Professional Documents
Culture Documents
1
عموي ،يتيح له ممارسة سلطات مهمة ضمانا للمصلحة العمومية كتعيين المدير وأعضاء مجلس اإلدارة
وممثليه في
المجلس اإلداري للشركة ،استخدام حق االعتراض التوفيقي* أو المطلق على قرارات الجمعية العامة
للمساهمين أو المجلس اإلداري* التي تتنافى مع مقتضيات سير المرفق العمومي.
تحرر شركة االقتصاد المختلط من إجراءات المالية العمومية ،لخضوعها للقواعد المفروضة عل
الشركات التجارية (كالقيد في السجل التجاري أو مسك الدفاتر التجارية أو خضوعها للضريبة عل
األرباح واختصاص القضاء التجاري في بعض المنازعات المترتبة عن نشاطها) ،فإنها مع ذلك
تخضعها* للمراقبة المالية من لدن المجلس األعل والمجالس الجهوية للحسابات طبقا لمقتضيات مدونة
المحاكم المالية.
واستنادا* إلى هذه الخصائص التوجيهية ،يمكن اإلقرار أن شركات االقتصاد المختلط قد تنشأ بأحد الطرق
الملخصة في النقاط التالية:
-تنشأ من لدن الشخص العمومي في أول األمر ،ثم يبيع أسهمه بعد ذلك للخواص ،فتنتقل الشركة العامة
بذلك من شركة يتملك الشخص العمومي كل رأسمالها إلى شركة اقتصاد مختلط،
-تنشأ بمبادرة من الشخص العمومي بعد االتفاق مع المساهمين الخواص كما هو الحال بالنسبة للبنك
المربي للتجارة الخارجية،
-تنشأ عن طريق مساهمة الشخص العمومي* في رأسمال شركة خاصة كانت قائمة من قبل كالشركة
الغربية للنقل لخطوط* وطنية،
-تنشأ بعد تحويل طريقة تدبير مرفق* عمومي موجود* من قبل ،وذلك في حالة تدخل الشخص العمومي*
للمساهمة في رأسمال مرفق* عام يسير بأسلوب االمتياز ،أو تحويل أسلوب تدبير مرفق* العمومي مؤسسة
عامة تجارية أو صناعية إلى شركة اقتصاد* مختلط.
استنادا إلى ما سلف يمكن اإلقرار* أن بالتعدد* في طرق ووسائل إحداث شركات االقتصاد* المختلط ،وهو
تعدد يؤثر عل مظاهر إلغائها ،بحصول دواعي انتهاء أو انقضاء شركات المساهمة الخاصة طبقا
لمقتضيات القانون الخاص ،وقد تلغى بتحويلها* إلى القطاع الخاص عبر أسلوب الخوصصة ،أو بتحويلها*
إلى شركة عامة وطنية مملوكة كليا من لدن السلطات العامة ،عالوة على أنها تنتهي بنفس الوسيلة
القانونية التي احدثت بها.
المطلب الثاني : التنظيم اإلداري لشركات االقتصاد المختلط
يحيل التنظيم اإلداري لشركات اإلقتصاد المختلط على مختلف األجهزة المكلفة بتسييرها التي تتمثل
أساسا في الجمعية العامة للمساهمين والمجلس اإلداري ورئيسه والمدير* واللجنة التقنية .
أ -الجمعية العامة للمساهمين:
تعد الجمعية العامة للمساهمين صاحبة السلطة التقريرية في شركات المساهمة طبقا لقواعد القانون
التجاري ،لكن دورها في شركات االقتصاد المختلط يظل من الناحية العملية شكليا وضعيفا ،بالنظر
لمساهمة الشخص العمومي في رأسمالها الذي قد يمتلك أغلبية األسهم في الشركة ،وهو ما يمكنه من
اتخاذ القرارات الفردية ،فتصبح بذلك الجمعية العامة للمساهمين مجرد مقام إلخبار المساهمين الخواص
المالكين ألقلية األسهم في الشركة ،عل أن الشخص العمومي* قد يستفيد من امتيازات غير عادية تقررها
النصوص القانونية المنظمة لهذا النوع من الشركات خارج قواعد القانون التجاري المطبقة على
شركات المساهمة بحيث يتم تعيين أعضاء الجمعية العامة للمساهمين بشكل مباشر* من لدن الدولة عالوة
عل أن مندوبي* الدولة ال يفرض عليهم ان يكونوا مساهمين حقيقين او مالكين حقيقيين لالسهم ,لذلك فان
الجمعية العامة للمساهمين تجد نفسها مجردة من أية سلطة للتقرير او تغيير رأسمال الشركة
أو اتخاذ التدابير* الهامة ،بل حتى عندما تتمكن من اتخاد مثل هذه التدابير ,فهي تحتاج لكي تطبقها
لموافقة السلطة الحكومية عليها.
ب -المجلس اإلداري:
يتشكل المجلس اإلداري لشركات االقتصاد* المختلط من ممثلي الدولة وممثلي* المساهمين الخواص الذين
يتم تعيينهم وفقا للمقتضيات القانونية المنظمة لشركات المساهمة من جهة ،وتتصرف* الدولة داخل
المجلس اإلداري بمقعد أو بعدة مقاعد حسب مساهمتها* في رأسمال الشركة ،كما أضاف الفصل الثاني
من نفس المرسوم* عل أن ممثلي السلطة العمومية داخل المجالس اإلدارية يعملون بنفس الحقوق ونفس
الصالحيات التي يعمل بها ممثلو الخواص ،وبالتالي* فإن ممثلي الشخص الخاص في المجلس اإلداري ال
يتمتعون بأي امتياز من أي نوع إزاء األعضاء اآلخرين ويتحملون نفس الواجبات.
ويمارس* المجلس اإلداري لشركات اإلقتصاد* المختلط نوعين من األختصاصات:
يتعلق النوع األول باختصاصات ذات طبيعة أصلية تنتج عن بعض فصول الوثائق المنشئة لهذا النوع
من الشركات ،والشركات التجارية عموما .وينحصر* النوع الثاني في اختصاصات مفوضة ترجع أصال
للجمعية العامة للمساهمين ،وتقوم* هذه األخيرة بتفويضها له ،كما يمكن للمجلس نفسه أن يفوض بعض
اختصاصاته لرئيسه أو لمديري* المقاولة .أما عن طريقة سير المجلس اإلداري ،فإنها تخضع مبدئيا
للقواعد المسطرة في قانون الشركات لكن تسيير هذه الهيئة التداولية قد يخضع للتكييفات التي تنص
عليها النصوص التنظيمية.
ان ما ينبغي اإلشارة إليه هو أنه يتم تعيين رئيس المجلس اإلداري من لدن السلطة العمومية بدال من
المجلس اإلداري باعتباره تعتبر الجهاز التنفيذي األعلى ،ال سيما في شركات االقتصاد المختلط التي
تمتلك فيها الدولة اغلبية األسهم ،هكذا من الناحية العملية يتم تعيين رئيس المجلس اإلداري* من طرف
المجلس اإلداري شريطة المصادقة البعدية عليه من السلطات اإلدارية المختصة من جهة أولى ،أو يعينه
المجلس اإلداري* بعد اقتراحه من لدن السلطة اإلدارية المختصة من جهة ثانية .وقد يقترح المجلس
اإلداري الرئيس في حين يبقى حق التعيين من اختصاص السلطة اإلدارية الوصية من جهة ثالثة.
ويمكن تعيينه أيضا من لدن اإلدارة الوصية من دون تدخل من المجلس اإلداري من جهة رابعة .وفي
هذه الحالة فإن الرئيس يتمتع بوضعية من القانون العام بحكم طريقة تعييه ،كما ان اختصاصاته تكون
مترجمة لتعليمات الدولة أكثر من توجيهات الجمعية العامة للمساهمين أو المجلس اإلداري ،مما يجعل
دوره يكمن في الحرص عل تنفيذ السياسة االقتصادية للحكومة داخل الشركة.
الفرع الثالث : أسلوب التدبير باالمتياز وأسلوب التدبير المفوض
المطلب األول : أسلوب االمتياز
يقصد بأسلوب االمتياز أو االلتزام في تدبير المرافق* العمومية تعهد اإلدارة مانحة االمتياز ،بموجب عقد
إداري إلى أحد األفراد الخواص أو أحد األشخاص المعنوية الخاصة أو العمومية ،بتدبير مرفق* عمومي
-غالبا ما يكون تجاريا* أو صناعيا -خالل مدة محددة ،على نفقته ولحسابه وتحت مسؤوليته مقابل تقاضي
رسوم* من المنتفعين من خدمات المرفق .وهو تحديد يحيل عل تمكن اإلدارة ،من خالل إبرام عقود
االمتياز* أو االلتزام ،من ترك المبادرة لألشخاص الطبيعيين أو المعنويين قصد تحمل مسؤولية تدبير*
المرافق* العمومية ذات الطبيعة االقتصادية (النقل ،توزيع الماء والكهرباء ،الهاتف )...بأموالهم*
وعمالهم ،على ان تكون األرباح المحققة في المرفق* لحسابهم ،مع احتفاظ اإلدارة مانحة االمتياز ،بحقها
في مراقبة مدى التزام الخواص باألداء الجيد لألنشطة المرفقية وبشكل منتظم ومستمر ،ما دام أن تلك
األنشطة تستهدف بالدرجة األولى تحقيق المنفعة العامة ،مما يجعل أيضا هؤالء الخواص يستفيدون من
بعض امتيازات السلطة العامة كشغل الدومين العام أو نزع الملكية ألجل المنفعة العامة.
-1المميزات القانونية لعقد االمتياز:
إن تدبير األشخاص الخواص للمرافق العمومية ،يجعل أسلوب االمتياز* يتميز* بمجموعة من الخصائص
القانونية يمكن إجمالها في العناصر* التالية:
أ -االمتياز عقد إداري:
تحيل هذه الخاصية عل الطبيعة العقدية لالمتياز ،باعتباره عقد إداري يبرم بين سلطة إدارية مركزية أو
محلية وبين أشخاص من القانون الخاص (أفراد أو شركات خاصة) ،بيد أنه يمكن أن يبرم مع شخص
من أشخاص القانون العام ،ويمكن التمييز هنا بين المؤسسة العامة الملتزمة والمؤسسة العمومية غير
الملتزمة ،اعتمادا على وجود* عقد مع اإلدارة مانحة االمتياز بالنسبة لألولى ،وانعدامه او وجود وصاية
إدارية بالنسبة للثانية .وبموجب هذه الخاصية ,يتكون عقد االمتياز من شقين أساسيين ,يتعلق األول
باالتفاق المبرم بين الملتزم ومانح االمتياز ،ويتضمن موضوع العقد ،وعناصره األساسية ،وكذلك طرق
تمويله الخاصة .ويتضمن الثاني دفتر التحمالت ،والذي يحدد القواعد العامة لالمتياز ،وطرق* إقامة
المنشآت وقواعد االستغالل ،والمبادئ التي يتم عل أساسها* حل النزاعات المحتملة بين الطرفين*
1
المتعاقدين".
ب– االمتياز عقد مركب:
اختلف الفقه اإلداري في طبيعة عقد االمتياز بين اتجاه أول يقول بأنه مجرد قرار إداري تصدره اإلدارة
للملتزم بها تتمتع به من امتيازات السلطة العامة -وهو توجه ظهر في ألمانيا -أعطى سلطة واسعة
لإلدارة دون مراعاة حقوق الملتزم .بينما أن هنا اتجاه ثان يعتبر االلتزام مجرد عقد وهو توجه ظهر في
فرنسا -كان يدافع عن الملتزم في مواجهة اإلدارة ،وفي نفس الوقت كان يؤخذ عليه أنه يبالغ في منع
اإلدارة من تعديل بنود العقد الشيء الذي قد يحد من امتيازاتها التي تتمتع بها كسلطة عامة للدفاع عن
المصلحة العامة .2وهناك اتجاه ثالث يتزعمه الفقيه ديجي ،Duguitيسند الطبيعة المركبة أو المختلطة
لعقد االمتياز* الذي يتضمن مقتضيات ذات طبيعة تعاقدية وأخرى* ذات طبيعة تنظيمية:
-يتحدد النوع األول في االلتزامات المتبادلة بين اإلدارة مانحة االمتياز من ناحية والملتزم أو صاحب
االمتياز* من ناحية أخرى ،وهي مقتضيات ال تهم المنتفعين مباشرة كمدة االلتزام* وكيفية استرداده ،
وباقي* المزايا المالية األخرى التي تكفل لصاحب االمتياز ،كضمان حد أدنى من األرباح ،التوازن المالي
للعقد ،إعفاءات ضريبية ،...ذلك أن األصل في هذا النوع من المقتضيات ال يعطي اإلدارة الحق في
تعديلها بإرادتها* المنفردة ،إال بعد الحصول عل موافقة صاحب االمتياز*.
-يمتد النوع الثاني من هذه المقتضيات إلى المنتفعين من المرفق* وال ينحصر أثرها على صاحب
االمتياز* واإلدارة مانحة االمتياز ،وتهم أساسا تنظيم المرفق* العمومي وسيره ،كما هو الحال بالنسبة
لتحديد الرسوم* التي تلقاها الملتزم من المنتفعين والشروط والقواعد المرتبطة باستغالل المرفق* ،...وهي
المقتضيات التي تنفرد اإلدارة بحق تعديلها دون موافقة صاحب االمتياز ،ألنها تدخل في نطاق
اختصاصها ما دامت تتعلق بتنظيم* المرفق وفقا لمقتضيات المصلحة مع وجوب تعويض الملتزم عن
األضرار* التي لحقته نتيجة هذا التعديل الذي أخل بالتوازن المالي للعقد.
إن التمييز بين المقتضيات التعاقدية والمقتضيات التنظيمية في عقد االمتياز ،اعتمادا على أن المقتضيات
األولى يمكن االستغناء عنها لو أن المرفق أدير بأسلوب اإلدارة المباشرة ،في حين أن المقتضيات
التنظيمية تبقى قائمة كيفا كان األسلوب المتبع في تدبير المرفق ،ألنها تخص تنظيم* المرفق* العمومي
وسيره.
ج -االمتياز يمنح من لدن سلطة مختصة:
إذا كان عقد االمتياز يهم استغالل ثروات وطنية وتدبير مرافق* عمومية حيوية ،وبالنظر* لتدخل شركات
أجنبية في تدبير هذه المرافق بواسطة هذا النوع من العقود ،األمر الذي تترتب عنه آثار سياسية
واقتصادية ،فإنه تم ربط منح االمتياز بموافقة سلطة مختصة بحيث ال يكفي لمنح االمتياز االتفاق فقط
بين اإلدارة والمتعاقد .ذلك أن الدستور* المغربي* لم ينص على السلطة المختصة بمنح امتياز المرافق*
العمومية ،بحيث ال يوجد ضمن الئحة االختصاصات* الواردة في المادة ،46مما يؤكد أن هذا
االختصاص تتو اله السلطة التنظيمية التي يمارسها الوزير* األول بمراسيم* إذا تعلق األمر بمنح امتياز
لتدبير المرافق* العمومية الوطنية.
أما بالنسبة للسلطة المختصة بمنح امتياز المرافق العمومية المحلية ،فقد حددها القانون في المجالس
المحلية المنتخبة ،وهكذا تتحدد السلطة المختصة المرافق* العمومية الجهوية من خالل اإلمكانية المخولة
للمجلس الجهوي تقديم اقتراحات وإبداء آراءه
ولهذه الغاية :يقترح إحداث المرافق العامة الجهوية وطرق تنظيميها* وتدبير شؤونها
وخاصة عن طريق* الوكالة المباشرة أو الوكالة المستقلة وإما عن طريق االمتياز ...
يقوم عامل العمالة أو اإلقليم مركز الجهة بتوجيه االقتراحات واآلراء إلى السلطة يقوم
1
الحكومية المختصة".
د -االمتياز لمدة معقولة:
ينحصر* استغالل االلتزام من طرف الملتزم في مدة زمنية محددة ذلك أن منحه من طرف الدولة ليس
مداوما* بل محدودا* في فترة معينة ،غير أن هذه األخيرة غالبا ما تكون طويلة المدى -والتي يتم تحديدها
في أغلب التشريعات* المقارنة في ثالثين سنة لتمكين الملتزم* من المصاريف* التي استثمرها* في المشروع*
وتحقيق قدر* من األرباح.4
ان ما ينبغي اإلشارة إليه في هذا السياق ،أنه يترتب عن انتهاء مدة االمتياز انتهاء عقد االمتياز ،وبالتالي
تسترجع* اإلدارة مانحة االمتياز المرفق العام التي قد تختار تدبيره بأسلوب آخر ،على أنه يمكن لإلدارة
أن تنهي االمتياز بإرادتها المنفردة قبل انتهاء مدته ،مع التزامها بتعويض الملتزم عن األضرار التي قد
تلحقه نتيجة ذلك ،ومن جانب اخر يتم إنهاء االمتياز* ألسباب غير انتهاء مدة االمتياز ،كاإلنهاء من لدن
اإلدارة ،وفي* حالة عقوبة ارتكاب صاحب االمتياز ألخطاء جسيمة وتقصيره في تنفيذ التزاماته أو حدوث
قوة قاهرة بحيث يستحيل معها عل صاحب الوفاء بالتزاماته ،أو إذا ما قررت اإلدارة شراء االمتياز أو
تأميمه.
—2اآلثار القانونية لعقد االمتياز:
إن ارتباط عقد االمتياز بتدبير مرفق عمومي قائم عل إشباع حاجيات عامة ذات منفعة عامة ،يجعل
نتائجه تنعكس عل طرفيه ،سواء تعلق األمر من جهة باإلدارة مانحة االمتياز التي تحرص على أن يتم
تدبير المرفق* العمومي موضوع* عقد االمتياز* في أحسن الظروف *،أو بصاحب االمتياز الذي يهدف إلى
تحقيق األرباح من وراء إبرامه لعقد االمتياز من جهة أخرى ،مما يجعل نتائج عقد االمتياز* تتمثل في
الحقوق وااللتزامات المتبادلة بين طرفي العقد (اإلدارة مانحة االمتياز وصاحب االمتياز) ،باإلضافة إلى
نتائج أخرى تتمثل في الحقوق التي يتمتع بها المنتفعون من خدمات المرفق* العمومي.
أ -حقوق اإلدارة مانحة االمتياز وواجباتها:
تتمتع اإلدارة مانحة االمتياز إزاء الملتزم* بمجموعة من الحقوق حقوق أهمها:
الحق الرقابة على تدبير المرفق* العمومي ،الحق في تعديل المقتضيات التنظيمية للعقد
والحق استرداد* المرفق العمومي.
• الحق الرقابة على تدبير المرفق* العمومي:
تستمد اإلدارة مانحة االمتياز إزاء الملتزم الحق في ممارسة هذه الرقابة -كأول هذه الحقوق -من
طبيعة المرفق العمومي ،ومسؤوليتها* في ضمان تدبيره في أحسن الظروف ،لذلك يعد حق الرقابة من
الحقوق الثابتة لإلدارة سواء نص عليه عقد االمتياز أو لم ينص عليه ،ما دام أن األمر يتعلق بإدارة
مرفق* عمومي مما يتيح لإلدارة مراقبة جميع الجوانب اإلدارية والتقنية والمالية المتعلقة به ،على أنه
يمكن لإلدارة أن تكلف إحدى الهيئات العمومية أو الخاصة بتلك الرقابة ،وتهم هذه الرقابة التأكد من
مراعاة صاحب االمتياز للوسائل التقنية الحديثة في إدارته للمرفق ،وللتأكد من فعالية المرفق وكفاءته
في تقديم الخدمات للمرتفقين ،كما تنصب على الجوائب المالية السيما مايخص التحقق من الملتزم يخضع
للمراقبة المالية ,ولمراقبة المجلس األعلى للحسابات.
وبموجب* هذا الحق يجوز لإلدارة مانحة االمتياز إزاء الملتزم أن تطلع عل جميع
المعلومات الضرورية عن سير المرفق ونشاطه ،الذي يمكنها مراجعة جميع الوثائق ،والبيانات واألرقام*
االحصائية ،كما يجوز لها توجيه التعليمات والتوجيهات الى الملتزم اذا تبين لها انه زاغ عن التنفيذ
السليم لمقتضيات عقد االمتياز ودفتر التحمالت وتملك اإلدارة توقيع الجزاءات على الملتزم من تلقاء
نفسها ،في حالة تقصيره في تطبيق مقتضيات االمتياز ،بشكل مباشر* دون اللجوء إلى القضاء وتتخذ*
هذه الجزاءات شكل غرامات مالية ،أو الوضع تحت الحراسة القضائية وبمقتضاه تحل اإلدارة مجل
الملتزم المقصر في أداء الخدمات من لدنها مباشرة أو بواسطة أشخاص آخرين تعهد إليهم كذلك،
ويمكن لإلدارة تجريد الملتزم من حقوقه في االمتياز ،في حالة ارتكابه ألخطاء جسيمة يترتب عنها
تهديد جل لعمل المرفق* العام وسيره ،شريطة استصدار حكم قضائي بذلك.
• الحق في تعديل المقتضيات التنظيمية للعقد:
يستند حق اإلدارة في تعديل المقتضيات التنظيمية لعقد االمتياز كثاني هذه الحقوق من طبيعة المرفق*
العمومي* والمبادئ األساسية التي تحكمه مثل مبدأ قابلية المرفق* العمومي للتعديل والتغيير *،بحيث أن
اإلدارة تحرص عل إدخال التعديالت الالزمة على تنظيم المرفق* وكيفية اشتغاله ،استجابة للتطورات*
التكنولوجية والظروف* الجديدة ،مستهدفة بذلك تحسين اداء الخدمات المرفقية ذات المنفعة العامة ،بيد
أن حق االدارة في تغيير المقتضيات التنظيمية دون التعاقدية ليس مطلقا ،وإنما يتم تقييده ببعض القواعد
أهمها ان يكون التعديل من لدن اإلدارة مانحة االمتياز او من لدن المسؤولين الذين لهم االختصاص في
القيام بهذه التعديالت.
ويتعين عدم تجاوز التعديالت حدا معينا من الجسامة مما قد يؤدي الى احدات مرفق عام جديد او تسيير
المرفق* العمومي بما يشبه أسلوب اإلدارة المباشرة ,اذ في هذه الحالة يجوز لصاحب االمتياز ان يطلب
فسخ العقد.وعدم تجاوز* تعديالت اإلدارة لالمكانيات المالية والتقنية لدى صاحب االمتياز,وذلك* تفاديا
الملتزم بتحميله مايتجاوز امكانياته المالية والتقنية أخيرا اال تخل التعديالت بالتوازن المالي للعقد,بحيث
انه اذا أدت تعديالت اإلدارة الى قلب اقتصاديات العقد بسبب االضرار والخسائر* التي تلحق الملتزم,جاز
لهذا األخير,بناء على نظرية فعل األمير ,المطالبة بالتعويض العادة التوازن المالي للعقد.
•الحق استرداد المرفق* العمومي:
يعتبر الحق في استرداد المرفق العمومي* من الملتزم كثالث هذه الحقوق قبل نهاية مدة االمتياز ،إذا قدرت
أن تدبير هذا المرفق* بأسلوب االمتياز* لم يعد يتفق مع مقتضيات المصلحة العامة ،وبالتالي* تعمد إلى
شرائه والحلول محل الملتزم في كل األمور المتعلقة بتدبيره ،ولإلدارة مانحة االمتياز* الحق في القيام
بذلك ،رغم التطبيق السليم لمقتضيات العقد من لدن الملتزم وعدم إخالله بأي التزام من التزاماته ،ذلك
أن اإلدارة تملك إنهاء العقد من تلقاء نفسها وبإرادتها* المنفردة ،وال يملك الملتزم االحتجاج على ذلك
إزاء اإلدارة ارتكازا عل فكرة الحق المكتسب أو القوة الملزمة للعقد ،ويبقى من واجب اإلدارة تعويض
الملتزم عن األضرار* الالحقة به من جراء االسترداد.
وإذا كان عقد امتياز المرافق* العمومية يرتب لإلدارة مانحة االمتياز العديد من الحقوق فإنه يحملها العديد
من الواجبات األساسية إزاء الملتزم نلخص أهمها في النقاط التالية:
-االلتزام بتطبيق مقتضيات عقد االمتياز* بشكل سليم ،مع احتفاظها بحق تعديل المقتضيات التنظيمية
للعقد وفق* شروط ومقتضيات* محددة.
-يتعين عليها أال تخالف مقتضيات العقد ،من خالل إتيان أعمال وتصرفات تتعارض مع حقوق الملتزم،
وال ترتبط بحرص اإلدارة عل سير المرفق* العمومي* وتنظيمه ،كأن تفرض عل الملتزم* الحصول* عل
إذنها إلتمام بعض العقود أو بعض التعهدات المالية.
-يجب عليها عدم تعطيل تنفيذ العقد أو إقامة العراقيل التي تحول دون تمكين الملتزم* من الوفاء
بالتزاماته ،كعدم الترخيص مثال للملتزم باستيراد المواد واآلليات الضرورية لتنفيذ النشاط* المرفقي*.
-يجب أن تضمن اإلدارة للملتزم الحصول عل حد أدنى من الربح ،وأن تتحمل كل األعباء المترتبة عن
تعديل شروط* العقد سواء كان ذلك بإرادتها* المنفردة أو نتيجة خطئها.
-حماية صاحب االمتياز* من منافسة المشروعات الخاصة.
ب : حقوق صاحب االمتياز والتزاماته.
يتمتع الملتزم بموجب عقد االمتياز بمجموعة من الحقوق ،حيث يعتر الحق في تلقي الرسوم من المنتفعين
من أهم الحقوق التي يتمتع بها صاحب االمتياز بمقتضى عقد االمتياز فما دام صاحب االمتياز يوفر
مجموعة من اإلمكانيات المالية والبشرية والتقنية ألداء الخدمات المرفقية ،فإن من حقه تلقي رسوم* من
المنتفعين من تلك الخدمات ،السيما وأنها تشكل المردود الرئيسي* في كل المرافق* العمومية المسيرة
بأسلوب االمتياز ،والسند األساسي في تغطية النفقات التي يتحملها الملتزم وفيما* ينشده من أرباح.
ويمثل حق صاحب االمتياز في ضمان التوازن المالي للمشروع ثاني هذه الحقوق ،ألن الملتزم يتحمل
أعباء تدبير المرفق العمومي* ذو المنفعة العامة ،سعيا لتحقيق مزايا وأرباح مالية ،لذلك فإن من واجب
اإلدارة أن تضمن لصاحب االمتياز عدم اإلخالل بالتوازن المالي للمشروع ،بحيث إذا ترتب عل
اإلجراءات المتخذة من لدن اإلدارة ،وهي بصدد رقابتها* لتدبير* الملتزم للمرفق العمومي ،أي مساس
باألرباح المعقولة والمتوقعة التي يتمتع بها الملتزم ،شريطة استمراريته في أداء خدماته دون انقطاع
اللهم إال إذا تعذر ذلك بفعل القوة القاهرة ،وال تلتزم اإلدارة بتعويض الملتزم عن الخسائر المالية التي
يتعرض لها المشروع ،إذا كانت ناجمة عن أخطاء صاحب االمتياز وسوء تدبيره للمرفق.
هكذا فاستفادة الملتزم من حق التوازن المالي للعقد ،تكون في حالة قيام اإلدارة مانحة االمتياز بتعديل
النصوص التنظيمية في العقد ،وتكون أيضا في حالة القيام بإجراءات إدارية او تشريعية ال تهم العقد
مباشرة ولكنها تؤثر فيه ،والتي تصدر عن السلطات المختصة في الدولة ومنها مثال فرض ضرائب
مرتفعة على المواد التي يستعملها* المرفق أو رفع أجور العمال ،إذ من شأن هذه اإلجراءات أن تزيد من
األعباء التي يتحملها الملتزم ،فيكون من حقه المطالبة بالتعويض ضمانا للتوازن المالي للعقد تأسيسا*
على نظرية فعل األمير من جهة ،وقد يختل التوازن المالي للمشروع بسبب ظروف اقتصادية وخارجية
أو ظروف طارئة غير متوقعة عند إبرام عقد االمتياز ،وبذلك يستحق التعويض للملتزم تطبيقا لنظرية
الظروف الطارئة من جهة أخرى".
المطلب الثاني : أسلوب التدبير المفوض
الفقرة األولى: مفهوم Eالتدبير المفوض
عرف المشرع المغربي التدبير المفوض بأنه عقد يفوض بموجبه شخص معنوي* يسمى ''المفوض'' لمدة
محددة ،تدبير مرفق* عام يتولى مسؤوليته الى شخص معنوي* خاضع للقانون العام أو الخاص يسمى
«المفوض إليه» يخول له حق تحصيل أجرة من المرتفقين او تحقيق أرباح من تدبير المذكور أو هما
معا.
كما أن هناك محاوالت ألساتذة القانون اإلداري في تعريف التدبير المفوض نذكر منها:
• هو عقد إداري تعهد به السلطة المفوضة للمفوض له ،داخل المجال الترابي المحدد في مدار
التفويض ،باستغالل وتدبير* المرفق العام الصناعي والتجاري المحلي لمدة محددة تنتهي بانقضاء مدة
العقد
•وفي* تعريف آخر بأنه كل تدبير لمرفق* عام بواسطة شخص معنوي خاص ،والتدبير المفوض يغطي
مختلف طرق التسيير* التقليدية ،مثل عقود االمتياز والوكالة ومختلف* اتفاقيات التفويض التي يختلف
مداها بين حد أقصى وحد أدنى.
الفقرة الثانية : حقوق وواجبات التدبير المفوض
أ : حقوق المفوض وواجباته
يتمتع المفوض بموجب عقد التدبير المفوض بحقوق أساسية ترتبط بسلطتي المراقبة و التتبع الذي تتمتع
بها المفوض إزاء المفوض إليه ،التي تتخذ عدة مظاهر يمكن ان نجملها في:
-للمفوض المراقبة االقتصادية والمالية والتقنية و االجتماعية والتدبيرية مرتبطة بااللتزامات المترتبة
عن العقد.
-يتمتع المفوض بصفة دائمة بجميع سلط المراقبة للتأكد من خالل المستندات وبعين المكان من حسن
سير المرفق* المفوض وحسن تنفيذ العقد.
-يمكنه للمفوض أن يطلب اإلطالع أو أن يطلع عل كل وثيقة لدى المفوض إليه لها عالقة بتنفيذ
العمليات المرتبطة بالتدبير* المفوض.
-يمكن للمفوض أن يقوم في كل وقت وحين بتدقيقات أو مراقبات خارجية أو أن يستعين بخبراء أو
أعوان يختارهم ويخبر* بهم المفوض إليه.
-ينص عقد التدبير* المفوض على عقوبات لزجر عرقلة المراقبات التي يمارسها المفوض وكذا لزجر
عدم الوفاء بااللتزامات التعاقدية المتعلقة باإلعالم والتواصل* التي عل المفوض إليه القيام بها.
-ينص عقد التدبير* المفوض على جميع الوثائق والمعلومات* التي يجب اإلدالء بها للمفوض ألجل تتبع
ومراقبة التدبير* المفوض ويبين الجزاءات التي يتعرض لها المفوض إليه في حالة عدم احترام هذه
المقتضيات
-ينص عقد التدبير المفوض عل هياكل لتتبع ومراقبة تنفيذ العقد ويحدد* اختصاصاتها* وصالحياتها،
ويحدد* نظام داخل كيفيات سير هذه الهياكل.
-يجب أن ينص عقد التدبير المفوض عل عقد اجتماعات ،وفق فترات منتظمة بين المفوض والمفوض
إليه للنظر في مدى تقدم تنفيذ العقد.
-إذا كانت مدة التدبير المفوض تفوق عشر سنوات يتعين أن ينص العقد على تقييم مشترك عل األقل
مرة واحدة كل خمس سنوات مع احتمال مراجعة بعض مقتضياته ،دون اإلخالل بالبنود* التي تنص عل
كيفيات المراجعات الدورية ،مع إمكانية ترخيص العقد للمفوض والمفوض إليه بإعادة النظر في شروط*
سير التدبير المفوض قصد* مالءمته مع الحاجيات عمال بمبدأ مالئمة المرفق* العمومي في إطار احترام
التوازن المالي للتدبير* المفوض.
إن ما ينبغي اإلشارة إليه ،هو أنه إذا كانت حقوق المفوض داخل عقد التفويض متعددة المظاهر ،فإن
واجبه األساسي هو التزامه باتخاذ جميع اإلجراءات الضرورية ألجل حسن تنفيذ التدبير المفوض
والمترتبة عل االلتزامات التعاقدية ال سيا في مجال التعريفات".
ب: حقوق المفوض إليه وواجباته
يتمتع المفوض إليه بدوره بموجب عقد التدبير المفوض بمجموعة من الحقوق تجعله في مواجهة
المفوض يمكن حصرها* في النقاط التالية:
-يمكن لعقد التدبير المفوض أن يرخص بصفة تبعية ،للمفوض إليه أن يتعاقد من الباطن بشأن جزء من
االلتزامات التي يتحملها برسم* التدبير المفوض ،أي أنه يمكن للمفوض إليه -بموجب عقد التفويض -أن
يتعاقد* مع شركه أخرى إلنجاز بعض األشغال المرتبطة بسير المرفق ،إال أنه يظل مسؤوال بصفة
شخصية تجاه المفوض واألغيار عن الوفاء بجميع االلتزامات التي يفرضها* عليه عقد التدبير المفوض
".
-يحق للمفوض إليه أن يعاين المخالفات التي يرتكبها* المرتفقون ،في إطار التدبير المفوض ،وذلك من
خالل األعوان المحلفين التابعين له والحاملين لسند قانوني* يشهد على وظيفتهم".
-يمكن للمفوض إليه أن يحصل لدى السلطة المختصة ،من أجل حاجيات التدبير المفوض ،على حق
الحتالل الملك العمومي يرتبط* بالعقد طيلة مدته ،على أنه يجب على المفوض أن يقدم مساعدته إلى
المفوض إليه للحصول على الحق المذكور".
-يستفيد المفوض إليه من التراخيص المطلوبة قانونا* وال سيا في مجال التعمير واحتالل الملك العام
والسالمة وحماية البيئة".
-يمكن أن يأذن للمفوض إليه بتحصيل الرسوم* أو األتاوى أو األموال أو المساهمات لحساب المفوض أو
الدولة ،كما قد يتلقى المفوض إليه مشاركات أو مساهمات مرتبطة بتمويل المرفق* العمومي من
المفوض ،وبما أن المفوض في قيامه بتدبير المرفق العام يستهدف أوال تحقيق قدر* معقول من األرباح".
وإذا كان المفوض إليه يتمتع بجملة هذه الحقوق ،فإن المشرع المغري قد ألزمه في مقابل ذلك بمجموعة
من الواجبات ،يمكن حصر أهمها في النقاط التالية:
-يدبر المفوض إليه المرفق* المفوض عل مسؤوليته ومخاطره ويشمله بالعناية الالزمة ،ويجب على
المفوض إليه ،ابتداء من دخول عقد التدبير المفوض حيز التنفيذ ،أن يغطي طيلة مدة العقد مسؤوليته
المدنية والمخاطر التي قد تترتب على أنشطته بواسطة عقود تأمين مكتتبة بصفة قانونية".
-يحتفظ المفوض إليه بالمستخدمين التابعين للمرفق المفوض مع اإلبقاء على حقوقهم المكتسبة ،ما عدا
إذا تم التنصيص عل مقتضيات مخالفة في عقد التدبير المفوض وإذا اعتزم المفوض إليه إدخال تعديالت
هامة في أعداد المستخدمين المذكورين يجب التنصيص في عقد التدبير المفوض عل مستويات* هذه
التعديالت وكيفيات إجرائها وذلك مع احترام* التشريع* الجاري* به العمل .
-يجب عل المفوض إليه أن يثبت للمفوض أو ألي سلطة مراقبة أخرى ،تحت طائلة عقوبات يتم
تحديدها في العقد ،أنه وضع فعال نظاما لإلعالم والتدبير* والمراقبة الداخلية واإلشهاد عل الجودة".