Professional Documents
Culture Documents
مسلك الجغرافيا
%\\RXVVHIDW
4102/4102
تدبير األوساط الهشة
تخضع األوساط الطبيعية بالمغرب من جراء النمو الديموغرافي والتوسع الحضري واإلستغالل العشوائي
للموارد إلى ضغط كبير ساهم في تقوية آليات تدهورها إضافة إلى تقلبات الظروف المناخية التي زادت من
هشاشتها.
فرصيد المغرب من التربة ( تكوينات موروثة ) غير قابلة للتجديد ومعرضة للتعرية واإلندثار وخاصة تلك التي
تغطي السفوح المنحدرة ،كما يتراجع الغطاء النباتي ( غابات و تكوينات سهوبية ) بفعل اإلستغالل العشوائي
وكثافة الرعي ،كما أن المجاالت البحرية والنطاقات الساحلية أصبحت بدورها معرضة لشتى أشكال التعدي
والتدهور ،كاإلفراط في استغالل الثروات السمكية ،زحف السكن ،التلوث ،تعرية الرمال الشاطئية ،وقد نهج
المغرب منذ سنوات اإلستقالل إلى حدود اليوم ،سياسة التهيئة واإلعداد للمجاالت التي تعرف تدهورا على كل
المستويات عبر خلق مجموعة من المشاريع والبرامج قصد إيجاد حلول مالئمة لوضعية الهشاشة التي تعرفها
هذه المجاالت ،لكن الحصيلة كانت غير مرضية ،حيث أثبتت أغلب التدخالت عدم فعاليتها ،في التخفيف من حدة
تدهور المجاالت الطبيعية ،وخلق توازن حقيقي بين الموارد الطبيعية وحاجيات الساكنة ،بعبارة أخرى لم تعطي
إجابة حقيقية لمتطلبات المجال ،وخير دليل على ذلك ،ما يعرفه المجال المغربي اليوم ،من مخاطر واختالالت
بيئية وسوسيواقتصادية معقدة .
هذا ما فرض ويفرض تبني استراتيجيات ،جديدة لتأهيل وتنمية المجال الوطني ( المجاالت الوطنية :قروية،
حضرية ،جبلية ،ساحلية ،غابوية وصحراوية ) لجعله أكثر تنافسية ،ألن المجاالت في ظل " العولمة " تكتسي
أهمية كلما خضعت للتدبير الحكيم ،وكلما كانت أقل تدهورا وتلوثا ،فهذه المجاالت هي التي يمكن أن تستفيد من
حركية رؤوس األموال الوطنية والدولية ،وكنتيجة لذلك فإنه في غياب تأهيل مجالي جيد ،ستبقى الجهات
المتدهورة والفقيرة أواألقل نموا مهددة بخطر التهميش ولمدة طويلة ،مما يجعل يجعل تنمية ساكنتها وإدماجها
مهمة جد صعبة قد ال يتحقق إنجازها على المدى القريب ،الشيء الذي سينعكس سلبا على الوسط الطبيعي وعلى
الموارد المتاحة.
%\\RXVVHIDW
المفاهيم المهيكلة للمادة
تعد عبارة تدبير المجال واألوساط والهشاشة والتنمية المستدامة والحكامة من المصطلحات الكثيرة التداول في
الوقت الراهن ،كما ترتبط بالسياسات والمشاريع اإلقتصادية واإلجتماعية التي تنهجها الدول والمؤسسات
الرسمية وشبه الرسمية ،بل والمنظمات غيرالحكومية وتنظيمات المجتمع المدني .
ولكل مصطلح من هذه المصطلحات معنى خاص يتعين ضبطه واإلستئناس به قبل البحث عن العالقة بينه
يقال دبر أموره بمعنى فكر فيها وخطط لها ،ويقال دبر خطة ما أي رسم أهدافها.
التدبير يحيل كذلك إلى فعل وأبعاد العقلنة وحتى استخدام الموارد المادية والبشرية .
التدبير هو التنظيم والترتيب والتصرف وتوقع النتائج ،فهو وظيفة إدارية تتجه إلى المستقبل لتحقيق أهداف
مرسومة .
التدبير هو نشاط يحول الموارد البشرية والمادية وغيرالمادية من حالة عدم اإلنتظام والفوضى ،إلى
إنجازات فعالة ونافعة .
للتدبير عدة مرادفات تختلف حسب السياق المستعمل فيها ،وهي التسيير والتخطيط والتنظيم والتوجيه والتهيئة
والمراقبة بهدف تحقيق أهداف معينة ،بتوظيف اشخاص وموارد أخرى .
لماذا التدبير ؟
التدبير الجيد يخلق نوعا من التوازن بين اإلنسان والمجال . -
التدبير هو تعبير عن البعد اإليجابي في اإلنسان ( اإلنسان الفاعل ) -
التدبير يزيد من فعالية المجهودات اإلنسانية . -
التدبير عامل أساسي للتقدم والتطور اإليجابي . -
المجال Espace
مفهوم حديث ظهر في الفكر الجغرافي منذ ستينيات القرن الماضي ،ومنذ ذلك الوقت أصبح من بين المفاهيم
الجغرافية االكثر تداوال خالل الفترة المعاصرة ،بل األكثر من ذلك أصبح يشكل إلى جانب البيئة والمشهد
واإلقليم ،المفاهيم األربعة األساسية المؤطرة للفكر الجغرافي الحديث والمعاصر.
وشكل كل مصطلح من هذه المصطلحات مدرسة واتجاها جغرافيا خاصا ،حيث شكل المجال ( المكان ) أساس
المدرسة الكمية ،ويعتبر الجغرافيون األمريكيون رواد هذا التوجه وخصوصا ) ( E . K Schefferوبرييان
بيري) ( B. Berreyوواطسون ) ( Watsonوإيدوارد أولمان ). ( E. Ulman
ويعتبر المجال أساس الفكر الجغرافي ،ألن الجغرافيا أوال وقبل كل شيء هي طريقة ومنهج للتفكير في الحلول.
المجال في" معجم الجغرافيا " هو التراب ومكان التهيئات السابقة اإلقتصادية واإلجتماعية و السياسية ومسرح
رهانات قوية ودائمة.
من خالله ندرك بأن المجال هو حقل واقعي للرهانات وصراعات القوى .
المجال هو اإلطار المكاني الذي تتوطن فوقه الكيانات الجغرافية وله خصائص هندسية محددة ( الطول،
العرض ،اإلرتفاع و اإلمتداد ) .
يشمل المجال الجغرافي السطح بجميع مكوناته وما يحيط به من غالف جوي ومائي وقشرة أرضية ،وهو
الميدان الوحيد المجسد لعالقات التفاعل بين الطبيعة واإلنسان وإطار عيشه وتتفرع منه مجاالت متعددة
( ) sous-èspaceطبيعية وحيوية ( المجال البيئي ) مثال ،وأخرى بشرية وظيفية تعكس أنماط التدخل
البشري وسلوكات المجموعات السكانية فوق األرض ( المجال الريفي ،المجال الحضري ،المجال الصناعي )
بالرغم من تعدد التعاريف يبقى المجال الجغرافي هو ذلك " اإلطار المكاني الذي توطن فوقه الكيانات والظواهر
وله خصائص هندسية محددة كالطول والعرض واإلرتفاع واالمتداد " وهو أيضا القاسم المشترك بين جميع
فروع العلوم .
مجال طبيعي ) ( espace naturelبالنظر لما يحتوي عليه من ظواهر طبيعية متنوعة ومتفاعلة ،وهو
نتاج عالقات التفاعل بين كل أغلفة األرض ،والمجال الطبيعي هوالقاعدة األساسية التي تنبني عليها
المجاالت األخرى.
وهو مجال اجتماعي و ثقافي ) ( espace social et culturelباعتباره منتوجا اجتماعيا للمجتمعات
البشرية ،لذا فهو يعكس العالقات اإلجتماعية السائدة داخل مجتمع ما ،من قيم وعادات وأفكار وأشكال
التنظيم اإلجتماعي.
مجال اقتصادي ) ( espace économiqueأوال بما يضمه من يضمه من موارد ومؤهالت اقتصادية
أولية لإلستغالل ،وثانيا ألنه ميدان األنشطة اإلقتصادية ،إذ عليه تتوطن المنشآت اإلقتصادية ( الموقع،
المسافة ،الكلفة ) ،كذلك يمكن اعتباره مجاال مستقطِ با ) ( espace polariséعلى شكل شبكة معقدة من
العالقات اإلقتصادية بين مختلف األقطاب والجهات و األقاليم اإلقتصادية .
مجال معيش و مدرك ) ( espace vécu et perçuفلكل فرد تصور ذهني حسب حسي للمجال الذي
يعيش فيه و يتفاعل معه وهذا اإلدراك والتصور هو الذي يحدد المواقف والممارسات والسلوكيات النفسية
للشخص أثناء تعامله مع هذا المجال ( التمثالت المجالية ) .
المجال التراب
المحلية العالمية
الحركة اإلستقرار
العامية التميز
الشبكة القرب
اإلنفتاح اإلنغالق
الوسط milieu
يسجل نسبيا وضع تصنيفات قطاعية للوسط مع التركيز على كل مكوناتها ،ويمكن أن نميز بين أنواع من
األوساط :
الوسط لغة يعني المكان الذي يقع بين نقطتين ،أي بين حدودين ويدل كذلك على خارج المكان ،أي المكان
أي المكان المحيط و يدل كذلك على البيئة ) . ( envirenement
الوسط الجغرافي هو الذي يظم كل العناصر الطبيعية والعناصر البشرية .
الوسط الطبيعي هو الذي يضم فقط العناصر الطبيعية ( تضاريس و مناخ )
ومفهوم الوسط الطبيعي لم يظهر إال في القرن 01حيث يستخدم بالخصوص من طرف جغرافيي النبات ،وقد
اختلف الباحثون في وضع مفهوم موحد للوسط الطبيعي .
من خالل معجم الجغرافية ( ( P.Georgeعرف الوسط بكونه حيز يحيط بالخاليا والكائنات الحية التي
تحقق معه تبادالت ثابتة وطاقية وتحدد درجة تعلقها بهذا الحيز ( ج الحيوية ) وحسب نفس المعجم ،فإن
الوسط الجغرافي هو مساحة طبيعية وتهيئة تحيط بجماعة بشرية تؤثرعليه ،حيث العناصر المناخية
والحيوية والسياسية واإلقتصادية والتي تؤثرعلى سلوك وحالة هذه الجماعة .
عندما يتفاعل الوسط الطبيعي مع الوسط البشري يعطي ما يسمى بالوسط الجغرافي أي المجال الجغرافي .
. 3مفهوم اجتماعي يرتبط بمفاهيم أخرى كالمجتمع والمجال والحركية وغيرها .
أما ) ( Brunetفيقول بأن المجال الجغرافي يضم الوسط ،بينما الوسط ال يضم المجال الجغرافي .
حسب ) ( Philipe et Pinchemelفي كتابهما وجه " األرض " يقوالن أنه حينما يتفاعل الوسط الطبيعي
بالوسط البشري ،يعطي ما يسمى بالوسط الجغرافي أي المجال الجغرافي .
الوسط الطبيعي يتحدد بمجموعة من الخصائص منها :التضارس ،الصخارة ،الطبوغرافيا ،الماء ،التربة،
الغطاء النباتي ،المناخ ...
بصفة عامة الوسط الطبيعي يتكون من مجموعة من األغلفة هي :
منذ ذلك الوقت أصبح الوسط من المفاهيم الجغرافية األكثر تداوال خالل الفترة المعاصرة ،بل األكثر من ذلك
أصبح يشكل إلى جانب البيئة والمشهد واإلقليم ،المفاهيم األربعة األساسية المؤطرة للفكر الجغرافي الحديث
والمعاصر .
وقد شكل كل مصطلح من هذه المصطلحات مدرسة واتجاها جغرافيا خاصا ،حيث شكل المجال والمكان أساس
المدرسة الكمية ،ويعتبر الجغرافيون األمريكيون رواد هذا التوجه خصوصا ) (F.K SHEFFERو )(B. berry
و ) (Watsonو أيضا ).(E. Ulman
يعتبر المجال أساس الفكر الجغرافي ،ألن الجغرافية وقبل كل شيء هي طريقة ومنهج التفكير في المجال .
المجال ( معجم الجغرافيا ) هو " التراث ومكاسب أعمال التهيئة السابقة اإلقتصادية واإلجتماعية
والسياسية ،ومسرح رهانات قوية ودائمة ومن خالله ندرك أن المجال هو مركز الثقل الواقعي للرهانات
وصراع القوى.
المجال هو اإلطار المكاني الذي تتوطن فوقه الكيانات الجغرافية ،وله خصائص هندسية محددة ( الطول،
العرض ،اإلرتفاع واإلمتداد ) .
يشكل المجال الجغرافي السطح بجميع مكوناته وما يحيط به من غالف جوي ومائي وقشرة أرضية ،وهو
الميدان الوحيد المجسد لعالقات التفاعل بين الطبيعة واإلنسان وإطار عيشه ،وتتفرع منه مجاالت
) ( sous espaceطبيعية وحيوية " المجال البيئي مثال " وأخرى بشرية وطبيعية تعكس أنماط التدخل
البشري وسلوكات المجموعات السكانية فوق األرض أوالمجال الريفي أوالحضري أوالصناعي ...
وعموما يبقى المجال الجغرافي هو ذلك اإلطارالمكاني الذي تتوطن به الكيانات والظواهرالجغرافية ،وله
خصائص هندسية محددة ،وهو أيضا القاسم المشترك بين جميع فروع العلوم .
المجاالت الهشة هي مجاالت حساسة غير مستقرة وغير متوازنة مهددة ومعرضة ألي خطر( طبيعي أو بشري )
و المجاالت المراد حمايتها بأي ثمن تبقى مجاالت هشة .
المجاالت الهشة يمكن أن تكون مجاالت جبلية أو مجاالت قاحلة أو ذات تربة هشة ،أو مجاالت غابوية،
ففي كل مجال يتم استخدام قيمة حرجة هشة ،فمثال المجال الهش الجبلي هو الذي له انحدار يفوق . 8%
تساهم التدخالت البشرية في تعزيز عدم استقرار المجاالت الهشة ،عن طريق اإلستغالل المكثف وأساليب
التهيئة غير المالئمة .
المجاالت الهشة هي مجاالت راكمت معوقات في رأسمالها الطبيعي ،البشري واإلقتصادي نتيجة اإلهمال
واإلقصاء ،وهذه المعوقات هي اإلنفجار الديمغرافي والعزلة وضعف التجهيزات والمرافق وهزالة اإلقتصاد
و الفقر اإلجتماعي ،وهذه العوامل تعيق مختلف المبادرات التنموية .
المجاالت الهشة هي المجاالت التي تراكم كل ضغوطات النمو اإلقتصادي واإلجتماعي والديموغرافي،
كحالة الساحل المغربي ،الذي يعاني من اختالل التوازن البيئي ،بفعل التعرية البحرية وأيضا اإلستغالل
المفرط للرمال والتوسع العمراني و غيرها ( هذه العوامل تنتج وضعية خطيرة ومعقدة من شأنها التعجيل
بتدهور الشواطئ بيئيا و اقتصاديا ) .
%\\RXVVHIDW
تدبير األوساط الهشة ( المجال الغابوي )
الغابة وبعض خصائصها :
الغابة نظام بيئي شديد الصلة بحياة اإلنسان ،وذلك إلن الغابة تغطي أكثر من 28%من مساحة اليابس ،فال أحد
يجادل بأن لزوال الغابة واندثارها انعكاسات خطيرة على حياة اإلنسان ،فلهذا للغابة عدة فوائد نذكر منها :
اعتبارها من المصانع الطبيعية الضخمة ،التي تقوم بواسطة عملية البناء الضوئي بتحويل الطاقة الشمسية
إلى طاقة كيماوية ،عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكاربون وطرح األكسجين ،وال أحد يجهل أهميته
البالغة بالنسبة لإلنسان والحيوان على حد سواء .
للغابة تأثير خاص على المناخ ،للغابات مناخ خاص بها ،فهي أكثر اعتداال من الناحية الحرارية وأكثر
رطوبة ،وأشد انتظاما من المناطق الخالية من الغابات ،كما تقوم الغابة بالحد من حدة الرياح وسرعتها ،كما
تقوم برفع قيمة رطوبة الجو بشكل محسوس.
تؤثر الغابات على تكوين التربة والمحافظة على خصوصياتها ألن األشجار تحمي التربة من أشعة الشمس.
تخفف الغابة من السيالن السطحي لمياه األمطار إلى حد كبير ،وهي بهذه الخاصية تتصدى للسيول
والفيضانات وتؤمن انتظام تدفق مياه الينابيع واألنهار ،وتسهل عملية تسرب المياه داخل التربة وبالتالي
تغذية المياه الجوفية ،إنها تقوم بأدوار هامة في دورة المياه .
تقوم الغابة بدور مصفاة طبيعية للغبار والدخان وغيرها من ملوثات الجو ،وتساهم جزئيا في تنقية الجو
بشكل عام ،فمثال غابة من أشجار ذات أوراق عريضة متوسطة ،يمكن ان توقف سنويا حوالي 01طن من
الغبار في الهكتار الواحد ،وغابة من الصنوبرات 31طن في السنة ،هذا دون أن ننسى دورها اإلقتصادي
الهام.
تتميز الغابة المغربية بتنوع تشكيالتها النباتية وتباين توزيعها على الصعيد الوطني ،وتنتشر في مناطق ذات
مناخات رطبة وشبه رطبة وشبه جافة .
ونشير إلى أن المغرب في مرتبة دون المعدالت األدنى الصالحة للتوازنات البيئية التي تترواح بين 15%
البلوط األخضر le chêne vertيعتبرمن أهم المصادر الغابوية في المغرب من حيث المساحة وكذلك
من حيث كمية خشب التدفئة المستخرج منه ،وهو من األشجار المعمرة إذ يتراوح عمره ما بين 411
و 211سنة
يتميز هذا الصنف وجود نشاط اقتصادي رعوي مهم في محيط غابات البلوط األخضر ،ويقدر القطيع المستفيد
من هذا الوسط بمليوني رأس .
يستعمل خشب البلوط األخضر ألغراض مختلفة من صناعة األدوات الفالحية ،خشب التدفئة ،الفحم ...
البلوط الفليني chêne liègeنبات مستوطن بمنطقة حوض البحر األبيض المتوسط ،يمتد على
مساحة 321111هكتار وينفرد بتشكيله غابات سهلية كبيرة وكثيفة ( غابة المعمورة و العرائش ) لكنه
مهدد بالزحف العمراني و الفالحي .
تعيش شجرة البلوط الفليني ما بين 311و 211سنة وهي مثمرة ويمكن اقتطاع الفلين منها كل 01سنوات،
كما توفر مجاال دائما للرعي .
ي َمكن اقتصاد الفلين من تشغيل 22شركة لتجميع الفلين وثالث وحدات لتحويله و تصنيعه ،في حين تستفيد
الجماعات المحلية التي تقع في المناطق الغابوية من عائدات بيع هذا الفلين ( حوالي 30%من متوسط مداخيل
الغابة السنوية ) .
األرز le cedreجنس من األشجار دائمة الخضرة سريعة النمو يتراوح طولها ما بين 31و 32متر
في المغرب ،وقد يتجاوز عمره 0111سنة ،يغطي االرز في المغرب 034111هكتار ممتدة على
األطلسين الكبير والمتوسط والريف .
ألرز األطلس أهمية بيئية كبيرة وكذلك اقتصادية لما يوفره من موارد أولية ومن فضاء التنمية المستدامة
الجهوية .
األركان l’arganierينتشر بالمغرب فقط يغطي مساحة 031111هكتار بين آسفي وسيدي إفني،
وفي سهول سوس ،وعلى السفوح الغربية لألطلس الكبير والصغير .
من خصائص األركان التكيف مع وسط عيشه ،بحيث يقاوم الجفاف ،بحيث أن أوراقه تنكمش أو تختفي تماما
في الفترة الجافة ،ويتراوح عمر هذه الشجرة ما بين 021و 311سنة ،و يعطي االركان ثمارا أشبه باللوز
يستخرج منها زيت يستعمل لألكل والتجميل والصيدلة ،يمثل األركان مجال مهما للرعي خصوصا بالنسبة
للماعز ،كما يوفر خشبا للتعرية بطاقة حرارية مهمة ،لقد أقرت منظمة " اليونسكو " غابة األركان تراثا عالميا
سنة ، 0111األركان نبتة ال يمكن إعادة إنباتها ولكن في السنوات األخيرة استطاع بعض العلماء انباتها مخبريا
العرعار :genévrierشجر ينتشر بغرب البحر األبيض المتوسط ينتشر بالمغرب في مجال يفوق
111111هكتار من الشمال حتى االطلس الصغير ،ومن الشرق حتى الضفة األطلسية ،يعمر العرعار
حتى 211سنة كما يمثل النوع الوحيد من الصنوبريات في المنطقة القادر على التجدد بعد قطعه كما
أنه يتاثر بالطفيليات ،لكن مقاومته لم تمنع من تقلص انتشاره تحت تأثير اإلنسان والرعي الجائر،
ويشكل خشب العرعار مادة أولية لصنع قطع فنية من طرف حوالي 3111صانع تقليدي ،مصدر عيش
أكثر من 21111شخص ،لكن حجم التدهور فرض البحث عن تحقيق توازن بين الطلب على هذا
الخشب الفريد والحفاظ المستدام على الثروة الغابوية .
الحلفاء : Alfaهو نبات إيكولوجي يساعد على مكافحة التعرية ،وله وظيفة اقتصادية تتمثل في صناعة
الورق ،ويشكل كذلك مكانا هاما للرعي ،وتمثل الحلفاء 32 %من المساحة الغابوية بالمغرب.
الطلح : Acaciaويعرف أيضا بالسنط ،يمتد على مساحة 0100111هكتار ،يتميز بفيزيولوجية
خاصة ( ،أوراق جد صغيرة و أشواك طويلة ) تجعله يتكيف مع المناخ الصحراوي ،للطلح فائدة
سوسيواقتصادية بحيث يوفر الخشب للتدفئة والعلف للمواشي ،وهو منتوج نادر يطلب كثيرا في فن
الطبخ األصيل .
تساهم العوامل الطبيعية والبشرية في تدهور الغطاء الغابوي بالمغرب ،غير أن مصدر الخطر الذي يهدد
المنظومة الغابوية ليس دائما محليا فقط ،بل يرتبط بالتغيرات العامة التي تشهدها الكرة األرضية كالكوارث
الطبيعية والبيئية ( التغيرات المناخية ،اإلحتباس الحراري ) .
تتراجع الغابة المغربية بوتيرة سنوية تتراوح ما بين 4211و 3111هكتار وهناك ما يزيد عن 0211نوع
نباتي مهدد باإلنقراض ،وما يمثله ذلك من تهديد لمختلف أنواع الحيوانات والطيور التي تعيش داخل البيئة
المغربية ،وأكثر الغابات تدهورا هي غابة الريف واألطلس المتوسط ،خاصة األرز وغابة المعمورة ،البلوط
الفليني واألركان ( سوس ماسة ) .
التراكم المتزايد للغازات السامة في الجو ،وخصوصا غاز co2إذ مع بداية القرن الحالي أصبح الجو المحيط
بالكرة األرضية يستقبل سنويا حوالي 31مليار طن من هذا الغاز ،مسجال زيادة بأربعة أضعاف عما كان عليه
في أواسط القرن الماضي مما أدى إلى اإلرتفاع التدريجي في معدالت حرارة الجو .
امتداد آثار التغيرات المناخية السلبية على مستوى العالم ،ومن أبرز هذه اآلثار تواتر أكبر لحاالت الطبيعة
القصوى ،كاتساع دائرة الجفاف زمنيا ومجاليا ،وكذلك التهاطل المطري العنيف والمركز ،الذي يؤدي إلى
فياضانات مفاجئة ومخاطر بيئية مختلفة .
اإلنتشار المتزايد لمختلف أنواع التلوث عبر العالم ،يتحرك التلوث دون اعتبار للحدود الترابية ،وذلك تحت
تأثير حركية التيارات الهوائية والمائية ،بل وحتى عولمة اإلقتصاد وتبادل السلع على نطاق دولي واسع ساهم في
ذلك ،فأفضل خطة لتجنب ولو جزئيا عوامل التلوث ،هو نهج أسلوب وقائي .
ومن البديهي أن القطاع الغابوي بما في ذلك األحزمة الخضراء والمنتزهات حول وداخل المدن ،تعرف تلوثا
متزايدا في السنوات األخيرة .
بصفة إجمالية يتم اقتطاع 04مليون طن في الحطب والتدفئة ،بينما الطاقة اإلنتاجية في الواقع ال تتعدى 2مليون
طن ،وسيزداد الطلب على الحطب ب 10 %في الثالثين سنة القادمة وفي وضع يتسم بالفقر والحاجة ،تشكل
المنافذ السهلة إلى الغابة ومجانية مواردها تهديدا لبقاء التشكيالت الغابوية ،وتذهب 83 %من أخشاب الغابات
إلى البيوت بالقرى ،في حين أن 30 %يستهلكه سكان الحواضر ،و 8 %يستخدم في األفران والحمامات .
الرعي الجائر والتجديد الطبيعي لمختلف أصناف النباتات واألشجار ،تعد المساحات الغابوية كلها مراع بالنسبة
للسكان المجاورين للغابة وهو األمر الذي يؤدي إلى إتالف األشجار والتربة على حد سواء.
يفوق عدد المواشي التي تستغل الغابة للرعي 01ماليين رأس 3411111 ،من الغنم 2121111 ،من الماعز
يعد الرعي من أهم أسباب تدهور الغابة بالمغرب ،فالمساحة المخصصة للرعي بالمغرب تمثل حوالي 40 %من
مساحة العامة للبالد.
اتساع نطاق التمدين ،الذي يتم في حاالت عديدة على حساب المساحات الغابوية والفالحية المجاورة ،وعلى
سبيل المثال ،وصلت نسبة الزحف في شفشاون إلى 88 %تليها أزيالل بنسبة 85%ثم الصويرة 83 %
والحسيمة 78 %و القنيطرة 54 %ثم خنيفرة . 53 %
انتشار القارية ،بكل أشكالها وتوسع دائرة التصحر ،فالرمال الصحراوية قد زحفت على ما يقارب من 401
هكتار .
الحرائق ،تقدر الخسائر التي تسببها حرائق الغابات ب 03مليون درهم في السنة ،أما المساحات التي تمسها هذه
الحرائق فتعرف تغيرات من سنة إلى أخرى مع متوسط على مدى فترة طويلة يقدر ب 3111هكتار في السنة
( 3111هكتار سنة 4112مقابل 3111هكتار سنة ، ) 4104بينما ال تتعدى 4111هكتار سنة ،0111وعلى
سبيل المثال فقد عرفت منطقة الشمال سنة 4112وحدها 030حريقا ،وتم خاللها إحراق ما يناهز 2111
هكتار ،وتشير المندوبية السامية للمياه والغابات أن الغابات المثمرة في الشمال قد تقلصت بنسبة . 45 %
لقد وضع المغرب مجموعة من الخطط والمشاريع و برامج الصيانة للملك الغابوي :
من الناحية الطبيعية فإن مناخ المغرب يتميز بتقلبات مناخية يمكن أن تساهم في تراجع وتدهور المجال الغابوي
بشكل محسوس ( الحرائق والجفاف )...
من الناحية البشرية فإن الضغط البشري على الموارد الغابوية في ازدياد مستمر إضافة إلى التدخالت الالمسؤولة
اتجاه الغابة.
ألجل هذه الغايات وضع المغرب العديد من الخطط والمشاريع وبرامج الصيانة قصد الحد من التدهور الذي
تعرفه مجاالتنا الغابوية .
األول يتعلق بمؤشرات وعوامل الهشاشة الضعيفة ،ويهم الغطاء الغابوي القابل للتدهور أو الذي تعرض أو
يتعرض للتدهور المستمر لكن بحدة ضعيفة ،قد ال تؤثر بشكل كبير في البيئة المحلية أو الغطاء الذي يصعب
استغالله بشكل أفضل نظرا لصعوبة أو انعدام مالءمة الظروف الطبيعية المحلية ،وبشكل عام عناصر هذا
الصنف ترتبط بالظروف المناخية .
الثاني يتعلق بمؤشرات وعوامل الهشاشة المحسوسة ،بمعنى العوامل التي تؤدي إلى التدهور الواضح ألحد
عناصر المنظومة الغابوية ،وهذا الصنف يرتبط بالعوامل الطبيعية والبشرية معا.
حسب منظمة التغدية والزراعة الفاو ) ( FAOفإنها تعتبر األنظمة البيئية الغابوية التالية شبه هشة بناء على
معيار الماء والرطوبة.
تتعدد عناصر الهشاشة الخطيرة والذي يختلف أثرها من وسط آلخر ،فالغابة على المستوى العالمي تعاني من
مجموعة من المشاكل التي تسرع من وتيرة تدهورها ،فأصل هذه المشاكل يمكن أن يكون بشريا أو طبيعية
حسب موقع المجال الذي تحتله الغابة ،ومن أهم التأثيرات التي تعاني منها المجاالت الغابوية على الصعيد
العالمي نذكر :
اجتثاث الغابات
تعتبر عملية اجتثاث الغابة المسؤول األول عن زيادة نسبة الغازات الضارة في الجو ،فهي مسؤولة عن 20 %
من انبعاثات الكربون السنوية على مستوى الكرة األرضية ،وتؤدي أنشطة إزالة الغابة وتهيئتها للزراعة إلى
انبعاث سنوي من الكربون في الجو بمقدار 03بليون طن تقريبا ،وبالتالي يقدم الحفاظ على الغابات فرصا
مهمة لحماية التنوع اإلحيائي وإبطاء عملية تغير المناخ.
فتقريبا يحتاج تكوين غابة سنديان إلى 021سنة في حين أن غابة صنوبر ساحلي تحتاج فقط إلى 21سنة،
ويعمل المهتمون بالغابات طول فترة نموها على إزالة األنواع التي التملك قيمة اقتصادية تذكر ،أو على األقل
بغية الحصول على مردودية أفضل .
أما الوضع بالنسبة للدول المتقدمة ،فتزداد المساحة اإلجمالية للغابات وإن كان ذلك ببطئ لكنها في ازدياد ،لكن
من ناحية أخرى مازالت حالتها متدهورة خاصة في أوربا حيث نسب التلوث مرتفعة وكذلك التقلبات المناخية
خصوصا في السنوات األخيرة ،فقد فقدت أوربا حولي 011.111هكتار من الغابات في أروبا الشرقية
والوسطى ،كما أن بعض الدراسات في الهند قد أشارت إلى أن إزالة الغابة في الهند قد أدى إلى تراجع األمطار
الموسمية.
حرب الفييتنام ( )0133-0112قام خاللها الطيران األمريكي بإسقاط مواد كيماوية سامة على الغابات في جنوب
فييتنام ،منها مبيدات األعشاب والتي من ضمنها مادة الديوكسيد السامة ،وكان الهدف األساسي منها هو تدمير
أكبر مساحة من الغابة حيث يختبئ رجال المقاومة ،وقد كان االمريكيون قد أطلقوا حوالي 01مليون لتر من هذا
المركب السام في جنوب فييتنام ،وقد تسبب في سقوط أوراق األشجار ،والخطير في األمر أن هذه المادة تسربت
بعد ذلك إلى بعض مصادر الماء السطحية والجوفية ،فقد فاقت مستويات الديوكسيد في بعض المناطق أكثر من
011مرة المعايير الدولية المقبولة خاصة في دلتا نهر ميكونج .
لقد لحق الدمار بحولي مليون ونصف هكتار من الغابات منها 42ألف هكتار من األشجار المدارية المعروفة
بالمانجروف ) ( Mangroveباإلضافة إلى تدمير وإتالف الزراعات الحقلية فيما يقارب 311ألف هكتار .
حرائق الغابات
تعتبر حرائق الغابات من أكثر المشاكل التي تواجهها األوساط الغابوية ،وقد تستمر هذه الحرائق أليام معدودة
مما ينجم عنها الكثير من المخاطر ،خصوصا انبعاث أحادي أكسيد الكاربون السام .
-عوامل طبيعية خصوصا المناخ ،وتشير اإلحصائيات إلى أن 5 %من الحرائق ناتجة عن أسباب طبيعية
كالصواعق وارتفاع درجة الحرارة .
-عوامل بشرية ،إذ تشير اإلحصائيات أن 95 %من الحرائق تكون بفعل اإلنسان سواء بطريقة مفتعلة
لإلستفادة من األراضي ،أو بسبب اإلهمال كرمي أعقاب السجائر والزجاج في الغابة .
فمن أشهر الحرائق تلك التي نشبت في أندونيسيا في جزيرتي " بورينود " و " سومترا" ما بين 0113
و قد حذرت منظمة التغذية والزراعة الفاو من تزايد األضرار النائجة عن الحرائق في العالم ،الشيء الذي
يؤدي إلى تدمير ماليين من الهكتارات من األخشار الثمينة وغيرها من المنتجات ،ومن أسوء المناطق التي
تعرضت ألخطار الحرائق في العالم هناك إفرقيا جنوب الصحراء حيث تحرق 031مليون هكتار سنويا.
-زيادة معدالت التلوث في الهواء ،إذ أن األشجار الضخمة تستطيع أن تخفف من التلوث بنسبة 70 %أكثر
من األشجار الصغيرة ،وبالتالي فإن الحرائق تقلل من فعالية األشجار بامتصاص غاز الكربون .
-القضاء على التنوع البيولوجي ،فالحرائق تؤدي إلى قتل أنواع من النباتات واألشجار وبعض الحيوانات
وهي بذلك تساهم في تدمير البيئة الطبيعية ،والمواطن األصلية لبعض النباتات والحيوانات .
-زيادة اإلحتباس الحراري ،فحسب منظمة التغذية و الزراعة (الفاو ) فإن إزالة الغابات في العالم ،سيؤدي
إلى إطالق ملياري طن من الكاربون ،الذي يتسبب في زيادة اإلحتباس الحراري وكل هكتار من الغابات
يساهم في امتصاص حوالي 2أطنان من الكربون .
-التغير المناخي ،فالغابات تساهم في تلطيف الجو عبر التبخر ( النتح ) والتأثير على سرعة الرياح،
وامتصاص جزء من األشعة الشمسية ،وبالتالي تعديل حرارة الهواء المحيط بها .
في الحقيقة ال توجد إحصائيات عالمية دقيقة عن الحرائق الغابوية ،لكن المالحظ أن معظم الحوادث ذات أثر كبير
على البيئة توافق حاالت الجفاف الشديد في معظم مناطق العالم .
تهم الحرائق بشكل كبير المناطق المعتدلة والشمالية ،بل وتكون شدة الحرائق عالية في كثير من الحاالت،
و قابلية الغابة لإلشتعال عالية في حوض البحر األبيض المتوسط حيث توجد كثير من المجتمعات النباتية الشديدة
التعرض للحرائق ،بل مهيأة لحدوث حرائق منتظمة ،في المناطق المدارية تحدث حرائق الغابات في مواسم
الجفاف في أدغال السفانا وفي غابات األشجار نصف المتساقطة ،وفي غابات الصنوبر المدارية ومناطق
السهوب ،أما في الغابات المدارية المطرية التي تسود فيها األشجار العالية والتي تكون مغلفة تكاد الحرائق تكون
منعدمة فيها بسبب المناخ الرطب مع بطئ الرياح وشدة األمطار ،وكلها تنشئ ظروفا غير قابلة لإلشتعال.
التصحر
التصحر مظهر من مظاهر الهشاشة ،والتصحر هو عملية تحول األرض الخصبة إلى أرض قاحلة ،يعني أن
األرض تتعرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة ،مما يؤدي إلى فقدان األرض للحياة النباتية والتنوع
الحيوي بها ،ويؤدي كذلك إلى فقدان األرض قدرة اإلنتاج الزراعي ،والتصحر يؤدي إلى تهييئ الظروف
المالئمة لنشأة حرائق الغابات وتحريك الرياح ،مما يزيد من الضغوط على الموارد الطبيعية ،خاصة موارد
المياه ،فحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة ( )wwfفقد فقدت األرض ما بين سنتي 0131و 0112حولي
30 %من مواردها الطبيعية بسبب التصحر ،إذ أن 04مليون هكتار من األراضي الزراعية المنتجة ،تتحول
إلى أراضي قاحلة بسبب التصحر والجفاف ،ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 21مليون
كلم مربع 28 %منها في الوطن العربي ،و 37 %في قارة إفريقيا.
ويعد التصحر من أخطر المشكالت التي تواجه العالم ،لذلك خصصت األمم المتحدة يوم 03يونيو من كل سنة
كيوم عالمي للتصحر والجفاف.
ال يمكن الربط بين الصحراء والتصحر ،ذلك أن الصحراء ظاهرة طبيعية في حين أن التصحر ظاهرة طبيعية-
بشرية ،فالصحراء تتضمن توازنا بيئيا ،لكن التصحر هو اختالل في التوازن البيئي ،لذا فقد أشارت منظمة
التغذية والزراعة ( الفاو ) أن التصحر ال يعني تحرك الصحاري القائمة إلى األمام ،بقدر ما قد نجد اخضرارا
وخصبا داخل األراضي الجافة ،فالمفهوم الزراعي للجفاف يعتبر المناطق التي تعتمد على الري في زراعتها هي
مناطق جافة.
لذا كان من الطبيعي جدا أن نجد األراضي المتصحرة وسط المناطق الخضراء المزدهرة ،فهناك من يعرف
التصحر بأنه امتداد مكاني للظروف الصحراوية ،في اتجاه المناطق الرطبة وشبه الرطبة ،لكن هذا التعريف
أهمل المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعد أكثر المناطق العالم عرضة للتصحر ،وهي أول البيئات الجغرافية في
العالم التي ظهرت فيها مشكلة التصحر ،كما أن وضعها البيئي أكثر استجابة لحدوث الظاهرة من بيئات جغرافية
أخرى ،وتاريخيا لم يظهر التصحر في المناطق الرطبة إال مؤخرا.
وحسب الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ،ال يعني التصحر زحف الصحراء ،رغم أنه يمكن أن يشمل غزو
الكثبان الرملية لألراضي ،وإنما يعني تدهور في النظام اإليكولوجي لإلراضي الجافة نتيجة األنشطة البشرية،
وكذلك التقلبات المناخية ،كما يعتبر واحدا من أخطر التحديات اإلنمائية في عصرنا الحالي.
-مظاهر التصحر
نضوب المياه :جفاف العيون ،األنهار ،اآلبار ،البرك الطبيعية وغيرها .
الترمل :زحف الكثبان الرملية على الواحات واألراضي السكنية والزراعية بفعل الرياح .
الجفاف المناخي :تحول جدري في خصائص المناخ في اتجاه تزايد حدة الجفاف والقحولة بسبب توالي سنوات
الجفاف .
تراجع خصوبة التربة وتناقص في قدرة اإلنتاج البيولوجي لألرض بسبب فقدان العناصر المعدنية والعضوية .
تملح التربة بسبب اإلفراط في السقي الكثيف ،حيث يؤدي التبخر إلى تركز األمالح في التربة مما يفقدها
خصوبتها.
قد تكون للتصحر مظاهر ليست في مجالها فقط ،بل في أماكن بعيدة عن األقاليم التي تعاني منه ،فالحبيبات التي
تحملها الرياح تؤثر على تشكل الغيوم وعلى أنماط هطول األمطار .
-أسباب التصحر
عوامل طبيعية
ظاهرة تنتج عن عوامل طبيعية وبشرية تتحول فيها األرض القاحلة وشبه القاحلة إلى صحراء ،نتيجة انهيار
التوازن البيئي الهش بسبب اإلستعمال غير الرشيد والممارسات الخاطئة للموارد الطبيعية ،واستمرار دورات
الجفاف ،وهناك احتماالت نجاح متفاوتة لمكافحة التصحر واستعادة التوازن البيئي الهش ،وتحتاج إلى جهود
كبيرة وفترات طويلة قد تمتد إلى أكثر من عقد من الزمن ،عالوة على ضرورة توفر اإلعتمادات المالية
الكبيرة .
أنواع الجفاف
استنادا إلى التسجالت الرصدية لألمطار المتوفرة ،يالحظ بأن المغرب خالل 41سنة لسلسلة من السنوات
الجافة ( 12 – 03 04 – 22 – 22 – 32 – 32و ) 0112فكل المؤشرات تدل على ارتفاع حدة الجفاف
في هذا القرن .
تختلف درجة حدة الجفاف في المغرب حسب السنوات ،فهناك سنوات تتميز بحدة الجفاف ،في حين سنوات
أخرى تعرف عجزا متوسطا أو ضعيفا في التساقطات المطرية ،أما التوزيع المجالي للجفاف فإنه يتسم بالتباين.
يرجع التفاوت في التوزيع الجغرافي للسنوات الجافة عبر التراب الوطني إلى تنوع الظروف المناخية ،وإلى
التأثير المتباين آلليات الطقس والدورة الهوائية.
تساهم هذه العوامل وغيرها في تفاوت موجات الجفاف من حيث درجة العجز المطري ،وتبقى المنطقتين
األطلنتية والجبلية األقل خضوعا للجفاف ،مقارنة مع نظيراتها الشرقية والجنوبية من البالد ،فالجزء األكبر من
البالد يوجد في المجال الجاف المتميز بفترة تشميس طويلة وحالة جفاف جد قاسية.
عوامل بشرية
الزراعة البورية تساهم في تسريع وثيرة التصحر في الحاالت التي تحرث فيها األرض و يسيطر الجفاف على
الفصل .
الضغط البشري على الموارد المائية الجوفية ،فاإلعتماد على المياه الجوفية في الري يؤدي إلى ازدياد -
درجة ملوحة هذه المياه مع مرور الوقت مما يرفع من درجة ملوحة التربة وتصحرها.
استنزاف التربة عن طريق اإلستغالل المفرط و الزائد أو غير المناسب لألراضي . -
إزالة الغطاء النباتي الطبيعي واقتطاع الغابات التي تعمل على تماسك التربة . -
الرعي الجائر يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي خاصة في الفترة الجافة ،ثم من ناحية أخرى إلى تسريع -
وتيرة التعرية .
الفقر والالوعي اإلجتماعي يؤديان غلى تدهور األراضي ( طرق السقي و الحرث ) .. -
-الحروب وما تحمله من تأثيرات سلبية على مختلف ظواهر الحياة ( تدمير التربة و الغطاء النباتي والبنيات
التحتية ) ...
-الضغط البشري على الموارد الغابوية لإلستغالل الفالحي أو الصناعي أو العمراني .
هناك العديد من الوسائل المستعملة للحد من التصحر واآلثار المترتبة عنه ،ومن أهمها :
المسح البيئي للوقوف على األسباب المؤدية إلى تدهور النظم البيئية. -
اإلهتمام باألرصاد الجوية مع متابعة ظواهر التصحر والجفاف وزحف الرمال وتشجيع البحث العلمي. -
إقامة محميات طبيعية بيئية -
تثبيت الكثبان الرملية ويشمل : -
الطرق الميكانيكية ،كإقامة الحواجز ومصدات الرياح أو تغطية الكثبان بالنباتات الميتة كجريد النخل .
طرق كميائية كتغطية الكثبان الرملية بالمشتقات البيترولية.
الطرق البيولوجية كتشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة للوسط .
الحفاظ على المراعي الطبيعية وتطوير الغطاء النباتي الطبيعي . -
وقف توسع الزراعة البورية على حساب المراعي الطبيعية . -
استغالل مياه السيول في الزراعة . -
وقف قطع األشجار والشجيرات الستخدامها كمصدر من مصادر الطاقة وتعويضها باستخدام مصادر -
الطاقة المتجددة بدال من الحطب.
الزراعة الجافة ،بحيث يتم استزراع النباتات التي تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتها للجفاف . -
تحسين بنية التربة بإضافة المواد العضوية . -
تجنب زراعة السفوح المنحدرة والقضاء على ميل األرض بإنشاء المصاطب ( المدرجات ) . -
حرث األرض في بداية فصل األمطار. -
إقامة السدود للتقليل من قوة السيول الجارفة . -
-إحاطة الحقول واألراضي المعرضة لإلنجراف بمصدات من األشجار والشجيرات.
بين 32 %و 37 %من أراضي العالم الجافة موجودة بالقارة اإلفريقية . -
73 %من األراضي الجافة بإفريقيا المستخدمة ألغراض زراعية قد أصابها التدهور والتعرية. -
تفقد بعض المناطق بإفريقيا أكثر من 21طن من التربة لكل هكتار من األرض سنويا. -
أكثر األراضي تأثرا في إفريقيا موجودة في سيراليون ،ليبريا ،غينيا ،غانة ،نيجيريا ،الكونغوالديموقراطية، -
جمهورية إفراقيا الوسطى ،إثيوبيا،موريتانيا ،النيجر ،السودان والصومال.
مشكلة التصحر بالقارة اإلفريقية مشكلة متداخلة ومعقدة من أهم عواملها :
-سوء استخدام األراضي الزراعية ( الرغبة في إنتاج أكبر كمية من المحصول دون مراعات لألرض )
علما أن اقتصاد معضم الدول اإلفريقية يعتمد على الزراعة ،مما يؤدي إلى تدهور التربة وتعريتها،
وبالتالي ازدياد حدة التصحر خصوصا في المناطق الجافة.
تعريف الواحة :الواحة حسب (بيير جورج ) هي جزيرة صغيرة للحياة فالصحراء مرتبطة بوجود الماء ،ويكون
الري الشرط المطلق لقيام الزراعة المنتظمة .
إذن فالواحة بيئة إحيائية محدودة ومتداخلة في انسجام فسيح ،وسط مجال مخالف شبه جاف أو جاف ،وغالبا ما
يكون صحراء ،وقد يكون جبليا أو هضبيا أو سهليا ،يمثل أهمية قصوى بالنسبة لإلنسان .
واحات أعالي األودية بالمنطقة القاحلة على شكل أشرطة ضيقة. -
الواحات الفيضية التي تسقى عند الفيض. -
الواحات الجبلية حيث تعمق االودية. -
واحات مرتبطة بالعيون والضايات. -
الواحات المرتبطة باألنهار . -
الواحات المرتبطة بالخطارات. -
الواحات المرتبطة بالضخ من اآلبار . -
تتمركز الواحات المغربية في ثالث مناطق حول سلسلة األطلس الكبير ،غير أن 90 %من أشجار النخيل
توجد في السفوح الجنوبية لهذه الجبال ،وتمتد باتجاه الصحراء ،وأهمها واحة درعة وتافياللت وباني ،وفي
الشرق نجد واحة فيجيج ،وتغطي الواحات المغربية حوالي 2011هكتار ،وتشمل إداريا 01أقاليم و 012
جماعة بساكنة تقدر ب 0.4مليون نسمة سنة . 4112
تتميز الواحات بمناخ شبه صحراوي وقاري جاف ،شديد الحرارة صيفا ،وشديد البودة شتاءًا ،وال تتعدى غالبا
التساقطات المطرية 421ملم سنويا ،كما تتعرض لهبوب الرياح الجافة التي تتخذ أحيانا شكل زوابع رملية،
من أبرزها رياح الشركي التي تأتي في الصيف مما يؤدي إلى إتالف المزروعات والزيادة في حدة الجفاف.
أما الغطاء النباتي فمعضمه مشتت وقصير القامة تغلب عليه األنواع الشوكية كالسدرة والطلح والسنط ،أما
بداخل المجال المسقي في الواحة فنجد أساسا أشجار النخيل وتختلط في بعض األماكن بأشجار أخرى كالزيتون
واللوز وأشجار الفواكه المتكيفة مع المناخ الجاف ،لكن كلما اتجهنا إلى المجاالت الجبلية إال ويغيب النخيل
لصالح أشجار أخرى .
أما المزروعات السطحية فهي متنوعة تتكون من العناصر الموسمية كالحبوب بأنواعها ،وكذلك المزروعات
التسويقية كالحناء والحلفة والفصة.
فكل واحة من الواحات المغربية تتميز بمنتوج معين فنجد مثال :
التصحر ،ظاهرة تؤدي إلى تراجع القدرات الحيوية لألراضي مما يؤدي إلى ضعف المخزون المائي .
الملوحة ،تعاني المنظومة الواحية من ارتفاع نسبة ملوحة المياه والتربة ،ويرجع ذلك إلى عامل الحرارة
المفرطة ،وكذلك تراجع مستوى الفرشة المائية.
زحف الرمال ،ظاهرة تتزايد حدتها كلما زادت العناصر المناخية المسببة لها ،كتراجع معدل التهاطل
المطري واسترداد الحرارة ،وحدة سرعة الرياح.
األمراض الطفيلية ،تصيب الواحات المغربية أحيانا بعض األمراض تؤدي إلى تراجع اإلنتاج أو تدميره
كليا ،ومن أخطر هذه األمراض مرض البايوض الذي يعتبر أكبر خطر يتهدد مستقبل الواحات المغربية،
حيث أصاب حوالي 3مليون نخلة في المغرب منذ سنة ،0121ويعود ظهوره بالمغرب ألى عام 0031
يستقر في البداية بجذور النخل لينتشر بعد ذلك في التراب ،ثم ينتقل إلى األشجار األخرى ،وهذا المرض
ينتشر بسرعة هائلة حيث يكفي سقي حقل يتضمن نخلة مصابة لتصاب جميع النخالت الموجودة بداخله،
لكن أثر المرض ال يظهر على النخلة مباشرة بل يظهر تدريجيا بعد 1سنوات.
االهداف :
-تحسيس الساكنة بأهمية المحافظة على النظام والتنوع اإليكولوجي الواحي ( تكوين الفالحين )...
-منع تهريب أشجار النخيل بتطبيق نصوص ظهير 4113الذي ينص على إخضاع نقل أشجار النخيل
بترخيص .
-تشجيع تجديد وغرس شتالت النخيل ( 211.111شتلة ) .
الدورات القارية :ترتبط بحركة وإعادة توزيع وتراكم أمالح الكاربونات les sels de carbonate
وأشهرها كلوريد الصوديوم ( ملح الطعام ) في المناطق المحرومة من وسائل الصرف الطبيعي ،وطبيعة
األمالح تتوقف على مصدرها ( إما ناتجة عن التجوية بالنسبة للصخور البركانية أو إعادة توزيع
األمالحفي الصخور الرسوبية ) .
الدورات البحرية :الدورة الدلتاوية تنتج عن اإلستغالل الزراعي للدلتات منذ القديم ،والتي تتميز بتعقد
تراكم األمالح بها .
الدورات الجوفية أو اإلرتوازية :ترتبط بتبخر المياه الجوفية بعد انبثاقها للسطح نتيجة الهزات التكتونية
التي تنتج عنها فوالق تسمح بتسرب هذه المياه إلى األعلى .
الدورات المرتبطة بتدخل اإلنسان :تنشأ عن األخطار البشرية في سياسة األراضي وعدم المعرفة
بقوانين تراكم األمالح مثل استخدام المياه المالحة في الري .
ويرتبط تراكم األمالح بالطبيعية الجيومرفولوجية والهيدروغرافية لمنطقة معينة ،فعلى سبيل المثال تزايد
التراكم في المنخفظات والسهول الفيضية الدلتاوية والمصاطب الموازية لمجاري المياه .
اكثر العوامل ارتباطا بتراكم األمالح هي تلك المتعلقة بتبخر المياه على مستوى القطاع األرضي السطحي،
حيث يؤدي ذلك إلى زيادة تركيز األمالح ،هذه األخيرة تحفظ في األماكن التي تكونت فيها إذا طالت األسباب
التي تؤدي إلى تراكمها كانحسار المياه ،أو انخفاظ مستوى المياه الباطنية .
و للتعرف على طبيعة تراكم األمالح البد من األخذ بعين اإلعتبار مايلي :
-حدود التملح األرضية :التي تسمح بارتفاع الماء ( الملح ) نحو السطح عن طريق الخاصية الشعرية .
-العمق الحدي للمياه األرضية .
-التأثير الضار أو السام لألمالح على النباتات :أكثر األمالح ضررا على النبات هي أمالح البيكاربونات ثم
الكلوريدات ثم النيترات و أخيرا الكبريتات .
%\\RXVVHIDW