Professional Documents
Culture Documents
سنخصص هذا المحور لدراسة مفهوم الصفقات العمومية (المطلب األول) وتمييزها عن المفاهيم
المشابهة لها وهي العقد اإلداري وكذا تفويضات المرفق العام (المطلب الثاني).
تعت بر الص فقات العمومي ة من أش هر العق ود ال تي تبرمه ا اإلدارة العام ة م ع المتع املين معه ا،
وتصنف ضمن أهم السائل القانونية التي تستخدمها لتنفيذ البرامج االقتصادية ،كما تعد من أبرز أوجه
إنفاق األموال العمومية ،على اعتبار أن هذا النوع من العقود عادة ما يتطلب اعتمادات مالية ضخمة،
لذلك سنقوم بتعريف الصفقات العمومية ،ثم نتطرق إلى المعايير المعتمدة لتحديد الصفقة العمومية.
من المتفق عليه بين فقهاء القانون أنه ليس من وظيفة المشرع شرح المصطلحات القانونية التي
يضعها ،وإ نما يترك المسألة للفقه ورجال القضاء ،غير أن المشرع الجزائري خرج عن هذه القاعدة
عن دما عرف "الصفقات العمومية" في جمي ع القوانين المتعاقب ة والمتعلق ة بالص فقات العمومي ة ،وال ش ك
1
في أن هذا المسلك الذي انتهجه المشرع يعبر عن أهمية هذا النوع من المعامالت.
ولق د ع رفت الم ادة 02من المرس وم التنفي ذي رقم 2247-15الص فقات العمومي ة بأنه ا "عق$$ود
مكتوب $$ة في مفه $$وم التش $$ريع المعم $$ول ب $$ه ،ت $$برم بمقاب $$ل م $$ع متع $$املين اقتص $$اديين وف $$ق الش $$روط
خالف ف اتح ،محاض$$رات في ق$$انون الص$$فقات العمومي$$ة (طبق$$ا ألحك$$ام المرس$$وم الرئاس$$ي رقم 247-15المتض$$من 1
تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام) ،مطبوعة محكمة موجهة إلى طلبة السنة الثالثة حقوق –قسم الق انون
الع ام ،جامع ة محم د الص ديق بن يحي –جيج ل ،كلي ة الحق وق والعل وم السياس ية ،قس م الحق وق ،الس نة الجامعي ة
،2016/2015ص.8 :
مرس وم رئاس ي رقم 247-15م ؤرخ في 16س بتمبر ،2015يتض من تنظيم الص فقات العمومي ة وتفويض ات المرف ق 2
الصفقات العمومية عق$ود مكتوب$ة :وال يقص د بالكتاب ة في ه ذه الحال ة الكتاب ة الرس مية التوثيقي ة ،ب ل -
الكتابة اإلدارية المثبتة بوثائق ومحررات إدارية موقعة ومختومة من طرف الجهة اإلدارية المتعاقدة
والمتعامل االقتصادي.
الصفقات العمومية تتم بمقابل :فهي من عقود المعاوضة الملزمة لجانبين. -
للصفقة العمومية شروط وإ جراءات محددة تتم بها. -
أطراف الصفقات العمومية هما :المصلحة المتعاقدة والمتعاملين االقتصاديين. -
مج$$ال الص$$فقات العمومي$$ة مح$$دد :فه و ال يخ رج عن ص فقات األش غال العمومي ة ،اقتن اء الل وازم، -
الخدمات والدراسات.
ويع رف الفق ه الص فقات العمومي ة بأنه ا عقد مكت وب يبرم ه ش خص معن وي من أش خاص الق انون
الع ام بقص د إدارة مرف ق ع ام أو بمناس بة تس ييره ،وتظه ر نيت ه في األخ ذ بأس لوب الق انون الع ام ،وذل ك
3
بتضمين العقد شرطا أو شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص.
الصفقات العمومية هي عبارة عن اتفاقيات أو تنفيذ أشغال لفائدة السلطات العمومية ،تقام بين ه ذه
األخ يرة المتمثل ة في اإلدارة المركزي ة (ال وزارات )....أو الجماع ات المحلي ة أو المؤسس ات العمومي ة
ذات الط ابع اإلداري من جه ة والمق اولين أو الم وردين من جه ة أخ رى ،وتنظم ه ذه الص فقات في
الجزائر وتضبط طرق تنفيذها بواسطة قانون الصفقات العمومية ،ونظرا لطبيعة األعمال التي تقوم بها
السلطات العمومية وخاصة من حيث أهمية المشاريع وحجمها وطرق الدفع التي تعتبر ثقيلة نسبيا ،يجد
المق اول المكل ف باإلنج از نفس ه في حاج ة إلى أم وال ض خمة غ ير متاح ة في الح ال ل دى ه ذه الس لطات
سليمان محمد الطماوي ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،مطبعة جامعة عين شمس ،مصر ،1991 ،ص.32 : 3
ول ذلك يض طر إلى اللج وء إلى البن ك للحص ول على تموي ل من أج ل إنج از ه ذه األش غال وتس مى ه ذه
4
القروض بالتسبيقات على الصفقات العمومية.
ال تعتبر كل العقود التي تبرمها اإلدارة العامة صفقات العمومية ،لذا وجب تحديد المعايير التي
يمكن على أساسه تكييف عقد إداري على أنه صفقة عمومية ،وبالرجوع إلى تنظيم الصفقات العمومية
وتفويضات المرفق العام نستخلص وجود معيارين األول عضوي والثاني موضوعي.
يقصد بالمعيار العضوي كل ما يصدر عن هيئة إدارية أيا كان موضوع العمل أو طبيعته ،ومن
ثم إذا ك ان أح د أط راف العق د من األش خاص المعنوي ة العام ة ال تي ح ددتها الم ادة 06من المرس وم
الرئاس ي رقم 247-15على س بيل الحص ر وتحت طائل ة البطالن نك ون بص دد ص فقة عمومي ة ،وه ذه
الجهات هي:
الدولة :ويشمل هذا المصطلح كل أجهزة اإلدارة المركزية ،بسبب استخدامها الشخصية االعتبارية -1
للدولة ،كالوزارات ورئاسة الجمهورية.
الجماعات اإلقليمية :وتتمثل في اإلدارة الالمركزية ،والتي تتشكل من: -2
ا -الوالية :عرفتها المادة األولى من القانون رقم 507-12كما يلي" :الوالية هي الجماعة اإلقليمية
للدولة وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة.
وهي أيضا الدائرة اإلدارية غير الممركزة للدولة وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياسات
العمومية التضامنية والتشاورية بين الجماعات اإلقليمية والدولة.
وتس $$اهم م $$ع الدول $$ة في إدارة وتهيئ $$ة اإلقليم والتنمي $$ة االقتص $$ادية واالجتماعي $$ة والثقافي $$ة
وحماية البيئة وكذا حماية وترقية وتحسين اإلطار المعيشي للمواط$$نين وتت$$دخل في ك$$ل مج$$االت
االختصاص المخولة لها بموجب القانون.
موسى بودهان ،قانون الصفقات العمومية ،دار الهدى للطباعة والنشر ،الجزائر ،2010 ،ص.28 : 4
القانون رقم 07-12المؤرخ في 21فبراير ،2012يتعلق بالوالية ،ج.ر ،العدد ،12صدر في 29فبراير ،2012 5
ص.05 :
شعارها بالشعب وللشعب".
ب -البلدي$$ة :عرفته ا الم ادة 01من الق انون 610-11بـ" :البلدي$$ة هي الجماع$$ة اإلقليمي$$ة القاعدي$$ة
للدولة وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة وتحدث بموجب القانون".
المؤسسات العمومية :وتشمل: -3
المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري :وهي مؤسسات تنشئها الدولة أو المجموعات اإلقليمية أ-
(الوالي ة ،البلدي ة) به دف إدارة مرافقه ا العمومي ة اإلداري ة وتمنح له ذه المؤسس ات الشخص ية
المعنوية لتمارس نشاطا إداريا بحتا كالجامعات ،المستشفيات...
المؤسس $$ات العمومي $$ة الخاض $$عة للتش $$ريع ال $$ذي يحكم النش $$اط التج $$اري :يمكن تعريفه ا بأنه ا ب-
المرافق التي يكون نشاطها تجاريا وصناعيا مماثال لنشاط األشخاص الطبيعيين ،وتتخذها الدولة
7
والجماعات المحلية (الوالية ،البلدية) وسيلة إلدارة مرافقها ذات الطابع الصناعي والتجاري.
ويالح ظ أن الم ادة 06من المرس وم الرئاس ي رقم 247-15ق د وض عت قي دا على س لطة ه ذه
المؤسسات في إبرامها للصفقات العمومية من طرف مسئوليها ويتمثل هذا القيد في "عندما تكلف بإنجاز
عملية ممولة كليا أو جزئيا بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو الجماعات اإلقليمية".
باإلض افة إلى ض رورة وج ود أح د األش خاص المعنوي ة الم ذكورة س ابقا كط رف في العق د ألج ل
اعتب اره "ص$$فقة عمومي$$ة" ،يتعين أيض ا أن ينص ب موض وع الخدم ة ال تي يق دمها المتعام ل االقتص ادي
المتعامل مع اإلدارة على إحدى العمليات التالية:
صفقات إنجاز األشغال :تلجأ المصلحة المتعاقدة إلى إبرام عقودها عن طريق الصفقات العمومية إذا *
تعل ق األم ر بإنج از منش أة أو أش غال بن اء أو هندس ة مدني ة من ط رف المق اول ،كم ا تش مل بن اء أو
تجديد أو صيانة أو تأهيل أو تهيئة أو ترميم أو إص الح أو تدعيم أو هدم منشأة أو جزء منها ،بما
8
في ذلك التجهيزات المرتبطة بها والضرورية الستغاللها.
القانون رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو ،2011يتعلق بالبلدية ،ج.ر ،العدد 03 ،37يوليو ،2011ص.04 : 6
ناصر لباد ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،ج ،2004 ،2ص .187 7
الفقرات 05-04-03من المادة 29من المرسوم الرئاسي رقم 247-15السابق الذكر. 8
وتعتبر هذه الصفقة أهم العقود من حيث االعتماد المالي فهي تنصب على عقار سواء بطبيعت ه أو
بالتخصيص وتنصب على المنقوالت ولو كانت مملوكة لإلدارة كما أن الغرض منها هو تحقيق النفع
9
العام.
صفقات اقتناء اللوازم :حس ب نص الم ادة 29الفق رات 9،8،7،6من المرس وم الرئاس ي 247-15 *
ف إن ص فقة الل وازم تع رف بأنه ا صفقة تهدف إلى اقتن$اء أو إيج$ار أو بي$ع باإليج$ار بخي$ار أو ب$دون
خيار الشراء من طرف المصلحة المتعاقدة لعتاد أو مواد مهما كان شكلها ،موجهة لتلبية الحاج$$ات
المتص$$لة بنش$$اطها ل$$دى م$$ورد ،بم$$ا في ذل$$ك أش$$غال وض$$ع وتنص$$يب الل$$وازم ،ش$$ريطة ع$$دم تج$$اوز
مبالغ تلك األشغال قيمة هذه اللوازم ،والمالحظ أن الفقرة التاسعة من نص المادة 29قد وس عت من
مجال عقود اقتناء اللوازم لتشمل صفقات لوازم مواد تجهيز منشآت إنتاجية كاملة غير جديدة ،وال تي
تك ون م دة عمله ا مض مونة أو مج ددة بض مان ،وق د أح الت كيفي ات تط بيق ذل ك إلى ق رار يص دره
الوزير المكلف بالمالية.
صفقات إنجاز الدراسات :تع رف ص فقة إنج از الدراس ات على أنه ا اتف اق بين اإلدارة ومتعاق د يل تزم *
بإنج از دراس ات مح ددة في بن ود العق د لق اء مقاب ل م الي تل تزم المص لحة المتعاق دة بدفع ه ل ه تحقيق ا
للمص لحة العام ة ،10وحس ب نص الم ادة 29فق رة 10و 11من المرس وم الرئاس ي 247-15ف إن
هذا النوع من الصفقات يهدف إلى إنجاز خدمات فكرية تشمل الصفقة العمومية للدراسات عند إبرام
صفقة أشغال ال سيما مهمات المراقبة التقنية والجيوتقنية واإلشراف على إنجاز األشغال ومساعدة
المشروع.
وفي هذا الصدد حدد المشرع في الفقرة 12من المادة 29بعض المهام المتعلقة بصفقة اإلشراف
على اإلنجاز ،في إطار إنجاز منشأة أو مشروع حضري أو مناظر طبيعية ،تتمثل أساسا في:
-دراسة أولية أو التشخيص أو الرسم المبدئي؛
-دراسات مشاريع تمهيدية موجزة ومفصلة؛
-دراسات المشروع؛
-دراسات التنفيذ أو عندما يقوم بها المقاول تأشيرها؛
حلمي محمود ،العقد اإلداري ،ط ،2دار الفكر العربي ،1977 ،ص ص.163 ،162 : 9
عم ار بوض ياف ،الصفقات العمومية في الجزائ$$ر (دراس$$ة تش$$ريعية قض$$ائية فقهي$$ة) ،ط ،1جس ور للنش ر والتوزي ع، 10
المحمدية ،الجزائر ،2007 ،ص ،29 :نقال عن :خالف فاتح ،المرجع السابق ،ص.12 :
-مساعدة صاحب المشروع في إبرام وإ دارة تنفيذ صفقة األشغال ،وتنظيم وتنسيق وتوجيه
الورشة واستالم األشغال.
ص$فقة الخ$دمات :تع د ص فقة الخ دمات من الص فقات العمومي ة المح ددة بنص الق انون ،والمالح ظ أن *
المش رع لم يع رض إلى تعريفه ا كغيره ا من الص فقات وإ نم ا اعت بر ك ل ص فقة تختل ف عن ص فقات
األشغال واقتناء اللوازم وإ نجاز الدراسات هي صفقة عمومية للخدمات.
11
ويقص د بالمعي ار الم الي العتب ة المالي ة ال دنيا ال تي يتم على أساس ها تك ييف العق د ال ذي تبرم ه
المصلحة المتعاقدة على أن ه "صفقة عمومية" ،على اعتبار أن إلزام اإلدارة بالتعاق د في كل الوض عيات
والح االت بحس ب الكيفي ة المبين ة في تنظيم الص فقات العمومي ة س يبعث بطئ ا كب يرا في أداء العم ل
اإلداري ،ولئن ك ان إخض اعها ألحك ام تنظيم الص فقات العمومي ة عن دما تك ون مب الغ العق د عالي ة أم ر
ضروري ومنطقي ،فإن األمر ال يكون كذلك عندما تكون المبالغ بسيطة ،وتحديد ذلك يعود للمشرع م ع
مراعاة الظروف االقتصادية للبالد وطبعة الصفقات المبرمة.
ويكون الهدف من ذلك ترشيد النفقات العمومية ،وحوكمة الصفقات العمومية والوقاية من الفساد،
فكلم ا ك ان المبل غ كب يرا وجب إخض اع الص فقة ألص ول وأحك ام إجرائي ة خاص ة ،واعتم اد أط ر رقابي ة
أك ثر ش دة وت دقيقا ،وذل ك من أج ل القض اء على أي ش بهة للفس اد ،وإ ذا ك ان ه ذا المبل غ بس يطا فال داع
12
إلرهاق اإلدارة كأن يتعلق األمر بشراء مستلزمات وتجهيزات إدارية بسيطة.
وفي ه ذا الص دد نص ت الم ادة 13/1على أن "كل صفقة عمومية يساوي فيه$$ا المبل$$غ التق$$ديري
لحاج$$ات المص$$لحة المتعاق$$دة اث$$ني عش$$رة ملي$$ون دين$$ار ( 12.000.000دج) أو يق$$ل عن$$ه لألش$$غال
والل$$وزام ،وس$$تة ماليين دين$$ار ( 6.000.000دج) للدراس$$ات أو الخ$$دمات ،ال تقتض$$ي وجوب$$ا إب$$رام
صفقة عمومية وفق اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها في هذا الباب".
ولقد اعترف المشرع بحق وزير المالية في تحيين مبالغ الصفقات العمومية ،وذلك األمر مفهوم
ومنطقي طالما كانت الصفقات العمومية مرتبطة بالمال العام والخزينة العمومية.
المادة 29فقرة 13من المرسوم 247-15السابق الذكر. 11
عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،ط ،5دار جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر العاص مة ،2017 ،ص 12
تنص الفق رة الثاني ة من ق انون الص فقات العمومي ة وتفويض ات المرف ق الع ام على أن " :الص$$فقات
العمومية عقود مكتوبة في مفهوم التشريع المعمول به ،تبرم بمقابل مع المتعاملين االقتص$$اديين وف$$ق
الشروط المنص$$وص عليه$$ا في ه$ذا المرس$$وم "...وب ذلك يك ون المش رع ق د أك د على مب دأ الش كلية في
الص فقات العمومي ة ،وه و التوج ه ال ذي يتماش ى م ع مقتض يات العم ل اإلداري ويكتس ي أهمي ة بالغ ة في
اإلثب ات ،كم ا أن النفقات الض خمة التي تص رف في الص فقات العمومي ة تس تدعي الكتاب ة ،وال يفوتن ا أن
نشير أن الكتابة هنا تتعلق بالعقد اإلداري الذي يثبت الصفقة المبرمة بين المصلحة المتعاقدة والمتعامل
االقتصادي ،كما تتعلق بدفاتر الشروط التي تحدد الشروط التي تبرم وتنفذ وفقها الصفقات العمومية:
دف$$اتر البن$$ود اإلداري$$ة العام$$ة :المطبق ة على الص فقات العمومي ة لألش غال والل وازم والدراس ات أ-
والخدمات والموافق عليها بموجب مرسوم تنفيذي.
دف$$اتر التعليم$$ات التقني$$ة المش$$تركة :ال تي تح دد الترتيب ات التقني ة المطبق ة على ك ل الص فقات ب-
العمومي ة المتعلق ة بن وع واح د من األش غال أو الل وازم أو الدراس ات أو الخ دمات المواف ق عليه ا
بقرار من الوزير المعني.
دفاتر التعليمات الخاصة :وهي التي تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة. ت-
حتى يعتبر العقد الذي تبرمه المصلحة المتعاقدة "صفقة عمومية" يتعين تض مينه ش روط اس تثنائية
غير مألوفة في نطاق عقود القانون الخاص ،والتي تتمتع بموجبها المصلحة المتعاقدة بامتيازات وحقوق
في مواجه ة المتع املين االقتص اديين ،ومن أبرزه ا س لطتها في اإلش راف والرقاب ة وامتي از تع ديل العق د
وتوقيع الجزاءات المالية وحقها في فسخ العقد بإرادتها المنفردة.
لق د تع ددت تع اريف العق د اإلداري إال أنه ا تتف ق في مجمله ا على أن ه "عق$$د يبرم$$ه ش$$خص من
أش$$خاص الق$$انون الع$$ام بقص$$د إدارة مرف$$ق ع$$ام أو بمناس$$بة تس$$ييره وتظه$$ر نيت$$ه في األخ$$ذ بأس$$لوب
الق$$انون الع$$ام ،وذل$$ك بتض$$مين العق$$د ش$$رطا أو ع$$دة ش$$روط غ$$ير مألوف$$ة في عق$$ود الق$$انون الخ$$اص"،
وانطالقا من هذا التعريف رسم الفقه معايير العقد اإلداري كاآلتي:
المعي $$ار العض $$وي :أن يك ون أح د أط راف العالق ة العقدي ة شخص ا من أش خاص الق انون الع ام، -1
والمقص ود به ا الدول ة والجماع ات المحلي ة ممثل ة في الوالي ة والبلدي ة والمؤسس ات العمومي ة ذات
الطابع اإلداري.
المعيار الموضوعي :ويقصد به أن يتعلق موضوع العقد بإدارة وتسيير مرفق عام. -2
معيار إتب$اع أس$اليب الق$انون الع$ام :ال يك ف وج ود أح د أش خاص الق انون الع ام طرف ا في العق د إذ -3
ينبغي أن يكشف عن رغبته في استخدام وسائل وأساليب القانون العام عند تعاقدها.
كأن تنص في العقد على حقها في الفسخ باإلرادة المنفردة أو التعديل المنفرد لبنود العقد وغيرها.
وبتوافر هذه المعايير ينبغي اعتبار الرابطة العقدية عقدا إداريا ،وهي المعايير ذاتها العتبار العق د
ص فقة عمومي ة م ع ف ارق بس يط يكمن في أن الص فقات العمومي ة مح ددة حص را في ق انون الص فقات
العمومية وما خرج عن ذلك يعد عقدا إداريا ،وبالتالي فإن كل صفقة عمومية تعتبر عقد إداري والعكس
ليس صحيح.
مما ال شك فيه أن الصفقات العمومية تختلف عن سائر العقود األخرى مدنية كانت أو تجارية ،إذ
تخض ع ألحك ام خاص ة س واء تعل ق ب إجراءات وط رق إبرامه ا وس ريانها وكيفي ات نهايته ا ،ل ذا س نتولى
تمييزها عن العقود المدنية (أوال) من جهة ،وعن العقود التجارية (ثانيا) من جهة أخرى.
ا -من حيث مراكز أطراف العالقة العقدية :يحتل أطراف العقد المدني مرتبة واحدة ،فال امتي از لط رف
على آخر ،فال مجال لتغليب مصلحة البائع على المشتري أو المؤجر على المستأجر أو ال راهن على
المرتهن ،وباحتواء العقد اإلداري عضويا على إدارة عامة أو ما يسمى "شخص معنوي عام" ،وجب
االعتراف لها بامتيازات السلطة العامة.
ب -من حيث إج$$راءات إب$$رام العق$$د :إذا أرادت اإلدارة أن تب دي رغبته ا في التعاق د تل زم كأص ل ع ام
بإعالم الجمهور ،وذلك بنشر إعالن المناقص ة بأش كالها المختلفة في جريدتين وطنيتين؛ وفي نشرة
ص فقات المتعامل العمومي ،BOMOPكما تخضع إلجراءات طويل ة وألوجه رقابية ص ارمة جاء
تنظيمه ا في أحك ام المرس وم الرئاس ي رقم ،236- 10رغب ة في الحف اظ على الم ال الع ام وترش يد
النفقات العمومية.
ولم يكتِف المشرع بهذه القواعد إذ عمد إلى حماية الصفقة العمومية بأدوات جزائية أشارت إليها
المادة 26من قانون رقم .01- 06
بينما يحكم العقد المدني مبدأ "العقد شريعة المتعاقدين" ،فللمتعاقدين الحرية في اختيار بنود العقد
واختيار الطرف المتعاقد وال يخضع العقد إلجراءات النشر واإلشهار كأصل عام.
ج -من حيث اله $$دف من العملي $$ة التعاقدي $$ة :إذا ك ان اله دف من إب رام الص فقة العمومي ة ه و تحقي ق
المص لحة العام ة فعق د األش غال مثال إذا انص ب على إنج از طري ق أو جس ر أو مجموع ة س كنية ف إن
المنتف ع ه و الجمه ور ،كم ا أن تم وين إدارة الخ دمات الجامعي ة لم ادة معين ة ك اللحوم أو الخ بز أو
الخضر والفواكه إنما يتم بغرض إطعام الطلبة ،وعليه فكل صفقة عمومية يرجع عائدها وأثرها إلى
عامة الناس تحقيقا للمصلحة العامة.
بينما الهدف من إبرام العقد المدني هو تحقيق المصلحة الخاصة ألطراف العقد ،فعقد البيع مثال
يحقق مصلحة للبائع والمشتري فينتفع البائع بالثمن وينتفع المشتري بالمبيع.
د -من حيث الجهة القضائية المختصة :يعقد االختصاص بالنظر في منازعات الصفقات العمومية
كأص ل ع ام للقض اء اإلداري (مح اكم إداري ة ،مج الس الدول ة) ،بينم ا يعق د االختص اص ب النظر في
الخصومات الناتجة عن تنفيذ العقود المدنية لجهة القضاء العادي (محكمة ،مجلس قضائي ،محكمة
عليا).
ه -من حيث سلطة القاض$ي الفاص$ل في ال$نزاع :فس لطات القاض ي اإلداري أوس ع من س لطات القاض ي
المدني الذي يسيره الخصوم طبقا للمبدأ القائل "الخصومة ملك للخصوم" ،إذ يستطيع إجبار اإلدارة
وتوجيه أوامر لها تصل إلى درجة غرامات تهديدية.
ا -من حيث قواع$$د اإلثب$$ات :ال تثبت الص فقة العمومي ة إال بالكتاب ة وق د تش دد مجلس الدول ة في تطبيق ه
لهذا الشرط ،فلم يقبل إدعاء وجود عالقة بعنوان "صفقة عمومية" إذا لم يحوز المدعي عقدا مكتوبا،
فعنصر الكتابة ورد في مختلف التعريفات التشريعية للصفقات العمومية.
بينم ا يس ود الحي اة التجاري ة عنص ر االئتم ان ويحكمه ا مب دأ الس رعة ،ل ذا وجب مس ايرة العق ود
التجاري ة له ذين المب دأين ،فيثبت العق د التج اري بع دة وس ائل ف إلى ج انب الس ندات الرس مية ذك ر
السندات العرفية والفواتير المقبولة وغيرها...
ب -من حيث طرق اإلبرام :يأخذ إبرام الصفقة العمومية مراحل وإ جراءات طويلة ،وكل مخالفة لقانون
الصفقات العمومية يرتب المسؤولية الجزائية المقررة في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته بالمقابل
يسهل إبرام العقد التجاري تماشيا وسرعة المعامالت التجارية.
ج -من حيث الجه$$$$ة القض$$$$ائية المختص$$$$ة :القض اء اإلداري ه و المختص في منازع ات الص فقات
العمومية ،والقضاء العادي هو الجهة المختصة في المنازعات التجارية.