You are on page 1of 42

‫مبادئ ومساطر إبرام الصفقات‬

‫العمومية‬

‫إبراهيم المصلوحي‬
‫طالب باحث بسلك الماستر تخصص المالية العامة‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫تعتبر الصفقات العمومية األداة اإلستراتيجية لألجهزة العمومية لتحقيق التنمية على‬

‫المستوى الوطني والمحلي كما أنها أداة وظيفية إلعادة توزيع الموارد الوطنية والمحلية‪،‬‬

‫وتعد كذلك من أهم اآلليات التعاقدية لتنزيل السياسات العمومية التي تراهن عليها الدولة‬

‫لتحقق تنمية اقتصادية واجتماعية‪ ،‬ويرتبط إصالح نظام الصفقات العمومية بتطور وظائف‬

‫الدولة‪.1‬‬

‫اعتمدت الدولة المغربية ابتداء من عقد الثمانينيات نمط اقتصاد السوق وتبعت في‬

‫حركة الرساميل الخاصة والمبادرات الحرة‪ ،‬ومع ذلك ظلت تتدخل بنوع من الحركية في‬

‫الحياة االقتصادية واالجتماعية للبالد بغية التوجيه وضبط التوازنات الماكرو اقتصادية‪،‬‬

‫‪ 1‬دنيا مكوار‪ ،‬الصفقات العمومية بين النص القانوني والرقابة القضائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص جامعة الحسن االول‪ ،‬كلية العل وم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2018‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪2‬‬
‫وكذا ضبط موازنة الدولة ومحاربة الهشاشة الهيكلية‪ ،‬هذا التدخل يكتسي في غالب األمر‬

‫صبغة السياسة المالية أو الضريبية على شاكلة التوجه الحركي‪ ،‬و في أحيان عديدة يأتي‬

‫على شاكلة مشاريع استثمارية تقوم بها المؤسسات ذات الرساميل العمومية أو ميزانية‬

‫االستهالك التنظيم للمؤسسات في إطار قوانين المالية عن طريق الصفقات العمومية‪ ،‬مما‬

‫يستدعي معه ضرورة رصد قانون خاص لهذه الصفقات لترشيد نفقات الدولة وتوجيهها‬

‫وفق األهداف المرسومة لها والمبتغات منها‪ .‬وما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬هو أن اسم الصفقات‬

‫العمومية يطلق على العقود التي تبرعت بها الدولة أو أحد األشخاص المعنوية األخرى مع‬

‫المقاولين أو الموردين أو الخدماتيين‪ ،‬بهدف الحصول على األعمال المطلوبة‪ ،‬أما من‬

‫الناحية القانونية فيظل من أبرز التعريف التي أعطيت للصفقات العمومية ما قدمه الفقيه‬

‫أندري دولوبادير جاء فيه ما يلي "إن الصفقات العمومية هي عقود بمقتضاها يلتزم المتعاقد‬

‫بالقيام بأعمال لفائدة اإلدارة‪ ،‬مقابل ثمن محدد‪ ،‬أما األستاذ روني روموف فيرى أن‬

‫الصفقات العمومية هي عقد بمقتضاه يلتزم أحد األشخاص ذاتيا أو معنويا تجاه شخص‬

‫عمومي (الدولة‪ -‬الجماعات الترابية‪ -‬أو مؤسسة عمومية بإنجاز لحساب وتحت مسؤولية‬

‫هذه األخيرة مشروعا عاما أو القيام بتوريدات أو خدمات تهم تسيير مرفق عمومي مقابل‬

‫ثمن محدد‪ 2.‬و طبقا للشروط المنصوص عليها في العقد‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع المغربي فلم يعرف الصفقة إال ابتداء من مرسوم ‪ 30‬دجنبر‬

‫‪ ،1998‬حيث عرف الصفقة على أنها كل عقد بعوض يبرم بين صاحب مشروع‪ ( -‬وهو‬

‫‪ 2‬يقصد بالصفقة لغويا‪ :‬ضرب اليد على اليد األخرى‪ ،‬حيث يقال‪ :‬صفق على يده بمعنى ضرب على يده‪ ،‬وفي ذلك عالمة‬
‫لحصول اتفاق‪ ،‬و من أجل هذا أطلقت كلمة صفقة على جميع عمليات شراء مواد أو القيام بخدمات أو أو إنجاز أشكال‬
‫معينة‪ ،‬أما كلمة عمومية‪ ،‬فيقصد بها جانب الدولة أو أحد األشخاص المعنية التابعة لها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة التي تبرم الصفقة باسم الدولة مع المقاول أو المورد أو الخدماتي)‪ -‬من جهة‪ ،‬و‬

‫شخص طبيعي أو معنوي من جهة أخرى يدعى مقاوال أو موردا أو خدماتيا‪ ،‬ويهدف إلى‬

‫تنفيذ أشغال أو ت سليم توريدات أو القيام بخدمات‪ .‬كما يعتبر مرسوم ‪ 30‬دجنبر بمثابة‬

‫إصالح قانوني الذي سلكه المغرب في نظام الصفقات العمومية الذي جاء كاستجابة لمطالب‬

‫الفاعلين في مجال القانون واإلقتصاد والذي يشكل منعطفا أساسيا في تاريخ المنظومة‬

‫التشريعية التي تعاقبت على المغرب في ميدان الصفقات العمومية‪ ،‬وصوال إلى وضع رؤية‬

‫عصرية لنظام الصفقات العمومية تأخذ بعين اإلعتبار األبعاد اإلقتصادية والمالية‬

‫واإلجتماعية للصفقات رغم المستجدات التنظيمية التي جاء بها مرسوم ‪ 1998‬فإنه كان‬

‫محط انتقاد من طرف الفاعلين اإلقتصاديين حيث أبرزوا قصوره على مواكبة التحوالت‬

‫اإلقتصادية‪ ،‬إضافة إلى التغيرات الكبيرة التي خلفها أثناء الممارسة‪ ،‬هذه األخيرة كانت‬

‫وراء تفكير المشرع في إصدار مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال‬

‫إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بمراقبتها وتدبيرها وذلك وفق سياسة‬

‫اإلنفتاح التي نهجها المغرب على اإلقتصاد العالمي‪ ،‬وجاء مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬بعدة‬

‫مبادئ مؤطرة إلبرام الصفقات العمومية لضمان حرية الولوج إلى الطلبيات العمومية‬

‫والمساواة في التعامل مع المتنافسين والشفافية في اختيار نائل الصفقة‪ ،‬كما كان من أهداف‬

‫المرسوم إلزام صاحب المشروع بضمان اإلعالم المناسب و المنصف لجميع المتنافسين‬

‫خالل مختلف مراحل إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وترسيخ قيم وأخالقيات اإلدارة‪ ،‬والحد من‬

‫التدخل البشري عبر نزع الصفة المادية عن المساطر وإلزام صاحب المشروع بنشر‬

‫المعلومات والوثائق في البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية‪ .‬ورغم المستجدات التي جاء‬

‫‪4‬‬
‫بها مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬لتدعيم حكامة إبرام الصفقات العمومية فإن الممارسة العملية‬

‫بانت عن هشاشة وقصور بعض مقتضياته التي كشفت من عدة اختالالت أبرزها عدم‬

‫إدخال هذه لصفقات المؤسسات العمومية والجماعات الترابية وغياب آليات فعالة لتسوية‬

‫الشكايات ‪ ،‬وصعوبة الحد من السلطة التقديرية الواسعة لصاحب المشروع وعدم نشر الثمن‬

‫التقديري للمشروع‪ ،‬كما أن المرسوم كان محط مذكرة استعجالية من طرف الرئيس األول‬

‫للمجلس األعلى للحسابات إلى رئيس الحكومة يبرز فيها اختالالت التنظيمية التي تشوب‬

‫مرسوم ‪ 5‬فبراير‪ ،‬لهذا تدخل المشرع المغربي عبر وضع ترسانة قانونية جديدة لتجاوز‬

‫النقائص التدبيرية للصفقات العمومية عبر مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬الذي جاء بعد الدستور‬

‫‪ 2011‬الذي نص على مجموعة من المبادئ التي تهم تخليق الحياة العامة وإقراره مجموعة‬

‫من المبادئ لتوفير المنافسة الحرة والمشروعة‪.3‬‬

‫وقد حاول المشرع المغربي من خالل مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬تكريس وإرساء‬

‫قواعد ومبادئ الشفافية والنزاهة و التنافسية في تعامالت اإلدارة والمساواة بين جميع‬

‫المتنافسين‪ ،‬وكذ ا ضمان فعالية النفقة العمومية وإيجاد التوازن بين المصلحة العامة عن‬

‫طريق مجموعة من اإلمتيازات اإلستثنائية غير المألوفة في العقود العادية وبين المصلحة‬

‫الخاصة عبر التنصيص على ضمانات وحقوق لفائدة صاحب الصفقة حتى يتأتى تحقيق‬

‫‪ 3‬ينص الفصل ‪ 36‬من الدستور على مايلي‪:‬‬


‫يعاقب القانون على المخالفات المتعلقة بحاالت تنازع المصالح‪ ،‬وعلى استغالل التسريبات المخلة بالتنافس النزيه‪ ،‬وكل‬
‫مخالفة ذات طابع مالي‪ ،‬على السلطات العمومية الوقاية‪ ،‬طبقا للقانون‪ ،‬من كل أشكال اإلنحراف المرتبطة بنشاط األدارات‬
‫و الهيئات العمومية‪،‬وباستعمال األموال الموجودة تت تصرفها و بإبرام الصفقات العمومية وتدبيرها‪ ،‬و الزجر عن هذه‬
‫اإلنحرافات‪,‬‬
‫ويعاقب القانون على الشطط في استغالل مواقع النفوذ و االمتياز‪ ،‬ووضعيات اإلحتكار و الهيمنة‪ ،‬وباقي‬
‫الممارسات المخالفة لمبادئ المنافسة الحرة و المشروعة في العالقات اإلقتصادية‪...‬‬
‫‪5‬‬
‫الغاية المبتغات من الصفقة العمومية وهي تمكين اإلدارة من تحقيق سياساتها العمومية في‬

‫أسرع وقت ممكن وبشكل أفضل وبأقل تكلفة ممكنة عبر مجموعة من المبادئ والقواعد التي‬

‫تؤطر الصفقات العمومية وفق ترسانة قانونية تجد سندها في مقتضيات مرسوم ‪ 20‬مارس‬

‫‪ 2013‬ولعل أبرزها طرق اإلبرام التي بواسطتها تبرر الصفقات المتعلقة باألشغال‬

‫والتوريدات و الخدمات‪.‬‬

‫من خالل ما سبق وبعد أن تطرقنا بشكل موجز لتعريف الصفقات العمومية وتطورها على‬

‫مستوى الترسانة القانونية المنظمة لها‪ ،‬يمكننا التساؤل عن المبادئ والمساطر المؤطرة‬

‫لإلبرام الصفقات العمومية ؟‬

‫ولإلجابة عن هذه التساؤالت سوف نعتمد التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مبادئ إبرام الصفقات العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مساطر إبرام الصفقات العمومية‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المبادئ العامة للصفقات العمومية‬

‫تعتبر الصفقات العمومية عقودا إدارية مكتوبة يتم إبرامها وفق الطرق التي تحددها‬

‫النصوص التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪ ،‬وهي الطرق التي يتوخى منها اتباعها احترام‬

‫المبادئ العامة لها التي تمكن اإلدارة من تحقيق أحسن إنجاز سواء من الناحية الفنية أو‬

‫المالية ابتغاء المصلحة العامة والحفاظ على المال العام‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى مقتضيات المادة األولى من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬فإن إبرام‬

‫الصفقات العمومية يخضع لمجموعة من المبادئ ‪.‬‬

‫حرية الولوج إلى الطلبية العمومية‪ ،‬المساواة في التعامل مع المتنافسين‪ ،‬ضمان‬

‫حقوق المتنافسين‪،‬الشفافية في اختيار صاحب المشروع‪،‬ومن شأن هذه المبادئ أن تمكن من‬

‫تأمين الفعالية في الطلبية العمومية وحسن استعمال المال العام وتتطلب تعريفا قبليا لحاجات‬

‫اإلدارة واحترام واجبات اإلشهار واللجوء إلى المنافسة و اختيار العرض األفضل‬

‫اقتصاديا‪.4‬‬

‫‪ 4‬المادة األولة من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬


‫‪7‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مبدأي المنافسة و الفعالية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مبدأ المنافسة‬

‫يعتبر مبدأ المنافسة قيمة حقوقية مرتبطة بحرية المبادرة الخاصة التي ضمنتها‬

‫مقتضيات الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬للحق في ممارستها‪ ،‬حيث أن حق الخواص في‬

‫مزاولة أنشطتهم كفاعلين اقتصاديين ال تطبق على أرض الواقع‪ ،‬إال إذا كانت شروط‬

‫المنافسة مؤطرة بضمانات قانونية نافذة وحماية قضائيا ناجعة‪ ،5‬وهو ما ذهب إليه المشرع‬

‫في مجال الصفقات العمومية من إبرام الصفقات‪ ،‬وقد حدد في المادة الرابعة المتنافس كل‬

‫شخص ذاتي أو اعتباري يقترح عرضا بقصد إبرام الصفقة‪ ،‬حيث يعطي الحق لكل مترشح‬

‫تتوفر فيه الشروط القانونية لولوج سوق المنافسة قصد نيل المشروع موضوع الصفقة‪.6‬‬

‫وقد عمل المشرع المغربي على توسيع مجال المنافسة وفتح المجال ألكبر عدد من‬

‫المتنافسين فتكون مقاييس قبول المتنافسين موضوعية وغير تمييزية و متناسبة مع محتوى‬

‫األعمال وكما يجب أن تكون ذات صلة مباشرة بتوفير الصفقة المراد إبرمها‪ ،‬فالمقاولة‬

‫األجنبية هي كذل كفتح المجال أمامها من أجل تقديم عروضها على المستوى الوطني‪ ،‬شرط‬

‫صياغة ثمن العروض بالعملة أو بالعمالت األجنبية لموطن المتنافس األجنبي وأيضا على‬

‫مستوى اللغة وضمان للمساواة على مستوى التقدم للطلبيات العمومية‪ ،‬وخصوصا من‬

‫طرف المتنافسين األجانب‪ ،‬فقد تم التأكيد على وجوبية اللغة أو اللغات التي يجب تحرر بها‬

‫الوثائق المضمنة في الملفات والعروض المقدمة من طرف المتنافسين‪.‬‬

‫‪ 5‬إدريس المرابد‬
‫‪ 6‬المادة الرابعة من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪8‬‬
‫و لحفظ مبدأ المنافسة وضمانه‪ ،‬كرس مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬عناصر تساهم في‬

‫تبسيط وتحقيق الوثائق المطلوبة للولوج إلى الطلبيات العمومية‪ ،‬و بذلك عمل التحديد الدقيق‬

‫للوثائق والملفات الواجب اإلدالء بها من طرف المتنافسين‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ الفعالية‬

‫إن اعتماد مبدأ الفعالية في التدبير العمومي جاء بعد نجاحه في تجربة المقاوالت‬

‫الخاصة التي تبحث لنفسها الرفع من المردودية والزيادة في األرباح‪ ،‬وألن الفعالية في عمل‬

‫اإلدارة العمومية تكون على شكل خدمات وتمثل شكال نوعيا فيركز على ممارسة أفضل من‬

‫طرف اإلدارة لمهام المصلحة الجماعية التي تقع على عاتقها‪ ،‬وبالتالي فإن هذا المفهوم ليس‬

‫إال عبارة عن شكل جديد ومعدل للمفهوم التقليدي للمصلحة العامة‪.7‬‬

‫إن مبدأ الفعالية يلزم اإلدارة بالنظر إلى المتعاملين معها ليس كمرتفقين بل كشركاء‪،‬‬

‫بحيث كل شريك يبحث من جهة على تحقيق الربح وتبحث اإلدارة بدورها على تلبية‬

‫الحاجات العامة وفق أفضل المواصفات و تحقيقا لمبدأ الفعالية‪.‬‬

‫من المظاهر التأسيسية لمبدأ الفعالية في ميدان الصفقات العمومية‪ ،‬منح المشرع‬

‫للسلطة المختصة الحرية في اختيار العرض األفضل من الناحية االقتصادية من بين‬

‫العروض المقدمة‪ ،‬ومن أجل ضمان فعالية مسطرة حرية اختيار العرض األفضل من‬

‫الناحية االقتصادية فقد وضع المشرع حسب الفصل ‪ 41‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬

‫المنظم للصفقات العمومية لتحقيق مبدأ الفعالية سمح للجنة فحص العروض بإمكانية إقصاء‬

‫‪ 7‬كريم لحرش‪ ،‬مستجدات المرسوم الجديد للصفقات العمومية‪ ،‬سلسلة الالمركزية و اإلدارة الترابية‪ ،‬العدد ‪، 22 ،2014‬‬
‫ص ‪143‬‬
‫‪9‬‬
‫العروض المنخفضة بكيفية عادية أو المفرطة ويعتبر العرض األكثر أفضلية عرضا‬

‫مفرطا عندما تجاوز‪:‬‬

‫ــــ بعشرين في المائة عن الثمن التقدير الذي وضعه صاحب المشروع بالنسبة لصفقات‬

‫األشغال والتوريدات والخدمات غير تلك المتعلقة للدراسات‪ ،‬وإذا اعتبر عرضا ما مفرط‪،‬‬

‫يتم اقصاؤه من قبل لجنة طلب العروض‪.8‬‬

‫ويعتبر العرض األكثر أفضلية منخفضا بكيفية غير عادية إذا كان يقل بأكتر من‪:‬‬

‫ـــ خمسة وعشرين بالمئة بالنسبة للثمن التقديري الذي وضعه صاحب المشروع بالنسبة‬

‫لصفقات األشغال‪ .‬وخمسة وثالثين بالمائة بالنسبة للثمن التقدير الذي وضعه صاحب‬

‫المشروع بالنسبة لصفقات التوريدات والخدمات غير تلك المتعلقة بالدراسات‪.‬‬

‫ع ندما يعتبر عرضا منخفضا بكيفية عادية‪ ،‬تطلب لجنة طلب العروض كتابة من‬

‫المتنافسين المعنيين التوضيحات التي تعتبرها مفيدة‪ ،‬بعد فحص اإلثباتات المقدمة‪ ،‬يمكن‬

‫طلب العروض قبول أو رفض هذا العرض بقى تبرير قرارها‪.9‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأي الشفافية و المساواة‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫الشفافية كمصطلح تعني القيام باألمور على الوجه الصحيح من خالل الوضوح‬

‫والعلنية المطلقة في كل التصرفات التي تقوم بها اإلدارة‪ ،‬وهي تتعارض مع مفهوم السر‬

‫المهني لإلدارة الذي يؤسس انغالق اإلدارة من خالل حفظ البيانات والمعلومات التي تهم‬
‫‪ 88‬المادة ‪ 41‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬
‫‪ 9‬المادة ‪ 41‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬
‫‪10‬‬
‫األداء اإلداري‪ ،10‬عكس الشفافية فهي تزيد من الثقة مع اإلدارة وتشجيعه على اإلخالص‬

‫والوفاء معها للقيام باألعمال وااللتزامات التي تكون موضوع الصفقة‪.‬‬

‫يرتبط مفهوم الشفافية بالكشف عن المعلومات وحرية الوصول إلى المعطيات‪ ،‬كأحد‬

‫المبادئ األساسية التي أقرها المشرع المغربي في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬باعتبارها‬

‫وسيلة في يد السلطات العمومية للسماح بمراقبة حقيقية وموضوعية لها‪ ،‬في نفس الوقت‬

‫كآلية لتحقيق المساواة بين المترشحين المتعهدين وأيضا السماح للمواطنين بمعرفة وتقييم‬

‫التدبير العام كون أن هذا األخير يعد بمثابة العالقة الرابطة بين اإلدارة صاحبة المشروع‬

‫والمرتفقين من المرافق العمومية التي تساهم في تحقيق التنمية سواء تعلق األمر بالتنمية‬

‫االقتصادية أو االجتماعية‪...‬‬

‫يعتبر نشر البرنامج التوقعي من أهم مظاهر الشفافية‪ ،‬فهو ضمانة توجب اإلدارة‬

‫بأن تتوقع األشغال والتوريدات التي تريد القيام بها على نحو مضبوط ودقيق فتسمح‬

‫للمتنافسين والمقاوالت إمكانية التعرف على طلبات اإلدارة في كل المجاالت في بداية كل‬

‫سنة مالية وذلك قبل متم الثالثة أشهر األولى منها على أبعد تقدير حسب المادة ‪ 14‬من‬

‫مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬

‫كما يشكل نظام االستشارة أحد العناصر األساسية التي تقل بمبدأ شفافية الصفقات‬

‫العمومية‪ ،‬فهو وثيقة تحدد شروط تقديم العروض وكيفية إسناد الصفقات‪ ،‬ويتضمن كل‬

‫المعايير المتخذة في تقييم العروض‪ ،‬بما فيها‪:‬‬

‫‪ 10‬إدريس المرابط‪ ،‬النظام القانونني للصفقات العمومية بالمغرب و مدى تأثيره بالنموذج الفرنسي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر‪2012 ،‬ــ ‪.2013‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ )-1‬الئحة المستندات التي يجب أن يدلي بها المتنافسون‪.‬‬

‫‪ )-2‬مقاييس قبول المتنافسين بإسناد الصفقة‪.‬‬

‫‪ )-3‬العملة أو العموالت القابلة للتحويل التي يجوز التعبير بها عن ثمن العروض إذا كان‬

‫المتنافس غير مقيم بالمغرب‪.‬‬

‫‪ )-4‬اللغة أو اللغات التي يجب أن تحرر بها الوثائق المتضمنة في الملفات والعروض‬

‫المقدمة من طرف المتنافسين‪.11‬‬

‫ويظهر أيضا من خالل المادة ‪ 36‬من المرسوم المنظم للصفقات العمومية مدى‬

‫تكريس الشفافية من خالل عمومية الجلسات فتكون جلسة فتح أظرفة المتنافسين عمومي‬

‫والهدف من وراء ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق المساواة في الولوج في الوصول إلى الطلبيات العمومية‪ ،‬فكل شخص يحق له أن‬

‫يكون على علم بكل الصفقات التي تعتزم اإلدارة صاحبة المشروع إبرامها‪.‬‬

‫‪-‬إتاحة الفرصة للمتعهدين من أجل إيداع أظرفتهم خالل الجلسة نفسها‪.‬‬

‫‪-‬إتاحة الفرصة للمتعهدين من أجل المشاركة في حضور أعمال الجلسة‪،،‬حيث يمكنهم تقديم‬

‫أي تعرض أو مالحظة‪.12‬‬

‫وتشكل طريقة إبالغ المتنافسين بنتائج طلب العروض مظهرا آخر إلقرار الشفافية‬

‫في الصفقات العمومية‪ ،‬حيث يجب على االدارة صاحبة المشروع إبالغ المتنافسين‬

‫‪ 11‬المادة ‪ 18‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪ 12‬للمزيد من التفاصيل ــ كريم لحرش مستجدات المرسوم الجديد للصفقات العمومية ص ‪.145‬‬
‫‪12‬‬
‫وإخبارهم بنتائج طلب العروض و يتجلى ذلك من خالل المادتين ‪ 44‬و ‪ 45‬من مرسوم‬

‫الصفقات العمومية‪.‬كتنزيل لمبدأ الشفافية في مرسوم الصفقات العمومية المغربي يبتدئ من‬

‫خالل تكريس دعم القواعد الضامنة للشفافية‪ ،‬وذلك عن طريق الشروط الهادفة إلى تدعيم‬

‫قواعد السلوك القويم داخل اإلدارة‪.13‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ المساواة‬

‫إن مبدأ المساواة تم إقراره في جميع طرق إبرام الصفقات حيث هذا المبدأ يمكن‬

‫اإلدارة من دخول عدد كبير من المترشحين للمشاركة وتحقيق تكافؤ الفرص بينهم سواء‬

‫على مستوى شروط تقديم العروض وقبول الطلبات أو على مستوى شروط اإلنجازات‬

‫والمراقبة والمصادقة‪.‬‬

‫وهو ما ذهب إليه مرسوم الصفقات العمومي المغربي ضمانا لحظوظ متساوية بين‬

‫مختلف المترشحين كمظهر من مظاهر حكامة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وتحقيقا لمبدأ المساواة من الناحية العملية قام المشرع المغربي بإحداث نظام‬

‫التصنيف واالعتماد من أجل تخليق عملية اختيار المتنافسين‪ ،‬ويعتبر هذا النظام من أهم‬

‫الضمانات التي تم تكريسها من أجل تقوية حظوظ المتنافسين عن طريق إثبات الكفاءات‬

‫والمؤهالت من طرف سلطة إدارية مستقلة ووفقا لمعايير وإجراءات محددة‪.14‬‬

‫‪ 13‬إدريس المرابذ‪ ،‬النظام القانوني للصفقات العمومية بالمغرب و مدى تأفيره بالنموذج الفرنسي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في وحدة التكوين و البحث و الشراكة بين القطاع العام و الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية صطات‪ ،‬السنة الجامعية ‪2012‬ــ‪ ،2013‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 14‬كريم لحرش‪ ،‬مستجدات المرسوم الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146 :‬‬
‫‪13‬‬
‫إن الشهادة المسلمة في إطار نظام التأهيل هو التصنيف المطبق على صفقات الدولة‬

‫وصفقات الجهات و العمالت واألقاليم والجماعات تحل مكان السلف التقني طبقا لألحكام‬

‫التنظيمية الجارية على هذا النظام‪ ،‬وأيضا الشهادة المسلمة في إطار النظام االعتمادي على‬

‫مطلب الصفقات المهنية ألعمال تقرير الملف التقني‪.15‬‬

‫ويعتبر توحيد مسطرة الشروط القانونية من اإلشكال القانونية التي تقرر مبدأ‬

‫المساواة وحسب المادة ‪ 24‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬التي تنص على الشروط‬

‫المطلوبة من المتنافسين‪ .‬فإنه يجوز أن يشارك بصفة صحيحة وأن ينال الصفقات العمومية‬

‫في إطار المساطر المقررة في هذا المرسوم‪ ،‬األشخاص الذاتيون أو االعتباريون الذين‪:‬‬

‫‪ -‬يثبتون توفرهم على المؤهالت القانونية والتقنية والمالية المطلوبة‪.‬‬

‫‪ -‬يوجدون في وضعية جبائية قانونية لكونهم أدلوا بتصاريحهم ودفعوا المبالغ المستحقة‬

‫بصفة نهائية طبقا للقانون أو في حالة عدم األداء لكونهم قدموا صفقات يرى المحاسب‬

‫المكلف بالتحصيل أنها كافية وذلك طبقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل بشأن‬

‫تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬يكونون منخرطين في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي أو في نظام خاص لإلحتياط‬

‫االجتماعي‪ ،‬ويدلون بصفة منتظمة بتصريحاتهم المتعلقة باألجور ويوجدون في وضعية‬

‫قانونية إزاء هذه الهيئات‪.‬‬

‫‪ 15‬المادة ‪ 25‬من مرسوم الصفقات العمومية المغربي‪.‬‬


‫‪14‬‬
‫‪ -‬وال يقبل أن يكون المتنافس من األشخاص الموجودين في حالة تصفية قضائية أو تسوية‬

‫قضائية ما عدا األشخاص المرخص لهم‪ .‬وأن ال يكون المرشح قد أقصي سواء بصفة مؤقتة‬

‫أو نهائية حسب ما هو منصوص عليه‪.‬‬

‫وترسيخ لمبدأ المساواة بين المتنافسين في اإلطالع على المعلومات فقد أصبح كل‬

‫صاحب مشروع ملزم بنشر برنامجه التوقعي في بداية كل سنة مالية وقبل متم ثالثة أشهر‬

‫األولى منها على أبعد تقدير هدفه تمكين المتنافسين الراغبين في المشاركة لنيل الطلبية‬

‫العمومية من االطالع على الصفقات المزمع تنفيذها في السنة المالية‪.16‬‬

‫وحرصا من المشرع المغربي على إقرار مبدأ المساواة في الصفقات العمومية فقد‬

‫ضمن إشهار طلب العروض في المرسوم ووجب تبليغه ونشره بشتى الطرق الممكنة‪.‬‬

‫‪ 16‬مرسوم الصفقات العمومية المغربي‪.‬‬


‫‪15‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طرق إبرام الصفقات العمومية و المصادقة عليها‬

‫وعيا من المشرع بأهمية تدبير الصفقات العمومية في المغرب فقد اتجه إلى تأكيد‬

‫عزمه نحو إعادة النظر في النظام القانوني من خالل طرق ومساطر إبرام الصفقات‬

‫العمومية في مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬تبسيطا وتوضيحا للمساطر ولتحسين مناخ األعمال‬

‫والمنافسة وتدعيم الشفافية وأخالقيات تدبير الطلبيات العمومية‪ ،‬وهكذا تبرم الصفقات‬

‫العمومية من أشغال و توريدات وخدمات‪ ،‬وفق مسطرتين أساسيتين‪ ،17‬إما أن تكون عادية‬

‫تنحصر في طلب العروض أو المبارات (مطلب أول) أو تكون استثنائية تنحصر في‬

‫المسطرة التفاوضية أو سندات الطلب‪ ،‬وفي مقابل ذلك ال يمكن تنفيذ مقتضيات هذه الصفقة‬

‫إال بعد المصادقة عليها من طرف السلطة المختصة (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الطرق العادية إلبرام الصفقات العمومية‬

‫وهي الطرق األكثر وضوحا ودقة في تحقيق الشفافية في اختيار صاحب المشروع‬

‫ومساواة المتنافسين في الوصول إلى الطلبيات العمومية وباإلضافة الى ذلك خلق اكبر قدر‬

‫ممكن من المنافسة ضمانا للشرعية والنزاهة في إطار النفقة العمومية وتحقيق المصلحة‬

‫العامة و تتجلى في الصفقات ابتدءا على طلب العروض والصفقات بناء على مباراة‪.‬‬

‫‪ 17‬المادة من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر في ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪16‬‬
‫إذ أنها تقوم على مبدأ اإلشهار كمسألة ضرورية وقاعدة عامة وتكون اإلدارة ملزمة‬

‫باحترام مسطرة اإلشهار وإالوقع تصرفها باطل‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬طلب العروض‬

‫إن هذا األسلوب من التعاقد حل محل طريقة المناقصة‪ ،‬فبموجب هذه الطريقة يمكن‬

‫لإلدارة اختيار المقاول الكفء‪ ،‬وتعتبر هذه المسطرة األكثر تداوال‪ ،‬والرئيسية إلبرام‬

‫الصفقات العمومية وهي تستهدف إخضاع نظام التعاقد ألكبر قدر من المنافسة دون أن‬

‫تكون اإلدارة ملزمة باختيار متعاقد بعينه‪.18‬‬

‫هذا وينقسم طلب العروض إلى نوعين‪ :‬طلب العروض مفتوح أو محدود(أوال) ‪ ،‬وطلب‬

‫العروض االنتقاء المسبق(ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال‪-‬طلب العروض مفتوح أو محدود‬

‫‪ -1‬طلب العروض المفتوح‬

‫يكون طلب العروض مفتوحا‪ ،‬عندما يفتح في وجه كل من تتوفر فيه الشروط المشاركة‬

‫في هذه العملية‪ ،‬فسمح لكل مترشح بالحصول على ملف االستشارة وبتقديم ترشيحه دون‬

‫التمييز بين هذا النوع أو ذاك من المترشحين وهي المسطرة التي تضمن شفافية أكبر‪.‬‬

‫‪ 18‬نجاة البرهومي‪ ،‬الصفقات العمومية ‪ ،‬عقد األشغال العمومية نموذجا‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬وحدة الدراسات‬
‫العقارية و التعمير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات ‪2016‬ــ ‪ 2017‬ص ‪.11‬‬
‫‪17‬‬
‫ويكون محدودا عندما ال يسمح بتقديم العروض إال للمترشحين الذين قرر صاحب المشروع‬

‫استشارتهم‪.19‬‬

‫ويدعى طلب العروض "باالنتقال المسبق "عندما ال يسمح بتقديم العروض بعد‬

‫استشارة لجنة القبول‪ ،‬إال للمتنافسين الذين يتوفرون على المؤهالت الكافية ال سيما من‬

‫الناحية التقنية والمالية‪.20‬‬

‫وتتم طلب العروض عبر مراحل‪:‬‬

‫حيث تبتدئ بنشر طلب العروض المفتوح في بوابة الصفقات العمومية وفي جريدتين‬

‫توزعان على الصعيد الوطني على األقل يختارهما صاحب المشروع تكون إحداهما باللغة‬

‫العربية واالخرى بلغة أجنبية‪ ،‬كما يمكن موازاة مع ذلك تبليغه إلى علم المتنافسين‬

‫المحتملين وعند االقتداء الى الهيئات المهنية عن طريق اإلدراج في نشره اإلعالنات‬

‫القانونية و القضائية أو االدارية بالجريدة الرسميةأو أي وسيلة أخرى لالشهار والسيما‬

‫بطريقة الكترونية‪ .‬أضافة الى إشهاره ضمن البوابة االلكترونية للصفقات العمومية‪ ،‬ويجب‬

‫أن يتم هذا اإلعالن قبل التاريخ المحدد الستالم العروض ب(‪ )21‬يوما قبل التاريخ المحدد‬

‫لجلسة فتح األظرفة‪ .‬ويمكن تمديد أجل اإلعالن إلى ‪ 40‬يوما على االقل في الحاالت‬

‫اآلتية‪:21‬‬

‫‪ 19‬وسواء تعلق األمر بطلب العروض مفتوح أو محدود فينبغي أن تخضع هذه المسطرة للمبادئ و الكيفيات التي تم‬
‫التنصيص عليها في المادة ‪ 17‬من مرسوم رقم ‪2‬ــ‪12‬ــ‪ 349‬بتاؤيخ ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ 20‬المادة ‪ 16‬من مرسوم ‪ 2.12.349‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ 21‬المادة ‪ 20‬من مرسوم ‪ 2.12.349‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬
‫‪18‬‬
‫‪-1‬بالنسبة لصفقات االشغال التي يعادل أو يفوق ثمنها المقدر ‪ 63‬مليون درهم دون احتساب‬

‫الرسوم‪.22‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة لصفقات التوريدات والخدمات المبرمة لحساب الدولة التي يعادل أو يفوق ثمنها‬

‫المقدر مليون وستمائة ألف دون احتساب الرسوم‪.23‬‬

‫‪-3‬بالنسبة لصفقات التوريدات والخدمات المبرمة لحساب المؤسسات العمومية والجهات‬

‫والعماالت واالقاليم والجماعات التي يعادل أو يفوق ثمنها المقدر ثمانية ماليين وسبعمائة‬

‫ألف درهم دون احتساب الرسوم‪.24‬‬

‫ويمكن تغيير حدود هذه المبالغ بموجب قرار للوزير المكلف بالمالية بعد استطالع‬

‫رأي لجنة الصفقات‪.‬‬

‫ويتضمن إشهار اإلعالن عدة شروط نصت عليها المادة ‪ 20‬حيث يجب أن يبين فيه‪:‬‬

‫‪ -‬موضوع طلب العروض مع بيان مكان التنفيذ عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -‬صاحب المشروع الذي يجري طلب العروض‪.‬‬

‫‪ -‬مكتب أو مكاتب صاحب مشروع وعنوانه حيث يمكن سحب ملف طلب العروض‪.‬‬

‫‪ -‬المكان واليوم والساعة المحددة النعقاد جلسة فتح األضرفة مع االشارة الى إمكانية تسليم‬

‫المتنافسين ألظرفتهم مباشرة الى رئيس لجنة طلب العروض عند افتتاح الجلسة‪.‬‬

‫‪ 22‬كان المبلغ محدد بمقتضى ممرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬في ‪ 65000000‬خمسة وستين مليون درهم‪.‬‬
‫‪ 23‬كان المبلغ محدد بمقتضى ممرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬في ‪ 65000000‬خمسة وستين مليون ذرهم‪.‬‬
‫‪ 24‬تمت إضافة هذه المحالة بمقتضى مرسوم ‪ 2.12.349‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬اإلحالة إلى مادة نظام استشارة التي تحدد الئحة الوثائق المثبتة الواجب على كل متنافس‬

‫األداء بها‪.‬‬

‫‪ -‬مبلغ الضمان المؤقت عندما يكون هذا الضمان مطلوبا‪.‬‬

‫‪ -‬تقدير كلفة األعمال المعد من طرف صاحب المشروع‪.‬‬

‫‪ -‬عند االقتضاء‪ ،‬المكان واليوم والساعة القصوى الستالم العينات والنماذج المصغرة‬

‫والوثائق الوصفية والبيانات الموجزة‪.‬‬

‫‪ -‬تاريخ اإلجتماع أو زيارة المواقع التي يعتزم صاحب المشروع تنظيمها لفائدة المتنافسين‬

‫عند االقتضاء‪ ،‬يجب ان يقع هذا التاريخ في الثلث الثاني من األجل الذي يسري بين تاريخ‬

‫نشر اإلعالن في بوابة الصفقات العمومية والتاريخ المقرر لفتح األظرفة‪.‬‬

‫‪-‬عند االقتضاء العنوان االلكتروني للموقع المستعمل لنشر اعالن طلب العروض‪.‬‬

‫‪-‬ثمن اقتناء التصاميم والوثائق التقنية عند االقتضاء‪.‬‬

‫هذا أو تعيين على كل متنافس إلثبات كفائته ومؤهالته أن يقدم ملفا إداريا وآخر تقنيا‬

‫وعند االقتضاء ملفا اضافيا‪ ،‬ويمكن إرفاق كل ملف بقائمة للوثائق التي يتكون منها تم‬

‫تعدادهاا بالمادة ‪ 25‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬

‫ويجب أن تتضمن الفئات التي يقدمها المتنافسون‪ ،‬عالوة على دفتر الشروط الخاصة‬

‫الموقع األحرف األولى والموقع عليه‪ ،‬مستندات الملف اإلداري والتقني والملف اإلضافي‬

‫عند االقتضاء‪ ،‬وعرضا ماليا وإذا كان اقتضى نظام االستشارة ذلك‪ ،‬عرضا تقنيا برسم‬

‫‪20‬‬
‫ويظل المتنافسون ملتزمين‬ ‫‪25‬‬
‫الحل األساسي أو برسم الحل البديل أو برسمهما مع ا‬

‫بالعروض التي قدموها في خالل أجل ‪ 75‬يوما تحسب ابتداء من تاريخ جلسة فتح‬

‫األظرفة‪.26‬‬

‫وبعد ما كانت الجلسات سرية في مرسوم ‪ 1965‬أعطى مرسوم ‪ 14‬أكتوبر ‪1976‬‬

‫الخيار لإلدارة بين السرية والعلنية‪ ،‬أما مرسوم ‪ 1998‬فقد نص صراحة في مادته ‪ 37‬على‬

‫أن فتح أظرفة المتنافسين يكون في جلسة عمومية‪ ،‬كذلك األمر بالنسبة لرسوم ‪ 5‬فبراير‬

‫‪27 2007‬هذا ما أقره مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬الذي نصف المادة ‪ 36‬على اإلجراءات‬

‫والمقتضيات التي تهم وفتح أظرفة المتنافسين في جلسة عمومية لتكريس مبدأ العلنية‬

‫والشفافية لطمأنة المشاركين في طلبات العروض باستثناء تلك التي تطرحها إدارة الدفاع‬

‫الوطني فإن جلسة فتح األظرفة غير عمومية بالضرورة‪.28‬‬

‫‪29‬‬
‫ويتم تبليغ النتائج لطلب العروض المفتوح أو المحدود داخل أجل ال يتعدى ‪ 5‬أيام‬

‫ابتداء من تاريخ انتهاء أشغال اللجنة طبقا لمقتضيات المادة ‪ 44‬من مرسوم ‪ 20‬مارس‬

‫‪.2013‬‬

‫‪ 25‬المادة ‪ 27‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪.26‬كان هذا األجل محددا في ‪ 60‬يوما في ظل مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬مع إمكانية التمديد ل ‪ 90‬يوما إذا نص دفتر‬
‫الشروط على ذلك‪.‬‬
‫‪ 27‬النطام القانوني للصفقات العمومية بالمغرب و مدى تأثره بالنموذج الفرنسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ 28‬المادة ‪ 171‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ 29‬بمقتضى مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬كان األجل محدد في ‪ 10‬أيام‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ - 2‬طلب العروض المحدود‬

‫يكون طلب العروض المحدود موضوع رسالة دورية مضمونة مع إشعار بالتواصل‬

‫توجه في نفس اليوم إلى جميع المتنافسين الذين يقرر صاحب المشروع استشارتهم وتتضمن‬

‫هذه الرسالة الدورية نفس بيانات طلب العروض المقترح‪.30‬‬

‫ثانيا ــ طلب العروض باالنتقاء المسبق‬

‫نظم المشرع المغربي طلب العروض باالنتقاء المسبق بموجب المواد من ‪ 46‬إلى‬

‫‪ 62‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬وتلجأ االدارة الى هذه الطريقة اذا تعلق األمر بأعمال‬

‫ذات طبيعة معقدة أو طبيعة خاصة تستوجب القيام بانتقاء مسبق للمترشحين في مرحلة أولى‬

‫قبل دعوة المقبولين منهم إليداع عروضهم في مرحلة ثانية‪ ،31‬حيث تتطلب من المتنافسين‬

‫توفرهم على مؤهالت كافية النجاز المشروع وفق المعايير المتطلبة على المستوى التقني‬

‫والمالي وبجودة عالية و بتكلفة مالية أقل‪.‬‬

‫ورغم حداثة طلب العروض بانتقاء مسبق في ابرام الصفقات العمومية فإنه ال‬

‫يختلف عن طلب العروض المفتوح والمحدود‪ 32‬نظرا لتشابه اإلجراءات المسطرية المنظمة‬

‫لهما وموضوعهما‪ ،‬باستثناء ما يتعلق ب"الحد القيمي "المتمثل في مليوني درهم كحد أقصى‬

‫‪ 30‬المادة ‪ 20‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪ 31‬المادة ‪ 46‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ 32‬دنيا مكوار‪ ،‬الصفقات العمومية بين النص القانوني و الرقابة القضائيةــ دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪22‬‬
‫للجوء إلى طلب العروض المحدود في حين أن هذا الحد ال يسري على طريقة إبرام‬

‫الصفقات العمومية بناء على طلب العروض باالنتقاء المسبق‪.‬‬

‫وتنقسم اإلجراءات بخصوص صفقة طلب العروض باالنتقاء المسبق إلى مرحلتين‪:‬‬

‫‪-‬مرحلة االنتقاء المسبق‬

‫‪-‬مرحلة تقييم العروض‬

‫وينشر اإلعالن عن طلب العروض باالنتقاء المسبق وفقا لنفس الشروط المقررة‬

‫بالنسبة لطلب العروض المفتوح المنصوص عليها في المادة ‪ 20‬من مرسوم الصفقات‬

‫العمومية‪.‬‬

‫ويجب أن يتم هذا النشر خالل ‪ 15‬يوما على األقل قبل التاريخ المحدد لتلقي ملفات‬

‫القبول‪.33‬‬

‫ويكون كل طلب العروض باالنتقاء المسبق موضوع نظام استشارة يعده صاحب‬

‫المشروع‪ ، 34‬كما يكون طلب العروض باالنتقاء المسبق موضوع ملف يعده صاحب‬

‫المشروع قبل الشروع في المسطرة‪.35‬‬

‫وتكون جلسة القبول عمومية‪ ،‬تحرر لجنة طلب العروض باالنتقاء المسبق خالل‬

‫الجلسة محضرا عن جلسة القبول ويسجل عند االقتضاء في هذا المحضر الذي ال يجوز‬

‫نشره أو تبليغه للمتنافسين‪،‬المالحظات أو االعتراضات المقدمة خالل جلسة القبول من‬

‫‪ 33‬المادة ‪ 46‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪ 34‬المادة ‪ 48‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ 35‬لإلطالع على مختلف الوثائق ة المسطرة المتبعة‪ ،‬ينظر المادة ‪ 49‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪23‬‬
‫طرف األعضاء أو من قبل المتنافسين وكذا رأي اللجنة بخصوص هذه المالحظات أو‬

‫االعتراضات‪ ،‬ويبين كذلك أسباب إقصاء المتنافسين المبعدين مع التعليل‪ ،‬ويوقع هذا‬

‫المحضر على الفور من قبل الرئيس وأعضاء اللجنة خالل الجلسة‪.‬‬

‫ويلصق مستخرج منه بمقر صاحب المشروع خالل ‪ 24‬ساعة إلنتهاء أشغال اللجنة‬

‫لمدة ‪ 15‬يوما على األقل‪ ،‬وينشر ذلك في بوابة الصفقات العمومية ويتم تبلغ المتنافسين‬

‫الذين تم قبولهم والمتنافسين غير المقبولين مع ذكر أسباب اإلقصاء برسالة مضمونة مع‬

‫اإلشعار بالتوصل وفاكس مع إثبات الوصول أو بأية وسيلة أخرى لها تاريخ مؤكد‪ ،‬داخل‬

‫أجل ‪ 5‬أيام‪ ،36‬من تاريخ انتهاء أشغال لجنة القبول‪.37‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المباراة‬

‫يمكن تطبيق أسلوب الصفقة بمباراة عندما تكون طبيعة العمل المطلوب إنجازه تقنيا‬

‫أو جماليا أو ماليا‪ ،‬والذي يحتاج إلى أبحاث خاصة‪.‬‬

‫وتخضع هذه الصفقة لنفس اإلجراءات المتبعة في الصفقة بطلب العروض باالنتقاء المسبق‪.‬‬

‫والتي تقتضي الفرز األولي للمترشحين لتحديد المقبولين منهم‪ ،‬ثم القيام بالتباري فيما بينهم‬

‫ألجل الحصول على الصفقة‪.38‬‬

‫وتتعلق المباراة إما‪:‬‬

‫‪ 36‬المادة ‪ 54‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪ 37‬تم تقصير هذا األجل إلى خمسة أيام بخالف مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬الدي كان ينص هل أجل ‪ 5‬أيام‪ ،‬تكمن الغاية من‬
‫التعديل تبسيط المساطر و السرعة في اإلجراءات إلضفاء المرونة على المعامالت اإلدارية‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ 38‬مليطة الصروخ‪ ،‬الصفقات العمومية في المغرب األشغال ــ التوريدات ــ الخدمات‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1430‬ــ ‪ ،2009‬ص‬
‫‪.125‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬بتصور مشروع‪،‬‬

‫‪ -‬بتصور مشروع وإنجاز الدراسة المتعلقة به معا‪،‬‬

‫‪ -‬إما في آن واحد بتصور مشروع وإنجاز الدراسة المتعلقة به وتتبع مراقبة إنجازه‪،‬‬

‫‪ -‬إما بتصور وإنجاز مشروع عندما يتعلق األمر بصفقة تصور وإنجاز‪.39‬‬

‫ويخضع هذا النوع من الصفقات لنفس اإلجراءات المتبعة في الصفقة بطلب‬

‫العروض‬

‫والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪-1‬اإلشهار‬

‫يقتضي إشهار نية االدارة في عقد الصفقة‪ ،‬ليتم وصولها إلى علم المتنافسين الذين‬

‫يهمهم األمر وبنشر إعالن المباراة طبقا للكيفيات المقررة بخصوص مسطرة طلب‬

‫العروض‪.‬‬

‫‪ -2‬برنامج المباراة‬

‫ويتم تنظيم المباراة على أساس برنامج يعده صاحب المشروع‪ ،‬وينص برنامج‬

‫المباراة على منح جوائز الى الخمسة مشاريع ترتيبا من بين المشاريع المقبولة‪ .‬ويحدد مبالغ‬

‫هذه الجوائز‪.‬‬

‫‪ 39‬المادة ‪ 63‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪25‬‬
‫يتم خصم مبلغ الجائزة الممنوحة لنائل الصفقة من المبالغ المستحقة له برسم الصفقة‪.‬‬

‫ويطبق هذا المقتضى أيضا على نائل صفقة تصور وإنجاز‪.40‬‬

‫‪ -3‬نظام المباراة‬

‫تكون المباراة موضوع نظام مباراة يعده صاحب المشروع وفقا للكيفيات والمبادئ‬

‫المنصوص عليها في المادة ‪ 66‬من مرسوم ‪ 20‬مارس‪.‬‬

‫‪-4‬ملف المباراة‬

‫تكون مباراة موضوع ملف يعده صاحب المشروع ويضم ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬نسخة من إعالن المباراة‬

‫ب‪ -‬برنامج المباراة‬

‫ج‪ -‬نموذج طلب القبول‪،‬‬

‫د‪ -‬نموذج التصريح بالشرف‪،‬‬

‫ه‪ -‬نظام المباراة‪.41‬‬

‫أما بخصوص جلسة القبول ومحضر الجلسة فيتم مراعاة نفس الكيفيات والشروط‬

‫لمسطرة العروض‪.‬‬

‫‪ 40‬نجاة البرهومي‪ ،‬الصفقات ــــ عقد األشغال العمومية نموذجاـ مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 41‬المادة ‪ 67‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪26‬‬
‫ويتم تبليغ المتنافسين بالنتائج النهائية لجلسة القبول الذين تم قبولهم والمتنافسين غير‬

‫المقبولين مع ذكر أسباب اإلقصاء برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل وفاكس مع إثبات‬

‫الوصول أو بأية وسيلة أخرى لها تاريخ مؤكد داخل أجل (‪ )5‬خمسة أيام‪ 42‬من تاريخ انتهاء‬

‫أشغال لجنة القبول‪.43‬‬

‫يتضح من خالل ما سبق‪ ،‬أن مسطرة المباراة تحتل أهمية وفعالية كبيرة‪ ،‬نظرا ألنها‬

‫تسمح باختيار يوفق بين منح اإل دارة في سلطة تقديرية في اختيار وابتكار بعض الحلول‬

‫لتجسيد الم شاريع المزمع بلوراتها وتنفيذها وبين اختيار المتقدم بأحسن عرض مع األخذ‬

‫بعين االعتبار الثمن والحاجيات التي يتعين أن يستجيب لها‪ ،‬مع ضرورة استدعاء الدوافع‬

‫التقنية والجمالية والمالية وضرورات التنمية‪ ،‬وتطرح الصفقة عن طريق المبارات معادلة‬

‫ثالثة األبعاد‪ :‬الثمن‪ ،‬الجودة‪ ،‬المدة‪.44‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطرق االستثنائية‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬الصفقات التفاوضية وأعمال سندات الطلب‬

‫بالرغم من التوجه العام في إبرام الصفقات نحو طلب العروض و المباراة‪ ،‬وهي‬

‫الطرق التي تمكن من احترام مبادئ حرية الولوج إلى الطلبيات العمومية والشفافية في‬

‫التعامل مع المترشحين و تكريسا للمساواة والعالنية والمنافسة الشريفة‪ ،‬إال أنه قد تحول‬

‫ظروف دون اإللتجاء إلى إبرام الصفقات بالطرق العادية التي تحترم بشكل صريح جل‬

‫‪ 42‬تم تقصير هذا األجل إلى ‪ 5‬أيام بخالف مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬الذي كان ينص على أجل ‪ 10‬أيام‪ ،‬و لعل الغاية من‬
‫هذا التعديل تبسيذ المساطر و السرعة في اإلجراءات إلضفاء المرونة على المعامالت اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 43‬المادة ‪ 55‬من المرسوم السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 44‬دنيا مكوار‪ ،‬ــ إدريس المرابط‪ ،‬النظام القانوني للصفقات العمومية و مدى تأثره بالنموذح الفرنسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.31‬‬
‫‪27‬‬
‫المبادئ التي تم تكريسها في مرسوم الصفقات العمومية وتلجأ الى الصفقات التفاوضية‬

‫أعمال سندات طلب‪ ،‬وصفقات الهندسة المعمارية التي تعتبر من أهم المستجدات التي‬

‫تضمنها مرسوم ‪ 2007‬الذي خصص لها بما مجموعه ‪ 40‬مادة من (الفصل ‪ 89‬إلى الفصل‬

‫‪ )129‬كما ال تصبح الصفقة سارية المفعول اال بعد المصادقة عليها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الصفقات التفاوضية وأعمال سندات الطلب‬

‫‪ -1‬الصفقات التفاوضية‬

‫إن إبرام الصفقات العمومية بالطريقة التفاوضية يستوجب من السلطة المعنية إعداد‬

‫شهادة إدارية تبين االستثناء الذي يبرر إبرام الصفقة على هذا الشكل وأن توضح األسباب‬

‫التي أدت بها إلى هذه الحالة باستثناء األعمال التي ال يمكن أن يعهد بإنجازها اعتبارا‬

‫لضرورات تقنية أو لصيغتها المعقدة إال لصاحب األعمال المستعجلة التي يجب الشروع في‬

‫تنفيذها قبل تحديد جميع شروطها‪ ،‬وهي طريقة تختار بموجبها‪ ،‬لجنة التفاوض‪ ،‬نائال‬

‫للصفقة بعد استشارة متنافس أو أكثر والتفاوض بشأن شروط الصفقة وهذا ما نصت عليه‬

‫الفقرة األولى من المادة ‪ 84‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬

‫فالمسطرة التفاوضية تعتبر وسيلة بيد صاحب المشروع للمناقشة والتفاوض بشكل‬

‫مباشر مع المقاوالت التي يمكن أن تلبي حاجات اإلدارة‪ ،‬فاختيار المتعهد يأتي بقرار‬

‫جماعي للجنة التفاوض‪ ،‬و المعينة من طرف صاحب المشروع وتحت مسؤوليته‪ ،‬فاالختيار‬

‫يأتي بعد استشارة المتنافسين و التفاوض حول شروط الصفقة فالفصل ‪ 84.1‬أعطى لإلدارة‬

‫حرية اختيار المنافسة و المفاوضة مع مرشح واحد أو عدة مترشحين‪ ،‬على أن ال يقل العدد‬

‫‪28‬‬
‫على (‪ )3‬ثالثة مترشحين‪ .‬هذه اإلمكانية تخول اإلدارة المتعاقدة إستقاللية واسعة‪ ،‬ألنه‬

‫بإمكانها تحديد بحرية المتعاقد وشروط المفاوضات‪ ،‬وقد حدد المشرع الحاالت التي يمكن‬

‫اللجوء فيها إلى الصفقة التفاوضية وهي قسمان‪:‬‬

‫‪ -‬صفقات تفاوضية بعد إشهار مسبق وإجراء مناقشة؛‬

‫‪ -‬صفقات تفاوضية بدور إشهار مسبق وبدون إجراء مناقشة‪.‬‬

‫فبالنسبة لصفقات التفاوض بعد إشهار مسبق وإجراء مناقشة حددها مرسوم ‪20‬‬

‫مارس ‪ 2013‬في حالتين‪:‬‬

‫‪-‬الحالة األولى‪ :‬تهم الصفقات التي تعلن فيها مسطرة عديمة الجدوى‪ ،‬إذا تعلق األمر بعدم‬

‫تقديم أي عرض أو عدم قبول العروض المقدمة أي أن مسطرة طلب العروض أو المباراة‬

‫أعلنت عديمة الجدوى مع اشتراط أن المسطرة كانت سليمة‪ ،‬وعدم إدخال أي تغيير على‬

‫الشروط األصلية للصفقة وال تزيد المدة الفاصلة بين تاريخ نشر التصريح بعدم جدوى‬

‫الم سطرة وتاريخ نشر اإلعالن عن الصفقة التفاوضية واحد وعشرون (‪ )21‬يوما‪.‬‬

‫‪-‬الحالة الثانية ‪ :‬حالة تقصير صاحب الصفقة أثناء تنفيذها‪ ،‬مما يستدعي البحث عن متعاقد‬

‫آخر وفقا للشروط الواردة في الصفقة األصلية‪.‬‬

‫فبالنسبة للحالتين يجب اتباع المسطرة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إشهار اإلعالن عن الصفقة في جريدة ذات توزيع وطني وفي بوابة الصفقات العمومية؛‬

‫إعالن إشهار يجب أن يضم‪ :‬موضوع الصفقة‪ ،‬صاحب المشروع‪ ،‬عنوان ومكتب سحب‬

‫‪29‬‬
‫ملف الصفقة‪ ،‬المستندات الواجب اإلدالء بها‪ ،‬مكتب إيداع عروض المتنافسين‪ ،‬عنوان‬

‫الموقع االلكتروني المستعمل في النشر‪ ،‬التاريخ األقصى إليداع الترشيحات؛‬

‫ــ األجل األدنى للنشر‪ :‬عشرة (‪ )10‬أيام‪45‬؛‬

‫ملف الصفقة التفاوضية يضم‬

‫‪ -‬نسخة من إعالن اإلشهار؛‬

‫‪ -‬دفتر التحمالت؛‬

‫‪ -‬التصاميم؛‬

‫‪ -‬عقد اإللتزام؛‬

‫‪ -‬جدول األثمان والتقدير المفصل؛‬

‫‪ -‬تحليل األثمان بالنسبة للصفقات بأثمان إجمالية عند االقتضاء؛‬

‫‪ -‬العناصر المكونة للعرض التقني عند االقتضاء‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمسطرة المتبعة في الصفقة التفاوضية‪:‬‬

‫‪ -‬توجهه الترشيحات المحتوية على الملفين االداري والتقني و اإلضافي بأية وسيلة‬

‫مؤكدة؛‬

‫تفحص لجنة التفاوض الترشيحات التي تم التوصل بها؛‬

‫‪ -‬ضرورة ثالثة متنافسين؛‬

‫‪ 45‬المادة ‪ 85‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬توجه رسالة استشارة إلى المقبولين إليداع عروضهم‪ .‬مع توجيه رسالة إلى المقصيين‬

‫لتبيان أسباب إقصئهم؛‬

‫‪ -‬بعد استالم العروض‪ ،‬في لجنة التفاوض المفاوضات مع المتنافسين المقبولين بصورة‬

‫متزامنة؛‬

‫‪ -‬في نهاية المفاوضات تقترح اللجنة العرض األكثر أفضلية‪.46‬‬

‫فالثمن هو العنصر األكثر تفاوضا من طرف لجنة التفاوض‪ ،‬في مرسوم ‪ 20‬مارس‬

‫‪ 2013‬حدد ايضا المفاوضات حول األجل وظروف التنفيذ‪ ،‬وتأثير الثمن على األجل‪.‬‬

‫ويمكن في التفاوض التطرق إلى ضمانات حسن التنفيذ للصفقة (كفوائد التأخير‬

‫وشروط الفسخ‪)...‬‬

‫وهذه المعايير تعتبر وسيلة اختيار العرض األفضل اقتصاديا‪.‬‬

‫‪ -‬تدون المفاوضات في تقرير يوقعه رئيس و أعضاء لجنة التفاوض‪ ،‬ويرفق بملف الصفقة‪.‬‬

‫فالصفقات التفاوضية كما سبق اإلشارة إليه بأنها وسيلة بيد صاحب المشروع الختيار‬

‫المرشحين والتفاوض معهم من قبل لجنة التفاوض المعنية من قبله‪ ،‬نظرا لخصوصيات هذا‬

‫النوع من الصف قة الذي يهم بعض األعمال التي تتسم بطابع خاص يميزها عن باقي‬

‫الصفقات األخرى‪ .‬فنجد المشرع المغربي يحدد الصفقات التفاوضية بدون إشهار مسبق و‬

‫بدون إجراء منافسة في سبعة حاالت وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ 46‬المادة ‪ 86‬من نفس المرسوم‬


‫‪31‬‬
‫‪ -1‬األعمال التي ال يمكن القيام بها اال من طرف صاحب أعمال محددة لخصوصيتها التقنية‬

‫والمعقدة‪.‬‬

‫‪ -2‬األعمال التي تقتضي ضرورات الدفاع الوطني أو األمن العام للحفاظ على سريتها‪.‬‬

‫‪-3‬أصحاب األعمال الحاملين براءات االختراع‪.‬‬

‫‪ -4‬حاالت االستعجال الناجمة عن ظروف غير متوقعة كالكوارث الطبيعية ولكن مع احترام‬

‫الحاجيات التي تطلبتها ظروف االستعجال‪.‬‬

‫‪ -5‬األ عمال المستعجلة التي تهم الدفاع عن حوزة التراب الوطني أو أمن السكان أو سالمة‬

‫السير الطرقي أو المالحة الجوية أو البحرية الشروع في تنفيذها قبل تحديد شروط الصفقة‪.‬‬

‫‪ -6‬تنظيم الحفالت أو الزيارات الرسمية التي تكتسب صبغة استعجالية وغير متوقعة‪.‬‬

‫‪ -7‬األعمال اإلضافية التي يعهد بها إلى مقاول أو مورد أو خدماتي سبق أن أسندت إليه‬

‫الصفقة‪ ،‬ويجب أن ال تتجاوز نسبة عشرة في المئة (‪ )10%‬وتعتبر تكملة لها‪ ،‬ويجب أن‬

‫تبرم وفق عقود ملحقة بالصفقات األصلية‪.47‬‬

‫وحدد المشرع شكل الصفقات التفاوضية في المادة ‪ 87‬من مرسوم ‪ 20‬مارس‬

‫‪ 2013‬حيث نصت بأن الصفقات التفاوضية تبرم إما بناء على عقد التزام يوقعه الراغب في‬

‫التعاقد وعلى دفتر الشروط الخاصة‪ ،‬وإما بصفة استثنائية‪ ،‬بتبادل الرسائل أو اتفاقية خاصة‬

‫بالنسبة لألعمال المستعجلة المنصوص عليها في حالة االستثناء الواردة في الفقرة ‪ 5‬من‬

‫البند الثاني من المادة ‪ 86‬أعاله‪ ،‬التي يتالئم إنجازها مع إعداد الوثائق المكون للصفقة‪.‬‬

‫‪ 47‬المادة ‪ 86‬من المرسوم‪.‬‬


‫‪32‬‬
‫ويبين تبادل الرسائل أو االتفاقية الخاصة المذكورة على األقل على طبيعة العمليات‬

‫وكذا حدود التزامات السلطة المتعاقدة من حيث المبلغ والمدة ويحدد لها ثمنها نهائيا أو‬

‫مؤقتا‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة‪ ،‬ال يجوز أن يؤدي أي دفع أي سلفة أو دفعات مسبقة‪.‬‬

‫ويجب أن تتم تسوية تبادل الرسائل أو االتفاقية الخاصة على شكل صفقة بثمن نهائي الثالثة‬

‫أشهر الموالية‪.‬‬

‫‪ -2‬أعمال بناء على سندات الطلب‬

‫يعد هذا األسلوب استثنائيا في تنفيذ أعمال معينة من الصفقات‪ .‬وبمقتضاه يحق لصاحب‬

‫المشروع القيام باقتناء توريدات ممكن تسليمها في الحال‪ ،‬وإنجاز أشغال أو خدمات في‬

‫حدود مبلغ مئتي ألف (‪ )200000‬درهم‪ .48‬مع احتساب الرسوم‪ ،‬ويراعي هذا الحد في‬

‫إطار سنة مالية واحدودة وحسب نوع الميزانية مع اعتبار كل آمر بالصرف أو آمر‬

‫بالصرف المساعد وحسب أعمال من نفس النوع‪.49‬‬

‫فالطلبيات العمومية ليست في حاجة دائمة إلى المصادقة المسبقة‪ ،‬بل يكفي لكي تكون‬

‫صحيحة أم تبرم من طرف المفوضين لاللتزام (اآلمر بالصرف أو اآلمر بالصرف‬

‫المساعد) مع احترام قواعد المحاسبة العمومية‪ ،‬وهي ليست بشكل صفقات‪ ،‬وتمكن اإلدارة‬

‫‪ 48‬مليكة الصروخ ‪ ،‬الصفقات العمومية في المغرب األشغال ـ التوريدات ــ الخدمات مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136 ،‬‬
‫‪ 49‬يراعى حد مائتي ألف ‪ 200000‬جرهم في إلطار سنة مالية‪ ،‬و المعلوم أن السنة المالية بالمغرب تبتدأ من ‪ 1‬يناير و‬
‫تنتهي في ‪ 31‬دجنبر‪ ،‬و حسب نوع ال الميزانية‪ ،‬المقصود هل يتعلق األمر بميزانية التسيير أو اإلستثمار‪ ،‬أو ميزانية‬
‫مرفق عمومي مسير بطريقة مستقلة‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫من اقتناء ما تحتاجه من أدوات أو خدمات أو إنجاز أشغال إذا لم تتجاوز قيمتها مبلغا‬

‫معينا‪.50‬‬

‫وينبغي أن تتضمن هذه السندات مواصفات ومحتوى األعمال المراد تلبيتها‪ ،‬وعند‬

‫االقتضاء أجل التنفيذ أو تاريخ التسليم وشروط الضمان‪ .‬ويجب أن تخضع األعمال‬

‫موضوع سندات الطلب إلى المنافسة قدر اإلمكان‪ ،‬وحسب الوسائل الالزمة‪ .‬ما عدى إذا‬

‫استحال اللجوء اليها أو كانت تتعارض مع العمل‪ .‬ويلزم صاحب المشروع لهذه الغاية‬

‫باستشارة ثالثة متنافسين على األقل و بتقديم بيانات مختلفة لألثمنة‪ ،51‬على األقل مقدمة من‬

‫طرف المتنافسين المعنيين ما عدا في حالة االستحالة أو عدم المالءمة‪ .‬وفي حالة عدم‬

‫مالئمة إجراء منافسة أو استحالة تقديم ثالثة بيانات لألثمان يعده اآلمر بالصرف أو اآلمر‬

‫بالصرف المساعد أو الشخص المؤهل‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬مذكرة تبرر هذه اإلستحالة أو عدم‬

‫المالئمة‪.‬‬

‫ونظرا لخصوصيات بعض القطاعات الوزارية‪ ،‬يمكن لرئيس الحكومة أن يأذن فيما‬

‫يتعلق ببعض األعمال برفع حد مائتي ألف (‪ )200000‬درهم مع احساب الرسوم بموجب‬

‫مقرر يتخذه بعد استطالع رأي لجنة الصفقات وتأشيرة الوزير المكلف بالمالية وذلك دون‬

‫تجاوز خمسمائة ألف (‪ )500000‬درهم مع احتساب الرسوم‪ .‬أما بالنسبة للمؤسسات‬

‫العمومية‪ ،‬يمكن رفع حد مائتي ألف (‪ )200000‬درهم مع احتساب الرسوم بموجب مقرر‬

‫‪ 50‬فحسب ظهير ‪ 1958‬الخاص بالمحاسبة العمومية‪ ،‬كان هذا الرقم محدودا في ‪ 10.000‬درهم‪ ،‬و مع ارتفاع األسعار و‬
‫ازدياد حاجيات الإلدارة بلغ مقداره ‪ 30000‬درهم مع صدور مرسوم ‪ ،1976‬و منذ ‪ 1998‬إلى اآلن ‪ 200000‬ددرهم‪،‬‬
‫مع إمكانية رفع السقف إلى ‪ 500000‬درهم‪.‬‬
‫ـــ عب بد الكريم النوحي‪ ،‬موجز محاضرات الصفقات العمومية لطلبة السداسي السادس‪ ،‬قانون عام‪ ،‬السنة الجامعية ‪2018‬‬
‫ــ ‪.2019‬‬
‫‪ 51‬مليكة الصروخ‪ ،‬الصفقات العمومية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.1137‬‬
‫‪34‬‬
‫لمدير المؤسسة العمومية يتخذه بعد موافقة مجلس اإلدارة وتأشيرة الوزير المكلف بالمالية‬

‫وذلك من دون تجاوز خمسمائة الف (‪ )500000‬درهم مع حساب الرسوم‪.52‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إدماج صفقات أعمال الهندسة المعمارية‬

‫لقد جاء إدماج أعمال الهندسة المعمارية ضمن نصوص المرسوم الجديد ‪ ،‬حيث‬

‫خصص لها الباب الخامس ‪ ،‬محدثا بذلك القطيعة مع النظام القديم ( عقد المهندس النموذج)‬

‫و الذي تم العمل به منذ سنة ‪ 1947‬من طرف اإلدارات العمومية ‪ ،‬و الذي كان يتيح لها‬

‫هامشا أكبر في اختيار المهندس المعماري دون التقيد بمسطرة خاصة ‪ ،‬و في غياب تام‬

‫لمبادئ الشفافية و المنافسة ‪ ،‬حيث ظلت هذه األعمال المجال الخاص لبعض المهندسين و‬

‫حكرا عليهم دون اآلخرين ‪.‬‬

‫و قد خصص مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬تسعا و ثالثين مادة لهذه األعمال في بابه‬

‫الخامس ‪ ،‬نظرا ألهميتها الخاصة في ارتباطها بإنجاز الصفقات الكبرى و الذي يكون‬

‫موضوعها مرتبط بالبنيات التحتية ‪ ،‬الشيء الذي يتطلب تأطيرا من طرف مهندس‬

‫معماري ‪ ،‬و مراقبة و مواكبة تنفيذها كما أن هذا المستجد المتمثل في إدماج صفقات أعمال‬

‫الهندسة المعمارية كان مطلبا نادت به الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين خالل مرحلة‬

‫إعداد المرسوم‪ ،‬و ذلك لما كان يشكله التنظيم السابق من نقائص على مستوى الشفافية و‬

‫المنافسة والمساواة ‪ ،‬حيث ال تتيح للمهندسين المعماريين سهولة الولوج للتعاقد مع اإلدارة‪.‬‬

‫و قد حدد الباب الخامس من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬كما سبق أن أشرنا إلى ذلك ‪ ،‬حيث‬

‫‪ 52‬المادة ‪ 86‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪.2013‬‬


‫‪35‬‬
‫تم تحديد طرق إبرام الهندسة المعمارية ‪ ،‬في االستشارة المعمارية ‪ ،‬المباراة المعمارية ‪ ،‬و‬

‫االستشارة المعمارية التفاوضية‪.53‬‬

‫‪ .1‬االستشارة المعمارية‬

‫تمكن االستشارة المعمارية صاحب المشروع من اختيار المهندس المعماري الذي‬

‫قدم العرض األكثر أفضلية ‪ ،‬بعد إجراء تباري مفتوح في وجه جميع المهندسين المعماريين‬

‫على أساس برنامج لالستشارة المعمارية ‪ .‬و بعد استطالع رأي لجنة االستشارة المعمارية ‪،‬‬

‫يتم اللجوء إلى االستشارة المعمارية بالنسبة للمشاريع التي تقل الميزانية اإلجمالية المتوقعة‬

‫لألشغال المرتبطة بها عن عشرين مليون درهم دون احتساب الرسوم‪. 54‬‬

‫كما تبرم العقود المتعلقة بعمليات التجزئة عن طريق االستشارة المعمارية‪.‬‬

‫و لقد عرفتها المادة ‪ 91‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬بأنها مسطرة يتبارى من خاللها‬

‫مهندسون معماريون على أساس برنامج مباراة ‪ ،‬و يتيح الصاحب المشروع بعد استطالع‬

‫رأي لجنة المباراة ‪ ،‬اختيار تصور للمشروع‪ ،‬و إسناد تتبعه ‪ ،‬ومراقبة تنفيذه فيما بعد إلى‬

‫صاحبه ‪ ،‬و مكافأة أصحاب المشاريع األحسن ترتيبا ‪.‬‬

‫و تقوم االستشارة المعمارية على أساس برنامج يبن المحتوى و الحاجات التوقعية‬

‫التي يتعين أن يستجيب لها المشروع‪ ،‬كما تضع لنفس المسطرة المتبعة في مسطرة المباراة‪،‬‬

‫‪ 53‬عبد اللطيف الشدادي‪ ،‬نظام الصفقات العمومية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬م‪ .‬سيليكي أخوين طنجة ‪ ،2019‬ص‪:‬‬
‫‪.260‬‬
‫‪ 54‬المادة ‪ 91‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫بما في ذلك من إشهار مسبق ‪ ،‬وإيداع للعروض ‪ ،‬و فتح األظرفة في جلسة عمومية من‬

‫طرف لجنة االستشارة المعمارية ‪ ،‬و تقييمها لعروض المهندسين المتنافسين‪.‬‬

‫‪ .2‬المباراة المعمارية‬

‫المباراة المعمارية هي مسطرة يتبارى من خاللها مهندسون معماريون على أساس‬

‫برنامج المباراة ‪ ،‬الختيار تصور لمشروع ‪ ،‬و إسناد تتبعه و مراقبة تنفيذه فيما بعد إلى‬

‫صاحبه ‪ ،‬و مكافأة المشاريع أحسن ترتيبا ‪.‬‬

‫و تخص المشاريع التي تعادل أو تفوق ميزانيتها اإلجمالية المتوقعة لألشغال المتعلقة‬

‫بالمشروع عشرين مليون درهم دون احتساب الرسوم ‪ ،‬مع إمكانية اللجوء إلى المسطرة‬

‫حتى بالنسبة للمشاريع التي يقل مبلغها عن هذا الحد‪.55‬‬

‫‪ .3‬االستشارة المعمارية التفاوضية‬

‫االستشارة المعمارية التفاوضية طريقة إبرام تختار بموجبها لجنة تفاوض نائل العقد‪،‬‬

‫بعد استشارة متنافس أو أكثر ‪ ،‬و التفاوض بشأن شروط هذا العقد ‪ ،‬و تتعلق هذه‬

‫المفاوضات على الخصوص باألتعاب ‪ ،‬و اآلجال و شروط تنفيذ العمل‪.‬‬

‫و ال يمكن أن تخص هذه المفاوضات الموضوع ‪ ،‬و البرنامج المعد من طرف‬

‫صاحب المشروع ‪ .‬و تعين لجنة التفاوض من طرف السلطة المختصة أو األمر بالصرف‬

‫المساعد ‪ .‬و تتكون هذه اللجنة من رئيس وممثلين اثنين عن صاحب المشروع يكون أحدهما‬

‫‪ 55‬المادة ‪ 112‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬


‫‪37‬‬
‫مهندسة معماريا ‪ .‬و في حالة عدم توفر صاحب المشروع على مهندس معماري ‪ ،‬يطلب‬

‫من إدارة أخرى أن تضع رهن إشارته مهندسا معماريا لهذه الغايةو يقدم في مرحلة الترشيح‬

‫كل مهندس ملفا إداريا يضم جميع الوثائق المقررة من االستشارة المعمارية طبقا للمادة ‪97‬‬

‫من المرسوم ‪ ،‬و تكون المفاوضات موضوع تقرير يوقعه صاحب المشروع و يرفق بعقد ‪،‬‬

‫و يتضمن هذا التقرير الئحة المهندسين المعماريين المشاركين و المهندسين المعماريين‬

‫الذين ترشحوا و الذين تم التفاوض معهم ‪ ،‬و موضوع هذه المفاوضات وجودة مقترحاتهم ‪،‬‬

‫و مبالغ عروضهم ‪ ،‬و األسباب التي أدت إلى اختيار المهندس المعماري المقبول ‪.‬‬

‫و تشترط المادة ‪ 129‬من مرسوم الصفقات العمومية إعداد شهادة إدارية من طرف السلطة‬

‫المختصة ‪ ،‬أو من طرف اآلمر بالصرف المساعد‪ ،‬تبين االستثناء الذي يبرر إبرام العقد‬

‫على الشكل المذكور ‪ ،‬و األسباب التي أدت إلى تطبيقه في هذه الحالة‪.56‬‬

‫و يتم اللجوء إلى االستشارة المعمارية التفاوضية ‪ ،‬و تبرم عقودها إما بعد إشهار‬

‫مسبق و إجراء المنافسة ‪ ،‬أو دون إشهار مسبق مع استشارة كتابية الثالثة مهندسين‬

‫معماريين على األقل ‪ ،‬أو دون إشهار مسبق و دون إجراء منافسة‪.57‬‬

‫‪ 56‬المادة ‪ 129‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬


‫‪ 57‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪38‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫نظرا ألهمية الصفقات العمومية في تحريك االستثمار العمومي على المستوى‬

‫الوطني والمحلي فقد أحاطها المشرع المغربي بمجموعة من القواعد التدبيرية والتنظيمية‪،‬‬

‫يجب على األشخاص المعنوية العامة االلتزام بها خصوصا عند مرحلتي اإلبرام والمصادقة‬

‫من أجل تكريس الحكامة الجيدة التي نص عليها مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬والتي تعتبر‬

‫مدخال لتطوير نظام الصفقات العمومية نحو الفاعلية والكفاءة‪ ،‬وتتعلق مبادئ حكامة تدبير‬

‫الصفقات العمومية في ضمان حرية الولوج الطلبيات العمومية والمساواة بين المتنافسين‬

‫وضمان حقوقهم والشفافية في اختيار نائل الصفقة‪ ،‬مع ضرورة احترام البيئة‪ ،‬ووضع‬

‫االدارة برنامجها التوقيعي ونشره‪ ،‬ثم احترام مبدأ العلنية واختيار العرض األفضل‬

‫اقتصاديا‪.‬‬

‫ومن خالل دراستنا اإلطار القانوني إلبرام الصفقات العمومية تبين لنا مدى إحاطتها‬

‫بمجموعة من اإلجراءات التدبيرية التي تنحو منحى ضمان المنافسة بين المتنافسين و تقييد‬

‫السلطة التقديرية لإلدارة عبر االمتثال للمبادئ التي تجد سندها في مقتضيات مرسوم ‪20‬‬

‫مارس ‪.2013‬‬

‫وتعد مرحلة المصادقة على الصفقة العمومية بمثابة إعالن السلطة المختصة بذلك‬

‫قانونا على موافقتها على تنفيذ مشروع الصفقة و تترتب عن المصادقة حقوق والتزامات‬

‫بالنسبة لصاحب الصفقة كما تترتب عنه امتيازات وواجبات بالنسبة لإلدارة صاحبة‬
‫‪39‬‬
‫المشروع‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق يمكننا تقديم بعض االقتراحات من أجل النهوض بتنافسية وشفافية‬

‫الصفقات العمومية على مستوى المبادئ والطرق التي تؤطرها‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة تعديل مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المنظم للصفقات العمومية‪ ،‬عبر وضع‬

‫مدونة قانونية للصفقات العمومية لجمع شتات النصوص القانونية و التنظيمية التي‬

‫تدخل في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬التقليص من اللجوء إلى سندات الطلب و المسطرة التفاوضية إلبرام الصفقات‬

‫العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬التوسيع من اللجوء اإللكتروني إلبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬اإللتزام باإلعتمادات المالية التي تم رصدها إلبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب و المجالت‬

‫ـــ مليكة الصروخ‪ ،‬الصفقات العمومية في المغرب‪ ،‬األشغال‪ ،‬التوريدات‪ ،‬الخدمات‪ ،‬مطبعة‬

‫النجاح الجديدة‪.2009 ،‬‬

‫ـــ كريم لحرش‪ ،‬مستجدات المرسوم الجديد للصفقات العمومية‪ ،‬سلسلة الالمركزية و‬

‫اإلدارة الترابية‪ ،‬العدد ‪.2014 ،22‬‬

‫ـــ عبد اللطيف الشدادي‪،‬نظام الصفقات العمومية‪ ،‬مطبعة سيليكي أخوين‪ ،‬طنجة ‪.2019‬‬

‫ـــ عبد الكريم النوجي‪ ،‬موجز محاضرات الصفقات العمومية بكلبة السداسي السادس‪،‬‬

‫قانون عام‪ ،‬السنة الجامعية‪2018 :‬ــ‪.2019‬‬

‫األطروحات و الرسائل‪:‬‬

‫ـــ دنيا مكوار‪ ،‬الصفقات العمومية بين النص القانوني و الرقابة القضائيةــ دراسة‬

‫مقارنةــ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية‬

‫و اإلجتماعية سكات‪ ،‬السنة الجامعية ‪2028‬ــ‪.2028‬‬

‫ـــ نجاة ا لبرهوني‪ ،‬الصفقات العمومية ــ عقد األشغال العمومية نموذجاــ ‪ ،‬رسالة لنيل‬

‫شهادة الماستر ‪ ،‬وحدة الدراسات العقارية و التعمير‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬سطات‪ ،‬السنة‬

‫الجامعية ‪2017‬ــ‪.2016‬‬
‫‪41‬‬
‫ـــ إدريس المرابط‪ ،‬النطام القانوني للصفقات العمومية بالمغرب و مدى تأثره بالنموذج‬

‫الفرنسي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬السنة السنة الجامعية ‪2012‬ــ ‪.2013‬‬

‫نصوص قانونية‪:‬‬

‫ــــ دستور المملكة المغربية لسنة ‪.2011‬‬

‫ـــ مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 1434‬الموافق ل ‪ 20‬مارس‬

‫‪ 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪42‬‬

You might also like