Professional Documents
Culture Documents
واالقتصادية واالجتماعية
قلعة السراغنة
:عرض بعنوان
:إعداد الطلبة
الفاضلي محمد
العلولي رحال
المنصوري رضوان
:إشراف األستاذ
كرام يوسف
2022-2023
:مقدمة
عرف المرفق العام كمفهوم ،مجموعة من التحوالت والتطورات خالل القرن الماضي
بتغير أدوار الدولة داخل المجتمع ،وخاصة دورها في تأمين المصالح العامة لالفراد ،ففي
ظل الدولة الحارسة كان المرفق العام بمفهوم الكالسيكي ،هو كل نشاط يؤمن من طرف
أحد اشخاص القانون العام بهدف تحقيق منفعه عامه ويخضع لقانون متميز وهو القانون
االداري ،إال أنه وعقب الحرب العالمية االولى واالزمة االقتصادية التي لحقتها أصبحت
الدولة مجبرة على الخروج من حيادها وتتدخل في المجاالت االقتصادية من أجل الحفاظ،
او إعادة االستقرار داخل المجتمع من خالل تأمين بعض القطاعات التي كانت حكرا على
الخواص فقط ،وكذا عقد شراكات لتظهر لنا في الساحة االدارية أنواع جديدة من المرافق
العمومية ،سميت بالمرافق العامة الصناعية والتجارية ،التي يتم تسييرها من طرف
أشخاص عامة أو خاصة وتخضع للقانون الخاص ،وفي ظل هذا ظهر ما يسمى بأزمة
المرفق العام وهنا نتحدث عن أزمة المفهوم ،حيث أصبح المرفق العام بعد هذا يفيد كل
نشاط يهدف لتحقيق منفعة عامة سواء تم تأمينه من طرف اشخاص القانون العام او الخاص
او بشراكة مع بعضهم البعض ،ومهما كان القانون الذي يخضع له هذا المرفق .وبالتالي
وبتشعب أنواع المرافق العامة هذا ادى لتشعب أنماط تدبير هذه المرافق أيضا فأصبحنا
نتحدث عن نمط التدبير المباشر وغير المباشر وكذلك نمط التدبير المختلط الذي تتعاون من
خالله الدولة رفقه الخواص في تدبير المرفق العام ،ومن بين أنواع التدبير التي تنتمي لهذا
النمط هناك شركات االقتصاد المختلط ،وهي عبارة عن مقاولة عمومية ترتكز على إكتتاب
الدولة إلى جانب الخواص في رأسمالها ،من أجل تدبير مرفق عمومي ،وتنتمي للمرافق
العامة الصناعية والتجارية التي تكون خاضعة للقانون التجاري ،وهذه االخيرة بالخصوص
تخضع باالضافة لذلك للقانون المنظم لشركات المساهمة 17.95ويقابل هذه الشركات على
مستوى الجماعة الترابية شركات التنمية المحلية ،المنصوص عليها في القوانين المنظمة
للجماعات ،واالقاليم ،والجهات .وهي شأنها شأن شركات االقتصاد المختلط فهي االخرى
21
يكتتب فيها مجلس الجماعة رفقة الخواص في رأسماليها ،والشرط هو أن تكون الدولة أو
.الجماعة هي صاحبة أكبر نسبة بين المساهمين ( %34على االقل)
وبالتالي كيف يتم إحداث كل من شركات االقتصاد المختلط وشركات التنمية المحلية؟ وما
هي مجاالت تدخل هذه االخيرة؟ وكيف يتم تنظيمها من طرف الدولة و الجماعات الترابية؟
من خالل هذا فقد تطرقنا في عرضنا لالجابة عن التساؤالت المطروحة ،من خالل
الحديث عن شركات اإلقتصاد المختلط باعتبارها نمط من أنماط تدبير المرافق العامة
الوطنية ،من حيث كيف يتم إحداثها ومجاالت تدخلها وكذا من حيث تنظيمها اإلداري
(مطلب أول) ،ثم إنتقلنا من أجل التطرق لشركات التنمية المحلية التي تقابل شركات
االقتصاد المختلط على مستوى الجماعات الترابية ،وهي االخرى فصلنا في الجهات المعنية
.بإحداثها وتنظيمها االداري والمالي وكذا أنواعها ومجاالتها (مطلب ثاني)
21
المطلب األول
رشاكت الاقتصاد اخملتلط الوطنية
إذا كانت الدولة في السابق تنحصر وظائفها في الوظائف التقليدية كاألمن والقضاء ،...فإنها
اليوم أصبحت تتدخل في المجال االقتصادي غبر الشركات ذات االقتصاد المختلط بشكل
مشترك بينها وبين الخواص ألحد المرافق العمومية االقتصادية الصناعية والتجارية مما
يجعل لهذه الشركات خصوصية في إحداثها (فقرة اولى) و تختلف في تسييرها و تنظيمها
.عن باقي الشركات (فقرة ثانية),
الفقرة األولى
إحداث رشاكت الاقتصاد اخملتلط و جماالت تدخلها
يندرج أسلوب االقتصاد المختلط ضمن أنواع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص،
الذي يأخذ شكل شركة مساهمة التي تجمع في رأسمالها بين السلطات العامة والخواص
لتدبير مرفق من المرافق ذات الطبيعة االقتصادية و التي تتسم بطبيعة خاصة إلحداثها
(.أوال) الشيء الذي يعطيها طابعا تدخليا في مجاالت مختلفة (ثانيا)
21
أوال :إحداث رشاكت الاقتصاد اخملتلط الوطنية
قد نهج المغرب سياسة االقتصاد المختلط مند حصوله على االستقالل سنة ،1956و
ذلك بهدف تشكيل استراتيجية جديدة للنهوض بالتنمية االقتصادية في ظل الدولة المتدخلة .و
بالفعل فقد شرع المغرب في تأسيس عدة شركات و المقصود هنا شركات االقتصاد
المختلط .و إحداث هذه الشركات يعود في أصله إلى القوانين التنظيمية و النصوص
التشريعية ،كما هو الحال على الطرق السيارة بالمغرب .حيث جاء في القانون رقم 4.89
كما تم تعديله بالقانون 21.03المتعلق بالطرق السيارة في المادة الثالثة أن السلطة
...التنظيمية تحدد اإلجراءات الواجب اتباعها إلدراج طرق يراد إنجازها أو طرق جديدة
إضافة إلى مشروع قانون 46.07الذي يقضي بتحويل المكتب الشريف للفوسفاط إلى
.شركة مساهمة
هذا يوضح أن الشخص العام العنصر الذي ال بد منه في قيام و إنشاء شركات االقتصاد
المختلط الوطنية أو تحويلها أو المساهمة فيها بموجب عقد تبرمه الدولة مع الخواص.
باعتبارها مرفق عام ال بد من خضوعها للرقابة المالية و اإلدارية و غير قابلة لتخويلها
.للخواص بصفة مطلقة
و بالتالي فسيناريوهات إحداث هذه الشركات و بالنظر للواقع العملي تبقى على الشكل
:التالي
ـ تنشأ الشركات المختلطة من لدن الشخص العام في أول األمر ،ثم يبيع أسهمه بعد ذلك
للخواص ،فتنتقل الشركة العامة بذلك من شركة يمتلك الشخص العام كل رأسمالها إلى
.شركة اقتصاد مختلط
ـ تنشأ بمبادرة من الشخص العام بعد االتفاق مع المساهمين الخواص كما هو الحال بالنسبة
.للبنك المغربي للتجارة الخارجية
ـ كما يمكن إنشاؤها عن طريق مساهمة الشخص العام في رأسمال شركة خاصة كانت
.قائمة من قبل
ـ وقد تنشأ أيضا بعد تحويل طريقة تدبير مرفق عمومي موجود من قبل ،وذلك في حالة
21
تدخل الشخص العام للمساهمة في رأسمال مرفق عام يسير بأسلوب االمتياز ،أو تحويل
.أسلوب تدبير مرفق عام مؤسسة عامة تجارية أو صناعية إلى شركة اقتصاد مختلط
تتخذ شركات االقتصاد المختلط شكل االستغالل المشترك أو شكل شركة مساهمة
وطنية ما بين الشخص العام و الخواص .حيث تخضع في أغلب قواعدها أحكام القانون
.الخاص عامة و القانون التجاري خاصة و ذلك في تنظيمها و عالقتها مع الغير
كما تخضع في طبيعتها إلى المبادئ األساسية لسير المرافــق العموميـة لضــمان
االستمرارية و التأقلم مع المتغيرات و المساواة .و هذه المبادئ ما يضــمنها وجــود الشــخص
العــام ،إذ يكــون طرفــا في الشــركة و مســاهما فيهــا و يعمــل على المراقبــة الماليــة طبقــا
لمقتضيات القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشــآت العامــة .حيث
جاء في المادة الثانية منه " تجرى المراقبة المالية للدولة على المؤسسات العامــة والشــركات
والمقاوالت المشار إليها في المادة األولى أعاله بكيفية قبليـة أو بعديـة تبعـا لشـكلها القـانوني
وطريقــة تســييرها وذلــك وفــق الشــروط المنصــوص عليهــا في هــذا القــانون وعلى الهيئــات
الخاضعة للمراقبة المالية للدولة بمقتضى قانون خاص"
و قد أصبحت شركات االقتصاد المختلط أكثر تــدخال و توســعت مجاالتهــا بتزكيــة من
الشخص العــام حيث تســاهم في خلــق التــوازن بين القطــاعين العــام و الخــاص .و هي بــذلك
تدخل تقريبا في كافة المجاالت الصــناعية و التجاريــة (الخطــوط الملكيــة المغربيــة والمكتب
الوطني للسكك الحديدية و المكتب الشريف للفوسفاط) و المجــال الســياحي (المكتب الوطــني
المغربي للسياحة) و المجال الفالحي (شركة التنمية الفالحية).
21
لم تقتصر مساهمة الدولة فيما تم ذك ره ،بق در م ا امت دت مس اهمتها في المي دان الم الي
والعقاري التي كانت قد تدخلت قصد إحداث صندوق السلفات العقاري ة والص ندوق المغ ربي
للصفقات.
و على هذا األساس يمكن مالحظة أن تدخل شركات االقتصاد المختلط في كافة
المجاالت التي من شأنها أن تدر الدخل .بما يعني أن هدفها مشترك بين ما هو ربحي و هو
ما يهدف له الخواص و ما هو يهدف إلى ضمان المصلحة العامة و استمرارية المرفق
.لضمان السير العادي داخل التراب الوطني أو اإلقليمي مما يجعل الشخص العام طرفا فيها
و استطاعت الدولة من خاللها أن تتدخل في أهم القطاعات األساسية في الميدان
االقتصادي ،مكنتها من الحصول على رؤوس األموال الضرورية والتكنولوجية الحديثة
.مستعملة وسائل القانون الخاص التي تضمن لها المرونة وحريات التصرف
كما مكنت الدولة من أن تساهم بقسط كبير في االستثمار والتصدير واإلنتاج وإيجاد
.فرص الشغل .وأصبح القطاع العمومي بمثابة المحرك األساسي لالقتصاد الوطني
الفقرة الثانية
21
أوال :التنظمي اإلداري لرشاكت الاقتصاد اخملتلط
إن طريقة االقتصاد المختلط تشكل أسلوبا حديثا عملت به الدولة المغربية إلدارة
المرافق العامة سواء على الصعيد المحلي أو الوطني و التي قد تتطلب هيكلة تنظيمية
:خاصة بها الدارة اعمالها تتشكل من خالل هيآت ثالث و هي
وتجدر اإلشارة هنا أن هناك بعض الفقه قد اعتبر أن الجمعية العامة للمساهمين مجرد
مقام إلخبار المساهمين الخواص المالكين ألقلية األسهم في الشركة ،وذلك نظرا لمساهمة
الشخص العام في رأسمال الشركة بحيث قد يمتلك أغلبية األسهم في الشركة وهذا ما يمكنه
من اتخاذ القرارات الفردية ،مما يجعل دور الجمعية العامة للمساهمين في شركات االقتصاد
المختلط يظل من الناحية العملية شكليا وضعيفا ،باإلضافة إلى أن الشخص العام قد يستفيد
من امتيازات غير عادية تقررها النصوص القانونية المنظمة لهذا النوع من الشركات،
خارج قواعد القانون التجاري المطبقة على شركات المساهمة ،بحيث يتم تعيين أعضاء
الجمعية العامة للمساهمين بشكل مباشر من لدن الدولة ،عالوة على أن مندوبي الدولة ال
يفرض عليهم أن يكونوا مساهمين حقيقيين أو مالكين حقيقيين لألسهم ،لذلك فإن الجمعية
العامة للمساهمين تجد نفسها مجردة من أية سلطة للتقرير أو تغيير رأسمال الشركة أو اتخاذ
21
بعض التدابير الهامة ،بل حتى عندما تتمكن من اتخاذ مثل هذه التدابير فهي ال تحتاج لكي
.تطبقها لموافقة السلطة الحكومية عليها
المجلس اإلداري
يتشكل المجلس االداري لشركات االقتصاد المختلط من ممثلي الدولة و ممثلي
المساهمين الخواص و يتمتع بسلطات ادارية و تنظيمية و يعتبر الهيئة التنفيذية للقرارات
المتخذة من طرف الجمعية العامة ،فهو بذلك يتتبع باهتمام نشاطها ويتمتع باختصاصات
عامة في كل أمور الشركة ما عدا تلك االختصاصات المخولة قانونا للجمعية العامة ،ومن
هذا القبيل فإن له سلطة القرار في جميع عمليات الشركة بحيث يجتمع عدة مرات أو على
.األقل مرتين في السنة للتداول في جدول األعمال
و يتم تعيين رئيس المجلس اإلداري من لدن السلطة العامة بدال من المجلس اإلداري،
السيما في شركات االقتصاد المختلط التي تمتلك فيها الدولة أغلبية األسهم .وتجدر اإلشارة
هنا إلى أن رئيس المجلس اإلداري يعين بمقتضى ظهير تتخذه السلطة العامة ويخضع في
.أداء مهامه لرقابتها
و يتمتع المدير بسلطات واسعة داخل الشركة تمكنه من اإلشراف على التسيير اليومي.
حيث يعد الجهاز التنفيذي للمقررات المجلس اإلداري و الرئيس التسلسلي لكافة العاملين في
.الشركة كما يعمل على رسم السياسة العامة للشركة
21
اثنيا :الفصل يف منازعات الرشاكت ذات الاقتصاد اخملتلط
تخضع هذه الشركات للنصوص المنظمة للشركات المساهمة ليس فقط من حيث التنظيم
الداخلي وإنما كذلك فيما يتعلق بعالقتها وروابطها مع الغير( العقود ،االتفاقيات) فاشتراك
الدولة في رأسمال الشركة طبقا ألسلوب االقتصاد القانوني للشركة ،كشركة مساهمة تخضع
ألحكام القانون الخاص
و منه تخضع المنازعات القائمة بين شركة االقتصاد المختلط و زبنائها إلى أحكام
القانون الخاص التي تطبقها المحاكم العادية مدنية كانت أو تجارية ،كما أن فصل المنازعات
التي تقع بين الشركة ومستخدميها يرتكز على تطبيق قواعد القانون الخاص
غير أنه إذا حدث نزاع بين الدولة والشركة فإن النظر فيه يرجع إلى القضاء اإلداري
إذا كان هذا النزاع يدخل في تطبيق المقتضيات التنظيمية أو إلى القضاء العادي إذا كان
.النزاع يتعلق بتنفيذ المقتضيات التعاقدية
21
المطلب الثاني
،تعد شركات التنمية شكال من أشكال شركات االقتصاد المختلط على الصعيد المحلي
حيث يمكن لمجالس الجماعات الترابية اللجوء إلى هذا األسلوب في تدبير المرافق العامة
المنوطة بها ،حيث تسمى بشركات التنمية الجهوية ،متى كانت الجهة مساهما فيها .بينما
تسمى بشركات التنمية إذا كانت العمالة أو اإلقليم هو المساهم فيها ،وتنعت بشركات التنمية
.المحلية ،إذا كانت الجماعة هي المساهمة فيها
ومن هنا سوف نتطرق للحديث عن كيفية إحذاث وتنظيم هذه الشركات (فقرة أولى)،
ثم سننتقل للتفصيل في أواعها ،مستعنين بالشركات التابع لجهة الدار البيضاء نمودجا (فقرة
.ثانية)
الفقرةاالولى
هذه الفقرة تطرقنا من خاللها لتحديد كيفية إحداث شركات التنمية المحلية ،وشركات التنمية،
وشركات التنمية الجهوية( ،أوال) .ثم خصصنا (ثانيا) لتحديد اإلطار القانوني المنظم لهذه
.الشركات ،ثم التنظيم اإلداري والمالي لها
21
أوال :إحداث رشاكت التمنة احمللية
إن شركات التنمية المحلية ،باعتبارها مرفق عام فإنه يتم إحداثها من لدن مجالس
الجماعات الترابي ،فبالنسبة لشركات التنمية الجهوية فإن القانون المنظم للجهات ،ينص
على أنه من بين القضايا التي يتداول في شأنها مجلس الجهة هو إحداث شركات التنمية
.الجهوية ،واالشتراك في رأسمالها أو تغيير غرضها أو الزيادة في رأسمالها أو تفوته
كما ينص نفس القانون بعده على ان هذا اإلحداث يتم بموجب مقرر صادر عن المجلس
الجهوي مؤشر عليه من طرف السلطات الحكومية المكلفة الداخلية ،حيث جاء في الفقرة
الثانية من المادة 146من القانون رقم 111.14بأن "ال يجوز ،تحت طائلة البطالن،
إحداث أو حل شركة التنمية الجهوية أو المساهمة في رأسمالها أو تغيير غرضها أو الزيادة
في رأسمالها أو تخفيضه أو تفويته إال بناء على مقرر المجلس المعني تؤشرعليه السلطة
"الحكومية المكلفة بالداخلية
وبالنسبة لشركات التنمية االقليمية فإنه بموجب القانون التنظيم رقم 112.14المنظم
للعماالت واالقاليم فإن إحداث هذه الشركات أو المشاركة في رأسمالها أو تغيير غرضها أو
.الزيادة في رأسمالها او تخفيضه او تفويته ،هو من اختصاص مجلس العمالة أو اإلقليم
وهذا ال يتم إال بموجب مقرر صادر عن مجلس العمالة أو اإلقليم مؤشر عليه من لدن
.السلطة الحكومية المعنية
أما بالنسبة لشركات التنمية المحلية ،فإنه وبموجب المادة 130من القانون التنظيمي
المتعلق بالجماعات فإنه للجماعة إحداث شركات في شكل شركات المساهمة تسمى شركات
التنمية المحلية أو المساهمة في راسمالها باشتراك مع شخص أو عدة اشخاص إعتبارية
خاضعة للقانون العام او الخاص ،وينص القانون الذي سبق ذكره على انه يتعين على
الجماعة في تدبيرها للمرافق العمومية إعتماد سبل التحديث للتدبير المتاحة لها ومن بينها
.إحداث شركات التنمية المحلية
21
وبالتالي فإن احداث شركات التنمية المحلية هذه هو اختصاص مباشر لمجلس الجماعة
الترابية ،كما أن احداث ذلك كما سبق وأشارنا بالنسبة لكل من الشركات المحلية الجهوية
واالقليمية فانه ال يتم اال بموجب مقرر المجلس الجماعي مؤشر عليه من طرف السلطة
.الحكومية المعنية المكلفة بالداخلية
تخضع شركة التنمية المحلية على مستوى كافة الجماعات ،للقانون التجاري وقواعد
القانونالخاص فيما يخص التسيير والتدبير ،وذلك بغية تحقيق المرونة والسالسة والسرعة
في العمل .وباإلضافة للقانون التجاري فإنها خاضعة كذلك لتنظيم القانون رقم 17-95
المتعلق بشركات المساهمة ،باعتبارهاشركة مساهمة ذات اكتتاب مفتوح .نجد القانون
التنظيمي 113-14المتعلق بالجماعات ،والذي ينص في مادته 130على ما يلي " :يمكن
للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعة الجماعات الترابية إحداث شركات
في شكل شركات مساهمة تسمى-شركات التنمية المحلية – أو المساهمة في رأسمالها
باشتراك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام أو الخاص"،وهو ما
كان مقررا سابقا بالقانون 78.00المتعلق بالميثاق الجماعي إذ ينص في الفقرة الثالثة من
المادة 140على أنه تخضع شركات التنمية المحلية لمقتضيات القانون 17.95المتعلق
.بشركات المساهمة
واألمر الذي يميز شركات التنمية المحلية عن باقي الشركات التجارية األخرى ،وهو
ماتؤكده األنظمة األساسية لشركات التنمية المحلية إذ تنص على أن "الشركة هي شركة
مساهمة ذات مجلس إدارة ،تخضع لهذا النظام األساسي والقانون رقم 17-95المؤرخ في
21
30غشت 1996المتعلق بالشركات المساهمة كما تم تعديله وتغييره ،كما تحكمها
.مقتضيات القانون رقم 78-00المتعلق بالميثاق الجماعي
إن ميزانية شركات التنمية المحلية ،يشترط فيها القانون حصة محددة للجماعة وجوبا
ال يجب أن تقل عنها تحت طائلة عدم شرعية الشركة ،كما ال يجوز لهذا النوع من
الشركات أن يساهم في شركات أخرى ،وهو ما نص علية القانون التنظيمي 113.14
المتعلق بالجماعات في المادة 131الفقرة الثالثة "ال يمكن أن تقل مساهمة الجماعة أو
مؤسسات التعاون بين الجماعات أو مجموعات الجماعات الترابية في رأسمال شركة التنمية
المحلية عن نسبة ،%34وفي جميع األحوال ،يجب أن تكون أغلبية رأسمال الشركة في
ملك أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام ،وال يجوز لشركة التنمية المحلية أن تساهم في
".رأسمال شركات أخرى
ذلك باإلضافة إلى عدم إمكانية شركة التنمية المحلية الزيادة في رأسمالها أو تخفيضه
أو تفويته إال بناء على مقرر من المجلس المعني بإنشائها تؤشر عليه السلطة الحكومية
المكلفة بالداخلية ،وهو ما جاء في المادة 131الفقرة الثانية من القانون رقم 113.14على
أنه "ال يجوز تحت طائلة البطالن إحداث أو حل شركة التنمية المحلية أو المساهمة في
رأسمالها أو تغيير غرضها أو الزيادة في رأسمالها أو تخفيضه أو تفويته إال بناء على مقرر
"المجلس المعني تؤشر عليه السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية
ترتكز هذه الشركات على النظام اإلداري المعتمد في شركة مساهمة ،غير أن أجزاء
من بنية شركات التنمية المحلية تعرف مجموعة من التغيرات الناجمة عن تأثير القانون
العام ،وطبقا لمقتضيات القانون 113.14يجب أن تبلغ محاضر اجتماعات األجهزة
21
المسيرة لشركة التنمية المحلية إلى الجماعة ومؤسسات التعاون ومجموعة الجماعات
الترابية المساهمة في رأس مالها ،و إلى عامل العمالة أو اإلقليم داخل أجل 15يوما
الموالية لتاريخ اجتماعات المجلس المعني ،وذلك علما من المجلس الجماعي بكل القرارات
.المتخذة في شركة التنمية المحلية عبر تقارير دورية يقدمها ممثل الجماعة بالشركة
يدير الشركة مجلس إداري يتكون من 12عضوا على األكثر يتم إختيارهم من بين
المساهمين ويعينون من طرف الجمعية العامة العادية ،ويمكن لشخص معنوي أن يعين
متصرفا ويجب على هذا الشخص عند تعيينه تسمية ممثل دائم عنه يخضع لنفس الشروط
.وااللتزامات دون المساس بالمسؤولية التضامنية للشخص المعنوي الذي يمثله
تحدد مدة مهام المتصرفين األوائل المعنيين في النظام األساسي في 3سنوات على
.األكثر أما المتصرفين المعينين من طرف الجمعيات العامة فهي 6سنوات على األكثر
ينتخب مجلس اإلدارة من بين أعضائه رئيسا يكون شخصا طبيعيا ،يمثل مجلس اإلدارة
رئيس المجلس ويدير أشغاله التي يقدم بشأنها بيانا إلى الجمعية العامة و يسهر على حسن
سير أجهزة الشركة ويتأكد بصفة خاصة من قدرة المتصرفين على أداء مهامهم و يعين
الرئيس لمدة ال يمكن أن تتجاوز مدة مأموريته كمتصرف ويعين مجلس اإلدارة من إقتراح
.من الرئيسـ كاتبا للمجلس
تحدد إدارة مجلس الشركة توجيهات المتعلقة بنشاط الشركة و يسهر على تنفيذها و
يسوي األمور المتعلقة بها مع مراعات السلطات بصفة صريحة للجمعيات المساهمة .يعين
مجلس إدارة الشركة مديرا عاما يتولى مسؤولية إدارة الشركة و يمكن تعيين مديرا او
.مدراء عامين بصفة
21
مدير عام منتدب من طرف مجلس إدارة الشركة أو بناءا على اقتراح المدير العام،
يتمتع المدير العام بأوسع السلط للتصرف بإسم الشركة في جميع الظروف كما يمثلها في
عالقتها مع األغيار مع مراعاة السلطات التي يخولها القانون صراحة للجمع العام و لمجلس
.إدارة الشركة و لمجلس الجماعة
الفقرة الثانية
ـ مساعدة األطراف المعنية وال سيما المتدخلين المحليين من أجل تحديد المشاريع
21
"اثنيا :رشكة التمنية احمللية "ادلار البيضاء للنقل
تعمل هذه الشركة ،على تحسين التنقل في المناطق الحضرية ،تؤثر شركة "الدار
البيضاء للنقل" في التنمية االقتصادية وفي الدينامية االجتماعية والمشهد الحضري للدار
البيضاء عموما ،وهو األمر الذي يجد تجلياته اإليجابية في تيسير شروط الحياة اليومية
للمواطنين في الواقع ،اختزلت عملية التنقل في المدينة ولمدة طويلة في بعدها التقني البسيط
المتجلي في النقل ،ولذلك كانت أولى مراحل إغناء مقاربة التنقل في المناطق الحضرية،
.إدراك واقع المدينة واتجاهات تطورها وتنميتها
إن أخد البعد الحضري للتنقل بعين االعتبار يمكننا من الجمع بين إشكاليات النقل
واإلشكاليات الحضرية ،عبر تنسيق الجهود ،وتتضمن هذه المقاربة وضعا أكثر انسجاما مع
حلول التنقل التي نطمح إلى جعلها تنسجم مع التطلعات الجديدة للمدينة هناك ثالث عوامل
أخذت بعين االعتبار ضمن التصميم الشمولي للنقل الحضري ذو المسارات الخاصة التي
.تعتزم جماعة الدار البيضاء إحداثها
وتهدف هذه االستراتيجية إلى تيسير التنقل وتحسين شروط تحقيق ذلك من خالل الجمع
.بين وسائل نقل متعددة
21
"اثلثا :رشكة التمنية احمللية "ادلار البيضاء للخدمات
يتمثل غرض الشركة في تحقيق جميع العمليات المتعلقة بتدبير مجازر الدار البيضاء
(باستثناء تدبير الملك الخاص الجماعي) ،كما يمكن أن يعهد إليها حسب الحاجة تدبير
المرافق الجماعية األخرى ذات الطابع التجاري والصناعي بما فيها مواكبة تدبير قطاع
.النظافة
ـ وعموما انجاز العمليات التجارية ،الصناعية ،المالية ،وكذا العقارية والمتعلقة بأهداف
الشركة والتي من شأنها أن تساهم في انطالقها ونموها
ويمكنها ،في إطار نشاطها ،القيام بجميع العمليات واإلجراءات الضروريةـ التي قد تفيد
:في تحقيق غرضہا ،وال سيما العمليات التالية
ـ شراء واستئجار وقبول جميع األراضي مبنية كانت أم غير مبنية غير تلك التابعة للملك
الخاص للجماعة ،وإنجاز جميع العمليات العقارية داخل الحدود الترابية لجماعة الدار
البيضاء
21
"خامسا :رشكة التمنية احمللية "ادلار البيضاء للرتاث
ينحصر تدخل الشركة في الحدود الترابية لجماعة الدار البيضاء ،باستثناء تدبير الملك
:الخاص الجماعي في تحقيق جميع العمليات المتعلقة ب
،ـ إنجاز جرد كامل لكل العناصر المكونة لتراث المدينة المعماري (وصف العقار
المنطقة ،التاريخ ،تشخيص البناية ،اإلطار القانوني )....في أفق وضع جرد للتراث
المعماري البيضاوي
ـ إعداد مخطط لحماية وصيانة تثمين هذا التراث قصد وضع إستراتيجية للتدخل تضم
مختلف الفاعلين (المالك ،المؤسسات الكبرى ،مجموعة البنوك،السلطات العمومية)...ـ
ـ القيام بجميع التدخالت الرامية لصيانة و المحافظة على هذا التراث المحافظة عليه في
إطار إستراتيجية محددة
ـ التعريف بغني التراث المعماري البيضاوي على الصعيد المحلي و الدولي بتفعيل وسائل
التعاون الدولية
ـ إحداث مرافق ذات الصبغة الثقافية والرياضية بتراب جماعة الدار البيضاء
21
ـ صيانة و تدبير المرافق و التجهيزات الرياضية والثقافية الجماعية مع مراعاة المرافق
ذات الصيغة االجتماعية
ـ إنجاز البرامج المتعلقة باألنشطة الثقافية و الرياضية ،وتنفيذ البرامج التواصلية للمدينة
ـ القيام بجميع التدخالت و اإلجراءات الرامية إلى تنمية المجال الثقافي والرياضي بالمدينة
ـ تسويق صورة مدينة الدار البيضاء محليا وطنيا ودوليا بجميع الوسائل التي تراها مناسبة
للمدينة
ـ إنجاز أشغال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بصفة صاحب المشروع المنتدب
21
ـ بيع األراضيـ المجهزة والسكن الجاهز وجميع المنتوجات التي تدخل في هذا االختصاص
21
:الئحة المراجع
:الكتب
عبد الكريم حيضرة ،القانون اإلداري المغربي :النشاط اإلداري( ،مراكش:مكتبة المعرفة،
)2019
رضوان بوجمعة ،قانون المرافق العامة ،الطبعة األولى سنة ،2000المطبعة غير
،مذكورة
:القوانين
القانون رقم 111.14المتعلق بالجهات ،الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ،1.15.83
بتاريخ 7يوليو ،2015الجريدة الرسمية عدد ،6380بتاريخ 23يوليو .2015ص:
6585.
القانون رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم ،الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم
،1.15.84بتاريخ 7يوليو ،2015الجريدة الرسمية عدد ،6380بتاريخ 23يوليو
.2015.ص6625 :
21
القانون رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ،1.15.85
بتاريخ 7يوليو ،2015الجريدة الرسمية عدد ،6380بتاريخ 23يوليو .2015ص:
6660.
القانون رقم 21.10بتغيير وتتميم القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة
على المنشآت العامة وهيئات أخرى الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.146
بتاريخ 16من رمضان 17( 1432اغسطس ،)2011الجريدة الرسمية عدد 5982
.بتاريخ فاتح ذو القعدة 29( 1432سبتمبر ،)2011ص 4774
القانون رقم 47.06المتعلق بجبايات الجماعات الترابية الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم
1.07.195بتاريخ 19من ذي القعدة 30( 1428نونبر )2007كما وقع تغييره ة
تتميمه بالقانون رقم ، 07.20الجريدة الرسمية عدد 5583بتاريخ 22ذو القعدة 1428
3( .ديسمبر ،)2007ص 3734
21