You are on page 1of 26

‫كلية تازة متعددة التخصصات‬

‫مسلك الجغرافيا‬
‫‪%\\RXVVHIDW‬‬

‫مسار دينامية األوساط الطبيعية‬

‫تدبير األوساط الهشة‬


‫األستاذ مصطفى أعفير‬

‫‪4102/4102‬‬
‫تدبير األوساط الهشة‬

‫تخضع األوساط الطبيعية بالمغرب من جراء النمو الديموغرافي والتوسع الحضري واإلستغالل العشوائي‬
‫للموارد إلى ضغط كبير ساهم في تقوية آليات تدهورها إضافة إلى تقلبات الظروف المناخية التي زادت من‬
‫هشاشتها‪.‬‬

‫فرصيد المغرب من التربة ( تكوينات موروثة ) غير قابلة للتجديد ومعرضة للتعرية واإلندثار وخاصة تلك التي‬
‫تغطي السفوح المنحدرة‪ ،‬كما يتراجع الغطاء النباتي ( غابات و تكوينات سهوبية ) بفعل اإلستغالل العشوائي‬
‫وكثافة الرعي‪ ،‬كما أن المجاالت البحرية والنطاقات الساحلية أصبحت بدورها معرضة لشتى أشكال التعدي‬
‫والتدهور‪ ،‬كاإلفراط في استغالل الثروات السمكية‪ ،‬زحف السكن‪ ،‬التلوث‪ ،‬تعرية الرمال الشاطئية‪ ،‬وقد نهج‬
‫المغرب منذ سنوات اإلستقالل إلى حدود اليوم‪ ،‬سياسة التهيئة واإلعداد للمجاالت التي تعرف تدهورا على كل‬
‫المستويات عبر خلق مجموعة من المشاريع والبرامج قصد إيجاد حلول مالئمة لوضعية الهشاشة التي تعرفها‬
‫هذه المجاالت‪ ،‬لكن الحصيلة كانت غير مرضية‪ ،‬حيث أثبتت أغلب التدخالت عدم فعاليتها‪ ،‬في التخفيف من حدة‬
‫تدهور المجاالت الطبيعية‪ ،‬وخلق توازن حقيقي بين الموارد الطبيعية وحاجيات الساكنة‪ ،‬بعبارة أخرى لم تعطي‬
‫إجابة حقيقية لمتطلبات المجال‪ ،‬وخير دليل على ذلك‪ ،‬ما يعرفه المجال المغربي اليوم‪ ،‬من مخاطر واختالالت‬
‫بيئية وسوسيواقتصادية معقدة ‪.‬‬

‫هذا ما فرض ويفرض تبني استراتيجيات‪ ،‬جديدة لتأهيل وتنمية المجال الوطني ( المجاالت الوطنية ‪ :‬قروية‪،‬‬
‫حضرية‪ ،‬جبلية‪ ،‬ساحلية‪ ،‬غابوية وصحراوية ) لجعله أكثر تنافسية‪ ،‬ألن المجاالت في ظل " العولمة " تكتسي‬
‫أهمية كلما خضعت للتدبير الحكيم‪ ،‬وكلما كانت أقل تدهورا وتلوثا‪ ،‬فهذه المجاالت هي التي يمكن أن تستفيد من‬
‫حركية رؤوس األموال الوطنية والدولية‪ ،‬وكنتيجة لذلك فإنه في غياب تأهيل مجالي جيد‪ ،‬ستبقى الجهات‬
‫المتدهورة والفقيرة أواألقل نموا مهددة بخطر التهميش ولمدة طويلة‪ ،‬مما يجعل يجعل تنمية ساكنتها وإدماجها‬
‫مهمة جد صعبة قد ال يتحقق إنجازها على المدى القريب‪ ،‬الشيء الذي سينعكس سلبا على الوسط الطبيعي وعلى‬
‫الموارد المتاحة‪.‬‬

‫ونهدف من خالل دراسة تدبير المجاالت الهشة‪ ،‬إلى التمكن من ‪:‬‬

‫اإللمام بمفهوم المجاالت الهشة وتحديد امتدادها المجالي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تشخيص الموارد الطبيعية الوطنية واإلكراهات التي تهددها وبرامج اإلعداد التي ضمتها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معرفة العوامل التي كانت وراء هشاشة المجال الوطني واقتراح حلول عملية للحد منها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة حاالت من المجاالت الهشة للتعرف أكثرعن واقعها وأهميتها وآفاق حمايتها و تنميتها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪%\\RXVVHIDW‬‬
‫المفاهيم المهيكلة للمادة‬
‫تعد عبارة تدبير المجال واألوساط والهشاشة والتنمية المستدامة والحكامة من المصطلحات الكثيرة التداول في‬
‫الوقت الراهن‪ ،‬كما ترتبط بالسياسات والمشاريع اإلقتصادية واإلجتماعية التي تنهجها الدول والمؤسسات‬
‫الرسمية وشبه الرسمية‪ ،‬بل والمنظمات غيرالحكومية وتنظيمات المجتمع المدني ‪.‬‬

‫ولكل مصطلح من هذه المصطلحات معنى خاص يتعين ضبطه واإلستئناس به قبل البحث عن العالقة بينه‬

‫وبين المفاهيم األخرى أوعن أبعاده ومظاهره الجغرافية ‪.‬‬

‫‪la gestion‬‬ ‫‪ ‬التدبير‬


‫مشتقة من فعل دبر ومصدره تدبير ‪.‬‬

‫يقال دبر أموره بمعنى فكر فيها وخطط لها‪ ،‬ويقال دبر خطة ما أي رسم أهدافها‪.‬‬

‫‪ ‬التدبير يحيل كذلك إلى فعل وأبعاد العقلنة وحتى استخدام الموارد المادية والبشرية ‪.‬‬
‫‪ ‬التدبير هو التنظيم والترتيب والتصرف وتوقع النتائج‪ ،‬فهو وظيفة إدارية تتجه إلى المستقبل لتحقيق أهداف‬
‫مرسومة ‪.‬‬
‫‪ ‬التدبير هو نشاط يحول الموارد البشرية والمادية وغيرالمادية من حالة عدم اإلنتظام والفوضى‪ ،‬إلى‬
‫إنجازات فعالة ونافعة ‪.‬‬

‫للتدبير عدة مرادفات تختلف حسب السياق المستعمل فيها‪ ،‬وهي التسيير والتخطيط والتنظيم والتوجيه والتهيئة‬
‫والمراقبة بهدف تحقيق أهداف معينة‪ ،‬بتوظيف اشخاص وموارد أخرى ‪.‬‬

‫لماذا التدبير ؟‬

‫التدبير الجيد يخلق نوعا من التوازن بين اإلنسان والمجال ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التدبير هو تعبير عن البعد اإليجابي في اإلنسان ( اإلنسان الفاعل )‬ ‫‪-‬‬
‫التدبير يزيد من فعالية المجهودات اإلنسانية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التدبير عامل أساسي للتقدم والتطور اإليجابي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬المجال ‪Espace‬‬
‫مفهوم حديث ظهر في الفكر الجغرافي منذ ستينيات القرن الماضي‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت أصبح من بين المفاهيم‬
‫الجغرافية االكثر تداوال خالل الفترة المعاصرة‪ ،‬بل األكثر من ذلك أصبح يشكل إلى جانب البيئة والمشهد‬
‫واإلقليم‪ ،‬المفاهيم األربعة األساسية المؤطرة للفكر الجغرافي الحديث والمعاصر‪.‬‬

‫وشكل كل مصطلح من هذه المصطلحات مدرسة واتجاها جغرافيا خاصا‪ ،‬حيث شكل المجال ( المكان ) أساس‬
‫المدرسة الكمية‪ ،‬ويعتبر الجغرافيون األمريكيون رواد هذا التوجه وخصوصا ) ‪ ( E . K Scheffer‬وبرييان‬
‫بيري) ‪ ( B. Berrey‬وواطسون ) ‪ ( Watson‬وإيدوارد أولمان )‪. ( E. Ulman‬‬

‫ويعتبر المجال أساس الفكر الجغرافي‪ ،‬ألن الجغرافيا أوال وقبل كل شيء هي طريقة ومنهج للتفكير في الحلول‪.‬‬
‫المجال في" معجم الجغرافيا " هو التراب ومكان التهيئات السابقة اإلقتصادية واإلجتماعية و السياسية ومسرح‬
‫رهانات قوية ودائمة‪.‬‬

‫من خالله ندرك بأن المجال هو حقل واقعي للرهانات وصراعات القوى ‪.‬‬

‫المجال هو اإلطار المكاني الذي تتوطن فوقه الكيانات الجغرافية وله خصائص هندسية محددة ( الطول‪،‬‬
‫العرض‪ ،‬اإلرتفاع و اإلمتداد ) ‪.‬‬

‫يشمل المجال الجغرافي السطح بجميع مكوناته وما يحيط به من غالف جوي ومائي وقشرة أرضية‪ ،‬وهو‬
‫الميدان الوحيد المجسد لعالقات التفاعل بين الطبيعة واإلنسان وإطار عيشه وتتفرع منه مجاالت متعددة‬
‫( ‪ ) sous-èspace‬طبيعية وحيوية ( المجال البيئي ) مثال‪ ،‬وأخرى بشرية وظيفية تعكس أنماط التدخل‬
‫البشري وسلوكات المجموعات السكانية فوق األرض ( المجال الريفي‪ ،‬المجال الحضري‪ ،‬المجال الصناعي )‬

‫بالرغم من تعدد التعاريف يبقى المجال الجغرافي هو ذلك " اإلطار المكاني الذي توطن فوقه الكيانات والظواهر‬
‫وله خصائص هندسية محددة كالطول والعرض واإلرتفاع واالمتداد " وهو أيضا القاسم المشترك بين جميع‬
‫فروع العلوم ‪.‬‬

‫ويمكن تعريف المجال من زوايا متعددة ‪:‬‬

‫مجال طبيعي ) ‪ ( espace naturel‬بالنظر لما يحتوي عليه من ظواهر طبيعية متنوعة ومتفاعلة‪ ،‬وهو‬ ‫‪‬‬
‫نتاج عالقات التفاعل بين كل أغلفة األرض‪ ،‬والمجال الطبيعي هوالقاعدة األساسية التي تنبني عليها‬
‫المجاالت األخرى‪.‬‬
‫وهو مجال اجتماعي و ثقافي ) ‪ ( espace social et culturel‬باعتباره منتوجا اجتماعيا للمجتمعات‬ ‫‪‬‬
‫البشرية‪ ،‬لذا فهو يعكس العالقات اإلجتماعية السائدة داخل مجتمع ما‪ ،‬من قيم وعادات وأفكار وأشكال‬
‫التنظيم اإلجتماعي‪.‬‬
‫مجال اقتصادي ) ‪ ( espace économique‬أوال بما يضمه من يضمه من موارد ومؤهالت اقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫أولية لإلستغالل‪ ،‬وثانيا ألنه ميدان األنشطة اإلقتصادية‪ ،‬إذ عليه تتوطن المنشآت اإلقتصادية ( الموقع‪،‬‬
‫المسافة‪ ،‬الكلفة ) ‪ ،‬كذلك يمكن اعتباره مجاال مستقطِ با ) ‪ ( espace polarisé‬على شكل شبكة معقدة من‬
‫العالقات اإلقتصادية بين مختلف األقطاب والجهات و األقاليم اإلقتصادية ‪.‬‬
‫مجال معيش و مدرك ) ‪ ( espace vécu et perçu‬فلكل فرد تصور ذهني حسب حسي للمجال الذي‬ ‫‪‬‬
‫يعيش فيه و يتفاعل معه وهذا اإلدراك والتصور هو الذي يحدد المواقف والممارسات والسلوكيات النفسية‬
‫للشخص أثناء تعامله مع هذا المجال ( التمثالت المجالية ) ‪.‬‬

‫مميزات المجال من التراب‬

‫المجال‬ ‫التراب‬
‫المحلية‬ ‫العالمية‬
‫الحركة‬ ‫اإلستقرار‬
‫العامية‬ ‫التميز‬
‫الشبكة‬ ‫القرب‬
‫اإلنفتاح‬ ‫اإلنغالق‬
‫‪ ‬الوسط ‪milieu‬‬
‫يسجل نسبيا وضع تصنيفات قطاعية للوسط مع التركيز على كل مكوناتها‪ ،‬ويمكن أن نميز بين أنواع من‬
‫األوساط ‪:‬‬

‫األوساط المتنافرة‬ ‫األوساط الالحيوية‬


‫األوساط المستقرة‬ ‫األوساط الحيوية‬
‫األوساط المتحركة‬ ‫األوساط المتجانسة‬

‫‪ ‬الوسط لغة يعني المكان الذي يقع بين نقطتين‪ ،‬أي بين حدودين ويدل كذلك على خارج المكان‪ ،‬أي المكان‬
‫أي المكان المحيط و يدل كذلك على البيئة ) ‪. ( envirenement‬‬
‫‪ ‬الوسط الجغرافي هو الذي يظم كل العناصر الطبيعية والعناصر البشرية ‪.‬‬
‫‪ ‬الوسط الطبيعي هو الذي يضم فقط العناصر الطبيعية ( تضاريس و مناخ )‬

‫ومفهوم الوسط الطبيعي لم يظهر إال في القرن ‪ 01‬حيث يستخدم بالخصوص من طرف جغرافيي النبات‪ ،‬وقد‬
‫اختلف الباحثون في وضع مفهوم موحد للوسط الطبيعي ‪.‬‬

‫‪ ‬من خالل معجم الجغرافية ( ‪ ( P.George‬عرف الوسط بكونه حيز يحيط بالخاليا والكائنات الحية التي‬
‫تحقق معه تبادالت ثابتة وطاقية وتحدد درجة تعلقها بهذا الحيز ( ج الحيوية ) وحسب نفس المعجم‪ ،‬فإن‬
‫الوسط الجغرافي هو مساحة طبيعية وتهيئة تحيط بجماعة بشرية تؤثرعليه‪ ،‬حيث العناصر المناخية‬
‫والحيوية والسياسية واإلقتصادية والتي تؤثرعلى سلوك وحالة هذه الجماعة ‪.‬‬

‫عندما يتفاعل الوسط الطبيعي مع الوسط البشري يعطي ما يسمى بالوسط الجغرافي أي المجال الجغرافي ‪.‬‬

‫مفهوم الوسط حسب معجم ) ‪ ( petit robert‬له معاني متعددة ‪:‬‬

‫‪ . 0‬لغويا يدل على المتوسط والمحور ‪.‬‬

‫‪ . 4‬يدل على البيئة والمحيط وما يحيط بالشيء ‪.‬‬

‫‪ . 3‬مفهوم اجتماعي يرتبط بمفاهيم أخرى كالمجتمع والمجال والحركية وغيرها ‪.‬‬

‫أما ) ‪ ( Brunet‬فيقول بأن المجال الجغرافي يضم الوسط‪ ،‬بينما الوسط ال يضم المجال الجغرافي ‪.‬‬

‫حسب ) ‪ ( Philipe et Pinchemel‬في كتابهما وجه " األرض " يقوالن أنه حينما يتفاعل الوسط الطبيعي‬
‫بالوسط البشري‪ ،‬يعطي ما يسمى بالوسط الجغرافي أي المجال الجغرافي ‪.‬‬

‫الوسط الطبيعي يتحدد بمجموعة من الخصائص منها ‪ :‬التضارس‪ ،‬الصخارة‪ ،‬الطبوغرافيا‪ ،‬الماء‪ ،‬التربة‪،‬‬
‫الغطاء النباتي‪ ،‬المناخ ‪...‬‬
‫بصفة عامة الوسط الطبيعي يتكون من مجموعة من األغلفة هي ‪:‬‬

‫الغالف الصخري ‪ :Litosphère‬ويضم كل الصخور ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الغالف المائي ‪ : Hydrosphère‬ويضم كل المسطحات المائية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغالف الجوي ‪ : Atmoshphère‬وهو الهواء الذي يحط باألرض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغالف الحيوي ‪ : Biosphère‬ويضم كل المكونات الحية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫منذ ذلك الوقت أصبح الوسط من المفاهيم الجغرافية األكثر تداوال خالل الفترة المعاصرة‪ ،‬بل األكثر من ذلك‬
‫أصبح يشكل إلى جانب البيئة والمشهد واإلقليم‪ ،‬المفاهيم األربعة األساسية المؤطرة للفكر الجغرافي الحديث‬
‫والمعاصر ‪.‬‬

‫وقد شكل كل مصطلح من هذه المصطلحات مدرسة واتجاها جغرافيا خاصا‪ ،‬حيث شكل المجال والمكان أساس‬
‫المدرسة الكمية‪ ،‬ويعتبر الجغرافيون األمريكيون رواد هذا التوجه خصوصا ) ‪ (F.K SHEFFER‬و )‪(B. berry‬‬
‫و )‪ (Watson‬و أيضا )‪.(E. Ulman‬‬

‫يعتبر المجال أساس الفكر الجغرافي‪ ،‬ألن الجغرافية وقبل كل شيء هي طريقة ومنهج التفكير في المجال ‪.‬‬

‫‪ ‬المجال ( معجم الجغرافيا ) هو " التراث ومكاسب أعمال التهيئة السابقة اإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬ومسرح رهانات قوية ودائمة ومن خالله ندرك أن المجال هو مركز الثقل الواقعي للرهانات‬
‫وصراع القوى‪.‬‬
‫‪ ‬المجال هو اإلطار المكاني الذي تتوطن فوقه الكيانات الجغرافية‪ ،‬وله خصائص هندسية محددة ( الطول‪،‬‬
‫العرض‪ ،‬اإلرتفاع واإلمتداد ) ‪.‬‬

‫يشكل المجال الجغرافي السطح بجميع مكوناته وما يحيط به من غالف جوي ومائي وقشرة أرضية‪ ،‬وهو‬
‫الميدان الوحيد المجسد لعالقات التفاعل بين الطبيعة واإلنسان وإطار عيشه‪ ،‬وتتفرع منه مجاالت‬
‫) ‪ ( sous espace‬طبيعية وحيوية " المجال البيئي مثال " وأخرى بشرية وطبيعية تعكس أنماط التدخل‬
‫البشري وسلوكات المجموعات السكانية فوق األرض أوالمجال الريفي أوالحضري أوالصناعي ‪...‬‬

‫وعموما يبقى المجال الجغرافي هو ذلك اإلطارالمكاني الذي تتوطن به الكيانات والظواهرالجغرافية‪ ،‬وله‬
‫خصائص هندسية محددة‪ ،‬وهو أيضا القاسم المشترك بين جميع فروع العلوم ‪.‬‬

‫المجاالت الهشة ‪Espaces fragiles‬‬


‫‪ ‬الهشاشة‬
‫الهشاشة هي وضعية الحاجة القصوى الناتجة عن اإلقصاء والناتج عن الخصاص الذي تعانيه الفئات اإلجتماعية‬
‫المهمشة‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بالتشغيل الذي ي َمكن االشخاص وعائالتهم من تحول مسؤولياتهم المهنية والعائلية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬والتمتع بحقوقهم األساسية‪ ،‬ويحيل مفهوم الهشاشة على مفهوم آخرمرتبط به‪ ،‬إنه مفهوم "الخطر"‬
‫تترجم إلى عدة‬
‫َ‬ ‫و الذي يمكن تعريفه بأنه إمكانية وقوع حدث ما نتيجة ظروف محددة‪ ،‬وتلك اإلمكانية يمكن أن‬
‫حاالت‪ ،‬فالخطر إذن يحتوي على معطيات اإلحتمال والنتائج‪ ،‬والهشاشة ليست دائما حتمية قدرية بل هي نتاج‬
‫تطورات و آليات مختلفة‪ ،‬فمن المحتمل أن يتحول مجال متوازن إلى مجال هش‪.‬‬
‫يختلف تعريف المجاالت الهشة حسب نوعية المؤثرات والمعايير والمقاربات المعتمدة في دراستها‪.‬‬

‫المجاالت الهشة هي مجاالت حساسة غير مستقرة وغير متوازنة مهددة ومعرضة ألي خطر( طبيعي أو بشري )‬
‫و المجاالت المراد حمايتها بأي ثمن تبقى مجاالت هشة ‪.‬‬

‫المجاالت الهشة يمكن أن تكون مجاالت جبلية أو مجاالت قاحلة أو ذات تربة هشة‪ ،‬أو مجاالت غابوية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ففي كل مجال يتم استخدام قيمة حرجة هشة‪ ،‬فمثال المجال الهش الجبلي هو الذي له انحدار يفوق ‪. 8%‬‬
‫تساهم التدخالت البشرية في تعزيز عدم استقرار المجاالت الهشة‪ ،‬عن طريق اإلستغالل المكثف وأساليب‬ ‫‪‬‬
‫التهيئة غير المالئمة ‪.‬‬
‫المجاالت الهشة هي مجاالت راكمت معوقات في رأسمالها الطبيعي‪ ،‬البشري واإلقتصادي نتيجة اإلهمال‬ ‫‪‬‬
‫واإلقصاء‪ ،‬وهذه المعوقات هي اإلنفجار الديمغرافي والعزلة وضعف التجهيزات والمرافق وهزالة اإلقتصاد‬
‫و الفقر اإلجتماعي‪ ،‬وهذه العوامل تعيق مختلف المبادرات التنموية ‪.‬‬
‫المجاالت الهشة هي المجاالت التي تراكم كل ضغوطات النمو اإلقتصادي واإلجتماعي والديموغرافي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كحالة الساحل المغربي‪ ،‬الذي يعاني من اختالل التوازن البيئي‪ ،‬بفعل التعرية البحرية وأيضا اإلستغالل‬
‫المفرط للرمال والتوسع العمراني و غيرها ( هذه العوامل تنتج وضعية خطيرة ومعقدة من شأنها التعجيل‬
‫بتدهور الشواطئ بيئيا و اقتصاديا ) ‪.‬‬

‫‪%\\RXVVHIDW‬‬
‫تدبير األوساط الهشة ( المجال الغابوي )‬
‫الغابة وبعض خصائصها ‪:‬‬

‫الغابة نظام بيئي شديد الصلة بحياة اإلنسان‪ ،‬وذلك إلن الغابة تغطي أكثر من ‪ 28%‬من مساحة اليابس‪ ،‬فال أحد‬
‫يجادل بأن لزوال الغابة واندثارها انعكاسات خطيرة على حياة اإلنسان‪ ،‬فلهذا للغابة عدة فوائد نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬اعتبارها من المصانع الطبيعية الضخمة‪ ،‬التي تقوم بواسطة عملية البناء الضوئي بتحويل الطاقة الشمسية‬
‫إلى طاقة كيماوية‪ ،‬عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكاربون وطرح األكسجين‪ ،‬وال أحد يجهل أهميته‬
‫البالغة بالنسبة لإلنسان والحيوان على حد سواء ‪.‬‬
‫‪ ‬للغابة تأثير خاص على المناخ‪ ،‬للغابات مناخ خاص بها‪ ،‬فهي أكثر اعتداال من الناحية الحرارية وأكثر‬
‫رطوبة‪ ،‬وأشد انتظاما من المناطق الخالية من الغابات‪ ،‬كما تقوم الغابة بالحد من حدة الرياح وسرعتها‪ ،‬كما‬
‫تقوم برفع قيمة رطوبة الجو بشكل محسوس‪.‬‬

‫تؤثر الغابات على تكوين التربة والمحافظة على خصوصياتها ألن األشجار تحمي التربة من أشعة الشمس‪.‬‬

‫‪ ‬تخفف الغابة من السيالن السطحي لمياه األمطار إلى حد كبير‪ ،‬وهي بهذه الخاصية تتصدى للسيول‬
‫والفيضانات وتؤمن انتظام تدفق مياه الينابيع واألنهار‪ ،‬وتسهل عملية تسرب المياه داخل التربة وبالتالي‬
‫تغذية المياه الجوفية‪ ،‬إنها تقوم بأدوار هامة في دورة المياه ‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم الغابة بدور مصفاة طبيعية للغبار والدخان وغيرها من ملوثات الجو‪ ،‬وتساهم جزئيا في تنقية الجو‬
‫بشكل عام‪ ،‬فمثال غابة من أشجار ذات أوراق عريضة متوسطة‪ ،‬يمكن ان توقف سنويا حوالي ‪ 01‬طن من‬
‫الغبار في الهكتار الواحد‪ ،‬وغابة من الصنوبرات ‪ 31‬طن في السنة‪ ،‬هذا دون أن ننسى دورها اإلقتصادي‬
‫الهام‪.‬‬

‫‪ – 1‬وضعية المجال الغابوي بالمغرب‬


‫يتوفر المغرب بالنظر لموقعه الجغرافي المتميز وتنوع مناطقه البيئية‪ ،‬على أنظمة غابوية فتية ومتنوعة‪ ،‬لعبت‬
‫على مر العصور أدوارا بيئية واجتماعية واقتصادية أساسية في التنمية المحلية الجهوية والوطنية‪ ،‬ويغطي‬
‫المجال الغابوي حوالي ‪ 1133302‬هكتار أي ما يعادل ‪ 12,7%‬من مجموع التراب الوطني‪ ،‬فالغابة المغربية‬
‫تتميز بتنوع تشكيالتها النباتية وتباين توزيعها على الصعيد الوطني‪ ،‬وتنتشر في مناطق مناخية رطبة وشبه‬
‫رطبة وأيضا شبه جافة ‪.‬‬

‫تتميز الغابة المغربية بتنوع تشكيالتها النباتية وتباين توزيعها على الصعيد الوطني‪ ،‬وتنتشر في مناطق ذات‬
‫مناخات رطبة وشبه رطبة وشبه جافة ‪.‬‬

‫ونشير إلى أن المغرب في مرتبة دون المعدالت األدنى الصالحة للتوازنات البيئية التي تترواح بين ‪15%‬‬

‫و ‪ ( 20 %‬اليونان ‪ 33 %‬واسبانيا ‪.) 25 %‬‬

‫أهم األصناف الغابوية بالمغرب ‪:‬‬


‫البلوط األخضر)‪ ،(le chêne cert‬البلوط الفليني )‪ ،(le chêne liège‬األرز األطلسي)‪،(le cedre d’atlas‬‬
‫األركان)‪ ،(l’arganer‬العرعار‪ ،‬الطلح) ‪ ،(l’acacia‬الحلفاء )‪.(alfa‬‬

‫التوزيع المجالي لألشجار ‪:‬‬

‫تغطي األشجار ‪ 2.0‬مليون هكتار من المجال الغابوي منها ‪:‬‬

‫‪ 034 111‬هكتار من أشجار األرز ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ 031 111‬هكتار من أشجار البلوط ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 83 000‬هكتار من أشجار األركان ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 350 000‬هكتار من أشجار الفلين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 600 000‬هكتار من أشجار العصفية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 0‬مليون هكتار من السنط الصحراوي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد تمت إعادة تشجير ‪ 231111‬هكتار من األراضي الغابوية ‪.‬‬

‫‪ ‬البلوط األخضر‪ le chêne vert‬يعتبرمن أهم المصادر الغابوية في المغرب من حيث المساحة وكذلك‬
‫من حيث كمية خشب التدفئة المستخرج منه‪ ،‬وهو من األشجار المعمرة إذ يتراوح عمره ما بين ‪411‬‬
‫و‪ 211‬سنة‬

‫يتميز هذا الصنف وجود نشاط اقتصادي رعوي مهم في محيط غابات البلوط األخضر‪ ،‬ويقدر القطيع المستفيد‬
‫من هذا الوسط بمليوني رأس ‪.‬‬

‫يستعمل خشب البلوط األخضر ألغراض مختلفة من صناعة األدوات الفالحية‪ ،‬خشب التدفئة‪ ،‬الفحم ‪...‬‬

‫‪ ‬البلوط الفليني ‪ chêne liège‬نبات مستوطن بمنطقة حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬يمتد على‬
‫مساحة ‪ 321111‬هكتار وينفرد بتشكيله غابات سهلية كبيرة وكثيفة ( غابة المعمورة و العرائش ) لكنه‬
‫مهدد بالزحف العمراني و الفالحي ‪.‬‬

‫تعيش شجرة البلوط الفليني ما بين ‪ 311‬و ‪ 211‬سنة وهي مثمرة ويمكن اقتطاع الفلين منها كل ‪ 01‬سنوات‪،‬‬
‫كما توفر مجاال دائما للرعي ‪.‬‬

‫ي َمكن اقتصاد الفلين من تشغيل ‪ 22‬شركة لتجميع الفلين وثالث وحدات لتحويله و تصنيعه‪ ،‬في حين تستفيد‬
‫الجماعات المحلية التي تقع في المناطق الغابوية من عائدات بيع هذا الفلين ( حوالي ‪ 30%‬من متوسط مداخيل‬
‫الغابة السنوية ) ‪.‬‬

‫‪ ‬األرز ‪ le cedre‬جنس من األشجار دائمة الخضرة سريعة النمو يتراوح طولها ما بين ‪ 31‬و ‪ 32‬متر‬
‫في المغرب‪ ،‬وقد يتجاوز عمره ‪ 0111‬سنة‪ ،‬يغطي االرز في المغرب ‪ 034111‬هكتار ممتدة على‬
‫األطلسين الكبير والمتوسط والريف ‪.‬‬

‫ألرز األطلس أهمية بيئية كبيرة وكذلك اقتصادية لما يوفره من موارد أولية ومن فضاء التنمية المستدامة‬
‫الجهوية ‪.‬‬
‫‪ ‬األركان ‪ l’arganier‬ينتشر بالمغرب فقط يغطي مساحة ‪ 031111‬هكتار بين آسفي وسيدي إفني‪،‬‬
‫وفي سهول سوس‪ ،‬وعلى السفوح الغربية لألطلس الكبير والصغير ‪.‬‬

‫من خصائص األركان التكيف مع وسط عيشه‪ ،‬بحيث يقاوم الجفاف‪ ،‬بحيث أن أوراقه تنكمش أو تختفي تماما‬
‫في الفترة الجافة‪ ،‬ويتراوح عمر هذه الشجرة ما بين ‪ 021‬و ‪ 311‬سنة‪ ،‬و يعطي االركان ثمارا أشبه باللوز‬
‫يستخرج منها زيت يستعمل لألكل والتجميل والصيدلة‪ ،‬يمثل األركان مجال مهما للرعي خصوصا بالنسبة‬
‫للماعز‪ ،‬كما يوفر خشبا للتعرية بطاقة حرارية مهمة‪ ،‬لقد أقرت منظمة " اليونسكو " غابة األركان تراثا عالميا‬
‫سنة ‪ ، 0111‬األركان نبتة ال يمكن إعادة إنباتها ولكن في السنوات األخيرة استطاع بعض العلماء انباتها مخبريا‬

‫‪ ‬العرعار‪ :genévrier‬شجر ينتشر بغرب البحر األبيض المتوسط ينتشر بالمغرب في مجال يفوق‬
‫‪ 111111‬هكتار من الشمال حتى االطلس الصغير‪ ،‬ومن الشرق حتى الضفة األطلسية‪ ،‬يعمر العرعار‬
‫حتى ‪ 211‬سنة كما يمثل النوع الوحيد من الصنوبريات في المنطقة القادر على التجدد بعد قطعه كما‬
‫أنه يتاثر بالطفيليات‪ ،‬لكن مقاومته لم تمنع من تقلص انتشاره تحت تأثير اإلنسان والرعي الجائر‪،‬‬
‫ويشكل خشب العرعار مادة أولية لصنع قطع فنية من طرف حوالي ‪ 3111‬صانع تقليدي‪ ،‬مصدر عيش‬
‫أكثر من ‪ 21111‬شخص‪ ،‬لكن حجم التدهور فرض البحث عن تحقيق توازن بين الطلب على هذا‬
‫الخشب الفريد والحفاظ المستدام على الثروة الغابوية ‪.‬‬
‫‪ ‬الحلفاء ‪ : Alfa‬هو نبات إيكولوجي يساعد على مكافحة التعرية‪ ،‬وله وظيفة اقتصادية تتمثل في صناعة‬
‫الورق‪ ،‬ويشكل كذلك مكانا هاما للرعي‪ ،‬وتمثل الحلفاء ‪ 32 %‬من المساحة الغابوية بالمغرب‪.‬‬
‫‪ ‬الطلح ‪ : Acacia‬ويعرف أيضا بالسنط‪ ،‬يمتد على مساحة ‪ 0100111‬هكتار‪ ،‬يتميز بفيزيولوجية‬
‫خاصة‪ ( ،‬أوراق جد صغيرة و أشواك طويلة ) تجعله يتكيف مع المناخ الصحراوي‪ ،‬للطلح فائدة‬
‫سوسيواقتصادية بحيث يوفر الخشب للتدفئة والعلف للمواشي ‪ ،‬وهو منتوج نادر يطلب كثيرا في فن‬
‫الطبخ األصيل ‪.‬‬

‫‪ -2‬أهمية المجال الغابوي بالمغرب ‪.‬‬


‫‪ ‬على المستوى البيئي‬
‫تتميز الغابات المغربية بتنوع بيولوجي ملحوظ يتمثل في وجود حوالي ‪ 2111‬نوع نباتي‪ ،‬الشيء الذي يجعل‬
‫المغرب يحتل المرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي على صعيد البحر األبيض المتوسط بعد تركيا‪.‬‬

‫وتقوم النظم الغابوية بأدوار مختلفة منها ‪:‬‬

‫مكافحة التعرية المائية المتمثلة في انجراف التربة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مكافحة التعرية الريحية المتمثلة في زحف الرمال في المناطق القارية والساحلية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحسين النظام المائي عبر تغذية الفرشة المائية والينابيع وتحسين جودتها مع تقليص حدة السيول ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على خصوبة التربة وإنتاجية األراضي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حماية المنشآت والبنيات التحتية األساية عبر الحد من آثار الفيضانات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تنقية الهواء إذ تعمل التشكيالت الغابوية على امتصاص وتخزين ما يناهز ‪ 43‬مليون طن من ‪ co2‬وهو ما‬
‫يمثل قيمة تقارب ‪ 2‬مليار درهم في السوق الدولية " هكتار واحد من الغابة يمتص ما بين ‪ 2‬إلى ‪ 01‬طن‬
‫في السنة من ‪ co2‬السام‪ ،‬وتحرر ما بين ‪ 01‬و ‪ 41‬طن من ‪"o2‬‬
‫‪ ‬تعتبر الغابات أهم خزائن التنوع البيولوجي والحيوي األرضي‪ ،‬إذ تعتبر موطنا لحوالي ‪ 90 %‬من‬
‫الفصائل الحية التي تحتاجها اليابسة ‪.‬‬
‫‪ ‬على المستوى اإلجتماعي‬
‫‪ ‬يمثل سكان المناطق الغابوية حوالي ‪ 3‬ماليين نسمة‪ ،‬فنمط عيشهم قروي باألساس إذ تمثل الغابة بالنسبة‬
‫إليهم مجاال حيويا يستمدون منه سبل العيش‪ ،‬عبر أنشطة تربية المواشي واستغالل الموارد الغابوية األخرى‬
‫( خشبية وغير خشبية ) ‪.‬‬
‫‪ ‬تغير نظم الحياة التقليدية‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بالرعي والتي جعلت النظام الحالي لتربية المواشي يعتمد‬
‫على المجاالت الغابوية على مدار السنة‪ ،‬بوثيرة ضغط تفوق ‪ 4‬إلى ‪ 3‬مرات القدرات اإلنتاجية للمراعي‬
‫الغابوية مع تفاقم للوضع خالل فترات الجفاف الحادة ‪.‬‬
‫‪ ‬على المستوى اإلقتصادي‬
‫تبلغ الطاقة اإلنتاجية للغابة حولي ‪ 1‬ماليين طن من الخشب الصناعي سنويا‪ ،‬بنسبة تعادل ‪ 30 %‬من‬ ‫‪‬‬
‫الحاجيات الوطنية للطاقة‪ ،‬و ‪ 43‬مليون طن من خشب التدفئة‪ ،‬و ‪ 02‬ألف طن من الخشب المخصص‬
‫للصناعة التقليدية واألعمال الفنية ‪.‬‬
‫توفر المجاالت الغابوي المواد األولية ألكثر من ‪ 11‬وحدة صناعية‪ ،‬ولحوالي ‪ 1111‬صانع تقليدي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يوفر قطاع الغابات قيمة سنوية مباشرة تناهز ‪ 3‬مليار درهم‪ ،‬و توفر ‪ 441‬مليون درهم من ثمن بيع موارد‬ ‫‪‬‬
‫الغابة التي تحول لميزانية الجماعات المحلية ‪.‬‬
‫تمثل الغابة مصدرا مهما للطاقة‪ ،‬خاصة المناطق القروية‪ ،‬إذ تساهم بحوالي ‪ 18%‬من الحصيلة الطاقية‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 3‬ماليين طن من البيترول ‪.‬‬
‫تساهم الغابة بحولي ‪ 5 %‬من الناتج الداخلي الخام ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقوم المراعي الغابوية بدور مهم في تغذية الماشية‪ ،‬بحيث تساهم ب ‪ 17 %‬من الحصيلة العلفية الوطنية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أي ما يعادل ‪ 02‬مليون قنطار من الشعير في السنة ‪.‬‬
‫باإلظافة إلى ذلك فإن الغابة توفر مجموعة من اإلمتيازات التي يمكن اعتبارها ذات أهمية اقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫واجتماعية‪ ،‬كإنتاج األعشاب الطبية والعطرية والفطريات بالنسبة للطبخ والصيدلة والعسل ‪.‬‬
‫سياحيا تهيكل المجاالت الغابوية المجال الطبيعي‪ ،‬وتساهم في تحسين إطار عيش الساكنة عبر توفير‬ ‫‪‬‬
‫فضاءات للنزهة والترفيه وتحسين جودة الهواء ‪.‬‬

‫‪ – 3‬عواهل تدهور المجال الغابوي ‪.‬‬


‫تواجه الغابة المغربية العديد من اإلكراهات التي تعاني منها الغابة المتوسطية عموما‪ ،‬فهي ليست غابة إنتاج‬
‫بقدر ما هي غابة محافظة‪ ،‬فرغم كل االدوار السالفة الذكر‪ ،‬فإن الغطاء الغابوي بالمغرب يعرف تراجعا يتزايد‬
‫مع مرور السنين‪ ،‬ويبدو ذلك جليا من خالل وصف الوضعية الطبيعة لمختلف المناطق في بعض المصادر‬
‫والمراجع التاريخية‪ ،‬ومن خالل مقارنة الخرائط الطبوغرافية والصور الجوية لفترات سابقة من الفترات‬
‫الحالية‪.‬‬
‫وفي هذا السياق تفيد بعض التقديرات بأن الغابة كانت تغطي في منتصف القرن الماضي حوالي ‪ 03.2‬مليون‬
‫هكتار‪ ،‬لكنها لم تكن تشغل في مستهل القرن الحالي سوى ‪ 1‬مليون هكتار ( منها ‪ 2‬ماليين هكتار من سهوب‬
‫الحلفاء والطلح الصحراوي ) وهذه المساحة مهددة بالتراجع مع الضغط المتواصل عليها ‪.‬‬

‫تساهم العوامل الطبيعية والبشرية في تدهور الغطاء الغابوي بالمغرب‪ ،‬غير أن مصدر الخطر الذي يهدد‬
‫المنظومة الغابوية ليس دائما محليا فقط‪ ،‬بل يرتبط بالتغيرات العامة التي تشهدها الكرة األرضية كالكوارث‬
‫الطبيعية والبيئية ( التغيرات المناخية‪ ،‬اإلحتباس الحراري ) ‪.‬‬

‫تتراجع الغابة المغربية بوتيرة سنوية تتراوح ما بين ‪ 4211‬و ‪ 3111‬هكتار وهناك ما يزيد عن ‪ 0211‬نوع‬
‫نباتي مهدد باإلنقراض‪ ،‬وما يمثله ذلك من تهديد لمختلف أنواع الحيوانات والطيور التي تعيش داخل البيئة‬
‫المغربية‪ ،‬وأكثر الغابات تدهورا هي غابة الريف واألطلس المتوسط‪ ،‬خاصة األرز وغابة المعمورة‪ ،‬البلوط‬
‫الفليني واألركان ( سوس ماسة ) ‪.‬‬

‫‪ ‬التأثيرات الخارجية على الغابة‬

‫التراكم المتزايد للغازات السامة في الجو‪ ،‬وخصوصا غاز ‪ co2‬إذ مع بداية القرن الحالي أصبح الجو المحيط‬
‫بالكرة األرضية يستقبل سنويا حوالي ‪ 31‬مليار طن من هذا الغاز‪ ،‬مسجال زيادة بأربعة أضعاف عما كان عليه‬
‫في أواسط القرن الماضي مما أدى إلى اإلرتفاع التدريجي في معدالت حرارة الجو ‪.‬‬

‫امتداد آثار التغيرات المناخية السلبية على مستوى العالم ‪ ،‬ومن أبرز هذه اآلثار تواتر أكبر لحاالت الطبيعة‬
‫القصوى‪ ،‬كاتساع دائرة الجفاف زمنيا ومجاليا‪ ،‬وكذلك التهاطل المطري العنيف والمركز‪ ،‬الذي يؤدي إلى‬
‫فياضانات مفاجئة ومخاطر بيئية مختلفة ‪.‬‬

‫اإلنتشار المتزايد لمختلف أنواع التلوث عبر العالم ‪ ،‬يتحرك التلوث دون اعتبار للحدود الترابية‪ ،‬وذلك تحت‬
‫تأثير حركية التيارات الهوائية والمائية‪ ،‬بل وحتى عولمة اإلقتصاد وتبادل السلع على نطاق دولي واسع ساهم في‬
‫ذلك‪ ،‬فأفضل خطة لتجنب ولو جزئيا عوامل التلوث‪ ،‬هو نهج أسلوب وقائي ‪.‬‬

‫ومن البديهي أن القطاع الغابوي بما في ذلك األحزمة الخضراء والمنتزهات حول وداخل المدن‪ ،‬تعرف تلوثا‬
‫متزايدا في السنوات األخيرة ‪.‬‬

‫‪ ‬التاثيرات الداخلية على الغابة‬


‫اإلجتثاث قصد تلبية حاجيات منزلية وصناعية ‪ ،‬يؤدي إلى اقتالع ثالثة أضعاف احتياطي التجديد مما ينتج عنه‬
‫تراجع الغابات بحوالي ‪ 42111‬هكتار سنويا‪ ،‬أما اقتالع الغابة من أجل الزراعة فيبلغ حوالي ‪ 2111‬هكتار‬
‫سنويا ‪.‬‬

‫بصفة إجمالية يتم اقتطاع ‪ 04‬مليون طن في الحطب والتدفئة‪ ،‬بينما الطاقة اإلنتاجية في الواقع ال تتعدى ‪ 2‬مليون‬
‫طن‪ ،‬وسيزداد الطلب على الحطب ب ‪ 10 %‬في الثالثين سنة القادمة وفي وضع يتسم بالفقر والحاجة‪ ،‬تشكل‬
‫المنافذ السهلة إلى الغابة ومجانية مواردها تهديدا لبقاء التشكيالت الغابوية‪ ،‬وتذهب ‪ 83 %‬من أخشاب الغابات‬
‫إلى البيوت بالقرى‪ ،‬في حين أن ‪ 30 %‬يستهلكه سكان الحواضر‪ ،‬و ‪ 8 %‬يستخدم في األفران والحمامات ‪.‬‬

‫الرعي الجائر والتجديد الطبيعي لمختلف أصناف النباتات واألشجار‪ ،‬تعد المساحات الغابوية كلها مراع بالنسبة‬
‫للسكان المجاورين للغابة وهو األمر الذي يؤدي إلى إتالف األشجار والتربة على حد سواء‪.‬‬

‫يفوق عدد المواشي التي تستغل الغابة للرعي ‪ 01‬ماليين رأس‪ 3411111 ،‬من الغنم‪ 2121111 ،‬من الماعز‬

‫و ‪ 334111‬رأس من االبقار‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ 45 %‬من الماشية في البالد ‪.‬‬

‫يعد الرعي من أهم أسباب تدهور الغابة بالمغرب‪ ،‬فالمساحة المخصصة للرعي بالمغرب تمثل حوالي ‪ 40 %‬من‬
‫مساحة العامة للبالد‪.‬‬

‫اتساع نطاق التمدين ‪ ،‬الذي يتم في حاالت عديدة على حساب المساحات الغابوية والفالحية المجاورة‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬وصلت نسبة الزحف في شفشاون إلى ‪ 88 %‬تليها أزيالل بنسبة ‪ 85%‬ثم الصويرة ‪83 %‬‬
‫والحسيمة ‪ 78 %‬و القنيطرة ‪ 54 %‬ثم خنيفرة ‪. 53 %‬‬

‫انتشار القارية ‪،‬بكل أشكالها وتوسع دائرة التصحر‪ ،‬فالرمال الصحراوية قد زحفت على ما يقارب من ‪401‬‬
‫هكتار ‪.‬‬

‫الحرائق ‪ ،‬تقدر الخسائر التي تسببها حرائق الغابات ب ‪ 03‬مليون درهم في السنة‪ ،‬أما المساحات التي تمسها هذه‬
‫الحرائق فتعرف تغيرات من سنة إلى أخرى مع متوسط على مدى فترة طويلة يقدر ب ‪ 3111‬هكتار في السنة‬
‫( ‪ 3111‬هكتار سنة ‪ 4112‬مقابل ‪ 3111‬هكتار سنة ‪ ، ) 4104‬بينما ال تتعدى ‪ 4111‬هكتار سنة ‪ ،0111‬وعلى‬
‫سبيل المثال فقد عرفت منطقة الشمال سنة ‪ 4112‬وحدها ‪ 030‬حريقا‪ ،‬وتم خاللها إحراق ما يناهز ‪2111‬‬
‫هكتار‪ ،‬وتشير المندوبية السامية للمياه والغابات أن الغابات المثمرة في الشمال قد تقلصت بنسبة ‪. 45 %‬‬

‫صورة لحريق الغابة بالقرب من مدينة المضيق صيف ‪4102‬‬


‫على سبيل المثال فغابة المعمورة التي تمتد على مساحة ‪ 033111‬هكتار وتتشكل من أربع فصائل كبرى‪ ،‬وهي‬
‫الفلين ‪ 45 %‬واألوكاليبتوس‪ 40 %‬والصنوبر‪ 10 %‬واألكاسيا‪ 5 %‬وتتعرض هذه الغابة لضغط كبير بسبب‬
‫الضغط البشري ‪.‬‬

‫‪ – 4‬حماية المجال الغابوي‬


‫ليست الغابة بالنسبة للمغرب مجرد موروث طبيعي يتعين صيانته‪ ،‬ولكنها تساهم في التنمية اإلقتصادية ولهذا‬
‫يجب أدراجها ضمن التنمية المستدامة‪ ،‬وتشكل الغابة في المغرب عنصرا أساسيا ضمن مكونات توازنات التراب‬
‫الوطني‪ ،‬لكن مستقبله مهدد بالتدهورإذا لم يعالج بمنظور جديد يأخذ بعين اإلعتبار كل معطيات الواقع اإلجتماعي‬
‫واإلقتصادي لهذا المجال‪ ،‬واعتباره عنصرا أساسيا في التنمية المحلية الجهوية والوطنية ‪.‬‬

‫لقد وضع المغرب مجموعة من الخطط والمشاريع و برامج الصيانة للملك الغابوي ‪:‬‬

‫‪ . 0‬تأمين الملك الغابوي‬


‫‪ . 3‬تأهيل اإلقتصاد القطاعي بمحيطه‬ ‫‪ : 4‬تأهيل النظم الغابوية‬
‫و المحافظة على البيئة ‪.‬‬

‫محاور برنامج العمل لفترة ‪4102 / 4104‬‬

‫من الناحية الطبيعية فإن مناخ المغرب يتميز بتقلبات مناخية يمكن أن تساهم في تراجع وتدهور المجال الغابوي‬
‫بشكل محسوس ( الحرائق والجفاف ‪)...‬‬

‫من الناحية البشرية فإن الضغط البشري على الموارد الغابوية في ازدياد مستمر إضافة إلى التدخالت الالمسؤولة‬
‫اتجاه الغابة‪.‬‬

‫ألجل هذه الغايات وضع المغرب العديد من الخطط والمشاريع وبرامج الصيانة قصد الحد من التدهور الذي‬
‫تعرفه مجاالتنا الغابوية ‪.‬‬

‫‪ -5‬عوامل هشاشة األوساط الغابوية‬


‫تعاني األوساط الغابوية في العالم من التدهور السريع والمستمر‪ ،‬وتشير بعض التقارير إلى أن نسبة الغابات‬
‫التي تعرضت للتدهور وصلت إلى نصف مساحاتها الحالية‪ ،‬خاصة خالل العقود الثالثة األخيرة‪ ،‬وتشير هذه‬
‫التقارير إلى أن العالم يفقد أحيانا أزيد من ‪ 011.111‬كلم مربع سنويا‪.‬‬

‫وتنقسم العوامل المساهمة في تدهور الغابة إلى قسمين ‪:‬‬

‫األول يتعلق بمؤشرات وعوامل الهشاشة الضعيفة‪ ،‬ويهم الغطاء الغابوي القابل للتدهور أو الذي تعرض أو‬
‫يتعرض للتدهور المستمر لكن بحدة ضعيفة‪ ،‬قد ال تؤثر بشكل كبير في البيئة المحلية أو الغطاء الذي يصعب‬
‫استغالله بشكل أفضل نظرا لصعوبة أو انعدام مالءمة الظروف الطبيعية المحلية‪ ،‬وبشكل عام عناصر هذا‬
‫الصنف ترتبط بالظروف المناخية ‪.‬‬
‫الثاني يتعلق بمؤشرات وعوامل الهشاشة المحسوسة‪ ،‬بمعنى العوامل التي تؤدي إلى التدهور الواضح ألحد‬
‫عناصر المنظومة الغابوية‪ ،‬وهذا الصنف يرتبط بالعوامل الطبيعية والبشرية معا‪.‬‬

‫‪ 0‬مؤشرات أو عوامل الهشاشة الضعيفة‬

‫حسب منظمة التغدية والزراعة الفاو ) ‪ ( FAO‬فإنها تعتبر األنظمة البيئية الغابوية التالية شبه هشة بناء على‬
‫معيار الماء والرطوبة‪.‬‬

‫الغابات التي يسيطر عليها الضباب والرطوبة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫غابات المستنقعات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غابات األراضي الحساسة اتجاه التملح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غابات المنحدرات الشديدة القابلة لإلنهيار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غابات ضفاف األنهار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غابات المجاالت المزودة للمدن بالماء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غابات البرك الموسمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغابات المواجهة لإلنهيارات الثلجية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غابات الجزر الصغيرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 4‬مؤشرات وعوامل الهشاشة القوية أو المحسوسة ‪.‬‬

‫تتعدد عناصر الهشاشة الخطيرة والذي يختلف أثرها من وسط آلخر‪ ،‬فالغابة على المستوى العالمي تعاني من‬
‫مجموعة من المشاكل التي تسرع من وتيرة تدهورها‪ ،‬فأصل هذه المشاكل يمكن أن يكون بشريا أو طبيعية‬
‫حسب موقع المجال الذي تحتله الغابة‪ ،‬ومن أهم التأثيرات التي تعاني منها المجاالت الغابوية على الصعيد‬
‫العالمي نذكر ‪:‬‬

‫‪ -‬الحرائق ( الطبيعية وغيرها )‬ ‫اجتثاث الغابات‬ ‫‪-‬‬


‫الحروب ( الغازات السامة ‪ ،‬نموذج منطقة الريف بالمغرب ) ‪ -‬التصحر‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التقلبات الجوية والجفاف‬ ‫اتساع المدن في اتجاه الضواحي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬األمراض الطفيلية‬ ‫التلوث البيئي‬ ‫‪-‬‬

‫اجتثاث الغابات‬

‫تعتبر عملية اجتثاث الغابة المسؤول األول عن زيادة نسبة الغازات الضارة في الجو‪ ،‬فهي مسؤولة عن ‪20 %‬‬
‫من انبعاثات الكربون السنوية على مستوى الكرة األرضية‪ ،‬وتؤدي أنشطة إزالة الغابة وتهيئتها للزراعة إلى‬
‫انبعاث سنوي من الكربون في الجو بمقدار ‪ 03‬بليون طن تقريبا‪ ،‬وبالتالي يقدم الحفاظ على الغابات فرصا‬
‫مهمة لحماية التنوع اإلحيائي وإبطاء عملية تغير المناخ‪.‬‬

‫فتقريبا يحتاج تكوين غابة سنديان إلى ‪ 021‬سنة في حين أن غابة صنوبر ساحلي تحتاج فقط إلى ‪ 21‬سنة‪،‬‬
‫ويعمل المهتمون بالغابات طول فترة نموها على إزالة األنواع التي التملك قيمة اقتصادية تذكر‪ ،‬أو على األقل‬
‫بغية الحصول على مردودية أفضل ‪.‬‬
‫أما الوضع بالنسبة للدول المتقدمة‪ ،‬فتزداد المساحة اإلجمالية للغابات وإن كان ذلك ببطئ لكنها في ازدياد‪ ،‬لكن‬
‫من ناحية أخرى مازالت حالتها متدهورة خاصة في أوربا حيث نسب التلوث مرتفعة وكذلك التقلبات المناخية‬
‫خصوصا في السنوات األخيرة‪ ،‬فقد فقدت أوربا حولي ‪ 011.111‬هكتار من الغابات في أروبا الشرقية‬
‫والوسطى‪ ،‬كما أن بعض الدراسات في الهند قد أشارت إلى أن إزالة الغابة في الهند قد أدى إلى تراجع األمطار‬
‫الموسمية‪.‬‬

‫الحروب ( الغازات السامة )‬

‫حرب الفييتنام ( ‪ )0133-0112‬قام خاللها الطيران األمريكي بإسقاط مواد كيماوية سامة على الغابات في جنوب‬
‫فييتنام‪ ،‬منها مبيدات األعشاب والتي من ضمنها مادة الديوكسيد السامة‪ ،‬وكان الهدف األساسي منها هو تدمير‬
‫أكبر مساحة من الغابة حيث يختبئ رجال المقاومة‪ ،‬وقد كان االمريكيون قد أطلقوا حوالي ‪ 01‬مليون لتر من هذا‬
‫المركب السام في جنوب فييتنام‪ ،‬وقد تسبب في سقوط أوراق األشجار‪ ،‬والخطير في األمر أن هذه المادة تسربت‬
‫بعد ذلك إلى بعض مصادر الماء السطحية والجوفية‪ ،‬فقد فاقت مستويات الديوكسيد في بعض المناطق أكثر من‬
‫‪ 011‬مرة المعايير الدولية المقبولة خاصة في دلتا نهر ميكونج ‪.‬‬

‫لقد لحق الدمار بحولي مليون ونصف هكتار من الغابات منها ‪ 42‬ألف هكتار من األشجار المدارية المعروفة‬
‫بالمانجروف ) ‪ ( Mangrove‬باإلضافة إلى تدمير وإتالف الزراعات الحقلية فيما يقارب ‪ 311‬ألف هكتار ‪.‬‬

‫حرائق الغابات‬

‫تعتبر حرائق الغابات من أكثر المشاكل التي تواجهها األوساط الغابوية‪ ،‬وقد تستمر هذه الحرائق أليام معدودة‬
‫مما ينجم عنها الكثير من المخاطر‪ ،‬خصوصا انبعاث أحادي أكسيد الكاربون السام ‪.‬‬

‫وترتبط هذه الحرائق بعاملين أساسيين هما ‪:‬‬

‫‪ -‬عوامل طبيعية خصوصا المناخ‪ ،‬وتشير اإلحصائيات إلى أن ‪ 5 %‬من الحرائق ناتجة عن أسباب طبيعية‬
‫كالصواعق وارتفاع درجة الحرارة ‪.‬‬
‫‪ -‬عوامل بشرية‪ ،‬إذ تشير اإلحصائيات أن ‪ 95 %‬من الحرائق تكون بفعل اإلنسان سواء بطريقة مفتعلة‬
‫لإلستفادة من األراضي‪ ،‬أو بسبب اإلهمال كرمي أعقاب السجائر والزجاج في الغابة ‪.‬‬

‫فمن أشهر الحرائق تلك التي نشبت في أندونيسيا في جزيرتي " بورينود " و " سومترا" ما بين ‪0113‬‬

‫و ‪ 0110‬حيث دمرت الحرائق حوالي ‪ 211‬ألف هكتار في أزيد من ‪ 011‬موقع ‪.‬‬

‫و قد حذرت منظمة التغذية والزراعة الفاو من تزايد األضرار النائجة عن الحرائق في العالم‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يؤدي إلى تدمير ماليين من الهكتارات من األخشار الثمينة وغيرها من المنتجات‪ ،‬ومن أسوء المناطق التي‬
‫تعرضت ألخطار الحرائق في العالم هناك إفرقيا جنوب الصحراء حيث تحرق ‪ 031‬مليون هكتار سنويا‪.‬‬

‫األضرار الجانبية لحرائق الغابات‬

‫‪ -‬زيادة معدالت التلوث في الهواء‪ ،‬إذ أن األشجار الضخمة تستطيع أن تخفف من التلوث بنسبة ‪ 70 %‬أكثر‬
‫من األشجار الصغيرة‪ ،‬وبالتالي فإن الحرائق تقلل من فعالية األشجار بامتصاص غاز الكربون ‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على التنوع البيولوجي ‪ ،‬فالحرائق تؤدي إلى قتل أنواع من النباتات واألشجار وبعض الحيوانات‬
‫وهي بذلك تساهم في تدمير البيئة الطبيعية‪ ،‬والمواطن األصلية لبعض النباتات والحيوانات ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة اإلحتباس الحراري‪ ،‬فحسب منظمة التغذية و الزراعة (الفاو ) فإن إزالة الغابات في العالم‪ ،‬سيؤدي‬
‫إلى إطالق ملياري طن من الكاربون‪ ،‬الذي يتسبب في زيادة اإلحتباس الحراري وكل هكتار من الغابات‬
‫يساهم في امتصاص حوالي ‪ 2‬أطنان من الكربون ‪.‬‬
‫‪ -‬التغير المناخي‪ ،‬فالغابات تساهم في تلطيف الجو عبر التبخر ( النتح ) والتأثير على سرعة الرياح‪،‬‬
‫وامتصاص جزء من األشعة الشمسية‪ ،‬وبالتالي تعديل حرارة الهواء المحيط بها ‪.‬‬

‫في الحقيقة ال توجد إحصائيات عالمية دقيقة عن الحرائق الغابوية‪ ،‬لكن المالحظ أن معظم الحوادث ذات أثر كبير‬
‫على البيئة توافق حاالت الجفاف الشديد في معظم مناطق العالم ‪.‬‬

‫تهم الحرائق بشكل كبير المناطق المعتدلة والشمالية‪ ،‬بل وتكون شدة الحرائق عالية في كثير من الحاالت‪،‬‬
‫و قابلية الغابة لإلشتعال عالية في حوض البحر األبيض المتوسط حيث توجد كثير من المجتمعات النباتية الشديدة‬
‫التعرض للحرائق‪ ،‬بل مهيأة لحدوث حرائق منتظمة‪ ،‬في المناطق المدارية تحدث حرائق الغابات في مواسم‬
‫الجفاف في أدغال السفانا وفي غابات األشجار نصف المتساقطة‪ ،‬وفي غابات الصنوبر المدارية ومناطق‬
‫السهوب‪ ،‬أما في الغابات المدارية المطرية التي تسود فيها األشجار العالية والتي تكون مغلفة تكاد الحرائق تكون‬
‫منعدمة فيها بسبب المناخ الرطب مع بطئ الرياح وشدة األمطار‪ ،‬وكلها تنشئ ظروفا غير قابلة لإلشتعال‪.‬‬

‫التصحر‬
‫التصحر مظهر من مظاهر الهشاشة‪ ،‬والتصحر هو عملية تحول األرض الخصبة إلى أرض قاحلة‪ ،‬يعني أن‬
‫األرض تتعرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان األرض للحياة النباتية والتنوع‬
‫الحيوي بها‪ ،‬ويؤدي كذلك إلى فقدان األرض قدرة اإلنتاج الزراعي‪ ،‬والتصحر يؤدي إلى تهييئ الظروف‬
‫المالئمة لنشأة حرائق الغابات وتحريك الرياح‪ ،‬مما يزيد من الضغوط على الموارد الطبيعية‪ ،‬خاصة موارد‬
‫المياه‪ ،‬فحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة (‪ )wwf‬فقد فقدت األرض ما بين سنتي ‪ 0131‬و ‪ 0112‬حولي‬
‫‪ 30 %‬من مواردها الطبيعية بسبب التصحر‪ ،‬إذ أن ‪ 04‬مليون هكتار من األراضي الزراعية المنتجة‪ ،‬تتحول‬
‫إلى أراضي قاحلة بسبب التصحر والجفاف‪ ،‬ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي ‪ 21‬مليون‬
‫كلم مربع ‪ 28 %‬منها في الوطن العربي‪ ،‬و ‪ 37 %‬في قارة إفريقيا‪.‬‬

‫ويعد التصحر من أخطر المشكالت التي تواجه العالم‪ ،‬لذلك خصصت األمم المتحدة يوم ‪ 03‬يونيو من كل سنة‬
‫كيوم عالمي للتصحر والجفاف‪.‬‬

‫ال يمكن الربط بين الصحراء والتصحر‪ ،‬ذلك أن الصحراء ظاهرة طبيعية في حين أن التصحر ظاهرة طبيعية‪-‬‬
‫بشرية‪ ،‬فالصحراء تتضمن توازنا بيئيا‪ ،‬لكن التصحر هو اختالل في التوازن البيئي‪ ،‬لذا فقد أشارت منظمة‬
‫التغذية والزراعة ( الفاو ) أن التصحر ال يعني تحرك الصحاري القائمة إلى األمام‪ ،‬بقدر ما قد نجد اخضرارا‬
‫وخصبا داخل األراضي الجافة‪ ،‬فالمفهوم الزراعي للجفاف يعتبر المناطق التي تعتمد على الري في زراعتها هي‬
‫مناطق جافة‪.‬‬

‫لذا كان من الطبيعي جدا أن نجد األراضي المتصحرة وسط المناطق الخضراء المزدهرة‪ ،‬فهناك من يعرف‬
‫التصحر بأنه امتداد مكاني للظروف الصحراوية‪ ،‬في اتجاه المناطق الرطبة وشبه الرطبة‪ ،‬لكن هذا التعريف‬
‫أهمل المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعد أكثر المناطق العالم عرضة للتصحر‪ ،‬وهي أول البيئات الجغرافية في‬
‫العالم التي ظهرت فيها مشكلة التصحر‪ ،‬كما أن وضعها البيئي أكثر استجابة لحدوث الظاهرة من بيئات جغرافية‬
‫أخرى‪ ،‬وتاريخيا لم يظهر التصحر في المناطق الرطبة إال مؤخرا‪.‬‬

‫وحسب الصندوق الدولي للتنمية الزراعية‪ ،‬ال يعني التصحر زحف الصحراء‪ ،‬رغم أنه يمكن أن يشمل غزو‬
‫الكثبان الرملية لألراضي‪ ،‬وإنما يعني تدهور في النظام اإليكولوجي لإلراضي الجافة نتيجة األنشطة البشرية‪،‬‬
‫وكذلك التقلبات المناخية‪ ،‬كما يعتبر واحدا من أخطر التحديات اإلنمائية في عصرنا الحالي‪.‬‬

‫‪ -‬مظاهر التصحر‬
‫نضوب المياه ‪ :‬جفاف العيون‪ ،‬األنهار‪ ،‬اآلبار‪ ،‬البرك الطبيعية وغيرها ‪.‬‬

‫الترمل ‪ :‬زحف الكثبان الرملية على الواحات واألراضي السكنية والزراعية بفعل الرياح ‪.‬‬

‫الجفاف المناخي ‪ :‬تحول جدري في خصائص المناخ في اتجاه تزايد حدة الجفاف والقحولة بسبب توالي سنوات‬
‫الجفاف ‪.‬‬

‫تدهور الغطاء النباتي الطبيعي‪.‬‬

‫تراجع خصوبة التربة وتناقص في قدرة اإلنتاج البيولوجي لألرض بسبب فقدان العناصر المعدنية والعضوية ‪.‬‬

‫تملح التربة بسبب اإلفراط في السقي الكثيف‪ ،‬حيث يؤدي التبخر إلى تركز األمالح في التربة مما يفقدها‬
‫خصوبتها‪.‬‬

‫قد تكون للتصحر مظاهر ليست في مجالها فقط‪ ،‬بل في أماكن بعيدة عن األقاليم التي تعاني منه‪ ،‬فالحبيبات التي‬
‫تحملها الرياح تؤثر على تشكل الغيوم وعلى أنماط هطول األمطار ‪.‬‬

‫‪ -‬أسباب التصحر‬
‫عوامل طبيعية‬

‫التغيرات المناخية القديمة ( العصور الجيولوجية) أو الحديثة و من أهم مظاهرها ‪:‬‬

‫تردد فترات الجفاف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تباين كبير في كميات التساقطات المطرية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غلبة تواتر الرياح القارية الجافة على حساب الرياح البحرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع المدى الحراري اليومي في بعض المناطق‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع درجة الحرار وقلة األمطار أو ندرتها والذي يساهم في الرفع من عملية التبخر‪ ،‬ويساعد على تراكم‬ ‫‪-‬‬
‫األمالح في األراضي المزروعة ( فترة الجفاف ) ‪.‬‬
‫تركز التساقطات المطرية الذي يؤدي إلى انجراف التربة واقتالع المحاصيل الزراعية‪ ،‬مما يقلل من‬ ‫‪-‬‬
‫خصوبة التربة ‪.‬‬
‫تواتر الرياح بشكل دائم الذي يساعد على زحف الكثبان الرملية‪ ،‬التي تغطي الحرث والزرع والرياح تؤدي‬ ‫‪-‬‬
‫إلى سرعة الجفاف في النباتات وذبولها الدائم‪ ،‬خاصة إذا استمرت لفترات طويلة‪ ،‬هذا باإلظافة إلى أنها‬
‫تمزق النباتات وتقتلعها‪ ،‬خاصة ذات الجذور الضحلة مما يؤدي إلى إزالة الغطاء النباتي ‪.‬‬
‫اإلنجراف الريحي لألتربة الذي ينتج عنه غبار وعواصف ترابية طيلة السنة‪ ،‬وتختلف شدتها حسب قوة‬ ‫‪-‬‬
‫الرياح خاصة عندما تفوق سرعتها ‪. 20 m/s‬‬
‫تراجع الحصيلة المائية‪ ،‬حاصل التهاطل ‪ /‬التبخر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع مستوى المياه الجوفية خاصة الملحية الشيء الذي يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبوغرافية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التملح‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ظواهر طبيعية وبشرية‬

‫ظاهرة تنتج عن عوامل طبيعية وبشرية تتحول فيها األرض القاحلة وشبه القاحلة إلى صحراء‪ ،‬نتيجة انهيار‬
‫التوازن البيئي الهش بسبب اإلستعمال غير الرشيد والممارسات الخاطئة للموارد الطبيعية‪ ،‬واستمرار دورات‬
‫الجفاف‪ ،‬وهناك احتماالت نجاح متفاوتة لمكافحة التصحر واستعادة التوازن البيئي الهش‪ ،‬وتحتاج إلى جهود‬
‫كبيرة وفترات طويلة قد تمتد إلى أكثر من عقد من الزمن‪ ،‬عالوة على ضرورة توفر اإلعتمادات المالية‬
‫الكبيرة ‪.‬‬
‫أنواع الجفاف‬

‫يصنف الجفاف كما بينه ( تورنتوايت ‪ ) Thornthaite‬إلى أنواع ‪:‬‬

‫جفاف دائم ‪ :‬وهو النوع الذي تمثله الصحراء‬ ‫‪-‬‬


‫جفاف موسمي ‪ :‬اعتمادا على موسم سقوط المطر‬ ‫‪-‬‬
‫جفاف طارئ ‪ :‬عدم انتظام سقوط المطر وتقلبه في المناطق الرطبة وشبه الرطبة‬ ‫‪-‬‬
‫جفاف غير متوقع ‪ :‬تقل في هذا النوع من الجفاف الرطوبة الجوية أو رطوبة التربة بحيث تؤدي إلى موت‬ ‫‪-‬‬
‫النباتات ‪.‬‬

‫حالة الجفاف بالمغرب‬

‫استنادا إلى التسجالت الرصدية لألمطار المتوفرة‪ ،‬يالحظ بأن المغرب خالل ‪ 41‬سنة لسلسلة من السنوات‬
‫الجافة ( ‪ 12 – 03 04 – 22 – 22 – 32 – 32‬و ‪ ) 0112‬فكل المؤشرات تدل على ارتفاع حدة الجفاف‬
‫في هذا القرن ‪.‬‬

‫تختلف درجة حدة الجفاف في المغرب حسب السنوات‪ ،‬فهناك سنوات تتميز بحدة الجفاف‪ ،‬في حين سنوات‬
‫أخرى تعرف عجزا متوسطا أو ضعيفا في التساقطات المطرية‪ ،‬أما التوزيع المجالي للجفاف فإنه يتسم بالتباين‪.‬‬
‫يرجع التفاوت في التوزيع الجغرافي للسنوات الجافة عبر التراب الوطني إلى تنوع الظروف المناخية‪ ،‬وإلى‬
‫التأثير المتباين آلليات الطقس والدورة الهوائية‪.‬‬

‫تساهم هذه العوامل وغيرها في تفاوت موجات الجفاف من حيث درجة العجز المطري‪ ،‬وتبقى المنطقتين‬
‫األطلنتية والجبلية األقل خضوعا للجفاف‪ ،‬مقارنة مع نظيراتها الشرقية والجنوبية من البالد‪ ،‬فالجزء األكبر من‬
‫البالد يوجد في المجال الجاف المتميز بفترة تشميس طويلة وحالة جفاف جد قاسية‪.‬‬

‫عوامل بشرية‬

‫الزراعة البورية تساهم في تسريع وثيرة التصحر في الحاالت التي تحرث فيها األرض و يسيطر الجفاف على‬
‫الفصل ‪.‬‬

‫الضغط البشري على الموارد المائية الجوفية‪ ،‬فاإلعتماد على المياه الجوفية في الري يؤدي إلى ازدياد‬ ‫‪-‬‬
‫درجة ملوحة هذه المياه مع مرور الوقت مما يرفع من درجة ملوحة التربة وتصحرها‪.‬‬
‫استنزاف التربة عن طريق اإلستغالل المفرط و الزائد أو غير المناسب لألراضي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إزالة الغطاء النباتي الطبيعي واقتطاع الغابات التي تعمل على تماسك التربة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرعي الجائر يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي خاصة في الفترة الجافة‪ ،‬ثم من ناحية أخرى إلى تسريع‬ ‫‪-‬‬
‫وتيرة التعرية ‪.‬‬
‫الفقر والالوعي اإلجتماعي يؤديان غلى تدهور األراضي ( طرق السقي و الحرث ‪) ..‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الحروب وما تحمله من تأثيرات سلبية على مختلف ظواهر الحياة ( تدمير التربة و الغطاء النباتي والبنيات‬
‫التحتية ‪) ...‬‬
‫‪ -‬الضغط البشري على الموارد الغابوية لإلستغالل الفالحي أو الصناعي أو العمراني ‪.‬‬

‫وسائل الحد من التصحر‬

‫هناك العديد من الوسائل المستعملة للحد من التصحر واآلثار المترتبة عنه‪ ،‬ومن أهمها ‪:‬‬

‫المسح البيئي للوقوف على األسباب المؤدية إلى تدهور النظم البيئية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلهتمام باألرصاد الجوية مع متابعة ظواهر التصحر والجفاف وزحف الرمال وتشجيع البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إقامة محميات طبيعية بيئية‬ ‫‪-‬‬
‫تثبيت الكثبان الرملية ويشمل ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬الطرق الميكانيكية‪ ،‬كإقامة الحواجز ومصدات الرياح أو تغطية الكثبان بالنباتات الميتة كجريد النخل ‪.‬‬
‫‪ ‬طرق كميائية كتغطية الكثبان الرملية بالمشتقات البيترولية‪.‬‬
‫‪ ‬الطرق البيولوجية كتشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة للوسط ‪.‬‬
‫الحفاظ على المراعي الطبيعية وتطوير الغطاء النباتي الطبيعي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقف توسع الزراعة البورية على حساب المراعي الطبيعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استغالل مياه السيول في الزراعة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقف قطع األشجار والشجيرات الستخدامها كمصدر من مصادر الطاقة وتعويضها باستخدام مصادر‬ ‫‪-‬‬
‫الطاقة المتجددة بدال من الحطب‪.‬‬
‫الزراعة الجافة‪ ،‬بحيث يتم استزراع النباتات التي تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتها للجفاف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين بنية التربة بإضافة المواد العضوية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تجنب زراعة السفوح المنحدرة والقضاء على ميل األرض بإنشاء المصاطب ( المدرجات ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حرث األرض في بداية فصل األمطار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إقامة السدود للتقليل من قوة السيول الجارفة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إحاطة الحقول واألراضي المعرضة لإلنجراف بمصدات من األشجار والشجيرات‪.‬‬

‫التصحر في إفريقيا ( نموذج )‬


‫تأتي القارة السمراء في مقدمة قارات العالم من حيث التأثر بمشكلة التصحر بحيث أن ‪:‬‬

‫بين ‪ 32 %‬و ‪ 37 %‬من أراضي العالم الجافة موجودة بالقارة اإلفريقية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 73 %‬من األراضي الجافة بإفريقيا المستخدمة ألغراض زراعية قد أصابها التدهور والتعرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفقد بعض المناطق بإفريقيا أكثر من ‪ 21‬طن من التربة لكل هكتار من األرض سنويا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكثر األراضي تأثرا في إفريقيا موجودة في سيراليون‪ ،‬ليبريا‪ ،‬غينيا‪ ،‬غانة‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬الكونغوالديموقراطية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جمهورية إفراقيا الوسطى‪ ،‬إثيوبيا‪،‬موريتانيا‪ ،‬النيجر‪ ،‬السودان والصومال‪.‬‬

‫مشكلة التصحر بالقارة اإلفريقية مشكلة متداخلة ومعقدة من أهم عواملها ‪:‬‬

‫‪ -‬سوء استخدام األراضي الزراعية ( الرغبة في إنتاج أكبر كمية من المحصول دون مراعات لألرض )‬
‫علما أن اقتصاد معضم الدول اإلفريقية يعتمد على الزراعة‪ ،‬مما يؤدي إلى تدهور التربة وتعريتها‪،‬‬
‫وبالتالي ازدياد حدة التصحر خصوصا في المناطق الجافة‪.‬‬

‫خريطة مناخات إفريقيا‬


‫الهشاشة باألوساط لواحية‬

‫تعريف الواحة ‪ :‬الواحة حسب (بيير جورج ) هي جزيرة صغيرة للحياة فالصحراء مرتبطة بوجود الماء‪ ،‬ويكون‬
‫الري الشرط المطلق لقيام الزراعة المنتظمة ‪.‬‬

‫إذن فالواحة بيئة إحيائية محدودة ومتداخلة في انسجام فسيح‪ ،‬وسط مجال مخالف شبه جاف أو جاف‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يكون صحراء‪ ،‬وقد يكون جبليا أو هضبيا أو سهليا‪ ،‬يمثل أهمية قصوى بالنسبة لإلنسان ‪.‬‬

‫أصناف الواحات ‪:‬‬

‫واحات أعالي األودية بالمنطقة القاحلة على شكل أشرطة ضيقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الواحات الفيضية التي تسقى عند الفيض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الواحات الجبلية حيث تعمق االودية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واحات مرتبطة بالعيون والضايات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الواحات المرتبطة باألنهار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الواحات المرتبطة بالخطارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الواحات المرتبطة بالضخ من اآلبار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تتمركز الواحات المغربية في ثالث مناطق حول سلسلة األطلس الكبير‪ ،‬غير أن ‪ 90 %‬من أشجار النخيل‬
‫توجد في السفوح الجنوبية لهذه الجبال‪ ،‬وتمتد باتجاه الصحراء‪ ،‬وأهمها واحة درعة وتافياللت وباني‪ ،‬وفي‬
‫الشرق نجد واحة فيجيج‪ ،‬وتغطي الواحات المغربية حوالي ‪ 2011‬هكتار‪ ،‬وتشمل إداريا ‪ 01‬أقاليم و ‪012‬‬
‫جماعة بساكنة تقدر ب ‪ 0.4‬مليون نسمة سنة ‪. 4112‬‬

‫تتميز الواحات بمناخ شبه صحراوي وقاري جاف‪ ،‬شديد الحرارة صيفا‪ ،‬وشديد البودة شتاءًا‪ ،‬وال تتعدى غالبا‬
‫التساقطات المطرية ‪ 421‬ملم سنويا‪ ،‬كما تتعرض لهبوب الرياح الجافة التي تتخذ أحيانا شكل زوابع رملية‪،‬‬
‫من أبرزها رياح الشركي التي تأتي في الصيف مما يؤدي إلى إتالف المزروعات والزيادة في حدة الجفاف‪.‬‬

‫أما الغطاء النباتي فمعضمه مشتت وقصير القامة تغلب عليه األنواع الشوكية كالسدرة والطلح والسنط‪ ،‬أما‬
‫بداخل المجال المسقي في الواحة فنجد أساسا أشجار النخيل وتختلط في بعض األماكن بأشجار أخرى كالزيتون‬
‫واللوز وأشجار الفواكه المتكيفة مع المناخ الجاف‪ ،‬لكن كلما اتجهنا إلى المجاالت الجبلية إال ويغيب النخيل‬
‫لصالح أشجار أخرى ‪.‬‬

‫أما المزروعات السطحية فهي متنوعة تتكون من العناصر الموسمية كالحبوب بأنواعها‪ ،‬وكذلك المزروعات‬
‫التسويقية كالحناء والحلفة والفصة‪.‬‬

‫فكل واحة من الواحات المغربية تتميز بمنتوج معين فنجد مثال ‪:‬‬

‫‪ -‬واحة تازارين تتميز بزراعة الحناء على مساحة ‪ 0411‬هكتار‪.‬‬


‫‪ -‬واحة دادس تتميز بزراعة الورود ( مهرجان الورود بقلعة مكونة ) على مسافة تقدر ب ‪ 341‬كلم والتي‬
‫تشكل ‪ 100 %‬من اإلنتاج الوطني في هذه المادة ‪.‬‬
‫‪ -‬واحة تازناخت التي تتميز بزراعة الزعفران الحر ‪.‬‬
‫‪ -‬واحة درعة وزيزوفجيج التي تتميز بالتمور الجيدة والممتازة ‪.‬‬
‫اإلكراهات الواحية‬
‫‪ ‬البشرية‬
‫الضغط البشري المرتبط بالكثافة السكانية المرتفعة داخل الواحة‪ ،‬والتي تزيد عن ‪ 311‬نسمة في الهكتار‬
‫الواحد بالنسبة لألراضي الصالحة للزراعة‪ ،‬وكذلك الضغط المرتبط بطبيعة اإلستغالل غير القانوني وغير‬
‫العقالني للمجال الواحي‪ ،‬كاقتالع أشجار النخيل لتسويقها والتلوث الناتج عن استعمال المياه‪.‬‬
‫الزحف العمراني ‪ ،‬حيث أن استعمال اإلسمنت ساعد على التوسع على حساب المنخفظات الواحية‪.‬‬
‫‪ ‬الطبيعية‬

‫التصحر ‪ ،‬ظاهرة تؤدي إلى تراجع القدرات الحيوية لألراضي مما يؤدي إلى ضعف المخزون المائي ‪.‬‬

‫الملوحة ‪ ،‬تعاني المنظومة الواحية من ارتفاع نسبة ملوحة المياه والتربة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى عامل الحرارة‬
‫المفرطة‪ ،‬وكذلك تراجع مستوى الفرشة المائية‪.‬‬

‫زحف الرمال ‪ ،‬ظاهرة تتزايد حدتها كلما زادت العناصر المناخية المسببة لها‪ ،‬كتراجع معدل التهاطل‬
‫المطري واسترداد الحرارة‪ ،‬وحدة سرعة الرياح‪.‬‬

‫األمراض الطفيلية ‪ ،‬تصيب الواحات المغربية أحيانا بعض األمراض تؤدي إلى تراجع اإلنتاج أو تدميره‬
‫كليا‪ ،‬ومن أخطر هذه األمراض مرض البايوض الذي يعتبر أكبر خطر يتهدد مستقبل الواحات المغربية‪،‬‬
‫حيث أصاب حوالي ‪ 3‬مليون نخلة في المغرب منذ سنة ‪ ،0121‬ويعود ظهوره بالمغرب ألى عام ‪0031‬‬
‫يستقر في البداية بجذور النخل لينتشر بعد ذلك في التراب‪ ،‬ثم ينتقل إلى األشجار األخرى‪ ،‬وهذا المرض‬
‫ينتشر بسرعة هائلة حيث يكفي سقي حقل يتضمن نخلة مصابة لتصاب جميع النخالت الموجودة بداخله‪،‬‬
‫لكن أثر المرض ال يظهر على النخلة مباشرة بل يظهر تدريجيا بعد ‪ 1‬سنوات‪.‬‬

‫أساليب محاربة الهشاشة‬


‫لقد تم التدخل عبر إحداث مجموعة من الوكاالت الهادفة إلى إنقاد الواحات المغربية منها ‪:‬‬

‫‪ -‬وكالة التنمية وإنعاش األقاليم الجنوبية سنة ‪. 4114‬‬


‫‪ -‬وكالة تنمية الواحات وشجر أركان سنة ‪. 4101‬‬

‫االهداف ‪:‬‬

‫‪ -‬تحسيس الساكنة بأهمية المحافظة على النظام والتنوع اإليكولوجي الواحي ( تكوين الفالحين ‪)...‬‬
‫‪ -‬منع تهريب أشجار النخيل بتطبيق نصوص ظهير ‪ 4113‬الذي ينص على إخضاع نقل أشجار النخيل‬
‫بترخيص ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع تجديد وغرس شتالت النخيل ( ‪ 211.111‬شتلة ) ‪.‬‬

‫أسباب وعوامل الهشاشة الواحية‬

‫‪ -‬التملح ‪la salinité‬‬


‫تعتبر الملوحة إحدى مظاهر الجفاف‪ ،‬وكلما ازدادت شدة الجفاف ازدادت الملوحة في التربة‪ ،‬ومنشأ الملوحة‬
‫يرجع إلى الدورات التالية ‪:‬‬

‫الدورات القارية ‪ :‬ترتبط بحركة وإعادة توزيع وتراكم أمالح الكاربونات ‪les sels de carbonate‬‬ ‫‪‬‬
‫وأشهرها كلوريد الصوديوم ( ملح الطعام ) في المناطق المحرومة من وسائل الصرف الطبيعي‪ ،‬وطبيعة‬
‫األمالح تتوقف على مصدرها ( إما ناتجة عن التجوية بالنسبة للصخور البركانية أو إعادة توزيع‬
‫األمالحفي الصخور الرسوبية ) ‪.‬‬
‫الدورات البحرية ‪ :‬الدورة الدلتاوية تنتج عن اإلستغالل الزراعي للدلتات منذ القديم‪ ،‬والتي تتميز بتعقد‬ ‫‪‬‬
‫تراكم األمالح بها ‪.‬‬
‫الدورات الجوفية أو اإلرتوازية ‪ :‬ترتبط بتبخر المياه الجوفية بعد انبثاقها للسطح نتيجة الهزات التكتونية‬ ‫‪‬‬
‫التي تنتج عنها فوالق تسمح بتسرب هذه المياه إلى األعلى ‪.‬‬
‫الدورات المرتبطة بتدخل اإلنسان ‪ :‬تنشأ عن األخطار البشرية في سياسة األراضي وعدم المعرفة‬ ‫‪‬‬
‫بقوانين تراكم األمالح مثل استخدام المياه المالحة في الري ‪.‬‬

‫ويرتبط تراكم األمالح بالطبيعية الجيومرفولوجية والهيدروغرافية لمنطقة معينة‪ ،‬فعلى سبيل المثال تزايد‬
‫التراكم في المنخفظات والسهول الفيضية الدلتاوية والمصاطب الموازية لمجاري المياه ‪.‬‬

‫اكثر العوامل ارتباطا بتراكم األمالح هي تلك المتعلقة بتبخر المياه على مستوى القطاع األرضي السطحي‪،‬‬
‫حيث يؤدي ذلك إلى زيادة تركيز األمالح‪ ،‬هذه األخيرة تحفظ في األماكن التي تكونت فيها إذا طالت األسباب‬
‫التي تؤدي إلى تراكمها كانحسار المياه‪ ،‬أو انخفاظ مستوى المياه الباطنية ‪.‬‬

‫و للتعرف على طبيعة تراكم األمالح البد من األخذ بعين اإلعتبار مايلي ‪:‬‬

‫‪ -‬حدود التملح األرضية ‪ :‬التي تسمح بارتفاع الماء ( الملح ) نحو السطح عن طريق الخاصية الشعرية ‪.‬‬
‫‪ -‬العمق الحدي للمياه األرضية ‪.‬‬
‫‪ -‬التأثير الضار أو السام لألمالح على النباتات‪ :‬أكثر األمالح ضررا على النبات هي أمالح البيكاربونات ثم‬
‫الكلوريدات ثم النيترات و أخيرا الكبريتات ‪.‬‬

‫‪%\\RXVVHIDW‬‬

You might also like