You are on page 1of 26

‫االجراءات السابقة للتعاقد في مجال الصفقات العمومية‬

15/247 ‫في ظل املرسوم الرئا�سي‬


‫سالمي سمية‬
‫طالبة دكتوراه‬
‫ املسيلة‬- ‫جامعة محمد بوضياف‬
‫ عبد النور مبروك‬.‫ د‬:‫املشرف‬
:‫امللخص‬
‫ فتكوين الصفقات العمومية يتضمن‬،‫تعد الصفقات العمومية من أهم العقود التي تعرف مرحلة تكوينها تأطيرا قانونيا مكثفا‬
.‫عملية بالغة في األهمية وهي املرحلة السابقة على التعاقد‬
‫ واالستعمال الحسن‬،‫ سعيا منه إلى تجسيد نجاعة الطلبات العمومية‬،‫لهذا وضع لها املشرع آليات وإجراءات متعددة وطويلة‬
،‫ والقيام بعملية تحصيصها‬،‫ وذلك عن طريق إلزام املصالح املتعاقدة بالقيام بتحديد الحاجات العمومية وتنسيقها‬.‫للمال العام‬
‫ ثم‬، ‫ والتأكد من وجود االعتماد املالي‬،‫ ووجوب تسجيلها في امليزانية العامة للدولة‬،‫والقيام بالدراسات األولية بمختلف أنواعها‬
‫ ومن هنا تظهر األهمية البالغة لهذه املرحلة في إضفاء‬.‫إعداد دفاتر الشروط قبل القيام بأي إجراء ملباشرة الدعوة إلى التعاقد‬
.‫ وحماية املنافسة وكذلك الحد من ظاهرة الفساد التي عرفت تزايدا مذهال في بالدنا‬،‫الشفافية على إبرام الصفقات العمومية‬
.‫ حماية املال العام‬،‫ الصفقة العمومية‬،‫ التعاقد‬،‫ اإلجراءات التحضيرية‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Résumé:
Les marchés publics sont considérés parmi les actes les plus importants dont la période de leur composition
connaît un encadrement juridique intensif ,et la composition de ces derniers contient une opération très impor-
tante c’est« la phase précontractuelle.»
Pour cela ,le législateur leurs a posé de multiples et longs mécanismes et procédures ,dans le but d’incarner
l’efficacité des commandes publics ,et la bonne utilisation des fonds publics .C’est par l’obligation des services
contractants à déterminer, à coordonner les besoins publics et les allotir, ensuite faires les différents types
d›études préliminaires, puis l›obligation de les inscrire au budget de l›état, et l›assurance de l›existence de
l›accréditation financière, ensuite l›élaboration des cahiers de charge avant de commencer aucune procédure
pour entamer l›appel à contracter; À partir de cela apparait la grande importance de cette étape à donner la
transparence à la passation des marchés publics, et la protection de la concurrence et aussi de mettre fin au
phénomène de la corruption qui a Connu une grande croissance dans notre pays.
39
‫‪MOTS-CLÉS : Procédures préparatoires, contracter, marché public, Protection des fonds publics.‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫تمر الصفقة العمومية طبقا لقانون الصفقات العمومية بمراحل طويلة حتى تظهر لحيز الوجود‪ ،‬فاملشرع حرص أن يدفع‬
‫اإلدارة املتعاقدة إلى تجسيد نجاعة الطلبات العمومية واالستعمال الحسن للمال العام واملحافظة على مبدأ حرية الوصول‬
‫للطلبات العمومية وتحقيق املساواة بين العارضين وشفافية املعاملة العقدية وعالنية الصفقة العمومية‪ .‬وهي مبادئ ورد‬
‫ذكرها في املادة ‪ 05‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.1‬‬
‫وتقت�ضي جملة هذه املبادئ التريث في مرحلة اإلبرام وحسن اختيار املتعاقد وهو ما يستوجب أيضا مرور الصفقة بمراحل‬
‫طويلة‪ ،‬من بينها املرحلة السابقة على التعاقد والتي سنحاول تسليط الضوء عليها بهدف معرفة اإلجراءات والتدابير التي يتعين‬
‫على املصالح املتعاقدة إتباعها عند التعاقد في مجال تسيير النفقات العامة عند انجاز األشغال أو اقتناء اللوازم أو إعداد‬
‫الدراسات وهل هي كفيلة بهذا الشكل لحماية املال العام خالل هذه املرحلة األساسية التي تنطلق منها عملية إبرام الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫وعليه فإن اإلشكالية املطروحة تتمثل في‪ :‬كيف نظم املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬اإلجراءات السابقة على التعاقد في مجال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬و هل هي كفيلة لحماية املال العام؟‬
‫و لإلجابة على هذه اإلشكالية نقسم هذه الدراسة إلى مبحثين املبحث األول يتناول‪ :‬اإلجراءات التحضيرية إلبرام الصفقة‬
‫العمومية أما املبحث الثاني يتناول‪ :‬إعداد دفاترالشروط في مجال الصفقات العمومية‬
‫املبحث األول ‪ :‬اإلجراءات التحضيرية إلبرام الصفقة العمومية‬
‫إن املشرع لم يكتفي بذكر طرق التعاقد الواجب على اإلدارة مراعاتها‪ ،‬وال باإلجراءات املصاحبة إلبرام الصفقات العمومية‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما وضع قواعد إجرائية دقيقة سابقة ألي إجراء تعاقدي تكون ملزمة لكافة الجهات اإلدارية‪ .‬حيث تتمثل هذه‬
‫اإلجراءات واآلليات في تحديد الحاجات العمومية والقيام بالدراسات الالزمة‪ ،‬كما يتوجب على املصلحة املتعاقدة مباشرة‬
‫إجراءات تسجيل املشاريع العمومية التي ستكون محل صفقات عمومية الحقا لدى الجهات اإلدارية املختصة‪ ،‬ثم التأكد من‬
‫وجود اإلعتماد املالي وهو ما سنتطرق له تباعا‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬تحديد الحاجات العمومية و إنجازالدراسات‬
‫في محاولة من املشرع إلى تحقيق الوقاية من ظاهرة إبرام الصفقات العمومية ملشاريع شكلية‪ ،‬حاول أن يضمن تنسيق عمل‬
‫مصالح الدولة املركزية وغير املمركزة في تنفيذ املشاريع الهادفة إلى تلبية نفس الطلبات العمومية عن طريق تحديد الحاجات‬
‫العمومية وتحصيصها ‪ ،‬ومن أجل حماية املال العام دائما يجب قبل أن تباشر املصلحة املتعاقدة إجراءات التعاقد أو إنجاز‬
‫املشروع القيام بالدراسات الالزمة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تحديد الحاجات العمومية و تحصيصها‬
‫نظم املشرع عملية تحديد الحاجات العمومية وتنسيقها وتحصيصها كآليات تسبق الدعوة إلى التعاقد بموجب املرسوم‬

‫‪40‬‬
‫الرئا�سي ‪ 15/247‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬تحديد الحاجات العمومية و تنسيقها‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد الحاجات العمومية‪ :‬نظم املشرع عملية تحديد الحاجات العمومية في املادة ‪ 27‬من املرسوم الرئا�سي ‪ ،15/247‬حيث‬
‫يتوجب على املصلحة املتعاقدة تحديد حاجاتها الواجب تلبيتها مسبقا في دفترالشروط من حيث طبيعتها وكميتها ومداها بدقة‪،‬‬
‫قبل الشروع في إبرام الصفقة العمومية وذلك يكون ب ــ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مبالغ الحاجات استنادا إلى تقديرات إدارية صادقة وعقالنية‪ .‬وأن تخضع حاجات املصالح املتعاقدة‪ ،‬مهما تكن‬
‫مبالغها‪ ،‬ألحكام هذه املادة‪ ،‬إال في الحاالت اإلستثنائية املنصوص عليها في هذا املرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬تجانس الحاجات فيما يخص صفقات اللوازم والدراسات والخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد حدود اختصاص لجان الصفقات (يجب تحديد حدود لجان الصفقات ويجب أن يأخذ في عين االعتبار القيمة‬
‫االجمالية للحاجات املتعلقة بنفس عملية األشغال واملبلغ االجمالي لجميع الحصص املنفصلة بغض النظر عن امكانية اطالق‬
‫االجراء لحصة واحدة أو لكل الحصص)‪.‬‬
‫وعند توضيح الحاجات يجب‪:‬‬
‫‪ -‬إعطاء املتعهدين صورة واضحة عن حاجات املصلحة املتعاقدة مما يسمح لهم بتقديم اجابة كافية‪،‬‬
‫‪ -‬تثبيت وتحديد قواعد املنافسة والشروط التعاقدية‪ - ،‬توضيح معاييروأشكال اختياراملتعاملين االقتصاديين‪،‬‬
‫‪ -‬ابرازالصعوبات الواجب احترامها (سواء تقنية أو مالية أو قانونية‪ - ،)...‬تحديد األهداف املراد الوصول اليها عند انتهاء الخدمة‬
‫املطلوبة‪.2‬‬
‫إن املشرع من خالل املادة ‪ 27‬قيد اإلدارة في االستناد على املواصفات التقنية أثناء تحديد الحاجات العمومية بضوابط دقيقة‬
‫تتمثل على الخصوص في املواصفات التقنية املفصلة التي تعد على أساس مقاييس و ‪/‬أو نجاعة يتعين بلوغها وأضاف املتطلبات‬
‫الوظيفية‪ ،‬وفي إطار حماية مبدأ املنافسة بين املتعاملين الراغبين في التعاقد وضمان الشفافية في إبرام الصفقات العمومية‬
‫أضاف املشرع ضابطا آخرلعملية تحديد الحاجات العمومية قبل الدعوة إلى التعاقد وذلك من خالل نصه بأنه يجب أال تكون‬
‫هذه املواصفات التقنية موجهة نحو منتوج أو متعامل اقتصادي محدد‪.‬‬
‫‪ -2‬تنسيق الطلبات العمومية‪ :‬جاء في نص املادة ‪ 36‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬أنه‪« :‬يمكن للمصالح املتعاقدة أن تنسق‬
‫إبرام صفقاتها وذلك عبر تشكيل مجموعات طلبات فيما بينها‪ .‬ويمكن املصالح املتعاقدة التي تنسق إبرام صفقاتها أن‬
‫تكلف واحد منها‪ ،‬بصفتها مصلحة متعاقدة منسقة‪ ،‬بالتوقيع على الصفقة وتبليغها‪ .‬كل مصلحة متعاقدة مسؤولة عن‬
‫حسن تنفيذ الجزء من الصفقة الذي يعنيها‪ .‬يوقع األعضاء اتفاقية تشكيل مجموعات الطلبات التي تحدد كيفيات سيرها‪.‬‬
‫توضح كيفيات تطبيق أحكام هذه املادة بموجب قرارمن الوزيراملكلف باملالية‪» .‬‬
‫ما يمكن مالحظته على نص هذه املادة أن املشرع لم يحدد الهيئات التي يسمح لها القيام بعملية تنسيق الطلبات العمومية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫حيث أطلق اللفظ عاما بنصه على أنه «‪ ...‬يمكن للمصالح املتعاقدة ‪»...‬‬

‫‪41‬‬
‫يالحظ كذلك أن املشرع قد ألزم املصالح املتعاقدة األعضاء في مجموعة الطلبات بإبرام اتفاقية تشكيل املجموعة التي تتولى‬
‫تحديد كيفيات سيرها‪ ،‬كما يمكن للمصالح املتعاقدة التي تنسق إبرام صفقاتها‪ ،‬أن تكلف واحدة منها بصفتها مصلحة متعاقدة‬
‫منسقة بالتوقيع على الصفقة وتبليغها‪ ،‬على أن تكون كل مصلحة متعاقدة مسؤولة عن حسن تنفيذ الجزء من الصفقة‬
‫الذي يعنيها‪ ،‬ومن ثم نستنتج أن املشرع قد حدد بدقة املصلحة املتعاقدة املختصة بالتوقيع على الصفقة وتبليغها دون أن‬
‫يبين املصلحة املتعاقدة املكلفة باستالم العروض ودراستها وإرساء الصفقة‪ .‬ومع ذلك فإن املشرع حدد مجموعة من الضوابط‬
‫واألحكام التي تخضع لها عملية تنسيق الطلبات العمومية واملتمثلة في ما يلي‪:4‬‬
‫‪-‬هو أن تتعلق الطلبات محل التنسيق بين املصالح املتعاقدة باقتناء اللوازم أو تقديم الخدمات ذات النمط العادي والطابع‬
‫املتكرر‪. 5‬‬
‫‪-‬تكون مدة صفقة الطلبات سنة واحدة قابلة للتجديد دون أن تتجاوز خمس سنوات‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن تبين كمية و‪/‬أو قيمة الحدود الدنيا والقصوى للوازم و ‪/‬أو الخدمات التي هي موضوع الصفقة‪.‬‬
‫‪-‬تحدد صفقة الطلبات إما السعروإما آلياته وإما كيفيات تحديده املطبق على عملية التسليم املتعاقبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تحصيص الحاجات العمومية‪ :‬جاء في نص املادة ‪ 31‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬على أنه يمكن تلبية حاجات‬
‫املصالح املتعاقدة‪ ،‬في شكل حصة وحيدة أو في شكل حصص منفصلة‪ .‬ويمكن أن تمنح ملتعامل متعاقد واحد أو عدة متعاملين‪،‬‬
‫على أن يتم تقييم العروض في هذه الحالة حسب كل حصة‪.‬‬
‫وبناء عليه يمكن القول أن الصفقة املجزأة تهدف إلى تقديم األشغال املراد إنجازها في شكل مجموعات منفصلة‪ ،‬موزعة على‬
‫عدة متعاملين متعاقدين مختلفين‪ ،‬بحيث يختص كل متعامل متعاقد منهم بتنفيذ قسم معين من املشروع وبصورة مستقلة‬
‫عن املتعامل املتعاقد اآلخر‪.‬‬
‫هذا وتقوم الصفقة املجزأة على شرط جوهري يلزم املصلحة املتعاقدة على عدم اللجوء إلى تجزئة املشروع إال بناء على دفتر‬
‫شروط الصفقة وهيكلة رخصة البرنامج في حصص بموجب مقرر التسجيل الذي يعده اآلمربالصرف املعني‪.‬‬
‫إن تقديراملصالح املتعاقدة تحصيص الخدمات املراد تلبيتها يرجع إلى طبيعة وأهمية العملية موضوع األشغال املراد انجازها أو‬
‫املنقوالت املراد توريدها أوالخدمات املطلوب تقديمها من جهة‪ ،‬ويرجع من جهة أخرى إلى املزايا االقتصادية واملالية و‪/‬أوالتقنية‬
‫التي توفرها العملية‪ ،‬ومن ثم فإن قرارالتحصيص من عدمه يتحدد على ضوء السلطة التقديرية للمصالح املتعاقدة التي يتعين‬
‫عليها دراسة أهمية التحصيص بالرجوع إلى طبيعة موضوع الصفقة واملزايا التي يعود بها هذا التحصيص على الصفقة من‬
‫الجوانب االقتصادية واملالية والتقنية‪ ،‬لذلك ألزم املشرع في قانون الصفقات العمومية اإلدارة أن تعلل اختيارها تحصيص‬
‫الخدمات عند كل رقابة تمارسها أي سلطة مختصة‪ ،‬خاصة تلك التي تشرف على الرقابة اإلدارية على مشروعية الصفقة‬
‫كاملفتشية العامة للمالية ومجلس املحاسبة والهيئة الوطنية ملكافحة الفساد‪ .6‬كما ال يجب أن تكون موجهة نحو منتوج معين‬
‫أو متعامل اقتصادي محدد‪.‬‬
‫كما تتطلب عملية إبرام الصفقات املحصصة إتباع الشكليات الخاصة التالية‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫‪-‬النص على التحصيص في دفتر الشروط‪- ،‬هيكلة رخصة البرنامج في حصص‪- ،‬مراعاة قواعد املنافسة وحضر كل املمارسات‬
‫املنافية للمنافسة‪- ،‬تقييم العروض حسب كل حصة‪.‬‬
‫أما عن التطبيق العملي فقد أظهرأن تنفيذ الصفقات املحصصة في غالبية األحيان أكثرصعوبة وتكلفة من الصفقات الفريدة‬
‫مما يتناقض مع مبدأ النجاعة ‪.7‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إنجازالدراسات السابقة‬
‫تعتبر الدراسة األولية السبب األول في نجاح أو فشل الصفقة‪ ،‬أيا ما كان مجال املشروع‪ ،‬والتي من خاللها يستلزم إبعاد كل‬
‫احتماالت الوقوع في أخطاء سابقة‪ .‬وعليه تشمل الدراسات املسبقة التي تقوم بها املصالح املتعاقدة قبل الدعوة إلى التعاقد‬
‫إعداد دراسات الجدوى االقتصادية للمشروع‪ ،‬القيام بدراسات املالءمة‪ ،‬الدراسات البيئية والدراسات الجيوتقنية‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬دراسة الجدوى االقتصادية و قابلية اإلنجاز‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة الجدوى اإلقتصادية ‪ :‬تتمثل دراسة الجدوى االقتصادية في مجموعة الدراسات التي تسعى إلى تحديد مدى صالحية‬
‫املشروع املقترح في شكل أساليب علمية لتقديراحتماالت نجاح أو فشل مشروع معين قبل التنفيذ الفعلي‪ ،‬وذلك في ضوء قدرة‬
‫املشروع على تحقيق أهداف معينة‪.8‬‬
‫إن مفهوم دراسة الجدوى االقتصادية في مجال الصفقات العمومية هو ضرورة القيام بالدراسات السابقة باالعتماد على‬
‫علوم االقتصاد واإلحصاء واالحتماالت وعلم االجتماع وغيرها من العلوم بهدف تحديد املزايا التي يحققها إنجازاملشروع ومدى‬
‫تالؤمها مع ما سيتم ضخه من نفقات عمومية إلنجازه‪ ،‬فهي تحقق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسمح دراسة الجدوى االقتصادية بمناقشة كل االختيارات املطروحة إلنجاز املشروع واختيار البديل املناسب والضروري‬
‫لتنفيذه‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مدى نجاعة املشروع في تحديد املزايا التي سيحققها وذلك من خالل اإلجابة على مجموعة من األسئلة‪ :‬هل إنجاز‬
‫هذا املشروع ممكن؟ ما هي الشروط املالية والتقنية إلنجاز املشروع؟ ما هي النتائج املترتبة على إنجاز املشروع على املستويات‬
‫‪9‬‬
‫اإلجتماعية واالقتصادية؟ هل النتائج التي سيحققها املشروع منسجمة مع ما سيتم صرفه من نفقات عامة؟‬
‫‪ -‬دراسة مالءمة املشروع مع املحيط الذي سينجز فيه‪ ،‬وذلك من خالل تحديد مدى تالؤمه مع املحيط املنجز فيه طبيعيا‬
‫واجتماعيا من جهة وتحديد مدى تلبية الحاجات العامة املطلوبة في ذلك املحيط من جهة أخرى‪.10‬‬
‫‪ -2‬دراسة القابلية لإلنجاز‪ :‬تنقسم دراسة القابلية لإلنجازإلى جانب تقني و جانب مالي‬
‫أ‪ -‬الجانب التقني في دراسة القابلية لالنجاز‪ :‬يعني معرفة مدى امكانية إنجاز املشروع تقنيا‪ ،‬واختيار األساليب والتقنيات‬
‫والوسائل املالئمة لذلك‪ ،‬كما يهتم بحاالت األخطار التي يمكن أن يتعرض لها‪ ،‬ومدى مقاومته لها‪ ،‬وترتكز هذه الدراسة على‬
‫الدراسات املذكورة سابقا حسب طبيعة املشروع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجانب املالي في دراسة قابلية االنجاز‪ :‬ويهتم بالقابلية املالية‪ ،‬والتي تخص التكلفة املالية للمشروع ومعقولية مصاريف‬
‫إنجازه‪ ،‬ومصادروإمكانيات تمويله وكذا مصادرتمويل املصاريف املرتبطة بتشغيله أو استغالله وصيانته الحقا‪.11‬‬

‫‪43‬‬
‫ثانيا‪ -‬دراسة املالءمة‪ :‬وردت اإلشارة إلى هذا النوع من الدراسات في املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم‪ 98-227 :‬واملتعلق‬
‫بنفقات الدولة للتجهيز‪ 12‬التي تنص على ‪«:‬ال تتعرض للتسجيل بعنوان ميزانية الدولة للتجهيز سوى برامج التجهيز املمركزة‬
‫ومشاريعه التي يسمح اكتمالها الكافي باالنطالق في انجازها خالل السنة‪.‬‬
‫وبهذه الصفة يتعين معرفة وتوفيرعلى الخصوص ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪-‬أدراسة إمكانية التنفيذ‬
‫ب‪-‬ب طريقة اإلنجازاملرتقبة‬
‫ج‪-‬جالعناصرالتي تبرر املالءمة االقتصادية واالجتماعية واألولوية املمنوحة لها‬
‫د‪-‬دتقويم أثرها على ميزانية تسييرالدولة خالل السنوات املالية الالحقة‪.‬‬
‫ه‪-‬هتقويم الكلفة بالعملة الصعبة مباشرة مع اإلشارة إلى كيفية تمويلها‪».‬‬
‫إذن تتعلق هذه الدراسة بالتجهيزات العمومية املمركزة حيث ال يمكن أن تعرض للتسجيل بعنوان ميزانية الدولة للتجهيز إال‬
‫املشاريع التي يبين ملفها العناصرالتي تبرز املالءمة االقتصادية واالجتماعية للمشروع واألولوية املمنوحة لها‪ ،‬في حين غاب هذا‬
‫الشرط عن تسجيل املشاريع القطاعية ومخططات التنمية البلدية‪.13‬‬
‫ثالثا‪ -‬دراسة املحيط و األثرعلى البيئة‪ :‬من الدراسات التي من شأنها مساعدة نجاح املشروع نجد‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة املحيط‪ :‬يدخل ضمن دراسة املحيط اإلهتمام بشتى أصناف محتويات الجوار بالنسبة للوعاء العقاري للمشروع‪،‬‬
‫مثل البرك واملستنقعات‪ ،‬والوديان واآلبار‪ ،‬والغابات واملنحدرات الجرفية‪ ،‬والحقول الكهرومغناطيسية‪ ،‬واملفرغات العمومية‬
‫ومواقع التفريغ الصناعي والكيميائي واملناطق امللوثة تلوثا ظاهرا ومحطات التطهير‪ ،‬ومصادر الضوضاء الحالية أو املستقبلية‬
‫ومصادرإنبعاث الروائح وغيرها‪.‬‬
‫ويمتد الجوارالخاص بالوعاء العقاري للمشروع‪ ،‬حسب طبيعة ودرجة املخاطرالتي يمكن أن تنتج أو تنبعث أو تتوسع أو تنتشر‬
‫لتدرك املشروع أواملرفق‪ ،‬ضمن الوعاء العقاري الذي سيقام عليه‪ ،‬كما يمتد هذا الجوارأيضا حسب تخصيص العقاروالفئات‬
‫املستعملة للمرفق‪ ،‬فكلما كانت هذه الفئات هشة كاألطفال واملر�ضى واملسنين‪ ،‬كلما توسع إمتداد هذا الجوارليشمل مساحات‬
‫أكبريجب اإلهتمام بدراسة أثرمحتوياتها‪.14‬‬
‫‪ -2‬دراسة األثر على البيئة‪ :‬يقصد بدراسة األثر على البيئة معرفة أثر املشروع على السكان وعلى األنواع الحيوانية والنباتية‬
‫والتراثية املحمية‪ .15‬وهي تلك الدراسات التي تقوم املصلحة املتعاقدة بإنجازها للتأكد من أن املشروع الذي سيتم انجازه ليس له‬
‫تأثيرعلى البيئة‪ ،‬أو لتحديد التدابيرالواجب اتخاذها من أجل القضاء النهائي أو التقليل من اآلثارالضارة للمشروع املراد إنجازه‪،‬‬
‫أو املنقوالت املراد اقتناؤها على البيئة‪ ،‬وبالتبعية تقدير تكاليف هذه األضرار على أن تتم هذه الدراسات في شكل تحقيق علني‬
‫يخضع ملصادقة صريحة من الوزيراملكلف بالبيئة وتهيئة اإلقليم باملوافقة أو الرفض‪.16‬‬
‫وقد عرف املشرع دراسات عدم التأثير على البيئة بموجب املادة ‪ 15‬من القانون ‪ 03/10‬املؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬واملتعلق‬
‫بحماية البيئة في إطارالتنمية املستدامة‪ ،17‬على أنها دراسات تتعلق بالتأثيرأو موجزالتأثيرعلى البيئة ملشاريع التنمية‪ ،‬والهياكل‬

‫‪44‬‬
‫واملنشآت الثابتة‪ ،‬واملصانع‪ ،‬واألعمال الفنية األخرى‪ ،‬وكل األعمال‪ ،‬وبرامج البناء والتهيئة التي تؤثربصفة مباشرة أو غيرمباشرة‬
‫فورا أوالحقا على البيئة السيما على األنواع واملوارد واألوساط والفضاءات الطبيعية والتوازنات االيكولوجية وعلى نوعية ونمط‬
‫املعيشة‪.‬‬
‫وتطبيقا للمادة ‪ 15‬من القانون ‪ 03/10‬املذكور أعاله‪ ،‬أصدراملشرع املرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/145‬املؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪2007‬‬
‫واملتعلق بتطبيق ومجال وكيفيات املصادقة على دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة‪ ،18‬الذي حدد بمقت�ضى املادة ‪ 02‬منه‬
‫أهداف إعداد دراسات التأثير على البيئة‪ .‬وألزمت النصوص الخاصة بحماية البيئة إخضاع كل مشاريع األشغال والتجهيز‬
‫واملنشآت التي بطبيعتها أو أهميتها أو حجمها يمكن أن تؤثربصورة مباشرة أو غيرمباشرة على البيئة والصحة والفالحة والفضاء‬
‫الطبيعي‪ ،‬إلى دراسة املالءمة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬الدراسات الجيوتقنية‪ :‬تتعلق الدراسات الجيوتقنية بصفقات األشغال خاصة في مجال السكن والعمران واألشغال‬
‫العمومية‪ ،‬وهي جميع األعمال التي لها عالقة باستكشاف املوقع ودراسة التربة والصخور واملياه الجوفية وتحليل املعلومات‬
‫املتعلقة بها وترجمتها‪ ،‬للتنبؤ بمدى قدرة التربة على تحمل البنايات التي ستنشأ عليها‪ ، ،19‬وهذه الدراسات تعتبر مهمة جدا في‬
‫مرحلتي التصميم والتنفيذ للمباني وتعتبرمكملة لها‪.‬‬
‫ويفترض على املصلحة املتعاقدة أن تتأكد مسبقا من صالحية الوعاء العقاري للبناء‪ ،‬وذلك قبل القيام بإجراءات حيازته‪ً ،‬‬
‫بناء‬
‫على مالحظات سطحية أو بالنظرإلى البنايات املجاورة غيرأن الشروع الفعلي في عملية البناء‪ ،‬يستلزم تعميق هذه الدراسات‪،‬‬
‫بما يسمح للمهندس املعماري من إعداد خططه‪ ،‬وفقا للمعلومات التي نتجت عن هذه الدراسات‪ ،‬ويتعلق األمرعلى الخصوص‬
‫بدراسة التربة‪ ،‬والدراسات الطبوغرافية‪.20‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬تسجيل املشاريع العمومية و التأكد من وجود االعتماد املالي‬
‫بعد هذه الدراسات التي تقام على املستوى املحلي تسجل بعنوان ميزانية التجهيزواإلستثمارالعمومي على أن يكون االختيارمن‬
‫اختصاص اإلدارات املركزية‪ ،‬ولكي يجري تنفيذ الصفقة العمومية بصورة سلسة وسليمة البد على املصالح املتعاقدة قبل أن‬
‫تباشرإجراءات إبرامها أن تتأكد من وجود اعتماد مالي كاف لتغطيتها‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تسجيل املشاريع العمومية‬
‫اشترطت التنظيمات املتعلقة بتسجيل عمليات التجهيز‪ ،‬بلوغ املشاريع املراد تسجيل عملياتها مرحلة النضج للحصول على‬
‫تمويل لها‪ ،‬وتمرمراحل نضج العملية باكتمال الدراسات التي استعرضناها سابقا‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تسجيل املشاريع املمركزة‪ :‬يتم إختيار وتسجيل املشاريع العمومية املمركزة ذات الطابع الوطني على مستوى السلطات‬
‫املركزية الوصية على القطاع الذي ينتمي إليه املشروع‪.‬‬
‫و حسب املادة ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي ‪ 98/227‬املتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪ ،‬تتعلق املشاريع املمركزة بتجهيزات اإلدارات‬
‫املركزية واملؤسسات العمومية اإلدارية واملؤسسات التي تتمتع باالستقالل املالي واإلدارات املتخصصة التي تتولى تسجيل هذا‬
‫النوع من املشاريع العمومية طبقا ملجموعة من اإلجراءات ورد ذكرها في املواد‪ 11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 :‬من هذا املرسوم وتتمثل‬

‫‪45‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تسجيل برامج التجهيز املمركزة ومشاريعها في ميزانية الدولة للتجهيز شرط أن يسمح اكتمالها الكافي باالنطالق في إنجازها‬
‫خالل السنة‪ ،‬وعلى أن يتم التأكد من أن ملف املشروع املقدم من الجهة املختصة يتوفرعلى الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ملف دراسة إمكانية التنفيذ‪ -،‬طريقة اإلنجاز املرتقبة‪- ،‬العناصر التي تبرر املالءمة االقتصادية واالجتماعية واملالية ومعايير‬
‫األولوية املمنوحة لها‪ - ،‬تقويم أثرها على ميزانية تسييرالدولة خالل السنوات الالحقة ‪،‬‬
‫‪-‬تقويم الكلفة بالعملة الصعبة مباشرة مع اإلشارة إلى كيفية تمويلها‪( .‬املادة ‪.)6‬‬
‫‪ -2‬إصدار مقرر توزيع البرامج القطاعية من طرف الوزير املكلف باملالية بعد اعتماده من طرف الحكومة‪ ،‬على أن تباشر‬
‫مصالحه عملية تبليغه إلى الوزارات املختصة واملؤسسات التي تتمتع باالستقالل املالي واإلدارات املختصة سنويا ويتضمن هذا‬
‫املقرر رخص البرامج املوزعة حسب كل قطاع فرعي من القائمة التي تغطي البرنامج الجديد املقترح للسنة الجديدة وتصحيحات‬
‫كلفة البرامج الجاري العمل بها‪ ،‬كما يبرز املقرر في ملحقه رخص البرامج حسب كل مشروع واملضمون املادي و‪/‬أو املقاييس‬
‫األخرى‪ ،‬واملؤشرات الخاصة بالبرامج الجديدة على أن يكون تعديل هذا املضمون املادي و‪/‬أو املقاييس واملؤشرات األخرى‬
‫بمناسبة أشغال التحكيم بشأن قوانين املالية‪ ،‬وتعرض االقتراحات املتعلقة بالحاالت الخاصة بإعادة هيكلة برامج السنة‬
‫لتحكيم الحكومة (املادة ‪.)7‬‬
‫‪ -3‬يتولى الوزراء حسب اختصاصاتهم كأعضاء في الحكومة املحددة بموجب القوانين املتعلقة بتوزيع املهام بين أعضاء‬
‫الحكومة‪ ،‬تبليغ اآلمرين بالصرف املوضوعين تحت وصايتهم باألعمال واملشاريع محل البرامج في حدود املحتوى املادي امللحق‬
‫بمقررات البرامج (املادة ‪.)8‬‬
‫‪ -4‬بعد عملية تبليغ الوزراء لآلمرين بالصرف املوضوعين تحت وصايتهم باألعمال محل البرامج املعتمدة‪ ،‬يباشراآلمرون بالصرف‬
‫عملية إعداد امللف التقني للمشروع املطلوب تسجيله والذي يجب أن يحتوي على العناصرالتالية ‪:‬‬
‫‪ -‬عرض األسباب ودواعي إنجاز املشروع ‪ -،‬إنجاز بطاقة تقنية تتضمن على وجه الخصوص املحتوى املادي للمشروع وكلفته‬
‫‪-‬تحديد إستراتيجية اإلنجاز‬ ‫بالدينار ورزنامة اإلنجاز واملدفوعات‪ -،‬دراسة إمكانية التنفيذ‪ ،‬ودراسات التأثير على البيئة‪،‬‬
‫واالختيار املقرر في ظل احترام أهداف التنمية‪ -،‬التنسيق الضروري فيما بين القطاعات‪ -،‬تقرير تقديري يبرز عند االقتضاء‬
‫مقارنة مختلف البدائل املطروحة للمشروع‪ -،‬نتائج املناقصات‪- ،‬تقويم كلفة املشروع بالعملة الصعبة وكيفية تمويلها (املادة‬
‫‪.)9‬‬
‫يالحظ على هذه الشروط أن املشرع وضع ضمن شروط تسجيل مشاريع الهيئات املمركزة شرط يتعلق بتقديم نتائج طلبات‬
‫العروض ضمن ملف املشروع املراد تسجيله وهو شرط غير منطقي كون أن املبدأ العام هو أن طلب العروض ال يتأتى إال بعد‬
‫الحصول على التأشيرة من لجنة الصفقات املختصة على دفترالشروط وهي مرحلة الحقة لعملية التسجيل‪.21‬‬
‫‪ -5‬يصدرالوزراء املختصون أومسؤولو املؤسسات واإلدارات املتخصصة مقرر التفريد الذي يتضمن إفراد املشروع باسم اآلمر‬
‫بالصرف أو املكلف باإلنجاز‪ ،‬وذلك بعد دراسة امللف على ضوء العناصراملشترط توافرها للحصول على مقرر اإلفراد املحددة في‬

‫‪46‬‬
‫املادة ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،98/227‬مع اإلشارة إلى أن مقرر التفريد يجب أن يتضمن البيانات التالية‪:‬‬
‫‪-‬االحتياطات‬ ‫‪ -‬مواصفات املشروع وكلفته املالية بدقة‪ -،‬هيكل التمويل‪ -،‬إعتمادات الدفع املتعددة للسنوات املرتقبة‪،‬‬
‫‪-‬الحصة من العملة‬ ‫املتعددة للسنوات املرتقبة الستيراد السلع والخدمات‪ -،‬اآلثار املرتقبة السيما في مناصب الشغل‪،‬‬
‫الصعبة وسعرالصرف املستعمل عند االقتضاء‪ -،‬آجال انجازاملشروع (املادة ‪.)10‬‬
‫‪ -6‬رصد اعتمادات الدفع املتعلقة بالتجهيزات العمومية للدولة التابعة للبرنامج القطاعي املمركز لصالح الوزراء املختصين‬
‫ومسؤولي املؤسسات التي تتمتع باالستقالل املالي واإلدارات املتخصصة بموجب مقرر من الوزيراملكلف باملالية حسب كل قطاع‬
‫فرعي لتصنيف االستثمارات العمومية‪ ،‬ويكون ذلك في شكل رأسمال من ميزانية الدولة للتجهيزطبقا للتشريع والتنظيم املعمول‬
‫بهما (املادة ‪.)11‬‬
‫ثانيا‪ -‬تسجيل املشاريع غير املمركزة‪ :‬تهدف املخططات القطاعية غير املمركزة لتحقيق غايات تتعلق بالسكان والنشاط‬
‫اإلقتصادي واإلجتماعي واملحيط‪ .‬وتخص البرامج القطاعية غير املمركزة برامج التجهيز املسجلة بإسم الوالي‪ ،‬وفق قطاعات‬
‫وقطاعات فرعية‪ ،‬مقسمة إلى فصول وبنود‪.‬‬
‫يشترط لتسجيل العمليات التابعة للبرامج القطاعية غير املمركزة‪ ،‬بلوغها حد النضج الكافي‪ ،‬الذي يسمح بانطالق إنجاز‬
‫مشاريعها خالل السنة‪.‬‬
‫وبموجب مقرر برنامج‪ ،‬يقوم الوزير املكلف باملالية‪ ،‬بتبليغ الوالي املختص برخص البرامج القطاعية غير املمركزة حسب كل‬
‫قطاع فرعي من القائمة‪ ،‬طبقا لبرنامج التجهيزالسنوي الذي اعتمدته الحكومة‪.‬‬
‫وتغطي رخصة البرنامج املبلغة هذه‪ ،‬البرنامج الجديد للسنة‪ ،‬وتضبط تكاليف البرنامج الجاري إنجازها‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بإعتمادات الدفع الخاصة بالبرامج غير املمركزة‪ ،‬فيتم تخصيصها من قبل الوزير املكلف باملالية‪ ،‬حسب كل‬
‫قطاع فرعي‪.‬‬
‫تنطوي هذه املشاريع ضمن برامج التجهيزاملسجلة باسم الوالي ضمن البرنامج السنوي للتجهيزالذي تعتمده الحكومة‪ ،‬تسلم‬
‫رخص هذا النوع من البرامج بموجب مقرر من الوزير املكلف باملالية حسب كل قطاع فرعي‪ ،‬على أن يخضع تسجيل املشاريع‬
‫املنبثقة على البرامج القطاعية املسجلة باسم الوالي إلى إجراءات ورد ذكرها في املواد ‪ 19 ،17‬من املرسوم التنفيذي ‪98/227‬‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬يصدروالي الوالية قرارإفراد للمشاريع التي بلغت االكتمال الكافي الذي يسمح باالنطالق في إنجازها خالل السنة‪ ،‬وذلك بعد‬
‫التأكد من توافرالشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬األرض التي يقام عليها البناء‪ -،‬الدراسات والعناصر التي تثبت جدوى املشروع‪ -،‬تقويم املشروع حسب نتائج الدراسات‬
‫املسبقة‪ -،‬آجال االنجاز والدفع‪ -،‬نتائج املناقصات واالستشارات املتصلة بالعملية املعنية طبقا ألحكام قانون الصفقات‬
‫العمومية (املادة ‪.)17‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ مقررات إفراد املشاريع التي تتوافر فيها الشروط‪ ،‬وذلك بتخصيص الوزير املكلف باملالية العتمادات الدفع للوالة‬

‫‪47‬‬
‫حسب كل قطاع فرعي حيث يقوم الوالي بدوره بتوزيع هذه االعتمادات حسب كل فصل بموجب مقرر‪ ،‬وفي ذات الوقت يتولى‬
‫إنجازهذه العمليات على مستوى امليزانية واإلدارة حسب اإلجراءات القانونية والتنظيمية الجاري العمل بها (املادة ‪.)19‬‬
‫ويقع على الوالي توزيعها حسب كل فصل بموجب مقرر‪ .‬كما يمكن له القيام بتحويالت مالية من قطاع فرعي إلى قطاع فرعي‬
‫آخر‪ ،‬ضمن نفس القطاع‪ ،‬وذلك في حدود إعتمادات الدفع املبلغ له‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تسجيل املشاريع املحلية‪ :‬تعتبر الصفقات العمومية محورا هاما للتنمية املحلية وتطوير االقتصاد الوطني وتنشيط‬
‫الحياة اليومية للمواطن‪ ،‬فهي العقود التي تلجأ إليها الدولة لتجسيد أو تكريس آليات التنمية‪.‬‬
‫تهدف املخططات البلدية للتنمية‪ ،‬ضمان إنجازمشاريع من شأنها محو الفوارق الجهوية عبرترقية املناطق املحتاجة‪ ،‬ومحاربة‬
‫أسباب النزوح الريفي عن طريق تثبيت السكان‪ ،‬ويشمل هذا البرنامج على الخصوص التزويد بمياه الشرب والتطهير والطرق‬
‫البلدية والشبكات وفك العزلة‪.‬‬
‫تبلغ اإلعتمادات املالية الخاصة بمخططات التنمية البلدية جملة إلى الوالي بمقرر صادر عن وزير املالية‪ ،‬بعد التشاور مع‬
‫الوزير املكلف بالجماعات املحلية‪ ،‬فيقوم الوالي الذي يعتبر اآلمر بالصرف بتوزيع هذه اإلعتمادات حسب الفصول وحسب‬
‫البلديات‪ ،‬ويبلغها لرئيس البلدية الذي يعتبر صاحب مشروع تسنده في ذلك األقسام الفرعية التقنية‪ ،‬في حين يعتبر القابض‬
‫البلدي محاسبا للمشروع‪ ،‬وتتكلف مديرية التخطيط بأعمال املتابعة‪.‬‬
‫من خالل توزيع هذه األدوار‪ ،‬يتبين كثرة املتدخلين الذين يفوق تعدادهم العشرة‪ ،‬كما يالحظ تسلسل مفروض ومترابط‬
‫وإجراءات متتالية بشأن إنجاز مشاريع مخططات التنمية البلدية‪ ،‬وهو ما ينجر عنه تعقيد يؤدي في أغلب األحيان إلى تأخر‬
‫إنجازها‪.‬‬
‫من أجل ذلك فإنه إذا أريد لهذه املشاريع أن تنجز في آجال محترمة فإن ذلك يقت�ضي تخفيف اإلجراءات وتقليص عدد‬
‫املتدخلين‪ ،‬بمقابل تأسيس رقابة جادة‪ ،‬وفقا ملبدأ حرية أكبررقابة أكبر‪.22‬‬
‫نظم املشرع مجموعة من اإلجراءات القانونية التي يتعين على املصالح املختصة القيام بها في عملية تسجيل املشاريع املنطوية‬
‫ضمن مخططات التنمية البلدية واملتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إصدارالوزيراملكلف باملالية رخصة البرامج املتعلقة بالتجهيزات العمومية التابعة ملخططات التنمية البلدية في شكل رخصة‬
‫برنامج شاملة حسب الوالية‪ ،‬بعد التشاور مع املصالح املركزية املكلفة بالجماعات املحلية ‪.‬‬
‫‪ -2‬يتولى الوالي تبليغ عمليات تجهيزبرامج التنمية البلدية للمجلس الشعبي البلدي حسب الطرق القانونية قصد تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -3‬تبلغ اعتمادات الدفع املخصصة ملخططات التنمية البلدية بصورة شاملة بموجب مقرر من الوزير املكلف باملالية‪ ،‬حسب‬
‫اإلجراءات املقررة‪ ،‬ويكلف الوالي بعد استشارة املصالح الوالئية املختصة بتوزيع هذه االعتمادات حسب األبواب والبلديات مع‬
‫مراعاة توجهات التنمية وأولويتها‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التأكد من وجود االعتماد املالي‬
‫يفترض أن لكل مشروع من املشاريع التي تكون محل صفقة‪ ،‬مصدرتمويل معين‪ ،‬وأن املصالح املتعاقدة تتفادى نهائيا إنطالق‬

‫‪48‬‬
‫مشاريع ال تحوز على اإلعتمادات الضرورية لها‪.‬‬
‫أوال‪ -‬طرق تمويل الصفقات العمومية‪ :‬تحتاج الصفقة العمومية سواء كانت صفقة أشغال أو اقتناء لوازم أو خدمات أو‬
‫دراسات إلى غالف مالي تدفعه اإلدارة للمتعاقد معها‪ .‬لذا فإن أول خطوة ينبغي القيام بها هو اتباع جملة اإلجراءات التحضيرية‬
‫الالزمة بغرض توفيرالجانب املالي للصفقة‪.‬‬
‫ومن الفائدة اإلشارة أن الوعاء املالي للصفقة أحيانا يرصد على حساب االعتماد املالي للدولة‪ .‬وأحيانا أخرى يقيد ويحسب في‬
‫ميزانية اإلدارة املعنية أو ما يسمى بميزانية القطاع نبين ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تمويل الصفقة عن طريق ميزانية الدولة‪ :‬قد تمول الصفقة عن طريق ميزانية الدولة على اعتبار أن املشروع ذو نفع عام‪.‬‬
‫كأن يتعلق األمر بإنجازإقامة جامعية أو فضاء بيداغوجي ب ـ ‪ 5000‬مقعد‪ .‬فهنا في هذه الحالة ينبغي إعداد ملف كامل بالتنسيق‬
‫بين مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومصالح وزارة املالية ومصالح أخرى ذات العالقة من أجل الحصول على‬
‫االعتماد املالي‪ .‬وإذا رصدت املصالح املختصة مبلغا ماليا للصفقة املتعلقة بإنجازإقامة جامعية أو فضاء بيداغوجي صارللوالي‬
‫املختص اقليميا صفة اآلمربالصرف فيما يخص هذه الصفقات‪.23‬‬
‫‪ -2‬تمويل الصفقة عن طريق ميزانية القطاع أو ميزانية املؤسسة‪ :‬مما ال شك أن لكل قطاع من قطاعات الدولة سنويا ميزانية‬
‫ترصد لتحقيق جملة األهداف املسطرة في كل قطاع‪ .‬فللوالية ميزانية وللبلدية وللجامعة ولديوان الخدمات الجامعية ولكل‬
‫قطاع ميزانيته السنوية‪.‬‬
‫فإذا احتاجت الجامعة إلى أجهزة حاسوب إلنشاء مركزحسابات فال شك أنها ال تعلن عن طلب العروض إال إذا كان تحت يدها‬
‫غالف مالي مدرج في امليزانية مخصص القتناء هذا التجهيز‪ .‬ومن الطبيعي القول أن إجراءات اعداد امليزانية واملصادقة عليها‬
‫من قبل األجهزة املختصة يأخذ هو اآلخر زمنا طويال‪ .‬فوجب حينئذ على كل إدارة معينة أن تسطر احتياجاتها املختلفة وتقدرها‬
‫وتأخذها بعين االعتبارفي مرحلة إعداد امليزانية‪.‬‬
‫وإذا اعتمدت الجهات املختصة ميزانية قطاع ما‪ ،‬صار الرئيس اإلداري مخوال للتوقيع على الصفقة من ذلك والي الوالية أو‬
‫‪24‬‬
‫رئيس املجلس الشعبي البلدي أو مديرالجامعة‪....‬إلخ‬
‫ثانيا‪ -‬التأكد من وجود االعتماد املالي‪ :‬لكي يجري تنفيذ الصفقة العمومية بصورة سلسة وسليمة البد على املصالح املتعاقدة‬
‫قبل أن تباشرإجراءات إبرامها أن تتأكد من وجود اعتماد مالي كاف لتغطية نفقات تنفيذها‪ ،‬ذلك أن هذا االعتماد هو عبارة عن‬
‫تخصيص محدد في امليزانية معلوم املقدار ومحدد بدقة ومدرج لإلنفاق تحت الباب أو املحور الذي يتعلق به تنفيذه من أبواب‬
‫أو محاور امليزانية‪ ،‬وأيضا هو عبارة عن إذن بالصرف املالي تصدره الجهة اإلدارية املختصة في حدود صالحياتها القانونية‪ ،‬حيث‬
‫أنه ال يجوز مباشرة أي إجراء من إجراءات التعاقد في الصفقات العامة أو املحدودة إال بعد الحصول على إذن مسبق بذلك من‬
‫الجهات املالية واإلدارية املختصة‪.25‬‬
‫وفي حالة تجاوز الصالحيات املالية واإلدارية لألحكام املتعلقة بضرورة التأكد من وجود االعتماد املالي قبل مباشرة إجراءات‬
‫إبرام الصفقة العمومية‪ ،‬تترتب آثار سيئة في األعمال التحضيرية للعقد تختلف بين تلك املترتبة على املصالح املتعاقدة وتلك‬

‫‪49‬‬
‫املترتبة على املتعامل املتعاقد‪.‬‬
‫بالنسبة للمصالح املتعاقدة‪ ،‬إذا تجاوزت اإلجراءات اإلدارية واملالية أو كالهما فإنها تكون مسؤولة اتجاه سلطتها الرئاسية‬
‫مسؤولية تأديبية أو جنائية بحسب جسامة املخالفة ملن يباشرهذه اإلجراءات دون مراعاة شرط اإلذن املسبق‪.‬‬
‫ومع ذلك تجب اإلشارة إلى أن الصفقة العمومية ال ترتب آثارها القانونية بسبب تجاوز السلطة الذي يؤدي إلى استحالة‬
‫التنفيذ استحالة قانونية‪ ،‬فينحصر حق املتعامل املتعاقد في هذه الحالة على الحق في التعويض باعتبار العقد مفسوخا لعدم‬
‫إمكانية تنفيذه عينيا في حق اإلدارة‪ ،‬مع التنويه إلى أن االستحالة املذكورة أعاله ال تكون استحالة مطلقة‪ ،‬وإنما استحالة‬
‫نسبية‪ ،‬ذلك أنه ملا كان العقد اإلداري متصال بنشاط مرفق عام ومن مستلزمات ذلك النشاط دوام سيراملرافق العامة فإنه قد‬
‫ال تق�ضي املحكمة بالفسخ التلقائي للعقد‪ ،‬وإنما تمنح جهة اإلدارة أجال معينا إلصالح التجاوز ومن ثم إجازة التصرف اإلداري‬
‫الخاطئ من قبل السلطات اإلدارية الرئاسية‪ ،‬فيترتب على العقد في مثل هذه الحالة أثاره الطبيعية‪.26‬‬
‫في هذا السياق ألزم املشرع املصالح املتعاقدة بالحصول على تأشيرة املراقب املالي قبل الشروع في تنفيذ املشاريع والعمليات‬
‫املمولة كليا أو جزئيا بميزانية الدولة بما في ذلك الصفقات العمومية‪.27‬‬
‫وفي السياق نفسه نصت املادة ‪ 58‬من القانون ‪ 90/21‬املؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬واملتعلق باملحاسبة العمومية‪ ،28‬على أن من بين‬
‫أهداف الرقابة السابقة على النفقات العامة السيما في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬هو التأكد من توافراإلعتمادات املخصصة‬
‫إلنجازالعمليات املمولة بميزانية الدولة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬إعداد دفاترالشروط في مجال الصفقات العمومية‬
‫إن من أهم اإلجراءات التي ألزم بها املشرع الجزائري املصلحة املتعاقدة لضمان تطبيق مبدأ املنافسة من جهة‪ ،‬وتكريس‬
‫شفافية أعمال اإلدارة من جهة أخرى‪ ،‬هو اإلعداد املسبق لدفاتر الشروط‪ ،‬بدليل أن املشرع الجزائري قد نص في املادة ‪ 9‬من‬
‫األمر ‪ 06-01‬املؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬املعدل واملتمم املتضمن قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ 29‬على أنه‪ « :‬يجب أن‬
‫تؤسس اإلجراءات املعمول بها في مجال الصفقات العمومية على قواعد املنافسة الشريفة‪ ،‬وعلى معاييرموضوعية ويجب‬
‫أن تكرس هذه القواعد على وجه الخصوص‪ ،‬اإلعداد املسبق لشروط املشاركة واالنتقاء التي تحددها دفاترالشروط»‬
‫كما أن دراسة التنظيم القانوني لعملية اإلعداد املسبق لدفاتر الشروط تعتبر مرحلة مهمة‪ ،‬قبل القيام بأي إجراء ملباشرة‬
‫الدعوى إلى التعاقد‪ ،‬تتضمن مواصفات األشغال والشروط الالزمة لتقديم العروض وآجالها ومعايير إسناد الصفقة وكيفية‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اإلطاراملفاهيمي لدفاترالشروط‬
‫ملا كان استدراج العروض‪ ،‬القصد منه وضع متنافسين موضع املنافسة‪ ،‬فإنه يصبح من الضروري‪ ،‬إعالم هؤالء املتنافسين‬
‫بقواعد املنافسة وكيفيات تقييم مشاركتهم فيها‪ ،‬ويتم ذلك من خالل دفاترالشروط‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف دفاترالشروط‬
‫وألنه ال يوجد تعريف جامع ومانع لدفاترالشروط سنتطرق إلى التعريفات املوجودة في املجال الفقهي ثم في النصوص القانونية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أوال‪ -‬التعريف الفقهي لدفاتر الشروط‪ :‬لقد اختلفت تعاريف دفاتر الشروط بالنسبة للفقهاء‪ ،‬وسنحاول استعراض أهم‬
‫التعريفات التي جاءت في هذا الصدد‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف األستاذ «شريف بن ناجي «‪«:‬دفاتر الشروط هي معيار من معايير تعريف الصفقات العمومية‪ ،‬بل معيار من معايير‬
‫العقد اإلداري في القانون اإلداري الجزائري وهي أيضا عامل من�شئ للصفقة العمومية»‪.30‬‬
‫وقد ارتكز في تعريفه لدفاتر الشروط على معيار الشكل‪ ،‬كونه يجعل دفاتر الشروط معيارا من معايير العقد اإلداري والصفقة‬
‫العمومية‪ ،‬على اعتبار أنها من الشروط الغير معروفة والغير مألوفة في عقود القانون الخاص‪ ،‬زيادة على اعتبارها منشأة‬
‫للصفقة‪ ،‬ألنها تكت�سي في غالب األحيان الطابع النموذجي‪ ،‬حيث تتحول من دفترالشروط إلى صفقة بعد مأل املتعامل املتعاقد‬
‫البيانات الواردة فيها على شرط أن ترسو عليه الصفقة‪.31‬‬
‫‪ -‬من التعاريف الفقهية الشائعة لدفاترالشروط‪ ،‬التعريف الذي قدمه األستاذ «عمارعوابدي» والذي اعتبره‪« :‬وثيقة أساسية‬
‫في تشكيل وإبرام العقود اإلدارية تتضمن بنودا غيرمألوفة في عقود القانون الخاص»‪ ،32‬وعليه نستنتج أن املعيارالذي اعتمده‬
‫األستاذ عمار عوابدي في تعريفه لدفاتر الشروط هو اعتبار هذه الوثيقة معيارا من معايير التمييز بين العقد املدني والصفقة‬
‫العمومية‪ ،‬كون أن دفاترالشروط حسبه تعتبرمن البنود غيراملألوفة في عقود القانون الخاص‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التعريف القانوني لدفاترالشروط‪ :‬بالرجوع إلى النصوص القانونية املتعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬سنحاول إدراج أهم‬
‫األمثلة على التعريفات القانونية لدفاترالشروط و التي من بينها‪:‬‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 5‬من األمررقم ‪ 67/90 :‬املؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1967‬واملتضمن قانون الصفقات العمومية‪ 33‬والتي نصت في إطارتنظيمها‬
‫لدفاترالشروط على ما يلي‪:‬‬
‫«إن دفاتر الشروط املشار إليها أدناه هي العناصر املنشئة للصفقة العمومية‪ ،».‬ونصت املادة ‪ 06‬من نفس األمر على ما يلي‪:‬‬
‫»إن دفاترالشروط التي تبرم بموجبها الصفقات وتنفذ تشتمل خاصة على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬دفاتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على جميع صفقات األشغال وعلى جميع صفقات التوريدات واملصادق عليها‬
‫بموجب مرسوم‪.‬‬
‫– دفاتر التعليمات املشتركة التي تحدد األحكام التقنية املطبقة على جميع الصفقات التي هي من نوع واحد سواء كانت‬
‫صفقات أشغال أو توريدات أو خدمات واملصادق عليها بقرارمن الوزيراملعني‪.‬‬
‫– دفاترالتعليمات الخاصة لكل صفقة والتي تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة‪» .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 55/13‬من املرسوم رقم ‪ 82/145‬املؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1982‬واملتعلق بصفقات املتعامل العمومي‪ 34‬التي وردت في‬
‫القسم األول الوارد تحت عنوان بيانات الصفقات التي نظمها املشرع في الباب الرابع الخاص باألحكام التعاقدية والتي جاء فيها‬
‫ما يلي‪ « :‬يجب أن ينص في كل صفقة على التشريع املعمول به وعلى هذا املرسوم‪ ،‬كما يجب أن تتضمن البيانات التالية‬
‫‪...‬اإلشارة إلى دفاترالشروط العامة ودفاتراألحكام املشتركة املطبقة على الصفقة التي تشكل جزء ال يتجزأ منها‪» .‬‬
‫‪ -3‬ما ورد في املادة ‪ 26‬من املرسوم الرئا�سي رقم ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‬

‫‪51‬‬
‫و تفويضات املرفق العام ‪ ،‬التي جاء فيها مايلي‪« :‬توضح دفاتر الشروط‪ ،‬املحينة دوريا‪ ،‬الشروط التي تبرم وتنفذ وفقها‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وهي تشمل‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬دفاتر البنود اإلدارية العامة املطبقة على الصفقات العمومية لألشغال واللوازم والدراسات والخدمات املوافق عليها‬
‫بموجب مرسوم تنفيذي‪.‬‬
‫– دفاترالتعليمات التقنية املشتركة التي تحدد الترتيبات التقنية املطبقة على كل الصفقات العمومية املتعلقة بنوع واحد‬
‫من األشغال أو اللوازم أو الدراسات أو الخدمات‪ ،‬املوافق عليها بقرارمن الوزيراملعني‪.‬‬
‫‪ -‬دفاترالتعليمات الخاصة التي تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة«‪.‬‬
‫إن الرجوع إلى النصوص القانونية ذات الصلة بالصفقات العمومية أوصلنا إلى تسجيل مالحظتين أساسيتين‪:35‬‬
‫املالحظة األولى أن املشرع الجزائري ال يجنح إلى تقديم تعريف مباشرلدفاترالشروط‪ ،‬بل يقدمه بطريقة غيرمباشرة بموجب‬
‫املادة األولى منه‪ ،‬التي تتضمن في غالب األحيان موضوعه وهدفه ونطاقه ومبررات صدوره‪.‬‬
‫في حين تتمثل املالحظة الثانية في أن أغلب النصوص القانونية املتضمنة دفاتر الشروط في مجال الصفقات العمومية‪،‬‬
‫تتضمن تحديدا ألهم العناصرالضرورية للوقوف على تعريف لدفاترالشروط‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع دفاترالشروط‬
‫إن دفاتر الشروط وإن كانت تشكل في مجملها وحدة متكاملة‪ ،‬في مفهوم قانون الصفقات العمومية في مختلف النصوص التي‬
‫أصدرها املشرع الجزائري‪ ،‬منذ االستقالل إلى يومنا هذا‪ ،‬إال أنها تقسم إلى ثالثة أشكال هي دفاتر البنود اإلدارية العامة ودفاتر‬
‫البنود اإلدارية املشتركة ودفاترالبنود اإلدارية الخاصة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬دفاترالبنود اإلدارية العامة‪ :‬يعتبردفترالشروط اإلدارية العامة بمثابة عقد نموذجي يصدرعن طريق قرارإداري يتضمن‬
‫تحديد لإلطارالعام للشروط اإلدارية واملالية للصفقة العمومية سواء تعلق األمربصفقات األشغال أو التوريد أو الخدمات‪.36‬‬
‫يعتبر املرجع القانوني األسا�سي لدفاتر البنود اإلدارية العامة القرار الوزاري الصادر بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬واملتضمن تنظيم‬
‫دفاترالشروط اإلدارية العامة‪ ،‬الخاص بالصفقات التي تبرمها وزارة تجديد البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،37‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫لكن قدم هذا القرار الوزاري جعل أغلب بنوده تجاوزها الزمن‪ ،‬نظرا للتغيرات العميقة التي عرفتها الجزائر بعد سنة ‪،1964‬‬
‫خاصة بالنظر إلى بعض املصطلحات املستعملة والتي لم تعد موجودة في قاموس الصفقات العمومية الحالي مثل املزايدة‬
‫املفتوحة‪ ،‬املزايدة املقيدة‪ ،‬املباراة‪ .....‬إلخ‪.‬‬
‫كما أن إستمرارية سريان القرار املؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬املتضمن دفتر البنود اإلدارية العامة إلى يومنا هذا‪ ،‬يعتبر عبئا‬
‫قانونيا‪ ،38‬حيث نجد أنه أحال في أكثر من مناسبة إلى تطبيق القانون الفرن�سي بناء على األمر الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪1962‬‬
‫القا�ضي بتمديد تطبيق القانون الفرن�سي في الجزائربعد االستقالل إال ما كان متعارضا منه مع السيادة الوطنية‪ ،‬حيث يذكرأن‬
‫هذا األمرقد تم إلغائه من طرف املشرع ومن ثم فإن كل األحكام التي أحال فيها دفترالبنود اإلدارية العامة إلى القانون الفرن�سي‬
‫تعتبر أحكاما ملغاة بموجب األمر ‪ 73/29‬املؤرخ في ‪ 05‬جويلية ‪ ،1973‬لذلك يعتبر القرار املؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬في حكم‬

‫‪52‬‬
‫امللغى نتيجة إلغاء أسانيد صدوره‪.‬‬
‫وهناك من الباحثين من يرى أن إلغاء القرار املؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬املتضمن دفتر البنود اإلدارية العامة لم يكن نتيجة‬
‫إلغاء قانون تحديد سريان القانون الفرن�سي بعد االستقالل فحسب‪ ،‬بل أن إلغاء هذا القرار كان ضمنيا بموجب األمر ‪67/90‬‬
‫املؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1967‬املتضمن قانون الصفقات العمومية‪.39‬‬
‫ثانيا ‪ -‬دفاتر التعليمات اإلدارية املشتركة‪ :‬يقصد بدفاتر التعليمات اإلدارية املشتركة مجموع الوثائق التي تحدد الترتيبات‬
‫التقنية املطبقة على كل الصفقات العمومية‪ ،‬املتعلقة بنوع واحد من األشغال أو اللوازم أو الدراسات أو الخدمات املوافق عليها‬
‫بقرار من الوزير املعني‪ ،40‬ويقصد هنا بالترتيبات التقنية ما تعلق بطبيعة السلع املستعملة‪ ،‬واألساليب التكنولوجية املنتهجة‬
‫واإلجراءات التأمينية واألمنية الواجب اتخاذها والخاصة بكل قطاع معين ينطوي ضمن أحد مجاالت الصفقات العمومية‪،41‬‬
‫ومعنى ذلك أن هذا النوع من الدفاتر هو عبارة عن دفاتر قطاعية تتعلق بنوع واحد من الصفقات كتلك املتعلقة على سبيل‬
‫املثال باللوازم أو الدراسات أو األشغال أو الخدمات‪.‬‬
‫إن املطلع على تطور تنظيم الصفقات العمومية في الجزائر يالحظ أن املشرع الجزائري لم يعمل على إصدار دفاتر التعليمات‬
‫اإلدارية املشتركة‪ ،‬ما نتج عنه أن النظام القانوني للصفقات العمومية في الجزائر عموما والنظام الخاص بدفاتر الشروط على‬
‫وجه الخصوص يعرف عجزا فادحا في موضوع دفاتر التعليمات اإلدارية املشتركة لكل نوع من الصفقات التي تبرمها املصلحة‬
‫املتعاقدة‪ ،‬وهو ما يحدث خلال موضوعيا وشكليا في دفتر الشروط ككل من جانب فعاليته في الوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫وإضفاء الشفافية في مجال الصفقات العمومية والعقود اإلدارية‪ .‬لذلك نقترح إثراء املنظومة القانونية الخاصة بدفاترالشروط‬
‫بنصوص تنظيمية تنظم وتحدد دفاترالتعليمات املشتركة‪ ،‬املتعلقة بكل نوع من األشغال واللوازم والدراسات على مستوى كل‬
‫قطاع وزاري‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬دفاتر التعليمات الخاصة‪ :‬وهي دفاتر التي تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة‪ ،‬حيث أن من أهم دفاتر التعليمات‬
‫الخاصة التي أصدرها املشرع الجزائري هي ثالث دفاتروضعت حيزالتطبيق من طرف وزارة التجارة ابتداء من سنة ‪ ،1979‬والتي‬
‫ال يزال يعمل بها إلى يومنا هذا‪.42‬‬
‫ومن بين هذه الدفاترالثالث التعليمات الخاصة لصفقات األشغال العمومية‪ ،‬الذي أدخلت عليه مجموعة من التعديالت من‬
‫طرف املركزالوطني للمساعدة التقنية‪ ،43‬والذي جاء في شكل عنوانين وملحق‪ ،‬حيث تضمن مجموعة من البنود وضعت مسبقا‬
‫في شكل نموذج ألحكام تعاقدية داخل دفترالتعليمات الخاصة بصفقات األشغال العامة‪ ،‬ومن بين أهم هذه البنود التي ظهرت‬
‫في شكل فراغات داخل هذا الدفترما يلي‪:‬‬
‫‪-‬البيانات املتعلقة بالتعريف الدقيق باألطراف املتعاقدة وهويتهم‪- ،‬البند املتعلق بتحديد موضوع الصفقة العمومية‪- ،‬البند‬
‫املتعلق بتحديد آجال التنفيذ‪- ،‬البند املتعلق بتحديد البنك محل الوفاء‪- ،‬البند املتعلق بتحديد مبلغ الصفقة‪- ،‬البند املتعلق‬
‫بالرهن الحيازي‪- ،‬البند املتعلق بتحيين األسعار‪- ،‬البند املتعلق بوسائل الدفع‪- ،‬البند املتعلق بالتسبيقات‪- ،‬البند املتعلق‬
‫بتاريخ دخول الصفقة حيزالنفاذ‪.44‬‬

‫‪53‬‬
‫وقد أعتبر دفتر التعليمات الخاصة بصفقات األشغال بمثابة نموذج لصفقات األشغال التي تبرمها الهيئات التي تخضع في‬
‫إبرام عقودها إلى تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬السيما تلك املذكورة في املادة ‪ 6‬من املرسوم الرئا�سي ‪ ،15/247‬وذلك بالنظر‬
‫لتطابق البيانات الواردة في دفترالتعليمات الخاصة بصفقات األشغال الصادرعن املركزالوطني للمساعدة التقنية‪ ،‬مع بيانات‬
‫الصفقات الواردة في الفصل الرابع املتعلق بتنفيذ الصفقات العمومية وأحكام تعاقدية واملقسمة إلى بيانات إلزامية وأخرى‬
‫تكميلية‪ ،‬حيث تتمثل البيانات اإللزامية التي يجب أن تشيرلها كل صفقة عمومية حسب املادة ‪ 95‬من املرسوم الرئا�سي ‪15/247‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬التعريف الدقيق باألطراف املتعاقدة‪- ،‬هوية األشخاص املؤهلين قانونا إلمضاء الصفقة وصفتهم‪- ،‬موضوع الصفقة محددا‬
‫وموصوفا وصفا دقيقا‪- ،‬املبلغ املفصل واملوزع بالعملة الصعبة والدينار الجزائري حسب الحالة‪- ،‬شروط التسديد‪- ،‬أجل‬
‫تنفيذ الصفقة‪- ،‬بنك محل الوفاء‪- ،‬شروط فسخ الصفقة‪- ،‬تاريخ توقيع الصفقة ومكانه‪.‬‬
‫ويجب أن تحتوي الصفقة فضال عن ذلك على بيانات تكميلية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬كيفية إبرام الصفقة‪- ،‬اإلشارة إلى دفاترالبنود اإلدارية العامة ودفاترالتعليمات التقنية املشتركة املطبقة على الصفقات التي‬
‫تشكل جزء ال يتجزأ منها‪- ،‬شروط عمل املناولين واعتمادهم إن وجدوا‪- ،‬بند التحيين ومراجعة األسعار‪- ،‬بند الرهن الحيازي‬
‫إن كان مطلوبا‪- ،‬نسبة العقوبات املالية وكيفية حسابها وشروط تطبيقها أو النص على حاالت اإلعفاء منها‪- ،‬كيفيات تطبيق‬
‫حاالت القوة القاهرة‪- ،‬شروط دخول الصفقة حيز التنفيذ‪- ،‬النص في عقود املساعدة التقنية على أنماط مناصب العمل‪،‬‬
‫وقائمة املستخدمين األجانب ومستوى تأهيلهم‪ ،‬وكذا نسب األجور واملنافع األخرى التي تمنح لهم‪- ،‬شروط استالم الصفقة‪،‬‬
‫‪-‬القانون املطبق وشرط تسوية الخالفات‪- ،‬بند السرية والكتمان‪- ،‬بند التأمينات‪- ،‬بنود العمل التي تضمن احترام قانون‬
‫العمل‪- ،‬البنود املتعلقة بحماية البيئة والتنمية املستدامة‪- ،‬البنود املتعلقة باستعمال اليد العاملة املحلية‪ ،‬وباإلدماج املنهي‬
‫لألشخاص املحرومين من سوق الشغل واملعوقين‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬تنظيم دفاترالشروط في مجال الصفقات العمومية‬
‫إن دراسة التنظيم القانوني لدفاترالشروط‪ ،‬والتي تسمى كذلك بدفاتراألعباء‪ ،‬املتعلقة بمجال الصفقات العمومية‪ ،‬يتوقف‬
‫على بيان مكوناتها وكيفية إعدادها واملراحل الجوهرية التي تمربها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مكونات دفترالشروط‬
‫حسب املادة ‪ 67‬من املرسوم الرئا�سي ‪ ،15/247‬أصبح امللف املطلوب تقديمه من املتنافسين يتضمن‪:‬‬
‫‪-‬ملف الترشح‪– ،‬العرض التقني‪– ،‬العرض املالي (سيتم تحديدهم من طرف وزارة املالية)‪- ،‬االعالن عن املنافسة بالغتين‪– ،‬‬
‫التقييم اإلداري‪– ،‬الوثائق التي تبرر وجود التمويل‪– ،‬التقريرالتقديمي‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬ملف الترشح (وثيقة جديدة)‪ :‬يتضمن ملف الترشح ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تصريح بالترشح‪ :‬يشهد املتعهد أو املرشح في التصريح بالترشح أنه‪:‬‬
‫• غيرمق�صي أو ممنوع من املشاركة في الصفقات العمومية طبقا ألحكام املادتين ‪ 75‬و ‪ 89‬من هذا املرسوم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫• ليس في حالة تسوية قضائية وأن صحيفة سوابقه القضائية الصادرة منذ أقل من ثالثة (‪ )3‬أشهر تحتوي على اإلشارة «ال‬
‫�شيء»‪ .‬وفي خالف ذلك‪ ،‬فإنه يجب أن يرفق العرض بنسخة من الحكم القضائي وصحيفة السوابق القضائية‪ .‬وتتعلق صحيفة‬
‫السوابق القضائية باملرشح أو املتعهد عندما يتعلق األمربشخص طبيعي‪ ،‬أو املسيرأو املديرالعام للمؤسسة عندما يتعلق األمر‬
‫بشركة‪.‬‬
‫• استوفى واجباته الجبائية وشبه الجبائية تجاه الهيئة املكلفة بالعطل املدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن األحوال الجوية‬
‫لقطاعات البناء واألشغال العمومية والري عند االقتضاء‪ ،‬بالنسبة للمؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري واملؤسسات‬
‫األجنبية التي سبق لها العمل بالجزائر‪.‬‬
‫• مسجل في السجل التجاري أو سجل الصناعة التقليدية والحرف فيما يخص الحرفيين الفنيين أو له البطاقة املهنية للحرفي‪،‬‬
‫فيما يخص موضوع الصفقة‪،‬‬
‫• يستوفي اإليداع القانوني لحساب شركته‪ ،‬فيما يخص الشركات الخاضعة للقانون الجزائري‪.‬‬
‫• حاصل على رقم التعريف الجبائي بالنسبة للمؤسسات الجزائرية واملؤسسات األجنبية التي سبق لها العمل بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقدم ضمن امللف ‪:‬‬
‫• التصريح بأنه نزيه في تعامالته‪ • ،‬القانون األسا�سي للشركات‪ • ،‬الوثائق التي تتعلق بالتفويضات التي تسمح لألشخاص بإلزام‬
‫املؤسسة‪ • ،‬كل وثيقة تسمح بتقديم قدرات املرشحين أو املتعهدين أو عند االقتضاء املناولين‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬العرض التقني ‪ :‬وهو وثيقة بها مواد تشيرإلى‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد املصلحة املتعاقدة‪- ،‬رقم وعنوان العملية االستثمارية‪- ،‬تحديد اسم املشروع والحصة أو الحصص املوضوعة‬
‫للمنافسة‪- ،‬موضوع دفترالشروط‪- ،‬شروط املشاركة (املتعهدين الذين يمكنهم املشاركة وأولئك املمنوعين من املشاركة حسب‬
‫املادة ‪ 75‬من املرسوم الرئا�سي ‪- ،)15/247‬الوثائق املطلوبة ألجل املشاركة سواء تلك التي تدرج ضمن ملف الترشح أو العرض‬
‫التقني أو العرض املالي‪- ،‬مدة صالحية العروض‪- ،‬مدة تحضيرالعروض‪- ،‬النصوص املرجعية (مثل قانون الصفقات العمومية‬
‫ودفترالشروط اإلدارية العامة والقانون التجاري‪ )...‬وكل قانون يمكن االعتماد عليه‪- ،‬وجوب زيارة املوقع املختارإلنجازاألشغال‪،‬‬
‫‪-‬اللغة أو اللغات التي يجب اعتمادها‪- ،‬ادراج مادة خاصة بتفضيل املنتوج الوطني‪- ،‬كيفية سحب دفترالشروط‪-،‬شكل العرض‬
‫(ثالث أظرفة مغلقة توضع في ظرف مبهم يحمل مرجع املناقصة وعبارة ال يفتح‪- ،).‬كيفية ايداع العروض‪- ،‬كيفية فتح األظرفة‪،‬‬
‫‪-‬كيفية تقييم العروض ومراحله‪- ،‬جدول تنقيط الختيار املؤهلين تقنيا ( في معظم األحيان يتضمن تنقيط الوسائل البشرية‬
‫والوسائل املادية والقدرات املالية ومدة االنجاز وشهادات حسن التنفيذ‪- ،)...‬مراحل وحاالت االقصاء‪- ،‬كيفية اشهار املنح‬
‫املؤقت‪- ،‬كيفية الطعن في االختيار‪.‬‬
‫كما يجب أن يرفق ب ــ‪:‬‬
‫• التصريح باالكتتاب‪ • ،‬كل وثيقة تسمح بالتقييم للعرض التقني مثل مذكرة تقنية تبريرية وكل وثيقة مطلوبة‪.‬‬
‫• كفالة التعهد بالنسبة للصفقات التي تتجاوز ‪ 1.000.000.000‬د‪.‬ج‬

‫‪55‬‬
‫• دفترالشروط الذي يحتوي في آخرصفحته على عبارة «قرأ و قبل» مكتوبة بخط اليد‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬العرض املالي‪ :‬هو وثيقة تحتوي على‪:‬‬
‫‪ -‬مواد تشيرإلى دفترالتعليمات املشتركة التي تحدد من خاللها اإلجراءات التقنية املطبقة على كل الصفقات املتضمنة أشغال‬
‫خدمات أوتوريدات وهي وثيقة تتضمن وجوبا جميع البنود والشروط املرتبطة بنوع وتحضيراملواد والعتاد وطرق تنفيذ األشغال‬
‫وطبيعة تقييم املنشآت‪.‬‬
‫‪ -‬مواد تشير إلى دفتر التعليمات الخاصة‪ ،‬وهي التي تحدد األحكام والشروط الخاصة بكل صفقة وخالفا لدفتر البنود العامة‬
‫ودفتر التعليمات املشتركة فإن دفتر التعليمات الخاصة ليس وثيقة دائمة ألنه يتم إعدادها حسب كل عقد وهي تحدد األحكام‬
‫والشروط الخاصة بكل صفقة (املدة التعاقدية‪ ،‬الطرق التقنية النجازاملشاريع‪ ،‬نوع السلع واملواد األولية املستعملة)‪.45‬‬
‫كما يجب أن يتضمن ‪:‬‬
‫• رسالة العرض (التعهد)‪ •،‬جدول األسعاربالوحدة‪ • ،‬تفصيل كمي وتقديري‪ • ،‬تحليل السعراإلجمالي والجزافي‪.‬‬
‫يمكن املصلحة املتعاقدة حسب موضوع الصفقة ومبلغها أن تطلب الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫• التفصيل الفرعي لألسعاربالوحدة‪ • ،‬التفصيل الوصفي التقديري املفصل‬
‫‪-‬عقوبات‬ ‫‪-‬مواد خاصة باألطراف املتعاقدة‪- ،‬طريقة اإلبرام‪- ،‬الوثائق التعاقدية‪- ،‬آجال تنفيذ العرض‪- ،‬كيفية التخليص‪،‬‬
‫التأخير في التسديد‪- ،‬ادراج مواد خاصة بالتسبيقات (الجزافية أو التمويل) وكيفية استرجاعها‪-،‬مراجعة وتحيين األسعار‪،‬‬
‫‪-‬حقوق الطابع والتسجيل‪- ،‬امللحق اذا كانت فيه زيادات أو نقصان أو تغيير بند‪-،‬ذكر البنك محل الوفاء‪- ،‬كيفية إستالم‬
‫األشغال (مؤقت و نهائي)‪- ،‬كيفية تسوية النزاعات واملحاكم صاحبة اإلختصاص‪- ،‬كيفية فسخ العقد‪- ،‬الكفاالت (حسن‬
‫التنفيذ والضمان)‪- ،‬حاالت القوة القاهرة‪- ،‬املناولة‪- ،‬مكافحة الفساد‪- ،‬تدابير ال تسمح باللجوء للمنتوج املستورد إال إذا كان‬
‫املنتوج املحلي الذي يعادله غير متوفر أو كانت نوعية غير مطابقة للمعايير التقنية املطلوبة وأن ال تلجأ املؤسسات األجنبية‬
‫للمناولة األجنبية إال إذا لم يكن في استطاعة املؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري تلبية الحاجيات‪- ،‬املتعهدين األجانب إن‬
‫عرضت طلباتها لوحدها بموجب مناولة ‪ % 30‬على األقل من مبلغ الصفقة األصلي للمؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري ‪.46‬‬
‫‪ -‬التكوين ونقل املعرفة ذات الصلة بموضوع الصفقة‪- ،‬االدماج املنهي‪- ،‬استعمال اليد العاملة املحلية‪-،‬املحافظة على البيئة‪،‬‬
‫‪-‬شروط صالحية دفتر الشروط‪- ،‬بداية تنفيذ دفتر الشروط‪- ،‬جدول األسعار الوحدوية‪- ،‬الكشف الكمي والتقييمي‪- ،‬رزنامة‬
‫تنفيذ األشغال‪- ،‬كل وثيقة مهمة تساعد وتؤطراألشغال‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إعداد دفاترالشروط‬
‫إن إعداد دفتر الشروط يتضمن ثالث عمليات على األقل‪ ،‬هي وضع املواصفات املطلوبة‪ ،‬ووضع الشروط العامة والخاصة‬
‫للصفقة‪ ،‬وتحديد معاييراالنتقاء‪.‬‬
‫أوال‪ -‬وضع املواصفات املطلوبة‪ :‬تختلف عملية وضع املواصفات املطلوبة باعتبارها أول خطوة في إعداد دفاترالشروط بحسب‬
‫نوع الصفقة املراد إبرامها‪ ،‬فإذا كانت الصفقة صفقة أشغال وجب وصف األشغال املراد إنجازها‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بصفقة‬

‫‪56‬‬
‫توريد فإنه يتوجب وصف املنقوالت املراد إقتنائها‪ ،‬واألمر نفسه ينطبق على حالة صفقات الدراسات والخدمات‪ ،‬وعليه يتعين‬
‫على اإلدارة أن تحدد املواصفات الفنية املطلوبة بصورة دقيقة ومفصلة في الصنف املراد شراؤه‪ ،‬أو العمل املطلوب إنجازه‬
‫وتدرجها في دفتر الشروط‪ ،‬والتي تعتبر بعد ذلك أساسا في تقييم العروض املقدمة من طرف املتنافسين اللذين يتعين عليهم‬
‫احترام املواصفات املعلن عنها مسبقا تحت طائلة اإللغاء‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 161‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬التي‬
‫أسندت للجنة فتح األظرفة وتقييم العروض صالحية إقصاء العروض الغير مطابقة ملوضوع الصفقة وملحتوى دفتر الشروط‬
‫‪ ،‬على أن تصدرفي هذا الشأن رأيا مبررا‪.‬‬
‫إن األساس القانوني املنظم لعملية تحديد املواصفات املطلوبة باعتبارها أول عملية من عمليات إعداد دفاتر الشروط‪ ،‬هو‬
‫نص املادة ‪ 95‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬والذي جاء في فقرتها الثالثة أنه يجب أن تتضمن الصفقة العمومية «موضوع‬
‫الصفقة محددا وموصوفا وصفا دقيقا»‪،‬‬
‫إن عملية تحديد املواصفات املطلوبة مرتبط بعملية سابقة تتولى القيام بها املصلحة املتعاقدة وهي عملية تحديد الحاجات‬
‫العمومية‪،‬كما رأينا سابقا‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة إلى أن عملية وضع املواصفات املطلوبة في حالة صفقات التوريد‪ ،‬ترتبط بضرورة إعطاء األفضلية للمنتوج‬
‫الوطني‪ ،‬حسب ما جاء في املادة ‪ 83‬من املرسوم الرئا�سي ‪ ،15/247‬التي تنص على منح هامش األفضلية بـ ـ (‪ )25%‬للمنتجات ذات‬
‫املنشأ الجزائري و‪ /‬أو للمؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬وضع الشروط العامة والخاصة للصفقة‪ :‬في املرحلة الثانية من إعداد دفاتر الشروط‪ ،‬تقوم الجهة املختصة بعملية‬
‫اإلعداد بوضع الشروط العامة والخاصة للصفقة املراد إبرامها‪ ،‬وهذه العملية تقت�ضي القيام بمجموعة من األعمال اإلدارية‬
‫والفنية والتقنية الالزمة إلعداد دفترالشروط‪ ،‬والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تحضير النماذج اإلدارية ملجموعة من الوثائق التي يتعين على املتعامل املتعاقد الراغب في املشاركة ملؤها والتوقيع عليها‬
‫ويتعلق األمرهنا بنماذج ثالث وثائق إدارية حددتها املادة ‪ 51‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 10/236‬املؤرخ ‪ 07/10/2010‬امللغى بموجب‬
‫املرسوم الرئا�سي ‪ ،4715/247‬وهي رسالة العرض والتصريح باالكتتاب والتصريح بالنزاهة‪ ،‬حيث أصدر املشرع تطبيقا لنص‬
‫املادة ‪ 51‬لتنظيم الصفقات العمومية القرار املؤرخ في ‪ 28‬مارس‪ 2011‬الذي يحدد نماذج رسالة العرض والتصريح باكتتاب‬
‫والتصريح بالنزاهة‪ ،48‬حيث يتعين على املصالح املتعاقدة عند مباشرة عملية إعداد دفترالشروط‪ ،‬تحضيرنماذج الوثائق الثالث‬
‫طبقا ملا جاء به هذا القرارالوزاري‪.‬‬
‫‪ -2‬تقوم املصلحة املتعاقدة في مرحلة ثانية‪ ،‬من وضع شروط املشاركة بتحديد األحكام التعاقدية‪ ،‬الخاصة بالصفقة موضوع‬
‫دفتر الشروط‪ ،‬حيث أن املالحظ هو أن البدء باألحكام الخاصة بالصفقة‪ ،‬قبل األحكام العامة تجد أساسه في القرار الوزاري‬
‫املؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬املتعلق بدفترالشروط اإلدارية العامة التي تبرمها وزارة البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬والذي بدأ‬
‫في بيان الشروط الخاصة بالصفقة قبل الشروط العامة‪.49‬‬
‫إن أهم الشروط الخاصة التي تقوم اإلدارة بتحضيرها‪ ،‬تتعلق على الخصوص في وصف األشغال محل الصفقة‪ ،‬التي سيتم‬

‫‪57‬‬
‫إبرامها وبيان كيفيات املشاركة في العملية موضوع دفتر الشروط محل اإلعداد‪ ،‬وفي ذلك تستند املصلحة املتعاقدة على ما‬
‫نص عليه قانون الصفقات العمومية‪ ،‬السيما املادة ‪ 64‬من املرسوم الرئا�سي ‪ ، 15/247‬التي أكدت على أنه يتعين على املصلحة‬
‫املتعاقدة أثناء مباشرة إعداد دفاتر الشروط تحضير الوثائق املتعلقة باالستشارة‪ ،‬أو عند االقتضاء بالترا�ضي بعد االستشارة‬
‫التي توضع تحت تصرف املتعهدين‪ ،‬والتي يجب أن تحتوي على جميع املعلومات الضرورية التي تمكنهم من تقديم تعهدات‬
‫مقبولة‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان الشروط العامة للصفقة املراد إبرامها‪ ،‬وتستند الجهة املكلفة بإعداد دفتر الشروط في تحديد هذه األحكام على‬
‫تنظيم الصفقات العمومية الساري املفعول‪ ،‬وعلى القرار املؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬املتضمن دفتر البنود اإلدارية العامة‪،‬‬
‫وعند االقتضاء تستعين في عملية التحديد على دفاترالتعليمات الخاصة إن وجدت‪ ،‬ومن األحكام العامة التي تضعها املصلحة‬
‫املتعاقدة في دفتر الشروط البنود املتعلقة بالتسبيقات‪ ،‬والتسبيق على التمويل‪ ،‬وكذا طرق استعادة هذه التسبيقات‪ ،‬والبنود‬
‫املرتبطة بالضمانات املالية ككفالة حسن التنفيذ‪ ،‬وكفالة الضمان وكيفية استرجاع الضمانات‪ ،‬وحاالت فرض عقوبة التأخير‬
‫وإجراءات حسابها‪ ،‬وشروط التسديد وآجال اإلثبات وصرف الدفوعات‪ ،‬ومدة الضمان التي حددها دفتر الشروط اإلدارية‬
‫العامة بستة أشهر‪ ،‬ابتداء من تاريخ آخرتسليم مؤقت ألشغال الصيانة وحفراألسس والطرق الحجرية وبسنة واحدة لألشغال‬
‫األخرى‪.‬‬
‫كما تقوم اإلدارة أيضا‪ ،‬في هذا الصدد بوضع الشروط املتعلقة بالفسخ‪ ،‬وتستند في ذلك على املواد ‪152 ،151 ،150 ،149‬‬
‫من املرسوم الرئا�سي ‪ ،15/247‬والتي نصت على أنه إذا لم ينفذ املتعامل املتعاقد التزاماته تنذره املصلحة املتعاقدة كتابيا ليفي‬
‫بالتزاماته التعاقدية في أجل محدد‪ ،‬وإذا لم يتدارك املتعاقد تقصيره في األجل الذي حدده اإلعذار املنشور حسب األشكال‬
‫املنصوص عليها في التنظيم الساري املفعول‪ ،‬يمكن للمصلحة املتعاقدة القيام بفسخ الصفقة العمومية من جانب واحد‪،‬‬
‫ويمكنها كذلك القيام بفسخ جزئي للصفقة‪.‬‬
‫ومن األحكام العامة التي توضع في دفتر الشروط أيضا تنظيم حاالت القوة القاهرة‪ ،50‬التي أعطى لها املشرع أهمية بالغة في‬
‫القراراملؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬املتعلق بدفترالبنود اإلدارية العامة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وضع الشروط املتعلقة بمعاييراالنتقاء‬
‫من الواضح إذن أن مهمة تحديد معايير االنتقاء هي اختصاص أصيل لدفتر الشروط‪ ،‬ذلك أن املصلحة املتعاقدة تتولى بيان‬
‫املعايير املالية والفنية التي يتم على أساسها اختيار املتعامل املتعاقد في دفتر الشروط‪ ،‬هذه املعايير نجد أساسها ومصدرها‬
‫في املادة ‪ 78‬من املرسوم الرئا�سي ‪ ،15/247‬والتي جاء فيها يجب أن تكون معايير اختيار املتعامل املتعاقد‪ ،‬مرتبطة بموضوع‬
‫الصفقة وغيرتمييزية‪ ،‬وأن يكون كل منها مذكور إجباريا في دفترالشروط الخاص بالدعوة للمنافسة‪.‬‬
‫ويجب أن تستند املصلحة املتعاقدة الختيارأحسن عرض من حيث املزايا االقتصادية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إما إلى عدة معايير‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪-‬النوعية‪- ،‬أجال التنفيذ أو التسليم‪- ،‬السعرو الكلفة اإلجمالية لالقتناء و االستعمال‪- ،‬الطابع الجمالي و الوظيفي‪،‬‬

‫‪58‬‬
‫‪-‬النجاعة املتعلقة بالجانب االجتماعي‪ ،‬لترقية اإلدماج املنهي لألشخاص املحرومين من سوق الشغل واملعوقين والنجاعة املتعلقة‬
‫بالتنمية املستدامة‪- ،‬القيمة التقنية‪- ،‬الخدمة بعد البيع واملساعدة التقنية‪- ،‬شروط التمويل عند االقتضاء‪ ،‬وتقليص الحصة‬
‫القابلة للتحويل التي تمنحها املؤسسات األجنبية‪.‬‬
‫ويمكن أن تستخدم معاييرأخرى‪ ،‬بشرط أن تكون مدرجة في دفترالشروط الخاص بالدعوة للمنافسة‪.‬‬
‫‪ -2‬إما إلى معيارالسعروحده‪ ،‬إذا سمح موضوع الصفقة بذلك‪.‬‬
‫يتضح من هذا النص‪ ،‬أن املشرع أضاف إلى املعيار التقليدي إلرساء الصفقة‪ ،‬واملتمثل في السعر معايير متنوعة‪ ،‬أبرزها‬
‫الضمانات التقنية‪ ،‬نوعية املنتوج‪ ،‬آجال التنفيذ‪ ،‬التكامل مع اإلقتصاد الوطني‪ ،‬ومن هنا يتبين أن قصد املشرع اتجه إلى‬
‫تحقيق وخلق نوع من التكامل والتجانس والتداخل بين مختلف املعايير‪ ،‬املعيار املالي‪ ،‬الزمني‪ ،‬االقتصادي وغيرها‪ ،‬والشرط‬
‫الوحيد هو ضرورة النص عليها في دفترالشروط‪.51‬‬
‫إذن يتعين على املصلحة املتعاقدة القائمة على إعداد دفترالشروط تحديد معاييرانتقاء املتعامل املتعاقد‪ ،‬السيما تلك الواردة‬
‫في املادة ‪ 78‬املذكورة أعاله‪ ،‬مع مالحظة أن املشرع الجزائري قد أعطى السلطة التقديرية للمصلحة املتعاقدة في اعتماد معايير‬
‫أخرى‪ ،‬وعلق هذه السلطة على شرط واقف واحد هو أن يتم اإلشارة إلى هذه املعاييرفي دفترالشروط‪.52‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫من خالل التطرق إلى دراسة اإلجراءات السابقة للتعاقد في مجال الصفقات العمومية نجد أن املشرع وضع قواعد إجرائية‬
‫دقيقة سابقة يتعين على جميع الهيئات اإلدارية املختصة بإبرام الصفقات العمومية قبل البدء في اتخاذ أي إجراء من إجراءات‬
‫التعاقد أن تراعي هذه القواعد‪ ،‬للحفاظ على أموال املرافق العامة باعتبارها أموال عمومية تتمتع بحماية قانونية‪.‬‬
‫وتتمثل هذه اإلجراءات في تحديد الحاجات العمومية مسبقا من حيث طبيعتها وكميتها ومداها بدقة‪ ،‬ثم تنسيق هذه الطلبات‬
‫عبر تشكيل مجموعات طلبات فيما بين املصالح املتعاقدة املكلفة بتلبية نفس الطلبات‪ ،‬لتأتي بعدها مرحلة التحصيص حيث‬
‫أعطى املشرع للمصلحة املتعاقدة إمكانية تلبية حاجاتها في شكل حصة وحيدة أو في حصص منفصلة حسب طبيعة وأهمية‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫كما يتعين القيام بالدراسات السابقة الالزمة لكل مشروع‪ ،‬ثم مباشرة إجراءات تسجيل املشاريع العمومية التي ستكون محل‬
‫صفقات عمومية الحقا لدى الجهات اإلدارية املختصة‪ ،‬ثم التأكد من وجود اإلعتماد املالي‪.‬‬
‫كما يتعين عليها أيضا أن تقوم باإلعداد املسبق لدفاتر الشروط وأن تتحرى الدقة الالزمة في إعداده‪ ،‬ألن كل اإلجراءات‬
‫والتدابير التي تتخذها املصلحة املتعاقدة خالل إبرام وتنفيذ الصفقة العمومية تستند إلى األسس العامة املحددة في دفتر‬
‫الشروط العامة واملشتركة والخاصة‪ .‬لكن شح النصوص القانونية املتعلقة بالتنظيم القانوني لدفاترالشروط بمختلف أنواعها‬
‫هو ما أثرعلى فاعلية اإلعداد املسبق لدفاترالشروط في تحقيق الحماية القانونية للمال العام‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ /1‬املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ،‬الصادر‬

‫‪59‬‬
‫في ج ‪.‬رعدد ‪ 50‬بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ /2‬مو�سى صادقي‪ « ،‬اإلجراءات العملية لكيفية تحضير و إعداد دفاتر الشروط «‪ ،‬يوم درا�سي حول الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات املرفق العام الذي انعقد بتاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪ ، 2015‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ /3‬على عكس بعض التشريعات كالقانون الفرن�سي الذي حدد هذه الهيئات‪ ،‬ألكثر تفصيل راجع ‪ ،‬حمزة خضري‪ ،‬آليات حماية‬
‫املال العام في إطارالصفقات العمومية‪( ،‬رسالة دكتوراه)‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ، )2014-2015( ،‬ص‪.27-28‬‬
‫‪ /4‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪/5‬املادة ‪ 34/1‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ /6‬حمزة خضري‪ ،‬آليات حماية املال العام في إطارالصفقات العمومية‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ /7‬دالل عياد‪ ،‬املؤسسة الصغيرة الخاصة في قانون الصفقات العمومية الجديد‪( ،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬كلية‬
‫الحقوق‪ ، )2012-2013( ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪/8‬صالح الدين السي�سي‪ ،‬دراسات الجدوى و التقييم‪ ،‬دارالفكرالعربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪9/‬‬ ‫‪Mouloud Sabri , Khaled Aoudia , Mouhamed Lallem , Guide de gestion des marchés publics , Edition du‬‬
‫‪sahel , Alger , 2000 , p19‬‬
‫‪ /10‬حمزة خضري ‪ ،‬آليات حماية املال العام في إطارالصفقات العمومية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ /11‬النوي خر�شي‪ ،‬تسييراملشاريع في إطارتنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬دارالخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ، 2011 ،‬ص ‪.75‬‬
‫مرسوم تنفيذي ‪ 98/227‬املؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ 1998‬املتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪ ،‬الصادر في ج‪.‬ر عدد ‪ 51‬بتاريخ ‪15‬‬ ‫‪/12‬‬

‫جويلية ‪.1998‬‬
‫حمزة خضري ‪ ،‬آليات حماية املال العام في إطارالصفقات العمومية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪/13‬‬

‫‪ /14‬النوي خر�شي‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.76‬‬


‫‪/15‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪16/ Mouloud Sabri , Khaled Aoudia , Mouhamed Lallem , op-cit , p 20‬‬

‫‪ /17‬ج ‪ .‬ر عدد ‪ 43‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬جويلية ‪.2003‬‬


‫‪ /18‬ج ‪ .‬ر عدد ‪ 34‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪.2007‬‬
‫‪19/ Mouloud Sabri , Khaled Aoudia , Mouhamed Lallem , op-cit , p 21‬‬

‫‪ /20‬النوي خر�شي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪ /21‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ /22‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ /23‬عماربوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ط ‪ ، 4‬جسور للنشرو التوزيع‪ ،‬الجزائر‪، 2011 ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ /24‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ /25‬محمود خلف الجبوري‪ ،‬النظام القانوني للمناقصات العامة (دراسة مقارنة)‪،‬ط ‪ ، 1‬مكتبة دارالثقافة للنشرو التوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ /26‬حمزة خضري‪ ،‬آليات حماية املال العام في إطارالصفقات العمومية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ /27‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 92/414‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1992‬املتعلق بالرقابة السابقة على النفقات العامة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪،82‬‬
‫لسنة ‪ ،1992‬املعدل و املتمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 09/374‬املؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2009‬ج‪.‬رعدد ‪ 67‬لسنة ‪.2009‬‬
‫‪ /28‬ج ‪ .‬رعدد ‪ 35‬الصادرة في ‪ 15‬أوت ‪.1990‬‬
‫‪ /29‬األمر رقم ‪ 06/01‬املؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬املتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬ج ‪.‬رعدد ‪ 14‬الصادرة بتاريخ ‪ 8‬مارس‬
‫‪.2006‬‬
‫‪30/‬‬ ‫‪cherif bennadji , L’évolution de la réglementation des marchés publics en Algérie, tome 2 , Thèse de‬‬
‫‪doctorat soutenue à l’université d’Alger, 1991 , p 517.‬‬

‫‪ /31‬حمزة خضري‪ ،‬آليات حماية املال العام في إطارالصفقات العمومية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪/32‬عمارعوابدي‪ ،‬القانون اإلداري (النشاط اإلداري)‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬ط ‪ ، 5‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،2008 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ /33‬أمررقم ‪ 67/90‬املؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1967‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬رعدد ‪ 52‬الصادرة في‪ 27‬جوان ‪.1967‬‬
‫‪ /34‬مرسوم رقم ‪ 82/145‬املؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1982‬ينظم الصفقات التي يبرمها املتعامل العمومي‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 15‬الصادرة في ‪10‬‬
‫أفريل ‪.1982‬‬
‫‪ /35‬نبيل جوادي‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪( ،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،)2005-2006( ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪36/‬‬ ‫‪Pierre Malhiér ,Le Language des marchés publics, Edition méthodes et stratégies, p23.‬‬
‫‪ /37‬ج‪.‬رعدد ‪ 06‬لسنة ‪ 1965‬املؤرخة في ‪ 19‬جانفي ‪ ،1965‬ص ‪.46‬‬
‫‪ /38‬حمزة خضري‪« ،‬اإلجراءات السابقة على التعاقد في مجال الصفقات العمومية»‪ ،‬مداخلة مقدمة بمناسبة انعقاد املؤتمر‬
‫األول حول الصفقات العمومية‪ ،‬املركزالجامعي بتمنراست‪ ،‬فيفري ‪ ،2013‬ص ‪(.3‬بحث غيرمنشور)‪.‬‬
‫‪ /39‬نبيل جوادي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ /40‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 26‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪. 2015‬‬
‫‪ /41‬خر�شي النوي‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪42/‬‬ ‫‪Cherif Bennadji , op, cit, p 517.‬‬


‫‪ /43‬دليل عملي تحت عنوان دفاترالتعليمات الخاصة صادرعن املركزالوطني للمساعدة التقنية واملالية املتخصص في الدراسات‬

‫‪61‬‬
‫االقتصادية واإلعالم‪ ،‬والذي جاء في شكل وثيقة إدارية غير مؤرخة أشير فيها فقط إلى عنوان الجهة املصدرة لها وهي ‪ 27‬حي‬
‫محمد بربوش‪ ،‬حسين داي‪ ،‬الجزائرالعاصمة‪.‬‬
‫‪ /44‬املواد ‪ 9 ،8 ،7 ،2 ،1‬من دفترالتعليمات الخاصة‪ ،‬الخاص بصفقات األشغال الصادرعن املركزالوطني للمساعدة التقنية‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬الصفحات ‪.37 ،29 ،18 ،17 ،11 ،8 ،1‬‬
‫‪ /45‬أنظراملادة ‪ 95‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ /46‬املادة ‪ 85‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ /47‬املادة ‪ 67‬من تنظيم الصفقات العمومية الجديد ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ /48‬القراراملؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ 2011‬يحدد نماذج رسالة العرض والتصريح باالكتتاب والتصريح بالنزاهة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪24‬‬
‫الصادرة في ‪ 20‬أفريل ‪.2011‬‬
‫‪ /49‬أنظراملواد ‪ 4 ،3 ،2‬من القرارالوزاري املؤرخ في ‪ 21/11/1964‬املتعلق بدفترالشروط اإلدارية العامة‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ /50‬املادة ‪ 95‬من املرسوم الرئا�سي ‪ ، 15/247‬تقابلها املادة ‪ 27‬من القراراملؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،1964‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ /51‬محمد ماهرأبو العينين‪ ،‬العقود اإلدارية وقوانين املزايدات واملناقصات‪ ،‬الفتاوي واألحكام الصادرة في خصوص العقود‬
‫اإلدارية وقوانين املزايدات واملناقصات‪( ،‬دراسة تحليلية آلراء الفقهاء وأحكام فتاوي مجلس الدولة)‪ ،2004 ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ /52‬هبة سردوك‪ ،،‬املناقصة العامة كطريقة للتعاقد‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دارالوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.177‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬النوي خر�شي‪ ،‬تسييراملشاريع في إطارتنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬دارالخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -2‬عماربوضياف ‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ط ‪ ،4‬جسور للنشرو التوزيع‪ ،‬الجزائر ‪.2011 ،‬‬
‫‪ -3‬عمارعوابدي‪ ،‬القانون اإلداري (النشاط اإلداري)‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط ‪ ،5‬ديوان املطبوعات الجامعية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -4‬صالح الدين السي�سي‪ ،‬دراسات الجدوى و التقييم‪ ،‬دارالفكرالعربي‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ -5‬محمد ماهرأبو العينين‪ ،‬العقود اإلدارية وقوانين املزايدات واملناقصات‪ ،‬الفتاوي واألحكام الصادرة في خصوص العقود‬
‫اإلدارية وقوانين املزايدات واملناقصات‪( ،‬دراسة تحليلية آلراء الفقهاء وأحكام فتاوي مجلس الدولة)‪2004 ،‬‬
‫‪ -6‬محمود خلف الجبوري ‪ ،‬النظام القانوني للمناقصات العامة (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪. 1998 ،‬‬
‫‪-7‬هبة سردوك‪ ،‬املناقصة العامة كطريقة للتعاقد‪،‬ط ‪ ،1‬دارالوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬املقاالت و املداخالت‬
‫‪ -1‬حمزة خضري‪« ،‬اإلجراءات السابقة على التعاقد في مجال الصفقات العمومية»‪ ،‬مداخلة مقدمة بمناسبة انعقاد املؤتمر‬

‫‪62‬‬
‫األول حول الصفقات العمومية‪ ،‬املركزالجامعي بتمنراست‪ ،‬فيفري ‪(،2013‬بحث غيرمنشور)‪.‬‬
‫‪ -2‬مو�سى صادقي‪ « ،‬اإلجراءات العملية لكيفية تحضير و إعداد دفاتر الشروط «‪ ،‬يوم درا�سي حول الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات املرفق العام الذي انعقد بتاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪ ، 2015‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوثائق الرسمية‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 67/90‬املؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪،1967‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ 52‬الصادرة في ‪27‬‬
‫جوان ‪.1967‬‬
‫‪ -2‬القانون ‪ 90/21‬املؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪،1990‬املتعلق باملحاسبة العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 35‬الصادرة في ‪ 15‬أوت ‪،1990‬‬
‫املعدل و املتمم‬
‫‪ -3‬القانون ‪ 03/10‬املؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية املستدامة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪43‬‬
‫الصادرة في ‪ 20‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪ -4‬األمررقم ‪ 06/01‬املؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬املتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 14‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 8‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪ -5‬مرسوم رئا�سي رقم ‪ 10/236‬املؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2010‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 58‬الصادرة‬
‫في ‪ 10‬أكتوبر ‪.2010‬‬
‫‪ -6‬مرسوم رئا�سي رقم ‪ 15/247‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 50‬الصادرة في ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -7‬مرسوم رقم ‪ 82/145‬املؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1982‬ينظم الصفقات التي يبرمها املتعامل العمومي‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪15‬‬
‫الصادرة في ‪ 10‬أفريل ‪.1982‬‬
‫‪ -8‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 92/414‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1992‬املتعلق بالرقابة السابقة على النفقات العامة‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،82‬لسنة ‪ ،1992‬املعدل و املتمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 09/374‬املؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2009‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 67‬لسنة ‪.2009‬‬
‫‪ -9‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 98/227‬املؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ 1998‬املتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪51‬‬
‫الصادرة في ‪ 15‬جويلية ‪.1998‬‬
‫‪ -10‬قرارمؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 1964‬يتضمن املصادقة على دفترالشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال الخاصة‬
‫بوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية و النقل‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6‬الصادرة في ‪ 19‬جانفي ‪.1965‬‬
‫‪ -11‬القرار املؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ 2011‬يحدد نماذج رسالة العرض والتصريح باالكتتاب والتصريح بالنزاهة‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 24‬الصادرة في ‪ 20‬أفريل ‪.2011‬‬
‫رابعا‪ :‬الرسائل و املذكرات الجامعية‬

‫‪63‬‬
‫‪ -1‬حمزة خضري‪ ،‬آليات حماية املال العام في إطار الصفقات العمومية‪( ،‬رسالة دكتوراه)‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫(‪)2014-2015‬‬
‫‪ -2‬دالل عياد‪ ،‬املؤسسة الصغيرة الخاصة في قانون الصفقات العمومية الجديد‪( ،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1‬‬
‫كلية الحقوق‪.)2012-2013( ،‬‬
‫‪ -3‬نبيل جوادي‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪( ،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪.)2005-2006( ،‬‬
‫املراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪I- Les Ouvrages:‬‬
‫‪1- Mouloud Sabri , Khaled Aoudia , Mouhamed Lallem , Guide de gestion des marchés publics , Edition du‬‬
‫‪sahel , Alger , 2000.‬‬
‫‪2- Pierre Malhiér ,Le Language des marchés publics, Edition méthodes et stratégies.‬‬
‫‪II - Thèses :‬‬
‫‪1- cherif bennadji , L’évolution de la réglementation des marchés publics en Algérie, tome2, Thèse de doc-‬‬
‫‪torat soutenue à l’université d’Alger, 1991.‬‬

‫‪64‬‬

You might also like