You are on page 1of 15

‫‪1‬‬

‫البعد االقتصادي واالجتماعي في القانون رقم ‪12-86‬‬


‫المتعلق بعقود الشراكة عام – خاص‬

‫* المهدي السهيمي‬
‫تقديم ‪:‬‬

‫ليس من الضروري أن يكون المرء من رجال االقتصاد حتى يعلم أن عالمنا‬


‫يتألف من بلدان " نامية " وبلدان " متخلفة "‪ ،‬وأنه كان يتألف كذلك من بلدان‬
‫تجاهر بكونها " اشتراكية " وأخرى ينبغي تسميتها باسمها " رأسمالية "‪،2‬‬
‫والشراكة بين القطاعين العام والخاص تشكل أحد مقومات الدولة ذات الطبيعة‬
‫الرأسمالية ‪ ،‬بعد أن ثم محو ماركس وكينزي من الفكر االجتماعي‪ ،3‬وعكست‬
‫بجالء سياسة تخلي الدولة عن مجموعة من األنشطة‪ ،‬والتي كانت باألمس القريب‬
‫إستراتيجية وغير قابلة للتخلي‪.‬‬

‫وانطلقت الشراكة بين القطاعين العام والخاص من الدول األكثر ليبرالية‬


‫" بريطانيا " مع سنوات التسعينات في عهد مارغريت تاتشر حيث أجرت بعض‬
‫الدراسات التي أوصت بضرورة السماح للقطاع الخاص بتمويل المنشآت العامة‬
‫لتخفيف العبء عن الميزانية العامة للدولة‪ ،4‬وفي المغرب لجأت الدولة إلى‬
‫القطاع الخاص‪ 5‬ألجل القيام باألنشطة المتعلقة بالخدمات العامة ابتداء من سنوات‬
‫الثمانيات في إطار استراتيجية جديدة هدفت إلى التحكم في الشروط االقتصادية‪،‬‬

‫‪ 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.192‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 24 ( 1436‬ديسمبر ‪ ) 2014‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 86.12‬المتعلق بعقود الشراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫‪ 2‬سمير أمين‪ ،‬نقد نظرية التخلف‪ ،‬دار ابن خلدون‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1978‬ص ‪23‬‬
‫‪ 3‬سمير أمين‪ ،‬االقتصاد السياسي للتنمية في القرنين العشرين والواحد العشرين‪ ،‬دار الفارابي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2002‬ص ‪34‬‬
‫‪ 4‬عبد المجيد نحيلي‪ ،‬المرفق العام بالمغرب بين التدبير العمومي الجديد وأفق الشراكة عام‪-‬خاص‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سنة ‪، 2011-2010‬ص ‪83‬‬
‫‪ 5‬الشراكة التي جمعت بين القطاع العام والخاص في مفهومها الواسع ( عقود التدبير المفوض وعقود االمتياز ‪.) ..‬‬

‫‪1‬‬
‫وهو توجه عمل البنك الدولي والمؤسسات الدولية األخرى على تشجيعه كما‬
‫فرضته اإلكراهات المالية وعملية تحرير الخدمات العامة‪.6‬‬

‫وتعد الشراكة عام‪-‬خاص من المفاهيم الحديثة نسبيا التي أصبحت متدوالة بشكل‬
‫واسع في الخطابات السياسية والعلمية‪ ،‬وتحوي الشراكة بين القطاع العام‬
‫والخاص مفهومين‪ ،‬مفهوم واسع يضم كل أشكال التعاون والتضامن بين الدولة‬
‫وأطراف أخرى‪ ،‬ومفهوم ضيق‪ ،‬يحصر الشراكة في العقود التي يكون‬
‫موضوعها تمويل مشاريع مهيكلة يحتاجها أو يعجز المرفق العام عن القيام بها‪.7‬‬

‫وقد عرف المشرع المغربي عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬بموجب‬
‫المادة األولى من القانون رقم ‪ 86.12‬بكونه؛عقد محدد المدة‪ ،‬يعهد بموجبه‬
‫شخص عام إلى شريك خاص مسؤولية القيام بمهمة شاملة تتضمن التصميم‬
‫والتمويل الكلي أو الجزئي والبناء أو إعادة التأهيل وصيانة أو استغالل منشأة أو‬
‫بنية تحتية أو تقديم خدمات ضرورية لتوفير مرفق عمومي‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويمكن صياغة السؤال المحوري الذي يحاول هذا المقال المساهمة في‬
‫اإلجابة عليه‪ ،‬على الشكل التالي ‪:‬‬
‫إلى أي حد يحمل قانون عقد الشراكة عام خاص في طياته أبعاد اقتصادية واجتماعية ؟‬

‫سنحاول اإلجابة عن هذا السؤال من خالل اعتماد التقسيم التالي ‪:‬‬


‫المحور األول ‪ :‬األهداف االقتصادية واالجتماعية لعقد الشراكة عام‪-‬خاص‬
‫المحور الثاني ‪ :‬تقويم عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬

‫‪ 6‬عبد الشفيق كموش‪ ،‬عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص ورهان التنمية المحلية بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سطات‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سنة ‪، 2013-2012‬ص ‪3‬‬
‫‪ 7‬عبد المجيد نحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪85‬‬

‫‪2‬‬
‫المحور األول ‪ :‬األهداف االقتصادية واالجتماعية لعقد الشراكة عام – خاص‬

‫يتجلى الهدف المعلن من وراء هذا القانون في تعزيز توفير مرفق عمومي‬
‫وبنيات تحتية إدارية واقتصادية واجتماعية ذات جودة تتوافق مع إكراهات المالية‬
‫العمومية‪ ،‬وتزايد حاجيات وضروريات التنمية المحلية؛ وكذا االستفادة من‬
‫القدرات االبتكارية للقطاع الخاص وتمويله إلنجاز مشاريع عمومية‪ ،‬وتطوير‬
‫ثقافة جديدة لتدبير الصفقات العمومية‪ ،‬ترتكز على التقييم القبلي للحاجيات‪،‬‬
‫وتحليل حسن األداء‪ ،‬والتحكم في الكلفة ومراقبة اإلنجازات ‪.‬إضافة إلى ضمان‬
‫توفير الخدمات وفعليتها وجودتها‪ ،‬وتسديد كلفتها بحسب معايير حسن األداء‪،8‬‬
‫غير أنه موازة مع ذلك له أهداف أخرى؛ اقتصادية ( الفقرة األولى )‪ ،‬واجتماعية (‬
‫الفقرة الثانية ) غير معلنة‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬األهداف االقتصادية لعقد الشراكة عام – الخاص‬

‫برزت الشراكة بين القطاعين العام والخاص كأحد مقومات الدولة الليبرالية‬
‫وعكست بجالء سياسة تخلي الدولة عن القيام بوظائفها االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫فأغلب دول العالم في الوقت الحالي تتجه إلى إتباع سياسة تحرير االقتصاد‬
‫واالتجاه نحو منطق السوق‪ ،‬ومن تم تسليع الخدمات‪ ،9‬والمغرب وجد نفسه شأنه‬
‫شأن باقي دول العالم الثالث‪ ،‬مدعو لالنخراط في هذا التوجه‪ ،‬انسجاما مع‬
‫التزماته الدولية ( اتفاقية الشراكة والتبادل الحر مع االتحاد األوروبي والواليات‬

‫‪ 8‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ‪،‬مشروع القانون رقم ‪ 12 - 86‬المتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬إحالة رقم‬
‫‪ ،09 / 2014‬ص ‪ ،7‬موجود على موقع ‪ http://www.ces.ma/ar/Pages/default.aspx‬تاريخ الزيارة ‪ 10.11.2019‬تاريخ‬
‫الزيارة‪،‬على الساعة التاسعة صباحا‪.‬‬
‫عبد المجيد نحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪83‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪3‬‬
‫المانحة‪10‬‬ ‫المتحدة األمريكية )‪ ،‬وكذلك تنفيذا لتعهداته اتجاه الدول والمنظمات‬
‫كصندوق النقد الدولي الذي صدرت عنه عبارة الشراكة عام‪-‬خاص في ‪ 4‬مارس‬
‫‪ ،2004‬والبنك العالمي‪ ،‬حيث نشر تقريرا سنة ‪ 1994‬أوصى فيه بضرورة‬
‫إشراك القطاع الخاص في تجهيز القطاع العام‪.11‬‬

‫هذه الشراكة‪ ،‬التي تشجعها بقوة المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬والتي تدعى أيضا "‬
‫التمويل المتقاطع "‪ ،‬تقدم كطريقة جديدة لتدبير التمويالت العمومية‪ ،‬بل‬
‫وكبديل عن اللجوء المتكرر لالقتراض العمومي لتمويل االستثمار‪ ،‬بحيث يوكل‬
‫للقطاع الخاص تحمل االستثمارات المتعلقة باألشغال العمومية‪.12‬‬

‫وليست المصلحة االجتماعية لهذه اآللية هي التي توجد في معادلة التخوف من‬
‫هذا النوع من العقود فحسب‪ ،‬بل المصلحة االقتصادية أيضا‪ ،‬مع ما يرتبط بها من‬
‫تخوف خاصة فيما يتعلق بعدم صمود المقاوالت الوطنية‪ ،‬وخصوصا المقاوالت‬
‫الصغرى والمتوسطة‪ ،‬في وجه المجموعات االقتصادية األجنبية الكبرى التي‬
‫تفوق قدراتها التقنية والمالية والقانونية حتى قدرات الدولة في بعض األحيان‪.13‬‬

‫كما أن‪ ،‬المستفيد الوحيد والنهائي‪ ،‬في هذا النوع من العقود يبقى هو القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬حيث أن الهدف هو " منحه منشطات "‪ ،‬وذلك بالتكرم عليه بمثل هذه "‬
‫النعم " التي تمنحها الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،14‬كي يعتمد عليها من‬
‫أجل توسيع قاعدته المادية‪ ،‬ومن تم توسيع مجال الربح وشروط التراكم‪.15‬‬

‫‪ 10‬إدريس فخور‪ ،‬تفعيل عقود الشراكة في مرفق التعليم العالي على ضوء قانون ‪ ،12.86‬مقال منشور على مجلة دراسات اقتصادية وقانونية‪،‬‬
‫العدد الثاني‪ ،‬ماي ‪ ،2018‬ص ‪73‬‬
‫‪ 11‬عبد المجيد نحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪94‬‬
‫‪ 12‬نجيب أقصبي‪ ،‬االقتصاد السياسي والسياسات االقتصادية في المغرب‪ ،‬مركز بنسعيد آيت ايدر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2017‬ص ‪35‬‬
‫‪ 13‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ 14‬نقصد هنا الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬في مفهومها الواسع‪ ،‬وليس الضيق‪.‬‬
‫‪ 15‬نجيب أقصبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪38-37‬‬

‫‪4‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬األهداف االجتماعية لعقد الشراكة عام – خاص‬

‫إن إشراك الخواص في تدبير المرافق العمومية‪ ،‬اليجب أن يترك تحت‬


‫رحمة المنافع الخاصة‪ ،‬فقوى السوق تساهم في نشر عدم العدالة بين المواطنين‬
‫في استفادتهم ووصولهم إلى الخدمات‪ ،‬كما أنها تحول الخدمات العمومية إلى سلع‬
‫استهالكية تقدم لمن يدفع أكثر‪ ،16‬والمغرب راكم تجربة طويلة في ميدان‬
‫الشراكة‪ 17‬بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬على سبيل المثال عقود التدبير المفوض؛‬
‫المرتبطة بالخدمات العمومية كاالتصاالت وتدبير الماء والكهرباء وهي خير مثال‬
‫عرفها‪18‬‬ ‫على سوء سمعة القطاع الخاص بسبب سوء تدبيرها‪ ،‬والمنزلقات التي‬
‫هذا النو ع الذي لم يحقق ما كان منتظر منه‪ ،‬حيث كان محط انتقاد من بعض‬
‫مؤسسات الرقابة والتقييم‪ ،‬بل وسبب في اندالع بعض المظاهرات التي عرفتها‬
‫بعض المدن المغربية بسبب غالء الفواتير وتردي الخدمات المقدمة األمر الذي‬
‫دفع في اتجاه تفضيل صور أخرى للتعاقد بين األشخاص المعنوية والخاصة‪،19‬‬
‫منها عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص في ظل غياب أي تقييم‬
‫موضوعي لهذه النوعية من الشراكة‪ ،‬وهذا ما قد يؤثر على عملية شراء السلم‬
‫االجتماعي‪ ،‬خاصة مع استحضار مبدئي مجانية المرفق والمساواة أمامه‪.‬‬

‫فمن الناحية االستراتيجية‪ ،‬تطرح المسألة المتعلقة بدور الدولة وممارسة وظائفها‬
‫السيادية‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بالخدمات االجتماعية) كالتربية والصحة على سبيل‬
‫المثال(‪ ،‬وكذا دور الجماعات الترابية في االختصاصات المماثلة ‪.‬وفي بعض‬
‫األحيان يتم النظر إلى هذا القانون باعتباره خوصصة وتملصا للشخص المعنوي‬

‫إدريس فخور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪77‬‬ ‫‪16‬‬

‫نقصد هنا الشراكة بمفهومها الواسع؛ عقد تدبير مفوض‪ ،‬عقد اإلمتياز‪،..‬وليس عقود الشراكة بين القطاع العام والخاص‪ ،‬بمفهومها الضيق‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪7‬‬ ‫‪18‬‬

‫إدريس فخور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪77‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪5‬‬
‫من مسؤولياته‪ ،‬وبالتالي باعتباره خوصصة مقنَّعة ‪.‬لهذا السبب يتم التركيز على‬
‫الخطر االجتماعي‪ ،‬مع تخوف مرتبط بالمحافظة على ولوج جميع المواطنين إلى‬
‫الخدمات العمومية األساسية‪ ،‬وعلى م ّجانية هذه الخدمات خاصة في قطاعي التعليم‬
‫والصحة‪.20‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬تقويم عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬

‫اعتماد أسلوب الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المشاريع التنموية‬


‫للدولة‪ ،‬كان بمبرر المزايا التي يتوفر عليها قصد خروج الدولة من األزمات‬
‫المالية و التسييرية التي تعاني منها الدولة عامة والمرافق العامة خاصة‪ ،‬كون هذا‬
‫األسلوب يحقق مكاسب هامة للدولة ويعفيها من القيام بوظائفها التدخلية‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فإن له أيضا مخاطر وسلبيات قد تشكل عواقب وخيمة على الدولة ( الفقرة األولى‬
‫)‪ ،‬إذ لم يتم تداركها و العمل على تقوييمها بشكل استشرافي ( الفقرة الثانية )‪،‬‬
‫كيما ال يصل أثرها للقطاعين العام والخاص‪ ،‬ويمتد ليشمل المجتمع برمته‪.21‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تقويم ضعف عقد الشراكة عام – خاص‬

‫يتجلى ضعف عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬في مجموعة من‬
‫النقاط يمكن مقاربتها على الشكل التالي‪: 22‬‬

‫‪ -‬ارتفاع حجم المشروع؛ وبالتالي يكون الدين مبالغ فيه وإمكانية اإلخالل‬
‫بالتوازنات المالية للدولة‪ ،‬حيث ينجز عن هذه الشراكات تداين مفرط‬
‫‪ 20‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ 21‬عبد المجيد نحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪108-107‬‬
‫‪ 22‬المرصد التونسي لالقتصاد‪ ،‬في ظاهرة الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص" المميزات والعيوب "‪،‬سنة ‪ ،2014‬منشور على موقع‬
‫المرصد التونسي لالقتصاد‪ ، https://www.economie-tunisie.org/ar‬تاريخ الزيارة ‪ ،2019-11-17‬على الساعة الواحدة والنصف‬
‫زوال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫صعب السداد على المدى المتوسط والطويل ويحمل األجيال القادمة أعباء‬
‫تثقل كاهلها‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الرؤية االستراتجية في السياسات االستثمارية والتنموية بمبادرة من‬
‫المستثمرين الخواص تنشأ بنى تحتية مغربة غير مراعية للبعد‬
‫السوسيولوجي للسكان‪ ،‬وقد تكون غير مفيدة بحيث تكلف الدولة أعباء تمثل‬
‫إهدارا للمال العام‪ ،‬نتيجة تحكم الشريك الخاص في صناعة القرار‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تقسيم كلفة المخاطر‪ ،‬نظرا لكونها معقدة وصعبة الحساب " تجاوز‬
‫حد المصاريف األصلية‪ ،‬التأخير في االنجاز ‪ .)...‬هذا‪ ،‬إضافة إلى ضعف‬
‫المنهجية المعتمدة‪.‬‬
‫‪ -‬تشابك العالقات القانونية والتعاقدية؛ حيث يخضع إبرام عقود الشراكة‬
‫للعديد من المراحل ويضم العديد من االتفاقيات المتعددة والتي التخضع‬
‫لنظام قانوني واحد‪ ،‬وإنما هناك مجموعة من القوانين التي تؤطر الشراكة (‬
‫قانون الشغل بالنسبة للمستخدمين التابعين للقطاع الخاص‪ ،‬وقانون الوظيفة‬
‫العمومية بالنسبة للموظفين التابعين للقطاع العام ‪.23)...‬‬
‫‪ -‬تحمل هذه العقود في طياتها خطر المحاباة واالحتكار وإقصاء المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬والمحلية منها على الخصوص من المنافسة؛ ففي‬
‫فرنسا مثال تحتكر ‪ 3‬مؤسسات األشغال العمومية بناء على هذا النوع من‬
‫العقود‪.‬‬
‫‪ -‬مبرر تخفيض العبء على الميزانية العمومية أو المحلية اليقوم على‬
‫دراسات علمية صحيحة بقدر مايقوم على االديولوجيا‪ ،‬فالسلطة العمومية‬

‫عبد المجيد نحيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪109‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪7‬‬
‫أو المواطن يدفع في كل الحاالت‪ ،‬فحتى وإن خفف عبء الميزانية في‬
‫المدى القصير‪ ،‬فإن األجيال القادمة هي التي تدفع في المدى الطويل‪.24‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬آفاق تطوير عقد الشراكة عام – خاص‬

‫في ظل االختالالت التي يعرفها تطبيق عقود الشراكة بين القطاعين العام‬
‫والخاص بالمغرب يبقى التساؤل واردا حول سبل معالجة هذه التحديات‬
‫واالختالالت‪25‬وكذا آفاق تطوير عقود الشراكة عام‪-‬خاص‪ ،‬في مقال قصير‬
‫للباحثين " بونوا إيبرت " و " ميشال بارتي " تحت عنوان ‪ " :‬عشرة شروط من‬
‫أجل مشاركة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص "‪ ،‬لخص الباحثين شروط‬
‫نجاح المشاركة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص انطالقا من التجارب‬
‫الناجحة لعدد كبير من المشاريع المتعلقة بالطرقات والمنشآت الفنية واألشغال‬
‫العمومية الكبرى والنقل الجماعي والمياه وتكنولوجيا االتصاالت وخدمات‬
‫الجماعات الترابية والتجهيزات السياحية‪ ،‬وهي التجارب التي تعطي معلومات‬
‫مهمة عن الشكل الذي يجب أن تسيير عليه كل مشاركة بين القطاع العمومي‬
‫والقطاع الخاص‪ ،26‬ويمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تقاسم منصف للفوائد بين األطراف‬


‫‪ -2‬دعم ال مشروط للسلطة السياسية‬
‫‪ -3‬شفافية ومصداقية العقد‬

‫‪ 24‬مؤتمر العمل العربي‪ ،‬تكامل القطاعين العام والخاص في التنمية‪ ،‬البند العاشر‪ ،‬القاهرة‪،‬سنة ‪ ،2012‬ص ‪ 22‬منشور على موقع منظمة العمل‬
‫العربية‪ ،https://alolabor.org/‬تاريخ الزيارة ‪17‬ـ‪ 2019-11‬على الساعة التاسعة صباحا‪.‬‬
‫‪ 25‬عبد الشفيق كموش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪ 26‬مؤتمر العمل العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪26‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -4‬حماية حقوق العمال‬
‫‪ -5‬التوفر على موارد بشرية ذات نوعية وجودة عالية‬
‫‪ -6‬تقدير صارم ودقيق لنتائج الخدمة العمومية‬
‫‪ -7‬تحديد دقيق لألهداف‬
‫‪ -8‬إدارة فعالة ومرنة للعقد‬
‫‪ -9‬اختيار المشاركين بكل صرامة وفعالية‬
‫تصميم عقود دائما مميزة وخالقة‬ ‫‪-10‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد جاء في رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،27‬من خالل‬
‫توصياته لتجاوز حدود عقود الشراكة بين القطاع العام والخاص‪ ،‬ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬تضمين القانون المبدأ األساسي لضمان المحافظة على حقوق المواطنين‬


‫والمرتفقين في إطار عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص؛‬
‫‪ ‬تعزيز مرحلة التقييم القبلي‪ ،‬مع مأْسسة الهيئة التي تتولى اإلشراف على‬
‫إعداد الملفات وتقييم النّجاعة االقتصادية ) وجاهة اللجوء إلى عقود‬
‫الشراكة(‪ ،‬وترسيمها على أعلى مستوى في الجهاز التنفيذي‪ ،‬واتخاذ قرار‬
‫جماعي‪ ،‬بتنسيق مع المجتمع المدني‪ ،‬يكون مبررا بكيفية الئقة ومعلنا عنه ‪.‬‬
‫فاللجوء إلى عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص ينبغي أن يكون‬
‫مبررا ومحفزا أساسا بالتحسين الهام في جودة الخدمات‪ ،‬وتعقيد المشروع‪،‬‬
‫أو نجاعته االقتصادية) بالمقارنة مع تدبير الدولة أو مع أشكال أخرى‬

‫رأي ال مجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪9-8‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪9‬‬
‫للصفقات العمومية(؛ إن تعزيز القدرات التشريعية والمالية يعد مسألة‬
‫ضرورية في هذه المرحلة‪ ،‬مع إمكانية اللجوء إلى هيئات أجنبية؛‬
‫‪ ‬تأطير وتطوير استراتيجية خاصة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص‬
‫)بما فيها العقود (تكون بمثابة رؤية شمولية تسمح بتوفير وضوح في‬
‫الرؤية بخصوص المشاريع المبرمجة‪ ،‬وإدراجها ضمن منطق تنموي‬
‫طويل األمد‪ ،‬وتخول للمقاوالت الوطنية بالتهييء لها؛‬
‫‪ ‬إدراج األفضلية الوطنية‪ ،‬وخلق القيمة الوطنية المضافة‪ ،‬باعتبارهما من‬
‫الضروريات التي تجعل النسيج االقتصادي الوطني‪ ،‬وبالتالي االقتصاد‬
‫المغربي‪ ،‬يستفيد من دينامية هذا النوع من العقود الجديدة؛‬
‫‪ ‬وتعزيز البنود المتعلقة بتغطية الخطر االجتماعي) المتعلق بوضعية‬
‫المستخدمين وباحترام قانون الشغل‪ ،‬تحت طائلة فسخ العقدة أو العقوبات ‪(:‬‬
‫لذلك يجب ضمان المكتسبات االجتماعية للمستخدمين واحترام قانون‬
‫الشغل؛‬
‫‪ ‬إرساء مبادئ الشفافية والمحاسبة‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬خلق هيئة مستقلة لتقييم عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬التي‬
‫تشرك عن طريق االستشارة‪ ،‬القطاع الخاص والهيئات المهنية والنقابات‬
‫والمجتمع المدني‪ ،‬ويمكن أن تتولى‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬تقييم كل مشروع على‬
‫حدة‪ ،‬والتقييم اإلجمالي لالستراتيجية المتبعة في إطار عقود الشراكة بين‬
‫القطاعية العام والخاص‪ ،‬وذلك حرصا على استدامة ميزانية عقود الشراكة‬
‫بين القطاعين العام والخاص على المدى المتوسط والقصير‪ ،‬وتفادي‬
‫المديونية العمومية المتصلة بهذه العقود‪ ،‬وكذا تتبع األثر االجتماعي على‬

‫‪10‬‬
‫خلق فرص الشغل ونجاعة الخدمات التي يتم توفيرها‪ ،‬مع إشهار للمعلومة‬
‫ولعملية التقييم‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل ولوج مختلف الفاعلين‪ ،‬بما فيهم الفاعلين الممثّلين للمجتمع المدني‪،‬‬
‫إلى المعلومات المتعلقة بالمشاريع‪ ،‬بدءا من إطالقها إلى المصادقة عليها‬
‫وتنفيذها‪.‬‬

‫وعلى سبيل الختم‪ ،‬فإن عقود الشراكة التي تجمع بين القطاع العام والقطاع‬
‫الخاص تشكل أحد تجليات الفكر الليبرالي الداعي إلى تخلي الدولة عن القيام‬
‫بوظائفها‪ ،‬مقابل فتح المجال أمام المبادرة الخاصة‪ ،‬وبالتالي العودة للدولة األقل‬
‫تدخل اقتصاديا‪ ،‬وعليه كان من الجلي توفير ترسانة قانونية تتماشى وهذا البعد‬
‫االقتصادي‪ ،‬على اعتبار أن القانون ( بنية فوقية )‪ ،‬ما هو إال انعكاس للعالقات‬
‫القائمة على مستوى االقتصاد ( بنية تحتية )‪ ،‬فالطبقة التي تملك وسائل االنتاج و‬
‫تتحكم في قوى االنتاج وتحدد نمط االنتاج‪ ،‬هي التي تشرع القوانين قصد حماية‬
‫هاته المصالح الطبقية الضيقة‪ ،‬لذلك يمثل القانون غطاء إيديولوجي لتبرير‬
‫اإلستغالل‪ ،‬وغالبا ما يخفى الجوهر الطبقي غير الجذاب للدولة ذات الطبيعة‬
‫الليبرالية‪ ،‬في قوالب وتركيبات ذكية من حيث الشكلية القانونية‪ ،‬أو يغطى من‬
‫ناحية أخرى بواسطة مصطلحات قانونية وفلسفية براقة ( المصلحة العامة‪،‬‬
‫المنافع العامة‪ ،‬النظام العام ‪ ...‬الخ )‪.‬‬

‫* طالب باحث بماستر المالية العامة‪/‬كلية الحقوق سطات‬

‫‪11‬‬
‫الئحة المراجع حسب التسلسل الزمني ‪:‬‬

‫الكتب ‪:‬‬

‫‪ -‬سمير أمين‪ ،‬نقد نظرية التخلف‪ ،‬دار ابن خلدون‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1978‬؛‬
‫‪ -‬سمير أمين‪ ،‬االقتصاد السياسي للتنمية في القرنين العشرين والواحد‬
‫والعشرين‪ ،‬دار الفارابي‪ ،‬الطبعة األولى ‪2002‬؛‬
‫‪ -‬نجيب أقصبي‪ ،‬االقتصاد السياسي والسياسات االقتصادية بالمغرب‪ ،‬مركز‬
‫بنسعيد آيت ايدر لألبحاث‪ ،‬الطبعة األولى‪2017‬؛‬

‫الرسائل ‪:‬‬

‫‪ -‬عبد المجيد نحيلي‪ ،‬المرفق العام بالمغرب بين التدبير العمومي الجديد وأفق‬
‫الشراكة عام‪ -‬خاص‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬وحدة‬
‫شراكة عام – خاص‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بسطات ‪2011-2010‬؛‬
‫‪ -‬عبد الشفيق كموش‪ ،‬عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص ورهان‬
‫التنمية المحلية بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬وحدة‬
‫الشراكة عام – خاص‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بسطات ‪2013-2012‬؛‬

‫المجالت والمقاالت ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬إدريس فخور‪ ،‬تفعيل عقود الشراكة في مرفق التعليم العالي على ضوء‬
‫قانون ‪ ، 12.86‬مقال منشور على مجلة دراسات اقتصادية وقانونية‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬ماي ‪2018‬؛‬

‫النصوص القانونية ‪:‬‬

‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.192‬صادر في فاتح ربيع األول ‪24 ( 1436‬‬


‫ديسمبر ‪ ) 2014‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 86.12‬المتعلق بعقود الشراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫وثائق رسمية ‪:‬‬

‫‪ -‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ‪،‬مشروع القانون رقم‬


‫‪ 86.12‬المتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬إحالة رقم‬
‫‪http://www.ces.ma/ar/Pages/default.aspx‬‬ ‫‪ ،09 / 2014‬متوفر على موقع‬

‫مواقع إلكترونية ‪:‬‬

‫‪ -‬مؤتمر العمل العربي‪ ،‬تكامل القطاعين العام والخاص في التنمية‪ ،‬البند‬


‫العاشر‪ ،‬القاهرة‪،‬سنة ‪،2012‬منشور على موقع منظمة العمل العربية‬
‫‪ https://alolabor.org/‬؛‬

‫‪ -‬المرصد التونسي لالقتصاد‪ ،‬ظاهرة الشراكة بين القطاع العام والقطاع‬


‫الخاص" المميزات والعيوب "‪،‬سنة ‪ ،2014‬موقع المرصد التونسي‬
‫لالقتصاد‪ https://www.economie-tunisie.org/ar‬؛‬

‫‪13‬‬
‫ملحق ‪:‬‬

‫ورقة‬

‫موضوع الورقة ‪:‬‬


‫القانون المتعلق بالشراكة بين القطاع العام والخاص رقم‪ 86.12‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.14.192‬بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2014‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 6328‬بتاريخ ‪ 22‬يناير ‪2015‬‬
‫تجليات البعد االقتصادي واالجتماعي في القانون ‪ 86.12‬المتعلق بعقود‬
‫الشراكة عام خاص ‪:‬‬

‫‪ -‬المظهر األول ‪:‬‬


‫استنادا إلى المادة ‪ 15‬من القانون المشار إليه أعاله‪ ،‬خاصة الفقرة األخيرة "‪...‬‬
‫يمكن أن ينص عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص على أن يتلقى الشريك‬
‫الخاص أجرته بصفة جزئية من طرف المرتفقين ‪ ."...‬يتبين أن هذا القانون وإن‬
‫كان يعمل على إشراك الخو اص في تدبير المرافق العمومية‪ ،‬فإنه ترك هذا التدبير‬
‫تحت رحمة المنافع الخاصة‪ ،‬حيث اتاح إمكانية تحويل الخدمات العمومية إلى سلع‬
‫استهالكية تقدم لمن يدفع أكثر‪ ،‬وهنا تطرح المسألة المتعلقة بدور الدولة و‬
‫وظائفها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالخدمات االجتماعية ( كالتعليم والصحة على سبيل‬
‫المثال )‪ .‬وهذا ما يدفع للقول بكون هذه المادة تنص على تملص الدولة من‬
‫مسؤولياتها‪ ،‬وبالتالي اعتبار هذا القانون خوصصة مقنعة‪.‬‬
‫‪ -‬المظهر الثاني ‪:‬‬

‫استنادا إلى المادة ‪ 16‬من القانون المشار إليه أعاله‪ ،‬المتعلقة بتقاسم المخاطر‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫خاصة الفقرة األخيرة‪ ،‬التي تنص على " ‪ ...‬يتحمل هذه المخاطر الطرف المؤهل‬
‫لذلك قصد التقليص من كلفتها مع مراعاة المصلحة العامة وخصوصيات‬
‫المشروع"‪ .‬يتبين من خالل مقتضيات هذه المادة‪ ،‬أنها تحمل في طياتها خطر‬
‫محاباة الرأسمال‪ ،‬خاصة أن الطرف المؤهل لتحمل المخاطر هو الدولة‪ ،‬نظرا‬
‫لكون الدولة ال يف ترض عسرها عكس الخواص‪ ،‬كما يتبين أن مبررتخفيض العبء‬
‫على الميزانية العمومية عبر اللجوء إلى عقود الشراكة بين القطاع العام والخاص‬
‫مبرر وهمي‪ ،‬لكون المواطن يدفع في كلتا الحالتين ‪:‬‬
‫‪ -‬يدفع للخواص الرسوم = ثمن الحصول على السلعة‪/‬الخدمة‬
‫‪ -‬يدفع للدولة الضرائب = كيما تغطي المخطار‬
‫لذلك‪ ،‬حق لألستاذ " نجيب أقصبي" ‪ ،‬في كتابه " االقتصاد السياسي والسياسات‬
‫االقتصادية بالمغرب " أن يقول بأن المستفيد الوحيد والنهائي‪ ،‬في هذا النوع من‬
‫العقود يبقى هو القطاع الخاص‪ ،‬حيث أن الهدف هو " منحه منشطات "‪ ،‬وذلك‬
‫بالتكرم عليه بمثل هذه " النعم " التي تمنحها الشراكة بين القطاعين العام‬
‫والخاص‪ ،‬كي يعتمد عليها من أجل توسيع قاعدته المادية‪ ،‬ومن تم توسيع مجال‬
‫الربح وشروط التراكم‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like