You are on page 1of 17

‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬

‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫مفهوم الرقابة في إطار مجموعة الشركات متعددة الجنسيات‬


‫‪The concept of control in the multinational group of companies‬‬

‫‪‬‬
‫هارون أوروان‬
‫جامعة ادلدية‬
‫‪haroun.ourouane@gmail.com‬‬

‫‪‬‬
‫‪ -‬تاريخ النشر‪2022/06/05 :‬‬ ‫‪ -‬تاريخ القبول‪2422/45/34 :‬‬ ‫‪ -‬تاريخ إلارسال‪2422/44/11 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ادلفهوم القانوين لفكرة الرقابة قد برز بشكل كبَت مع بروز ظاىرة رلموعات الشركات متعددة اجلنسيات‬
‫واقتحامها عامل األعمال خاصة مع هناية احلرب العادلية الثانية‪ ،‬أين أصبحت اجملموعة ٘تثل أى صور الًتكي‬
‫االقتصادي على االطالق‪ ،‬فالرقابة اليت ٘تارسها الشركة األم على الشركات التابعة يف سلتلف الدول‪ ،‬تعد الركي ة‬
‫األساسية وادلعيار الفعلي لوجود رلموعة الشركات متعددة اجلنسيات‪ْ ،‬تيث لوال وجودىا دلا كان للمجموعة أن‬
‫تشكل كيانا اقتصاديا واحدا وموحدا‪ ،‬وذلك ألهنا ٗتول الشركة االم سلطات إدارية ومالية واسعة يف مواجهة الشركات‬
‫التابعة ذلا‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬الرقابة على الشركة‪ ،‬السيطرة ادلالية‪ ،‬ادلسامهة يف رأس ادلال‪ ،‬التبعية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ABSTRACT:‬‬
‫‪The legal concept of control emerged significantly with the emergence of the‬‬
‫‪phenomenon of multinational corporate groups and their intrusion into the business‬‬
‫‪world, particularly with the end of World War II, when the group became the most‬‬
‫‪significant economic concentration. And the very criterion for the existence of a‬‬
‫‪group of multinational companies, so that without its existence the group would‬‬
‫‪not have constituted a single and unified economic entity, since it gives the holding‬‬
‫‪company broad administrative and financial powers to its subsidiaries.‬‬

‫‪‬‬
‫‪-‬املؤلف املرسل‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫‪key words: multinational corporation, corporate control, financial control,‬‬


‫‪social capital, economic dependence.‬‬

‫مقدمـة‪:‬‬
‫يرجع ظهور فكرة الرقابة إىل البدايات األوىل لظهور النظام الرأمسايل كمفهوم حيوي غرضو السيطرة على ادلشاريع‬
‫من خالل توجيو سياساهتا ادلالية وتقرير اسًتاتيجياهتا االقتصادية‪ ،‬وقد كان مفهوم الرقابة يعرب عن تلك ادلكانة اليت‬
‫حيتلها الشخص داخل الشركة واليت ٗتولو سلطة القرار والتسيَت والقيادة سواء بصفة شخصية أو بواسطة أشخاص‬
‫يقوم بتعيينه ‪.‬‬
‫وقد ظهرت أوىل زلاوالت تعاطي رجال القانون مع فكرة الرقابة خالل الفًتة ما بُت احلرب العادلية األوىل والثانية‪،‬‬
‫ْتيث اعتمد القضاء الفرنسي على الرقابة كمعيار لتحديد جنسية الشركة بعدما استغٌت عن معيار ادلرك الرئيسي ذلا‪،‬‬
‫وأصبح يعترب الشركة أجنبية إذا كانت خاضعة لرقابة وسيطرة شريك أجنيب حىت ولو كان ادلرك الرئيسي ذلذه الشركة‬
‫داخل فرنسا‪.‬‬
‫ولعل السبب الذي دفع القضاء الفرنسي العتماد ىذا ادلعيار‪ ،‬يرجع إىل الظروف السياسية اليت كانت تعيشها‬
‫فرنسا خالل تلك الفًتة‪ ،‬أين كان القضاء رلربا على تنفيذ األوامر العسكرية الصادرة آنذاك وادلتمثلة يف ضرورة وضع‬
‫أموال الدول ادلعادية ذلا خالل احلرب العادلية األوىل ٖتت احلراسة‪ ،‬فوجد القضاء الفرنسي نفسو أمام شركات فرنسية‬
‫اجلنسية وذلك بالنظر إىل مرك ىا الرئيسي ادلتواجد يف األراضي الفرنسية يف حُت كانت ىذه الشركات ٘تثل مصاحل‬
‫أشخاص تنتمي إىل دول أخرى كانت معادية لفرنسا كأدلانيا‪ ،‬ولذلك اضطر القضاء الفرنسي لالستغناء عن ادلعيار‬
‫السابق واعتماد معيار الرقابة والسيطرة‪.‬‬
‫ولكن بالرغ من إعمال الرقابة واعتمادىا يف ٖتديد جنسية الشركة من طرف القضاء الفرنسي‪ ،‬إال أن ىذا األخَت‬
‫مل يتجو إىل زلاولة تعريف الرقابة وٖتديد مفهومها‪ ،‬بل اكتفى بالبحث فقط يف مدى قدرة األشخاص على فرض‬
‫ىيمنته على تسيَت الشركة وإدارهتا من خالل حيازهت ألكرب نسبة من رأمساذلا أو سلطته يف تعيُت أعضاء ىيئاهتا‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫غَت أن ادلفهوم القانوين لفكرة الرقابة قد برز بشكل كبَت مع بروز ظاىرة رلموعات الشركات واقتحامها عامل‬
‫األعمال خاصة مع هناية احلرب العادلية الثانية‪ ،‬أين أصبحت اجملموعة ٘تثل أى صور الًتكي االقتصادي على‬
‫االطالق‪ ،‬فالرقابة اليت ٘تارسها الشركة األم على الشركات التابعة تعد الركي ة األساسية وادلعيار الفعلي لوجود رلموعة‬

‫‪81‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫الشركات‪ْ ،‬تيث لوال وجودىا دلا كان للمجموعة أن تشكل كيانا اقتصاديا واحدا وموحدا‪ ،‬وذلك ألهنا ٗتول الشركة‬
‫األم سلطات إدارية ومالية واسعة يف مواجهة الشركات التابعة ذلا‪.‬‬
‫ولعلنا صلد أن أغلب الفقهاء والشراح الذين تناولوا فكرة الرقابة بالدراسة حاولوا التطرق إىل ٖتديد مفهومها‬
‫وأمهيتها ومكانتها يف رلال رلموعات الشركات‪ ،‬باإلضافة إىل األشكال والصور اليت تتخذىا‪ ،‬غَت أهن أمجعوا على أن‬
‫مفهومها يتس بالتعقيد والغموض‪ ،‬باإلضافة إىل أن زلاولة حصر كل أبعادىا شيء يصعب ٖتقيقو‪.‬‬
‫ويرجع ذلك يف احلقيقة إىل أن فكرة الرقابة الزالت غريبة عن مقتضيات ادلفاىي القانونية‪ ،‬باعتبار أهنا تستند يف‬
‫وجودىا على عناصر واقعية غَت ثابتة‪ ،‬وعليو فإن ذلك جيعل إخضاعها للقوالب واألنظمة القانونية اليت استقر عليها‬
‫الفكر القانوين أمرا فيو صعوبة وتعقيد شديدين‪ ،‬فالسيطرة ىي إحدى مظاىر التفاوت ادلوجود بُت الواقع والقانون‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك فإن غياب تنظيمات تشريعية متكاملة لظاىرة رلموعة الشركات باعتبارىا وحدة اقتصادية قد‬
‫زاد من صعوبة زلاولة تعريف عنصر الرقابة‪ ،‬فالقانون الوضعي اليوم ال يعًتف كأصل عام إال بالشركة كوحدة قانونية‬
‫قائمة بذاهتا‪.‬‬
‫ويضيف جانب من الفقو أن صعوبة ٖتديد تعريف للرقابة يرجع كذلك إىل ذلك التضارب والتناقض احلاصل بُت‬
‫فكرة االستقالل القانوين للشركات ادلكونة للمجموعة والتبعية االقتصادية ذلا واليت ٕتعل منها وحدة اقتصادية واحدة‬
‫قائمة على ادلصلحة اجلماعية لكل الشركات ادلنضوية ٖتت لوائها‪.‬‬
‫سنحاول من خالل ىذه ادلسامهة ادلتواضعة‪ ،‬تسليط الضوء على مفهوم فكرة الرقابة يف رلال رلموعات الشركات‬
‫متعددة اجلنسيات والوقوف على أى معادلها وركائ ىا‪ ،‬وكذا اآلثار ادلًتتبة عنها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مجموعة الشركات متعددة الجنسيات‬
‫صلد أن عمليات الًتكي االقتصادي باختالف صوره وأشكالو‪ ،‬تعترب من أى مقومات النهوض باالقتصاد الوطٍت‪،‬‬
‫وذلك ألن التكتل يعترب وسيلة من وسائل استقطاب رأس ادلال األجنيب‪ ،‬كون أن ىذا األخَت يفضل الدخول يف‬
‫شراكة مع الوحدات االقتصادية احمللية سواء ذات رؤوس األموال العمومية أو اخلاصة‪ ،‬بدل ادلغامرة باالستثمار يف‬
‫بلدان غريبة عنها من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تسمح عمليات الًتكي االقتصادي ٓتلق كيانات اقتصادية عمالقة ذات‬
‫طابع زللي قادرة على التصدي لتحديات ادلنافسة األجنبية سواء على الصعيد اإلقليمي او حىت العادلي‪.1‬‬

‫‪ 1‬إن السعي لتشجيع عمليات التكتل وتركي رؤوس األموال هبدف محاية االقتصاد الوطٍت من ادلنافسة األجنبية دفع بالدول األوربية للتخفيف أو حىت‬
‫االستغناء عن بعض قوانُت منع االحتكار‪ ،‬ولعل أكرب ما شجعها للقيام ٔتثل ىذه ادلبادرات ىو ادلد األمريكي ادلتمثل يف الشركات األمريكية ادلتعددة‬

‫‪02‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف مجموعة الشركات متعددة الجنسيات‬


‫عرف الدكتور شريف زلمد غنام رلموعة الشركات ادلتعددة اجلنسيات بأهنا‪« :‬رلموعة من الشركات مستقلة قانونا‬
‫عن بعضها تسمى الشركات الوليدة ولكنها مرتبطة ببعضها بروابط اقتصادية وٗتضع يف ذلك لسيطرة وىيمنة شركة‬
‫أخرى تسمى الشركة األم‪ ،‬و٘تارس ىذه الشركات نشاطها يف مناطق جغرافية متعددة‪ ،‬وتسعى مجيعها إىل ٖتقيق‬
‫‪1‬‬
‫اسًتاتيجية واحدة تضعها الشركة األم»‪.‬‬
‫ويعرف الدكتور زلمود مسَت الشرقاوي رلموعة الشركات متعدد اجلنسيات بأهنا «ٕتمع اقتصادي بُت عدة شركات‬
‫تتمتع ّتنسيات دول سلتلفة وترتبط فيما بينها عن طريق ادلسامهة يف راس ادلال‪ ،‬هبدف ٖتقيق ىدف اقتصادي معُت‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتتحقق وحدة اذلدف بوحدة السيطرة على إدارة الشركات أعضاء اجملموعة‪ْ ،‬تيث تكون كيانا اقتصاديا واحدا»‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مبررات قيام مجموعة الشركات متعددة الجنسيات‬
‫على الصعيد الدويل‪ ،‬تعترب رلموعة الشركات‪ ،‬مقارنة بباقي صور الًتكي االقتصادي األخرى‪ ،‬الوسيلة األيسر‬
‫تصورا واألكثر استعماال لقيام الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،3‬حيث ديكن انشاء شركات تابعة يف أي دولة من الدول‬
‫بشرط أن يكون القانون الوطٍت للشركة األم يسمح بتملك ىذه األخَتة ألسه شركات أجنبية‪ ،‬باإلضافة إىل ان‬
‫يكون قانون الدولة ادلضيفة جيي ٘تلك الشركات األجنبية ألسه الشركات الوطنية بنسب تسمح بالسيطرة عليها (‪.)4‬‬
‫فامتداد النشاط االقتصادي للمجموعة إىل خارج حدود الدولة ال يواجو يف كثَت من األحيان صعوبات سواء ذات‬
‫طبيعة فنية أو حىت قانونية‪ ،‬كما أننا صلد بعض الشركات التجارية قد تلجأ إلنشاء شركات تابعة ذلا يف دول أخرى‬
‫وذلك قصد ٗتطي بعض العراقيل القانونية واالقتصادية وحىت السياسة‪ ،‬وأحسن مثال على ذلك إنشاء شركات‬
‫السيارات اليابانية شركات تابعة ذلا يف الواليات ادلتحدة األمريكية وذلك من أجل تفادي النصوص القانونية اليت ٖتدد‬

‫اجلنسيات بداية من سنوات الستينات للقرن ادلاضي‪ ،‬وقد وجدت الدول األوربية سندىا القانوين يف ادلادة ‪ 220‬من اتفاقية روما اليت تنص‪ « :‬كل دولة‬
‫عضو تدخل يف مفاوضات مع األعضاء اآلخرين بقصد تأمُت مصاحل مواطنيها‪ ،....‬وإمكانية ٖتقيق االندماج بُت ادلشروعات والشركات اليت ٗتضع لقوانُت‬
‫زللية سلتلفة»‪ .‬أنظر‪ :‬إمساعيل زلمد حسُت‪ ،‬االندماج يف مشروع قانون الشركات األردين‪ْ ،‬تث منشور يف رللة مؤتة للبحوث والدراسات‪ ،‬اجمللد ‪ ،01‬العدد‬
‫‪ ،01‬األردن سنة ‪ ،1986‬ص ص ‪.145 144‬‬
‫‪ 1‬أنظر‪ :‬شريف زلمد غنام‪ ،‬اإلفالس الدويل جملموعة الشرك ات متعددة اجلنسيات‪ :‬مسؤولية الشركة األم األجنبية عن ديون شركاهتا الوليدة‪ ،‬دار اجلامعة‬
‫اجلديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2006‬ص ص ‪.10 09‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬زلمود مسَت الشرقاوي‪ ،‬ادلشروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيلة لقيامو‪ ،‬رللة مصر ادلعاصرة‪ ،‬رللد ‪ ،66‬عدد ‪ ،362‬ص ‪.128‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Voir : de Sola Canizares Felipe. Les sociétés financières en droit comparé. In: Revue internationale de droit‬‬
‫‪comparé. Vol. 7 N°3, Juillet-septembre 1955. P 607.‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪ :‬أمحد عبد الع ي وزكريا جاس وفراس عبد اجلليل الطحان‪ ،‬الشركات ادلتعددة اجلنسيات وأثرىا على الدول النامية‪ْ ،‬تث منشور يف رللة اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،85‬سنة ‪ ،2010‬ص ‪.126‬‬

‫‪08‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫نسبة استَتاد السيارات اليابانية اىل األراضي األمريكية‪ ،‬كما صلد أن الشركات االمريكية تلجأ يف كثَت من األحيان‬
‫إلنشاء شركات خاضعة لسيطرهتا يف الدول األوربية‪ ،‬حىت تتفادى احلظر ادلطبق على استَتاد بعض ادلنتجات من‬
‫خارج أوربا(‪.)1‬‬
‫إن تكتل الوحد ات االقتصادية على ادلستوى الدويل باستعمال آليات االندماج أو سلتلف القوالب القانونية‬
‫األخرى للًتكي االقتصادي تعد نادرة الوقوع‪ ،‬وذلك ألن اللجوء اىل ىذه اآلليات يكتنفو العديد من التحديات‬
‫والعراقيل ذات الطبيعة القانونية أو حىت االقتصادية والسياسية‪ ،‬فبالرغ من األمهية القانونية واالقتصادية لالندماج اال‬
‫انو ال يعترب األداة القانونية ادلثلى لتكوين الشركات متعددة اجلنسية‪ ،‬وىذا مرجعو اىل تعدد االحكام ادلنظمة لالندماج‬
‫وتضارهبا بُت تشريع وآ خر من جهة‪ ،‬وعدم وجود قواعد دولية ٖتك عملية االندماج بُت الشركات من جهة‬
‫(‪)2‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫كما أن النفقات اليت قد تتحملها الشركات اليت تريد التكتل ‪ -‬سواء على الصعيد احمللي أو الدويل – باستعمال‬
‫بعض أساليب الًتكي االقتصادي األخرى كاالندماج والًتست مثال‪ ،‬تكون باىظة ومكلفة مقارنة مع التكاليف اليت‬
‫يتطلبها انشاء رلموعة للشركات سواء عند انشاء شركة تابعة جديدة أو عند السيطرة على شركة قائمة‪.3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة في مجال الشركات المتعددة الجنسيات‬
‫إن الرقابة على الشركات تدل من الناحية االصطالحية على وجود نوع من االستبداد االقتصادي حيث يستأثر‬
‫(‪)4‬‬
‫شخص طبيعي أو معنوي أو رلموعة من األشخاص القانونية بالسيطرة على إدارة إحدى الشركات‪.‬‬
‫فالرقابة اليت ٘تارسها الشركة األم على الشركات التابعة داخل اجملموعة ىي حالة واقعية ٕتعل من الشركة األم يف‬
‫وضعية ىيمنة على شركات اجملموعة تستعمل فيها وسائل وأدوات قانونية‪ ،‬أي أن فكرة الرقابة ليست سوى أحد‬
‫(‪)1‬‬
‫مظاىر التعبَت القانوين عن السيطرة واذليمنة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬عبد الع ي خلف الواديو‪ ،‬اإلدارة ادلالية يف ادلؤسسات متعددة اجلنسيات‪ :‬مقارنة بُت االدارة ادلالية يف ادلؤسسات ادلتعددة اجلنسيات وادلؤسسات‬
‫الوطنية‪ْ ،‬تث منشور يف رللة ادلدير العريب‪ ،‬العدد ‪ ،146‬مصر ‪ ،1999‬ص ‪.53‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬حسام الدين عيسى‪ ،‬الشركات متعددة القوميات‪ْ ،‬تث منشور يف رللة العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬السنة ‪ ،1976 ،18‬ص‪.361‬‬
‫أنظر كذلك‪ :‬طلعت جياد جلي احلديدي‪ ،‬ادلرك القانوين الدويل للشركات متعددة اجل نسية‪ ،‬رسالة دكتوراه يف القانون‪ ،‬مناقشة بكلية القانون يف جامعة‬
‫ادلوصل‪ ،‬العراق ‪ ،2005‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪ :‬مسَت سعد مرقص‪ ،‬االحتكار وأثره على االقتصاديات احمللية والدولية‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫(‪ )4‬أنظر‪ :‬م‪ .‬اساور حامد عبد الرمحن‪ ،‬اتفاق االستحواذ على الشركات‪ ،‬رللة العلوم القانونية والسياسية ّتامعة كركوك‪ ،‬العدد ‪ 06‬اجمللد رق ‪ ،02‬سنة‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.23‬‬

‫‪00‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف الفقهي للرقابة‬


‫يعرفها الدكتور علــي ضاري خليــل بأهنا «السلطة والنفوذ الذي ٘تارسو الشركة األم بصورة مباشرة أو غَت مباشرة‬
‫(‪)2‬‬
‫على تكوين أو إدارة الشركة التابعة بوسائل تستند اىل القانون أو الواقع أو االتفاق»‪.‬‬
‫ويعرفها الدكتور "عبدالي ساخو" بأهنا السيطرة اليت تت بواسطة أساليب مستمدة من قانون الشركات أو‬
‫(‪)3‬‬
‫بواسطة عالقات تعاقدية ْتيث ٘تكن صاحبها من اذليمنة على تسيَت وإدارة وتنظي أحد األشخاص ادلعنوية‪.‬‬
‫أما الدكتور "شامبو" فَتى أن الرقابة ىي احلق يف حيازتك أموال الغَت وكأنك مالك ذلا‪ ،‬ورقابة ادلشروع ىي‬
‫احلصول على رقابة األموال اليت مت ٗتصيصها للنهوض بو والتصرف فيها بكيفية ٗتول صاحب الرقابة السيطرة على‬
‫توجيو نشاطو االقتصادي‪ ،‬أما رقابة الشركة فتتمثل يف السيطرة على احلقوق االجتماعية ذلا والتصرف فيها بكل حرية‬
‫(‪)4‬‬
‫ْتيث يكون للشخص ادلراقب القدرة على توجيو وتسيَت النشاط االقتصادي ذلذه الشركة‪.‬‬
‫فالرقابة حسب "شامبو" تقوم على فكرة ادلسامهة يف رأس ادلال بنسبة تسمح للشركة ادلراقبة من فرض شلثلُت ذلا‪،‬‬
‫مهمته التسيَت واحملافظة على مصاحل ىذه الشركة‪ ،‬كما أن ادلسامهة ادلالية يف شركة أخرى ىي اآللية اليت تسمح‬
‫باندماجها داخل اجملموعة‪ ،‬غَت أن الت اماهتا القانونية وحىت اجلبائية ٗتتلف باختالف نسبة ىذه ادلسامهة(‪.)5‬‬
‫ويرى الدكتور "زلمد حسُت إمساعيل" بأن الرقابة ىي قدرة الشركة األم‪« :‬على تقرير سياسات لشركاهتا التابعة‬
‫منسجمة مع االسًتاتيجية اليت وضعتها‪ ،‬أو ىي ىيمنة الشركة األم بصورة كاملة على سلتلف أوجو نشاط شركاهتا‬
‫(‪)6‬‬
‫التابعة وموجوداهتا عن طريق احتكار اصدار القرارات ادلتعلقة هبذا النشاط»‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Voir : Claude.Champaud, Recherche des Critères d’appartenance à un groupe, Droit des groupes de sociétés,‬‬
‫‪Librairies techniques, Paris 1972, P 29.‬‬
‫(‪ )2‬أنظر‪ :‬علــي ضاري خليــل‪ ،‬التنظيـ القانوين للشركة القابضـة‪ :‬دراسـة مقارن ــة‪ ،‬رسالة دكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد سنة ‪،2006‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪» La maîtrise, grâce à des techniques juridiques tirées du droit des sociétés et de stipulations contractuelles, du‬‬
‫‪pouvoir de gestion, de direction et d'organisation d'une personne morale«.‬‬
‫‪Voir : M.Abdoulaye Sakho, LES GROUPES DES SOCIETES ET LE DROIT, thése de Doctorat d'état, Université‬‬
‫‪de Cheikh Anta Diop, Dakar 1993, P 444.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪Voir : Claude Champaud, Le pouvoir De Concentration Dans la Société par Action, Edition Siry, Paris 1962, P‬‬
‫‪101.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪Voir : Maggy Pariente, Les groupes de sociétés : aspects juridique, social, comptable et fiscal, édition Litec, Paris‬‬
‫‪1993, P 77.‬‬
‫(‪ )6‬أنظر‪ :‬زلمد حسُت امساعيل‪ ،‬الشركة القابضة وعالقتها بالشركة التابعة يف مشروع قانون الشركات األردين والقانون ادلقارن‪ ،‬ط ‪ ،1‬األردن سنة ‪،1990‬‬
‫ص ‪.28‬‬

‫‪02‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫ويعرفها جانب من الفقو بأهنا استئثار أحد األشخاص الطبيعية أو ادلعنوية بسلطة سيادية يف إدارة وتسيَت إحدى‬
‫الشركات ادلتمتعة باالستقالل القانوين ‪ْ ،‬تيث تظهر ىذه السلطة سواء بالسيطرة على قرارات اجلمعية العامة للشركة أو‬
‫(‪)1‬‬
‫باالستحواذ على اذليئات اإلدارية ذلا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التعريف التشريعي للرقابة‬
‫أما بالنسبة للمواقف التشريعية من فكرة الرقابة‪ ،‬فإهنا حاولت تعريفها من خالل تعداد الصور اليت تتحقق هبا‪،‬‬
‫وسنحاول عرض كل من التعريف التشريعي للرقابة يف القانون الفرنسي واالصللي ي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف التشريعي للرقابة في التشريع الفرنسي‬
‫إن أول معاجلة دلفهوم الرقابة يف التشريع الفرنسي كانت ٔتناسبة صدور قانون الشركات سنة ‪ ،)2(1966‬حيث‬
‫تناوذلا بصورة عرضية عند تعريفو للشركة التابعة‪ ،‬فاعترب أن الرقابة على الشركات تكون يف حالة واحدة تتمثل يف‬
‫(‪)3‬‬
‫ملكية أغلبية رأس ادلال‪.‬‬
‫غَت أن ىذا ادلفهوم قد شهد تطورا كبَتا وذلك ٔتوجب التعديالت اليت مت إدخاذلا على قانون الشركات سنة‬
‫‪ ،)4(1985‬إذ أصبح مفهوم الرقابة أكثر مشولية واتساعا وذلك بتضمينو عدة صور للرقابة بعدما كانت يف السابق‬
‫تظهر يف صورة واحد تتمثل يف ملكية أغلبية رأس ادلال‪.‬‬
‫وقد عدد ادلشرع الفرنسي احلاالت اليت تتحقق فيها الرقابة للشركة األم‪ ،‬فباإلضافة إىل حالة ملكيتها ألغلبية‬
‫رأمسال الشركة التابعة‪ ،‬فاعترب أن الرقابة تتأتى للشركة األم عندما ٘تلك بصفة مباشرة أو غَت مباشرة ج ءا من رأمسال‬
‫الشركة التابعة حىت ولو كان ذلك اجل ء أقل من ‪ % 50‬بشرط أن تعطيها تلك ادلسامهة ادلالية احلق يف احلصول على‬
‫أغلبية األصوات يف اجلمعيات العامة للشركة التابعة‪.‬‬
‫كما اعترب ادلشرع الفرنسي وجود السيطرة عندما ٘تلك الشركة األم وحدىا أغلبية حقوق التصويت يف الشركة‬
‫التابعة ٔتوجب اتفاق مع باقي الشركاء اآلخرين أو ادلسامهُت‪ ،‬بشرط أال يضر ذلك ٔتصلحة ىذه الشركة‪ ،‬أو عندما‬
‫٘تلك يف الواقع ؤتوجب حقوق التصويت اليت ٘تلكها‪ ،‬التحك يف قرارات اجلمعيات العامة للشركات التابعة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Voir : Paul le Cannu et Bruno Dondero, Droit des Sociétés, Montchrestien- Lextenso édition, 3éme éd, Paris 2009,‬‬
‫‪P 967.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Loi N° 66/537 du 24/07/1966 sur les Sociétés Commercial, JORF du 26/07/1966.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Art 354 de la Loi N° 66/537 : »Lorsqu'une société possède plus de la moitié du capital d'une autre société, la‬‬
‫‪seconde est considérée pour l'application de la présente section, comme filiale de la première« .‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪Loi N° 85/705 du 12 /07/1985 relative aux participations détenues dans les sociétés par actions, JORF du‬‬
‫‪13/07/1985.‬‬

‫‪02‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
43-81:‫ص ص‬--------------------------------------------------------- 2022 ‫ جوان‬20 ‫ العدد‬08 ‫اجمللد‬

‫وتتحقق السيطرة وفق التعديل اجلديد لقانون الشركات الفرنسي كذلك عندما تكون الشركة األم شريك أو‬
‫ وتكون ذلا سلطة تعيُت أو ع ل أغلبية أعضاء ىيئاهتا اإلدارية أو الرقابية حىت ولو مل يكون‬،‫مساى يف الشركة التابعة‬
.‫ذلا ملكية أغلبية أسه رأس ادلال‬
‫وقد جاء قانون الشركات الفرنسي اجلديد بصورة جديدة للسيطرة وادلتمثلة فيما يطلق عليو فقها بالسيطرة‬
‫ من حقوق التصويت‬%40 ‫ واليت تتحقق عندما ٘تتلك الشركة األم بصفة مباشرة أو غَت مباشرة ج ء يتعدى‬،‫ادلفًتضة‬
‫ وال حيوز أي شريك أو مساى آخر بصفة مباشرة أو غَت مباشرة ج ءا أكرب من‬،‫يف اجلمعية العامة للشركة التابعة‬
)1(
.‫ج ئها‬
‫ التعريف التشريعي للرقابة في التشريع اإلنجليزي‬:‫الفرع الثاني‬
1948 ‫ من قانون الشركات الصادر سنة‬154 ‫لقد حاول التشريع اإلصللي ي تعريف الرقابة من خالل نص ادلادة‬
:‫) ْتيث اعترب أهنا تتحقق يف ثالث حاالت‬Companies Act 1948(
.‫ عندما تتحك الشركة القابضة يف تشكيل رللس إدارة الشركة التابعة‬-
.‫ يف حالة ملكية الشركة التابعة ألكثر من نصف رأمسال الشركة التابعة‬-
،‫ إذا كانت الشركة القابضة تسيطر على شركة تابعة وكانت ىذه األخَتة تسيطر بدورىا على شركة أخرى‬-
.)2( ‫فتصبح ىذه األخَتة شركة تابعة لألوىل‬

(1)
Art 02/722 du code de commerce français : » Une société est considérée, pour l'application des sections 2 et 4 du
présent chapitre, comme en contrôlant une autre :
1° Lorsqu'elle détient directement ou indirectement une fraction du capital lui conférant la majorité des droits de
vote dans les assemblées générales de cette société ;
2° Lorsqu'elle dispose seule de la majorité des droits de vote dans cette société en vertu d'un accord conclu avec
d'autres associés ou actionnaires et qui n'est pas contraire à l'intérêt de la société ;
3° Lorsqu'elle détermine en fait, par les droits de vote dont elle dispose, les décisions dans les assemblées générales
de cette société ;
4° Lorsqu'elle est associée ou actionnaire de cette société et dispose du pouvoir de nommer ou de révoquer la
majorité des membres des organes d'administration, de direction ou de surveillance de cette société.
Elle est présumée exercer ce contrôle lorsqu'elle dispose directement ou indirectement, d'une fraction des droits
de vote supérieure à 40 % et qu'aucun autre associé ou actionnaire ne détient directement ou indirectement une
fraction supérieure à la sienne« .
:‫على ما يلي‬1948 ‫ من قانون الشركات اإلصللي ي لسنة‬154 ‫) تنص ادلادة‬2(
»Meaning of "holding company" and "subsidiary"
(1)For the purposes of this Act, a company shall, subject to the provisions of subsection(3) of this section, be
deemed to be a subsidiary of another if, but only if,—
(a)that other either—
(i) is a member of it and controls the composition of its board of directors; or
(ii) holds more than half in nominal value of its equity share capital ; or
(b) the first-mentioned company is a subsidiary of any company which is that other's
subsidiary«.

02
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫أما قانون الشركات لسنة ‪ )Companies Act 2006( 2006‬فيعدد الصور اليت تتحقق فيها السيطرة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عندما ٘تتلك الشركة القابضة أغلبية حقوق التصويت يف الشركة التابعة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تكون الشركة القابضة شريكة يف الشركة التابعة ويكون ذلا احلق يف تعيُت أو ع ل أغلبية أعضاء رللس‬
‫إدارهتا‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يكون للشركة القابضة احلق يف شلارسة سيطرة حامسة على الشركة التابعة سواء ٔتوجب القانون‬
‫األساسي ذلذه األخَتة او يف إطار عقود السيطرة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تكون الشركة القابضة شريكة يف الشركة التابعة بواسطة ملكية أغلبية حقوق التصويت فيها باالتفاق‬
‫مع باقي الشركاء(‪.)1‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬صور الرقابة‬
‫إن الرقابة اليت ٘تارسها الشركة األم على الشركات التابعة تعد كما رأينا ادلعيار الفعلي للقول بوجود رلموعة‬
‫الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬فلوال وجود ىذه الرقابة دلا ٘تكنت الشركة األم من إخضاع باقي الشركات التابعة‬
‫لسيطرهتا وتوجيهها وفق اخلطة االقتصادية للمجموعة‪ ،‬وىذه الرقابة تتأتى للشركة األم من خالل مسامهتها يف رأمسال‬
‫الشركات التابعة بنسبة ٘تكنها من السيطرة عليها‪ ،‬وتتحقق الرقابة للشركة بواسطة أدوات وأساليب مستمدة من قانون‬
‫الشركات من خالل ثالث صور‪ :‬إما أن ٘تتلك الشركة األم أكثر من نصف رأمسال الشركة التابعة (مطلب أول)‪ ،‬أو‬
‫تسيطر الشركة األم على تكوين رللس إدارة الشركة التابعة (مطلب ثان)‪ ،‬كما ديكن للشركة األم أن تسيطر على شركة‬
‫تابعة تكون ٖتت سيطرة إحدى شركاهتا التابعة (مطلب ثالث)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الرقابة عن طريق ملكية أغلبية رأس المال‬
‫تتحقق سيطرة الشركة األم على شركاهتا التابعة من خالل مسامهتها يف رأمساذلا بنسبة ٖتقق ذلا أغلبية األصوات‬
‫يف اجلمعية العمومية‪ ،‬ويتأتى ذلا ذلك أساسا من خالل ملكيتها لنسبة أكثر من ‪ %50‬من أسه الشركة التابعة حىت‬

‫(‪ )1‬تنص ادلادة ‪ 1162‬من قانون الشركات اإلصللي ي لسنة ‪ 2006‬على ما يلي‪:‬‬
‫—‪»... An undertaking is a parent undertaking in relation to another undertaking, a subsidiary undertaking, if‬‬
‫‪(a) it holds a majority of the voting rights in the undertaking, or‬‬
‫‪(b) it is a member of the undertaking and has the right to appoint or remove a majority of its board of directors, or‬‬
‫—‪(c) it has the right to exercise a dominant influence over the undertaking‬‬
‫‪(i) by virtue of provisions contained in the undertaking’s articles, or‬‬
‫‪(ii) by virtue of a control contract, or‬‬
‫‪(d) it is a member of the undertaking and controls alone, pursuant to an agreement with other shareholders or‬‬
‫‪members, a majority of the voting rights in the undertaking...« .‬‬

‫‪02‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫تتمكن من اذليمنة على قراراهتا‪ ،‬باعتبار أن اجلمعية العمومية للشركة ىي السلطة ادلهيمنة على أى القرارات اليت‬
‫(‪)1‬‬
‫تصدر عنها السيما تعيُت رللس االدارة‪.‬‬
‫ففي ىذه احلالة تكون الشركة األم شريكاً رئيسياً يف الشركة التابعة‪ْ ،‬تيث تستأثر بنسبة كبَتة من أسه ىذه‬
‫وتعترب النسبة الكبَتة من األسه اليت ٘تلكها مؤشر قوي على توافر نية السيطرة من قبل الشركة األم(‪،)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫االخَتة‪،‬‬
‫كما أن لنسبة ملكية رأس ادلال دور كبَت يف ٖتديد مدى خضوع الشركة التابعة للشركة األم‪ ،‬فكلما كانت ادلسامهة‬
‫(‪)4‬‬
‫ادلالية للشركة األم يف الشركة التابعة كبَتة‪ ،‬كلما كان خضوع ىذه األخَتة لألوىل أكرب‪.‬‬
‫غَت أننا نشَت إىل أن ىذه ادللكية جيب أن يكون زللها أسه رأس ادلال دون أي نوع آخر من األسه اليت‬
‫تعطي فقط احلق يف حصول الشريك على نسبة من األرباح دون أن يكون لو احلق يف التدخل يف قرارات الشركة‪،‬‬
‫وىذه األسه تعرف بتسمية أسه التمتع‪.‬‬
‫والفرق جوىري بُت ىذين النوعُت من األسه ‪ ،‬فأسه رأس ادلال ىي تلك األسه العادية اليت يتكون من‬
‫رلموع قيمتها رأمسال الشركة‪ ،‬وال ديكن ألصحاهبا أن يسًتدوا قيمتها مادامت الشركة قائمة ت اول نشاطها‪ ،‬وخيول ىذا‬
‫النوع من األسه لصاحبو احلصول على حق و من األرباح اليت ٖتققها الشركة كما لو نصيب يف موجودات الشركة بعد‬
‫(‪)5‬‬
‫تصفيتها‪.‬‬
‫أما أسه التمتع ىي تلك األسه العادية اليت مت استهالكها من قبل أصحاهبا عن طريق تسديد قيمتها من‬
‫طرف الشركة‪ْ ،‬تيث تقوم ىذه االخَتة باسًتجاع أسهمها وتعطي ادلساى أسه ٘تتع بدال عنها(‪ ،)6‬وتلجأ الشركة‬
‫دلثل ىذه التصرفات يف حالة استثمارىا يف مشاريع هتلك أصوذلا تدرجييا أو يف ادلشاريع احملددة ادلدة كما لو كانت‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬القرشي زلمد أمحد مفلح‪ ،‬تبعية الشركة التابعة للشركة القابضة يف قانون الشركات األردين‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية الدراسات الفقهية والقانونية‪،‬‬
‫جامعة آل البيت‪ ،‬األردن سنة ‪ ،2008‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ )2‬أنظر‪ :‬ماجد بن عبد اهلل اذلديان‪ ،‬الشركة القابضة والذمة ادلالية الصورية للشركات التابعة ذلا‪ ،‬مقال منشور يف جريدة االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،5844‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪.2009/10/11‬‬
‫(‪ )3‬أنظر‪ :‬أمحد زلمود ادلساعدة‪ ،‬العالقة القانونية للشركة القابضة مع الشركات التابعة ذلا‪ :‬دراسة مقارنة‪ْ ،‬تث منشور يف رللة األكادديية للدراسات‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جوان ‪ ،2014‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ )4‬أنظر‪ :‬عماد الشربيٍت‪ ،‬موقف ادلشرع ادلصري من ادلشروعات متعددة القوميات‪ْ ،‬تث منشور يف رللة مصر ادلعاصرة‪ ،‬مج ‪ ،71‬ع ‪ ،380‬مصر سنة‬
‫‪ ،1980‬ص ‪.244‬‬
‫(‪ )5‬أنظر‪ :‬فوزي زلمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية‪ :‬األحكام العامة واخلاصة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬عمان ‪ ،2014‬ص ‪.307‬‬
‫(‪ )6‬عرف ادلشرع التجاري اجل ائري من خالل نص ادلادة ‪ 715‬مكرر ‪ 45‬أسه التمتع بأهنا «األسه اليت مت تعويض مبلغها االمسي إىل مساى عن طريق‬
‫االستهالك ادلخصوم إما من الفوائد أو االحتياطات‪ ،‬وديثل ىذا االستهالك دفعا مسبقا للمساى عن حصتو يف تصفية الشركة يف ادلستقبل»‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫تستغل منجما أو زلجرا‪ ،‬أو يكون نشاطها يتمثل يف استغالل أحد ادلرافق العامة ٔتوجب عقد امتياز‪ ،‬ففي ىذه احلالة‬
‫(‪)1‬‬
‫حيصل ادلساى على القيمة االمسية لسهمو تدرجييا قبل انقضاء الشركة‪.‬‬
‫ودلا كانت أسه التمتع ليست ذلا قيمة يف رأس ادلال‪ ،‬فإن حيازة الشركة األم ألغلبية ىذه االسه ال خيوذلا من‬
‫الناحية العملية سلطة االستئثار بقرارات اجلمعية العامة للشركة التابعة‪ ،‬وبالتايل فإهنا تفقد صفتها كشركة أم(‪.)2‬‬
‫كما يشًتط يف األسه اليت ٖتوزىا الشركة األم يف الشركة التابعة أن تكون أسه شللوكة ذلا‪ ،‬وليست أسه حازهتا‬
‫الشركة األم على سبيل الوديعة أو الرىن(‪.)3‬‬
‫وكأصل عام فإن ىذا النوع من الرقابة ال يثَت مشاكل من الناحية القانونية أو الفنية‪ ،‬فملكية أسه رأس ادلال من‬
‫طرف الشركة األم يؤىلها للسيطرة على اجلمعية العامة للشركة األم وبالتايل توجيو سلتلف قراراهتا‪ ،‬السيما يف حالة ما‬
‫إذا كانت غالبية ىذه األسه ىي أسه شلتازة شلا خيوذلا اصوات متعددة يف اجلمعية العامة للشركة التابعة(‪.)4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة عن طريق السيطرة على تعيين مجلس إدارة الشركة التابعة‬
‫إن االعًتاف للشركة بالشخصية ادلعنوية للشركة جيعل منها شخصا قانونيا قائ بذاتو‪ ،‬مستقل عن األشخاص‬
‫ادلكونُت لو سواء كانوا أشخاص طبيعيُت أو معنويُت‪ ،‬ونظرا خلصوصية فكرة الشخصية ادلعنوية البد ذلا من االستعانة‬
‫بأشخاص طبيعية تتوىل إدارهتا وتسيَتىا و٘تثيلها قبل الغَت‪ ،‬ولعل اجل ء األكرب واألى من ىذه ادلهمة تتوالىا ىيئة‬
‫تطل ق عليها غالبية التشريعات ادلقارنة تسمية رللس اإلدارة‪ ،‬اليت تعد اذليئة الرئيسية ادلخولة بإدارة الشركة وتنفيذ‬
‫سياستها العامة‪ ،‬ويت انتخاب أو تعيُت رللس إدارة الشركة من قبل اجلمعية العامة ذلا اليت تض كل الشركاء‬
‫وادلسامهُت فيها(‪.)5‬‬
‫ونظرا لثقل مهمة رللس إ دارة الشركة وصالحياتو الواسعة يف ٖتديد مسار الشركة ورس سياساهتا فإن السيطرة‬
‫على تعيُت أعضائو يؤدي إىل السيطرة على الشركة ككل(‪ ،)6‬وعليو صلد أن غالبية التشريعات اليت نظمت فكرة‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬ع ي العكيلي‪ ،‬الوسيط يف الشركات التجارية‪ :‬دراسة فقهية قضائية مقارنة يف األحكام العامة واخلاصة‪ ،‬مطبعة دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن سنة‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.232‬‬
‫(‪ )2‬أنظر‪ :‬حيِت عبد الرمحن رضا‪ ،‬اجلوانب القانونية جملموعة الشركات عرب الوطنية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة ‪ ،1994‬ص ‪.321‬‬
‫(‪ )3‬أنظر‪ :‬حيِت عبد الرمحن رضا‪ ،‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.321‬‬
‫(‪ )4‬أنظر‪ :‬دريد زلمود على‪ ،‬الشركة القابضة‪ :‬ادلفهوم القانوين وآلية التكوين‪ْ ،‬تث منشور يف رللة اجلامعة األمسرية‪ ،‬اجمللد ‪ ،05‬العدد ‪ ،10‬سنة ‪،2008‬‬
‫ص ‪.385‬‬
‫(‪ )5‬دل يد من التفاصيل حول إدارة شركة ادلسامهة راجع‪ :‬ع ي العكيلي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 381‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )6‬أنظر‪ :‬م‪ .‬اساور حامد عبد الرمحن‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪01‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫رلموعة الشركات سواء تنظيما ج ئيا أو كامال‪ ،‬قد اقرت بوجود عنصر الرقابة والسيطرة يف حال ٘تكن الشركة األم‬
‫على تعيُت أو ع ل أعضاء رللس إدارة شركاهتا التابعة(‪ ، )1‬أين يتأتى ذلا من خالل ىؤالء األعضاء توجيو سياسة‬
‫الشركة التابعة على ضلو ينسج ويتماشى مع اخلطة االقتصادية للمجموعة ككل(‪.)2‬‬
‫واألصل أن أحقية تعيُت أعضاء رللس اإلدارة تتقرر للمساى الذي ديلك أغلبية رأس ادلال يف الشركة‪ ،‬حليازتو‬
‫على أغلبية حقوق التصويت يف اجلمعية العامة باعتبارىا اذليئة ادلخولة قانونا بتعيُت أعضاء رللس اإلدارة‪ ،‬فالسيطرة‬
‫على اإلدارة يكون مصدرىا ملكية أغلبية رأس ادلال الذي يشكل ادلدخل الرئيسي دلمارسة سلطة الرقابة على الشركة‬
‫كما رأينا يف الفرع السابق(‪.)3‬‬
‫ولكننا ومن خالل التحليل الواقعي لعالقة الشركة األم بشركاهتا التابعة‪ ،‬يظهر جليا أن حق تعيُت أعضاء رللس‬
‫إدارة الشركة التابعة وإن كان ينشأ كأصل عام من خالل ملكية الشركة األم ألغلبية رأمسال شركاهتا التابعة‪ ،‬إال أن‬
‫(‪)4‬‬
‫ذلك ديكن أن يتحقق بالرغ من عدم ٖتقق شرط ملكية اغلبية رأس ادلال ويكون ذلك باتباع إحدى الوسيلتُت‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬ملكية أغلبية حقوق التصويت في الجمعية العامة بموجب ملكيتها لألسهم الممتازة‬
‫ديكن للشركة األم أن تتملك نسبة من األسه ال تشكل أغلبية رأس مال الشركة‪ ،‬إال أهنا ديكن أن تستأثر‬
‫بأغلبية حقوق التصويت داخل اجلمعية العامة للشركة التابعة‪ ،‬وبالتايل يتسٌت ذلا االستئثار بتعيُت أو ع ل أعضاء‬
‫رللس إدارة ىذه األخَتة‪ ،‬ويكون ذلا ذلك يف حالة حيازهتا جملموعة من األسه ادلمتازة اليت ٗتوذلا أصواتا متعددة يف‬
‫اجلمعية العامة(‪.)5‬‬
‫واألسه ادلمتازة ىي عبارة عن أسه تعطي لصاحبها حقوقا وامتيازات إضافية عن تلك اليت ٘تنحها األسه‬
‫العادية‪ ،‬وغالبا ما تتخذ صورتُت‪ :‬تتمثل األوىل يف أسه شلتازة تعطي أصحاهبا األولوية يف احلصول على األرباح‬
‫والتقدم على مالكي األسه العادية‪ ،‬كما تكون ذل األولوية يف نصيبه من موجودات الشركة عند التصفية‪ ،‬ىذا‬
‫النوع من األسه ال يعطي لصاحبو إال صوتا واحدا‪ .‬أما الصورة الثانية لألسه ادلمتازة ىي اليت يطلق عليها تسمية‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬أمحد زلمود ادلساعدة‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫(‪ )2‬أنظر‪ :‬جعفر إبراىي حسُت بن عيسى‪ ،‬النظام القانوين للشركة القابضة يف التشريع األردين‪ ،‬رسالة ماجستَت مقدمة لكلية الدراسات الفقهية والقانونية‪،‬‬
‫جامعة آل البيت‪ ،‬األردن سنة ‪ ،2002‬ص ‪.30‬‬
‫(‪ )3‬أنظر‪ :‬مؤمن طاىر شوقي‪ ،‬االستحواذ على الشركة‪ْ ،‬تث منشور يف رللة مصر ادلعاصرة‪ ،‬اجمللد رق ‪ 100‬العدد‪ ،497‬مصر سنة ‪ ،2010‬ص‪.244‬‬
‫(‪ )4‬أنظر‪ :‬دريد زلمود على‪ ،‬الشركة القابضة‪ :‬ادلفهوم القانوين وآلية التكوين‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫(‪ )5‬أنظر‪ :‬دريد زلمود على‪ ،‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.385‬‬

‫‪01‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫األسه ذات الصوت ادلتعدد‪ْ ،‬تيث خيول ىذا النوع من األسه صاحبو أكثر من صوت واحد يف اجلمعية العامة‬
‫للشركة(‪.)1‬‬
‫ىذه الصورة األخَتة لألسه ادلمتازة اختلفت التشريعات يف التعامل معها‪ ،‬فبينما ذىبت بعض التشريعات إىل‬
‫منع إصدارىا ْتجة خطورهتا‪ ،‬إذ أهنا تشكل إخالال بقاعدة ادلساواة بُت األسه وتكرس تفاوتا يف حقوق وواجبات‬
‫ادلسامهُت و٘تكن أقليته من السيطرة على األغلبية‪ ،‬ذىبت تشريعات أخرى إلجازة التعامل هبا على غرار التشريع‬
‫(‪)2‬‬
‫وذلك نظرا دلا ٖتققو من امتيازات اقتصادية كاستقطاب رؤوس األموال األجنبية أو احملافظة على سيطرة‬ ‫اجل ائري‬
‫ادلسامهُت الوطنيُت على قرارات الشركة(‪.)3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وجود نص في القانون األساسي للشركة التابعة أو اتفاق مع باقي الشركاء‬
‫ديكن للشركة األم أن تستأثر ْتق تعيُت أعضاء رللس إدارة شركاهتا التابعة دون أن تتملك ألغلبية حقوق‬
‫التصويت سواء ٔتلكية أغلبية أسه رأس ادلال أو األسه اليت تعطيها أغلبية حقوق التصويت‪ ،‬وذلك يف حالة وجود‬
‫نص يف القانون األساسي للشركة التابعة خيوذلا حق تعيُت أعضاء رللس اإلدارة‪ ،‬أو أن يت إبرام اتفاق بينها وبُت‬
‫الشركة التابعة يقضي بأحقيتها يف االستئثار هبذا احلق‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وجود نص في القانون األساسي للشركة التابعة يخول الشركة األم حق تعيين أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫ْتيث ينص القانون األساسي للشركة التابعة صراحة بتخويل الشركة األم حق تعيُت أو ع ل كل أو أغلبية أعضاء‬
‫رللس اإلدارة يف الشركة التابعة دون احلاجة إىل موافقة أي مساى آخر حىت ولو كان مالكا ألغلبية األصوات داخل‬
‫اجلمعية العامة‪ ،‬وهبذا تتحقق للشركة األم السيطرة على قرارات الشركة التابعة و٘تكنها من تكييف سياستها وأىدافها‬
‫مع االسًتاتيجية العامة للمجموعة (‪.)4‬‬
‫ومن الناحية العملية صلد مثل ىذه النصوص اليت ٗتول الشركة األم ىذا احلق عندما تكون الشركة األم أحد‬
‫األعضاء ادلؤسسُت للشركة التابعة‪ْ ،‬تيث تفرض على باقي الشركاء ادلؤسسُت إدراج ىذا احلق يف العقد التأسيسي‬
‫للشركة التابعة(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬فوزي زلمد سامي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.310‬‬


‫(‪ )2‬أنظر‪ :‬ادلادة ‪ 715‬مكرر ‪ 44‬من القانون التجاري اجل ائري‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر‪ :‬زلمد فريد العريٍت‪ ،‬الشركات التجارية‪ :‬ادلشروع التجاري اجلماعي بُت وحدة اإلطار القانوين وتعدد األشكال‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬سنة ‪،2003‬‬
‫ص ‪.192‬‬
‫(‪ )4‬أنظر‪ :‬أمحد زلمود ادلساعدة‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ )5‬أنظر‪ :‬زلمد يونس العبيدي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪22‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫ثانيا‪ :‬وجود اتفاق بين الشركة األم والتابعة يخول األولى حق تعيين أعضاء مجلس إدارة الثانية‬
‫ْتيث تتمكن الشركة األم من السيطرة على شركاهتا التابعة من خالل رابطة عقدية تربطها مع غالبية األعضاء‬
‫(‪)1‬‬
‫ادلكونُت للجمعية العامة للشركة التابعة‪ٗ ،‬تول األوىل حق الرقابة والتوجيو على الثانية‪.‬‬
‫ويت اللجوء إىل مثل ىذه االتفاقات يف حال ملكية الشركة األم جل ء بسيط من رأمسال الشركة التابعة ال ٗتوذلا‬
‫حقوقاً كثَتة يف التصويت وتعيُت أعضاء رللس اإلدارة‪ ،‬فتتجو الشركة األم إىل إبرام اتفاقات إدارية أو فنية مع الشركة‬
‫التابعة هبدف تع ي سيطرهتا عليها وحصوذلا على حقوق تتجاوز احلقوق اليت ٗتوذلا إياىا األسه اليت ٘تلكها(‪.)2‬‬
‫كما أننا صلد ىذا النوع من االتفاقات يف بعض األحيان عندما ال تكتفي الشركة األم بالسيطرة اليت تتأتى ذلا من‬
‫ملكية أغلبية رأمسال الشركة التابعة‪ْ ،‬تيث تقوم بعقد اتفاقات مع باقي الشركاء حىت تضمن سيطرهتا على ىذه الشركة‬
‫(‪)3‬‬
‫وتع زىا‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة عن طريقة شركة وسيطة‬
‫ديكن للشركة األم أن تسيطر على شركة أخرى بصورة مباشرة عن طريق ادلسامهة يف رأمساذلا ولكن عن طريق‬
‫سيطرة إحدى شركاهتا التابعة عليها‪ ،‬فتصبح الشركة الثانية شركة أم للثالثة واألوىل أم ذلذه األخَتة‪ ،‬فلو افًتضنا أن‬
‫الشركة (أ) ٘تلك الرقابة على الشركة (ب) من خالل ٘تلكها ألغلبية رأمساذلا‪ ،‬وأن الشركة (ب) تسيطر على الشركة‬
‫(ج)‪ ،‬فإن الشركة األم (أ) تعد مراقبة للشركة (ب) عن طريق ادلشاركة يف رأمساذلا بصورة مباشرة‪ ،‬وتصبح ايضا للشركة‬
‫(أ) سلطة الرقابة على الشركة (ج) بواسطة الشركة (ب) أي بطريق ادلسامهة غَت ادلباشرة‪ ،‬ويف حالة وجود شركات‬
‫تابعة للشركة (ج) فإهنا تصبح تابعة للشركة (أ) كذلك(‪.)4‬‬
‫ويطلق الفقو على الشركة األم يف ىذه احلالة تسمية الشركة األم العليا‪ْ ،‬تيث تكون ذلا الرقابة على عدة شركات‬
‫تابعة بطريق غَت مباشر من خالل إحدى الشركات التابعة اليت ٘تتلك فيها مسامهة مباشرة‪ ،‬وتدعى ىذه الشركة التابعة‬
‫بالشركة الوسيطة(‪ ،)5‬أما رلموعة الشركات اليت ت ض ىذا النوع من العالقات ادلالية ادلتعدية يطلق عليو فقها تسمية‬
‫اجملموعة اذلرمية‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬القرشي زلمد أمحد مفلح‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ )2‬أنظر‪ :‬دريد زلمود على‪ ،‬الشركة القابضة‪ :‬ادلفهوم القانوين وآلية التكوين‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫(‪ )3‬أنظر‪ :‬عماد الشربيٍت‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫(‪ )4‬أنظر‪ :‬جعفر إبراىي حسُت بن عيسى‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )5‬أنظر‪ :‬زلمود مسَت الشرقاوي‪ ،‬ادلشروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيلة لقيامو‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬

‫‪28‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫وحيقق ىذا النوع من الرقابة للشركة األم العليا قدرات فائقة على مضاعفة سيطرهتا على رؤوس األموال اليت‬
‫سامهت هبا يف شركتها التابعة الوسيطة‪ ،‬فلو فرضنا أن الشركة األم العليا (أ) ٘تلك نسبة (‪ )%51‬من رأمسال الشركة‬
‫التابعة الوسيطة (ب) وادلقدر بـ ‪ 20.000.000‬دج (نفًتض أن نسبة ‪ %51‬اليت ٘تلكها الشركة أ يف رأمسال الشركة‬
‫ب تقدر بـ ‪ 10.010.000‬دج) مث حازت الشركة الوسيطة (ب) ‪ %51‬من رأمسال ثالث شركات أخرى يقدر‬
‫رأمسال كل واحدة منها بـ ‪ 20.000.000‬دج‪ ،‬ففي ىذه احلالة تصبح الشركة األم العليا تسيطر على رأمسال قدره‬
‫‪ 80.000.000‬دج بالرغ من أن مسامهتها الفعلية مل تتجاوز ‪ 10.010.000‬دج أي ما يعادل نسبة ‪ 8/1‬من‬
‫رأس ادلال الذي تسيطر عليو(‪.)1‬‬
‫ويرى الدكتور زلمود مسَت الشرقاوي أن ىناك سببُت رئيسيُت للجوء إىل ىذه الصورة من الرقابة(‪ ،)2‬يتمثل األول‬
‫يف أن الدول ادلصدرة لرأس ادلال تلجأ إىل استعمال ىذه الوسيلة الستثمار رؤوس أمواذلا يف عدة دول تشكل رلموعة‬
‫اقتصادية إقليمية واحدة‪ ،‬إذ بدال من ظهور ىذه االستثمارات يف شكل سيطرة شركات أم أجنبية يف ىذه الدول‪ ،‬شلا‬
‫قد ال يرضي الشعور القومي فيها‪ ،‬فإهنا تقوم بإنشاء شركة وسيطة يف إحدى دول اجملموعة اإلقليمية لتكون شركة أم‬
‫تسيطر على شركات تابعة يف الدول األخرى األعضاء يف ىذه اجملموعة‪.‬‬
‫كما قد تلجأ بعض الشركات الكربى يف الدول ادلتقدمة إىل اعتماد نظام الرقابة عن طريق الشركة الوسيطة عند‬
‫زلاولتها تفادي انشاء شركة أم واحدة تسيطر على عدد من الشركات التابعة يف عدة دول يكون نظامها القانوين‬
‫صارما‪ ،‬فتتجو إلنشاء شركة وسيطة يف دولة تتمي بنظام قانوين وجبائي تتمي قواعده ادلوضوعية واالجرائية بادلرونة‪،‬‬
‫فتقوم ىذه الشركة الوسيطة بالسيطرة على عدد من الشركات يف دول أخرى‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫الرقابة اليت ٘تارسها الشركة األم على الشركات التابعة تشكل الركي ة األساسية وادلعيار الفعلي لوجود رلموعة‬
‫الشركات متعددة اجلنسيات‪ْ ،‬تيث لوال وجودىا دلا كان للمجموعة أن تشكل كيانا اقتصاديا واحدا وموحدا‪ ،‬وذلك‬
‫ألهنا ٗتول الشركة األم سلطات إدارية ومالية واسعة يف مواجهة الشركات التابعة ذلا يف سلتلف دول العامل‪.‬‬
‫والرقابة تتحقق للشركة األم من خالل مسامهتها يف رأمسال الشركات التابعة بنسبة ٘تكنها من السيطرة عليها‪،‬‬
‫وذلك بواسطة أدوات وأساليب مستمدة من قانون الشركات من خالل ثالث صور‪ :‬إما أن ٘تتلك الشركة األم أكثر‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬حيِت عبد الرمحن رضا‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫(‪ )2‬أنظر‪ :‬زلمود مسَت الشرقاوي‪ ،‬ادلشروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيلة لقيامو‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬

‫‪20‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫من نصف رأمسال الشركة التابعة أو تسيطر الشركة األم على تكوين رللس إدارة الشركة التابعة من خالل ملكية أغلبية‬
‫حقوق ال تصويت يف اجلمعية العامة ذلا ٔتوجب ملكيتها لألسه ادلمتازة أو وجود نص يف القانون األساسي للشركة‬
‫التابعة أو اتفاق مع باقي الشركاء‪ ،‬كما ديكن للشركة األم أن تسيطر على شركة تابعة تكون ٖتت سيطرة إحدى‬
‫شركاهتا التابعة‪.‬‬
‫وقد توصلنا من خالل دراستنا أن ادلعيار احلقيقي للقول بوجود الرقابة ال يتمثل يف رلرد ادلسامهة ادلالية يف رأمسال‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬وامنا تتحقق الرقابة بقدرة الشركة األم على توجيو السياسة ادلالية واالقتصادية للشركات التابعة‪،‬‬
‫بطريقة تتوافق وتتماشى مع اسًتاتيجية الشركة األم اليت تستأثر بأى القرارات الصادرة عن الشركات التابعة ذلا‪.‬‬
‫كما أننا بينا أن ادلسامهة ادلالية اجملردة اخلالية من نية السيطرة واليت هتدف إىل ٖتقيق الربح فقط‪ٕ ،‬تعلنا أمام ما‬
‫يعرف بشركات االستثمار‪ ،‬وعليو فإن التحك يف إدارة الشركات التابعة ىو األساس الذي تنصب عليو فكرة الرقابة‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬
‫‪ -18‬الكتب‪:‬‬
‫شريف زلمد غنام‪ ،‬اإلفالس الدويل جملموعة الشركات متعددة اجلنسيات‪ :‬مسؤولية الشركة األم األجنبية عن ديون شركاهتا الوليدة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪،‬‬
‫االسكندرية ‪.2006‬‬
‫ع ي العكيلي‪ ،‬الوسيط يف الشركات التجارية‪ :‬دراسة فقهية قضائية مقارنة يف األحكام العامة واخلاصة‪ ،‬مطبعة دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن سنة ‪.2010‬‬
‫فوزي زلمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية‪ :‬األحكام العامة واخلاصة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬عمان ‪.2014‬‬
‫زلمد حسُت امساعيل‪ ،‬الشركة القابضة وعالقتها بالشركة التابعة يف مشروع قانون الشركات األردين والقانون ادلقارن‪ ،‬ط ‪ ،1‬األردن سنة ‪.1990‬‬
‫زلمد فريد العريٍت‪ ،‬الشركات التجارية‪ :‬ادلشروع التجاري اجلماعي بُت وحدة اإلطار القانوين وتعدد األشكال‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬
‫حيِت عبد الرمحن رضا‪ ،‬اجلوانب القانونية جملموعة الشركات عرب الوطنية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة ‪.1994‬‬
‫‪ -10‬المقاالت‪:‬‬
‫أمحد عبد الع ي وزكريا جاس وفراس عبد اجلليل الطحان‪ ،‬الشركات ادلتعددة اجلنسيات وأثرىا على الدول النامية‪ْ ،‬تث منشور يف رللة اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫العدد ‪ ،85‬سنة ‪.2010‬‬
‫إمساعيل زلمد حسُت‪ ،‬االندماج يف مشروع قانون الشركات األردين‪ْ ،‬تث منشور يف رللة مؤتة للبحوث والدراسات‪ ،‬اجمللد ‪ ،01‬العدد ‪ ،01‬األردن سنة‬
‫‪.1986‬‬
‫أمحد زلمود ادلساعدة‪ ،‬العالقة القانونية للشركة القابضة مع الشركات التابعة ذلا‪ :‬دراسة مقارنة‪ْ ،‬تث منشور يف رللة األكادديية للدراسات االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جوان ‪.2014‬‬
‫حسام الدين عيسى‪ ،‬الشركات متعددة القوميات‪ْ ،‬تث منشور يف رللة العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬السنة ‪.1976 ،18‬‬
‫دريد زلمود على‪ ،‬الشركة القابضة‪ :‬ادلفهوم القانوين وآلية التكوين‪ْ ،‬تث منشور يف رللة اجلامعة األمسرية‪ ،‬اجمللد ‪ ،05‬العدد ‪ ،10‬سنة ‪.2008‬‬

‫‪22‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 08‬العدد ‪ 20‬جوان ‪--------------------------------------------------------- 2022‬ص ص‪43-81:‬‬

‫عبد الع ي خلف الواديو‪ ،‬اإلدارة ادلالية يف ادلؤسسات متعددة اجلنسيات‪ :‬مقارنة بُت االدارة ادلالية يف ادلؤسسات ادلتعددة اجلنسيات وادلؤسسات الوطنية‪ْ ،‬تث‬
‫منشور يف رللة ادلدير العريب‪ ،‬العدد ‪ ،146‬مصر ‪.1999‬‬
‫عماد الشربيٍت‪ ،‬موقف ادلشرع ادلصري من ادلشروعات متعددة القوميات‪ْ ،‬تث منشور يف رللة مصر ادلعاصرة‪ ،‬مج ‪ ،71‬ع ‪ ،380‬مصر سنة ‪.1980‬‬
‫م‪ .‬اساور حامد عبد الرمحن‪ ،‬اتفاق االستحواذ على الشركات‪ ،‬رللة العلوم القانونية والسياسية ّتامعة كركوك‪ ،‬العدد ‪ 06‬اجمللد رق ‪ ،02‬سنة ‪.2013‬‬
‫ماجد بن عبد اهلل اذلديان‪ ،‬الشركة القابضة والذمة ادلالية الصورية للشركات التابعة ذلا‪ ،‬مقال منشور يف جريدة االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،5844‬الصادر بتاريخ‬
‫‪.2009/10/11‬‬
‫مؤمن طاىر شوقي‪ ،‬االستحواذ على الشركة‪ْ ،‬تث منشور يف رللة مصر ادلعاصرة‪ ،‬اجمللد رق ‪ 100‬العدد‪ ،497‬مصر سنة ‪.2010‬‬
‫زلمود مسَت الشرقاوي‪ ،‬ادل شروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيلة لقيامو‪ ،‬رللة مصر ادلعاصرة‪ ،‬رللد ‪ ،66‬عدد ‪.362‬‬
‫‪ -14‬مذكرات ورسائل‪:‬‬
‫القرشي زلمد أمحد مفلح‪ ،‬تبعية الشركة التابعة للشركة القابضة يف قانون الشركات األردين‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية الدراسات الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة آل‬
‫البيت‪ ،‬األردن سنة ‪.2008‬‬
‫جعفر إبراىي حسُت بن عيسى‪ ،‬النظام القانوين للشركة القابضة يف التشريع األردين‪ ،‬رسالة ماجستَت مقدمة لكلية الدراسات الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة آل‬
‫البيت‪ ،‬األردن سنة ‪.2002‬‬
‫طلعت جياد جلي احلديدي‪ ،‬ادلرك القانوين الدويل للشركات متعددة اجلنسية‪ ،‬رسالة دكتوراه يف القانون‪ ،‬مناقشة بكلية القانون يف جامعة ادلوصل‪ ،‬العراق‬
‫‪.2005‬‬
‫علــي ضاري خليــل‪ ،‬التنظيـ القانوين للشركة القابضـة‪ :‬دراسـة مقارن ــة‪ ،‬رسالة دكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد سنة ‪.2006‬‬
‫ثانيا‪ :‬باللغة األجنبية‬
‫‪ -18‬الكتب‪:‬‬
‫‪Claude.Champaud, Recherche des Critères d’appartenance à un groupe, Droit des groupes de sociétés, Librairies‬‬
‫‪techniques, Paris 1972.‬‬
‫‪Claude Champaud, Le pouvoir De Concentration Dans la Société par Action, Edition Siry, Paris 1962,‬‬
‫‪Maggy Pariente, Les groupes de sociétés : aspects juridique, social, comptable et fiscal, édition Litec, Paris 1993,‬‬
‫‪Paul le Cannu et Bruno Dondero, Droit des Sociétés, Montchrestien- Lextenso édition, 3éme éd, Paris 2009.‬‬
‫‪ -10‬المقاالت‪:‬‬
‫‪de Sola Canizares Felipe. Les sociétés financières en droit comparé. In: Revue internationale de droit comparé. Vol.‬‬
‫‪7 N°3, Juillet-septembre 1955.‬‬
‫‪ -14‬مذكرات ورسائل‪:‬‬
‫‪M.Abdoulaye Sakho, LES GROUPES DES SOCIETES ET LE DROIT, thése de Doctorat d'état, Université de‬‬
‫‪Cheikh Anta Diop, Dakar 1993‬‬

‫‪22‬‬

You might also like