Professional Documents
Culture Documents
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام
و الخاص لترقية الخدمات العامة
An analytical study of some international experiences in the field of public-private
partnerships to promote public services
بن نعوم عبد اللطيف
جامعة الجياللي اليابس سيدي
بلعباس/
كلية العلوم اإلقتصادية التجارية
و علوم التسيير /املخبر
الجزائر
Abdellatif_bennaoum2@yahoo.fr
املؤلف املرسل :بن نعوم عبد اللطيف،
اإليميلabdellatif_bennaoum2@yahoo.fr :
تاريخ النشر2021/06/09 : تاريخ القبول2021/05/15 : تاريخ الستالم2021/01/03 :
امللخص :
يمثل البحث عن تحقيق التوازن في املجال القتصادي والجتماعي الشغل الشاغل للحكومات
واألنظمة الحاكمة في مختلف دول العالم .وفي هذا اإلطار تعاقب النظريات لتحقيق التوازن،
فمنها من يؤكد على ضرورة تكفل الدولة بجميع دواليب القتصاد و العامة ،ومنها من يعتبر
أن تدخل الدولة أحد األسباب في اإلخالل في التوازن القتصادي والجتماعي .تعتبر الشراكة
بين القطاع العام والقطاع الخاص استراتيجية هامة باعتبارها أحد السياسات التي يمكنها
تحقيق التوازن القتصادي والجتماعي واملالي للدول ،مما جعلها تحظى بالهتمام الكبير من
قبل حكومات الدول املتقدمة والنامية على حد سواء في مختلف أنحاء العالم .وقد شملت
مشاريع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص التي ازدهرت في تسعينات القرن املاض ي
عديد من املجالت التي كانت سابقا حكرا على الدولة كمشاريع البنية التحتية األساسية
والتصالت والسياحة والنقل والبحث العلمي.
في هذا املقال سيتم عرض بعض التجارب املتعلقة بإنجاز املشاريع الكبرى في إطار الشراكة في
بعض الدول املتقدمة والنامية.
110
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
ABSTRACT
The search for a balance in the economic and social field represents the
preoccupation of governments and ruling regimes in various countries of
the world. In this context, the succession of theories to achieve balance,
some of them stress the need for the state to take care of all economic and
public wheels, and some of them consider state intervention as one of the
reasons for the disruption of the economic and social balance. The
partnership between the public sector and the private sector is an
important strategy as one of the policies that can achieve economic, social
and financial balance for countries, which made it receive great attention
from the governments of developed and developing countries alike in
various parts of the world. The public-private partnership projects that
flourished in the 1990s included many areas that were previously the
preserve of the state, such as basic infrastructure projects,
communications, tourism, transportation and scientific research. In this
article, some experiences related to accomplishing major projects within
the framework of partnership in some developed and developing countries
Keywords: Public sector - the private sector - partnership - partnership
between the two sectors - international experiences
Jel classification code: L33
: املقدمة-أ
من قبل، الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي عقد عاملي طويل األجل يغطي الستحواذ
على تدفق من الخدمات املقدمة من خالل بنية تحتية يصممها ويمولها ويبنها، كيان عام
.ويشغلها ويصونها شخص خاص
تم تطوير نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البداية في اململكة املتحدة من
(Marty, Voisin, ) (مبادرة التمويل الخاصPrivate Finance Initiative PFI خالل عقود
في كل من دول منظمة التعاون القتصادي1992 وقد انتشر منذ عام،& Trosa, 2006)
من، يتقاسم املقاولون، في الشراكة بين القطاعين العام والخاص.والتنمية والبلدان النامية
. يتحمل كل منهم املخاطر التي يمكنه إدارتها بأقل تكلفة، املخاطر، القطاعين العام والخاص
111
بن نعوم عبد اللطيف
بعبارة أخرى ،ل تسمح الشراكات بين القطاعين العام والخاص بنقل املخاطر ،ولكن على
العكس من ذلك ،ل تسمح باملشاركة املثلى للمخاطر بين املقاولين .يمكن اعتبار الشراكة بين
القطاعين العام والخاص وسيلة إلقامة تعاون مع القطاع الخاص ،في املناطق السيادية ،
لكنها ل تستوعب الخصخصة بمعنى أن املقاول العام ل يتخلى عن الخدمة املقدمة .يحدد
املقاول العام مواصفاته الوظيفية ،ويختار مزود الخدمة ،ويمارس السيطرة عليه خالل فترة
التعاقد..
عامليا أصبحت شراكة القطاع العام والخاص ظاهرة مسيطرة خالل السنوات األخيرة نتيجة
لعدم كفاية الستثمارات والضغوط املتزايدة على امليزانيات الحكومية ،باإلضافة إلى القلق
العام تجاه عدم كفاءة الخدمات التي تقدمها املؤسسات الحكومية ،حيث طبقت شراكة
القطاع العام والخاص بشكل رئيس ي في مجالت البنية األساسية القتصادية (مثل التصالت
الالسلكية والطاقة واملياه والطرق) .من املتعارف عليه أن هذه الخدمات كان يتم تقديمها
بشكل أساس ي من قبل القطاع العام .وقد كسبت الحكومات في العالم خبرة مع زيادة ارتباط
القطاع الخاص في توصيل الخدمات العامة ،وهذه املبادرات قد أخذت عدة أشكال مثل
الخصخصة املباشرة للصناعات العائدة سابقا للدولة والتعاقد الخارجي للخدمات أو
استخدام املشاريع كعالقة شراكة بين القطاعين العام والخاص .اإلشكالية املطروحة :
ما هي أهم التجارب الدولية الرائدة في مجال الشراكة بين القطاع الخاص و القطاع
العام لترقية قطاع الخدمات العامة ؟
ب -أهمية الدراسة :تهدف دراستنا إلى توضيح اإلطار العام للشراكة بين القطاع
الخاص و القطاع العام كآلية لتطبيق التسيير العمومي الجديد و دراسة بعض
التجارب الرائدة في العالم في هذا املجال و من جانب آخر استفادة و نظرة
الجزائر لهذه الشراكة كأسلوب لترقية الخدمات العمومية و ترقية التنمية و
التنمية املحلية
ت -أهداف الدراسة :تهدف دراستنا إلى التطرق إلى ابرز التجارب الدولية الرائدة في
مجال الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص كما نهدف إلى تحديد
الشراكة هذه في الجزائر و تشخيص مدى استفادة بالدنا من مختلف التجراب
الدولية في هذا املجال.
112
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
ج -مخطط الدراسة :وقد تقسيم هذه الدراسة إلى محوريين رئيسين على النحو
التالي
-املحوراألول :اإلطار النظري للشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص
-املحور الثاني :دراسة و تقييم بعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع
العام و القطاع الخاص
املحوراألول :اإلطارالنظري للشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص:
1.1تعريف وتطويرالشراكة بين القطاعين العام والخاص ()PPP
تعد الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص من املفاهيم الجديدة ،وقد طرحت عدة
تعاريف من جهات عدة بهدف تحديد مفهوم شامل لها وذلك شأنها شأن أي ظاهرة جديدة
يظهر جدل كبير حول تعريفها حتى تستقر ،حيث يمكن النظر إلى تعريف الشراكة وبحسب
قاموس Online Webster-Merriamبوصفها "عالقة قانونية موجودة بين اثنين أو أكثر
من األشخاص والشركات مرتبطين تعاقديا كمسؤولين أساسيين مشتركين في عمل تجاري"،
أما قاموس Collins English Essentialفيعطي تعريفا أوسع إذ تعرف بأنها العالقة التي فيها
يعمل اثنين أو أكثر من األشخاص أو املنظمات أو البلدان سوية بوصفهم شركاء (خليل
حمدونة . )2017 ،سوف نتطرق إلى بعض التعاريف من وجهة نظر اقتصادية وقانونية.
1.1.1تعاريف من الناحية اإلقتصادية :
من جهة اقتصادية ،وحسب صندوق النقد الدولي" FMI :يشير مفهوم الشراكة بين
القطاع العام والقطاع الخاص إلى الترتيبات التي تسمح للقطاع الخاص بتقديم أصول
وخدمات البنية التحتية من خالل الحكومة ،وتدخل الشراكة في عدة مجالت للبنية التحتية
و و القتصادية و الجتماعية و غالبا ما تتركز في بناء و تشغيل املستشفيات
املدارس و السجون و الطرق و األنفاق و شبكات اإلنارة و املطارات و املوانئ و محطات املياه و
الكهرباء"
ويعرفها املجلس االقتصادي واالجتماعي األوروبي " :بأنها أداة اقتصادية مرنة وديناميكية و
التي يمكن استعمالها لتحقيق العديد من األهداف القتصادية والجتماعية والبيئية
كالتنمية املستدامة والتشغيل"
113
بن نعوم عبد اللطيف
.حسب بنك التنمية األسيوي :فإن مفهوم الشراكة "يشير إلى العالقة التعاقدية طويلة األجل
بين القطاعين العام والخاص في مجال تمويل وتصميم وتنفيذ وتشغيل مشروعات وخدمات
البنية التحتية ،والتي كانت تقوم بشكل أساس ي من طرف القطاع العام.
أما البنك الدولي فيعرف الشراكة أنها" :عقد طويل األجل بين مؤسسة خاصة ووكالة حكومية
لغرض تقديم مهام وخدمات عمومية يتحمل القطاع الخاص كل أو أغلب املسؤوليات املالية
و املخاطر عن املشروع"
تعريف منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية : OCDEتعرف الشراكات بين القطاعين العام
و الخاص بأنها اتفاقيات يتم إبرامها ما بين الدولة و بين شريك أو شركاء متعددين بين القطاع
الخاص يقوم بموجبها الشركاء الخاص بتوفير خدمات بحيث أن أهداف مردوديتهم ترتبط
بالنقل الكافي للمخاطر إلى الشريك الخصوص ي( .طهراوي)2017 ،
هناك تعريف آخر :الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي ابتكار تنظيمي .في املنظمة
الناتجة ،يعتقد أن الدولة تشارك كما هي في مشروع الدولة .ومع ذلك ،لتبسيط مشاركتها
ومشاركة شريك خاص ،تقبل الدولة عقدا يحدد أساليب اإلدارة والحوكمة(Hafsi, 2009) .
:2.1.1.تعاريف من الناحية القانونية:
الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص :هي عقود إدارية تتعهد بموجبها الدولة أو أحد
هيئاتها إلى شخص خاص ملدة محددة تتناسب مع حجم الستثمارات املحتمل إنجازها،
وعليه.
✓ من الناحية العضوية :عقود الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص تجمع
بين صنفين من املتعاقدين العمومين و الخاص .
✓ من الناحية املادية :عقود الشراكة بين القطاعيين العام والخاص تتميز بشمولية
املهام امللقاة على عاتق املتعاقد املتمثلة في التمويل والبناء و الستغالل إضافة إلى
التصميم – التحضير األولي للمشروع-والتمويل املسبق على عاتق املتعاقد الخاص
مع اإلشارة إلى أنه يتم اقتسام املخاطر بين الطرفين (العام والخاص) املتمثلة في:
الصعوبات لتقنية املتعلقة بالبناء ،انعكاسات تعديل التشاريع ،اإلضرابات ،ارتفاع
أسعار املواد األولية ،وعدم قدرة املقاولة على إنجاز املشروع ..إلخ
114
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
115
بن نعوم عبد اللطيف
الشكل رقم :01مبادئ الشراكة الناجحة بين القطاع العام و القطاع الخاص
و املصدر :محمد أشرف خليل حمدونة :العوامل املحددة للشراكة بين القطاعين العام و الخاص
دورها في نمو االقتصاد الفلسطيني ،مذكرة ماجستير في اقتصاديات التنمية بكلية التجارة في الجامعة
اإلسالمية بغزة .أوت 2017ص 50
116
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
الذي يقوم به كل من القطاع العام والقطاع الخاص ضمن الشراكة .فالترتيبات املؤسسية
تتراوح ما بين ترك أمر البنية التحتية لإلدارة الحكومية أو ترك أمرها للقطاع الخاص وبين هذا
وذاك توجد ترتيبات مؤسسية توزع فيها األدوار بين الطرفين ويبدو هذا جليا في إسناد خدمات
البنية التحتية من خالل عدة صيغ تندرج وفق األسس التالية:
-1شركات تعاونية :وتدور حول إدارة وتنظيم الشراكة على أساس تشاركي بين
القطاعيين العام والخاص ،حيث تتصف الشراكة بعالقات أفقية بين أطراف
الشراكة ويتم اتخاذ القرار باإلجماع ويشترك جميع الشركاء بأداء املهام والواجبات
ول يوجد إشراف منفرد ألي طرف بموجب القواعد التي يفرضها .فكالهما يتحمل
املخاطر ويحصل على املنافع املتحققة عن النشاط.
-2شركات تعاقدية :وتعني بترتيبات توصيل الخدمات بموجب عقد بين طرفين وتكون
عالقة الشراكة عمودية مع وجود جهة مرجعية واحدة تمارس الرقابة والسيطرة على
النشاط وعلى األطراف األخرى املساهمة في الشراكة وهذه الجهة ل تمارس أداء
املهام بل تعتمد على األطراف األخرى في ذلك تكون قادرة على إنهاء الشراكة أحيانا
استنادا على معيار العقد الذي يحكم العالقة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
ووفق هذا التصنيف يدخل نظام الشراكة بين القطاعيين العام والخاص ضمن
الشراكة التعاونية بينما تأخذ
الشراكات التعاقدية عدة أشكال مثل :التأجير ،الخدمة ،اإلدارة ،البيع الكلي أو
الجزئي ،الشريك الستراتيجي ،والمتياز ،ويدخل ضمن المتياز أشكال عديدة أبرزها
نظام البناء والتشغيل و نقل امللكية BOTو الذي له تفرعات مثل
PBO،BLOT،ROO،BOOTو غيرها و يمكن استحداث صيغ أخرى تتناسب مع
املشروع املراد تنفيذه.
-3الشراكة التضامنية) التضامن) :إن التضامن هو كيان قانوني يأخذ شكل
الشراكة ويكون فيه كل من الجهة الحكومية املعنية والشريك الخاص متضامنين في
القيام بعمل يحقق لهما ربحا مشتركا .وبصفة عامة ،يساهم كل شريك في األصول
118
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
أن مجالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص تتمثل في مجال البنية التحتية للدول،
حيث بدأت العديد من الدول منذ الثمانينات في السماح للقطاع الخاص باملشاركة في
مشروعات البنية التحتية ،وبصفة خاصة مشروعات النقل بأنواعه ،الكهرباء ،التصالت
السلكية والالسلكية ،املياه والصرف الصحي .فعامليا أصبحت شراكة القطاع العام والخاص
ظاهرة مسيطرة خالل السنوات العشر األخيرة نتيجة لعدم كفاية الستثمارات العامة
والضغوط املتزايدة على امليزانيات الحكومية ،باإلضافة إلى القلق العام تجاه عدم كفاءة
الخدمات التي تقدمها املؤسسات والوكالت الحكومية ،حيث طبقت شراكة القطاع العام
والخاص بشكل رئيس ي في مجالت البنية التحتية القتصادية مثل :التصالت الالسلكية
والطاقة واملياه والنقل ،ولكن بدا مؤخرا اللتفات إلى البنية التحتية الجتماعية مثل :الصحة
والتعليم والخدمات األخرى.
2.4.1أساليب عقود الشراكة مع القطاع الخاص في إدارة الخدمات العامة :
ل يوجد أسلوب موحد لتحقيق الشراكة بين اإلدارة املحلية والقطاع الخاص باملشروعات
التنموية يمكن تطبيقه على جميع الحالت ،ولكن يمكن الوصول إلى األسلوب األمثل في كل
حالة علي حدة وذلك اعتمادا على الظروف الجتماعية والسياسية السائدة في كل دولة.
119
بن نعوم عبد اللطيف
وأيضا تتنوع أساليب الشراكة مع القطاع الخاص ودرجة مساهمته ومسئولياته فيها طبقا
لكل أسلوب ويوضح الشكل رقم 02أساليب الشراكة مع القطاع الخاص في تقديم
املشروعات الخدمية بصفة عامة ودرجة مساهمته فيها على النحو التالي:
الشكل رقم : 02أساليب شراكة القطاع العام مع القطاع الخاص ودرجة مساهمته فيها
املصدر :غربي وهيبة :الشراكة بين اإلدارة املحلية و القطاع الخاص و دورها في تحقيق التميز في تقديم
الخدمات العامة ،مجلة أبحاث إقتصادية و إدارية العدد السادس عشرديسمبر 2014ص 211
أ -أن العقد – أي عقد المتياز – موضوعه إدارة منظمة عامة إلشباع غايات و أهداف
اجتماعية.
ب -ان امللتزم يدير املرفق بدافع الربح الشخص ي و تحقيق مصلحته الخاصة و مع ذلك
فإن الحكومة أول و أخيرا مسؤولة عن سير اإلدارة وفقا للحقوق التالية :
• حق الرقابة على امللتزم
• حق توقيع الجزاءات
• حق تعديل العقد
-3عقود اإلدارة :
عقد اإلدارة هو اتفاق تتعاقد من خالله مؤسسة عمومية مع شركة خاصة إلدارة هذه
املؤسسة ،وبذلك تتحول حقوق التشغيل إلى القطاع الخاص ول تتحول حقوق امللكية إليها،
وتحصل الشركة الخاصة على رسوم مقابل خدماتها ،وتبقى املؤسسة العمومية مسؤولة عن
نفقات التشغيل والستثمار .وتستخدم هذه الطريقة في حالت تريد فيها الحكومة تنشيط
مؤسسة خاسرة من أجل رفع قيمتها و أسعارها و تتراوح مدة العقد ما بين ثالث إلى خمس
سنوات (.الفاعوري)2005 ،
و يعمل هذا األسلوب وفقا لإلجراءات التالية :
• تحتفظ الدولة أو الحكومة بحق ملكية املشروع.
• تقدم الحكومة األموال الالزمة إلدارة املشروع
• تقوم اإلدارة الخاصة بتقديم مجموعة من املهارات اإلدارية الضرورية لتطوير و
تشغيل و إعادة تأهيل املشروع العام.
-4عقود التأجير:
تقوم اإلدارة العامة عن طريقها بتأجير املشروع العام الذي تملكه إلى مستأجر في القطاع
الخاص يقوم بتشغيله مقابل دفعات سنوية إلى اإلدارة العامة املؤجرة بغض النظر عن
مستوى األرباح التي يحققها املستأجر الذي يتحمل املخاطر التشغيلية .
ومن أهم املزايا التي يقدمها عقد التأجير لإلدارة املحلية ما يلي :
121
بن نعوم عبد اللطيف
122
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
إشراكه في املساهمة فيرفع مستوى البنية األساسية و تمويلها جزئيا في نطاق رؤية تقطع
تدريجيا مع نظام املالية الجامد و الرقابة على املال العام و ذلك بهدف الستفادة من التمويل
الخاص لإلقتصاد بما يتيح حركية أفضل على السوق املالية و تنشيطها و على أساس تمكين
القطاع الخاص من عائدات استثمارية مع الحرص على التوازن املالي لعقود الشراكة و
تقاسم املخاطر املحتملة ،لكن الشراكة لم تنطلق فعليا إل سنة 1992بعد بروز نقائص
الخوصصة.
و في ما يلي بعض نماذج التجربة في اململكة املتحدة باعتبارها من أولى التجارب في العالم في
مجال الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص و كرؤية جديدة ضمن ما يعرف بالتسيير
العمومي الحديث :
-تجربة الشراكة في مجال الصحة :
عملت حكومة املحافظين على ضخ أموال ضخمة من ميزانية الدولة في قطاع الصحة
العمومية بهدف تأهيله و توفير خدمات أفضل.يعد هذا القطاع رغم أهميته و دوره الكبير
من القطاعات التي أهملت في وقت مض ى في اململكة.لتقوم مع ظهور أفكار التسيير العمومي
الحديث بتمويل جانب هام من املصحات الخاصة املسيرة ملرفق عام يتمثل في تأمين العالج
للجميع بمقابل رمزي.و يندرج التمويل في إطار "مبادرة تمويل عمومي" PFIللمرفق الوطني
للصحة الذي يعاني من بنية أساسية مهترئة تعود إلى سنوات األربعينيات مما جعله من
املرافق التي لم تواكب التطور الذي شهدته قطاعات اإلنتاج األخرى خاصة في مجال التصنيع
الحربي و السيارات و غيرها من القطاعات الستراتيجية.
ما يجب التنويه به أن هذه اآللية املتمثلة في الشراكة ظهرت في البداية في وضع تمويالت
لضخها في تحسين البنية األساسية لقطاع الخدمات الصحية من مستشفيات و مصحات و
هياكل إستشفائية و قد تم عرضها في شكل عقود صفقات تبرمها الدولة من القطاع الخاص
مقابل مساهمة في جزء من رأس املال املخصص للمشروع و استغالل خدمات التصرف في
إسداء خدمات العالج إلى املواطنين في نطاق عقد شراكة تتراوح مدته بين 20و 30سنة.
و قد أفرزت هذه التجربة بروز خدمات مساندة للقطاع الصحي بعد أن كان التصرف فيه
راجع باألساس للدولة إذ فتحت الشراكة بين القطاعين العام و الخاص املجال إلحداث
خدمات جديدة في إطار املناولة مثل التنظيف و اإلعتناء باملحيط و خدمات التغذية و
اإلعاشة للمقيمين باملصحات و املستشفيات وفق مواصفات عالية الجودة .و تندرج هذه
123
بن نعوم عبد اللطيف
الخدمات في كلفة العالج التي يتحملها املريض في جزء و يتقاسم الباقي القطاع العام و
القطاع الخاص و تهدف هذه الطريقة إلى توفير منافع صحية أفضل و تخفيف الضغط على
ميزانية الدولة من ناحية و حث القطاع الخاص و تحفيزه على الستثمار دون خوف خاصة و
أن العقود املبرمة ترتكز على مبدأ تقاسم املخاطر في صورة الفشل و هو من العوامل
األساسية التي تجعل املستثمرين يسعون إلى تجنب الفشل و العمل على تحقيق النجاح و
تحقيق األرباح.
إلى حدود سنة 1994تم تطوير تجربة تمويل القطاع العمومي للصحة إلى شراكة بين مجمع
و متكون من عدة متدخلين خواص لتمويل مشاريع عمومية مركبة من بناءات
تجهيزات تقنية و خدمات فنية مثل شبكة التصالت و الكهرباء و البنية التحتية.و هذا ما
ترك و فسح املجال امام البنوك لتوفير التمويالت الالزمة للمستثمرين و تمكينهم من إنجاز
املشاريع و عرضها على الدولة في إطار عقود استغالل مبرمة مسبقا وفق مواصفات الصفقات
العمومية بما يمكنهم من جني فوائد هامة و إتاحة الفرصة إلى النتفاع بخدمات جيدة.
و لعل هذا التطور من مجال الشراكة بين القطاعين في ضخ أموال مقابل تحسين البنية
التحتية و جودة الخدمات الصحية إلى مساهمة القطاع الخاص في شكل فردي أو في شكل
مجمع مستثمرين لنجاز مشاريع مشتركة ووضعها على ذمة الدولة في شكل عقود استغالل
إنما يرمي أساس إلى إضفاء النجاعة على الخدمات و التقليص من التكلفة.
أما سنة 2004فقد تطور نسق الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص إذ وصل حزب
العمال الحاكم سياسة الشراكة بنسق مختلف و مغاير حيث فتح مساهمة الخواص في
تمويل مشاريع الشراكة رغم معارضة بعض النواب من حزب العمال البريطاني.
و الجدير بالذكر أن اململكة املتحدة أقرت هذه السياسة ملا لها من فوائد على القتصاد من
ناحية و ما حققته من جودة للخدمات العمومية للصحة التي أثرت ايجابيا على مستوى
العيش و الرفاه.كما ساهمت في الرفع من مؤشر األمل في الحياة ليبلغ 80سنة بالنسبة
للرجال و 85سنة بالنسبة للنساء.و تجدر اإلشارة أيضا إلى أن دراسات أخرى انتقدت هذه
التجارب ملا أفرزته من تأثيرات سلبية على املواطنين املرض ى من حيث ارتفاع الكلفة و هو ما
يتعارض مع مبدأ الحق في التمتع بالخدمات الصحية املفترض توفيرها من قبل الدولة لجميع
املواطنين على قدم املساواة..
124
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
125
بن نعوم عبد اللطيف
وصلت الديون الخارجية إلى نحو 203مليارات منها 122مليارا ديون خارجية و انهيار العملة
التركية (الليرة) بنسبة ( .% 50خليل محدونة)2017 ،
لقد مهدت اإلصالحات الهيكلية التي تم اسراعها نتيجة لطلب تركيا النضمام لالتحاد
األوروبي الطريق لتطبيق تغيرات شاكلة في عدد من املجالت تمثلت األهداف الرئيسية من
هذه الجهود في تعزيز دور القطاع الخاص في القتصاد التركي كما أجل تعزيز كفاءة القطاع
املالي و مرونته و قد حقق القتصاد نموا من خالل الناتج اإلجمالي املحلي الحقيقي السنوي
حيث بلغ متوسطه % 5خالل العقد .2012-2002
يعتبر معدل النمو القتصادي التركي هو األسرع في دول منظمة OCDEويأتي بعدها الصين
وذلك بفضل الجهود الحكومية التركية التي وفرت مناخا مشجعا لالستثمار وفعلت دور
القطاع الخاص حرصا منها على التنمية القتصادية والجتماعية املتسارعة .ففي عام 2011
فقط كان معدل النمو القتصادي 8.5 %وكان العامل الرئيس في ذلك دور مساهمة القطاع
الخاص الكبير فقد قام بتوفير مليون وثالثمائة ألف وظيفة في سنة واحدة
ووفق دراسة صدرت عن البنك الدولي بعنوان" االستثمارات الدولية املشتركة للقطاع العام
والخاص لعام ،" 2014وشملت 139من البلدان النامية ،احتلت تركيا املركز الثاني بعد
البرازيل في استثمارات مشتركة للقطاعين العام والخاص ،وأضاف التقرير أن تركيا نفذت
أكبر خمسة مشاريع مشتركة بين القطاعين العام والخاص في أوروبا والشرق األوسط.يوضح
الجدول املوالي معلومات عامة عن الشراكة بين القطاع الحكومي و الخاص في تركيا كما
توضحه بيانات مشروع استثمارات القطاعين في البنك الدولي لسنة : 2016
جدول رقم : 03معلومات عامة عن الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في تركيا
املطارات ،الكهرباء ،تكنولوجيا املعلومات و القطاعات
التصالت ،الغاز الطبيعي ،املوانئ ،الطرق ،
املياه و الصرف الصحي
197 املشاريع املنفذة
168.022مليون دوالر إجمالي الستثمارات
قطاع الطاقة أكبر حصة استثمار تشاركي
األخضر Greenfield الحقل استثمار أبرز املشاريع التشاركية
128
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
investmeny
تمثل %12من إجمالي االستثمار املشاريع املنفذة أو تحت التنفيذ
املصدر :محمد أشرف خليل حمدونة :مرجع سابق ص 65
و يوضح الشكل رقم 03القطاعات التشاركية بين القطاعين العام و الخاص في تركيا كما
توضحه بيانات مشروع استثمارات القطاعين في البنك الدولي لسنة : 2016
الشكل رقم : 03القطاعات التشاركية بين القطاع العام و الخاص في تركيا
• جسر البوسفور الثالث :أو جسر السلطان سليم األول ،أنش ئ كثالث جسر يربط
بين ضفتي اسطنبول اآلسيوية واألوروبية بعد جسر البوسفور وجسر السلطان
محمد الفاتح ،ويعد أطول جسر معلق في العالم ،تم البدء بالعمل به عام 2013وتم
النتهاء منه وافتتاحه في 26أوت . 2016ويبلغ إجمالي طول الجسر 2164مترا ،و قد
أتاح املشروع حوالي 6000فرصة للعمل ،كما أضافت أعمال البناء إلى القتصاد
عوائد مالية بلغت 75.1مليار ليرة تركية سنويا.
• نفق أوراسيا :هو نفق للسيارات يقع في مدينة إسطنبول ،يربط الشطرين اآلسيوي
واألوروبي تحت قاع مضيق البوسفور ،افتتح رسميا في 20ديسمبر .2016وبلغت
تكلفة املشروع الذي منحته تركيا ،لشركات محلية خاصة وأجنبية ،وفقا لنظامBOT
حوالي مليار و 245مليون و 122ألف دولر ،وأشرف على بناء النفق كونسورتيوم
مكون من شركة "يابي مركزي "التركية الخاصة للبناء ،ومجموعة "أس كي" الكورية
الجنوبية
• املطار الثالث في اسطنبول :ربحت مجموعة مشتركة من الشركات التركية في شهر
مايو 2013إحدى املناقصات الخاصة بتنفيذ مشروع املطار الثالث في اسطنبول،
حيث ستقوم هذه الشركات بدفع مبلغ 1.22مليار يورو للحكومة باإلضافة إلى
الضرائب مقابل الحصول على حقها في تشغيل املطار من عاما ملدة 25عام بدءا من
. 2017بينما في مجال الصحة يأتي مشروع املستشفى الكبرى بمنطقة "إيكيتالي" في
مدينة اسطنبول معلنا عن رؤية جديدة لالستفادة من نموذج الشراكة بين القطاع
العام والخاص في تركيا ،فقد تقرر أن يكون األول من نوعه في العالم ،مما يجعل
اسطنبول مركزا للسياحة العالجية ،وذلك بمجرد التشغيل الكامل للمستشفى .
وفيما يتعلق بخطط الستثمار ،فإن مشروع املستشفى الكبرى بمنطقة "إيكيتالي" في
مدينة اسطنبول -املخطط أن له يكتمل في غضون - 36شهرا سيضم تسع
مستشفيات توفر الخدمة الصحية لـ 29000مريض يوميا ،وسيشتمل على عدد
130
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
131
بن نعوم عبد اللطيف
الشكل رقم : 04املشاريع التي تصل الي االقفال املالي حسب القطاع خالل الفترة -1990
2015
الشكل رقم : 05االستثمار في املشاريع التشاركية حسب القطاع خالل الفترة 2015-1990
نموذجا للشراكة وفق عقد امتياز بين شركة املياه لقسنطينة الجزائرية وشركة
مرسيليا للمياه الفرنسية ،أو ما يعرف بالتسيير بالتفويض ملدة خمس سنوات ابتداء
من سنة 2009بمبلغ قدره 4.3مليار دينار جزائري ،بحيث أسندت لها مهمة تسيير
واستغالل املياه وتطهيرها ،وصيانة الهياكل (الخزانات ومحطات ضخ املياه واآلبار(
باإلضافة إلى مراقبة نوعية املياه املوزعة وجودتها وكذا تسيير خدمات الزبائن
واملشاريع كالبحث عن تسربات املياه وأشغال إيصال املياه عبر شبكة التوزيع،
والفوترة ،والتحصيل والتكفل بطلبات الزبائن ومعالجتها .وتشير إحصائيات الشركة
أنها شغلت 2034عامال إلى نهاية سنة ( .2014خليل حمدونة)2017 ،
الخاتمة :
تتطلب الشراكة بين القطاعين العام و الخاص حوكمة رشيدة و شفافة لإلستفادة القصوى
و تعيق من ايجابياتها و تفادي سلبياتها و تجنب العوامل التي قد تعرقل مصداقيتها
تحقيق التنمية املستدامة املرجوة من حسن استعمال املرافق العمومية.
بالنظر إلى التجارب الدولية الناجحة في هذا املجال فال بد من استحسان مواصلة إعتماد
الشراكة بين القطاعين العام و القطاع الخاص من قبل السلطات العمومية في الجزائر
باعتبارها تمكن من تحقيق األهداف التالية :
-إحداث فرص عمل كثيرة في وقت وجيز أثناء غنجاز املشاريع أو عند اإلستغالل و بالتالي
تقليص معدلت البطالة.
-جلب استثمارات اجنبية و توجيهها للتنمية املحلية و الوطنية.
-تطوير اتلسياحة الوطنية في مجال الخدمات الفندقية و اإلقامات و الخدمات الرياضية و
سياحة العمال و املؤتمرات.
و -اإلسهام في تمويل اإلقتصاد الوطني و دعم اندماجه في محيطه املتوسطي و العربي
العاملي.
-الرفع من خبرة اليد العاملة الجزائرية و كفاءتها من خالل املشاريع املنجزة.
-تطوير املرافق العمومية و البنية األساسية مثل النقل و املواصالت و اإلتصالت
و الخدمات الصحية بمناطق التنمية .
133
بن نعوم عبد اللطيف
اإلستفادة من تجارب بعض البلدان في مجال الشراكة في الخدمات الصحية خاصة في وقت
مثل جائحة كورونا.
و لتحقيق هذه األهداف نقدم التوصيات التالية :
-ضرورة إرساء سياسة عمومية واضحة و متناسقة و شفافة في مجال الشراكة بين القطاعين
العام و الخاص.
-تكوين لجان إلعداد و متابعة قوانين تنظم الشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا
للمعايير الدولية .
-إعتماد آلية الشراكة بين القطاعين العام و الخاص كوسيلة جديدة لتحقيق التنمية
و التوازن الجهوي و تقليص الفوارق بين مناطق الوطن.
-ضرورة إرساء آليات الحوكمة الرشيدة إلبرام عقود الشراكة و مراقبة تنفيذها.
Bibliographie
1- En langues étrangères
الشراكة بني القطاع العام و القطاع اخلاصتونس معهد تنمية قدرات كبار املوظفني -2010-2011
تونس-
-دومة علي طهراوي .)2017( .الشراكة بني القطاعني العام و اخلاص يف البىن التحتية للطاقات
املتجددة و دورها يف تفيف التبعية الطاقوية-دراسة حالة اجتربة املغرب .-جمال مناء لإلقتصاد و التجارة ،
.24
-رفعت عبد احلليم الفاعوري .)2005( .جتارب عربية يف اخلصخصة .مصر :املنظمة العربية للتنمية
اإلدارية.
134
دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة
-حممد أشرف خليل محدونة .)2017( .العوامل احملددة للشراكة بني القطاعني العام و اخلاص و دورها
يف منو االقتصاد الفلسطيين .غزة :مذكرة ماجستري يف اقتصادايت التنمية بكلية التجارة يف اجلامعة االسالمية
بغزة.
-حممد عبد العال عيسى( .سبتمرب .)2018الشراكة بني القطاعني العام و اخلاص :املفهوم و األسباب
و الدوافع و الصور .اجمللة العربية لإلدارة .49-37 ،
-هشام مصطفى سامل اجلمل .)2016( .الشراكة بني القطاعني العامو اخلاص كأداة لتحقيق التنمية
املستدامة .جملة كلية الشريعة و القانون بطنطا مصر العدد 31اجلزء الرابع .1703 ،
-وسيلة سعود ،و فرحات عباس .)2018( .الشراكة بني القطاعني العام و اخلاص يف إنشاء مشاريع
البنية التحتية .جملة البشائر اإلقتصادية .218-203 ،
-وهيبة غريب .)2014( .الشراكة بني اإلدارة احمللية و القطاع اخلاص و دورها يف حتقيق التميز يف تقدمي
اخلدمات العامة .جملة أحباث إقتصادية و إدارية .212 ،
135