You are on page 1of 19

‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص‬


‫‪Background of The Subjection of The Public Enterprise to private law‬‬

‫رابحي عزيزة (*)أستاذ محاضر "ب"‬


‫لقب وإسم المؤلف‪ 4‬الرتبة العلمية‬
‫البلد ‪ -‬الجزائر‬
‫محمد‪ -‬بشار‬ ‫ي‬
‫طاهرالجامعة‬
‫جامعةالكلية‪-‬‬
‫‪rabhi.aziza@outlook.fr‬‬
‫البريد اإللكتروني‬

‫تاريخ النشر‪7677/64/72 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪7674/47/62 :‬‬ ‫تاريخ االرسال‪7674/64/42 :‬‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫اعتبر مبدأ المتاجرة لتحقيق التنمية في المجال االقتصادي دافعا قويا لتحرير‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية وفرض استقالليتها من التبعية المطلقة للدولة‪ ،‬تلك‬
‫التبعية التي كانت سائدة في مرحلة اعتناق الدولة الجزائرية للنظام االشتراكي وهو السبب‬
‫الذي أدى إلى فشل المؤسسات العمومية االقتصادية حينها‪ ،‬فبعدما غيرت الدولة نهجها‬
‫إلى النظام الرأسمالي كانت الضرورة ملحة الستقاللية المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫وضرورة تمتعها بالشخصية المعنوية المستقلة خاصة في ظل التطورات االقتصادية‬
‫آنذاك ومنه تم االنتقال من التسيير المركزي لالقتصاد إلى خوصصة التسيير االقتصادي‬
‫تماشيا وقانون السوق بإتباع أسلوب القانون الخاص مع االحتفاظ بصفة العمومية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬خاص ؛ مؤسسة ؛ ربح ؛ عمومية ؛ اقتصادية‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The principle of commercialization to achieve development in the‬‬
‫‪economic field was considered a strong impetus to liberalize the institution‬‬
‫‪economic universality and imposing its independence from the absolute‬‬
‫‪subordination of the state, that dependency and prevailed in the stage of the‬‬
‫‪Algerian state’s embrace of the socialist system , which is the reason that‬‬
‫‪les to the failure of public institutions.‬‬
‫‪At the time ,after the state changed its approach to the capitalist system,‬‬
‫‪because there was an urgent need for independence of the economic public‬‬
‫‪corporation and the necessity for it to have an independent legal‬‬
‫‪personality , especially in light of developments at that time , the economic‬‬

‫*المؤلف المرسل ‪ :‬رابحي عزيزة‬

‫‪2397‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫‪process was transferred from the central management of the economy to the‬‬
‫‪privatization of economic management, then the law of the market‬‬
‫‪following the method of private law while preserving the public capacity.‬‬
‫‪Key words: private ; institution ; profit ; general ; economic.‬‬

‫مقدمة‬
‫إن الطريق إلى التنمية االقتصادية يمر حتما عبر المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫الفعالة‪ ،‬وهو األمر الذي اقتنعت به الدولة الجزائرية في سنوات الثمانينات حيث تأكد‬
‫لديها عدم فعالية المؤسسات العمومية االقتصادية التي كانت تنشط حينها وعدم‬
‫تحقيقها لألهداف المرجوة منها‪ ،‬ذلك لتبعيتها للسلطة السياسية فكان البد من تحريرها‬
‫منها‪ ،‬لهذا صدر القانون‪ 64/88 1‬الذي اعتبرت من خالله هذه األخيرة شركة تجارية وبذلك‬
‫لن تستطيع السلطة المركزية التدخل في قرارات المؤسسة‪ ،‬ليلي صدور ذلك القانون‬
‫قوانين كان أهمها القانون الحالي المتعلق بالمؤسسة العمومية االقتصادية األمر ‪261/64‬‬

‫المعدل والمتمم باألمر ‪.364/68‬‬


‫عرف المشرع الجزائري المؤسسة العمومية االقتصادية‪ 4‬في المادة ‪ 67‬من األمر ‪-64‬‬
‫‪ 61‬على أنها "المؤسسات العمومية االقتصادية هي شركات تجارية تحوز فيها الدولة أو أي‬
‫شخص معنوي آخر خاضع للقانون العام أغلبية رأس المال االجتماعي مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ ،‬وهي تخضع للقانون العام"‪ .5‬وعلى ذلك اعتبرت من أشخاص القانون العام مع‬
‫خضوعها في العديد من جوانبها للقانون الخاص‪ ،‬لذلك فإن األشكال القانونية التي تظهر‬
‫بها المؤسسة العمومية االقتصادية أو المقاولة العمومية ال تخرج عن شركة الدولة‪.6‬‬
‫والواضح من خالل التعريف أن المؤسسة العمومية االقتصادية تتصف بالعمومية‬
‫ومعنى العمومية أنها من أشخاص القانون العام فهي تخضع للقانون العام حيث تحوز‬
‫الدولة فيها أغلبية رأس المال وهي أموال عمومية تابعة للدولة‪ ،‬كما تتصف باالستقاللية‬
‫ً‬
‫ذلك ألن رأس مال المؤسسة العمومية االقتصادية لم يعد حكرا على الدولة أو أشخاص‬
‫القانون العام فقط بل أصبح إلى جانبها أشخاص القانون الخاص‪ .‬حيث أصبحت الدولة‬
‫تحوز على أغلبية رأس المال والباقي يمكن ألشخاص القانون الخاص أن يملكوا مساهمات‬
‫فيه‪ ،‬ويمكن لهم المشاركة في الجمعية العامة لها وتسييرها إلى جانب الدولة وممثلين عن‬
‫العمال وهذا من خصائص القانون الخاص‪ ،‬ويقوم مبدأ االستقاللية على الشخصية‬
‫المعنوية للمؤسسة العمومية االقتصادية وهو ما يكفل لها ذمة مالية مستقلة‪ ،‬إضافة إلى‬

‫‪2398‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫صفة المتاجرة حيث تعتبر هذه الصفة من صفات أشخاص القانون الخاص‪ ،‬حيث تمتاز‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية بطابع المتاجرة‪ ،‬وتخضع في تنظيمها ألحكام القانون‬
‫التجاري‪ ،7‬باإلضافة إلى أن األموال الني تحوزها الدولة في المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية تعتبر من األمالك الخاصة للدولة وليست من األمالك العامة تخضع في‬
‫كيفيات إصدارها للقانون التجاري‪.‬‬
‫إذن فالمؤسسة العمومية االقتصادية تخضع للقانون العام وفي ذات الوقت تخضع‬
‫للقانون الخاص إذن يمكننا القول أن نظامها القانوني مزدوج عام وخاص‪ ،‬فبالنسبة‬
‫لخضوعها للقانون العام هي مسألة ال إشكال فيها باعتبار امتيازها بالعمومية فهي منطقيا‬
‫ستخضع للقانون العام ولكن االشكالية المطروحة وهي كيف لشخص يخضع للقانون‬
‫العام أن يخضع للقانون الخاص لهذا تم التساؤل وطرح إشكالية فحواها هو‪ :‬ما هي‬
‫مبررات خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص؟‪.‬‬
‫ولإلجابة على هذه االشكالية تم تقسيم الدراسة إلى مطلبين أولهما يتعلق بمراحل‬
‫تطور المؤسسة العمومية االقتصادية في الجزائر والمقسم بدوره إلى فرعين األول يتضمن‬
‫مرحلة ما قبل ‪ 4386‬أما الثاني مرحلة ما بعد ‪ ،4386‬أما القسم الثاني من الدراسة‬
‫فيتضمن مبرر تطبيق القانون الخاص على المؤسسة العمومية االقتصادية(المطلب‬
‫الثاني) وهو مقسم إلى فرعين األول يتضمن اآللية التي يمكن من خاللها الفصل بين‬
‫السيادة والمتاجرة في المؤسسة العمومية االقتصادية وهي مبدأ استقاللية المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية (الفرع األول) والذي قيد برقابة على قراراتها ونظامها في التسيير‬
‫اتخذت عدة أشكال لكي ال يستغل مبدأ استقالليتها خارج الحد المسموح به قانونا‪ ،8‬أما‬
‫الفرع الثاني وهو المبرر األساس ي لخضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص‬
‫وهو مبدأ المتاجرة(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أصل خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫للقانون الخاص‬
‫عرفت الجزائر بعد رحيل المستعمر عدة تطورات على مستوى المؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية لم تكن بالمستقرة تمثلت في مجمل اصالحات كان المقصود منها التصحيح‬
‫والتقويم لوضع لم يعد مفيدا‪ ،‬ذلك كان انعكاسا للتغيير الذي طرأ على نظامها السياس ي‬
‫أين أحدثت الدولة الجزائرية تغييرات جوهرية في تنظيم الهيكل االقتصادي للمجتمع‪ ،9‬كل‬
‫ذلك لكي تحقق المؤسسات األهداف االقتصادية التي تنشط من أجلها وهي تحقيق األرباح‬

‫‪2399‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫واالنتاج‪ .‬وحيث يعتبر الربح المبرر األساس ي لوجود المؤسسة العمومية االقتصادية ألنه‬
‫يسمح لها بتعزيز طاقتها التمويلية الذاتية التي تستعملها في توسيع قدراتها االنتاجية‬
‫وتطويرها أو على األقل الحفاظ عليها وبالتالي الصمود أمام منافسة المؤسسات األخرى‬
‫واالستمرار في الوجود‪.10‬‬
‫فالتوجه نحو االصالحات المختلفة من اعادة هيكلة‪ ،‬استقاللية‪ ،‬خوصصة لم يؤدي‬
‫إلى النتائج المرجوة مما دفع إلى اعادة التفكير في اصالح طريقة التسيير التي تسمح‬
‫للمؤسسة بأن تواجه قوانين السوق وآلياته وترفع من أدائها االقتصادي‪ ،11‬ذلك ألن‬
‫ارتباط القطاع العام بتحقيق المردودية االجتماعية بدال من المردودية االقتصادية‬
‫والمالية وتكليف الخزينة بتمويل حركة التنمية‪ ،‬جعل المؤسسات العمومية تعرف ظاهرة‬
‫العجز‪ .12‬وفيما يلي سنتطرق لمحطتين زمنيتين أساسيتين في تطور المؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية في الجزائر وهي محطة ما قبل سنة ‪( 4386‬الفرع األول) ومحطة ما بعد سنة‬
‫‪(4386‬الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرحلة ما قبل ‪4386‬‬
‫وهي الفترة الممتدة ما بين ‪ 4307‬إلى ‪ 4386‬وهي تشمل مرحلتين تتمثل األولى في مرحلة‬
‫التسيير الذاتي للمؤسسات العمومية وأما الثانية وهي مرحلة االشتراكية والتي سيتم‬
‫التفصيل فيها على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة التسيير الذاتي (‪) 4326-4307‬‬
‫بعد رحيل المستعمر من األراض ي الجزائرية مخلفا ورائه العديد من المؤسسات‬
‫المخربة واآلالت المعطلة‪ ،‬عهد مجموعة من العمال إلى ادارة هذه المؤسسات وهذا ما‬
‫يسمى بالتسيير الذاتي للمؤسسات‪ ،‬وما كان على السلطات السياسية آنذاك إال تزكية هذا‬
‫النوع من االرادة‪.‬‬
‫تم تطبيق نظام التسيير الذاتي بمقتض ى المرسوم ‪ 77‬مارس ‪ 134307‬على الوحدات‬
‫الصناعية والزراعية الذي لم يكن في حقيقته تطبيقا إليديولوجية واضحة المعالم‬
‫مسبقا‪ ،‬بقدر ما كان أمرا واقعيا أملته مجموعة من العوامل أبرزها ظاهرة األمالك‬
‫الشاغرة التي برزت كنتيجة للهجرة الجماعية لألوروبيين بعد االستقالل‪.14‬‬
‫امتدت مرحلة التسيير الذاتي إلى حوالي ‪ 4302‬وتعتبر هذه المرحلة بالنسبة‬
‫للمؤسسات تكريسا لتوجهات سياسية معينة‪ ،‬ذلك أن األساليب والتقنيات المعتمدة‬
‫لضمان التنمية االقتصادية قد سادتها وطغت عليها فكرة االيديولوجية االشتراكية‪ .15‬ثم‬

‫‪2400‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫عرفت الدولة الجزائرية انقالبا بعد ظهور ما يسمى بحركة التصحيح الثوري التي عمدت‬
‫إلى تبني النظرية االشتراكية واعتبرت المحرك األساس ي للقطاع العام في شكل شركة‬
‫عمومية وطنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة التسيير االشتراكي للمؤسسات (‪:)4386-4324‬‬
‫عرفت المؤسسة العمومية تحوالت هيكلية بمناسبة صدور قانون التسيير االشتراكي‬
‫للمؤسسة الذي مهد لبروز مفهوم جديد كتسمية لهذه المؤسسة اذ أصبحت تسمى‬
‫بالمؤسسة االشتراكية وأصبحت ملك للدولة وتابعة للقطاع العام‪ .‬حيث تتولى االستثمار‬
‫فيها مع اشراك العمال في االدارة والتسيير وذلك تماشيا مع التسيير االشتراكي ويعتبر‬
‫رأسمالها من األموال العامة ولها شخصية معنوية واستقاللية مالية‪ 16‬قائمة على التعاون‬
‫بين العمال والملكية الجماعية لوسائل االنتاج وتمتاز هذه المرحلة بمركزية التخطيط‪.17‬‬
‫وذلك بموجب صدور وثيقة رسمية وهي "ميثاق التسيير االشتراكي للمؤسسات" الذي يهدف‬
‫إلى تطبيق المبادئ االشتراكية في تسيير المؤسسات العامة‪.‬‬
‫كما تميزت هذه الفترة بوجود هيئة مركزية تتمثل في الحزب الواحد الذي يقوم‬
‫بإعداد وتوجيه سياسة البالد ومراقبة تطبيقها‪ ،18‬والمالحظ على قانون التسيير االشتراكي‬
‫للمؤسسات أنه اقتصر على تطوير ظروف وشروط العمل أكثر من مساهمته في رفع أداء‬
‫المؤسسة وذلك انعكس في سوء التسيير واالدارة‪.19‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة ما بعد ‪4386‬‬
‫لالرتقاء بأداء المؤسسة العمومية االقتصادية وتحفيزها على النشاط وتحسين‬
‫فعاليتها سواء على مستوى نموها الخاص أو على مستوى مساهمتها في التنمية االقتصادية‬
‫خاصة فيما يتعلق باإلنتاج واالنتاجية وقواعد التسيير وحرية العمل وأخذ القرار كان البد‬
‫من عملية اصالح شاملة تمثلت في استقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية لتحقق‬
‫األهداف المرجوة منها وقبلها مرحلة اعادة الهيكلة االقتصادية(أوال) ليلي بعد ذلك مشروع‬
‫االستقاللية مرحلة اعادة الهيكلة الصناعية وصوال للخوصصة(ثانيا) ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة اعادة الهيكلة االقتصادية‪ 20‬واستقاللية المؤسسات‬
‫سبق مرحلة استقاللية المؤسسات اجراءان في عام ‪ 4386‬تمثال في اعادة الهيكلة‬
‫العضوية والمالية والمقصود بإعادة الهيكلة أنها إجراء يهدف إلى تلبية االحتياجات‬
‫االقتصادية للسكان المتزايد بواسطة تحسين شروط سير االقتصاد والتحكم األمثل في‬
‫أجهزة االنتاج وخلق تجانس بين نتائج المؤسسة واألهداف المسندة اليها وفقا للمخطط‬

‫‪2401‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫الوطني للتنمية‪ ،‬وال يتأتى ذلك إال بالتحقق من الضغط االداري على المؤسسات وتحرير‬
‫ادارة المسيرين عند اعداد البرامج والخطط االستثمارية‪.21‬‬
‫فأما العضوية كان الغرض منها تحويل مؤسسات القطاع العام إلى مؤسسات صغيرة‬
‫الحجم وأكثر تخصصا وكفاءة وأما عن الهيكلة المالية التي اعتبرت بمثابة اعادة توزيع‬
‫جغرافي لمراكز اتخاذ القرار وتتويج إلعادة الهيكلة العضوية كان الغرض منها اعادة هيكلة‬
‫ديون المؤسسة بإعادة تنظيم سجالت استحقاقات الفائدة ورأس المال وتصفية الذمم‬
‫بين المؤسسات‪.22‬‬
‫ومع الشروع في جني ثمار سياسة اعادة الهيكلة (العضوية والمالية) للمؤسسة‬
‫الوطنية العمومية بدأت المشاكل والتناقضات تبرز جليا منها ما يرتبط بالوصاية‪ ،‬السلطة‬
‫واالشراف‪ ،‬ومنها ما يرتبط بالتمويل والعجز الذي آلت إليه الكثير من المؤسسات من جهة‬
‫وما يتعلق بمحتوى فلسفة التسيير المتبعة من طرف ادارة هذه المؤسسات من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فبناءا على ما تقدم عمدت السلطة السياسية واالقتصادية إلى طرح مشروع بديل‬
‫لإلصالحات السالفة الذكر يتمثل هذا المشروع فيما عرف باسم استقاللية المؤسسات‬
‫العمومية وذلك بموجب القانون رقم ‪ 64-88‬والقاض ي باستقاللية المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،23‬والمقصود منها اعطاء فرصة للمسيرين لتحقيق أهداف المؤسسة وفقا لما‬
‫تراه مناسبا والغاء المفهوم التقليدي للوصاية الذي جعل المؤسسة مجرد أداة تسيير عن‬
‫بعد‪.24‬‬
‫وكان أساس فكرة استقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية هو اعادتها لوظيفتها‬
‫االنتاجية ومحاولة جدية إلرساء وتفعيل اآلليات العلمية والتقنية للتسيير في المؤسسات‬
‫بعد تطهيرها ماليا‪ ،‬ولكن رغم تبني هذا الخيار إال أنه لم تتم معالجة كل المشاكل التي‬
‫كانت متراكمة آنذاك‪ ،‬خاصة مع انخفاض أسعار البترول وزيادة أسعار المواد والموارد‬
‫األولية وبقيت تلك المؤسسات تعاني من ويالت االعسار المالي‪.‬‬
‫بعد عملية الهيكلة في الثمانينات جاءت مرحلة االستقاللية كخطوة أولى للدخول إلى‬
‫اقتصاد السوق واعداد المؤسسة العمومية االقتصادية للدخول في الخوصصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة اعادة الهيكلة الصناعية وصوال إلى مرحلة الخوصصة‬
‫تعرف اعادة الهيكلة الصناعية بأنها مجموعة االجراءات المتعلقة بإعادة تنظيم‬
‫أدوات االنتاج وتوزيعها وتحديثها قصد رفع فعاليتها وقدرتها التنافسية‪ ،25‬وفي اطار اعادة‬
‫الهيكلة الصناعية أصبح للدولة دور جديد تمثل في ضرورة االنسحاب من مجال االنتاج‬

‫‪2402‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫كمتعامل اقتصادي ومن النشاطات ذات الطابع التنافس ي ككل وذلك لفتح المجال‬
‫للقطاع الخاص كمالك ومسير وما هي إال مرحلة تمهيدية للمرحلة القادمة من االصالحات‬
‫التي جاءت بعنوان الخصخصة‪.26‬‬
‫فبعد عدم تحقيق اعادة الهيكلة الصناعية ألهدافها المسطرة وجدت الجهات‬
‫المسؤولة نفسها مرة أخرى أمام ضرورة تبني اصالحات جديدة فظهرت بذلك الخوصصة‬
‫التي كانت في التسعينيات مطلبا ملحا للتحول إلى اقتصاد السوق ومبررا للضغوطات التي‬
‫كان يمارسها صندوق النقد الدولي على الدول النامية‪ ،‬وتعني الخصخصة في حقيقتها‬
‫انسحاب الدولة من الحقل االقتصادي وفتح السوق للمتعاملين االقتصاديين العموميين‬
‫وكدا الخواص‪ 27‬كما تعني أيضا تحويل ملكية القطاع العمومي إلى القطاع الخاص‬
‫والتعامل بقواعد السوق في تحديد األسعار والسعي إلى تعظيم الرب ـ ـ ــح‪.28‬‬
‫ظهرت الخوصصة في الجزائر سنة ‪ 4331‬وكانت جزئية وهذا ضمن قانون المالية‬
‫التكميلي‪ 29‬ثم صدر األمر ‪ 77-32‬المتعلق بخوصصة المؤسسة العمومية االقتصادية‪30‬‬

‫وعدل بموجب األمر ‪ 4731-32‬إال أن هذا األمر عدل أيضا بموجب األمر ‪ 61-64‬المتعلق‬
‫بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪.32‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مبرر تطبيق القانون الخاص على المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية‬
‫إن المرجعية األساسية إلخضاع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص‬
‫تحقيق هذه المؤسسات ألهدافها االقتصادية والتي لن تتأتى من دون تحرير تسييرها‬
‫ونشاطها من تسلط وتحكم السلطة المركزية في ذلك لذلك كانت الحاجة ملحة العتماد‬
‫مبدأ االستقاللية قانونا لتتمكن المؤسسات من القيام بوظائفها المنشودة‪ ،‬وللتفصيل في‬
‫ذلك سنحاول التطرق للتعريف بمبدأ االستقاللية وصوال للتعريف بالمبرر األساس ي‬
‫لخضوع المؤسسة العمومية للقانون الخاص‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبدأ االستقاللية‬
‫عمدت الدولة الجزائرية إلى تبني النظرية االشتراكية للتنمية واعتبرت المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية المحرك األساس ي للقطاع العام في شكل شركة عمومية وطنية‪،33‬‬
‫فجاءت القواعد القانونية لتسيير دفة االقتصاد وفقا للتطور االشتراكي وشهدت الهياكل‬
‫التنظيمية لالقتصاد المركزي مفهوم التسيير االداري الذي خلق نوعا من البيروقراطية‬

‫‪2403‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫الثقيلة المؤثرة سلبا على نجاعة وفعالية المردودية المالية والتجارية للمؤسسات‬
‫االقتصادية بمختلف أشكالها (مؤسسات اشتراكية‪ ،‬دواوين‪ ،‬شركات وطنية)‪.34‬‬
‫أدرك المشرع الجزائري حينها فشل المؤسسات العمومية االقتصادية في ظل‬
‫االقتصاد االشتراكي وبصفة قطعية‪ ،‬ألنها أصبحت عالة على الخزينة وأن اللجوء إلى الدعم‬
‫المالي في كل مرة تفشل فيها هو أسلوب غير مجدي‪ ،‬كان ذلك ألنها لم تشتغل كمؤسسة‬
‫حقيقية يتم فيها تقييم رأس المال بالربح والمساهمة في االستثمار بل كان لها مهام‬
‫اجتماعية أكثر‪ ،‬ذلك للربط الوثيق بين المصلحة العامة للمجتمع وبين مخططات التنمية‬
‫االقتصادية‪ .‬وبذلك بدأت المؤسسة العمومية االقتصادية في فقد هويتها االقتصادية‬
‫وأصبحت تتسم باإلدارية واالجتماعية‪ ،‬فكانت المؤسسة العمومية االقتصادية حينها غير‬
‫قادرة على مواكبة المهام المنوطة بها فأصبحت ال تستجيب لمتطلبات التنمية وتطوير‬
‫المجتمع‪ .35‬فكان البد من اتخاذ قرارات وحلول عاجلة للخروج من األزمات التي كانت‬
‫تتخبط بها المؤسسات في ذلك الوقت فكان من الضروري منح االستقاللية للمؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية لتحسين فعاليتها ألنه ال يمكنها تحقيق الربح إال إذا كانت حرة في‬
‫معامالتها االقتصادية‪ ،‬إضافة إلى التطورات الحاصلة في المجال االقتصادي الذي دفع‬
‫الدولة إلى تغيير نظامها من االشتراكي إلى الرأسمالي‪.‬‬
‫يقوم النظام الرأسمالي على حرية السوق والمنافسة‪ ،‬فاضطرت الدولة لتطبيق‬
‫قانون اقتصاد السوق الذي تمخض عنه صدور قانون االستقاللية ‪ 3664/88‬لتتمكن‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية من رفع كفاءة أدائها وتحقيق الثروة والنمو االقتصادي‬
‫ألنه ال وجود ألي دولة بدون اقتصاد‪ ،‬وكان ذلك تماشيا مع المقولة المشهورة آلدم‬
‫سميت دعه يعمل(االنسان) دعه يمر (السلع)‪ ،‬وكان أساس فكرة قانون االستقاللية ‪-‬‬
‫العمومية في التملك والمتاجرة في التسيير‪-‬فابتداء من سنة ‪ 4388‬حققت االستقاللية‬
‫للمؤسسة العمومية االقتصادية وذلك لتحقيق التنمية االقتصادية عن طريق تحقيق‬
‫الربح والمردودية‪.37‬‬
‫فقوانين االستقاللية التي اعتمدتها الدولة في سنة ‪ 4388‬كان الهدف منها اعادة‬
‫الهوية االقتصادية للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬لتنتقل في سنة ‪ 4332‬إلى قانون‬
‫الخوصصة حيث يكمن الفرق بين القانونين في أن قانون االستقاللية غايته توجيه نظام‬
‫الملكية العامة االقتصادية للدولة بعد قرار األخذ بالتقسيم التقليدي للملكية العامة‪،‬‬
‫دومين عام ودومين خاص للدولة والجماعات المحلية مثل ما هو سائد في الدول‬

‫‪2404‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫الرأسمالية‪ ،38‬بينما قانون الخوصصة هو نقل ملكية القطاع العمومي إلى القطاع الخاص‬
‫والتحول نحو اقتصاد السوق وانسحاب الدولة من األنشطة التنافسية‪ .39‬وبذلك يكون‬
‫مبدأ االستقاللية قد اختلف باختالف القوانين التي اعتمدته رغم أن الغاية منه هي نفسها‬
‫وهي فتح المجال أمام المؤسسة العمومية االقتصادية لتحقيق الربح من خالل حرية‬
‫المتاجرة‪ ،‬وفيما سيلي متابعة لمبدأ االستقاللية بموجب القانون ‪ 64-88‬واألمر ‪.61-64‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ االستقاللية قبل األمر ‪61/64‬‬
‫قصد الخروج من الجمود الذي عانى منه قطاع االقتصاد في الثمانينات اضطر‬
‫المشرع إلى اخضاع تسيير المؤسسة العمومية إلى القانون الخاص على أساس أنها شركة‬
‫تجارية في عالقاتها مع الغير وفق مبدأين أساسين هما مبدأ "االستقاللية "و مبدأ "المتاجرة‬
‫" واالقالع عن التسيير االداري المركزي لالقتصاد‪ ،‬فانتقل مركز ثقل التنمية االقتصادية‬
‫من الدولة إلى المؤسسات العمومية االقتصادية دون حق التنازل عن أصول المؤسسات‬
‫كما وقع الفصل بين السيادة والمتاجرة في العالقة الجديدة بين الدولة والمؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية ويعني ذلك االنتقال من الدولة المقاول إلى الدولة التاجر‪ ،40‬وذلك‬
‫في سبيل دفع عجلة التنمية في المجال االقتصادي من جهة ومن جهة أخرى نظرا إلى‬
‫خصائص المجال التجاري‪.‬‬
‫فاستنادا إلى مفهوم المؤسسة العمومية االقتصادية بموجب القانون ‪ 64/88‬يمكن‬
‫القول أن العالقة بين هذه األخيرة والدولة لم تصبح قائمة على التبعية بل أصبحت‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية في شكل شركة تجارية تراقب بواسطة صناديق‬
‫المساهمة‪.‬‬
‫وتلت هذه الخطوة صدور نصوص تطبيقية للمادة ‪ 71‬من قانون المالية‬
‫التكميلي‪ 41‬لسنة ‪ 4331‬بصدور األمر‪ 77/32 42‬المتضمن قانون خوصصة المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية‪ 43‬وتم استبدال صناديق المساهمة بالشركات القابضة بموجب‬
‫األمر‪ 72/3244‬لتحل محلها بعد ذلك شركات تسيير مساهمات الدولة في الفترة الممتدة‬
‫بين‪ 7664‬و‪ 7642‬ثم إلى المجمعات الصناعية العمومية حاليا عمال بآلية االدماج‬
‫واالندماج وفقا لألمر ‪.4561/64‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ االستقاللية في ظل األمر ‪61/64‬‬
‫جاء األمر ‪ 61/64‬ليعيد تنظيم المؤسسة العمومية االقتصادية وتسييرها والذي‬
‫حسم بصورة فعالة المصير النهائي لهذه األخيرة واعتبرها شركة تجارية‪ ،‬حيث أزال المشرع‬

‫‪2405‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫بموجب هذا األمر الغموض الموروث عن التشريعات السابقة بشأن حقيقة تمتع‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية بصفة التاجر‪ ،‬حيث نص صراحة في المادة الثانية منه‬
‫أنها شركات تجارية‪ .46‬كما أن المشرع من خالل نص المادة الثالثة من نفس األمر أقر‬
‫بتجارية رأسمال المؤسسة العمومية االقتصادية وأضفى الطابع التجاري على رأس المال‬
‫االجتماعي للمؤسسة بحيث أصبحت الدولة مجرد مساهم في رأسمال المؤسسة سواء تم‬
‫ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬كما أضفى المشرع الطابع التعاقدي على عالقة‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية مع الدولة يحكمها مبدأ سلطان االرادة والعقد شريعة‬
‫المتعاقدين حيث يمكن للدولة ممثلة في مجلس مساهمات الدولة أن تبرم عقدا مع‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية الخاضعة لتبعات الخدمة العمومية وهذا وفقا للمادة‬
‫السابعة من االمر ‪.4761/64‬‬
‫ففي الحقيقة من خالل األمر ‪ 61/64‬تعبر الدولة الجزائرية على تبنيها قانون اقتصاد‬
‫السوق وعلى األرجح هو األمر الصحيح لتتمكن المؤسسة العمومية من القيام بمهمتها‬
‫األساسية وهي تحقيق التنمية االقتصادية وتحقيق الربح وهو أساس وجود كل مؤسسة في‬
‫السوق‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المتاجرة‬
‫مبدأ االستقاللية والتخلي عن التبعية غير كافي بل يحتاج إلى الحرية في اقامة‬
‫العالقات التجارية لهذا كان من الضروري تأييده بمبدأ المتاجرة‪ ،‬الذي يعتبر في األصل من‬
‫أسس مبدأ االستقاللية وجاء لمؤازرة العالقة بين المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫ومحيطها االقتصادي وتحقيق المرونة في تلك العالقة‪ .‬فلو نظرنا لألمر ‪ 61/64‬المعدل‬
‫والمتمم نجده يحقق هذه العالقة ولكن بعد عالج مرحلي لالقتصاد الوطني من خالل‬
‫محطات قانونية هامة كان أساسها هو القانون ‪ 64/88‬ونتيجتها األمر ‪ 61/64‬المعدل‬
‫والمتمم‪ .‬فإذا كان مبدأ االستقاللية يحدد وينظم العالقات الخارجية للمؤسسة اتجاه‬
‫االدارات واألجهزة األخرى فإن مبدأ المتاجرة يتعلق أصال بنشاطها وتسييرها وفق قواعد‬
‫القانون التجاري‪.48‬‬
‫اعتبر مبدأ المتاجرة وحرية المنافسة األساس القانوني الذي حررت ألجله‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية حيث يقوم مبدأ المتاجرة على أساس خضوع المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية ألحكام القانون التجاري‪ ،‬فكان لزوما علينا التطرق للتعريف بالمبدأ‬
‫(أوال) ثم التطرق لكيفية تجسيده في الواقع االقتصادي (ثانيا)‪.‬‬

‫‪2406‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫أوال‪ :‬التعريف بمبدأ المتاجرة‬


‫أختلف في تعريف التجارة ايجازا وتفصيال ولكنها تتفق في المعنى وتتالقى في األمور‬
‫التي على أساسها يكون العمل من أعمال التجارة‪ ،‬وبالرجوع لتلك التعاريف نجد أن الهدف‬
‫منها هو تحقيق الربح‪ ،49‬ألن مبدأ المتاجرة يتعلق أساسا بنشاط المؤسسة من حيث‬
‫خضوعه لمبدأ االدارة التجارية الجاري العمل بها في المشروعات التجارية الخاصة‪.‬‬
‫يعني مبدأ المتاجرة اتباع أسلوب االدارة التجارية لتحقيق الربح‪ ،‬وليتحقق مبدأ‬
‫المتاجرة لدى المؤسسة العمومية االقتصادية البد لها من الخضوع للقانون الخاص‬
‫ونحن نقصد القانون التجاري على وجه الخصوص وهذا ما ذهبت إليه المادة ‪ 14‬من‬
‫القانون ‪ 64-88‬السالف الذكر‪ ،‬وكان ذلك في سبيل خروج االقتصاد الوطني من الجمود‬
‫الذي عانى منه واعتماده بشكل أساس ي على العائدات الطبيعية لألـرض المتمثلة في‬
‫البترول والغاز‪.‬‬
‫ينظم القانون التجاري جميع العالقات القانونية الناجمة من تداول األموال والتي‬
‫تمت من أجل الربح‪ ،‬وعليه يجب تحديد كلمة "التجارة" حسب مفهومها القانوني حيث‬
‫دلت هذه الكلمة في القانون الروماني على جميع العالقات القانونية التي تنشأ بين‬
‫األشخاص والمتعلقة باستعمال األموال‪ ،‬وقد كانت التجارة تعني في ذلك الوقت حق‬
‫المشاركة في العمليات القانونية ولكن بتطور الزمن انحصر هذا المفهوم بحيث ضاق‬
‫مجال استعماله وأصبحت هذه الكلمة ال تدل على كافة المعامالت المتعلقة باألموال‬
‫المادية‪.50‬‬
‫ثانيا‪ :‬تجسيد مبدأ المتاجرة من خالل هيئات التسيير المالي‬
‫بعدما كان تدخل الدولة في االقتصاد مباشرا أصبح خالف ذلك بعد منح‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية االستقاللية‪ ،‬فأضحى تسيير هذه األخيرة يخضع لقواعد‬
‫التجارة وفقا للتشريع التجاري وكان ذلك بهدف تحقيق حرية المتاجرة وتجسيدا لذلك‬
‫اعتمدت الدولة في تسييرها للمؤسسات العمومية االقتصادية على هيئات في شكل شركات‬
‫تجارية‪ ،‬تنوعت حسب تغير االصالحات من صناديق المساهمة إلى الشركات القابضة‬
‫لتحل محلها شركات تسيير مساهمات الدولة لتصبح حاليا مجمعات صناعية(أوال)وبهدف‬

‫‪2407‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫االشراف على حسن التسيير للشركات العمومية االقتصادية وتحقيقا للربح أيضا تم‬
‫استحداث هياكل تتكفل بمراقبة األموال التجارية للدولة (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -4‬هيئات التسيير المالي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪:‬‬


‫للمؤسسة العمومية االقتصادية عدة أهداف منها ما هو اقتصادي واجتماعي‪51‬وغير‬
‫ذلك في حين أن الهدف االقتصادي والمتمثل على وجه الخصوص في تحقيق الربح وهو‬
‫أساس وجود كل مؤسسة في السوق‪ ،‬فرغم عمومية المؤسسة االقتصادية إلى أن هدفها‬
‫الرئيس ي هو تحقيق الربح لذلك أخضعها المشرع للقانون التجاري وأنش ئ هيئات لتسير‬
‫األموال التجارية للمؤسسة تنوعت بحسب اختالف االصالحات التي مرت بها المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية في الجزائر تمثلت هذه الهيئات في التالي ذكره‪.‬‬
‫أ‪-‬صناديق المساهمة‪:‬‬
‫تطبيقا لسياسة استقاللية المؤسسات العمومية كان من الضروري أن تتخلى الدولة‬
‫عن بعض القطاعات االقتصادية فتخلت عن االدارة المباشرة للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية لصالح صناديق المساهمة‪.‬‬
‫فوفقا ألحكام المادة ‪ 47‬من القانون ‪ 64-88‬السالف الذكر فإن صندوق المساهمة‬
‫هو شركة مساهمة يزود بنظام قانوني خاص به يحدده قانون خاص‪ ،‬وهو يعتبر عون‬
‫ائتماني للدولة حيث يعتبر كل صندوق ضامنا لمقابل القيمة المتمثل في األسهم والحصص‬
‫والسندات والقيم األخرى التي تقدمها الدولة والجماعات المحلية‪ .‬فأصبحت الدولة‬
‫تمارس مساهمتها في المؤسسات العمومية االقتصادية وحقها على الملكية بواسطة‬
‫صناديق المساهمة وذلك تجسيدا منها النسحابها من التسيير المباشر للمؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية والتصرف كمساهم وكل ادارة وتسيير االسهم إلى صناديق‬
‫المساهمة‪.52‬‬
‫ووفقا ألحكام القانون ‪ 69-88‬المتعلق بصناديق المساهمة فأنه أعتبرها مؤسسة‬
‫عمومية اقتصادية تحدث في شكل شركات لتسيير القيم المنقولة‪ 53‬وتتولى التسيير المالي‬
‫لرؤوس األموال العامة وتعمل عونا ائتمانيا للدولة‪ ،‬ويتولى صندوق المساهمة القيام‬
‫باستثمارات اقتصادية لحساب الدولة بهدف تحقيق أرباح مالية وبهذا يشكل حافظا‬
‫لألموال المنقولة التي يتولى تسييرها‪.54‬‬

‫‪2408‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫ب‪ -‬الشركات القابضة العمومية ‪:‬‬


‫حلت محل صناديق المساهمة الشركات القابضة العمومية في إطار اعادة تنظيم‬
‫القطاع العام االقتصادي بموجب األمر ‪ 72-32‬المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية‬
‫التابعة للدولة‪ ،55‬واصبحت هذه األخيرة تتولى تسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة‬
‫وادارتها وتنظم في شكل شركات مساهمة تحوز الدولة فيها راس المال كامال أو تشترك فيه‬
‫مع أشخاص معنويون أخرين تابعين للقانون العام‪ ،‬وتنشأ الشركة القابضة العمومية‬
‫بموجب عقد موثق حسب الشروط والكيفيات المطبقة على شركات المساهمة‪.56‬‬
‫ج‪ -‬شركات تسيير مساهمات الدولة‪:‬‬
‫استبدلت الشركات العمومية القابضة بنموذج جديد إلدارة القطاع العام‪ ،‬هو‬
‫شركات تسيير مساهمات الدولة والتي هي مؤسسات عمومية مكلفة بتسيير مساهمات‬
‫الدولة في المؤسسات العمومية االقتصادية وفقا للمادة الثانية من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ ،57789-64‬والتي أنشأت بموجبه استنادا للفقرة الثالثة من المادة الخامسة من األمر ‪-64‬‬
‫‪ 61‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها‪.‬‬
‫وحتى تخضع المؤسسة العمومية االقتصادية للشكل الخاص بأجهزة اإلدارة وتصبح‬
‫شركة تسيير المساهمات البد أن تمتلك الدولة مجموع رأس المال‪ 58‬وأن يتم إخضاعها‬
‫لهذا الشكل بموجب الئحة يصدرها مجلس مساهمات الدولة‪.59‬‬
‫د‪-‬المجمعات الصناعية‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 230‬من القانون التجاري " يجوز لشخصين معنويين أو أكثر أن‬
‫يؤسسوا فيما بينهم كتابيا ولفترة محدودة تجمعا لتطبيق كل الوسائل المالئمة لتسهيل‬
‫النشاط االقتصادي ألعضائها أو تطويره وتحسين نتائج هذا النشاط وتنميته"‪ ،‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 42‬من قانون المنافسة‪ 69-69 60‬على ذات المفهوم‪.‬‬
‫اعتبرت المجمعات الصناعية أهم تطبيقات االستراتيجية الصناعية الجديدة وهو ما‬
‫تزامن تطبيقه مع السداس ي األول من سنة ‪ 7642‬ليصادق مجلس مساهمات الدولة على‬
‫المخطط الجديد الذي تناول اعادة تنظيم القطاع العمومي الصناعي والتجاري المتضمن‬
‫اإلنشاء التدريجي الثنتا عشرة (‪ )47‬مجمعات كبرى انطالقا من شركات تسيير مساهمات‬
‫الدولة المقدرة بأربعة عشر من أصل ثالثون وجدت مند ‪ 7664‬دون أن يؤثر ذلك في‬
‫استمرارية عمل ونشاط المتبقى منها ودون أن يتعدى المساس إلى مستخدميها والحقوق‬
‫المهنية واالجتماعية المكتسبة‪.61‬‬

‫‪2409‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫‪ -7‬هيئات مراقبة األموال التجارية للمؤسسة العمومية االقتصادية‪:‬‬


‫تم انشاء هياكل تمثل الدولة المساهمة وتراقب االموال التجارية الخاصة بها تمثلت‬
‫في المجلس الوطني لمساهمات الدولة الذي أنش ئ بموجب األمر ‪ 72-32‬السالف الذكر ثم‬
‫أعيد تنظيمه في سنة ‪ 7664‬بموجب األمر ‪ 61-64‬وأطلق عليه تسمية مجلس مساهمات‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المجلس الوطني لمساهمات الدولة ‪:‬‬
‫تم أنشاؤه بموجب المادة ‪ 42‬من األمر ‪ 72-32‬وتم تنظيمه بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي‪161-32 62‬حيث كلف المجلس بتنسيق نشاط الشركات القابضة والذي كان‬
‫تحت سلطة رئيس الحكومة وهو رئيسه طبقا للمادة ‪48‬من األمر ‪ 72-32‬السالف الذكر‬
‫وهو ما أكدته المادة الثانية من المرسوم التنفيذي‪.161-32‬‬
‫ب‪ -‬مجلس مساهمات الدولة ‪:‬‬
‫استبدل المجلس الوطني لمساهمات الدولة بمجلس مساهمات الدولة بموجب األمر‬
‫‪ 61-64‬حيث نصت المادة ‪ 3‬منه أن مجلس الدولة الذي يوضع تحت سلطة رئيس‬
‫الحكومة يتولى خاصة المهام التالية‪ :‬تحديد االستراتيجية الشاملة في مجال مساهمة‬
‫الدولة والخوصصة ويحدد السياسات والبرامج فيما يخص مساهمات الدولة وينفذها‪،‬‬
‫ومجلس المساهمات هو الذي يكلف ضمن الجمعيات العامة للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية الممثلين الذين يمارسون مهامهم طبقا ألحكام القانون التجاري بما فيها رقابة‬
‫التسيير‪،63‬وتم تنظيم مجلس مساهمات الدولة بموجب المرسوم التنفيذي‪729-64 64‬‬
‫والذي هو بدوره بموجب نص المادة الثانية منه أخضع المجلس لسلطة رئيس الحكومة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تجسيد مبدأ المتاجرة من خالل اخضاع مسيري المؤسسة للقانون الخاص‬
‫إن إخضاع تسيير المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص يؤدي إلى إخضاع‬
‫مسيريها لهذه القواعد‪ ،‬وهو ما يسمح لهم بممارسة صالحياتهم دون أي تدخل من الدولة‬
‫حيث يكون لهم دور كبير في المحافظة عليها كما يمكن أن يكونوا سببا في هالكها‪ ،65‬ونظرا‬
‫للطابع العمومي للمؤسسة العمومية االقتصادية فإن المشرع الجزائري تدخل ليحدد‬
‫بدقة الطبيعة القانونية لمسيري المؤسسات حيث أنه ووفقا للمادة ‪ 61‬من القانون ‪-36‬‬
‫‪ 44‬المتعلق بعالقات العمل‪"66‬تحدد عند االقتضاء أحكام خاصة تتخذ عن طريق‬
‫التنظيم‪ ،‬النظام القانوني للعالقات التي تعني مسيري المؤسسات‪ ،"...‬ووفقا لهذه المادة‬

‫‪2410‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫جاء المرسوم التنفيذي‪ 736-36 67‬المتعلق بالنظام الخاص بعالقات العمل الخاصة‬
‫بمسيري المؤسسات حيث اعتبرهم مسيرين أجراء‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن هناك العديد من األحكام القانونية التي تجسد مبدأ االستقاللية‬
‫والمتاجرة في المؤسسة العمومية االقتصادية كشرط تمثيل العمال في مجلس االدارة وفقا‬
‫للمادة ‪ 2‬من األمر ‪ 61-64‬ليتم اقتسام سلطة القرار مما يسمح لألجراء أن يصبحوا‬
‫مسيرين وهو ما أكدته المادة ‪ 32‬من القانون ‪ 44-36‬السالف الذكر وكذلك المادة ‪042‬‬
‫من القانون التجاري‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يبدو أن تجسيد فكرة العمومية في التملك والمتاجرة في التسيير في النظام القانوني‬
‫للمؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬كانت فكرة ناجحة لتحقيق نجاح هذه االخيرة في‬
‫المحيط االقتصادي فالمؤسسة العمومية االقتصادية من دون تحرير في تسييرها المالي‬
‫لن تحقق األرباح والنتائج واألهداف المرسومة لها لتفعيل التنمية في المجال االقتصادي‪.‬‬
‫ومن منطلق أن الهدف االقتصادي للمؤسسة العمومية االقتصادية هو حرية المنافسة‬
‫وتحقيق الربح والذي هو أساس تواجدها في السوق اعتمد المشرع الجزائري جملة‬
‫اصالحات قانونية للوصول للهدف المنشود حيث اعتبر المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫شركة تجارية يخضع مسيروها ومستخدموها للقانون الخاص‪ ،‬إضافة إلى أن األموال التي‬
‫تحوزها الدولة في المؤسسات العمومية االقتصادية تعتبر من األمالك الوطنية الخاصة‬
‫وليست العامة تخضع في كيفيات اصدارها للقانون التجاري‪.‬‬
‫إن إخضاع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص كانت أولوية ملحة في‬
‫ظل الظروف التي كان يعيشها االقتصاد الجزائري سنوات التسعينات على وجه الخصوص‬
‫ليتأكد خضوعها للقانون الخاص بموجب نصوص القانون المدني‪ ،‬التجاري‪ ،‬قانون العمل‬
‫وقانون المنافسة إضافة إلى المراسيم التنفيذية الخاصة بهياكل ومسيري المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية‪ .‬ولكن رغم ما حققته المؤسسات العمومية االقتصادية من نشاط‬
‫اقتصادي ساهمت به في تنمية الحقل االقتصادي للبالد ولكنها تحتاج لبعض االحكام‬
‫القانونية التي تؤازر تلك النصوص القانونية التي أصلح بها المشرع الجزائري حال‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية الجزائرية تتمثل في االقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التحرير التام لتسيير المؤسسة العمومية االقتصادية من تدخل السلطات‬
‫المركزية في أعمالها ألن ذلك يتنافى مع النشاط التجاري‪.‬‬

‫‪2411‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫‪ -‬تأهيل أطر بشرية يمكنها تسيير المؤسسات العمومية االقتصادية بكل احترافية‬
‫وشفافية تحقيقا للتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 64/88‬المؤرخ في ‪ 4388/64/47‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 67‬مؤرخة في ‪.4388/64/49‬‬
‫‪ 2‬االمر ‪ 61/64‬المؤرخ ‪ 7664/68/76‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها ‪ ،‬جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ 12‬مؤرخة في ‪.7664/68/79‬‬
‫‪ 3‬األمر ‪ 64/68‬المؤرخ في ‪ 7668 /64/ 78‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 61/64‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 44‬مؤرخة في ‪.7668/69/ 67‬‬
‫‪ 4‬عرفت المؤسسة العمومية االقتصادية من قبل أحد علماء االقتصاد أنها تنظيم اقتصادي الهدف منه هو ايجاد قيمة سوقية‬
‫معينة من خالل الجمع بين عوامل انتاجية معينة‪ ،‬ثم يتولى بيعها في السوق لتحقيق الربح المتحصل عليه من الفرق بين االيراد‬
‫الكلي والتكلفة الكلية‪ ،‬للتفصيل أكثر حول المفهوم االقتصادي للمؤسسة العمومية االقتصادية راجع في ذلك لقصير رزيقة‪،‬‬
‫دور العالقات العامة في تحسين صورة المؤسسة االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستير جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬قسم علوم االتصال‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،7662-7660‬ص ‪ .471‬وعرفت المؤسسة العمومية االقتصادية فقها من قبل "ترنش ي" على أنها " الوحدة التي‬
‫تجمع وتنسق بين العناصر البشرية والمادية للنشاط االقتصادي"‪ ،‬راجع في ذلك عدوان دادي ناصر‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار‬
‫المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،4338 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 5‬تم تعريف المؤسسة العمومية االقتصادية بموجب المواد ‪7‬و‪9‬و‪ 1‬والمادة ‪ 2‬من القانون ‪ 64-88‬التي نصت أنها شركة‬
‫مساهمة أو شركة ذات مسؤولية تملك الدولة أو الجماعات المحلية فيها مباشرة أو غير مباشرة جميع األسهم أو الحصص ‪،‬‬
‫وبعد تعديل المادة ‪ 2‬السالفة الذكر بموجب قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 4331‬بموجب المادة ‪ 72‬منه اعتبرت المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية أنها شركات ذات رؤوس أموال تحوز فيها الدولة أو أشخاص القانون العام األغلبية المطلقة للرأسمال‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهو ما تأكد بصدور األمر ‪ 72-32‬الذي اعتبرها شركات تجارية تخضع في انشائها وتنظيمها وسيرها المتعلقة بشركات‬
‫رؤوس األموال المنصوص عليها في القانون التجاري‪.‬‬
‫‪6‬رشيد واضح‪ ،‬المؤسسة في التشريع الجزائري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار هومة‪ ،7667 ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪7‬انظر المادة ‪ 7/9‬من االمر ‪.61-64‬‬
‫‪ 8‬تخضع المؤسسة العمومية االقتصادية لرقابة داخلية وفقا لشكل الرقابة في شركات االموال وذلك من طرف أجهزة المؤسسة‬
‫متمثلة في الجمعية العامة ومجلس االدارة ورقابة محافظ الحسابات إلى جانب رقابة المفتشية العامة للمالية بموجب األمر‪-68‬‬
‫‪ 64‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 61-64‬وكذلك تخضع لرقابة مجلس المحاسبة بمقتض ى األمر ‪ 67-46‬المتعلق بمجلس المحاسبة‪.‬‬
‫‪9‬بهلول حسن‪ ،‬الغزو الرأسمالي الزراعي للجزائر ومبادئ اعادة تنظيم االقتصاد الوطني بعد االستقالل‪ ،‬المؤسسة الجزائرية‬
‫للطباعة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،4381 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ 10‬ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،4338 ،‬ص ‪ 42‬و ‪.48‬‬
‫‪ 11‬مفيدة يحياوي‪ ،‬تحديد الهيكل المالي األمثل في المؤسسات العمومية االقتصادية الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬أكتوبر ‪ ،7667‬ص ‪.7‬‬
‫‪12‬مفيدة يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 13‬مرسوم رقم ‪ 32-09‬مؤرخ في ‪ 48‬ديسمبر ‪ 4309‬يتعلق بتنظيم وتسيير المسيرة ذاتيا‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 42‬صادرة في ‪77‬‬
‫مارس ‪.4309‬‬
‫‪14‬بن عيس ى بن علية‪ ،‬زيتوني عبد القادر‪ ،‬تطور المؤسسة العمومية االقتصادية في الجزائر وحتمية تطبيق الحكم الراشد‪،‬‬
‫مجلة المنتدى للدراسات واألبحاث االقتصادية‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمبر ‪ ،7648‬ص ‪.26‬‬

‫‪2412‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫‪15‬بن عنتر عبد الرحمان‪ ،‬مراحل تطور المؤسسة االقتصادية الجزائرية وآفاقها المستقبلية‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الثاني جوان ‪ ،7667‬ص ‪.446‬‬
‫‪16‬أنظر المواد ‪ 7،9،1،2‬من المرسوم ‪ 21-24‬المؤرخ في ‪ 40‬نوفمبر ‪ 4324‬المتضمن التسيير االشتراكي للمؤسسات جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ ،464‬صادرة في ‪ 70‬أكتوبر ‪.4329‬‬
‫‪ 17‬عليواش أمين عبد القادر‪ ،‬أثر تأهيل المؤسسات االقتصادية على االقتصاد الوطني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير علوم‬
‫التسيير‪ ،‬كلية الحقوق وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،7662 ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪18‬عليواش أمين عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ 19‬بن عيس ى بن علية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 20‬تمت اعادة الهيكلة االقتصادية بموجب المرسوم رقم ‪ 717-86‬المؤرخ في ‪61‬أكتوبر ‪ 4386‬والمتعلق باعادة الهيكلة ‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 14‬صادرة بتاريخ ‪ 62‬أكتوبر ‪.4386‬‬
‫‪ 21‬أنظر المادة ‪ 7‬من المرسوم ‪ ، 717-86‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪22‬أنظر في ذلك بن عنتر عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪ 23‬بن عيس ى بن علية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 24‬بن عيس ى بن علية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 27‬مقتبس عن مختار لفكير‪ ،‬اصالح المؤسسة العمومية الجزائرية بين النظرية‬
‫والتطبيق‪ ،‬رسالة ماجستير فرع التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،4339-4337 ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 25‬الداودي شيخ‪ ،‬االصالحات االقتصادية في الجزائر واشكالية البحث عن كفاءة المؤسسة العمومية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‬
‫للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد الخامس والعشرون‪ ،‬دمشق‪ ،‬العدد الثاني‪ ،7663 ،‬ص ‪.780‬‬
‫‪26‬بهلول سمية‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر تخصص قانون اداري‪،‬‬
‫‪ ،7649-7647‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ص ‪.91-99‬‬
‫‪27‬شايب الراس عبد القادر‪ ،‬المؤسسة العمومية ومبدأ المنافسة‪ ،‬عمل مقدم لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص القانون العام‬
‫االقتصادي‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،7642 ،7‬ص ‪.3‬‬
‫‪28‬بن عنتر عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪ 29‬قانون رقم ‪ 68-31‬مؤرخ في ‪ 70‬ماي ‪ 4331‬جريدة رسمية عدد ‪ 99‬مؤرخة في ‪ 78‬مارس ‪.4331‬‬
‫‪ 30‬األمر ‪ 77-32‬المتعلق بخوصصة المؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 4332/68/70‬المتعلق بخوصصة المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 18‬مؤرخة في ‪4332/63/69‬‬
‫‪ 31‬األمر ‪ 47-32‬متعلق بخوصصة المؤسسات العمومية مؤرخ في ‪ 43‬مارس ‪ 4332‬جريدة رسمية عدد ‪ 42‬مؤرخ في ‪ 43‬مارس‬
‫‪.4332‬‬
‫‪ 32‬المؤرخ ‪ 7664/68/76‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪12‬‬
‫مؤرخة في ‪.7664/68/79‬‬
‫‪ 33‬عجة الجياللي‪ ،‬قانون المؤسسات العمومية االقتصادية (من اشتراكية التسيير إلى الخوصصة)‪ ،‬دار الخلدونية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،7660 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪34‬محفوظ لعشب‪ ،‬دراسات في القانون االقتصادي‪ ،‬المطبعة الرسمية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 35‬رشيد واضح‪ ،‬المؤسسة في التشريع الجزائري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار هومة‪ ،7667 ،‬ص ‪.97-94‬‬
‫‪ 36‬القانون ‪ 64/88‬المؤرخ في ‪ 4388/64/47‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 67‬مؤرخة في ‪.4388/64/49‬‬
‫‪ 37‬إضافة إلى القانون ‪ 64/88‬صدرت القوانين التالية في سنة ‪:88‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 67/88‬المؤرخ في ‪ 4388/64/47‬المتعلق بالتخطيط‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 67‬مؤرخة في ‪.4388/64/49‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 69/88‬المؤرخ في ‪ 4388/64/47‬المتعلق بصناديق المساهمة ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 67‬مؤرخة في ‪.4388/64/49‬‬

‫‪2413‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫‪ -‬القانون ‪ 61/88‬المؤرخ في ‪ 4388/64/47‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 23/22‬المتضمن القانون التجاري والمحدد القواعد الخاصة‬
‫المطبقة على المؤسسات العمومية االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 62/88‬المعدل والمتمم لقانون المالية‪.‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 60/88‬المعدل والمتمم لنظام البنوك والقرض‪.‬‬
‫‪ 38‬تم تحديد معالم الرأسمالية في الجزائر بوضوح من خالل القوانين التي صدرت بعد سنة ‪ 4388‬والمتمثلة في القانون ‪76/36‬‬
‫المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬القانون ‪ 69/36‬المتعلق بمفتشية العمل‪،‬‬
‫القانون ‪ 61/36‬المتعلق بتسوية النواعات الفردية في العمل‪ ،‬القانون ‪ 46/36‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬القانون ‪ 96/36‬المتعلق‬
‫باألمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ 39‬محمود شحماط‪ ،‬قانون الخوصصة في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،7662 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 40‬محمود شحماط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 41‬قانون المالية التكميلي رقم ‪ 68/31‬المؤرخ في ‪ ، 4331/62/70‬جريدة رسمية عدد ‪ 99‬مؤرخة في ‪.4331/62/70‬‬
‫‪42‬األمر ‪ 77/32‬المؤرخ في ‪ 4332/68/70‬المتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية االقتصادية ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 18‬مؤرخة‬
‫في ‪.4332/63/69‬‬
‫‪ 43‬عدل وتمم بموجب األمر ‪ 47/32‬المؤرخ في ‪4332/69/43‬‬
‫‪ 44‬األمر ‪ 72/32‬المؤرخ في ‪ 4332/63/72‬المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 22‬مؤرخة‬
‫في ‪.4332/63/72‬‬
‫‪ 45‬أنظر الموقع االلكتروني‪ http://sciencesjuridiques.ahlamontada.net/t3323-topic :‬تم االطالع يوم‪.7643/46/44 :‬‬
‫‪46‬محديد حميد‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في الجزائر‪ ،‬دراسة حالة المؤسسة الجزائرية لتكييف الهواء‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،7640-7642 ،4‬ص ‪.490‬‬
‫‪47‬محديد حميد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.498‬‬
‫‪ 48‬أنظر المواد‪ :‬المادة الثاني من القانون ‪ 61-88‬السالف الذكر والمادة الثالثة من القانون ‪ 64-88‬السالف الذكر‪ ،‬وللتفصل‬
‫أكثر أنظر يونس يوسفي‪ ،‬مستقبل المؤسسات العمومية االقتصادية في النسيج االقتصادي الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر علوم‬
‫تجارية تخصص مالية ومحاسبة‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،7649-7647 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪49‬يعرف البيضاوي وهو العالمة في اللغة والتفسير ناصر الدين عبد الله بن عمر أبو الخير البيضاوي التجارة أنها " طلب الربح‬
‫بالبيع والشراء"‪ ،‬وعرفها ابن خلدون وهو العالمة المؤرخ عبد الرحمان بن محمد بن خلدون الحضرمي أنها" ‪...‬محاولة الكسب‬
‫بتنمية المال‪ "...‬وعرفها الفخر الرازي وهو محمد بن عمر بن الحسين ابن فخر الدين الرازي أنها" التجارة عبارة عن التصرف في‬
‫المال سواء كان حاضرا أو في الذمة لطلب الربح "‪ ،‬راجع في ذلك الموقع االلكتروني ‪ https://books.google.dz‬تاريخ االطالع‬
‫‪.7643/46/48‬‬
‫‪50‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ 51‬هناك أهداف اقتصادية أخرى إلى جانب تحقيق الربح وهو تحقيق حاجيات المجتمع من السلع والخدمات كما أن‬
‫للمؤسسة العمومية االقتصادية اهداف اجتماعية مثل ضمان مستوى مقبول من األجور ‪ ،‬تحسين المستوى المعيش ي للعمال‪،‬‬
‫خلق أنماط استهالكية لمختلف طبقات المجتمع‪.‬‬
‫‪52‬أنظر المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 64-88‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪53‬أنظر المادة ‪ 64‬من القانون ‪ 69-88‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪54‬أنظر المادة ‪ 67‬من القانون ‪ 69-88‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪55‬أنظر المادة ‪ 72‬من األمر ‪ 72-32‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪56‬أنظر المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 72-32‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪57‬المرسوم التنفيذي ‪ 789-64‬المؤرخ في ‪ 71‬سبتمبر ‪ ، 7664‬المتضمن الشكل الخاص بأجهزة ادارة المؤسسات االقتصادية‬
‫العمومية وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬مؤرخة في ‪ 70‬سبتمبر ‪ ،7664‬ص ‪.42‬‬

‫‪2414‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬
‫خلفية خضوع المؤسسة العمومية االقتصادية للقانون الخاص ص ‪ –7932‬ص ‪7142‬‬ ‫رابحي عزيزة‬

‫‪58‬أنظر المادة ‪ 64‬من المرسوم التنفيذي ‪ 789-64‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪59‬أنظر المادة ‪ 67‬من المرسوم التنفيذي ‪ 789-64‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 60‬األمر ‪ 69-69‬المؤرخ في ‪ 43‬يوليو ‪ 7669‬المتعلق بالمنافسة جريدة رسمية عدد ‪ 19‬مؤرخة في ‪ 76‬يوليو ‪ ،7669‬ص ‪.72‬‬
‫‪61‬عبد الله قادية‪ ،‬االطار القانوني للمؤسسة العمومية في الجزائر كعون اقتصادي‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة‪ ،‬العدد ‪، 64‬‬
‫‪،7643‬ص ‪.070‬‬
‫‪ 62‬المرسوم التنفيذي ‪ 72-32‬المؤرخ في ‪ 67‬ديسمبر ‪ 4332‬المتعلق بتشكيلة المجلس الوطني لمساهمات الدولة وسيره‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 22‬مؤرخة في ‪ 60‬ديسمبر ‪ ،4332‬ص ‪ ،42‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 02 -7666‬المؤرخ في‬
‫‪ 74‬مارس ‪ ،7666‬جريدة رسمية عدد ‪ 42‬صادرة بتاريخ ‪ 77‬مارس ‪ ، 7666‬ص ‪ ،60‬حيث مس التعديل تشكيلة المجلس الوطني‬
‫لمساهمات الدولة‪.‬‬
‫‪ 63‬الطيب بلولة‪ ،‬قانون الشركات‪ ،‬بدون ناشر‪ ،7661 ،‬ص ‪.731‬‬
‫‪ 64‬المرسوم التنفيذي ‪ 729/64‬المتعلق بتشكيلة مجلس مساهمات الدولة وسيره المؤرخ في ‪ 46‬سبتمبر ‪ 7664‬جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ 24‬مؤرخة في ‪ 47‬سبتمبر ‪ ،7664‬ص ‪ ،0‬معدل بموجب المرسوم الرئاس ي ‪ 481-60‬مؤرخ في ‪ 94‬ماي ‪ ،7660‬جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ 90‬مؤرخة في ‪ 94‬ماي ‪ 7660‬ص ‪.68‬‬
‫‪ 65‬في هذا الشأن راجع حركاتي جميلة‪ ،‬المسؤولية الجنائية لمسيري المؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪ ،64‬السنة الجامعية ‪ ،7649-7647‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 66‬القانون ‪ 44-36‬المؤرخ في ‪ 74‬أفريل ‪ 4336‬المتعلق بعالقات العمل‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 42‬مؤرخة في ‪ 72‬أفريل ‪.4336‬‬
‫‪ 67‬المرسوم التنفيذي ‪ 736-36‬المؤرخ في ‪ 73‬سبتمبر ‪ 4336‬المتعلق بالنظام الخاص بعالقات العمل الخاصة بمسيري‬
‫المؤسسات‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 17‬مؤرخة في ‪ 9‬أكتوبر ‪.4336‬‬

‫‪2415‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪- 60‬العدد ‪ – 67‬ديسمبر ‪7674‬‬

You might also like