Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية2020/2019:
يوم المناقشة2020/09/23 :
بسـم هللا الرحمن الرحيـم
سبَت َو َعلَي َها َما ف هللا نَفسا إِالا ُوسعَ َها ل َها َ َما َك َ ﴿الَ يُ َك ِل ُ
طأنَا َربنَا والَ ت ُ َح ِمل َعلَينَا سينَا أَ َو ا َخ َ سبَت َربنَا الَ ت ُ َؤ ِ
اخذنَا ِإن نَ َ إَكتَ َ
طاقَةَ لَنَا ِإصرا َك َما َح َملتَهُ َعلَى اَْل ِذينَ ِمن قَب ِلنَا َربنَا َوالَ ت ُ َح ِاملنَا َماالَ َ
صرنَا َعلَى القَو ِم ف َعنا َواغ ِفر لَنَا َوار َحمنَا أَنتَ َموالَنَا فَان ُ ِب ِه َواع ُ
ال َكافِ ِرينَ ﴾
سورة البقرة"اآلية "285
كلمة شكر وتقدير
هلل الحمــد والمنـة على إنجاز هذا العمل فهو أحق أن يشكر.
ثم شكر وتقدير إلى األستاذ المشرف برزوق الحاج على التوجيهات
والنصائح واإلرشادات القيمة التي أفادني بها طوال مدة إنجاز هذا العمــل.
كما أتقدم بالشكر للجنة المناقشة التي سيكون لها الدور في تقويم هذا العمــل.
شكـــر وتقديــر لكل هؤالء ولكل من مد يد العون لي.
والحمد هلل تعلى الذي وفقني في دراستي وأعانني على إتمام هذا العمل،
وعلمــني ما لم أكن أعلــم وكــان فضله علي عظيـما.
وفي األخير نحتسب هذا العمل هلل وال نزكي على هللا عمال
راجيــن منه أن يجعله من صــالح األعمــال
وأن ينفع به كل من يلتمس طريق العلم به.
إهـــــــداء
أ
الـمـقـدمـة الـعـامـة
.1أهـمـيـة الـمـوضـوع:
تكمن أهمية هذا الموضوع في كون أن المحكمة اإلدارية هي قاعدة للهرم القضائي
اإلداري ألنها تركز على القضايا التي يكن أحد طرفيها اإلدارة الممثلة للجهات العمومية
وبالتالي معرفة الطرق القانونية للتقاضي لألشخاص في مثل هذه المنازعات ,وكذلك
توضيح وشرح إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإلدارية وإضافة للدراسات والبحوث
القانونية التي تناولت موضوع المحاكم اإلدارية أما بالنسبة لمجلس الدولة كذلك يعتبر قمة
هرم القضاء اإل داري في الجزائر بحيث تخوله هذه الصفة بأن يتصدر تقويم جميع األعمال
الصادرة عن المحاكم اإلدارية.
كما تتمثل أهمية الموضوع في التعرف على حقيقة التطور الذي يشهده القضاء اإلداري في
الجزائر.
.2أسـبـاب إخـتـيـار الـمـوضـوع:
جاء إختيار هذا الموضوع لعدة أسباب منها الذاتية وأخرى موضوعية:
أ -األسـبـاب الـذاتـيـة:
-ألنه المواضيع الهامة في المادة اإلدارية.
-اإلطالع على إجراءات التقاضي أمام الجهات القضائية اإلدارية والتعرف على أهم
إختصاصات القضاء اإلداري.
-إتصاله بمجال تخصص الدراسي (القانون اإلداري).
ب -األسـبـاب الـمـوضـوعـيـة:
-إعطاء موضوع المحاكم اإلدارية بعد وأهمية من خالل إستقراء وتحليل لمختلف
النصوص القانونية المتعلقة به.
-كون مجلس الدولة هيئة مستقلة مقومة األعمال للجهة القضائية اإلدارية وهو تابع
لسلطة القضائية ويضمن توحيد اإلجتهاد القضائي اإلداري.
.3إشـكـالـيـة الـمـوضـوع:
تبنى مؤسس الدستوري في الجزائر اإلزدواجية القضائية فأصدرت التشريعات ضمن هذا
اإلطار حيث وجدت الجهات القضاء اإلداري والعادي فامن بين جهات القضاء اإلداري تم
إيجاد المحاكم اإلدارية تمارس حدودها ضمن اإلجراءات منصوص عليها قانونا إلى جانب
ذلك مجلس الدولة الذي له إختصاصات وصالحيات تتختلف عن المحاكم اإلدارية ,فما هي
فعالية محاكم اإلدارية ومجلس الدولة في تشريع الجزائر؟ ,وبناء على هذه اإلشكالية يمكن
طرح بعض التساؤالت الفرعية التالية:
-إلى أي مدى حقق المشرع الجزائري باعتماد على المحاكم اإلدارية في ضبط
القواعد عملها واإلختصاص وتوزيعها بين جهتي القضاء العادي واإلداري؟.
ب
الـمـقـدمـة الـعـامـة
-ما هي مكانة مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري؟ وما دوره في حماية
حقوق وحريات األفراد؟.
.4صـعـوبـات الـدراسـة:
-عدم توفر المصادر والمراجع حول المشكلة.
-غلق المكاتب الجامعية بسبب الظرف الطارئ.
-عدم استطاعة الوصول إلى المناطق التي يتركز بها المجتمع للدراسة وذلك لعدم
توفر شبكة النقل والمواصالت بسبب إنتشار المرض(كوفيد .)19
.5الـمـنـهـج الـمـتـبـع:
تم اإلعتماد على المنهج التحليلي والمنهج اإلستقرائي ,من خالل تحليل النصوص
إستخلصنا أهم النتائج التي توصل إليها جهاز المحاكم اإلدارية وكذلك اإلستقراء جميع األثار
المتعلقة بإجراءات التقاضي وذلك المنهج الوصفي يوصف هيكلة مجلس الدولة وتحليل
النصوص المتعلقة بتنظيمه وسيره وطريقة عمله.
.6خـطـة الـدراسـة:
لقد تم تقسيم البحث وفقا لما تتطلبه معالجة اإلشكالية المطروحة وذلك بإعتماد على التقسيم
الثنائي للخطة لذلك فإن الموضوع يتضمن فصلين وبالتالي:
الفصل األول :المحاكم اإلدارية.
المبحث األول :األسس القانوني وتنظيم المحاكم اإلدارية.
المبحث الثاني :إختصاصات واإلجراءات أمام المحاكم اإلدارية.
الفصل الثاني :مجلس الدولة.
المبحث األول :األسس القانوني وتنظيم مجلس الدولة.
المبحث الثاني :اإلختصاصات واإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة.
ج
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
تـمـهـيـد الـفـصـل:
تعد المحاكم اإلدارية جزء من الهيئات القضاء اإلداري في الجزائر وهي صاحبة االختصاص
العام في النظر والفصل في المنازعات التي تكون اإلدارة العامة طرف فيها في ظل النظام
القضائي الجزائري الجديد بعد صدور دستور 1996والتعديل الذي جاء به أصبحت المحاكم
اإلدارية قاعدة القضاء اإلداري إذ تختص المحاكم اإلدارية بالفصل بالدرجة األولى في المنازعات
اإلدارية حسب المادة األولى من القانون رقم 02-98المتعلقة بالمحاكم اإلدارية على أن تنشأ
المحاكم اإلدارية كجهات القضائية للقانون العام المادة اإلدارية وإن كانت الجزائر قد عرفت سنة
1962إنشاء ثالثة محاكم إدارية إلى أن المحاكم اإلدارية المستحدثة بموجب القانون 02-98المتعلق
بالمحاكم اإلدارية عرفت تغيير جذريا من عدة زوايا وعليه سنتناول في المبحث األول األساس
القانوني وتنظيم المحاكم اإلدارية والمبحث الثاني اختصاصاتها.
7
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
ينقسم اإلطار القانوني للمحاكم اإلدارية إلى اإلطار الدستوري وإطار التشريعي و إضافة إلى
1
النصوص القانونية ذات الطابع التنظيمي .
الـفـرع األول :أساس الـدسـتـوري لـلـمـحـاكـم اإلداريـة
تستمد المحاكم اإلدارية وجودها القانوني من نص المادة 152من الدستور والتي تبنت صراحة
على الصعيد التنظيم القضاء نضام االزدواجية القضاء إذ جاء فيها" :يؤسس مجلس دولة كهيئة
مقومة األعمال الجهات القضائية اإلدارية"
وبذلك تكون هذه المادة أعلنت صراحة عن إنشاء محاكم اإلدارية على مستوى أدنى درجات
التقاضي مستقلة عن المحاك م العادية تفصل في المنازعات اإلدارية دون سواها وان كانت المادة
2
المذكورة لم تفصح عن تسمية المحاكم اإلدارية بشكل واضح وصريح.
الـفـرع الـثـانـي :اإلطـار الـتـشـريـعـي لـلـمـحـاكـم اإلداريـة
يتكون اإلطار التشريعي للمحاكم اإلدارية من النصوص القانونية التي تعالجها ويمكن تقسيمها
إلى نصوص خاصة لها عالقة مباشرة بالمحاكم اإلدارية ونصوص عامة التي تشير إلى هذه
3
المحاكم اإلدارية.
1عمار بوضياف ,اإلطار النظري للمنازعات اإلدارية ,جسور النشر والتوزيع الجزائر ,الطبعة األولى ,2013 ,ص .166
2عمار بوضياف ,مرجع نفسه ,ص 167
3سعيد بوعلي ,مولود ديدان ,المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ,دار بلقيس للنشر ,دار البيضاء ,الجزائر ,الطبعة
,2014ص 66
4المادة 02- 01من قانون العضوي رقم 02-98المؤرخ في 1998/05/30يتعلق بالمحاكم اإلدارية جريدة الرسمية ,عدد -37
.1998
8
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
ب -القانون 21-98المتضمن القانون األساسي للقضاء وهنا في الوهلة األولى وبمقتضى المادة
03من القانون 02-98حيث تنص الفقرة الثانية منها على":يخضع قضاة المحاكم اإلدارية
1
للقانون األساسي للقضاء"
ت -القانون العضوي 10-04المتضمن تشكيل من قاضيين من الجهات القضائية اإلدارية غير
مجلس الدولة ,بالتالي مما ال يدع الشك في اليقين أن هذه الجهات القضائية اإلدارية هي المحاكم
2
اإلدارية.
ث -القانون العضوي 11-05المتعلق بالتنظيم القضائي حيث أشارة المادة 04منه على ":يشمل
3
النظام القضائي اإلداري مجلس الدولة والمحاكم اإلدارية"
ج -القانون رقم 09-08المتعلق بقانون إ.م.إ حيث جاء في المادة 800من هذا القانون لتدعم
األساس التشريعي والقانون المحاكم اإلدارية حيث نص فقرتها على ":المحاكم اإلدارية جهات
4
الوالية العامة في المنازعات اإلدارية"
-3اإلطار التنظيمي للمحاكم اإلدارية:
أحال القانون 02-98في المواد 01.04.09لتنظيم والمتمثل في المرسوم التنفيذي 356-98المتضمن
كيفيات تطبيق أحكام القانون 02-98حيث جاء في مضمون هذا المرسوم التنفيذي ما غاب أو نقل
5
عنه القانون 02-98حيث وضع قواعد خاصة بعدد المحاكم اإلدارية واختصاصاتها وتشكيلها.
الـمطـلـب الـثـانـي :تـنـظـيـم الـمـحـاكـم اإلداريـة
يتم وضع قواعد تنظيم المحاكم اإلدارية في القانون رقم 02-98وكذا المرسوم رقم 356-98حيث
أشارت هذه النصوص القانونية إلى وضع تنظيم المحاكم اإلدارية عدد وكذلك تشكيلتها وكما
أشارت إلى سير مختلف هياكلها.
الـفـرع األول :عـدد الـمـحـاكـم اإلداريـة وأنـواعـها
بموجب نص المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 356-98فإنه تنشأ عبر كامل التراب الوطني
إحدى وثالثون ( )31محكمة إدارية كهيئة قضائية للقانون العام في المحاكم اإلدارية بحيث كان عدد
الغرف اإلدارية قبل إنشاء المحاكم اإلدارية 31غرفة إدارية موجودة ضمن 31مجلس قضائي
بينما العدد اإلجمالي للمجالس القضائية هو 48كما جاء في نص المادة 08من القانون رقم 02-98
المتعلق بالمحاكم اإلدارية التي تنص على استمرار الغرف اإلدارية للمجالس القضائية في النظر
1القانون رقم 21-98المؤرخ في 1989/12/12الم تضمن القانون األساسي للقضاء جريدة الرسمية ,عدد .53.1989
2القانون رقم 11-04المؤرخ 2004/09/06والمتضمن ق األساسي للقضاء جريدة الرسمة 57 ,المؤرخ .2004/09/08
3القانون 11-05المؤرخ 2005/07/17يتعلق بالتنظيم القضائي جريدة رسمية ,المؤرخ في .2012/01/14
4القانون رقم 09-08المؤرخ في 2008/02/25يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية جريدة الرسمية ,عدد .2008-21
5القانون 02-98المؤرخ المادة 09-04-01القانون العضوي رقم 02-98المؤرخ في 1998/05/30يتعلق بالمحاكم اإلدارية
جريدة الرسمية ,عدد . 1998-37
9
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
إلى القضايا التي تعود إلى المحاكم اإلدارية حتى تنصيب هذه األخيرة يعتبر الضمر الذي يقسم إلى
1
حدا ما تحديد عدد المحاكم اإلدارية.
غير إن المرسوم رقم 195-11المعدل للمرسوم السابق قضي في المادة 02منه" يرفع عدد المحاكم
2
اإلدارية من 31إلى 48محكمة عبر كامل التراب الوطني"
وهذا العدد يتضح الفارق الكبير بين سنة 1962حيث كان عدد المحاكم اإلدارية ثالثة محاكم في كل
من الجزائر و وهران و قسنطينة تتقاسم المنازعات اإلدارية بدائرة اختصاص اإلقليمي وبين سنة
2011حيث ارتفع عدد المحاكم اإلدارية إلى 37محكمة إدارية.
ورجوعا إلى أن المرسوم التنفيذي رقم 356-98وكذا المرسوم التنفيذي رقم 195-11المعدل له,
نالحظ أنهما لم يشيرا إلى أنواع المحاكم اإلدارية ,على أساس وجود نوع واحد من المحاكم اإلدارية
على كامل التراب الوطني خالفا للوضع القضائي السابق الذي قسم الغرفة اإلدارية إلى غرفة
إدارية جهوية وغرف إدارية عادية ,تمارس اختصاصات قضائية مختلفة من جهة ,وأنه قد اسند
لبعض المحاكم اإلدارية اختصاص والية إدارية واحدة ينميها اعتبر فالبعض المحاكم اإلدارية
األخرى باختصاص واليتين ,واعتبر فالمحكمة إدارية واحدة باختصاص ثالث واليات من جهة
3
أخرى.
الـفـرع الـثـانـي :تـشـكـيـلـة الـمحـاكـم اإلداريـة
تشمل تشكيلة المحاكم اإلدارية قسمين األول متعلق بالهياكل القضائية أما الثاني فيشمل الهياكل
الغير القضائية.
الـهـيـاكـل الـقـضـائـيـة:
-1الناحية الهيكلية :وفقا للمادة 04من القانون 02-98الفقرة 01التي تنظم المحاكم اإلدارية في شكل
غرف ويمكن أن تقسم الغرف إلى أقسام والمادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 356-98التي فسرت
المادة السابقة التي تنص على" :فإن كل محكمة إدارية تتشكل من غرفة واحدة ( )1إلى ثالث ()3
غرف ,ويمكن أن تقسم كل غرفة إلى قسمين( )02على األقل وأربعة( )04أقسام على األكثر.
ويحد د عدد الغرف واألقسام كل محكمة إدارية بموجب قرار يتخذه وزير العدل ,إال أن المادة 5من
المرسوم التنفيذي رقم 195-11المعدل المرسوم التنفيذي رقم 356-98تقتضي بأن تحديد عدد
1رشيد خلوفي ,قانون المنازعات اإلدارية ,ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ,الطبعة الثانية 2003 ,ص .153
2المادة 02من المرسوم التنفيذي 195-11المؤرخ في 2011/05/22المحدد لكيفيات تطبيق أحكام القانون 02-98المتعلق
بالمحاكم اإلدارية ,الجريدة الرسمية رقم 29سنة .2011
3سعيد بوعلي ,د.مولود ديدان ,المنازعات االدارية في ظل القانون الجزائري ,المرجع السابق ص .69
10
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
الغرف يكون بموجب أمر من رئيس المحكمة اإلدارية في إطار ممارسته مهامه حسب أهمية
1
وحجم النشاط القضائي في حدود غرفتين على األقل.
-2الناحية البشرية :فتتشكل المحاكم اإلدارية من:
أ -رئيس المحكمة اإلدارية :يعرف رئيس المحكمة اإلدارية بالشخص الذي يتعهد إليه برئيس المحكمة
حيث ال يتمتع الرئيس المحكمة اإلدارية بمركز قانوني مغاير لمركز رئيس المحكمة العادية سواء
من حيث التعيين واالختصاص.
التعيـين :لم ينص القانون رقم 02-98وال مرسوم التنفيذي رقم 356-98على شروط
إجراءات خاصة لتعيين رئيس المحكمة اإلدارية وباعتباره قاضيا ,فهو يعين بمرسوم
2
رئاسي طبقا للمادة 85من الدستور.
االخـتـصـاص :لم يتطرق النصان السابقان إلى اختصاص رئيس المحكمة اإلدارية فيما يتعلق
بكتاب الضبط من حيث توزيعهم على الفرق أو األقسام ومراقبتهم مع االشتراك المحافظ
الدولة بالمحكمة اإلدارية وحسب المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم 195-11التي جاء فيها
":لكل محكمة إدارية مصلحة لكتابة الضبط يتكلف بها كاتب الضبط تحت سلطة ورقابة
3
محافظ الدولة ورئيس المحكمة اإلدارية".
ب -محـافـظ الـدولـة :حيث جعل المشرع الجزائري محافظ الدولة عضو في الهيئات والقضايا
مستقال وخاضع لنظام القانون للقضاة مما أصبحت وضيفته مستقلة عن هيئات الحكم 4تنص المادة
05من القانون 02-98المتعلق بالمحاكم اإلدارية يتولى محافظ الدولة النيابة العامة بمساعدة
محافظي دولة مساعدين 5كما نصت المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم " 356-98أن محافظ
الدولة يقوم مع رئيس المحكمة اإلدارية بتوزيع كتاب الضبط على الغرف واألقسام في المحكمة
6
اإلدارية".
التعـيين :لم يجدد القانون ال شروط خاصة وكيفيات تعيين محافظ الدولة ,ذلك أنه قاض يعين
بمرسوم رئاسي ,شأنه شأن جميع قضاة الهيئات القضائية العادية واإلدارية.
االختصاص :لقد حدد القانون اختصاص محافظ الدولة بصورة عامة حينما واله دور النيابة
العامة ,كما هو الحال بالنسبة لمحافظ الدولة بمجلس الدولة ,رغم ما يكتف ذلك قصور.
11
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
ج -الـمسـتـشـارون :لقد ألغى المشرع الجزائري تسمية مستشار بعد صدور القانون 09-08المتعلق
بقانون اإلجراءات المدنية اإلدارية بالجزائر مستشارين في مهام غير عادية وهذا يخلق المحاكم
اإلدارية الفرنسية والسبب في ذلك هو غياب الوظيفة االستشارية للمحاكم اإلدارية ,إن القضاة
المستشارين في المحاكم اإلدارية ليس لهم عدد محدود بل ينتمون في التنظيم السلمي إلى الرتبتين
1
المقسمتين إلى مجموعات.
هـيـاكـل غـيـر قـضـائيـة:
-1تشكل كتابة الضبط :الهيئات الغير القضائية الوحيدة على مستوى المحاكم اإلدارية ,وفقا
2
للمادة 6من القانون "02-98يشرف كاتب ضبط رئيسي ويساعده كتاب الضبط ويمارس
هؤالء مهامهم تحت السلطة المشتركة لكل من رئيس المحكمة ومحافظ الدولة"
وعلى هذا األساس ترسم المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم 356-98تنظيم كتابة الضبط.
وما نالحظ من أحكام المادة أعاله هو وضع كتابة الضبط تحت رئاسة شخصين األمر الذي
ال يسهل عمل كتابة الضبط في حالة تنفيذ أوامر مختلفة صادرة عن كل من رئيس المحكمة
اإلدارية ومحافظ الدولة.
أما بالنسبة للمصالح اإلدارية والتقنية للمحاكم اإلدارية ,جاء في المادة 7القانون 02-98ما
يلي" تتولى وزارة العدل التسيير المالي للمحاكم اإلدارية".
اختصاص كتابة الضبط :نصت المادة 09من مرسوم التنفيذي رقم 356-98على" أن يسهر
كتابة الضبط المحاكم اإلدارية على حسن سير مصلحة كتابة الضبط ويمسكون السجالت
الخاصة للمحكمة اإلدارية ويحضرون الجلسات" على النحو السائد في محاكم القضاء
العادي.
الـفـرع الـثـالـث :قـواعـد سـيـر الـمـحـاكـم اإلداريـة
-1قواعد سير المحاكم اإلدارية النشاط القضائي:
تقتضي المادة 02الفقرة 1من قانون 02-98السالف الذكر بخضوع إجراءات سير المحاكم
اإلدارية لألحكام ق.إ.م.إ كما أوجب المشرع في المادة 03من هذا القانون أنه لمحة لألحكام المحاكم
اإلدارية يجب أن تتشكل من ثالثة قضاة على األقل من بينهم رئيس مساعدين برتبة مستشار,
وتشارك النيابة العامة الهيئات القضائية في الفصل في القضايا المطروحة أمامها ويعود ذلك إلى
3
طبيعة القضاء اإلداري الذي هو قضاء اجتهادي وليس تطبيقي.
-2قواعد سير المحاكم اإلدارية بنشاط غير قضائي:
12
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
أ -سير كتاب الضبط :لقد أحالت المادة 6من القانون رقم 02-98أمر تحديد قواعد سير كتابة
الضبط إلى التنظيم ,بحيث اكتفي بالمرسوم التنفيذي رقم 356-98باإلشارة في المادة 09-08
منه إلى مهمة كتاب ضبط المحكمة اإلدارية في السهر على حسن سير مصلحة كتابة
1
الضبط.
ب -سير النشاط اإلداري والمالي للمحاكم اإلدارية :طبقا ألحكام المادة 07من القانون رقم 02-98
وخالف مجالس الدولة الذي يتمتع باالستقاللية المالية و االستقاللية في تسيير المصالح
اإلدارية والتقنية التابعة له ,حسب ما نصت عليه المادة 13من القانون العضوي رقم 01-98
2
المعدل والمتمم.
1سعيد بوعلي ,مولود ديدان ,المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ,المرجع السابق ص ص .72-71
2المادة 7من القانون العضوي رقم 02-98السابق الذكر" تتولى وزارة العدل التسيير اإلداري والمالي".
13
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
-يقصد باالختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية أهليتها في النظر في القضايا المحددة لها في إطار
التشريعي المخصص لها على العموم 1وكرس المشرع الجزائري العمل بالمعيار العضوي السائد
أي يوجد أحد الجهات اإلدارية وكما تناول المشرع الجزائري مسألة االختصاص النوعي للمحاكم
اإلدارية من خالل ما نصت عليها المادة 800من ق إ.م.إ "المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية
العامة في المنازعات اإلدارية تختص بالفصل في أول درجة ,بحكم قابل لالستئناف في جميع
القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية
طرف فيها" 2والتي تطابق مع المادة األولى من القانون رقم 02-98المتعلق بالمحاكم اإلدارية,
تتحدد المنازعات اإلدارية حينئذ بناء على صفة الشخص اإلداري المراد مخاصمته ,وهو نفس ما
جاء به القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى المؤرخ في 1970/01/23حينما قضت
المادة 07من ق.إ.م الملغى والتي عوضت المعيار المادي السابق المؤسس على النشاط اإلداري
المعتبر بالمعيار العضوي الذي ال يأخذ في الحسبان سوى صفة األشخاص المعنية ,فيكفي لكي
3
يكون شخص معنوي إداري في الخصومة مهما كانت طبيعة القضية.
وهذا ما أكدته محكمة التنازع في قرار صادر عنها بتاريخ 2005/07/17بشأن تنازع سلبي في
االختصاص بين الغرفتين اإلدارية والمدنية لمجلس قضاء تيزي وزو وذلك كان في قضية تتمحور
حول إزالة عمود كهربائي من أرضية خاصة حيث قضت المحكمة بما يلي" تحول المؤسسة
العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ,دون إنشاء كشخصية معنوية جديدة إلى شركة أسهم
وبأن تمسك محاسبة على الشكل التجاري ,وحيث أنه يتغلب المعيار العضوي باعتباره المبدأ ,فإنه
يتعين التصريح باختصاص الجهة القضائية المدنية للفصل في النزاع المعروض عليها وبالنتيجة
إبطال قرار عدم االختصاص الصادر عن مجلس قضاء تيزي وزو الفاصل في القضايا المدنية,
4
وإحالة الدعوى واألطراف أمام هذه الجهة القضائية للفصل في هذه القضية برمتها.
كما أضافت المادة 801من ق.إ.م.إ تختص المحاكم اإلدارية بالفصل في:
.1دعاوى إلغاء القرارات اإلدارية والدعاوى التفسيرية والدعاوى فحص المشروعية للقرارات
الصادرة عن:
الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية.
البلدية والمصالح اإلدارية األخرى للبلدية.
المؤسسات العمومية المحلية ذات الصيغة اإلدارية.
1بن يونس رحاب ,النظام القانوني للمحاكم اإلدارية ,مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص إدارة ومالية ,جامعة الجلفة ,2016 ,ص
.15
2المادة 800من القانون رقم ,09-08المؤرخ في 2008/02/25المتضمن ق.إ.م.إ ,الجريدة الرسمية العدد ,21ص .92
3بربارة عبد الرحمان ,شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ,طبعة الثالثة ,منشورات بغدادي ,الجزائر ,2001 ,ص .482
4عمار عوابدي ,مبدأ تدرج فكرة السلطة اإلدارية ,دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ,الجزائر ,ص .538
14
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
المؤسسات العمومية المحلية ذات الصيغة اإلدارية.
.2دعاوى القضاء الكامل.
1
.3القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة
تعتبر األحكام الصادرة عن المحكمة اإلدارية بصفة االبتدائية خاضعة للطعن باالستئناف أمام
مجلس الدولة ,وهناك أحكام نهائية ال تخضع للطعن باالستئناف أو النقض2ويتعلق األمر باألحكام
الصادرة في الطعون المتعلقة بنظام االنتخابات وفق ما عرضه القانون العضوي رقم 01-12
المعدل بالقانون العضوي رقم 10-16المتعلق بنظام االنتخابات ومن هذه الطعون:
-الطعون المرفوعة ضد قرارات رفض االعتراض على قائمة أعضاء مكاتب التصويت
واألعضاء اإلضافيين المادة 36من قانون رقم 301-12حيث تقابلها المادة 157من القانون
رقم 10-16المتعلق بنظام االنتخابات" التي تنص على إمكانية الطعن في قرارات للجنة
الوالئية أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا". 4
-الطعون المرفوعة ضد قرار رفض ترشيح أو قائمة المترشحي المجلس الشعبي البلدي أو
الوالئي ,حسب المادة 77من القانون رقم ,01-12والمادة 170من القانون رقم "10-16التي
تنص على قابلية الطعن في قرارات اللجنة في أجل 3أيام أمام المحكمة اإلدارية التي تصدر
حكم غير قابل للطعن"
-أما عنصر الصفة مقارنة بنص المادة 7من ق.إ.م الملغى ,نجد بأن المشرع أضاف ثالثة
مسائل تتضمن اختصاص المحاكم اإلدارية بالفصل في الدعاوى المتعلقة بـ" القرارات
الصادرة عن المصالح الغير الممركزة للدولة على مستوى الوالية والقضايا المخولة لها
بموجب نصوص خاصة والقرارات الصادرة عن مصالح اإلدارية األخرى للبلدية".5
مع اإلشارة أن المشرع قد أورد مجموعة من االستثناءات الواردة على االختصاص النوعي تنص
المادة 802إلى خالف األحكام المادتين 801-800أعاله يكون من االختصاص المحاكم العادية
للمنازعات اآلتية:
مخالفات الطرق
15
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
المنازعات المتعلقة بكل دعوة خاصة بالمسؤولية الرامي إلى طلب التعويض األضرار
الناجمة عن المركبة تابعة للدولة أو إلى إحدى الواليات أو البلديات أو إحدى
1
المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية من اختصاص القضاء اإلداري العادي.
مجموعة من االستثناءات الواردة في المادة أعاله ال تنحصر فيها فقط إنما يعود أيضا على
نصوص قانونية أخرى خاصة بميادين ومنازعات حقوق الجمارك ,منازعات التناول على أمالك
2
الدولة الخاصة ,منازعات الضمان االجتماعي....الخ.
الـفـرع الـثـانـي :االخـتـصـاص اإلقـلـيـمـي لـلـمـحـاكـم اإلداريـة
-يقصد بها أن أهليتها في النظر في القضايا القائمة في دائرة إقليمها وقد أحدث مجالس األقاليم
ألول مرة إبان ثورة الفرنسية بمقتضى قانون ,Pluviose283حيث اعتمد المشرع الجزائري فيما
يخص مسالة تحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية على معيار مادي يتمثل في فكرة
الموطن حيث أحالت المادة 803من ق.إ.م.إ مسالة تحديد اإلقليمي إلى المادتين 38-37من نفس
القانون تضمن القاعدة العامة المتمثلة في اختصاص الجهة القضائية لموطن المدعى عليه 4حيث
عليه جاء نص المادة 37كما يلي" يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي تقع في دائرة
اختصاصها موطن المدعي عليه ,وان لم يكن له موطن معروف ,فيعود االختصاص للجهة
القضائية التي يقع فيها أخر موطن له ,وفي حالة اختيار موطن ,يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة
القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ,ما لم ينص القانون على خالف ذلك"بمعنى أن الجهة
القضائية المختصة بالنظر في النزعات هي التي تقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه.
ويتضح من ذلك أن قواعد االختصاص اإلقليمي شرعت من أجل حماية الخصومة وحماية
لحقوقهم ,ويتم تحقيق ذلك من خالل مجموعة الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية والتي تتمتع
باختصاصات محلية يحددها ق.إ.م.إ.
إن تحديد إقليم اختصاص والنطاق الجغرافي لكل محكمة إدارية يساعد العديد من الخصائص
والميزات كتبسيط اإلجراءات أمام المتقاضين ,السرعة في فض النزعات تقريب القضاء من
المتقاضين فيما جاء في المادة "38في حالة تعدد المدعى عليهم ,يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة
القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن أحدهم " 5وفي حالة ما إذا لم يكن لهذا األخير
16
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
مو طن معروف فإن االختصاص يؤول للجهة القضائية التي فيها أخرى الموطن له ,إال فإن
1
المحكمة التي يقع فيها الموطن المختار هي التي تكون صاحبة االختصاص.
كما منح المشرع الجزائري حسب المرسوم التنفيذي رقم 356-98توزيعا غير متكافئ للمحاكم
اإلدارية غير الواليات فهناك واليات شملها اختصاص محكمة إدارية واحدة ,وفي حاالت أخرى
محددة االختصاصات اإلقليمية لهذه المحاكم ليشمل اختصاصها أكثر من إقليم والية واحدة.
1عمر بوجادي ,اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ,رسالة لنيل الدكتوراه دولة في ق ,كلية الحقوق ,مواود معمري ,تيزي
وزو ,2011 ,ص .76
2المادة 804- 39من القانون العضوي ,09-08السالف الذكر.
17
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
-حسب المادة 39من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" ترفع الدعاوى المتعلقة بالمواد المبينة
أدناه أمام الجهات القضائية اآلتية:
.1في المواد الدعاوى المختلطة ,أمام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها مقر
األموال.
.2في مواد تعويض الضرر عن الجناية ,أو جنحة أو مخالفة ,أو فعل تقصيري ,ودعاوى
األضرار الحاصلة بفعل اإلدارة ,أمام الجهة القضائية التي وقع في دائرة اختصاصها
الفعل الضار.
.3في مواد المنازعات المتعلقة بالتوريدات واألشغال وتأجير الخدمات الفنية أو الصناعية,
يؤول االختصاص للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام االتفاق أو
تنفيذه ,حتى لو كان أحد األطراف غير مقيم في ذلك المكان.
.4في الموا د التجاري ,غير اإلفالس والتسوية القضائية ,أمام الجهة القضائية التي وقع في
دائرة اختصاصها ,وفي الدعاوى المرفوعة ضد الشركة أمام الجهة القضائية التي يقع
دائرة اختصاصها أحد فروعها.
.5في المواد المتعلقة بالمنازعات الخاصة بالمرسالت واألشياء الموصي عليها ,واإلرسال
ذي القيمة المصرح بها ,وطرود البريد ,أمام الجهة القضائية ,التي تقع في دائرة
اختصاصها موطن المرسل أو موطن المرسل إليه.
-نصت المادة 40ق.إ.م.إ" ترفع الدعاوى أمام الجهات القضائية المبينة أدناه دون سواها:1
.1في المواد العقارية ,أو األشغال المتعلقة بالعقار ,أو دعاوى اإليجارات بما فيها التجارية
المتعلقة بالعقارات ,والدعاوى المتعلقة باألشغال العمومية ,أمام المحكمة التي يقع في
دائرة اختصاصها العقار ,أو المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال.
.2في مواد الميراث ,دعاوى الطالق أو الرجوع ,الحضانة ,النفقة الغذائية والسكن ,على
التوالي ,أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المتوفي ,مسكن الزوجية,
مكان ممارسة الحضانة ,موطن الدائن بالنفقة ,مكان وجود السكن.
.3في مواد اإلفالس أو التسوية القضائية للشركات وكذا الدعاوى المتعلقة بمنازعات
الشركاء ,أمام محكمة التي يقع دائرة اختصاصها مكان افتتاح اإلفالس أو التسوية
القضائية أو مكان المقر االجتماعي للشركة.
.4في مواد الملكية الفكرية ,أمام محكمة المتعلقة في مقر المجلس القضائي الموجود في دائرة
اختصاصه موطن المدعى عليه.
18
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
.5في المواد المتعلقة بالخدمات الطبية ,أمام المحكمة التي تم في دائرة اختصاصها تقديم
العالج.
.6في مواد مصاريف الدعاوى وأجور المساعدين القضائيين ,أمام المحكمة التي فصلت في
الدعاوى األصلية ,وفي دعاوى الضمان أمام المحكمة التي قدم إليها الطلب األصلي.
.7في مواد لحجز ,سواء كان بالنسبة لإلذن بالحجز ,أو اإلجراءات التالية له ,أمام المحكمة
التي وقع في دائرة اختصاصها الحجز.
.8في المنازعات التي تقوم بين صاحب العمل واألجير ,يؤول االختصاص اإلقليمي للمحكمة
التي تم في دائرة اختصاصها إبرام عقد العمل أو تنفيذه أو لتي يوجد بها موطن المدعى
عليه ,غير أنه في حالة إنهاء أو تعليق عقد العمل بسب حادث عمل أو مرض مهني يؤول
االختصاص للمحكمة التي يوجد بها موطن المدعى.
.9في المواد المستعجلة ,أمام المحكمة الواقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع األشكال في
التنفيذ ,أو التدابير المطلوبة.
-ويتوسع اختصاص المحاكم اإلدارية من الناحية الموضوعية الفاصلة في الطلبات األصلية لتشمل
الطلبات اإلضافية ,وكما نصت عليها المادة 805ق.إ.م.إ على" أن تكون المحكمة اإلدارية
المختصة إقليميا بالنضر في طلبات األصلية مختصة في الطلبات اإلضافية أو العارضة أو القابلة
التي تدخل في اختصاص المحاكم اإلدارية ,تختص المحكمة اإلدارية أيضا بالنظر في الدفوع التي
تكون من اختصاص الجهة القضائية اإلدارية".
ثـانـيـا :النطاق الجغرافي للمحاكم اإلدارية
-يختلف من محكمة إلى أخرى ,جاء في المرسوم التنفيذي رقم 356-98والمتعلق بكيفية تطبيق
أحكام القانون 02-98المادة " 03يحدد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية المذكورة أعاله طبقا
للجدول الملحق بهذا المرسوم"
وبالرجوع لهذا الجدول نجد أن بعض المحاكم اإلدارية يمتد اختصاصها إلى والية واحدة ,في حين
أن بعضها األخر يمتد اختصاصها إلى واليتين وأخرى إلى ثالثة واليات كما يلي:
-1لمحاكم اإلدارية التي يشمل اختصاصها والية إدارية وذلك حسب المرسوم التنفيذي رقم : 356-98
وقد أنشئت لغرض ذلك سبعة عشرة( )17محكمة اإلدارية لها اختصاص إقليمي خاصة بوالية
واحدة :المحكمة اإلدارية لوالية أدرار ,الجزائر ,الجلفة ,تمنراست ,باتنة ,بجاية ,البويرة ,تبسة,
تلمسات ,جيجل ,سكيكدة ,معسكر ,وهران ,المدية ,المسيلة ,تيزي وزو ,بومرداس.
-2المحاكم اإلدارية التي يمتد اختصاصها الى واليتين:
الوالية األصل و والية أخرى مجموعها 15محكمة إدارية وهي كالتالي:1
1بن يوسف رحاب ,النظام القانوني للمحاكم اإلدارية ,المرجع السابق ص .26
19
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
المحكمة اإلدارية لوالية بسكرة :تختص المنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية بسكرة ,ويمتد اختصاصها لإلقليم اإلداري لوالية الوادي.
للمحكمة اإلدارية لوالية األغواط :تختص المنازعات اإلدارية إلقليم اإلداري
لوالية األغواط ,ويمتد اختصاصها اإلقليمي اإلداري لوالية غرداية.
للمحكمة اإلدارية لوالية أم البواقي :تختص المنازعات اإلدارية لوالية أم البواقي
يمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية خنشلة.
المحكمة اإلدارية لوالية الشلف :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية الشلف ,يمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية عين الدفلى
المحكمة اإلدارية لوالية البليدة :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية البليدة ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية تيبازة.
المحكمة اإلدارية لوالية بشار :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية بشار ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية تندوف.
المحكمة اإلدارية لوالية تيارت :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية تيارت ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية تسمسيلت.
المحكمة اإلدارية لوالية سطيف :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية سطيف ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية برج بوعريريج.
المحكمة اإلدارية لوالية سيدي بالعباس :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم
اإلداري لوالية سيدي بالعباس ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية عين
تموشنت.
المحكمة اإلدارية لوالية عنابة :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية عنابة ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية الطارف.
المحكمة اإلدارية لوالية قالمة :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية قالمة ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية سوق أهراس.
المحكمة اإلدارية لوالية قسنطينة :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية قسنطينة ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية ميلة.
الم حكمة اإلدارية لوالية مستغانم :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
لوالية مستغانم ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية غليزان.
20
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
المحكمة اإلدارية لوالية ورقلة :تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري
1
لوالية ورقلة ,ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية إليزي.
-3المحاكم اإلدارية التي يمتد اختصاصها إلى ثالث واليات:
تكن فيها والية األصل وواليتين تابعتين:
هي محكمة إدارية واحدة :المحكمة اإلدارية لوالية سعيدة تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم
اإلداري لوالية سعيدة ,ويمتد اختصاصها لإلقليم اإلداري لوالية البيض ,واإلقليم اإلداري لوالية
النعامة.
المطلب الثاني :إجراءات المحاكم اإلدارية
إن التطرق إلى موضوع عمل المحاكم اإلدارية يقتضي ضرورة التطرق لمجموعة من
اإلجراءات القضائية اإلدارية التي تهدف إلى تنظيم عملية سير الدعوى اإلدارية ,ومن خاللها
توضيح طبيعة تلك اإلجراءات وكما توضح كذلك إجراءات انعقاد الخصومة اإلدارية وكذلك
تتضمن مجموعة من اإلجراءات القضائية التي تنظم طرق الطعن في األحكام القضائية الصادرة
عن تلك المحاكم والمتعلقة بتلك الدعوى.
الفرع األول :طبيعة اإلجراءات القضائية اإلدارية:
-حتى يتمكن الشخص أحد أطراف الدعوى من ضمان الحماية القانونية في مواجهة الجهات
العمومية في ضل نظام االزدواجية في مجال القضاء ,وضع المشرع الجزائري وسيلة قانونية وأداة
فنية التي بها يستطيع خصومته وطلب نزاعه إلى القضاء ,حتى يتمكن القضاء الجزائري من
الفصل من الناحية اإلجرائية بين المنازعات اإلدارية والمنازعات العادية على اعتبار أن القانون
اإلجراءات المدنية الملغى ,بالرغم أن المشرع في ظل هذا القانون كان يخص المنازعة اإلدارية
بإجراءات خاصة إال أن هذا األخير_قانون اإلجراءات المدنية_ لم يعد يتماشى والنظام القضائي
الجديد من عدة نواحي أهمها :أن هذا القانون صدر 1966في ظل نمط القضائي يتميز بالوحدة على
المستوى الهيئات القضائية كما أن النظام القضائي الجديد المعتمد من خالل الدستور 1996فصل
بين المنازعات العادية واإلدارية ,وكما تعلم أن هذه األخيرة لها خصائص تميزها عن المنازعات
العدية ,من حيث أطرافها وموضوعها وكذلك القانون الواجب تطبيق عليها ,فالقاضي فصل في
المنازعات اإلدارية مطالب بالفصل في نزعات أطرافه غير متساويين في المراكز القانونية وكذلك
الغير متشابهين في المصلحة التي يهدف لها كل األطراف ,فاإلدارة العامة بسلطتها وما تتمتع به
من امتيازات هدفها األساسي حماية وتحقيق لصلح العام في مواجهة الفرد العادي يفتقر لتلك
السلطات واالمتيازات يكافح لحماية مصلحته الخاصة.
1ملوك صالح ,النظام القانوني للمحاكم اإلدارية ,مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قانون العام ,جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة
كلية الحقوق ,2011 ,ص .122
21
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
ولذلك كان من الطبيعي حتى يكون للنظام القضائي الجديد معنى ويؤدي األهداف المتوخاة منه كان
الزما على المشرع أن يتدخل ويتبنى إجراءات قضائية تتماشى والوضع الجديد بالرغم أن المشرع
وفي ظل قانون اإلجراءات التي تميزها عن المنازعات العادية.
إن اإلجراءات القضائية بصيغة عامة هي مجموعة قواعد تهدف إلى تنظيم عملية التقاضي أمام
الجهات القضائية من حيث إقامة الدعوى وكذا الطلبات في المحاكم ,كالدفع ,التحقيق ,الحكم ,الطعن
1
وتنفيذ األحكام.
وعرف بعض اإلجراءات القضائية اإلدارية" مجموعة القواعد واإلجراءات والتشكيالت
القانونية التي يجب التقيد بها واحترامها عند ممارسة حق الدعوى القضائية اإلدارية أمام السلطة
القضائية المختصة والتي تتعلق أساسا بتنظيم أحكام عملية التقاضي في الدعاوى القضائية اإلدارية
من حيث تحديد جهة االختصاص القضائي وشكليات وكيفيات رفع الدعوى اإلدارية وتنظيم وأحكام
وظائف وسلطات القضاء في الدعوى ,كالتحقيق ,الخبرة ,إعداد ملف ,المحاكمة ,الحكم في الدعوى
وطرف الطعن في األحكام الصادرة في الدعوة القضائية اإلدارية وكذا طرق تنفيذ هذه األحكام.2
إن اإلصدار الجديد لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية كان أكثر من ضروري ولو أنه كان
مطلوب أكثر من ذلك من خالل الفصل التام بين اإلجراءات المدنية من جهة ,واإلجراءات القضائية
اإلدارية من جهة أخرى ,من خالل إدراج هاته األخيرة في إطار قانوني مستقل عن قانون
اإلجراءات المدنية ,لعله يحدث ذلك عندما يتم إكساب الخبرة وتمرس أكثر على نظام ازدواجية
القضائية ,على إعتبار أن نضام اإلزدواجية القضائية من خالل الفصل بين الجهات القضائية
الفاصلة في النزعات اإلدارية وتلك الفاصلة في النزعات العادية يتطلب كذلك الفصل بين جميع
العناصر المتعلقة بتلك الجهات كل على حدى ,حيث أن نضام إزدواجية القضائية له عناصره التي
تميزه عن باقي األنظمة سيئة متكامل ,ال ينبغي إغفال أي منها ,وعلى أساس المشرع الجزائري
عمل على تنظيم اإلجراءات القضائية خاصة بالدعوى المنظورة أمام جهات القضائية اإلدارية و
منها المحاكم اإلدارية ,فاإلجراءات التي تحكم الدعوى اإلدارية تختلف كثيرا عن تلك المتبعة في
الدعاوى العادية ,فلكل دعوى قضائية مجموعة من القواعد القانونية ,تحدد الشروط والشكليات
القانونية الواجبة لتحريك الدعوى ورفعها أمام الجهات القضائية المختصة ,حيث أن اإلجراءات
القضائية اإلدارية تميزها عن باقي اإلجراءات العادية مجموعة من الخصائص التي تعتبر إستثنائية
3
وخاصة.
خصائص إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإلدارية:
1عمار عوابدي ,الطبيعة الخاصة لقانون اإلجراءات القضائية اإلدارية ,المجلة الجزائرية ,العدد األول ,1994 ,ص .195
2صالح ملوك ,مرجع سابق ,ص .205
3صالح ملوك ,مرجع نفسه ,ص .204
22
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
إن إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإلدارية عدة خصائص يمكن من خاللها تميزها عن طريق
القضاء العادي تتمثل في:
.1كتابة عريضة للدعوى :حسب المادة 14من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تنص على ما
يلي" ترفع الدعوى أمام المحكمة بعريضة مكتوبة ,موقعة ومؤرخة ,تودع بأمانة الضبط من
قبل المدعى أو وكيله أو محاميه ,بعدد من النسخ يساوي عدد األطراف" .إشترط المشرع
لرفع الدعوى أمام القضاء أن تكون العريضة في شكل مكتوبة يقدمها المدعي ,حيث أن
أطراف الدعوى يستوجب عليهم تحديد إدعاءاتهم بموجب مذكرات كتابية ,القاضي يأخذ
بعين اإلعتبار في المقام األول اإلدعاءات المكتوبة ,بمستندات وأدلة ثابتة بواسطة الكتابة
ضمن ملف الدعوى ,وما دور األقوال الشفهية في هذا المقام إال شرح وتدعيم لمحتوى
المذكرات الكتابية ,بخالف اإلجراءات المدنية التي في الغالب تكون شفوية ,والكتابة تقتصر
عادة على إعداد وتهيئة عريضة الدعوى ,وتقديم المستندات والمذكرات في مرحلة تدوين
محاضرة الجلسات وصياغة األحكام القضائية ,من ذلك تعتبر الكتابة أول نقطة تالقي
الخصومتين اإلدارية والمدنية 1ونصت المادة 886من القانون الجديد المتعلق باإلجراءات
المدنية واإلدارية" المحكمة اإلدارية غير ملزمة بالرد األوجه المقدمة شفويا بالجلسة ,ما لم
تؤكد بمذكرة كتابي". 2
وكما جاء في المادة 815من ق.إ.م.إ" ترفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من قبل
المحامى " والكتابة في جميع إجراءات التي تمر بها الدعوى اإلدارية أمام المحكمة اإلبتداء عن
إيداع عريضة إفتتاح الدعوى ,مرور بمرحلة الموقعة من خالل تبادل المذكرات والعرائض,
وصوال إلى صدور األحكام القضائية التنفيذية ,التبليغ الرسمي لألحكام واألوامر إللى الخصوم في
مواطنهم ,عن طريق محضر قضائي.
.2اإلجراءات القضائية اإلدارية غير مكلفة:
إن ما يميز اإلجراءات القضائية اإلدارية ,السرعة وقلة التكاليف ,هذا بالمقارنة مع إجراءات
القضائية العادية ,حيث يرى البعض أن تولي القاضي تسيير اإلجراءات في الدعوى اإلدارية أمام
المحكمة اإلدارية من شأنه أن يؤدي ذلك إلى التخفيف عن التراكم وتعدد األوراق والوثائق ,كما أن
هذا األمر يعمل على تخفيف من الصيغ والقيود الشكلية. 3
.3اإلجراءات القضائية اإلدارية شبه سرية:
لقد جاء في المادة 833ق.إ.م.إ وذلك ما تؤكده من خالل نصها" ال توقف الدعوى المرفوعة أمام
المحكمة اإلدارية تنفيذ القرار اإلداري المتنازع فيه ما لم ينص القانون على خالف ذلك ,غير أنه
23
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
يمكن للمحكمة اإلدارية أن تأمر بناء على طلب الطرف المعني بوقف التنفيذ القرار اإلداري" ويتم
وقف تنفيذ القرارات اإلدارية بعد صدور الحكم القاضي بذلك ,ألن هدف الغدارة في أصله تحقيق
الصالح العام وضمان السير الحسن المرافق العامة.
وحسب المادة 836من ق.إ.م.إ" في جميع األحوال تفصل التشكيلة التي تنظر في موضوع في
الطلبات الرامية إلى ورق التنفيذ بأمر مسبب ينتهي أثر وقف التنفيذ بالفصل في دعوى
الموضوع" , 1والمالحظة أن المشرع الجزائري لم يعطي أهمية لعالقة القرار اإلداري المراد وقف
ال تنفيذ بالنظام العام ,حيث ال يوجد في ق.إ.م.إ مواد خاصة بوقف تنفيذ القرار اإلداري أمام المحكمة
اإلدارية وإشارة النظام العام وعالقة القرار ,عكس قانون اإلجراءات المدنية التي جاء في المادة
"170يشترط لوقف تنفيذ قرار اإلداري أال يكون متعلق بالنظام العام".2
24
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
يمكن أن تقسم القواعد التشريعية لإلجراءات القضائية اإلدارية إلى نوعين هما:
.1القواعد التشريعية المكتوبة لإلجراءات القضائية اإلدارية:
هي مجموعة النصوص القانونية التي تهدف لتنظيم عمليات النظر والفصل في الدعاوى القضائية
اإلدارية أمام المحاكم اإلدارية ,هذه النصوص تتضمنها القوانين العامة المتعلقة باإلجراءات
التقاضي.
ظل القانون الجديد المتعلق بإجراءات القضائية رقم 09-08بقسم منفرد يتضمن قواعد قانونية تحدد
وتنظم اإلجراءات المتبعة أمام تلك الجهات عند رفع الدعاوى اإلدارية.1
وعندما نعود لنصوص قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ,نجد يتضمن أغلب المصادر المكتوبة
لإلجراءات القضائية ,فنجدها في المواد 900-800من ق.إ.م.إ جميعها خاصة باإلجراءات القضائية
اإلدارية أمام المحاكم اإلدارية.2
.2قواعد المبادئ العامة غير المكتوبة لإلجراءات القضائية واإلدارية:
في حالة عدم إستجابة النصوص المكتوبة لإلجراءات القضائية اإلدارية لحاالت إجرائية تتعلق
بالدعوى اإلدارية ,ما يتطلب البحث عن مصادر أخرى تكون غير مكتوبة كالمبادئ العامة
لإلجراءات القضائية اإلدارية.
وقواعد المبادئ العامة لإلجراءات القضائية اإلدارية كما هو معروف هي مجموعة من القواعد
القانونية عامة وتعرف" مجموعة القواعد القانونية العامة ,مجردة وملزمة ترسخت في وجدان
األمة وضميرها القانوني وفي طبيعة نظامها اإلجتماعي إ.ق السياسي وقيم حضرتها وهي قواعد تم
إكتشافها وبلورتها في شكل أحكام قضائية حازت قوة الشيء المقضي به".3
بناء على هذا التعريف وعلى إعتبار أن المبادئ العامة لإلجراءات القضائية جزء من المبادئ
العامة للقانون ,فقد عرفها البعض بأنها" مجموعة القواعد القانونية اإلجرائية غير المكتوبة التي
يكشفها القضاء والسيما القضاء اإلداري المستقل والمتخصص ويستلمها من روح وطبيعة قواعد
النظام القانوني للدولة ومواثيق حقوق اإلنسان الدولية الوطنية ويجسدها ويعلنها في أحكام قضائية
نهائية جائزة لقوة الشبيه المقتضي به ,فتصبح قواعد إجرائية عامة ومجردة ملزمة تستعمل لتنظيم
عمليات تسير الدعوى اإلدارية والنظر والفصل فيها أمام السلطة القضائية المختصة ,4وتتمثل
مبتدئ القواعد العامة اإلجراءات القضائية في مجال الدعوى اإلدارية ,كمبدأ حق الدفاع ,تقيد
القاضي بطلبات الخصوم في العريضة إفتتاح الدعوى ,مبدأ مجانية القضاء ,مساواة الخصوم أمام
25
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
القضاء ,مبدأ الكتابية في الدعوى ,مبدأ تسيير القاضي للدعوى أو الخصوم ,مبدأ تسبب األحكام,
مبدأ عالنية وسرية الجلسات.
الفرع الثاني :إجراءات سير الخصومة أمام المحاكم اإلدارية:
إن اإلجراءات المتعلقة بسير الخصومة أمام المحاكم اإلدارية تبدأ بمرحلة إعداد عريضة إفتتاح
الدعوى ,تم تقديمها وإعالنها للخصوم بإضافة إلى مرحلة إعداد ملف القضية يقصد بها الخصومة
جميع أنواع األعمال اإلجرائية التي ترد على الدعوى منذ تقديمها للقضاء ,ولحين الفصل فيها
1
بموجب حكم قضائي.
أوال :مرحلة تقديم عريضة الدعوى اإلدارية أمام المحكمة اإلدارية
إن اللجوء للقضاء بصفة عامة من أجل حماية الحقوق يتم بواسطة عريضة ,وهي عبارة عن
طلب يتقدم به عادة المدعي إلى المحكمة اإلدارية حسب ما نصت عليه المادة 815ق.إ.م.إ" ...ترفع
الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من المحامي" 2وذلك البد من توضيح مختلف
البيا نات التي تتطلبها العريضة إفتتاح الدعوى أمام المحاكم اإلدارية وكذلك مختلف شروط الشكلية
التي يستوجبها القانون لقبول تلك الدعوى والفصل فيها وتتمثل في ما يلي:
البيانات الواجب توفرها في العريضة الدعوى أمام المحاكم اإلدارية: .I
إن عريضة إفتتاح الدعوى هي ورقة يتم من خاللها تكليف خصم رفع الدعوى بالحضور أمام
المحكمة اإلدارية حيث يستوجب أن تكون هذه العريضة وفق شكل معين يحوي مجموعة من
البيانات الالزمة لصحة إنعقاد الخصومة ,3وذلك نصت عليه المادة 15ق.إ.م.إ" يجب أن تتضمن
عريضة إفتتاح الدعوى تحت طائلة عدم قبولها شكال ,البيانات األتية:
.1الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى.
.2إسم ولقب المدعى وموطنه.
.3إسم ولقب المدعى عليه ,فإن لم يكن له موطن معلوم فأخر موطن له.
.4اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص المعنوي ,ومقره اإلجتماعي وصفة ممثله القانوني أو
اإلتفاقي.
.5عرضا موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى.
4
.6اإلشارة عند اإلقتضاء إلى المستندات والوثائق المؤيدة للدعوى.
1شاص جازية ,قواعد اإلختصاص القضائي للدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ,رسالة ماجستير ,كلية الحقوق,
الجزائر ,سنة ,1994-1993ص .180
2المادة 815ق.إ.م.إ ,السالف الذكر.
3عمار بوضياف ,النظام القانوني للمحاكم اإلدارية في القانون الجزائر ,مجلة مجلس الدولة العدد ,06سنة ,2005ص .87
4المادة 15ق.إ.م.إ.
26
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
ومن الضروري أن نذكر هنا كما أن القانون ال يشترط في مجال الدعاوى اإلدارية أن تكون
اإلدارة الطرف في الدعوى ,سواء بصفة المدعى أو المدعى عليه ,متمتعة بالشخصية المعنوية مثال
الوزارات فهي ليست لها شخصية معنوية قائمة بذاتها ,وإنما هي جزء من شخصية الدولة.1
1شاص جازية ,قواعد اإلختصاص القضائي بالدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ,رسالة ماجستير ,كلية الحقوق,
الجزائر ,1994 ,ص .182
2شاص جازية ,المرجع السابق ,ص .185
3المادة 380من قانون.إ.م.إ.
4حسين طاهري ,شرح وجيز لإلجراءات المتبعة في المواد اإلدارية ,دار إبن خلدون ,الجزائر ,2005 ,ص .12
27
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
"829يحدد أجل الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة ( )4أشهر ,يسري من تاريخ التبليغ الشخصي
بنسخة من القرار اإلداري الفردي أو من تاريخ نشر القرار اإلداري الجماعي أو التنظيمي"
ونصت المادة " 830يجوز الشخص "....وجاء في المادة 832من نفس القانون" تنقطع أجال
الطعن في الحاالت التالية:
الطعن أمام الجهات القضائية إدارية غير مختصة.
طلب المساعدة القضائية.
وفاة المدعى أو تغيير أهليته.
القوة القاهرة أو الحادث الفجائي.
وجاء في نص المادة 907من نفس القانون السابق على األتي" عندما يفصل مجلس الدولة كدرجة
أولى وأخيرة تطبيق األحكام المتعلقة باآلجال المنصوص عليها في المواد من 829إلى .832
نستخلص من ذلك أن الميعاد في المنازعات اإلدارية العامة يحسب من تاريخ النشر أو تبليغ القرار
1
المطعون فيه ,وهذا ما يخفف أيضا عن القضاء عدد القضايا الكبيرة المرفوعة أمامه.
28
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
كما تتوفر هذه الصفة في الوكيل والممثل القانوني لإلدارة واألشخاص المعنوية على إعتبار أنه هو
المخول قانونيا للتعبير عن اإلدارة أو الشخص المعنوي سواء كان على المدعى أو المدعى عليه.1
29
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
موطن معلوم يتم تبليغه في أخر موطن له أما بالنسبة للشخص المعنوي فيتم تبليغ في مقره المعلوم
وذلك عن طريق تبليغ ممثله القانوني ,حسب المادة 828ق.إ.م.إ وفي حالة إستحالة تبليغ التكليف
بالحضور وفق هذا 1األسلوب يتم ذلك بواسطة رسالة موصى عليها مع علو الوصول واإلخطار
بتاريخ أول جلسة يقع على عاتق المدعى.
وفي األخير نشير إلى أن اإلخطار بتاريخ أول جلسة يقع على عاتق المدعى ويجب إحترام أجل
عشرون( )20يوم على األقل بين تاريخ تسليم التكليف بالحضور والتاريخ المحدد ألول جلسة ما لم
ينص القانون على خالف ذلك ,ويمدد هذا األجل ألشهر إذا كان الشخص المكلف بالحضور مقيما
في الخارج المادة 16ق.إ.م.إ ,في حين أن اإلخطار بتاريخ الجلسة التي تنادى فيها على القضية
منوط بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية ,والذي ينبغي أن يكون في أجل عشرة ( )10أيام على األقل
قبل تاريخ الجلسة وفي حالة اإلستعجال يجوز تقليص هذا األجل إلى يومين بأمر من رئيس تشكيلة
الحكم ,حسب المادة 876ق.إ.م.إ.
.IIIمرحلة إعداد ملف القضية الدعوى اإلدارية:
نصت عليها المادة 844ق.إ.م.إ على أنه" يعين رئيس المحكمة اإلدارية التشكيلة التي يؤول إليها
الفصل الدعوى ,بمجرد قيد عريضة إفتتاح الدعوى بأمانة الضبط ,يعين رئيس تشكيلة الحكم
القاضي المقرر الذي يحدد بناء على ظروف القضية ,األجل الممنوح للخصوم من أجل تقديم
المذكرات اإلضافة والمالحظات وأوجه الدفاع والردود ,ويجوز له أن يطلب من الخصوم كل
مستند أو أية وثيقة تقيد في قضية النزاع ,يجوز لرئيس تشكيلة الحكم عندما تقتضي ظروف القضية
أن يحدد فور تسجيل العريضة التاريخ الذي يختم فيه التحقيق ,ويعام الخصوم به عن طريق أمانة
الضبط" 2فالقاضي اإلداري هو المكلف بتسيير إجراءات الدعوى اإلدارية بمجرد تسجيلها من قبل
أطراف القضية ,والقاضي المقرر هي المخولة قانونيا بإعداد الملف الدعوى كتحديد األجل الممنوح
للخصوم من أجل تقديم المذكرات ,تقديم أوجه الدفاع والردود ,كما يجوز له في هذا اإلطار أن
يطلب أي مستند أو وثيقة تعيد في فض النزاع.3
.IVمرحلة إجراء المصالح:
حسب المادة 970من ق.إ.م.إ على أنه" يجوز للجهات القضائية اإلدارية إجراء الصلح في مادة
القضاء الكامل" ,كما جاء كذلك في المادة 971من نفس القانون السابق" يجوز إجراء الصلح في
أية مرحلة تكون عليها الخصومة" وتم اإلتفاق عليه ويأمر من خالل ذلك بتسوية النزاع ويتم غلق
ملف القضية.4
30
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
إن إجراء الصلح على دعاوى القضاة الكامل دون قضاء اإللغاء ,ما جاء في المادة 969من ق.إ.م.إ
على إعتبار أن دعوى إلغاء متعلقة بمخاصمة قرار إداري غير مشروع تهدف إلى إلغاء فليس من
المنطقي اإلتفاق من خالل الصلح بين الخصوم على اإلستمرار وإبقاء قرار اإلداري رغم عدم
مشروعية ,بينما في القضاء الكامل األمر يتعلق بحق الشخصية يمكن لصاحبه التنازل عنه ,لذلك
فإن هذا التميز الذي جاء به القانون الجديد كان أكثر من ضروري على عكس ق.إ.م الذي لم يأتي
بهذا التميز بين دعوى إلغاء ودعاوى القضاء الكامل في مجال الصلح ,وهذا األخير نشير أن قانون
اإلجراءات المدنية اإلدارية لم يشر إلى يمكن أن يستغرقها محاولة الصلح على عكس قانون المدنية
الذي حددها بثالثة ( )3أشهر.1
31
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
تقرير المكتوب حول القضية ,حيث يشمل هذا التقرير جميع الوقائع وكذا المسائل القانونية التي
يثيرها النزاع ,فهذا التقرير يعمل من خالل القاضي المقرر تزويد أعضاء تشكيلة الحكم بكافة
العناصر التي تمكنهم من النظر في القضية وثم إمكانية الفصل فيها ,حيث أن التقرير المكتوب
للقاضي المقرر هدفه إطالع تشكيلة الحكم على كافة خبايا النزاع.
فالتقرير المكتوب تسرد فيه الوقائع والطلبات التي تقدم بها المدعى وكذا األسس واألسانيد القانونية,
التي يدعم بها طلباته ,كما يحدد فيه رد المدعى عليه وأسانيده القانونية بعد ذلك يحدد فيه القاضي
المقرر رأيه القانوني في الدعوى وأسبابه.1
فبناء على ذلك قد يكون هذا الرأي القانوني متعلقا بمسائل كاإلختصاص القضائي أو متعلقا
بالشروط الشكلية المتعلقة بالدعوى اإلدارية كعدم إحترام المواعيد ,وعليه يتوقف هذا الرأي عند
هذا الحد ,كما أنه قد يناقش موضوع النزاع ويبدي فيه رأيه سواء بطلب رفض أو قبول الدعوى مع
تأسيس هذا الرأي قانونيا أو واقعيا حسب إقتناعه.2
بعد إنتهاء من إعداد التقرير المكتوب وفق الشكل السابق ,ونص ذلك في المادة 897ق.إ.م.إ" يحيل
القاضي المقرر وجوبا ملف القضية مرفقا بالتقرير والوثائق الملحقة به إلى محافظ الدولة لتقديم
تقريره المكتوب في أجل شهر واحد ( )1من تاريخ إستالمه الملف ويجب على المحافظ الدولة إعادة
الملف والوثائق المرفقة به إلى القاضي المقرر بمجرد القضاء األجل المذكور".
عند هذا الحد تكون القضية جاهزة للفصل فيها وبذلك تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الدعوى
اإلدارية أمام المحكمة اإلدارية وهي مرحلة المحاكمة.3
32
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
وذلك خالل عشرة ( )10أيام قبل تاريخ الجلسة وفي حالة اإلستعجال يمكن تقليص هذا األجل إلى
يومين ( )2بأمر من رئيس تشكيلة الحكم وفي حالة الضرورة جاء في المادة 875من نفس القانون"
يجوز لتشكيلة الحكم أو لرئيس المحكمة اإلدارية أن يقرر في أي وقت وفي أي حالة الضرورة
جدولة أي قضية للفصل فيها بإحدى تشكيالتها".1
سير جلسات المحاكمة: .II
بعد إيداع الدعوى اإلدارية بعريضة مكتوبة وموقع عليها من طرف الخصم أو محام مقيد من
نقابة المحامين ,يوضع ملف على تشكيلة الحكم في التاريخ المجدول سابقا الفصل فيها حيث يته
ضبط وضمان من قبل رئيس الجلسة 2حسب المادة 884من ق.إ.م.إ" بعد تالوة القاضي المقرر
للتقرير المعد حول القضية يجوز للخصم تقديم مالحظاتهم الشفوية تدعيما لطلباتهم الكتابية ,يمكن
أيضا لرئيس تشكيلة الحكم اإلستماع إلى أعوان اإلدارة المعنية أو دعواتهم لتقديم توضيحات ,يمكنه
أيضا خالل الجلسة وبصفة إستثنائية أن يطلب توضيحات من كل شخص حاضر يرغب أحد
الخصوم في سماعه ,بعد هذه اإلجراءات يقدم محافظ الدولة طلباته المتعلقة بالقضية من خالل
عرض الوقائع والقانون وكذا األوجه المثارة باإلضافة إلى رأيه مسألة تم طرحها ,حسب المادة
886من ق.إ.م.إ" المحكمة اإلدارية غير ملزمة بالرد على األوجه المقدمة شفويا بالجلسة ما لم تؤكد
بمذكرة كتابية".
عند إتمام اإلجراءات تصبح القضية جاهزة للفصل فيها ,فيعلن القاضي بغلق باب المرافعة حيث ال
يمكن الخصوم تقديم طلبات أو اإلدالء بمالحظات وحسب المادة 268من ق.إ.م.إ" يجوز للجهة
القضائية المعروض أمامها النزاع بعد إقفال باب المرافعات أن تعيد القضية إلى الجدول كلما دعت
الضرورة إلى ذلك ,كما يمكن أن تقوم بذلك بناء على طلب أحد الخصوم أو بسبب التغيير في
تشكيلتها ,تفتح المرافعات من جديد بناء على أمر شفوي من رئيس التشكيلة المعني".3
إصدار الحكم: .III
تتم المداوالت في سرية تكون وجوبا بحضور كل قضاة التشكيلة ودون حضور ممثل النيابة
العامة والخصوم أو محاميهم وأمين الضبط.
ونصت المادة 270من ق.إ.م.إ" يصدر الحكم الفاصل في النزاع بأغلبية األصوات" وال يجوز
تمديد المداولة إال عند الضرورة الملحة ومهما كان األمر ال يمكن أن تتجاوز المداولة جلستين
متتاليتين ,ويتم النطق بالحكم في نفس الجلسة التي تتم فيها المداوالت أو في تاريخ الحق ويجب
عندها أن يبلغ الخصوم بهذا التاريخ خالل الجلسة وال يجوز إصدار الحكم في جلسة سرية ألن في
33
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
ذلك مخالفة للمادة 144من الدستور ويوقع على أصل الحكم الرئيس وأمين الضبط وكذا القاضي
المقرر ويتم حفظ أصل الحكم في أرشيف الجهة القضائية مع ملف القضية.1
34
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
ونصت المادة 951من ق.إ.م.إ" يجوز للمستأنف عليه إستئناف الحكم فرعيا في حالة
سقوط حقه في رفع اإلستئناف األصلي غير مقبول ,يترتب عن تنازل عن اإلستئناف
األصلي عدم قبول اإلستئناف الفرعي إذا وقع بعد التنازل".1
.2المعارضـة:
جاء في المادة 249من ق.إ.م.إ" يكون الحكم الغيابي قابال للمعارضة" في حق المدعى عليه الذي
لم يحضر وكيله أو محاميه ,ورغم صحة التكليف بالحضور يفصل القاضي غيابيا وذلك حسب ما
جاء في المادة 292من نفس القانون ,إال إذا كان التبليغ بالتكليف بالحضور شخصيا المدعى عليه
معتبرا حضوريا ,كما لها شروط
ً ولم يحضر ال يمكن له الطعن بالمعارضة في الحكم الصادر بعد
تتمثل في وجود قرار غيابي وإحترام اآلجال القانونية.2
طرق الطعن غير العادية:
.1إعتراض الغير الخارج عن الخصومة:
هو طعن المدعى عليه في الحكم أو القرار الصادر إذا كان من شأنه أن يلحق ضرر به ,وال يجب
أن يكون الطاعن في األحكام طرفا في الخصومة 3وذلك حسب المادة 381من ق.إ.م.إ" يجوز لكل
شخص له مصلحة ولم يكن طرفا وال ممثالً في الحكم أو القرار أو األمر المطعون فيه ,تقديم
إعتراض الغير الخارج عن الخصومة" وفي حالة رفض اإلعتراض ونصت المادة 384من
ق.إ.م.إ" يبقى أجل إعتراض الغير الخارج عن الخصومة على الحكم أو القرار أو األمر قائمة لمدة
خمسة عشر( )15سنة ,تسري من تاريخ صدور الحكم ما لم ينص القانون على خالف ذلك ,غير أن
هذا األجل يحدد بشهرين( )2عندما يتم التبليغ الرسمي للحكم أو القرار أو األمر إلى الغير ,ويسري
هذا األجل من تاريخ التبليغ الرسمي الذي يجب أن يشار فيه إلى ذلك األجل وإلى الحق في ممارسة
إعتراض الغير الخارج عن الخصومة.
.2إلتماس إعادة النظر:
حسب المادة 966من ق.إ.م.إ" اليجوز الطعن بالتماس إعادة النظر إال في القرارات الصادرة
عن مجلس الدولة" أي متعلق بقرارات مجلس الدولة دون المحاكم اإلدارية.
.3الطعن بالنقض:
نصت المادة 903من ق.إ.م.إ" يختص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في القرارات
الصادرة في أخر درجة عن الجهات القضائية اإلدارية" ويشترط في الطعن بالنقض أن يتم الطعن
في أجله القانوني المحدد في المادة 956من ق.إ.م.إ" يحدد أجل الطعن بالنقض بشهرين( )2يسري
من تاريخ التبليغ الرسمي للقرار محل الطعن ,ما لم ينص القانون على خالف ذلك" ومن شروطه
35
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
يجب أن يكون الطعن في بعض األوجه المحددة في نص المادة 358من ق.إ.م.إ" ال يبنى الطعن
بالنقض إال على وجه واحد أو أكثر من األوجه األتية:
مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات.
إغفال األشكال الجوهرية لإلجراءات.
عدم اإلختصاص.
تجاوز السلطة.
مخالفة القانون الداخلي.
مخالفة القانون األجنبي المتعلق بقانون األسرة.
مخالفة اإلتفاقيات الدولة.
إنعدام األساس القانوني.
إنعدام التسبيب.
قصور التسبيب.
تناقض التسبيب مع المنطق.
تحريف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار.
تناقض أحكام أو القرارات صادرة في أخر درجة ,عندما تكون حجية الشيء المقتضى فيه
قد أشيرت بدون جدوى ,وفي هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد أخر حكم أو قرار من
حيث التاريخ ,وإذا تأكد هذا التناقض يفصل بتأكيد الحكم أو القرار األول.
تناقض أحكام غير قابل للطعن العادي ,في هذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال ولو كان
أحد األحكام موضوع طعن بالنقض سابق انتهى بالرفض ,وفي هذه الحالة يرفع الطعن
بالنقض حتى بعد فوات األجل المنصوص عليه في المادة 354أعاله ,يجب توجيهه ضد
الحكمين وإذا تأكد التناقض تقضي المحاكمة العليا بإلغاء أحد الحكمين أو الحكمين معا.
وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار.
الحكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب.
السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية.
إذا لم يدافع عن ناقص األهلية.1
خـالصـة الـفصـل:
1المواد 903و 956و 358من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ,السالف الذكر.
36
الـمحـاكــم اإلداريــة الـفـصـــل األول
في ختام هذا الفصل بالرغم من محاوالت المشرع الجزائري إضفاء نوع من االستقاللية بين
القضاء العادي والقضاء اإلداري ,إال أن هذه االستقاللية تظل محدودة ,يظهر ذلك من خالل القانون
األساسي للقضاة على قضاة القضاء اإل داري والعادي معا ,وبإصدار المشرع الجزائري لقانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية ,حيث ألغى االزدواجية على مستوى هياكل القضاء اإلداري االبتدائي,
مجسدا بذلك مبدأ تقريب القضاء من المتقاضين ,من خالل إلغاء عمل بالعمل بنظام الغرف الجهوية
وتوسيع اختصاص المحاكم اإلدارية ,ويمكن القول بأن اإلجراءات والشروط المتعلقة بإجراءات
التقاضي أمام المحاكم اإلدارية ,كما أنها تتضمن مجموعة من الشروط والضوابط حددها المشرع
الجزائري سواء كان متعلق بسير الدعوى وتهيئها والفصل فيها بمجريات المحاكمة وصدور الحكم.
37
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
تـمـهـيـد الـفـصـل:
يعتبر مجلس الدولة الجزائر قمة هرم التنظيم القضائي اإلداري وصاحب اإلشراف األعلى في
النظر والفصل في القضايا المعروضة على القضاء اإلداري ,وبالتالي ال يمكن تأدية هذه المهمة
الهامة إال عن طريق تسخير وتوفير وسائل مادية تمكن أعضاء مجلس الدولة من ممارسة مهامهم
على أحسن وجه بالتالي السير الحسن والفعال لمجلس الدولة وبناء على أحكام المادة 152من
الدستور 1996المعدل والمتمم المادة 171للتعديل الدستور 2016وتم إنشاء مجلس الدولة بموجب
القانون العضوي رقم 01-98المؤرخ في 30ماي ,1998وذلك نظرا للتحول الذي عرفه نظام
القضاء الجزائر الذي يمكن في اإلنتقال من نظام القضاء الموحد إلى نظام القضاء المزدوج ,بغض
النظر عن اإلختصاص القضائي المسند إلى مجلس الدولة كأعلى محكمة إدارية في الجزائر
والتبيان أهم العناصر المادية على مستوى مجلس الدولة سنتطرق في المبحث األول :األسس
القانوني وتنظيم مجلس الدولة.
المبحث الثاني :اإلختصاصات واإلجراءات أمام مجلس الدولة.
51
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
اإلطار القانوني لمجلس الدولة من نصوص ذات طابع دستوري تشريعي وتنظيمي والنظام
الداخلي.
الفرع األول :اإلطار الدستوري لمجلس الدولة
تناول مجلس الدولة كهيئة دستورية خمس مواد من التعديل الدستوري لسنة 1996وخاصة المواد
153-152-119-78مجلس الدولة ,ويمكن تصنيف هذه المواد إلى ثالثة أصناف:1
-ليتكون الصنف األول من المواد المتعلقة مباشرة مجلس الدولة هي:
أ -حيث تنص المادة 78الفقرة الرابعة المتعلقة بتعيين رئيس مجلس الدولة من طرف رئيس
الجمهورية.
ب -حيث تنص المادة 119الفقرة الثالثة المتعلقة بعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء
بعد األخذ برأي مجلس الدولة.
ت -نصت المادة "152تتمثل المحكمة العليا لهيئة المقومة لألعمال المجالس القضائية والمحاكم,
ويؤسس مجلس الدولة كهيئة مقومة لألعمال الجهات القضائية اإلدارية ,تضمن المحكمة العليا
ومجلس الدولة توحيد اإلجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد ويسهران على إحترام القانون,
تؤسس المحكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع اإلختصاص بين المحكمة العليا ومجلس
الدولة".
-ويتكون الصنف الثاني من المادة المتعلقة بإختصاص النظام القضائي بصفة غير مباشرة مجال
إختصاص القضاء اإلداري وهي المادة 143التي على أنه" بنظر القضاء في الطعن في قرارات
السلطات اإلدارية".
-ويتكون الصنف الثالث من المواد المتعلقة بإطار القانوني ونوعية النص القانوني الذي ينظمه
وعمل ويحدد إختصاصات مجلس الدولة على قانون عضوي وهي المادة "153يحدد قانون
عضوي تنظيم المحكمة العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع عملهم وإختصاصاتهم األخرى".2
الفرع الثاني :اإلطار التشريعي لمجلس الدولة
ينقسم اإلطار التشريعي المجلس الدولة إلى قسمين:
-اإلطار التشريعي الخاص.
-اإلطار التشريعي العام.
اإلطار التشريعي الخاص: .I
ينقسم اإلطار التشريعي الخاص إلى قسمين تتمثل في تشريعي خاص متعلق بمجلس مباشرة
الدولة وكذلك يتعلق بمجلس الدولة بصفة غير مباشرة:
52
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
اإلطار التشريعي الخاص المباشر:
.1اإلطار التشريعي األصلي :يتكون هذا اإلطار التشريعي من القانون العضوي رقم 01-98
المؤرخ في 1998/05/30المعدل والمتمم المتعلق بمجلس الدولة ,المسايرة تطور المنظومة
القانونية لقطاع العدالة التي تعددت بعدة نصوص قانونية جديدة ال سيما ق.إ.م.إ وأشار
أصحاب المشروع أن التعديل مس ثالث جوانب هي:
مجال إختصاصات القضائية المجلس الدولة المنصوص عليها في المواد .11-10-9
مجال إختصاصاته ذات الطابع اإلستشاري المنصوص عليها في المواد .40-39-38
تنظيم هيئات اإلدارية.
تغيير إختصاصات كل من رئيس مجلس الدولة وديوانه ,محافظ الدولة وأمانة الضبط.
إلغاء بعض المواد اإلنتقالية المنصوص عليها في القانون العضوي األصلي.
وأخير تغيير المادة 42واإلشارة إلى نشر النظام الداخلي المجلس الدولة في الجريدة
الرسمية.
اإلطار التشريعي الخاص غير المباشر:
يتكون هذا اإلطار من كل نصوص التشريعية التي تتضمن بعض المواد المتعلقة بكيفية رقابة
مجلس الدولة على بعض األعمال التي تقوم بها بعض الهيئات مثل ما ينص عليها قانون المحاماة
أو قوانين بعض السلطات اإلدارية المستقلة.1
اإلطار التشريعي العام لمجلس الدولة: .II
يشكل ق.إ.م.إ اإلطار التشريعي العام لمجلس الدولة بحكم ما جاء في كتابه الرابع تحت عنوان"
في اإلجراءات المتبعة أمام الجهات القضائية اإلدارية" وما تنص عليه المواد 901إلى 916
المتعلقة باإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة.
الفرع الثالث :اإلطار التنظيمي لمجلس الدولة:
يتكون هذا اإلطار من المراسيم الصادرة عن السلطة التنفيذية بحيث نص القانون العضوي -98
01في مواده " "43-41-29-17إلى ضرورة التدخل عن طريق التنظيم لبيان كيفية تطبيقه خاص من
حيث اإلطار البشري واإلجرائي ,وبناء عليه صدرت المراسيم التالية:2
53
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
المرسوم التنفيذي رقم 261-98المؤرخ في 1998/08/29المحدد أشكال اإلجراءات
وكيفياتها في المجال اإلستشاري أمام مجلس الدولة.1
المرسوم التنفيذي 262-98الذي يحدد كيفية أجال جميع القضايا المسجلة أو المعروضة على
الغرف اإلدارية للمحكمة العليا إلى مجلس الدولة.2
وكذا مرسوم التنفيذي رقم 263-98الذي يحدد كيفية تعيين رؤساء المصالح واألقسام لمجلس
الدولة وتصنيفهم.3
المرسوم التنفيذي رقم 322-98يحدد تصنيف وظيفة األمين العام لمجلس الدولة.4
المرسوم التنفيذي رقم 165-03يحدد شروط وكيفيات تعيين مستشاري الدولة في مهمة غير
عادية لدى مجلس الدولة.5
1مرسوم التنفيذي رقم ,261-98المؤرخ , 1998/08/29يحدد أشكال اإلجراءات وكيفياتها في المجال اإلستشاري أمام مجلس
الدولة ,الجريدة الرسمية العدد ,64سنة .1998
2مرسوم التنفيذي رقم ,262-98المؤرخ في , 1998/08/29يحدد كيفية إحالة جميع القضايا ,الجريدة الرسمية عدد ,64سنة
.1998
3مرسوم تنفيذي رقم ,263-98السالف الذكر.
4مرسوم التنفيذي رقم ,322-98المؤرخ في ,1998/10/13يحدد تصنيف وظيفة األمين العام لمجلس الدولة ,الجريدة الرسمية
العدد ,77سنة .1998
5مرسوم التنفيذي رقم ,165-03المؤرخ في , 2003/04/09يحدد شروط وكيفيات تصنيف وظيفة األمين العام لمجلس الدولة,
الجريدة الرسمية العدد. 1998 ,77
54
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
" يحضر محافظ الدولة أو أحد مساعديه الجلسات والمداوالت ,ويقدم مذكراته طبقا للكيفيات
المحددة في النظام الداخلي لمجلس الدولة"
-تنص المادة "19يحدد النظام الداخلي كيفية تنظيم وعمل مجلس الدولة السيما عدد الغرف
واألقسام ومجاالت عملها ,وكذلك صالحيات كتابة الضبط واألقسام التنفيذية والمصالح
اإلدارية.1
المطلب الثاني :تنظيم مجلس الدولة
يعتبر مجلس الدولة الجزائري صاحب اإلشراف األعلى في النظر والفصل في قضايا
المعروضة على القضاء اإلداري ,وبالتالي ال يمكن تأدية هده المهمة إال عن طريق تسخير
وسائل بشرية تسهر على ذلك يجب أن تكون مستقلة ومضمونة من عدم تدخل أي سلطة قد
تمس بحيادها ونزهتها ,إضافة إلى هذه التركيبة يجب التكفل بهياكل واألجهزة التي يعبر من
خاللها هذه األعضاء عن وظائفها ,وبالتالي السير الحسن والفعال لمجلس الدولة.
ولدارسة تنظيم وتسيير مجلس الدولة البد اإلعتماد بالدرجة األولى على القوانين التي توضح
تشكيلة مجلس الدولة وإختصاصات أعضائه وهي:
-القانون العضوي رقم 01-98المتعلق بإختصاصات مجلس الدولة وتنظمه وعمله.
-القانون العضوي رقم 31-11المعدل والمتمم القانون العضوي .01-98
-النظام الداخلي لمجلس الدولة المؤرخ في .22002/05/26
الفرع األول :تشكيلة البشرية لمجلس الدولة
يتشكل مجلس الدولة حسب القانون العضوي رقم 01-98عدد من القضاة التابعين لمجلس دولة
في مادة 20إلى صفتهم ومرتبتهم ضمن مجلس.
وتقسم المادة 20القضاة المجلس إلى قسمين وذلك من خالل ما تنص عليه" يتشكل مجلس الدولة
من القضاة األتي ذكرهم:
من جهة:
رئيس مجلس الدولة.
نائب الرئيس.
رؤساء األقسام.
مستشاري الدولة.
ومن جهة أخرى:
محافظ الدولة.
55
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
محافظي الدولة المساعدين.
يخضع القضاة المذكورون أعاله للقانون األساسي للقضاء"
.Iأعـضـاء مـجـلـس الـدولـة:
رئـيـس مـجـلـس الـدولـة :من خالل معرفة كيفية تعيين رئيس مجلس الدولة وكذلك أهم
الصالحيات المنوطة به قانونا.
.1الـتـعـيين :لم يحدد القانون شروط خاصة في من يعين لرئاس المجلس ,إال أنه يعين بمرسوم
رئاسي طبقا للمادة 78الفقرة 4من التعديل الدستوري التي تنص على" يعين رئيس
الجمهورية من الوظائف والمهام اآلتية:
الوظائف والمهام المنصوص عليها من الدستور.
الوظائف المدنية والعسكرية في الدولة.
التعينات التي تتم في مجلس الوزراء.
رئيس مجلس الدولة.
األمين العام للحكومة.
محافظ بنك الجزائر.
القضاة.
مسئولو أجهزة األمن.
الوالة
ويعين رئيس الجمهورية سفراء الجمهورية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج وينهي مهامهم,
ويتس لم إعتماد الممثلين الدبلوماسيين األجانب وأوراق إنهاء مهامهم" من خالل هذا نستنتج التالي
ليس من الضروري أن يكون رئيس مجلس الدولة قاضيا خالف للرئيس األول للمحكمة العليا الذي
يشترط فيه أن يكون قاضيا" المادة 11من قانون 22-89المؤرخ في 1989/12/12المتعلق
بصالحيات للمحكمة العليا وتنظيمها وسيرها.1
ومع ذلك فقد ذهب المشرع بموجب المادة 20من القانون العضوي 01-98المعدل والمتمم إلى
إعتبار رئيس مجلس الدولة قاضيا األمر الذي يطرح من زاوية أخرى التساؤل حول مدى دستورية
هذه المادة وحول الغموض الذي يتكيف المركز القانوني لرئيس مجلس الدولة 2وذلك إذا رجعنا إلى
نظام مجلس الدولة الفرنسي فإن رئاسته تعهد إلى رئيس السلطة التنفيذية ويحل محله عند غيابه
وزير العدل ,ويفسر اصطالح رئيس السلطة التنفيذية الوارد في القانون 1945في الوقت الحاضر
1محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري دعاوى اإللغاء ,دار علوم والنشر وتوزيع عنابة ,2007 ,ص .51
2محمد صغير بعلي ,الوسيط في المنازعات اإلدارية ,دار العلوم والنشر عنابة ,سنة ,2010ص .100
56
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
على أنه يعني رئيس مجلس الوزراء ,ويساعد رئيس مجلس الدولة في أداء مهامه نائب رئيس وهو
قاض لم تتعرض النصوص أيضا لشروط الخاصة لتعيينه.1
.2الـصـالحـيـات :إن مهام والصالحيات المنوط لرئيس مجلس الدولة حددتها المادة 22من
القانون العضوي 01-98ويشمل نوعين من اإلختصاصات إدارية وقضائية ,لكن هذه
اإلختصاصات كانت محل تعديل من قبل المشرع الذي قام بتعديل المادة السابقة بمقتضى
المادة 06من القانون العضوي 13-11الذي يعدل ويتمم القانون العضوي 01-98وعليه
أصبحت إختصاصات رئيس مجلس الدولة كاألتي:
يمثل مجلس الدولة رسميا.
يرأس أي غرفة من غرف المجلس عند اإلقتضاء.
رئاس الغرف المجتمعة.
تنشيط وتنسيق نشاط الغرف وأمانة الضبط واألقسام والمصالح اإلدارية.
السهر على تطبيق أحكام النظام الداخلي لمجلس الدولة.
إتخاذ إجراءات ضمان السير الحسن لمجلس الدولة.
ممارسة السلطة السلمية على األمين العام ورئيس الديوان ورؤساء الغرف واألقسام
اإلدارية والمكلف أمانة الضبط المركزية والمصالح التابعة لها.2
نـائـب الـرئـيـس :يساعد رئيس مجلس الدولة في أداء مهامه نائب الرئيس وهو قاض أيضا,
ولم يحدد القانون شروط خاصة.
.1الـتـعـيين :إن نائب رئيس مجلس الدولة يعين هو األخر بمرسوم رئاسي وقد صدر أول
مرسوم بهذه الصفة والمضمون تحت رقم 178-78بتاريخ .31998/05/30
.2الـصـالحـيـات :نصت عليه المادة 23من القانون العضوي 01-98يتولى أساس إستخالف
رئيس مجلس الدولة في حالة حدوث مانع أو في حالة غيابه وفي حالة ممارسته رئيس
المجلس بمهامه فإن نائبه يتولى مساعدته في مهمة التسيير والمتابعة األشغال الغرف و
األقسام ولكن هذه المادة كانت محل تعديل من طرف المشرع الجزائري بموجب المادة 6
القانون 13-11المعدل والمتمم للقانون 01-98وعليه أصبحت المادة بالشكل التالي" يساعد
رئيس مجلس الدولة نائب الرئيس ويستخلفه حالة غيابه أو حدوث مانع له ,وفي حالة وقوع
1سليمان محمد الطماوي ,دروس في القضاء اإلداري ,دار الطبع والنشر والتوزيع القاهرة ,سنة ,1976ص .50
2المادة 6من القانون العضوي رقم ,13-11المؤرخ في ,2011/06/26الجريدة الرسمية العدد ,37المعدل والمتمم قانون
العضوي رقم ,01-98المؤرخ في .1998/05/30
3عمار بوظ ياف ,القضاء اإلداري في الجزائر (النظرية التحليلية والوصفية والمقارنة) ,الطبعة الثانية ,سنة ,2008ص .90
57
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
مانع للرئيس ونائبه معا يقوم مقام رئيس مجلس الدولة عميد رؤساء الغرف بمجلس
الدولة".1
رؤسـاء الـغـرف :لم يحدد قانون مجلس الدولة كيفية تعيينهم وترك أمر تحديد عددهم للنظام
الداخلي للمجلس غير أنه تعينهم من طرف رئيس مجلس ,بإعتباره صاحب اإلشراف العام
السيما أنه يتولى توزيع المهام عليهم ,أما عن دورهم كونهم أعضاء في مكتب المجلس
وفي باقي التشكيالت (الجمعة العامة ,الغرف المجتمعة) تتمثل المهام الخاصة في اإلشراف
على العمل داخل غرفهم بتنسيق األشغال بها ,وتوزيع القضايا بين الغرف واألقسام مع
إمكانية رئاسة كل منها وهم يسييرون المدوالت ويعدون جداول القضايا المحالة إليهم.2
رؤسـاء األقـسـام :يشبهون رؤساء الغرف من حيث تعبئتهم وعددهم غير أن دورهم أقل
أهمية إذا ال يدخلون في عضو المكتب وال حق سياقي تشكيالته اإلستشارية والقضائية,
ويمكنهم رئاسة جلسات األقسام وتتمثل مهامهم في التنسيق التقرير والمناقشة والمداولة
وهم بذلك يساهمون إلى جانب رؤساء الغرف في التنظيم المجلس وحسن سير العمل إلى
جانب رئيس المجلس.3
مـسـتـشـارو الـدولـة :يعتبر مستشار الدولة الفئة األساسية لمجلس الدولة ,وينقسمون إلى
صنفين كما هو الحال في مجلس الدولة الفرنسي مستشار الدولة في مهمة عادية ,مستشار
الدولة في مهمة غير عادية.
.1مستشار الدولة في مهمة عادية :هم القضاة الحقيقيون لمجلس الدولة ,يعينون بالترقية عن
طريق األقدمية من بين مستشاري المحاكم اإلدارية.4
أ -الـتـعيين :بإعتباره قاضيا يعين مستشار الدولة في مهمة عادية بمرسوم رئاسي طبقا للمادة
87من الدستور.5
ب -الـصـالحـيـات :تتمثل المهمة األساسية لمستشاري الدولة في مهمة عادية ,في القيام بمهمة
التقرير واإلستشارة في التشكيالت القضائية والتشكيالت اإلستشارية ,كما يخول لهم القانون
ممارسة وظيفة ومهمة محافظ الدولة المساعد وفقا للمادة 29الفقرة 2من القانون العضوي
رقم 01-98المعدل والمتمم.6
58
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
.2مستشار دولة في مهمة غير عادية:
أ -الـتـعيين :هم من أعوان الدولة ال يرتبطون بمجلس الدولة يعينون من خارج السلك
القضائي ,من بين الموظفين السامين لتولي العضوية بمجلس الدولة.1
وتعتبر هذه الفئة متميزة ألنه إذا كان رئيس مجلس الدولة ونائبه ومحافظ الدولة ومساعدوه
والمستشارون في مهمة عادية هم قضاة حسب المادة 20من القانون العضوي 01-98
مستشارو الدولة في مهمة غير عادية ال ينتمون إلى هذا الصنف وال يتمتعون بهذه الصفة
وهذا ما أكدته المادة 29فقرة األخيرة من القانون العضوي 01-98حيث تنص" تحدد شروط
وكيفيات تعيينهم عن طريق التنظيم".2
ب -الـصـالحـيـات :تقتصر مهمة مستشار الدولة في مهمة غير عادية على المساهمة والتدخل
في ممارسة اإلختصاص اإلستشاري لمجلس الدولة ,دون اإلختصاص القضائي المقتصر
على مستشاري الدولة في مهمة عادية ,وهكذا فإنهم يعتبرون مقررين في التشكيالت ذات
الطابع اإلستشاري إلى جانب باقي أعضاء مجلس الدولة.3
حيث تنص المادة 29الفقرة الثانية من القانون العضوي رقم 01-98المعدل والمتمم على
أن" يعتبر مستشار الدولة في مهمة غير عادية مقررين في الشكيالت ذات الطابع
4
اإلستشاري ويشاركون في المداوالت"
لقد أسندت صالحيات تعيينهم إلى سلطة التنظيم المادة 29من القانون 01-98وبالتالي يكون
المشرع قد ترك مجاالً للسلطة التنظيمية لتعيين أشخاص من إختيارها ولما ال ممن يوالونها
سياسيا وكذلك لم يحدد القانون العضوي مدة تعيينهم وبالتالي أصبح التنظيم هو المختص
بذلك.
لم تحدد المواد 29-20من القانون العضوي رقم 01-98عدد هؤالء المستشارين بخالف عدد
مستشار اإلستشارة المحددين بدقة ,ويبلغ عدد مستشاري الدولة في مهمة غير عادية 12
مستشار على األكثر ويعينون من بين األشخاص ذوي الكفاءات األكيدة في مختلف ميادين
النشاط ويجب أن تتوفر فيهم شروط خاصة ,كما أشار إليه األمر الذي تم بموجب المرسوم
التنفيذي رقم 165-03المؤرخ في 2003/04/09المتعلق بشروط وكيفيات تعيين مستشاري
الدولة في مهمة غير عادية ,نصت المادة "03يبلغ عدد مستشاري الدولة في مهمة غير
عادية أثني عشر( )12مستشار على األكثر ويعينون من بين األشخاص ذوي الكفاءات
األكيدة في مختلف ميادين النشاط ,ويجب أن تتوفر فيهم أحد شروط الخاصة األتية:
1فاتح حدايدي ,النظام القانوني لمجلس الدولة (لرصد المقارنة بين التشريع الجزائري والفرنسي) ,المرجع السابق ,ص .40
2محمد صغير بعلي ,الوجيز في المنازعات اإلدارية ,المرجع السابق ,ص .99
3محمد صغير بعلي ,الوسيط في المنازعات اإلدارية ,المرجع السابق ,ص .105
4
Rachid khloufe, Cod de proceduredeurant les juridicatications administratives, office des publications universitaires,
Alger, 2009, p 184 .
59
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
أن يكون حائز على شهادة دكتوراه في القانون أو في العلوم اإلقتصادية أو
المالية أو التجارية ويثبت سبع( )7سنوات على األقل في الوظائف العليا
للدولة.
حائزا على شهادة جامعية تعادل على األقل ليسانس ً أن يكون موظفا
ومارس مدة خمس عشرة ( )15سنة منها سبع( )7سنوات على األقل في
الوظائف العليا أو شهادة معادلة لها يثبت الخبرة المهنية.1
محافظ الدولة:
هو سلك قائم بذاته ومستقل عن الهيئة الحكم ,مكون من محافظ الدولة رئيسا ومساعدين له يعملون
تحت إشارفه.
.1الـتـعـيين:
يعين محافظ الدولة ,بإعتباره قاض بموجب مرسوم رئاسي ولم يحدد القانون شروط خاصة بذلك
واإلجراءات المعينة وإلى جانب محافظ الدولة هناك محافظي دولة مساعدين وهم أيضا قضاة
معينين بمرسوم رئاسي.2
.2الـصـالحـيـات :تنص عليها المادة 26من القانون العضوي رقم 01-98على أنه" يمارس
محافظ الدولة ومحافظو الدولة المساعدون مهمة النيابة العامة في القضايا ذات الطابع
القضائي واإلستشاري يقدمون مذكراتهم كتابيا ويسرحون مالحظاتهم شفويا" وكذلك المادة
15من القانون العضوي "01-98يقوم محافظ الدولة بدور النيابة العامة بمساعدة محافظي
الدولة المساعدين.3
وتنص المادة 10من النظام الداخلي لمجلس الدولة على أنه يمثل النيابة العامة على مستوى
مجلس الدولة محافظ الدولة الذي يساعده محافظو الدولة المساعدون.
ولعل قانون إ.م.إ الجديد يكون قد طور نسبيا من دور وصالحيات محافظ الدولة ,حينما ألزمه
وأشركه في الفصل في النزاع اإلداري المطروح أمام المحكمة اإلدارية بموجب المادة 846
التي تنص على ما يلي" عندما تكون القضية مهيأة للجلسة أو عندما تقتضي القيام بالتحقيق عن
طريق الخبرة أو سماع شهود أو غيرها من اإلجراءات يرسل الملف إلى محافظ الدولة لتقديم
إلتماساته بعد دراسة من قبل القاضي المقرر.
مـحـافـظـي الـدولـة الـمـسـاعدين:
1محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص ص .60-59
2محمد صغير بعلي ,الوسيط في المنازعات اإلدارية ,المرجع السابق ,ص .329
3محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع نفسه ,ص .59
60
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
إلى جانب محافظ الدولة يمكن تعيين محافظي الدولة مساعدين وهم قضاة أيضا معينون
بمرسوم رئاسي ,ويتمثل دورهم في مساعدة محافظ الدولة فيما يخص المهام المذكورة سابقا.1
الـفـرع الـثـانـي :هـيـاكـل مـجـلـس الـدولـة:
يتكون مجلس الدولة من هياكل القضائية وهياكل اإلستشارية وكذلك هياكل األخرى.
الـهـيـاكـل الـقـضـائـية: .I
يتمثل دور مجلس الدولة في الفصل أساسا في بعض المواضيع ابتدائيا ونهائيا ,كما يتولى النظر
في اإلستئنافات التي ترفع إليه من المجالس القضائية بنوعيها الخاصة بنزعات اإللغاء والتعويض
على المستوى المجالس الخاصة بالبلديات والمؤسسات ذات الطابع اإلداري ,فبالرغم من
إختصاصه في مجال إستشاري ,يبقى مجلس الدولة هيئة قضائية أساسا بنظر في مجموعة من
القضايا 2فالمادة 903من ق.إ.م.إ حددت مواضيع التي يفصل فيها مجلس الدولة ومن بينها
النظر في الطعون بالنقض في القرارات الصادرة في أخر درجة عن الجهات القضائية
اإلدارية.
يختص مجلس الدولة كذلك في الطعون بالنقض المخولة له بموجب نصوص خاصة.3
وكما تنص المادة 14من الفقرة 1من القانون العضوي رقم 01-98المتعلق بمجلس الدولة" ينظم
مجلس الدولة لممارسة إختصاصاته ذات الطابع القضائي في شكل غرف ويمكن تقسيم هذه الغرف
إلى أقسام".
فالنظام الداخلي هو الذي يحدد طبقا للمادة 19منه كيفيات تنظيم وعمل مجلس الدولة السيما عدد
الغرف واألقسام ومجالت عملها ,فمجلس الدولة يعقد جلساته لدى ممارسة إختصاصاته القضائية
إما في شكل غرف وأقسام أو غرف مجتمعة.4
.1الـغـرف واألقـسـام:
يعقد مجلس الدولة جلساته في شكل غرف أو أقسام للفصل في القضايا التي تعرض عليه والتي
يستوجب على األقل حضور 3أعضاء لكل منها للفصل في القضية المعروضة أمامه ,رئيس
مجلس الدولة أن يقوم برئاسة غ رفة ,ويتولى رؤساء الغرف واألقسام إعداد جداول القضايا المحالة
عليهم ,كما يتولى رؤساء الغرف تحديد القضايا الواجب دراستها على مستوى الغرف واألقسام
ويترأسون الجلسات ويسيرون مداوالت الغرف ويمكنهم رئاسة جلسات األقسام ويقوم رؤساء
األقسام بتوزيع القضايا على القضاة التابعين لها ويترأسون الجلسات ويعدون التقارير.5
1أمال بن ناصر ,جميلة دباح ,التنظيم القضائي في الجزائر ,المرجع السابق ,ص .51
2معاشو عمار ,تشكيل وإختصاصات مجلة مجلس الدولة زمجلة نصف السنوية ,جامعة تيزي وزو ,العدد ,5سنة ,2004ص .58
3المادة 903من القانون رقم 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلداريةو السالف الذكر.
4محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري لمجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص ص .66-65
5عمور سالمي ,الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية ,نسخة المعدلة ومنقحة طبقا ألحكام القانون 09-08متضمن قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائر ,2009-2008 ,ص .11
61
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
وطبقا للمرسوم الرئاسي رقم 187-98المؤرخ في 1998/05/30المتضمن تعيين أعضاء مجلس
الدولة قد قام في بدايته على أربعة غرف وثمانية أقسام ,ولكن بمجرد التعديل الذي جاءت به المادة
44من النظام الداخلي أصبح مجلس الدولة يتشكل من 5غرف تختص كل واحدة بمجال معين أو
مجاالت متقاربة.
-الغرفة األولى :مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بالصفقات العمومية وبالمحالت
والسكن.
-الغرفة الثانية :مختصة بالفصل على الخصوص في القضايا ذات الصلة بالوظيف العمومي
وبنزع الملكية من أجل المنفعة العامة وبالمنازعات الضريبية.
-الغرفة الثالثة :مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بمسؤولية اإلدارية وبالتعمير
وباالعتراف بحق وباإليجارات.
-الغرفة الرابعة :مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بالعقارز
-الغرفة الخامسة :مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بإيقاف التنفيذ وباإلستعجال
وبالمنازعات المتعلقة باألحزاب ويمكن عند الحاجة إعادة النظر في إختصاص الغرف
بموجب مقرر ويصدره رئيس مجلس الدولة ,تتكون كل غرفة من قسمين على األقل يمارس
كل قسم نشاطاته إما على إنفراد أو يجتمعان في شكل غرفة ومن المعلوم أن تشكيلة الغرف
القسم ال تضم سوى مستشارين في مهمة عادية بإعتبارهم قضاة.1
.2الـغـرف الـمـجـتـمـعـة:
تنص المادة 31من القانون العضوي رقم 01-98المعدل والمتمم على أن:
" يعقد مجلس الدولة في حالة الضرورة جلساته مشكال من الغرف مجتمعة السيما في الحاالت التي
يكون فيها القرار المتخذ بشأنها تراجعا عن اإلجتهاد القضائي".
في حين تنص المادة 32منه على تشكيلة الغرف المجتمعة وهي:
" يتشكل مجلس الدولة عند إنعقاد غرفة مجتمعة في:
رئيس مجلس الدولة.
نائب الرئيس.
رؤساء الغرف.
عمداء رؤساء األقسام".2
يعد رئيس مجلس الدولة جدول القضايا التي تعرض على المجلس الدولة عند إنعقاده كغرف
مجتمعة.
1محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص ص .67-66
2النظام الداخلي لمجلس الدولة ,المؤرخ في . 2006/05/26
62
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
يحضر محافظ الدولة جلسات تشكيلة مجلس الدولة كغرف مجتمعة ويقدم مذكراته ,ال يصح الفصل
إال بحضور نصف عدد أعضاء التشكيلة الغرف المجتمعة على األقل.1
وفي حين تنص المادة 69من النظام الداخلي على:
" ال تتداول وال تثبت الغرف المجتمعة إال بحضور نصف األعضاء على األقل وتتخذ القرارات
باألغلبية البسيطة ,يرجع صوت الرئيس في حالة التعادل إلى األصوات".2
هـيـاكـل إسـتـشـاريـة: .II
يمارس مجلس الدولة إختصاصه اإلستشاري بواسطة تشكيلتين:
-الجمعية العامة.
-اللجنة الدائمة.
حيث تنص المادة 35من القانون العضوي رقم 01-98المعدل والمتمم على أن" يتداول مجلس
الدولة في المجال اإلستشاري في شكل جمعية عامة ولجنة دائمة"
الـجـمـعـيـة الـعـامـة:
.1الـتـشـكـيـل:
تنظم المادة 37من القانون العضوي رقم 01-98المتعلق بمجلس الدولة" تشكيلة الجمعية العامة
المتكونة من:
-رئيس مجلس الدولة ,رئيسا.
-نائب رئيس مجلس الدولة.
-محافظ الدولة.
-رؤساء الغرف.
-مستشاري الدولة".
يمكن للوزراء أن يشاركوا بأنفسهم أو يعينوا من يمثلهم في الجلسات المخصصة للفصل في القضايا
التابعة لقطاعاتهم حسب األوضاع المنصوص عليها في المادة 39أدناه.
وجاء في مشروع القانون العضوي المتعلق بمجلس الدولة بخصوص أحكام المادة 39على ما يلي:
" يعين ممثلو كل وزارة الذين يحظرون جلسات الجمعية العامة والجنة الدائمة في القضايا التابعة
لقطاعاتهم من بين أصحاب الوظائف العليا برتبة مدير إدارة مركزية على األقل".3
.2اإلخـتـصـاص:
يتمثل اإلختصاص للجمعية العامة في إبداء رأيها في مشاريع القوانين المقدمة لها من الحكومة
في الحالت واألوضاع العادية ,وال تصح مداوالتها إال بحضور نصف عدد األعضاء على األقل.1
1محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .69
2النظام الداخلي لمجلس الدولة ,السالف الذكر.
3رشيد خلوفي ,قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم وإختصاص القضاء اإلداري) ,المرجع السابق ,ص .128
63
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
الـلـجـنـة الـدائـمـة:
اسس المشرع اللجنة الدائمة كهيئة إستشارية أخرى بجانب الجمعية العامة.
.1الـتـشـكـيـل:
تتكون اللجنة الدائمة من قضاة مجلس الدولة وممثلي الوزارات المعينة وتتشكل حسب المادة 38
من القانون العصوي 01-98من األعضاء التالية:
-رئيس غرفة ,رئيسا.
4 -مستشارين دولة على األقل.
-حضور محافظ أو أحد مساعديه.
وكما يشارك الوزير أو ممثله في جلسات اللجنة بالنسبة للقضايا التابعة لقطاعه برأي اإلستشاري
وحسب ما تنص عليه المادة 39من نفس القانون العضوي.2
.2اإلختصاص:
وتم تعديل المادة 38بحيث أصبحت تنبه اللجنة الدائمة بالطابع اإلستعجالي لدراسة مشاريع القوانين المقدمة للجنة
الدائمة من طرف الوزير المعني وليس من طرف رئيس الحكومة كما نظمته المادة 38األصلية ,وفي جميع
الحاالت يبدي مجلس الدولة رأيه حول مشاريع القوانين في شكل تقرير نهائي يحرر باللغة العربية وقد يكون
مرفوقا بالترجمة باللغة األجنبية.3
.IIIهـيـاكـل أخـرى:
بجانب الهياكل القضائية والهياكل اإلستشارية ينظم القانون العضوي رقم 01-98لمجلس الدولة
هياكل أخرى مختلفة يمكن تتمثل في مكتب مجلس الدولة واألمانة العامة واألقسام التقنية والمصالح
اإلدارية وكتابة الضبط مجلس الدولة.4
مـكـتـب مـجـلـس الـدولـة:
الـتـشـكـيـل :نصت عليها المادة 24من القانون العضوي رقم 01-98حيث تنص على ما يلي: .1
يتكون مجلس الدولة من:
رئيس مجلس الدولة ,رئيسا.
محافظ الدولة ,نائب لرئيس مكتب.
نائب رئيس مجلس الدولة.
رؤساء الغرف.
عميد رؤساء األقسام.
عميد المستشارين.
1محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري لمجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص ص .71-70
2المادة 38من القانون العضوي رقم ,01-98سالف الذكر.
3محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري ,مجلس الدولة ,مرجع السابق ,ص .71
4رشيد خلوفي ,قانون المنازعات اإلدارية ,تنظيم وإختصاص القضاء اإلداري ,المرجع السابق ,ص .129
64
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
.2إخـتصـاص مـكـتـب مـجـلـس الـدولـة:
فقد نصت عليها المادة 25من القانون العضوي رقم "01-98يختص مكتب مجلس الدولة بما
يأتي:
إعداد النظام داخلي لمجلس الدولة والمصادقة عليه.
إبداء رأي في توزيع المهام على القضاة مجلس الدولة.
إتخاذ إجراءات التنظيمية قصد سير الحسن للمجلس.
إعداد برنامج سنوي للمجلس.1
تحدد اإلختصاصات األخرى للمكتب في النظام الداخلي في حين تنص المادة 28من النظام
الداخلي على ما يلي:
يختص مكتب مجلس الدولة بما يأتي:
بإعداد النظام الداخلي لمجلس الدولة والمصادقة عليه.
بإبداء الرأي بخصوص توزيع المهام.
بإعداد وضبط البرنامج السنوي لنشاط مجلس الدولة.
باتخاذ اإلجراءات التنظيمية لحسن سير مجلس الدولة.
بهذا الصدد:
يفصل في المسائل المتعلقة بتنظيم مجلس الدولة.
يقرر إنشاء أو حذف الغرف واألقسام.
يضبط جدول الجلسات.
يحدد الحد األدنى لعدد القضايا التي تجب على كل قاضي الفصل فيها شهريا.
يضبط قائمة القضاة المعنيين الجلسات الشغور.
يحدد قائمة وتشكيلة اللجان.
يقيم حصيلة النشاط السنوي للقضاة كما وكيفا.
يسهر على تفادي كل إختالل في سير الغرف.
يراقب ويقيم اإلحصائيات المتعلقة بالقضايا المطروحة على مجلس الدولة.2
األمـانـة الـعـامـة:
.1الـتـعـيين" :يعين األمين العام لدى مجلس الدولة بمقتضى مرسوم رئاسي باقتراح من وزير
العدل بعد إستشارة رئيس مجلس الدولة" كما جاء في المادة 18منه ,والتي ال يشترط فيها
صفة التقاضي وبناء على المرسوم التنفيذي رقم 322-98مؤرخ في 22جمادى الثانية عام
65
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
1419الموافق 13أكتوبر سنة ,1998الذي يحدد تصنيف وظيفة األمين العام المجلس
الدولة ,فإن وظيفة األمين العام هي وظيفة عليا في الدولة.
وتدرج وظيفة األمين العام في الصنف هـ القسم 2الرقم اإلستداللي 1160من الجداول بمرسوم
تنفيذي رقم 228-90المؤرخ في 25يوليو سنة .11990
حيث تنص المادة 123من النظام الداخلي على ما يلي تكتب مع إختصاص األمانة العامة" تتكون
األمانة العامة الملحق بها مكتب الترتيب العام من القمم اإلدارة والوسائل وقسم الوثائق وهي هياكل
يضمن األمين العام تنشيطها ومتابعتها والتنسيق بينها".
يكلف األمين العام بصفة هذه على الخصوص بما يأتي:
إتخاذ كل التدابير لتوفير وسائل التقنية والخدمات الضرورية لهياكل وأجهزة المؤسسة
والسهر على حسن إستخدامها.
السهر على تطبيق التدابير المالئمة ذات الصلة باألمالك واألشخاص.
1محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .72
2المادة 123من النظام الداخلي لمجلس الدولة ,سالف ذكر.
3محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .73
4المادة 123-122من الن ظام الداخلي لمجلس الدولة ,السالف الذكر.
66
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
األقـسـام الـتـقـنـيـة والـمـصـالـح اإلداريـة:
وكما أن يضم مجلس الدولة أيضا األقسام التقنية والمصالح اإلدارية تابعة لألمين العام وذلك
تحت سلطة رئيس مجلس الدولة ,ويتم تعيين رؤساء المصالح واألقسام حسب كيفيات تحدد عن
طريق التنظيم وبناء على إقتراح من وزير العدل بعد أخد رأي مجلس الدولة.
وتعتبر وظائف رؤسا ء األقسام التقنية والمصالح اإلدارية التابعة للمجلس وظائف عليا في الدولة
نظرا للدور الكبير الذي تقوم به على مستوى مجلس الدولة ووفقا لألحكام المرسوم التنفيذي رقم
288-90المؤرخ في ,1990/07/25فإنه يمكن تقسيم هذه الهيئات إلى قسمين:1
.1قـسـم اإلدارة والـمصـالـح :يتضمن هذا القسم أربعة مصالح تتمثل في:
مصلحة الموظفين والتكوين.
مصلحة الميزانية والمحاسبة.
مصلحة الوسائل العامة.
مصلحة اإلعالم اآللي.
.2قـسـم الـوثـائـق :بالنسبة لهذا القسم فإنه يشمل مصالح التالية:
مصلحة اإلجتهاد القضائي والتشريع.
مصلحة مجلة مجلس الدولة.
مصلحة األرشيف.
مصلحة الترجمة.2
كـتـابـة الـضـبـط :لمجلس الدولة أمانة الضبط يتكفل بها ضبط رئيسي يعين من بين القضاة من
طرف وزير العدل باقتراح من رئيس مجلس الدولة.
تتشكل كتابة ضبط مجلس الدولة من كتابة ضبط مركزية وكتابة ضبط الغرف وكتابة ضبط
األقسام.
ولم يتعرض القانون العضوي رقم 01-98من القانون الذي يسري على كتابة الضبط مما يقتضي
إعمال القواعد العامة بتطبيق القانون نفسه المطبق على كتابة ضبط المحكمة العليا 3حيث نصت
المادة 16من القانون العضوي رقم 01-98تنص على أنه" لمجلس الدولة كتابة ضبط يتكفل بها
كاتب ضبط رئيسي يعين من بين القضاة بمساعدة كتاب الضبط وذلك تحت سلطة رئيس مجلس
الدولة".
أما عن صالحيات كتابة الضبط لمجلس الدولة نصت عليها المادة 73من النظام الداخلي فيما يلي:
-يتمثل صالحيات رئيس كتابة الضبط فيما يلي:
1محمد صغير بعلي ,الوجيز في المنازعات اإلدارية ,المرجع السابق ,ص .110
2محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .75
3محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .76
67
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
التنسيق بين مختلف مصالح كتابة الضبط.
التنسيق بين كتابات ضبط الغرف واألقسام.
مراقبة الصندوق والمحاسبة.
حفظ تقارير الخبراء وتسليم نسخ منها لألطراف.
حفظ تقارير المعاينة الميدانية المأمور بها قضائيا.
دفع الرسوم القضائية اإلدارة الضرائب.
مراقبة مصلحة تسجيل الطعون.
المشاركة في إنعقاد الجمعية العامة لمجلس الدولة.
تحضير ومسك وتحرير محاضرة إجتماعات مكتب مجلس الدولة".
كما حددت المادة 76صالحيات كتابة ضبط الغرف ,بينما أشارة المادة 75صالحيات كتابة ضبط
األقسام.1
الـفـرع الـثـالـث :قـواعـد سـير مـجـلس الـدولـة
تختلف قواعد مجلس الدولة حسب طبيعة نشاطه ,فتوجد قواعد خاصة بسيره كهيئة قضائية
وقواعد خاصة بسيره كهيئة إستشارية.
قواعد سير مجلس الدولة كهيئة قضائية: .I
تتمثل هذه الهيئات القضائية كما سلفنا ذكرها سابقا في الغرف واألقسام ,وبالتالي هذه القواعد
التي تسير هذه الغرف واألقسام تنقسم إلى قسمين قسم خاص بسير الهيئات القضائية في تشكيلها
العادي ,وقسم خاص بسير هيئات القضائية في تشكيلتها الغير العادية.
قواعد سير مجلس الدولة في تشكيلة العادية:
.1قواعد سير غرف مجلس الدولة :طبقا لألحكام المادة 33من القانون العضوي رقم "01-98
يعقد مجلس الدولة جلساته في شكل غرف أو أقسام للفصل في القضايا التي تعرض عليه"
وكذلك ما تشير إليه المادة 34من نفس القانون العضوي أنه" ال يمكن أية غرفة أو قسم
الفصل في القضية إال بحضور 3من األعضاء الكل على األقل" ويترأس كل غرفة رئيسا
غرفة كما جاء في الفقرة 2من المادة 34لنفس القانون العضوي" يمكن رئيس مجلس
الدولة عند الضرورة أن يترأس أية غرفة".
.2قواعد سير األقسام مجلس الدولة :يخضع سير األقسام لنفس القواعد التي تنظيم سير الغرف,
كما يمكن لكل قسم أن يباشر نشاطه إما على إنفراد أو إجتماع قسمي الغرفة في شكل غرفة
وهذا ما نصت عليه المادة 44من النظام الداخلي لمجلس الدولة.2
قواعد سير مجلس الدولة في تشكيلة الغير العادية:
68
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
يعقد مجلس الدولة جلساته في األحوال الغير العادية من خالل كل الغرف مجتمعة تحت رئاسة
رئيس مجلس الدولة ,وال يصح الفصل إال بحضور نصف أعضاء التشكيلة الغرف المجتمعة على
األقل وما نصت عليه المواد 32-31من القانون العضوي .101-98
قواعد سير مجلس الدولة كهيئة إستشارية :
يتداول مجلس الدولة في المجال اإلستشاري في شكل جمعية عامة ولجنة دائمة.
أ -قواعد سير الجمعية العامة:
خصص المشرع الفقرة واحد في المادة 37من القانون العضوي رقم 01-98كقاعدة سير
الجمعية العامة ,جاء فيها "ال يصح الفصل إال بحضور نصف عدد أعضاء الجمعية العامة على
األقل" ,2كما نصت المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم 261-98مؤرخ في 1998/09/29المحدد
األشكال اإلجراءات وكيفيتها في مجال اإلستشاري أمام مجلس الدولة ما يلي" تتخذ مداوالت
الجمعية العامة واللجنة الدائمة بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين مع مراعاة األحكام المادة
37من القانون العضوي رقم .3"01-98
ب -قواعد سير اللجنة الدائمة:
يخضع سير اللجنة الدائمة لنفس القواعد التي تحكم سير الجمعية العامة وبالتالي كرر مرسوم
التنفيذي رقم 261-98والنظام الداخلي لمجلس الدولة ,المادة 108نفس الفرق بين العمل باألغلبية
المطلقة واألغلبية النسبية حول طريق إبداء رأي اللجنة العامة.4
وتشير المادة 38من هذا القانون" تكلف اللجنة الدائمة بدراسة مشاريع القوانين في الحاالت
اإلستثنائية التي ينبه رئيس الحكومة على إستعجالها".5
1سعيد بوعلي ,ميلود ديدان ,المنازعات اإلدارية في ضل القانون الجزائري ,المرجع السابق ,ص .42
2المادة 37من قانون العضوي رقم ,01-98السالف الذكر.
3المادة 8من المرسوم التنفيذي ,261-98السالف الذكر.
4رشيد خلوفي ,قانون المنازعات اإلدارية (تنظيم وإختصاص القضاء اإلداري) ,المرجع السابق ,ص .136
5المادة 38من القانون العضوي رقم ,01-98السالف الذكر.
69
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
-يعتبر مجلس الدولة الجهة القضائية العليا في الجزائر ,وكل مجلس الدولة في الدول التي تعمل
في إطار اإلزدواجية ,يقوم مجلس الدولة في الجزائر بمهمتين مهمة قضائية ومهمة إستشارية وهذه
اإلختصاصات محددة في أحكام القانون العضوي 01-98المتعلق بمجلس الدولة ,وبمقتضى المادة
152من التعديل الدستوري فإن مجلس الدولة يتمتع بإختصاصات قضائي متعدد يمارس التشكيالت
قضائية متعددة وكذلك يتمتع مجلس الدولة بإختصاصات اإلستشارية 1وذلك سوف نتطرق إليه من
خالل:
المطلب األول :اإلختصاصات القضائية مجلس الدولة
يعد صدور القانون العضوي 01-98رجع العمل القضائي الذي كانت تقوم به الغرفة اإلدارية
بالمحكمة العليا من إختصاص مجلس الدولة وبذلك أصبح مجلس الدولة هيئة قضائية عليا في الدولة
وله أهمية بارزة في تحقيق مبدأ المشروعية وحماية الحقوق والحريات وعليه تتفرع اإلختصاصات
القضائية إلى ثالث إختصاصات.2
الـفـرع األول :مـجـلـس الـدولـة قـاضـي أول وأخـر درجـة
إن مجلس الدولة إختصاص من الدرجة األولى واألخيرة على النزعات معنية يفصل مجلس
الدولة في المنازعات التي تثور بشأن بعض األعمال والقرارات والتصرفات ذات األهمية
والصادرة عن السلطات والهيئات والتنظيمات المركزية والوطنية 3وهو ما أكدته المادة 09من
القانون 01-98المعدل والمتمم ,هناك نوع من المنازعات فرض المشرع تقديمها إبتدائيا ونهائيا
على مجلس الدولة هي:
" -الطعون بإلغاء المرفوعة ضد القرارات التنظيمية أو الفردية الصادرة عن السلطات المركزية
والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية.
-الطعون الخاصة بالتفسير ومدة مشروعية القرارات التي تكون نزاعاتها من إختصاص مجلس
الدولة.4
وفي حين تنص المادة 901من ق.إ.م.إ رقم " 09-08يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة
بالفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير والتقدير المشروعية في القرارات اإلدارية الصادرة عن
السلطات اإلدارية والمركزية كما يختص في الفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص
خاصة".5
1رشيد خلوفي ,مجلس الدولة ,مجلة اإلدارة ,العدد ,1999 ,1ص ص .83-82
2حاكم أحمد ,دور مجلس الدولة في العملية التشريعية دراسة المقارنة ,مذكرة نيل شهادة ماجستار في القانون اإلداري المعمق ,كلية
الحقوق والعلوم السياسية ,جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ,2016 ,ص .25
3محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .79
4المادة 9من القانون العضوي ,01-98السالف الذكر.
5المادة 901من القانون رقم 09-08يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ,السالف الذكر.
70
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
وذلك بإستناد لنص المادة 09من القانون العضوي 01-98والمادة 901من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية فإن المشرع الجزائري فقد حصر اإلختصاص مجلس الدولة كمحكمة أول وأخر
درجة في دعاوى اإللغاء ودعاوى التفسير وفحص المشروعية ضد القرارات الصادرة عن الهيئات
اإلدارية المركزية ,الهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية.1
ومن خالل ما سبق نجد المجلس يفصل بصفة نهائية في الدعاوى التي ترفع إليه فهو يمارس وظيفة
إعتباره هيئة قضائية عليا ال رجعة بعد ذلك على أحكامها ,يبين فيها مجلس الدولة بهذه الصفة ترفع
له مباشرة وينظر فيها بصفة نهائية.2
الـفـرع الـثـانـي :إخـتـصـاص مـجـلـس الـدولـة كـقـاضـي إسـتـئـنـاف
مجلس الدولة هو قاضي اإلستئناف في القرارات التي تصدرها المحاكم اإلداريةو تنص المادة 902
من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أن" يختص مجلس الدولة بالفصل في إستئناف
بالقضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة" 3وكما أضاف نص القانون العضوي رقم 01-98
المتعلق بمجلس الدولة المعدل والمتمم في مادته 10بأنه" يفصل مجلس الدولة في إستئناف
القرارات الصادرة إبتدائيا من قبل المحاكم اإلدارية في جميع الحاالت ما لم ينص القانون على
خالف ذلك".4
وهكذا ,فقد وضع النصان السابقان قاعدة ومبدأ عاما تكون بمقتضاه جميع القرارات الصادرة
إبتدائيا من المحاكم اإلدارية قابلة للطعن فيها باإلستئناف أمام مجلس الدولة إال إذا نص القانون على
خالف ذلك.
شروط قبول الطعن باإلستئناف وتتمثل في ما يلي: .I
إن أول شرط يتطلب القانون توفره قبول الطعن باإلستئناف هو شرط أن يكون الحكم أو األمر
المطعون فيه قد صدر إبتدائيا وحضوريا وذلك ما نصت عليها المادة 10المذكورة سابقا.5
وهو ما نصت عليه المادة 949من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" يجوز لكل طرف حضر
الخصومة وأستدعي بصفة قانونية ولو لم يقدم أي دفاع أن يرفع إستئناف ضد الحكم أو األمر
الصادر عن المحكمة اإلدارية ما لم ينص القانون على خالف ذلك".6
-أن يكون الحكم أو األمر المستأنف صادر عن المحاكم اإلدارية.
-أن يكون الحكم أو األمر المطعون فيه إبتدائيا أي اإلستئناف ال ينص إال على األحكام أو األوامر
القضائية اإلبتدائية للطعن فيه باإلستئناف.1
1محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .131
2حاكم أحمد دور مجلس الدولة في العملية التشريعية ,دراسة مقارنة ,المرجع السابق ,ص .26
3المادة 902من القانون العضوي رقم , 09-08يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ,السالف الذكر.
4المادة 10من القانون العضوي ,01-98السالف الذكر.
5عبد العزيز سعد ,طرق وإجراءات الطعن في أحكام والقرارات القضائية ,الطبعة للنشر والتوزيع عين الملية ,2005 ,ص .94
6المادة 949من القانون العضوي رقم ,09-08السالف الذكر.
71
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
-وكذلك من حيث أشخاص الخصومة في اإلستئناف لقد وضع قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية
قاعدة عامة تسري على مختلف الطعون ومنها الطعن بإستئناف سواء أمام القضاء العادي أو
القضاء اإلداري ومن ثم فإنه يشترط في أشخاص الخصومة في طعن باإلستئناف يجب توفر فيه"
الصفة واألهلية والمصلحة.2
اإلجراءات من أجل القبول بإستئناف ضرورة اإللتزام بها كالتالي: .I
أ -تقديم عريضة مستوفية الشروط بعدد الخصوم على أن يتضمن اإلشارة إلى بيانات ومعلومات
تتعلق باألطراف وإحتوائها على الموجز الوقائع أو وجه الطعن باإلستئناف مع ضرورة توقيعها من
طرف محام مقبول أمام مجلس الدولة (المحكمة العليا) إال بالنسبة للدولة.
ب -تقديم نسخة من الحكم أو القرار المطعون فيه.
ج -تقديم اإليصال المثبت لدفع الرسم القضائي.3
.IIأجـال اإلسـتـئـنـاف:
تنص المادة 950من ق.إ.م.إ" يحدد أجل اإلستئناف األحكام بشهرين ويخفض هذا األجل إلى
خمسة عشر يوما بالنسبة إلى األوامر اإلستعجالية ما لم توجد نصوص خاصة" تسرى هذه اآلجال
من يوم التبليغ الرسمي لألمر أو الحكم إلى المعنى ,وتسري من تاريخ إنقضاء أجل المعارضة إذا
صدر غيابيا,تسري هذه اآلجال في مواجهة طالب التبليغ ,4غير أنه إذا كان الحكم المراد الطعن فيه
عن طريق اإلستئناف صدر غيابيا فإن األجل يسري من تاريخ إنقضاء أجل المعارضة ,ويمدد أجل
اإلستئناف شهرين بالنسبة لألشخاص المقيمين خارج اإلقليم الوطني.5
.IIIأثـار اإلسـتـئـنـاف:
تنص المادة 908ق.إ.م.إ على أن" اإلستئناف أمام مجلس الدولة ليس له أثر موقف" ,ومن خالل
هذه المادة المذكورة أن اإلستئناف أمام مجلس الدولة ال يوقف تنفيذ أحكام المحاكم اإلدارية فأحكام
المحاكم اإلدارية كما هو مقرر قانون تصدر بصفة إبتدائية ونهائية وهي قابلة للتنفيذ بمجرد إمهارها
بصيغة التنفيذية ما لم يأمر بوقف تنفيذها.6
1حسن طاهري ,شرح وجيز لإلجراءات المتبعة للمواد اإلدارية ,دار الخلدونية للنشر والتوزيع ,الجزائر ,2005 ,ص .104
2محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري لمجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص .156
3محمد صغير بعلي ,المرجع نفسه ,ص .158
4المادة 950من القانون العضوي رقم ,01-98السالف الذكر.
5يوسف دالندة ,طرق الطعن العادية والغير العادية في األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء العادي والقضاء اإلداري ,للطبعة
والنشر والتوزيع ,الجزائر ,سنة ,2009ص .163
6يوسف دالندة ,طرق الطعن العادية والغير العادية في األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء العادي واإلداري ,المرجع السابق,
ص .165
72
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
وتنص المادة 913من نفس القانون" يجوز لمجلس الدولة أن يأمر بوقف تنفيذ الحكم الصادر عن
المحكمة اإلدارية إذا كان تنفيذه من شأنه أن يعرض المستأنف لخسارة مالية مؤكدة ,ال يمكن
تداركها وعندما تبدو األوجه المثارة في اإلستئناف من شأنها تبرير قرار المستأنف.1
اإلستئناف الفرعي :أجاز ق.إ.م.إ للمستأنف عليه إستئناف الحكم اإلداري فرعيا حتى في حالة
سقوط حقه في رفع اإلستئناف األصلي ,غير أن اإلستئناف الفرعي ال يقبل إذا كان اإلستئناف
األ صلي غير مقبول كما أنه في حالة التنازل عن اإلستئناف األصلي يؤدي ذلك إلى عدم قبول
اإلستئناف الفرعي إذا وقع بعد التنازل.
الـفـرع الـثـالـث :مـجـلـس الـدولـة قـاضـي نـقـض
حيث تنص المادة 11من القانون العضوي 01-98المعدل والمتمم بالمادة 02من القانون
العضوي 13-11على أنه" يختص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في األحكام الصادرة
في أخر درجة عن الجهات القضائية اإلدارية ويختص أيضا بالنظر في الطعون بالنقض المخولة له
بموجب نصوص خاصة.2
شروط قبول الطعن بالنقض: .I
كما أنه الشأن بالنسبة للطعن باإلستئناف فإن الطعن بالنقض في قرارات المحاكم اإلدارية أمام
مجلس الدولة يتطلب توفر مجموعة من الشروط المتعلقة بـ محل الطعن أي قرار المطعون فيه
الطاعن والشكل واإلجراءات والمعاد.3
مـحـل الـطـعـن بـالـنـقـض:
يشترط لقبول الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة في أن يكون محل الطعن منصب على القرارات
القضائية النهائية ,ألن الطعن بالنقض هو المالذ األخير لألطراف للدفاع عن حقوقهم مما يقضي
منطقيا أن تستفيد جميع طرق الطعن األخرى وأن يصبح القرار المطعون فيه بالنقض نهائيا.4
حيث نصت المادة 350من ق.إ.م.إ على أنه" تكون قابلة للطعن بالنقض األحكام والقرارات
الصادرة في أخر درجة التي تنهي الخصومة بالفصل في أحد الدفوع الشكلية أو عدم القبول أو أي
دفع عارض أخر".
الـطـاعـن:
كما هو الشأن بالنسبة لمختلف الطعون أمام مجلس الدولة ,فإن الطاعن بالنقض يجب أن تتوافر
فيه الشروط المذكورة سابقا في الطعن باإلستئناف.5
الـشـروط الـمـتـعـلـقـة بـاإلجـراءات والـمـيـعـاد:
73
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
ال تختلف اإلجراءات المتبعة لقبول الطعن بالنقض عنها بالنسبة للطعن باإلستئناف أمام مجلس
الدولة وعليه يشترط في عريضة الطعن بالنقض أن تكون مستوفية الشروط والبيانات المشار إليها
في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ,أما شرط الميعاد فإنه يخضع للقواعد العامة الواردة في
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
أوجـه وأسـبـاب الـطـعـن بـالـنـقـض:
تنص المادة 959من ق.إ.م.إ على أن" تطبيق األحكام المتعلقة بأوجه بالنقض المنصوص عليها
في المادة 358من هذا القانون أمام مجلس الدولة.
بالرجوع إلى نص المادة 358من نفس القانون تنص على" ال يبنى الطعن بالنقض إلى على وجه
واحد وأكثر من األوجه األتية:
.1مخالفة قاعدة الجوهرية في اإلجراءات.
.2إغفال األشكال الجوهرية في اإلجراءات.
.3عدم اإلختصاص.
.4تجاوز السلطة.
.5مخالفة القانون الداخلي.
.6إنعدام السبيب.
.7إنعدام األساس القانوني.
.8قصور التسبيب.
.9تناقض التسبيب مع المنطوق.
تحرف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار. .10
تناقض أحكام وقرارات صادرة في أخر درجة. .11
تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي. .12
السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية. .13
إذ لم يدافع عن ناقص األهلية.1 .14
أثـار الـطـعـن بـالـنـقـض: .II
نظرا لعدم توافر الشروط
ً يفصل مجلس الدولة برفض الطعن بالنقض شك ً
ال لكونه غير مقبول
للنقض السالف الذكر كما يرفض الطعن من الناحية الموضوعية إذ لم يكن مؤسسا وإما بقبوله,
إذا قبل مجلس الدولة الطعن شكالً لتوفير جميع الشروط المطعن أو قبله ,موضوعا إذا ما كان
مؤسسا فإن مجلس الدولة يعمد إلى نقض القرار كليا أو جزئيا حسب الحالة:
74
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
-يحيل مجلس الدولة الدعوى إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم المنقوض وذلك
بتشكيلة جديدة ,أو يحيلها إلى جهة قضائية أخرى من نوع أو درجة الجهة التي أصدرت
الحكم المنقوض.
-إذا كان وجه النقض قائما على عدم اإلختصاص سواء كان إقليمي أو موضوعي فإن القضية
تحال أمام الجهات القضائية المختصة.
-أي نقض الحكم أو القرار دون إحالة حسب نص المادة 365من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية.
-إذا كان قرار النقض ال يتمتع كما هو بالنسبة للقرار المفترض إال بحجية نسبية فإنه يكون
ملزم للجهة القضائية التي أ حيلت لها القضية حيث يجب عليها أن تطبق حكم اإلحالة فيما
يتعلق بالمسائل القانونية التي قطعت فيها جهة أو محكمة النقض.1
المطلب الثاني :اإلختصاصات اإلستشارية لمجلس الدولة
باإلضافة إلى اإلختصاصات القضائية التي يمارسها مجلس الدولة والتي لها دور فعال في بناء
القانون حيث أكده التعديل الدستوري سنة 1996في مادة 119التي تنص على" تعرض مشاريع
القوانين على مجلس الوزراء بعد أخذ رأي مجلس الدولة ثم يودعها رئيس الحكومة مكتب مجلس
الشعبي الوطني".
الـفـرع األول :نـطـاق ومـجـال اإلسـتـشـارة
كما هو الحال في الدول التي تعمل في إطار اإلزدواجية يقوم مجلس الدولة في الجزائر بمهمة
قضائية ومهمة إستشارية ,وهذا اإلختصاص اإلستشاري يعتبر ثانوي أمام اإلختصاص القضائي
األصلي في منظمة القضاء اإلداري الجزائري 2وذلك إستنادًا لألحكام المادة 119بموجب المادة 4
من القانون العضوي رقم 01-98والتي تنص على أنه" يبدي مجلس الدولة رأيه في مشاريع
القوانين حسب الشروط التي يحددها هذا القانون والكيفيات المحددة ضمن نظامه الداخلي" 3ومن
خالل هذا يتضح أن مجلس الدولة الجزائري بإختصاصات إستشارية أضيق نطاق مما هو مخول
لمجلس الدولة الفرنسي ,ويستثار مجلس الدولة فقط في مجال التشريعي دون المجال اإلداري,
ويرجع سبب تقليص الوظيفة اإلستشارية لمجلس الدولة إلى التفسير الخاطئ الذي أيده المجلس
الدستوري بشأن المادة 119من الدستور.
وعليه بالرجوع إلى مجلس الدولة الجزائري من خالل المادة 119المذكورة أعاله تعرض مشاريع
القوانين على مجلس الوزراء بعد أخذ رأي مجلس الدولة ثم يودعها رئيس الحكومة مكتب مجلس
الوطني.
1محمد صغير بعلي القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص ص .181-180
2 2محمد صغير بعلي ,الوسيط في المنازعات اإلدارية ,المرجع السابق ,ص .55
3المادة 4من القانون العضوي رقم 01-98السالف الذكر.
75
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
ومنه فمجال اإلستشارة تقتصر على مشاريع القوانين التي يبادر بها الوزير األول وهو ما نصت
دورا في
ً عليه المواد 4-12-36من القانون العضوي رقم 01-98هو ما يخول مجلس الدولة
المشاركة والمساهمة في وضع صناعة القانون خالفًا للمحكمة العليا التي ال تتمتع بهذا اإلمتياز.1
الـفـرع الـثـانـي :اإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة في المجال اإلستشاري
.Iطبيعة الرأي اإلستشاري بين اإللزامية والخيار:
تدور مسألة طبيعة اإلستشارة لمجلس الدولة عما إذا كانت إختيارية أو إجبارية بالنسبة للحكومة,
هل الحكومة ملزمة بأن تأخذ رأي مجلس الدولة اإلستشاري أم لها خيار في ذلك؟.
إذا كان طلب اإلستشارة إختياري:
هنا تطلب الحكومة رأي مجلس الدولة اإلسترشاد به فقط ,وفي هذه يتوجب عليها أن تتبع
اإلجراءات المحددة لطلب اإلستشارة ولكنها في النهاية تبقى حرة في أن تأخذ برأي مجلس الدولة
بصفة جزئية أو بصفة كلية وحتى لو أخذت الحكومة برأي مجلس الدولة في المرحلة األولى ثم
تبين لها تعدل في هذا القانون فتبقى مخيرة في اللجوء إلى طلب رأي مجلس الدولة ,فال يتغير في
هذا القانون المعدل قد أخضع لإلستشارة والحكومة أخذت رأي مجلس الدولة ويعني أن الحكومة
في هذه الحالة متمتعة بكامل حريتها في أن تخطر مجلس الدولة أم ال ,إذن إستشارة مجلس الدولة
إختيارية كقاعدة عامة في حالة عدم وجود نص قانوني يفرض هذه اإلستشارة وذلك سواء بالنسبة
لمشروعات المراسيم البسيطة أو أية مسألة قانونية يمكن طلب الرأي فيها من قبل الوزراء
وخاصة فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجههم بخصوص المسائل اإلدارية المختلفة وكما يمكن
للحكومة أن تطلب رأي المجلس اإلستشاري لتفسير ,أو شرح أحكام دستورية بشأن مسألة معينة
أو لتفسير أو شرح أحكام الدستورية بشأن مسألة معينة ,أو لتفسير نص قانوني أو إبداء رأي في
أي مشكلة قانونية.
إذا كان طلب اإلستشارة إلزامي:
هنا تكون الحكومة ملزمة بإخطار مجلس الدولة بمشاريع قوانينها ومراسيمها ولكنها في المقابل
ليست ملزمة برأي مجلس الدولة.
إن إحجام الحكومة عن إخطار مجلس الدولة بمشاريع قوانينها في هذه الحالة يجعل قانونها الصادر
معيب دستوريا نظر لمخالفته قاعدة دستورية آمرة ,فإخطار المجلس الدستوري بصفة قانونية حول
القانون يمكنه من تقرير عدم دستوريته.
وكقاعدة عامة تعتبر إستشارة مجلس الدولة إلزامية عندما يقرر القانون ضرورة عرض النص
التشريعي أو الئحي عليه وإن إختصاص مجلس الدولة في هذا الشأن ال يمكن أن يكون مقيدًا
بالحالت المنصوص عليها في الدستور فحسب ,ففي الواقع أكثر أراء المجلس تصدر بناءا على
نصوص تشريعية بل الئحية إذ كثير ما تنص القوانين على مراسيم التنظيمية المطبقة لها تصدر
76
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
بعد أخذ رأي مجلس الدولة ,وفي أخير اإلستشارة اإللزامية أنه ال يمكن للحكومة أن تتخذ التصرف
قبل أخذ رأي مجلس الدولة بشأنه إال أنها غير ملزمة بمضمونه.1
اإلجـراءات: .II
بناء على المادة 41من القانون العضوي رقم 01-98التي تنص على" تحدد أشكال وكيفيات
2
اإلجراءات في المجال اإلستشاري عن طريق التنظيم"
وبهذا الخصوص صدر المرسوم التنفيذي رقم 261-98المؤرخ في 1998/08/29حيث تنص المادة
10منه على أن" تحدد قواعد اإلجراءات األخرى المطبقة أمام مجلس الدولة في المجال
اإلستشاري في نظامه الداخلي طبقا للمادة 41من القانون العضوي رقم 01-98وتأخذ إجراءات
اإلستشارة المسار األتي:
-بعد المصادقة عليه على المشروع القانون يخطر مجلس الدولة من قبل رئيس الحكومة ويرسل
مشروع القانون وجميع الوثائق المتعلقة به إلى أمانة مجلس الدولة ,وبعد ما يستلم مجلس الدولة هذا
اإلخطار يسجله مباشرة في سجل خاص حسب الترتيب الزمني ,ويقوم رئيس المجلس بإصدار أمر
يقضي بتعيين مقرر من بين مستشاري الدولة أو مستشاري الدولة في مهمة غير عادية ,ويمكن له
أن يعين إما تلقائيا أو بناءا على طلب المستشار المقرر فوج عمل لمساعدة هذا األخير في دراسة
مشروع القانون ثم ترسل نسخة من عناصر الملف إلى محافظ الدولة الذي يعين أحد مساعديه
ليتكفل بمتابعة اإلجراءات أمام الجمعية العامة وتقديم مالحظاته المكتوبة 3وعند إنتهاء األشغال
يطلب مستشار المقرر من رئيس المجلس الدولة إستدعاء الجمعية العامة إلجراء مناقشة عامة حول
مشروع تقرير النهائي ,يترأس رئيس مجلس الدولة المعية العامة التي تضم نائب رئيس ,محافظ
الدولة ,رؤساء الغرف ,وخمسة من مستشاري الدولة على األقل يعينهم الرئيس ,وال تصح مداولتها
إال بحضور األغلبية البسيطة ألعضائها.
في النهاية تختتم المناقشة عن طريق اإلنتخاب باألغلبية البسيطة ألعضاء الجمعية العامة
الحاضرين من أجل المصادقة على التقرير النهائي الذي سيرسل إلى األمانة العامة للحكومة.4
إحالة المشروع إلى رئيس اللجنة الدائمة التي يعينها رئيس مجلس الدولة من رئيس برتبة رئيس
غرفة ,وأربعة من مستشاري الدولة على األقل ,كما يحضر ممثل الوزير جلسات اللجنة ويقدم
مذكراته ,حيث تنص المادة 38من القانون العضوي رقم 01-98المعدلة والمتممة بالمادة 8من
القانون العضوي رقم 13-11على" تكلف اللجنة الدائمة بدراسة مشاريع في الحاالت اإلستثنائية
التي بين الوزير األول على استعجالها وفي جميع الحاالت يبدي مجلس الدولة رأيه حول مشاريع
1بن نوي زبير .خصوصيات النظام القضائي في الجزائر ,المرجع السابق ,ص .167
2المادة 41من القانون العضوي رقم ,01-98السالف الذكر.
3محمد صغير بعلي ,القضاء اإلداري مجلس الدولة ,المرجع السابق ,ص ص .186-185
4عطاء هللا بوحميدة ,الوجيز في القضاء اإلداري تنظيم عمل وإختصاص ,دار الهومة للطبع والنشر والتوزيع ,الجزائر ,الطبعة
,2010ص .55
77
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
القوانين في شكل تقرير نهائي" 1يحرر باللغة العربية وقد يكون مرفوقا بالترجمة إلى لغة أجنبية
وتتضمن هذه التقارير إقتراحات ترمي إما:
إلى إثراء نص.
وإما إلى تعديله.
وإما إلى سحبه عندما يحتوي على مقتضيات قد يصرح يعدم دستوريتها.
أما بالنسبة للمداوالت فتكون بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين وذلك مراعاة
لألحكام المادة 37من القانون العضوي رقم 01-98المتعلق بمجلس الدولة ويكون
2
صوت الرئيس مرجحا في حالة تعادل األصوات"
يحال الرأي (التقرير النهائي) إلى رئيس المجلس الذي يرسله إلى األمين العام
للحكومة ليقدمه رئيس الحكومة إلى مجلس الوزراء طبقا للمادة 119من الدستور.
يعتبر إخطار مجلس الدولة بمشاريع القوانين وطلب رأيه حولها من طرف الحكومة أمر إلزامي
ووجوبي كما ورد صراحة في المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 261-98حينما نصت على أن"
يتم وجوبا إخطار مجلس الدولة بمشاريع القوانين" ومع ذلك فإن الرأي الذي يبديه مجلس الدولة
حول مشروع أي قانون يبقى غير ملزم للحكومة ,إذا يمكن لها أن تتقيد به كليا أو جزئيا أو تطرحه
تماما وال تأخذ له" غير أنها ال يمكنها إصدار نص مختلف عن مشروعها األساسي الذي أحالته
إلستشارة مجلس الدولة".3
الـفـرع الـثـالـث :طـريـقـة مـمـارسـة الـوظـيـفة اإلسـتـشـاريـة
لم يوضح القانون 01-98المتعلق بإختصاصات المجلس الدولة وال المرسوم التنفيذي 161-98
المحدد لكيفيات اإلستشارة وكيفية الرقابة على النص أو كيف يقوم مجلس الدولة بدوره التشريعي.
لكن وبالرجوع إلى المادة 81من النظام الداخلي لمجلس الدولة تنص على" يتدرج رأي مجلس
الدولة ضمن مسار إعداد القانون وتنصب مراقبته بالخصوص على إنسجام النص مع الدستور ومع
المقتضيات التشريعية والتنظيمية المعمول بها ,والتفصيل الداخلي للنص والمفاهيم القانونية المعتمدة
ومطابقة اللغات المستعملة" ,إذن فمجلس الدولة عندما يأتيه مشروع قانون يركز على جوانب
شكلية وجوانب موضوعية.
الـجـوانـب الـشـكـلـيـة: .I
يتحقق من أن اإلخطار ورد ممن له صفة قانونا لطلب اإلستشارة ,وفيما يخص الصياغة من
حيث المفردات واللغة المستعملة ومن حيث الدقة فهو يقوم بعملية إعادة النظر في الصياغة
1المادة 8من القانون العضوي رقم 13-11السالف الذكر.
2عالم إلياس ,مجلس الدولة في النظام القضاء الجزائري ,مذكرة نيل شهادة الماجستر ,جامعة مولود معمري ,كلية الحقوق تيزي
وزو ,سنة ,2009ص .68
3عبد الرزاق زوينة ,المستشار بمجلس الدولة ,قراءة حول المركز القانوني لرئيس مجلس الدولة ,مجلة مجلس الدولة ,العدد األول,
,2002ص .30
78
مـجـلـس الـدولـة الـفـصـل الـثـانـي
القانونية في حد ذاتها ,كما يقوم بإزاحة كل غموض كما يراقب مدى مطابقة النص المحرر باللغة
الفرنسية مع النص المحرر باللغة العربية وفي عديد من الحاالت يعيد المجلس صياغة أحكام
المشروع من أجل تهذيبها ويتأكد من تضمين المشروع المقتضي المتعلق برأي مجلس الدولة.1
الـجـوانـب الـمـوضـوعـيـة: .II
وهو الجانب المتعلق بمراقبة الشرعية ويتمثل في مطابقة النص ومدى درجة إنسجامه مع
النصوص الموجودة من قبل ,بحيث يجب أال تتعارض أحكام المشروع مع الدستور كما يتعين عليه
عدم تعارض مشروع القانون مع المعاهدات الدولية والقوانين العضوية والقوانين العادية ,ورقابة
ال شرعية التي يطبقها المجلس ال تنحصر في النصوص السابقة بل تتعدها إلى إجتهادات مجلس
الدولة والمحكمة العليا والقرارات مجلس الدستوري ويستخلص الكثير من الباحثين أن مجلس
الدولة كأنه يؤدي هنا دور يتكامل مع مجلس الدستوري فيقلل بهذه الطريقة أو يجنب الحكومة عملية
الوق وع في الحاالت الدستورية ,وال يقتصر دور المجلس على الرقابة الشرعية بل يتعدى إلى تقدير
مالئمة النص مع المصلحة العامة أي هل النص المعروض عليه يحقق الجدوى واألهداف
المقصودة منه أم ال؟.2
خـالصـة الـفـصـل:
وفي ختام هذا الفصل يالحظ أن المشرع الجزائري أدرك أن وجود القضاء اإلداري بهياكله
المختلفة بعد مشورة حتمية للفصل في المنازعات التي تكون اإلدارة طرفا فيها ,وأن مجلس الدولة
من أهم المؤسسات القضائية المعاصرة لحماية مبدأ المشروعية وبناء دولة القانون.
وكما تبين لنا من خالل الدراسة األسس القانونية وتنظيمية وكذلك تعدد إختصاصاته القضائية فهو
بإضافة إلى ممارسة مهامه كقاضي القانوني من خالل الفصل في الطعون بالنقض فقد جعله
المشرع قاضي ثاني درجة بالنسبة لألحكام اإلبتدائية الصادرة عن المحاكم الإلدارية كما جعله أول
وأخر درجة بالنسبة القرارات الصادرة عن اإلدارة المركزية وكذلك بالرجوع إلختصاصات
اإلستشارية فإن مجلس الدولة يعد المستشار القانوني للحكومة وهذا اإلختصاص الذي يجد أساسه
القانوني في حكم المادة 119من الدستور والذي يمارسه من خالل الجمعية العامة واللجنة الدائمة.
1دالي السعيد ,النظام القانوني لهيئا ت القضائية في الجزائر ,مذكرة ماجستار جامعة الجزائر ,2001 ,ص .128
2دالي السعيد ,النظام القانوني للهيئات القضائية في الجزائر ,المرجع السابق ,ص .129
79
الـخـاتـمـة الـعـامـة
في ختام دراستنا هذا يمكن أن نستخلص بإضافة إلى الطبع الخاص اإلزدواجية التي تصف
النظام القضائي الجزائري 1996نستخلص من مضمون هذا البحث نقضة أساسية تتمثل في مكانة
مبدأ التقاضي على درجتين داخل الهرم القضائي اإلداري فلقد تبين من القانون العضوي رقم -98
01المتعلق بمجلس الدولة والقانون رقم 02-98المتعلق بالمحاكم اإلدارية أن الهرم القضائي
اإلداري يحتوي على مستوين ,مجلس الدولة ومحاكم اإلدارية خالل ما يميز الهرم القضائي العادي
المتكون من درجتين قضائيتين المحاكم والمجالس القضائية وهيئة قضائية عليا تتمثل في المحكمة
العليا.
وكما هناك مجموعة من األسس وتنظيم واإلختصاصات واإلجراءات المتبعة أمام المحاكم اإلدارية
وتلك المتعلقة بالنظام العام ,وقد إستطاع المشرع الجزائري من خالل القانون 08-09يقوم بتطوير
اإلجراءات التقاضي لتجنبه لجملة من النقائص التي كانت في القانون السابق ,وكذلك بتسهيل
اإلجراءات ومرونتها وقلل من أجال التقاضي ومدته وخفف العبء على الهيئات القضائية ,ذلك
توسيع اإلختصاص و إعادة توزيع المحاكم اإلدارية على المستوى الجغرافي الوطن ,أما بالنسبة
مجلس الدولة تابع السلطة القضائية ذلك من حيث اإلختصاص والمكانة يختلف عن بقية الدول
األخرى كما تم التعرض بنوع من التفصيل إلى تنظيمه.
وفي األخير يمكن أن تخرج بجملة من اإلقتراحات التالية:
-ضرورة التفكير في إنشاء درجة استئناف في المنازعات اإلدارية تعويض مجلس الدولة.
-تكوين قضاة متخصصين في المنازعات اإلدارية ووضع قانون خاص بهم ينسجم مع طبيعة
مهامهم يختلف عن القانون األساسي للقضاة اآلخرين.
-تتمثل وظائف مجلس الدولة كدرجة استئناف وجهة نقض ,وذلك من أجل تحقيق العدالة
ومساواة وحريات األفراد.
94
قــــائمة المـــراجع