You are on page 1of 26

‫املجلد ‪ / 08‬الع ــدد‪ 01 :‬مارس (‪)2021‬‬ ‫املجلة املغاربية لإلقتصاد و املناجمنت‬

‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام‬
‫و الخاص لترقية الخدمات العامة‬
‫‪An analytical study of some international experiences in the field of public-private‬‬
‫‪partnerships to promote public services‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬
‫جامعة الجياللي اليابس سيدي‬
‫بلعباس‪/‬‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية التجارية‬
‫و علوم التسيير‪ /‬املخبر‬
‫الجزائر‬
‫‪Abdellatif_bennaoum2@yahoo.fr‬‬
‫املؤلف املرسل‪ :‬بن نعوم عبد اللطيف‪،‬‬
‫اإليميل‪abdellatif_bennaoum2@yahoo.fr :‬‬
‫تاريخ النشر‪2021/06/09 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2021/05/15 :‬‬ ‫تاريخ الستالم‪2021/01/03 :‬‬

‫امللخص ‪:‬‬
‫يمثل البحث عن تحقيق التوازن في املجال القتصادي والجتماعي الشغل الشاغل للحكومات‬
‫واألنظمة الحاكمة في مختلف دول العالم ‪.‬وفي هذا اإلطار تعاقب النظريات لتحقيق التوازن‪،‬‬
‫فمنها من يؤكد على ضرورة تكفل الدولة بجميع دواليب القتصاد و العامة‪ ،‬ومنها من يعتبر‬
‫أن تدخل الدولة أحد األسباب في اإلخالل في التوازن القتصادي والجتماعي‪ .‬تعتبر الشراكة‬
‫بين القطاع العام والقطاع الخاص استراتيجية هامة باعتبارها أحد السياسات التي يمكنها‬
‫تحقيق التوازن القتصادي والجتماعي واملالي للدول‪ ،‬مما جعلها تحظى بالهتمام الكبير من‬
‫قبل حكومات الدول املتقدمة والنامية على حد سواء في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وقد شملت‬
‫مشاريع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص التي ازدهرت في تسعينات القرن املاض ي‬
‫عديد من املجالت التي كانت سابقا حكرا على الدولة كمشاريع البنية التحتية األساسية‬
‫والتصالت والسياحة والنقل والبحث العلمي‪.‬‬
‫في هذا املقال سيتم عرض بعض التجارب املتعلقة بإنجاز املشاريع الكبرى في إطار الشراكة في‬
‫بعض الدول املتقدمة والنامية‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

-‫الشراكة بين القطاعين‬-‫الشراكة‬-‫القطاع الخاص‬-‫ القطاع العام‬: ‫الكلمات املفتاحية‬


‫تجارب دولية‬

ABSTRACT
The search for a balance in the economic and social field represents the
preoccupation of governments and ruling regimes in various countries of
the world. In this context, the succession of theories to achieve balance,
some of them stress the need for the state to take care of all economic and
public wheels, and some of them consider state intervention as one of the
reasons for the disruption of the economic and social balance. The
partnership between the public sector and the private sector is an
important strategy as one of the policies that can achieve economic, social
and financial balance for countries, which made it receive great attention
from the governments of developed and developing countries alike in
various parts of the world. The public-private partnership projects that
flourished in the 1990s included many areas that were previously the
preserve of the state, such as basic infrastructure projects,
communications, tourism, transportation and scientific research. In this
article, some experiences related to accomplishing major projects within
the framework of partnership in some developed and developing countries
Keywords: Public sector - the private sector - partnership - partnership
between the two sectors - international experiences
Jel classification code: L33

:‫ املقدمة‬-‫أ‬
‫ من قبل‬، ‫الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي عقد عاملي طويل األجل يغطي الستحواذ‬
‫ على تدفق من الخدمات املقدمة من خالل بنية تحتية يصممها ويمولها ويبنها‬، ‫كيان عام‬
.‫ويشغلها ويصونها شخص خاص‬
‫تم تطوير نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البداية في اململكة املتحدة من‬
(Marty, Voisin, )‫ (مبادرة التمويل الخاص‬Private Finance Initiative PFI ‫خالل عقود‬
‫ في كل من دول منظمة التعاون القتصادي‬1992 ‫ وقد انتشر منذ عام‬،& Trosa, 2006)
‫ من‬، ‫ يتقاسم املقاولون‬، ‫ في الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬.‫والتنمية والبلدان النامية‬
.‫ يتحمل كل منهم املخاطر التي يمكنه إدارتها بأقل تكلفة‬، ‫ املخاطر‬، ‫القطاعين العام والخاص‬

111
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫بعبارة أخرى ‪ ،‬ل تسمح الشراكات بين القطاعين العام والخاص بنقل املخاطر ‪ ،‬ولكن على‬
‫العكس من ذلك ‪ ،‬ل تسمح باملشاركة املثلى للمخاطر بين املقاولين‪ .‬يمكن اعتبار الشراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص وسيلة إلقامة تعاون مع القطاع الخاص ‪ ،‬في املناطق السيادية ‪،‬‬
‫لكنها ل تستوعب الخصخصة بمعنى أن املقاول العام ل يتخلى عن الخدمة املقدمة‪ .‬يحدد‬
‫املقاول العام مواصفاته الوظيفية ‪ ،‬ويختار مزود الخدمة ‪ ،‬ويمارس السيطرة عليه خالل فترة‬
‫التعاقد‪..‬‬
‫عامليا أصبحت شراكة القطاع العام والخاص ظاهرة مسيطرة خالل السنوات األخيرة نتيجة‬
‫لعدم كفاية الستثمارات والضغوط املتزايدة على امليزانيات الحكومية‪ ،‬باإلضافة إلى القلق‬
‫العام تجاه عدم كفاءة الخدمات التي تقدمها املؤسسات الحكومية‪ ،‬حيث طبقت شراكة‬
‫القطاع العام والخاص بشكل رئيس ي في مجالت البنية األساسية القتصادية (مثل التصالت‬
‫الالسلكية والطاقة واملياه والطرق)‪ .‬من املتعارف عليه أن هذه الخدمات كان يتم تقديمها‬
‫بشكل أساس ي من قبل القطاع العام‪ .‬وقد كسبت الحكومات في العالم خبرة مع زيادة ارتباط‬
‫القطاع الخاص في توصيل الخدمات العامة‪ ،‬وهذه املبادرات قد أخذت عدة أشكال مثل‬
‫الخصخصة املباشرة للصناعات العائدة سابقا للدولة والتعاقد الخارجي للخدمات أو‬
‫استخدام املشاريع كعالقة شراكة بين القطاعين العام والخاص‪ .‬اإلشكالية املطروحة ‪:‬‬
‫ما هي أهم التجارب الدولية الرائدة في مجال الشراكة بين القطاع الخاص و القطاع‬
‫العام لترقية قطاع الخدمات العامة ؟‬
‫ب‪ -‬أهمية الدراسة‪ :‬تهدف دراستنا إلى توضيح اإلطار العام للشراكة بين القطاع‬
‫الخاص و القطاع العام كآلية لتطبيق التسيير العمومي الجديد و دراسة بعض‬
‫التجارب الرائدة في العالم في هذا املجال و من جانب آخر استفادة و نظرة‬
‫الجزائر لهذه الشراكة كأسلوب لترقية الخدمات العمومية و ترقية التنمية و‬
‫التنمية املحلية‬
‫ت‪ -‬أهداف الدراسة ‪:‬تهدف دراستنا إلى التطرق إلى ابرز التجارب الدولية الرائدة في‬
‫مجال الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص كما نهدف إلى تحديد‬
‫الشراكة هذه في الجزائر و تشخيص مدى استفادة بالدنا من مختلف التجراب‬
‫الدولية في هذا املجال‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫ج‪ -‬مخطط الدراسة ‪:‬وقد تقسيم هذه الدراسة إلى محوريين رئيسين على النحو‬
‫التالي‬
‫‪ -‬املحوراألول‪ :‬اإلطار النظري للشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص‬
‫‪ -‬املحور الثاني‪ :‬دراسة و تقييم بعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع‬
‫العام و القطاع الخاص‬
‫املحوراألول‪ :‬اإلطارالنظري للشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص‪:‬‬
‫‪ 1.1‬تعريف وتطويرالشراكة بين القطاعين العام والخاص (‪)PPP‬‬
‫تعد الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص من املفاهيم الجديدة‪ ،‬وقد طرحت عدة‬
‫تعاريف من جهات عدة بهدف تحديد مفهوم شامل لها وذلك شأنها شأن أي ظاهرة جديدة‬
‫يظهر جدل كبير حول تعريفها حتى تستقر‪ ،‬حيث يمكن النظر إلى تعريف الشراكة وبحسب‬
‫قاموس ‪ Online Webster-Merriam‬بوصفها "عالقة قانونية موجودة بين اثنين أو أكثر‬
‫من األشخاص والشركات مرتبطين تعاقديا كمسؤولين أساسيين مشتركين في عمل تجاري"‪،‬‬
‫أما قاموس‪ Collins English Essential‬فيعطي تعريفا أوسع إذ تعرف بأنها العالقة التي فيها‬
‫يعمل اثنين أو أكثر من األشخاص أو املنظمات أو البلدان سوية بوصفهم شركاء (خليل‬
‫حمدونة‪ . )2017 ،‬سوف نتطرق إلى بعض التعاريف من وجهة نظر اقتصادية وقانونية‪.‬‬
‫‪ 1.1.1‬تعاريف من الناحية اإلقتصادية ‪:‬‬
‫من جهة اقتصادية‪ ،‬وحسب صندوق النقد الدولي‪" FMI :‬يشير مفهوم الشراكة بين‬
‫القطاع العام والقطاع الخاص إلى الترتيبات التي تسمح للقطاع الخاص بتقديم أصول‬
‫وخدمات البنية التحتية من خالل الحكومة‪ ،‬وتدخل الشراكة في عدة مجالت للبنية التحتية‬
‫و‬ ‫و القتصادية و الجتماعية و غالبا ما تتركز في بناء و تشغيل املستشفيات‬
‫املدارس و السجون و الطرق و األنفاق و شبكات اإلنارة و املطارات و املوانئ و محطات املياه و‬
‫الكهرباء"‬
‫ويعرفها املجلس االقتصادي واالجتماعي األوروبي‪ " :‬بأنها أداة اقتصادية مرنة وديناميكية و‬
‫التي يمكن استعمالها لتحقيق العديد من األهداف القتصادية والجتماعية والبيئية‬
‫كالتنمية املستدامة والتشغيل"‬

‫‪113‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫‪.‬حسب بنك التنمية األسيوي‪ :‬فإن مفهوم الشراكة "يشير إلى العالقة التعاقدية طويلة األجل‬
‫بين القطاعين العام والخاص في مجال تمويل وتصميم وتنفيذ وتشغيل مشروعات وخدمات‬
‫البنية التحتية‪ ،‬والتي كانت تقوم بشكل أساس ي من طرف القطاع العام‪.‬‬
‫أما البنك الدولي فيعرف الشراكة أنها‪" :‬عقد طويل األجل بين مؤسسة خاصة ووكالة حكومية‬
‫لغرض تقديم مهام وخدمات عمومية يتحمل القطاع الخاص كل أو أغلب املسؤوليات املالية‬
‫و املخاطر عن املشروع"‬
‫تعريف منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية ‪ : OCDE‬تعرف الشراكات بين القطاعين العام‬
‫و الخاص بأنها اتفاقيات يتم إبرامها ما بين الدولة و بين شريك أو شركاء متعددين بين القطاع‬
‫الخاص يقوم بموجبها الشركاء الخاص بتوفير خدمات بحيث أن أهداف مردوديتهم ترتبط‬
‫بالنقل الكافي للمخاطر إلى الشريك الخصوص ي‪( .‬طهراوي‪)2017 ،‬‬
‫هناك تعريف آخر ‪ :‬الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي ابتكار تنظيمي‪ .‬في املنظمة‬
‫الناتجة ‪ ،‬يعتقد أن الدولة تشارك كما هي في مشروع الدولة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬لتبسيط مشاركتها‬
‫ومشاركة شريك خاص ‪ ،‬تقبل الدولة عقدا يحدد أساليب اإلدارة والحوكمة‪(Hafsi, 2009) .‬‬
‫‪ :2.1.1.‬تعاريف من الناحية القانونية‪:‬‬
‫الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص‪ :‬هي عقود إدارية تتعهد بموجبها الدولة أو أحد‬
‫هيئاتها إلى شخص خاص ملدة محددة تتناسب مع حجم الستثمارات املحتمل إنجازها‪،‬‬
‫وعليه‪.‬‬
‫✓ من الناحية العضوية‪ :‬عقود الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص تجمع‬
‫بين صنفين من املتعاقدين العمومين و الخاص ‪.‬‬
‫✓ من الناحية املادية‪ :‬عقود الشراكة بين القطاعيين العام والخاص تتميز بشمولية‬
‫املهام امللقاة على عاتق املتعاقد املتمثلة في التمويل والبناء و الستغالل إضافة إلى‬
‫التصميم – التحضير األولي للمشروع‪-‬والتمويل املسبق على عاتق املتعاقد الخاص‬
‫مع اإلشارة إلى أنه يتم اقتسام املخاطر بين الطرفين (العام والخاص) املتمثلة في‪:‬‬
‫الصعوبات لتقنية املتعلقة بالبناء‪ ،‬انعكاسات تعديل التشاريع‪ ،‬اإلضرابات‪ ،‬ارتفاع‬
‫أسعار املواد األولية‪ ،‬وعدم قدرة املقاولة على إنجاز املشروع ‪ ..‬إلخ‬

‫‪114‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫✓ من الناحية املالية‪ :‬املتعاقد مع الشخص العمومي يتقاض ى مقابال يتغير حسب‬


‫األهداف والنتائج املرجوة‪ ،‬التمويل واألداء العمومي يمتد طوال مدة العقد‪.‬‬
‫عرفها أيضا ‪ Kolzow :‬بأنها "إلتزام مشترك ملتابعة أهداف إقتصادية مشتركة يتم تحديدها‬
‫مشاركة عن طريق قيادات القطاعين" (سالم الجمل‪)2016 ،‬‬
‫و عرفتها األمم املتحدة بأنها ‪" :‬التعاون و األنشطة املشتركة بين القطاعين العام و الخاص‬
‫بغرض تنفيذ املشروعات الكبرى و بحيث تكون املوارد و اإلمكانيات لكل القطاعين مستخدمة‬
‫معا‪ ،‬و ذلك بالطريقة التي تؤدي إلى اقتسام املسؤوليات و املخاطر بين القطاعين بطريقة‬
‫رشيدة لتحقيق التوازن األمثل لكل من القطاعين" (سالم الجمل‪)2016 ،‬‬
‫ويري البعض أن عقد الشراكة بين القطاعيين العام والخاص أي نظام)‪ (PPP‬هو عقد إداري‬
‫يتعهد بمقتضاه أحد أشخاص القطاع العام إلى أحد أفراد القطاع الخاص للقيام بتمويل‬
‫الستثمار املتعلق باألعمال والتجهيزات الضرورية للمرفق العام وإدارتها واستغاللها وصيانتها‬
‫طول مدة العقد املحدد في مقابل مبالغ مالية تلتزم اإلدارة املتعاقدة بدفعها إليه بشكل مجزئ‬
‫طوال مدة فترة التعاقد‪ ،‬وتتولى مؤسسات من القطاعين العام والخاص العمل معا لتحقيق‬
‫مشاريع أو تقديم خدمات املواطنين‪ ،‬خصوصا في املشاريع املتعلقة بالبنية التحتية‪( .‬خليل‬
‫حمدونة‪)2017 ،‬‬
‫‪ : 2.1‬مبادئ و أهداف الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص‬
‫وهناك عدة مبادئ يجب توافرها بين الشركاء‪ ،‬كما يوضح شكل رقم ‪ ،‬إلنجاح ولتحقيق‬
‫عملية الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫*اإللتزام* و التعهد االستمرارية* الشفافية‬

‫‪115‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫الشكل رقم ‪ :01‬مبادئ الشراكة الناجحة بين القطاع العام و القطاع الخاص‬

‫و‬ ‫املصدر‪ :‬محمد أشرف خليل حمدونة ‪ :‬العوامل املحددة للشراكة بين القطاعين العام و الخاص‬
‫دورها في نمو االقتصاد الفلسطيني ‪ ،‬مذكرة ماجستير في اقتصاديات التنمية بكلية التجارة في الجامعة‬
‫اإلسالمية بغزة ‪.‬أوت ‪ 2017‬ص ‪50‬‬

‫فيما يخص أهداف الشراكة ‪: PPP‬‬


‫إن رؤية البنك الدولي للشراكة بين القطاع العام والخاص تهدف إلى تحقيق التنمية‬
‫القتصادية والجتماعية خاصة في الدول النامية حيث يبرز دور الدولة في اتخاذ القرار ورسم‬
‫السياسات‪ ،‬أما دور القطاع الخاص فيبرز في تنفيذ املشاريع واملشاركة في أدائها بناء على فكرة‬
‫عدم كفاءة تنفيذ خطط التنمية القتصادية إذا ما اقتصرت على أي من الدولة و أجهزتها أو‬
‫القطاع الخاص بشكل منفرد و يمكن جمع هذه األهداف في النقاط التالية ‪:‬‬
‫• أهداف السياسة االجتماعية ‪:‬تبقى الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص‬
‫الحل األنجح للمشاكل التي يعرفها املسير العمومي "حلول خاصة ملشاكل عامة "‬
‫حيث تهدف إلى تقديم خدمات تتميز بمستوى عاملي بكفاءة وجودة عالية‪.‬‬
‫• أهداف السياسة االقتصادية ‪:‬هذه األهداف تتجلى في تقوية البنية التحتية‪،‬‬
‫وعصرنة املرافق العامة وتطبيق مبدأ املرفق العاملي‪ ،‬حيث أظهرت الدراسات أن‬
‫هنالك عالقة وثيقة بين النمو القتصادي وتطور البنية األساسية وأن كل نقص في‬
‫هذه األخيرة يعيق التنمية القتصادية ‪.‬ومن جانب أخر تساعد البنية األساسية على‬

‫‪116‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫خلق فرص العمل‪ ،‬تشجيعا لالستثمارات املحلية واألجنبية‪ ،‬والزيادة في اإلنتاجية‬


‫وتطوير الوظائف الجتماعية للدولة‪.‬‬
‫• أهداف سياسية ‪-‬ديموغر افية ‪:‬أصبحت غالبية الدول النامية تعاني من العجز‬
‫املتكرر في خدمات املرافق العامة إذ لم تعد قادرة على تغطية احتياجات املواطنين‬
‫مما أثر سلبا على جودة الخدمات املقدمة وساهم في تفاقم الهوة بين العرض‬
‫والطلب‪.‬‬
‫• أهداف التدبير الجيد و االستراتيجي للمر افق العامة ‪:‬يتم اللجوء إلى عقود‬
‫الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في حالت الستعجال وفي حالة املشاريع‬
‫التي تتميز بالشمولية والتعقيد وأن الشخص العامل يمتلك الخبرة والكفاءة‬
‫والتحديد املسبق لوسائل التقنية التي يتطلبها املشروع أو قد ل تكون له تجربة في‬
‫وضع التركيبة القانونية واملالية للمشروع وبالتالي مشاركة املقاولت في أعمال اإلدارة‪..‬‬
‫(خليل حمدونة‪)2017 ،‬‬
‫‪ :3.1‬مبررات اللجوء الشراكات بين القطاعين العام والخاص و أنواعها‬
‫‪ : 1.3.1‬مبررات اللجوء إلى الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص ‪:‬‬
‫لقد قدمت عدة مبررات إلبراز نجاعة و أفضلية الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص‬
‫فباإلضافة للحجج و املبررات املوضوعية املتعلقة أساسا بالرتفاع املتزايد للطلب على‬
‫الخدمات العمومية بفعل التطور الديموغرافي و تطور املدن و بالتالي فهذه العقود هي فرصة‬
‫لتوفير خدمات عمومية ذات نوعية و بأسعار معقولة و كذلك بالنظر لصعوبة التمويل في‬
‫عالم يعيش أزمات مالية متكررة و أزمة مديونية و بالتالي فهي فرصة ملشاركة القطاع الخاص‬
‫في التمويل و في مجهود التنمية باإلضافة لكل هذا هناك حجج ل يمكن وصفها باملوضوعية و‬
‫العلمية و هي تلك التي تدخل في إطار ضرورة تقليص تدخل الدولة في النشاط القتصادي و‬
‫و نجاعة ‪،‬‬ ‫ترك املجال للسوق و القطاع الخاص الذين هما أكثر فعالية‬
‫‪ :2.3.1‬أنواع الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص‬
‫تصنف الشراكة من خالل املفاهيم والتوجهات واملعايير وفق عدة أسس مثل نمط التنظيم‬
‫واتخاذ القرار‪ ،‬نوع القرار‪ ،‬نوع القطاع‪ ،‬طبيعة النشاط‪ ،‬طبيعة العقد ‪.‬حيث يتحدد الدور‬
‫‪117‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫الذي يقوم به كل من القطاع العام والقطاع الخاص ضمن الشراكة ‪.‬فالترتيبات املؤسسية‬
‫تتراوح ما بين ترك أمر البنية التحتية لإلدارة الحكومية أو ترك أمرها للقطاع الخاص وبين هذا‬
‫وذاك توجد ترتيبات مؤسسية توزع فيها األدوار بين الطرفين ويبدو هذا جليا في إسناد خدمات‬
‫البنية التحتية من خالل عدة صيغ تندرج وفق األسس التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬شركات تعاونية ‪:‬وتدور حول إدارة وتنظيم الشراكة على أساس تشاركي بين‬
‫القطاعيين العام والخاص‪ ،‬حيث تتصف الشراكة بعالقات أفقية بين أطراف‬
‫الشراكة ويتم اتخاذ القرار باإلجماع ويشترك جميع الشركاء بأداء املهام والواجبات‬
‫ول يوجد إشراف منفرد ألي طرف بموجب القواعد التي يفرضها ‪.‬فكالهما يتحمل‬
‫املخاطر ويحصل على املنافع املتحققة عن النشاط‪.‬‬
‫‪ -2‬شركات تعاقدية ‪:‬وتعني بترتيبات توصيل الخدمات بموجب عقد بين طرفين وتكون‬
‫عالقة الشراكة عمودية مع وجود جهة مرجعية واحدة تمارس الرقابة والسيطرة على‬
‫النشاط وعلى األطراف األخرى املساهمة في الشراكة وهذه الجهة ل تمارس أداء‬
‫املهام بل تعتمد على األطراف األخرى في ذلك تكون قادرة على إنهاء الشراكة أحيانا‬
‫استنادا على معيار العقد الذي يحكم العالقة بين القطاع العام والقطاع الخاص‪.‬‬
‫ووفق هذا التصنيف يدخل نظام الشراكة بين القطاعيين العام والخاص ضمن‬
‫الشراكة التعاونية بينما تأخذ‬
‫الشراكات التعاقدية عدة أشكال مثل ‪:‬التأجير‪ ،‬الخدمة‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬البيع الكلي أو‬
‫الجزئي‪ ،‬الشريك الستراتيجي‪ ،‬والمتياز‪ ،‬ويدخل ضمن المتياز أشكال عديدة أبرزها‬
‫نظام البناء والتشغيل و نقل امللكية ‪ BOT‬و الذي له تفرعات مثل‬
‫‪ PBO،BLOT،ROO،BOOT‬و غيرها و يمكن استحداث صيغ أخرى تتناسب مع‬
‫املشروع املراد تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -3‬الشراكة التضامنية) التضامن) ‪ :‬إن التضامن هو كيان قانوني يأخذ شكل‬
‫الشراكة ويكون فيه كل من الجهة الحكومية املعنية والشريك الخاص متضامنين في‬
‫القيام بعمل يحقق لهما ربحا مشتركا ‪.‬وبصفة عامة‪ ،‬يساهم كل شريك في األصول‬

‫‪118‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫ويشارك في املخاطر‪ ،‬وبموجب التضامن تكون الحكومة هي املنظم األول واألخير‪،‬‬


‫باإلضافة إلى كونها شريكا نشطا في الشركة العاملة‪.‬‬
‫‪ : 4.1‬مجاالت و أساليب الشراكة بين القطاع العام و الخاص و شروط نجاحها‬
‫‪ : 1.4.1‬مجاالت الشراكة بين القطاعين العام و الخاص‬
‫إن موضوع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص يعد من األساليب األساسية في خلق‬
‫اإلجراءات التي تسمح للقطاع الخاص في تعزيز دوره في النشاط القتصادي والعمل جنبا إلى‬
‫جنب مع القطاع العام للنهوض بالقتصاد وتحقيق التنمية القتصادية‪ ،‬واعتمدت الشراكة‬
‫في كثير من الدول وشملت تنوعا واسعا من التفاعالت بين القطاع العام والقطاع الخاص في‬
‫كثير من املجالت واملحاور الرئيسية التي تقوم عليها الدولة ‪.‬وطبقت الشراكة بشكل رئيس ي في‬
‫مجالت البنية األساسية القتصادية مثل) التصالت الالسلكية والطاقة واملياه والطرق‪(.‬‬

‫أن مجالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص تتمثل في مجال البنية التحتية للدول‪،‬‬
‫حيث بدأت العديد من الدول منذ الثمانينات في السماح للقطاع الخاص باملشاركة في‬
‫مشروعات البنية التحتية‪ ،‬وبصفة خاصة مشروعات النقل بأنواعه‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬التصالت‬
‫السلكية والالسلكية‪ ،‬املياه والصرف الصحي ‪.‬فعامليا أصبحت شراكة القطاع العام والخاص‬
‫ظاهرة مسيطرة خالل السنوات العشر األخيرة نتيجة لعدم كفاية الستثمارات العامة‬
‫والضغوط املتزايدة على امليزانيات الحكومية‪ ،‬باإلضافة إلى القلق العام تجاه عدم كفاءة‬
‫الخدمات التي تقدمها املؤسسات والوكالت الحكومية‪ ،‬حيث طبقت شراكة القطاع العام‬
‫والخاص بشكل رئيس ي في مجالت البنية التحتية القتصادية مثل ‪:‬التصالت الالسلكية‬
‫والطاقة واملياه والنقل‪ ،‬ولكن بدا مؤخرا اللتفات إلى البنية التحتية الجتماعية مثل ‪:‬الصحة‬
‫والتعليم والخدمات األخرى‪.‬‬
‫‪ 2.4.1‬أساليب عقود الشراكة مع القطاع الخاص في إدارة الخدمات العامة ‪:‬‬
‫ل يوجد أسلوب موحد لتحقيق الشراكة بين اإلدارة املحلية والقطاع الخاص باملشروعات‬
‫التنموية يمكن تطبيقه على جميع الحالت‪ ،‬ولكن يمكن الوصول إلى األسلوب األمثل في كل‬
‫حالة علي حدة وذلك اعتمادا على الظروف الجتماعية والسياسية السائدة في كل دولة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫وأيضا تتنوع أساليب الشراكة مع القطاع الخاص ودرجة مساهمته ومسئولياته فيها طبقا‬
‫لكل أسلوب ويوضح الشكل رقم ‪ 02‬أساليب الشراكة مع القطاع الخاص في تقديم‬
‫املشروعات الخدمية بصفة عامة ودرجة مساهمته فيها على النحو التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 02‬أساليب شراكة القطاع العام مع القطاع الخاص ودرجة مساهمته فيها‬

‫املصدر ‪ :‬غربي وهيبة ‪ :‬الشراكة بين اإلدارة املحلية و القطاع الخاص و دورها في تحقيق التميز في تقديم‬
‫الخدمات العامة ‪ ،‬مجلة أبحاث إقتصادية و إدارية العدد السادس عشرديسمبر‪ 2014‬ص ‪211‬‬

‫‪ -1‬عقود الخدمة ‪ :‬من أهم ميزات هذا النوع من التعاقد ‪:‬‬


‫• الليونة‬
‫• حصول أفضل على خدمات متخصصة‬
‫• توفير أفضل في كلفة اإلدارة و الجهاز البشري‬
‫• عمليات ل تتعرض للمجازفة التجارية ‪(.‬غربي‪)2014 ،‬‬
‫‪ -2‬عقود اإلمتياز ‪:‬‬
‫هو عقد تعهد الحكومة إلى شركة أو أفراد بإدارة منظمة أو مرفق عام و استغالله ملدة‬
‫محدودة و ذلك بواسطة أمواله الخاصة و عماله و موظفيه و على مسؤوليته الخاصة و يتم‬
‫ذلك مقابل تقاض ي رسوم من املنتفعين بخدمات هذا التنظيم و تسود طريقة المتياز‬
‫فكرتان ‪:‬‬
‫‪120‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫أ‪ -‬أن العقد – أي عقد المتياز – موضوعه إدارة منظمة عامة إلشباع غايات و أهداف‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان امللتزم يدير املرفق بدافع الربح الشخص ي و تحقيق مصلحته الخاصة و مع ذلك‬
‫فإن الحكومة أول و أخيرا مسؤولة عن سير اإلدارة وفقا للحقوق التالية ‪:‬‬
‫• حق الرقابة على امللتزم‬
‫• حق توقيع الجزاءات‬
‫• حق تعديل العقد‬
‫‪ -3‬عقود اإلدارة ‪:‬‬
‫عقد اإلدارة هو اتفاق تتعاقد من خالله مؤسسة عمومية مع شركة خاصة إلدارة هذه‬
‫املؤسسة‪ ،‬وبذلك تتحول حقوق التشغيل إلى القطاع الخاص ول تتحول حقوق امللكية إليها‪،‬‬
‫وتحصل الشركة الخاصة على رسوم مقابل خدماتها‪ ،‬وتبقى املؤسسة العمومية مسؤولة عن‬
‫نفقات التشغيل والستثمار ‪.‬وتستخدم هذه الطريقة في حالت تريد فيها الحكومة تنشيط‬
‫مؤسسة خاسرة من أجل رفع قيمتها و أسعارها و تتراوح مدة العقد ما بين ثالث إلى خمس‬
‫سنوات ‪(.‬الفاعوري‪)2005 ،‬‬
‫و يعمل هذا األسلوب وفقا لإلجراءات التالية ‪:‬‬
‫• تحتفظ الدولة أو الحكومة بحق ملكية املشروع‪.‬‬
‫• تقدم الحكومة األموال الالزمة إلدارة املشروع‬
‫• تقوم اإلدارة الخاصة بتقديم مجموعة من املهارات اإلدارية الضرورية لتطوير و‬
‫تشغيل و إعادة تأهيل املشروع العام‪.‬‬
‫‪ -4‬عقود التأجير‪:‬‬
‫تقوم اإلدارة العامة عن طريقها بتأجير املشروع العام الذي تملكه إلى مستأجر في القطاع‬
‫الخاص يقوم بتشغيله مقابل دفعات سنوية إلى اإلدارة العامة املؤجرة بغض النظر عن‬
‫مستوى األرباح التي يحققها املستأجر الذي يتحمل املخاطر التشغيلية ‪.‬‬
‫ومن أهم املزايا التي يقدمها عقد التأجير لإلدارة املحلية ما يلي ‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫➢ توفير نفقات التشغيل دون التخلي عن ملكية املشروع‪.‬‬


‫➢ الحصول على دخل سنوي دون التعرض ملخاطر السوق‪.‬‬
‫➢ وقف الدعم والتحويالت املالية األخرى مما يخفف العبء على املوازنة العامة‪.‬‬
‫➢ جذب مهارات تقنية و إدارية متطورة‪.‬‬
‫➢ استخدام األصول بدرجة أكبر من الكفاءة‪( .‬عبد العال عيس ى‪ ،‬سبتمبر‪)2018‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬دراسة و تقييم بعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام‬
‫و القطاع الخاص‪:‬‬
‫يمثل البحث عن تحقيق التوازن في املجال القتصادي والجتماعي الشغل الشاغل للحكومات‬
‫واألنظمة الحاكمة في مختلف دول العالم ‪.‬وفي هذا اإلطار تعاقب النظريات لتحقيق التوازن‪،‬‬
‫فمنها من يؤكد على ضرورة تكفل الدولة بجميع دواليب القتصاد و العامة‪ ،‬ومنها من يعتبر‬
‫أن تدخل الدولة أحد األسباب في اإلخالل في التوازن القتصادي والجتماعي‪ .‬وكما ذكر‬
‫سابقا‪ ،‬تعتبر الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص استراتيجية هامة باعتبارها أحد‬
‫السياسات التي يمكنها تحقيق التوازن القتصادي والجتماعي واملالي للدول‪ ،‬مما جعلها تحظى‬
‫بالهتمام الكبير من قبل حكومات الدول املتقدمة والنامية على حد سواء في مختلف أنحاء‬
‫العالم‪ .‬وقد شملت مشاريع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص التي ازدهرت في‬
‫تسعينات القرن املاض ي عديد من املجالت التي كانت سابقا حكرا على الدولة كمشاريع البنية‬
‫التحتية األساسية والتصالت والسياحة والنقل والبحث العلمي‪.‬‬
‫في هذا املحور سيتم عرض بعض التجارب املتعلقة بإنجاز املشاريع الكبرى في إطار الشراكة في‬
‫بعض الدول املتقدمة والنامية‪.‬‬
‫‪ : 1.2‬تجربة اململكة املتحدة ‪:‬‬
‫استنادا إلى مقال صادر عن مركز البحوث السياسية الصحية بجامعة "ماتفورد ليسسيتر"‬
‫باململكة املتحدة مؤرخ في فيفري ‪ 2005‬فإن تجربة الشراكة بين القطاعين العام و الخاص‬
‫انطلقت في آخر السبعينات بعيد أزمة ارتفاع أسعار النفط حيث أقرت حكومة مارغريت‬
‫تاتشر سياسة جديدة في إطار ما يعرف بالتسيير العمومي الجديد – كما رأينا من قبل –‬
‫سياسة حكومة تاتشر كانت تهدف إلى مجابهة تدني خدمات الصحة العمومية و الرفع من‬
‫مستوى صحة و عيش املواطن النجليزي كما هدفت إلى التفتح على القطاع الخاص و‬

‫‪122‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫إشراكه في املساهمة فيرفع مستوى البنية األساسية و تمويلها جزئيا في نطاق رؤية تقطع‬
‫تدريجيا مع نظام املالية الجامد و الرقابة على املال العام و ذلك بهدف الستفادة من التمويل‬
‫الخاص لإلقتصاد بما يتيح حركية أفضل على السوق املالية و تنشيطها و على أساس تمكين‬
‫القطاع الخاص من عائدات استثمارية مع الحرص على التوازن املالي لعقود الشراكة و‬
‫تقاسم املخاطر املحتملة ‪ ،‬لكن الشراكة لم تنطلق فعليا إل سنة ‪ 1992‬بعد بروز نقائص‬
‫الخوصصة‪.‬‬
‫و في ما يلي بعض نماذج التجربة في اململكة املتحدة باعتبارها من أولى التجارب في العالم في‬
‫مجال الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص و كرؤية جديدة ضمن ما يعرف بالتسيير‬
‫العمومي الحديث ‪:‬‬
‫‪ -‬تجربة الشراكة في مجال الصحة ‪:‬‬
‫عملت حكومة املحافظين على ضخ أموال ضخمة من ميزانية الدولة في قطاع الصحة‬
‫العمومية بهدف تأهيله و توفير خدمات أفضل‪.‬يعد هذا القطاع رغم أهميته و دوره الكبير‬
‫من القطاعات التي أهملت في وقت مض ى في اململكة‪.‬لتقوم مع ظهور أفكار التسيير العمومي‬
‫الحديث بتمويل جانب هام من املصحات الخاصة املسيرة ملرفق عام يتمثل في تأمين العالج‬
‫للجميع بمقابل رمزي‪.‬و يندرج التمويل في إطار "مبادرة تمويل عمومي" ‪ PFI‬للمرفق الوطني‬
‫للصحة الذي يعاني من بنية أساسية مهترئة تعود إلى سنوات األربعينيات مما جعله من‬
‫املرافق التي لم تواكب التطور الذي شهدته قطاعات اإلنتاج األخرى خاصة في مجال التصنيع‬
‫الحربي و السيارات و غيرها من القطاعات الستراتيجية‪.‬‬
‫ما يجب التنويه به أن هذه اآللية املتمثلة في الشراكة ظهرت في البداية في وضع تمويالت‬
‫لضخها في تحسين البنية األساسية لقطاع الخدمات الصحية من مستشفيات و مصحات و‬
‫هياكل إستشفائية و قد تم عرضها في شكل عقود صفقات تبرمها الدولة من القطاع الخاص‬
‫مقابل مساهمة في جزء من رأس املال املخصص للمشروع و استغالل خدمات التصرف في‬
‫إسداء خدمات العالج إلى املواطنين في نطاق عقد شراكة تتراوح مدته بين ‪ 20‬و ‪ 30‬سنة‪.‬‬
‫و قد أفرزت هذه التجربة بروز خدمات مساندة للقطاع الصحي بعد أن كان التصرف فيه‬
‫راجع باألساس للدولة إذ فتحت الشراكة بين القطاعين العام و الخاص املجال إلحداث‬
‫خدمات جديدة في إطار املناولة مثل التنظيف و اإلعتناء باملحيط و خدمات التغذية و‬
‫اإلعاشة للمقيمين باملصحات و املستشفيات وفق مواصفات عالية الجودة‪ .‬و تندرج هذه‬
‫‪123‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫الخدمات في كلفة العالج التي يتحملها املريض في جزء و يتقاسم الباقي القطاع العام و‬
‫القطاع الخاص و تهدف هذه الطريقة إلى توفير منافع صحية أفضل و تخفيف الضغط على‬
‫ميزانية الدولة من ناحية و حث القطاع الخاص و تحفيزه على الستثمار دون خوف خاصة و‬
‫أن العقود املبرمة ترتكز على مبدأ تقاسم املخاطر في صورة الفشل و هو من العوامل‬
‫األساسية التي تجعل املستثمرين يسعون إلى تجنب الفشل و العمل على تحقيق النجاح و‬
‫تحقيق األرباح‪.‬‬
‫إلى حدود سنة ‪ 1994‬تم تطوير تجربة تمويل القطاع العمومي للصحة إلى شراكة بين مجمع‬
‫و‬ ‫متكون من عدة متدخلين خواص لتمويل مشاريع عمومية مركبة من بناءات‬
‫تجهيزات تقنية و خدمات فنية مثل شبكة التصالت و الكهرباء و البنية التحتية‪.‬و هذا ما‬
‫ترك و فسح املجال امام البنوك لتوفير التمويالت الالزمة للمستثمرين و تمكينهم من إنجاز‬
‫املشاريع و عرضها على الدولة في إطار عقود استغالل مبرمة مسبقا وفق مواصفات الصفقات‬
‫العمومية بما يمكنهم من جني فوائد هامة و إتاحة الفرصة إلى النتفاع بخدمات جيدة‪.‬‬
‫و لعل هذا التطور من مجال الشراكة بين القطاعين في ضخ أموال مقابل تحسين البنية‬
‫التحتية و جودة الخدمات الصحية إلى مساهمة القطاع الخاص في شكل فردي أو في شكل‬
‫مجمع مستثمرين لنجاز مشاريع مشتركة ووضعها على ذمة الدولة في شكل عقود استغالل‬
‫إنما يرمي أساس إلى إضفاء النجاعة على الخدمات و التقليص من التكلفة‪.‬‬
‫أما سنة ‪ 2004‬فقد تطور نسق الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص إذ وصل حزب‬
‫العمال الحاكم سياسة الشراكة بنسق مختلف و مغاير حيث فتح مساهمة الخواص في‬
‫تمويل مشاريع الشراكة رغم معارضة بعض النواب من حزب العمال البريطاني‪.‬‬
‫و الجدير بالذكر أن اململكة املتحدة أقرت هذه السياسة ملا لها من فوائد على القتصاد من‬
‫ناحية و ما حققته من جودة للخدمات العمومية للصحة التي أثرت ايجابيا على مستوى‬
‫العيش و الرفاه‪.‬كما ساهمت في الرفع من مؤشر األمل في الحياة ليبلغ ‪ 80‬سنة بالنسبة‬
‫للرجال و ‪ 85‬سنة بالنسبة للنساء‪.‬و تجدر اإلشارة أيضا إلى أن دراسات أخرى انتقدت هذه‬
‫التجارب ملا أفرزته من تأثيرات سلبية على املواطنين املرض ى من حيث ارتفاع الكلفة و هو ما‬
‫يتعارض مع مبدأ الحق في التمتع بالخدمات الصحية املفترض توفيرها من قبل الدولة لجميع‬
‫املواطنين على قدم املساواة‪..‬‬

‫‪124‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫‪ -‬تقييم تجربة اململكة املتحدة ‪:‬‬


‫ساهم القطاع الخاص في تمويل مشاريع عمومية مثل التربية ببناء معاهد و مدارس و‬
‫صيانتها‪ ،‬و كذلك تمويل خدمات الصحة العمومية ببناء املصحات و املستشفيات و مع هذا‬
‫فإن املتعاملين مع هذه املرافق و نواب الشعب لم يبدوا كثيرا من الثقة في هذه الشراكة بين‬
‫القطاع العام و القطاع الخاص باعتبار ان تقاسم املخاطر التي يتم تمريرها عبر عقود‬
‫الصفقات لم تف بالحاجة ملا لها من محدودية و ما توفره للقطاع الخاص من ربح و فوائد‬
‫يتم استثمارها بشكل يحرج السلطات العمومية خاصة عند انتقال السلطة من املحافظين‬
‫إلى حزب العمال أو العكس فضال عن الضغوطات من قبل هيئات الرقابة و دافعي الضرائب‪.‬‬
‫أما من الناحية العملية فإن مثل هذه التجارب حققت حدا أدنى من مرافق محترمة و جودة‬
‫عالية و بالتالي تعتبر عقود الشراكة آلية لها سلبيات و ايجابيات ككل التجارب مزاياها‬
‫تخفيف العبء املالي على ميزانية الدولة و تمكين القطاع الخاص من املساهمة في تمويل‬
‫الخدمات العمومية و الستفادة من خبرات القطاع الخاص ‪.‬‬
‫‪ 2.2‬التجربة الفرنسية ‪:‬‬
‫تعود الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص إلى فترة الحكم امللكي في فرنسا حيث تم‬
‫إسناد بعض الوظائف ملختلف األطراف املتدخلة في التصرف في املرافق العمومية‪ .‬انطالق‬
‫من سنة ‪ 2000‬ظهرت أشكال جديدة للشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص مستوحاة‬
‫من التجربة البريطانية و ذلك بهدف الحد من الضغوطات على مستوى املوارد البشرية و‬
‫املالية و الحصول على خبرات جديدة و ترشيد استعمال موارد الدولة مع التأكيد على الطابع‬
‫الستعجالي للمشاريع و تعقدها‪.‬‬
‫تم في فرنسا ضبط إطار تشريعي قطاعي في مرحلة أولى ثم إطار تشريعي عام في مرحلة لحقة‬
‫بحسب البيانات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أعطى القانون املؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ 2002‬دفعا لهذا الشكل التعاقدي و ذلك بالترخيص‬
‫للدولة لتكليف القطاع الخاص ببناء و صيانة العمارات املستغلة من قبل رجال‬
‫األمن و الدفاع الوطني و تعميم ذلك لحقا على قطاعي العدل و الصحة قبل أن‬
‫يصبح نظاما عاما عبر عقود الشراكة‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫‪ -‬وضع املرسوم عدد ‪ 559‬املؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 2004‬كما تم تنقيحه و مراجعته‬


‫بالقانون رقم ‪ 735‬لسنة ‪ 2008‬املؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ 2008‬إطارا عاما واضحا واضحا‬
‫للشراكة في فرنسا ‪.‬‬
‫‪ -‬أعاد القانون رقم ‪ 179‬لسنة ‪ 2009‬املؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪ 2009‬النظر في بعض‬
‫جوانب النظام املالي على عقود الشراكة بهدف مالءمتها مع ظروف األزمة املالية و‬
‫اإلسراع بإنجاز البرامج الستثمارية في القطاعية العام و الخاص‪.‬‬
‫طبقا للقانون املشار إليه يعتبر عقد الشراكة عقدا إداريا تمنح بموجبه الدولة أو‬
‫مؤسسة عمومية لطرف آخر مهمة شاملة هدفها ‪:‬‬
‫‪ -‬تمويل الستثمارات الالمادية و املنشآت و التجهيزات الضرورية للمرفق العام‬
‫‪ -‬بناء و تحويل املنشآت و التجهيزات‬
‫‪ -‬تعهد و صيانة و إستغالل املنشآت او التجهيزات و التصرف فيها‪.‬‬
‫و تم تدعيم اإلطار القانوني للشراكة بالنصوص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 1119‬لسنة ‪ 2004‬املتعلق بإحداث هيئة مساندة إلنجاز عقود الشراكة‬
‫ملحقة بوزارة القتصاد و املالية لها دور أفقي ملجمل املشاريع العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 1145‬لسنة ‪ 2004‬املتعلق بضبط طرق اإلشهار الخاصة بعقود الشراكة‬
‫التي تفوق قيمتها ‪ 150‬ألف أورو بالنسبة للدولة و ‪ 230‬ألف أورو بالنسبة‬
‫للجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 953‬لسنة ‪ 2005‬املتعلق بطرق إبرام عقود الشراكة‪.‬‬
‫أهم املشاريع املنجزة في فرنسا في إطارالشراكة بين القطاعين العام و الخاص ‪:‬‬
‫برنامج إنجاز مستشفيات جامعية النواة األولى للشراكة بين القطاعين العام و الخاص‬
‫بفرنسا ‪ ،‬و امتدت التجربة لتشمل قطاعات أخرى على غرار التنوير العمومي و الطرقات و‬
‫شبكات السكة الحديدية و املنشآت الرياضية و التصالت و النظافة و من أبرز املشاريع التي‬
‫أقيمت وفقا لعقود الشراكة بين القطاع العام و الخاص نجد ‪:‬‬
‫• املعهد الوطني للرياضة و التربية املدنية بقيمة ‪ 250‬مليون أورو ‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫• امللعب الرياض ي بمدينة ليل بمبلغ ‪ 430‬مليون أورو‬


‫• عقد كراء ملدة ‪ 30‬سنة إلنجاز قطب صحي و استشفائي بمبلغ ‪ 70‬مليون أورو‬
‫• مركب صحي بجنوب فرنسا بقيمة ‪ 340‬مليون أورو‬
‫• مشروع مراقبة بالكاميرا ملدينة باريس بقيمة ‪ 44‬مليون أورو‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم التجربة الفرنسية ‪:‬‬
‫الكثير طرح السؤال حول مدى نجاعة الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص في فرنسا‬
‫حيث تم توجيه في هذا اإلطار للكثير من النتقادات لبعض املشاريع من ناحية مبالغ التمويل‬
‫و التعويضات كما طرح العديد إشكالية فوائد القروض التي تبرمها و تمنحها الدولة أو‬
‫الجماعات املحلية و التي تكون معفاة من األداء على القيمة املضافة في حين تفرضها على‬
‫الخواص في إطار الشراكة‪.‬‬
‫بالرغم من ذلك يجب التأكيد على أن القطاع الصحي و الخدماتي في فرنسا أمكن له فتح باب‬
‫الشراكة بين القطاعين و ساهم في إرساء نموذج ناجح في إطار هذه التجارب‪.‬الشراكة بين‬
‫القطاعين أرست ثقافة إدارية جديدة في مجال الخدمات الصحية و النقل و التعليم سمح‬
‫بتطوير الشراكة الجتماعية إلى شراكة تعاقدية على مستوى املوارد و األهداف و جعلها في‬
‫خدمة املواطن و ترقية التنمية و التنمية املستدامة‪( .‬املدرسة‪)2011-2010 ،‬‬
‫‪ : 4.2‬الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص في تركيا‬
‫يمثل القتصاد التركي أحد أبرز التجارب الرائدة للنهوض و ترقية التنمية املحلية و‬
‫الجتماعية و البشرية املستدامة‪ ،‬حيث أثبت أداء مميزا بفضل معدل نموه املطرد خالل‬
‫السنوات األخيرة في ظل استراتيجيات القتصاد الكلي السليمة و السياسات املالية الرشيدة ‪،‬‬
‫إلى جانب اإلصالحات الهيكلية الكبرى التي تم تطبيقها منذ العام ‪ 2002‬لدمج القتصاد التركي‬
‫في القتصادات العاملية‪.‬‬
‫عانت تركيا من أزمة مالية نابعة من إتباعها برنامج اإلصالح الذي وضعه صندوق النقد‬
‫الدولي لها منذ سنة ‪ ،1980‬املعتمد على الخصخصة و اإلصالح الضريبي و املالي و اإلصالحات‬
‫القطاعية حيث كانت له آثار سلبية و هو ما تسبب في حدوث أزمة اقتصادية بتركيا عام‬
‫‪ 2001‬و التي كانت من أبرز مؤشراتها ارتفاع معدلت البطالة إلى نحو ‪ %10‬و عجز في املوازنة‬
‫العامة غلى نحو ‪ 23‬مليار دولر أمريكي مقارنة بنحو ‪ 2.5‬مليار للسنة السابقة ‪ 2000‬فيما‬
‫‪127‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫وصلت الديون الخارجية إلى نحو ‪ 203‬مليارات منها ‪ 122‬مليارا ديون خارجية و انهيار العملة‬
‫التركية (الليرة) بنسبة ‪( .% 50‬خليل محدونة‪)2017 ،‬‬
‫لقد مهدت اإلصالحات الهيكلية التي تم اسراعها نتيجة لطلب تركيا النضمام لالتحاد‬
‫األوروبي الطريق لتطبيق تغيرات شاكلة في عدد من املجالت تمثلت األهداف الرئيسية من‬
‫هذه الجهود في تعزيز دور القطاع الخاص في القتصاد التركي كما أجل تعزيز كفاءة القطاع‬
‫املالي و مرونته و قد حقق القتصاد نموا من خالل الناتج اإلجمالي املحلي الحقيقي السنوي‬
‫حيث بلغ متوسطه ‪ % 5‬خالل العقد ‪.2012-2002‬‬
‫يعتبر معدل النمو القتصادي التركي هو األسرع في دول منظمة ‪ OCDE‬ويأتي بعدها الصين‬
‫وذلك بفضل الجهود الحكومية التركية التي وفرت مناخا مشجعا لالستثمار وفعلت دور‬
‫القطاع الخاص حرصا منها على التنمية القتصادية والجتماعية املتسارعة ‪.‬ففي عام ‪2011‬‬
‫فقط كان معدل النمو القتصادي ‪ 8.5 %‬وكان العامل الرئيس في ذلك دور مساهمة القطاع‬
‫الخاص الكبير فقد قام بتوفير مليون وثالثمائة ألف وظيفة في سنة واحدة‬
‫ووفق دراسة صدرت عن البنك الدولي بعنوان" االستثمارات الدولية املشتركة للقطاع العام‬
‫والخاص لعام ‪ ،" 2014‬وشملت ‪ 139‬من البلدان النامية‪ ،‬احتلت تركيا املركز الثاني بعد‬
‫البرازيل في استثمارات مشتركة للقطاعين العام والخاص‪ ،‬وأضاف التقرير أن تركيا نفذت‬
‫أكبر خمسة مشاريع مشتركة بين القطاعين العام والخاص في أوروبا والشرق األوسط‪.‬يوضح‬
‫الجدول املوالي معلومات عامة عن الشراكة بين القطاع الحكومي و الخاص في تركيا كما‬
‫توضحه بيانات مشروع استثمارات القطاعين في البنك الدولي لسنة ‪: 2016‬‬
‫جدول رقم ‪ : 03‬معلومات عامة عن الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في تركيا‬
‫املطارات‪ ،‬الكهرباء ‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات و‬ ‫القطاعات‬
‫التصالت ‪ ،‬الغاز الطبيعي ‪ ،‬املوانئ ‪ ،‬الطرق ‪،‬‬
‫املياه و الصرف الصحي‬
‫‪197‬‬ ‫املشاريع املنفذة‬
‫‪ 168.022‬مليون دوالر‬ ‫إجمالي الستثمارات‬
‫قطاع الطاقة‬ ‫أكبر حصة استثمار تشاركي‬
‫األخضر ‪Greenfield‬‬ ‫الحقل‬ ‫استثمار‬ ‫أبرز املشاريع التشاركية‬
‫‪128‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫‪investmeny‬‬
‫تمثل ‪ %12‬من إجمالي االستثمار‬ ‫املشاريع املنفذة أو تحت التنفيذ‬
‫املصدر‪ :‬محمد أشرف خليل حمدونة ‪ :‬مرجع سابق ص ‪65‬‬

‫و يوضح الشكل رقم ‪ 03‬القطاعات التشاركية بين القطاعين العام و الخاص في تركيا كما‬
‫توضحه بيانات مشروع استثمارات القطاعين في البنك الدولي لسنة ‪: 2016‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 03‬القطاعات التشاركية بين القطاع العام و الخاص في تركيا‬

‫املصدر‪ :‬محمد أشرف خليل حمدونة ‪ :‬مرجع سابق ص ‪65‬‬


‫‪ -‬أهم املشاريع املقامة وفقا لشراكة القطاعين العام والخاص في تركيا‪:‬‬
‫تقوم تركيا بإشراك القطاع الخاص في إنشاء املشاريع الستثمارية للبنى التحتية وعلى رأسها‬
‫قطاع النقل‪ ،‬ومن بين أهم املشاريع املشتركة بين القطاع العام والخاص سواء انتهت أو في‬
‫إطار اإلنجاز‪ ،‬نذكر ما يلي ‪: .‬‬
‫• مشروع مرمراي ‪ :‬هو مشروع النقل بالسكك الحديدية في مدينة اسطنبول التركية‬
‫ويشتمل على نفق السكك الحديدية البحري تحت مضيق البوسفور‪ ،‬وكذلك‬
‫تحديث خطوط السكك الحديدية في الضواحي املوجودة على طول بحر مرمرة من‬
‫خلقالي على الجانب األوروبي إلى جبزه على الجانب اآلسيوي‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫• جسر البوسفور الثالث ‪ :‬أو جسر السلطان سليم األول‪ ،‬أنش ئ كثالث جسر يربط‬
‫بين ضفتي اسطنبول اآلسيوية واألوروبية بعد جسر البوسفور وجسر السلطان‬
‫محمد الفاتح‪ ،‬ويعد أطول جسر معلق في العالم‪ ،‬تم البدء بالعمل به عام ‪ 2013‬وتم‬
‫النتهاء منه وافتتاحه في ‪ 26‬أوت ‪ . 2016‬ويبلغ إجمالي طول الجسر ‪ 2164‬مترا‪ ،‬و قد‬
‫أتاح املشروع حوالي ‪ 6000‬فرصة للعمل‪ ،‬كما أضافت أعمال البناء إلى القتصاد‬
‫عوائد مالية بلغت ‪ 75.1‬مليار ليرة تركية سنويا‪.‬‬
‫• نفق أوراسيا‪ :‬هو نفق للسيارات يقع في مدينة إسطنبول‪ ،‬يربط الشطرين اآلسيوي‬
‫واألوروبي تحت قاع مضيق البوسفور‪ ،‬افتتح رسميا في ‪ 20‬ديسمبر ‪ .2016‬وبلغت‬
‫تكلفة املشروع الذي منحته تركيا‪ ،‬لشركات محلية خاصة وأجنبية‪ ،‬وفقا لنظام‪BOT‬‬
‫حوالي مليار و‪ 245‬مليون و‪ 122‬ألف دولر‪ ،‬وأشرف على بناء النفق كونسورتيوم‬
‫مكون من شركة "يابي مركزي "التركية الخاصة للبناء‪ ،‬ومجموعة "أس كي" الكورية‬
‫الجنوبية‬
‫• املطار الثالث في اسطنبول ‪ :‬ربحت مجموعة مشتركة من الشركات التركية في شهر‬
‫مايو ‪ 2013‬إحدى املناقصات الخاصة بتنفيذ مشروع املطار الثالث في اسطنبول‪،‬‬
‫حيث ستقوم هذه الشركات بدفع مبلغ ‪ 1.22‬مليار يورو للحكومة باإلضافة إلى‬
‫الضرائب مقابل الحصول على حقها في تشغيل املطار من عاما ملدة ‪ 25‬عام بدءا من‬
‫‪ . 2017‬بينما في مجال الصحة يأتي مشروع املستشفى الكبرى بمنطقة "إيكيتالي" في‬
‫مدينة اسطنبول معلنا عن رؤية جديدة لالستفادة من نموذج الشراكة بين القطاع‬
‫العام والخاص في تركيا‪ ،‬فقد تقرر أن يكون األول من نوعه في العالم‪ ،‬مما يجعل‬
‫اسطنبول مركزا للسياحة العالجية‪ ،‬وذلك بمجرد التشغيل الكامل للمستشفى ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بخطط الستثمار‪ ،‬فإن مشروع املستشفى الكبرى بمنطقة "إيكيتالي" في‬
‫مدينة اسطنبول ‪ -‬املخطط أن له يكتمل في غضون ‪ - 36‬شهرا سيضم تسع‬
‫مستشفيات توفر الخدمة الصحية لـ ‪ 29000‬مريض يوميا‪ ،‬وسيشتمل على عدد‬

‫‪130‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫إجمالي من األسرة يبلغ ‪ 2682‬سريرا وسيبلغ عدد العاملين به ‪ 10000‬موظف ‪.‬‬


‫وسيكون املشروع مشتركا بين شركتي "رونسانس" التركية لالستثمار في قطاع الصحة‬
‫و"سوجيتز" اليابانية‪( .‬سعود و عباس‪)2018 ،‬‬
‫‪ : 5.2‬الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في الجزائر‬
‫تعد الجزائر من بين الدول اإلفريقية الخمس األوائل األكثر استثمارا في مشاريع شراكة بين‬
‫القطاعين العام والخاص خالل السنوات ال ‪ 15‬املاضية حسبما جاء في تقرير ‪ 2016‬حول‬
‫التنمية القتصادية في إفريقيا الذي أصدره مؤتمر األمم املتحدة للتجارة والتنمية‬
‫األونكتاد ) موقع وكالة األنباء الجزائرية‪ 2016 ،‬م‪(.‬‬
‫تتجلى الشراكة بين القطاع العام والخاص في الجزائر بشكل واضح مع اإلصالحات‬
‫القتصادية في التسعينيات من القرن املاض ي أو ما يعرف بالنتقال إلى نظام اقتصاد السوق‪،‬‬
‫حيث حرر القانون رقم ‪ 25-88‬في العام ‪ 1988‬املتعلق بتوجيه الستثمارات القتصادية‬
‫الخاصة الوطنية سقف الستثمار الخاص‪ ،‬وسمح له بالخوض في جميع املجالت‬
‫القتصادية ماعدا القطاعات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫وتعزز موضوع الشراكة بصدور القانون ‪ 10-90‬املؤرخ في ‪ 1990‬املتعلق بالنقد والقرض حيث‬
‫يعتبر بمثابة حجر أساس لتطبيق مبادئ اقتصاد السوق وتفعيل القطاع الخاص في النشاط‬
‫القتصادي ‪.‬إذ وضع حدا لحتكار الدولة لالقتصاد‪ ،‬وأصبحت بموجبه املؤسسات الجزائرية‬
‫العمومية أو الخاصة تخضع لنفس املعاملة‪ ،‬إذ تم إلغاء الفوارق بين القطاع العام والقطاع‬
‫الخاص وتبلغ إجمالي مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص ‪ 26‬مشروع منذ عام‬
‫‪1990‬وحتى العام ‪ ، 2015‬وبلغ مجموع الستثمارات امللتزم بها للشركات بين القطاعين العام‬
‫والخاص‪ 8330‬مليون دولر منذ عام ‪ 1990‬حسب إحصائيات البنك الدولي لسنة ‪.2016‬‬
‫وتتوزع الشراكة في قطاعات مختلفة تتوزع على مشاريع املطارات والطاقة‪ ،‬والتصالت‪ ،‬و‬
‫استخراج الغاز‪ ،‬وغيرها من املشاريع ‪.‬وتوضح األشكال التالي توزعت املشاريع التشاركية‬
‫وقيمتها في القطاعات املختلفة ‪.‬كما يوضح الشكل ويوضح الشكل القطاعات التشاركية بين‬
‫القطاعين العام والقطاع الخاص في الجزائر كما توضحه بيانات مشروع استثمارات‬
‫القطاعين العام والخاص في البنك الدولي للعام ‪: 2016‬‬

‫‪131‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫الشكل رقم ‪ : 04‬املشاريع التي تصل الي االقفال املالي حسب القطاع خالل الفترة ‪-1990‬‬
‫‪2015‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 05‬االستثمار في املشاريع التشاركية حسب القطاع خالل الفترة ‪2015-1990‬‬

‫املصدر‪ :‬محمد أشرف خليل حمدونة ‪ :‬مرجع سابق ص ‪68‬‬

‫• شركة الفارج املختصة في إنتاج مواد البناء‪ ) :‬السمنت‪ ،‬والحص ى والخرسانة‬


‫والجبس(‪ ،‬حيث يعد مجمع لفارج نموذجا هاما لعقد الشراكة بين القطاعين العام‬
‫والخاص ‪.‬فهو مجمع بالشراكة مع صناعات اإلسمنت الجزائر مصنع‬
‫مفتاح) بالعاصمة ( كذا وحدة الجبس للبويرة بالشركة مع شركة كوسيدار‬
‫الجزائرية ‪.‬ويسير املجمع منذ العام ‪ 2002‬مصنعي املسيلة وعقاز بمعسكر السمنت‬
‫اللذين يمثالن طاقة إنتاجية سنوية تقدر ب ‪ 15‬مليون طن ويوظف ‪ 2600‬متعامل‪.‬‬
‫• شركة تسيير املياه والتطهير لقسنطينة‪ :‬تمثل شركة " سياكو "للمياه والتطهير‬
‫لقسنطينة التي تسهر على ضمان تسيير الخدمات العمومية لتطهير املياه وتوزيع‬
‫املياه الصالحة للشرب بشكل مستمر على مستوى ‪ 12‬بلدية لولية قسنطينة‬
‫‪132‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫نموذجا للشراكة وفق عقد امتياز بين شركة املياه لقسنطينة الجزائرية وشركة‬
‫مرسيليا للمياه الفرنسية‪ ،‬أو ما يعرف بالتسيير بالتفويض ملدة خمس سنوات ابتداء‬
‫من سنة ‪ 2009‬بمبلغ قدره ‪ 4.3‬مليار دينار جزائري‪ ،‬بحيث أسندت لها مهمة تسيير‬
‫واستغالل املياه وتطهيرها‪ ،‬وصيانة الهياكل (الخزانات ومحطات ضخ املياه واآلبار(‬
‫باإلضافة إلى مراقبة نوعية املياه املوزعة وجودتها وكذا تسيير خدمات الزبائن‬
‫واملشاريع كالبحث عن تسربات املياه وأشغال إيصال املياه عبر شبكة التوزيع‪،‬‬
‫والفوترة‪ ،‬والتحصيل والتكفل بطلبات الزبائن ومعالجتها ‪.‬وتشير إحصائيات الشركة‬
‫أنها شغلت ‪ 2034‬عامال إلى نهاية سنة ‪( .2014‬خليل حمدونة‪)2017 ،‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫تتطلب الشراكة بين القطاعين العام و الخاص حوكمة رشيدة و شفافة لإلستفادة القصوى‬
‫و تعيق‬ ‫من ايجابياتها و تفادي سلبياتها و تجنب العوامل التي قد تعرقل مصداقيتها‬
‫تحقيق التنمية املستدامة املرجوة من حسن استعمال املرافق العمومية‪.‬‬
‫بالنظر إلى التجارب الدولية الناجحة في هذا املجال فال بد من استحسان مواصلة إعتماد‬
‫الشراكة بين القطاعين العام و القطاع الخاص من قبل السلطات العمومية في الجزائر‬
‫باعتبارها تمكن من تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪-‬إحداث فرص عمل كثيرة في وقت وجيز أثناء غنجاز املشاريع أو عند اإلستغالل و بالتالي‬
‫تقليص معدلت البطالة‪.‬‬
‫‪-‬جلب استثمارات اجنبية و توجيهها للتنمية املحلية و الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير اتلسياحة الوطنية في مجال الخدمات الفندقية و اإلقامات و الخدمات الرياضية و‬
‫سياحة العمال و املؤتمرات‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬اإلسهام في تمويل اإلقتصاد الوطني و دعم اندماجه في محيطه املتوسطي و العربي‬
‫العاملي‪.‬‬
‫‪-‬الرفع من خبرة اليد العاملة الجزائرية و كفاءتها من خالل املشاريع املنجزة‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير املرافق العمومية و البنية األساسية مثل النقل و املواصالت و اإلتصالت‬
‫و الخدمات الصحية بمناطق التنمية ‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫بن نعوم عبد اللطيف‬

‫اإلستفادة من تجارب بعض البلدان في مجال الشراكة في الخدمات الصحية خاصة في وقت‬
‫مثل جائحة كورونا‪.‬‬
‫و لتحقيق هذه األهداف نقدم التوصيات التالية ‪:‬‬
‫‪-‬ضرورة إرساء سياسة عمومية واضحة و متناسقة و شفافة في مجال الشراكة بين القطاعين‬
‫العام و الخاص‪.‬‬
‫‪-‬تكوين لجان إلعداد و متابعة قوانين تنظم الشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا‬
‫للمعايير الدولية ‪.‬‬
‫‪-‬إعتماد آلية الشراكة بين القطاعين العام و الخاص كوسيلة جديدة لتحقيق التنمية‬
‫و التوازن الجهوي و تقليص الفوارق بين مناطق الوطن‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إرساء آليات الحوكمة الرشيدة إلبرام عقود الشراكة و مراقبة تنفيذها‪.‬‬

‫‪Bibliographie‬‬
‫‪1- En langues étrangères‬‬

‫‪• Hafsi, T. (2009). partenariat public-privé et management de la‬‬


‫‪complexité :les nouveaux défis de l'état. Revue Francaise de‬‬
‫‪l'administration publique , 337-348.‬‬
‫‪• Les partenariats public-privé2006ParisLa Découverte‬‬
‫‪ -2‬ابللغة العربية ‪:‬‬

‫الشراكة بني القطاع العام و القطاع اخلاصتونس معهد تنمية قدرات كبار املوظفني ‪-2010-2011‬‬
‫تونس‪-‬‬

‫‪ -‬دومة علي طهراوي‪ .)2017( .‬الشراكة بني القطاعني العام و اخلاص يف البىن التحتية للطاقات‬
‫املتجددة و دورها يف تفيف التبعية الطاقوية‪-‬دراسة حالة اجتربة املغرب‪ .-‬جمال مناء لإلقتصاد و التجارة ‪،‬‬
‫‪.24‬‬
‫‪ -‬رفعت عبد احلليم الفاعوري‪ .)2005( .‬جتارب عربية يف اخلصخصة‪ .‬مصر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫دراسة تحليلية لبعض التجارب الدولية في مجال الشراكة بين القطاع العام و الخاص لترقية الخدمات العامة‬

‫‪ -‬حممد أشرف خليل محدونة‪ .)2017( .‬العوامل احملددة للشراكة بني القطاعني العام و اخلاص و دورها‬
‫يف منو االقتصاد الفلسطيين‪ .‬غزة‪ :‬مذكرة ماجستري يف اقتصادايت التنمية بكلية التجارة يف اجلامعة االسالمية‬
‫بغزة‪.‬‬
‫‪ -‬حممد عبد العال عيسى‪( .‬سبتمرب ‪ .)2018‬الشراكة بني القطاعني العام و اخلاص ‪ :‬املفهوم و األسباب‬
‫و الدوافع و الصور‪ .‬اجمللة العربية لإلدارة ‪.49-37 ،‬‬
‫‪ -‬هشام مصطفى سامل اجلمل‪ .)2016( .‬الشراكة بني القطاعني العامو اخلاص كأداة لتحقيق التنمية‬
‫املستدامة‪ .‬جملة كلية الشريعة و القانون بطنطا مصر العدد ‪ 31‬اجلزء الرابع ‪.1703 ،‬‬
‫‪ -‬وسيلة سعود‪ ،‬و فرحات عباس‪ .)2018( .‬الشراكة بني القطاعني العام و اخلاص يف إنشاء مشاريع‬
‫البنية التحتية‪ .‬جملة البشائر اإلقتصادية ‪.218-203 ،‬‬
‫‪ -‬وهيبة غريب‪ .)2014( .‬الشراكة بني اإلدارة احمللية و القطاع اخلاص و دورها يف حتقيق التميز يف تقدمي‬
‫اخلدمات العامة‪ .‬جملة أحباث إقتصادية و إدارية ‪.212 ،‬‬

‫‪135‬‬

You might also like