستوى تدخل النيابة العامة في مسطرة زواج القاصر ،والذي يعكس انخراطها
اإليجابي في الحد من زواج القاصر .وهكذا فقد بلغت امللتمسات الرامية لرفض تزويج القاصر برسم
سنة 2019ما مجموعه ،16142بما نسبته 58,4في املائة من مجموع امللتمسات املقدمة في
املوضوع .83في حين شكلت هذه النسبة 36في املائة سنة 2018بما مجموعه .8412140
- 83وقد سجلت امللتمسات الرامية إلى االستجابة للطلب ما مجموعه 7936بما نسبته 28,73فاملائة ،فيما بلغ عدد امللتمسات الخرى ،3545بما نسبته 12,83فاملائة ،والتي تتمثل
في تطبيق القانون ،وعدم االختصاص املكاني ،...راجع :تقرير رئيس النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة ،2019ص 174 :و .175يرجى مراجعة
التقرير على املوقع الرسمي لرئاسة النيابة العامة التالي.www.pmp.ma :
- 84وقد سجلت امللتمسات الرامية إلى االستجابة للطلب ما مجموعه 18422بما نسبته 55فاملائة ،فيما بلغ عدد امللتمسات الرامية إلى تطبيق القانون ،3124بما نسبته 9فاملائة،
راجع :تقرير رئيس النيابة العامة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة لسنة .2018ص 99 :و .100يرجى مراجعة التقرير على املوقع الرسمي لرئاسة النيابة العامة التالي:
.www.pmp.ma
49
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
هذا املنحى اإليجابي انعكس كذلك على مستوى اإلحصاء العام لذونات زواج القاصر ،والذي
عرف انخفاضا برسم سنتي 2018و 2019مقارنة بسنة .2017وإذا كانت نسبة االنخفاض برسم سنة
2018تعد طفيفة حيث بلغت ،-2,98%بما مجموعه 25514إذنا ،مقارنة بسنة 2017التي سجلت
26298إذنا؛ فإن نسبة التغيير برسم سنة 2019تعد ذات أهمية إذ بلغت -18,72%حيث بلغ عدد
الذونات ما مجموعه .8520738
رابعا :دورية رقم 20س/رن ع ،بتاريخ 9يونيو 2021حول تتبع إعالن مراكش 2020
تواصل انخراط رئاسة النيابة العامة في الجهود الوطنية الرامية إلى التصدي لزواج القاصر
باالنفتاح على الجهات الفاعلة واملعنية باملوضوع ،وبادرت في هذا الصدد إلى توقيع اتفاقية إطار
للشراكة والتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتكوين املنهي والتعليم العالي والبحث العلمي ،86تهدف
إلى تفعيل القانون املتعلق بإلزامية التعليم الساس ي من أجل الحد من الهدر املدرس ي ،وذلك في إطار
تنفيذ االلتزامات املتعاقد عليها املضمنة في إعالن مراكش 2020للقضاء على العنف ضد النساء تحت
الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو امللكي الميرة الجليلة لالمريم.
وبموجب هذه االتفاقية اتفق الطرفان على وضع أسس للعمل املشترك ،وإرساء آلية دائمة
للتشاور والتنسيق قصد بلورة وتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة ،تهدف إلى تنفيذ االلتزامات املشتركة
املتضمنة في إعالن مراكش 2020بشأن "القضاء على العنف ضد النساء" ،ال سيما الحد من الهدر
املدرس ي والوقاية من زواج القاصر .وذلك انطالقا من قناعة واقعية مفادها أن الهدر املدرس ي يشكل
رافدا أساسيا لتزويج القاصرات.
ومن بين أهداف االتفاقية اإلطار الساسية الحرص على ضمان متابعة الفتيات تمدرسهن إلى
نهاية التعليم اإللزامي من أجل العمل على الحد من زواج القاصرات عبر تنسيق جهود تفعيل قانون
إلزامية التعليم.87
- 85شكلت نسبة الذونات بزواج القاصر برسم سنة 2017مقارنة باملجموع العام لذونات الزواج البالغة 289108ما يشكل 9,10فاملائة .فيما شكلت هذه النسبة 9,13فاملائة
برسم سنة 2018من مجموع الذونات البالغ 279335إذنا .فيما عرفت هذه النسبة انخفاضا الفتا برسم سنة ،2019بحيث شكلت 7,53فاملائة من مجموع الذونات البالغة
.275477
- 86تم توقيع هذه االتفاقية بتاريخ فاتح مارس .2021
- 87وقد التزمت رئاسة النيابة العامة بموجب املادة الخامسة من االتفاقية بما يلي= :
50
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومن أجل بلوغ هذه املرامي ،وكسب الرهان تم االنخراط باتخاذ إجراءات وقائية وعالجية
وعمليات تحسيسية ،وتعبئة فعاليات املجتمع املدني ،وتوفير فرص بديلة إلعادة إدماج املنقطعين في
املسار الدراس ي ،مع توخي اليقظة بخصوص الطفال املنقطعين ،واإلشعار بهذه الحاالت قصد تفعيل
مقتضيات قانون إلزامية التعليم الساس ي ،واعتماد آليات الرصد والتتبع والتقويم في ذلك.
وقد انطلق تفعيل هذه االتفاقية في مرحلة أولى بمراكش كتجربة نموذجية في مارس 2021ليتم
تعميم التجربة على مجموع التراب الوطني بموجب الدورية دورية رقم 20س/ر ن ع ،بتاريخ
9يونيو 2021حول تتبع إعالن مراكش ،2020التي تضمنت عددا من التوجيهات للنيابات العامة
أهمها:
الدعوة إلى ربط االتصال مع الكاديمية الجهوية واملديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية
والتكوين املنهي بدائرة نفوذ املحكمة من أجل تشكيل لجنة مشتركة مكلفة باملوضوع وعقد اجتماعات
لتتبع تفعيل بنود االتفاقية؛
دعوة املخاطبين من قطاع التربية والتكوين إلى التبليغ عن كل حاالت الطفال املتمدرسين
غير املسجلين بالحالة املدنية بغية تسوية وضعيتهم وضمان أمنهم التربوي ،وتفعيل الدور املنوط
بالنيابة العامة لتسجيل الطفال في الحالة املدنية واالستجابة ملطالب السر الخاصة باملوضوع قصد
تهييئ الظروف املواتية لتمدرس الطفال؛
الحرص أيضا على جعل اجتماعات اللجن املحلية والجهوية للتكفل بالنساء والطفال التي
ترأسها النيابة العامة مناسبة ملناقشة موضوع الهدر املدرس ي وارتباطه بزواج القاصر والتحسيس
بمختلف أبعاد هذا املوضوع بحضور مختلف املتدخلين؛
= إدراج الهدر املدرس ي ضمن برنامج عمل اللجن الجهوية واملحلية للتكفل بالنساء ضحايا العنف ،وجعل فرصة انعقادها مناسبة لتعزيز التنسيق بين مختلف املتدخلين ملواجهة هذا
اإلشكال؛
-تسخير الطاقات البشرية من مساعدات اجتماعيات وشرطة قضائية من طرف النيابات العامة املختصة ،وذلك في إنجاز البحوث االجتماعية الضرورية املتعلقة بأسباب انقطاع
الفتيات عن الدراسة ،وظروف عيشن االجتماعية ،وإنجاز تقارير على ضوء ذلك.
-تحسيس اآلباء وأولياء المور املعنيين بخطورة انقطاع أوالدهم عن الدراسة ،وأن هذا الفعل مجرم قانونا ،وترتيب الجزاء القانوني في حال االمتناع عن إرجاعهم ،مع اتخاذ السبل
الكفيلة بإعادتهم للمدرسة؛
-تذليل الصعوبات الناتجة عن رفض منح شهادة املغادرة لألمهات تالفيا للهدر املدرس ي ،وإيجاد حلول مؤقتة للحاالت املستعصية لضمان حماية املصالح املستعجلة لألطفال بمتابعة
دراستهم؛
-مباشرة البحاث الضرورية بشأن حاالت العنف الجسدية والنفسية املرتكبة ضد الفتيات ،والتي تشعر بها املؤسسات التعليمية؛
-فتح ملفات بمكتب املساعدة االجتماعية العاملة بالنيابة العامة املختصة بشأن حاالت الهدر املدرس ي قصد التتبع واملواكبة ،والتدخل بشكل فوري لتطبيق القانون كلما اقتض ى
المر ذلك.
51
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
اإلسهام في التحسيس داخل الفضاء املدرس ي باآلثار الوخيمة املحتملة لزواج القاصر
وارتباطه بالهدر املدرس ي عن طريق املشاركة في تأطير النشطة التربوية املنظمة من قبل الجهات
املعنية بالتربية والتكوين؛
اإلسهام في إنجاز البحاث االجتماعية الضرورية ملعرفة أسباب االنقطاع عن الدراسة
وتسخير دور املساعدين واملساعدات االجتماعيات لذلك؛
إجراء التحريات الالزمة للكشف عن السباب الحقيقية النقطاع الطفال عن الدراسة؛
املشاركة في أنشطة جمعيات املجتمع املدني الفاعلة في املوضوع لإلسهام في مجهودات
التوعية التي تبذلها؛
التشجيع على الوساطة السرية إلعادة القاصرين املنقطعين عن الدراسة؛
ترتيب الجزاء القانوني في حالة ثبوت االمتناع غير املبرر عن إرجاع الطفال؛
التفاعل الفوري مع اإلشعارات والتبليغات املتوصل بها من خاليا اإلنصات باملدارس حول
العنف بالفضاء املدرس ي أو الفضاء السري.
وسعيا لتفعيل مجموع التوجيهات املضمنة بمختلف دوريات رئاسة النيابة العامة ،تعمل على
مواكبة تفاعل قضاة النيابة العامة معها من خالل االستمارات التقييمية واالستبيانات اإلحصائية،
فضال عن النقاش املفتوح في إطار اللقاءات الدراسية والدورات التكوينية ذات الصلة ،مما يسمح
بقياس تطور عمل قضاة النيابة العامة نحو تحقيق الولويات االستراتيجية لرئاسة النيابة العامة
وبالتالي احترام غايات املشرع من سنه مقتضيات تشريعية خاصة بزواج القاصر تحدد السن القانوني
للزواج ،وتخول استثناء من هذا الصل إمكانية الزواج املبكر ،متى استوفى طلب اإلذن بهذا الزواج
شروطا دقيقة تعد معيارا يضمن عند احترامه حفظ املصلحة الفضلى للقاصر
52
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
اعتمد االستبيان على رصد انعقاد جلسات اإلذن بزواج القاصر بكل محكمة ،هل هي يومية ،أم
أسبوعية .وأمد البت في الطلب هل يتم في يومه ،أو خالل أسبوع ،أو أكثر من أسبوع.
ويسمح هذا املؤشر بالوقوف على وتيرة انعقاد الجلسات ،وكذا الوقت الذي يستغرقه القاض ي
للبت في هذا ا لنوع من القضايا ،من أجل معرفة املدة الزمنية التي يستغرقها امللف منذ تسجيله
باملحكمة إلى أن يتم البت فيه ،وكذا معرفة موقع هذه القضايا ضمن غيرها في برمجة جلسات
- 88تشمل هذه املحاكم املدن التالية :الرباط ،تمارة ،سوق أربعاء الغرب ،الجديدة ،تاونات ،آسفي ،الصويرة ،ميدلت ،أكادير ،تارودانت ،العيون ،طنجة ،مكناس ،وجدة ،مراكش،
طنجة ،بني مالل ،سال.
53
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
املحكمة ،ومقارنة النتائج املتحصل عليها في مرحلة ثانية للوقوف على االختالفات املوجودة بين
املحاكم في هذا الصدد.
شكل غياب نص قانوني صريح يحدد االختصاص املكاني لقاض ي السرة املكلف بالزواج لتلقي
طلبات اإلذن بزواج القاصر أساسا لتحايل البعض ،واختيارهم تقديم طلبات خارج الدائرة القضائية
التي يقطنون بها ،ويطرح هذا المر صعوبات مرتبطة بتفعيل إجراءات البحث االجتماعي حول القاصر
لكون محل سكنه ال يوجد بدائرة نفوذ املحكمة ،كما يطرح السؤال عن مدى صحة ودقة املعلومات
التي سيتضمنها البحث الذي سيبني عليه القاض ي قراره.
لذلك فالغاية من هذا املؤشر هي تبيان عدد الطلبات املقدمة للمحكمة من طرف قاصرين
يقطنون داخل دائرة نفوذها ،مقابل عدد الطلبات املقدمة من خارج هذه الدائرة .وال شك أن هذا
المر سيسمح بالوصول إلى استنتاجات دقيقة ،وذات أهمية في التفكير في حلول قانونية لهذا المر.
منحت املادة 20من مدونة السرة لقاض ي السرة املكلف بالزواج صالحية اعتماد خبرة طبية أو
إجراء بحث اجتماعي دون إلزام تاركة بذلك المر خاضعا لسلطته التقديرية.
ويسمح اعتماد هذا املؤشر بالوقوف على تجليات املمارسة القضائية في املوضوع ،من خالل
معرفة عدد الطلبات التي يتم اللجوء فيها إلى اعتماد اإلجراءين معا ،والتي يتم االقتصار من خاللها
على إجراء دون اآلخر .وهل هناك حاالت تم البت فيها دون إجراء خبرة ودون بحث اجتماعي ،كما تخول
االستمارة املعتمدة في املوضوع معرفة الجهة التي قامت بإجراء البحث االجتماعي ،وهل اقتصر على
القاصر ،أم شمل كذلك الخاطب.
كما يمكن هذا املؤشر من معرفة عدد الخبرات املنجزة ،وهل قام بها خبراء مسجلون أو غير
مسجلين بجدول الخبراء ،وهل تعهد هذه الخبرات لخبراء مختصين أم غير مختصين ،وهل يتم إنجازها
54
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وفق تقرير مفصل يبرر قرار الطبيب ،أم فقط هي عبارة عن شهادة طبية مجملة ال تتضمن املعطيات
الضرورية.
وتقدم كل هذه املعطيات دالالت يمكن من خاللها الوصول إلى استنتاجات قد تسعف في تقديم
مقترحات لتعزيز هذه الضمانات املسطرية.
4- 1- 7مؤشر دعوى ثبوت الزوجية
يسمح هذا املؤشر بالوقوف على عدد الدعاوى التي تقدم للمحكمة في إطار ثبوت الزوجية
واملقدمة من طرف قاصر ،على اعتبار أن هناك رقما أسودا يخص زواج القاصر ال يمكن معرفته من
خالل طلبات اإلذن بالزواج املقدمة أمام قاض ي السرة املكلف بالزواج.
ومن شأن استثمار املعطيات املسجلة في هذا اإلطار أن تعطي صورة واضحة املعالم عن الحجم
اإلجمالي للظاهرة ،أخذا بعين االعتبار لحاالت زواج القاصر غير املوثقة ،والتي تبقى خارج رقابة
القضاء.
- 89انظر :النشرة اإلحصائية السنوية لجهة بني مالل خنيفرة ،2018املندوبية السامية للتخطيط ،املديرية الجهوية بني مالل -خنيفرة ،ص.22 :
55
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-يتميز اإلقليم بطبيعة جغرافية قاسية جدا ،حيث يعتبر أغلبه جزء من سلسلة جبال الطلس،
التي تتميز بصعوبة املسالك وبقساوة املناخ الجبلي ،الشديد البرودة شتاء ،مما قد يجعل جانبا من
اإلقليم يعاني أحيانا من العزلة.
-تتسم مساحته بالجمع بين الطبيعة الجبلية والسهلية ،إذ يقع اإلقليم في جبل الطلس الكبير
الوسط ،وسهل تادلة.
البنية الديموغر افية
-يبلغ عدد سكان اإلقليم 554001نسمة ،وتشكل الساكنة القروية ما مجموعه ،453317بما
نسبته 90.81,82 %
-تمثل نسبة المية من الساكنة عموما ما نسبته ،47,6%وترتفع هذه النسبة لدى اإلناث لتصل
إلى .59,9%91
البنية الثقافية
تتسم البنية الثقافية لساكنة اإلقليم بتنوعها وغناها ،وهو ما يظهر من خالل ما يلي:
-تتوزع ساكنة اإلقليم بين ناطقين باللغة العربية ،وناطقين باللغة المازيغية.
-تتوزع ساكنة اإلقليم إلى ساكنة جبلية ،وساكنة سهلية.
-تتوزع الساكنة إلى جماعة استقرار ،وجماعة تعرف نظام الترحال.
-يعرف اإلقليم انتشار الزوايا والضرحة.
البنية اإلدارية
-أصبحت منطقة أزيالل إداريا إقليما منذ أواسط السبعينيات.
-90انظر :النشرة اإلحصائية السنوية لجهة بني مالل خنيفرة ،2018املندوبية السامية للتخطيط ،املديرية الجهوية بني مالل -خنيفرة ،ص.29 :
- 91انظر :النشرة اإلحصائية السنوية لجهة بني مالل خنيفرة ،2018املندوبية السامية للتخطيط ،املديرية الجهوية بني مالل -خنيفرة ،ص.37 :
56
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-شكل اإلقليم منطلقا لعدة مبادرات وطنية مثل :برنامج املساعدة الطبية (راميد)،
وبرنامج تيسير ،وبرنامج مليون محفظة ،وبرنامج كهربة العالم القروي ،وبرنامج فك العزلة على العالم
القروي.
وأخذا بعين االعتبار ملختلف الخصوصيات االجتماعية ،والثقافية ،والجغرافية ،ومن أجل
تحقيق النتائج املرجوة من البحث امليداني فقد تم اعتماد استمارة متوازنة ،تغطي القاصرين باملنطقة
ممن هم في وضعية زواج مبكر ،وتتوخى رصد كامل حياة القاصر من والدته إلى غاية يوم إجراء البحث
معه ،ولهذه الغاية تم اعتماد ثالث مؤشرات رئيسية ،تم تقسيمها إلى مؤشرات فرعية.
وبغية اإلحاطة باملعطيات الكاملة الستيفاء هذه املؤشرات تم االطالع على جميع امللفات الخاصة
بزواج القاصر املسجلة باملحكمة االبتدائية بأزيالل ،واملراكز التابعة لها خالل الفترة من 2015إلى
،2018والتوصل إلى مكان تواجد القاصرات املعنيات ،وتسخير كل الوسائل املتاحة للتواصل معهن
واستجوابهن.
وقد تم االعتماد في ذلك على استمارة ترتكز على ثالث مؤشرات رئيسية ،تنقسم إلى مؤشرات
فرعية:
1- 2- 7مؤشرحالة القاصرقبل الزواج
يروم هذا املؤشر البحث عن حالة القاصر قبل الزواج ،بدء من الوسط الذي تعيش فيه :هل
هو حضري أم قروي ،مرورا بوسطها العائلي ،وكيف يتم تدبير شؤون السرة ،ومستواها التعليمي
واالقتصادي.
ومن أهم عناصر هذا املؤشر قدرة القاصر على الوصول إلى الخدمات التعليمية.
وتم اعتماد هذا املعيار للتأكد من تأثير محيط عيش القاصر في قرار تزويجها ،ومدى ارتباط
الدوافع الساسية لهذه الظاهرة بالفقر والهشاشة ،والجهل والمية ،والتفكك السري.
57
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
2- 2- 7مؤشركيفية تدبيرالزواج
للوقوف على كيفية تدبير هذا النوع من الزيجات ،خصص قسم من االستمارة للتعريف
بالخاطب/الزوج املرتقب ،بحيث يتم التعريف به ،وبمستواه املعرفي واملادي وسنه ،وماهية العالقة
التي كانت تجمعه بالقاصر قبل الزواج.
َ
ثم يتم االنتقال إلى البحث في الكيفية املباشرة لعقد هذا الزواج ،من خالل التعريف ُبم ْقت ِر ِحه،
والدافع إليه ،ومتخذ القرار بشأنه.
وفي مرحلة ثالثة إلى البحث عن العائد املادي من هذه الزيجات سواء كان مهرا ،أو مساعدات
مادية أو غير ذلك.
والسبب الدافع إلى اعتماد هذه املؤشرات هو ما تم استقاؤه من مختلف محاكم اململكة ،من
التباين امللموس بين سن القاصر ،وسن الخاطب ،فإذا كان سن أغلب املتزوجات يتراوح
بين 16و 17سنة فإن سن أزواجهن يتجاوز في العديد من الحاالت السن املذكورة بشكل كبير ،ويغطي
كل الفئات العمرية التي يمكن تصورها ،ويتوزع على كل الفئات االجتماعية بمختلف مشاربها الثقافية،
الش يء الذي يؤكد على أهمية استحضار أسباب أخرى يعد أهمها :العراف والتقاليد ،92والتصورات
املجتمعية لدور املرأة في السرة ،93والتفسير الخاطئ للدين.94
- 92وقد أبانت الدراسة امليدانية أن فكرة الزواج املبكر ،هي فكرة راسخة في ذهن املجتمع ،ومتأصلة ،ومتجذرة فيه ،ويكاد يكون مجمع عليها من قبل أكثر فئات املجتمع وطبقاته ،فهي
منتشرة ليس فقط بين الفقراء ،ولكن أيضا بين السر امليسورة ،وحتى املتعلمة منها.
بل إنه في بعض املناطق يصبح الزواج املبكر هاجسا لدى السرة والفتاة معا ،فهما عالمة على الرقي املجتمعي ،والنجاح في التربية ،ودليل على احترام العائلة وسط البلدة أو القبيلة،
فالسر املعروفة واملحترم يقبل الراغبون في الزواج على بناتها مبكرا حتى يظفروا بغنيمة املصاهرة معها.
وقد تجذرت هذه املعضلة في بعض املناطق إلى درجة تأسيس قاعدة عرفية ،مفادها أن الفتاة التي وصلت إلى سن الثامنة عشر دون زواج ،تصبح في حكم العانس ،وال يكون أمامها
سوى االرتباط بشخص مطلق ،أو أرمل ،وكبير في السن رغب في التعدد.
- 93إن الصورة النمطية حول دور النساء داخل املجتمع ،وفي املنزل ،التي تقوم على اعتبار املجال الطبيعي للمرأة هو االعتناء بالسرة ،وتربية الطفال ،تزيد في تثبيت هذه الظاهرة،
فيرى الكثيرون أن أهم قيمة للمرأة هي قيمتها كزوجة ،وكأم ،وبالتالي فإن الفتيات اللواتي لم يتزوجن سيواجهن وصمة العار .مما يجعل الزواج ،ينتقل من كونه وسيلة الستمرار
املجتمع ،إلى غاية في ذاته ،فيكون اغتنام أول فرصة تتاح أمام الطفلة لتحقيق ذلك ،منتهى النجاح .هذا فضال على التصور االجتماعي ملفهوم الب أو رب السرة ،النافذة قراراته ،وال
معقب عليه في ذلك ،فيكون قراره بزواج ابنته القاصر ،قرارا نهائيا ال رجعة فيه ،ومستساغ اجتماعيا ،ومقبول في كثير من الحيان من طرف الفتاة نفسها ،انسياقا منها ملفهوم "رض ى
الوالدين" ،وفكرة أن البوين هما من يعرف مصلحة ابنتهما أكثر منها.
- 94حيث ظل هذا املوضوع مغيبا عن النقاش الفقهي املعاصر ،والحال أن البعد الديني هو أهم املكونات الفكرية ،والركان البانية للهوية املغربية .وملا كان لهذه الظاهرة تفسير ديني
يسوقه البعض على أنه فرض وواجب ،فإن الكثير من الناس سوف ينساقون معه.
58
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يروم هذا املؤشر البحث عن الحالة التي أصبحت عليها القاصر بعد الزواج ،وقد خصص جزؤه
الول لدراسة الحالة الصحية للقاصر ،ومدى تأثير الوالدة والحمل عليها وعلى أوالدها ،ومدى قدرتها
على الوصول إلى الخدمات الصحية.
أما الجزء الثاني من هذا املؤشر فقد خصص لدراسة الوضعية القانونية للقاصر ،وهل كانت
موضوع دعوى انحالل مليثاق الزوجية ،أو سبق لها أن تقدمت بإحدى الدعاوى الناتجة عن الزواج،
وكذا عما إذا كانت قد تعرضت لي نوع من أنواع العنف الناتج عنه ،بما في ذلك تعرضها للخيانة
الزوجية ،أو تعدد الزوجات ،وحرمانها إراديا أو جبرا من أوالدها.
في حين خصص الجزء الثالث من هذا املؤشر لتتبع وضعية القاصر االقتصادية واالجتماعية
من حيث نوع العمل الذي تزاوله ،ومن يتولى اإلنفاق عليها ،وعالقتها بزوجها .وكيفية تدبير بيت
الزوجية،
أما الجزء الخير من هذا املؤشر فقد خصص للكشف عن وضعية القاصر أثناء االستماع إليها.
59
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
الدراسة القضائية
60
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
تسمح دراسة املعطيات القضائية لزواج القاصر برصد هذه الظاهرة في جانبها املسطري،
املرتبط بالتدبير العملي لهذا النوع من القضايا ،والوقوف على كيفية تفعيل الضمانات القانونية
والقضائية املحيطة بهذا الزواج من طرف الجهة التي أوكل لها املشرع هذه املهمة ،واملتمثلة في قاض ي
السرة املكلف بالزواج.
ومن شأن مقاربة هذا الجانب من الدراسة أن يفض ي إلى استنتاجات يمكنها أن تشكل أرضية
مهمة لبلورة تصورات نابعة من واقع املمارسة القضائية ،مما يتيح تقديم اقتراحات يمكن االستعانة
بها في اإلصالح التشريعي املرتقب ملدونة السرة.
ويجدر التذكير أن اختيار املؤشرات املعتمدة في هذا املحور من الدراسة استند على الجانب
املسطري املرتبط بالبت في قضايا زواج القاصر ،وذلك من خالل املعطيات التي تم تجميعها خالل
السنوات الخمس (من 2015إلى ،)2019واملتعلقة بأقسام قضاء السرة املعنية بالدراسة والبالغ
عددها ثمان عشرة قسما بما فيها املراكز التابعة لها.
وسيتم التطرق بداية لتحليل مؤشرات الدراسة القضائية بتفصيل ،قبل التعرض لالستنتاجات
العامة.
61
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
انطالقا من هذه االعتبارات تم تقسيم االستبيان الول املرتبط ببرمجة انعقاد جلسات اإلذن
بزواج القاصر بكل محكمة إلى :يومية ،ومرتين في السبوع ،وأسبوعية .فيما تم تقسيم استبيان أمد
البت في الطلب إلى يومي ،وخالل أسبوع ،وأكثر من أسبوع.
وفيما يلي جدول إجمالي بخصوص جلسات اإلذن بزواج القاصر حسب السنوات ورسميين
بيانيين في املوضوع:
املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015 الجلسات املؤشر
7 650 1 342 1 460 1 614 1 603 1 631 يومية
جلسات اإلذن
5 102 975 1 219 950 978 980 أسبوعية
بزواج القاصر
1 619 291 323 328 338 339 مرتين في األسبوع
ومن خالل ما سبق يتضح أن النسبة العامة الغالبة لجلسات زواج القاصر لدى أغلب أقسام
قضاء السرة موضوع الدراسة تنعقد يوميا بما قدره ،53%بما مجموعه 7650جلسة ،تليها
السبوعية بما نسبته ،36%بمعدل 5102جلسة ،في حين تشكل نسبة جلسات اإلذن بزواج القاصر
املبرمجة مرتين في السبوع ،11 %بمجموع يقدر ب .1619
62
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومن خالل النظر بشكل أكثر تفصيال للمعطيات اإلحصائية املرصودة يستنتج أن بعض أقسام
قضاء السرة تبرمج جلسات زواج القاصر بشكل يومي طيلة سنوات الدراسة الخمس ،وهو ما ينطبق
على كل من قسم قضاء السرة بأزيالل ،وأكادير ،في حين شكلت أقسام قضاء السرة التي تبرمج
الجلسات سالفة الذكر بشكل أسبوعي حصة السد ،وهو ما يتجلى في القسام التالية :آسفي ،وبني
مالل ،وطنجة ،وسال ،والرباط ،وتمارة ،وسال ،والعيون ،والصويرة ،وسوق أربعاء الغرب ،بينما
اختارت بعض القسام برمجة الجلسات املذكورة تارة بشكل أسبوعي ،أو يومي كما هو الحال بالنسبة
لقسم قضاء السرة بكل من تاونات ،ومراكش ،وميدلت ،في حين تمت برمجة تلك الجلسات بقسم
قضاء السرة بمكناس في نفس اآلن بشكل أسبوعي ،ومرتين في السبوع .في حين قام كل من قسم قضاء
السرة بوجدة ،والجديدة واملراكز التابعة لهما ببرمجة الجلسات املذكورة باعتماد االختيارات الواردة
في االستبيان ،من يومية ،وأسبوعية ،ومرتين في السبوع.
وفيما يلي جداول تركيبية ملا تم بسطه:
63
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
جلسات اإلذن بزواج القاصر يومية 2015-2019 جلسات اإلذن بزواج القاصر يومية 2015-2019
600 3 000
2 500
500
ابتدائية أزيالل
2 000
أكادير
400 2019
ميدلت 1 500
2018
مراكش 300
2017 1 000
تارودانت
2016
وجدة 200 500
2015
الجديدة
0
100
تاونات
0
2015 2016 2017 2018 2019
64
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
339 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 50 90 98 101 2015
338 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 49 99 87 103 2016
328 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 48 91 87 102 2017
323 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 50 87 89 97 2018
291 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 49 88 101 53 2019
جلسات اإلذن بزواج القاصر مرتين في االسبوع 2019-2015 جلسات اإلذن بزواج القاصر مرتين في األسبوع 2019-2015
120 500
450
100 400
350
80 300
2019
مكناس 250
2018
تارودانت 60 200
2017
وجدة 150
2016
الجديدة 40 100
2015
50
20 0
0
2015 2016 2017 2018 2019
65
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1 200
1 000
2019 800
2018 600
2017
400
2016
2015 200
0
66
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
بخصوص أمد البت في ملفات اإلذن بزواج القاصر تسمح قراءة املعطيات اإلحصائية املسجلة
في هذا الصدد برصد مجموعة من املالحظات ،وهو ما يبرز كيفية تدبير الزمن القضائي للبت في هذه
الطلبات ،التي أحاطها املشرع بمجموعة من الضمانات ،وبإجراءات دقيقة تروم حماية مصلحة
القاصر.
وإذا كانت الغاية الساس من تحقيق الفعالية في إجراءات التقاض ي ،ترتبط في جانب كبير منها
في اقتضاء الحقوق داخل آجال معقولة ،فإن جانبا ال يقل أهمية من تلك الفعالية يجد أساسه في
الحرص على تفعيل الضمانات املسطرية املنصوص عليها قانونا.
وينطبق هذا المر الخير على مسطرة اإلذن بزواج القاصر باعتبارها استثناء من الصل ،حيث
نص املشرع على ضرورة صدور مقرر اإلذن بزواج من هم دون سن الهلية بشكل معلل ،يبين املصلحة
والسباب الداعية لهذا الزواج ،وذلك بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي ،واالستعانة بخبرة
أو إجراء بحث اجتماعي.
وبالتالي فإن تفعيل هذه الضمانات بشكل جيد يستوجب هامشا زمنيا للوقوف على السباب
الحقيقية ،واملصلحة املعتبرة من هذا الزواج ،التي قد تبرر منح اإلذن ،وذلك عن طريق البحث
االجتماعي سواء املجرى من قبل قاض ي السرة املكلف بالزواج بشكل مباشر ،أو باالستعانة باملساعدة
االجتماعية ،وما قد يتطلبه ذلك من االنتقال ملكان عيش القاصر ،أو بانتداب خبير للتأكد من أهلية
القاصر الجسمية والنفسية للزواج.
واستحضارا ملا سلف ،وارتباطا بواقع املمارسة العملية ،تم تقسيم االستبيان املرتبط بأمد البت
في اإلذن بزواج القاصر إلى يومي ،وأسبوعي ،وأكثر من أسبوع ،وقد تجسدت املعطيات اإلحصائية
املسجلة بشكل إجمالي كاآلتي:
67
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
42 997 8 423 7 772 8 826 8 757 9 219 يوم
أمد البت في
26 988 4 669 5 222 5 508 5 865 5 724 أسبوع منح اإلذن
بزواج القاصر
4 974 608 1 178 994 1 127 1 067 أكثرمن أسبوع
أمد البت في منح اإلذن بزواج القاصر2015-2019 أمد البت في منح اإلذن بزواج القاصر2019-2015
10 000 املجموع العام
9 000
8 000
اكثر من
7 000 أسبوع
6 000 %7
5 000
4 000
أسبوع
3 000
%36
2 000
يوم
1 000 %57
0
2015 2016 2017 2018 2019
ومن خالل املعطيات سالفة الذكر يستنتج أن نسبة طلبات اإلذن بزواج القاصر التي تم البت
فيها في يومها تشكل حصة السد بما نسبته ،57%حيث بلغ مجموع الذونات املمنوحة خالل خمس
سنوات بالنسبة لقسام قضاء السرة ما يقدر ب 42997إذنا .وأتت نسبة الذون املمنوحة داخل
أجل أسبوع في املرتبة الثانية بما نسبته ،36%بما مجموعه 26988إذنا عن نفس املدة .في حين لم
تتجاوز نسبة الذون التي تعدى أجل منحها أكثر من أسبوع ،7 %حيث سجلت ما يناهز 4974إذنا.
وارتباطا بجلسات اإلذن بزواج القاصر يالحظ أن هناك عالقة تفاعلية بين برمجة جلسات
اإلذن بزواج القاصر ،وأمد البت في الطلبات املتعلقة بهذا الزواج ،ويظهر ذلك جليا بالنظر الرتفاع
68
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
نسبة الطلبات التي تم البت فيها بشكل يومي ،في عالقتها بارتفاع نسبة برمجة جلسات اإلذن بزواج
القاصر اليومية.
وفيما يلي معطيات إحصائية تفصيلية حسب السنوات وأقسام قضاء السرة بشأن أمد البت
في الطلبات:
69
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
70
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
سوق املحكمة
املجموع بني مالل تارودانت مراكش الرباط ميدلت الصويرة العيون أزيالل آسفي تاونات تمارة أكادير سال وجدة أربعاء مكناس طنجة الجديدة
الغرب السنوات
5 724 0 0 0 10 16 24 60 82 106 233 297 387 430 510 676 696 870 1327 2015
5 865 0 0 32 0 6 24 8 46 86 161 166 335 490 513 594 949 879 1576 2016
5 508 0 0 33 15 8 25 63 22 90 357 195 308 533 411 609 391 823 1625 2017
5 222 0 0 16 12 85 21 60 10 96 9 130 340 336 341 717 796 803 1450 2018
4 669 0 0 6 0 50 23 92 7 116 0 185 303 241 342 671 468 811 1354 2019
71
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
سوق املحكمة
بني
املجموع وجدة طنجة أربعاء تارودانت أكادير سال الجديدة مراكش أزيالل ميدلت العيون الصويرة تمارة آسفي الرباط تاونات مكناس
مالل السنوات
الغرب
1 067 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 4 4 23 27 45 149 400 411 2015
1 127 0 0 0 0 0 0 4 18 8 1 3 1 54 10 43 181 396 408 2016
994 0 0 0 0 0 0 0 24 0 0 9 1 42 16 29 91 422 360 2017
1 178 0 0 0 0 0 0 0 3 0 0 6 2 92 48 32 346 326 323 2018
608 0 0 0 0 0 0 3 2 0 21 11 1 62 19 34 0 178 277 2019
72
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
استنتاجات:
من خالل املعطيات سالفة الذكر نستنتج ما يلي:
تشكل جلسات اإلذن بزواج القاصر املبرمجة يوميا النسبة الكبر ،تليها
السبوعية ،ثم جلستين في السبوع؛
تشكل نسبة طلبات اإلذن بزواج القاصر التي ال يتعدى أمد البت فيها يوما
واحدا الغلبية ،تليها نسبة الطلبات التي تستغرق أسبوعا ،فيما تشكل نسبة الذونات
التي يستغرق منحها أكثر من أسبوع نسبة ضئيلة؛
وجود عالقة تفاعلية بين ارتفاع نسبة برمجة جلسات اإلذن بزواج القاصر
بشكل يومي ،وارتفاع نسبة الذونات املمنوحة في يومها؛
ارتفاع نسبة الطلبات التي يتم البت فيها يوميا يعزى في جانب منه إلى االكتفاء
في البحث االجتماعي بالبحث الذي يجريه قاض ي السرة املكلف بالزواج.
2- 1محل السكن
يهدف هذا املؤشر إلى الوقوف على املعطيات املرتبطة بطلبات اإلذن بزواج القاصر املتعلقة
بقاصرين يقطنون خارج الدائرة القضائية للمحكمة التي يزاول بها قاض ي السرة املكلف بالزواج
مهامه ،واملقدمة أمامه ،ومقارنتها بالطلبات املقدمة من قاصرين يتوفرون على محل سكن بالدائرة
القضائية للمحكمة املقدم أمامها الطلب.
وتكمن الغاية من اعتماد هذا املؤشر في الدراسة في مقاربة املمارسة العملية لقسام قضاء
السرة في هذا الشأن في ظل عدم حسم املشرع بشكل واضح في حدود االختصاص املكاني لقاض ي
السرة املكلف بالزواج لتلقي طلبات اإلذن بزواج القاصر ،مما قد يفتح املجال للبعض باختيار تقديم
طلبات خارج الدائرة القضائية التي يقطنون بها ،مع ما يطرحه هذا المر من صعوبات مرتبطة بتفعيل
إجراءات البحث االجتماعي حول القاصر لكون محل سكنه ال يوجد بدائرة نفوذ املحكمة .باإلضافة
إلى التثبت من مدى صحة ودقة املعلومات التي سيتضمنها البحث الذي سيبني عليه القاض ي قراره.
73
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وتقدم املعطيات أدناه صورة عن هذا املؤشر من خالل املمارسة العملية لقسام قضاء السرة
موضوع الدراسة ،وذلك كاآلتي:
مكان تقديم
املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015
الطلب املؤشر
79 996 14 740 15 041 16 262 16 855 17 098 داخل الدائرة
محل السكن
603 91 117 130 169 96 خارج الدائرة
10 000
5 000
يتبين من خالل املعطيات اإلحصائية أعاله أن النسبة العامة للطلبات الرامية لتزويج قاصر
املقدمة خارج الدائرة القضائية لقسم قضاء السرة تشكل نسبة ضئيلة تتمثل في ،1%بما مجموعه
بالنسبة لقسام قضاء السرة املعنية بالدراسة طيلة الخمس سنوات 603طلبا .في مقابل نسبة 99%
بالنسبة للطلبات املقدمة لقاصرين داخل الدائرة القضائية بما قدره 79996طلبا.
وقد شكل مجموع عدد الطلبات بخصوص سنة ،2015ما مقداره 96طلبا ،و 169طلبا برسم
سنة ،2016و 130طلبا بخصوص سنة ،2017فيما بلغ عدد الطلبات في 2018ما يناهز 117طلبا،
و 91طلبا بالنسبة لسنة .2019
74
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وعلى الرغم من النسبة املئوية املسجلة ،والتي تبدو ضئيلة ، 95فإن التسليم بقبول البت في
طلبات اإلذن بتزويج قاصر حتى في حال عدم توفره على محل سكن داخل الدائرة القضائية للمحكمة
يثير عدة إشكاالت ترتبط بالساس بتفعيل الضمانات اإلجرائية املرتبطة بهذا الزواج ،ال سيما البحث
االجتماعي ،وباستغالل البعض ملا قد تتسم به بعض الدوائر القضائية دون غيرها من مرونة بالنسبة
للحد الدنى لسن تزويج القاصر.
وتجدر اإلشارة إلى أن املعطيات املرصودة بالنسبة ملوقف أقسام قضاء السرة من طلبات اإلذن
بزواج القاصر املقدمة خارج الدائرة القضائية لم يكن موحدا ،وهو ما يوضحه الجدول التفصيلي
أدناه:
- 95مع الخذ بعين االعتبار الحاالت التي قد يتم الحصول فيها على وثائق للسكنى بالنسبة للقاصر قد ال تعكس حقيقة وجود موطن له بالدائرة القضائية املقدم أمامها الطلب.
75
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
بني مالل
وجدة
تاونات
طنجة
أزيالل
مراكش
تمارة
الرباط
تارودانت
ميدلت
سال
مكناس
أكادير
الصويرة
الجديدة
76
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
من خالل الجدول التركيبي أعاله يتبين أن هناك بعض أقسام قضاء السرة التي لم تصدر طيلة
سنوات الدراسة أي إذن بزواج قاصر ال يقطن داخل الدائرة القضائية للمحكمة ،ويتعلق المر
بالقسام التابعة للمحاكم التالية :طنجة ،سوق أربعاء الغرب ،تارودانت ،أكادير ،تاونات ،الجديدة،
سال .فيما منح قسم قضاء السرة بالرباط إذنا واحدا برسم سنة .2017وباملقابل سجلت بعض
القسام الخرى طيلة السنوات الخمس أرقاما تتعلق بمنح أذونات بزواج القاصر مقدمة من خارج
الدائرة القضائية ،ويتعلق المر بأقسام قضاء السرة التالية :الصويرة ،أزيالل ،آسفي ،العيون،
وجدة.
استنتاجات:
استنادا على املعطيات املبسوطة أعاله يمكن استخالص النتائج التالية:
منح أذونات بزواج قاصرين ال يتوفرون على محل سكن داخل الدائرة القضائية ،على
الرغم من نسبتها املحدودة مقارنة بالطلبات املقدمة ممن يقطنون داخل نفوذ الدائرة القضائية
لقسم قضاء السرة؛
تسجيل اختالف في املمارسة القضائية لقسام قضاء السرة موضوع الدراسة بين قبول
ورفض الطلبات املقدمة من قاصرين ال يتوفرون على سكن داخل الدائرة؛
تأثير منح اإلذن بتزويج القاصرين الذين ال يتوفرون على سكن داخل الدائرة على تفعيل
الضمانات الساسية املحيطة بهذا الزواج ،ال سيما فيما يتعلق بالبحث االجتماعي؛
تقديم الطلب خارج الدائرة التي يقطن بها الطالب وإن كان موجودا ومثبتا باإلحصائيات
املسجلة ،إال أنه يشكل نسبة ال ترقى إلى التأثير الفعلي على ارتفاع نسب زواج القاصر وإن كانت تساهم
فيه.
77
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
78
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
37 225 7 298 7 204 7 602 7 516 7 605 خبرة مع البحث االجتماعي
إجراء خبرة
33 338 5 939 6 200 6 746 7 231 7 222 بحث فقط
والبحث
6 566 1 074 1 074 1 234 1 602 1 582 خبرة فقط االجتماعي
0 0 0 0 0 0 بدون خبرة وبدون بحث اجتماعي
إجراء خبرة والبحث االجتماعي 2019-2015 إجراء خبرة والبحث االجتماعي 2019-2015
املجموع العام
8 000 بدون خبرة وبدون
7 000 خبرة فقط بحث اجتماعي
%8,51 %0,00
6 000
5 000
4 000
3 000
2 000
1 000
0
خبرة مع
بحث فقط البحث
2015 2016 2017 2018 2019
%43,22 االجتماعي
خبرة مع البحث االجتماعي بحث فقط خبرة فقط بدون خبرة وبدون بحث اجتماعي %48,26
من خالل املعطيات العامة املبسوطة أعاله يتبين أن الذونات الصادرة بتزويج قاصر ،والتي تم
االعتماد فيها على إجراء الخبرة والبحث االجتماعي معا تشكل النسبة الغالبة بما مجموعه 37225
إذنا ،خالل الخمس سنوات التي طالتها الدراسة بالنسبة لقسام قضاء السرة الثمانية عشر ،حيث
شكل المر ما نسبته .48,26%تليها الذونات التي تم االقتصار بشأنها على البحث االجتماعي فقط،
حيث شكلت ما نسبته 43,22%بما مجموعه 33338إذنا ،في حين تم منح اإلذن بزواج قاصرين
باالعتماد فقط على الخبرة الطبية في 6566إذنا ،بما نسبته ،8,51 %بينما لم يتم تسجيل صدور أي
إذن دون اللجوء لي إجراء من اإلجراءين.
79
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وإذا كان االعتماد على كل من الخبرة والبحث االجتماعي معا وفقا ملا تم رصده أعاله يشكل مؤشرا
ذا أهمية كبيرة اعتبارا لنسبته املرتفعة؛ فإن اختيار االقتصار على إجراء دون الخر في عدد ال يستهان
به من الذونات من شأنه أن يضعف من الضمانات املحيطة بزواج القاصر.
وفيما يلي جداول تتضمن معطيات تفصيلية حسب املحاكم والسنوات موضوع الدراسة:
خبرة مع البحث االجتماعي 2019-2015
السنوات
2 019 2018 2 017 2016 2 015
املحكمة
1 367 1 446 1 632 1 261 1 640 الجديدة
1 956 1 615 1 693 1 559 1 587 تاونات
558 916 577 943 928 مكناس
403 454 522 653 677 وجدة
683 678 821 846 669 تارودانت
550 600 509 500 525 سوق أربعاء الغرب
241 336 533 490 430 سال
271 185 408 335 308 أزيالل
360 326 336 577 296 ميدلت
197 237 205 225 211 بني مالل
424 90 52 39 163 آسفي
92 86 72 67 141 أكادير
0 44 42 9 16 العيون
24 12 21 12 14 الرباط
172 179 179 0 0 تمارة
0 0 0 0 0 الصويرة
0 0 0 0 0 طنجة
0 0 0 0 0 مراكش
7 298 7 204 7 602 7 516 7 605 املجموع
80
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
السنة
2 019 2018 2 017 2016 2 015
المحكمة
1 969 2 175 2 288 2 460 2 360 مراكش
1 321 1 361 1 563 1 543 1 410 آسفي
1 100 1 050 1 204 1 175 1 212 الصويرة
638 831 772 845 1 024 أزيالل
170 82 56 83 295 تارودانت
211 224 228 268 246 أكادير
123 122 126 109 209 تاونات
266 209 236 402 168 مكناس
86 94 102 112 111 تمارة
17 21 92 96 93 بني مالل
26 15 71 123 89 الجديدة
4 4 3 4 4 وجدة
8 12 5 11 1 الرباط
0 0 0 0 0 سال
0 0 0 0 0 ميدلت
0 0 0 0 0 سوق اربعاء الغرب
0 0 0 0 0 العيون
0 0 0 0 0 طنجة
5 939 6 200 6 746 7 231 7 222 املجموع
81
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
السنوات
2 019 2018 2 017 2016 2 015
املحكمة
632 760 800 801 800 طنجة
77 54 175 0 217 ميدلت
121 117 100 94 151 سوق أربعاء الغرب
63 63 63 87 107 بني مالل
107 30 37 79 58 العيون
0 0 33 196 209 تمارة
2 20 18 26 40 الرباط
0 30 8 0 0 أكادير
0 0 0 319 0 الجديدة
72 0 0 0 0 أزيالل
0 0 0 0 0 سال
0 0 0 0 0 مكناس
0 0 0 0 0 تاونات
0 0 0 0 0 آسفي
0 0 0 0 0 الصويرة
0 0 0 0 0 تارودانت
0 0 0 0 0 وجدة
0 0 0 0 0 مراكش
1 074 1 074 1 234 1 602 1 582 املجموع
يظهر من خالل املعطيات املسجلة أعاله لجوء بعض القسام إلى االعتماد على كل من الخبرة
والبحث االجتماعي إما معا ،أو باالكتفاء بأحد اإلجراءين بنسب متفاوتة حسب السنوات .كما يمكن
82
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
رصد اعتماد بعض أقسام قضاء السرة على البحث االجتماعي دون الخبرة كقسم قضاء السرة بكل
من مراكش والصويرة .أو باالكتفاء فقط باللجوء للخبرة الطبية كقسم قضاء السرة بطنجة.
وبخصوص املؤشر املتعلق بعدد الخبرات الطبية املنجزة لم يتم تسجيل أي حالة تم فيها اللجوء
إلجراء خيرة ثانية ،إما لعدم اقتناع القاض ي بالخبرة الولى املنجزة ،أو لسباب أخرى ،حيث تم االكتفاء
في جميع امللفات التي تم اعتماد الخبرة فيها بخبرة واحدة .ويوضح الجدول أدناه هذه املعطيات وفق
اآلتي:
املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015 اإلجراء املؤشر
43 298 8 004 8 278 8 868 8 868 9 280 خبرة واحدة
الخبرة
0 0 0 0 0 0 خبرة ثانية
استنتاجات:
باستقراء املعطيات املفصلة أعاله يمكن استنتاج ما يلي:
وجود تباين في املمارسة العملية لقسام قضاء السرة املعنية بين اعتماد كل من الخبرة
والبحث االجتماعي قبل إصدار اإلذن بزواج القاصر ،أو االعتماد على إجراء دون اآلخر فقط؛
االكتفاء في جميع امللفات بخبرة طبية واحدة ،دون المر بإجراء خبرة ثانية.
1- 3- 1البحث االجتماعي
تسمح دراسة املعطيات اإلحصائية التفصيلية املرتبطة بالبحث االجتماعي بالوقوف على كيفية
تفعيل هذه الضمانة من طرف الساهرين على إنفاذ القانون ،وذلك بالشكل الذي يبرز تحقيق غاية
املشرع من اإلشارة إلى اللجوء إليها في مسطرة زواج القاصر.
فإذا كانت املادة 20من مدونة السرة قد أشارت إلى االستعانة بالبحث االجتماعي قبل البت في
طلب تزويج القاصر؛ فإن املعطيات املرتبطة بواقع املمارسة العملية هي من تكشف عن طريقة تفعيل
هذه الضمانة ،من حيث الجهة الساهرة على هذا اإلجراء ،هل هو قاض ي السرة املكلف بالزواج نفسه؟
أم املساعدة االجتماعية؟ أم يعهد بذلك لجهات أخرى كالسلطة املحلية مثال؟ ومن املعني بالبحث،
83
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
هل القاصر؟ أم الخاطب؟ أم هما معا؟ وهل هناك حاالت تم اللجوء فيها لبحث اجتماعي ثان ،أم يتم
االكتفاء ببحث واحد؟
ويقدم الجدول أدناه صورة واضحة عن املعطيات املتحدث عنها ،وذلك وفقا ملا يلي:
10 545 2 236 2 383 2 104 2 128 1 694 بواسطة المساعدة االجتماعية
87,58% 74 376 13 749 13 970 15 149 15 807 15 701 بواسطة القاض ي
12,42% 10 545 2 236 2 383 2 104 2 128 1 694 بواسطة املساعدة االجتماعية
0,00% 0 0 0 0 0 0 بواسطة جهات أخرى
بواسطة القاضي
%87,51
84
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
النسبة املئوية املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015 املؤشر
10,78% 7 287 1 214 1 584 1 212 1 757 1 520 مع القاصر
89,20% 60 268 11 126 11 457 12 513 12 615 12 557 هما معا
مع القاصر
%10,78 مع الخاطب
%0,02
هما معا
%89,20
تأسيسا على املعطيات الواردة بالجدول أعاله ذات الصلة بالبحث االجتماعي ،يمكن من جهة
مالحظة أن نسبة البحاث املجراة بواسطة القاض ي تشكل الحصة الكبر ،حيث بلغ عدد هذه البحاث
بالنسبة لألقسام املعنية طيلة السنوات الخمس التي غطتها الدراسة ما يناهز 74376 :بحثا ،بما
نسبته .87,58%في حين بلغت نسبة البحاث املجراة باالستعانة باملساعدة االجتماعية ما مجموعه
،10545بنسبة شكلت .12,42 %بينما لم يتم تسجيل أي حالة تمت فيها االستعانة بجهات أخرى،
كالسلطات املحلية...
85
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومن جهة أخرى ،وبالنظر ملعيار الشخاص الذين انصب عليهم البحث ،سجلت نسبة البحاث
التي تمت مع القاصر والخاطب معا الحصة الكبر ،حيث بلغ عددها ،60268بنسبة تقدر ب %
.89,20مقابل إجراء 7287بحث مع القاصر فقط بما نسبته ،% 87,51في حين لم يتجاوز عدد
البحاث التي جرت مع الخاطب فقط 12بحثا ما يشكل نسبة ضئيلة تمثلت في .0,02%
أما الحاالت التي تم فيها المر بإجراء بحث اجتماعي ثان فقد بلغت ما مجموعه 432حالة.
وتعد هذه املؤشرات في مجملها جيدة ،ويتجلى ذلك من خالل ثبوت تفعيل إجراء البحث
االجتماعي كإجراء ضروري للوقوف على تحقق املصلحة من زواج القاصر باالطالع على الظروف
املحيطة به والدافعة إلبرامه ،وكذلك من خالل إجراء البحث مع الخاطب باإلضافة للقاصر ،وهو ما
يشكل ضمانة إضافية تصب في مصلحة القاصر تتجلى في مراقبة شرط التناسب بين هذا الخير
والخاطب ،والبحث في ظروفه االقتصادية واالجتماعية.
استنتاجات:
من خالل ما سبق بسطه يمكن تسجيل االستنتاجات التالية:
غالبية البحوث االجتماعية يتم إجراؤها من طرف قاض ي السرة املكلف بالزواج؛
االعتماد بشكل غير كاف على املساعدات االجتماعيات في إجراء البحوث االجتماعية؛
غياب االستعانة بجهات أخرى (السلطة املحلية) في إجراء البحث االجتماعي؛
غالبية البحاث تتم مع الخاطب والقاصر معا؛
اللجوء إلى المر بإجراء بحث اجتماعي ثان في حاالت قليلة.
تبرز املمارسة العملية لقسام قضاء السرة عن معطيات دقيقة بخصوص االعتماد على الخبرة
الطبية التي أشارت إليها مدونة السرة ،وذلك بالنظر للجهة املعنية بإنجازها ،فهل يكتفى بالخبرة
الصادرة عن طبيب عمومي؟ أم يتم اعتماد طبيب مختص سواء في طب النساء ،أو الطب النفس ي؟
وهل يشترط أن يكون الطبيب مسجال بجدول الخبراء ،أم ال؟
86
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومن جانب أخر هل هناك شكلية معينة يتوجب أن تنجز الخبرة وفقها؟ وهل يكتفى بشأنها بمنح
شهادة طبية مجملة ،أم يتم إنجاز تقرير مفصل عن وضعية القاصر املقبل على الزواج؟
وتبرز هذه املعطيات عن جانب مهم من التفعيل القضائي إلحدى الضمانات الساسية املرتبطة
باإلذن بزواج القاصر ،والتي تهم صحة القاصر املقبل على الزواج سواء الجسدية أو النفسية.
وفيما يلي جدول تركيبي باملعطيات ذات الصلة بالخبرة:
النسبة املئوية املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015 الخبير
73,09% 27 370 5 122 5 264 5 399 5 730 5 855 مسجل بالجدول
طبيب عام
26,91% 10 077 1 875 1 912 2 219 2 080 1 991 غيرمسجل بالجدول
83,24% 4 906 820 936 1 025 1 042 1 083 مسجل بالجدول
طبيب متخصص
16,76% 988 122 149 225 236 256 غيرمسجل بالجدول
0,00% 0 0 0 0 0 0 مسجل بالجدول
طبيب نفس ي
100,00% 124 65 27 0 30 2 غيرمسجل بالجدول
طبيب عام
%86,15
87
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
النسبة املئوية املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015 شكل الخبرة
89,04% 38 085 7 214 7 458 8 025 8 128 7 260 تقريرمفصل
10,96% 4 689 790 840 843 990 1 226 شهادة طبية
النسبة املئوية املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015 نتيجة الخبرة
97,57% 41 708 7 812 8 105 8 648 8 874 8 269 قادرة على الزواج
2,43% 1 037 192 173 220 244 208 غيرقادرة على الزواج
يتبين من خالل املعطيات الواردة في الجدول أن عدد الخبرات التي تم إنجازها من طرف طبيب
عام طيلة سنوات الدراسة الخمس بالنسبة لقسام قضاء السرة املعنية سجل أعلى نسبة ،حيث
بلغت ما مجموعه 37447خبرة ،مقسمة إلى 27370منجزة من طرف طبيب عام مسجل بجدول
الخبراء بما نسبته 73,09 %من مجموع الطباء العامين الذين أنجزوا هذه الخبرات و 10077خبرة قام
بإنجازها طبيب عام غير مسجل بالجدول بما نسبته .26 ,91 %في حين لم يتجاوز عدد الخبرات
املنجزة من طرف طبيب مختص ما مجموعه 5894خبرة ،وتم إنجاز 4906خبرة منها من طرف طبيب
88
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
مختص مسجل بجدول الخبراء ،بما نسبته 83 ,24 %في حين سجل عدد الخبرات املنجزة من طرف
طبيب مختص غير مسجل بالجدول ما قدره ،988بما نسبته .16 ,76 %
أما بالنسبة للخبرة النفسية ،فقد تم تسجيل 124خبرة كلها منجزة من طرف طبيب نفس ي غير
مسجل بجدول الخبراء.
وبخصوص شكل الخبرة الطبية فقد بلغ عدد الخبرات التي أنجزت في شكل تقرير مفصل ما
مجموعه ،38085بنسبة ،89,04%مقابل 4689تمت في شكل شهادة طبية بما نسبته .10 ,96%
وعلى مستوى نتيجة الخبرة الطبية ،فقد تمت اإلشارة إلى كون القاصر قادر على الزواج في
41708خبرة ،بما نسبته ،97,57%في حين تم التنصيص في 1037خبرة على أن القاصر غير قادر على
الزواج ،بنسبة تقدر ب .2,43%
وإذا كانت بعض املؤشرات املسجلة في هذا الصدد تعد إيجابية كإنجاز الخبرات في شكل تقارير
مفصلة بغض النظر عن محتواها ،فإن املؤشرات الخرى تضعف من الضمانات الحمائية للقاصر في
هذا الزواج ،كاعتماد الطباء العامين بنسبة كبيرة مقارنة بالطباء املتخصصين ،حيث بلغت نسبتهم
،% 86 ,15قي مقابل ،13 ,56 %بالنسبة لألطباء املتخصصين ،وكذا ضعف تعيين خبراء الطب
النفس ي ،حيث لم تتجاوز نسبة هؤالء .0,29 %
أما في شأن ارتفاع نسبة الخبرات املنصوص فيها على كون القاصر قادرة على الزواج فالمر يجب
أن يكون محل نظر ،سيما وأن هذه القدرة ال ترتبط فقط بالجانب البدني الظاهر ،والحال أنها
تستوجب رأيا ينبني على فحص من طبيب مختص في طب النساء ،وكذا طبيب نفس ي الختبار مدى
قدرة القاصر النفسية على تحمل الزواج.
استنتاجات:
غالبية الخبرات الطبية يتم إنجازها من طرف أطباء عامين ،باملقارنة مع الطباء
املتخصصين؛
ضعف كبير في نسبة الخبرات التي يكلف بإنجازها الطباء النفسيون؛
89
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
نسبة الخبرات املنجزة في شكل تقرير مفصل تتجاوز تلك الصادرة في شكل شهادة طبية
مجملة؛
غالبية الخبرات يشار فيها إلى أن القاصر قادرة على الزواج.
- 96بمقتض ى القانون رقم 03.70بمثابة مدونة السرة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 22.04.1بتاريخ 12من ذي الحجة 3( 1424فبراير )2004تنص الفقرة الرابعة من املادة
16منه على ما يلي " :يعمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى خمس سنوات ،ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ ".وقد تم تعديل الفقرة الرابعة من املادة
16أعاله ،كاآلتي:
-بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم 09.08الرامي إلى تعديل املادة 16من القانون رقم 03.70بمثابة مدونة السرة ،تم تعديل الفقرة الرابعة من املادة 16من القانون رقم
03.70ليصبح العمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى عشر سنوات ،ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ .
-بمقتض ى املادة الفريدة من القانون رقم 15.102الرامي إلى تعديل املادة 16من القانون رقم 03.70بمثابة مدونة السرة ،تم تعديل الفقرة الرابعة من املادة 16من القانون رقم
03.70ليصبح العمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى خمسة عشر سنة ،ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ.
90
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
املقدمة أمام قاض ي السرة املكلف بالزواج ،وإنما من خالل البحث في دعاوى ثبوت الزوجية الرامية
إلى ترتيب أثر رجعي على الزواج الفعلي الذي كان موضوعه قاصر.
وسيمكن اعتماد هذا املؤشر من استثمار املعطيات املسجلة في هذا اإلطار في رسم صورة
واضحة املعالم عن العدد اإلجمالي لحاالت زواج القاصر التي تخرج عن املسطرة املقررة في هذا الصدد
بموجب مدونة السرة.97
وفيما يلي جدول إحصائي إجمالي يتضمن هذه املعطيات وفق ما يلي:
املجموع العام 2019 2018 2017 2016 2015 سن مقدم الدعوى
املؤشر
13 018 1 053 3 796 3 604 3 768 797 راشد (عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية) دعوى ثبوت
825 47 225 201 269 83 قاصر(عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية) الزوجية
1 500
1 000
500
راشد (عند
0 تقديم دعوى
2015 2016 2017 2018 2019 ثبوت
راشد (عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية)
الزوجية)
%94
قاصر (عند تقديم دعوى ثبوت الزوجية)
- 97علما أن هناك حاالت لزواج القاصر غير موثقة تبقى خارج رقابة القضاء.
91
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يالحظ من خالل هذه املعطيات اإلحصائية أن هناك رقما ال يستهان به تم تسجيله بخصوص
الحكام الصادرة بثبوت الزوجية ذات الصلة بقاصرين ،حيث بلغ املجموع العام لهذه الحكام ،13843
علما أن هذا الرقم ال يهم فقط سوى 18قسما لقضاء أسرة ،وال يغطي إال فترة خمس سنوات فقط.
واحتلت نسبة دعاوى ثبوت الزوجية التي تهم طرفا قاصرا ،والتي تم رفعها بعد بلوغ هذا الخير
سن الرشد العدد الكبر ،حيث بلغت ما مجموعه ،13018بما نسبته .94%في حين سجلت نسبة
الدعاوى املقدمة من قبل القاصر أثناء قصره ما مجموعه ،825بما نسبته .6%
ويمكن تفسير هذا المر ربما بتخوف الطراف من رفض املحكمة لدعواهم في حال تقديمها،
وهم غير بالغين سن الرشد بعد.
استنتاجات:
نستنتج من خالل ما سبق بسطه من معطيات إحصائية ما يلي:
تسجيل عدد ال يستهان به من الحكام القاضية بثبوت الزوجية تتعلق بزواج غير موثق
يتعلق بقاصر؛
ارتفاع عدد طلبات ثبوت الزوجية بعد بلوغ القاصر سن الرشد ،مقارنة مع الطلبات
املقدمة من القاصر قبل رشده؛
92
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومن شأن اعتماد هذا المر أن يساهم في رسم مالمح واضحة عن مدى وحجم هذا العدد ،الذي
ال يتم أخذه بعين االعتبار عند الحديث عن زواج القاصر ،حيث يتم التركيز فقط على الذونات
الصادرة في املوضوع.
وتسمح مقارنة عدد الذونات الصادرة بزواج القاصر في أقسام قضاء السرة املعنية بالدراسة
بالحكام القاضية بسماع دعوى الزوجية ذات الصلة بقاصر من الوقوف على النسبة الحقيقية ،التي
تشكلها هذه الحكام الخيرة مقارنة بالنسبة العامة لألذونات ،التي تهم زواج القاصر ،الصادرة عن
قاض ي السرة املكلف بالزواج.
وفيما يلي عرض لهذا املعطى اإلحصائي:
مقارنة أذونات زواج قاصر بأحكام ثبوت مقارنة أذونات زواج قاصر بأحكام ثبوت
الزوجية 2019-2015 الزوجية 2019-2015
20 000 20 000
0 0
2015 2016 2017 2018 2019 2015 2016 2017 2018 2019
طلبات اإلذن بزواج قاصر دعاوى ثبوت الزوجية طلبات اإلذن بزواج قاصر دعاوى ثبوت الزوجية
93
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أذونات زواج
القاصر
%85
يالحظ من خالل املعطيات اإلحصائية املسجلة أعاله أن النسبة العامة لحكام ثبوت الزوجية
ذات الصلة بزواج قاصر بلغت خالل خمس سنوات املعنية بالدراسة ما مجموعه 15%مقارنة
بالذونات املتعلقة بهذا الزواج ،الصادرة عن قاض ي السرة املكلف بالزواج خالل نفس املدة ،والتي
همت 18قسما لقضاء السرة باململكة ،حيث شكلت ما مجموعه 80599إذنا ،مقابل 13018حكما
بثبوت الزوجية.
وتجدر اإلشارة إلى أن الفترة االنتقالية الثانية لسماع دعوى الزوجية قد انتهت في الخامس من
فبراير من سنة ،2019وهي السنة الخيرة املعتمدة في الدراسة ،وهو ما قد يفسر االنخفاض في
اإلحصائيات املسجلة خاللها باملقارنة مع السنوات الثالثة التي قبلها ،حيث صدر في هذا الخصوص
ما مجموعه 1100حكم ،مقابل 4037حكما خالل سنة ،2016و 3805خالل سنة ،2017و4021
حكما برسم سنة .2018فيما بلغت هذه النسبة أدنى رقم بما معدله 880حكما في سنة .2015
وتقدم هذه الرقام صورة مصغرة عن الوضع العام لباقي أقسام قضاء السرة عن عدد الحكام
القاضية بثبوت الزوجية التي تتعلق بقاصر ،وهي الرقام التي قد تكون مرتفعة بعض الش يء أو
منخفضة.
كما تمكن مقاربة هذين املعطيين اإلحصائيين من إبراز الحجم الحقيقي لحاالت زواج القاصر،
مما يسمح باستثماره كمؤشر يعكس واقع هذا الزواج أمام املحاكم.
94
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
استنتاجات:
أبانت املعطيات اإلحصائية عن وجود عدد مهم من الحكام القاضية بثبوت الزوجية
ذات الصلة بقاصر؛
بلوغ نسبة هذه الحكام ما مجموعه %15من حاالت زواج القاصر؛
تشكل هذه النسبة رقما مضافا غير ظاهر في اإلحصائيات العامة ،يتعين أخذه بعين
االعتبار عند مقاربة الظاهرة من الناحية القضائية.
-3استنتاجات تركيبية
استنادا على املعطيات املرتبطة بالدراسة القضائية التي سلف تحليلها ،يمكن رصد
االستنتاجات العامة التالية:
أن المد الزمني للبت في طلبات اإلذن بزواج قاصر يتسم بارتفاع النسبة املئوية التي
ال يتجاوز فيها يوم واحد ،تليها نسبة الذونات التي تستغرق أسبوعا ،فيما تشكل نسبة الذونات التي
يستغرق منحها أكثر من أسبوع نسبة ضئيلة ،ويطرح هذا المر إشكاال مرتبطا بتفعيل الضمانات
املسطرية املحيطة بهذا الزواج املنصوص عليها في مدونة السرة ،واملتمثلة في الخبرة والبحث
االجتماعي ،مع ما يتطلبه ذلك من تريث للتأكد من املبرر االستثنائي الدافع لهذا الزواج ،واستجماع
العناصر الكافية الستجالء الحقيقة ،والتوفر على املعلومات الصحية واالجتماعية املتعلقة
بالقاصر؛
أن برمجة جلسات اإلذن بزواج القاصر بشكل يومي في املحاكم موضوع الدراسة يبرز وجود
عالقة تفاعلية بينها وبين ارتفاع نسبة الذونات املمنوحة في يومها بهذا الزواج؛
أن ارتفاع نسبة طلبات اإلذن بزواج القاصر التي يتم البت فيها يشكل يومي ال يسمح بتفعيل
البحث االجتماعي بواسطة املساعدات االجتماعيات ،سواء باملحكمة ،أو باالنتقال ملقر سكن
القاصر ،واستجماع العناصر الضرورية املرتبطة بظروفها االجتماعية ،واالقتصادية ،ومحيطها
السري ،الكفيلة بتنوير قاض ي السرة املكلف بالزواج في اتخاذ القرار املناسب موافقة أو رفضا .وأمام
95
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
انعدام هذا المر يتم االكتفاء بالبحث الذي يجريه قاض ي السرة املكلف بالزواج بنفسه في يومه،
والذي يعد غير كاف لتكوين قناعة كافية بحقيقة دوافع وظروف زواج القاصر.
أن منح أذونات بزواج قاصرين ال يتوفرون على محل سكن داخل الدائرة القضائية ،على
الرغم من نسبتها املحدودة مقارنة بالطلبات املقدمة ممن يقطنون داخل نفوذ الدائرة القضائية
للمحكمة ال يسمح بتفعيل الضمانات الساسية املحيطة بهذا الزواج ،سيما البحث االجتماعي الذي
قد يأمر به القاض ي بمقر سكن القاصر ،حيث يصبح متعذرا إجراؤه خارج الدائرة القضائية،
وال يتصور إصدار انتداب بذلك؛
أن هناك نسبة كبيرة من الذونات التي تم االعتماد فيها فقط على البحث االجتماعي دون
اللجوء إلى الخبرة ،وذلك بما نسبته ،43,22%مقابل نسبة 48,26%تم اللجوء فيها إلى الخبرة والبحث
االجتماعي ،وهو ما يبرز ضعف في اعتماد الخبرة الطبية على القاصر املقبل على الزواج ،باعتبارها
إجراء أساسيا يسمح بإعطاء صورة حقيقية مبنية على معطيات علمية حول أهلية القاصر البدنية
والنفسية لتحمل تبعات الزواج .وأنه وعلى اعتبار أن املشرع ترك الخيار بين إجرائها أو اعتماد البحث
االجتماعي؛ فإن خصوصية هذا الزواج ،واستحضار مصلحة القاصر فيه ،يحتم االعتماد على الخبرة
الطبية باعتبارها مسألة فنية ال سبيل إلى الوصول إلى نتائجها إال من طرف املختصين ،قبل اتخاذ
القرار بمنح اإلذن أو رفضه .سيما وأن املعطيات اإلحصائية أثبتت أنه يكتفى في البحث االجتماعي
بالجلسة التي يعقدها القاض ي ،والتي ال تعكس مضمون البحث االجتماعي الذي يقتض ي إجراءه من
طرف من يتوفرون على مهارات خاصة ،وتكوين معين ،حيث شكلت نسبة البحث االجتماعي املجرى
من طرف القاض ي ما معدله ،87,58%في مقابل نسبة 12,42%من البحوث التي تم إجراؤها من طرف
املساعدات االجتماعيات ،وهي نسبة ضئيلة جدا.
ضعف كبير في توظيف املساعدات االجتماعيات املعينات في املحاكم في إجراء البحوث
االجتماعية حول القاصرين املقبلين على الزواج ،باعتبار أن لديهن تكوين في هذا الخصوص يؤهلهن
إلنجاز تقارير تستجيب للمعايير املتطلبة في البحوث االجتماعية ،حيث سبقت اإلشارة إلى أن نسبة
البحوث املنجزة من قبلهن لم تتجاوز ما نسبته .%12,42
96
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
غياب اللجوء إلى المر بإجراء خبرة طبية ثانية في الحاالت التي تم االعتماد فيها على الخبرة
لإلذن بزواج القاصر ،حيث يتم االكتفاء بخبرة أولى ،والتي يدلى بها في الغالب من طرف طالبي اإلذن
بشكل مسبق ضمن مرفقات امللف عند تسجيله باملحكمة ،وال تخضع لتدقيق في محتواها من حيث
استيفائها للشروط الالزمة الكافية في وصف حالة القاصر الطبية بشكل دقيق.
أن املعطيات أفادت أن هناك غياب تام في االستعانة بجهات أخرى مثل السلطة املحلية،
أو الدرك ،وغيرها في إجراء البحث االجتماعي في مكان سكن القاصر حول ظروفه االجتماعية،
واالقتصادية ،والسرية ،وهو ما كان سيساهم في تفعيل تلك البحوث ،سيما في بعض املناطق القروية
التي يكون فيها سكن القاصر بعيدا عن مقر املحكمة؛
غالبية البحاث التي تم إجراؤها قبل منح اإلذن بتزويج القاصر تتم مع الخاطب والقاصر
معا ،بما نسبته ،89,20%مقابل 10,78%تمت فقط مع القاصر الراغب في الزواج لوحده .ويعد هذا
المر مؤشرا جد إيجابي يسمح باستحضار املعطيات املتعلقة بالخاطب في هذا الزواج ،سيما ما يتعلق
بشرط التناسب في السن ،والهلية االقتصادية واالجتماعية ،وأمام تبلور ممارسة قضائية تنص في
الذونات بتزويج القاصر على إسم الخاطب ،مما يجعل إبرام عقد الزواج مقيدا به دون إمكانية إبرامه
مع غيره ،وفي ذلك ضمانة إضافية تساهم في بسط الرقابة القضائية على طرفي هذه العالقة املحاطة
بضمانات استثنائية؛
أن غالبية الخبرات الطبية املعتمدة لإلذن بزواج القاصر يتم إنجازها من طرف أطباء
عامين ،باملقارنة مع الطباء املتخصصين ،حيث بلغت نسبة الفئة الولى ما معدله ،86,15%فيما
بلغت نسبة الفئة الثانية ،13,56%وهي نسبة ضئيلة كما يالحظ ،أخذا بعين االعتبار أن الخبرة
املطلوبة بالنسبة للقاصر املقبلة على الزواج ترتبط بشكل وثيق بذوي االختصاص في طب النساء
والتوليد بالساس؛
تم تسجيل ضعف كبير في املعطى اإلحصائي املتعلق بنسبة الخبرات املجراة من قبل الطباء
النفسيين ،حيث لم تتجاوز ما نسبته 0,29 %من مجموع الخبرات املنجزة ،وال شك أن خضوع
97
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
القاصر لهذا النوع من الخبرات قبل منح اإلذن بالزواج من شأنه أن يبرز وضعيته النفسية بجالء،
والوقوف على حقيقة رغبته في هذا الزواج من عدمها ،وأهليته لتحمل تبعاته النفسية؛
أبانت املعطيات املتعلقة بالخبرة عن نسبة كبيرة من الخبرات التي أنجزت في شكل تقرير
مفصل مقارنة بتلك الصادرة في شكل شهادة طبية مجملة ،مما يثير التساؤل عن املعايير الشكلية
للتقرير املتطلب في هذه الخبرات ،واملعطيات الضرورية التي يتعين أن يتضمنها ،سيما وأن نفس
املعطيات أبانت على أن غالبية هذه الخبرات كانت نتيجتها أن القاصر قادرة على الزواج ،وذلك بما
نسبته 97,57%؛
أظهرت املعطيات اإلحصائية عن وجود عدد مهم من الحكام القاضية بثبوت الزوجية ،ذات
الصلة بطرف قاصر ،حيث شكلت هذه النسبة من الحكام ما مجموعه 15%مقارنة مع عدد الذونات
الصادرة بزواج القاصر عن نفس املحاكم املعنية بالدراسة ،وداخل مدة الخمس سنوات التي شملتها
اإلحصائيات ،حيث سجل ما مجموعه 13018حكما بثبوت الزوجية أحد طرفيه أو كالهما قاصر ،في
حين سجل عدد الذونات بزواج القاصر ما مجموعه 80599إذنا.
وال شك أن هذا الرقم املسجل في الحكام املتعلقة بثبوت الزوجية يعبر عن التفاف عن رغبة
املشرع في تخصيصه لزواج القاصر بمسطرة دقيقة محاطة بضمانات استثنائية ،كما تشكل هذه
النسبة رقما أسودا مضافا غير ظاهر في اإلحصائيات العامة ،يتعين أخذه بعين االعتبار عند مقاربة
الظاهرة من الناحية القضائية.
وعموما ،وإذا كانت الدراسة القضائية قد ساهمت من خالل املعطيات التي تم رصدها في
الوقوف على مالمح املمارسة العملية ذات الصلة بالجانب املسطري لزواج القاصر ،وهو ما يساهم
بكل تأكيد في إعطاء صورة واضحة تسمح بإبراز مكامن القصور التي تحول دون املساهمة في الحد من
تزويج القاصر؛ فإن فهم العوامل الحقيقية الكامنة وراء تنامي هذه الظاهرة ال يتحقق إال من خالل
الدراسة امليدانية التي تستنطق الواقع املعيش للفئة املعنية بهذا الزواج ،وهو ما سيتم التطرق إليه
في املحور املوالي.
98
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
الدراسة امليدانية
99
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يرتبط زواج القاصر بعدة أسباب متشعبة يتداخل فيها ما هو اجتماعي ،بما هو اقتصادي،
وثقافي ،وديني ،وقانوني ،وقضائي؛ لذا فإن كل محاولة لفهم هذه الظاهرة وتطورها ونتائجها ،يعد أمرا
في غاية الصعوبة ،خاصة في غياب معطيات علمية إحصائية يمكن االعتماد عليها في فهم السباب
الحقيقية التي تدفع لهذا الزواج.
وهو ما استدعى مواكبة الجزء القضائي من هذه الدراسة ببحث ميداني يتوخى استطالع
السباب الحقيقية وراء ظاهرة زواج القاصر ،من خالل االعتماد على معطيات إحصائية ميدانية،
صادرة من املعنيين بالدراسة بشكل مباشر ،وهم القاصرات املتزوجات أنفسهن من خالل ربط
االتصال بهن ،واالستماع إليهن ،واستجالء حكاياتهن وتحليلها ،ودراسة النتائج املترتبة عنها بشكل
يسمح باستخراج معطيات واقعية تفيد في مقاربة املوضوع بشكل عام ،وتحديد مجاالت التدخل
املالئمة.
وقد اختير إقليم أزيالل مجاال إلنجاز هذه الدراسة امليدانية ،حيث تم االستماع إلى 2300
فتاة ،كانت موضوع إذن بزواج قاصر في الفترة املمتدة بين سنتي 2015و ،2018وذلك من خالل
االعتماد على مؤشرات ترمي إلى البحث في الظروف االجتماعية واالقتصادية التي أدت إلى اتخاذ قرار
تزويج البنت وهي قاصر ،من خالل تتبع دقيق لوضعية القاصرات ضحايا الزواج املبكر منذ والدتهن،
والبيئة التي نشأن فيها ،والتعليم الذي تلقينه ،مرورا بنشاطهن املنهي ،ووضعهن االجتماعي ،والوضعية
الحقيقية لألسر التي ينحدرن منها ،وكذا البحث في كيفية ترتيب هذا النوع من الزواج ،وما تحصلت
عليه القاصرة وأسرتها من وراءه ،فضال عن البحث في معطيات خاصة بالزواج الذين أقدموا على
الزواج من قاصرات ،ثم االنتقال إلى البحث عن النتائج املترتبة على هذا الزواج سواء االجتماعية ،أو
االقتصادية ،أو القانونية.
100
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
معطياتهن الشخصية؛
معطيات محيطهن االجتماعي؛
معطيات وضعهن الدراس ي.
1-1املعطيات الشخصية
تمثل املعطيات الشخصية املرتبطة بالقاصر املتزوجة أهمية قصوى في فهم السباب
املتحكمة في اتخاذ قرار الزواج املبكر ،ذلك أن هذه املعطيات هي التي تيهئ الفتاة ،وتدفعها للقبول
بقرار تزويجها وهي قاصر ،وإلى عدم التعبير عن رفضها لهذا الزواج أمام قاض ي السرة املكلف بالزواج
أثناء االستماع إليها على انفراد.
وقد تم تحديد املعطيات الساسية للقاصرات والتي شكلت موضوع البحث والتحليل في:
101
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1000
800
1099
600
744
400
181 262
200
1 13
0
أقل من 15سنة بين 15سنة و16 بين 16سنة و16 بين 16سنة بين 17سنة و17 أكثر من 17سنة
سنة سنة ونصف ونصف و 17سنة سنة ونصف ونصف
يظهر من خالل هذا املبيان أن غالبية املستمع إليهن تجاوزن سن السابعة عشر سنة.98
وهو ما يبرز أن س ــن القاص ــر قبل الزواج عرف ارتفاعا ملحوظا باملقارنة مع الس ــنوات الس ــابقة
عن سنوات الدراسة املمتدة من سنة 2015إلى سنة ،2018إذ بلغ عدد القاصرات املتزوجات اللواتي
يتجاوز سنهن سبعة عشر أكثر من 1843قاصرة من أصل 2300اللواتي شملتهن الدراسة ،في مقابل
قاصرة واحدة سنها أقل من 15سنة ،و 13يتراوح سنهن بين 15و 16سنة ،و 443يتراوح سنهن بين 16
و 17سنة.
744
262
181
1 13
أقل من 15سنة بين 17سنة و 17سنة بين 16سنة ونصف بين 16سنة و 16سنة بين 15سنة و 16سنة أكثر من 17سنة
ونصف و 17سنة ونصف ونصف
98تم االعتماد في تحديد سن القاصرات على وثائقهن الثبوتية املدلى بها في ملفات طلبات اإلذن بتزويجهن املقدمة إلى املحكمة االبتدائية بأزيالل ومراكز القضاة املقيمين التابعة لها.
102
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أن أغلب القاصرات اللواتي يقل سنهن عن سبعة عشر سنة تزوجن بين سنتي 2015
و ،2016وهو ما يعكس املجهودات املبذولة من طرف قضاة السرة املكلفين بالزواج ،وكذا في جانب
كبير انخراط قضاة النيابة العامة في مسطرة اإلذن بتزويج قاصر بشكل إيجابي ،تبعا للتوجيهات
الكتابية التي تضمنتها الدوريات الصادرة عن رئاسة النيابة العامة في هذا الصدد ،والتي كان من
نتائجها التأثير في االتجاه إلى تحديد السن الدنى لإلذن بزواج القاصر في 17سنة كممارسة عملية؛
أن الفئة العمرية املتراوحة بين 17سنة و 17سنة ونصف هي الكثر عرضة لخطر الزواج
املبكر من غيرها ،وكلما نجت الفتاة من خطر الزواج املبكر خالل هذه املرحلة إال وانخفضت نسبة
ذلك الحقا؛
أن العدد اإلجمالي للقاصرات اللواتي تزوجن بعد بلوغهن سن 17سنة ونصف أقل من
اللواتي تزوجن قبل بلوغهن هذا السن ،وهذا راجع بالساس إلى املعطيات الثقافية السائدة باملنطقة
والتي تشجع الزواج املبكر ،وقد يفسره أيضا عزوف السر عن تحمل مشاق املسطرة القضائية في هذه
املرحلة ،وانتظارها إلى حين بلوغ الفتاة سن الرشد القانوني ،حيث يتاح لها أن تتزوج خارج االستثناء،
كما قد يتم اللجوء إلى الزواج غير املوثق (الفاتحة) في انتظار بلوغ الفتاة سن الرشد لتوثيق العقد،
103
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وهو المر الذي ال يتأتى فعال في كثير من الحاالت لسباب عدة ،أو قد يحدث حمل قبل بلوغها هذا
السن فيصبح املشكل مضاعفا.
بلغ عدد القاص ـ ـ ـ ـرات املتمتعات بصـ ـ ـ ــحة جيدة ما مجموعه 2254أي بنسـ ـ ـ ــبة مئوية بلغت
% 97.91من مجموع حاالت الدراســة ،في حين ســجلت 48حالة لقاصــر وضــعيتها الصــحية مريضــة99
وهذا يدل على أن أغلب القاصرات اللواتي أجري معهن البحث كانت صحتهن جيدة قبل الزواج
وخاليات من المراض.
احلاةل الصحية للقارص عند الزواج
جيدة
%97,91
مريضة
%2,09
ولعل ذلك يلتقي مع معطى االعتماد الكبير على الخبرة الطبية ،قبل اإلذن بتزويج القاصــر ،فلم
تتم مص ـ ـ ـ ــادفة أي حالة تم التأكيد من خاللها أن القاصـ ـ ـ ــر غير قادرة على الزواج ،ومع ذلك منحت
اإلذن بتزويجهــا ،بــل أكــدت الخبرات الطبيــة على أنهن كلهن قــادرات على الزواج .مــا يطرح التس ـ ـ ـ ــاؤل
حول صدقية املعطيات املضمنة بهذه الخبرات.100
99تجدر اإلشارة إلى أن تقدير الوضع الصحي للقاصر قبل الزواج ارتكز على تقدير شخص ي وشفوي للقاصرات املستجوبات ،واملستقى من تصريحاتهن أمام الفريق املكلف بإعداد
الدراسة ،دون أن ينبني ذلك على أي ملف طبي أو وثائق ،نظرا للغياب التام لهذه الوثائق لديهن جميعا سواء اللواتي صرحن أنهن كن يتمتعن بصحة جيدة ،أو اللواتي صرحن أنهن كن
يعانين من متاعب صحية.
100راجع ما سيأتي عند دراسة الحالة الصحية للقاصر بعد الزواج.
104
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
3 -1 –1الوضع االقتصادي
يعتبر العامل االقتصــادي من أهم العوامل املؤثرة في اتخاذ قرار تزويج الفتاة دون ســن الرشــد،
بالنظر إلى أن الزواج في كثير من الحاالت يكون حال -حسـ ـ ـ ــب اعتقاد بعض العائالت -لتردي الوضـ ـ ـ ــع
االقتصادي لألسرة ،فيكون قرار تزويج الفتاة وهي قاصر ،فرصة للتخلص من عبء مصاريفها.
لذا كان لزاما تحليل الوض ــع االقتص ــادي لألس ــر التي تقدم على القبول بتزويج بناتها القاص ـرات
من خالل تحليل املهن التي كانت تمارس ـ ــها القاص ـ ــر نفس ـ ــها قبل الزواج ،ومن كان يتولى اإلنفاق عليها
قبل زواجها ،وكذا النشاط االقتصادي لعائلتها.
من خالل تحليل نتائج االس ـ ــتبيانات الخاص ـ ــة بمهنة القاص ـ ــرات قبل الزواج يظهر أن أغلبهن ال
يمارس ــن أي مهنة ،أو أنهن يمارس ــن أنش ــطة مرتبطة أس ــاس ــا بالوض ــع املعيشـ ـ ي اليومي لألس ــرة ،والتي
تعتبر جزءا من البرنــامج اليومي للمرأة بمنطقــة أزيالل ،كبعض الزراعــات املعيش ـ ـ ـ ـيــة والرعي ،وبعض
الحرف اليدوية خاصة النسيج الذي يمارس عادة في البيت.
وتكشـ ـ ـ ــف املعطيات اإلحصـ ـ ـ ــائية أن 2283منهن يشـ ـ ـ ــتغلن داخل البيت وال يمارسـ ـ ـ ــن أي مهنة
خارجية ،و 909يمتهن رعي املاش ـ ـ ــية ،و 810الزراعة ،فيما تتوزع الباقيات على مهن هامش ـ ـ ــية مختلفة
كما يظهر في املبيان أدناه.
105
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
2283
2500
2000
1500
909
810
1000 597
0
يتضــح من ذلك أن القاص ـرات اللواتي يقبلن على هذا النوع من الزواج ،أو اللواتي يتم تزويجهن
بهــذه الطريقــة ليس لهن في الغــالــب دخــل قــار ،بمــا في ذلــك اللواتي تمــارسـ ـ ـ ــن الزراعــة والرعي وبعض
الحرف ،حيث يكون نشـ ــاطهن في الغالب لفائدة العائلة وليس لحسـ ــابهن الخاص ،وإذا أضـ ــيف إلى ما
سبق مستواهن التعليمي-كما سيتم تبيانه الحقا-ونضجهن الفكري ،فإن كل هذه العوامل تساهم في
خلق حاضنة لفكرة الزواج املبكر ،وتدفع القاصرات وذويهن إليه دفعا.
اســتكماال للمعطيات املرتبطة بالوضــع االقتصــادي للقاص ـرات املتزوجات ،يتبين أن أغلبهن كن
تحت نفقة الب لوحده ،وهو ما يكشـ ـ ـ ــف عن طبيعة السـ ـ ـ ــر التي تنحدرن منها ،والتي هي في الغالب
العم أسر تقليدية ،تطغى على تفكيرها الصورة النمطية لألسرة والفتاة ،ودورها في املجتمع.
وهكذا فقد بلغ عدد القاص ـ ـ ـرات اللواتي كن تحت نفقة الب لوحده ما مجموعه 1953قاصـ ـ ــر
بنسـ ـ ـ ــبة ،%79.39تليها اللواتي كن تحت نفقة شـ ـ ـ ــخص آخر ،وغالبا ما يكون ذكرا آخر من العائلة،
فيأتي الخ في الدرجة الولى ،ثم الجد ،فالعم ،فالخوال ،بنسـ ـ ـ ــبة ،%15.04ثم الم بنسـ ـ ـ ــبة ،% 4.55
وأخيرا البوين معا بنسبة ال تتعدى.%1.02 :
106
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
األبوين معا
شخص آخر %1,02
األم
%15,04
%4,55
وتنعكس هذه القطبية الواحدة في اإلنفاق على الس ـ ــرة ،والتي تميل لألب أس ـ ــاس ـ ــا ،ثم غيره من
ذكور العائلة في املرتبة الثانية ،والم أخيرا على مجمل القض ـ ـ ــايا الفكرية التي تص ـ ـ ــادف الس ـ ـ ــرة ،ومن
جملتها فكرة تزويج الفتاة قاصرة ،فيصبح الفكر السائد داخل السرة هو فكر الطرف املنفق ،والذي
يصـ ـ ــبح بالنتيجة وبالتبعية فكر القاص ـ ــر نفس ـ ــها ،فتترسـ ـ ــخ املفاهيم التقليدية والتمثالت الس ـ ــلبية،
والفكار املتجاوزة حول مهام الرجل واملرأة ،وبالتالي يتم إنتاج نفس هذه القيم ،الش ـ ـ ـ ـ يء الذي يؤدي
إلى إنتاج حلقة من املفاهيم االجتماعية والثقافية ،بدايتها ومنتهاها شرعنة زواج القاصر.
ولعــل مــا يزيــد في تفــاقم هــذا الفكر هو أن أغلــب املنفقين ينتمون إلى فئــات اجتمــاعيــة هش ـ ـ ـ ــة،
ويتميزون بمسـ ــتوى ثقافي ضـ ــعيف ،ويمارسـ ــون مهنا متواضـ ــعة نسـ ــبيا ،وتتركز في نطاقات اجتماعية
تنتشر فيها الفكار والتمثالت التقليدية.
ومن خالل استقراء اإلحصائيات التي تم التوصل إليها يتبين أن املهن التي يزاولها آباء القاصرات
اللواتي كن موضوع هذه الدراسة تتوزع كاآلتي:
107
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
مهنة األب
828
900
800
700
600
500
358
325
400
234
300 162
200 117
60 28
100 16
0
فالح بناء عامل مهنة أخرى مياوم تاجر متقاعد عسكري موظف
ومن خالل هذا املبيان يتبين أن حصـ ـ ــة السـ ـ ــد من هذه املهن تعود للفالحين بنسـ ـ ــبة ،%38.91
يليها البناؤون بنسـ ـ ــبة %16.82فالعمال بنسـ ـ ــبة ،% 15,27ثم فئة التجار بنسـ ـ ــبة تتجاوز بقليل %5
فاملتقاعدون ،فاملوظفون بنسبة أقل من %01بينما تتقاسم باقي املهن نسبة.%11 :
مهنة األب
عامل مياوم
%15,27 %7,61
فالح
%38,91
بناء
%16,82
مهنة أخرى
%11,00 عسكري
متقاعد موظف تاجر %1,32
%2,82 %0,75 %5,50
أما بالنسـ ـ ــبة لمهات القاص ـ ـ ـرات املتزوجات ،فإن الفئة الغالبة ربات البيوت ،ثم تليهن ممتهنات
الفالحة ،فالعامالت املنزليات ،فالحرفيات ،وأخيرا املوظفات ،وفق ما يظهر من املبيان التالي:
108
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
مهنة األم
3000 2103
2000
مهنة األم
ربة بيت
%94,64
مهن أخرى
%2,16
الفالحة
موظفة حرفية عاملة منزلية %1,80
%0,09 %0,36 %0,95
غير أن امللفت في هذا الشـ ــأن هو مصـ ــادفة عدد من الحاالت التي شـ ــكلت فيها مهنة الب أو الم
اسـ ـ ـ ــتثناء ،على اعتبار أن أصـ ـ ـ ــحاب تلك املهن يعتبرون مبدئيا من فئة املثقفين :كاملوظفين ،ورجال
التعليم ،ورجال الدين ،وقد أدرجت هذه الفئات في املبيان أعاله في خانتي موظف ومهن أخرى.
ولعل هذا املعطى يبين بشـ ـ ـ ــكل جلي أن فكرة زواج القاصـ ـ ـ ــر ليس ـ ـ ـ ــت حكرا على فئة اجتماعية
بعينها ،ولكنها تمس كل الشرائح االجتماعية.
109
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ومن خالل التمعن في املعطيات السـ ـ ـ ــابق تحليلها يظهر الثر البالغ للهشـ ـ ـ ــاشـ ـ ـ ــة االقتصـ ـ ـ ــادية
لألسـ ـ ـ ــر ،ولعــدم تمكين املرأة من وس ـ ـ ـ ــائــل إنتــاج تضـ ـ ـ ــمن اسـ ـ ـ ــتقاللهــا املـالي على تفش ـ ـ ـ ـ ي ظــاهرة زواج
القاص ـ ـ ـرات ،من خالل االنصـ ـ ــياع شـ ـ ــبه التام للفكر املسـ ـ ــيطر على السـ ـ ــرة ،أال وهو فكر من يمتلك
املوارد االقتصـ ـ ـ ــادية الخاصـ ـ ـ ــة بالسـ ـ ـ ــرة ،ويتحكم في توزيعها من خالل اإلنفاق ،وتوفير املسـ ـ ـ ــتلزمات
الضرورية ،وهو ما يظهر أكثر من خالل تحليل الوسط االجتماعي للقاصرات موضوع الدراسة.
2- 1الوسط االجتماعي
يشـ ـ ــكل الوسـ ـ ــط االجتماعي الذي تعيش فيه القاصـ ـ ــر املقبلة على الزواج-إلى جانب الوضـ ـ ــع
االقتصادي -أهم العوامل املؤثرة في القرار املتخذ بتزويج القاصر.
واس ــتحض ــارا لهذا املعطى فقد تم التركيز في الدراس ــة على تحليل بنية الس ــر التي تنحدر منها
القاص ـ ـرات اللواتي تم اس ـ ــتجوابهن للوقوف على ظروف نش ـ ــأتهن ،وعدد أفراد الس ـ ــرة من خالل بيان
عدد اإلخوة ،ملا لذلك من أهمية في تحديد التكاليف االقتصــادية التي تتحملها الســرة ،وكذا الوقوف
على كيفية تسيير شؤونها من خالل دراسة كيفية اتخاذ القرار داخلها ،ثم املستوى التعليمي للقاصر
وباقي أفراد أسرتها ،على اعتبار أن التعليم هو املدخل الول في مكافحة هذه الظاهرة.
بعد الوقوف على تركيبة الس ـ ـ ــر التي نش ـ ـ ــأت فيها القاص ـ ـ ـرات موض ـ ـ ــوع هذه الدراس ـ ـ ــة تبين أن
غالبيتهن نش ـ ـ ــأن في كنف والديهن معا ،وأن عددا قليال منهن نش ـ ـ ــأن إما في كنف أحد الوالدين ،أو في
كنف شخص آخر.
110
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1500
1000
ومن خالل ما سـ ـ ـ ــبق يتبين أن عدد القاص ـ ـ ـ ـرات اللواتي عشـ ـ ـ ــن في كنف والديهما معا بلغ ما
مجموعه 2021فتاة ،ثم 152منهن عش ــن في كنف أمهاتهن ،مقابل 76قاصـ ــر فقط عاش ــت في كنف
أبيها فقط ،و 51فتاة عاشت في كنف شخص آخر.
ويدل هذا املعطى على أن أغلبهن يعشــن في حالة اســتقرار أســري ،وهو ما يظهر بوضــوح أكثر
من مقارنة نس ــب الس ــر املتماس ــكة بنس ــب الس ــر التي عانت من وفاة أحد البوين ،أو من الطالق أو
الهجر ،وهو ما سيتم توضيحه فيما يلي.
111
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
من خالل التحليل الدقيق للمعطيات اإلحص ـ ــائية املس ـ ــتقاة من الدراس ـ ــة امليدانية ،تبين أن
أغلب القاص ـرات املتزوجات موض ــوع الدراس ــة ينحدرن من أس ــر متماس ــكة بنس ــبة ( ،)%86.99بينما
اللواتي ينحدرن من أســرة توفي أحد أبويها ال تتعدى ،% 13.01فيما انحصــرت نســبة اللواتي ينحدرن
من أســر شــهدت طالقا في ،%1.92والتي تعاني من هجر أحد الوالدين لم تتجاوز نســبة ،% 0,32كما
شــكلت نســبة الالئي ينحدرن من أســر يعاني أحد البوين فيها من إعاقة نســبة ،% 1,30وهو ما يظهر
من خالل ما يلي:
2000
1500
1000
299 271
500 44 7 28
0
نعم ال نعم ال نعم ال نعم ال نعم ال
متماسكة تعاني اليتم تعاني الطالق تعاني من الهجر تعاني من إعاقة أحد
األبوين
ويثبت هذا املؤشــر أن أغلب القاص ـرات املتزوجات يعشــن في ظروف عائلية مســتقرة ومطمئنة.
مما يسـتنتج منه أن التفكك السـري ليس من السـباب السـاسـية الدافعة لزواج القاصـر ،وبالتالي أن
الظروف االجتماعية واالقتصـ ـ ــادية وحدها ليسـ ـ ــت الدافع لهذه الظاهرة ،بل تعد السـ ـ ــباب الثقافية
الدافع الكبر لتفش ي هذه الظاهرة.
تبين اإلحص ــائيات املس ــتخلص ــة من الدراس ــة أن الس ــر التي تعرف ارتفاعا في عدد أفرادها ،هي
التي سجلت أكبر النسب في عدد القاصرات املتزوجات.
112
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
فبعد البحث في عدد أوالد السرة 101وتقسيمها إلى الفئات الخمس التالية:
تبين أن عدد القاص ـ ـ ـ ـرات اللواتي ينتمين إلى أسـ ـ ـ ــر لها ثالثة أوالد أو أقل هن أقل تعرضـ ـ ـ ــا لهذا
الزواج ،فهن ال يشكلن سوى %10من مجموع املستجوبات البالغ عددهن .2300
أما السـ ــر التي شـ ــهدت والدات أكثر فقد ارتفعت النسـ ــب فيها بشـ ــكل كبير ،فشـ ــكلت %90من
مجموع أسر املستجوبات موزعة كما هو مبين في الرسم البياني.
عدد اإلخوة
من 6إلى 8
من 4إلى 5 %40
%41
كما تبين أن الس ـ ـ ــر التي تعرف ارتفاعا في عدد اإلناث ض ـ ـ ــمن أفرادها ،تعرف ارتفاعا في نس ـ ـ ــب
هذه الظاهرة ،خالفا لألسـ ــر التي يكون عدد أوالدها متسـ ــاوون ذكورا وإناثا ،أو يكون فيها عدد الذكور
101تجدر اإلشارة إلى أن املقصود بعدد اإلخوة في االستمارة املعتمدة في الدراسة هو عدد أوالد السرة بمن فيهم القاصر املستجوبة نفسها.
102يالحظ أن عدد السر التي لها أكثر من 08أوالد هي القل عددا ،وذلك راجع إلى التوجه العام الذي يشهد انخفاضا في نسبة الوالدات لدى السر ،وإن كان ما زال لم يصل إلى الحد
املتوخى.
113
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أكبر من عدد اإلناث ،إذ تراوحت نســبة القاصـرات املنتميات إلى تلك الســر بين :أكثر من ،%52وأكثر
من %66في كل الفئات ،موزعة بالتفصيل أدناه:
عدد اإلخوة
600 543
502
500
400
258
300
191 188 178
200 124 104
69 49
100 31 18 14 30 1
0
متساو
متساو
متساو
متساو
متساو
االناث
االناث
االناث
االناث
االناث
الذكور
الذكور
الذكور
الذكور
الذكور
من 1الى 3 من 4إلى 5 من 6إلى 8 من 9إلى 10 أكثر من 10
لقد أظهرت املمارسـ ـ ــة اليومية في تدبير ملفات زواج القاص ـ ـ ـرات ،أن املسـ ـ ــتوى التعليمي ودرجة
تطور وعي أولياء هذه الفئة له أهمية كبرى في اتخاذ قرار تزويج القاصر.
لــذا تم التركيز في الــدراس ـ ـ ـ ــة امليــدانيــة على البحــث في هــذا املعطى بــاهتمــام بــالغ ،للكشـ ـ ـ ــف عنـه
بشكل علمي إحصائي دقيق.
وفي هذا اإلطار ثبت أن أغلب الفتيات املسـ ــتجوبات ينحدرن من أسـ ــرة يغلب عليها طابع المية،
إذ أن نس ـ ـ ـ ـبــة القــاص ـ ـ ـ ـرات املتزوجــات املنحــدرات من أب متعلم ال تتعــدى ،%28 :فيمــا تنخفض هــذه
النسـ ـ ـ ــبة بالنسـ ـ ـ ــبة لألم إلى .%06في حين أن نسـ ـ ـ ــبة المية لدى أبوي القاص ـ ـ ـ ـرات تراوحت بين%72 :
بالنسبة لآلباء ،و %94بالنسبة لألمهات.
114
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ال
ال %72
%94
أما بالنسبة لباقي أفراد السرة من الوالد فإن %73فقط من أبنائها ولجوا املدرسة ،بينما %25
من تلك الس ـ ــر ولج بعض أبنائها املدرس ـ ــة دون البعض اآلخر ،بينما %02منها لم يحظ أي من أبنائها
بأي قسط من التعليم.
ال
%2
نعم
%73
وهذا ما يؤكد بامللموس فرضية العالقة العكسية بين مستوى التعليم سواء لدى السر أو لدى
القاصـ ـرات املتزوجات أنفس ــهن ،إذ كلما ارتفع املس ــتوى التعليمي لدى جميع الطراف إال وانخفض ــت
احتمالية وقوع الزواج املبكر بين أفرادها ،وكلما انخفض مس ــتواهم التعليمي إال وارتفعت بالض ــرورة
نس ـ ـ ــبة احتمال حص ـ ـ ــول هذا النوع من الزواج بينهم ،فكما تم بس ـ ـ ــطه فإن أغلب القاص ـ ـ ـرات اللواتي
تزوجن يعد آباؤهن وأمهاتهن غير متمدرس ـ ــين ،وبالتالي يغيب لديهم املس ـ ــتوى الثقافي والوعي الكافيين
للحيلولة دون املوافقة على زواج القاصر.
115
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أما ما تم الوقوف عليه من نســبة تمدرس إخوة القاص ـرات املســتجوبات ،فبلغ %72وهي نســبة
ال تأثير لها على املســتوى العام لزواج القاصــر ،إذا لم يكن لهؤالء اإلخوة دور في تســيير شــؤون الســرة
خاصة فيما يتعلق بمواردها املالية ،أو كانوا من بين متخذي القرار في البيت كما سيتم بسطه الحقا.
لقد بينت الدراس ـ ـ ــة امليدانية أن أغلب الس ـ ـ ــر التي تقدم على تزويج بناتها وهن قاص ـ ـ ـرات يكون
متخذ القرار فيها شخص واحد ،وغالبا ما يكون هو املسؤول عن اإلنفاق على السرة وتسيير شؤونها،
ويــأتي في مقــدمتهم الب ،ف ـالم ،فــالب والم معــا ،ثم شـ ـ ـ ــخص آخر غيرهمــا ،وغــالبــا مــا يكون هو الخ
الكبر ،أو الجد ،أو العم .بينما السر التي يتشارك أفرادها في اتخاذ القرار تأتي في املرتبة الخيرة ،وهو
ما يوضحه املبيان التالي:
2000
1500
1000 1706
0
األب األم هما معا شخص آخر بشكل تشاركي
ويظهر المر أكثر وضوحا من خالل الربط بين نسب متخذي القرار في املنزل ،وبين من يتولى
اإلنفاق على السرة ،فيصبح نتاج ذلك ما يلي:
متخذ القرارفي البيت
اإلنفاق في البيت
األب األب
%74,30 %79,39
116
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ويتض ـ ـ ــح من هذه املعطيات أن أكثر من %79من اآلباء يتولون اإلنفاق على الس ـ ـ ــرة ،فيما أكثر
من %74منهم يس ـ ــتفرد بتس ـ ــيير ش ـ ــؤون الس ـ ــرة ،ويتخذ القرارات الالزمة في البيت .في حين أن نسـ ــبة
المهات ربات السـ ـ ـ ــر بلغت % 8,10في مقابل % 4,55من نسـ ـ ـ ــب املنفقات عليها .103أما الشـ ـ ـ ــخاص
اآلخرين الذين يتخذون القرار في املنزل فنسـ ـ ـ ــبتهم وصـ ـ ـ ــلت إلى ،% 6,93في مقابل نسـ ـ ـ ــبة إنفاق بلغت
،% 15,04الش يء الذي يظهر العالقة التناسبية بين صاحب السلطة في املنزل ،واملتحكم في مواردها.
أما التفاوت الحاصــل نســبيا في نســب املقارنة ،فإنه راجع بالســاس إلى عناصــر موضــوعية أهمها
الهجرة الكثيفة التي تعرفها املنطقة ،مما يضـطر أرباب السـر معه إلى تفويض أشـخاص آخرين سـواء
كن المهات ،أو غيرهن في اتخاذ القرار.
3- 1الوضع الدراس ي
يشكل التعليم املدخل الساس ي ملحاربة الزواج املبكر ،لذا تم التركيز بشكل كبير على املعطيات
اإلحصائية الخاصة بهذا املوضوع ،من خالل بيان:
103حسب املسح الوطني حول السكان وصحة السرة 2018 -املجرى من قبل وزارة الصحة ،املتعلق التوزيع النسبي لألسر املعيشية حسب نوع رب السرة ومتوسط عدد أفرادها ووسط
اإلقامة ،يتضح أن الغالبية العظمى من السر املغربية يرأسها رجل بنسبة بلغت % 84,6مقابل % 15,4فقط ترأسها امرأة ،ومقارنة مع بيانات مسح 2011يالحظ أن النسب لم تتغير
بشكل ملحوظ حيث بلغت % 4.83من السر يرأسها رجل و % 16,4ترأسها امرأة ،كما يالحظ أن عدد أكبر من السر في الوسط الحضري ترأسها نساء مقارنة بالوسط القروي.
117
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
تبين من خالل نتائج الدراس ــة أن املس ــتوى التعليمي للقاص ــر له تأثير بالغ على اتخاذ قرار تزويج
أفراد العينة التي أجري عليها البحث ،إذ كشفت الدراسة على املعطيات اإلحصائية التالية:
جامعي ثانوي إعدادي ابتدائي كتاب/تعليم أولي لم يسبق لهن التمدرس
ومن خالل املعطيات املفصــلة في الرســم البياني التالي املتعلق بنســبة تمدرس القاصــر ،يتبين أن
القاصرات املحرومات من حقهن الطبيعي والدستوري في التعليم سواء الالئي لم يلجن املدرسة قط،
أو الالئي انقطعن عن الدراسة هن الكثر عرضة للزواج املبكر ،إذ أن نسبة هؤالء من بين القاصرات
املسـ ـ ـ ــتجوب ــات بلغ ــت ،% 99,63 :منهن % 13,22لم يسـ ـ ـ ــبق لهن التم ــدرس % 86,43 ،انقطعن عن
الدراسة ،فيما القاصرات اللواتي تزوجن وهن ما زلن يتابعن دراستهن لم تتجاوز نسبتهن .% 0 ,35
وتدل هذه النتائج على أنه كلما انخفض املس ــتوى التعليمي للفتاة ،كلما س ــاعد ذلك على ازدياد
فرص تزويجها مبكرا ،وكلما مكنت من حقها في التعليم كلما زاد مستوى الوعي لديها ،وإدراكها ملخاطر
هذا النوع من الزيجات ،وتوجهت بوص ـ ــلة اهتماماتها نحو العمل على بناء مس ـ ــتقبل أفض ـ ــل ،وبالتالي
118
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
قل ــت فرص تزويجه ــا ،وذل ــك مل ــا للتعليم من أثر في توعي ــة الفت ــاة ورفع مسـ ـ ـ ــتوى تفكيره ــا ،وتوسـ ـ ـ ــيع
مداركها ،وجعلها أكثر استقاللية ،وقدرة على اتخاذ القرارات السليمة التي تخص حياتها االجتماعية.
ويفضـ ـ ي هذا التحليل إلى التس ــليم بأن محاربة الهدر املدرسـ ـ ي ،وتمكين الفتاة -إلى جانب الفتى-
من التعليم هو الحصن الول الذي يقي الطفالت من هذه الظاهرة.
1000
1473 416
500
83 12 4
0
ابتدائي إعدادي ثانوي كتاب/أولي جامعي
ابتدائي
%74,09
كتاب/أولي إعدادي
%0,60 %20,93
جامعي ثانوي
%0,20 %4,18
واقتناعا بهذا المر عملت رئاس ـ ـ ــة النيابة العامة كما س ـ ـ ــلف بتاريخ 01مارس 2020على توقيع
اتفــاقيــة إطــار للش ـ ـ ـ ـراكــة والتعــاون مع وزارة التربيــة الوطنيــة والتكوين املنهي والتعليم العــالي والبحــث
العلمي في مجال إلزامية التعليم الســاس ـ ي من أجل الحد من الهدر املدرس ـ ي للوقاية من زواج القاصــر
تنفيذا إلعالن مراكش ،2020والتي تروم القضـ ــاء على السـ ــباب املؤدية إلى الهدر املدرسـ ـ ي ،من خالل
تظ ــافر جهود الني ــاب ــات الع ــام ــة ب ــاملح ــاكم ،و الك ــاديمي ــات الجهوي ــة للتربي ــة الوطني ــة والتكوين املنهي
والتعليم العالي والبحث العلمي ،وتعبئة مواردهما ،وتوحيد اس ــتراتيجياتهما في هذا الص ــدد ،وكل ذلك
119
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
بعدما تم الوقوف بش ـ ــكل جلي على أن أغلب حاالت الهدر املدرسـ ـ ـ ي تقف وراءها أس ـ ــباب موض ـ ــوعية
ذات طابع اقتصادي واجتماعي ،وهو ما أكدته الدراسة الحالية.
لقد ثبت من خالل املعطيات املرص ــودة أن هناك عالقة عكس ــية بين تطور مس ــتوى التعليم
والخدمات التعليمية ،وزواج القاص ـ ـ ـ ـرات ،فكلما ارتفع الول انخفض الثاني ،وكلما ارتفعت نس ـ ـ ـ ــب
الهدر املدرس ي إال وصاحبه ارتفاع في نسب زواج الطفالت ،لذلك هدفت الدراسة امليدانية إلى البحث
في أســباب مغادرة الطفالت املتزوجات املســتجوبات ملقاعد الدراســة ،104فكانت محصــلة أجوبتهن كما
يلي:
104يالحظ أن عدد السباب املحصية في املبيان التفصيلي لسباب االنقطاع عن الدراسة تفوق عدد الحاالت املستجوبة ،وذلك راجع التحاد مجموعة من السباب التي تدفع بالقاصر
إلى مغادرة مقاعد الدراسة.
120
0
100
200
300
400
500
600
700
800
900
مخاوف أمنية
202
121
اضطرارها لإلعتناء بأسرتها
107
73
بسبب الزواج
أسباب انقطاع القاصر عن الدراسة
7
اليتم
6
العنف المدرسي
3
التحرش الجنسي
3
أسباب صحية
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يسـ ــتنتج أن السـ ــبب السـ ــاس ـ ـ ي في مغادرة الطفالت ملقاعد الدراسـ ــة ،ليسـ ــقطن فريسـ ــة الزواج
املبكر ،يرجع أسـ ــاسـ ــا لعدم اس ــتفادتهن من خدمات تعليمية مالئمة ،إذ ظهر من خالل اإلحصـ ــائيات
املبينة أعاله أن أهم سـ ــبب في الهدر املدرس ـ ـ ي هو عدم القدرة على الوصـ ــول إلى املؤس ـ ـسـ ــة التعليمية
لسباب مادية صرفة إما بسبب:
عدم توفر املنطقة التي تقطن بها القاصر على خدمات النقل املدرس ي ،أو عدم االستفادة
منها الذي حل في الرتبة الولى بين أسباب االنقطاع ب 833حالة؛
عدم وجود املؤس ـســة التعليمية بمنطقتها مما يحتم عليها االنتقال إل ـ ـ ـ ـ ــى جماعة أخرى ب
808حالة؛
عــدم القــدرة على تحمــل تكــاليف الــدراس ـ ـ ـ ــة بجمــاعــة أخرى غير الجمــاعــة التي تقطن بهــا
القاصر ب 625حالة؛
عدم االستفادة من خدمات اإليواء املدرس ي ب 366حالة؛
أسباب مادية
عدم وجود المؤسسة التعليمية بمنطقتها مما عدم القدرة على تحمل
يحتم عليها االنتقال إلـى جماعة أخرى
تكاليف الدراسة بجماعة
%30,70
أخرى
%23,75
أما السـ ـ ـ ــباب الذاتية أو الشـ ـ ـ ــخصـ ـ ـ ــية 105التي تدفع الفتيات إلى مغادرة مقاعد الدراسـ ـ ـ ــة فقد
توزعت بين:
105أدرج عاملي عدم منحها االنتقال إلى مؤسسة أقرب ،وكثرة غياب الساتذة بالظروف الشخصية ،نظرا لكون السببين وإن كانا مرتبطين باملنظومة التعليمية إال أنه يمكن التغلب
عليهما دون الحاجة إلى مغادرة الدراسة من خالل برامج دعم التمدرس.
122
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
123
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أما توزيع تلك السباب بنسبة مئوية فقذ أنتجت النسب التالية:
عدم اإلستفادة
من اإليواء
المدرسي
%9,35
وتؤكد هذه املعطيات اإلحصـ ـ ـ ــائية أن توفير الخدمات التعليمة املناسـ ـ ـ ــبة ،أو التي تدعم تعليم
الفتيات ،خاصة خدمتي اإليواء والنقل املدرسيين ،كفيل -ولحد كبير جدا -بالحد من الهدر املدرس ي،
وبالتالي الحد من ظاهرة زواج القاص ـ ـرات ،خاص ـ ــة إذا تم اس ـ ــتحض ـ ـار بعد املس ـ ــافة بين املؤس ـ ـسـ ــات
التعليمية ومقرات سكن القاصرات ،والذي توضحه اإلحصائيات التالية:
124
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
املسافة إلى أقرب مؤسسة تعليمية أو للتكوين املنهي أو دار الطالبة أو النادي النسوي
1600
1467
1400
1130
1200
1000
801
774
774
758
800
689
647
641
572
600
428
396
400
336
308
249
239
235
229
183
148
145
140
200
139
118
111
91
84
75
72
70
70
69
59
55
53
53
43
34
18
6
4
0
0
أقل من كيلومتر واحد من 1إلى 2كلم من 2إلى 3كلم من 3إلى 5كلم من 05إلى 10كلم من 10إلى 20كلم أكثر من 20كلم
125
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
نسبة % 0,19من القاصرات يلزمهن قطع أكثر من 20كلم للوصول إلى أقرب مدرسة
ابتدائية إلى سكنهن؛
نسبة % 0,28منهن يلزمهن قطع ما بين 10و 20كلم؛
نسبة % 8,58يقطعن ما بين 03و 05كلم للوصول إلى أقرب مدرسة؛
نسبة % 11,20يقطعن ما بين 02إلى 03كلم؛
نسبة % 26,80تفصلهن عن أقرب مدرسة مسافة تتراوح بين 01كلم وكيلومترين اثنين؛
نسبة % 52,95يقطعن مسافة أقل من كلم واحد؛
أكثر من 20كلم
%0,19
126
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
من 10إلى 20كلم
أقرب ثانوية إعدادية %34,85
أكثر من 20كلم
%21,65
127
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أقرب دارطالبة
من 10إلى 20كلم
%36,53
أكثر من 20كلم
%31,18
128
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أكثر من 20كلم
%69,96
أقل من كيلومتر
من 5إلى 10كلم واحد
%11,07 %6,77
129
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وتظهر هذه املس ــافات أوال حجم املش ــاق التي تتكبدها القاصـ ـرات للوص ــول إلى أقرب مؤسـ ـس ــة
تعليميــة أو تربويــة مالئمــة ،كمــا يظهر منهــا أنــه كلمــا انتقلنــا من مرحلــة تعليميــة إلى أخرى ،إال وزادت
املسافة –عموما -الواجب قطعها للوصول إلى هذه ملؤسسات ،ويشكل ذلك ضغطا كبيرا على السر،
ويجعل السباب املادية السابق ذكرها موضوعية جدا.
وتزيد طبيعة الطريق الرابطة بين تلك املؤسسات ومنازل القاصرات في تأزيم أوضاعهن
التعليمية ،إذ أن أغلبها عبارة عن مسالك غير معبدة ،علما أن اإلقليم يتسم بطبيعته الجبلية
القاسية.
3- 3 – 1االستفادة من برنامجي اإليواء وتيسير
لقد أظهرت املعطيات سالفة الذكر أن التعليم له تأثير كبير على انخفاض أو ارتفاع عدد
حاالت زواج القاصر ،فكلما ارتفع املستوى التعليمي كلما انخفضت احتمالية تزويج الفتاة قبل بلوغها
سن الرشد ،وكلما انخفض زادت احتمالية زواجها.
وفي هذا اإلطار بغية الرفع من نسب التمدرس والحد من الهدر املدرس ي ،اعتمدت اململكة
على مجموعة من البرامج ملحاربة الهدر املدرس ي ،تروم تخفيف العباء املادية على السر ،وتقرب
الخدمات التعليمية من الناشئة ،وهو ما مكن من الرفع من نسب التمدرس ،وبالتالي التخفيض من
نسب الفتيات اللواتي ال يلتحقن باملدرسة مطلقا ،أو التلميذات اللواتي يغادرن مقاعد الدراسة،
وبالتالي التخفيض من احتمالية وقوعهن ضحية الزواج املبكر.
غير أن محدودية االستفادة من تلك البرامج خالل السنوات التي غطتها الدراسة ،106أدت إلى
وجود العديد منهن خارج املسار التعليمي.
فعلى مستوى خدمات اإليواء املدرس ي ،فإن نسبة % 3.76من القاصرات اللواتي سبق أن
تمدرسن ،أفدن أنهن استفدن من خدمات اإليواء املدرس ي ،في مقابل %96.24منهن لم يستفدن من
106لقد أظهرت اإلحصائيات التي تنشرها وزارة التربية الوطنية أن عدد املستفيدين من البرامج الهادفة إلى دعم التعليم عرف ارتفاعا ملحوظا خالل السنوات الخيرة مما نتج عنه
انخفاض كبير في نسب الهدر املدرس ي.
130
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
هذه الخدمة ،في الوقت الذي احتل فيه سبب عدم االستفادة من خدمات اإليواء املرتبة الرابعة في
ترتيب السباب املادية املؤدية إلى االنقطاع عن الدراسة.
االستفادة من اإليواء
ال
%96,24
نعم
%3,76
أما على مستوى برنامج تيسير107؛ فإن نسبة %11.34استفدن من املساعدات املالية املقدمة
عبر برنامج تيسير ،في حين أن % 88.66منهن لم يستفدن من خدمات هذا البرنامج.
نعم
%11,34
107برنامج "تيسير" للتحويالت املالية املشروطة :برنامج يقدم دعما ماليا لألسر املعوزة ،بهدف الحد من ظاهرة الهدر املدرس ي ،من خالل القضاء على بعض العوامل ،التي تعيق ولوج
أبناء هذه السر للتعليم اإللزامي واملواظبة عليه ،ويعتبر من بين خدمات الدعم االجتماعي املعتمدة في إطار جهود الحكومة الرامية ،إلى إصالح املنظومة التعليمية ،وتجسيد الرؤية
التي بلورها املجلس العلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،والتي تكمن في خلق مدرسة ترتكز على الجودة واإلنصاف وتكافؤ الفرص.
131
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
132
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1- 1- 2الدافع إل ـى الزواج
أظهرت اإلحصائيات املتوصل إليها أن السباب السوسيوثقافية هي املهيمنة على اتخاذ القرار
بالزواج املبكر ،108من بين مجموع السباب املؤدية إلى هذا النوع من الزيجات ،والتي جاءت عدديا
كاآلتي:
ويظهر مما سلف أن ثالثة أسباب رئيسية هي :العراف والتقاليد ،والعالقات العاطفية،
والقناعات الدينية شكلت في مجموعها أكثر من % 76من النسبة العامة لتلك السباب ،وهو ما يبرزه
الرسم البياني أدناه:
قناعة دينية
تجنب الفضيحة %14,60
مخاوف أمنية
%0,11
%0,95
108يالحظ هنا أن عدد الجوبة املستقاة واملعتمدة في الدراسة تفوق 2300جوابا ،أي أنه يفوق عدد القاصرات اللواتي كن موضوع الدراسة امليدانية ،والسبب في ذلك راجع إلى أن
العديد من الحاالت عرفت اتحادا لسباب عدة دفعتها للزواج ،وهذا ما يفسر التبيان بين العدد االجمالي لألسباب املعتمدة وعدد القاصرات املتزوجات املستجوبات
133
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ذلك أن العراف االجتماعية الصارمة ،املتعلقة بالنوع االجتماعي تعتبر أهم العوامل املؤدية
إلى حدوث هذا النوع من الزيجات ،إذ إن فكرة الزواج املبكر تعد راسخة في ذهن املجتمع ،ومتأصلة،
ومتجذرة فيه ،ويكاد يكون مجمعا عليها من قبل أكثر فئات املجتمع وطبقاته ،فهي منتشرة ليس فقط
بين الفقراء ،ولكن أيضا بين السر امليسورة ،وحتى املتعلمة منها.
بل إنه في بعض املناطق يصبح الزواج املبكر هاجسا لدى السرة والفتاة معا ،فهو عالمة على
الرقي املجتمعي ،والنجاح في التربية ،ودليل على رفعة مكانة العائلة وسط البلدة أو القبيلة ،فالسر
املعروفة واملحترمة يقبل الراغبون في الزواج على بناتها مبكرا حتى يظفروا باملصاهرة معها.
وقد أبانت الدراسة امليدانية عن تجذر هذه الظاهرة في بعض املناطق إلى درجة تأسيس
قاعدة عرفية ،مفادها أن الفتاة التي وصلت إلى سن الثامنة عشر دون زواج ،تصبح في حكم العانس،
وال يكون أمامها سوى االرتباط بشخص مطلق ،أو أرمل ،أو كبير في السن راغب في التعدد.
وتزيد الصورة النمطية حول دور النساء داخل املجتمع ،وفي املنزل -التي تقوم على اعتبار
املجال الطبيعي للمرأة هو االعتناء بالسرة ،وتربية الطفال -في تثبيت هذه الظاهرة ،فيرى الكثيرون
أن أهم قيمة للمرأة هي قيمتها كزوجة ،وكأم ،وبالتالي فإن الفتيات اللواتي لم يتزوجن سيواجهن وصمة
العار .مما يجعل الزواج ،ينتقل من كونه وسيلة الستمرار املجتمع ،إلى غاية في ذاته ،فيكون اغتنام
أول فرصة تتاح أمام الطفلة لتحقيق ذلك ،منتهى النجاح.109
ويزداد المر تعقيدا حين تغلف هذه التقاليد بمسوغات وتفسيرات دينية قائمة على نصوص
إما أس يء فهمها ،أو استدل بها في غير محلها ،وتساندها فوض ى الفتوى التي تغذيها بعض مواقع
التواصل االجتماعي ،وصفحات النترنيت التي أصبحت لدى الكثيرين املصدر الول للمعلومة ،الش يء
الذي يجعل الكثيرين يعتقدون أن الزواج املبكر هو فرض وواجب ،فينساقون وراءه.
وإذا كانت بالدنا قد انخرطت في تجديد الهياكل الدينية ،وإعادة قراءة املوروث الديني ،وفق
العقيدة اإلسالمية الوسطية السمحة ،التي يجسدها املذهب املالكي ،والعقيدة الشعرية؛ فإن هذا
109يالحظ أن هذه الصورة النمطية والزواج املبكر مرتبطين بعالقة تفاعلية فكل منها تغذي الخرى ،إذ يالحظ أنه كلما كانت السرة غارقة في هذا التصور الرجعي لدور املرأة كلما
ارتفعت داخل أعضائها نسبة الزواج املبكر سواء كن فتيات مقبالت على الزواج ،أو ذكورا يسعون بدورهم للزواج من قاصرات ،والزواج املبكر نفسه يساهم في تكريس هذه الصورة
البالية التمثالت املجتمعية لدور املرأة والرجل.
134
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
املوضوع بالذات ظل مغيبا عن النقاش الفقهي املعاصر ،أو على القل لم يحظ بالنقاش الكافي،
والحال أن البعد الديني هو أهم املكونات الفكرية ،والركان البانية للهوية املغربية110.
وتأتي بعد العراف السائدة ،السباب االقتصادية ،التي تختصر في الفقر والهشاشة ،لتشكل
الحلقة الثانية في سلسلة السباب املؤدية إلى هذه الظاهرة.
ويحتل الفقر املرتبة الثالثة بين السباب الدافعة إلى الزواج املبكر ،بنسبة ،% 11 ,37 :إذ أن
الفقر والهشاشة يعدان من أهم الدوافع التي تدفع السر إلى القبول بتزويج الفتاة وهي مازالت قاصرا،
فذلك يعني بالنسبة لسرة فقيرة أنها ستتخلص من تكاليف رعاية القاصر املتزوجة ،وستوجه
املصاريف املخصصة لها ،لتغطية احتياجات أخرى.
ثم إن تزويج اإلبنة ،يصبح في هذه الحالة مشروعا اقتصاديا ،سيدر منافع مالية على السرة،
ويساعدها في تحسين أوضاعها املعيشية ،إما بسبب التخفيف من العباء املالية لألسرة ،أو بفضل
املساعدات التي تطمح السرة الحصول عليها من الزوج وعائلته.
أما الظروف االجتماعية القاسية داخل السرة ،والتي تجلت في أنواع مختلفة من الظروف
توزعت بين اليتم ،وطالق البوين ،واالضطرار إلى العيش مع أشخاص آخرين ،وعموما كل وضعية ال
توفر االستقرار النفس ي ،والعاطفي ،واالجتماعي للقاصر ،فقد استقرت نسبتها في .%10.81:
أما املخاوف المنية ،والتي تتجلى في الخوف على السالمة الجسدية للقاصر ،أو الخوف من
الوقوع مستقبال في مشاكل تتعلق بالعرض ،وكذا تجنب الفضيحة بسبب عالقات جنسية خارج إطار
الزواج ،سواء كانت رضائية 111أو غير رضائية فهما سببان يأتيان في املرتبة الخيرة.
ُ
110ورد في جواب املجلس العلمي العلى على استفتاء أمير املؤمنين حول املصالح املرسلة" :إن مثل هذه القواعد حينما تتقص ى وتحلل يمكن أن تصير إطارا للنظر الشرعي في تحقيق
املصلحة التي تالبسها دواع ذاتية وأخرى موضوعية اقتصادية أو اجتماعية تقتض ي مراعاتها.
إن نجاح عملية سن قوانين كفيلة بملء الفراغ القانوني في املجال الذي تنظمه رهين بقدرة تلك القوانين على تحقيق العدل وإبراز استفادة املجتمع من تلك القوانين ،وذلك كله مرتهن
بموقف اإلنسان من القوانين وتجاوبه معها واقتناعه بجدواها ،وال يتحقق ذلك إال إذا كانت القوانين معبرة عن قيم املجتمع وتصوراته الدينية ومفاهيمه الخالقية والسلوكية،
حينذاك فقط تتجه إرادة اإلنسان إلى احترام تلك القوانين فيطبقها على نحو ما يقع حاليا حينما يحرص اإلنسان املسلم على إخراج زكاة ماله طوعا ،وإن كانت القوانين ال تطالبه بها،
وعلى نحو ما كان يقع في فترات كثيرة من تقديم اإلنسان نفسه إلى الحاكم طالبا أن يطهر من ذنب أتاه.
وبهذه امليزة املتمثلة في قدرة الدين على مد رباط شعوري حميمي بين اإلنسان والقانون ،كان الدين أقوى مؤيدات القانون وأهم ضمان الحترامه وللصدق في تطبيقه".
-فتوى املجلس العلمي العلى بتاريخ 21أكتوبر ،2005جوابا عن استفتاء أمير املؤمنين بمناسبة افتتاح الدورة الولى لشغال املجلس العلمي العلى بتاريخ 8يوليوز .2005منشورة
بموقع وزارة الوقاف والشؤون اإلسالمية التالي.habous.gov.ma :
111مفهوم الرضائية هنا ال ينصرف إلى مفهومه القانوني الذي يكون منعدما أو ناقصا لدى القاصر ،وإنما يقتصر على مدلوله اللغوي واالجتماعي.
135
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
اعتمد هذا العنصر في املؤشر الخاص بكيفية إبرام الزواج ،ملا له من بالغ الثر في بيان
الكيفية الحقيقية التي رتب بها هذا الزواج قبل الوصول إلى مرحلة توثيقه.
وقد بينت اإلحصائيات املستخلصة من الدراسة أن الشخص الذي اقترح فكرة الزواج بداية
يكون في الغالب أجنبي عن الطرفين ،112إذ كانت النتائج املحصل عليها كاآلتي:
مقترح الزواج
1456
1600
1400
1200
1000
800 518
600
400 174 152
200
0
شخص آخر القاصر األب األم
هذا االرتفاع في عدد الزيجات التي عقدت بناء على وساطة شخص أجنبي عن السرة في إبرام
هذا الزواج ،يؤكد بامللموس أن الزواج أصبح لدى الكثير من العائالت –كما سبقت اإلشارة إلى ذلك-
غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة لتطوير املجتمع والرقي به.
وشكلت نسبة الزيجات التي عقدت بناء على مقترح شخص أجنبي عن السرة % 63,30مقابل
نسبة % 7,57من الزيجات التي عقدت بناء على اقتراح الب ،و % 6,61فقط هي التي كانت من اقتراح
الم.
112أبرزت الدراسة أن املناطق النائية تعرف عدة ظواهر تؤدي إلى هذا النوع من الوساطة ،حيث يوص ي العديد من الشخاص فقيه الدوار أو عون السلطة أو أعيانه بالبحث له عن
فتاة مناسبة للزواج ،فيقترحون فتاة معينة بناء على مخالطتهم للساكنة ،وقد تكون الوساطة لفائدة الصدقاء أو الصهار أو أفراد العائلة ،لكن الظاهرة الخطيرة هي قيام العديد من
الشخاص من ساكنة املدن بالتوجه إلى تلك املناطق بحثا عن زوجات لم يسبق لهن وال لعائلتهن أن كانوا على معرفة مسبقة بهم ،وما تجب اإلشارة إليه أنه لم يسجل وجود أي وساطة
مبنية على مقابل.
136
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أما عدد الزيجات التي كانت مبنية على اقتراح مباشر من القاصر نفسها ،فقد بلغت نسبتها:
.22,52%
مقترح الزواج
القاصر
%22,52
شخص آخر
%63,30
األب
%7,57
األم
%6,61
وهذا يؤكد ما لوحظ من تنامي رغبة الفتيات القاصرات أنفسهن في هذا النوع من الزواج،
متأثرات في ذلك باملحيط السوسيوثقافي واالقتصادي الذي يعشن فيه ،فيصبحن مؤيدات لهذا النوع
من الزواج ،ويصررن عليه إصرارا ،وهو ما يتأكد أكثر من إحصائيات االستبيان املتعلق بمتخذ القرار
بهذا الزواج.
أثبتت الدراسة امليدانية أن أغلب القاصرات املتزوجات هن من اتخذن القرار بهذا الشأن ،113ولم
يتعرضن لي ضغوطات للقبول به ،فكانت النتيجة املتوصل إليها بخصوص هذا املوضوع هي:
2500 متخذ قرارالزواج
2207
2000
1500
1000
113لقد الحظ فريق العمل من خالل النقاش مع القاصرات املستجوبات على أنه وإن كن موافقات على هذا النوع من الزواج فإن موافقتهن لم تتبلور إال بعدما الحظن عدم معارضة
أوليائهن عليه ،مع إصرارهن على أنهن لو أبدين رفضها ما كان هؤالء ليجبرهن على الزواج بل كانوا سيحترمون رغبتهن ،وقد كانت صيغة السؤال املوجه إليهن هي - :من اتخذ القرار
بقبول الزواج؟
-لو كنت قد رفضت الزواج ،هل كانوا سيزوجونك بالرغم من ذلك؟ فكان جوابهن ال.
137
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وهذا يثبت ما سبق الوقوف عليه من كون رغبة الفتاة نفسها هي دافع قوي جدا لهذه
الظاهرة.
ولعله قد يتبادر هنا إلى الذهن أن هذه املعطيات اإلحصائية تتعارض ظاهريا مع اإلحصائيات
الخاصة بمتخذ القرار في البيت.
إال أنه بتحليل دقيق للمعطيين ،والتدبر فيهما يتضح أنهما يسيران في نفس السياق ،وما يظهر
من سيطرة إلرادة القاصر على هذا املوضوع ،إنما يرجع إلى طبيعة التنشئة داخل السرة التي تقوم
على احترام رب السرة الذي يتولى شؤونها ،فتصبح وجهة نظره هي نفسها التي تتبناها كامل السرة،
وهو ما يظهر في شكل مفاهيم اجتماعية تحظى بنوع من القداسة ،مثل مسألة السعي لنيل ''رض ى
الوالدين'' وتجنب ''سخطهما'' ،وهو أمر ال يتحقق فقط في املنظور االجتماعي باالمتثال لوامرهما
وطاعتهما ،بل يتمثل أساسا في القيام بكل ما يعتبرانه صوابا ،وبكل ما يدخل عليهما السرور والفرح.
وبالتالي فإن موافقة القاصر هذه على الزواج -وإن كانت هي الغالبة -فإنها في حقيقة المر
َ
مجرد ت َج ٍل إلرادة السرة نفسها ،وامتثال لقيم وتمثالت اجتماعية تم غرسها فيها على مدى سنوات
حياتها ،من خالل تربية وتنشئة تستجيب بصرامة لضوابط تقليدية محافظة ،تعتبر نشوزا كل خروج
عن النسق العام الذي تسير عليه السرة أو القبيلة ،يسبب ازدراء لصاحبه ويوصمه بوصمة العار،
الش يء الذي يجعل أولئك الفتيات -وبطريقة آلية -يتبنين تلقائيا وجهة نظر رب السرة ،وينسقن مع
نسقه الفكري بدون تردد.
138
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
إن البحث على أصل العالقة التي تجمع بين القاصر وزوجها قبل إبرام عقد الزواج ،من شأنه
تأكيد أو نفي الدوافع السوسيوثقافية للزواج املبكر.
وقد أظهرت أجوبة املستجوبات أن عالقتهن بأزواجهن قبل االرتباط بهم توزعت بين من لم
يسبق لهن أن تعرفن عليه من قبل ،وهن من شكل الغلبية في هذه النقطة ،وبين من كن على عالقة
بهم قبل الزواج ،وأخريات توزعت عالقتهن مع أزواجهن بين العالقات العائلية وعالقات الجوار، 114
وهو ما يوضحه املبيانان التاليان:
600 1160
400
601
200
473
342
0
كانت على لم يسبق لها رابطة عالقة جوار
كانت على عالقة معه عالقة معه التعرف عائلية
%23,33 عليه
وعليه فإن نسبة القاصرات اللواتي يجهلن تماما أزواجهن قبل أن يتقدموا إلى خطبتهن بلغت:
،% 45,03مقابل % 23,33اللواتي كن على عالقة مع خطابهن قبل أن يتقدموا لطلبهن للزواج.
ومن خالل تحليل دقيق لهذه املعطيات ،يظهر أن أغلب القاصرات املتزوجات لم يسبق لهن
التعرف على الخاطب قبل تقدمه للزواج منهن ،وقد بلغ عدد املستجوبات اللواتي يدخلن ضمن هذه
114يالحظ أنه في هذه النقطة أيضا أن عدد الجوبة املحصل عليه الذي بلغ 2576 :يفوق عدد القاصرات املستجوبات البالغ عددهن 2300حالة ،والسبب في ذلك أن العديد من
القاصرات اللواتي لهن عالقة سابقة مع الخاطب ،يكن على عالقة معه من أوجه أخرى ،فيكون مثال فرد من العائلة أو جار لها ،ونتيجة اعتماد كل هذه السباب فإنه بالضرورة يكون
مجموعها أكبر من مجموع القاصرات املستجوبات.
139
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
الحالة 1160 :أي ما يشكل حوالي نصف املستجوبات بنسبة إجمالية بلغت ،% 45.03فيما بلغت
نسبة القاصرات اللواتي كن على عالقة خاصة بأزواجهن قبل الزواج ،% 23,33 :فيما عالقتي الجوار
والعالقات العائلية مجتمعتين كان نصيبهما هو.% 23,44 :
وعند مقارنة هذه اإلحصائيات مع اإلحصائيات الخاصة بصاحب مقترح الزواج سيالحظ أنها
تتماش ى معها بشكل كبير ،إذ أن نسبة الزيجات التي كانت من اقتراح القاصر نفسها ،لم تتجاوز 22,52
،%في مقابل % 63,30كانت من اقتراح شخص آخر ،وهذا يثبت أن أغلب هذه الزيجات إنما كانت
زيجات رتبت بطريقة تقليدية ،وتحكمت فيها مختلف السباب السابق اإلشارة إليها.
2- 2خصائص الخــاطب
إن زواج القاصر هو معادلة مكونة من جزأين ،أولهما القاصر الضحية نفسها ،والتي انصبت
عليها جل الدراسات التي تناولت هذا املوضوع ،بينما الجزء الثاني والذي هو الزوج املقبل على اختيار
قاصر كشريكة لحياته ظل مغيبا عن هذا النقاش ،لذا فإن اعتماد معطيات الخاطب ضمن مؤشرات
الدراسة يعتبر بالغ الهمية.
والسبب الدافع إلى اعتماد هذا املؤشر هو ما تم استقاؤه من مختلف محاكم اململكة ،من
التباين الكبير في العديد من الحاالت بين سن القاصر وسن الخاطب ،إذ إنه إذا كان سن أغلب
املتزوجات يتراوح بين 16و 17سنة ،فإن سن أزواجهن يتراوح بين 18سنة فما فوق دون تحديد لفئة
عمرية بعينها ،حيث يغطي كل الفئات العمرية.
كما تتنوع املشارب الثقافية واالجتماعية لهؤالء الذين تبين أنهم يتوزعون على كل الفئات
االجتماعية بمن فيهم أولئك الذين يفترض أنهم ينتمون إلى "فئة املثقفين" ،من رجال تعليم وفقهاء،
وموظفين وغيرهم ،الش يء الذي يؤكد على أهمية أسباب أخرى تؤثر بشكل أو بآخر في تفش ي ظاهرة
زواج القاصرات.
لذا فإن الدراسة تناولت في قسم هام منها البحث في:
140
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
مستواه التعليمي؛
وضعه العائلي؛
وضعه االقتصادي؛
1- 2- 2السن
من خالل توزيع سن خاطبي/أزواج القاصرات موضوع الدراسة على ست فئات عمرية ،تغطي
ما بين أقل من عشرين سنة إلى غاية أكثر من أربعين سنة ،تبين أن الفئات الكثر إقباال على هذه النوع
من الزواج هي الفئات التي يتراوح عمرها بين عشرين وخمس وثالثين سنة ،بينما الفئات العمرية القل
من عشرين سنة وما فوق أربعين سنة هي الفئات القل زواجا من قاصرات ،وفق ما يوضحه املبيان
التالي:
سن الخاطب
1200
1000 963
800 763
600
400 393
200
101
0 45 35
أقل من 20سنة بين 20و 25سنة بين 26و 30سنة بين 31و 35سنة بين 36و 40سنة أكثر من 40سنة
141
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وبذلك يكون فارق السن بين الطرفين الكثر انتشارا هو ما بين خمس سنوات إلى خمسة
عشر سنة ،إال أنه رغم ذلك ،فإن فارق السن املمتد بين خمسة عشر سنة وعشرين سنة له حضور
معتبر ،ويلخص املبيان التالي ذلك:
فارق السن
1000
872
900
800 811
700
600
500
400
300 302
239
200
100
76
0
أقل من 5سنوات من 5إلى 10سنوات من 10إلى 15سنة من 15إلى 20سنة أكثرمن 20سنة
واملالحظ هنا أن النسبة العامة للخاطبين الذين يكبرون القاصرات اللواتي تزوجوا منهن بأقل
من خمس سنوات لم تتجاوز ،% 10 ,39أما أولئك الذين يكبرون زوجاتهم بأكثر من عشرين سنة
فلم تتعد ،% 3,30بينما الفئات الخرى ذات فارق السن املمتد ما بين خم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس وخمسة عشر سنة
استحوذت على ما نسبته .115 73,17%
فارق السن
من 5إلى 10سنوات
%37,91 من 10إلى 15سنة
%35,26
115تجدر اإلشارة إلى أن قضاة النيابة العامة املكلفين بأقسام قضاء السرة من خالل واقع املمارسة القضائية بعد تأسيس رئاسة النيابة العامة ال يتوانون في التماس رفض الطلب
متى تبين لهم أن فارق السن بين القاصر والخاطب يتجاوز عشر سنين ،وهو ما أصبح القضاة املكلفين بالزواج يستجيبون له.
142
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ولعل هذا راجع إلى مدى استعداد الزوج لإلنفاق على أسرته ،كما ظهر من خالل تحليل
معطيات اإلنفاق على السرة التي أظهرت أن الب هو املكلف لوحده -في الغالب -بهذا المر ،مما يؤخر
سن الزواج لدى الذكور إلى سن متقدمة مقارنة بالقاصرات ،وهو ما يعزى بدوره إلى الصورة النمطية
لدور الرجل واملرأة داخل املجتمع ،املبنية على تقسيم صارم للمهام تسند للرجل مهمة "القوامة".116
بينما تسند للمرأة مهام االعتناء بالزوج والبيت والطفال ،كما يتحكم في هذا المر -ولو بنسب
متفاوتة -مدى استعداد عائلة الزوج الستقبال عنصر جديد ضمن أفراد العائلة ،بل ومدى احتياجها
ملساعدة إضافية في االعتناء بالبيت وأفراد العائلة ،كما سيظهر الحقا من خالل تحليل معطيات سكن
القاصرات ونشاطهن املنهي بعد الزواج.
كما سبق اإلشارة إلى ذلك ،فإن املستوى التعليمي له بالغ الثر في مدى ارتفاع أو انخفاض
ظاهرة زواج القاصرات ،وهذا المر ال يتعلق فقط بالقاصرات وأسرهن ،بل أيضا بالنسبة للطرف
الثاني في املعادلة الذي هو الزوج.
ابتدائي; 840
إعدادي; 705
900
800
700
600
ال شيء; 311
500 ثانوي; 227
400
جامعي; 122
300 أولي/كتاب; 95
200
100
0
116مفهوم القوامة هنا ال عالقة له بمفهومه الديني القائم على أسس العدل واملساوة ،مصداقا لقوله صل هللا عليه وسلم" :النساء شقائق الرجال في الحكام" ،وإنما ينصرف إلى
مفهوم اجتماعي يكاد يكون طبقيا ،بحيث إن القوامة في املفهوم العامي يفيد لدى الكثير من الفئات االجتماعية الخضوع لسيطرة الرجل سواء كان أبا أو أخا أو زوجا أو صهرا ،وحتى
ابنا في وقت الحق.
143
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وقد أبان الوقوف على املستوى التعليمي لهؤالء الزواج أن هناك شبه تطابق بين اإلحصائيات
املتوصل إليها بخصوص تمدرس القاصرات موضوع الدراسة وأزواجهن ،بحيث أن عدد القاصرات
الالئي لم يسبق لهن التمدرس بلغ 304فتاة ،بينما بلغ عدد الزواج الذين لم يسبق لهم التمدرس 311
زوجا ،أما أولئك الذين غادروا مقاعد الدراسة خالل املرحلة االبتدائية فبلغ عددهم 840زوجا ،في
حين بلغ عدد القاصرات املنقطعات عن الدراسة بالنسبة لنفس املستوى ،1473وبالنسبة للمستوى
اإلعدادي فقد بلغ عدد القاصرات املتسربات من النظام التعليمي ،416أما عدد الزواج خالل نفس
املرحلة فبلغ ،705في حين أن العدد خالل املرحلة الثانوية انخفض بالنسبة للقاصرات املتزوجات إلى
83حالة ،بينما ارتفع لدى الزواج إلى 227حالة ،ليرتفع هذا العدد بالنسبة لألزواج الذين وصلوا إلى
مستوى تعليمي جامعي إلى 122مقابل 04فقط بالنسبة للقاصرات.
فكشف البحث في توزيع الزواج بحسب مستواهم التعليمي ،عن التوزيع التالي:
ويؤكد ما سبق أن املستوى التعليمي للطرفين متقارب ،إذ بلغت نسبة الزواج الذين تراوح
مستواهم التعليمي بين من لم يلجوا قط إلى املدرسة ،وأولئك الذين غادروها قبل الوصول إلى املرحلة
اإلعدادية .% 54,17
ويعزى االرتفاع الذي يعرفه عدد الزواج في مستويات اإلعدادي والثانوي والجامعي مقارنة مع
الزوجات القاصرات إلى ما يلي:
تراجع بعض السباب الشخصية املؤدية للهدر املدرس ي بالنسبة للذكور مقابل اإلناث،
وخاصة السببين املتمثلين في رفض السرة لفكرة متابعة الدراسة ،واملخاوف المنية اللذين يؤثران
144
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
على املسار الدراس ي للفتاة بشكل أكبر بكثير من تأثيره على الفتيان ،لكون السر ال تخاف على أبنائها
بنفس الطريقة وبنفس القدر الذي تخاف على بناتها ،كما أنها تفضل تشجيع الفتيان على الدراسة،
رغبة منها في ضمان مستقبل أفضل لهم ،باعتبار أنهم سيتولون في املستقبل تسيير السرة ،ومن شأن
متابعتهم لدراستهم أن يساعدهم على ذلك ،على عكس الفتيات اللواتي سيكون مصيرهن -حسب
املعتقدات االجتماعية -الزواج واالعتناء بالبيت والسرة.
االعتقاد بأنه كلما ارتفع املستوى التعليمي للفتاة وإال قل احتمال تزويجها وهي قاصر،
وعليه ،فإن عدد القاصرات املتزوجات اللواتي حصلن على مستوى تعليمي متقدم نسبيا منخفض،
باملقارنة مع اللواتي ليس لهن ذلك الحظ من التعليم ،على عكس الذكور الذين يحبذون –مهما ارتفع
مستواهم التعليمي -الزواج من قاصرات تماشيا مع العراف والتقاليد السائدة بخصوص سن الزواج.
3 -2- 2املهنة
إن تحليل النشاط املنهي لزواج القاصرات يكشف عن حقيقة الوسط الثقافي الذي يقبل على
هذا النوع من الزواج ،ويشكل حاضنة له.
وقد أظهرت اإلحصائيات التي تم تجميعها أن املشتغلين في قطاع البناء يأتون في مقدمة
املقبلين على الزواج من قاصرات بما مجموعه 457 :حالة زواج ،يليهم املستخدمين ب 332 :حالة،
فالحرفيين ب 319 :زيجة ،فاملياومين بما مجموعه 201 :حالة زواج ،ثم التجار ب 165 :حالة ،بينما
حل الفالحون في املرتبة السادسة ب 141 :حالة ،ويأتي من بعدهم العسكريون ب 117 :حالة.
145
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
مهنة الخاطب
بناء; 457
500
مهن أخرى; 415
450
400
مستخدم; 332
حرفي; 319
350
300
تاجر; 165
200 فالح; 141
عسكري; 117
150
عامل مهاجر; 72
100
رجل تعليم; 36
إمام مسجد; 22
مقاول; 11بدون مهنة; 12
50
0
146
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وإن كــان يظهر أن أكثر املقبلين على الزواج من قــاص ـ ـ ـ ـرات يمتهنون مهنــا يفترض أنه ـا تنتمي إلى
فئات لم تتلق حظا وافرا من التعليم ،فإن ظهور فئة رجال التعليم والئمة ضـ ـ ـ ــمن فئة الزواج الذين
يقبلون على هذا النوع من الزواج ،إضـافة إلى فئات أخرى من املوظفين وذوي املهن الحرة ،يطرح أكثر
من تس ـ ـ ــاؤل حول الدوافع الحقيقية لهذا النوع من الزواج ،ويحيل بش ـ ـ ــكل مباش ـ ـ ــر وال لبس فيه على
السباب السوسيوثقافية ،التي سبق شرحها ،والتي ال تستثني أي فئة من املجتمع.
أضهر تحليل الوضع العائلي لزواج القاصرات املستجوبات ،أن أغلبهم لم يسبق لهم الزواج،
بنسبة وصلت إلى ، % 92,96أما املطلقون فقد استقرت نسبتهم في ،% 5 ,74 :في حين أن نسبة الرامل
منهم لم تتعد. % 0 ,30 :أما أولئك الذين تعددوا بالقاصر ،فقد استقرت نسبتهم في. 117 %01 :
استنتاجات
إن تحليل املعطيات الساسية الخاصة بالزواج تبين بامللموس أن:
117تجدر اإلشارة إلى أن املمارسة العملية أظهرت أن قضاة النيابة العامة املكلفين بأقسام قضاء السرة أصبحوا بمجرد ما يتبين لهم أن الخاطب متزوج ،وأنه يرمي إلى التعدد بالقاصر،
أو تبين أنه مطلق من زواج سابق بقاصر ،أو مطلق بطلب من الزوجة الولى بسبب العنف أو الهجر أو عدم اإلنفاق أو للغيبة ،أو لي سبب آخر يخش ى معه من سوء معاملته للقاصر
يلتمسون رفض الطلب.
147
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
الشـ ــخاص الذين يقبلون على الزواج من قاص ـ ـرات يتوزعون على كل الفئات العمرية،
إال أن أغلبهم ينتمي إلى الفئة العمرية املمتدة من عش ــرين إلى ثالثين س ــنة ،بينما الفئات العمرية لقل
من عشرين سنة وما فوق أربعين سنة هي الفئات القل زواجا من قاصرات؛
أن فــارق السـ ـ ـ ــن الغــالــب بين القــاص ـ ـ ـ ـرات املتزوجــات وأزواجهن هو الفرق املمتــد بين:
خمس وعشر سنوات ،ثم يليه فارق السن ما بين عشر سنوات وخمسة عشر سنة؛
املســتوى التعليمي للقاصـرات املتزوجات متقارب جدا مع املســتوى التعليمي لزواجهن،
بحيث إن % 54,17من هؤالء إما لم يس ـ ــبق لهم التمدرس ،أو انقطعوا عن الدراس ـ ــة قبل املس ـ ــتوى
اإلعدادي.
أغلــب املقبلين على هـذا الزواج يمــارسـ ـ ـ ــون مهنــا يمتهنهــا في العــادة أش ـ ـ ـ ـخــاص محــدودي
التعليم والثقافة ،مع وجود عدد ال يستهان به ممن يزاولون مهنا تفترض انتماءهم لفئة املثقفين؛
أغلب املتزوجين من قاصرات لم يسبق لهم الزواج ،بينما املطلقون والرامل املتعددون
لم تتجاوز نسبتهم.% 07,04 :
3- 2العائد االقتصادي من الزواج
إن اتحاد الدوافع االقتصادية والظروف االجتماعية يجعل من الزواج لدى فئة من السر
ً ً
مشروعا اقتصاديا ،وفرصة لتحسين الوضاع االقتصادية لألسرة ،إما من خالل العائدات املباشرة
املتوخاة من الزواج ،أو من خالل تخفيف أعباء السرة بإنهاء تحملها أعباء االعتناء بالقاصر ،الش يء
الذي يجعل من الهمية تحليل املتحصل عليه من هذا الزواج من مهر وهدايا ،وعائدات أخرى.
1 -3- 2املهر
تبين من خالل تحليل قيمة املهر الذي تحصلت عليه القاصر أو أسرتها من الزوج أنه يكون
رمزيا في أغلب الحيان ،تماشيا مع عادات املنطقة ،118إذ أن 1068من املستجوبات صرحن أنهن
قبضن مهرا يقل عن مبلغ ألف ( )1000.00درهم بنسبة بلغت ، % 46,43 :و 599منهن قبضن مهرا
- 118كشفت الدراسة امليدانية أن العادة جرت في إقليم أزيالل وأقاليم أخرى كثيرة باململكة على إبقاء الصداق ضمن طابعه الرمزي ،فال يتجاوز في أحيان كثيرة 50أو 100درهم،
وذلك تيسيرا لسبل الزواج وتخفيفا من أعبائه ،وكذا اقتداء بالسنة النبوية الشريفة في هذا الباب كالحديث املتعارف عليه بين الناس من قول رسول هللا صل هللا عليه وسلم{ :أقلهن
مهرا أكثرهن بركة}.
148
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
تتراوح قيمته بين ألف ( )1000.00درهم و ألفين وخمسمائة ( )2500.00درهم بنسبة بلغت 26,04
ً
،%أي أن نسبة من قبضن مهرا يقل عن مبلغ ألفين وخمسمائة درهم بلغت ،% 72,47 :بما مجموعه
1667حالة ،أما اللواتي حصلن على مهور تفوق قيمتها خمسة آالف ( )5000.00درهم فلم تتجاوز
نسبتهن ،% 2,83إذ لم يتعد عددهن 65 :حالة.
فرغم الهشاشة التي يعاني منها سكان املنطقة ،إال أنهم يحرصون على عدم املغاالة في تقدير
املهر ،ويشبهون الرفع من املهر بعمليات االتجار ،119الش يء الذي يزكي البعد السوسيو ثقافي املسيطر
على مفهوم املهر ،وعلى الزواج بصفة عامة الذي تتحكم فيه العوامل االجتماعية والثقافية بالدرجة
الولى.
119يربط العديد من المثال الشعبية بين الرفع من املهر واملتاجرة في البقار (بقرة وابنتها) ،كوسيلة لذم الرفع من قيمة املهر.
149
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
كما أظهرت اإلحصائيات املتوصل إليها ،أن القاصر نفسها هي التي تتسلم مهرها في أغلب
الحيان ،بمجموع حاالت بلغت 1841 :حالة ،بنسبة تجاوزت ،% 80مقابل 399حالة فقط تسلم فيها
الب قيمة املهر ،لينخفض هذا العدد إلى 39حالة بالنسبة لألم ،بينما 21حالة فقط هي التي تسلم
فيها شخص آخر املهر.
120من بين تلك المور التطبيب ،واقتناء ماشية للعروس ،واملساهمة في أعمال خيرية ،والتصدق به...
150
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
صرف املهر
1575
1600
1400
1200
1000
800 475
600
400 183 64 3
200
0
اقتناء لوازم مصاريف أخرى اقتناء لوازم العرس اقتناء لوازم األسرة أداء دين
القاصر
وتبقى هذه الحاالت الخيرة هي التي تدل بشكل مباشر على الطابع االقتصادي للزواج -رغم
ما يحتفظ به الصداق من قدسية -والتي تظهر من خالل باقي عائدات الزواج.
أظهرت النتائج املستخلصة ،أن من أهم العائدات التي تتلقاها السرة بمناسبة تزويج ابنتها
قاصرا هي مجموعة من الهدايا العينية ،121واملساعدات الدورية أو غير الدورية.
فبلغ عدد الزوجات القاصرات اللواتي يتلقين وعائالتهن هدايا 122من الزوج 2122حالة بنسبة بلغت
، % 92,26من القاصرات املستجوبات ،في حين لم تحصل على تلك الهدايا سوى 178حالة ،بنسبة
لم تتجاوز . % 7,73
أما القاصرات اللواتي حصلت عائالتهن على مساعدات دورية أو غير دورية من الزوج ،123فقد
بلغ عددهن ،1500مثل نسبة .% 65,21
121هنا الهدايا العينية ال تقتصر على مناسبة الخطوبة وعقد القران فقط بل تمتد قبل الزواج وبعده ،وتلك الهدايا ال تخص القاصر وحدها ،ولكن تستفيد منها السرة أيضا ،وقد
تم طرح السؤال على املستجوبات بالصيغة التالية :هل كان الزوج يحضر هدايا قبل الزواج وبعد الزواج إلى تاريخ يوم االستجواب ،ومن استفاد منها؟
122تشمل هذه الهدايا حليا وهواتف وعطور ومالبس وأحذية وإكسسوارات....
123هذه املساعدات تمثلت أساس في مساعدات مالية ،وغذائية عن طريق اقتناء اللوازم الغذائية لألسرة.
151
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
في حين أن 114من أزواج القاصرات املستجوبات وفروا عمال لحد أفراد أسرة القاصر التي
تزوجها وهو ما شكل نسبة قدرها ، % 4,95 :فيما تمثل العائد من الزواج في حلم الهجرة في 80حالة،
أما أداء ديون العائلة كعائد مباشر من الزواج فقد وصلت إلى 61حالة.124
استنتاجات
لقد أظهرت املعطيات املستقاة من تحليل العائد املادي من الزواج أن:
نسبة ضئيلة من القاصرات املتزوجات حصلن على عائد مرتفع من الزواج على شكل
مهر ،إذ أن نسبة القاصرات اللواتي حصلن على مهر يفوق مبلغه خمسة آالف درهم انحصرت في
نسبة ،% 2,83وذلك راجع للقدسية التي يضفيها ساكنة املنطقة على املهر؛
أن العائدات االقتصادية الساسية التي تجنيها السرة من تزويج ابنتها القاصر تتمثل في
الهدايا العينية ،التي يلتزم الزوج بتقديمها للقاصر وأسرتها قبل وبعد الزواج ،خاصة في العياد
واملناسبات ،واملساعدات املالية والعينية التي تحصل عليها؛
الهجرة تبقى دافعا أساسيا لقبول الزواج املبكر.
- 124بالنسبة ملسألة الهجرة واملساعدة في أداء الديون لم تعتمد إال إذا كان هو شرط للزواج ،وعلى أساسه تمت املوافقة على عقد القران.
152
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1- 3الوضعية الصحية
ال شك أن للزواج املبكر آثار صحية وخيمة ظاهرة على صحة القاصرات املتزوجات ،لذا
خصصت الدراسة امليدانية قسما مهما منها للوقوف على هذه اآلثار من خالل دراسة الوضاع
الصحية املرتبطة بالقاصرات املتزوجات وأوالدهن.
1- 1- 3الوالدة
تم البحث في عدد والدات كل قاصرة ،وكيفيتها ،ومكانها ،كما تم البحث في عدد حاالت
اإلجهاض التي تعرضت لها كل واحدة ،وحالتها الصحية العامة ،ومدى استفادتها من الخدمات
الصحية ،فتم التوصل إلى املعطيات اإلحصائية التالية:
عدد الوالدات
لقد أظهرت اإلحصائيات أن أغلب القاصرات املستجوبات مررن بتجربة الوالدة بعد زواجهن
بين مرة واحدة وثالث مرات ،125إذ أن فقط 399قاصر من أصل 2300حالة مستجوبة من لم ينجبن،
في حين أن 1901لهن ما بين ولد واحد وثالثة أوالد ،فبلغ عدد الوالدات املسجلة في هذا الصدد 2548
والدة ،بمعدل 1,34والدة لكل واحدة منهن.126
- 125تفيد إحصائيات منظمة الصحة العاملية أن حوالي 12مليون من الفتيات الالتي تتراوح أعمارهن بين 15و 19سنة ،و 777000مليون فتاة دون سن 15سنة يلدن سنويا في املناطق
النامية من العالم .مشار إلى هذه املعطيات في مقال بعنوان " :حمل املراهقات" بتاريخ 31يناير ،2020على صفحة الوقائع من املوقع الرسمي ملنظمة الصحة العاملية.
- 126حسب املسح الوطني حول السكان وصحة السرة 2018 -املجرى من قبل وزارة الصحة تالحظ وجود تباينات ف ــي مع ــدل الخصوب ــة حسـ ــب وسـ ــط اإلقامة واملستـ ــوى التعلي ــمي
ومؤشـ ــر الثـ ــروة ،حيث بلغ 2,12طفل لكل سيدة في الوسط الحضري ،مقابل 2,80في الوسط القروي ،و 1,64بين النساء الحاصالت على املستوى التعليمي الثانوي فأعلى مقابل 2,54
بين السيدات بدون شهادة ،كما بلغ معدل الخصوبة 1,97بين سيدات السر الغنية مقابل 2,69بين سيدات السر الفقيرة.
153
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وبذلك تشكل عدد القاصرات المهات ما نسبته ،% 82,65في حين أن القاصرات التي لم
يسبق لهن الوالدة لم تتجاوز نسبتهن .% 17,35
وهذا يدل على أن ظاهرة الزواج املبكر تتحد مع ظاهرة أخرى ال تقل عنها خطورة ،هي ظاهرة
الوالدة املبكرة ،وعدم تنظيم السرة ،إذ تظهر هذه النتائج أن القاصرات املتزوجات يلدن في وقت مبكر
ً
جدا ،وفي الغالب في السنة الولى من الزواج ،وعلى أبعد تقدير خالل السنة الثانية منه ،وذلك راجع
بالساس إلى:
املستوى التعليمي املتدني للقاصر وأسرتها وزوجها ، 127مما يؤدي إلى الجهل بقواعد
تنظيم السرة وأهمية ذلك ،والجهل بخطورة الحمل والوالدة املبكرين على صحة الم والطفل معا؛
مفهوم الخصوبة لدى الفئات الهشة ،والتي تعتبر أن إنجاب الوالد هو وسيلة لتحصين
السرة والحفاظ على تماسكها؛
التأخر في اإلنجاب في الوساط الشعبية مرتبط أساسا بفكرة عقم املرأة ،الش يء الذي
يجعل تأخر القاصر املتزوجة في اإلنجاب -في حالة تفكيرها في تنظيم أسرتها -وتأخير مسألة الحمل
والوالدة إلى الوقت املناسب محط ازدراء الزوج وأسرته ،ووصمها بوصمة العقم ،فيبدأ التفكير جديا
في مسألة الطالق أو التعدد عليها؛
- 127أكدت وزارة الصحة من خالل خالصات املسح الوطني حول السكان وصحة السرة 2018 -أن التعليم يرتبط بالعوامل الديموغرافية فيساعد على تحسين نوعية الحياة إذ يساعد
في الحد من ارتفاع معدالت الخصوبة والوفيات.
154
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
النظرة املجتمعية لدور املرأة في البيت واملجتمع ،فمهمتها تقتصر في املنظور الشعبي
على إنجاب الطفال ،وتربيتهم وخدمة الزوج والعائلة.
مكان الوالدة
إن الظروف االجتماعية السيئة وانخفاض املستوى التعليمي ،وتفش ي الجهل والهشاشة،
تحد بشكل كبير من فعالية البرامج واملجهودات التي تبذلها الدولة للنهوض بصحة الم والطفل.
وفي هذا اإلطار فإن توزيع أماكن الوضع لدى العينة املستجوبة توزعت كالتالي:
مكان الوالدة
الوالدة في المستشفى
%69,98
الوالدة في المنزل
الوالدة في دار األمومة %26,37
%3,65
يظهر مما سبق أنه رغم أن نسبة مهمة من القاصرات اللواتي أنجبن أوالدهن تحت رعاية
طبية ،سواء باملستشفيات أو دور المومة ،فإن أسبابا مختلفة مرتبط بعضها بالبنية التحتية
والتنمية املجالية ،خاصة الشبكة الطرقية ووسائل النقل املناسبة ،وبنيات االستقبال الصحية،
وبعضها اآلخر بالوضع االقتصادي لألسرة ،أو بالعوامل الثقافية واالجتماعية ،دفعت 672من
القاصرات إلى االضطرار لوضع أبنائهن باملنزل ،بنسبة بلغت ، % 26,37وهو ما يشكل خطرا كبيرا على
حياة الم واملولود معا ،بسبب غياب وسائل التدخل في حالة وقوع مضاعفات ،أو بسبب استعمال
وسائل بدائية ،أو وسائل وطرق مضرة في التوليد من طرف القابالت غير الخاضعات لتكوين
متخصص ،مما يشكل خطرا على صحة المهات واملواليد الجدد..
155
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
كيفية الوالدة
ال يخفى أن الحمل له تبعات صحية خطيرة على القاصرات/املراهقات ،نظرا للمجهود الكبير
الذي تتحمله أجسادهن ،وهو ما يؤثر على عملية الوالدة بشكل كبير. 128
وفي هذا اإلطار فإن النتائج املستخلصة من الدراسة امليدانية تفيد أن ما نسبته % 40,93
فقط من القاصرات المهات املستجوبات -البالغ عددهن -1901ولدن بطريقة طبيعية ،فيما 59,07
%منهن احتجن إلى تدخل جراحي عن طريق شق منطقة العجان 129إلفساح املجال لخروج الطفل
بشكل أسهل (ما يسمى بالغرز) أو عن طريق العمليات القيصرية.
ولعل السبب الرئيس ي في ذلك يعود لعدم جاهزية جسم الطفلة املتزوجة لتحمل أعباء الحمل
والوالدة ،130وهو ما يؤدي ليس إلى اإلضرار بالقاصر املتزوجة وحدها ،بل يؤثر أيضا على أوالدها.
128حسب منظمة الصحة العاملية فإنه يترتب على الحمل املبكر بين املراهقات عواقب وخيمة على صحة المهات املراهقات وأطفالهن .وتعد مضاعفات الحمل والوالدة السبب الرئيس ي
للوفاة بين الفتيات الالتي تتراوح أعمارهن بين 15و 19سنة على الصعيد العاملي ،حيث تمثل البلدان املنخفضة واملتوسطة الدخل ٪99من وفيات المهات في العالم لدى النساء الالتي
تتراوح أعمارهن بين 15و 49سنة ،وتواجه المهات املراهقات الالتي تتراوح أعمارهن بين 10و 19سنة قدرا أكبر من مخاطر اإلصابة بالتسمم الحملي (االرتعاج) والتهاب بطانة الرحم
النفاس ي وحاالت العدوى املجموعية مقارنة بالنساء الالتي تتراوح أعمارهن بين 20و 24سنة ،وباإلضافة إلى ذلك ،تخضع حوالي 3.9مليون من الفتيات الالتي تتراوح أعمارهن بين 15
و 19سنة لإلجهاض غير املأمون سنويا ،مما يساهم في وفيات ومرض المهات وفي ظهور مشاكل صحية طويلة الجل " .حمل املراهقات" بتاريخ 31يناير ،2020على صفحة الوقائع
من املوقع الرسمي ملنظمة الصحة العاملية.
نظرا لضعف نبضات قلب الجنين ،أو الحتياج الطبيب الستخدام 129قطع جراحي بواسطة املقص لنسجة قناة الوالدة قبيل والدة رأس الجنين ،ويلجأ إليه في العادة لتسريع الوالدة ً
امللقط الوالدي أو الشفاط.
130تواجه المهات املراهقات (الالئي تتراوح أعمارهن بين 10و 19سنة) قدرا أكبر من مخاطر اإلصابة بالتسمم الحملي (االرتعاج) والتهاب بطانة الرحم النفاس ي وحاالت العدوى
املجموعية مقارنة بالنساء الالئي تتراوح أعمارهن بين 20و 24سنة ،ويواجه الطفال املولودين لمهات مراهقات قدرا أكبر من مخاطر انخفاض الوزن عند الوالدة ،والوالدة املبتسرة،
وإصابة حديثي الوالدة بأمراض وخيمة.
156
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
2- 1- 3األوالد
كشفت الدراسة على مؤشرات مقلقة تتعلق بعدد الوالد الذين تم إنجابهم ،وعدد حاالت
اإلجهاض أو عدم استهالل املولود ،وكذا عدد املولودين الذين توفوا بعد الوالدة.
عدد األوالد
كما سبق بيانه ،فإن نتائج الدراسة كشفت على أنه من بين 2300قاصر مستجوبة ،أصبحت
1901أمهات ،لهن ما بين طفل واحد وثالثة أطفال.
04 03 02 01 00 عدد األوالد
00 26 505 1370 399 مجموع الحاالت
إذ أن 1370منهن لهن ولد واحد ،و 505لهن ولدين اثنين ،فيما 26منهن لهن ثالثة أوالد،
ناتجة عن 2838حالة حمل ،وكل ذلك وفق النسب التالية:
ً
وأخذا بعين االعتبار أن الدراسة انصبت على القاصرات املتزوجات بين سنتي 2015و،2018
ً
فإنه يظهر مستوى الخصوبة الكبير الذي تتمتع به هؤالء العينات ،وهو ما يشكل خطرا كبيرا على
صحتهن وصحة أوالدهن حاال ومستقبال ،ورفع احتمال إصابتهم بإعاقات أو الوفاة أثناء أو بعد
الوالدة ،كما يعرض الم في مختلف مراحل الحمل لإلجهاض.
157
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
إذا احتسبت النسب املئوية لهذه الحاالت من عدد املرات التي وقع فيها حمل والتي هي:
األبناء األسوياء
%85,79
158
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
استنتاجات
تظهر املعطيات سالفة الذكر ما يلي:
إن الزواج املبكر يترافق عادة مع الحمل واإلنجاب املبكرين ،وغياب فكرة تنظيم السرة
لدى الزوجين ،بسبب ضعف الوعي ،وغلبة املوروث الشعبي حول دور املرأة في البيت ،وحول مفهوم
السرة ؛
الزواج والحمل املبكرين يؤديان إلى مخاطر صحية جمة على القاصر نفسها ،وعلى
أوالدها ،إذ يؤدي إلى الرفع من نسبة احتمال إصابة املولود بإعاقة ،وارتفاع نسبة وفاة املواليد
الجدد ،يرفع بشكل كبير مخاطر اإلجهاض؛
حاالت كثيرة من القاصرات املتزوجات ال يستطعن الوالدة بشكل طبيعي ،مما يضطر
الطقم الطبية إلى التدخل الجراحي؛
شريحة مهمة من القاصرات املتزوجات ال يستفدن من املراقبة الطبية لحملهن
وللوالدة التي تتم في كثير من الحيان في منزل العائلة في غياب أي رعاية طبية ،وباستخدام وسائل
بدائية وخطرة ،مما يرفع من احتمال وقوع إصابات.
إن الوقوف على الحالة الصحية للقاصر بعد الزواج ،يستلزم البحث في المراض التي أصيبت
بها بعد الزواج ،وسببها ،ومدى قدرتها على الوصول إلى الخدمات الطبية واالستفادة منها.
159
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
131هذه السباب توزعت بين الضغط النفس ي ،واالكتئاب ،والحوادث الناتجة عن القيام بأشغال البيت وغيرها.......
160
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وبالتالي فإن الوالدة تشكل السبب الول لألمراض التي تلحق بالقاصرات املتزوجات بنسبة
تجاوزت ،% 55يليها الوطء بنسبة ،% 3,50والعنف بنسبة .% 2,71
األمراض الناتجة عن تبعات الزواج
بسبب الوالدة
%55,25
بسبب العنف
%2,71
بسبب الوطء
%3,50
بسبب آخر
%38,53
وإذا أضيف لهذه اإلحصائيات ما سبق بسطه بخصوص عدد حاالت اإلجهاض ،ووفيات
املولودين الجدد ،والوالد املصابين بإعاقة ،وكذا عدد الحاالت اللواتي يحتجن إلى تدخل جراحي في
الوالدة ،يتحقق دليل قاطع على الخطر الذي يشكله الزواج املبكر على صحة القاصرات املتزوجات.
161
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
فعلى مستوى الرعاية الصحية أكدت 343حالة بأنهن لم يتلقين أي رعاية صحية ،بنسبة
بلغت .% 14 ,91
استفادة القاصرات من رعاية صحية
ال
%31,26
أما القاصرات الالئي لم يسبق لهن التطبيب لدى الطباء واملؤسسات االستشفائية الخاصة
فقد بلغ عددهن 1229حالة ،بنسبة تجاوزت سقف ، % 53في حين أن املستفيدات من خدمات هذا
القطاع لم يتجاوزن 1074حالة ،والتي شكلت ما نسبته .132 % 46,63
132يالحظ أن مجموع القاصرات اللواتي استفدن من خدمات الصحية العمومية والالتي استفدن من الخدمات الصحية لدى القطاع الخاص يتجاوز عدد القاصرات املستجوبات،
وهذا راجع إلى أن بعضهن يستفدن من خدمات القطاعين معا ،فكان لزاما احتسابهن ضمن الفئتين.
162
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ويكشف هذا املعطى عن ضعف استفادة هذه الفئة من الخدمات الصحية سواء كانت
عمومية أو خاصة ،وترتفع أكثر نسبة غير املستفيدات من خدمات القطاع الصحي الخاص بالنظر
إلى مستواهن املادي الذي تطغى عليه قصر ذات اليد ،بالنظر إلى املستوى االجتماعي لزواجهن
وأسرهن ،والذي يظهر من خالل ما سبق تحليله من معطيات اقتصادية خاصة بعائلة القاصر،
وزوجها ،وما سيأتي من معطيات أخرى الحقا.
163
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وبذلك تكون النسبة اإلجمالية لغير املستفيدات من التغطية الصحية قد بلغت ،% 75,48
بعدد إجمالي قدره 1736حالة.
النسبة الكلية للمستفيدات من التغطية الصحية
ال نعم
%75,48 %24,52
ويعزى هذا النقص الكبير في االستفادة من التغطية الصحية بالساس ،إلى كون النشاط
االقتصادي الذي يمارسه أزواج هؤالء القاصرات يكون في الغالب نشاطا غير مهيكل ،ال يسمح للزوج
بالتوفر على أي نظام للتغطية الصحية ،133ونفس المر بالنسبة للنشاط االقتصادي الذي تمارسه
هؤالء القاصرات –إن كن يمارسن نشاطا.-
استنتاجات
تسمح املعطيات التي سبق بسطها أعاله باالستنتاجات التالية:
إن الزواج املبكر يرفع بشدة احتمال اإلصابة بأمراض ناتجة عن تبعات الزواج،
وخاصة تلك الناتجة عن مشاق الحمل والوطء؛
أن أغلب القاصرات املتزوجات يكن محرومات من الوصول إلى الخدمات الصحية
املالئمة ،أو على القل يصلن إلى بعضها بصعوبة بالغة134؛
أن أغلب القاصرات املتزوجات محرومات من التغطية الصحية.
133أولت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد للمملكة أهمية بالغة لقضية التغطية الصحية ،فجعلته من أهم الركائز والليات التي يقوم عليها االختيار االستراتيجي الثالث من
املحور الثالث والخاص ضمان الولوج لخدمات صحية ذات جودة وللحماية الصحية باعتبارها حقوقا أساسية للمواطنين
134اهتم النموذج التنموي الجديد بالقدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية من خالل مجموعة من اآلليات الجديدة املبتكرة ،للوصول إلى خدمات صحية على ثالث مستويات أولها
املستوى الجماعاتي ،ومن بين تلك اآلليات دعم التطبيب عن بعد في املناطق النائية.
164
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يمكن أن تنتج عن الزواج مجموعة من الدعاوى القضائية ،منها ما يرمي إلى انهاء العالقة
الزوجية برمتها ،ومنها ما هو ناتج عن آثار الزواج.
وباالستقصاء حول الدعاوى التي كانت القاصرات املستهدفات بالدراسة موضوع لها تبين ما
يلي:
165
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وباستحضار أن الدراسة استهدفت املتزوجات بين سنتي 2015و 2018فقط ،يظهر أن عدد
مهما من هذا النوع من الزواج يكون مآله إنهاء العالقة الزوجية خالل السنوات الولى منه ،بسبب
الضعف الفكري وانعدام التجربة لدى القاصر ،ونظرا لفارق السن الكبير ،الذي يكون في العادة بينها
ً ً
وبين زوجها –كما سبق بيانه -مما يسبب اختالفا كبيرا في وجهات النظر ،وطريقة التفكير ،وانتظارات
الطرفين من بعضهما البعض.
ال
%92,04
135نصت الفقرة الخيرة من املادة 16من مدونة السرة على أنه :يعمل بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى خمسة عشر سنة ابتداء من تاريخ دخول هذا القانون حيز
التنفيذ .وقد تم تمديدها ملرتين فقط إلى حدود الن.
136تنص املادة 20من مدونة السرة على أنه :لقاض ي السرة املكلف بالزواج ،أن يأذن بزواج الفتى والفتاة دون سن الهلية املنصوص عليه في املادة 19أعاله ،بمقرر معلل يبين فيه
املصلحة والسباب املبررة لذلك ،بعد االستماع لبوي القاصر أو نائبه الشرعي واالستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي.
مقرر االستجابة لطلب اإلذن بزواج القاصر غير قابل لي طعن.
166
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وفي هذا اإلطار تبين أن اثنتين من القاصرات املتزوجات كن موضوعا لهذا النوع من الدعاوى،
بنسبة استقرت في % 0,09 :من مجموع القاصرات املتزوجات.
دعوى ثبوت الزوجية
ال
%99,91
نعم
%0,09
وإن كانت هذه النسبة تبدو ضئيلة ،إال أن عددا ال يستهان به من الزيجات ال تزال غير موثقة،
ولعل السبب الساس في ذلك يرجع إلى غياب فكرة التوثيق برمتها -كيفما كان نوعها وموضوعها بما
فيها التصرفات املالية والعقارية -لدى الكثير من الساكنة القروية ،الذين تسيطر عليهم مجموعة من
املفاهيم التقليدية كمفهوم "الكلمة" ،137وال يخرج الزواج عن هذا املنظور للمعامالت ،خاصة في
املناطق التي تعرف انتشارا كبيرا لألمية ،كما أن ظاهرة الترحال التي تعرفها العديد من جماعات إقليم
أزيالل ،الذي كان مجاال للدراسة امليدانية ،تساهم بشكل كبير في انتشار الزواج غير املوثق ،وهو ما
يترتب عنه بالنتيجة غياب التسجيل بالحالة املدنية ،وبالتالي انتشار ظاهرة الهدر املدرس ي ،هذا فضال
على أن الحمالت اإلعالمية ،وحمالت التحسيس ،التي سبقت انتهاء الفترة االنتقالية الولى لسماع
دعوى ثبوت الزوجية ،وما صاحبها من جلسات تنقلية نظمتها املحكمة االبتدائية بإقليم أزيالل –على
غرار باقي محاكم اململكة ، -والتي تم خاللها توثيق عدد كبير من هذه الزيجات ،رسخت لدى الكثير من
الشرائح االجتماعية فكرة انتهاء املدة االنتقالية لسماع الدعوى ،دون أن يدركوا أنه تم فتح بابها من
جديد ،لكون الزخم اإلعالمي والتحسيس ي الذي قام به كل الفاعلين قبيل انتهاء الفترة الولى ،خفت
بشكل كبير خالل الفترة الثانية ،سواء بعد فتحها أو قبيل نهايتها.
137االتفاقات الشفوية في الكثير من املناطق تكتس ي "قدسية" خاصة لدى الساكنة ،وهو ما تعبر عنه املقولتان الشعبيتان" :الرجل هو الكلمة" ،و"الرجل يربط من لسانه".
167
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
دعوى النفقة
طبقا لحكام مدونة السرة املغربية ،فإن من بين أهم آثار الزواج وجوب نفقة الزوجة على
زوجها .وفي هذا اإلطار فقد أظهرت الدراسة أن 76من القاصرات املتزوجات اضطررن إلى اللجوء إلى
القضاء الستيفاء حقهن في النفقة ،بنسبة % 3,30من مجموع املستجوبات ،وبالتالي كن ضحية عنف
اقتصادي مورس في حقهن من قبل شريك حياتهن.
وهذا المر وارد جدا في ظل ما سبق تحليله من طبيعة النشاط االقتصادي للزوج.
دعوى النفقة نعم
%3,30
ال
%96,70
ال
%99,83
168
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
نعم
%0,52
169
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
نعم
%4,39
ال
%95,61
وال يخفى أن انتشار ظاهرة الزواج غير املوثق تزيد من استفحال هذه الظاهرة ،حيث يلتجئ
البعض إلى التعدد عن طريق زواج الفاتحة ،مما يدخل كتلة معتبرة من حاالت التعدد دائرة الظل،
فتبقى مخفية عن اإلحصائيات الرسمية.
استنتاجات
تبعا للمعطيات السالف بسطها يمكن استنتاج ما يلي:
يتبين أن ما مجموعه 278حالة من القاصرات املستجوبات كن مرة واحدة على القل
موضوع إحدى الدعاوى القضائية املشار إليها والناتجة عن الزواج ،وهو ما يشكل نسبة عامة وصلت
إلى % 12,08من مجموع القاصرات املستجوبات.
يظهر أن القاصرات املتزوجات يعشن حالة من عدم االستقرار السري تصل إلى حد
اضطرارهن للجوء للقضاء من أجل إما إنهاء العالقة الزوجية ،أو رفع نوع من أنواع العنف
االقتصادي واملعنوي والقانوني الذي يتعرضن له (نفقة +تسجيل الوالد بالحالة املدنية +إثبات
نسب الوالد).
يتبين أن نسبة مهمة من القاصرات املتزوجات يكن عرضة لخطر التعدد عليهن ،أو
على القل يتعرضن لضغوط للقبول بذلك.
170
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ضرورة استحضار الرقم السود املخفي الخاص بعدد الحاالت التي لم تستطع اللجوء
أو الولوج إلى القضاء لرفع دعوى ،إذ أن عددا كبيرا من النساء وخاصة القاصرات منهن ال يلتجأن
إلى القضاء لرفع الضرر الذي يحيق بهن ،وبدال من ذلك يلتجئن إلى وسائل بديلة كالوساطة العائلية،
أو أنهن -وهذا هو الغالب -يجبرن على الرضوخ لألمر الواقع ويستسلمن له .فضال عن حاالت التعدد
املسكوت عنها ،والتي تتم بواسطة زواج الفاتحة.
يبقى العنف املبني على النوع االجتماعي هاجسا يؤرق الدولة واملجتمع على حد سواء ،وما
فتئت تبذل جهودا حثيثة للقضاء عليه من خالل سن قوانين ووضع آليات ، 138كما جعلته رئاسة
النيابة العامة أولوية أولوياتها من خالل مجموعة من املبادرات واالستراتيجيات التي ترمي إلى مأسسة
آليات التعامل القضائي مع هذا النوع من العنف.139
ً
وقد أظهرت الدراسة امليدانية أن عددا ال يستهان به من القاصرات اللواتي كن موضوعا
تعرضن زيادة على العنف االقتصادي السابق ذكره بمناسبة مناقشة قضايا النفقة ،والعنف املعنوي
171
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
والقانوني ،جراء الحرمان من نسب الوالد والحرمان من الهوية ،لشكل واحد على القل -أو أشكال
متعددة -من العنف القائم على النوع االجتماعي.
وقد تم البحث في هذا املوضوع من خالل التقص ي حول:
-مدى تعرض القاصرات املستجوبات للعنف؛
-مدى تعرضهن للطرد من بيت الزوجية؛
-مدى تعرضهن للخيانة الزوجية.
التعرض للعنف
والذي يرتكز بعنف العشير140 إن االستقصاء عن العنف ضد الزوجة أو ما يصطلح عليه
مؤذ ،بشكل نمطي
على قيام أحد أفراد السرة أو أحد طرفي العالقة بسلوك عنيف أو تعسفي أو ٍ
متكرر ،لكسب أو الحفاظ على السيطرة على اآلخر أو إجباره على فعل ال يريده ،ينصرف بشكل مباشر
إلى الزوجة القاصر ومن شأن ذلك أن يظهر بجالء الوجه الحقيقي للزواج املبكر ،ذلك أن القاصرات
املتزوجات ،معرضات بشكل أكبر له ،نظرا لكونهن ال يتمتعن في غالب الحيان بمستوى تعليمي يمكنهن
من معرفة حقوقهن ،وكيفية الدفاع عنها ،فضال عن ضعف تجربتهن الحياتية ،وكذا تسامح الوساط
االجتماعية مع هذا النوع من العنف.141
وقد أظهرت الدراسة تعرض عدد مهم من القاصرات لنواع مختلفة من العنف املنزلي الذي
كن ضحية له على يد أشخاص مختلفين ،فمن بين 2300قاصرة مستجوبة صرحت 513أنهن تعرضن
لنوع واحد على القل من أنواع العنف املنزلي ،وشكلن بذلك نسبة.% 22 ,30 :
140تعرف منظمة الصحة العاملية عنف العشير بكون :تعبير يشير إلى سلوكيات ينتهجها عشير أو شريك سابق تتسبب في أذى أو معاناة للمرأة ،سواء من الناحية الجسمانية أم
الجنسية أم النفسية ،بما في ذلك االعتداء البدني واإلكراه الجنس ي واإليذاء النفس ي وسلوكيات السيطرة.
ل ل
تعرف اتفاقية املجلس الوروبي ملنع ومكافحة العنف ضد املرأة والعنف املنزلي املعروفة باتفاقية إسطنبو املوقعة في 11مايو 2011بإسطنبو التركية العنف ضد النساء بأنه:
أ -ينبغي فهم تعبير "العنف ضد املرأة" على أنه انتهاك لحقوق اإلنسان ،وشكل من أشكال التمييز ضد املرأة ،وأنه يعني كافة أعمال العنف القائمة على النوع ،والتي تسبب ،أو التي من
شأنها أن تسبب ،للمرأة أضرارا أو آالما بدنية أو جن سية أو نفسية أو اقتصادية ،بما فيه التهديد بالقيام بمثل هذه العمال ،أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية ،سواء أكان
ذلك في الحياة العامة أو الخاصة؛
ب -يشير تعبير "العنف املنزلي" إلى كافة أعمال العنف الجسدي أو الجنس ي أو النفس ي أو االقتصادي التي تقع ضمن السرة أو في املنزل أو بين الزوجين أو العشيرين السابقين أو
الحاليين ،بصرف النظر عن كون الجاني يقيم مع الضحية أو كان يقيم معها؛
141هذا القبول االجتماعي يؤسس له على أساس أنه نوع من التربية والتقويم ،أو أنه غيرة تظهر الحب الذي يكنه الزوج لزوجته ،ويتم الترويج له عبر مقوالت تكرس هذه املفاهيم
املغلوطة من قبيل:
" -زوجك يمضغك لكنه لن يبلعك" "اضربك أو ما يخلي لي يضربك" بل إن بعض النساء يستعملن هذه املقولة الخيرة بصيغة املتكلم لتبرير العنف الذي يتعرضن له فيستعملن صيغة
" راجلي يضربني أو ما يخلي لي يضربني".
172
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أنواع العنف
أظهرت تصريحات القاصرات موضوع الدراسة أنهن تعرضن لنواع مختلفة من العنف،
توزعت بين العنف الجسدي ،والنفس ي ،والجنس ي إلى جانب العنف االقتصادي ،الذي سبق اإلشارة
إليه في موضوع دعوى النفقة.
وقد أظهرت اإلحصائيات املتوصل إليها النتائج التالية:142
أنواع العنف
نفسي
%60,23 اقتصادي
%10,95
جنسي جسدي
%11,53 %17,29
142يظهر أن عدد القاصرات اللواتي تعرضن للعنف والبالغ عددهن 513معنفة ،أقل من مجموع حاال أنوع العنف املسجلة والتي وصلت إلى 694حالة ،والسبب في ذلك أن العديد
من املعنفات تعرض لكثر من نوع من العنف ،فغالبا ما يصاحب العنف النفس ي باقي أنواع العنف الخرى.
تفيد إحصائيات رئاسة النيابة العامة أنه خالل سنة 2019سجلت 19019قضية عنف ضد النساء توزعت على الشكل التالي :العنف االقتصادي ،% 29 :العنف الجسدي،% 48 :
العنف النفس ي ،% 13 :والعنف الجنس ي . %10
173
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
العنف النفس ي
من بين 2300حالة مستجوبة العنف النفس ي في املرتبة الولى بين أنواع العنف املنزلي ،حيث
سجلت 418حالة عنف نفس ي ،بنسبة % 60,23من مجموع حاالت العنف.
ويعتبر العنف النفس ي من أكثر أنواع العنف خطورة ،لكونه يدمر نفسية الضحية دون أن
يترك آثا ًرا ظاهرة ،بل يحرمها حتى من تعاطف ومساعدة العائلة واملجتمعً ،
نظرا لحالة االستخفاف
بهذا النوع من العنف ،الذي ال يحظى باهتمام كبير ،فال يعدو أن يصنف لدى الكثيرين ضمن
النقاشات اليومية التي تنشب بين الزوجين ،وال يرتقي في نظرهم إلى تصنيف العنف.
العنف الجسدي
جاء العنف الجسدي 143في املرتبة الثانية بين أصناف العنف املسجلة ب 120حالة ،بنسبة
وصلت إلى .% 17,29
وال تخفى خطورة هذا النوع من العنف الذي يمس السالمة الجسدية للقاصرات املتزوجات،
وهو يشمل صورا شتى من أنواع العنفً ،
بدء من العنف البسيط وصوال إلى حاالت تسبب أضرارا
بالغة.
وهذا النوع من العنف بدوره يعرف تساهال مجتمعيا ،ويجد له مبررات ومسوغات شتى ،قد
تصل حد تحميل القاصر/الضحية مسؤوليته ،بإلقاء اللوم عليها باعتبارها هي من تقوم باستفزاز
الزوج وتدفعه للتصرف بتلك الطريقة ،إما عن طريق االدعاء بأنها ال تقوم بواجباتها كما ينبغي ،أو أنها
ال تطيع زوجها ،أو أنها تتعمد استفزازه عن طريق محاججته ،وغيرها كثير من املبررات ،كما أن
انخفاض املستوى التعليمي لدى الزواج والسر التي تنحدر منها القاصرات املستجوبات ،يساهم
بشكل كبير في التساهل مع ظاهرة العنف عموما ،بسبب انخفاض الوعي لدى هؤالء جميعا بمخاطر
العنف ،وتكلفته الباهضة على السرة واملجتمع.
143هو حسب تعريف قانون : 103.13كل فعل أو امتناع يمس ،أو من شأنه املساس ،بالسالمة الجسدية للمرأة ،أيا كان مرتكبه أو وسيلته أو مكان ارتكابه.
174
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
العنف الجنس ي
احتل العنف الجنس ي 144الرتبة الثالثة في ترتيب أنواع العنف الذي لحق بالعينة املستجوبة،
فبلغ عدد الحاالت املسجلة بينهن 80حالة اعتداء جنس ي ،بنسبة بلغت .145 % 11,53
مرتكب العنف
بعد التعرف على أنواع العنف التي تعرضت لها القاصرات املستهدفات بالدراسة كان لزاما
تحديد هوية مرتكب هذا العنف.
وفي هذا الصدد أظهر املسح -وخالفا ملا قد يتبادر إلى الذهن أو املتوقع -بخصوص أنواع
العنف املرتكبة دون احتساب حاالت العنف االقتصادي ،أنه ليس الزوج هو املصدر الول لهذه
النواع من العنف ضد املستجوبات ،لكن مصدره الول كان هو أهل الزوج:
-حيث إن أهل الزوج تسببوا في 274حالة عنف ،بنسبة بلغت .% 49,02
-احتل الزوج املرتبة الثانية حيث تسبب في 261حالة عنف بلغت نسبتها .% 46,02
-شكل عدد الشخاص اآلخرين الجانب 24حالة بنسبة بلغت .% 04,29
261 الزوج
144عرفته منظمة الصحة العاملية بكونه :أي فعل جنس ي أو محاولة ملمارسة فعل جنس ي أو فعل آخر موجه ضد النشاط الجنس ي لشخص ما باستخدام اإلكراه ،من جانب أي شخص
ُ ّ ّ
عرف بأنه إيالج القضيب ،أو أي جزء من الجسد أو أداة خارجية أخرى ،في الفرج أو الشرج بغض النظر عن عالقته بالضحية ،في أي مكان .ويشمل العنف الجنس ي االغتصاب ،الذي ي
باإلجبار أو اإلكراه ،أو الشروع في االغتصاب أو املالمسة الجنسية غير املرغوبة وأشكال أخرى غير قائمة على املالمسة.
145حسب تعريف قانون 103.13هو :كل قول أو فعل أو استغالل من شأنه املساس بحرمة جسد املرأة لغراض جنسية أو تجارية ،أيا كانت الوسيلة املستعملة في ذلك.
175
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أما إذا أضيفت نتائج العنف االقتصادي إلى هذه النسب ،وباعتبار الزوج هو امللزم باإلنفاق،
ويتحمل لوحده وزر حرمان الزوجة من نفقتها ،فإنه يصبح في املرتبة الولى بحاالت عنف وصلت إلى
337حالة ،ليشكل بذلك نسبة ،% 50,07فتصبح اإلحصائيات السابقة على الشكل التالي:
ولعل ارتفاع نسبة العنف غير االقتصادي املرتكب من طرف أهل الزوج في حق الزوجة
القاصر يجد تفسيره في فكرة العائلة املمتدة ،إذ أن أغلب القاصرات ينتقلن للعيش رفقة أزواجهن
بمنزل العائلة ،كما أن كثيرا من الزواج يهاجرون بحثا عن لقمة العيش ،تاركين الزوجة وحدها رفقة
باقي أفراد العائلة ،الش يء الذي تتولد عنه مشاكل كثيرة ،تتطور إلى أن تتحول إلى عنف ممارس في حق
الزوجة القاصر ،وهذا سيتجلى أكثر في باقي أجزاء الدراسة.
176
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
غير أنه ليس المر كذلك في كثير من الحيان ،إذ قد يحدث أن يطرأ ما يعكر صفو هذا البيت
فيعمد أحد الزوجين إلى طرد اآلخر خارجه –ويكون املطرود هو الزوجة.146-
وفي هذا الباب ،كشفت النتائج املستخلصة من الدراسة امليدانية أن ما مجموعه 241 :زوجة
قاصر من املستجوبات تعرضن للطرد من بيت الزوجية.
وهذا العدد يشكل نسبة % 10,48من مجموع القاصرات اللواتي شملتهن الدراسة.
نعم
%10,48
ال
%89,52
وتجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى أن هذا الفعل لم يرتكبه الزوج وحده ،بل في كثير من الحيان
كان أهل الزوج هم من طردوا الزوجة من البيت ،سواء بموافقة زوجها على ذلك أو في غيابه.
الخيانة الزوجية
إن الوفاء واإلخالص في العالقة الزوجية أهم ركيزة لنجاح الزواج واستقراره ،وقد حثت عليه
الشريعة اإلسالمية ،147وحرمت كل ما يمكن أن يخدش صفاء العالقة بين الزوجين ،ونصت عليه
مدونة السرة في املادة 53منها أثناء سردها اللتزامات الزوجين. 148
146أصبح الطرد من بيت الزوج أو االمتناع عن ارجاع الزوج او الزوج املطرود إليه مجرما بمقتض ى الفصل 1-480من قانون ،103.13الذي نص على أنه :يعاقب بالحبس من شهر
واحد إلى ثالثة أشهر وغرامة من 2.000إلى 5.000درهم ،عن الطرد من بيت الزوجية أو االمتناع عن إرجاع الزوج املطرود من بيت الزوجية ،وفقا ملا هو منصوص عليه في املادة 53من
مدونة السرة ،وتضاعف العقوبة في حالة العود.
وج ُه ْم َذل َك َأ ْز َكى َل ُه ْم { سورة النور ،30:ويقول في اآلية 38من سورة الحج { َوَال َت ْق َرُبوا ّ
الزَنا ۖ إ َّن ُه َك َ
ان صاره ْم َو َي ْح َف ُظوا ُف ُر َضوا م ْن َأ ْب َ
147يقول تعالى في محكم التنزيلُ { :ق ْل ل ْل ُم ْؤمن َين َي ُغ ُّ
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِِ
ً َ َ ً
ف ِاحشة َو َس َاء َس ِبيال}
148ورد في املادة 53من مدونة السرة" :الحقوق والواجبات املتبادلة بين الزوجين:
- 1املساكنة الشرعية بما تستوجبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد ،وإحصان كل منهما وإخالصه لآلخر ،بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل؛
- 2املعاشرة باملعروف ،وتبادل االحترام واملودة والرحمة والحفاظ على مصلحة السرة؛".......................-3
177
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وقد أظهرت النتائج املسجلة في هذا الصدد أن 75زوجة قاصر صرحن أنهن تعرضن للخيانة
الزوجية من طرف أزواجهن ،فتكون بذلك نسبة ضحايا هذا النوع من العنف املعنوي .% 0,17
نسبة الزوجات القاصرات ضحايا الخيانة الزوجية
ال
%99,83
نعم
%0,17
ولعل هذا االرتفاع في عدد حاالت الخيانة الزوجية في صفوف من تزوجوا بقاصرات ،قد يجد
سببه في:
-فارق السن الكبير -وفق ما سبق الكشف عنه -بين الطرفين ،فيعجزان عن التواصل فكريا
وجسديا؛
-عدم قدرة القاصرة املتزوجة على إشباع رغبات الزوج بسبب ضعف بنيتها الجسدية وعدم
اكتمال نموها؛
-انعدام االنسجام العاطفي ،وعدم وجود مشاعر حقيقية بين الزوجين ،خاصة أن أغلب
الزيجات تم الترتيب لها بشكل تقليدي جدا ،بحيث أنه -وكما سلف بيانه -فإن % 63,30من الزيجات
حدثت باقتراح أو وساطة شخص أجنبي عن العائلة والزوجين ،و % 45,03من القاصرات لم يسبق
لهن التعرف على الزوج ،مما يرفع من احتمالية نفورهن من أزواجهن بعد عقد القران ،نتيجة اختالف
الطباع أو اكتشاف عيوب أو خصال أو سلوكات ترفضنها؛
-انخفاض املستوى التعليمي لألزواج ،الذي يالزمه انخفاض مستوى الوعي؛
-كثرة غياب الزواج -كما سيأتي تفصيله -الش يء الذي يزيد من احتمالية الوقوع في شرك
الخيانة الزوجية بسبب الشعور بالغربة والحاجة إلى اإلشباع العاطفي.
178
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
استنتاجات
يمكن القول إن دراسة حاالت العنف التي تعرضت لها القاصرات اللواتي تمت مقابلتهن
كشفت على أن:
% 22,30 من القاصرات املستجوبات تعرضن للعنف؛
يعزى ارتفاع حاالت العنف ضد الزوجات القاصرات إلى تدني املستوى التعليمي
للوسط الذي ينشأ فيه هذا الزواج ،فيغيب الوعي بخطورة العنف على السرة واملجتمع ،كما يسود
التسامح مع العنف وتبريره ،بل تشارك الضحية نفسها في تبريره أحيانا؛
يأتي العنف النفس ي في املرتبة الولى من حيث أنواع العنف الذي تتعرض له القاصرات
املتزوجات متبوعا بالعنف الجسدي ،فالعنف الجنس ي ،ثم العنف االقتصادي؛
الزوج يكون مسؤوال عن أكثر من نصف املجموع العام لحاالت العنف التي تتعرض لها
القاصرات املتزوجات بإضافة العنف االقتصادي ،يليه أهل الزوج في املرتبة الثانية؛
يكون أهل الزوج مسؤولين عن أغلب حاالت العنف خارج العنف االقتصادي ،بسبب
االحتكاك الدائم بالزوجة في منزل عائلة ممتدة يكثر أفرادها ،في وقت يغيب فيه الزوج عن البيت في
أغلب الحيان ،فيزيد أيضا احتمال طردها من بيت الزوجية الذي بلغت نسبة املتعرضات له 10,48
%من املستجوبات؛
تعرضت نسبة % 0,17من الزوجات القاصرات اللواتي شملهن املسح للخيانة
الزوجية؛
صغر سن الزوجات القاصرات ،وضعف بنيتهن الجسدية والفكرية ،وعدم اكتمال
نموهن النفس ي ،يجعلهن عرضة لكل أنواع العنف املادي واملعنوي بما فيه الخيانة الزوجية ،ويزيد
من احتمالية ذلك ضعف املستوى التعليمي للزوج ،وانعدام التقارب الفكري والعاطفي بينهم ،بسبب
الطريقة التي يعقد بها الزواج في غالب الحيان.
179
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
إن الوالد هم ثمرة الزواج ،ومبتغاها الول ،لذا فإن الكشف عن وضعهم القانوني ،ومدى
استقرارهم االجتماعي ،يبرز بوضوح مدى نجاح العالقة الزوجية وانسجام الطرفين فيها ،لذلك تم
البحث في هذا المر من خالل:
-تسجيل الوالد بسجل الحالة املدنية؛
-تمكن الزوجة القاصر من االعتناء بأوالدها.
تسجيل األوالد بسجالت الحالة المدنية
ال يخفى أن تسجيل الوالد بسجالت الحالة املدنية هو حق طبيعي لهؤالء قبل أن يكون حقا
دستوريا ،وحرمانهم من هذا الحق ينطوي على عنف قانوني ومعنوي ،يمسهم ويمس أمهم القاصر
أيضا ،ويكشف الرسم البياني عن نسبة الوالد غير املسجلين ،وذلك وفقا ملا يلي :
نسبة األوالد غيراملسجلين بسجالت الحالة املدنية
غير مسجلين
%98,68
مسجلين
%1,32
ولئن كانت نسبة % 0,52من مجموع الزوجات القاصرات قد تمكن من رفع دعوى لتسجيل
أبنائهن بسجالت الحالة املدنية ،فإن 25منهن كل أوالدهن أو بعضهم ،غير مسجلين بسجالت الحالة
املدنية ،بنسبة بلغت % 1,32من مجموع القاصرات المهات املستمع إليهن.
أما أسباب هذه الوضعية فتعود إلى :رفض الزوج تسجيل أوالده من القاصر بسجالت الحالة
املدنية في أربع حاالت ،ولسباب مالية في أربع حاالت ،وهو ما يشكل نسبة % 16لكل منهما ،أما 19
180
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
حالة الباقية فهي موزعة على أسباب أخرى ،ترتبط أساسا بغياب الزوج وارتباطه بعمله ،وعدم
االكتراث بهذا املوضوع لغياب فكرة التوثيق من أصلها لدى الكثيرين ،وأسباب أخرى غير محددة.
نسب أسباب عدم التسجيل في الحالة املدنية أسباب عدم التسجيل في الحالة املدنية
19
أسباب أخرى
%70,37 20
15
0
رفض الزوج أسباب مالية
%14,81 أسباب أخرى أسباب مالية رفض الزوج
%14,81
وإذا أضيفت هذه النسبة إلى النسبة السابقة الخاصة بدعوى الحالة املدنية ،سيتضح أكثر
حجم هذا العنف املزدوج في مواجهة المهات القاصرات وأطفالهن ،إذ أن مجموعهن سيصل حينذاك
إلى:
االعتناء باألوالد
إن القدرة على االعتناء بالوالد حق طبيعي لألم والطفل معا ،إال أن ردود العينة املستجوبة
أبانت على أن منهن من ال يعتنين بأطفالهن ،فثالثة ( )03منهن اضطررن للتخلي ب "إرادتهن " عن
أوالدهن ،إحداهن بسب الفقر ،واثنتين بسبب عدم القدرة على التربية ،بينما أربع ( )04أخريات منهن
حرمن من أطفالهن غصبا ،اثنتين من طرف الزوج ،واثنتين من طرف أهله ،وذلك وفق املفصل أدناه:
181
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
استنتاجات
من خالل ما سبق يتضح ما يلي:
عدد من أطفال المهات القاصرات مهددون بالحرمان من حقهم في الهوية ،إما بسبب
ظروف مالية صرفة ،أو بسبب استعمال الزوج هذه الورقة سالحا للضغط على زوجته في حالة نشوب
نزاع بينهما ،أو بسبب عدم االهتمام أصال بهذه املسألة ،وعدم االكتراث بها بسبب الجهل بأهميتها
وحيويتها ،والتراخي في ذلك إلى أجل غير محدد؛
عدد من المهات القاصرات ال يستطعن االعتناء بأوالدهن إما لعدم قدرتهن على ذلك
فيتخلين عنهم "بإرادتهن" ،أو يحرمن منهم من طرف الزوج أو أهله ،بسبب نزاعات بين الطرفين؛
إن عدم اكتمال نمو القاصرات الجسدي -رغم بلوغهن الشرعي -والفكري ،وضعف
مستواهن املعرفي ،يجعلهن غير مؤهالت إطالقا لتكوين أسرة واالعتناء بالبيت والطفال؛
تساعد هذه العوامل الزوج وذويه على استعمال الطفال سالحا ضد الزوجة القاصر،
إلى درجة حرمانها منهم ،وحرمانهم منها ،لن تكوين القاصر ،ومحيطها االجتماعي ال يسمحان لها
بامتالك أدوات الدفاع عن نفسها واملطالبة بحقوقها؛
سبب هذه املأساة يعود بالساس إلى ظروف اجتماعية قاهرة تدفع القاصرات وأسرهن
دفعا إلى القبول بالزواج املبكر ،الذي تزكيه منظومة ثقافية تقليدية تحيطه بثوب القداسة ،فينتج
هذا الزواج نفس الظروف التي أدت إليه ،في دائرة متكررة ،تعيد إنتاج نفسها باستمرار.
4- 2- 3الحالة العائلية الحالية
يفترض أن الزواج يبرم على وجه الدوام ،149إلنشاء أسرة مستقرة ،يزدهر بها مجتمعها وينمو.
وهو ما ال يتحقق في الزواج املبكر ،في الظروف املحيطة به ،لذا خصص شق من الدراسة امليدانية
لالستقصاء حول مصير زواج القاصرات املستجوبات والبالغ عددهن 2300زوجة ،واللواتي تبين من
تصريحاتهن تباين مصائر زيجاتهن بشكل كبير .وهو ما يوضحه املبيان اآلتي:
- 149وهو ما جاء في املادة 4من مدونة السرة التي جاء فيها" :الزواج ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام ،غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة،
برعاية الزوجين طبقا لحكام هذه املدونة".
182
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
2500
2122
2000
1500
1000
فقد اتضح أن 2122منهن ما زلن يعشن استقرارا أسريا ،فيما عدد منهن طلقن ،وأخريات
صرن مهجورات ،وأخريات أرامل ،وفق اإلحصائيات التالية:
142 حالة منهن صارت مطلقة ،وهو ما يشكل نسبة.% 6,09 :
33 حالة أصبحت مهجورة بنسبة بلغت .% 1,43
بينما 05حاالت صرن أرامل بنسبة استقرت في .% 0,22
إال أن ما يثير املالحظة أن من بين املطلقات 24حالة طلقت بعدما أنجبت أوالدا ،وهو ما
يمثل % 17,14من مجموع ضحايا الزواج املبكر املطلقات ،كما يشكل % 1,26من مجموع المهات
القاصرات ،ونسبة % 1,43من مجموع ضحايا الزواج املبكر املستمع إليهن.
ويتضح أن من بين هؤالء املطلقات 40حالة طلقت وهي مازالت قاصرا ،بنسبة بلغت
% 28,16من مجموع املطلقات مقابل 102حالة طلقت بعد رشدها.
183
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وقد تم تسجيل ( )04حاالت طلقن وهن الزلن قاصرات لكن بعدما صرن أمهات ،بنسبة بلغت
% 2,81من نسبة املطلقات ،فتصبح التكلفة القاسية لهذا الزواج مضاعفة ،حيث تأذت القاصر
ثالث مرات :عند زواجها ،وعند طالقها ،وعند إنجابها ،كما تأذى طفلها أو أطفالها ،بسبب كل ذلك.
فالولى حرمت من طفولتها ودراستها من أجل زواج لم يكتب له النجاح ،وأنجبت أطفاال ال
قبل لها بتربيتهم ،والطفال تأذوا من حرمانهم من عطف ودفء السرة ،وحقهم في التنشئة داخل أسرة
مستقرة ،وتأذوا بسبب اضطرارهم للتنشئة على يد طفلة هي نفسها تحتاج ملن يعتني بها.
وما قيل عن املطلقات ،يسري أيضا على املهجورات ،فقد كشفت اإلحصائيات على أنه من
بين 33حالة هجر 20 ،حالة هجرها زوجها بعدما أنجبت أطفاال ،مشكلة بذلك % 60,60من مجموع
املهجورات مقابل 13حالة هجرها زوجها قبل اإلنجاب ،ومشكلة أيضا % 1,05من مجموع المهات
القاصرات.
184
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
كما تبين أنه من بين املهجورات 08حاالت بنسبة وصلت إلى % 24,24هجرهن شريك حياتهن
وهن ال زلن قاصرات لم يبلغن سن الرشد بعد.
ومن بين 20حالة من بين حاالت اإلنجاب السابق ذكرها % 15منها ،أي ثالث حاالت ()03
هجرها زوجها وهي قاصر ،قبل أن تبلغ سن الرشد.
وباستحضار السن الغالب لدى العينة املستجوبة السابق بيانه كما يلي:
1000
744
800
600
262
400 181
200 1 13
0
أقل من 15سنة بين 15سنة و16 بين 16سنة و16 بين 16سنة بين 17سنة و17 أكثر من 17سنة
سنة سنة ونصف ونصف و 17سنة سنة ونصف ونصف
185
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ً ً
والذي أظهر أن أغلب القاصرات تزوجن بعد بلوغهن سن 17سنة ،يتضح أن عددا كبيرا من
هؤالء القاصرات يصبحن مطلقات أو مهجورات قبل متم السنة عن الزواج ،وقد بلغت نسبتهن في
العينة املختارة في الدراسة ، % 2,08التي تشكلها املطلقات واملهجورات قبل بلوغهن سن الرشد.150
استنتاجات
مما سبق ذكره يتبين حجم املعاناة االجتماعية والتكلفة اإلنسانية الناتجة عن هذا الزواج
ً ً
املبكر ،إذ تبين أن عددا كبيرا من القاصرات املتزوجات يكون مصيرهن الطالق أو الهجر ،وقد يكون
ذلك حتى قبل أن تصبح القاصر راشدا.
وهو ما تتحكم فيه:
العراف والتقاليد املتجاوزة ،التي تحصر املرأة بين جدران البيت ،تنحصر مهمتها في
اإلنجاب واالعتناء بالسرة ،وتلبية احتياجاتها اليومية ،وتجعل الزواج منتهى مناها ،فتنقاد وراءه
ُ
الفتيات بمحض إرادتهن ،معتقدات بأنه بزواجهن َس َيك َّن قد أفلحن في حياتهن ،وصرن نساء ذوات
"قيمة" ومحترمات؛
الجهل والمية اللذين يغذيهما الهدر املدرس ي الذي ينتعش بدوره من ضعف بنيات
االستقبال ،وضعف الخدمات التعليمية عموما ،فيساهم بدوره في تقوية العراف والتقاليد الراسخة
في الذهان ،دون أدنى محاولة لنقدها أو حتى التفكير في جدواها؛
الجهل بحقيقة الدين اإلسالمي السمح ،وسوء فهم وتأويل بعض النصوص باالستناد
إلى مرجعيات دخيلة ،على الوسطية املعتدلة التي تقوم عليها عقيدة املغاربة املستندة على املذهب
املالكي ،الش يء الذي يؤدي بالنتيجة إلى الخلط بين العراف والتقاليد وصحيح الدين؛
الفقر والهشاشة اللذين يجعالن من أول خاطب يتقدم لخطبة القاصر فرصة
لتخفيف أعباء السرة ،ولو كان هذا الخاطب مجهوال تماما لدى القاصر والعائلة ،خاصة مع تشبع
السرة والقاصر ذاتها بنفس النسق الفكري الذي ينتج هذه الظاهرة؛
150صادف فريق املسح حاالت تم فيها إنهاء الزواج ليلة العرس بعد اكتشاف أن الزوج يتعاطى املخدرات ،أو أنه تبدو عليه تصرفات تجعله أتميته محل تساؤل ،وبعضهن لم يتممن
أسبوعا واحدا من الزواج ،وحاالت أخرى مشابهة.
186
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
بعدما تم الكشف مسبقا على النشاط االقتصادي للقاصرات املستجوبات قبل الزواج
والوقوف على مجموعة من اإلحصائيات التي سبق بيانها ،تبين أن الوضع االقتصادي بعد الزواج لهن
لم يعرف تحوال جذريا ،بل حافظ تقريبا على نسقه السابق ،مع بعض التغييرات التي فرضتها العباء
العائلية للقاصر ،ونمط توزيع بعض املهام داخل العائلة.
أشغال البيت
%86,41
عاملة منزلية
الرعي %1,09
مستخدمة %2,90 حرفية
مياومة
%0,23 %9,15
%0,23
187
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وهكذا فقد أظهرت إفادات املستجوبات أن أغلبهن ال يمارسن أي مهنة ،ويتفرغن لالعتناء
بشؤون البيت ،فمن أصل 2300حالة مستجوبة صرحت 2295حالة أنها تمارس أشغال البيت بنسبة
وصلت إلى % 86,41من مجموع النشاطات املمارسة من قبل املستجوبات.151
في حين استقرت الشغال الحرفية في املرتبة الثانية ب 243ناشطة حرفية بنسبة وصلت إلى
،% 9 ,15أما رعي املاشية فقد احتل املرتبة الثالثة ب 77حالة مستقرا في نسبة ،% 2,90تليها الشغال
بالعمل املنزلي ب 29حالة بنسبة ، 1,09وتأتي في الرتبة الخيرة املستخدمات واملياومات بست حاالت
لكل نشاط ،بنسبة .% 0 ,23
وبمقارنة هذه النتائج بتلك املتعلقة بمهن القاصرات قبل الزواج ،يتبين أنه لم يطرأ عليه
تغيير كبير -كما سبق توضيحه -بشأن عدد املكلفات بأشغال البيت الذي ارتفع ب 12حالة.
2283
2500
2000
0
بينما انخفض عدد املشتغالت في رعي املاشية ب 832حالة ،ويعزى ذلك إلى تقسيم الشغال
في املنزل العائلي ،إذ أنه قبل الزواج لم تكن القاصرات يتحملن أعباء السرة التي يتحملنها بعده،
فأصبحن ملزمات باالعتناء بالبيت والطفال والزوج ،عكس غير املتزوجات ،كما أن العراف والتقاليد
السائدة ال تحبذ قيام املتزوجة بالرعي ،خاصة الصغيرات في السن منهن ،فيكلف بذلك الالئي لم
يتزوجن بعد ،أو النساء الناضجات اللواتي لهن من يتكفل نيابة عنهن بأمور البيت.
151يالحظ كما هو في النشاط املنهي قبل الزواج أن عدد النشطة املصرح بها يفوق عدد القاصرات املستجوبات ،وذلك راجع إلى أنهن يمارسن أنشطة متعددة في نفس الوقت.
188
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وهذا االنخفاض في نشاط الرعي ،صاحبه ارتفاع في النشاط الحرفي للمتزوجات ،وهو نشاط
يمارس في العادة باملنزل ،وفي أحيان قليلة بمقر جمعيات أو تعاونيات ،لكون هذا النشاط يسمح
للمتزوجات باالعتناء بالبيت ،لكونه يمارس في نفس الفضاء الذي يعشن فيه ،عكس الرعي الذي
يستلزم مغادرتهن البيت طيلة اليوم.
وهذا يؤكده االنخفاض امللحوظ في عدد العامالت املنزليات واملستخدمات ،واملهن الخرى
قبل الزواج ،مقارنة مع العداد املسجلة بعد الزواج.
وهنا وجب الوقوف على مالحظة جد مهمة بخصوص الشغال املنزلية ،إذ اتضح أن
القاصرات اللواتي صرحن أنهن يمارسن أشغال البيت ،ويفترض أنهن ربات بيوت في منزل الزوجية،
منهن من يمارس أشغال البيت لفائدة أسرتهن فقط ،وعددهن ال يتجاوز 539حالة ،بنسبة لم تتعد
،% 23,49في حين أن منهن من يمارس تلك الشغال لفائدة أشخاص آخرين ،كأقارب الزوج الذين
يقطنون معها بنفس املنزل العائلي في إطار العائالت املمتدة ،بل كذلك أقاربه الذين يقطنون خارج
هذا املنزل ،والذين تجبر على خدمتهم إما بشكل متقطع 152إن كانوا بعيدين عن املنزل ،أو بشكل يومي
أو شبه يومي إن كانوا من جيرانها ،وبلغ عددهن 1756 :حالة ،بنسبة بلغت .% 76,51
توزيع نسب ممارسة أشغال البيت
لفائدة آخرين
%76,51
لفائدة أسرتها
%23,49
- 152التقى فريق العمل بحاالت صرحن أنهن مجبرات على االنتقال أسبوعيا إلى منزل أهل الزوج لتنظيفه ،وغسل املالبس.
189
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أشغال البيت
1756 539
ومن هنا يتضح أن هذا العمل وإن كان يبدو في الوهلة الولى أنه من املهام االعتيادية للمرأة،
إال أنه يأخذ في حالة القاصرات املعنيات صفة السخرة ،والعمل القسري.153
استنتاجات
يظهر من اإلحصائيات السابقة أن:
أغلب القاصرات املتزوجات حافظن على نفس النشطة املهنية التي كن يمارسنها قبل
زواجهن ،والتي كانت في غالب الحيان أشغال البيت ،والرعي لفائدة السرة ،وبعض الحرف اليدوية
التي تكون مجانية ولفائدة السرة نفسها؛
التغير الحاصل في بعض أشكال النشاط االقتصادي ال يعزى إلى تغيير حقيقي في
السلوك االقتصادي للقاصرات املتزوجات ،بقدر ما تفرضه الظروف الجديدة التي تحتم عليهن جعل
االعتناء باملنزل ،وتلبية احتياجات الزوج والطفال في املقام الول ،كما تفرضه بعض التقسيمات
املجتمعية للقيام ببعض املهام ،واملبنية على أسس ثقافية صرفة؛
أغلب القاصرات املتزوجات تحولن إلى عامالت منزليات مجانيات لدى عائلة الزوج،
حيث يجبرن على االعتناء ليس بأسرتهن الصغيرة فقط ،بل على خدمة أشخاص آخرين يقطنون
ً
باملنزل العائلي ،وفي بعض الحيان تجبرن على االنتقال إلى منزل أخر لخدمتهم ،وهو ما يشكل نوعا من
أنواع العمل القسري أو السخرة.
- 153في كثير من الحيان ال يكون للقاصر خيار سوى القيام بهذه العمال ،وقد يصل المر إلى تهديدها أو تعنيفها جسديا.
190
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
إن بيت الزوجية باعتباره الفضاء الحاضن لألسرة بعد عقد قران الزوجين ،يكتس ي أهمية
قصوى ،إذ يحدد الظروف العامة لحياة الزوجين ،ويكون مجاال للتجارب التي يخوضانها معا ،فيكون
بمثابة عش دافئ تنعم السرة فيه بالسعادة واملودة واملحبة ،أو يكون فضاء تؤثته املشاكل والزمات.
وللوقوف على حقيقة الظروف التي تعيش فيها القاصرات املتزوجات ،تم البحث في حيثيات
ومميزات بيوت الزوجية ،من خالل البحث في:
-طبيعة مسكن الزوجية ومدى توفر القاصرات على مسكن مستقل؛
-من يتولى اإلنفاق عليها؛
-من يتخذ القرار في املنزل.
191
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
السكن
1769
1800
1600
1400
1200
1000
800
469
600
400
200 32 2 1
0
تسكن مع أهل مع شخص آخر تسكن مع أهلها سكن مستقل تعيش حالة
الزوج تشرد
-أن أغلب القاصرات املتزوجات ال يتوفرن على سكن مستقل ،بل هن ملزمات بالسكن باملنزل
العائلي رفقة عائلة الزوج ،التي تكون في غالب الحيان عائلة ممتدة ،كثيرة الفراد ،ومكونة من عدة
أسر نووية شكلها البناء والحفاد ،وفي بعض الحيان حتى أعمام الزوج وأبناء أعمامه ،مستقرة
جميعها بمنزل الب أو الجد ،أو حوله ،إذ بلغ عدد الحاالت اللواتي يقطن بمنزل مشترك مع أقارب
الزوج 1769حالة بنسبة وصلت إلى ،% 77,83في مقابل 469حالة فقط تتمتع بسكن مستقل ،وهو
عدد ال يتجاوز نسبة % 20,63من مجموع املستجوبات.
وهذا السكن مع أقارب الزوج يفتح الباب على مصراعيه للدخول في دوامة مشاكل ال تنتهي،
منها ما سبق مناقشته من العنف املمارس في حق الزوجة القاصر من طرف عائلة الزوج ،وكذا اضطرار
القاصرات املعنيات لخدمة أشخاص آخرين كثيرين غير أسرتها الصغيرة.
32 -حالة تقطن بمنزل أسرهن ،وهو ما شكل نسبة .% 1,41
-ثالث ( )03حاالت الباقيات ،اثنتين منهن يقطنان مع شخص آخر غير املذكورين سابقا،
والخرى تعيش حالة تشرد.156
- 156يتعلق المر بحالة قاصر تزوجت من شخص يمارس مهنة التعليم خارج أرض الوطن ،وكان دافعها للزواج هو الهجرة –لكنها ملا وصلت إلى دولة فرنسا اكتشفت أنه عنيف جدا،
وكان يعرضها لشتى أنواع العنف ،فاضطرت للهرب من املنزل رفقة ابنها وقد كانت تستقر وقت التواصل معها هاتفيا وبواسطة تطبيق املحادثات الفورية واتساب بعد الحصول عليه
من ذويها والتأكد من هويتها بأحد املالجئ بدولة فرنسا.
192
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
السكن
تعيش حالة تشرد
%0,04
تسكن مع أهلها
%1,41
-أهم ما يفاقم مشاكل السكن مع أقارب الزوج ،ويزيدها استفحاال هو أن هذا الخير ليس
مقيما بصفة دائمة مع زوجته ،حيث إن 1244حالة منهن صرحن أن أزواجهن يقطنون معهن بشكل
متقطع ،157وذلك بنسبة بلغت ،% 54,08أما اللواتي صرحن أن أزواجهن يقطنون باستمرار معهن
فقد بلغت نسبتهن ،% 44,47إذ استقر عددهن في 1023حالة.
أما 33حالة الباقية فإنهن يعانين من هجر أزواجهن لهن ،وهو ما يشكل نسبة .% 1,43
1400
1244
1200
1023
1000
800
600
400
200
33
0
يسكن معها بشكل متقطع تقطن مع زوجها باستمرار هجرها
السكن مع الزوج
- 157في غالب الحيان يكون مغادرة الزوج لبيت الزوجية ال مفر منه بحثا عن العمل ،إذ أن اقليم أزيالل يشهد هجرة مكثفة لليد العاملة نحو مدن اململكة ،ولكن في بعض الحيان
يكون بسبب مشاكل زوجية.
193
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
اإلنفاق في البيت
2500
2068
2000
1500
1000
729
500
158يلحظ ان مجموع الجوبة املستقاة بلغ 2858جوابا ،وهو ما يفوق بكثير عدد املستجوبات البالغ عددهن ،2300والسبب في ذلك هو أن هناك عدد من القاصرات تتولى أكثر من
جهة اإلنفاق عليها ،فيتم إدراج كل أجوبتها في االستمارة ،بهدف الوصول إلى التصور القرب للحقيقة.
194
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يالحظ أن الزوج وإن ـكـان هو املنفق في أغلــب الحيــان ،إال أن هنــاك جهــات أخرى تس ـ ـ ـ ــاهم في
ذلك ،أهمها عائلة الزوج التي تس ــاهم في اإلنفاق على ما نس ــبته % 31,69من القاصـ ـرات املس ــتهدفات
بالدراسة.
اإلنفاق في البيت
شخص آخر
يعيلها أهلها تعيل نفسها
%0,42
%1,36 %0,21
تعيش على اإلحسان
أهل الزوج
%0,14
%25,51
يعيلها زوجها
%72,36
وتجب اإلشـ ـ ـ ــارة أن الزوج هو الذي ينفق على املنزل ،بمعنى أنه هو الذي يتدبر الموال الالزمة
لتس ـ ــيير البيت واإلنفاق على الس ـ ــرة ،لكن ليس هو بالض ـ ــرورة من يتولى ذلك بش ـ ــكل مباش ـ ــر ،إذ أنه
بالنظر إلى ظاهرة الهجرة التي تعرفها املنطقة ،واضــطرار الزوج للغياب عن بيت الزوجية فإن شــخصــا
آخر هو الذي يتولى فعليا القيام بذلك.
وأمام انتشار ظاهرة العائالت املمتدة ،واضطرار الزوجات للعيش تحت سقف واحد مع عائلة
الزوج ،فإنه في الغالب ال تكون هي الشــخص املكلف بتســيير شــؤون الســرة في غياب الزواج ،بل تســند
هذه املهمة لشخص آخر سواها.
195
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1131
1200
970
1000
800
600
400 283
200 48
0
شخص آخر من طرف الزوج بشكل تشاركي القاصر
فمن خالل مالحظة املبيان أعاله الذي يلخص تصريحات املستجوبات في هذا اإلطار يتبين أن:
48 زوجة أفادت أنها هي التي تدبر املنزل وتتخذ القرارات الالزمة ،وهن يشكل نسبة % 1,97؛
283 زوجة قاصرا صرحت أن القرار في البيت يتخذ بشكل تشاركي بينها وبين زوجها ،من خالل
النقاش والحوار ،ويشكلن نسبة % 11,64؛
في 970حالة أخرى يتولى الزوج اتخاذ القرارات التي تهم السرة ،بنسبة وصلت إلى % 39,88؛
صرحت 1131حالة أن شخصا آخر غيرها وزوجها هو من يتخذ القرارات في املنزل ،وهو ما
يشكل نسبة وصلت ،% 46,50وهو ما يعاكس فكرة هيمنة املنفق على تسيير السرة.
196
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
غير أنه بربط هذه النتائج بسابقاتها املتعلقة باإلنفاق ،وبطبيعة السكن ،ومدى استقرار
الزوج رفقة زوجته ،ستتضح الصورة جلية.
استنتاجات
أبانت النتائج التي سبق عرضها على عدة فرضيات يمكن تلخيصها فيما يلي:
عدد كبير من القاصرات املتزوجات حرمن من حقهن في سكن مستقل -مثل مثيالتهن
من املتزوجات الخريات -وأجبرن على السكن رفقة عائلة الزوج ،التي تتكون في الغالب من عائلة مكونة
من عدة أسر مرتبطة بأصل واحد ،تجتمع في منزل عائلي كبير ،أو حوله؛
نسبة هامة من الزوجات القاصرات يحرمن من نعمة االستقرار السري ،بسبب غياب
الزواج املستمر عنهن ،وتركهن بمفردهن بمنزل العائلة؛
يعرض هذا الوضع الشاذ في السكن ،الزوجة القاصر إلى الكثير من املضايقات ،ويرفع
من احتمال تعرضها للعنف من قبل عائلة الزوج ،ومن هذا الخير بتحريض من عائلته؛
اضطرار بعض الزوجات للعيش مع أشخاص آخرين غير العائلة ،بل أن منهن من
أصبحت تعيش حالة تشرد؛
تجبر الزوجة القاصر في ظل هذه الظروف على خدمة عدد كبير من أفراد العائلة؛
يعمق الزواج املبكر حرمان النساء من وسائل اإلنتاج والتمكين االقتصادي ،فيبقى
الزوج هو املعيل الول لهن ،يليه أفراد عائلته ،مع ما يستتبع ذلك من معاناة ،وإجبار على الخدمة؛
197
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
تضطر عدد من القاصرات إلى اللجوء إلى عائلتهن وأشخاص آخرين إلعالتهن ،بسبب
عجز الزوج عن ذلك ،فالزواج املبكر ال يراعي -بسبب الظروف التي يبرم فيها -مدى قدرة الخاطب على
إعالة زوجته ،وبناء أسرة مستقرة؛
بسبب طبيعة السكن الذي تجد الزوجات القاصرات أنفسهن فيه ،ونظرا لغياب الزوج
املتكرر عن املنزل ،فإن أشخاص آخرين يتولون اتخاذ القرارات الحاسمة في السرة ،في تغييب كبير
للزوجة ،بل وزوجها الحاضر باملنزل في بعض الحيان.159
-4انطباعات القاصر
شكل موضوع الزواج املبكر دائما موضوع نقاش واسع النطاق باعتباره يهم كل الفاعلين في
املجتمع ،غير أن القاصر ظلت مغيبة في هذا النقاش ،بالرغم من كونها املعنية الولى به ،ولم يفتح لها
الباب لتدلي برأيها ،وتسمع وجهة نظرها .خالفا ملا يفترضه حقها املكفول وطنيا ودوليا في املشاركة برأيها
في القضايا التي تعنيها.
لذلك تم تخصيص الدراسة لالستماع إلى رأي القاصرات بشأن املعطيات املتعلقة بالزواج
املبكر بشكل عام ،واالستماع إلى هواجسهن بخصوصه ،فكان من السئلة التي طلب منهن اإلجابة عنها
في الختام ما يلي :
.1هل تؤيد منع زواج القاصر؟
.2هل تقبل بتزويج أوالدها وهم مازالوا قاصرين؟
.3هل هي سعيدة بزواجها؟
.4هل تحس بالظلم من جراء تزويجها وهي قاصر؟
.5لو عاد بها الزمن هل كانت ستقبل بتزويجها وهي قاصر؟
فكانت أجوبتهن وفق ما يظهر في املبيان التالي:
198
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
انطباعات القاصر
2500 2129 2042
1952
2000 1692
1500 1201 1099
1000
608
348 258
500 171
0
نعم ال نعم ال نعم ال نعم ال نعم ال
هل تقبل بتزويج أبنائها هل تؤيد منع الزواج هل هي سعيدة بزواجها هل تحس بالظلم إذا عاد بها الزمن هل
قاصرين املبكر(منع زواج كانت ستقبل الزواج؟
القصر)
ال
%15
نعم
%85
160تم التأكيد أثناء وضع السؤال على املستجوبات على سن 17سنة ،وليس أقل من ذلك.
199
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
في حين عبرت 171زوجة منهن عن قبولها بذلك ،بنسبة .% 07
نعم
%7
ال
%93
ال
%11
نعم
%89
200
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
في حين 1692من الحاالت أكدن أنهن لم يظلمن بتزويجهن وهن قاصرات ،بنسبة وصلت إلى
.% 74
هل تحس أنها ظلمت بتزويجها؟
نعم
%26
ال
%74
السؤال الخـامس :لو عاد بها الزمن هل كانت ستقبل الزواج وهي قاصر؟
1099حالة أجبن ب ال ،بنسبة .% 48
-في حين 1201حالة أجبن ب نعم بنسبة وصلت إلى .%52
نعم
%52
ال
%48
استنتاجات
إن أجوبة القاصرات املستجوبات كعينة حية من ضحايا الزواج املبكر تفرز استنتاجات
أساسية:
عمق الزمة الثقافية املسببة لهذه الظاهرة ،والناتجة عنها .فالقاصرات ضحايا هذا
الزواج ،دفعن إليه بنسق من الفكار والظروف االجتماعية املترابطة ،حتى توهمن أنهن من اتخذ القرار
بالزواج -حسب ما ظهر من اإلحصائيات السابقة -والحال أن القرار كان محسوما ابتداء ،وموافقتهن
201
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ما هي إال قناع تختفي وراءه حتمية ما سيكون ،فلم يكن أمامهن بالنظر إلى طبيعة التنشئة التي تلقينها،
إال أن يوافقن على هذا الزواج ،بحثا عن املكانة االجتماعية التي تحوزها املرأة املتزوجة في املجتمع
املحلي ،ويدفعن عنهن وصمة العانس ،ويفزن ب "رضا" الوالدين ،ويتجنبن "سخطهما" ،وفي النهاية
تتحقق رغبة رب السرة ،القدوة الواجب اتباعها ،الذي ينفذ الكل توجهاته.
ثم يدخلن بدورهن في سلسلة إنتاج نفس النسق من الفكار التي تنتج بدورها في النهاية زواجا
مبكرا ،فرغم أن % 78,43منهن ال ينعمن بسكن مستقل و %76,51منهن مضطرات لخدمة أشخاص
آخرين غير أفراد أسرهن داخل املنزل العائلي وخارجه ،فإن % 07منهن صرحن أنهن يقبلن بتزويج
أوالدهن مبكرا ،و % 15منهن يعارضن منع الزواج املبكر ،كما أنه بالرغم من تأكيد % 85أنهن يؤيدن
منع زواج القاصرات ،إال أنه باملقابل فإن % 52منهن صرحن أنه لو عاد بهن الزمن إلى اليوم الذي
طلبت فيه يدهن كن سيقبلن من جديد الزواج.
وكل هذا له دالالته العميقة ويوضح مدى تغلغل فكرة الزواج املبكر في وجدان القاصرات
أنفسهن.
أن هناك تغيرا في العقليات والفكار ،ففي الوقت الذي وصلت فيه نسبة القاصرات
اللواتي اتخذن بأنفسهن قرار الزواج إلى ،% 94,84فإن من أصبحن يعارضن هذا الزواج في ارتفاع
مطرد ،حسب ما يستشف من الجوبة السابق عرضها ،وهذه النتائج املشجعة ثمرة لتظافر جهود كل
الفاعلين ،من خالل حمالت التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة ،وإخراجها من دائرة الظل
واملسكوت عنه إلى العلن ،فأصبحت هما مشتركا تتحد ضده كل القوى الحية داخل املجتمع؛
202
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أن الرقام تجسد مدى اللم الذي يسببه الزواج املبكر للضحايا ،فنسبة %11لسن
سعيدات في حياتهن الزوجية ،و % 48عبرن عن ندمهن على زواجهن املبكر من خالل تأكيدهن على
أنهن "لو" كان بإمكانهن الرجوع في الزمن ما كن وافقن على الزواج مبكرا ،كما رفض أغلب الزوجات
تزويج أوالدهن ما داموا قاصرين ،فهذه التعبيرات بقدر ما تحمل من بوادر أمل في القضاء على هذه
الظاهرة ،تحمل أصواتا مكتومة ،وجدت فرصة لتسمع.
2500
2042
2000 1692
1500 1201
1000
348
500 171
0
ال نعم نعم ال نعم
هل تؤيد منع الزواج هل تقبل بتزويج هل هي سعيدة هل تحس بالظلم إذا عاد بها الزمن هل
املبكر(منع زواج أبنائها قاصرين بزواجها كانت ستقبل الزواج؟
القصر)
-5مقارنات واستنتاجات
بعد عرض النتائج اإلحصائية املستخلصة من الدراسة امليدانية وتحليلها ،وجب الوقوف على
بعض املقارنات املهمة ،والربط بين بعض املعطيات واستخالص التأثيرات املتبادلة بينها.
203
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
بنية األسرة
-أغلب الزوجات القاصرات نشأن في أسر ذكورية تقليدية ،تتجاوز نسبتها ، % 94يتولى
الب غي الغالب تسيير شؤونها لوحده ،ال معقب فيها على رأيه وأمره ،الذي يحاط ب "قداسة" واجب
طاعة الب ،واالنصياع لوامره ،وتطغى عليها المية التي تجتاح أفرادها بشكل كبير ،وحتى أولئك الذين
كان لهم حظ الولوج إلى املدرسة لم يعمروا فيها طويال ،فيما عدد السر التي تسير بشكل تشاركي ،أو
تسيرها الم فلم تتجاوز ، % 5,57فتسود في هذه السر العراف والتقاليد ،التي ترفع إلى منزلة الدين
والشريعة في بعض الحيان ،وتغلف بها استنادا على تفسير وتأويل النصوص خارج إطارها الشرعي.
-تتميز هذه السر بارتفاع أعداد أفرادها ،الذين ترتفع نسب اإلناث بينهم بشكل كبير ،وهو
ً
أمر يخلق بالضرورة قلقا متزايدا لدى السرة حول مصيرهن ،فيبدأ البحث الحثيث على مخرج وحل "
لالطمئنان" على مستقبلهن؛
-نسبة % 12,13منهن نشأن في ظروف افتقدن فيها الدفء السري ،بعدما اضطررن
للعيش بعيدا عن والديهن معا لسباب شتى ،فيصبح البحث عن البديل العاطفي ،ومصدر آخر
للدفء السري ،هاجسا مؤرقا لهن.
النشاط االقتصادي
-على مستوى نشاطهن االقتصادي تبين أنهن لم يكن في الحقيقة يمارسن أي نشاط
اقتصادي مدر للدخل ،فيتولين أشغال البيت ،والرعي ،والزراعة ،وبعض الحرف اليدوية ،وهي في
مجملها ال تخرج عن مهام املرأة القروية ،وتعتبر جزءا من أشغال البيت اليومية ،وال يتقاضين عنها
أجرا ،مما يجعلهن في حالة تبعية مطلقة للمنفق /املسير ،فتصبح إرادته وقراراته نافذة.
-الوقوف على النشاط املنهي لذويهن كشف على أنهم في الغالب يمارسون مهنا بسيطة،
تزاولها في العادة الفئات الهشة ،من قبيل عمال أوراش البناء ،واملياومين ،وممارس ي بعض الزراعات
املعيشية أو تربية املاشية ،وغيرها من املهن البسيطة.
204
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-هذا النوع من النشاط االقتصادي سواء بالنسبة للقاصر أو ذويها ال يساعد -كما هو
معلوم -على االدخار ،161وبالتالي فإن السر وإن لم تسقط في هاوية الفاقة ،فإنها تصبح على حافة
الهشاشة ،مما يجعلها تبحث عن حلول للحصول على موارد إضافية ،أو التخلص من بعض أعبائها
املالية.
املستوى التعليمي
-املستوى التعليمي للقاصر نفسها ،شبيه باملستوى التعليمي لسرتها الذي يغلب عليه عدم
التمدرس ،سواء بسبب إكراهات مادية محضة ،أو بسبب إكراهات ذاتية وشخصية ،الش يء الذي
يغرق القاصر في متاهات الجهل والمية ،فتدخل في دائرة تقديس العراف والتقاليد ،وتتبناها ،وتسير
على هديها في غياب فكر بديل.
استنتاجات
تتحد كل هذه العوامل االقتصادية واالجتماعية فيما بينها ،لتبرز ظاهرة الزواج املبكر،
وتصوره استنادا إلى العراف والتقاليد املتوارثة كمزية اجتماعية ،ومظهر لسيادة السرة التي تتزوج
بناتها مبكرا داخل املجتمع املحلي ،ورمز لالحترام املجتمعي لها ،فيصبح هذا النوع من الزواج مطلبا
لألسر وللفتيات أنفسهن ،كما أنه يتمظهر كبديل لألسرة املفقودة ،ومصدر محتمل لإلشباع العاطفي
بالنسبة للفتيات اللواتي نشأن في أوضاع افتقدن فيها الحنان والدفء السري.
الزواج املبكر من الناحية االقتصادية ،فرصة ال تعوض –في اعتقاد كثير من السر-
للحصول على مكاسب مادية مختلفة ،أو على القل التخفيف من العباء املالية التي تتحملها السرة.
هذه الفرضية تجد سندها في النتائج املستخلصة من تحليل كيفية إبرام عقد الزواج
والعائدات املادية منه ،حيث شكلت الدوافع الثقافية املتمثلة في العراف والتقاليد والقناعات الدينية
حصة السد من مجموع السباب الدافعة إليه ،بنسبة بلغت ،% 58,14تلتها السباب العاطفية
بنسبة ،% 48,08 :ثم يأتي سبب الفقر بنسبة ،% 11,37فمحاولة التخلص من ظروف اجتماعية
قاهرة بنسبة .% 10,81
- 161أكد النموذج لتنموي الجديد من خالل االختيار االستراتيجي الول من املحور الثالث على أهمية عدم استقاللية النساء وضمان املساواة بين الجنسين واملشاركة ،وفي هذا الطر
شدد على ضرورة دعم أليات التربية والتكوين واإلدماج واملواكبة والتمويل املخصصة للنساء.
205
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يتأكد المر أكثر باستحضار ما خلصت إليه الدراسة من نتائج بخصوص العالقة
السابقة عن الزواج بين القاصر وخطيبها ،وصاحب مقترح الزواج ،حيث تبين أن نسبة % 63,30من
الزيجات دبرت باقتراح من شخص أجنبي عن السرة ،كلف من طرف الخاطب بالبحث له عن زوجة،
أو بمبادرة شخصية منه ،فنتج عن ذلك أن ما نسبته % 45,03من حاالت الزواج حدثت بين شخصين
لم يسبق لهما التعرف على بعضهما البعض.
يمكن أن نستنتج من كل ذلك :
أن الظروف التي تنشأ فيها القاصر ،هي مؤشر حيوي يحدد احتمال وقوعها فريسة
زواج مبكر أم ال ،فكلما تأزمت الوضاع االجتماعية واالقتصادية للقاصر وأسرتها إال وارتفعت نسبة
احتمال تزويجها مبكرا ،وكلما نشأت في أسرة متعلمة ،ونالت حظا وافرا من التعليم إال وقلت احتمالية
ذلك.
أن هناك عالقة تفاعلية بين مستوى جودة الحياة والزواج املبكر ،والدليل على ذلك
أنه لم يتم رصد أي حالة للقاصرات اللواتي شملتهن الدراسة ،تمارس مهنة تحتاج ممارستها إلى مؤهل
علمي أو فني معين ،وباملقابل فإن النشاط االقتصادي للقاصرات املستجوبات ،ال يقوم في أساسه إال
على املجهود العضلي ،كما أن نسبة اللواتي حصلن على مستوى تعليمي البأس به وبلغن مستوى
التعليم الثانوي لم تتجاوز ،% 4,18وانخفضت هذه النسبة إلى % 0 ,20بالنسبة ملن بلغن للتعليم
الجامعي.
وكل ما قيل في هذا الصدد بخصوص القاصرات ينطبق كذلك على أسرهن .كما أن نسبة
السر التي تعرف نوعا من تنظيم النسل ،والتي يتراوح عدد أطفالها بين طفل واحد وثالثة
أطفال كحد أقص ى ،لم تتجاوز %10من مجموع أسر القاصرات موضوع الدراسة.162
162وهي نفس النتيجة التي خلص إليها املسح الوطني حول السكان وصحة السرة باملغرب لسنة 2018واملجرى من طرف وزارة الصحة.
206
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-نتجت هذه المراض -كما سلف بيانه -أساسا من تبعات الوطء ،والحمل ،والوالدة،
والعنف .هذا ،وإذا أضيفت حاالت اإلجهاض ،ووفيات املواليد ،وحاالت الوالد املصابين بإعاقات،
والتكلفة الصحية للتدخالت الجراحية أثناء الوالدة ،سواء من خالل العمليات القيصرية ،أو من
خالل تقنيات الغرز/شق منطقة العجان ،تصبح هذه اإلحصائيات مخيفة أكثر ،وتتحول إلى كابوس
حقيقي ،بعد استحضار أن عددا مهما منهن ال يتلقين أي رعاية صحية ،وال يستفدن من التغطية
الصحية.
207
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
نعم
%24.52
ال
75,48%
-تبين هذه املقارنة حجم الخطر الداهم الذي يهدد القاصرات نتيجة الزواج املبكر.
وعليه يكون الزواج املبكر مسؤوال بصورة مباشرة على تدهور الحالة الصحية العامة للعينة
موضوع املسح ،وهو ما يمكن إسقاطه على جميع الزوجات القاصرات.
متخذ قرارالزواج
القاصر
%94,84
شخص آخر
%0,86
األب
األم %2,84
%1,46
208
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-بعد االصطدام بالعباء املترتبة عن الزواج ،تبدأ الصورة بالتغير شيئا فشيئا.
فالسعادة املرجوة من الزواج تصبح محل تساؤل حقيقي ،بعد أن تبين أن % 11من الزوجات
لسن سعيدات بزواجهن ،و % 26منهن انتابهن إحساس بالظلم جراء تزويجهن وهن قاصرات ،وفي
الحقيقة هو إحساس بالندم ،على اعتبار أن % 94,84هن من "اتخذ" القرار بالزواج ،وال أدل على
هذا التحول أن % 48منهن لو عاد بهن الزمن إلى الوراء ،ما كن ليقبلن الزواج ،و % 93يرفض فكرة
تزويج بناتهن وهن قاصرات ،و %85منهن يؤيدن منع الزواج املبكر مطلقا ،وكل ذلك تعبير عن تجربتهن
الشخصية ،املليئة باملعاناة ،وصنوف العنف االقتصادي ،والجسدي ،والجنس ي ،والنفس ي ،واملعنوي.
2500 2129
1952
2000
1500 1099
1000 608
500
258
0
نعم ال ال نعم ال
هل تؤيد منع الزواج هل تقبل بتزويج أبنائها هل هي سعيدة بزواجها هل تحس بالظلم إذا عاد بها الزمن هل
املبكر(منع زواج قاصرين كانت ستقبل الزواج؟
القصر)
-يتضح أن أعباء الزواج كانت غائبة على هؤالء القاصرات قبل اإلقدام على هذه الخطوة،
مما جعلهن يعشن نوعا من حالة الصدمة.
ومعلوم أن التجارب االجتماعية القاسية تخلف أثارا نفسية ،وجروحا عاطفية من الصعب
أن تندمل ،خاصة أن أغلب هؤالء القاصرات ال يحظين برعاية صحية جسدية مناسبة ،فبالحرى
التفكير في رعاية نفسية ،تعيد إليهن توازنهن النفس ي املفقود.
209
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
سبقت اإلشارة إلى أن النشطة االقتصادية للقاصر قبل الزواج تكاد تكون منعدمة ،بالنظر
إلى أنها ال تحقق لها أي استقالل اقتصادي ،وتبقيها دائما في حاجة إلى اإلعالة من شخص آخر.163
فأنشطتها ال تعدو أن تكون مجرد امتداد لالهتمامات اليومية للمرأة ربة البيت باملنطقة،
فتتكون في مجملها من:
- 163مع مالحظة أن اإلنفاق عليها من قبل أبيها أو وليها القانوني هو واجب أخالقي وقانوني عليه ،ال تبرء ذمته منه ،فهي طفلة تحتاج الرعاية ،ومكانها الطبيعي هو مقاعد الدراسة وليس
ميدان الشغل ،والتحليل أعاله أملته ضرورة الواقع ،وليس ما يجب أن يكون.
210
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
وبالتالي فإن الفارق بين نشاطها وبين النشاط االقتصادي لخطيبها جلي وواضح ،وال يحتاج
إلى كثير من البيان ،ويمتد هذا الفارق حتى بعد الزواج ،حيث تحافظ الزوجات القاصرات على نفس
النمط في أنشطتهن االقتصادية ،التي تقتصر في الغالب على أدوار ال تسمح لها بالحصول على دخل
حقيقي ،فتتوزع أنشطتهن كالتالي:
مياومة مستخدمة الرعي حرفية عاملة منزلية اشغال البيت
مهنة القاصربعد الزواج
6 6 77 243 29 2295
الش يء الذي يجعل الزوج بعد الزواج أو شخص آخر هو املكلف باإلنفاق عليها.
أما الحاالت التي تكون فيها متمكنة اقتصاديا ،وتعيل نفسها بنفسها 164فهي ال تتجاوز ست
حاالت كما سلف بيانه ،وبالتالي تبقى دائما تابعة للشخص املنفق ،ومنقادة له ،لكونه هو من يمسك
باملوارد االقتصادية لألسرة ،ويتحكم بها.
أما مقارنة النشطة االقتصادية للخاطب مع أنشطة ذوي القاصر ،فال تثير أي إشكال
بالنسبة ملهنة أم القاصر لن وضعها مشابه لوضع القاصر نفسها.
أما مقارنتها مع النشطة االقتصادية الخاصة بالب فتعطي الصورة التالية:
- 164مع ضرورة استحضار طبيعة النشطة التي تمارسها حتى في هذه الحالة والتي في الغالب ال تمكنها من االدخار ،وتوفير فائض فوق الحاجيات الساسية لها
211
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
800
700
600
457
500
415
358
332
400
325
319
234
300
201
165
162
141
200
117
117
72
60
100
36
28
22
16
12
11
0
0
0
0
0
0
0
0
0
0
0
الخاطب األب
212
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أسرة ،ولعل هذا راجع أيضا إلى أنه كلما كانت السرة ذات مستوى عيش مرتفع ،كلما انخفضت نسبة
الزواج املبكر بين أفرادها ،سواء كن قاصرات يرغبن في الزواج ،أو ذكورا يبحثون عن زوجة مناسبة،
والعكس بالعكس ،إذ أن الزواج املبكر يدخل في عالقة عكسية مع جودة الحياة.
إال أن الالفت في النشطة االقتصادية لألزواج هو حضور فئة رجال التعليم وأئمة املساجد
ضمنهم ،والحال أن هؤالء من املفترض أن يكونوا في الصفوف الولى للمعركة ضد الزواج املبكر ،الش يء
الذي يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة املقاربات الناجعة للتصدي لهذه الظاهرة.
744
262
181
1 13
بين 16سنة بين 16سنة و 16بين 15سنة و 16أقل من 15سنة أكثر من 17سنة بين 17سنة و17
سنة سنة ونصف ونصف و 17سنة سنة ونصف ونصف
-يعرف منحنى تطور سن الزواج ارتفاعا شديدا انطالقا من الفئة الولى لقل من عشرين
سنة التي تشكل ،% 1,96نحو الفئة العمرية التالية بين 20و 25سنة التي هي الغالبة على الفئات
العمرية الخرى بنسبة % 33,17مع حفاظه عل نسق متصل من االرتفاع ،ثم يستمر باالرتفاع نحو
213
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
الفئة املوالية ،لكن املنحنى يعرف ميالنا أقل ابتعادا عن املحور العمودي بانخفاض ملحوظ في حدة
االرتفاع ،ليستقر في نسبة % 41,87بالنسبة لفئة ما بين 26و 30سنة ،ثم يبدأ باالنحدار بشكل حاد
نحو الفئات املوالية ،ثم يزيد اتساعا ،لتخف شدة االنحدار تباعا بعدها.
سن الخاطب
1200
1000 963
800 763
600
400 393
200
101
0 45 35
أقل من 20 بين 26و 30بين 20و25 بين 31و بين 36و40 أكثر من 40
سنة سنة سنة 35سنة سنة سنة
العدد 45 763 963 393 101 35
-يالحظ أن فارق سن الزواج الكثر انتشارا بين الزواج هو ما بين 05و 10سنوات ،ثم يليه
الفارق ما بين 10و 15سنة.
فارق السن
من 5إلى 10سنوات
%37,91 من 10إلى 15سنة
%35,26
214
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-تعاني أسر القاصرات موضوع الدراسة ،فقد تبين آنفا أنها تعاني من تدن حاد في املستوى
التعليمي لفرادها –كما تبين سلفا.-
إذ أن المية تصل بين أمهات القاصرات إلى ،% 94,38بينما تصل بالنسبة لآلباء إلى
،% 71,31أما بالنسبة لإلخوة فإن السر التي كل أوالدها أميون تشكل نسبة ، % 2,23في حين تشكل
السر التي بعض أوالدها أميون نسبة. % 24,55
-باملقابل فإن نسبة % 13,52من الزواج أميون لم يسبق لهم الولوج إلى املدرسة ،في حين
أن الباقين متمدرسين ووصلوا إلى مستويات مختلفة.
-أما بالنسبة للزوجات فإن % 13,22منهن لم يحالفهن الحظ بولوج املدرسة ،وهي نسبة
تكاد تتساوى مع نسبة الزواج.
-أن نسبة % 4 ,13من الزواج اقتصر تعليمهم على املستوى الولي أو الكتاب ،في حين أن
نسبة هذا املستوى لدى الزوجات انحصر في .% 0,60
-أن نسبة الزواج الذين تمدرسوا إلى حدود املستوى االبتدائي بلغت ،% 36,52في مقابل
% 74,9من القاصرات/الزوجات اللواتي فقدن فرصتهن في التعليم في هذا املستوى.
-بالنسبة للمستوى اإلعدادي ترتفع النسبة لدى الزواج إلى حدود ،% 30,65بينما
تنخفض لدى الزوجات إلى .% 20,93
215
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
تمكنت نسبة % 9,87من الزواج من بلوغ املرحلة الثانوية ،في مقابل % 4,18بالنسبة -
للقاصرات املتزوجات ،لتنخفض النسبة لدى الطرفين خالل التعليم الجامعي إلى % 05,30لألزواج،
وتهوي إلى 0 ,20للزوجات
ابتدائي; 840
1000 إعدادي; 705
800
0
إعدادي
%30,65
ابتدائي
%36,52
أولي/كتاب ثانوي
%4,13 %9,87
ال شيء جامعي
%13,52 %5,30
ومن كل ذلك يظهر أن هناك شبه تكافؤ على مستوى التعليم بين القاصرات وأزواجهن،
خاصة بالنسبة للذين لم يسبق لهم ولوج املدرسة ،واملستويات الدنيا من التعليم ،بينما تختلف
النسب بشكل ملحوظ ،وتميل الكفة لصالح الزواج ابتداء من املستوى اإلعدادي.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا املقام هو حول دوافع الجامعيين من الزواج الختيار
االرتباط بزوجات قاصرات ال خبرة لهن في الحياة ،والحال أنه يفترض فيهم -نظرا ملستواهم التعليمي-
216
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
إدراك أن أولئك الفتيات ال يصلحن أن يكن زوجات ،فهن مجرد طفالت ال يعين شيئا عن الحياة
الزوجية وال يطقنها.
ويعيد هذا التساؤل من جديد نقاش املوروث الثقافي ،وقدرته على التحكم حتى في من هم
ذوي مستوى محترم من التعليم ،الش يء الذي يستدعي من الجميع التفكير في آليات قادرة على مجابهة
هذه املعادلة املقيتة وخطورتها على الجميع.
سبقت اإلشارة إلى أن النشطة االقتصادية للقاصر قبل الزواج تكاد تكون منعدمة ،بالنظر
إلى أنها ال تحقق لها أي استقالل اقتصادي ،وتبقيها دائما في حاجة إلى اإلعالة من شخص آخر.165
فأنشطتها ال تعدو أن تكون مجرد امتداد لالهتمامات اليومية للمرأة ربة البيت باملنطقة،
فتتكون في مجملها من:
وبالتالي فإن الفارق بين نشاطها وبين النشاط االقتصادي لخطيبها جلي وواضح ،وال يحتاج
إلى كثير من البيان ،ويمتد هذا الفارق حتى بعد الزواج ،حيث تحافظ الزوجات القاصرات على نفس
النمط في أنشطتهن االقتصادية ،التي تقتصر في الغالب على أدوار ال تسمح لها بالحصول على دخل
حقيقي ،فتتوزع أنشطتهن كالتالي:
مياومة مستخدمة الرعي حرفية عاملة منزلية اشغال البيت
مهنة القاصربعد الزواج
6 6 77 243 29 2295
الش يء الذي يجعل الزوج بعد الزواج أو شخص آخر هو املكلف باإلنفاق عليها.
- 165مع مالحظة أن اإلنفاق عليها من قبل أبيها أو وليها القانوني هو واجب أخالقي وقانوني عليه ،ال تبرء ذمته منه ،فهي طفلة تحتاج الرعاية ،ومكانها الطبيعي هو مقاعد الدراسة وليس
ميدان الشغل ،والتحليل أعاله أملته ضرورة الواقع ،وليس ما يجب أن يكون.
217
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أما الحاالت التي تكون فيها متمكنة اقتصاديا ،وتعيل نفسها بنفسها 166فهي ال تتجاوز ست
حاالت كما سلف بيانه ،وبالتالي تبقى دائما تابعة للشخص املنفق ،ومنقادة له ،لكونه هو من يمسك
باملوارد االقتصادية لألسرة ،ويتحكم بها.
أما مقارنة النشطة االقتصادية للخاطب مع أنشطة ذوي القاصر ،فإنها من ناحية مهنة أم
القاصر ال تثير أي إشكال لن وضع الم مشابه لوضع القاصر نفسها.
أما مقارنتها مع تلك النشطة االقتصادية الخاصة بالب فتعطي الصورة التالية:
900
828
800
700
600
457
500
415
358
332
400
325
319
234
300
201
165
162
141
200
117
117
72
60
100
36
28
22
16
12
11
0
0
0
0
0
0
0
0
0
0
0
الخاطب األب
- 166مع ضرورة استحضار طبيعة النشطة التي تمارسها حتى في هذه الحالة والتي في الغالب ال تمكنها من االدخار ،وتوفير فائض فوق الحاجيات الساسية لها.
218
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
االنخفاض بدءا من سن الثالثين سنة ،ليصل إلى 35حالة فقط بالنسبة للفئة العمرية التي يتجاوز
سنها 40سنة ،بنسبة لم تتجاوز .% 1.52
-أن بعض الفئات التي تمارس نشاطا ينتمي مبدئيا إلى الطبقة الوسطى تظهر في صفوف
الزواج ،وتختفي لدى آباء القاصرات ،كفئة املقاولين ،والعمال املهاجرين ،واملستخدمين ،باستثناء
فئة املوظفين التي تظهر لدى اآلباء وتختفي لدى الزواج ،بسبب ارتباطها هي الخرى بعامل سن
الزواج ،الذي تتحكم فيه في هذه الحالة مسألة االستقرار الوظيفي ،والوصول إلى القدرة على إعالة
أسرة ،ولعل هذا راجع أيضا إلى أنه كلما كانت السرة ذات مستوى عيش مرتفع ،كلما انخفضت نسبة
الزواج املبكر بين أفرادها ،سواء كن قاصرات يرغبن في الزواج ،أو ذكورا يبحثون عن زوجة مناسبة،
والعكس بالعكس ،إذ أن الزواج املبكر يدخل في عالقة عكسية مع جودة الحياة.
إال أن الالفت في النشطة االقتصادية لألزواج هو حضور فئة رجال التعليم وأئمة املساجد
ضمنهم ،والحال أن هؤالء من املفترض أن يكونوا في الصفوف الولى للمعركة ضد الزواج املبكر ،الش يء
الذي يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة املقاربات الناجعة للتصدي لهذه الظاهرة.
219
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
744
262
181
1 13
بين 16سنة بين 16سنة و 16بين 15سنة و 16أقل من 15سنة أكثر من 17سنة بين 17سنة و17
سنة سنة ونصف ونصف و 17سنة سنة ونصف ونصف
-يعرف منحنى تطور سن الزواج ارتفاعا شديدا انطالقا من الفئة الولى لقل من عشرين
سنة التي تشكل ،% 1,96نحو الفئة العمرية التالية بين 20و 25سنة التي هي الغالبة على الفئات
العمرية الخرى بنسبة % 33,17مع حفاظه عل نسق متصل من االرتفاع ،ثم يستمر باالرتفاع نحو
الفئة املوالية ،لكن املنحنى يعرف ميالنا أقل ابتعادا عن املحور العمودي بانخفاض ملحوظ في حدة
االرتفاع ،ليستقر في نسبة % 41,87بالنسبة لفئة ما بين 26و 30سنة ،ثم يبدأ باالنحدار بشكل حاد
نحو الفئات املوالية ،ثم يزيد اتساعا ،لتخف شدة االنحدار تباعا بعدها.
سن الخاطب
1200
1000 963
800 763
600
400 393
200
101
0 45 35
أقل من 20 بين 26و 30بين 20و25 بين 31و بين 36و40 أكثر من 40
سنة سنة سنة 35سنة سنة سنة
العدد 45 763 963 393 101 35
220
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-يالحظ أن فارق سن الزواج الكثر انتشارا بين الزواج هو ما بين 05و 10سنوات ،ثم يليه
الفارق ما بين 10و 15سنة.
فارق السن
من 5إلى 10سنوات
%37,91 من 10إلى 15سنة
%35,26
221
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
-باملقابل فإن نسبة % 13,52من الزواج أميون لم يسبق لهم الولوج إلى املدرسة ،في حين
أن الباقين متمدرسين ووصلوا إلى مستويات مختلفة.
-أما بالنسبة للزوجات فإن % 13,22منهن لم يحالفهن الحظ بولوج املدرسة ،وهي نسبة
تكاد تتساوى مع نسبة الزواج.
-أن نسبة % 4 ,13من الزواج اقتصر تعليمهم على املستوى الولي أو الكتاب ،في حين أن
نسبة هذا املستوى لدى الزوجات انحصر في .% 0,60
-أن نسبة الزواج الذين تمدرسوا إلى حدود املستوى االبتدائي بلغت ،% 36,52في مقابل
% 74,9من القاصرات/الزوجات اللواتي فقدن فرصتهن في التعليم في هذا املستوى.
-بالنسبة للمستوى اإلعدادي ترتفع النسبة لدى الزواج إلى حدود ،% 30,65بينما
تنخفض لدى الزوجات إلى .% 20,93
تمكنت نسبة % 9,87من الزواج من بلوغ املرحلة الثانوية ،في مقابل % 4,18بالنسبة -
للقاصرات املتزوجات ،لتنخفض النسبة لدى الطرفين خالل التعليم الجامعي إلى % 05,30لألزواج،
وتهوي إلى 0 ,20للزوجات
222
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ابتدائي; 840
1000 إعدادي; 705
800
0
ثانوي
%9,87
أولي/كتاب ال شيء جامعي
%4,13 %13,52 %5,30
ومن كل ذلك يظهر أن هناك شبه تكافؤ على مستوى التعليم بين القاصرات وأزواجهن،
خاصة بالنسبة للذين لم يسبق لهم ولوج املدرسة ،واملستويات الدنيا من التعليم ،بينما تختلف
النسب بشكل ملحوظ ،وتميل الكفة لصالح الزواج ابتداء من املستوى اإلعدادي.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا املقام هو حول دوافع الجامعيين من الزواج الختيار
االرتباط بزوجات قاصرات ال خبرة لهن في الحياة ،والحال أنه يفترض فيهم -نظرا ملستواهم التعليمي-
إدراك أن أولئك الفتيات ال يصلحن أن يكن زوجات ،فهن مجرد طفالت ال يعين شيئا عن الحياة
الزوجية وال يطقنها.
223
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
ويعيد هذا التساؤل من جديد نقاش املوروث الثقافي ،وقدرته على التحكم حتى في من هم
ذوي مستوى محترم من التعليم ،الش يء الذي يستدعي من الجميع التفكير في آليات قادرة على مجابهة
هذه املعادلة املقيتة وخطورتها على الجميع.
-6استنتاجات تركيبية
أبانت املعطيات اإلحصائية املتعلقة بالدراسة امليدانية بامللموس أن ظاهرة الزواج املبكر،
ليست شأنا قضائيا صرفا ،تنحصر أسبابه في التدبير العملي ملقتضيات املادتين 20و 21من مدونة
السرة ،من خالل املمارسة القضائية اليومية؛ بل شأن مجتمعي ،تتعدد أسبابه التي تتوزع بين ما هو
اجتماعي ،واقتصادي ،وثقافي ،وديني ،وتتشعب نتائجه ،فتمس كل شرائح املجتمع.
وبناء على التحليل الواقعي للحاالت املعنية ،يمكن استنتاج ما يلي:
.1سن الزواج
أن سن الزواج الغالب لدى القاصرات ضحايا الزواج املبكر ،هو السن املتراوح بين ستة
عشر سنة ونصف وسبعة عشر سنة ونصف ،وهذا راجع بالساس إلى املجهودات الكبيرة املبذولة من
طرف الفاعلين الساسيين ،ومن بينهم رئاسة النيابة العامة من خالل حرصها على التكوين املستمر
لقضاة النيابة العامة في هذا املجال ،وإصدار عدة دوريات ومنشورات في املوضوع ،وانفتاحها على
شركاء متعددين يجمعهم معها هم التصدي لهذه الظاهرة ،ونهجها لسياسة تواصلية توعوية مكنت
من الوصول إلى أكبر قدر من املعنيين بهذا المر ،وسعيها الحثيث إلى وضع قواعد إضافية تهدف إلى
التفعيل المثل لإلجراءات الحمائية املنصوص عليها في املادة 20من مدونة السرة .وهو ما ساهم في
بلورة قاعدة قضائية شبه متفق عليها تحدد السن الدنى املعتمد في اإلذن بهذا الزواج في سبعة عشر
سنة فما فوق؛
224
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أنه ورغم كل املجهودات املبذولة ما زالت تظهر بين الفينة والخرى بعض الحاالت التي
يتم فيها اإلذن بزواج من هن دون سن السابعة عشر من عمرهن ،بناء على مبررات مختلفة ،وتأثرا
بالبنية الثقافية واالجتماعية الحاضنة لهذا الزواج؛
أنه بعد تجاوز سن السابعة عشر والنصف تبدأ احتمالية التعرض لهذا النوع من
الزواج باالنخفاض تدريجيا كلما اقتربت القاصر من سن الرشد.
وعموما يمكن القول إن القاصرات يعزفن عن التقدم بطلبات في هذا الشأن لثالثة أسباب
رئيسة تم الوقوف عليها من خالل البحث امليداني:
أن هذا السن يعتبر سنا مرتفعا للزواج في بعض املناطق ،وبالتالي فإنه كلما كبرت الفتاة
في السن كلما قل حظها في الزواج؛
أنه بعد سن السابعة عشرة والنصف ،تصبح القاصر وأسرتها والخاطب كذلك ،أقل
تحمسا لتحمل مشاق مسطرة اإلذن بزواج القاصر ،ويفضلون التريث إلى حين بلوغها سن الرشد،
وتزويجها زواجا عاديا؛
أنه في بعض الحاالت تلجأ العائلة -لتجاوز إجراءات املسطرة -إلى زواج الفاتحة في انتظار
وصول القاصر سن الرشد ،ومن ثم يتم توثيق الزواج ،سواء باللجوء إلى مسطرة ثبوت الزوجية قبل
انقضاء الفترة االنتقالية التي حددتها املادة 16من مدونة السرة ،أو باللجوء إلى إبرام عقد الزواج،
كما لو أن القاصر تزوجت في إبانه ،مع ما يستتبع ذلك من مخاطر تهدد القاصر وأطفالها إن وجدوا
في حالة وقوع نزاع بين الزوجين ،حيث قد يلتجئ الزوج إلى سلوك مسطرة بطالن الزواج ،إذ أسفر
العقد الجديد على توفير شروط القول بذلك ،أو في حالة تراجع الزوج عن فكرة توثيق العقد باملرة؛
أنه -وعلى عكس القاصرات زوجاتهم -فإن أغلب الزواج يتراوح سنهم ما بين عشرين
( )20وخمس وثالثين ( )35سنة ،بينما تقل هذه النسبة كثيرا قبل سن العشرين سنة ،كما تبدأ
باالنخفاض بعد سن الخامسة والثالثين ،وبذلك فارق السن الغالب بين سن القاصرات وأزواجهن هو
املتراوح بين خمس سنوات وخمسة عشر سنة ،ثم يليه فارق السن الذي يتراوح بين خمسة عشر
وعشرين سنة ،ثم ما فوق عشرون سنة؛ وهذا ما يحيل بدوره على ثالث مالحظات إضافية:
225
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أن الزواج بقاصر ال يستهوي فئة عمرية دون غيرها ،ولكنه يستقطب كل الفئات العمرية
من الرشداء؛
أن ارتفاع نسبة الزواج بقاصرات بين الفئة العمرية املمتدة بين سن العشرين سنة
وخمس وثالثين سنة سببه هو أن الزوج في املجتمعات التقليدية هو املكلف الوحيد باإلنفاق ،وهو
املسؤول عن البيت ،أما الزوجة فهي تابعة اقتصاديا له ،وبالتالي فإنه خالل هذه املرحلة العمرية عادة
ما يكون الذكور قد بدأوا فعال في العمل -بغض النظر عن طبيعة هذا العمل وعائده املادي-؛
الفتيان الذكور ال يتزوجون عادة وهم قاصرين ،الرتباط الزواج في الذهان بمفهوم
القوامة بمفهومه االجتماعي املرتبط فقط بالقدرة املحتملة على الكسب ،وليس القدرة الحقيقية على
مسؤولية الزواج ،فيتأخر الزواج لديهم حتى يبدؤوا في العمل وجني النقود ،مقارنة باإلناث اللواتي ال
يفكرن في ذلك بسبب نشأتهن على عادات وتقاليد تفرض بصرامة توزيعا نمطيا لألدوار بالبيت في
العمل يقتض ي قوامة الزوج.
.2املحيط االجتماعي
لقد تبين أن أغلب القاصرات املتزوجات ينشأن في أوضاع اجتماعية صعبة ،قد تتسم أحيانا
بالقساوة ،إذ أن أغلب أولئك القاصرات:
ينحدرن من أسر أحادية القطب ،ينعدم فيها الحوار والتشارك في تسيير السرة ،حيث
يتولى شخص واحد تسييرها بمفرده ،يكون هو الب بالدرجة الولى بنسبة وصلت إلى ،74,30 %أو ذكر
آخر من العائلة بنسبة تجاوزت ، 6,93 %أما السر التي تسيرها الم فهي قليلة جدا بحيث لم تتخط
نسبة ،08,10%وهي نفس نسبة الحاالت التي يشترك فيها البوان بمفردهما في اتخاذ القرارات في
البيت ،في حين أن السر الطبيعية القائمة على مبدأ التشارك والتفاهم والتعاون ،والتي يتم فيها
إشراك جميع أفراد السرة في اتخاذ القرار في البيت ،وفي تسيير شؤنها ،تعد جد نادرة بنسبة لم تتجاوز
، 02,75%وهو ما يدل على الطبيعة السلطوية لألسر التي تنحدر منها هؤالء الفتيات ،اللواتي نشأن
على الخضوع للرجل ،وعدم مناقشة قراراته؛
226
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أن نسبة مهمة من الفتيات املقبالت على الزواج املبكر ،كن يعانين من عدم االستقرار
السري ،إما بسبب وفاة أحد البوين ،أو طالقهما ،أو هجر أحدهما املنزل ،أو معانته من إعاقة؛
ً
أن أغلب أسر القاصرات تغيب عنها فكرة تنظيم النسل ،فتعرف ارتفاعا كبيرا في عدد
أفرادها ،وبين هؤالء تكون نسبة اإلناث مرتفعة أكثر باملقارنة مع الذكور؛
أن القاصرات ينحدرن من أسر تقليدية تحافظ على التوزيع النمطي لألدوار داخل
املنزل ،إذ أن أغلب تلك السر يتحكم فيها الب أو ذكر آخر من العائلة باملوارد االقتصادية ،ويتولى هو
وحده اإلنفاق عليها ،فيما يكون دور النساء فيها -سواء كن المهات أو القاصرات أنفسهن -مسؤوالت
فقط عن االعتناء بالبيت والقيام بشؤونه اليومية ،وال يتمتعن بأي استقالل مالي ،وليس لديهن أي
دخل قار ،ومن ذلك أن 10,81%من الزيجات كان دافعها هو الهروب من الظروف االجتماعية
القاسية التي تعيشها القاصر؛
.3العامل االقتصادي
أن غلب القاصرات وذويهن هم في الغالب من الطبقة الهشة ،والفقيرة ،والتي يمارس
أفرادها -هي وباقي أفراد أسرتها -مهنا بسيطة ،وإن كانت تقي من الحاجة ،فإنها ال تسمح في العادة
باالدخار ،لكونها في الغالب تنتمي إلى القطاع غير املهيكل ،وال توفر دخال محترما ،يمكن من تلبية
االحتياجات فوق الساسية لألسرة ،الش يء الذي يدفع بها إلى البحث عن بدائل لتوفير التمويل الالزم
أو التخفيف من أعبائها ،فيكون الزواج املبكر حال لذلك ،خاصة مع ارتفاع عدد اإلناث داخل السر،
والتي تعتبر داخل السرة عناصر غير منتجة ،بالنظر إلى أدوارها النمطية داخل السرة ،فيكون الزواج
املبكر مناسبة للتخلص من املصاريف الخاصة بالقاصر ،وفرصة للحصول على مساعدات مادية من
الزوج وعائلته ،ونتيجة ذلك فإن 11,37%من حاالت القبول بالزواج املبكر كان دافعها الساس هو
الفقر؛
يصبح الزواج أداة تمويل لألسرة سواء من خالل الهدايا العينية التي تتلقاها بعد الزواج
بشكل مناسباتي بنسبة ،54,73 %أو املساعدات الدورية أو غير الدورية ،التي تحصل عليها بنسبة
38,69%؛
227
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
يمكن القول إن زواج القاصر يدخل في عالقة عكسية مع القدرة على االدخار ،فكلما
عال أحدهما إال وانخفض اآلخر؛
أن الزواج الذين يقبلون على هذا النوع من الزواج ،ينتمون بعضهم لنفس الطبقة
االقتصادية واالجتماعية للقاصرات املتزوجات ،بينما البعض اآلخر يتكونون من بعض الفئات التي
يمارس نشاطا يفترض نسبته إلى الطبقة الوسطى ،كفئة املقاولين ،والعمال املهاجرين ،واملستخدمين.
إال أن الالفت في النشطة االقتصادية لألزواج؛ هو حضور فئة رجال التعليم وأئمة املساجد
ضمنهم ،والحال أن هؤالء من املعول عليهم في املساهمة في التصدي لهذه الظاهرة.
.4املستوى الثقافي
إن تحليل املستوى التعليمي لكل من القاصر وأسرتها والخاطب أوضح بشكل جلي الوعاء
الثقافي الذي ينتج هذه الظاهرة ،ومن خالله يمكن االستنتاج بقوة أن:
الوساط التي تنتشر فيها المية والجهل هي الكثر إنتاجا لهذا النوع من الزواج ،وإعادة
إنتاجه ،فهما جد متفشيان بين القاصرات وأسرهن ،وكذا بين أزواجهن ،حيث إن أغلب حاالت هذا
الزواج تتم في وسط مستواه التعليمي متدن ،لم يتجاوز في الغالب املستوى االبتدائي؛
الهدر املدرس ي هو الرافد الساس ي لزواج القاصرات ،سواء تعلق المر بعدم االلتحاق
مطلقا بمقاعد الدراسة ،أو التسرب خارج املسار الدراس ي بعد الولوج إلى املدرسة ،وتبقى السباب
املادية املحضة ،وعدم االستفادة من الخدمات التعليمية ،وبرامج دعم التمدرس كبرامج تيسير
واإليواء ،والنقل املدرس ي هي املسبب الكبر في هذا المر؛
كلما ارتفع املستوى التعليمي للقاصر وأسرتها وللخاطب أيضا إال وانخفضت نسبة
الزواج املبكر ،وبالتالي فإن الزواج املبكر يدخل في عالقة عكسية مع املستوى التعليمي ،فكلما ارتفع
أحدهما انخفض الثاني؛
يؤدي هذا المر إلى انخفاض مستوى الوعي لدى جميع املساهمين في هذا النوع من
الزواج بمخاطره ،ونتائجه الكارثية ،ويؤدي إلى سيطرة العراف والتقاليد على تفكير هؤالء ،التي ترسخ
228
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
لديهم نسقا فكريا رجعيا ،يسوق ملفاهيم مبتذلة عن دور املرأة في املجتمع ،فيكون الرجل هو املتنفذ
اجتماعيا ،واملتمكن اقتصاديا ،واملسيطر فكريا ،واملتحكم الوحد في مصير من حوله ،بينما املرأة
تبقى في حالة ال مساوة ،وتبعية مطلقة للرجل ،ويعطي هذا النسق تصورا مغلوطا عن مفهوم طاعة
الوالدين فتنشأ ثقافة تبجل الب والزوج ،بمفهوم الخنوع والخضوع ،وليس بمفهوم التقدير
واالحترام ،فتكون قراراته نافذة حتما بدون نقاش ،فيتقمص كل من حوله طريقة تفكيره ،حتى تتحد
معه ،فيصبح الكل منفذ لرغباته ،وتوجهاته دون حتى أن يحتاج إلى اإلفصاح عنها ،وفي هذا السياق
الثقافي ينمو الزواج املبكر ويتكاثر ،فتصبح العراف والتقاليد هي الدافع الرئيس له ،فقد وصلت
نسبته إلى ،44,08 %الش يء الذي يجعل اتخاذ القرار بتزويج القاصر هو مسألة وقت فقط ،في انتظار
قدوم خاطب ما ،مهما كانت هويته؛
أن التأويل الخاطئ للدين ،والتفسير املغلوط لبعض نصوصه واالحتجاج بها في غير
محلها ،وإخراجها من سياقها دون استحضار لدالالتها الصحيحة وأسباب نزولها ،واستيراد مفاهيم
مذهبية يفاقم بدوره إلى تكاثر الزواج املبكر؛
أن كل هذه العوامل تتحد لتجعل القاصر املتزوجات مكونا رئيسيا في املعضلة ،بسبب
رغبتهن الجامحة في هذا الزواج ،ما يترتب عنه اتخاذهن قرار الزواج بأنفسهن بنسبة بلغت .94,84 %
أن القاصرات أنفسهن يصبحن منتجات لهذه الظاهرة من خالل تأييد فئة منهن لفكرة
تزويج بناتهن وهن قاصرات ،ورفضهن فكرة منع الزواج املبكر.
.5الوضعية الصحية
إن الزواج املبكر له تأثير مدمر على صحة القاصر املتزوجة وعلى أوالدها إذ أن:
الزواج املبكر يقترن بالحمل والوالدة املبكرة إذ اتضح من الدراسة امليدانية أن نسبة
82%من القاصرات موضوعها أنجبن في السنوات الولى من الزواج مع احتمال اإلنجاب لكثر من
مرة؛
229
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
230
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أن أغلب القاصرات يحرمن من سكن مستقل خاص بهن ،ويفرض عليهن السكن مع
أهل الزوج في بيت العائلة رفقة أفراد آخرين منها؛
أن القاصرات املتزوجات مضطرات لخدمة أشخاص آخرين غير أسرتهن الصغيرة،
بحيث أنهن ملزمات بالقيام بأشغال البيت لفائدة جميع القاطنين باملنزل ،وفي بعض الحيان حتى
لفائدة أشخاص يقطنون خارجه؛
أن أغلب القاصرات محرومات من االستقرار السري بسبب غياب الزوج املتكرر عن
املنزل ،سواء بسبب الهجرة بحثا عن العمل ،أو بسبب نزاعات مع الزوج وأهله؛
أن أغلب أسر القاصرات بعد الزواج يتولى شخص آخر غير الزوج ،يكون في العادة أب
أو أم الزوج أو كالهما اتخاذ القرار في البيت وتسيير شؤونه.
.7العنف األسري
لقد تبين من خالل معطيات الدراسة أن القاصرات املتزوجات يعانين من أصناف مختلفة
من العنف حيث إن:
13 ,30% من القاصرات املتزوجات كن ضحية عنف معنوي مس أحد حقوقهن ،أو
حقوق أوالدهن الناتجة عن الزواج ،كالحق في االستقرار السري ،واستمرار العالقة الزوجية في وئام،
والحق في نسب الوالد ،والحق في أن تكون لهم هوية أبيهم ،فاضطررن إلى االلتجاء إلى القضاء الستيفاء
حقهن عن طريق دعوى انحالل ميثاق الزوجية ،أو ثبوت النسب ،أو ثبوت الزوجية ،والحالة املدنية،
وغيرها؛
أن القاصرات املتزوجات تعانين هن الخريات-رغم حداثة زواجهن -من عنف معنوي
آخر هو خطر تعدد الزوجات ،حيث إن 4,39%منهن إما تعدد أزواجهن فعال ،أو يتعرضن لضغوط
للقبول بذلك ،و 1,17 %منهن كن ضحية للخيانة الزوجية؛
231
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
أن عدد من القاصرات يتعرضن لعنف آخر أشد خطورة ،يتمثل في حرمانهن من
أوالدهن من طرف الزوج أو عائلته ،في محاولة للضغط على القاصر أو ابتزازها ،أو أنها تضطر إلى
التخلي عنهم ب "إرادتها" بسبب عدم قدرتها على االعتناء بهم؛
أن 22,30%من القاصرات تعرضن لألنواع التقليدية من العنف :العنف النفس ي،
والجسدي ،والجنس ي ،واالقتصادي ،وأن 10,48%من القاصرات تعرضن للطرد من بيت الزوجية؛
أن أهل الزوج يأتون في مقدمة املتسببين في العنف السري املوجه ضد القاصرات
املتزوجات؛
232
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
التوصيات الختامية
أسفرت مقاربة الدراسة التشخيصية حول زواج القاصر بشقيها القضائي وامليداني عن
العديد من االستنتاجات التي تعد نتاجا لرصد واقع املمارسة القضائية لزواج القاصر من جهة،
وتعبيرا عن الواقع املعيش لتجارب فئة مهمة من القاصرات مع هذا الزواج من جهة أخرى.
وعلى الرغم من املجهودات املبذولة من طرف الفاعلين ،تبقى الظاهرة مقلقة ،ولتجاوز اآلثار
السلبية الناتجة عنها ،والتي تؤرق الدولة واملجتمع على حد سواء ،والحد من تداعياتها على التنمية في
أبعادها املتعددة ،يقتض ي المر تظافر الجهود ،والرفع من مستوى تعبئة جميع الفاعلين لكسب رهان
القضاء على هذه املمارسة ،التي تعوق تمتع الطفل بحقوقه ،وصيانة مصالحه الفضلى.
وفيما يلي بعض التوصيات الكفيلة لكسب هذا الرهان:
- 1على مستوى تغييرالعقليات واملوروث الثقافي
اتضح من أهم مخرجات الدراسة أن العامل الثقافي يأتي في مقدمة السباب املتحكمة في
ظاهرة تزويج القاصرات ،وأن هذا العامل يشكل الدافع الساس ي للقبول بهذا الزواج من طرف
القاصرات املعنيات به أنفسهن.
ومن هذا املنطلق يتعين تركيز الجهود في هذا الصدد على املستويات اآلتية:
وضع خطط وبرامج ملواجهة القبول الثقافي واالجتماعي الواسع النطاق ملمارسة تزويج
القاصرين ،عبر إذكاء الوعي الجماعي بالضرار املترتبة عن هذا الزواج ،وآثاره النفسية والصحية على
القاصر ،وتكلفته االجتماعية .وخلق مساحات للنقاش في الفضاء العام ،وعلى نطاق واسع ،وإشراك
السر بالضرورة من أجل تحسيسهم بفوائد تأخير الزواج ،وضمان حصول الفتيات على التعليم،
ومحاربة الهدر املدرس ي في صفوفهن .ويقتض ي المر أيضا حتمية إشراك الذكور من مختلف العمار
باعتبارهم فاعلين أساسيين في املوضوع؛
تدخل وزارة الوقاف والشؤون اإلسالمية لتجنيد املرشدات واملرشدين الدينيين (معهد
محمد السادس لتكوين الئمة املرشدين واملرشدات) ،لفعالية دورهم في التأثير على الرأي العام
233
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
الشعبي عبر الخطاب الديني الوسطي املعتدل ،الذي يسلط الضوء على الضرار املحتملة للزواج
املبكر .وتعبئة املجالس العلمية املحلية وأئمة املساجد عبر اعتماد برامج ممتدة في الزمن ،ومبنية على
أهداف واضحة ،للتحسيس بمخاطر زواج القاصر ،وتغيير الفكار املشجعة عليه؛
دعم الجمعيات العاملة في امليدان لتكثيف جهدها لتحسيس وتوعية املجتمع
بالعواقب الناجمة عن تزويج القاصر ،واإلقناع بأن املكان الطبيعي للطفل هو حجرة الدراسة،
واكتساب املعارف ،وليس الزواج ،وذلك بتعزيز سبل التواصل عن قرب مع الساكنة.
تعزيز دور رجال ونساء التعليم في إذكاء الوعي لدى الطفالت والفتيات بأهمية استمرار
تمدرسهن لبناء شخصيتهن واستقالليتهن ،وإدراج موضوع زواج القاصر في املقررات واملناهج الدراسية
لتوعية وتحسيس الناشئة بمخاطر هذا الزواج ،وبناء فكر تربوي ممانع له؛
تخصيص برامج في اإلعالم العمومي املرئي واملسموع إلشاعة فكر املساواة بين الجنسين
وملناقشة موضوع زواج القاصر ،وتوضيح غاية املشرع من فتح باب االستثناء على سن الزواج،
وتسليط الضوء على الضرار الوخيمة الصحية والنفسية واالجتماعية التي تلحق الفتاة املتزوجة
مبكرا؛
الرفع من الوعي الصحي بالشكل املالئم واملناسب للفئة العمرية املستهدفة بشأن
الصحة الجنسية واإلنجابية ،وتنظيم النسل ،واملساواة بين الجنسين ،مع العمل على تدريب النساء
والفتيات على مهارات الحياة ،وضمان إدراكهن لحقوقهن فيما يتعلق بالزواج ،ولقدرتهن على املطالبة
بهذه الحقوق وممارستها ،واالعتماد في ذلك على تجارب حية من الواقع املعيش.
-2على مستوى السياسات العامة
على الرغم من املجهودات املبذولة في بالدنا للحد من زواج القاصر ،ال تزال هناك العديد من
التحديات الكبرى في مجال السياسات واالستراتيجيات الرامية إلى معالجة العوامل الساسية والعامة
التي تسمح باستمرار تزويج الطفال.
ويقتض ي هذا المر ما يلي:
234
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
اعتماد استراتيجية متكاملة ،وواضحة املعالم ،ومبنية على أهداف محددة في الزمن
تهدف إلى محاربة الزواج دون سن الثامنة عشرة ،انسجاما مع غاية املشرع الذي حدد سن الزواج في
18سنة ،ومع رؤية هيئة المم املتحدة التي جعلت من مكافحة زواج القاصر أحد الهداف الساسية
للتنمية املستدامة في أفق سنة ،2030وتماشيا مع االتفاقيات الدولية والتوصيات الممية ذات
الصلة باملوضوع؛
نهج سياسة شاملة ومنسقة من أجل التصدي بفعالية ملمارسة تزويج القاصرين ،تنبني
على إشراك كافة الجهات الحكومية واملؤسسات الرسمية ذات الصلة سواء على الصعيدين الوطني
أو املحلي ،وكذا منظمات املجتمع املدني املعنية؛
إعطاء الولوية في تنزيل ورش النموذج التنموي إلى إلغاء الفوارق املجالية ،ودعم
التنمية الجهوية ،وتسريع برنامج الحماية االجتماعية ،مع جعله قائما على استحضار طبيعة
اإلشكاالت الناجمة عن انعدام املسـاواة بيـن النسـاء والرجـال ،وجعل هذا المر مرتكزا له؛
االعتماد في وضع السياسات العمومية في مجال حماية الطفولة على املعايير الدولية
لحقوق اإلنسان ،وعلى االتفاقيات ذات الصلة بحقوق الطفل ،وجعل االستراتيجيات الوطنية مبنية
على احترام مقاربة النوع ،وتوظيفها على نطاق أوسع لتعزيز املساواة والقضاء على التمييز ضد النساء
والفتيات ،في مختلف املجاالت ،وال سيما الحق في الصحة والتعليم ،والعمل ،واملشاركة السياسية؛
ويتعين في هذا الصدد أن يتم التركيز في هذه السياسات على املجاالت التالية:
تعزيز فرص التمكين االقتصادي للمرأة والفتاة عموما ،ووصولها إلى املوارد املنتجة،
وإلغاء القواعد واملمارسات التمييزية في هذا الصدد؛
تبني استراتيجية تقوم على االهتمام بصحة الم والطفال ،وتقريب الخدمات الصحية
وتعميمها ،ال سيما ما يتعلق بأقسام الوالدة وطب الطفال؛
توفير املوارد املالية والدعم الكافي للبرامج الرامية إلى التصدي ملمارسة تزويج
القاصرين ،بما في ذلك تلك التي تستهدف الفتيات املتزوجات؛
235
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
جعل تعميم التسجيل في الحالة املدنية أولوية استراتيجية في إطار مقاربة تشاركية
ملختلف الفاعلين؛
تفعيل إلزامية التعليم الساس ي كحد أدنى لضمان التمدرس ،ومنع الهدر املدرس ي،
وبحث إمكانية رفع اإللزامية إلى مستوى التعليم الثانوي التأهيلي ،لكون هذه املرحلة العمرية هي الكثر
إنتاجا لحاالت الهدر املدرس ي املؤدية لزواج القاصر؛
تعزيز فرص حصول الفتيات على تعليم عالي الجودة ،ووضع برامج خاصة إلعادة
إدماج الفتيات اللواتي يجبرن على ترك املدرسة بسبب الزواج و/أو الوالدة؛
توفير فرص خاصة للدعم االقتصادي ،وحوافز مالية للفتيات املعوزات ولسرهن
قصد تمكينهن من مواصلة التعليم العالي ،وتأخير الزواج ،وذلك من قبيل املنح الدراسية ،وتوفير
السكن واإليواء؛
التركيز على تعزيـز املعاييـر االجتماعية الكفيلـة بحمايـة الطفـال .مع العمل على توفير
املــوارد املاليــة الكافية ،وذلــك بهــدف تعزيــز تدخــل جمعيــات املجتمــع املدنـي علـى الصعيـد الترابـي.
واستهداف الطفــال الكثــر هشاشــة عند تنفيـذ هـذه السياسـة بالدرجة الولى ،كالطفـال املتخلـى
عنهــم ،وأطفــال الشــوارع ،والطفــال املهاجريـن ،على اعتبار أن هذه الفئة يمكن أن تكون بفعل ظروفها
أكثر عرضة لهذا الزواج؛
اعتماد برامج لتدريب الفاعلين في امليدان من الطر املكلفين بإنفاذ القانون ،والعاملين
في الحقل القضائي ،واملدرسين ،والعاملين في مجال الصحة والخدمات الخرى بشأن كيفية التعرف
على الفتيات املعرضات للخطر ،أو الضحايا الفعليين ،وبشأن التشريعات املعمول بها ،وتدابير الوقاية
والرعاية ،والتكفل بالحاالت التي قد تكون ضحية لهذا الزواج؛
االهتمام بجمع املعطيات ذات الصلة بظاهرة تزويج القاصرين ،وتشجيع البحوث
العلمية الجادة في هذا الصدد ،وجعلها أوسع وأشمل ما أمكن ،بإبرام شراكات مع الجامعات واملعاهد
العلمية املهتمة ،ودعم تقاسم وتعميم ونشر املمارسات الجيدة؛
236
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
العمل على تحليل وتقييم آثار السياسات والبرامج القائمة ذات الصلة بزواج القاصر
كوسيلة لتعزيزها وضمان فعاليتها ورصد تنفيذها ،وتقويم مسارها.
-3على مستوى اإلجراءات القضائية
أبان تحليل املعطيات القضائية للدراسة عن بعض املمارسات الفضلى التي انتهجتها بعض
أقسام قضاء السرة املعنية ،والتي من شأن تعميمها تعزيز الضمانات املحيطة بتزويج القاصر ،كما
أبان عن بعض الثغرات التي يتعين تداركها في الجانب املسطري لزواج القاصر.
ويمكن تقديم التوصيات التالية في هذا الصدد:
ضرورة اعتماد حد أدنى توافقي لسن زواج القاصر في انتظار التدخل التشريعي اعتبارا
للطابع االستثنائي لهذا الزواج؛
اعتماد الخبرة الطبية والبحث االجتماعي بواسطة املساعدة االجتماعية قبل البت في
طلب اإلذن بتزويج القاصر مع تحري الدقة بكافة الوسائل املمكنة للتحقق من هوية القاصر؛
إنجاز البحث االجتماعي مع القاصر ،والخاطب الذي يريد االرتباط بالقاصر ،مع
الحرص على االستماع للقاصر بواسطة املساعدة االجتماعية على انفراد؛
توفير العدد الكافي من املساعدات االجتماعيات باملحاكم وتمكينهن من الوسائل
الالزمة لالضطالع بمهام البحث االجتماعي على الوجه املطلوب في قضايا زواج القاصر وقضايا املرأة
والطفل بشكل عام؛
تحديد االختصاص املكاني لقاض ي السرة املكلف بالزواج بالطلبات املقدمة من
املعنيين الذين يتوفرون على سكن قار داخل الدائرة القضائية للمحكمة؛
التنصيص في اإلذن على إسم الخاطب كشرط إلبرام هذا الزواج وتحري الدقة في
التحقق من هويته؛
237
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
238
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
جعل االختصاص للبت في زواج القاصر للقضاء الجماعي تعزيزا للضمانات التي يجب
أن تحيط بالبت في موضوع زواج القاصر؛
تحديد االختصاص املكاني للجهة القضائية املكلفة بمنح اإلذن بالزواج في الطلبات
املقدمة من املعنيين الذين يتوفرون على سكن قار داخل الدائرة القضائية للمحكمة؛
تحديد الحد الدنى لسن زواج القاصر؛
توقف البت في طلب اإلذن بتزويج القاصر على تقرير تعده لجنة طبية مختصة في
املوضوع يتم تحديد أعضائها ومهامها بشكل دقيق؛
النص على إلزامية اعتماد خبرة طبية ونفسية وفق نموذج خاص معد مسبقا ،مع
جعلها خاضعة ملراقبة لجنة طبية على مستوى كل إقليم؛
النص على إلزامية إجراء البحث االجتماعي بواسطة املساعدة االجتماعية قبل البت
في طلب اإلذن بتزويج القاصر ،مع ضرورة إجراء البحث كذلك عن طريق النيابة العامة؛
التنصيص على ضرورة إنجاز بحث اجتماعي حول القاصر ،والخاطب الذي يريد
االرتباط بالقاصر كذلك ،مع ربط منح اإلذن بالتزويج بضرورة إبرامه مع الخاطب موضوع البحث ،مع
اعتماد شرط التناسب والكفاءة بالنسبة للخاطب ،والقدرة على توفير سكن مستقل للقاصر؛
منح النيابة العامة الحق في استئناف مقرر اإلذن بتزويج القاصر ،وكل من له مصلحة
مع تحديد جهة االستئناف ،وأجله ،وتوقيف إبرام الزواج إلى غاية صيرورته انتهائيا؛
تجريم الزواج دون اإلذن القضائي ،مع التصريح ببطالن هذا الزواج بمقتض ى الدعوى
العمومية؛
تعديل مقتضيات اإلكراه على الزواج بعدم اشتراط تقديم الشكاية ،وتوسيع دائرة
التجريم لتشمل الوساطة في زواج القاصرات كيفما كان نوعها ،وتجريم عدم التبليغ عن هذه الفعال؛
افتراض التعسف في إنهاء العالقة الزوجية إلى أن يثبت العكس متى وقع على قاصر
داخل أجل خمس سنوات من زواجها.
239
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
الفهرس
تق ــدي ــم
السياق العام للدراسة التشخيصية 1 ...................................................................................................
- 1املرجعية الدولية لزواج القاصر3 .....................................................................................................
1 – 1االتفاقيات الدولية3 ....................................................................................................................................
1–2– 3إسناد اختصاص البت في اإلذن بزواج القاصر إلى قاض ي األسرة املكلف بالزواج24 ...........................................
5 – 2 – 3إصدار مقرر معلل تبين فيه املصلحة واألسباب املبررة لإلذن بالزواج 27 ........................................................
- 4تحليل املعطيات اإلحصائية العامة لزواج القاصرمنذ صدورمدونة األسرة إلى حدود سنة 28 .......2019
1 –4مقارنة عدد رسوم زواج القاصر مع املجموع العام لرسوم الزواج28 ....................................................................
240
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1-1 -7مؤشري جلسات اإلذن بزواج القاصر وأمد البت 53 ........................................................................................
- 2تقاطع املؤشرات :مقارنة نسبة أذونات زواج القاصر باألحكام القاضية بثبوت الزوجية التي يكون موضوعها طرف قاصر
92 .....................................................................................................................................................................
241
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1- 2- 2السن141 .................................................................................................................................................
242
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
1- 1- 3الوالدة153 ...............................................................................................................................................
2- 1- 3األوالد157 ................................................................................................................................................
243
دراسة تشخيصية حول زواج القاصر
244