You are on page 1of 37

‫الفصل األول‪ :‬شركة المساهمة‬

‫أوال‪ -‬مفه وم ش ركة المس اهمة‪ :‬تع ددت التع اريف الفقيه ة لش ركة املس امهة فهن اك من عرفه ا بأهنا‪ " :‬النم وذج األمث ل‬
‫لش ركات األم وال‪ ،‬وهي تتك ون أساس ا لتجمي ع رؤوس األم وال للقي ام مبش روعات معين ة بص رف النظ ر على االعتب ار الشخص ي‬
‫للمسامهني‪ ".‬وقيل بأهنا‪ " :‬الشركة اليت يقسم رأمساهلا إىل أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول‪ ،‬وال يكون كل شريك فيها مسؤوال‬
‫إال بقدر حصته يف رأساملال‪".‬‬
‫ولق د ع رف املش رع ش ركة املس امهة يف املادة ‪ 592‬ق‪.‬ت على أهنا‪":‬الش ركة ال يت ينقس م رأمساهلا إىل أس هم‪ ،‬وتتك ون من‬
‫شركاء ال يتحملون اخلسائر إال بقدر حصتهم‪ ،‬وال ميكن أن يقل عدد الشركاء عن سبعة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصائص شركة المساهمة‪ :‬من التعاريف السابقة ميكن أن حندد خصائص شركة املسامهة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬شركة المساهمة من شركات األموال‪ :‬تعترب شركة املسامهة من شركات األموال وذلك لقيامها على جتميع رؤوس‬
‫األم وال عن طري ق ط رح أس همها لالكتت اب الع ام‪ ،‬ويك ون ل رأس املال أمهي ة كب رية يف نش اطها‪ ،‬ويع د مس امها يف الش ركة ك ل من‬
‫تقدموا اىل االكتتاب مهما بلغ عددهم وبذلك فإن االعتبار الشخصي بني الشركاء ليس له أمهية بسبب تداول األسهم أثناء حياة‬
‫الشركة بالطرق التجارية‪ ،‬وعليه فإن وفاة أحد املسامهني أو احلجر عليه أو افالسه ال يؤدي اىل احنالل الشركة‪ ،‬كما هو احلال يف‬
‫شركات االشخاص‪.‬‬
‫‪ -2‬مس ؤولية الش ريك فيه ا مح دودة‪ :‬تك ون مس ؤولية الش ريك يف ه ذا الن وع من الش ركات حمدودة بق در م ا ميلك ه من‬
‫أسهم فيها‪ ،‬وهذا هو الذي أدى بأصحاب املدخرات اىل توظيف أمواهلم بشراء األسهم ألن املساهم يف هذا النوع من الشركات ال‬
‫يكتس ب ص فة الت اجر مبج رد انض مامه اىل الش ركة‪ ،‬و ال يل تزم بالقي د يف الس جل التج اري أو مس ك ال دفاتر أو االل تزام بالتزام ات‬
‫التجار األخرى وال يؤدي افالس الشركة اىل إفالسه كما هو احلال يف شركات االشخاص‪.‬‬
‫‪ -3‬الحد األدنى لعدد الشركاء‪ :‬وضع املشرع اجلزائري يف شركة املسامهة حدا أدىن لعدد الشركاء‪ ،‬حبيث ال جيوز أن يقل‬
‫عن سبعة شركاء‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 592‬من ق‪.‬ت ‪ ،‬واملشرع بنصه على حد أدىن لعدد الشركاء‪ ،‬فإنه يف املقابل مل يض ع‬
‫حدا أقصى هلذا العدد‪ ،‬ومن مث فإن شركة املسامهة تستطيع أن تستقبل ما تشاء من املسامهني‪ .‬فضال عن ذلك فإن املشرع مل يشرتط‬
‫أن يكون املسامهني فيها أشخاصا طبيعيني‪ ،‬وهو ما مسح لألشخاص املعنوية لالشرتاك يف شركة املسامهة‪.‬‬
‫‪ -4‬وجوب توافر حد أدنى لرأس مال الشركة‪ :‬تنص املادة ‪ 594‬من القانون التجاري اجلزائري على أنه " جيب أن يكون‬
‫رأمسال شركة املسامهة مبقدار مخسة ماليني دينار جزائري على األقل‪ ،‬إذا ما جلأت الشركة علنية لالدخار‪ ،‬ومليون دينار يف احلالة‬
‫املخالفة‪.‬‬
‫وجيب أن يك ون ختفيض رأس املال إىل مبل غ أق ل متبوع ا يف أج ل س نة واح دة‪ ،‬بزي ادة تس اوي املبل غ املذكور يف املقط ع‬
‫السابق‪ ،‬إال إذا حتولت يف ظرف نفس األجل إىل شركة ذات شكل آخر‪.‬‬
‫ويف غياب ذلك‪ ،‬جيوز لكل معين باألمر املطالبة قضائيا حبل الشركة بعد إنذار ممثليها بتسوية الوضعية‪ .‬تنقضي الدعوى‬
‫بزوال سبب احلل يف اليوم الذي تبت فيه احملكمة يف املوضوع ابتدائيا"‪.‬‬
‫‪ -5‬اسم الشركة‪ :‬نصت املادة ‪593‬ق‪.‬ت على أنه‪ ":‬يطلق على شركة املسامهة تسمية الشركة وجيب أن تكون مسبوقة أو‬
‫متبوعة بذكر شكل الشركة ومبلغ رأمساهلا وجيوز ادراج اسم شريك واحد أو أكثر يف تسمية الشركة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وبالتايل يطلق على شركة املسامهة تسمية متيزها على باقي الشركات‪ ،‬غالبا ما تستمد من موضوع نشاطها وقد تستمد من‬
‫مكان نشاطها‪ ،‬وجيوز أن يتضمن اسم الشركة تسمية مبتكرة خاصة هبا‪ .‬مثل "الشركة الكربى لأللبسة القطنية واحلرير‪ .‬شركة‬
‫مسامهة‪ .‬رأمساهلا مليار دج"‪.‬‬
‫واملش رع اجلزائ ري على خالف بعض التش ريعات‪ ،‬أج از إدراج اس م أح د الش ركاء أو أك ثر يف اس م الش ركة يتبع ه ش كل‬
‫الشركة ومبلغ رأمساهلا‪ ،‬مثل‪" :‬الشركة اجلزائرية للنقل اجلوي بوليفة حممد‪ ،‬شركة مسامهة‪ ،‬رأمساهلا مليار دج"‪.‬‬
‫‪ -6‬حص ص الش ركاء عب ارة عن أس هم قابل ة للت داول‪ :‬من أهم مميزات ش ركة املس امهة أن حص ص الش ريك فيه ا قابل ة‬
‫للتداول ‪ ،‬فالشريك يف شركة املسامهة يتنازل عما ميلكه من أسهم يف رأمساهلا بكل سهولة يف أي وقت دون احلصول على موافقة‬
‫بقية املسامهني‪ ،‬وميزة التداول هذه هي اليت حثت صغار املدخرين على االنضمام اىل شركة املسامهة قصد استثمار أمواهلم فيها ومن‬
‫جهة أخرى كانت سببا يف جناح وانتشار هذا النوع من الشركات‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تأسيس شركة المساهمة‬
‫يقصد بتأسيس شركة املسامهة "جمموع األعمال القانونية واملادية اليت يستلزمها خلق هذا اهليكل القانوين على النحو الذي‬
‫رمسه املشرع‪ ،‬واليت يقوم مبباشرهتا جمموعة من األفراد جالت الفكرة خباطرهم وهم املؤسسون‪ ،‬من أجل حتقيق هذا اهلدف"‪.‬‬
‫ولق د نص املش رع اجلزائ ري على طريق تني لتأس يس ش ركة املس امهة‪ ،‬التأس يس عن طري ق اللج وء العل ين لالدخ ار والتأس يس‬
‫بدون اللجوء العلين لالدخار‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تأسيس شركة المساهمة باللجوء إلى االدخار العلني‪ :‬وهو ما يعرف بالتأسيس املتتابع حيث يتم باتباع إجراءات‬
‫نص عليها املشرع‪ .‬ومير تأسيس الشركة هبذه الطريقة مبرحلتني‪ :‬مرحلة حتضريية لتأسيس ومرحلة انعقاد اجلمعية التأسيسية‪.‬‬
‫أ‪-‬المرحلة التحضيرية لتأسيس‪ :‬يف هذه املرحلة يلتزم املؤسسون بالسعي يف تأسيس الشركة والقيام جبميع اإلجراءات الالزمة‬
‫لذلك‪ ،‬ويتعاقد املؤسسون خالل هذه الفرتة بوصفهم ممثلني لشركة املسامهة حتت التأسيس‪ .‬ويعترب العقد التأسيسي لشركة املسامهة‬
‫يف ه ذه املرحل ة عق د بني املؤسس ني يس بق ف رتة التأس يس وتتم يز الش ركة يف ه ذه الف رتة بشخص ية معنوي ة ناقص ة بالق در الالزم‬
‫لتأسيسها‪ ،‬ويشرتط املشرع أن يكون هذا التأسيس تأسيسا صحيحا‪ ،‬ويف هذا الشأن تنص املادة ‪ 595‬من القانون التجاري على ما‬
‫يلي‪ ":‬حيرر املوث ق مش روع الق انون األساس ي لش ركة املس امهة بطلب من مؤس س أو أك ثر‪ ،‬وت ودع نس خة من ه ذا العق د ب املركز‬
‫الوطين للسجل التجاري‪.‬‬
‫ينشر املؤسسون حتت مسؤولياهتم إعالنا لالكتتاب حسب الشروط احملددة مبرسوم‪.‬‬
‫ال يقبل أي اكتتاب إذا مل حترتم اإلجراءات املقررة يف املقطعني األول والثاين أعاله‪".‬‬
‫حسب املادة السابقة يقوم املؤسسون يف هذه الفرتة ب‪:‬‬
‫‪-‬حترير مشروع القانون األساسي للشركة يف شكل رمسي‪ :‬ويعترب هذا املشروع مبثابة دستور للشركة حيث حيدد كيفية سري‬
‫الشركة وادارهتا وينظم كل ما يتعلق بنشاط الشركة منذ تأسيسها اىل حني انقضائها‪ .‬ويبقى هذا القانون مشروع اىل حني مصادقة‬
‫اجلمعية التأسيسية عليه‪.‬‬
‫‪ -‬يتم ايداع نسخة من هذا املشروع لدى املركز الوطين للسجل التجاري‪,‬‬
‫‪ -‬نشر اعالن االكتتاب يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية وهذا إلعالم اجلمهور بشروط تكوين الشركة وخصوصيتها ‪.‬‬
‫وينشر هذا االعالن قبل شروع يف االكتتاب‪ ،‬ولقد حددت املادة ‪ 2‬من مرسوم التنفيذي رقم ‪ 438-95‬مضمون هذا االعالن‪.‬‬
‫وال يقبل أي اكتتاب دون احرتام الشروط السابقة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬اجراء عملية االكتتاب وحترير قيمة األسهم‪ :‬وهنا نظرا ملخاطر الغش والتحايل وضع املشرع تنظيم صارم يتعلق بتحرير‬
‫رأمسال املكتتب به‪( .‬راجع االكتتاب بأسهم الشركة)‬
‫وبإكمال هذه اإلجراءات يقوم املؤسسون بعد التصريح باالكتتاب والدفعات‪ ،‬باستدعاء املكتتبني إىل مجعية عامة تأسيسية‬
‫حسب األشكال واآلجال املنصوص عليها عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجمعية التأسيسية‪:‬‬
‫بعد انتهاء عملية االكتتاب يف أسهم الشركة‪ ،‬ألزم املشرع املؤسسني بإستدعاء كافة املكتتبني يف رأمسال الشركة املسامهة إىل‬
‫حضور جلسة اجلمعية العامة التأسيسية‪ ،‬وهذا بعد إستكمال كافة اإلجراءات القانونية اخلاصة بتأسيس شركة املسامهة من طرف‬
‫املؤسسني و املتعلقة بتحرير مشروع القانون األساسي‪ ،‬و التصريح باإلكتتابات و الدفعات‪.‬‬
‫وهلذه اجلمعية مجلة من االختصاصات تتمثل حسب املادة ‪ 600‬ق‪.‬ت يف‪:‬‬
‫‪ -1‬التأكد من االكتتاب الكامل يف رأس مال الشركة‪ ،‬وأن مبلغ األسهم مستحق الدفع‪.‬‬
‫‪- 2‬املصادقة علي القانون األساسي للشركة وال جيوز للجمعية إدخال تعديالت عليه إال بإمجاع أراء مجيع املكتتبني‪.‬‬
‫‪- 3‬تعيني اهليئات اإلدارية األويل أي تعيني قائمني باإلدارة األولني‪ ،‬أو أعضاء جملس املراقبة‪ ،‬وتعيني مندويب احلسابات‪.‬‬
‫‪ -4‬تقدير احلصص العينية‪ :‬يعد تقدير احلصص العينية من أهم االختصاصات اجلمعية العامة التأسيسية‪ ،‬ذلك ملنع أي شكل‬
‫من أشكال التالعب الذي قد تتعرض له عملية التقدير‪ ،‬وبالتايل جعل رأمسال شركة املسامهة غري مطابق للواقع‪.‬‬
‫ما نالحظه أن املشرع اجلزائري اسند مهمة تقدير قيمة احلصة العينية إىل مندويب احلصص يتمتع يينهم بقرار قضائي وتقع‬
‫مسؤولية تقدير احلصص عليهم ذلك وفقا ملاتشري إليه املادة‪ 601‬من القانون التجاري‪ ،‬أما بالنسبة للتقرير فيجب أن يوضع حتت‬
‫تصرف املكتتبني يف مقر الشركة‪.‬‬
‫وتقري ر من دوب احلص ص ليس ال زامي للش ركة ب ل استئناس ي فق ط‪ ،‬ل ذا يع رض على اجلمعي ة للمص ادقة علي ه‪ ،‬وهن ا اجلمعي ة‬
‫قرارها يكون‪:‬‬
‫‪ -‬إما املصادقة على تقرير مندوب احلصص‪ ،‬وهنا البد من موافقة ثلثي أصوات املكتتبني احلاضرين يف اجلمعية دون أصحاب‬
‫املقدمات العينية‪ .‬عندها يصبح تقرير مندوب احلصص إلزامي على الشركة‪.‬‬
‫‪-‬إما عدم املصادقة عليه مبوافقة ثلثي أصوات املكتتبني احلاضرين يف اجلمعية دون أصحاب احلصص العينية‪ ،‬وهذا يرتتب عليه‬
‫أم رين‪ :‬إم ا اس تبعاد ه ذا التقري ر واس تمرار الش ركة اذا ك ان من املس تطاع عليه ا أن متارس نش اطها بدون ه‪ ،‬وإم ا إذا ك انت ه ذه‬
‫احلصص جوهرية وقيمتها الزمة إلكمال احلد األدىن لرأس املال ويرتتب على هذا الرفض عدم تأسيس الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬وإما أن تقرر ختفيض قيمة احلصص العينية وهنا البد من امجاع املكتتبني مبا يف ذلك أصحاب احلصص العينية‪ .‬و يف حالة‬
‫عدم املوافقة الصرحية من مقدمي احلصص العينية تعد الشركة غري مؤسسة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬قيد الشركة في السجل التجاري‪ :‬بعد انعقاد اجلمعية التأسيسية وممارستها اختصاصاهتا نصل اىل آخر اجراء لتأسيسي‬
‫شركة املسامهة أثناء اللجوء العلين لالدخار ‪،‬يتمثل يف قيد الشركة يف السجل التجاري‪ .‬ويعترب املشرع اجلزائري القيد يف السجل‬
‫التج اري ش رط االكتس اب الشخص ية املعنوي ة وممارس تها لنش اطها كش خص معن وي وبالت ايل فقب ل إمتام إج راء القي د يف الس جل‬
‫التجاري النكون أمام شركة باملعىن القانوين الصحيح‪ ،‬وبالتبعية فان التصرفات واألعمال القانونية اليت يقوم هبا املؤسسون باسم‬
‫الش ركة وحلس اهبا ي رتتب عنه ا مس ؤوليتهم التض امنية إزاء الغ ري‪ .‬باس تثناء م ا تنص إلي ه الفق رة األخ رية من املادة ‪ 549‬من الق انون‬
‫التجاري‪ ،‬و الذي يتمثل يف قبول الشركة بعد تأسيسها بصفة قانونية أن تأخذ علي عاتقها التعهدات املتخذة من طرف املؤسسني‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ -‬التأسيس دون اللجوء العلني لالدخار‪:‬‬
‫يسر املشرع اجلزائري تأسيس شركة املسامهة اليت ال تلجأ عالنية لالدخار وهلذا أعفاها من بعض اإلجراءات اليت تطبق على‬
‫التأسيس باللجوء العلين لالدخار فال يوضع مشروع القانون األساسي يف السجل التجاري بل يوضع قانون تأسيسي هنائي للشركة‪،‬‬
‫وال يقوم املؤسسون هنا بإجراءات اعالن االكتتاب وال نشره‪ ،‬كما ال تتم دعوة املكتتبني اىل اجلمعية التأسيسية‪ .‬وهذا راجع بالطبع‬
‫لع دم احلاج ة إىل محاي ة اجلمه ور واالدخ ار الع ام يف ه ذا الن وع من الش ركات إذ يقتص ر االكتت اب يف رأمساهلا على املؤسس ون فيه ا‬
‫وحدهم ومعارفهم من األقارب واألصدقاء‪.‬‬
‫وخبالف التأسيس باللجوء العلين لالدخار تثبت الدفعات عندما ال يتم اللجوء عالنية لالدخار مبقتضى تصريح من مساهم أو‬
‫أكثر يف عقد توثيق بناء على تقدمي قائمة املسامهني احملتوية على املبالغ اليت يدفعها كل مساهم‪.‬‬
‫ويش تمل الق انون األساس ي‪ ،‬على تق دير احلص ص العيني ة‪ ،‬ويتم ه ذا التق دير بن اء على تقري ر ملح ق بالق انون األساس ي يع ده‬
‫مندوب احلصص حتت مسؤوليته‪ ( .‬املادة ‪ 607‬جتاري ) ويوقع املسامهون القانون األساسي إما بأنفسهم أو بواسطة وكيل مزود‬
‫بتفويض خاص‪ ،‬بعد تصريح املوثق بالدفعات‪ ،‬ويعني القائمون باإلدارة األولون وأعضاء جملس املراقبة األولون ومندوبو احلسابات‬
‫األولون يف القوانني األساسية‪ ،‬هذا وال جيوز للشركة أن تباشر أعماهلا إال ابتداء من تاريخ قيدها يف السجل التجاري وشهرها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬االكتتاب في أسهم الشركة‪ :‬إذا جلأت الشركة إىل أسلوب االدخار العلين يف التأسيس جيب أن تقوم بطرح أسهمها‬
‫لالكتتاب قصد شرائها من قبل اجلمهور‪ ،‬وحىت تكون عملية االكتتاب هذه قانونية منتجة لكافة آثارها جيب أن حترتم الشركة فيها‬
‫عدة شروط تطلبها القانون لصحتها‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعري ف االكتت اب‪:‬مل يتع رض املش رع اجلزائ ري إىل تعري ف االكتت اب بينم ا تع رض إىل أحكام ه يف املواد ‪ 595‬إىل‪599‬‬
‫قانون جتاري عند تأسيس شركة املسامهة‪ ،‬واملواد ‪ 702‬إىل ‪ 706‬مبناسبة زيادة رأمساهلا‪.‬‬
‫أما على املستوى الفقهي فقدعرفه جانب من الفقه على أنه‪" :‬تصرف قانوين يعرب فيه املكتتب عن رغبته يف االنضمام للشركة‬
‫ليكون مسامها فيها بتقدمي حصته النقدية من رأمسال املعروض للجمهور ليحصل على ما يقابلها من أسهم" ‪.‬‬
‫لذلك ميكن اعتبار االكتتاب على أنه عملية بيع أسهم الشركة املسامهة جلمع رأمساهلا عند تأسيسها أو عند زيادة رأمساهلا‪ ،‬تتم‬
‫من طرف املكتتب وهو الشخص الذي يبدي رغبته يف شراء األسهم املطروحة لالكتتاب مقابل تقدمي مبالغ نقدية أوحصة عينية‪،‬‬
‫وفقا ملا حيدده النظام األساسي للشركة وأحكام القانون‪ ،‬ومتنح له أسهم نتيجة اكتتابه ويصبح مسامها فيها‪ .‬كما أنه يشكل إحدى‬
‫أهم إجراءات تأسيس شركة املسامهة‪ ،‬ووسيلة لبداية نشاطها‪ ،‬لذلك فقد وجدت له ضوابط‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروط صحة االكتتاب‪ :‬نظرا لألمهية اليت يكتسيها االكتتاب يشرتط لصحته توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون االكتتاب كامال‪ :‬ويقصد من هذا الشرط أن يكون االكتتاب يف كل رأمسال الشركة‪ ،‬وذلك وفقا ملا تقضيبه‬
‫املادة ‪ 596‬من القانون التجاري‪ ،‬واليت تنص على مايلي‪ " :‬جيب أن يكتتب رأساملال بكامله‪ ،‬وتكون األسهم النقدية مدفوعة عند‬
‫االكتتاب بنسبة الربع على األقل من قيمتها االمسية‪ ،‬و يتم وفاء الزيادة مرة واحدة أوعدة مرات بناء على قرار من جملس اإلدارة أو‬
‫جملس املديرين حس ب ك ل حال ة يف أج ل ال ميكن أن يتج اوز مخس س نوات‪ ،‬ابت داء من ت اريخ تس جيل الش ركة التج اري‪ .‬الميكن‬
‫خمالفة هذه القاعدة إال بنص تشريعي صريح‪ ،‬وتكون األسهم العينية مسددة القيمة بكاملها حني إصدارها"‬
‫ونكتش ف من خالل ه ذه املادة أن االكتت اب يف ك ل رأمسال الش ركة ليس معن اه الوف اء كلي ا برأمسال دفع ة واح دة عن د‬
‫االكتتاب‪ ،‬وإمنا يشرتط املشرع اجلزائري الوفاء بنسبة الربع على األقل من القيمة االمسية لألسهم النقدية‪ ،‬واحلكمة من اشرتاط ذلك‬
‫هو ضمان حصول الشركة على األموال الالزمة عند تأسيسها‪ ،‬حىت تتمكن من مباشرة نشاطها كون الشركة ال حتتاج إىل كل من‬

‫‪4‬‬
‫رأمساهلا يف بداية تكوينها‪ ،‬ومن جهة أخرى لعدم إرهاق املكتتب حبيث مددت من األجل وسهلت له كيفية تسديده فقد يكون‬
‫دفعة أودفعات متتالية‪.‬‬
‫كم ا يؤك د املش رع اجلزائ ري على ض رورة الوف اء الكلي إذا م ا تعل ق األم ر باالكتت اب باألس هم العيني ة‪ ،‬وه ذا م ا تنص عليه‬
‫الفقرة األخرية من املادة ‪596‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون االكتتاب قطعيا‪:‬‬
‫جيب أن يكون االكتتاب قطعيا ال رجعة فيه أن يكون باتا ومنجزا غري معلق على شروط وال مضافا إىل أجل‪ ،‬فإذا علق‬
‫االكتتاب على شرط بطل الشرط وصح االكتتاب وألزم املكتتب به‪ ،‬وإذا كان مضافا إىل أجل بطل األجل وكان االكتتاب فوريا‪.‬‬
‫وبالتايل الجيوز أن يكون االلتزام اخلاص بتسديد قيمة األسهم معلقا بتحقق شرط معني يشرتطه املكتتب‪،‬كأن يشرتط املكتتب أن‬
‫يكون مقاول الشركة املعتمد للقيام بإنشاء املباين‪ ،‬أو أن يتم تعينه مديرا للشركة‪...‬فمثل هذه الشروط تعترب باطلة ولكن ال تؤدي‬
‫إىل إبطال عملية االكتتاب اليت تعترب صحيحة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يك ون االكتت اب ج ديا‪ :‬واملقص ود ب أن يك ون ج ديا ه و أن يك ون االكتت اب حقيقي ا وليس ومهي ا أو ص وريا‪ ،‬مبع ىن‬
‫أن يقوم املكتتبب دفع قيمة األسهم بصفة فعلية‪ ،‬وترجع احلكمة من تطلب هذا الشرط إىل منع االكتتابات الصورية‪ .‬ويف حالة وقوع‬
‫االكتتاب الصوري يف جزء من رأمسال الشركة يعترب باطال و ينجز عن ذلك بطالن الشركة‪.‬‬
‫جـ‪-‬اثب ات االكتت اب‪ :‬تثبت عملي ة االكتت اب مبوجب بطاق ات االكتت اب (‪ 597‬ق‪.‬ت)‪ ،‬أم ا فيم ا يتعل ق بإي داع األم وال‬
‫فيكون إيداعها لدى املوثق أو لدى مؤسسة مالية مؤهلة قانونا‪ ،‬و ذلك إعماال بنص املادة ‪598‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 599‬من القانون التجاري على أنه‪ ":‬تكون االكتتابات و املبالغ املدفوعة مثبتة يف تصريح املؤسسني بواسطة‬
‫عقد املوثق‪.‬‬
‫يؤكد املوثق بناء على تقدمي بطاقات االكتتاب يف مضمون العقد الذي حيرره‪ ،‬أن املبلغ الدفعات املصرح هبا من املؤسسني‬
‫يطابق مقدار املبالغ املودعة إما بني يديه أولدى املؤسسات املؤهلة قانونا"‪.‬‬
‫وبالت ايل تش رتط ه ذه املادة أن تك ون االكتتاب ات حمررة بعق د رمسي حيرره املوث ق يثبت في ه أن مبل غ ال دفعات املص رح هبا من‬
‫طرف املؤسسني‪ ،‬مطابقة ملقدار املبالغ املودعة يف مكتبه أو يف املؤسسات املالية املؤهلة لذلك‪.‬‬
‫وشركة املسامهة جيب أن تسجل لدى مصاحل السجل التجاري‪ ،‬وبفضل هذه العملية يتمكن املوكل يف الشركة من سحب‬
‫تلك األموال املودعة سابقا‪ ،‬ويف حالة مل يتم تأسيس هذه الشركة يف ظرف ستة أشهر بعد إيداع املشروع‪ ،‬جيوز يف هذه احلالة أن‬
‫يسحب املكتتبون تلك األموال املودعة حسب م ‪ 604‬ق‪.‬ت‪ .‬اليت تنص على مايلي‪":‬و إذا مل تؤسس الشركة يف أجل ستة اشهر‬
‫ابتداء من تاريخ إيداع املشروع القانون األساسي باملركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬جاز لكل أن يطالب أمام القضاء بتعيني وكيل‬
‫يكلف بسحب األموال إلعادهتا للمكتتبني بعد خصم مصاريف التوزيع"‪.‬‬
‫يت بني لن ا أن املشرع اجلزائ ري مل يقم بتحدي د م ّد ة االكتت اب لكنه ح دد املدة القص وى املتمثلة بس تة أش هر يب دأ سرياهنا من‬
‫ت اريخ إي داع املش روع ب املركز الوط ين للس جل التج اري هلذا ت رك املش رع اجلزائ ري أم ر حتدي د املّد ة حلري ة املؤسس ني‪ ،‬وأخ د بعني‬
‫االعتبار احلالة االقتصادية للبالد ومد ىثقة اجلمهور يف مورد يف العقد التأسيسي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القيم المنقولة التي تصدرها شركة المساهمة‬

‫‪5‬‬
‫أوال‪ -‬تعري ف القيم المنقول ة‪ :‬ع رفت القيم املنقول ة على أهنا‪ ":‬قيم تص در من قب ل أش خاص معن ويني‪ ،‬س واء عموم يني أو‬
‫مؤسسات خاص ة‪ ،‬وينتج عنها دين على عاتق تلك اهليئة املصدرة أو مشاركة يف امللكية من قبل املشرتين لألوراق"‪ .‬وقيل بأهنا‪":‬‬
‫صكوك قابلة للتداول متثل حقوق الشريك أو قرض طويل األجل"‪.‬‬
‫أما تشريعيا‪ ،‬فقد تولت يف القانون اجلزائري املادة‪ 715‬مكرر‪ 30‬من القانون التجاري إعطاء تعريف للقيم املنقولة بنصها‪:‬‬
‫"القيم املنقول ة هي س ندات قابل ة للت داول تص درها ش ركات املس امهة وتك ون مس عرة يف البورص ة أو ميكن أن تس عر‪ ،‬ومتنح حقوق ا‬
‫مماثلة حسب الصنف وتسمح بالدخول مباشرة أو بصورة غري مباشرة يف حصة معينة من رأس مال الشركة املصدرة أو حق مديونية‬
‫عام على أمواهلا"‪.‬‬
‫يالح ظ على ه ذا النص أن ه ح دد خص ائص القيم املنقول ة ومل يعطي تعريف ا هلا‪ ،‬كم ا يب دو أن املش رع يف تعريف ه ه ذا قص ر‬
‫إص دار القيم املنقول ة على ش ركات املس امهة‪ ،‬بينم ا ويف تعريف ه ال وارد يف املادة األوىل من املرس وم التش ريعي رقم ‪ 10-93‬املتعل ق‬
‫ببورصة القيم املنقولة ينص على أن القيم املنقولة ميكن أن تصدر من قبل شركات املسامهة ومن طرف الدولة واألشخاص اآلخرون‬
‫املعنويون التابعون للقانون العام‪ .‬كما يأخذ على املشرع اجلزائري يف هذا التعريف حتديده للقيم املنقولة مبصطلح السندات واليت تعد‬
‫أحد أنواع القيم املنقولة‪ ،‬فكان األوىل استعمال مصطلح الصكوك بدل السندات‪.‬‬
‫يستنتج مما سبق‪ ،‬أن القيم املنقولة صكوك تصدرها أشخاص معنوية عامة أو خاصة‪ ،‬وهي متثل إما صكوك ملكية كاألسهم‬
‫أو مديونية كسندات الدين‪ ،‬أو صكوك تسمح لصاحبها باالنتقال من فئة الدائنني إىل فئة املسامهني‪ ،‬وهي تتميز جبملة من اخلصائص‬
‫تتمثل يف‪:‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصائص القيم المنقولة‪ :‬تتميز القيم املنقولة عموما سواء كانت أسهم أو سندات جبملة من اخلصائص تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه ا ص كوك قابل ة للت داول ‪ : Négociables‬ويقص د ب ذلك أن القيم املنقول ة ميكن أن يتم التن ازل عنه ا بس رعة‬
‫دون احرتام الشكليات املتطلبة للتنازل عن الدين العادي واملشار إليها يف القانون املدين‪ .‬وال يرتتب على التداول أي إضرار بالش ركة‬
‫أو االنتقاص من ائتماهنا العام بالنسبة للدائنني‪ ،‬فالشركة ال تضار ألهنا ال ترد قيمة القيم املنقولة من رأمساهلا بل حيصل البائع على‬
‫قيمتها من املشرتي اجلديد الذي حيل حمل املالك القدمي يف احلقوق وااللتزامات‪ ،‬كما ال يضار الدائنون لعدم االنتقاص من رأمسال‬
‫الشركة الذي ميثل الضمان العام هلم‪ .‬ولقد قنن املشرع هذه القاعدة صراحة يف التقنني التجاري وذلك مبوجب املادة ‪ 715‬مكرر‬
‫‪ ،30‬لذا ال جيوز حرمان حامل القيم املنقولة من حق التنازل عنها يف أي وقت‪.‬‬
‫‪ -2‬أنها صكوك مثلية ‪ :Fongibles‬ويقصد بذلك بأنه ضمن اإلصدار الواحد جند القيم املنقولة اليت حتمل نفس القيمة‬
‫االمسية متنح ملالكيها نفس احلقوق وتفرض عليهم نفس االلتزامات‪.‬‬
‫‪ -3‬أنها صكوك قابلة للتسعيرة‪ :‬تتميز القيم املنقولة عن غريها من األوراق بقابليتها للتسعرية يف البورصة‪ ،‬وهي اخلاصية‬
‫اليت أشارت إليها املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 30‬من القانون التجاري بقوهلا‪ ":‬القيم املنقولة هي سندات قابلة للتداول تصدرها شركات‬
‫املسامهة وتكون مسعرة يف البورصة أو ميكن أن تسعر‪."...‬‬
‫‪ -4‬أنه ا أم وال منقول ة‪ :‬تعت رب القيم املنقول ة أم وال منقول ة وهي تكتس ي ش كل ص كوك للحام ل أو ص كوك امسية وميكن أن‬
‫تكون موضوع تسجيل يف احلساب ‪ .‬وتعترب صكوك للحامل منقوالت مادية ألهنا تتجسد بصك مادي تندمج حقوق حاملها يف‬
‫الصك‪ ،‬لذا مبجرد نقل حيازة الصك يعين نقل احلقوق الثابتة فيه‪ .‬أما الصكوك االمسية فإن نقل ملكيتها يتم بإجراء قيد يف سجالت‬
‫متسكها الشركة وهذا التسجيل هو الذي حيول احلقوق املرتبطة بالسند إىل املالك اجلديد ولذا تعترب منقوالت معنوية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -4‬أنها صكوك غير قابلة للتجزئة يف مواجهة الشركة املصدرة لكن ميكن أن يكون مالكها أكثر من واحد كالسندات‬
‫اململوكة على الشيوع وتلك املثقلة حبق االنتفاع‪ .‬واحلكمة من هذا الشرط تكمن يف تسهيل مباشرة احلقوق اللصيقة هبذه الصكوك‬
‫كحق االطالع والتصويت وغريها‪.‬‬
‫‪ -5‬أنه ا ص كوك قابل ة لتنتج م داخيل‪ :‬إم ا ألن مالكيه ا يع دون ش ركاء مس امهون فيحص لون على م داخيل متغ رية تس مى‬
‫أرباح‪ ،‬و إما لكوهنم دائنون فيحصلون على مداخيل غالبا ما تكون ثابتة وهي الفوائد‪.‬‬
‫ولق د نص املش رع على أن واع من القيم املنقول ة‪ ،‬ورغم تنوعه ا ميكن إدراجه ا يف أص ناف ثالث ة كما نص ت على ذل ك املادة‬
‫‪ 715‬مكرر ‪ 33‬من القانون التجاري بقوهلا‪ ":‬ميكن شركات املسامهة أن تصدر ما يأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬سندات كتمثيل لرأمساهلا‪،‬‬
‫‪ -2‬سندات كتمثيل لرسوم الديون اليت على ذمتها‪،‬‬
‫‪ - 3‬سندات تعطي احلق يف منح سندات أخرى متثل حصة معينة لرأمسال الشركة عن طريق التحويل أو التسديد أو أي إج راء‬
‫آخر‪".‬‬
‫تعترب السندات كتمثيل لرأس المال متويل عن طريق تقدمي حصص يف رأمسال الشركة‪ ،‬وهي تتمثل يف األسهم وشهادات‬
‫االستثمار‪ .‬أما السندات كتمثيل لرسوم الديون التي على ذمة الشركة فتمثل متويال عن طريق االقرتاض‪ ،‬ويندرج ضمنها سندات‬
‫االستحقاق العادية وسندات املسامهة‪ .‬أما الصنف الثالث من القيم املنقولة والتي تعطي الحق في منح سندات أخرى تمثل حصة‬
‫معينة لرأسمال الشركة عن طريق التحويل أو التسديد أو أي إجراء آخر‪ ،‬واليت دأب الفقه على اعتبارها قيما منقولة مركبة‪،‬‬
‫فهي متنح إمكانية متويل الشركة بزيادة رأمساهلا عن طريق حتويل سندات الدين إىل سندات متثل حصة يف رأمسال الشركة‪ ،‬ولقد نص‬
‫املش رع اجلزائ ري على ن وعني من ه ذه الس ندات وهي س ندات االس تحقاق القابل ة للتحوي ل إىل أس هم وس ندات االس تحقاق ذات‬
‫قسيمات االكتتاب باألسهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أنواع القيم المنقولة‪:‬‬
‫أ‪-‬األسهم‪:‬‬
‫‪ -1‬تعري ف الس هم‪:‬يعت رب الس هم أهم القيم املنقول ة تعتم د علي ه الش ركات يف تأسيس ها ووجوده ا‪ ،‬ول ه معني ان‪ ،‬فه و ح ق‬
‫الش ريك يف ش ركات األم وال من جه ة‪ ،‬والص ك املثبت للح ق من جه ة أخ رى‪ ،‬ولق د عرفت ه املادة ‪ 715‬مك رر‪ 40‬من الق انون‬
‫التجاري بأنه‪ ":‬سند قابل للتداول تصدره شركة املسامهة كتمثيل جلزء من رأمساهلا"‪ ،‬وهو بذلك ميثل نصيب الشريك يف الشركة‪.‬‬
‫أم ا ش هادات االس تثمار فهي قيم منقول ة تش به األس هم من دون احلق يف التص ويت‪ ،‬ودائم ا جيب أن ال تتج اوز ش هادات‬
‫االس تثمار رب ع رأمسال الش ركة‪ ،‬وهي تنتج عن تقس يم س هم ع ادي إىل قس مني متم ايزين‪ ،‬ومها ش هادة االس تثمار وش هادة احلق يف‬
‫التصويت‪ .‬متثل شهادة االستثمار حقا ماليا لذا ال ميكن حلاملها املشاركة يف اجلمعيات العامة والتصويت فيها‪ ،‬ولكنه يستفيد من‬
‫احلقوق املالية املتصلة باألسهم كاحلق يف األرباح‪ ،‬واحلق يف االكتتاب يف حالة الزيادة يف رأس املال واحلق فيما تبقى من التصفية‪ .‬أما‬
‫شهادات الحق في التصويت واليت تنشأ ضروريا يف نفس الوقت مع شهادات االستثمارفهي سندات متثل احلقوق األخرى غري‬
‫احلقوق املالية املرتبطة بالسهم واليت تسمح ملالكيها ممارسة احلق يف التصويت يف الشركة‪.‬‬
‫خصائص السهم‪ :‬إضافة للخصائص السابقة الذكر بالنسبة للقيم املنقولة يتميز السهم مبايلي‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-‬تساوي القيمة األسهم‪ :‬يقسم رأمسال الشركة إىل أسهم متساوية القيمة‪ .‬واحلكمة من هذا التساوي هي تسهيل تقدير‬
‫األغلبي ة يف اجلمعي ات وتس هيل عملي ة توزي ع األرب اح واخلس ائر على املس امهني وتس اوي ه ذه األس هم يقتض ي املس اواة يف حق وق‬
‫األسهم كاألرباح والتصويت وكذا التساوي يف التزامات السهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المسؤولية بقيمة السهم‪ :‬حيث اليسأل املساهم عن ديون الشركة إال بقدر ما ميلكه من أسهم فال جيوز الرجوع‬
‫عليه بأكثر من قيمتها مهما بلغت خسارة الشركة‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع األسهم‪ :‬تنقسم األسهم إىل األنواع عديدة حسب الزاوية اليت ينظر اليها وميكن تبينها فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -2-1‬أنواع األسهم بحسب طبيعة الحصة‪ :‬تقسم األسهم هنا إىل أسهم نقدية وأسهم عينية‪ ،‬فاألسهم النقدية هي‬
‫األسهم املمثلة للحصص النقدية املقدمة من املكتتبني إما نقدا أو عن طريق املقاصة يف رأمسال الشركة وكذا األسهم اليت تصدر بعد‬
‫ضمها يف رأمسال االحتياطي واألرباح وعالوة اإلصدار‪.‬‬
‫أم ا األس هم العيني ة فهي ال يت متث ل حصص ا عيني ة يف رأس م ال الش ركة كالعق ارات واألراض ي وب راءة اخ رتاع أو منوذج‬
‫الصناعي‪ .‬ومل حيصر املشرع األسهم العينية يف قائمة حمددة مثلما فعل بالنسبة لألسهم النقدية حيث اكتفى بالقول يف املادة ‪715‬‬
‫مكرر ‪ 41‬من القانون التجاري بأن كل ما خيرج عن األسهم النقدية هي أسهم عينية‪.‬‬
‫‪-2-2‬أنواع األسهم بحسب الشكل‪:‬‬
‫وتقسم هنا إىل أسهم اسمية واسهم للحامل‪ ،‬فالسهم االسمي هو حيمل اسم صاحبه ويقيد هذا االسم يف سجل الشركة‬
‫اخلاص هبذا الغرض وهلذا فتداوله يقتضي التأشري بذلك يف هذا السجل‪ .‬أما السهم لحامله هو الذي ال حيمل اسم املساهم وإمنا‬
‫يذكر فيه أن السهم حلامله ويعترب حامل السهم هو املالك ولذلك فتداوله يكون بالتسليم فقط‪.‬‬
‫‪ -2-3‬أنواع األسهم بحسب الحقوق التي يتمتع بها صاحب السهم‪:‬‬
‫وتقسم من هذه اجلهة اىل أسهم عادية وأسهم ممتازة‪ ،‬فاألسهم العادية هي األسهم املمثلة الكتتاب املساهم يف راس مال‬
‫الش ركة ويك ون أص حاب االس هم العادي ة متس اوون يف ك ل احلق وق وااللتزام ات‪ ،‬أم ا األسهم املمت ازة وهي األسهم ال يت قد ترى‬
‫الشركة اصدارها ومتتاز مبزايا ال تتمتع هبا االسهم العادية ‪.‬ولقد نص املشرع اجلزائري على نوعني فقط من األسهم املمتازةوهي‬
‫تلك األسهم اليت متنح حق تصويت متعدد إضافة إىل األسهم ذات األولوية يف إكتتاب أسهم وسندات إستحقاق جديدة حسب ما‬
‫نصت عليه املادة ‪ 715‬مكرر‪.44‬‬
‫‪ -2-4‬أنواع األسهم من حيث ارجاع القيمة‪ :‬وتقسم من هذه الزاوية إىل أسهم التمتع وأسهم رأسمال‪ ،‬فسهم التمتع‬
‫هو السهم الذي يتم دفع مبلغه االمسي إىل املساهم عن طريق االستهالك ‪ .‬واالستهالك هو الرد املعجل للقيمة االمسية للسهم أثناء‬
‫حياة الشركة دون انتظار انقضائها‪ .‬ومبوجبه يسرتجع املساهم مقدماته االبتدائية لكنه مع ذلك حيافظ على صفته كشركاء‪ ،‬فيصبح‬
‫لديه سهم متتع‪ .‬أما سهم رأس المال فهو السهم الذي مل يتم استهالك قيمته‪.‬‬
‫‪-3‬الحقوق المالزمة للسهم‪ :‬مينح السهم للمساهم مجلة من احلقوق‪ ،‬وميكن تبني بعضها فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -3-1‬الحق في األرباح‪ :‬الربح هو اهلدف املشرتك الذي يسعى إليه مجيع الشركاء‪ ،‬لذا يثبت للمساهم احلق يف األرباح‬
‫اليت حتققها الشركة ‪ ،‬إذ تقوم الشركة يف كل آخر سنة مالية حبصر موجوداهتا وتقييم نشاطها السنوي‪ ،‬فإن كان هذا األخري إجيابيا‪،‬‬
‫تك ون الش ركة ب ذلك ق د حققت أرباح ا يتعني تقس يمها بني الش ركاء بق رار من اجلمعي ة العام ة العادي ة الس نوية‪ .‬ل ذا يبقى احلق يف‬
‫األرباح حقا احتماليا ال مؤكّد ا ألن نشاط الشركة قد يسفر على نتائج سلبية‪ ،‬األمر الذي جيعل املساهم يشرتك يف اخلسائر الناجتة‬
‫احرتاما للشروط اخلاصة بعقد الشركة‪ .‬ولقد أيد املشرع هذا احلق وأثبته بنصوص قانونية صرحية املادة ‪ 416‬من القانون املدين ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وح ق املس اهم يف األرباح ه و حق ا احتماليا ح ىت ول و حققت الش ركة أرب اح إذ ال يثبت ه ذا احلق إال بع د ص دور ق رار من‬
‫مجعية العامة العادية بتوزيع أما قبل هذا التاريخ فهو حق احتمايل‪ .‬ولكن بعد تقرير اجلمعية توزيع األرباح هنا يتحول من حق‬
‫احتمايل إىل حق مؤكد جيوز املطالبة به قضاء‪.‬‬
‫‪ -3-2‬الحق في تداول األسهم‪ :‬إن القابلية للتداول هي اليت متيز السهم عن حصة الشريك يف شركة األشخاص‪ ،‬إذ أن‬
‫األصل بالنسبة للسهم‪ ،‬هو قابليته املطلقة للتداول‪ ،‬إال إذا قيد هذا اإلطالق بقيود خاصة‪ .‬وهذه السمة هي اليت يسرت لشركات‬
‫املسامهة مجع رؤوس األموال الضخمة واملدخرات الالزمة ألي حجم من املشروعات اإلقتصادية الكربى‪.‬‬
‫واحلق يف ت داول األس هم من النظ ام الع ام ال جيوز إلغ اءه إال أن الق انون أج از وض ع بعض القي ود على ه ذا املب دأ يف س بيل‬
‫املصلحة العامة للشركة‪ .‬وتتمثل هذه القيود يف‪:‬‬
‫‪-1‬القيود القانونية‪ :‬وهي القيود اليت أوجبها املشرع بنصوص قانونية‪،‬ومن أمهها‪:‬‬
‫‪-‬عدم جواز تداول األسهم إال بعد قيد الشركة يف السجل التجاري حسب املادة ‪ 715‬مكرر ‪51‬‬
‫‪-‬يف حالة زيادة رأمسال الشركة تكون األسهم قابلة للتداول ابتداء من تاريخ التسديد الكامل هلذه الزيادة (المادة ‪ 715‬مكرر‬
‫‪ 51‬ف ‪)2‬‬
‫‪ -‬مين ع ت داول الوع ود باألس هم إال إذا ك انت أس همها أنش أهتا ش ركة قدمية قائم ة وأس همها مس جلة يف بورص ة القيم فيتم‬
‫التداول عندها وحتت شرط واقف وهو زيادة رأس ماهلا (المادة ‪715‬مكرر ‪ 51‬ف‪)3‬‬
‫‪ -‬أس هم الض مان وهي األس هم ال يت ميلكه ا أعض اء جملس اإلدارة واملراقب ة لض مان مس ؤوليتهم عن التس يري وهي غ ري قابل ة‬
‫للتصرف فيها ومن مث فإهنا خترج من ميدان التداول حسب املادة‪ .619‬ويسرتجع العضو السابق أو لذوي حقوقه اسرتجاع حرية‬
‫التصرف يف أسهم الضمان مبجرد مصادقة اجلمعية العامة العادية على حسابات السنة املالية االخرية واملتعلقة بادارته‪.‬‬
‫‪-2‬القيود االتفاقية‪ :‬حيث أجاز املشرع للشركة إدراج بعض الشروط يف القانون األساسي محاية هلا وملسامهيها من دخول‬
‫شخص غري مرغوب فيه‪ ،‬وميكن أن نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬ش رط الموافق ة‪ :‬مبوجب ه ذا الش رط خيض ع ت داول الس هم ملوافق ة الش ركة‪ ،‬فلكي يتن ازل املس اهم عن س همه ولقب ول‬
‫املتن ازل إلي ه كمس اهم جدي د يف الش ركة الب د من موافق ة ه ذه األخ رية علي ه‪ ،‬وذل ك قص د متكني الش ركة من ممارس ة الرقاب ة على‬
‫األشخاص الذين يودون االنضمام إليها ولقد نصت على هذا المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 55‬و‪ 715‬مكرر ‪ .56‬ويشرتط لتطبيق شرط‬
‫املوافقة‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة النص على الشرط يف القانون األساسي‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون األسهم امسية‪.‬‬
‫‪ -‬استبعاد حالة اإلرث واالحالة بني األصول والفروع واألزواج‪.‬‬
‫ويف حالة رفض الشركة املتنازل له هنا جيب عليها أن تعمد إىل تطبيق حل آخر للتنازل يف أجل شهرين من تاريخ تبليغ قرار‬
‫ال رفض‪ ،‬ك أن تعم ل على أن يش رتي األس هم أح د املس امهني أو ش خص آخ ر من الغ ري‪ ،‬أو أن تق وم هي ذاهتا بش راء تل ك األس هم‬
‫مبوافقة احمليل( املتنازل ) قصد ختفيض رأمساهلا ( المادة ‪ 715‬مكرر ‪.57‬‬
‫‪ -‬شرط األفضلية ( الشفعة)‪ :‬وفق هذا الشرط تفرض الشركة على املساهم الراغب ببيع أسهمه عرضها على مستفيد حمدد‬
‫هبذا الشرط أوال كاملسامهني مثال قبل عرضها على الغري‪ .‬وكل تنازل دون احرتام شرط الشفعة يعترب غري نافذ يف مواجهة الشركة‬
‫واملسامهني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -3-3‬الحق في األموال االحتياطية‪ :‬االحتياطي يف مفهومه الضيق هو املبالغ املقتطعة من األرباح واملرتوكة حتت تصرف‬
‫الشركة حىت صدور قرار معاكس من هيئات التسيري‪.‬‬
‫إن اهلدف من االحتي اطي ه و دعم ائتم ان الشركة واحملافظ ة على مبدأ ثب ات رأس م ال الش ركة‪ ،‬كما ق د يك ون اهلدف منه‬
‫قضاء احلاجات اليت قد تبدو يف املستقبل‪.‬‬
‫وهذه األموال املقتطعة ينصب عليها حق املسامهني‪ ،‬وتدعيما هلذا األخري أوجد املشرع اجلزائري آليات وميكانزمات محاية‬
‫ضد مزامحة املسامهني اجلدد يف األموال اإلحتياطية‪ .‬وتتمثل هذه اآلليات يف‪:‬‬
‫‪-‬الحق التفاضلي في االكتتاب باألسهم الجديدة‪ :‬ويقصد به إعطاء املسامهني األولوية يف شراء األسهم اليت تقوم الشركة‬
‫باصدارها مبناسبة زيادة رأمسال الشركة‪ .‬وهذا احلق جيوز للمساهم التنازل عنه و ميكن للشركة الغاءه إذا اقتضت مصلحة الشركة‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬عالوة اإلصدار‪ :‬هي املبلغ اإلضايف عن القيمة االمسية احملددة يف القانون األساسي واليت تفرض على املكتتبني اجلدد مبناسبة‬
‫زيادة رأمسال‪.‬‬
‫‪ -3-4‬الحق في التصويت في الجمعيات العامة‬
‫متثل اجلمعية العامة للمسامهني فرصة متاحة هلؤالء إلبداء رأيهم يف تسيري الشركة‪ .‬وُيطلب رأي املساهم‪ ،‬املعرّب عنه من خالل‬
‫ممارسة حق التصويت‪ ،‬أثناء اجلمعيات العامة‪ ،‬للموافقة على بعض أعمال التسيري‪ .‬ويتعلق األمر خصوصا باملصادقة على حسابات‬
‫السنة املالية املنصرمة‪ ،‬تعيني أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬تعيني حمافظي احلسابات‪ ،‬تعديل القانون األساسي‪..‬إخل‪.‬‬
‫والقاعدة أن التصويت يف اجلمعيات يكون نسبيا يتناسب مع حصة رأس املال اليت تنوب عنها‪ .‬ولكن خروجا على هذا املبدأ‬
‫جيوز النص يف القانون األساسي على ‪:‬‬
‫‪-‬تحدي د ع دد األص وات‪ :‬حيث أج از املش رع مبوجب املادة ‪ 685‬ق انون جتاري للمس امهني حتدي د ع دد األص وات ال يت‬
‫حيوزها كل مساهم حني حضوره اجلمعية العامة‪ ،‬وهذا هبدف محاية األقلية من سيطرة املساهم املنفرد بأغلبية رأمسال‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة ع دد األصوات‪ :‬وهنا يف حال ة تقرير امتي ازات لبعض أنواع األس هم‪ ،‬حبيث يك ون ألص حاهبا ع دد من األص وات‬
‫يفوق العدد الذي يقابلها‪ .‬وهذا يف مجعية العامة التأسيسية وجيب أن تكون األسهم امسية‪(.‬م‪715‬مكرر‪)44‬‬
‫كما قد يوقف حق املساهم يف التصويت يف بعض احلاالت‪:‬‬
‫‪ -‬يف حالة تنازع املصاحل كما يف حالة ابرام اتفاقية بني الشركة و أحد القائمني باإلدارة ويف هذا املضمار مينع املعين باألمر‬
‫من املشاركة يف التصويت وال حتسب أسهمه يف حساب النصاب واألغلبية ‪ .‬وكذلك يف حالة تقدير احلصص العينية‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يكون وقف التصويت كجزاء يفرض على املساهم فإذا ختلف املساهم عن دفع ما يدينه للشركة من قيمة األسهم‬
‫يسقط حقه يف التصويت واحلضور يف اجلمعيات‪715 (.‬مكرر‪)49‬‬
‫باإلضافة إىل هذه احلقوق يتمتع املساهم جبملة من احلقوق األخرى كاحلق يف البقاء يف الشركة‪ ،‬وحقه يف اقتسام موجودات‬
‫الشركة عند حلها واحلق يف االعالم‪.....‬‬
‫ب‪ -‬سندات الدين ‪ :‬قد حتتاج الشركة أثناء حياهتا لرؤوس أموال جديدة‪ ،‬فضال عن رأس ماهلا األساسي‪ ،‬من أجل مواصلة‬
‫مشاريعها والنهوض هبا‪ ،‬وال يكون أمام الشركة يف هذه احلالة سوى سلوك أحد الطريقني‪ ،‬فإما أن تقوم بزيادة رأس ماهلا‪ ،‬وإما أن‬
‫تلجأ إىل االقرتاض من الغري‪.‬وملا كانت الطريقة األوىل قد ال تصادف عادة ترحيبا من جانب املسامهني القدامى يف الشركة‪ ،‬خاصة‬
‫إذا كانت الشركة تدر أرباحا وذلك نظرا ملا سوف يرتتب على طرح أسهم جديدة من دخول مسامهني جدد يزامحون املسامهني‬

‫‪10‬‬
‫القدامى يف األرباح واالحتياطي ‪ ،...‬لذا قد تفضل الشركة اللجوء إىل الطريق الثاين وهو االقرتاض من الغري‪ .‬ويف هذا الصدد قد‬
‫تلجأ الشركة إىل االقرتاض من البنوك‪ ،‬ولكن وإن كانت هذه الوسيلة جمدية يف حالة ما إذا كانت املبالغ اليت حتتاجها الشركة مبالغ‬
‫قليلة وآلجال قصرية فإهنا ال تفلح يف حالة حاجة الشركة إىل اقرتاض مبالغ ضخمة وآلجال طويلة‪ ،‬ويف هذه احلالة تضطر الشركة‬
‫إىل اق رتاض املبالغ ال يت حتتاجه ا من اجلمه ور يف مقابل ط رح س ندات دين عليهم لالكتت اب فيه ا‪ ،‬حيث تغطي ه ذه الس ندات قيم ة‬
‫القرض املطلوب‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف سندات الدين‪:‬هي صكوك متساوية القيمة قابلة للتداول متثل قرضا طويل األجل على ذمة الشركة‪ ،‬وباعتبارها‬
‫قيم منقولة فهي هلا نفس خصائص القيم املنقولة السابقة الذكر كعدم قابليتها للتجزئة‪ ،‬وقابليتها للتداول و‪...‬اخل‬
‫إن ه ذا الن وع من القيم املنقول ة ميكن املص در له من احلص ول على أم وال هام ة من أش خاص ليست هلم إال ص فة ال دائن وال‬
‫خيشى منهم التدخل يف شؤون الشركة‪ .‬وبذلك خيتلف املركز القانوين حلامل سند الدين عن املساهم إذ يعد األول مقرض تربطه‬
‫عالقة مديونية بالشركة بينما يعد الثاين شريكا فيها‪ ،‬وينتج عن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬حلامل سند الدين احلق يف فائدة سنوية ثابتة ويف مجيع احلاالت بغض النظر عن النتائج اليت حتققها الشركة‪ ،‬بينما املساهم‬
‫له احلق يف ربح متغري واحتمايل مادام أنه يتوقف على حتقيق الشركة ألرباح‪.‬‬
‫‪ -‬حلامل السند احلق يف اسرتداد قيمة سنده يف امليعاد املتفق عليه‪ ،‬أما املساهم فال يسرتد قيمة السهم إال من فائض تصفية‬
‫الشركة ما مل تلجأ الشركة إىل استهالك أسهمها‪ .‬ويرتتب على ذلك أن حامل سند الدين إذا اسرتد قيمة سنده فإن صلته بالشركة‬
‫تنقطع‪ ،‬يف حني يبقى املساهم شريكا رغم استهالك سهمه حلصوله على سهم متتع‪.‬‬
‫‪ -‬ليس حلام ل الس ند احلق يف الت دخل يف إدارة الش ركة املص درة بص فة مباش رة ألن ه دائن‪ ،‬بينم ا حيق للمس اهم حض ور‬
‫اجلمعيات العامة واملسامهة يف اختاذ قراراهتا فضال عن الرتشح لعضوية هيئتها اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع سندات الدين‪ :‬تعرف قوانني الشركات أنواع عديدة من السندات‪ ،‬فلم يعد اإلصدار مقصورا على السندات‬
‫التقليدية ذات العائد الثابت‪ ،‬بل استحدثت أنواع خمتلفة من السندات تتفنن يف كيفية جذب أصحاب رؤوس األموال إىل استثمار‬
‫مدخراهتم يف املؤسسات االقتصادية واملالية‪ ،‬ومن بني أنواع السندات جند‪:‬‬
‫‪ -2-1‬سندات االستحقاق‪ :‬وهي أداة دين تلجأ إليها املؤسسات العامة أو اخلاصة باعتبارها وسيلة متويل طويل األجل عن‬
‫طريق االقرتاض من اجلمهور‪ ،‬وهي تعطي حاملها احلق يف الفائدة املتفق عليها باإلضافة إىل اسرتداد قيمتها االمسية عند انتهاء مدة‬
‫القرض‪ .‬ولقد عرفتها املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 81‬من التقنني التجاري على أهنا‪ ":‬سندات االستحقاق هي سندات قابلة للتداول‪ ،‬ختول‬
‫بالنسبة لإلصدار الواحد نفس حقوق الدين بالنسبة لنفس القيمة االمسية"‪.‬‬
‫‪ -2-2‬سندات المساهمة‪ :‬رخص املشرع اجلزائري لشركات املسامهة إصدار سندات املسامهة وذلك مبوجب املادة ‪715‬‬
‫مك رر ‪ 73‬من التق نني التج اري‪ ،‬وتعت رب ه ذه الس ندات حس ب م ا ج اء يف املادة ‪ 715‬مك رر ‪ 74‬س ندات دين تتك ون أجرهتا من‬
‫جزء ثابت يتضمنه العقد وجزء متغري حيسب استنادا إىل عناصر تتعلق بنشاط الشركة أو نتائجها وتقّو م على القيمة االمسية للسند‪.‬‬
‫بالت ايل س ندات املس امهة هي س ندات دين تش تمل على ن وعني من املكاف أة‪ ،‬ج زء ث ابت ي بني يف عق د اإلص دار‪ ،‬وج زء متغ ري‬
‫حيسب بالنظر إىل عناصر مرتبطة بنشاط الشركة أو نتائجها‪ :‬كرقم األعمال‪ ،‬األرباح الصافية‪ ،‬هامش التمويل الذايت لشركة‪...،‬‬
‫اخل‪ .‬ورغم ه ذا فإهنا تبقى دائم ا دين فمرجعي ة األرب اح أو رقم أعم ال الش ركة أو أي عنص ر آخ ر ال يش كل س وى طريق ة حلس اب‬
‫اجلزء املتغري‪ ،‬كما أن حاملها ال يشرتك يف اخلسائر ويظل مبنأى عن إدارة الشركة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وسندات املسامهة ال يتم تسديدها إال إذا كانت الشركة يف طور التصفية‪ ،‬أو قررت الشركة ذلك بعد انقضاء أجل مخس‬
‫سنوات من إصدارها‪.‬‬
‫‪ -2-3‬س ندات االس تحقاق القابل ة للتحوي ل إلى أس هم‪ :‬ع رفت على أهنا س ندات اس تحقاق عادي ة يعت رب حامله ا مقرض ا‬
‫للشركة‪ ،‬يستحق فائدة ثابتة سنويا مقابل استثمار أمواله وله احلق يف اسرتداد قيمتها يف تاريخ االستحقاق حىت ولو منيت الشركة‬
‫خبسارة‪ ،‬وهي ختول لصاحبها اإلمكانية وليس اإللزامية يف حتويلها إىل سندات رأس املال (األسهم) التابعة للشركة املصدرة أثناء فرتة‬
‫التحويل‪ ،‬وبذلك يفقد حاملها وضعه كدائن للشركة ويتحول إىل مساهم فيها بكل ما يرتتب على ذلك من آثار‪ ،‬أو االحتفاظ‬
‫بالسندات دون حتويلها وبالتايل إبقاء مركزه القانوين على ما هو عليه‪.‬‬
‫‪ -2-4‬سندات االستحقاق ذات قسيمات االكتتاب باألسهم‪:‬عرفت بأهنا سند دين عادي ذو نسبة ثابتة يتصل به إذن أو‬
‫أكثر‪ ،‬وختول هذه األذونات احلق يف اكتتاب أسهم جديدة تصدرها الشركة بسعر أو أكثر وحسب شروط وآجال حيددها عقد‬
‫اإلصدار‪.‬‬
‫وعليه تشتمل سندات االستحقاق ذات قسيمات االكتتاب باألسهم يف الواقع على منتجني اثنني‪ ،‬سند دين عادي وقسيمة‬
‫اكتتاب باألسهم‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق أصحاب السندات‪ :‬ميكن أن نبني أهم هذه احلقوق فيمايلي‪:‬‬
‫‪-3-1‬الحق في الحصول على فائدة سنوية‪ :‬إن سندات الدين متنح حلامليها احلق يف فوائدثابتة سنوية طيلة مدة القرض‬
‫تك ون معلوم ة املق دار وقت اإلص دار‪ ،‬ويبقى مبل غ الفائ دة الس نوية ب دون تغي ري إىل حني تس ديد الق رض‪ .‬وعن دما ال ت دفع الش ركة‬
‫الفوائد املتحققة للسندات يف مواعيد استحقاقها فعندئذ حيق حلامل السند التنفيذ على أموال الشركة وموجوداهتا‪.‬‬
‫ويستحق السند الفائدة أيا كانت حالة الشركة ولو مل حتقق أرباحا‪ ،‬فالفائدة تعترب جزء من الدين مىت حل أجل استحقاقها‬
‫تعني على الشركة الوفاء هبا أيا كان مركزها املايل‪.‬‬
‫‪ -3-2‬الحق في استرجاع قيمة السند عند تاريخ االستحقاق‪:‬يعترب مالك سندات الدين مقرضا للشركة‪ ،‬لذلك يكون له‬
‫احلق يف اسرتداد قيمة سنداته اليت أقرضها وتلتزم الشركة برد قيمتها إىل حاملها يف األجل الذي مت االتفاق عليه يف عقد اإلصدار‪.‬‬
‫ولق د نص املش رع اجلزائ ري على ح ق حام ل س ند ه ذا يف املادة ‪ 715‬مك رر ‪ 83‬من التق نني التج اري بقول ه‪ ":‬تك ون س ندات‬
‫االستحقاق حسب كل حالة مقرتنة بشروط أو بنود التسديد أو االستهالك عند حلول األجل أو عن طريق السحب‪".‬‬
‫والشركة ملزمة برد قيمة السند حلامله و لو مل حتقق أرباحا‪ ،‬فهي ملزمة بالوفاء بالدين حىت من رأس املال الذي يعد ضمانا‬
‫عاما للدائنني‪ .‬والقيمة اليت حيق حلامل السند اسرتدادها هي القيمة االمسية لسند‪.‬‬
‫‪ -3-3‬الح ق في ت داول الس ند‪:‬من بني املم يزات األساس ية ال يت تتم يز هبا س ندات ال دين باعتباره ا قيم منقول ة قابليته ا‬
‫للتداول‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 715‬مكرر‪ 30‬من التقنني التجاري بقوهلا‪ ":‬القيم املنقولة هي سندات قابلة للتداول تصدرها‬
‫شركات املسامهة وتكون مسعرة يف البورصة أو ميكن أن تسعر‪."....‬‬
‫وختتلف طريقة تداول السند على الشكل الذي يصدر فيه‪ ،‬فإذا كان امسيا يتم تداوله بطريق القيد يف سجالت الشركة‪ ،‬وإن‬
‫كان حلامله يقع تداوله بطريق التسليم‪.‬‬
‫‪ -3-4‬الحق في تكوين جماعة حملة السندات‪:‬‬
‫منح املشرع حلملة السندات احلق يف تكوين مجاعة خاصة هبم لتفادي مجيع الصعوبات يف التعامل بني الشركة وبني حاملي‬
‫سنداهتا‪ ،‬ويف ذلك تقضي املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 88‬من التقنني التجاري بـقوهلا‪ ":‬يك ّو ن حاملو سندات االستحقاق من نفس اإلصدار‬

‫‪12‬‬
‫مجاعة‪ ،‬بقوة القانون‪ ،‬للدفاع على مصاحلهم املشرتكة‪ ".‬وإن كان املشرع اجلزائري أورد استثناء عليه وذلك يف املادة ‪ 715‬مكرر‬
‫‪ 109‬من التقنني التجاري اليت جاء فيها‪" :‬التطبق أحكام املواد املتعلقة بتنظيم أصحاب سندات االستحقاق يف شكل مجاعة على‬
‫القروض اليت تضمنها الدولة أو اجلماعات احمللية أو املؤسسات العمومية‪،‬إال مبقتضى شرط يف عقد اإلصدار‪".‬‬
‫وعليه إذا كانت سندات االستحقاق القابلة للتحويل اليت أصدرهتا الشركة مضمونة بضمان من الدولة أو اجلماعات احمللية أو‬
‫املؤسسات العمومية فإنه ليس من الضروري أن جيتمع أصحاهبا يف مجاعة خاص هبم تدافع عن حقوقهم‪ ،‬وإمنا ميكن أن يكون ذلك‬
‫إذا وجد شرط يقضي بتكوينها يف عقد إصدار تلك السندات‪.‬‬
‫وجتتم ع ه ذه اجلماع ة يف إط ار مجعي ات عام ة هلا س لطة الت داول يف ك ل املس ائل ال يت من ش أهنا املس اس حبق وق أص حاب‬
‫السندات‪ .‬وهي ختضع لنفس األحكام اليت تنظم مجعيات املسامهني حسب ما نصت عليه املادة ‪ 715‬مكرر ‪.94‬‬
‫إضافة اىل احلقوق السابقة الذكر‪ ،‬متنح حلملة السندات حقوق حسب نوع السندات اليت ميلكوهنا‪ ،‬فسندات القابلة للتحويل‬
‫اىل أسهم يكون من حق محلتها حتويلها اىل أسهم إذا أرادوا ذلك وحسب شروط االصدار‪ ،‬وسندات االستحقاق ذات قسيمات‬
‫االكتتاب باألسهم متنح حلملتها حق االكتتاب يف أسهم باستبداهلا بالقسيمات خالل مدة السند‪.....‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة شركة المساهمة‪ :‬من املعلوم بأنه هناك نظامني لتسيري شركات املسامهة التجارية‪ ،‬نظام تقليدي يرى‬
‫بأن الشركة جيب أن تسري من قبل جملس اإلدارة ورئيس هلذا اجمللس مع مجعيات العامة للمسامهني‪ ،‬ونظام حديث يرى بأن تعهد‬
‫اإلدارة لعدة أشخاص‪ ،‬وهذا ما يسمى بنظام جملس املديرين مع جملس املراقبة إضافة اىل مجعيات املسامهني‪.‬‬
‫أوال‪ -‬إدارة شركة المساهمة ذات النمط التقليدي في التسيير‪:‬‬
‫أ‪ -‬مجلس اإلدارة‪:‬يعد هذا اجمللس اهليئة الرئيسية اليت تتوىل إدارة شركة املسامهة يف النظام التقليدي‪ ،‬إذ يهيمن على نشاط‬
‫الشركة ويتخذ القرارات الالزمة لتحقيق الغرض الذي قامت من أجله بعد مسامهة اجلمعية العامة للشركة بتوصياهتا يف رسم سياسة‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪-1‬تش كيل مجلس اإلدارة‪ :‬يتش كل جملس اإلدارة حس ب املادة ‪ 610‬من الق انون التج اري من ‪ 3‬أعض اء على األقل ومن‬
‫‪ 12‬على األكثر‪ ،‬ويف حالة الدمج بني الشركات جيوز رفع العدد إىل ‪ 24‬عضو وال جيوز هنا تعيني عضو جديد وال استخالف من‬
‫تويف من األعضاء اجمللس مادام عدد الباقيني مل خيفض عن ‪ 12‬عضو‪.‬‬
‫ويعت رب ش رط ت وافر احلد األدىن ش رط ابت داء واس تمرار للمجلس يتعني مراعات ه خالل عم ر الش ركة كل ه‪ ،‬ومن مثة يف حال ة‬
‫نقصان العدد عن ثالثة أعضاء ألي سبب كان فإنه يتعني سرعة استيفاء احلد األدىن لعدد أعضاء اجمللس و إال كانت قراراته باطلة‪.‬‬
‫والقاعدة العامة هي أن اجلمعية العامة العادية هي صاحبة االختصاص األصيل بتعيينه يف القانون اجلزائري‪ ،‬و استثناء من ذلك‬
‫يكون تعيني أول جملس إدارة للشركة عن طريق اجلمعية التأسيسية عندما تتأسس الشركة بواسطة اللجوء العلين لالدخار‪ ،‬أما اذا‬
‫تأسست الشركة دون اللجوء العلين لالدخار ففي هذه احلالة يعينون يف القوانني األساسية ملدة أقصاها ست سنوات‪ .‬وكل تعيني‬
‫جيرى خالفا هلذه األحكام يعد باطال ماعدا التعيينات املؤقتة اليت يقوم هبا أعضاء جملس اإلدارة طبقا للشروط اليت تنص عليها املادة‬
‫‪ 617‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫ففي حالة نقصان أعضاء جملس اإلدارة فإن االجراء الواجب االتباع هو ‪:‬‬
‫‪ -‬جيوز جمللس اإلدارة بني جلستني عمومي تني أن يسعى إىل تعيينات مؤقتة يف حال ة شغور منص ب أو أك ثر بسبب الوف اة أو‬
‫االستقالة‪,‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬إذا أص بح ع دد أعض اء اجمللس أق ل من احلد األدىن الق انوين وجب على الب اقني اس تدعاء اجلمعي ة العام ة العادي ة ف ورا‬
‫الستكمال النقص‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أصبح العدد أقل من احلد األدىن املنصوص عليه يف العقد األساسي للشركة دون أن يقل عن احلد األدىن القانوين وجب‬
‫على باقي أعضاء اجمللس أن يسعوا إىل تعيينات مؤقتة المتام النقص يف أجل ‪ 3‬أشهر من تاريخ الشغور‪.‬‬
‫وتعرض بعدها هذه التعيينات اليت قام هبا اجمللس على اجلمعية العامة العادية املقبلة للمصادقة عليها ويف حالة عدم املصادقة‬
‫عليها فإن كل مداوالت اجمللس السابقة والتصرفات تعترب صحيحة يف أي حال (م ‪ )618‬واذا أمهل اجمللس القيام بالتعيينات املطلوبة‬
‫أو استدعاء اجلمعية العامة جاز لكل معين باألمر أن يطلب من القضاء تعيني وكيل يكلف باستدعاء اجلمعية العامة الجراء التعيينات‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط عضوية مجلس اإلدارة‪ :‬جيب أن يتوفر يف العضو املعني كعضو يف جملس اإلدارة شروط معينة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬توافر صفة المساهم‪:‬جيب أن تتوفر يف كل عضو جملس اإلدارة صفة املساهم‪ ،‬أي أن يكون مالك ألسهم يف الشركة‬
‫اليت يديرها‪ ،‬فاملساهم وحده ميكن أن يقبل يف هذه الوظيفة يف القانون اجلزائري‪ ،‬كما جيب أن يكون أعضاء هذا اجمللس جمتمعون‬
‫ميلك ون لع دد من األس هم ميث ل على األق ل ‪ % 20‬من رأس م ال الش ركة‪ ،‬وحيدد الق انون األساس ي الع دد األدىن من األس هم ال يت‬
‫حيوزها كل قائم باإلدارة‪ ،‬وبالتايل إذا مل يكن القائم باإلدارة يف اليوم الذي يقع فيه تعيينه مالكا للعدد املطلوب من األسهم أو إذا‬
‫زالت ملكيته هلا أثناء توكيله ‪ ،‬فإنه يعترب مستقيال تلقائيا إذا مل يصحح وضعيته يف أجل ثالثة أشهر‪ .‬و يرى بعض الفقه بأن ملكية‬
‫‪.‬‬
‫عضو جملس اإلدارة لألسهم جيب أن تكون حقيقية وكلية‬
‫ب‪ -‬أن ال يكون في حالة من حاالت التنافي‪ :‬لقد نص املشرع اجلزائري على حاالت التنايف القانونية‪ ،‬وبالتايل فجمعية‬
‫املس امهني ال ميكنه ا أن تعني مس اهم كعض و جملس اإلدارة يك ون يف حال ة من ح االت التنايف ون ذكر منه ا على س بيل املث ال األجري‬
‫املسامهفي الشركة أن يكون عضوا مبجلس ادارهتا إال إذا كان عقد عمله سابقا بسنة واحدة على األقل لتعيينه ومطابقا ملنصب عمل‬
‫فعلي‪.‬وهذا طبقا لنص املادة ‪ 615‬من القانون التجاري اجلزائري‪ .‬وأيضا الميكن اجلمع بني بعض الوظائف ومنصب القائم باالدارة‬
‫ألن ذلك يتناىف مبدئيا مع اكتساهبم لصفة التاجر مثل املوظف يف القطاع العام‪ ،‬املوثق‪ ،‬احملامي‪....‬‬
‫جـ‪ -‬حد عدد الوكالت‪ :‬ال جيوز يف القانون اجلزائري لعضو جملس اإلدارة كشخص طبيعي أن ينتمي كعضو خلمسة جمالس‬
‫إداري ة لش ركات مس امهة يك ون مقره ا يف اجلزائ ر حس ب املادة ‪ 612‬ق ت‪ ،‬وه ذا ح ىت يتمكن العض و املنت دب اإلش راف على‬
‫الشركة إشرافا فعليا منتجا‪ ،‬أما الشخص الطبيعي فال خيضع هلذا املنع‪.‬‬
‫د‪ -‬شرط األهلية ‪ :‬مادام أن املشرع قد اعترب أعضاء جملس االدارة من التجار‪ ،‬فيكون بذلك قد اشرتط فيهم األهلية التجاري ة‬
‫وهي ‪ 19‬سنة‪.‬‬
‫إضافة إىل الشروط القانونية السابقة ميكن ألنظمة الشركات أن تتطلب شروط خاصة جيب أن تتوفر يف عضو جملس اإلدارة‬
‫كتأهيل وخربة والتخصص ‪ ، ...‬وتكون هذه الشروط جائزة بشرط أن تتوخى مصلحة الشركة وأن تراعي مبدأ حرية املسامهني‬
‫يف اختيار األعضاء وعلى اجلمعية احرتامها عند التعيني وجوبا‪.‬‬
‫‪3‬ـ‪ -‬انتهاء مدة عضوية المجلس‪:‬‬
‫إذا انتهت م دة عض وية أعض اء جملس اإلدارة حيق للجمعي ة العام ة العادي ة إع ادة انتخ اهبم لفرتات أخرى إال إذا نص الق انون‬
‫األساسي للشركة على خالف ذلك‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وميكن للجمعي ة العام ة أيض ا أن متارس س لطة ع زل أي عض و ويف أي وقت حس ب م ‪ .613‬و بالنس بة ملمث ل الش خص‬
‫االعتب اري فليس للجمعي ة الس لطة لعزل ه أو ابدال ه بغ ريه و إمنا يرج ع األم ر إىل الش خص االعتب اري ال ذي عين ه و ه ذا حس ب املادة‬
‫‪.612‬‬
‫‪ -4‬مداولة مجلس االدارة‪ :‬ال تصح مداولة جملس االدارة اال اذا حضر نصف عدد أعضائه على األقل‪ ،‬ويعترب كل شرط‬
‫خمالف كأن مل يكن (م ‪.)626‬‬
‫وتتخذ قراراته بأغلبية أصوات األعضاء احلاضرين ما مل ينص القانون األساسي على أغلبية أكثر ويرجح صوت الرئيس عند‬
‫تعادل األصوات ما مل ينص على خالف ذلك يف القانون األساسي‪.‬‬
‫‪ -5‬س لطات مجلس اإلدارة‪:‬جمللس االدارة ك ل الس لطات املتعلق ة ب ادارة الش ركة والقي ام بكاف ة األعم ال الالزم ة لتحقي ق‬
‫غرض ها وذل ك فيم ا ع دا م ا اس تثين بنص خ اص يف الق انون أو يف الق انون األساس ي للش ركة من أعم ال أو تص رفات ت دخل يف‬
‫اختصاص اجلمعية العامة‪.‬‬
‫كم ا خيتص جملس االدارة باختاذ ق رار نق ل مق ر الش ركة يف نفس املدين ة أم ا اذا ك ان االنتق ال خ ارج ه ذه املدين ة ف إن الق رار‬
‫يكون من اختصاص اجلمعية العامة العادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬رئيس مجلس االدارة‪:‬ينتخب جملس االدارة من بني أعض ائه رئيس ا ل ه ش ريطة أن يك ون شخص ا طبيعي ا وحيدد أج ره‪،‬‬
‫ويعني هذا الرئيس ملدة ال تتجاوز مدة نيابته كقائم باالدارة واملدة قابلة للتجيد‪ ،‬كما جيوز جمللس االدارة أن يعزله يف أي وقت‪.‬‬
‫ويف حال ة ح دوث م انع م ؤقت لل رئيس أو وفات ه أو اس تقالته أو عزل ه جيوز جمللس االدارة أن ينت دب قائم ا ب االدارة ليق وم‬
‫بوظائف الرئيس‪ ،‬أما اذا كان املانع مؤقتا مينع هذا االنتداب ملدة حمدودة قابلة للتجديد أما يف حالة الوفاة أو االستقالة تستمر هذه‬
‫املدة اىل غاية انتخاب رئيس جدي‬
‫‪ -‬سلطات رئيس مجلس االدارة‪:‬‬
‫‪-‬يتوىل حتت مسؤوليته املديرية العامة للشركة وميثل الشركة يف عالقتها مع الغري‪.‬‬
‫‪ -‬يتوىل السلطة الواسعة للتصرف باسم الشركة مع مراعاة سلطات مجعيات واهليئات األخرى‪.‬‬
‫تلتزم الشركة بأعمال رئيس جملس االدارة يف عالقتها مع الغري حىت ولو خرجت عن اختصاصه ما مل يثبت أن هذا الغري كان‬
‫يعلم أن ه ذا العم ل يتج اوز اختصاص ات ه ذا ال رئيس أو ال ميكن ه جتاهل ه نظ را للظ روف م ع اس تبعاد ك ون نش ر الق انون االساس ي‬
‫يكفي لتأسيس هذه البينة‪ .‬كما ال حيتج على الغري بأحكام القانون األساسي أو قرارات جملس االدارة احملددة هلذه السلطات‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬إدارة شركة المساهمة ذات النمط الحديث في التسيير‪:‬‬
‫نظرا لالنتقادات املوجهة لنظام التقليدي اليت تتمثل يف االزدواجية يف التسيري من قبل جملس اإلدارة ورئيسه والتنايف بني سلطة‬
‫التس يري واملراقب ة‪ ،‬حبيث أن جملس اإلدارة يق وم بالتس يري وي راقب ال رئيس يف آن واح د‪ ،‬وك ذلك جند أن رئيس جملس اإلدارة يتمت ع‬
‫بسلطة املديرية العام ة والتسيري والتمثيل يف آن واحد‪.‬فإن هذا األمر استدعى التغيري يف هذا النظام الكالسيكي والنص على نظام‬
‫جديد يتمثل يف شركة املسامهة ذات جملس املديرين وجملس املراقبـة‪ ،‬مع العلـم أن هذا النظـام مستوحى مـن التشريـع األملاين‪ ،‬ويقوم‬
‫على الفصل بوضوح بني سلطة التسيري املسندة جمللس املديرين وسلطة املراقبة اليت يتوالها جملس املراقبة‪ ،‬كما ال جند فيه املركزية اليت‬
‫متيز النظ ام الس ابق باعتب ار أن رئيس جملس املديرين يت وىل فق ط متثي ل الش ركة‪ ،‬أم ا التس يري فيع ود للهيئ ة اجلماعي ة املتمثل ة يف جملس‬
‫املديرين‪.‬‬
‫أ‪ -‬مجلس المديرين‪ :‬يتم اتباع هذا النمط بطريقتني إما‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬بالنص عليه يف القانون األساسي لشركة املسامهة قبل بدء نشاطها‪.‬‬
‫‪ -‬وإما أن تقرر اجلمعية العامة غري العادية ادراج هذا اجمللس يف القانون األساسي بعد بدء نشاطها‪.‬‬
‫‪ -1‬تش كيلته‪ :‬يتش كل جملس املديرين حس ب املادة ‪ 643‬ق‪.‬ت من ثالث أعض اء كح د أدىن ومخس ة كح د أقص ى من‬
‫األشخاص طبيعيني‪.‬‬
‫خيتلف هذا اجمللس عن جملس االدارة يف اجلهة اليت تتوىل تعيينه‪،‬اذا يعينه جملس املراقبة الذي يعني جملس املديرين ويسند الرئاسة‬
‫ألحد أعضائه ويراقب وظائفه‪ .‬كما أن الرتكيبة العضوية جمللس املديرين تتميز عن جملس االدارة الذي جيوز أن يكون من أعضائه‬
‫أشخاص ا معن ويني أم ا جملس املديرين وحتت طائل ة البطالن وجب أن يك ون أعض اءه أشخاص ا طبيع يني بنص املادة ‪ 644‬ق‪.‬ت ‪،‬‬
‫وهبذا املوقف يثبت املشرع أن الصفة الشخصية لعضو جملس االدارة حمل اعتبار فيتم اختياره لشخصه ولكفاءته وخربته‪.‬‬
‫وتتوىل اجلمعية العامة بناء على اقرتاح من جملس املراقبة عزل عضو جملس املديرين الذي عينه‪ ،‬فاذا كان هذا العضو مرتبطا‬
‫بالشركة بعقد عمل فتجريده من عضوية جملس املديرين ال يرتتب عنه فسخ عقد العمل فيعاد اىل عمله أو اىل عمل مماثل‪.‬‬
‫ولقد ترك القانون احلرية يف مدة العضوية هبذا اجمللس للقانون األساسي على أن ال تقل عن سنتني وال تزيد عن ست سنوات‬
‫ويف احلال ة ال يت يغف ل الق انون األساس ي ذك ر املدة تك ون أرب ع س نوات بق وة الق انون اعم اال لنص املادة ‪ 646‬من ق‪.‬ت‪،‬ويف حال ة‬
‫شغور املنصب يعني خلف اىل غاية جتديد اجمللس‪.‬‬
‫ومن أج ل ض مان اس تقالليته يف أداء مهام ه نص املش رع على ع دم امكاني ة اجلم ع بني ص فيت الق ائم ب االدارة والق ائم بالرقاب ة‬
‫(املادة ‪ 661‬ق‪.‬ت)‪ ،‬ومل يبني املشرع اجلزاء املرتتب على خمالفة هذا املنع لكن الراجح يكون بطالن التعيني الالحق‪.‬‬
‫‪ -2‬سلطات مجلس المديرين‪:‬‬
‫هلذا اجمللس سلطات واسعة يف التصرف باسم الشركة يف حدود موضوع الشركة ومراعاة صالحيات اهليآت االخرى‪ ،‬فيما‬
‫ع دا ه اذان القي دان يتمت ع جملس املديرين جبميع الص الحيات للتص رف يف ش ؤون الش ركة حس بما ج اء يف الق انون األساس ي ‪.‬املادة‬
‫‪ 648‬ق‪.‬ت‬
‫ويتداول جملس املديرين ويتخذ قراراته حسب الشروط اليت حيددها القانون األساسي‪.‬‬
‫ميثل رئيس جملس املديرين الشركة يف عالقاهتا مع الغري‪ ،‬كما أنه جيوز لعضو آخر مفوض من قبل جملس املراقبة متثيل الش ركة‪.‬‬
‫وال متنح مهمة رئيس جملس املديرين لصاحبها سلطة إدارة أوسع من تلك اليت منحت لألعضاء اآلخرين يف جملس املديرين‪.‬‬
‫وتكون الشركة ملزمة يف عالقاهتا مع الغري حىت بأعمال جملس املديرين غري التابعة ملوضوع الشركة ما مل يثبت أن الغري كان‬
‫يعلم أن العمل يتجاوز هذا املوضوع أو ال ميكنه جتاهله نظرا للظروف مع استبعاد كون نشر القانون األساسي يكفي وحده لتأسيس‬
‫هذه البينة‪ .‬وال حيتج على الغري بأحكام القانون األساسي اليت حتدد سلطات جملس املديرين‪ 649( .‬ق‪.‬ت)‬
‫جيب أن يقدم جملس املديرين مرة كل ثالثة أشهر على األقل وعند هناية كل سنة مالية تقريرا جمللس املراقبة حول تسيريه (م‬
‫‪.)656‬‬
‫ب‪ -‬مجلس المراقبة ‪:‬إن أعضاء جملس املراقبة يشبهون أعضاء جملس اإلدارة‪،‬و بالتايل فإن تعينهم خيضع لنفس نظام تعيني‬
‫أعضاء جملس اإلدارة‪.‬‬
‫‪-1‬تشكيل مجلس المراقبة‪ :‬يتكون جملس املراقبة من ‪ 7‬أعضاء على األقل ومن ‪ 12‬عضو على األكثر‪ ،‬وميكن أن يتجاوز‬
‫ع دد األعض اء ‪ 12‬عض وا ح ىت يع ادل الع دد اإلمجايل ألعض اء جملس املراقب ة املمارس ني من ذ أك ثر من س تة أش هر يف حال ة ال دجمأو‬
‫االنفصال وذلك دون أن يتجاوز العدد ‪ 24‬عضو‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-‬ويتم تع يني أعض اء جملس املراقب ة األول ون من قب ل اجلمعي ة التأسيس ية أو يف الق انون األساس ي للش ركة (م ‪ 600‬و‪،)609‬‬
‫وحتدد وظائفهم ملدة ال ميكن أن تتجاوز ثالث سنوات (‪.)662‬‬
‫‪ -‬ومن طرف اجلمعية العامة العادية أثناء حياة الشركة‪ ،‬ملدة ال تتجاوز ست سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬غري أنه ميكن يف حالة الدمج أو االنفصال أن يتم التعيني من اجلمعية العامة غري العادية‪.‬‬
‫‪ -‬إال أن املشرع اجلزائري نص على التعيينات املؤقتة اليت ميكن أن يقوم هبا جملس املراقبة بني جلستني عامتني إذا توفرت شروط‬
‫معينة على أن تعرض التعيينات اليت يقوم هبا اجمللس على اجلمعية العادية املقبلة للتصديق عليه‪.‬‬
‫‪ -‬كما ميكن للجمعية العامة العادية التجديد املتتابع جمللس املراقبة بأكمله كما هو عليه احلال بالنسبة ألعضاء جملس اإلدارة‪.‬‬
‫وتنتهي مهام أعضاء جملس املراقبة سواء بانتهاء مدة عضويتهم وعدم جتديدها أو بالوفاة أو باالستقالة‪ ،‬كما ميكن أن تنتهي‬
‫مه امهم ب اختالل ش رط من ش روط العض وية‪ .‬وميكن أن تنتهي عض وية جملس املراقب ة عن طري ق الع زل حيث تنص املادة ‪662‬‬
‫ق‪.‬تعلى ‪ ... ":‬ميكن للجمعية العامة العادية أن تعزل أعضاء جملس املراقبة يف أي وقت‪".‬‬
‫‪-2‬ش روط العض وية في مجلس المراقب ة‪ :‬كم ا س بق وأن قلن ا ف إن النظ ام األساس ي ألعض اء جملس املراقب ة ه و مماث ل متام ا‬
‫ألعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬ومثال ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬الشروط املتطلبة يف املرشح لعضوية جملس املراقبة كحيازة أسهم الضمان طبقا لنص املادة ‪ 659‬ق‪.‬ت واليت توجب أن حيوز‬
‫جملس املراقبة من االسهم ما ال يقل عن ‪ ٪20‬من رأمسال الشركة وحيدد القانون األساسي العدد األدىن من األسهم اليت حيوزها كل‬
‫عضو يف جملس‪.‬‬
‫‪ -‬حرمان الشخص الطبيعي عضو جملس املراقبة من االنتماء ألكثر من ‪ 05‬جمالس مراقبة يف شركات مقرها يف اجلزائر على أن‬
‫ال يسري هذا النص على الشخص املعنوي‪،‬‬
‫‪-‬ت وافر ش رط األهلي ة املدني ة يف عض و جملس املراقب ة ألن املش رع منح ص فة الت اجر لك ل أعض اء جملس املراقب ة يف الش ركات‬
‫التجارية بعنوان الشخص املعنوي الذي يضطلعون نظاميا بادارته وتسيريه‪ ( .‬املادة ‪ 3‬من األمر رقم ‪ 07-96‬املؤرخ يف ‪ 10‬جانفي‬
‫‪،1996‬املعدل للقانون ‪ 22-90‬املتعلق بالسجل التجاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬العدد ‪) 3‬‬
‫‪ -‬أخريا ال ميكن ألي عضو من جملس املراقبة االنتماء اىل جملس املديرين( م ‪ 661‬ق‪.‬ت)‬
‫‪-3‬م داوالت مجلس المراقب ة‪ :‬ال تص ح مداول ة جملس املراقب ة اال حبض ور نص ف ع دد أعض ائه على األق ل‪ ،‬وتتخ ذ قرارات ه‬
‫بأغلبية األعضاء احلاضرين أو املمثلني ما مل ينص القانون األساسي على أغلبية أكثر ويرجح صوت الرئيس عند تعادل األصوات‪.‬‬
‫ينتخب جملس املراقبة على مستواه رئيسا يتوىل استدعاء اجمللس وادارة املناقشات وتعادل مدة مهمة الرئيس مدة مهمة جملس‬
‫املراقبة‪.‬‬
‫‪-4‬سلطات مجلس المراقبة‪ :‬تكمن مهمة جملس املراقبة كما حددهتا املادة ‪ 654‬ق‪.‬ت يف الرقابة الدائمة للشركة‪ ،‬مبعىن أن‬
‫جملس املراقب ة يق وم بالرقاب ة بص فة مس تمرة ال ظرفي ة‪ ،‬ولتحقي ق ه ذه امليزة أج از املش رع للمجلس ب أن يق وم يف أي وقت من الس نة‬
‫بإجراء الرقابة اليت يراها ضرورية دون أن حيدد فرتات تدخله‪ ،‬وميكنه أن يطلع على الوثائق اليت يراها مفيدة للقيام مبهمته( م ‪655‬‬
‫ق‪.‬ت)‪ .‬كما يتوىل جملس املراقبة مراجعة ورقابة كل الوثائق اخلاصة بالشركة اليت يقدمها جملس املديرين بعد قفل كل سنة مالية( م‬
‫‪ 656‬ق‪.‬ت)‪ .‬ويقوم بتقدمي مالحظاته على تقرير جملس املديرين وعلى حسابات السنة املالية للجمعية العامة‪.‬‬
‫كم ا أخض ع املش رع بعض التص رفات ال يت يق وم هبا جملس املديرين للرقاب ة الس ابقة من جملس املراقب ة حبيث ميكن أن خيض ع‬
‫القانون األساسي ابرام العقود اليت يعددها لرتخيص جملس املراقبة مسبقا‪.‬وكذا كافة األعمال كالتنازل عن العقارات والتنازل عن‬

‫‪17‬‬
‫املشاركة وتأسيس األمانات وكذا الكفاالت‪ ،‬والضمانات االحتياطية ختضع لرتخيص جملس املراقبة حسب الشروط املنصوص عليها‬
‫يف القانون األساسي‪( .‬م ‪ 654‬ق‪.‬ت)‬
‫يستخلص من النص وص القانونية أن الرقابة اليت تؤول جمللس املراقبة تتعلق بتسيري مصاحل الشركة‪ ،‬وتتمثل هذه األخرية يف‬
‫تقدير مدى موافقة األعمال والتصرفات اليت يقوم هبا املسريون مع ما جاء من قواعد يف التشريع والتنظيم املعمول هبما وحىت القانون‬
‫األساس ي للش ركة‪ ،‬ألن ه ذا اجله از مس ؤوال عن ك ل خمالف ة ق ام هبا املس ري هلذه القواع د أثن اء ممارس ة مهمت ه اذا علم هبا ومل يبل غ‬
‫اجلهات املختصة أو هتاون يف ممارسة مهمة الرقابة حىت تسبب يف املساس مبصاحل الشركة ( املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 29‬ق‪.‬ت) اذن فهي‬
‫رقابة مشروعية‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى الرقابة يف هذه احلالة تقع على مالئمة أعمال االدارة وقرارات اجلهاز املسري‪ ،‬فينظر‬
‫جملس املراقب ة يف كيفي ة اس تعمال أم وال الش ركة‪ .‬مبع ىن أن احلق الرق ايب جمللس املراقب ة ال يتض من فق ط رقاب ة انتظ ام وقانوني ة أعم ال‬
‫االدارة والتس يري‪ ،‬ب ل يتع داه اىل س لطة تق دير ق رارات جملس املديرين والتأك د من م دى فعاليته ا يف اجملال التج اري واملايل واالداري‬
‫والصناعي وفحص القيمة التجارية للتسيري ومعرفة االجيابيات والسلبيات اليت حققتها الشركة‪.‬‬
‫إذن رقاب ة جملس املراقب ة هي رقاب ة مش روعية ورقاب ة مالئم ة ويف ه ذه النقط ة ختتل ف مهم ة جملس املراقب ة عن مهم ة من دوب‬
‫احلس ابات وال يت تقتص ر على رقاب ة مش روعية حبيث يل تزم من دوب احلس ابات برقاب ة م دى امتث ال جملس املديرين ألحك ام الق انون‬
‫والقانون األساسي للشركة‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬جمعيات المساهمين‪:‬إن من بني اخلصائص املميزة لشركة املسامهة أن هلذه الشركة تنظيما متكامال يتألف من هيئات‬
‫ذات اختصاص ات حمددة تكف ل إدارة أموره ا وتس يري ش ؤوهنا وفق ا للش روط املتف ق عليه ا يف نظامه ا والقواع د املنص وص عليه ا يف‬
‫القانون‪ ،‬وهذه اهليئات هي اجلمعية العامة للشركة وجملس إدارهتا وهيئة مراقبتها‪ ،‬وتعترب اجلمعية العامة اليت تضم املسامهون أصحاب‬
‫رأس املال اهليئة العليا يف الشركة‪ ،‬ملا هلا من دور وصالحيات واسعة فيها‪ ،‬لذا كان على املشرع أن ينظم عمل هذه اهليئة و يضع هلا‬
‫أسس قانونية متارس من خالهلا سلطاهتا‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعري ف جمعي ات المس اهمين‪ :‬هي مجعي ات تتك ون من جمم وع املس امهني بالش ركة كأص ل ع ام‪ ،‬متث ل أعلى س لطة فيه ا‬
‫باعتباره ا مصدرالس لطات األخ رى املكون ة هلا‪ ،‬ومن خالهلا يتم اص دار أخط ر الق رارات يف حي اة الش ركة‪ ،‬فهي ال يت تق رر إنش اء‬
‫الشركة وتصادق على قانوهنا األساسي‪ ،‬وتتوىل عملية تعيني أعضاء اهليئة اإلدارية و الرقابية وإهناء وظائفهما‪ ،‬وتصادق على امليزانية‬
‫وأعمال اإلدارة ‪ ،‬كما ترجع إليها أيضا سلطة اختاذ القرارات اخلاصة كاندماج الشركات وحتويلها وتعديل قانوهنا األساسي وحلها‪،‬‬
‫لذا تعترب املستوى األول من اإلدارة يف شركة املسامهة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع جمعيات المساهمين‪:‬بالرجوع إىل القوانني املقارنة نستطيع أن حندد أنواع مجعيات املسامهني يف شركة املسامهة‬
‫آخذين بعني االعتبار أهنا مجعية واحدة للشركة وإمنا جاء التقسيم لتنوع الغرض الذي تعقد من أجله‪ ،‬فصفة اجلمعية مناطها املسائل‬
‫اليت تنظرها‪.‬‬
‫‪ -1‬الجمعية العامة التأسيسة‪:‬لقد عرف الفقه هذا النوع من اجلمعيات بقوله‪ ":‬اجلمعية التأسيسية هي اجلمعية اليت تضم‬
‫مجيع املكتتبني يف الشركة فضال عن املؤسسني‪ ،‬تنعقد للمرة األوىل واألخرية يف حياة شركة املسامهة لتعلن تأسيسها بصفة هنائية‪.‬‬
‫وعليه تتشكل اجلمعية العامة التأسيسية يف بداية شركة املسامهة اليت تلجأ اىل االدخار العلين‪ ،‬وهي متثل قاعدة هذا النوع من‬
‫الش ركات إذ تص نع أعم دهتا التأسيس ية ب التحقق من أن ك ل املع امالت التأسيس ية ق د متت بش كل ص حيح ‪ ،‬وتتب ىن نظ ام الش ركة‬
‫وتوافق على املقدمات العينية ‪ ،‬وبعد ذلك ينتهي دورها هنائيا يف حياة الشركة وتزول فهي ليست دائمة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ونظ را ألمهي ة ال دور ال ذي تلعب ه يف تأس يس الش ركة تس ري عليه ا أحك ام اجلمعي ة العام ة غ ري العادي ة املتعلق ة باالنعق اد‪ ،‬أي‬
‫النصاب القانوين الالزم يف احلضور و األغلبية يف التصويت و اليت سنبينها الحقا‪.‬‬
‫‪ -‬سلطات الجمعية التأسيسية‪ :‬اجلمعية التأسيسية وكما رأينا جتتمع خالل فرتة تأسيس الشركة‪ ،‬لذلك من الطبيعي أن تكون‬
‫اختصاصاهتا تتعلق باألعمال الضرورية الالزمة لتأسيسها واليت تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من االكتتاب الكامل يف رأس مال الشركة‬
‫‪ -‬توافق على قانون األساسي للشركة‪.‬‬
‫‪ -‬تعيني القائمني باإلدارة و مندويب احلسابات وأعضاء جملس املراقبة األولون‪.‬‬
‫‪ -‬تصادق على تقدير احلصص العينية إن وجدت‪.‬‬
‫وبالتايل للجمعية التأسيسية اختصاصات هتدف إىل وقوف املكتتبني على املرحلة األوىل لنشأت الشركة وعلى االجراءات اليت‬
‫اختذت من طرف املؤسسني والتدقيق يف صحتها وإعطاء رضاهم النهائي واخلتامي على عقد الشركة واعتماده‪.‬‬
‫‪ -2‬الجمعية العامة العادية‪ :‬تعد اجلمعية العامة العادية نوع ثاين من أنواع اجلمعيات اليت جيتمع فيها املسامهون يف شركات‬
‫املسامهة‪ ،‬و اليت جيب أن تنعقد سواء جلأت الشركة إىل االدخار العلين أم ال‪ ،‬ولقد مسيت هذه اجلمعية باسم اجلمعية العامة العادية‬
‫نظرا لنوعية األعمال اليت ختتص هبا واليت تتعلق باإلدارة العادية دون أعمال اإلدارة اليومية لشركة اليت هي من اختصاص اهليئات‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫تنعق د ه ذه اجلمعي ة م رة على األق ل يف الس نة‪ ،‬كم ا جيوز هلذه اجلمعي ة أن جتتم ع بطريق ة متك ررة وعادي ة و ك ل م رة تك ون‬
‫الشركة حباجة إىل ذلك أثناء السنة املالية إذا اقتضى احلال ذلك‪ .‬لذا فهي تعد فرصة للمسامهني ملساءلة أعضاء جملس اإلدارة عن‬
‫إدارهتم و جماال ملناقشة وضع الشركة و مستقبلها ‪.‬‬
‫وال يصح تداوهلا يف الدعوة األوىل إال إذا حاز عدد املسامهني احلاض رين أو املمثلني على األقل ربع األسهم اليت هلا احلق يف‬
‫التصويت‪ ،‬إال أنه ال يشرتط أي نصاب يف الدعوة الثانية‪ ،‬وتبت بأغلبية األصوات املعرب عنها‪.‬‬
‫‪ -‬سلطات الجمعية العادية‪ :‬تعد اجلمعية السيدة يف شركة املسامهة و الدليل على ذلك هو اجملال الواسع للصالحيات اليت‬
‫منحه ا إياه ا املش رع اجلزائ ري‪ ،‬إذ هلا س لطة اختاذ ك ل الق رارات يف الش ركة ماع دا تل ك املمنوح ة للجمعي ة العام ة غ ري العادي ة و‬
‫القرارات اليت هي من اختصاص اهليئات اإلدارية‪ ،‬ومن بني سلطاهتا‪:‬‬
‫‪ -‬تصادق على حسابات السنة املالية و تقرر توزيع األرباح أو حتتفظ هبا‪،‬‬
‫‪ -‬تق وم بتع يني اهليئ ة اإلداري ة املتمثل ة يف جملس اإلدارة دون جملس املديرين واهليئ ة الرقابي ة املتمثل ة يف جملس املراقب ة ومن دويب‬
‫احلسابات‪ ،‬فضال عن كوهنا املختصة يف وضع حد لوظائفهم فيما عدا مندوب احلسابات الذي يكون عزله قضائيا‪.‬‬
‫‪ -‬ترخص إبرام بعض االتفاقيات بني الشركة كشخص معنوي وأحد القائمني بإدارهتا‪...‬‬
‫‪ -3‬الجمعية العامة غير العادية‪ :‬إضافة إىل اجلمعية العادية اليت جتتمع مرة واحدة كل سنة على األقل‪ ،‬جتيز معظم‬
‫التشريعات على غرار التشريع اجلزائري دعوة اجلمعية العامة للمسامهني لعقد اجتماع غري عادي يف أي وقت للنظر يف أمور الشركة‬
‫اخلارجة عن صالحية اجلمعية العامة العادية‪ ،‬واليت تتمثل يف تعديل القانون األساسي للشركة‪.‬‬
‫ولقد برر الفقه سبب تسميتها باجلمعية العامة غري العادية بأن تعديل نظام الشركة ليس أمرا دارجا ولكن تقتضيه ظروف‬
‫خاصة‪ ،‬لذلك قد ال جتتمع هذه اجلمعية هنائيا طوال حياة الشركة لعدم حاجة الشركة ملثل هذا التعديل‪ ،‬فهي هيئة استثنائية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وإن ك انت دع وة ه ذه اجلمعي ة لالنعق اد اختياري ة‪ ،‬فإن ه يف حال ة خس ارة الش ركة ¾ من رأس ماهلا يت وجب عندئ ذ‬
‫انعقادهالتتخذ التدبري املناسب‪.‬‬
‫ختض ع اجلمعي ة العام ة غ ري العادي ة لنفس األحك ام ال يت حتكم اجلمعي ة العادي ة‪ ،‬إال فيم ا يتعل ق بنص اب ص حة االجتم اع و‬
‫التصويت إذ تطلب القانون أحكام أشد من تلك املقررة يف اجلمعية العادية وذلك نظرا ألمهية القرارات اليت تصدرها‪ ،‬إذ ال يصح‬
‫تداوهلا إال إذا كان عدد املسامهني احلاضرين أو املمثلني ميلكون النصف على األقل من األسهم يف الدعوة األوىل وعلى ربع األسهم‬
‫ذات احلق يف التصويت أثناء الدعوة الثانية‪ ،‬فإذا مل يكتمل هذا النصاب األخري جاز تأجيل اجلمعية الثانية إىل شهرين على األكثر‪،‬‬
‫وتبت فيما يعرض عليها بأغلبية ثلثي األصوات املعرب عنها‪.‬‬
‫‪ -‬سلطات الجمعية غير العادية‪ :‬خيتص هذا النوع من اجلمعيات باختاذ القرارات املصريية بالنسبة إىل حياة الشركة واليت‬
‫تس توجب تع ديل نظامه ا األساس ي‪ ،‬ل ذا فهي تلعب دورا كب ريا يف حي اة الش ركة و تس تطيع مبا هلا من ص الحيات أن تغ ري اهليك ل‬
‫األساسي الذي قامت على أعمدته الشركة‪ ،‬فيمكنها أن تزيد رأمسال الشركة أو تغري مدة حياهتا سواء باملد أو بالتقصري أو تعديل‬
‫موضوع الشركة أو شكلها‪ ...‬لكن هذه الصالحية غري مطلقة و إمنا مقيدة بأحكام القانون‪.‬‬
‫عالوة على ذلك اعترب االجتهاد القضائي بأنه ليس هناك مانع من قيام هذه اجلمعية باختاذ القرارات اليت تدخل قانونيا يف‬
‫اختصاص اجلمعية العادية حتت حتفظ احرتام شروط األغلبية املفروضة على اجلمعية العامة العادية‪ .‬وتعد هنا مجعية خمتلطة‪ ،‬تتخذ فيها‬
‫قرارات يعود بعضها إىل صالحية اجلمعية العادية وبعضها اآلخر إىل صالحية اجلمعية غري العادية‪ .‬و بالتايل هذا النوع من اجلمعيات‬
‫نتج عن الواقع وليس منظم من طرف القانون‪.‬‬
‫واضافة إىل األنواع السابقة يوجد نوعا آخر جلمعيات املسامهني تسمى جمعيات المساهمين الخاصة‪ ،‬وخالفا عن اجلمعيات‬
‫املسامهني العامة اليت جيتمع فيها كل املسامهون فإن اجلمعيات اخلاصة حمفوظة ألصحاب األسهم ذات نوع حمدد يف الشركة‪ ،‬ترتقب‬
‫تع ديل احلق وق املرتبط ة هبم‪ ،‬حبيث جتتم ع عن دما يتم تع ديل احلق وق املتعلق ة ب ذلك الن وع من األس هم‪ ،‬و بالت ايل فه ذا الن وع من‬
‫اجلمعيات ال يوجد إال يف الشركات اليت تصدر قيم منقولة خمتلفة‪ ،‬لذلك قد تتعدد اجلمعيات اخلاصة يف شركة املسامهة بتعدد أنواع‬
‫األسهم اليت تصدرها فلكل نوع مجعية خاصة به‪ ،‬و كل مساهم ميلك أسهم ذات تلك اخلاصية ميكنه املشاركة يف اجلمعية اخلاصة‬
‫هلذه األسهم‪ ،‬وهي ختضع لنفس األحكام اليت تطبق على اجلمعيات العامة غري العادية من استدعاء‪ ،‬إعالم‪ ،‬أغلبية‪ ،‬بطالن ‪...‬‬
‫ومل ينظم املشرع اجلزائري هذا النوع من اجلمعيات و إن كان قد نص عليها يف بعض أحكامه مثل اجلمعية اخلاصة حلائزي‬
‫شهادات االستثمار و هو ما أشارت إليه املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 66‬يف فقرهتا الرابعة من القانون التجاري‪.‬‬
‫وبعد تبيني خمتلف أنواع مجعيات املسامهني يف شركة املسامهة نستنتج أن املشرع اجلزائري قد اعتمد للتمييز بني خمتلف أنواع‬
‫مجعيات املسامهني على معيارين أساسيني مها‪:‬‬
‫‪ -1‬املعيار األول يتمثل يف االختصاصات املمنوحة لكل مجعية واليت يعد توزيعها من النظام العام‪ ،‬إذ خصص املشرع لكل‬
‫نوع من اجلمعيات اختصاصات خاصة هبا متارسها لوحدها دون غريها‪ ،‬فبحسب املوضوعات املعروضة على اجلمعية حيدد نوعها‪.‬‬
‫‪ - 2‬املعيار الثاين يتمثل يف تركيبة اجلمعية املعنية وكيفية سريها إذ وضع املشرع لكل مجعية أحكام خاصة هبا متيزها عن غريها‬
‫واملتمثلة يف النصاب الواجب لصحة االنعقاد واألغلبية الواجبة الختاذ القرارات داخلها‪.‬‬
‫جـ‪ -‬اجتماعات جمعيات المساهمين‪:‬‬
‫‪ -1‬صاحب الحق في المشاركة في جمعيات المساهمين‬

‫‪20‬‬
‫إن املسامهني هم يف األصل أصحاب احلق يف حضور اجتماعات مجعيات املسامهني‪ ،‬وعن طريق التصويت فيها يشاركون يف‬
‫إدارة الشركة وتسيريها‪ ،‬إال أن املشرع اجلزائري أجاز لبعض األشخاص من غري املسامهني حضور هذه االجتماعات‪،‬‬
‫‪-‬المساهمين‪:‬إن حضور هذه االجتماعات هو حق مقرر لكل مساهم يف الشركة‪ ،‬وال تأثري لنوع السهم الذي ميلكه سواء‬
‫أكان من األسهم العينية أو النقدية أو أسهم امسية أو حلاملها أو أسهم رأس املال أو أسهم التمتع‪ ،‬و حىت املساهم الذي مل يسدد‬
‫كامل قيمة أسهمه له أن حيضر اجتماع اجلمعيات إذا وىف بربع قيمة األسهم اليت اكتتب هبا‪.‬‬
‫أما املساهم املتأخر عن الوفاء بدون عذر مشروع فحسب القانون اجلزائري جيوز له احلضور بشرط أن ال يكون قد أعذر‬
‫بالوف اء وانقض ت م دة ثالثني يوم ا التالي ة الع ذاره‪ ،‬أم ا بع د إع ذاره و م رور املدة القانوني ة املمنوح ة ل ه يفق د حق ه يف احلض ور و‬
‫التصويت جبمعيات املسامهني‪.‬‬
‫أم ا أص حاب ش هادات االس تثمار ف أهنم ال حيض رون اجتماع ات اجلمعي ة فه ذا احلق ممن وح ألص حاب ش هادات احلق يف‬
‫التص ويت‪ ،‬وإن ك ان جيوز حلاملي ش هادات االس تثمار اإلطالع على وث ائق الش ركة حس ب نفس الش روط املطبق ة على املس امهني‪،‬‬
‫وبالت ايل فح املي ش هادات االس تثمار ال يش اركون بطريق ة مباش رة وال غ ري مباش رة يف إدارة الش ركة م ا ع دا عن دما جيتمع ون يف‬
‫مجعياهتم اخلاصة‪ ،‬فأصحاب شهادات احلق يف التصويت هم الذين هلم احلق يف املشاركة يف القرارات اجلماعية و ذلك حسب نص‬
‫املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 67‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫وعندما تكون األسهم مملوكة بني العديد من األشخاص فكل املشاعني هلم صفة املساهم‪ ،‬ولكن صفتهم هذه ال ختول هلم‬
‫مجيعا حق احلضور يف مجعيات املسامهني‪ ،‬إذ جيب عليهم للمشاركة يف هذه اجلمعيات تعيني وكيل عنهم وحيد حيضر و يصوت يف‬
‫اجلمعية بدال عنهم‪ ،‬فإذا مل حيصل بينهم اتفاق عني الوكيل من القضاء‪.‬‬
‫إضافة إىل ذلك و مادام السهم مال منقول فإنه جيوز التعامل فيه مثل سائر املنقوالت‪ ،‬وبذلك ميكن إحالة حق اإلنتفاع به إىل‬
‫الغ ري‪،‬ولق د أغف ل املش رع اجلزائ ري يف ه ذه احلال ة حتدي د ص احب احلق يف حض ور مجعي ات املس امهني أه و املنتف ع أم املال ك‪ ،‬ولكن‬
‫وب النظر لألحك ام ال يت تنظم احلق يف التص ويت‪،‬وال يت منحت التص ويت إىل املنتف ع يف اجلمعي ات العادي ة وللمال ك يف اجلمعي ات غ ري‬
‫العادية‪.‬‬
‫‪-‬حضور أشخاص ليس لهم الحق في التصويت ‪:‬ويتمثلون يف‪:‬‬
‫‪ -‬أعضاء مجلس المديرين‪ :‬إلعطاء املسامهني إعالم جيد الختاذ القرارات املناسبة لنشاط الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬من دوب الحس ابات‪ :‬ألن ه يع د هيئ ة هام ة يف نظ ام ش ركة املس امهة‪ ،‬ترتك ز مهمت ه األساس ية يف املراقب ة واملص ادقة على‬
‫حسابات الشركة وانتظامها‪ ،‬لذا يلزم أن يوجه إليه جملس اإلدارة أو املديرين دعوة أيضا حلضور االجتماع‪.‬‬
‫‪ -‬ممثلي جماع ة أص حاب الس ندات‪ :‬مبا أن ه ال جيوز حلاملي س ندات ال دين الت دخل يف إدارة أعم ال الش ركة‪ ،‬ألهنم دائ نني‬
‫والدائن ممنوع من التدخل يف شؤون مدينه‪ ،‬فإنه ال جيوز هلم احلضور إىل اجتماعات اجلمعيات‪ ،‬ولكن ميكنهم املشاركة فيها بصفة‬
‫استشارية و دون احلق يف التصويت عن طريق مجعيتهم اخلاصة أي بواسطة ممثلني عنهم‪.‬‬
‫‪ -2‬الهيئة التي لها اختصاص استدعاء جمعيات المساهمين‪:‬حىت تضمن التشريعات بأن كل املسامهني على علم بوقت‬
‫االجتم اع ومكان ه أل زمت ض رورة اس تدعاءهم‪ ،‬ومنحت ه ذه املهم ة لع دة جه ات منه ا من هلا اختص اص أساس ي ومنه ا م ا يع د‬
‫اختصاصها استثنائييثار يف حالة عدم وجود أو رفض اهليئات املختصة أساسا القيام بذلك‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬الهيئة التي لها االختصاص األساسي‪ :‬ال ينص املشرع اجلزائري صراحة على اهليئة املختصة باستدعاء مجعيات املسامهني‬
‫لالنعقاد‪ ،‬إال أنه و بتمحص أحكامه يظهر لنا بأنه منح هذه املهمة إىل اهليئة اإلدارية واملتمثلة يف جملس اإلدارة بالنسبة للشركات‬
‫ذات التكوين التقليدي وجملس املديرين بالنسبة للشركات ذات التكوين‬
‫و يعود حق االستدعاء يف األصل ألعضاء جملس اإلدارة أو املديرين كهيئة مجاعية جمتمعة‪ ،‬و ال يسوغ لرئيس جملس اإلدارة‬
‫لوحده وال للقائمني باإلدارة أن يقوموا بذلك‪ ،‬إذ ال يتمتع هؤالء األعضاء هبذه الصالحية بصورة منفردة‪،‬‬
‫‪ -‬الهيئات التي لها االختصاص االستثنائي‪ :‬لقد أسند املشرعني اجلزائري والفرنسي مهمة استدعاء اجلمعية العامة لالنعقاد‬
‫إىل اهليئة اإلدارية‪ ،‬لكن يف نفس الوقت حتسبا الحتمال أن تغفل هذه األخرية عن توجيه الدعوة أو أن ترفض القيام بذلك فقررا‬
‫جلهات أخرى القيام هبذه املهمة‪ ،‬واليت تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬مندوب الحسابات‪ :‬إذا الحظ هذا األخري تقاعس اهليئة اإلدارية عن استدعاء احدى اجلمعيات لالنعقاد‪ ،‬ومل جييز املشرع‬
‫اجلزائري ملندوب احلسابات استدعاء اجلمعية إال يف حالة واحدة وهي حالة االستعجال‪.‬‬
‫‪ -‬الوكي ل القض ائي‪ :‬لتجنب تعس ف اهليئ ة االداري ة وم ا ق د يتبع ه من امتن اع من دوب احلس ابات‪ ،‬اع رتف املش رع للوكي ل‬
‫القض ائي ب احلق يف اس تدعاء مجعي ات املس امهني لالنعق اد‪ ،‬و ذل ك بن اء على طلب يوج ه من ص احب املص لحة س واء ك ان دائن ا أو‬
‫مسامها أو غريهم‪،‬‬
‫‪ -‬المص في‪ :‬مبا أن املص فني حيل ون حمل أجه زة اإلدارة بع د ح ل الش ركة ل ذلك جيب علي ه القي ام باس تدعاء اجلمعي ة العام ة يف‬
‫ظرف ستة أشهرمن تسميته‪ ،‬ويف حالة انعدام ذلك تستدعى من طرف هيئة املراقبة‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬أو من طرف وكيل معني بقرار‬
‫قضائي بناء على طلب كل من يهمه األمر‪ .‬كما جيب على املصفي دعوهتا إىل االنعقاد يف هناية التصفية للنظر يف احلساب اخلتامي‬
‫ويف إب راء املص فيو إعفائ ه من الوكال ة والتحق ق من اختت ام التص فية و إال ج از لك ل مس اهم أن يطلب قض ائيا تع يني وكي ل يق وم‬
‫بإجراءات الدعوة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬مندوب الحسابات‪ :‬فرض املشرع على شركات املسامهة تعيني مندوب أو أكثر للحسابات وهو جزء من جهاز‬
‫الرقابة وخاصة املالية‪ ،‬ألنه يصعب على املسامهني متابعة أعمال الشركة مع كرب عددهم يف شركة املسامهة‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة‬
‫أخرى أن اجلمعية العامة جتتمع مرة على األقل يف السنة وتكون حباجة اىل من يتابع األداء املايل للشركة‪.‬‬
‫أ‪-‬تع يين من دوب الحس ابات‪ :‬نص الق انون التج اري يف املادة ‪ 715‬مك رر ‪ 4‬على ‪ ":‬تعني اجلمعي ة العام ة العادي ة من دوب‬
‫للحسابات أو أكثر ملدة ثالث سنوات ختتارهم من بني املهنيني املسجلني على جدول الوطين‪"...‬‬
‫وعليه يتم تعني مندويب احلسابات كأصل عام من طرف اجلمعية العامة العادية ملدة ثالث سنوات‪ ،‬وتكون هذه العهدة قابلة‬
‫للتجديد مرة واحدة حسب املادة ‪ 27‬من القانون ‪ 01-10‬املتعلق مبهن اخلبري احملاسب وحمافظ احلسابات واحملاسب املعتمد‪.‬‬
‫ويف حالة ما اذا مل يتم تعيني مندوب احلسابات من طرف اجلمعية العادية ‪ ،‬أو يف حالة وجود مانع أو رفض واحد أو أكثر‬
‫من مندويب احلسابات املعنيني‪ ،‬يتم اللجوء اىل تعيينهم أو استبداهلم مبوجب أمر من رئيس احملكمة التابعة ملقر الشركة بناء على طلب‬
‫من جملس االدارة أو املديرين أو من كل شخص يهمه األمر ‪.‬‬
‫كما جيوز حسب ما نصت عليه املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 8‬ملساهم أو عدة مسامهني ميثلهم على األقل عشر رأمسال الشركة‪ ،‬يف‬
‫الشركات اليت تلجأ علنية االدخار أن يطلبوا من العدالة وبناء على سبب مربر‪ ،‬رفض مندوب أو مندويب احلسابات الذين عينتهم‬
‫اجلمعية ‪.‬واذا متت تلبية الطلب‪ ،‬تعني العدالة مندوبا للحسابات ويبقى هذا األخري يف وظيفته حىت قدوم مندوب احلسابات الذي‬
‫تعينه اجلمعية العامة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وبالنسبة ملندويب احلسابات األولون فيتم تعينهم من طرف اجلمعية التأسيسية أو يف القانون األساسي‪.‬م ‪ 600‬ق‪.‬ت‬
‫وال يعني كمن دوب للحس ابات الطوائ ف املذكورة يف املادة ‪ 715‬مك رر‪ 6‬ق‪.‬ت‪ .‬وذل ك لض مان قي ام من دوب احلس ابات‬
‫مبهامه اخلاصة باملراقبة بكل حرية واستقاللية من غري ضغوط‪.‬‬
‫ب‪ -‬عزلهم‪ :‬منح املشرع اجلزائري امكانية اهناء مهام مندوب احلسابات وعزله قبل االنتهاء العادي ملدة مهامه‪ ،‬وذلك من‬
‫طرف اجلهة القضائية املختصة وال حيدث ذلك اال اذا مت تقدمي طلب هبذا الغرض من قبل‪:‬‬
‫‪-‬جملس االدارة أو املديرين حسب احلالة‪.‬‬
‫‪-‬مساهم واحد أو أكثر ميثلون على األقل عشر ‪ 1/10‬رأمسال الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬اجلمعية العامة‪.‬‬
‫وال يتم تق دمي ه ذا الطلب اال يف حال ة ح دوث خط أ أو حص ول م انع حيول دون ممارس ة املن دوب ملهام ه بك ل اس تقاللية‬
‫وحيادية حسب املادة ‪ 715‬مكرر‪ 9‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫جـ‪ -‬اختصاصات مندوب الحسابات‪:‬‬
‫تتمثل مهام الدائمة باستثناء أي تدخل يف التسيري حسب املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 4‬ق‪.‬تفي‪:‬‬
‫‪ -‬التحقيق يف الدفاتر واألوراق املالية للشركة ومراقبة انتظام حساباهتا وصحتها‪.‬‬
‫‪ -‬التدقيق يف صحة املعلومات املقدمة يف تقرير جملس االدارة أو املديرين حسب احلالة‪.‬‬
‫‪ -‬التدقيق يف الوثائق املرسلة للمسامهني حول الوضعية املالية للشركة وحساباهتا‪.‬‬
‫‪ -‬يصادقون على انتظام اجلرد وحسابات الشركة واملوازنة وصحة ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من احرتام مبدأ املساواة بني املسامهني‪.‬‬
‫‪ -‬جيوز هلم طيلة السنة اجراء كل التحقيقات والرقابات اليت يروهنا مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬ميكنهم استدعاء اجلمعية العامة لالنعقاد يف حالة االستعجال‪.‬‬
‫وجيب على مندوب احلسابات مبوجب املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 10‬ق‪.‬تأن يطلع جملس االدارة أو املديرين أو املراقبة حسب احلالة‬
‫مبايلي‪:‬‬
‫‪ -‬عمليات املراقبة والتحقيق اليت قاموا هبا وخمتلف عمليات السري اليت أدوها‪.‬‬
‫‪ -‬مناصب املوازنة والوثائق األخرى املتعلقة باحلسابات‪.‬‬
‫‪ -‬املخالفات واالخطاء اليت قد يكتشفوهنا‪.‬‬
‫‪ -‬النتائج اليت تسفر عنها املالحظات والتصميمات اخلاصة بنتائج السنة املالية مقارنة باليت مضت‪.‬‬
‫وجيوز ملندوب احلسابات أن يطلب توضيحات من جملس االدارة أو جملس املدين الذي يتعني عليه الرد على هذه الوقائع‪ ،‬فاذا‬
‫اس تقدم ال رد وك ان ناقص ا يطلب املن دوب رئيس أح د اجمللس ني دع وة اجمللس لالنعق اد لالنتق اد وملداول ة ه ذه الوق ائع‪ ،‬واذا الح ظ‬
‫استمرار هذه الوقائع املعرقلة رغم هذا االجراء وجب عليه أن يعد تقريرا للجمعية العادية أو غري العادية‪ .‬ويقوم مندوب احلسابات‬
‫بعرض كل املخالف ات واالخطاء اليت الحظها على اجلمعية‪ ،‬كما يطلع عالوة على ذلك وكيل اجلمهورية باألفع ال املكونة جلنح‬
‫اطلع عليها أثناء أداء مهامه‪ (.‬املادة ‪ 715‬مكرر‪ 11‬واملادة ‪ 715‬مكرر ‪ 14‬ق‪.‬ت)‬
‫د‪ -‬مسؤوليته‪ :‬مندوبو احلسابات مسؤولون سواء ازاء الشركة أو ازاء الغري عن األضرار النامجة عن األخطاء والالمباالة اليت‬
‫يكونون قد ارتكبوها يف ممارسة مهامهم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وال يكونون مسؤولون مدنيا عن املخالفات اليت يرتكبها القائمون باالدارة أو أعضاء جملس املديرين حسب احلالة اال اذا مل‬
‫يكشفوا عنها يف تقريرهم للجمعية العامة أو لوكيل اجلمهورية رغم اطالعهم عليها‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪:‬تعديل رأس مال شركة المساهمة‪ :‬لقد عرف رأس املال على أنه‪ :‬جمموع احلصص النقدية والعينية املقدمة‬
‫من الشركاء لتأسيس شركة وهو يسجل يف اخلصوم يف ميزانية الشركة‪ .‬ومبلغ رأس املال الشركات غري حمدد املقدار إال بالنسبة‬
‫لشركات األسهم فهو حيدد عن طريق القانون‪ ،‬ومع ذلك ميكن الزيادة فيه أو اإلنقاص وفق إجراءات صارمة وعالوة على ذلك‬
‫هناك بعض الشركات هلا رأس مال متغري"‪ .‬وقيلهو القيمة العددية املقيدة يف خصوم امليزانية‪ ،‬واملمثل لقيمة احلصص النقدية والعينية‬
‫املقدمة من طرف املسامهني عند تأسيس الشركة‪.‬‬
‫وعلي ه رأس م ال الش ركة يقتص ر على احلص ص النقدي ة والتق ومي النق دي للحص ص العيني ة مقس م إىل أس هم متس اوية القيم ة‬
‫االمسية يف شركة املسامهة‪.‬‬
‫والبد من التمييز بني رأس مال الشركة و موجوداهتا‪ ،‬فموجودات الشركة تعين جمموع أقيام األموال واحلقوق اليت تعود إىل‬
‫الشركة يف وقت معني‪ ،‬ومن املقارنة بني أصول الشركة(موجوداهتا) وخصومها (رأس املال والتزاماهتا) يتضح رصيد الشركة دائنا‬
‫فيم ا إذا حققت أرباح ا أو م دينا فيم ا إذا م نيت خبس ارة‪ ،‬وع ادة تك ون املوج ودات متطابق ة م ع رأس املال يف الي وم األول لوج ود‬
‫الشركة إال أهنا ختتلف بعد ذلك فقد تكون أكثر من رأس املال أو اقل منه‪.‬ومن هنا يتضح وجوب بقاء رأس املال ثابتا وال جيوز‬
‫تغي ريه ال بالزي ادة وال بالنقص ان إال بإتب اع إج راءات معين ة نص عليه ا الق انون‪ ،‬بينم ا املوج ودات ميكن تغريه ا بالزي ادة أو النقص ان‬
‫ألسباب خارجة عن إرادة املسامهني إذ ترجع ألمور متعلقة باالقتصاد‪.‬‬
‫قد تفرض الضرورة على شركة املسامهة بعدما تباشر نشاطها إىل تعديل رأس ماهلا‪ ،‬فهي تتعرض كأي وحدة اقتصادية للعديد‬
‫من التغريات اليت تؤثر بشكل مباشر يف موجوداهتا سلبا أو إجيابا‪ ،‬لذلك أجاز املشرع للشركة اختاذ قرار بزيادة أو ختفيض رأس ماهلا‬
‫حبس ب مص لحتها عن طري ق تع ديل نظامه ا‪ .‬وس وف نتن اول عملي ة زي ادة رأس م ال ش ركة املس امهة يف (املطلب األول)‪ ،‬يف حني‬
‫نتطرق لعملية ختفيض رأس مال الشركة واستهالكه يف (املطلب الثاين)‬
‫المطلب األول‪ :‬زيادة رأس مال شركة المساهمة‪ :‬تنشأ شركة املسامهة من أجل القيام باملشاريع الضخمة وقد تتأثر‬
‫بالظروف احمليطة هبا فتحتاج إىل زيادة رأمساهلا ملواجهة هذه الظروف‪ ،‬فقد ترغب الشركة يف تطوير وحتديث منشآهتا وزيادة‬
‫نشاطها وبدال من أن تواجه ذلك بقروض تقرر زيادة رأمساهلا‪،‬وقد تكون يف موقف صعب يستحيل عليها فيه احلصول على االئتمان‬
‫فتعمد إىل زيادة رأس املال‪ .‬كما قد تقوم بزيادة رأس ماهلا لتتيح الفرصة أمام العاملني هبا لكي يصبحوا مسامهني فيها‪ ،‬وقد تعمل‬
‫على التقليل من حجم مديونيتها اخلارجية فتشرع يف حتويل السندات إىل أسهم يزاد مبقدارها رأس املال‪.‬‬
‫وعموما سنبني يف هذا املطلب أحكام زيادة رأمسال شركة املسامهة وذلك بتقسمه اىل فرعني‪ ،‬نبني يف (الفرع األول) شروط‬
‫زيادة رأمسال شركة املسامهة‪ ،‬وطرق زيادة رأمسال شركة املسامهة يف (الفرع الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط زيادة رأسمال شركة المساهمة‪ :‬لكي تتمكن شركة املسامهة من زيادة رأمساهلا البد هلا من مراعاة‬
‫عدة شروط تضمنتها املواد من ‪ 691‬إىل ‪ 693‬ق‪.‬ت‪ ،‬وتتمثل هذه الشروط يف‪:‬‬
‫أوال‪-‬ص دور ق رار من الجمعي ة العام ة غ ير العادي ة‪ :‬نظ را ألن الزي ادة يف رأس املال تش كل تع ديل لنظ ام الش ركة ل ذا ف إن‬
‫االختصاص بتقريرها قاصر على اجلمعية العامة للمسامهني‪ ،‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 691‬ق‪.‬ت‪ .‬حيث أوجبت أن يصدر القرار‬
‫بزي ادة رأمسال الش ركة من اجلمعي ة العام ة غ ري العادي ة بن اء على تقري ر من جملس اإلدارة أو جملس املديرين حس ب احلال ة‪ ،‬واعت ربت‬
‫كأن مل يكن كل شرط يف القانون األساسي خيول جملس اإلدارة أو جملس املديرين حسب احلالة سلطة تقرير هذه الزيادة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وإذا ك ان ق رار الزي ادة جيب أن يص در من اجلمعي ة العام ة غ ري العادي ة إال أن ه ذا ال مين ع من أن تف وض ه ذه اجلمعي ة بعض‬
‫الصالحيات مرة واحدة أو أكثر جمللس اإلدارة أو جملس املديرين كي يقوم بعملية الزيادة وحتديد كيفيات تنفيذها‪.‬‬
‫وال يصح تداول اجلمعية الختاذ هذا القرار إال إذا كان عدد املسامهني احلاضرين أو املمثلني الذين ميلكون نصف األسهم على‬
‫األق ل يف ال دعوى األوىل وعلى رب ع األس هم ذات احلق يف التص ويت أثن اء ال دعوة الثاني ة وإذا مل يكتم ل ه ذا النص اب األخ ري ج از‬
‫تأجيل اجتماع اجلمعية الثانية إىل شهرين على األكثر ذلك من يوم استدعائها لالجتماع مع بقاء النصاب املطلوب هو الربع دائما‪.‬‬
‫وتبت اجلمعي ة بأغلبي ة ثل ثي األص وات املع رب عنه ا‪ .‬أم ا إذا حتققت الزي ادة بإحلاق االحتي اط أو األرب اح أو عالوة إص دار أو حتوي ل‬
‫س ندات االس تحقاق ففي ه ذه احلاالت تفص ل اجلمعي ة العام ة غ ري العادي ة يف ق رار الزي ادة حس ب النص اب ال ذي أقرت ه املادة‬
‫‪675‬ق‪.‬ت‪ .‬وهو ضرورة حضور األغلبية املمثلة على األقل لربع األسهم اليت هلا حق التصويت وهذا يف االجتماع األول الذي‬
‫تعقده اجلمعية العامة غري العادية أما يف االجتماع الثاين فال يشرتط أي نصاب‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬يجب سداد رأس المال بكامله قبل الشروع في عملية الزيادة‪ :‬مبعىن أن الشركة قبل اختاذ قرار زيادة رأمساهلا البد‬
‫أن تراعي أن أقساط األسهم القدمية قد دفعت بالكامل وما عليها إال مطالبة املسامهني باجلزء املتبقي إذا أرادت الزيادة‪".‬وهذا الشرط‬
‫بديهي إذ املنطق يقتضي أن تستويف الشركة أوال ما تبقى من القيمة االمسية ألسهمها القدمية قبل أن تفكر يف زيادته"‪.‬‬
‫وه ذا الش رط الزم عن دما تتم الزي ادة بتق دمي حص ص نقدي ة جدي دة فق ط حس ب املادة ‪ 693‬ق‪.‬ت‪ ،‬أم ا إذا متت الزي ادة‬
‫باألسهم العينية فال يشرتط هذا الشرط‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬إذا أقدمت شركة تأسست دون دعوة اجلمهور لالدخار قبل مرور سنتني على تأسيسها إىل زيادة رأس‬
‫ماهلا باللجوء إىل االدخار العلين ينبغي أن تسبق عملية الزيادة بالتحقق من أصول وخصوم هذه الشركة والذي حيصل وفق الشروط‬
‫املنصوص عليها يف املواد ‪ 601‬إىل ‪( 603‬حسب ما نصت عليه املادة ‪ 693‬فقرة ‪ 2‬ق‪.‬ت)‪" ،‬وهذا لتحاشي الغش الذي تسعى‬
‫بواسطته هذه الشركة ألن تلتف على القواعد اخلاصة بدعوة اجلمهور لالدخار"‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬يجب أن تتحقق زيادة رأس المال في أجل خمس سنوات‪ :‬جيب أن تتحقق زيادة رأس مال الشركة يف أجل مخس‬
‫س نواتابتداء من تاريخ انعق اد اجلمعية العام ة غ ري العادية اليت قررت ذلك‪ ،‬وتعترب ه ذه املدة ح دا أقص ى ال جيوز بع دها تنفيذ قرار‬
‫الزيادة وإال كانت باطلة ما مل يصدر قرار جديد يف هذا الشأن‪.‬‬
‫واحلكمة من حتديد هذه املدة هو أن املشرع رأى أن يرتك جمللس اإلدارة شيئا من حرية التصرف يف تنفيذ قرار الزيادة‪ ،‬إذ قد‬
‫يقدر أن حالة السوق غري مالئمة للتنفيذ الفوري هلذا القرار بإصدار أسهم جديدة فيفضل إرجاءه لفرتة من الزمن‪ .‬غري أن املشرع‬
‫يف نفس الوقت أراد أال ميكن اجمللس من تأجيل التنفيذ إىل ما ال هناية ملا قد يؤدي ذلك إىل تنازع بينه وبني املسامهني فحدد لتنفيذ‬
‫القرار مدة ‪ 5‬سنوات بانقضائها دون تنفيذ يسقط القرار من تلقاء نفسه وال سبيل بعد ذلك إىل زيادة رأس املال سوى صدور قرار‬
‫جديد من اجلهة املنوط هبا ذلك‪ ".‬وقد يكون اهلدف من هذا األجل السماح للشركة إجياد املسامهني الذين بإمكاهنم املشاركة يف‬
‫االكتتاب"‪.‬‬
‫ويستثىن من هذا الشرط حالة زيادة رأس املال الناجتة عن حتويل السندات إىل أسهم أو تقدمي قسيمة االكتتاب‪ ،‬كما ال يطبق‬
‫هذا األجل أيضا يف الزيادة التكميلية اليت ختصص ألصحاب السندات الذين اختاروا حتويل سندات الدين إىل أسهم أو أصحاب‬
‫قسيمات االكتتاب الذين مارسوا حقوقهم يف االكتتاب‪ .‬وال يطبق أيضا هذا األجل على زيادة رأس املال املقدمة نقدا والناجتة عن‬
‫اكتتاب أسهم مت إصدارها بعد زوال حق االختيار املمنوح للمسامهني‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ويتم ختفيض ه ذه املدة إىل س نتني أو ثالث ة س نوات يف زي ادات رأس املال ال يت تن ازل فيه ا املس امهون عن ح ق األفض لية يف‬
‫االكتتاب حسب املواد ‪698‬و‪699‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫رابعا‪-‬النشر السابق للعملية‪ :‬إضافة إىل الشروط السابقة‪ ،‬جيب القيام بالنشر للعملية قبل افتتاح االكتتابات من أجل إعالم‬
‫املسامهني واجلمهور عند اقتضاء بقرار زيادة رأس املال وكذلك طرق االكتتاب يف األسهم اجلديدة‪ .‬ونظريا شروط زيادة رأس املال‬
‫هي نفسها املطبقة يف حالة التأسيس‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 703‬ق‪.‬ت‪ .‬على‪" :‬تقوم الشركة عند بداية االكتتاب بإجراءات اإلشهار‬
‫اليت حتدد كيفياهتا عن طريق التنظيم"‪.‬‬
‫ولقد جاء املرسوم التنفيذي رقم ‪ 438-95‬املتضمن تطبيق أحكام القانون التجاري املتعلقة بشركات املسامهة والتجمعات‬
‫ليبني كيف تقوم شركة املسامهة بتحقيق زيادة رأمساهلا‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 09‬منه على جمموعة من البيانات اليت جيب أن يتضمنها‬
‫إعالن عن زي ادة رأمسال الش ركة ومن ه ذه البيان ات تس مية الش ركة وش كلها ومبل غ رأمساهلا وعنواهنا ورقم تس جيلها يف الس جل‬
‫التجاري ومبلغ الزيادة املقررة وتواريخ افتتاح االكتتاب وقفله ووجود احلق التفضيلي لالكتتاب يف األسهم اجلديدة لصاحل املسامهني‬
‫وكذلك شروط ممارسة هذا احلق والقيمة االمسية لألسهم اليت تكتتب نقدا ومبلغ عالوة اإلصدار عند االقتضاء‪...‬‬
‫كما اشرتطت املادة ‪ 09‬أيضا أن يتم نشر هذا اإلعالن قبل ‪ 06‬أيام على األقل من تاريخ افتتاح االكتتاب يف نشرة قانونية‬
‫للوالية اليت يوجد هبا مقر الشركة‪ .‬وإذا جلأت الشركة علنا إىل االدخار يدرج اإلعالن زيادة على ما سبق ضمن البيان املنشور يف‬
‫النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية قبل ‪ 06‬أيام على األقل من تاريخ افتتاح االكتتاب‪.‬‬
‫وإذا التجأت الشركة إىل االدخار يطلع أيضا أصحاب األسهم االمسية عن طريق رسالة مضمونة مع إشعار باالستالم على‬
‫البيان ات ال يت تض منها اإلعالن يف اآلج ال نفس هاكما بينت املادة ‪ 10‬من نفس املرس وم البيان ات ال يت جيب ان يتض منها اإلعالن إذا‬
‫جلأت الشركة علنا لالدخار‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق زيادة رأسمال شركة المساهمة‪ :‬نصت املادة ‪687‬ق‪.‬ت على أنه‪ ":‬يزاد رأس مال الشركة بإصدار‬
‫أسهم جديدة أو بإضافة قيمة امسية لألسهم املوجودة"‪ ،‬وتضيف املادة ‪ ":688‬تصبح األسهم اجلديدة مسددة القيمة إذا قدمت نقدا‬
‫أو باملقاصة مع ديون معينة املقدار ومستحقة األداء من الشركة‪ ،‬وإما بضم االحتياط أو األرباح أو عالوات اإلصدار أو مبا يقدم من‬
‫حصص عينية وإما بتحويل السندات بامتيازات أو بدوهنا"‪.‬‬
‫استنادا إىل هذين النصني تتمثل طرق زيادة رأمسال شركة املسامهة يف‪:‬‬
‫أوال‪-‬زيادة بإصدار أسهم جديدة‪ :‬هذه الطريقة تؤدي إىل جلب أموال جديدة تضاف إىل رأس مال الشركة حبيث يتم‬
‫إصدار أسهم جديدة لالكتتاب بقدر الزيادة اليت تقررها الشركة يف رأس املال‪.‬ويكون إصدار أسهم جديدة بإحدى الطريقتني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إصدار أسهم نقدية مبقدار الزيادة املطلوب إضافتها إىل رأس املال األصلي مث تطرح هذه األسهم لالكتتاب العام يشرتك‬
‫فيه املسامهون القدامى واجلمهور‪.‬‬
‫إال أن طريقة زيادة رأمسال بإصدار أسهم نقدية جديدة قد تضر باملسامهني القدامى‪،‬إذ تؤدي إىل دخول طائفة جديدة من‬
‫املس امهني ت زاحم ق دامى املس امهني يف ن اتج الش ركة الس يما يف االحتياط ات املقتطع ة من األرب اح‪ .‬كم ا ي رتتب على ذل ك اخنف اض‬
‫نصيب األسهم من األرباح نتيجة القتسام هؤالء املسامهني اجلدد لألرباح مع املسامهني القدامى‪ ،‬باإلضافة ملا قد حيدث من اختالل‬
‫يف إدارة الشركة‪ ،‬إذ قد يشكل هؤالء املسامهون اجلدد مجاعات ضغط داخل اجلمعيات العامة تطالب بالتمثيل النسيب هلا يف إدارة‬
‫الشركة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫تفاديا هلذه النتائج وضع املشرع حتت تصرف الشركة واحد من احللول التالية‪ :‬إما تقرير حق األفضلية لالكتتاب باألسهم‬
‫اجلديدة لقدامى املسامهني‪ ،‬وإما إلزام املسامهني اجلدد بدفع ما يسمى بعالوة اإلصدار‪:‬‬
‫‪-1‬ح ق األفض لية في االكتت اب باألس هم الجدي دة‪ :‬يعت رب ه ذا احلق ترمجة قانوني ة للح ق ال ذي ميلك ه املس اهم على أص ول‬
‫الشركة‪ ،‬يتساوى فيه مجيع املسامهني املوجودين عند زيادة رأس املال وذلك بنسبة األسهم القدمية اليت ميلكوهنا وال جيوز تنقيص هذه‬
‫النسبة‪ ،‬ولقد تعرض املشرع اجلزائري هلذا احلق يف املادة ‪694‬ق‪.‬ت بقوله‪ ":‬تتضمن األسهم حق األفضلية يف االكتتاب يف زيادات‬
‫رأس املال‪ .‬للمسامهني بنسبة قيمة أسهمهم‪ ،‬حق األفضلية يف االكتتاب يف األسهم النقدية الصادرة لتحقيق زيادة رأس املال‪ .‬ويعترب‬
‫كل شرط خمالف لذلك كان مل يكن‪ ".‬كما تضيف املادة ‪ 715‬مكرر‪ ":66‬ويف حالة زيادة رأس مال الشركة يستفيد املسامهون‬
‫وحاملو شهادات االستثمار حق اكتتايب تفضيلي يف شهادات االستثمار الصادرة وختضع اجلمعية اخلاصة حلائزي شهادات االستثمار‬
‫للقواعد املتعلقة باجلمعية العامة غري العادية للمسامهني أو اهليئة اليت حتل حمل هذه اجلمعية يف الشركات اليت ال متلكها "‪.‬‬
‫و بالتايل يكون لكل مساهم أن يكتتب يف األسهم اجلديدة بنسبة ما ميلكه من أسهم أصلية ويسمى حقه يف هذه احلالة حق‬
‫االكتت اب غ ير المنتقص ويع د ك ل ش رط ينقص من ه ذه النس بة أو يزي د فيه ا ب اطال طبق ا للم ادة ‪ 694/3‬ق‪.‬ت‪ .‬وإذا مل يتم‬
‫االكتتاب يف أسهم الزيادة بالكامل بسبب تقاعس بعض القدامى املسامهني عن استعمال حق األفضلية املقرر هلم‪ ،‬فيعرض ما تبقى‬
‫من أسهم على املسامهني مرة أخرى ليكتتبوا فيه كل بنسبة ما ميلك من أسهم أصلية ويسمى حقهم يف االكتتاب يف هذه احلالة حق‬
‫االكتتاب المنتقص‪ .‬أما إذا مل تتم تغطية االكتتاب خالل املدة احملددة له توزع األسهم غري املكتتب هبا حبرية بكاملها أو جزئيا بني‬
‫األشخاص املختارين من طرف جملس اإلدارة أو املديرين إال إذا رأت اجلمعية العامة غري العادية اختاذ طريقة للتوزيع خمالفة‪ ،‬وإذا مل‬
‫يتم التوزيع فال تتحقق الزيادة يف رأس املال‪.‬‬
‫إذن ممارس ة ه ذا احلق مرتوك ا ملش يئة املس اهم فل ه أن يس تعمله ويكتتب يف أس هم الزي ادة ول ه أن يتخلى عن ه و حيجم عن‬
‫االكتت اب‪ ،‬ومن مثة يعت رب ب اطال وك أن مل يكن الق رار ال ذي يص در عن أجه زة الش ركة بإجب ار املس امهني على مباش رة ه ذا احلق‬
‫واالكتتاب يف أسهم زيادة رأس املال ألن مثل هذا القرار ينطوي على زيادة التزاماهتم وهو أمر غري اجلائز قانونا استنادا إىل املادة‬
‫‪674‬ق‪.‬ت‪ .‬اليت تنص‪ " :‬ومع ذلك ال جيوز هلذه األخري (أي اجلمعية العامة غ ري العادية) ان ترفع من التزام ات املسامهني ما عدا‬
‫العمليات الناجتة عن جتمع األسهم اليت متت بصفة منتظمة"‪.‬‬
‫وحيصل التنازل املبكر عن حق األفضلية عند إصدار القيم املنقولة املركبة اليت تعطي احلق باالكتتاب يف سندات ممثلة‬
‫حلصة يف رأس املال وبصورة خاصة سندات االستحقاق قابلة للتحويل إىل أسهم أو سندات االستحقاق ذات قسيمات االكتتاب يف‬
‫األس هم‪ .‬ف الرتخيص بإص دار ه ذه القيم يتض من بالض رورة تن ازل املس امهني عن ح ق األفض لية يف االكتت اب باألس هم ال يت ستص در‬
‫ملصلحة املكتتبني بالقيم اجلديدة‪ ،‬ومع ذلك فان املسامهني ال يكونون متضررين الن هلم حق االكتتاب باألفضلية يف القيم املركبة‪.‬‬
‫وال جيوز أن تقل املدة اليت يكون للمسامهني القدامى فيها حق األولوية يف االكتتاب يف أسهم الزيادة يف حالة تقريره عن ‪30‬‬
‫يوما تبدأ من تاريخ فتح الباب يف االكتتاب يف أسهم الزيادة املادة‪ 702/2‬ق‪.‬ت‪،‬ومع ذلك تنتهي املدة املشار إليها أي ‪ 30‬يوما‬
‫بتمام اكتتاب املسامهني القدامى يف أسهم الزيادة كل حبسب نصيبه فيها عند استعمال حق األفضلية‪.‬‬
‫وح ق األفض لية ذو طبيع ة مالي ة ومن مثة جيوز تداول ه خالل ف رتة االكتت اب يف الزي ادة س واء منفص ال أو بالتبعي ة م ع األس هم‬
‫األصلية ألن حق االكتتاب هو حق منقول منفصل عن السهم ولكنه مع ذلك مكمل للحق الذي ينشأه السهم‪ .‬هذا ما تنص عليه‬
‫املادة ‪ 694/3‬بقوهلا‪":‬يكون هذا احلق قابال للتداول خالل فرتة االكتتاب‪ ،‬إذا كان السند مقتطعا من األسهم املتداولة ويكون قابال‬

‫‪27‬‬
‫للتحويل بنفس الشروط اليت جتري على السهم نفسه إذا كان األمر عكس ذلك‪.‬وميكن املسامهني التنازل عن حق األفضلية بصفة‬
‫فردية "‪.‬‬
‫وإذا كان االكتتاب باألفضلية من حقوق املقررة للمسامهني القدامى فهو ال يتعلق بالنظام العام لذلك جيوز استثناء التضحية‬
‫به إذا كانت مصلحة الشركة تقتضي ذلك كعدم إعمال حق األفضلية املقرر لقدامى املسامهني استجابة لطلب دائن هام حتويل حقه‬
‫قبل الشركة إىل أسهم يزاد بقيمتها رأس املال بل العمل جرى على تقرير زي ادة رأس املال دون إعمال حق األفضلية ال سيما يف‬
‫األحوال اليت تلجا فيها الشركة إىل سوق املال الدويل جللب األموال الالزمة لزيادة رأمساهلا أو يف حالة ما إذا كانت قد أصدرت‬
‫صكوكا مالية مركبة كالسندات القابلة للتحويل إىل أسهم مثال‪ ،‬أو حيفظ هلم هذا احلق جزئيا أو انه ال يكون على نسبة األسهم‬
‫اململوكة من قبل‪.‬ولقد تعرض املشرع هلذا األمر يف املادة ‪ 697‬ق‪.‬ت بقوله‪ ":‬جيوز للجمعية العامة اليت تقرر زيادة رأس املال‪ ،‬ان‬
‫تلغي ح ق التفاض ل يف االكتت اب‪ ،‬وتفص ل حتت طائل ة البطالن املداول ة هبذا الش أن‪ ،‬بن اء على تقري ر جملس اإلدارة أو جملس املديرين‬
‫حسب احلالة وتقرير جملس مندويب احلسابات "‪.‬ولكن للتضحية هبذا احلق جيب أن تتوافر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يصدر قرار بذلك من اجلمعية العامة غري العادية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هذا القرار بناء على طلب جملس اإلدارة أو جملس املديرين يبدي فيه األسباب اجلدية اليت تدعو إىل حرمان قدامى‬
‫املسامهون من هذا احلق أي دوافع إلغاء حق األفضلية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يق دم تقري ر من م راقب احلس ابات مبوافق ة على األس باب ال يت اس تند إليه ا جملس اإلدارة يف طلب ه بع دم إعم ال ح ق‬
‫األفضلية‪.‬‬
‫ويرتتب على ختلف أحد هذه الشروط بطالن القرار الصادر حبرمان املسامهني من حق االكتتاب باألفضلية‪.‬‬
‫هذا وقد تقرر اجلمعية العامة غري العادية زيادة رأس ماهلا لصاحل شخص أو أكثر وتلغي حق األفضلية كلية‪ ،‬فإذا كان‬
‫املستفيدون من األسهم اجلديدة من املسامهني فال جيوز هلم املشاركة يف االنتخابات على قرار الزيادة وإال تعرضت مداولة اجلمعية‬
‫للبطالن‪ ،‬وال حتسب أسهمهم يف حساب النصاب واألغلبية‪.‬‬
‫ويف شىت األحوال تعلق املادة ‪ 715‬مكرر‪ 49‬ق‪.‬ت حق األفضلية املرتبط باألسهم اليت مل تدفع أقساطها يف اآلجال احملددة‬
‫للوف اء حبيث يفق د املساهم حق ه يف االكتتاب باألفض لية عند تقاعسه عن دفع التزاماته وطبع ا يرجع له ه ذا احلق إذا دفع إقساطه‬
‫الواجبة الدفع‪.‬‬
‫‪-2‬إص دار أس هم الزي ادة ب أعلى من قيمته ا االس مية (عالوة اإلص دار)‪:‬ع رفت عالوة اإلص دار بأهنا‪ ":‬عب ارة عن القيم ة‬
‫اإلضافية اليت تضاف على القيمة االمسية للسهم وهي حتدد بني القيمة احلقيقية والقيمة االمسية لألسهم القدمية‪".‬‬
‫ويتم حساب هذه العالوة على أساس الفرق بني القيمة احلقيقة والقيمة االمسية لألسهم القدمية قبل زيادة رأس املال‪ .‬وهذه‬
‫هي اعدل الطرق اليت ميكن ان حتسب هبا عالوة اإلصدار‪ ،‬ولكن هناك معادالت أخرى حلساب هذه العالوة وهي مرتبطة بتقدير‬
‫أص حاب األم وال – جملس اإلدارة أو املديرين‪-‬فيمكن ان تس تخدم بعض املؤش رات األخ رى كاحلال ة االقتص ادية الس ائدة وم دى‬
‫حاجة الشركة إىل أموال مع مراعاة املركز املايل للشركة وشهرهتا واألرباح احملققة على رأس املال ‪ ...‬لتحديد هذه العالوة وبالتايل‬
‫فهي خاضعة لعدة عوامل‪.‬‬
‫ولقد تعرض املشرع اجلزائري صراحة لعالوة اإلصدار يف املادة ‪690‬ق‪.‬ت اليت جاء فيها مايلي‪ ":‬تصدر األسهم اجلديدة إما‬
‫بقيمتها االمسية وإما بتلك القيمة مع زيادة عالوة اإلصدار"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وعالوة اإلص دار املدفوع ة من قب ل املكتتب ال تنمي رأس م ال الش ركة ب ل تس جل يف حس اب االحتي اطي فهي تن دمج يف‬
‫األصول االجيابية للشركة اليت تتصرف فيها كما تشاء‪ ،‬وهذه العالوة تعد تكملة للحصص املقدمة من طرف املسامهني اجلدد‪.‬‬
‫أخ ريا إن إص دار األس هم بقيمته ا االمسية مض افا إليه ا عالوة اإلص دار ال يتم إال يف احلاالت ال يت ال يتق رر فيه ا للمس امهني‬
‫القدامى حق االكتتاب باألفضلية يف أسهم زيادة رأس املال‪.‬‬
‫ب‪ -‬إصدار أسهم عينية‪ :‬متنح ملقدمي احلصص العينية يف احلالة اليت تتم فيها زيادة رأس املال بواسطة هذه احلصص‪".‬وهنا‬
‫ميكن إجراء هذه الزيادة حىت ولو كان رأس املال غري حمقق بالكامل عكس الزيادة بإصدار أسهم نقدية"‪.‬‬
‫وإذا كانت الزيادة يف رأس املال ناجتة عن طريق تقدمي حصص عينية جديدة أو تتضمن مزايا خاصة وجب على جملس اإلدارة‬
‫أن يطلب من رئيس احملكمة املنطقة التابع هلا مركز الشركة تعيني خبري للتحقق من صحة تقديرها وخيضع اخلرباء للتنايف الذي ذكرته‬
‫املادة ‪ 715‬مكرر ‪6‬ق‪.‬ت ويؤك د اخلرباء هنا على أن ه ذه احلص ص تتط ابق على األقل م ع القيم ة االمسية للسندات اليت ستص در‬
‫مضاف إليها عند االقتضاء عالوة اإلصدار‪.‬‬
‫ه ذا ويتم تقري ر احلص ص العيني ة واملن افع اخلاص ة حتت مس ؤولية ه ؤالء املن دوبني ال ذين يل تزمون بوض ع تقري ر حتت تص رف‬
‫املسامهني وهذا قبل مثانية أيام من تاريخ انعقاد اجلمعية العامة غري العادية‪ ،‬ويف هذا الصدد تطبق أحكام املادة ‪603‬ق‪.‬ت مبعىن ان‬
‫اجلمعية عندما تتداول حول املوافقة على قيمة احلص ة العينية‪ ،‬فال تأخذ يف حساب األغلبية أسهم مقدم احلص ة كما ان صوته أو‬
‫صوت وكيله ال يأخذ يف احلسبان أثناء املداولة وال يشارك يف التصويت بصفته وكيال‪.‬‬
‫وإذا وافقت اجلمعي ة غ ري العادي ة على تق دير احلص ص العيني ة ومنح املن افع اخلاص ة فان ه تثبت ب ذلك زي ادة رأس املال‪،‬أم ا إذا‬
‫قامت اجلمعية بتخفيض تقومي احلصة العينية ومكافأة املنافع اخلاصة‪ ،‬فان قرارها املتعلق بالتخفيض يكون واجب التنفيذ من طرف‬
‫مقدمي احلصص أو املستفيدين أو من طرف وكالئهم املرخص هلم بذلك قانونا فإذا مل يلتزم بذلك اعتربت الزيادة يف رأس املال غ ري‬
‫حمققة وتصبح أسهم املقدمة بكاملها مسددة مبجرد إصدارها حسب املادة ‪707‬ق‪.‬ت‪ .‬وتطبق على أعضاء جملس اإلدارة ومفوضي‬
‫املراقب ة واخلرباء ومق دمي احلص ص العيني ة عن د بطالن زي ادة رأس املال نفس أحك ام املس ؤولية املدني ة واجلنائي ة املق ررة عن د بطالن‬
‫تأسيس الشركة ‪.‬‬
‫وأخريا نقول انه ليس هنالك حق األفضلية يف االكتتاب يف احلصص العينية لفائدة املسامهون القدامى الن الشركة تكون‬
‫حباجة ملال معني وحمدد ومقدم احلصة وحده ميكنه تزويدها به‪ .‬إال انه ميكن ان تضاف لألسهم العينية عالوة تسمى عالوة احلصة‪،‬‬
‫وهي تتشكل من الفرق بني قيمة زيادة رأمسال والقيمة احلقيقية للحصص وهي ختضع لنفس نظام عالوة اإلصدار‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من عملية االكتتاب تشرع الشركة يف عملية تنفيذه ويتجلى هذا يف دفع قيمة األسهم املكتتب فيها نقدا‬
‫وال يت جيب ان ت دفع قيمته ا عن د االكتت اب مبق دار الرب ع على األق ل من قيمته ا االمسية وعن د االقتض اء بكام ل عالوة اإلص دار‪ .‬ول و‬
‫افرتضنا ان زيادة رأس املال مل تتحقق يف ظرف ‪ 6‬أشهر ابتداء من تاريخ افتتاح االكتتاب تكون عملية الزيادة باطلة حسب املادة‪.‬‬
‫أما دفع الباقي من قيمة األسهم اجلديدة املكتتبة‪ ،‬فيتم الوفاء به مرة أو أكثر يف اجل ‪ 5‬سنوات ابتداء من إهناء عملية الزيادة ‪ ،‬وجيوز‬
‫سحب األموال الناجتة عن االكتتاب النقدي بواسطة وكيل الشركة بعد إعداد شهادة املودع‪ .‬ويثبت االكتتاب والدفعات ان أداء‬
‫قيمة السهم بشهادة تصدر عن مودع معتمد‪ ،‬واليت أعدت وقت إيداع األموال بناء على تقدمي بطاقة االكتتاب‪ .‬أما السهم املكتتب‬
‫فيها واليت يتم أداؤها عن طريق املقاصة لديون نقدية ومستحقة األداء على الشركة فتثبت بواسطة تصريح موثق صادر إما عن جمس‬
‫الدارة أو جملس املديرين أو وكيلهما‪ ،‬ويأخذ التصريح املوثق حكم شهادة املودع (‪. )706/2‬‬

‫‪29‬‬
‫ثانيا‪-‬الزيادة عن طريق دمج االحتياطي واألرباح وعالوات اإلصدار في رأس المال‪ :‬إن هذه الزيادة ال تتم من مصادر‬
‫متويل خارجية بل تتم بواسطة إدماج أحد عناصر الذمة املالية للشركة وهو االحتياطي يف رأس ماهلا‪.‬‬
‫ولق د ث ار خالف بني الفقه اء عن ن وع االحتي اطي ال ذي جيوز دجمه برأمسال‪ ،‬حيث ي ذهب ج انب من الفق ه إىل ان‬
‫الشركة ال متلك حتويل االحتياطي الق انوين أو االتف اقي إىل أسهم جديدة توزع على املس امهني لكنها تستطيع حتوي ل االحتياطات‬
‫األخ رى‪ ،‬بينم ا ي ذهب غالبي ة الفق ه إىل ان ه من اجلائز إدم اج مجي ع أن واع االحتي اطي يف رأس املال‪،‬االحتي اطي احلر والنظ امي وح ىت‬
‫القانوين بشرط إعادة تكوينه‪،‬ألن الغرض من االحتياطي بوجه عام هو محاية مبدأ ثبات رأس املال وتقوية ضمان الدائنني‪.‬‬
‫هذا ودمج االحتياطي أو األرباح أو عالوة االصدار يف رأس املال يتم بإحدى الطرقتني مع وجوب ان تعطى هذه اإلمكانية‬
‫لكل املسامهني كل حبسب قيمة أسهمه ووفق الشروط القانونية‪:‬‬
‫‪-‬إما بزيادة القيمة االمسية للسهم بنسبة الزيادة الطارئة على رأس املال دون أن تتقاضى الشركة هذه الزيادة من املسامهني‪.‬‬
‫‪ -‬وإما أن تصدر الشركة أسهما جديدة بقيمة الزيادة وتوزعها على املسامهني جمانا وتدفع قيمتها االمسية من االحتياطي أو‬
‫االرباح أو عالوة االصدار‪.‬‬
‫وأخريا نقول ان األسهم اجلديدة بعد إحلاق االحتياطات أو األرباح أو عالوة اإلصدار قصد زيادة رأمسال الشركة تنسب‬
‫إىل مالك الرقبة وتبقى تابعة له أي إىل مالك األسهم مع مراعاة حقوق من له حق االنتفاع هبا‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬زيادة رأس المال بتحويل الديون‪ :‬قد حيدث أن تكون الشركة مثقلة بالديون ويكون اعتبارها املايل مهزوزا وعلى‬
‫هذا النحو ال تستطيع اللجوء إىل االقرتاض وال إىل إصدار أسهم جديدة وذلك لعدم ثقة اجلمهور مبركزها املايل فتضطر يف مثل هذه‬
‫األحوال إىل مفاحتة دائنيها لتحويل ديوهنم إىل أسهم‪.‬كما قد تلجا الشركة إىل هذه الطريقة من الزيادة عندما ختشى الشركة أن‬
‫يعرض املسامهون أنفسهم عن استعمال حق األفضلية الذي منحهم إياه القانون لالكتتاب باألسهم اجلديدة فيؤدي ذلك إىل تدهور‬
‫قيمة األسهم تلك الشركة يف األسواق املالية‪.‬‬
‫أما عن نوع الديون اليت ميكن حتويل مبلغها إىل رأس املال فان البعض من الشراح يذهب إىل أهنا تشمل مجيع الديون مهما‬
‫كان نوعها حيث تشمل الديون اخلاصة بسندات القرض اليت أصدرهتا الشركة غري القابلة للتحويل إىل أسهم أو قابلة للتحويل اىل‬
‫أسهم أو ذات قسيمات االكتتاب باألسهم‪ ،‬أو كانت ناجتة عن تعامل الشركة مع الغري‪ ،‬وكذلك تشمل الديون األخرى كما لو‬
‫كان للدائن أوراق جتارية على الشركة مثال‪.‬‬
‫وغالبا ما يتم حتويل الديون إىل أسهم عن طريق وقوع مقاصة بني احلقوق اليت للدائنني يف مواجهة الشركة واحلقوق‬
‫اليت تتقرر يف مواجهتهم فبدال من الدفع نقدا يقرتح املكتتبون أو الشركة بدمج ديوهنم اليت على الشركة إىل رأس املال وحتويلها إىل‬
‫أسهم‪،‬ويكون ذلك ممكنا مىت كانت حقوق الدائنني حقيقية وغري متنازع فيها‪.‬‬
‫رابع ا‪-‬زي ادة رأس الم ال بزي ادة القيم ة االس مية لألس هم الموج ودة‪ :‬إن زي ادة رأس م ال ش ركة املس امهة عن ط رق زي ادة‬
‫القيمة االمسية لألسهم ميكن أن تتحقق بطريقتني‪:‬‬
‫‪ -‬إدماج االحتياطي يف رأس املال وهنا تزداد القيمة االمسية لألسهم بنسبة املبالغ اليت حيصل إدماجها يف رأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬أن تق رر الش ركة إل زام املس امهني ب ان يس ددوا هلا الف رق بني القيم ة االمسية املق ررة عن د تأس يس لألس هم ال يت اكتتب وا فيه ا‬
‫والقيمة اليت رفعت إليها األسهم مبناسبة الزيادة و يرتتب على هذه الطريقة زيادة أعباء املسامهني وتشديد مسؤوليتهم يف الشركة‬
‫مبقدار الزيادة اليت تقررت األمر الذي متنعه املادة ‪ 674‬ق‪.‬ت‪ ،‬ولذلك ال تكتفي األغلبية اليت عينها القانون لتعديل العقد‪ ،‬بل ال بد‬

‫‪30‬‬
‫من موافقة مجيع املسامهني وذلك طبقا لنص املادة ‪ 689‬ق‪.‬ت اليت تنص‪ ":‬ال تقرر زيادة رأس املال بإضافة القيمة االمسية لألسهم‬
‫إال بقبول املسامهني باإلمجاع‪،‬ما عدا إذا حتقق ذلك بإحلاق االحتياط أو األرباح وعالوات اإلصدار"‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تخفيض رأس مال الشركة واستهالكه‪ :‬خيضع رأس املال ملبدأ الثبات والذي يقصد به بقاء رأس املال عند‬
‫رقمه الثابت يف عقد الشركة‪ ،‬أو الذي انتهى اليه تعديل العقد بالزيادة أو التخفيض‪ .‬وسوف نبني أحكام ختفيض رأمسال الشركة‬
‫املسامهة يف (الفرع األول) وأحكام استهالكه يف (الفرع الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تخفيض رأسمال شركة المساهمة‪ :‬ميكن لشركة املسامهة أثناء قيامها بأعماهلا ونشاطاهتا أن تقرر ختفيض‬
‫رأمساهلا ألسباب عديدة‪.‬فقد تندفع إىل ختفيض رأمساهلا عندما يكون كبريا يفوق ما يتطلبه نشاطها من سيولة نقدية‪ ،‬مما يعين جتميد‬
‫جزء من رأس املال تضطر الشركة إىل دفع أرباح عنه بدون عائد اقتصادي‪ ،‬لذا من املستحسن إعادته للمسامهني هبدف استثماره يف‬
‫جماالت أخرى‪ ،‬ولرمبا يكون من مربرات التخفيض إصابة الشركة خبسارة مما يعطي مؤشرا على عدم تطابق رأس املال احلقيقي مع‬
‫رأس املال االمسي‪،‬لذلك يستوجب إعادة هذا التطابق عن طريق ختفيض رأس املال‪.‬‬
‫يعت رب ختفيض رأس املال عملي ة اختياري ة يرج ع للش ركة تقريره ا ح ىت يف حال ة اخلس ائر ش رط أن حترتم فيه ا حق وق الغ ري‬
‫والقانون‪ ،‬إال أنه هناك حالة تلزم فيها الشركة بتخفيض رأمساهلا إجباريا‪ ،‬وذلك يف احلالة اليت خيفض فيها األصل الصايف للشركة‬
‫بفعل اخلسائر الثابتة يف وثائق احلسابات إىل أقل من ربع رأس ماهلا‪.‬‬
‫أوال‪-‬شروط تخفيض رأس مال شركة المساهمة‪:‬يعترب قرار التخفيض من األمور اخلطرية يف حياة الشركة‪ ،‬لذلك يشرتط‬
‫القانون له عدة شروط هي‪:‬‬
‫‪-‬أن يصدر قرار التخفيض من اجلمعية العامة غري العادية للمسامهني‪ ،‬اليت جيوز هلا أن تفوض جمللس اإلدارة أو جملس املديرين‬
‫كل الصالحيات لتحقيقه‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أال يؤدي قرار التخفيض إىل النزول برأس املال عن احلد األدىن الذي اشرتطه القانون لتأسيس شركة املسامهة وهو‬
‫ملي ون دين ار بالنس بة للش ركات ال يت مل تلج أ إىل االدخ ار العل ين ومخس ة ماليني دين ار بالنس بة لش ركات ال يت جلأت إىل االدخ ار‬
‫العلين‪،‬ألهنا تنتهي ويتم حلها بناء على طلب من كل ذي مصلحة إال إذا حتولت إىل شكل آخر‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب تبليغ مندوب احلسابات مبشروع قرار التخفيض قبل ‪ 45‬يوما على األقل من انعقاد اجلمعية‪.‬‬
‫‪ -‬يلزم على الشركة إعالم الغري بقرار التخفيض‪ ،‬حىت يتمكن من اختاذ اإلجراءات الالزمة حلماية حقوقه‪ ،‬وذلك بنشر هذا‬
‫القرار يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية‪ ،‬ويف جريدة مؤهلة لقبول اإلعالنات القانونية وإال تعرضت لعقوبات جزائية‪.‬‬
‫‪-‬جيب أال ميس ق رار التخفيض مبب دأ املس اواة بني املس امهني‪ ،‬الرتباط ه بقاع دة ع دم ج واز الزي ادة يف التزام ات املس امهني دون‬
‫إرادهتم‬
‫ثانيا‪-‬طرق تخفيض رأس م ال ش ركة المساهمة‪ :‬يس تنتج من نص املادتني ‪ 714‬و‪ 715‬مكرر‪ 120‬ق‪.‬ت ط رق ختفيض‬
‫رأمسال الشركة وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬تخفيض القيمة االسمية للسهم‪:‬يتم التخفيض يف هذه الصورة إما برد جزء من رأس مال الشركة إىل املسامهني لزيادته‬
‫عن حاجتها أو بإعفائهم من الوفاء بالباقي من قيمة األسهم إذا مل تكن قد استوفيت بعد بالكامل‪.‬‬
‫ب‪-‬تخفيض عدد األسهم‪:‬والذي قد يتحقق إما بإلغاء األسهم اليت ترجع للمسامهني‪ ،‬أو أن تقوم الشركة بشراء عدد معني‬
‫من األسهم والغائها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬إلغاء األسهم‪ :‬وذلك بإنقاص عدد األسهم اليت ميلكها كل مساهم بذات النسبة اليت تقرر هبا ختفيض رأس املال‪ ،‬ويتوجب‬
‫على الشركة إذا اتبعت هذا الطريق أن تراعي املساواة بني املسامهني من حيث النسبة اليت ستخفض هبا عدد األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬ش راء الش ركة لبعض أس همها‪ :‬مب دئيا مين ع على الش ركة القي ام باالكتت اب يف أس همها اخلاص ة وش راءها إم ا مباش رة أو‬
‫بواسطة شخص آخر يتصرف بامسها اخلاص وحلساهبا‪ ،‬غري أن املشرع اجلزائري أجاز للجمعية العامة غري العادية أن تسمح جمللس‬
‫اإلدارة أو جملس املديرين‪ ،‬إذا ك ان رأس م ال الش ركة زائ دا عن حاجاهتا املالي ة بش راء ع دد معني من األس هم قص د إبطاهلا‪ .‬وجيب‬
‫على الشركة أن توجه طلب الشراء إىل مجيع املسامهني حىت تضمن املساواة بينهم‪.‬كما جيب عليها إلغاء هذه األسهم يف املدة احملددة‬
‫منعا جمللس اإلدارة من استخدامها يف التصويت‪ ،‬واستبعادها عند حساب النصاب الالزم لصحة انعقاد اجلمعية العامة للشركة‪ .‬أخريا‬
‫ال جيوز دفع قيمة األسهم من االحتياطي احلرأو من األرباح‪ ،‬وإال ال يعترب ذلك ختفيضا لرأس املال وإمنا استهالك لألسهم‪ ،‬وبالتايل‬
‫البد هلا أن تقرر الشراء من رأس املال ذاته حىت يعد ختفيضا حقيقيا لرأس املال‪.‬‬
‫ثالث ا‪-‬حماية حق وق دائ ني الش ركة‪:‬إن ختفيض رأمسال الش ركة مهم ا ك انت الطريق ة املتبع ة يف حتقيق ه ميس مبص احل ال دائنني‬
‫عموما‪ ،‬إذ يؤدي إىل إضعاف ضماهنم العام املتمثل برأس مال الشركة‪ .‬لذلك وضع املشرع حلول تكفل محاية حقوق الدائنني‪،‬‬
‫وفرق فيها بني التخفيض بسبب خسارة حلقت الشركة والتخفيض ألسباب أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬ففيم ا يتعل ق ب التخفيض بس بب اخلس ائر‪ ،‬مل جيز املش رع لل دائنني االع رتاض على الق رار الص ادر ب ه‪ ،‬ومن مث ف إن ق رار‬
‫التخفيض حيتج به عليهم يف هذه احلالة‪.‬‬
‫‪ -‬أم ا إذا ك ان التخفيض ألس باب أخ رى غ ري اخلس ائر‪ ،‬فلق د منح املش رع ل دائين الش ركة ‪-‬س واء ك انوا دائ نني ع اديني أو‬
‫أصحاب سندات‪-‬اليت تكون ديوهنم سابقة لتاريخ إيداع حمضر مداولة اجلمعية العامة مبركز السجل التجاري حق معارض ة التخفيض‬
‫يف أجل ‪ 30‬يوم من تاريخ إيداع حمضر املداولة باملركز الوطين للسجل التجاري‪ .‬أما الدائنون الالحق ون للتخفيض ليس هلم احلق يف‬
‫االعرتاض على قرار اجلمعية أي كانت أسباب ذلك االعرتاض‪ ،‬ألهنم اعتمدوا على رأس املال املخفض وحده كضمان عند تعاملهم‬
‫مع الشركة‪.‬‬
‫ومبا أن قرار ختفيض رأس املال يؤدي إىل إضعاف الضمان العام للدائنني لذلك أوجب املشرع أال يتم الشروع يف التخفيض‬
‫خالل أجل املعارضة وهو ‪ 30‬يوما‪ ،‬وال قبل البث فيها‪.‬‬
‫ويرتتب على بث احملكمة يف دعوى املعارضة نتيجتان‪:‬‬
‫‪ -‬إذا قبلت احملكم ة املعارض ة وقفت مجي ع إج راءات ختفيض رأس املال إىل حني تك وين ض مانات كافي ة‪ ،‬س واء ك انت ه ذه‬
‫الضمانات عينية أو شخصية‪ ،‬أو حىت يتم ارجاع الديون اىل أصحاهبا‪.‬‬
‫‪ -‬رفض املعارضة‪ ،‬مىت تبني للمحكمة عدم وجاهة املعارضة وعدم تأثري قرار التخفيض على مصاحل وحقوق الغري‪.‬‬
‫ويعداحلقفياملعارضة من أهم اآلليات القانونية املباشرة اليت جعلها املشرع بني أيدي الدائنني حلماية حقوقهم ضد القرارات اليت‬
‫تتخذها الشركة واليت من شأهنا التقليل من ضماهنم العام‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬استهالك رأسمال الشركة‬
‫أوال‪-‬تعري ف االس تهالك‪:‬يع رف الفق ه عملي ة اس تهالك رأمسال على أهنا‪":‬ال رد املعج ل للقيم ة االمسية للس هم للمس اهم أثن اء‬
‫حياة الشركة‪ ،‬دون انتظار انقضائها بانتهاء مدهتا أو احلل أو التصفية"‪.‬‬
‫يتبني لنا من التعريف السابق أن استهالك رأمسال الشركة يتمثل يف تسديد مسبق للقيمة االمسية للسهم اليت تقدم هبا املسامهون‬
‫بغ رض تأس يس الش ركة أو لالنض مام إليه ا‪ ،‬حبيث يس رتجع املس امهون مق دماهتم االبتدائي ة‪ ،‬لكنهم م ع ذل ك حيافظون على ص فتهم‬

‫‪32‬‬
‫كشركاء فيصبح لديهم أسهم التمتع‪ ،‬تسمح هلم مقارنة مع أسهم رأمسال باحملافظة على كافة حقوقهم يف شركة املسامهة ماعدا احلق‬
‫يف الربح األويل إذا اقتضى األمر‪ ،‬واحلصول على القيمة االمسية لألسهم من موجودات الشركة بعد تصفيتها ألنه سبق وأن اسرتدوا‬
‫هذا النصيب عندما استهلكت أسهمهم‪.‬‬
‫واألصل أن مجيع أسهم الشركة هي أسهم رأس املال‪ ،‬وأن السهم ال يستهلك مادامت الشركة باقية ومتارس نشاطها احملدد‬
‫يف قانوهنا األساس ي‪ ،‬فالسهم ميث ل حص ة املس اهم يف رأس م ال الش ركة وال حيق للش ريك أن يس رتد تلك احلص ة م ا دامت الش ركة‬
‫قائمة‪.‬كما أنه ليس من حق الشركة ما دامت مل حتل أنرتد للشريك القيمة االمسية ألسهمه‪ ،‬ألن ذلك معناه حرمان الشريك من أحد‬
‫احلقوق اجلوهرية املقررة له وهو حقه يف البقاء يف الشركة إىل أن تنقضي مدهتا‪.‬‬
‫بيد أنه قد يفرض على الشركة يف عدة فروض اإلقدام على استهالك أسهمها‪ ،‬كأن يكون رأس مال الشركة معرضا للتلف‬
‫بتلف موجوداهتا مما يؤدي إىل ضياع قيمة السهم على املساهم كما هو احلال بالنسبة لشركات املناجم واملقالع احلجرية‪ ،‬وقد تكون‬
‫الشركة قائمة على امتياز ممنوح من الدولة وبانتهاء مدته تتحول ملكية مجيع موجودات الشركة إىل الدولة‪ .‬ولذلك تقوم الشركة يف‬
‫هذه احلاالت باستهالك األسهم حال حياهتا‪ ،‬حىت ال يضيع على املسامهني احلصول على قيمة أسهمهم عند حلها‪ .‬إذن الغاية من‬
‫استهالك األسهم هي التعجيل برد قيمة األسهم للمساهم خشية من ضياعها عليه لألسباب املتقدمة وغريها‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬تمييز عملية االستهالك عن تخفيض رأس المال‪:‬‬
‫تتميز عملية استهالك رأمسال عن عملية ختفيضه يف عدة جوانب‪:‬‬
‫‪ -‬تؤخ ذ األم وال الالزم ة للتخفيض من رأس املال نفس ه‪ ،‬يف حني تؤخ ذ األم وال الالزم ة لالس تهالك من األرب اح أو من‬
‫االحتياطات القابلة للتوزيع مع االحتفاظ برأس املال سليما‪.‬‬
‫‪ -‬عملية ختفيض رأمسال تؤدي إىل قطع صلة املساهم بالشركة ويفقد صفته كشريك إذا كان ال ميلك عدد من األسهم حتفظ‬
‫له صفة املساهم‪ ،‬أما يف حالة االستهالك ال تنقطع صلة املساهم بالشركة وإمنا مينح له سهما انتفاعيا‪.‬‬
‫‪ -‬ت ؤدي عملي ة التخفيض إىل ختفيض فعلي يف مبل غ رأمسال الش ركة أم ا يف االس تهالك ف إن مبل غ رأس املال ال يتغ ري ألن‬
‫األموال يف االستهالك ال تؤخذ من رأس املال‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬شروط استهالك رأسمال الشركة‪ :‬يشرتط إلجراء عملية استهالك رأمسال توفرعدة شروط تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬أن ينص على إمكانية استهالك رأس املال يف القانون األساسي للشركة أو أن يتم برتخيص من اجلمعية العامة غري العادية‬
‫للمسامهني‪.‬‬
‫‪ -‬أن حيصل االستهالك من املبالغ القابلة للتوزيع‪ ،‬أي من أرباح الشركة أو من االحتياطي‪ ،‬عدا االحتياطي القانوين‪ ".‬فإن مل‬
‫تس فر أعم ال الش ركة يف إح دى الس نني عن أرب اح ت وجب إيق اف عملي ة اس تهالك األس هم‪،‬وإذا مل ي راع ه ذا الش رط وحص ل‬
‫االستهالك من رأس مال الشركة اعترب باطال ألنه انتقاص من رأس املال ضامن الوفاء لدائين الشركة‪".‬‬
‫‪ -‬جيب أن يراعى يف عملية االستهالك املساواة بني مجيع محلة سندات رأس املال‪ ،‬أيأن تراعى عملية االستهالك املساواة بني‬
‫املسامهني وذلك يف نوع أو فئة واحدة من األسهم حسب املادة ‪ 709‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬تحويل شركة المساهمة واندماجها وانقسامها‪:‬‬
‫سوف نتعرض يف هذا املبحث اىل العمليات اليت ميكن أن تقوم هبا شركة املسامهة ملواجهة الظروف اليت تواجهها أثناء حياهتا‪،‬‬
‫وذلك بتناول عملية التحويل يف (املطلب األول)‪ ،‬ودراسة عملييت االندماج واالنفصال يف (املطلب الثاين)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تحويل شركة المساهمة‬

‫‪33‬‬
‫يعترب شكل شركة املسامهة الشكل األمثل يف هرم الشركات إذ مبقتضاه ميكن حتقيق املشروعات الكربى واالستثمار فيها‪،‬‬
‫لكن ق د تع اين ه ذه الش ركة من بعض الص عوبات تع رتض نش اطها وحتد من منوه ا كاخنف اض رأمساهلا إىل ح د ي ؤدي إىل انقض ائها‪،‬‬
‫وهبدف تذليل مثل هذه الصعوبات فإن حتويلها إىل شكل آخر من أشكال الشركات مىت توافرت شروط ذلك يعد أحد اخليارات‬
‫اليت من املمكن اللجوء إليها لتجاوز تلك الصعوبات وجتنب حل الشركة‪.‬‬
‫أوال‪-‬تعري ف التحوي ل‪:‬ع رف الفق ه عملي ة حتوي ل الش ركة على أهنا‪ ":‬العملي ة ال يت تغ ري هبا الش ركة ش كلها الق انوين وب دون‬
‫تعديل ميس شخصيتها املعنوية"‪ ،‬وقيل إهنا‪":‬العملية اليت تقوم هبا الشركة أثناء حياهتا‪ ،‬بانتقاهلا من الشكل القانوين الذي اختذته منذ‬
‫البداية عند تأسيسها إىل شكل آخر من أشكال الشركات دون أن يؤدي ذلك إىل انقضاء شخصيتها املعنوية‪ .‬ولقد رخص املشرع‬
‫اجلزائري بتحول شركة املسامهة يف املواد ‪ 715‬مكرر ‪ 15‬إىل ‪ 715‬مكرر ‪ 18‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫تلجأ الشركة إىل عملية التحول لعدة أسباب‪ ،‬فقد تفقد أحد الشروط اخلاصة اليت اشرتطها القانون لتكوينها كما يف حالة‬
‫اخنفاض رأمساهلا إىل حد يؤدي إىل انقضائها‪ ،‬ففي هذه احلالة يستطيع الشركاء الستمرار هذه الشركة أن يتفقوا على حتويلها إىل‬
‫شكل آخر يكون رأمساله أقل تفاديا هلذا االنقضاء‪ ،‬وقد تغيري الشركة شكلها إىل شكل آخر إذا رأته مناسب أكثر‪...‬‬
‫ثانيا‪-‬شروط التحويل‪:‬جيب أن تتوفر مجلة من الشروط حىت ميكن حتويل شركة املسامهة إىل نوع آخر من الشركات واليت‬
‫تتمثل يف‪:‬‬
‫‪-1‬البد أن تكون شركة املسامهة موجودة منذ سنتني على األقل وأعدت ميزانية الس نتني املاليتني األوليتني وأثبتت موافق ة‬
‫املسامهني عليها‪.‬‬
‫‪-2‬البد من صدور قرار التحويل بناء على تقرير مندويب حسابات الشركة والذي يؤكد بأن جمموع رؤوس األصول تساوي‬
‫على األقل رأمسال الشركة‪،‬وخيضع قرار التحويل إىل اإلشهار وفق الشروط القانونية‪.‬‬
‫‪- 3‬وجوب عرض مشروع التحويل للموافقة عليه من طرف مجاعة أصحاب سندات االستحقاق يف حالة وجودها‪.‬‬
‫‪-4‬إض افة إىل ه ذه الش روط العامةوض ع املش رع اجلزائ ري ش روط خاص ة تتغ ري حس ب الش كل اجلدي د ال ذي س ينجم عن‬
‫التحويل‪:‬‬
‫‪ -‬ففي حال ة حتول ش ركة املس امهة إىل ش ركة التض امن‪ :‬يش رتط املش رع أن يتم ه ذا التح ول مبوافق ة مجي ع الش ركاء على‬
‫التحول‪ ،‬نظرا ملا يرتتب على هذا التحول من تغيري يف املركز القانوين للمسامهني‪ ،‬حيث أهنم سيصبحون مسؤولني عن ديون الشركة‬
‫مسؤولية تضامنية غري حمدودة منذ تاريخ التحول بعد أن كانوا مسؤولني مسؤولية حمدودة مبقدار أسهمهم يف الشركة فقط‪ ،‬فتحول‬
‫ميث ل زي ادة يف التزام ات املس امهني‪ .‬ومن جه ة أخ رى ألن ه ذا التح ول من ش أنه اإلخالل ب احلقوق األساس ية للمس امهني إذ يتح ول‬
‫السهم وهو قابل للتداول واالنتقال إىل حصة غري قابلة للتداول‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة حتول شركة املسامهة إىل شركة التوصية البسيطة أو باألسهم‪ :‬فالتحول هنا يتم حسب الشروط املنصوص عليها‬
‫لتعديل القانون األساسي ومبوافقة كل الشركاء الذين يقبلون أن يصبحوا شركاء متضامنني‪ .‬وبالتايل جيب أن يتم اختاذ قرار التحول‬
‫من طرف اجلمعية العامة غري العادية للمسامهني حبضور النصاب القانوين املطلوب لتعديل نظام الشركة‪ .‬ونظرا ألن شركة التوصية‬
‫بنوعيها جتمع بني نوعني من الشركاء شريك متضامن أو أكثر إىل جانب الشركاء املوصون لذلك فإن هذه املادة تتطلب لصحة‬
‫التح ول إىل ه ذا الش كل فض ال عن ق رار اجلمعي ة العام ة ض رورة موافق ة مجي ع الش ركاء ال ذين يقبل ون تغي ري مرك زهم إىل ش ركاء‬
‫متضامنني وذلك مراعاة لقاعدة عدم جواز زيادة التزامات املساهم إال برضائه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬يف حالة حتول شركة املسامهة إىل شركة ذات املسؤولية احملدودة‪ :‬مل يعطي املشرع سلطة إىل اجلمعية اليت متلك تعديل نظام‬
‫شركة املسامهة‪ ،‬بل جعلها للسلطة اليت متلك تعديل الشركة ذات املسؤولية احملدودة أي للشركاء الذين ميثلون ثالثة أرباع رأمسال‬
‫الشركة ما مل يقض عقد التأسيس خالف ذلك‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬اندماج شركة المساهمة وانفصالها‬
‫أثن اء حي اة الش ركة ق د تعرتض ها ص عوبات‪ ،‬تلزمه ا تغي ري مس ارها‪ ،‬فتلج أ إىل بعض الوس ائل ال يت حتف ظ حياهتا بعي دا عن‬
‫اإلفالس‪ ،‬كلجوئها إىل عملية الدمج مع غريها‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪" ،‬قد يكون من املفيد تقسيم الشركة إىل عدة شركات‪ ،‬إذا‬
‫اتس ع حجم نش اطها ومل يع د يف اس تطاعة جملس إدارهتا الس يطرة بكف اءة واقت دار على عملياهتا ونش اطها املتع دد اجلوانب‪ ،‬كم ا ل و‬
‫كانت تدير عدة مصانع متباعدة عن بعضها ويلزم إعادة تنظيمها حبيث تتجمع كل جمموعة من املصانع املتقاربة يف شركة واحدة"‪.‬‬
‫أوال‪-‬تعريف االندماج واالنفصال‪:‬عرف االندماج على أنه‪ ":‬التحام شركة قائمة بأخرى التحاما يؤدي إىل فناء إحدامها أو‬
‫كال منهما ليكونا معا شركة واحدة وتسمى األوىل الشركة املندجمة‪ ،‬والثانية الشركة الداجمة‪ ".‬أما االنفصال فيقصد به‪" :‬تقسيم‬
‫الشركة إىل اثنني أو أكثر من الشركات وذلك بنقل أموال الشركة املقسمة ‪-‬واليت ختتفي‪-‬على شركتني أو عدة شركات موجودة‬
‫أو جديدة‪ ،‬مع تقسيم خصوم وأصول الشركة املنقسمة على الشركات املستفيدة من التقسيم‪ ،‬وعقد التقسيم هو الذي حيدد توزيع‬
‫األصول واخلصوم بني الشركات املستفيدة ألن الشركة املقسمة تنحل بدون تصفية"‪.‬‬
‫لكل من االندماج واالنفصال جماله وأسبابه‪،‬لكنه ما يقرتبان من حيث القواعد واإلجراءات‪ ،‬فكالمها يهدف إلعادة تقسيم‬
‫وتوزيع وسائل اإلنتاج وتداوهلا‪،‬فيكون نتيجة حدوث االندماج أو االنفصال ظهور شركات جديدة هلا شخصية معنوية مستقلة‪.‬‬
‫ل ذلك تن اول املش رع اجلزائ ري تنظيم عملي ة االنفص ال م ع عملي ة االن دماج يف القس م الراب ع من الفص ل الراب ع املتعل ق باألحك ام‬
‫املشرتكة اخلاصة بالشركات التجارية ذات الشخصية املعنوية وذلك مبقتضى املواد ‪ 744‬إىل ‪ 764‬ق‪.‬ت‪ ،‬وبالتايل يطبق على عملية‬
‫االنفصال نفس األحكام املطبقة على عملية االندماج‪.‬‬
‫يظهر الفرق بني االندماج واالنفصال يف أنه يكفي يف االنفص الوجود شركة قائمة واحدة فتنقسم لشركتني أو أكثر‪ ،‬بينما‬
‫يف االندماج فيجب وجود شركتني على األقل‪.‬‬
‫ومل يقصر املشرع اجلزائري حاالت الدمج واالنفصال بني شكل معني من الشركات‪ ،‬بل أجاز تلك العمليات بني خمتلف‬
‫أشكال الشركات‬
‫ثاني ا‪-‬أش كال االن دماج أو االنفص ال‪:‬مسح املش رع اجلزائ ري للش ركات بالقي ام بعملي ة ال دمج أو االنفص ال مبوجب أحك ام‬
‫املادة ‪ 744‬ق‪.‬ت ال يت تنص على‪ ":‬للش ركة ول و يف حال ة تص فيتها‪ ،‬أن تن دمج يف ش ركة أخ رى أو أن تس اهم يف تأس يس ش ركة‬
‫جدي دة بطري ق ال دمج‪ .‬كم ا هلا أن تق دم ماليته ا لش ركات موج ودة أو تس اهم معه ا يف إنش اء ش ركات جدي دة بطريق ة اإلدم اج‬
‫واالنفصال‪ .‬كما هلا أخريا أن تقدم رأمساهلا لشركات جديدة بطريقة االنفصال"‪.‬‬
‫بناء على املادة السابقة فإن االندماج ميكن أن يتخذ إحدى الصورتني‪:‬‬
‫‪-1‬االندماج بطريق الضم أو االمتصاص‪ :‬يف هذه الصورة يتحقق االندماج بفناء إحدى الشركتني ملصلحة األخرى اليت‬
‫يزداد حجمه ا‪ ،‬فه و يتم باندماج شركة يف شركة أخ رى‪ ،‬حبيث تنقض ي الش ركة املندجمة هنائيا ومتتصها الشركة الداجمة ال يت تظل‬
‫حمتفظة بشخصيتها املعنوية‪ ،‬وتؤول إليها كل حقوق والتزامات الشركة املندجمة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪-2‬االندماج بطريق المزج أو االتحاد‪ :‬ويتم مبزج شركتني أو عدة شركات‪ ،‬وقيام شركة واحدة جديدة يكون رأمساهلا‬
‫مجيع أصول الشركات املندجمة ويرتتب عليه انقضاء الشركات املندجمة مجيعها وزوال شخصيتها املعنوية‪ ،‬ويربز إىل السطح شركة‬
‫جديدة وشخص معنوي جديد‪.‬‬
‫أما االنفصال فله شكل واحد حبيث يتم بتقسيم أسهم الشركة اليت يلحقها االنفصال إىل قسمني أو أكثر تقوم على كل منها‬
‫ش ركة جدي دة هلا شخص يتها املعنوي ة املس تقلة‪ ،‬وت زول الشخص ية القانوني ة للش ركة املقس مة‪ ،‬ويص ري املس امهون فيه ا مس امهني يف‬
‫الشركات اجلديدة‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬شروط اندماج الشركة أو انفصالها‪ :‬ختتص اجلمعية العامة غري العادية بإصدار قرار اإلدماج أو االنفصال‪ ،‬وهي مقيدة‬
‫يف هذا االختصاص بـ‪:‬‬
‫‪ -‬أال تزيد يف التزامات الشركاء إال بإمجاعهم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يص در ق رار من جملس اإلدارة حيدد مش روع اإلدم اج أو االنفص ال لك ل واح دة من الش ركات املس امهة يف اإلدم اج أو‬
‫للشركة املراد إدماجها‪ ،‬يبني فيه جل البيانات اليت حددهتا املادة ‪ 747‬ق‪.‬ت واليت من بينها أسباب االندماج أو االنفصال وأهدافه‬
‫وشروطه‪ ،‬املبلغ احملدد لقسط اإلدماج أو االنفصال‪ ،‬تقرير روابط مبادلة احلصص‪...‬‬
‫‪ -‬وجوب إعداد مندوب احلسابات لكل واحدة من الشركات املسامهة يف العملية تقرير عن املوضوع‪ ،‬وذلك بعدما يقدم‬
‫إليه تقري ر جملس اإلدارة عن املوض وع‪" ،‬واجلمعي ة ليست ملزم ة بتقرير من دوب احلس ابات إذ ميكنه ا ع دم إتباع ه بالتص ويت خالفا‬
‫عنه"‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن جلمعية املسامهني أن تقوم بعملية دمج شركتها أو تقسيمها وهي قيد التصفية‪ ،‬شرط أن ال يكون توزيع أصوهلا بني‬
‫الشركاء موضوعا لبداية التنفيذ‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬انقضاء شركة المساهمة وحلها‬
‫يقصد مبصطلح انقضاء الشركة احنالل الرابطة القانونية اليت جتمع الشركاء‪ ،‬وتنقضي شركة املسامهة كغريها من الشركات‬
‫باألسباب العامة النقضاء الشركات عموما‪ ،‬واليت تتمثل يف‪:‬‬
‫أوال‪-‬انتهاء األجل المحدد أو الغرض الذي وجدت من أجله‪:‬إذا انتهت املدة احملددة لشركة املسامهة يف نظامها األساسي‬
‫تنقضي بقوة القانون‪ ،‬حىت وإن مل يتحقق اهلدف الذي تأسست من أجل حتقيقه‪ .‬وعلى عكس ذلك‪ ،‬قد تنقضي شركة املسامهة ولو‬
‫مل ينتهي امليعاد احملدد هلا يف العقد‪ ،‬وذلك يف حالة ما إذا حتققت الغاية اليت انشأت من أجلها وذلك تطبيقا للمادة ‪ 437‬من القانون‬
‫املدين اليت تنص على‪ ":‬الشركة تنتهي بانقضاء امليعاد الذي عني هلا أو بتحقيق الغاية اليت انشئت ألجلها"‪.‬‬
‫وإذا اس تمر الش ركاء بع د انته اء أج ل الش ركة أو إذا انتهى العم ل ال ذي تأسس ت من أجل ه‪ ،‬يف مزاول ة نفس األعم ال ال يت‬
‫تألفت هلا الشركة‪ ،‬تستمر الشركة هنا كشخص معنوي وميتد عقدها سنة فسنة حسب الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 437‬من القانون املدين‪،‬‬
‫ولدائين أحد الشركاء أن يعرتضوا على متديد أجل الشركة‪ ،‬وهذا االعرتاض يوقف حكم متديد الشركة بالنظر إىل املعرتضني حسب‬
‫الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪.437‬‬
‫ثانيا‪-‬الحل بقرار من الشركاء‪ :‬احلل املسبق للشركة بناء على قرار من املسامهني يف اجلمعية العامة غري العادية إذ توفر فيها‬
‫النص اب واألغلبي ة املطلوب ة قانون ا‪" ،‬ش ريطة أن تك ون الش ركة موس رة ق ادرة على الوف اء بالتزاماهتا‪ ،‬إذ ال يعت د حبل الش ركة ب إرادة‬
‫األطراف إذا كانت يف حالة توقف عن الدفع ألن ذلك يعد هتربا للشركاء من مسؤولياهتم القانونية"‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ثالث ا‪ -‬ح ل الش ركة بحكم قض ائي‪ :‬يس تخلص من نص املادة ‪ 441‬ق‪.‬م أن ه جيوز أن حتل الش ركة حبكم قض ائي بن اء على‬
‫طلب أح د الش ركاء لع دم وف اء ش ريك مبا تعه د ب ه‪ ،‬أو ألي س بب آخ ر‪ .‬وعلى القاض ي تق دير م دى خط ورة الس بب املربر حلل‬
‫الشركة‪ ،‬ويكون باطال كل اتفاق على خالف ذلك‪.‬‬
‫وهناك أسباب خاصة النقضاء شركة املسامهة تتمثل يف‪:‬‬
‫أوال‪ -‬االخالل ب ركن الش ركاء‪ :‬للمحكم ة بن اء على طلب أي مع ين أن تق رر ح ل الش ركة إذا اخنفض ع دد املس امهني عن‬
‫احلد األدىن منذ أكثر من عام‪ ،‬وجيوز للمحكمة أن متنح أجل ‪ 6‬أشهر للشركة لتسوية الوضع وهذا حسب نص املادة ‪715‬مكرر‪19‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬االنقضاء المؤسس على الحالة المالية للشركة‪:‬إذا اخنفض رأمسال الشركة عن احلد األدىن القانوين دون أن يتبع يف‬
‫أجل سنة بزيادة تساوي املبلغ احملدد قانونا أو حتويل شركة املسامهة إىل شكل آخر ميكن لكل معين باألمر أن يطالب قضائيا حبل‬
‫الشركة بعد توجيه إنذار للشركة بتسوية الوضع‪ ،‬وإذا خفض األصل الصايف للشركة بفعل اخلسائر الثابتة يف وثائق احلسابات إىل‬
‫أقل من ربع رأس ماهلا فهنا اهليئة اإلدارية ملزمة باستدعاء اجلمعية غري العادية اليت تنظر فيما إذا كان جيب اختاذ قرار حل الشركة‬
‫قبل حلول األجل‪ .‬ولكن نظرا ألمهية شركات املسامهة حرص املشرع على استمرارها فنص على حق اجلمعية العامة غري العادية يف‬
‫تقرير استمرار الشركة رغم اخلسارة اليت حلقت برأس املال لكن عليها فقط إعادة رأس املال إىل أصله أو ختفيض رأس ماهلا بنسبة‬
‫اخلسارة اليت حلقت هبا مع ضرورة احرتام احلد األدىن املشروط قانونا‪.‬‬
‫إن األسباب السابقة ال تؤدي إىل انقضاء الشركة بصورة فعلية ما مل تتم تصفيتها‪ ،‬فالقانون قضى ببقاء الشخصية املعنوية‬
‫للشركة املنقضية حىت متام إجراءات التصفية‪ .‬بالتايل التصفية هي األثر الناتج عن االحنالل‪ ،‬واليت يقصد هبا‪ ":‬جمموعة العمليات اليت‬
‫ت رمي إىل إهناء األعم ال اجلاري ة للش ركة‪ ،‬واس تيفاء حقوقه ا ودف ع ديوهنا وحتوي ل موجوداهتا إىل نق ود تس هيال لعملي ات ال دفع‬
‫والقسمة‪ ،‬وحتديد حصة كل شريك من الشركاء يف موجوداهتا املتبقية‪ ،‬أو ما يرتتب على كل منهم دفعه تسديدا لديوهنا إذا تعذر‬
‫عليها التسديد من موجوداهتا‪ ،‬بعد تسوية اخلصوم من عناصر األصول‪".‬‬
‫وبانتهاء عملية التصفية يتم تقسيم الصايف من مال الشركة على الشركاء‪ ،‬وغالب ًا ما تتم القسمة عن طريق الشركاء أنفسهم‬
‫وتكون ودية‪ ،‬إال إذا وقع خالف بينهم فريجع األمر إىل القضاء‪ ،‬وإذا كانت حصة الشريك نقدية أو عينية كان له أن حيصل على‬
‫هذه القيمةكما هي مبينة يف العقد أو على ما يعاد لقيمة هذه احلصة وقت تسليمها إذا مل تبني قيمتها يف العقد‪ ،‬وإذا حصل أن بقي‬
‫بعد اسرتداد احلص ص أموال وجب قسمة ذلك حسب نص يب ك ل منهم يف األرباح‪ .‬أما إذا مل يك ِف صايف مال الشركة للوفاء‬
‫حبصص الشركاء فإن اخلسارة توزع عليهم مجيعًا حبسب النسبة املتفق عليها يف توزيع اخلسائر‪.‬‬
‫وقد تناول القانون التجاري ذلك أيضا يف املواد من ‪ 793‬إىل ‪ ،795‬ويستخلص من نص املادة ‪ 793‬من القانون التجاري‬
‫بأنه جيب إتباع طريقة القسمة اليت اختارها الشركاء بأنفسهم يف القانون التأسيسي للشركة‪ ،‬أما يف حالة عدم النصف إنه يتعني‬
‫تقسيم الصايف من موجودات الشركة حبيث ينال كل شريك نصيبًا يعادل احلصة اليت قدمها يف رأس املال‪.‬‬

‫‪37‬‬

You might also like