You are on page 1of 79

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫‪Ministère de l’enseignement supérieur et de la recherche scientifique‬‬


‫جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم القانون العام‬

‫مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر‬

‫المحاكم اإلدارية ومجلس الدولة في التشريع الجزائري‬

‫ميدان الحقوق والعلوم السياسية‬


‫التخصص‪ :‬القانون اإلداري‬ ‫الشعبة ‪ :‬الحقوق‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫*برزوق الحاج‬ ‫* حمادوش أم الخير‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬
‫‪ -‬األستاذ(ة) زواتين خالد رئيسا‬
‫‪ -‬األستاذ(ة) برزوق الحاج مشرف مقررا‬
‫‪ -‬األستاذ(ة) بوسحبة الجياللي مناقشا‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019:‬‬
‫يوم المناقشة‪2020/09/23 :‬‬
‫بسـم هللا الرحمن الرحيـم‬

‫سبَت َو َعلَي َها َما‬ ‫ف هللا نَفسا إِالا ُوسعَ َها ل َها َ َما َك َ‬ ‫﴿الَ يُ َك ِل ُ‬
‫طأنَا َربنَا والَ ت ُ َح ِمل َعلَينَا‬ ‫سينَا أَ َو ا َخ َ‬ ‫سبَت َربنَا الَ ت ُ َؤ ِ‬
‫اخذنَا ِإن نَ َ‬ ‫إَكتَ َ‬
‫طاقَةَ لَنَا‬ ‫ِإصرا َك َما َح َملتَهُ َعلَى اَْل ِذينَ ِمن قَب ِلنَا َربنَا َوالَ ت ُ َح ِاملنَا َماالَ َ‬
‫صرنَا َعلَى القَو ِم‬ ‫ف َعنا َواغ ِفر لَنَا َوار َحمنَا أَنتَ َموالَنَا فَان ُ‬ ‫ِب ِه َواع ُ‬
‫ال َكافِ ِرينَ ﴾‬
‫سورة البقرة"اآلية ‪"285‬‬
‫كلمة شكر وتقدير‬

‫هلل الحمــد والمنـة على إنجاز هذا العمل فهو أحق أن يشكر‪.‬‬
‫ثم شكر وتقدير إلى األستاذ المشرف برزوق الحاج على التوجيهات‬
‫والنصائح واإلرشادات القيمة التي أفادني بها طوال مدة إنجاز هذا العمــل‪.‬‬
‫كما أتقدم بالشكر للجنة المناقشة التي سيكون لها الدور في تقويم هذا العمــل‪.‬‬
‫شكـــر وتقديــر لكل هؤالء ولكل من مد يد العون لي‪.‬‬
‫والحمد هلل تعلى الذي وفقني في دراستي وأعانني على إتمام هذا العمل‪،‬‬
‫وعلمــني ما لم أكن أعلــم وكــان فضله علي عظيـما‪.‬‬
‫وفي األخير نحتسب هذا العمل هلل وال نزكي على هللا عمال‬
‫راجيــن منه أن يجعله من صــالح األعمــال‬
‫وأن ينفع به كل من يلتمس طريق العلم به‪.‬‬
‫إهـــــــداء‬

‫أهدي هذا العمــل‬

‫إلى أعـز ما أملك في هذا الوجود والدنيا إلى الوالديـن العزيـزين‪.‬‬

‫وإلى كل أفـراد عـائلتي كل باسمــه‪.‬‬

‫وإلى كل الزمــالء واألصــدقاء‪.‬‬


‫قائمة المختصرات‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ -‬ع‪ :‬عدد‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬م‪.‬ج‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫‪ -‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬م‪.‬م‪.‬د‪ :‬مجلة مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ط‪ :‬الطبعة‪.‬‬
‫‪ -‬ج‪.‬ر‪ :‬الجريدة الرسمية الجمهورية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫‪ -‬ص‪.‬ص‪ :‬من الصفحة إلى الصفحة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪- P : Page‬‬
‫‪- N : Numéro‬‬
‫‪- Ed : Edition‬‬
‫الـمـقـدمـة الـعـامـة‬
‫المتبع لتطور القضاء اإلداري في الجزائر منذ اإلستفتاء الدستوري لشهر نوفمبر ‪1996‬‬
‫يالحظ أن الدولة دخلت في مرحلة اإلزدواجية القضائية‪ ,‬والزالت تشهدها إلى اآلن‪ ,‬حيث تم‬
‫على شاكلة النظام القضائي الفرنسي فصل في جهات القضاء اإلداري من القضاء العادي‬
‫ومن أجل هذا الغرض تم تنصيب مجلس الدولة ومحاكم اإلدارية كهيئة مقومة عليا وفق‬
‫المادة ‪ 152‬من الدستور ‪ 1996‬التي وضعت البنية األولى للقضاء اإلداري المستقل‪.‬‬
‫وامتدت هذه المرحلة من ‪ 1998‬وال زالت مستمرة إلى اآلن‪ ,‬وجاء قانون ‪ 08-09‬المؤرخ في‬
‫‪ 2008/02/25‬كنتيجة ضرورية ملحة لتبني المشرع الجزائري نظام إزدواجية القضاء‬
‫واإلستفادة حقيقة من اإلشكاالت التي تناولها الفقه والقضاء للقوانين السابقة‪ ,‬ودعما لمبدأ حق‬
‫التقاضي والدفاع‪ ,‬وتركيز الجهد من خالل اإلختصاص وما ينتج عنه من خبرة متراكمة‬
‫تؤدي إلى جودة عملية التقاضي في تحقيق أهدافها في العدالة والمساواة وحفظ الحقوق‪.‬‬
‫إن القضاء اإلداري وضع أجل أن يضبط العالقة ما بين الجهات العمومية كأجهزة اإلدارة‬
‫واألشخاص العاديين وتمكين جهاز العدالة المتخصص من معالجة النزاعات والقضايا التي‬
‫هي محل الخالف بين شك األطراف‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس كان من أجل تطبيق القضاء في القضايا اإلدارية من إنشاء أجهزة تتكلف‬
‫بذلك تكن لها جانبها التنظيمي الهيكلي الخاص تفرض بتطبيق القانون اإلداري للفصل في‬
‫المنازعات التي تكن اإلدارة طرفا فيها‪.‬‬
‫وبصدور القانون ‪ 08-09‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ثم تحديد الفعلي‬
‫للمفاهيم والنصوص القانونية التي تحدد طريقة عمل مجلس الدولة والمحاكم اإلدارية هذا‬
‫األخير الذي حدد شكله التنظيمي والهيكلي وطريقة التحكم في القضايا والمنازعات التي‬
‫تعتبر من إختصاصها‪.‬‬
‫‪ -‬وتعتبر المحاكم اإلدارية الهياكل القضائية القاعدة لنظام القضاء اإلداري‪ ,‬ولقد تم نص‬
‫إنشائها في الجزائر بمقتضى القانون رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬لتحل محل‬
‫الغرف اإلدارية التابعة للمجالس القضائية تنص عليها في المادة ‪ 01‬من قانون ‪ 02-98‬وكذلك‬
‫إحتوى على ‪ 10‬مواد تناول فيها مسألة تنظيم وتشكيل المحاكم اإلدارية وتركيبتها البشرية‪,‬‬
‫وكذلك حيث بينت تقسيم المحاكم اإلدارية إلى ثالثة أنواع وهذا التقسيم حسب إختصاصها‬
‫اإلقليمي واإلختصاص النوعي وكذلك اإلجراءات المتابعة أمام المحاكم اإلدارية أما بالنسبة‬
‫لمجلس الدولة أعلى جهة قضائية إدارية متخصصة لها نظامها القانوني الخاص‪ ,‬مقابل‬
‫مستشارا للحكومة إلى جانب دوره‬
‫ً‬ ‫المحكمة العليا في النظام القضائي العادي بإعتباره‬
‫الرئيسي كجهة قضائية عليا يتولى توحيد اإلجتهاد القضائي في المادة اإلدارية والسهر على‬
‫إحترام القانون‪.‬‬

‫أ‬
‫الـمـقـدمـة الـعـامـة‬
‫‪ .1‬أهـمـيـة الـمـوضـوع‪:‬‬
‫تكمن أهمية هذا الموضوع في كون أن المحكمة اإلدارية هي قاعدة للهرم القضائي‬
‫اإلداري ألنها تركز على القضايا التي يكن أحد طرفيها اإلدارة الممثلة للجهات العمومية‬
‫وبالتالي معرفة الطرق القانونية للتقاضي لألشخاص في مثل هذه المنازعات‪ ,‬وكذلك‬
‫توضيح وشرح إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإلدارية وإضافة للدراسات والبحوث‬
‫القانونية التي تناولت موضوع المحاكم اإلدارية أما بالنسبة لمجلس الدولة كذلك يعتبر قمة‬
‫هرم القضاء اإل داري في الجزائر بحيث تخوله هذه الصفة بأن يتصدر تقويم جميع األعمال‬
‫الصادرة عن المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫كما تتمثل أهمية الموضوع في التعرف على حقيقة التطور الذي يشهده القضاء اإلداري في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬أسـبـاب إخـتـيـار الـمـوضـوع‪:‬‬
‫جاء إختيار هذا الموضوع لعدة أسباب منها الذاتية وأخرى موضوعية‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسـبـاب الـذاتـيـة‪:‬‬
‫‪ -‬ألنه المواضيع الهامة في المادة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطالع على إجراءات التقاضي أمام الجهات القضائية اإلدارية والتعرف على أهم‬
‫إختصاصات القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬إتصاله بمجال تخصص الدراسي (القانون اإلداري)‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسـبـاب الـمـوضـوعـيـة‪:‬‬
‫‪ -‬إعطاء موضوع المحاكم اإلدارية بعد وأهمية من خالل إستقراء وتحليل لمختلف‬
‫النصوص القانونية المتعلقة به‪.‬‬
‫‪ -‬كون مجلس الدولة هيئة مستقلة مقومة األعمال للجهة القضائية اإلدارية وهو تابع‬
‫لسلطة القضائية ويضمن توحيد اإلجتهاد القضائي اإلداري‪.‬‬
‫‪ .3‬إشـكـالـيـة الـمـوضـوع‪:‬‬
‫تبنى مؤسس الدستوري في الجزائر اإلزدواجية القضائية فأصدرت التشريعات ضمن هذا‬
‫اإلطار حيث وجدت الجهات القضاء اإلداري والعادي فامن بين جهات القضاء اإلداري تم‬
‫إيجاد المحاكم اإلدارية تمارس حدودها ضمن اإلجراءات منصوص عليها قانونا إلى جانب‬
‫ذلك مجلس الدولة الذي له إختصاصات وصالحيات تتختلف عن المحاكم اإلدارية‪ ,‬فما هي‬
‫فعالية محاكم اإلدارية ومجلس الدولة في تشريع الجزائر؟‪ ,‬وبناء على هذه اإلشكالية يمكن‬
‫طرح بعض التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إلى أي مدى حقق المشرع الجزائري باعتماد على المحاكم اإلدارية في ضبط‬
‫القواعد عملها واإلختصاص وتوزيعها بين جهتي القضاء العادي واإلداري؟‪.‬‬

‫ب‬
‫الـمـقـدمـة الـعـامـة‬
‫‪ -‬ما هي مكانة مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري؟ وما دوره في حماية‬
‫حقوق وحريات األفراد؟‪.‬‬
‫‪ .4‬صـعـوبـات الـدراسـة‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر المصادر والمراجع حول المشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬غلق المكاتب الجامعية بسبب الظرف الطارئ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استطاعة الوصول إلى المناطق التي يتركز بها المجتمع للدراسة وذلك لعدم‬
‫توفر شبكة النقل والمواصالت بسبب إنتشار المرض(كوفيد ‪.)19‬‬
‫‪ .5‬الـمـنـهـج الـمـتـبـع‪:‬‬
‫تم اإلعتماد على المنهج التحليلي والمنهج اإلستقرائي‪ ,‬من خالل تحليل النصوص‬
‫إستخلصنا أهم النتائج التي توصل إليها جهاز المحاكم اإلدارية وكذلك اإلستقراء جميع األثار‬
‫المتعلقة بإجراءات التقاضي وذلك المنهج الوصفي يوصف هيكلة مجلس الدولة وتحليل‬
‫النصوص المتعلقة بتنظيمه وسيره وطريقة عمله‪.‬‬
‫‪ .6‬خـطـة الـدراسـة‪:‬‬
‫لقد تم تقسيم البحث وفقا لما تتطلبه معالجة اإلشكالية المطروحة وذلك بإعتماد على التقسيم‬
‫الثنائي للخطة لذلك فإن الموضوع يتضمن فصلين وبالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬األسس القانوني وتنظيم المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬إختصاصات واإلجراءات أمام المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬األسس القانوني وتنظيم مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬اإلختصاصات واإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫ج‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫تـمـهـيـد الـفـصـل‪:‬‬
‫تعد المحاكم اإلدارية جزء من الهيئات القضاء اإلداري في الجزائر وهي صاحبة االختصاص‬
‫العام في النظر والفصل في المنازعات التي تكون اإلدارة العامة طرف فيها في ظل النظام‬
‫القضائي الجزائري الجديد بعد صدور دستور ‪ 1996‬والتعديل الذي جاء به أصبحت المحاكم‬
‫اإلدارية قاعدة القضاء اإلداري إذ تختص المحاكم اإلدارية بالفصل بالدرجة األولى في المنازعات‬
‫اإلدارية حسب المادة األولى من القانون رقم ‪ 02-98‬المتعلقة بالمحاكم اإلدارية على أن تنشأ‬
‫المحاكم اإلدارية كجهات القضائية للقانون العام المادة اإلدارية وإن كانت الجزائر قد عرفت سنة‬
‫‪ 1962‬إنشاء ثالثة محاكم إدارية إلى أن المحاكم اإلدارية المستحدثة بموجب القانون ‪ 02-98‬المتعلق‬
‫بالمحاكم اإلدارية عرفت تغيير جذريا من عدة زوايا وعليه سنتناول في المبحث األول األساس‬
‫القانوني وتنظيم المحاكم اإلدارية والمبحث الثاني اختصاصاتها‪.‬‬

‫الـمـبـحـث األول‪ :‬األسس القانوني وتنظيم المحاكم اإلدارية‬


‫لقد كرس المشرع الجزائري جملة من األسس القانونية المختلفة التي تحدد محتوى النظام‬
‫القانوني للمحاكم اإلدارية باعتبارها هياكل قاعدية للنظام القضائي اإلداري‪ ,‬وهذا يبين إطارها‬
‫القانوني‪ ,‬تنظيمها وتشكيلتها والتي سوف نتطرق لها فيما يلي ‪:‬‬
‫الـمـطـلـب األول‪ :‬األسـس الـقـانـونـي‬

‫‪7‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫ينقسم اإلطار القانوني للمحاكم اإلدارية إلى اإلطار الدستوري وإطار التشريعي و إضافة إلى‬
‫‪1‬‬
‫النصوص القانونية ذات الطابع التنظيمي ‪.‬‬
‫الـفـرع األول ‪:‬أساس الـدسـتـوري لـلـمـحـاكـم اإلداريـة‬
‫تستمد المحاكم اإلدارية وجودها القانوني من نص المادة ‪ 152‬من الدستور والتي تبنت صراحة‬
‫على الصعيد التنظيم القضاء نضام االزدواجية القضاء إذ جاء فيها‪" :‬يؤسس مجلس دولة كهيئة‬
‫مقومة األعمال الجهات القضائية اإلدارية"‬
‫وبذلك تكون هذه المادة أعلنت صراحة عن إنشاء محاكم اإلدارية على مستوى أدنى درجات‬
‫التقاضي مستقلة عن المحاك م العادية تفصل في المنازعات اإلدارية دون سواها وان كانت المادة‬
‫‪2‬‬
‫المذكورة لم تفصح عن تسمية المحاكم اإلدارية بشكل واضح وصريح‪.‬‬
‫الـفـرع الـثـانـي‪ :‬اإلطـار الـتـشـريـعـي لـلـمـحـاكـم اإلداريـة‬
‫يتكون اإلطار التشريعي للمحاكم اإلدارية من النصوص القانونية التي تعالجها ويمكن تقسيمها‬
‫إلى نصوص خاصة لها عالقة مباشرة بالمحاكم اإلدارية ونصوص عامة التي تشير إلى هذه‬
‫‪3‬‬
‫المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلطار التشريعي الخاص بالمحاكم اإلدارية‪:‬‬


‫ويتمثل في ق ‪ 02-98‬الصادرة في ‪ 1998/05/30‬حيث تشير المادة األولى" تنشأ محاكم إدارية‬
‫‪4‬‬
‫لجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية"‬
‫وكما تضمن هذا القانون بعض األحكام االنتقالية التي أعطت للغرفة اإلدارية المحلية و الجهوية‬
‫صالحيات النضر في المنازعات اإلدارية بحسب ما تقتضه قواعد قانون اإلجراءات المدنية في‬
‫االنتظار تنص المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلطار التشريعي العام للمحاكم اإلدارية‪:‬‬
‫يتمثل اإلطار التشريعي العام أو الغير مباشر المحاكم اإلدارية في النصوص القانونية اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬القانون ‪ 154-66‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م الذي يطبق ما جاء في المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 02-98‬التي‬
‫تنص على ‪":‬تخضع اإلجراءات المطبقة أمام المحاكم قانون اإلجراءات المدنية"‬

‫‪1‬عمار بوضياف ‪ ,‬اإلطار النظري للمنازعات اإلدارية‪ ,‬جسور النشر والتوزيع الجزائر‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,2013 ,‬ص ‪.166‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف‪ ,‬مرجع نفسه‪ ,‬ص ‪167‬‬
‫‪ 3‬سعيد بوعلي‪ ,‬مولود ديدان‪ ,‬المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ,‬دار بلقيس للنشر‪ ,‬دار البيضاء‪ ,‬الجزائر‪ ,‬الطبعة‬
‫‪ ,2014‬ص ‪66‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 02- 01‬من قانون العضوي رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية جريدة الرسمية‪ ,‬عدد ‪-37‬‬
‫‪.1998‬‬

‫‪8‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫ب‪ -‬القانون ‪ 21-98‬المتضمن القانون األساسي للقضاء وهنا في الوهلة األولى وبمقتضى المادة‬
‫‪ 03‬من القانون ‪ 02-98‬حيث تنص الفقرة الثانية منها على‪":‬يخضع قضاة المحاكم اإلدارية‬
‫‪1‬‬
‫للقانون األساسي للقضاء"‬
‫ت‪ -‬القانون العضوي ‪ 10-04‬المتضمن تشكيل من قاضيين من الجهات القضائية اإلدارية غير‬
‫مجلس الدولة‪ ,‬بالتالي مما ال يدع الشك في اليقين أن هذه الجهات القضائية اإلدارية هي المحاكم‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫ث‪ -‬القانون العضوي ‪ 11-05‬المتعلق بالتنظيم القضائي حيث أشارة المادة ‪ 04‬منه على‪ ":‬يشمل‬
‫‪3‬‬
‫النظام القضائي اإلداري مجلس الدولة والمحاكم اإلدارية"‬
‫ج‪ -‬القانون رقم ‪ 09-08‬المتعلق بقانون إ‪.‬م‪.‬إ حيث جاء في المادة ‪ 800‬من هذا القانون لتدعم‬
‫األساس التشريعي والقانون المحاكم اإلدارية حيث نص فقرتها على‪ ":‬المحاكم اإلدارية جهات‬
‫‪4‬‬
‫الوالية العامة في المنازعات اإلدارية"‬
‫‪ -3‬اإلطار التنظيمي للمحاكم اإلدارية‪:‬‬
‫أحال القانون ‪ 02-98‬في المواد ‪ 01.04.09‬لتنظيم والمتمثل في المرسوم التنفيذي ‪ 356-98‬المتضمن‬
‫كيفيات تطبيق أحكام القانون ‪ 02-98‬حيث جاء في مضمون هذا المرسوم التنفيذي ما غاب أو نقل‬
‫‪5‬‬
‫عنه القانون ‪ 02-98‬حيث وضع قواعد خاصة بعدد المحاكم اإلدارية واختصاصاتها وتشكيلها‪.‬‬
‫الـمطـلـب الـثـانـي‪ :‬تـنـظـيـم الـمـحـاكـم اإلداريـة‬
‫يتم وضع قواعد تنظيم المحاكم اإلدارية في القانون رقم ‪ 02-98‬وكذا المرسوم رقم ‪ 356-98‬حيث‬
‫أشارت هذه النصوص القانونية إلى وضع تنظيم المحاكم اإلدارية عدد وكذلك تشكيلتها وكما‬
‫أشارت إلى سير مختلف هياكلها‪.‬‬
‫الـفـرع األول‪ :‬عـدد الـمـحـاكـم اإلداريـة وأنـواعـها‬
‫بموجب نص المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬فإنه تنشأ عبر كامل التراب الوطني‬
‫إحدى وثالثون (‪ )31‬محكمة إدارية كهيئة قضائية للقانون العام في المحاكم اإلدارية بحيث كان عدد‬
‫الغرف اإلدارية قبل إنشاء المحاكم اإلدارية ‪ 31‬غرفة إدارية موجودة ضمن ‪ 31‬مجلس قضائي‬
‫بينما العدد اإلجمالي للمجالس القضائية هو ‪ 48‬كما جاء في نص المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪02-98‬‬
‫المتعلق بالمحاكم اإلدارية التي تنص على استمرار الغرف اإلدارية للمجالس القضائية في النظر‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 21-98‬المؤرخ في ‪1989/12/12‬الم تضمن القانون األساسي للقضاء جريدة الرسمية‪ ,‬عدد ‪.53.1989‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 11-04‬المؤرخ ‪ 2004/09/06‬والمتضمن ق األساسي للقضاء جريدة الرسمة‪ 57 ,‬المؤرخ ‪.2004/09/08‬‬
‫‪ 3‬القانون ‪ 11-05‬المؤرخ ‪ 2005/07/17‬يتعلق بالتنظيم القضائي جريدة رسمية‪ ,‬المؤرخ في ‪.2012/01/14‬‬
‫‪ 4‬القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 2008/02/25‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية جريدة الرسمية‪ ,‬عدد ‪.2008-21‬‬
‫‪ 5‬القانون ‪ 02-98‬المؤرخ المادة ‪ 09-04-01‬القانون العضوي رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية‬
‫جريدة الرسمية‪ ,‬عدد ‪. 1998-37‬‬

‫‪9‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫إلى القضايا التي تعود إلى المحاكم اإلدارية حتى تنصيب هذه األخيرة يعتبر الضمر الذي يقسم إلى‬
‫‪1‬‬
‫حدا ما تحديد عدد المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫غير إن المرسوم رقم ‪ 195-11‬المعدل للمرسوم السابق قضي في المادة ‪ 02‬منه" يرفع عدد المحاكم‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية من ‪ 31‬إلى ‪ 48‬محكمة عبر كامل التراب الوطني"‬
‫وهذا العدد يتضح الفارق الكبير بين سنة ‪ 1962‬حيث كان عدد المحاكم اإلدارية ثالثة محاكم في كل‬
‫من الجزائر و وهران و قسنطينة تتقاسم المنازعات اإلدارية بدائرة اختصاص اإلقليمي وبين سنة‬
‫‪ 2011‬حيث ارتفع عدد المحاكم اإلدارية إلى ‪ 37‬محكمة إدارية‪.‬‬
‫ورجوعا إلى أن المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬وكذا المرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬المعدل له‪,‬‬
‫نالحظ أنهما لم يشيرا إلى أنواع المحاكم اإلدارية‪ ,‬على أساس وجود نوع واحد من المحاكم اإلدارية‬
‫على كامل التراب الوطني خالفا للوضع القضائي السابق الذي قسم الغرفة اإلدارية إلى غرفة‬
‫إدارية جهوية وغرف إدارية عادية‪ ,‬تمارس اختصاصات قضائية مختلفة من جهة‪ ,‬وأنه قد اسند‬
‫لبعض المحاكم اإلدارية اختصاص والية إدارية واحدة ينميها اعتبر فالبعض المحاكم اإلدارية‬
‫األخرى باختصاص واليتين‪ ,‬واعتبر فالمحكمة إدارية واحدة باختصاص ثالث واليات من جهة‬
‫‪3‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫الـفـرع الـثـانـي‪ :‬تـشـكـيـلـة الـمحـاكـم اإلداريـة‬
‫تشمل تشكيلة المحاكم اإلدارية قسمين األول متعلق بالهياكل القضائية أما الثاني فيشمل الهياكل‬
‫الغير القضائية‪.‬‬

‫‪ ‬الـهـيـاكـل الـقـضـائـيـة‪:‬‬
‫‪ -1‬الناحية الهيكلية‪ :‬وفقا للمادة ‪ 04‬من القانون ‪ 02-98‬الفقرة ‪ 01‬التي تنظم المحاكم اإلدارية في شكل‬
‫غرف ويمكن أن تقسم الغرف إلى أقسام والمادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬التي فسرت‬
‫المادة السابقة التي تنص على‪" :‬فإن كل محكمة إدارية تتشكل من غرفة واحدة (‪ )1‬إلى ثالث (‪)3‬‬
‫غرف‪ ,‬ويمكن أن تقسم كل غرفة إلى قسمين(‪ )02‬على األقل وأربعة(‪ )04‬أقسام على األكثر‪.‬‬
‫ويحد د عدد الغرف واألقسام كل محكمة إدارية بموجب قرار يتخذه وزير العدل‪ ,‬إال أن المادة ‪ 5‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬المعدل المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬تقتضي بأن تحديد عدد‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ,‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ ,‬الطبعة الثانية‪ 2003 ,‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 195-11‬المؤرخ في ‪ 2011/05/22‬المحدد لكيفيات تطبيق أحكام القانون ‪ 02-98‬المتعلق‬
‫بالمحاكم اإلدارية‪ ,‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 29‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪ 3‬سعيد بوعلي‪ ,‬د‪.‬مولود ديدان‪ ,‬المنازعات االدارية في ظل القانون الجزائري‪ ,‬المرجع السابق ص ‪.69‬‬

‫‪10‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫الغرف يكون بموجب أمر من رئيس المحكمة اإلدارية في إطار ممارسته مهامه حسب أهمية‬
‫‪1‬‬
‫وحجم النشاط القضائي في حدود غرفتين على األقل‪.‬‬
‫‪-2‬الناحية البشرية‪ :‬فتتشكل المحاكم اإلدارية من‪:‬‬
‫أ‪ -‬رئيس المحكمة اإلدارية‪ :‬يعرف رئيس المحكمة اإلدارية بالشخص الذي يتعهد إليه برئيس المحكمة‬
‫حيث ال يتمتع الرئيس المحكمة اإلدارية بمركز قانوني مغاير لمركز رئيس المحكمة العادية سواء‬
‫من حيث التعيين واالختصاص‪.‬‬
‫‪ ‬التعيـين‪ :‬لم ينص القانون رقم ‪ 02-98‬وال مرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬على شروط‬
‫إجراءات خاصة لتعيين رئيس المحكمة اإلدارية وباعتباره قاضيا‪ ,‬فهو يعين بمرسوم‬
‫‪2‬‬
‫رئاسي طبقا للمادة ‪ 85‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ ‬االخـتـصـاص‪ :‬لم يتطرق النصان السابقان إلى اختصاص رئيس المحكمة اإلدارية فيما يتعلق‬
‫بكتاب الضبط من حيث توزيعهم على الفرق أو األقسام ومراقبتهم مع االشتراك المحافظ‬
‫الدولة بالمحكمة اإلدارية وحسب المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬التي جاء فيها‬
‫‪":‬لكل محكمة إدارية مصلحة لكتابة الضبط يتكلف بها كاتب الضبط تحت سلطة ورقابة‬
‫‪3‬‬
‫محافظ الدولة ورئيس المحكمة اإلدارية"‪.‬‬
‫ب‪ -‬محـافـظ الـدولـة‪ :‬حيث جعل المشرع الجزائري محافظ الدولة عضو في الهيئات والقضايا‬
‫مستقال وخاضع لنظام القانون للقضاة مما أصبحت وضيفته مستقلة عن هيئات الحكم‪ 4‬تنص المادة‬
‫‪ 05‬من القانون ‪ 02-98‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية يتولى محافظ الدولة النيابة العامة بمساعدة‬
‫محافظي دولة مساعدين‪ 5‬كما نصت المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪" 356-98‬أن محافظ‬
‫الدولة يقوم مع رئيس المحكمة اإلدارية بتوزيع كتاب الضبط على الغرف واألقسام في المحكمة‬
‫‪6‬‬
‫اإلدارية"‪.‬‬
‫‪ ‬التعـيين‪ :‬لم يجدد القانون ال شروط خاصة وكيفيات تعيين محافظ الدولة‪ ,‬ذلك أنه قاض يعين‬
‫بمرسوم رئاسي‪ ,‬شأنه شأن جميع قضاة الهيئات القضائية العادية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬االختصاص‪ :‬لقد حدد القانون اختصاص محافظ الدولة بصورة عامة حينما واله دور النيابة‬
‫العامة‪ ,‬كما هو الحال بالنسبة لمحافظ الدولة بمجلس الدولة‪ ,‬رغم ما يكتف ذلك قصور‪.‬‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ .‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق ص ‪.154‬‬


‫‪ 2‬محمد الصغير بعلي‪ ,‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ,‬دار العلوم للنشر وتوزيع‪ ,‬عنابة‪ ,‬طبعة ‪ 2005‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ,195-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬ملوك صالح‪ ,‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع القانون العام‪ ,‬كلية الحقوق‪ ,‬جامعة بن يوسف بن‬
‫خدة‪ ,‬الجزائر ‪ 2011‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 05‬من ق العضوي رقم ‪ 02-98‬يتعلق المحاكم اإلدارية‪ ,‬السالف ذكر‪.‬‬
‫‪6‬المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬مؤرخ ‪ 1998/09/14‬يجد كيفيات تطبيق ألحكام قانون رقم ‪ 02-98‬عدد ‪ 85‬العدل بالمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 195-11‬ج‪.‬ر‪ 29.‬مؤرخ في ‪.2011/05/22‬‬

‫‪11‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫ج‪ -‬الـمسـتـشـارون‪ :‬لقد ألغى المشرع الجزائري تسمية مستشار بعد صدور القانون ‪ 09-08‬المتعلق‬
‫بقانون اإلجراءات المدنية اإلدارية بالجزائر مستشارين في مهام غير عادية وهذا يخلق المحاكم‬
‫اإلدارية الفرنسية والسبب في ذلك هو غياب الوظيفة االستشارية للمحاكم اإلدارية‪ ,‬إن القضاة‬
‫المستشارين في المحاكم اإلدارية ليس لهم عدد محدود بل ينتمون في التنظيم السلمي إلى الرتبتين‬
‫‪1‬‬
‫المقسمتين إلى مجموعات‪.‬‬
‫‪ ‬هـيـاكـل غـيـر قـضـائيـة‪:‬‬
‫‪ -1‬تشكل كتابة الضبط‪ :‬الهيئات الغير القضائية الوحيدة على مستوى المحاكم اإلدارية ‪ ,‬وفقا‬
‫‪2‬‬

‫للمادة ‪ 6‬من القانون ‪ "02-98‬يشرف كاتب ضبط رئيسي ويساعده كتاب الضبط ويمارس‬
‫هؤالء مهامهم تحت السلطة المشتركة لكل من رئيس المحكمة ومحافظ الدولة"‬
‫وعلى هذا األساس ترسم المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬تنظيم كتابة الضبط‪.‬‬
‫وما نالحظ من أحكام المادة أعاله هو وضع كتابة الضبط تحت رئاسة شخصين األمر الذي‬
‫ال يسهل عمل كتابة الضبط في حالة تنفيذ أوامر مختلفة صادرة عن كل من رئيس المحكمة‬
‫اإلدارية ومحافظ الدولة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمصالح اإلدارية والتقنية للمحاكم اإلدارية‪ ,‬جاء في المادة ‪ 7‬القانون ‪ 02-98‬ما‬
‫يلي" تتولى وزارة العدل التسيير المالي للمحاكم اإلدارية"‪.‬‬
‫اختصاص كتابة الضبط‪ :‬نصت المادة ‪ 09‬من مرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬على" أن يسهر‬
‫كتابة الضبط المحاكم اإلدارية على حسن سير مصلحة كتابة الضبط ويمسكون السجالت‬
‫الخاصة للمحكمة اإلدارية ويحضرون الجلسات" على النحو السائد في محاكم القضاء‬
‫العادي‪.‬‬
‫الـفـرع الـثـالـث‪ :‬قـواعـد سـيـر الـمـحـاكـم اإلداريـة‬
‫‪ -1‬قواعد سير المحاكم اإلدارية النشاط القضائي‪:‬‬
‫تقتضي المادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 1‬من قانون ‪ 02-98‬السالف الذكر بخضوع إجراءات سير المحاكم‬
‫اإلدارية لألحكام ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ كما أوجب المشرع في المادة ‪ 03‬من هذا القانون أنه لمحة لألحكام المحاكم‬
‫اإلدارية يجب أن تتشكل من ثالثة قضاة على األقل من بينهم رئيس مساعدين برتبة مستشار‪,‬‬
‫وتشارك النيابة العامة الهيئات القضائية في الفصل في القضايا المطروحة أمامها ويعود ذلك إلى‬
‫‪3‬‬
‫طبيعة القضاء اإلداري الذي هو قضاء اجتهادي وليس تطبيقي‪.‬‬
‫‪ -2‬قواعد سير المحاكم اإلدارية بنشاط غير قضائي‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق ص‪.80‬‬


‫‪ 2‬رشيد خلوفي‪ ,‬قانون منازعات إدارية( لتنظيم إختصاص القضاء الغداري)‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.156‬‬
‫‪ 3‬نارك أمين‪ ,‬زياح زهير‪ ,‬تأثير القضاء اإلداري في تكريس دولة القانون في الجزائر‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ,‬فرع القانون‬
‫العام‪ ,‬تخصص قانون الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية‪ ,‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ,‬بجاية ‪ 2018‬ص ‪.69‬‬

‫‪12‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫أ‪ -‬سير كتاب الضبط‪ :‬لقد أحالت المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 02-98‬أمر تحديد قواعد سير كتابة‬
‫الضبط إلى التنظيم‪ ,‬بحيث اكتفي بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬باإلشارة في المادة ‪09-08‬‬
‫منه إلى مهمة كتاب ضبط المحكمة اإلدارية في السهر على حسن سير مصلحة كتابة‬
‫‪1‬‬
‫الضبط‪.‬‬
‫ب‪ -‬سير النشاط اإلداري والمالي للمحاكم اإلدارية‪ :‬طبقا ألحكام المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪02-98‬‬
‫وخالف مجالس الدولة الذي يتمتع باالستقاللية المالية و االستقاللية في تسيير المصالح‬
‫اإلدارية والتقنية التابعة له‪ ,‬حسب ما نصت عليه المادة ‪ 13‬من القانون العضوي رقم ‪01-98‬‬
‫‪2‬‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬

‫الـمـبـحـث الـثـانـي‪:‬اخـتـصـاص الـمـحـاكـم اإلداريـة‬


‫‪ -‬إن للمحاكم اإلدارية خالل سيرها وتنظيمها وإتباعا لإلجراءات المتعلقة بها باختصاصات‬
‫بحيث يكون لها كذلك اختصاص إقليمي كما يكون لها كذلك اختصاص نوعي وهذا ما سنتناوله‪.‬‬
‫الـمـطـلـب األولـ‪ :‬اخـتـصـاص الـمـحـاكـم اإلداريـة‬
‫يقتضي الذكر المحاكم اإلدارية في الجزائر هيئات ذو اختصاص قضائي فقط وليس لها طابع‬
‫استشاري ويتحدد هذا االختصاص في مجالين‪ ,‬األول النوعي والثاني إقليمي‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬االخـتـصـاص الـنـوعـي لـلـمـحـاكـم اإلداريـة‬

‫‪ 1‬سعيد بوعلي‪ ,‬مولود ديدان‪ ,‬المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ,‬المرجع السابق ص ص ‪.72-71‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 7‬من القانون العضوي رقم ‪ 02-98‬السابق الذكر" تتولى وزارة العدل التسيير اإلداري والمالي"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ -‬يقصد باالختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية أهليتها في النظر في القضايا المحددة لها في إطار‬
‫التشريعي المخصص لها على العموم‪ 1‬وكرس المشرع الجزائري العمل بالمعيار العضوي السائد‬
‫أي يوجد أحد الجهات اإلدارية وكما تناول المشرع الجزائري مسألة االختصاص النوعي للمحاكم‬
‫اإلدارية من خالل ما نصت عليها المادة ‪ 800‬من ق إ‪.‬م‪.‬إ "المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية‬
‫العامة في المنازعات اإلدارية تختص بالفصل في أول درجة‪ ,‬بحكم قابل لالستئناف في جميع‬
‫القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية‬
‫طرف فيها" ‪2‬والتي تطابق مع المادة األولى من القانون رقم ‪ 02-98‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية‪,‬‬
‫تتحدد المنازعات اإلدارية حينئذ بناء على صفة الشخص اإلداري المراد مخاصمته‪ ,‬وهو نفس ما‬
‫جاء به القرار الصادر عن الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى المؤرخ في ‪ 1970/01/23‬حينما قضت‬
‫المادة ‪ 07‬من ق‪.‬إ‪.‬م الملغى والتي عوضت المعيار المادي السابق المؤسس على النشاط اإلداري‬
‫المعتبر بالمعيار العضوي الذي ال يأخذ في الحسبان سوى صفة األشخاص المعنية‪ ,‬فيكفي لكي‬
‫‪3‬‬
‫يكون شخص معنوي إداري في الخصومة مهما كانت طبيعة القضية‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته محكمة التنازع في قرار صادر عنها بتاريخ ‪ 2005/07/17‬بشأن تنازع سلبي في‬
‫االختصاص بين الغرفتين اإلدارية والمدنية لمجلس قضاء تيزي وزو وذلك كان في قضية تتمحور‬
‫حول إزالة عمود كهربائي من أرضية خاصة حيث قضت المحكمة بما يلي" تحول المؤسسة‬
‫العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ ,‬دون إنشاء كشخصية معنوية جديدة إلى شركة أسهم‬
‫وبأن تمسك محاسبة على الشكل التجاري‪ ,‬وحيث أنه يتغلب المعيار العضوي باعتباره المبدأ‪ ,‬فإنه‬
‫يتعين التصريح باختصاص الجهة القضائية المدنية للفصل في النزاع المعروض عليها وبالنتيجة‬
‫إبطال قرار عدم االختصاص الصادر عن مجلس قضاء تيزي وزو الفاصل في القضايا المدنية‪,‬‬
‫‪4‬‬
‫وإحالة الدعوى واألطراف أمام هذه الجهة القضائية للفصل في هذه القضية برمتها‪.‬‬
‫كما أضافت المادة ‪ 801‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ تختص المحاكم اإلدارية بالفصل في‪:‬‬
‫‪ .1‬دعاوى إلغاء القرارات اإلدارية والدعاوى التفسيرية والدعاوى فحص المشروعية للقرارات‬
‫الصادرة عن‪:‬‬
‫‪ ‬الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية‪.‬‬
‫‪ ‬البلدية والمصالح اإلدارية األخرى للبلدية‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصيغة اإلدارية‪.‬‬

‫‪ 1‬بن يونس رحاب‪ ,‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص إدارة ومالية‪ ,‬جامعة الجلفة‪ ,2016 ,‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 800‬من القانون رقم ‪ ,09-08‬المؤرخ في ‪ 2008/02/25‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ,‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ,21‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 3‬بربارة عبد الرحمان‪ ,‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬طبعة الثالثة‪ ,‬منشورات بغدادي‪ ,‬الجزائر‪ ,2001 ,‬ص ‪.482‬‬
‫‪ 4‬عمار عوابدي‪ ,‬مبدأ تدرج فكرة السلطة اإلدارية‪ ,‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,‬ص ‪.538‬‬

‫‪14‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ ‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصيغة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ .2‬دعاوى القضاء الكامل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .3‬القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‬
‫تعتبر األحكام الصادرة عن المحكمة اإلدارية بصفة االبتدائية خاضعة للطعن باالستئناف أمام‬
‫مجلس الدولة‪ ,‬وهناك أحكام نهائية ال تخضع للطعن باالستئناف أو النقض‪2‬ويتعلق األمر باألحكام‬
‫الصادرة في الطعون المتعلقة بنظام االنتخابات وفق ما عرضه القانون العضوي رقم ‪01-12‬‬
‫المعدل بالقانون العضوي رقم ‪ 10-16‬المتعلق بنظام االنتخابات ومن هذه الطعون‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون المرفوعة ضد قرارات رفض االعتراض على قائمة أعضاء مكاتب التصويت‬
‫واألعضاء اإلضافيين المادة ‪ 36‬من قانون رقم ‪ 301-12‬حيث تقابلها المادة ‪ 157‬من القانون‬
‫رقم ‪ 10-16‬المتعلق بنظام االنتخابات" التي تنص على إمكانية الطعن في قرارات للجنة‬
‫الوالئية أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا"‪. 4‬‬
‫‪ -‬الطعون المرفوعة ضد قرار رفض ترشيح أو قائمة المترشحي المجلس الشعبي البلدي أو‬
‫الوالئي‪ ,‬حسب المادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪ ,01-12‬والمادة ‪ 170‬من القانون رقم ‪ "10-16‬التي‬
‫تنص على قابلية الطعن في قرارات اللجنة في أجل ‪ 3‬أيام أمام المحكمة اإلدارية التي تصدر‬
‫حكم غير قابل للطعن"‬
‫‪ -‬أما عنصر الصفة مقارنة بنص المادة ‪ 7‬من ق‪.‬إ‪.‬م الملغى‪ ,‬نجد بأن المشرع أضاف ثالثة‬
‫مسائل تتضمن اختصاص المحاكم اإلدارية بالفصل في الدعاوى المتعلقة بـ" القرارات‬
‫الصادرة عن المصالح الغير الممركزة للدولة على مستوى الوالية والقضايا المخولة لها‬
‫بموجب نصوص خاصة والقرارات الصادرة عن مصالح اإلدارية األخرى للبلدية"‪.5‬‬
‫مع اإلشارة أن المشرع قد أورد مجموعة من االستثناءات الواردة على االختصاص النوعي تنص‬
‫المادة ‪ 802‬إلى خالف األحكام المادتين ‪ 801-800‬أعاله يكون من االختصاص المحاكم العادية‬
‫للمنازعات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬مخالفات الطرق‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 801‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬السالف ذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬رشيد خلوفي‪ ,‬المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق ص ‪.322‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 36‬من قانون عضوي رقم ‪ 01-12‬يتعلق بنظام االنتخابات‪ ,‬الجريدة الرسمية‪ ,‬عدد ‪ ,01‬الصادرة في ‪. 2012/06/14‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 157‬من القانون رقم ‪ 10-16‬مؤرخ في ‪ ,2016/08/25‬يتعلق بنظام االنتخابات‪ ,‬الجريدة الرسمية‪ ,‬العدد ‪ ,50‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.2016/08/28‬‬
‫‪ 5‬بربارة عبد الرحمان‪ ,‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.485‬‬

‫‪15‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ ‬المنازعات المتعلقة بكل دعوة خاصة بالمسؤولية الرامي إلى طلب التعويض األضرار‬
‫الناجمة عن المركبة تابعة للدولة أو إلى إحدى الواليات أو البلديات أو إحدى‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية من اختصاص القضاء اإلداري العادي‪.‬‬
‫مجموعة من االستثناءات الواردة في المادة أعاله ال تنحصر فيها فقط إنما يعود أيضا على‬
‫نصوص قانونية أخرى خاصة بميادين ومنازعات حقوق الجمارك‪ ,‬منازعات التناول على أمالك‬
‫‪2‬‬
‫الدولة الخاصة‪ ,‬منازعات الضمان االجتماعي‪....‬الخ‪.‬‬
‫الـفـرع الـثـانـي‪ :‬االخـتـصـاص اإلقـلـيـمـي لـلـمـحـاكـم اإلداريـة‬
‫‪ -‬يقصد بها أن أهليتها في النظر في القضايا القائمة في دائرة إقليمها وقد أحدث مجالس األقاليم‬
‫ألول مرة إبان ثورة الفرنسية بمقتضى قانون ‪ ,Pluviose283‬حيث اعتمد المشرع الجزائري فيما‬
‫يخص مسالة تحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية على معيار مادي يتمثل في فكرة‬
‫الموطن حيث أحالت المادة ‪ 803‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ مسالة تحديد اإلقليمي إلى المادتين ‪ 38-37‬من نفس‬
‫القانون تضمن القاعدة العامة المتمثلة في اختصاص الجهة القضائية لموطن المدعى عليه‪ 4‬حيث‬
‫عليه جاء نص المادة ‪ 37‬كما يلي" يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي تقع في دائرة‬
‫اختصاصها موطن المدعي عليه‪ ,‬وان لم يكن له موطن معروف‪ ,‬فيعود االختصاص للجهة‬
‫القضائية التي يقع فيها أخر موطن له‪ ,‬وفي حالة اختيار موطن‪ ,‬يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة‬
‫القضائية التي يقع فيها الموطن المختار‪ ,‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك"بمعنى أن الجهة‬
‫القضائية المختصة بالنظر في النزعات هي التي تقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪.‬‬
‫ويتضح من ذلك أن قواعد االختصاص اإلقليمي شرعت من أجل حماية الخصومة وحماية‬
‫لحقوقهم‪ ,‬ويتم تحقيق ذلك من خالل مجموعة الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية والتي تتمتع‬
‫باختصاصات محلية يحددها ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫إن تحديد إقليم اختصاص والنطاق الجغرافي لكل محكمة إدارية يساعد العديد من الخصائص‬
‫والميزات كتبسيط اإلجراءات أمام المتقاضين‪ ,‬السرعة في فض النزعات تقريب القضاء من‬
‫المتقاضين فيما جاء في المادة ‪ "38‬في حالة تعدد المدعى عليهم‪ ,‬يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة‬
‫القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن أحدهم " ‪5‬وفي حالة ما إذا لم يكن لهذا األخير‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ,‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق ص‪.168‬‬


‫‪ 2‬محمد صغير بالعلي ‪ ,‬المحاكم اإلدارية‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ,‬عنابة‪ ,2011 ,‬ص ‪.122‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Christian g obolde ,pkocédure des tribunaux Administratif et des cou S Administrativs àappel, Gédition dalloz, paré‬‬
‫‪s1997,pg 7 .‬‬
‫‪ 4‬صقر نبيل‪ ,‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,2008 ,‬ص ص‬
‫‪.66-65‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 38‬من قانون العضوي رقم ‪ ,02-98‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫مو طن معروف فإن االختصاص يؤول للجهة القضائية التي فيها أخرى الموطن له‪ ,‬إال فإن‬
‫‪1‬‬
‫المحكمة التي يقع فيها الموطن المختار هي التي تكون صاحبة االختصاص‪.‬‬
‫كما منح المشرع الجزائري حسب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬توزيعا غير متكافئ للمحاكم‬
‫اإلدارية غير الواليات فهناك واليات شملها اختصاص محكمة إدارية واحدة‪ ,‬وفي حاالت أخرى‬
‫محددة االختصاصات اإلقليمية لهذه المحاكم ليشمل اختصاصها أكثر من إقليم والية واحدة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االسـتـثـنـاءات عـلـى الـقـاعـدة الـعـامـة‬


‫جعل المشرع الجزائري االستثناءات على االختصاص اإلقليمي‪ ,‬وقيم الدعاوى على المحاكم‬
‫اإلدارية استناد إلى قاعدة مكان النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد قاعدة النشاط كأساس االختصاص اإلقليمي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫نصت المادة ‪ 804‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪:‬‬
‫مادة الضرائب أو الرسوم أمام المحكمة التي يقع دائرة اختصاصها مكان فرض الضريبة أ‬ ‫‪.1‬‬
‫الرسوم‪.‬‬
‫في المادة األشغال العمومية‪ ,‬أمام المحكمة التي يقع دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫في مادة العقود اإلدارية‪ ,‬مهما كانت طبيعتها أمام المحكمة التي يقع دائرة اختصاصها مكان‬ ‫‪.3‬‬
‫إبرام العقد أو تنفيذه‪.‬‬
‫مادة المنازعات المتعلقة بالموظفين أو أعوان الدولة أو غيرهم من األشخاص العاملين في‬ ‫‪.4‬‬
‫المؤسسات العمومي اإلدارية أمام المحكمة التي تقع في دائرة اختصاصها مكان تعيين‪.‬‬
‫في مادة الخدمات الطبية‪ ,‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تقديم الخدمات‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫في مادة التوريدات أو األشغال أو تأجير خدمات فنية أو صناعية‪ ,‬أمام المحكمة التي يقع في‬ ‫‪.6‬‬
‫دائرة إختصاصها مكان إبرام االتفاق أو مكان تنفيذ إذا كان أحد أطراف مقيما به‪.‬‬
‫في مادة تعويض الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو فعل تقصري أمام المحكمة التي يقع‬ ‫‪.7‬‬
‫في دائرة اختصاصها مكان وقوع الفعل الضار‪.‬‬
‫في مادة إشكاالت تنفيذ ألحكام الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية أمام المحكمة التي‬ ‫‪.8‬‬
‫صدر عنهم الحكم موضوع األشكال‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد قاعدة حسب الدعاوى كأساس االختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫‪ 1‬عمر بوجادي‪ ,‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ,‬رسالة لنيل الدكتوراه دولة في ق‪ ,‬كلية الحقوق‪ ,‬مواود معمري‪ ,‬تيزي‬
‫وزو‪ ,2011 ,‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 804- 39‬من القانون العضوي ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ -‬حسب المادة ‪ 39‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" ترفع الدعاوى المتعلقة بالمواد المبينة‬
‫أدناه أمام الجهات القضائية اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬في المواد الدعاوى المختلطة‪ ,‬أمام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها مقر‬
‫األموال‪.‬‬
‫‪ .2‬في مواد تعويض الضرر عن الجناية‪ ,‬أو جنحة أو مخالفة‪ ,‬أو فعل تقصيري‪ ,‬ودعاوى‬
‫األضرار الحاصلة بفعل اإلدارة‪ ,‬أمام الجهة القضائية التي وقع في دائرة اختصاصها‬
‫الفعل الضار‪.‬‬
‫‪ .3‬في مواد المنازعات المتعلقة بالتوريدات واألشغال وتأجير الخدمات الفنية أو الصناعية‪,‬‬
‫يؤول االختصاص للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام االتفاق أو‬
‫تنفيذه‪ ,‬حتى لو كان أحد األطراف غير مقيم في ذلك المكان‪.‬‬
‫‪ .4‬في الموا د التجاري‪ ,‬غير اإلفالس والتسوية القضائية‪ ,‬أمام الجهة القضائية التي وقع في‬
‫دائرة اختصاصها‪ ,‬وفي الدعاوى المرفوعة ضد الشركة أمام الجهة القضائية التي يقع‬
‫دائرة اختصاصها أحد فروعها‪.‬‬
‫‪ .5‬في المواد المتعلقة بالمنازعات الخاصة بالمرسالت واألشياء الموصي عليها‪ ,‬واإلرسال‬
‫ذي القيمة المصرح بها‪ ,‬وطرود البريد‪ ,‬أمام الجهة القضائية‪ ,‬التي تقع في دائرة‬
‫اختصاصها موطن المرسل أو موطن المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 40‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" ترفع الدعاوى أمام الجهات القضائية المبينة أدناه دون سواها‪:1‬‬
‫‪ .1‬في المواد العقارية‪ ,‬أو األشغال المتعلقة بالعقار‪ ,‬أو دعاوى اإليجارات بما فيها التجارية‬
‫المتعلقة بالعقارات‪ ,‬والدعاوى المتعلقة باألشغال العمومية‪ ,‬أمام المحكمة التي يقع في‬
‫دائرة اختصاصها العقار‪ ,‬أو المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪.‬‬
‫‪ .2‬في مواد الميراث‪ ,‬دعاوى الطالق أو الرجوع‪ ,‬الحضانة‪ ,‬النفقة الغذائية والسكن‪ ,‬على‬
‫التوالي‪ ,‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المتوفي‪ ,‬مسكن الزوجية‪,‬‬
‫مكان ممارسة الحضانة‪ ,‬موطن الدائن بالنفقة‪ ,‬مكان وجود السكن‪.‬‬
‫‪ .3‬في مواد اإلفالس أو التسوية القضائية للشركات وكذا الدعاوى المتعلقة بمنازعات‬
‫الشركاء‪ ,‬أمام محكمة التي يقع دائرة اختصاصها مكان افتتاح اإلفالس أو التسوية‬
‫القضائية أو مكان المقر االجتماعي للشركة‪.‬‬
‫‪ .4‬في مواد الملكية الفكرية‪ ,‬أمام محكمة المتعلقة في مقر المجلس القضائي الموجود في دائرة‬
‫اختصاصه موطن المدعى عليه‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 40‬من قانون ‪,02-98‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ .5‬في المواد المتعلقة بالخدمات الطبية‪ ,‬أمام المحكمة التي تم في دائرة اختصاصها تقديم‬
‫العالج‪.‬‬
‫‪ .6‬في مواد مصاريف الدعاوى وأجور المساعدين القضائيين‪ ,‬أمام المحكمة التي فصلت في‬
‫الدعاوى األصلية‪ ,‬وفي دعاوى الضمان أمام المحكمة التي قدم إليها الطلب األصلي‪.‬‬
‫‪ .7‬في مواد لحجز‪ ,‬سواء كان بالنسبة لإلذن بالحجز‪ ,‬أو اإلجراءات التالية له‪ ,‬أمام المحكمة‬
‫التي وقع في دائرة اختصاصها الحجز‪.‬‬
‫‪ .8‬في المنازعات التي تقوم بين صاحب العمل واألجير‪ ,‬يؤول االختصاص اإلقليمي للمحكمة‬
‫التي تم في دائرة اختصاصها إبرام عقد العمل أو تنفيذه أو لتي يوجد بها موطن المدعى‬
‫عليه‪ ,‬غير أنه في حالة إنهاء أو تعليق عقد العمل بسب حادث عمل أو مرض مهني يؤول‬
‫االختصاص للمحكمة التي يوجد بها موطن المدعى‪.‬‬
‫‪ .9‬في المواد المستعجلة‪ ,‬أمام المحكمة الواقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع األشكال في‬
‫التنفيذ‪ ,‬أو التدابير المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬ويتوسع اختصاص المحاكم اإلدارية من الناحية الموضوعية الفاصلة في الطلبات األصلية لتشمل‬
‫الطلبات اإلضافية‪ ,‬وكما نصت عليها المادة ‪ 805‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على" أن تكون المحكمة اإلدارية‬
‫المختصة إقليميا بالنضر في طلبات األصلية مختصة في الطلبات اإلضافية أو العارضة أو القابلة‬
‫التي تدخل في اختصاص المحاكم اإلدارية‪ ,‬تختص المحكمة اإلدارية أيضا بالنظر في الدفوع التي‬
‫تكون من اختصاص الجهة القضائية اإلدارية"‪.‬‬
‫ثـانـيـا‪ :‬النطاق الجغرافي للمحاكم اإلدارية‬
‫‪ -‬يختلف من محكمة إلى أخرى‪ ,‬جاء في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬والمتعلق بكيفية تطبيق‬
‫أحكام القانون ‪ 02-98‬المادة ‪" 03‬يحدد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية المذكورة أعاله طبقا‬
‫للجدول الملحق بهذا المرسوم"‬
‫وبالرجوع لهذا الجدول نجد أن بعض المحاكم اإلدارية يمتد اختصاصها إلى والية واحدة‪ ,‬في حين‬
‫أن بعضها األخر يمتد اختصاصها إلى واليتين وأخرى إلى ثالثة واليات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬لمحاكم اإلدارية التي يشمل اختصاصها والية إدارية وذلك حسب المرسوم التنفيذي رقم ‪: 356-98‬‬
‫وقد أنشئت لغرض ذلك سبعة عشرة(‪ )17‬محكمة اإلدارية لها اختصاص إقليمي خاصة بوالية‬
‫واحدة‪ :‬المحكمة اإلدارية لوالية أدرار‪ ,‬الجزائر‪ ,‬الجلفة‪ ,‬تمنراست‪ ,‬باتنة‪ ,‬بجاية‪ ,‬البويرة‪ ,‬تبسة‪,‬‬
‫تلمسات‪ ,‬جيجل‪ ,‬سكيكدة‪ ,‬معسكر‪ ,‬وهران‪ ,‬المدية‪ ,‬المسيلة‪ ,‬تيزي وزو‪ ,‬بومرداس‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاكم اإلدارية التي يمتد اختصاصها الى واليتين‪:‬‬
‫الوالية األصل و والية أخرى مجموعها ‪ 15‬محكمة إدارية وهي كالتالي‪:1‬‬

‫‪ 1‬بن يوسف رحاب‪ ,‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق ص ‪.26‬‬

‫‪19‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية بسكرة‪ :‬تختص المنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية بسكرة‪ ,‬ويمتد اختصاصها لإلقليم اإلداري لوالية الوادي‪.‬‬
‫للمحكمة اإلدارية لوالية األغواط‪ :‬تختص المنازعات اإلدارية إلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية األغواط‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليمي اإلداري لوالية غرداية‪.‬‬
‫للمحكمة اإلدارية لوالية أم البواقي‪ :‬تختص المنازعات اإلدارية لوالية أم البواقي‬ ‫‪‬‬
‫يمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية خنشلة‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية الشلف‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية الشلف‪ ,‬يمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية عين الدفلى‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية البليدة‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية البليدة ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية تيبازة‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية بشار‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية بشار‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية تندوف‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية تيارت‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية تيارت‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية تسمسيلت‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية سطيف‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية سطيف‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية برج بوعريريج‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية سيدي بالعباس‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم‬ ‫‪‬‬
‫اإلداري لوالية سيدي بالعباس‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية عين‬
‫تموشنت‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية عنابة‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية عنابة‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية الطارف‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية قالمة‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية قالمة‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية سوق أهراس‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لوالية قسنطينة‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية قسنطينة‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية ميلة‪.‬‬
‫الم حكمة اإلدارية لوالية مستغانم‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫لوالية مستغانم‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية غليزان‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ ‬المحكمة اإلدارية لوالية ورقلة‪ :‬تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم اإلداري‬
‫‪1‬‬
‫لوالية ورقلة‪ ,‬ويمتد اختصاصها اإلقليم اإلداري لوالية إليزي‪.‬‬
‫‪ -3‬المحاكم اإلدارية التي يمتد اختصاصها إلى ثالث واليات‪:‬‬
‫تكن فيها والية األصل وواليتين تابعتين‪:‬‬
‫هي محكمة إدارية واحدة‪ :‬المحكمة اإلدارية لوالية سعيدة تختص بالمنازعات اإلدارية اإلقليم‬
‫اإلداري لوالية سعيدة‪ ,‬ويمتد اختصاصها لإلقليم اإلداري لوالية البيض‪ ,‬واإلقليم اإلداري لوالية‬
‫النعامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات المحاكم اإلدارية‬
‫إن التطرق إلى موضوع عمل المحاكم اإلدارية يقتضي ضرورة التطرق لمجموعة من‬
‫اإلجراءات القضائية اإلدارية التي تهدف إلى تنظيم عملية سير الدعوى اإلدارية‪ ,‬ومن خاللها‬
‫توضيح طبيعة تلك اإلجراءات وكما توضح كذلك إجراءات انعقاد الخصومة اإلدارية وكذلك‬
‫تتضمن مجموعة من اإلجراءات القضائية التي تنظم طرق الطعن في األحكام القضائية الصادرة‬
‫عن تلك المحاكم والمتعلقة بتلك الدعوى‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طبيعة اإلجراءات القضائية اإلدارية‪:‬‬
‫‪ -‬حتى يتمكن الشخص أحد أطراف الدعوى من ضمان الحماية القانونية في مواجهة الجهات‬
‫العمومية في ضل نظام االزدواجية في مجال القضاء‪ ,‬وضع المشرع الجزائري وسيلة قانونية وأداة‬
‫فنية التي بها يستطيع خصومته وطلب نزاعه إلى القضاء‪ ,‬حتى يتمكن القضاء الجزائري من‬
‫الفصل من الناحية اإلجرائية بين المنازعات اإلدارية والمنازعات العادية على اعتبار أن القانون‬
‫اإلجراءات المدنية الملغى‪ ,‬بالرغم أن المشرع في ظل هذا القانون كان يخص المنازعة اإلدارية‬
‫بإجراءات خاصة إال أن هذا األخير_قانون اإلجراءات المدنية_ لم يعد يتماشى والنظام القضائي‬
‫الجديد من عدة نواحي أهمها‪ :‬أن هذا القانون صدر ‪ 1966‬في ظل نمط القضائي يتميز بالوحدة على‬
‫المستوى الهيئات القضائية كما أن النظام القضائي الجديد المعتمد من خالل الدستور ‪ 1996‬فصل‬
‫بين المنازعات العادية واإلدارية‪ ,‬وكما تعلم أن هذه األخيرة لها خصائص تميزها عن المنازعات‬
‫العدية‪ ,‬من حيث أطرافها وموضوعها وكذلك القانون الواجب تطبيق عليها‪ ,‬فالقاضي فصل في‬
‫المنازعات اإلدارية مطالب بالفصل في نزعات أطرافه غير متساويين في المراكز القانونية وكذلك‬
‫الغير متشابهين في المصلحة التي يهدف لها كل األطراف‪ ,‬فاإلدارة العامة بسلطتها وما تتمتع به‬
‫من امتيازات هدفها األساسي حماية وتحقيق لصلح العام في مواجهة الفرد العادي يفتقر لتلك‬
‫السلطات واالمتيازات يكافح لحماية مصلحته الخاصة‪.‬‬

‫‪ 1‬ملوك صالح‪ ,‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قانون العام‪ ,‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة‬
‫كلية الحقوق‪ ,2011 ,‬ص ‪.122‬‬

‫‪21‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫ولذلك كان من الطبيعي حتى يكون للنظام القضائي الجديد معنى ويؤدي األهداف المتوخاة منه كان‬
‫الزما على المشرع أن يتدخل ويتبنى إجراءات قضائية تتماشى والوضع الجديد بالرغم أن المشرع‬
‫وفي ظل قانون اإلجراءات التي تميزها عن المنازعات العادية‪.‬‬
‫إن اإلجراءات القضائية بصيغة عامة هي مجموعة قواعد تهدف إلى تنظيم عملية التقاضي أمام‬
‫الجهات القضائية من حيث إقامة الدعوى وكذا الطلبات في المحاكم‪ ,‬كالدفع‪ ,‬التحقيق‪ ,‬الحكم‪ ,‬الطعن‬
‫‪1‬‬
‫وتنفيذ األحكام‪.‬‬
‫وعرف بعض اإلجراءات القضائية اإلدارية" مجموعة القواعد واإلجراءات والتشكيالت‬
‫القانونية التي يجب التقيد بها واحترامها عند ممارسة حق الدعوى القضائية اإلدارية أمام السلطة‬
‫القضائية المختصة والتي تتعلق أساسا بتنظيم أحكام عملية التقاضي في الدعاوى القضائية اإلدارية‬
‫من حيث تحديد جهة االختصاص القضائي وشكليات وكيفيات رفع الدعوى اإلدارية وتنظيم وأحكام‬
‫وظائف وسلطات القضاء في الدعوى‪ ,‬كالتحقيق‪ ,‬الخبرة‪ ,‬إعداد ملف‪ ,‬المحاكمة‪ ,‬الحكم في الدعوى‬
‫وطرف الطعن في األحكام الصادرة في الدعوة القضائية اإلدارية وكذا طرق تنفيذ هذه األحكام‪.2‬‬
‫إن اإلصدار الجديد لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية كان أكثر من ضروري ولو أنه كان‬
‫مطلوب أكثر من ذلك من خالل الفصل التام بين اإلجراءات المدنية من جهة‪ ,‬واإلجراءات القضائية‬
‫اإلدارية من جهة أخرى‪ ,‬من خالل إدراج هاته األخيرة في إطار قانوني مستقل عن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية‪ ,‬لعله يحدث ذلك عندما يتم إكساب الخبرة وتمرس أكثر على نظام ازدواجية‬
‫القضائية‪ ,‬على إعتبار أن نضام اإلزدواجية القضائية من خالل الفصل بين الجهات القضائية‬
‫الفاصلة في النزعات اإلدارية وتلك الفاصلة في النزعات العادية يتطلب كذلك الفصل بين جميع‬
‫العناصر المتعلقة بتلك الجهات كل على حدى‪ ,‬حيث أن نضام إزدواجية القضائية له عناصره التي‬
‫تميزه عن باقي األنظمة سيئة متكامل‪ ,‬ال ينبغي إغفال أي منها‪ ,‬وعلى أساس المشرع الجزائري‬
‫عمل على تنظيم اإلجراءات القضائية خاصة بالدعوى المنظورة أمام جهات القضائية اإلدارية و‬
‫منها المحاكم اإلدارية‪ ,‬فاإلجراءات التي تحكم الدعوى اإلدارية تختلف كثيرا عن تلك المتبعة في‬
‫الدعاوى العادية‪ ,‬فلكل دعوى قضائية مجموعة من القواعد القانونية‪ ,‬تحدد الشروط والشكليات‬
‫القانونية الواجبة لتحريك الدعوى ورفعها أمام الجهات القضائية المختصة‪ ,‬حيث أن اإلجراءات‬
‫القضائية اإلدارية تميزها عن باقي اإلجراءات العادية مجموعة من الخصائص التي تعتبر إستثنائية‬
‫‪3‬‬
‫وخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإلدارية‪:‬‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي‪ ,‬الطبيعة الخاصة لقانون اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ,‬المجلة الجزائرية‪ ,‬العدد األول‪ ,1994 ,‬ص ‪.195‬‬
‫‪ 2‬صالح ملوك‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.205‬‬
‫‪ 3‬صالح ملوك‪ ,‬مرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.204‬‬

‫‪22‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫إن إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإلدارية عدة خصائص يمكن من خاللها تميزها عن طريق‬
‫القضاء العادي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1‬كتابة عريضة للدعوى‪ :‬حسب المادة ‪ 14‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تنص على ما‬
‫يلي" ترفع الدعوى أمام المحكمة بعريضة مكتوبة‪ ,‬موقعة ومؤرخة‪ ,‬تودع بأمانة الضبط من‬
‫قبل المدعى أو وكيله أو محاميه‪ ,‬بعدد من النسخ يساوي عدد األطراف"‪ .‬إشترط المشرع‬
‫لرفع الدعوى أمام القضاء أن تكون العريضة في شكل مكتوبة يقدمها المدعي‪ ,‬حيث أن‬
‫أطراف الدعوى يستوجب عليهم تحديد إدعاءاتهم بموجب مذكرات كتابية‪ ,‬القاضي يأخذ‬
‫بعين اإلعتبار في المقام األول اإلدعاءات المكتوبة‪ ,‬بمستندات وأدلة ثابتة بواسطة الكتابة‬
‫ضمن ملف الدعوى‪ ,‬وما دور األقوال الشفهية في هذا المقام إال شرح وتدعيم لمحتوى‬
‫المذكرات الكتابية‪ ,‬بخالف اإلجراءات المدنية التي في الغالب تكون شفوية‪ ,‬والكتابة تقتصر‬
‫عادة على إعداد وتهيئة عريضة الدعوى‪ ,‬وتقديم المستندات والمذكرات في مرحلة تدوين‬
‫محاضرة الجلسات وصياغة األحكام القضائية‪ ,‬من ذلك تعتبر الكتابة أول نقطة تالقي‬
‫الخصومتين اإلدارية والمدنية‪ 1‬ونصت المادة ‪ 886‬من القانون الجديد المتعلق باإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية" المحكمة اإلدارية غير ملزمة بالرد األوجه المقدمة شفويا بالجلسة‪ ,‬ما لم‬
‫تؤكد بمذكرة كتابي"‪. 2‬‬
‫وكما جاء في المادة ‪ 815‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" ترفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من قبل‬
‫المحامى " والكتابة في جميع إجراءات التي تمر بها الدعوى اإلدارية أمام المحكمة اإلبتداء عن‬
‫إيداع عريضة إفتتاح الدعوى‪ ,‬مرور بمرحلة الموقعة من خالل تبادل المذكرات والعرائض‪,‬‬
‫وصوال إلى صدور األحكام القضائية التنفيذية‪ ,‬التبليغ الرسمي لألحكام واألوامر إللى الخصوم في‬
‫مواطنهم‪ ,‬عن طريق محضر قضائي‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلجراءات القضائية اإلدارية غير مكلفة‪:‬‬
‫إن ما يميز اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ,‬السرعة وقلة التكاليف‪ ,‬هذا بالمقارنة مع إجراءات‬
‫القضائية العادية‪ ,‬حيث يرى البعض أن تولي القاضي تسيير اإلجراءات في الدعوى اإلدارية أمام‬
‫المحكمة اإلدارية من شأنه أن يؤدي ذلك إلى التخفيف عن التراكم وتعدد األوراق والوثائق‪ ,‬كما أن‬
‫هذا األمر يعمل على تخفيف من الصيغ والقيود الشكلية‪. 3‬‬
‫‪ .3‬اإلجراءات القضائية اإلدارية شبه سرية‪:‬‬
‫لقد جاء في المادة ‪ 833‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وذلك ما تؤكده من خالل نصها" ال توقف الدعوى المرفوعة أمام‬
‫المحكمة اإلدارية تنفيذ القرار اإلداري المتنازع فيه ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ ,‬غير أنه‬

‫‪ 1‬ملوك صالح‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.204‬‬


‫‪ 2‬مواد القانون ‪ ,815-886-14‬القانون العضوي رقم ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬عمار عوابدي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.218‬‬

‫‪23‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫يمكن للمحكمة اإلدارية أن تأمر بناء على طلب الطرف المعني بوقف التنفيذ القرار اإلداري" ويتم‬
‫وقف تنفيذ القرارات اإلدارية بعد صدور الحكم القاضي بذلك‪ ,‬ألن هدف الغدارة في أصله تحقيق‬
‫الصالح العام وضمان السير الحسن المرافق العامة‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 836‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" في جميع األحوال تفصل التشكيلة التي تنظر في موضوع في‬
‫الطلبات الرامية إلى ورق التنفيذ بأمر مسبب ينتهي أثر وقف التنفيذ بالفصل في دعوى‬
‫الموضوع"‪ , 1‬والمالحظة أن المشرع الجزائري لم يعطي أهمية لعالقة القرار اإلداري المراد وقف‬
‫ال تنفيذ بالنظام العام‪ ,‬حيث ال يوجد في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ مواد خاصة بوقف تنفيذ القرار اإلداري أمام المحكمة‬
‫اإلدارية وإشارة النظام العام وعالقة القرار‪ ,‬عكس قانون اإلجراءات المدنية التي جاء في المادة‬
‫‪ "170‬يشترط لوقف تنفيذ قرار اإلداري أال يكون متعلق بالنظام العام"‪.2‬‬

‫‪ .4‬اإلجراءات القضائية اإلدارية هي إجراءات إستقصائية‪:‬‬


‫إن توجيه سير الدعوى من قبل القاضي بإرادة أطراف الدعوى وال دخل للقاضي في ذلك بإعتبار‬
‫أن أطراف الدعوى لهم نفس اإلمكانيات القانونية‪ ,‬وفي النزعات المتعلقة بالقضايا اإلدارية عندما‬
‫كان طرف منها هو جهة عمومية تمتلك في غالب الوسائل واإلمكانيات والقدرات القانونية التي‬
‫تجعلها في موقع أفضل من أطراف الخصومة اآلخرين المطالبين بتقديم الحجج والمستندات‬
‫القانونية‪ ,‬التي تثبت إتهاماتهم لإلدارة طرف الخصومة‪ ,‬لذلك أعطى للقاضي في مجال المنازعات‬
‫اإلدارية سلطة كبيرة حتى يستطيع توجيه كل التقاضي‪ ,‬ونصت المادة ‪ 819‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على ما‬
‫يلي" يجب أن يرفق العريضة إلزامية إلى إلغاء أو تفسير أو تقدير مدى مشروعية القرار اإلداري‬
‫تحت طائلة عدم القبول‪ ,‬القرار اإلداري المطعون فيه‪ ,‬ما لم يوجد مانع مبرر‪.‬‬
‫وإذا ثبت أن هذا المانع يعود إلى إمتناع اإلدارة من تمكين المدعى من القرار المطعون فيه‪ ,‬أمرها‬
‫القاضي المقرر بتقديمه في أول جلسة‪ ,‬ويستخلص النتائج القانونية المترتبة على هذا اإلمتناع‪,‬‬
‫وبذلك يتمكن الضحية في حالة عدم قدرته على إثبات التهمة باألدلة التي لم يستطع الحصول عليها‬
‫من اإلدارة‪ ,‬أن يقوم القاضي المقرر بتوجيه طلب بتقديم وإحضار ذلك من الجهات اإلدارية‬
‫المتهمة‪ ,‬كما أنه بإمكان التقاضي إشارة الوسائل المتعلقة بالنظام العام من تلقاء نفسه‪ ,‬وفي أية‬
‫مرحلة كانت عليها الدعوى حتى وإن لم يثرها الخصوم‪ 3‬فيكون القاضي بذلك بطريقة غير مباشرة‬
‫قوة تحدث التساوي بين طرفي القضية في القوة والحجة‪ ,‬والقاضي ال يمكنه أن يتحرك بدون وجود‬
‫عريضة إفتتاح الدعوى‪.‬‬
‫‪ ‬القواعد التشريعية لإلجراءات القضائية اإلدارية‪:‬‬

‫‪ 1‬بن يونس رحاب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.209‬‬


‫‪ 2‬المواد ‪ 836-833‬من قانون العضوي ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪Jean, claudewoog, Marie, christine. Pratique professionnellede l’avcat, 4éme éd, litec, paris,1998, pg 588 . 3‬‬

‫‪24‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫يمكن أن تقسم القواعد التشريعية لإلجراءات القضائية اإلدارية إلى نوعين هما‪:‬‬
‫‪ .1‬القواعد التشريعية المكتوبة لإلجراءات القضائية اإلدارية‪:‬‬
‫هي مجموعة النصوص القانونية التي تهدف لتنظيم عمليات النظر والفصل في الدعاوى القضائية‬
‫اإلدارية أمام المحاكم اإلدارية‪ ,‬هذه النصوص تتضمنها القوانين العامة المتعلقة باإلجراءات‬
‫التقاضي‪.‬‬
‫ظل القانون الجديد المتعلق بإجراءات القضائية رقم ‪ 09-08‬بقسم منفرد يتضمن قواعد قانونية تحدد‬
‫وتنظم اإلجراءات المتبعة أمام تلك الجهات عند رفع الدعاوى اإلدارية‪.1‬‬
‫وعندما نعود لنصوص قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬نجد يتضمن أغلب المصادر المكتوبة‬
‫لإلجراءات القضائية‪ ,‬فنجدها في المواد ‪ 900-800‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ جميعها خاصة باإلجراءات القضائية‬
‫اإلدارية أمام المحاكم اإلدارية‪.2‬‬
‫‪ .2‬قواعد المبادئ العامة غير المكتوبة لإلجراءات القضائية واإلدارية‪:‬‬
‫في حالة عدم إستجابة النصوص المكتوبة لإلجراءات القضائية اإلدارية لحاالت إجرائية تتعلق‬
‫بالدعوى اإلدارية‪ ,‬ما يتطلب البحث عن مصادر أخرى تكون غير مكتوبة كالمبادئ العامة‬
‫لإلجراءات القضائية اإلدارية‪.‬‬
‫وقواعد المبادئ العامة لإلجراءات القضائية اإلدارية كما هو معروف هي مجموعة من القواعد‬
‫القانونية عامة وتعرف" مجموعة القواعد القانونية العامة‪ ,‬مجردة وملزمة ترسخت في وجدان‬
‫األمة وضميرها القانوني وفي طبيعة نظامها اإلجتماعي إ‪.‬ق السياسي وقيم حضرتها وهي قواعد تم‬
‫إكتشافها وبلورتها في شكل أحكام قضائية حازت قوة الشيء المقضي به"‪.3‬‬
‫بناء على هذا التعريف وعلى إعتبار أن المبادئ العامة لإلجراءات القضائية جزء من المبادئ‬
‫العامة للقانون‪ ,‬فقد عرفها البعض بأنها" مجموعة القواعد القانونية اإلجرائية غير المكتوبة التي‬
‫يكشفها القضاء والسيما القضاء اإلداري المستقل والمتخصص ويستلمها من روح وطبيعة قواعد‬
‫النظام القانوني للدولة ومواثيق حقوق اإلنسان الدولية الوطنية ويجسدها ويعلنها في أحكام قضائية‬
‫نهائية جائزة لقوة الشبيه المقتضي به‪ ,‬فتصبح قواعد إجرائية عامة ومجردة ملزمة تستعمل لتنظيم‬
‫عمليات تسير الدعوى اإلدارية والنظر والفصل فيها أمام السلطة القضائية المختصة‪ ,4‬وتتمثل‬
‫مبتدئ القواعد العامة اإلجراءات القضائية في مجال الدعوى اإلدارية‪ ,‬كمبدأ حق الدفاع‪ ,‬تقيد‬
‫القاضي بطلبات الخصوم في العريضة إفتتاح الدعوى‪ ,‬مبدأ مجانية القضاء‪ ,‬مساواة الخصوم أمام‬

‫‪ 1‬بن يونس رحاب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.36‬‬


‫‪ 2‬صالح ملوك‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.215‬‬
‫‪ 3‬عمار عوابدي‪ ,‬القانون اإلداري والمؤسسات اإلدارية‪ ,‬جامعة الجزائر‪ ,‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ,‬بن عكنون‪ ,‬السنة الجامعية‬
‫‪ ,1984-1983‬الطبعة الثانية‪ ,‬لسانس حقوق‪ ,‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 4‬عمار عوابدي‪ ,‬الطبيعة الخاصة لقانون اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.207‬‬

‫‪25‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫القضاء‪ ,‬مبدأ الكتابية في الدعوى‪ ,‬مبدأ تسيير القاضي للدعوى أو الخصوم‪ ,‬مبدأ تسبب األحكام‪,‬‬
‫مبدأ عالنية وسرية الجلسات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات سير الخصومة أمام المحاكم اإلدارية‪:‬‬
‫إن اإلجراءات المتعلقة بسير الخصومة أمام المحاكم اإلدارية تبدأ بمرحلة إعداد عريضة إفتتاح‬
‫الدعوى‪ ,‬تم تقديمها وإعالنها للخصوم بإضافة إلى مرحلة إعداد ملف القضية يقصد بها الخصومة‬
‫جميع أنواع األعمال اإلجرائية التي ترد على الدعوى منذ تقديمها للقضاء‪ ,‬ولحين الفصل فيها‬
‫‪1‬‬
‫بموجب حكم قضائي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة تقديم عريضة الدعوى اإلدارية أمام المحكمة اإلدارية‬
‫إن اللجوء للقضاء بصفة عامة من أجل حماية الحقوق يتم بواسطة عريضة‪ ,‬وهي عبارة عن‬
‫طلب يتقدم به عادة المدعي إلى المحكمة اإلدارية حسب ما نصت عليه المادة ‪ 815‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" ‪...‬ترفع‬
‫الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من المحامي"‪ 2‬وذلك البد من توضيح مختلف‬
‫البيا نات التي تتطلبها العريضة إفتتاح الدعوى أمام المحاكم اإلدارية وكذلك مختلف شروط الشكلية‬
‫التي يستوجبها القانون لقبول تلك الدعوى والفصل فيها وتتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫البيانات الواجب توفرها في العريضة الدعوى أمام المحاكم اإلدارية‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫إن عريضة إفتتاح الدعوى هي ورقة يتم من خاللها تكليف خصم رفع الدعوى بالحضور أمام‬
‫المحكمة اإلدارية حيث يستوجب أن تكون هذه العريضة وفق شكل معين يحوي مجموعة من‬
‫البيانات الالزمة لصحة إنعقاد الخصومة‪ ,3‬وذلك نصت عليه المادة ‪ 15‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يجب أن تتضمن‬
‫عريضة إفتتاح الدعوى تحت طائلة عدم قبولها شكال‪ ,‬البيانات األتية‪:‬‬
‫‪ .1‬الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى‪.‬‬
‫‪ .2‬إسم ولقب المدعى وموطنه‪.‬‬
‫‪ .3‬إسم ولقب المدعى عليه‪ ,‬فإن لم يكن له موطن معلوم فأخر موطن له‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص المعنوي‪ ,‬ومقره اإلجتماعي وصفة ممثله القانوني أو‬
‫اإلتفاقي‪.‬‬
‫‪ .5‬عرضا موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .6‬اإلشارة عند اإلقتضاء إلى المستندات والوثائق المؤيدة للدعوى‪.‬‬

‫‪ 1‬شاص جازية‪ ,‬قواعد اإلختصاص القضائي للدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ,‬رسالة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق‪,‬‬
‫الجزائر‪ ,‬سنة ‪ ,1994-1993‬ص ‪.180‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 815‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ,‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية في القانون الجزائر‪ ,‬مجلة مجلس الدولة العدد ‪ ,06‬سنة ‪ ,2005‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 15‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫ومن الضروري أن نذكر هنا كما أن القانون ال يشترط في مجال الدعاوى اإلدارية أن تكون‬
‫اإلدارة الطرف في الدعوى‪ ,‬سواء بصفة المدعى أو المدعى عليه‪ ,‬متمتعة بالشخصية المعنوية مثال‬
‫الوزارات فهي ليست لها شخصية معنوية قائمة بذاتها‪ ,‬وإنما هي جزء من شخصية الدولة‪.1‬‬

‫شروط قبول عريضة الدعوى أمام المحاكم اإلدارية‪:‬‬ ‫‪.II‬‬


‫إن الدعاوى أمام القاضي تحكمها مجموعة من الشروط التي ينبغي إحترامها حتى ال تقابل‬
‫الدعاوى بعدم القبول بالرغم من أن بعض تلك الشروط تشترك فيها جميع الدعاوى سواء ألمام‬
‫جهات القضاء العادي أو أمام جهات القضاء اإلداري‪ ,‬كالصفة والمصلحة‪ ,‬إال أن الدعوى أمام‬
‫القضاء اإلداري بصفة عامة والمحاكم اإلدارية بصفة خاصة تحكمها مجموعة من الشروط‬
‫الخاصة التي ينبغي توفرها إلى جانب بقية الشروط العامة‪.2‬‬
‫‪ ‬الشروط الخاصة لقبول عريضة الدعوى أمام المحاكم‪:‬‬
‫‪ .1‬شرط القرار اإلداري السابق‪ :‬ويعتبر من أهم الشروط الشكلية التي تتميز بها الدعوى اإلدارية‬
‫عن باقي الدعاوى األخرى وهو ضرورة إرفاق عريضة اإلفتتاحية للدعوى اإلدارية أمام‬
‫المحاكم اإلدارية بنسخة من القرار اإلداري المراد الطعن فيه‪ ,‬فال تقبل أي دعوى بدون‬
‫إرفاق عريضة إفتتاح الدعوى بهذا القرار ومن ثم عدم الفصل فيها في حالة عدم وجوده‪.‬‬
‫جاءت المادة ‪ 830‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ تنص على" يجوز للشخص المعنوي بالقرار اإلداري‪ ,‬تقديم تظلم إلى‬
‫الجهة اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 829‬أعاله‪.‬‬
‫بعد سكوت الجهة اإلدارية المتظلم أكمامها عند الرد‪ ,‬خالل شهرين بمثابة قرار بالرفض ويبدأ هذا‬
‫األجل من تاريخ تبليغ التظلم‪ ,‬وفي حالة سكوت الجهة اإلدارية يستفيد التظلم من أجل شهرين لتقديم‬
‫طعنه القضائي الذي يسري من تاريخ انتهاء أجل شهرين‪ 3‬المشار إليه في الفقرة أعاله‪.‬‬
‫في حالة رد الجهة اإلدارية خالل األجل الممنوح لها يبدأ سريان أجل شهرين من تاريخ التبليغ‪,‬‬
‫الرفض يثبت إيداع التظلم أمام الجهة اإلدارية بكل الوسائل المكتوبة ويرفق مع العريضة‪.‬‬
‫‪ .2‬شرط األجل لقبول الدعوة اإلدارية‪:4‬‬
‫الميعاد هو الفترة الزمنية المحددة قانون لرفع الدعوى اإلدارية وقبولها من الجهة القضائية‬
‫المتخصصة وهذا الشرط ترك لسلطة القاضي التقديرية‪ ,‬وهذا ما جاء في قانون إ‪.‬م‪.‬إ في المادة‬

‫‪ 1‬شاص جازية‪ ,‬قواعد اإلختصاص القضائي بالدعوى اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ,‬رسالة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق‪,‬‬
‫الجزائر‪ ,1994 ,‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 2‬شاص جازية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.185‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 380‬من قانون‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ 4‬حسين طاهري‪ ,‬شرح وجيز لإلجراءات المتبعة في المواد اإلدارية‪ ,‬دار إبن خلدون‪ ,‬الجزائر‪ ,2005 ,‬ص ‪.12‬‬

‫‪27‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ "829‬يحدد أجل الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة (‪ )4‬أشهر‪ ,‬يسري من تاريخ التبليغ الشخصي‬
‫بنسخة من القرار اإلداري الفردي أو من تاريخ نشر القرار اإلداري الجماعي أو التنظيمي"‬
‫ونصت المادة ‪ " 830‬يجوز الشخص ‪ "....‬وجاء في المادة ‪ 832‬من نفس القانون" تنقطع أجال‬
‫الطعن في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الطعن أمام الجهات القضائية إدارية غير مختصة‪.‬‬
‫‪ ‬طلب المساعدة القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬وفاة المدعى أو تغيير أهليته‪.‬‬
‫‪ ‬القوة القاهرة أو الحادث الفجائي‪.‬‬
‫وجاء في نص المادة ‪ 907‬من نفس القانون السابق على األتي" عندما يفصل مجلس الدولة كدرجة‬
‫أولى وأخيرة تطبيق األحكام المتعلقة باآلجال المنصوص عليها في المواد من ‪ 829‬إلى ‪.832‬‬
‫نستخلص من ذلك أن الميعاد في المنازعات اإلدارية العامة يحسب من تاريخ النشر أو تبليغ القرار‬
‫‪1‬‬
‫المطعون فيه‪ ,‬وهذا ما يخفف أيضا عن القضاء عدد القضايا الكبيرة المرفوعة أمامه‪.‬‬

‫‪ ‬الشروط العامة لقبول عريضة الدعوى أمام المحاكم اإلدارية‪:‬‬


‫‪ .1‬شرط المصلحة في التقاضي‪:‬‬
‫إن المصلحة شرط ضروري إلمكانية رفع الدعوى أمام القضاء‪ ,‬وهنا سواء تعلق األمر بالدعوة‬
‫اإلدارية أو الدعوة المدنية‪ ,‬فالعريضة التي ال تكون لمن رفعها مصلحة موجودة من ذلك ترفض‬
‫شكال إلنعدام المصلحة‪ ,‬وهذا األخيرة المصلحة هي قائدة العملية التي تعود على رافع الدعوى من‬
‫ا لحكم له بطلباته الواردة في عريضة الدعوى‪ ,‬وتعتبر المصلحة شرطا أيضا لقبول أي طلب أو دفع‬
‫‪2‬‬
‫أمام القضاء‪.‬‬
‫ولهذه المصلحة شروط يجب توفرها نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تكون المصلحة مشروعة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تكون المصلحة شخصية أو جماعية مباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬المصلحة تكون مادية أو معنوية‪.‬‬
‫‪ ‬المصلحة قائمة أو حالة والمصلحة المحتملة‪.‬‬
‫‪ .2‬شرط الصفة في التقاضي‪:‬‬
‫الصفة هي القدرة قان ونا على مثول الشخص أمام القضاء في الدعوى‪ ,‬سواء باعتباره مدعى أو‬
‫مدعى عليه‪.‬‬
‫‪ 1‬بوحميد عطاء هللا‪ ,‬للوجيز في القضاء اإلداري‪ ,‬تنظيم عمل وإختصاص‪ ,‬دار هومة‪ ,‬الجزائر‪ ,2001 ,‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 2‬شاص جازية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.195‬‬

‫‪28‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫كما تتوفر هذه الصفة في الوكيل والممثل القانوني لإلدارة واألشخاص المعنوية على إعتبار أنه هو‬
‫المخول قانونيا للتعبير عن اإلدارة أو الشخص المعنوي سواء كان على المدعى أو المدعى عليه‪.1‬‬

‫ثـانـيـ ا‪ :‬مرحلة إيداع عريضة الدعوى اإلدارية وتبليغها للخصوم‪:‬‬


‫بعد إستفاء عريضة الدعوى اإلدارية للشروط السابقة‪ ,‬تأتي مرحلة إيداعها لدى أمانة الضبط‬
‫المحكمة اإلدارية وتتمثل هذه المرحلة في ما يلي‪:2‬‬
‫مرحلة تقديم وإيداع عريضة إفتتاح الدعوى اإلدارية‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫ويكون إيداع عريضة إفتتاح الدعوى لدى أمانة الضبط المحكمة اإلدارية مقابل دفع رسم قضائي‬
‫ما لم ينص القانون على خالف ذلك ولقد جاءت المادة ‪ 821‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫بذلك عندما نصت على" تودع العريضة بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية مقابل دفع رسم قضائي‪ ,‬ما‬
‫ينص القانون على خالف ذلك"‪ 3‬وبعد ذلك يتم تسجيلها بسجل خاص يمسك بأمانة ضبط المحكمة‬
‫اإلدارية حيث يتسلم المدعى مودع العريضة من أمين الضبط وصال يثبت اإليداع ثم تأشير على‬
‫إيداع مختلف المذكرات والمستندات‪.‬‬
‫وما جاء حسب المادة ‪ 824‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" تقيد العرائض وترقم في سجل حسب ترتيب ورودها يقيد‬
‫التاريخ ورقم التسجيل على العريضة وعلى المستندات المرفقة بها" وبعد إيداع عريضة الدعوى‬
‫اإلدارية وتسجيلها ترسل إلى رئيس المحكمة الذي يعين التشكلة التي يؤول إليها الفصل في‬
‫الدعوى‪ ,‬ويعين رئيس التشكلة الحكم القضائي المقرر للتحقيق‪.4‬‬
‫‪ .II‬مرحلة تبليغ العريضة الدعوى اإلدارية للخصوم‪:‬‬
‫وفيما يخص التبليغ جاء في المادة ‪ 838‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" تودع المذكرات والوثائق المقدمة من‬
‫الخصوم بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية يتم التبليغ الرسمي لعريضة إفتتاح الدعوى عن طريق‬
‫محضر قضائي‪ ,‬ويتم تبليغ المذكرات ومذكرات الرد على الوثائق المرفقة بها إلى الخصوم عن‬
‫طريق أمانة الضبط تحت إشراف القاضي المقرر" وذلك يعني بأنه تبليغ عريضة إفتتاح الدعوى‬
‫اإلدارية تكون عن طريق محضر قضائي‪ 5‬ويتم تبليغ العريضة بالنسبة لألشخاص الطبيعيين‬
‫للشخص المراد تبليغه بالخصومة أو إلى أي شخص يقيم بموطنه كأحد أقاربه‪ ,‬وإذا لم يكن له‬

‫‪ 1‬شاص جازية‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.197‬‬


‫‪ 2‬ملوك صالح‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.243‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 824-821‬من قانون ‪ 09-08‬السابق الذكر ‪.‬‬
‫‪ 4‬ملوك صالح‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.244‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 838‬من قانون العضوي رقم ‪ 09-08‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫موطن معلوم يتم تبليغه في أخر موطن له أما بالنسبة للشخص المعنوي فيتم تبليغ في مقره المعلوم‬
‫وذلك عن طريق تبليغ ممثله القانوني‪ ,‬حسب المادة ‪ 828‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وفي حالة إستحالة تبليغ التكليف‬
‫بالحضور وفق هذا‪ 1‬األسلوب يتم ذلك بواسطة رسالة موصى عليها مع علو الوصول واإلخطار‬
‫بتاريخ أول جلسة يقع على عاتق المدعى‪.‬‬
‫وفي األخير نشير إلى أن اإلخطار بتاريخ أول جلسة يقع على عاتق المدعى ويجب إحترام أجل‬
‫عشرون(‪ )20‬يوم على األقل بين تاريخ تسليم التكليف بالحضور والتاريخ المحدد ألول جلسة ما لم‬
‫ينص القانون على خالف ذلك‪ ,‬ويمدد هذا األجل ألشهر إذا كان الشخص المكلف بالحضور مقيما‬
‫في الخارج المادة ‪ 16‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ,‬في حين أن اإلخطار بتاريخ الجلسة التي تنادى فيها على القضية‬
‫منوط بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية‪ ,‬والذي ينبغي أن يكون في أجل عشرة (‪ )10‬أيام على األقل‬
‫قبل تاريخ الجلسة وفي حالة اإلستعجال يجوز تقليص هذا األجل إلى يومين بأمر من رئيس تشكيلة‬
‫الحكم‪ ,‬حسب المادة ‪ 876‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ .III‬مرحلة إعداد ملف القضية الدعوى اإلدارية‪:‬‬
‫نصت عليها المادة ‪ 844‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أنه" يعين رئيس المحكمة اإلدارية التشكيلة التي يؤول إليها‬
‫الفصل الدعوى‪ ,‬بمجرد قيد عريضة إفتتاح الدعوى بأمانة الضبط‪ ,‬يعين رئيس تشكيلة الحكم‬
‫القاضي المقرر الذي يحدد بناء على ظروف القضية‪ ,‬األجل الممنوح للخصوم من أجل تقديم‬
‫المذكرات اإلضافة والمالحظات وأوجه الدفاع والردود‪ ,‬ويجوز له أن يطلب من الخصوم كل‬
‫مستند أو أية وثيقة تقيد في قضية النزاع‪ ,‬يجوز لرئيس تشكيلة الحكم عندما تقتضي ظروف القضية‬
‫أن يحدد فور تسجيل العريضة التاريخ الذي يختم فيه التحقيق‪ ,‬ويعام الخصوم به عن طريق أمانة‬
‫الضبط"‪ 2‬فالقاضي اإلداري هو المكلف بتسيير إجراءات الدعوى اإلدارية بمجرد تسجيلها من قبل‬
‫أطراف القضية‪ ,‬والقاضي المقرر هي المخولة قانونيا بإعداد الملف الدعوى كتحديد األجل الممنوح‬
‫للخصوم من أجل تقديم المذكرات‪ ,‬تقديم أوجه الدفاع والردود‪ ,‬كما يجوز له في هذا اإلطار أن‬
‫يطلب أي مستند أو وثيقة تعيد في فض النزاع‪.3‬‬
‫‪ .IV‬مرحلة إجراء المصالح‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 970‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أنه" يجوز للجهات القضائية اإلدارية إجراء الصلح في مادة‬
‫القضاء الكامل"‪ ,‬كما جاء كذلك في المادة ‪ 971‬من نفس القانون السابق" يجوز إجراء الصلح في‬
‫أية مرحلة تكون عليها الخصومة" وتم اإلتفاق عليه ويأمر من خالل ذلك بتسوية النزاع ويتم غلق‬
‫ملف القضية‪.4‬‬

‫‪ 1‬يونس رحاب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.47‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 844‬من قانون العضوي ‪ 09-08‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬ملوك صالح‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.245‬‬
‫‪ 4‬المواد ‪ 971-970‬من قانون العضوي رقم ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫إن إجراء الصلح على دعاوى القضاة الكامل دون قضاء اإللغاء‪ ,‬ما جاء في المادة ‪ 969‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫على إعتبار أن دعوى إلغاء متعلقة بمخاصمة قرار إداري غير مشروع تهدف إلى إلغاء فليس من‬
‫المنطقي اإلتفاق من خالل الصلح بين الخصوم على اإلستمرار وإبقاء قرار اإلداري رغم عدم‬
‫مشروعية‪ ,‬بينما في القضاء الكامل األمر يتعلق بحق الشخصية يمكن لصاحبه التنازل عنه‪ ,‬لذلك‬
‫فإن هذا التميز الذي جاء به القانون الجديد كان أكثر من ضروري على عكس ق‪.‬إ‪.‬م الذي لم يأتي‬
‫بهذا التميز بين دعوى إلغاء ودعاوى القضاء الكامل في مجال الصلح‪ ,‬وهذا األخير نشير أن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية اإلدارية لم يشر إلى يمكن أن يستغرقها محاولة الصلح على عكس قانون المدنية‬
‫الذي حددها بثالثة (‪ )3‬أشهر‪.1‬‬

‫مرحلة إجراء التحقيق‪:‬‬ ‫‪.V‬‬


‫تأتي هذه المرحلة التحقيق سواء مباشرة بعد إيداع العريضة إفتتاح الدعوى وإعالنها لألطراف‬
‫أو بعد فشل إجراء الصلح‪ ,‬هذا وإن تبين الرئيس المحكمة اإلدارية من العريضة أن حل القضية‬
‫مؤكد يجوز له أن يقرر باألوجه للتحقيق ويرسل الملف إلى محافظ الدولة لتقديم إلتماساته وبعد ذلك‬
‫يأمر الرئيس بإحالة الملف أمام تشكلة الحكم بعد تقديم إلتماسات محافظ الدولة وذلك بعد تعيين‬
‫تشكلة الحكم من طرف رئيس المحكمة‪ ,‬يعين رئيس هاته األخيرة العضو المقرر الذي يتكلف‬
‫بالدعوى من مرحلة إعالنها للخصوم إلى مرحلة إعداد وتهيئة ملف القضية للفصل فيها وذلك بنا ًءا‬
‫على الدور المحدد له بموجب نصوص قانون إ‪.‬م‪.‬إ خاصة المادة ‪.844‬‬
‫إذن بعد إيداع عريضة إفتتاح الدعوى وتعيين القاضي المقرر يقوم هذا األخير وحسب ظروف كل‬
‫قضية بتحديد األجل الممنوح للخصوم من أجل تقديم المذكرات اإلضافية والمالحظات وأوجه‬
‫الدفاع والردود وفي هذا اإلطار يجوز له أن يطلب من الخصوم كل مستند أو أية وثيقة تفيد في‬
‫فض النزاع‪.‬‬
‫بعد إنقضاء األجل الممنوح للخصوم لتقديم ردودهم تقوم أمانة ضبط المحكمة بإحالة مستندات‬
‫الملف إلى القاضي المقرر وعندها تبدأ مرحلة إعداد ملف القضية والتحقيق فيها وثم تهيئها‬
‫للمرافعة‪ ,‬وعلى هذا األساس يمكن إستغالل جميع وسائل التحقيق‪.2‬‬

‫إعداد التقرير الخاص بالدعوى‪:‬‬ ‫‪.VI‬‬


‫بإصدار رئيس تشكيلة الحكم على مستوى المحكمة اإلدارية الموكلة لها القضية‪ ,‬أمر إختتام‬
‫التحقيق وقفل مواعيد تقديم المذكرات والردود‪ ,‬يقوم القاضي المقرر بدراسة القضية من أجل إعداد‬

‫‪ 1‬ملوك الصالح‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ص ‪.247-246‬‬


‫‪ 2‬يونس رحاب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.50-49‬‬

‫‪31‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫تقرير المكتوب حول القضية‪ ,‬حيث يشمل هذا التقرير جميع الوقائع وكذا المسائل القانونية التي‬
‫يثيرها النزاع‪ ,‬فهذا التقرير يعمل من خالل القاضي المقرر تزويد أعضاء تشكيلة الحكم بكافة‬
‫العناصر التي تمكنهم من النظر في القضية وثم إمكانية الفصل فيها‪ ,‬حيث أن التقرير المكتوب‬
‫للقاضي المقرر هدفه إطالع تشكيلة الحكم على كافة خبايا النزاع‪.‬‬
‫فالتقرير المكتوب تسرد فيه الوقائع والطلبات التي تقدم بها المدعى وكذا األسس واألسانيد القانونية‪,‬‬
‫التي يدعم بها طلباته‪ ,‬كما يحدد فيه رد المدعى عليه وأسانيده القانونية بعد ذلك يحدد فيه القاضي‬
‫المقرر رأيه القانوني في الدعوى وأسبابه‪.1‬‬
‫فبناء على ذلك قد يكون هذا الرأي القانوني متعلقا بمسائل كاإلختصاص القضائي أو متعلقا‬
‫بالشروط الشكلية المتعلقة بالدعوى اإلدارية كعدم إحترام المواعيد‪ ,‬وعليه يتوقف هذا الرأي عند‬
‫هذا الحد‪ ,‬كما أنه قد يناقش موضوع النزاع ويبدي فيه رأيه سواء بطلب رفض أو قبول الدعوى مع‬
‫تأسيس هذا الرأي قانونيا أو واقعيا حسب إقتناعه‪.2‬‬
‫بعد إنتهاء من إعداد التقرير المكتوب وفق الشكل السابق‪ ,‬ونص ذلك في المادة ‪ 897‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يحيل‬
‫القاضي المقرر وجوبا ملف القضية مرفقا بالتقرير والوثائق الملحقة به إلى محافظ الدولة لتقديم‬
‫تقريره المكتوب في أجل شهر واحد (‪ )1‬من تاريخ إستالمه الملف ويجب على المحافظ الدولة إعادة‬
‫الملف والوثائق المرفقة به إلى القاضي المقرر بمجرد القضاء األجل المذكور"‪.‬‬
‫عند هذا الحد تكون القضية جاهزة للفصل فيها وبذلك تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الدعوى‬
‫اإلدارية أمام المحكمة اإلدارية وهي مرحلة المحاكمة‪.3‬‬

‫الفـرع الثـالـث‪ :‬إجـراءات المـحـاكـمـة وطـرق الطـعـن فـي المـحـاكـم اإلداريـة‪:‬‬


‫بعد تسجيل العريضة في سجل كتابة الضبط تقوم الدعوى اإلدارية‪ ,‬وتبدأ مرحلة إعداد القضية‬
‫وسير المحاكمة‪ ,‬من خالل تشكيلة الحكم والمقررين‪ ,‬وتأتي مرحلة إصدار الحكم من طرف الجهة‬
‫القضائية المتخصصة‪.‬‬
‫أوال‪:‬إجراءات سير المحاكمة‪:‬‬
‫‪ .I‬جدولة الجلسة‪:‬‬
‫جاء في نص المادة ‪ 847‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يحدد رئيس التشكيلة الحكم جدول كل جلسة أمام المحكمة‬
‫اإلدارية‪ ,‬ويبلغ إلى محافظ الدولة أي بعد تحديد تاريخ الجلسة من طرف رئيس تشكيلة الحكم‬
‫وتبليغه لمحافظ الدولة‪ ,‬يبلغ جميع الخصوم بهذا التاريخ ويتم هذا اإلخطار من طرف أمانة الضبط‬
‫‪ 1‬محيو أحمد‪" ,‬المنازعات اإلدارية" ترجمة أنجف فائز وبيوض خالد‪ ,‬الطبعة الخاصة‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون‪,‬‬
‫الجزائر‪ ,‬سنة ‪ ,2005‬ص ‪.83‬‬
‫‪ 2‬شاص جازية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.204‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 897‬من قانون العضوي ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫وذلك خالل عشرة (‪ )10‬أيام قبل تاريخ الجلسة وفي حالة اإلستعجال يمكن تقليص هذا األجل إلى‬
‫يومين (‪ )2‬بأمر من رئيس تشكيلة الحكم وفي حالة الضرورة جاء في المادة ‪ 875‬من نفس القانون"‬
‫يجوز لتشكيلة الحكم أو لرئيس المحكمة اإلدارية أن يقرر في أي وقت وفي أي حالة الضرورة‬
‫جدولة أي قضية للفصل فيها بإحدى تشكيالتها"‪.1‬‬
‫سير جلسات المحاكمة‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫بعد إيداع الدعوى اإلدارية بعريضة مكتوبة وموقع عليها من طرف الخصم أو محام مقيد من‬
‫نقابة المحامين‪ ,‬يوضع ملف على تشكيلة الحكم في التاريخ المجدول سابقا الفصل فيها حيث يته‬
‫ضبط وضمان من قبل رئيس الجلسة‪ 2‬حسب المادة ‪ 884‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" بعد تالوة القاضي المقرر‬
‫للتقرير المعد حول القضية يجوز للخصم تقديم مالحظاتهم الشفوية تدعيما لطلباتهم الكتابية‪ ,‬يمكن‬
‫أيضا لرئيس تشكيلة الحكم اإلستماع إلى أعوان اإلدارة المعنية أو دعواتهم لتقديم توضيحات‪ ,‬يمكنه‬
‫أيضا خالل الجلسة وبصفة إستثنائية أن يطلب توضيحات من كل شخص حاضر يرغب أحد‬
‫الخصوم في سماعه‪ ,‬بعد هذه اإلجراءات يقدم محافظ الدولة طلباته المتعلقة بالقضية من خالل‬
‫عرض الوقائع والقانون وكذا األوجه المثارة باإلضافة إلى رأيه مسألة تم طرحها‪ ,‬حسب المادة‬
‫‪ 886‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" المحكمة اإلدارية غير ملزمة بالرد على األوجه المقدمة شفويا بالجلسة ما لم تؤكد‬
‫بمذكرة كتابية"‪.‬‬
‫عند إتمام اإلجراءات تصبح القضية جاهزة للفصل فيها‪ ,‬فيعلن القاضي بغلق باب المرافعة حيث ال‬
‫يمكن الخصوم تقديم طلبات أو اإلدالء بمالحظات وحسب المادة ‪ 268‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يجوز للجهة‬
‫القضائية المعروض أمامها النزاع بعد إقفال باب المرافعات أن تعيد القضية إلى الجدول كلما دعت‬
‫الضرورة إلى ذلك‪ ,‬كما يمكن أن تقوم بذلك بناء على طلب أحد الخصوم أو بسبب التغيير في‬
‫تشكيلتها‪ ,‬تفتح المرافعات من جديد بناء على أمر شفوي من رئيس التشكيلة المعني"‪.3‬‬
‫إصدار الحكم‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫تتم المداوالت في سرية تكون وجوبا بحضور كل قضاة التشكيلة ودون حضور ممثل النيابة‬
‫العامة والخصوم أو محاميهم وأمين الضبط‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 270‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يصدر الحكم الفاصل في النزاع بأغلبية األصوات" وال يجوز‬
‫تمديد المداولة إال عند الضرورة الملحة ومهما كان األمر ال يمكن أن تتجاوز المداولة جلستين‬
‫متتاليتين‪ ,‬ويتم النطق بالحكم في نفس الجلسة التي تتم فيها المداوالت أو في تاريخ الحق ويجب‬
‫عندها أن يبلغ الخصوم بهذا التاريخ خالل الجلسة وال يجوز إصدار الحكم في جلسة سرية ألن في‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 875-874‬قانون ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬المواد ‪ 268-886-884‬من قانون إجراءات المدنية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 3‬يونس رحاب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.52‬‬

‫‪33‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫ذلك مخالفة للمادة ‪ 144‬من الدستور ويوقع على أصل الحكم الرئيس وأمين الضبط وكذا القاضي‬
‫المقرر ويتم حفظ أصل الحكم في أرشيف الجهة القضائية مع ملف القضية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات الطعن في أحكام المحاكم اإلدارية‪:‬‬


‫عقب صدور الحكم القضائي يمكن للحكم أن يكون به عيب يجعله محال للمراجعة‪ ,‬لألحكام القضائية‬
‫طرق معينة ومواعيد معينة تختلف من طريقة إلى أخرى‪ ,‬بحيث إذا انتهت هذه المواعيد يصبح‬
‫الحكم النهائي ال يمكن مراجعته بأي وسيلة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬طرق الطعن العادي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلستئنـاف‪:‬‬
‫كما يعرف بأنه الهدف لمراجعة أو إلغاء الحكم الصادر عن المحكمة‪ ,2‬نصت المادة ‪ 949‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يجوز لكل طرف حضر الخصومة أو استدعي بصفة قانونية ولو لم يقدم أي دفاع أن يرفع‬
‫إستئنافا ضد الحكم أو األمر الصادر عن المحكمة اإلدارية‪ ,‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك"‬
‫واإلستئناف طريق طبيعي لمراجعة حكم المحكمة اإلدارية هو يعبر عن عدم رضا أحد طرفي‬
‫ا لنزاع أو كالهما لما جاء في حكم المحكمة فيحق لكل أطراف النزاع اللجوء إليه‪ ,‬ويمكن إستعماله‬
‫حتى من قبل الطرف الذي صدر الحكم لصالحه ولكن رأى بأن ذلك الحكم لم يكن في مصلحة‬
‫الكاملة وحتى يكون اإلستئناف مقبوال إشترط المشرع أن تتوفر األسباب التالية‪:3‬‬
‫‪ ‬أن يكون محل االستئناف حكما قضائيا أو ً‬
‫أمرا إستعجاليا‪.‬‬
‫‪ ‬إن أحكام المحاكم اإلدارية هي التي تكون محل اإلستئناف دون قرار مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون الحكم المطعون فيه باإلستئناف إبتدائيا بحيث ال يمكن إستئناف حكم نهائي‪.‬‬
‫‪ ‬يجب إحترام مدة إستئناف كما جاء في المادة ‪ 949‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أي شهرين‪ 4‬ما لم يوجد نص‬
‫خاص‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون المستأنف طرفا في الخصومة سواء حضر الخصومة أو استدعى بصفة‬
‫قانونية حتى ولو لم يقدم أي دفاع‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 270‬من قانون إجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬أحمد محيو‪ ,‬المنازعات اإلدارية" ترجمة أنجق فائز وبيوض خالد‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.86‬‬
‫‪ 3‬صالح ملوك‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.260‬‬
‫‪ 4‬المواد ‪ 949‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫‪ ‬ونصت المادة ‪ 951‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يجوز للمستأنف عليه إستئناف الحكم فرعيا في حالة‬
‫سقوط حقه في رفع اإلستئناف األصلي غير مقبول‪ ,‬يترتب عن تنازل عن اإلستئناف‬
‫األصلي عدم قبول اإلستئناف الفرعي إذا وقع بعد التنازل"‪.1‬‬
‫‪ .2‬المعارضـة‪:‬‬
‫جاء في المادة ‪ 249‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يكون الحكم الغيابي قابال للمعارضة" في حق المدعى عليه الذي‬
‫لم يحضر وكيله أو محاميه‪ ,‬ورغم صحة التكليف بالحضور يفصل القاضي غيابيا وذلك حسب ما‬
‫جاء في المادة ‪ 292‬من نفس القانون‪ ,‬إال إذا كان التبليغ بالتكليف بالحضور شخصيا المدعى عليه‬
‫معتبرا حضوريا‪ ,‬كما لها شروط‬
‫ً‬ ‫ولم يحضر ال يمكن له الطعن بالمعارضة في الحكم الصادر بعد‬
‫تتمثل في وجود قرار غيابي وإحترام اآلجال القانونية‪.2‬‬
‫‪ ‬طرق الطعن غير العادية‪:‬‬
‫‪ .1‬إعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪:‬‬
‫هو طعن المدعى عليه في الحكم أو القرار الصادر إذا كان من شأنه أن يلحق ضرر به‪ ,‬وال يجب‬
‫أن يكون الطاعن في األحكام طرفا في الخصومة‪ 3‬وذلك حسب المادة ‪ 381‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يجوز لكل‬
‫شخص له مصلحة ولم يكن طرفا وال ممثالً في الحكم أو القرار أو األمر المطعون فيه‪ ,‬تقديم‬
‫إعتراض الغير الخارج عن الخصومة" وفي حالة رفض اإلعتراض ونصت المادة ‪ 384‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يبقى أجل إعتراض الغير الخارج عن الخصومة على الحكم أو القرار أو األمر قائمة لمدة‬
‫خمسة عشر(‪ )15‬سنة‪ ,‬تسري من تاريخ صدور الحكم ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ ,‬غير أن‬
‫هذا األجل يحدد بشهرين(‪ )2‬عندما يتم التبليغ الرسمي للحكم أو القرار أو األمر إلى الغير‪ ,‬ويسري‬
‫هذا األجل من تاريخ التبليغ الرسمي الذي يجب أن يشار فيه إلى ذلك األجل وإلى الحق في ممارسة‬
‫إعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪.‬‬
‫‪ .2‬إلتماس إعادة النظر‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 966‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" اليجوز الطعن بالتماس إعادة النظر إال في القرارات الصادرة‬
‫عن مجلس الدولة" أي متعلق بقرارات مجلس الدولة دون المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ .3‬الطعن بالنقض‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 903‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يختص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في القرارات‬
‫الصادرة في أخر درجة عن الجهات القضائية اإلدارية" ويشترط في الطعن بالنقض أن يتم الطعن‬
‫في أجله القانوني المحدد في المادة ‪ 956‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يحدد أجل الطعن بالنقض بشهرين(‪ )2‬يسري‬
‫من تاريخ التبليغ الرسمي للقرار محل الطعن‪ ,‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك" ومن شروطه‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 951‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 249‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.374‬‬

‫‪35‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫يجب أن يكون الطعن في بعض األوجه المحددة في نص المادة ‪ 358‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" ال يبنى الطعن‬
‫بالنقض إال على وجه واحد أو أكثر من األوجه األتية‪:‬‬
‫‪ ‬مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬إغفال األشكال الجوهرية لإلجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اإلختصاص‪.‬‬
‫‪ ‬تجاوز السلطة‪.‬‬
‫‪ ‬مخالفة القانون الداخلي‪.‬‬
‫‪ ‬مخالفة القانون األجنبي المتعلق بقانون األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬مخالفة اإلتفاقيات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إنعدام األساس القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬إنعدام التسبيب‪.‬‬
‫‪ ‬قصور التسبيب‪.‬‬
‫‪ ‬تناقض التسبيب مع المنطق‪.‬‬
‫‪ ‬تحريف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار‪.‬‬
‫‪ ‬تناقض أحكام أو القرارات صادرة في أخر درجة‪ ,‬عندما تكون حجية الشيء المقتضى فيه‬
‫قد أشيرت بدون جدوى‪ ,‬وفي هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد أخر حكم أو قرار من‬
‫حيث التاريخ‪ ,‬وإذا تأكد هذا التناقض يفصل بتأكيد الحكم أو القرار األول‪.‬‬
‫‪ ‬تناقض أحكام غير قابل للطعن العادي‪ ,‬في هذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال ولو كان‬
‫أحد األحكام موضوع طعن بالنقض سابق انتهى بالرفض‪ ,‬وفي هذه الحالة يرفع الطعن‬
‫بالنقض حتى بعد فوات األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 354‬أعاله‪ ,‬يجب توجيهه ضد‬
‫الحكمين وإذا تأكد التناقض تقضي المحاكمة العليا بإلغاء أحد الحكمين أو الحكمين معا‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار‪.‬‬
‫‪ ‬الحكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب‪.‬‬
‫‪ ‬السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم يدافع عن ناقص األهلية‪.1‬‬

‫خـالصـة الـفصـل‪:‬‬

‫‪ 1‬المواد ‪ 903‬و‪ 956‬و‪ 358‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الـمحـاكــم اإلداريــة‬ ‫الـفـصـــل األول‬
‫في ختام هذا الفصل بالرغم من محاوالت المشرع الجزائري إضفاء نوع من االستقاللية بين‬
‫القضاء العادي والقضاء اإلداري‪ ,‬إال أن هذه االستقاللية تظل محدودة‪ ,‬يظهر ذلك من خالل القانون‬
‫األساسي للقضاة على قضاة القضاء اإل داري والعادي معا‪ ,‬وبإصدار المشرع الجزائري لقانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬حيث ألغى االزدواجية على مستوى هياكل القضاء اإلداري االبتدائي‪,‬‬
‫مجسدا بذلك مبدأ تقريب القضاء من المتقاضين‪ ,‬من خالل إلغاء عمل بالعمل بنظام الغرف الجهوية‬
‫وتوسيع اختصاص المحاكم اإلدارية‪ ,‬ويمكن القول بأن اإلجراءات والشروط المتعلقة بإجراءات‬
‫التقاضي أمام المحاكم اإلدارية‪ ,‬كما أنها تتضمن مجموعة من الشروط والضوابط حددها المشرع‬
‫الجزائري سواء كان متعلق بسير الدعوى وتهيئها والفصل فيها بمجريات المحاكمة وصدور الحكم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫تـمـهـيـد الـفـصـل‪:‬‬
‫يعتبر مجلس الدولة الجزائر قمة هرم التنظيم القضائي اإلداري وصاحب اإلشراف األعلى في‬
‫النظر والفصل في القضايا المعروضة على القضاء اإلداري‪ ,‬وبالتالي ال يمكن تأدية هذه المهمة‬
‫الهامة إال عن طريق تسخير وتوفير وسائل مادية تمكن أعضاء مجلس الدولة من ممارسة مهامهم‬
‫على أحسن وجه بالتالي السير الحسن والفعال لمجلس الدولة وبناء على أحكام المادة ‪ 152‬من‬
‫الدستور ‪ 1996‬المعدل والمتمم المادة ‪ 171‬للتعديل الدستور ‪ 2016‬وتم إنشاء مجلس الدولة بموجب‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ,1998‬وذلك نظرا للتحول الذي عرفه نظام‬
‫القضاء الجزائر الذي يمكن في اإلنتقال من نظام القضاء الموحد إلى نظام القضاء المزدوج‪ ,‬بغض‬
‫النظر عن اإلختصاص القضائي المسند إلى مجلس الدولة كأعلى محكمة إدارية في الجزائر‬
‫والتبيان أهم العناصر المادية على مستوى مجلس الدولة سنتطرق في المبحث األول‪ :‬األسس‬
‫القانوني وتنظيم مجلس الدولة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلختصاصات واإلجراءات أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األسس القانوني وتنظيم مجلس الدولة‬


‫يعتبر تنظيم مجلس الدولة أهمية من حيث مكانة ودوره في النظام القضائي اإلداري والعدالة‬
‫دورا ها ًما يتمثل في ضبط عمله وعمل الجهات‬
‫اإلدارية ولقد منح الدستور في مادته ‪ 152‬الفقرة ‪ً 2‬‬
‫القضائية اإلدارية يتطلب القيام بهذا الدور تنظيما مناسبا إلى جانب إطاره القانوني تشكيلة وقواعد‬
‫سيره‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسس القانوني مجلس الدولة‬
‫يعتبر مجلس الدولة الهيئة القضائية العليا في النظام القضائي اإلداري مقابل المحكمة العليا في‬
‫النظام القضائي العادي بإعتباره مستشار للسلطة اإلدارية المركزية إلى جانب دوره الرئيسي‬
‫كمحكمة إدارية عليا‪ ,‬مع ضرورة إحترام سلطات وصالحيات الهيئات العليا األخرى‪ ,‬ويتكون‬

‫‪51‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫اإلطار القانوني لمجلس الدولة من نصوص ذات طابع دستوري تشريعي وتنظيمي والنظام‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلطار الدستوري لمجلس الدولة‬
‫تناول مجلس الدولة كهيئة دستورية خمس مواد من التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬وخاصة المواد‬
‫‪ 153-152-119-78‬مجلس الدولة‪ ,‬ويمكن تصنيف هذه المواد إلى ثالثة أصناف‪:1‬‬
‫‪ -‬ليتكون الصنف األول من المواد المتعلقة مباشرة مجلس الدولة هي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حيث تنص المادة ‪ 78‬الفقرة الرابعة المتعلقة بتعيين رئيس مجلس الدولة من طرف رئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حيث تنص المادة ‪ 119‬الفقرة الثالثة المتعلقة بعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء‬
‫بعد األخذ برأي مجلس الدولة‪.‬‬
‫ت ‪ -‬نصت المادة ‪ "152‬تتمثل المحكمة العليا لهيئة المقومة لألعمال المجالس القضائية والمحاكم‪,‬‬
‫ويؤسس مجلس الدولة كهيئة مقومة لألعمال الجهات القضائية اإلدارية‪ ,‬تضمن المحكمة العليا‬
‫ومجلس الدولة توحيد اإلجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد ويسهران على إحترام القانون‪,‬‬
‫تؤسس المحكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع اإلختصاص بين المحكمة العليا ومجلس‬
‫الدولة"‪.‬‬
‫‪ -‬ويتكون الصنف الثاني من المادة المتعلقة بإختصاص النظام القضائي بصفة غير مباشرة مجال‬
‫إختصاص القضاء اإلداري وهي المادة ‪ 143‬التي على أنه" بنظر القضاء في الطعن في قرارات‬
‫السلطات اإلدارية"‪.‬‬
‫‪ -‬ويتكون الصنف الثالث من المواد المتعلقة بإطار القانوني ونوعية النص القانوني الذي ينظمه‬
‫وعمل ويحدد إختصاصات مجلس الدولة على قانون عضوي وهي المادة ‪ "153‬يحدد قانون‬
‫عضوي تنظيم المحكمة العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع عملهم وإختصاصاتهم األخرى"‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلطار التشريعي لمجلس الدولة‬
‫ينقسم اإلطار التشريعي المجلس الدولة إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطار التشريعي الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطار التشريعي العام‪.‬‬
‫اإلطار التشريعي الخاص‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫ينقسم اإلطار التشريعي الخاص إلى قسمين تتمثل في تشريعي خاص متعلق بمجلس مباشرة‬
‫الدولة وكذلك يتعلق بمجلس الدولة بصفة غير مباشرة‪:‬‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.110‬‬


‫‪ 2‬المواد ‪ ,153-152-119-78‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ ,1998/05/30‬يتعلق بإختصاص مجلس الدولة‪,‬‬
‫وتنظيمه وعمله‪ ,‬الجريدة الرسمي العدد ‪ ,37‬المؤرخ في ‪. 1998/06/01‬‬

‫‪52‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ ‬اإلطار التشريعي الخاص المباشر‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلطار التشريعي األصلي‪ :‬يتكون هذا اإلطار التشريعي من القانون العضوي رقم ‪01-98‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬المعدل والمتمم المتعلق بمجلس الدولة‪ ,‬المسايرة تطور المنظومة‬
‫القانونية لقطاع العدالة التي تعددت بعدة نصوص قانونية جديدة ال سيما ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وأشار‬
‫أصحاب المشروع أن التعديل مس ثالث جوانب هي‪:‬‬
‫مجال إختصاصات القضائية المجلس الدولة المنصوص عليها في المواد ‪.11-10-9‬‬ ‫‪‬‬
‫مجال إختصاصاته ذات الطابع اإلستشاري المنصوص عليها في المواد ‪.40-39-38‬‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم هيئات اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تغيير إختصاصات كل من رئيس مجلس الدولة وديوانه‪ ,‬محافظ الدولة وأمانة الضبط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إلغاء بعض المواد اإلنتقالية المنصوص عليها في القانون العضوي األصلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وأخير تغيير المادة ‪ 42‬واإلشارة إلى نشر النظام الداخلي المجلس الدولة في الجريدة‬ ‫‪‬‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلطار التشريعي الخاص غير المباشر‪:‬‬
‫يتكون هذا اإلطار من كل نصوص التشريعية التي تتضمن بعض المواد المتعلقة بكيفية رقابة‬
‫مجلس الدولة على بعض األعمال التي تقوم بها بعض الهيئات مثل ما ينص عليها قانون المحاماة‬
‫أو قوانين بعض السلطات اإلدارية المستقلة‪.1‬‬
‫اإلطار التشريعي العام لمجلس الدولة‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫يشكل ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ اإلطار التشريعي العام لمجلس الدولة بحكم ما جاء في كتابه الرابع تحت عنوان"‬
‫في اإلجراءات المتبعة أمام الجهات القضائية اإلدارية" وما تنص عليه المواد ‪ 901‬إلى ‪916‬‬
‫المتعلقة باإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلطار التنظيمي لمجلس الدولة‪:‬‬
‫يتكون هذا اإلطار من المراسيم الصادرة عن السلطة التنفيذية بحيث نص القانون العضوي ‪-98‬‬
‫‪ 01‬في مواده "‪ "43-41-29-17‬إلى ضرورة التدخل عن طريق التنظيم لبيان كيفية تطبيقه خاص من‬
‫حيث اإلطار البشري واإلجرائي‪ ,‬وبناء عليه صدرت المراسيم التالية‪:2‬‬

‫‪ ‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 187-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬المتضمن تعيين مجلس الدولة‪.3‬‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.113‬‬


‫‪ 2‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري‪ ,‬مجلس الدولة‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ,‬كلية الحقوق‪ ,‬جامعة عنابة‪ ,2004 ,‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 3‬مرسوم الرئاسي رقم ‪ ,187-98‬المؤرخ ‪ ,1998/05/30‬يتضمن ت عيين أعضاء مجلس الدولة‪ ,‬الجويدة الرسمية العدد ‪ ,44‬سنة‬
‫‪.1998‬‬

‫‪53‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 261-98‬المؤرخ في ‪ 1998/08/29‬المحدد أشكال اإلجراءات‬ ‫‪‬‬
‫وكيفياتها في المجال اإلستشاري أمام مجلس الدولة‪.1‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 262-98‬الذي يحدد كيفية أجال جميع القضايا المسجلة أو المعروضة على‬ ‫‪‬‬
‫الغرف اإلدارية للمحكمة العليا إلى مجلس الدولة‪.2‬‬
‫وكذا مرسوم التنفيذي رقم ‪ 263-98‬الذي يحدد كيفية تعيين رؤساء المصالح واألقسام لمجلس‬ ‫‪‬‬
‫الدولة وتصنيفهم‪.3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-98‬يحدد تصنيف وظيفة األمين العام لمجلس الدولة‪.4‬‬ ‫‪‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-03‬يحدد شروط وكيفيات تعيين مستشاري الدولة في مهمة غير‬ ‫‪‬‬
‫عادية لدى مجلس الدولة‪.5‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬النظام الداخلي‬


‫يشكل النظام الداخلي الذي يعده مكتب المجلس ضمانا إلستقاللية مجلس الدولة وإحترا ًما لمبدأ‬
‫الفصل بين السلطات‪ ,‬وصادق مكتب مجلس الدولة على القانون الداخلي بمداولة مؤرخة في‬
‫‪.2002/05/26‬‬
‫كما يعتبر أداة ووسيلة قانونية لعمل وتسيير مجلس الدولة‪ ,‬إذا تحتل نصوص عديدة إلى ضرورة‬
‫الرجوع إلى أحكام وقواعد النظام الداخلي‪ ,‬سواء منها مكان واردا في‪:‬‬
‫‪ .1‬القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المواد "‪:"25-22-19- 7-4‬‬
‫المادة ‪ 4‬منه مثالً‪ :‬نصت على ما يلي" يبدي مجلس الدولة رأيه في مشاريع القوانين حسب الشروط‬
‫التي يحددها هذا القانون والكيفيات المحددة ضمن نظامه الداخلي"‬
‫‪ .2‬أو مختلف التنظيمات (المراسيم) السابقة‪ ,‬حيث تنص المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-98‬‬
‫‪ 261‬السابق على ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ ,261-98‬المؤرخ ‪ , 1998/08/29‬يحدد أشكال اإلجراءات وكيفياتها في المجال اإلستشاري أمام مجلس‬
‫الدولة‪ ,‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ,64‬سنة ‪.1998‬‬
‫‪ 2‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ ,262-98‬المؤرخ في ‪ , 1998/08/29‬يحدد كيفية إحالة جميع القضايا‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ,64‬سنة‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ 3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ,263-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ ,322-98‬المؤرخ في ‪ ,1998/10/13‬يحدد تصنيف وظيفة األمين العام لمجلس الدولة‪ ,‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ ,77‬سنة ‪.1998‬‬
‫‪ 5‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ ,165-03‬المؤرخ في ‪ , 2003/04/09‬يحدد شروط وكيفيات تصنيف وظيفة األمين العام لمجلس الدولة‪,‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد‪. 1998 ,77‬‬

‫‪54‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫" يحضر محافظ الدولة أو أحد مساعديه الجلسات والمداوالت‪ ,‬ويقدم مذكراته طبقا للكيفيات‬
‫المحددة في النظام الداخلي لمجلس الدولة"‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ "19‬يحدد النظام الداخلي كيفية تنظيم وعمل مجلس الدولة السيما عدد الغرف‬
‫واألقسام ومجاالت عملها‪ ,‬وكذلك صالحيات كتابة الضبط واألقسام التنفيذية والمصالح‬
‫اإلدارية‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم مجلس الدولة‬
‫يعتبر مجلس الدولة الجزائري صاحب اإلشراف األعلى في النظر والفصل في قضايا‬
‫المعروضة على القضاء اإلداري‪ ,‬وبالتالي ال يمكن تأدية هده المهمة إال عن طريق تسخير‬
‫وسائل بشرية تسهر على ذلك يجب أن تكون مستقلة ومضمونة من عدم تدخل أي سلطة قد‬
‫تمس بحيادها ونزهتها‪ ,‬إضافة إلى هذه التركيبة يجب التكفل بهياكل واألجهزة التي يعبر من‬
‫خاللها هذه األعضاء عن وظائفها‪ ,‬وبالتالي السير الحسن والفعال لمجلس الدولة‪.‬‬
‫ولدارسة تنظيم وتسيير مجلس الدولة البد اإلعتماد بالدرجة األولى على القوانين التي توضح‬
‫تشكيلة مجلس الدولة وإختصاصات أعضائه وهي‪:‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المتعلق بإختصاصات مجلس الدولة وتنظمه وعمله‪.‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 31-11‬المعدل والمتمم القانون العضوي ‪.01-98‬‬
‫‪ -‬النظام الداخلي لمجلس الدولة المؤرخ في ‪.22002/05/26‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تشكيلة البشرية لمجلس الدولة‬
‫يتشكل مجلس الدولة حسب القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬عدد من القضاة التابعين لمجلس دولة‬
‫في مادة ‪ 20‬إلى صفتهم ومرتبتهم ضمن مجلس‪.‬‬
‫وتقسم المادة ‪ 20‬القضاة المجلس إلى قسمين وذلك من خالل ما تنص عليه" يتشكل مجلس الدولة‬
‫من القضاة األتي ذكرهم‪:‬‬
‫من جهة‪:‬‬
‫‪ ‬رئيس مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬نائب الرئيس‪.‬‬
‫‪ ‬رؤساء األقسام‪.‬‬
‫‪ ‬مستشاري الدولة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪:‬‬
‫‪ ‬محافظ الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.91‬‬


‫‪ 2‬فاتح حدايدي‪ ,‬النظام القانوني لمجلس الدولة‪ ,‬شهادة الماستر‪ ,‬تخصص الدولة والمؤسسات العمومية‪ ,‬جامعة محمد بوظياف‪ ,‬مسيلة‪,‬‬
‫سنة ‪ ,2015-2014‬ص ‪.32‬‬

‫‪55‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ ‬محافظي الدولة المساعدين‪.‬‬
‫يخضع القضاة المذكورون أعاله للقانون األساسي للقضاء"‬
‫‪ .I‬أعـضـاء مـجـلـس الـدولـة‪:‬‬
‫‪ ‬رئـيـس مـجـلـس الـدولـة‪ :‬من خالل معرفة كيفية تعيين رئيس مجلس الدولة وكذلك أهم‬
‫الصالحيات المنوطة به قانونا‪.‬‬
‫‪ .1‬الـتـعـيين‪ :‬لم يحدد القانون شروط خاصة في من يعين لرئاس المجلس‪ ,‬إال أنه يعين بمرسوم‬
‫رئاسي طبقا للمادة ‪ 78‬الفقرة ‪ 4‬من التعديل الدستوري التي تنص على" يعين رئيس‬
‫الجمهورية من الوظائف والمهام اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬الوظائف والمهام المنصوص عليها من الدستور‪.‬‬
‫‪ ‬الوظائف المدنية والعسكرية في الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬التعينات التي تتم في مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬األمين العام للحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬محافظ بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬القضاة‪.‬‬
‫‪ ‬مسئولو أجهزة األمن‪.‬‬
‫‪ ‬الوالة‬
‫ويعين رئيس الجمهورية سفراء الجمهورية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج وينهي مهامهم‪,‬‬
‫ويتس لم إعتماد الممثلين الدبلوماسيين األجانب وأوراق إنهاء مهامهم" من خالل هذا نستنتج التالي‬
‫ليس من الضروري أن يكون رئيس مجلس الدولة قاضيا خالف للرئيس األول للمحكمة العليا الذي‬
‫يشترط فيه أن يكون قاضيا" المادة ‪ 11‬من قانون ‪ 22-89‬المؤرخ في ‪ 1989/12/12‬المتعلق‬
‫بصالحيات للمحكمة العليا وتنظيمها وسيرها‪.1‬‬
‫ومع ذلك فقد ذهب المشرع بموجب المادة ‪ 20‬من القانون العضوي ‪ 01-98‬المعدل والمتمم إلى‬
‫إعتبار رئيس مجلس الدولة قاضيا األمر الذي يطرح من زاوية أخرى التساؤل حول مدى دستورية‬
‫هذه المادة وحول الغموض الذي يتكيف المركز القانوني لرئيس مجلس الدولة‪ 2‬وذلك إذا رجعنا إلى‬
‫نظام مجلس الدولة الفرنسي فإن رئاسته تعهد إلى رئيس السلطة التنفيذية ويحل محله عند غيابه‬
‫وزير العدل‪ ,‬ويفسر اصطالح رئيس السلطة التنفيذية الوارد في القانون ‪ 1945‬في الوقت الحاضر‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري دعاوى اإللغاء‪ ,‬دار علوم والنشر وتوزيع عنابة‪ ,2007 ,‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 2‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ,‬دار العلوم والنشر عنابة‪ ,‬سنة ‪ ,2010‬ص ‪.100‬‬

‫‪56‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫على أنه يعني رئيس مجلس الوزراء‪ ,‬ويساعد رئيس مجلس الدولة في أداء مهامه نائب رئيس وهو‬
‫قاض لم تتعرض النصوص أيضا لشروط الخاصة لتعيينه‪.1‬‬
‫‪ .2‬الـصـالحـيـات‪ :‬إن مهام والصالحيات المنوط لرئيس مجلس الدولة حددتها المادة ‪ 22‬من‬
‫القانون العضوي ‪ 01-98‬ويشمل نوعين من اإلختصاصات إدارية وقضائية‪ ,‬لكن هذه‬
‫اإلختصاصات كانت محل تعديل من قبل المشرع الذي قام بتعديل المادة السابقة بمقتضى‬
‫المادة ‪ 06‬من القانون العضوي ‪ 13-11‬الذي يعدل ويتمم القانون العضوي ‪ 01-98‬وعليه‬
‫أصبحت إختصاصات رئيس مجلس الدولة كاألتي‪:‬‬
‫‪ ‬يمثل مجلس الدولة رسميا‪.‬‬
‫‪ ‬يرأس أي غرفة من غرف المجلس عند اإلقتضاء‪.‬‬
‫‪ ‬رئاس الغرف المجتمعة‪.‬‬
‫‪ ‬تنشيط وتنسيق نشاط الغرف وأمانة الضبط واألقسام والمصالح اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على تطبيق أحكام النظام الداخلي لمجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إتخاذ إجراءات ضمان السير الحسن لمجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة السلطة السلمية على األمين العام ورئيس الديوان ورؤساء الغرف واألقسام‬
‫اإلدارية والمكلف أمانة الضبط المركزية والمصالح التابعة لها‪.2‬‬
‫‪ ‬نـائـب الـرئـيـس‪ :‬يساعد رئيس مجلس الدولة في أداء مهامه نائب الرئيس وهو قاض أيضا‪,‬‬
‫ولم يحدد القانون شروط خاصة‪.‬‬
‫‪ .1‬الـتـعـيين‪ :‬إن نائب رئيس مجلس الدولة يعين هو األخر بمرسوم رئاسي وقد صدر أول‬
‫مرسوم بهذه الصفة والمضمون تحت رقم ‪ 178-78‬بتاريخ ‪.31998/05/30‬‬
‫‪ .2‬الـصـالحـيـات‪ :‬نصت عليه المادة ‪ 23‬من القانون العضوي ‪ 01-98‬يتولى أساس إستخالف‬
‫رئيس مجلس الدولة في حالة حدوث مانع أو في حالة غيابه وفي حالة ممارسته رئيس‬
‫المجلس بمهامه فإن نائبه يتولى مساعدته في مهمة التسيير والمتابعة األشغال الغرف و‬
‫األقسام ولكن هذه المادة كانت محل تعديل من طرف المشرع الجزائري بموجب المادة ‪6‬‬
‫القانون ‪ 13-11‬المعدل والمتمم للقانون ‪ 01-98‬وعليه أصبحت المادة بالشكل التالي" يساعد‬
‫رئيس مجلس الدولة نائب الرئيس ويستخلفه حالة غيابه أو حدوث مانع له‪ ,‬وفي حالة وقوع‬

‫‪ 1‬سليمان محمد الطماوي‪ ,‬دروس في القضاء اإلداري‪ ,‬دار الطبع والنشر والتوزيع القاهرة‪ ,‬سنة ‪ ,1976‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 6‬من القانون العضوي رقم ‪ ,13-11‬المؤرخ في ‪ ,2011/06/26‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ,37‬المعدل والمتمم قانون‬
‫العضوي رقم ‪ ,01-98‬المؤرخ في ‪.1998/05/30‬‬
‫‪ 3‬عمار بوظ ياف‪ ,‬القضاء اإلداري في الجزائر (النظرية التحليلية والوصفية والمقارنة)‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬سنة ‪ ,2008‬ص ‪.90‬‬

‫‪57‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫مانع للرئيس ونائبه معا يقوم مقام رئيس مجلس الدولة عميد رؤساء الغرف بمجلس‬
‫الدولة"‪.1‬‬
‫‪ ‬رؤسـاء الـغـرف‪ :‬لم يحدد قانون مجلس الدولة كيفية تعيينهم وترك أمر تحديد عددهم للنظام‬
‫الداخلي للمجلس غير أنه تعينهم من طرف رئيس مجلس‪ ,‬بإعتباره صاحب اإلشراف العام‬
‫السيما أنه يتولى توزيع المهام عليهم‪ ,‬أما عن دورهم كونهم أعضاء في مكتب المجلس‬
‫وفي باقي التشكيالت (الجمعة العامة‪ ,‬الغرف المجتمعة) تتمثل المهام الخاصة في اإلشراف‬
‫على العمل داخل غرفهم بتنسيق األشغال بها‪ ,‬وتوزيع القضايا بين الغرف واألقسام مع‬
‫إمكانية رئاسة كل منها وهم يسييرون المدوالت ويعدون جداول القضايا المحالة إليهم‪.2‬‬
‫‪ ‬رؤسـاء األقـسـام‪ :‬يشبهون رؤساء الغرف من حيث تعبئتهم وعددهم غير أن دورهم أقل‬
‫أهمية إذا ال يدخلون في عضو المكتب وال حق سياقي تشكيالته اإلستشارية والقضائية‪,‬‬
‫ويمكنهم رئاسة جلسات األقسام وتتمثل مهامهم في التنسيق التقرير والمناقشة والمداولة‬
‫وهم بذلك يساهمون إلى جانب رؤساء الغرف في التنظيم المجلس وحسن سير العمل إلى‬
‫جانب رئيس المجلس‪.3‬‬
‫‪ ‬مـسـتـشـارو الـدولـة‪ :‬يعتبر مستشار الدولة الفئة األساسية لمجلس الدولة‪ ,‬وينقسمون إلى‬
‫صنفين كما هو الحال في مجلس الدولة الفرنسي مستشار الدولة في مهمة عادية‪ ,‬مستشار‬
‫الدولة في مهمة غير عادية‪.‬‬
‫‪ .1‬مستشار الدولة في مهمة عادية‪ :‬هم القضاة الحقيقيون لمجلس الدولة‪ ,‬يعينون بالترقية عن‬
‫طريق األقدمية من بين مستشاري المحاكم اإلدارية‪.4‬‬
‫أ‪ -‬الـتـعيين‪ :‬بإعتباره قاضيا يعين مستشار الدولة في مهمة عادية بمرسوم رئاسي طبقا للمادة‬
‫‪ 87‬من الدستور‪.5‬‬
‫ب‪ -‬الـصـالحـيـات‪ :‬تتمثل المهمة األساسية لمستشاري الدولة في مهمة عادية‪ ,‬في القيام بمهمة‬
‫التقرير واإلستشارة في التشكيالت القضائية والتشكيالت اإلستشارية‪ ,‬كما يخول لهم القانون‬
‫ممارسة وظيفة ومهمة محافظ الدولة المساعد وفقا للمادة ‪ 29‬الفقرة ‪ 2‬من القانون العضوي‬
‫رقم ‪ 01-98‬المعدل والمتمم‪.6‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 6‬من القانون العضوي ‪ ,13-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬أمال بن ناصر‪ ,‬حليمة دباح‪ ,‬تنظيم القضائي في الجزائر‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة ليسانس في الحقوق جامعة قسنطينة‪ ,‬سنة ‪-2012‬‬
‫‪ ,2013‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 3‬واضح فضيلة‪ ,‬مجدود زهية‪ ,‬تنظيم القضائي في الجزائر‪ ,‬مذكرة لينيل شهادة ماستر‪ ,‬تخصص الخاص الشامل‪ ,‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة بجاية‪ ,‬سنة ‪ ,2016‬ص ص ‪.74-73‬‬
‫‪ 4‬مسعود شيهوب‪ ,‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية والهيئات واإلجراءات‪ ,‬الجزء األول‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪,‬‬
‫سنة ‪ ,2009‬ص ‪.225‬‬
‫‪ 5‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق ص ‪.98‬‬
‫‪ 6‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.104‬‬

‫‪58‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ .2‬مستشار دولة في مهمة غير عادية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الـتـعيين‪ :‬هم من أعوان الدولة ال يرتبطون بمجلس الدولة يعينون من خارج السلك‬
‫القضائي‪ ,‬من بين الموظفين السامين لتولي العضوية بمجلس الدولة‪.1‬‬
‫وتعتبر هذه الفئة متميزة ألنه إذا كان رئيس مجلس الدولة ونائبه ومحافظ الدولة ومساعدوه‬
‫والمستشارون في مهمة عادية هم قضاة حسب المادة ‪ 20‬من القانون العضوي ‪01-98‬‬
‫مستشارو الدولة في مهمة غير عادية ال ينتمون إلى هذا الصنف وال يتمتعون بهذه الصفة‬
‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 29‬فقرة األخيرة من القانون العضوي ‪ 01-98‬حيث تنص" تحدد شروط‬
‫وكيفيات تعيينهم عن طريق التنظيم"‪.2‬‬
‫ب‪ -‬الـصـالحـيـات‪ :‬تقتصر مهمة مستشار الدولة في مهمة غير عادية على المساهمة والتدخل‬
‫في ممارسة اإلختصاص اإلستشاري لمجلس الدولة‪ ,‬دون اإلختصاص القضائي المقتصر‬
‫على مستشاري الدولة في مهمة عادية‪ ,‬وهكذا فإنهم يعتبرون مقررين في التشكيالت ذات‬
‫الطابع اإلستشاري إلى جانب باقي أعضاء مجلس الدولة‪.3‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 29‬الفقرة الثانية من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المعدل والمتمم على‬
‫أن" يعتبر مستشار الدولة في مهمة غير عادية مقررين في الشكيالت ذات الطابع‬
‫‪4‬‬
‫اإلستشاري ويشاركون في المداوالت"‬
‫لقد أسندت صالحيات تعيينهم إلى سلطة التنظيم المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 01-98‬وبالتالي يكون‬
‫المشرع قد ترك مجاالً للسلطة التنظيمية لتعيين أشخاص من إختيارها ولما ال ممن يوالونها‬
‫سياسيا وكذلك لم يحدد القانون العضوي مدة تعيينهم وبالتالي أصبح التنظيم هو المختص‬
‫بذلك‪.‬‬
‫لم تحدد المواد ‪ 29-20‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬عدد هؤالء المستشارين بخالف عدد‬
‫مستشار اإلستشارة المحددين بدقة‪ ,‬ويبلغ عدد مستشاري الدولة في مهمة غير عادية ‪12‬‬
‫مستشار على األكثر ويعينون من بين األشخاص ذوي الكفاءات األكيدة في مختلف ميادين‬
‫النشاط ويجب أن تتوفر فيهم شروط خاصة‪ ,‬كما أشار إليه األمر الذي تم بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 165-03‬المؤرخ في ‪ 2003/04/09‬المتعلق بشروط وكيفيات تعيين مستشاري‬
‫الدولة في مهمة غير عادية‪ ,‬نصت المادة ‪ "03‬يبلغ عدد مستشاري الدولة في مهمة غير‬
‫عادية أثني عشر(‪ )12‬مستشار على األكثر ويعينون من بين األشخاص ذوي الكفاءات‬
‫األكيدة في مختلف ميادين النشاط‪ ,‬ويجب أن تتوفر فيهم أحد شروط الخاصة األتية‪:‬‬

‫‪ 1‬فاتح حدايدي‪ ,‬النظام القانوني لمجلس الدولة (لرصد المقارنة بين التشريع الجزائري والفرنسي)‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 2‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.99‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.105‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Rachid khloufe, Cod de proceduredeurant les juridicatications administratives, office des publications universitaires,‬‬
‫‪Alger, 2009, p 184 .‬‬

‫‪59‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ ‬أن يكون حائز على شهادة دكتوراه في القانون أو في العلوم اإلقتصادية أو‬
‫المالية أو التجارية ويثبت سبع(‪ )7‬سنوات على األقل في الوظائف العليا‬
‫للدولة‪.‬‬
‫حائزا على شهادة جامعية تعادل على األقل ليسانس‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬أن يكون موظفا‬
‫ومارس مدة خمس عشرة (‪ )15‬سنة منها سبع(‪ )7‬سنوات على األقل في‬
‫الوظائف العليا أو شهادة معادلة لها يثبت الخبرة المهنية‪.1‬‬
‫‪ ‬محافظ الدولة‪:‬‬
‫هو سلك قائم بذاته ومستقل عن الهيئة الحكم‪ ,‬مكون من محافظ الدولة رئيسا ومساعدين له يعملون‬
‫تحت إشارفه‪.‬‬
‫‪ .1‬الـتـعـيين‪:‬‬
‫يعين محافظ الدولة‪ ,‬بإعتباره قاض بموجب مرسوم رئاسي ولم يحدد القانون شروط خاصة بذلك‬
‫واإلجراءات المعينة وإلى جانب محافظ الدولة هناك محافظي دولة مساعدين وهم أيضا قضاة‬
‫معينين بمرسوم رئاسي‪.2‬‬
‫‪ .2‬الـصـالحـيـات‪ :‬تنص عليها المادة ‪ 26‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬على أنه" يمارس‬
‫محافظ الدولة ومحافظو الدولة المساعدون مهمة النيابة العامة في القضايا ذات الطابع‬
‫القضائي واإلستشاري يقدمون مذكراتهم كتابيا ويسرحون مالحظاتهم شفويا" وكذلك المادة‬
‫‪ 15‬من القانون العضوي ‪ "01-98‬يقوم محافظ الدولة بدور النيابة العامة بمساعدة محافظي‬
‫الدولة المساعدين‪.3‬‬
‫وتنص المادة ‪ 10‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة على أنه يمثل النيابة العامة على مستوى‬
‫مجلس الدولة محافظ الدولة الذي يساعده محافظو الدولة المساعدون‪.‬‬
‫ولعل قانون إ‪.‬م‪.‬إ الجديد يكون قد طور نسبيا من دور وصالحيات محافظ الدولة‪ ,‬حينما ألزمه‬
‫وأشركه في الفصل في النزاع اإلداري المطروح أمام المحكمة اإلدارية بموجب المادة ‪846‬‬
‫التي تنص على ما يلي" عندما تكون القضية مهيأة للجلسة أو عندما تقتضي القيام بالتحقيق عن‬
‫طريق الخبرة أو سماع شهود أو غيرها من اإلجراءات يرسل الملف إلى محافظ الدولة لتقديم‬
‫إلتماساته بعد دراسة من قبل القاضي المقرر‪.‬‬
‫‪ ‬مـحـافـظـي الـدولـة الـمـسـاعدين‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.60-59‬‬
‫‪ 2‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.329‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.59‬‬

‫‪60‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫إلى جانب محافظ الدولة يمكن تعيين محافظي الدولة مساعدين وهم قضاة أيضا معينون‬
‫بمرسوم رئاسي‪ ,‬ويتمثل دورهم في مساعدة محافظ الدولة فيما يخص المهام المذكورة سابقا‪.1‬‬
‫الـفـرع الـثـانـي‪ :‬هـيـاكـل مـجـلـس الـدولـة‪:‬‬
‫يتكون مجلس الدولة من هياكل القضائية وهياكل اإلستشارية وكذلك هياكل األخرى‪.‬‬
‫الـهـيـاكـل الـقـضـائـية‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫يتمثل دور مجلس الدولة في الفصل أساسا في بعض المواضيع ابتدائيا ونهائيا‪ ,‬كما يتولى النظر‬
‫في اإلستئنافات التي ترفع إليه من المجالس القضائية بنوعيها الخاصة بنزعات اإللغاء والتعويض‬
‫على المستوى المجالس الخاصة بالبلديات والمؤسسات ذات الطابع اإلداري‪ ,‬فبالرغم من‬
‫إختصاصه في مجال إستشاري‪ ,‬يبقى مجلس الدولة هيئة قضائية أساسا بنظر في مجموعة من‬
‫القضايا‪ 2‬فالمادة ‪ 903‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ حددت مواضيع التي يفصل فيها مجلس الدولة ومن بينها‬
‫‪ ‬النظر في الطعون بالنقض في القرارات الصادرة في أخر درجة عن الجهات القضائية‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬يختص مجلس الدولة كذلك في الطعون بالنقض المخولة له بموجب نصوص خاصة‪.3‬‬
‫وكما تنص المادة ‪ 14‬من الفقرة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المتعلق بمجلس الدولة" ينظم‬
‫مجلس الدولة لممارسة إختصاصاته ذات الطابع القضائي في شكل غرف ويمكن تقسيم هذه الغرف‬
‫إلى أقسام"‪.‬‬
‫فالنظام الداخلي هو الذي يحدد طبقا للمادة ‪ 19‬منه كيفيات تنظيم وعمل مجلس الدولة السيما عدد‬
‫الغرف واألقسام ومجالت عملها‪ ,‬فمجلس الدولة يعقد جلساته لدى ممارسة إختصاصاته القضائية‬
‫إما في شكل غرف وأقسام أو غرف مجتمعة‪.4‬‬
‫‪ .1‬الـغـرف واألقـسـام‪:‬‬
‫يعقد مجلس الدولة جلساته في شكل غرف أو أقسام للفصل في القضايا التي تعرض عليه والتي‬
‫يستوجب على األقل حضور ‪ 3‬أعضاء لكل منها للفصل في القضية المعروضة أمامه‪ ,‬رئيس‬
‫مجلس الدولة أن يقوم برئاسة غ رفة‪ ,‬ويتولى رؤساء الغرف واألقسام إعداد جداول القضايا المحالة‬
‫عليهم‪ ,‬كما يتولى رؤساء الغرف تحديد القضايا الواجب دراستها على مستوى الغرف واألقسام‬
‫ويترأسون الجلسات ويسيرون مداوالت الغرف ويمكنهم رئاسة جلسات األقسام ويقوم رؤساء‬
‫األقسام بتوزيع القضايا على القضاة التابعين لها ويترأسون الجلسات ويعدون التقارير‪.5‬‬

‫‪ 1‬أمال بن ناصر‪ ,‬جميلة دباح‪ ,‬التنظيم القضائي في الجزائر‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 2‬معاشو عمار‪ ,‬تشكيل وإختصاصات مجلة مجلس الدولة زمجلة نصف السنوية‪ ,‬جامعة تيزي وزو‪ ,‬العدد ‪ ,5‬سنة ‪ ,2004‬ص ‪.58‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 903‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلداريةو السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري لمجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.66-65‬‬
‫‪ 5‬عمور سالمي‪ ,‬الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية‪ ,‬نسخة المعدلة ومنقحة طبقا ألحكام القانون ‪ 09-08‬متضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائر‪ ,2009-2008 ,‬ص ‪.11‬‬

‫‪61‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫وطبقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 187-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬المتضمن تعيين أعضاء مجلس‬
‫الدولة قد قام في بدايته على أربعة غرف وثمانية أقسام‪ ,‬ولكن بمجرد التعديل الذي جاءت به المادة‬
‫‪ 44‬من النظام الداخلي أصبح مجلس الدولة يتشكل من ‪ 5‬غرف تختص كل واحدة بمجال معين أو‬
‫مجاالت متقاربة‪.‬‬
‫‪ -‬الغرفة األولى‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بالصفقات العمومية وبالمحالت‬
‫والسكن‪.‬‬
‫‪ -‬الغرفة الثانية‪ :‬مختصة بالفصل على الخصوص في القضايا ذات الصلة بالوظيف العمومي‬
‫وبنزع الملكية من أجل المنفعة العامة وبالمنازعات الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬الغرفة الثالثة‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بمسؤولية اإلدارية وبالتعمير‬
‫وباالعتراف بحق وباإليجارات‪.‬‬
‫‪ -‬الغرفة الرابعة‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بالعقارز‬
‫‪ -‬الغرفة الخامسة‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بإيقاف التنفيذ وباإلستعجال‬
‫وبالمنازعات المتعلقة باألحزاب ويمكن عند الحاجة إعادة النظر في إختصاص الغرف‬
‫بموجب مقرر ويصدره رئيس مجلس الدولة‪ ,‬تتكون كل غرفة من قسمين على األقل يمارس‬
‫كل قسم نشاطاته إما على إنفراد أو يجتمعان في شكل غرفة ومن المعلوم أن تشكيلة الغرف‬
‫القسم ال تضم سوى مستشارين في مهمة عادية بإعتبارهم قضاة‪.1‬‬
‫‪ .2‬الـغـرف الـمـجـتـمـعـة‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 31‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المعدل والمتمم على أن‪:‬‬
‫" يعقد مجلس الدولة في حالة الضرورة جلساته مشكال من الغرف مجتمعة السيما في الحاالت التي‬
‫يكون فيها القرار المتخذ بشأنها تراجعا عن اإلجتهاد القضائي"‪.‬‬
‫في حين تنص المادة ‪ 32‬منه على تشكيلة الغرف المجتمعة وهي‪:‬‬
‫" يتشكل مجلس الدولة عند إنعقاد غرفة مجتمعة في‪:‬‬
‫‪ ‬رئيس مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬نائب الرئيس‪.‬‬
‫‪ ‬رؤساء الغرف‪.‬‬
‫‪ ‬عمداء رؤساء األقسام"‪.2‬‬
‫يعد رئيس مجلس الدولة جدول القضايا التي تعرض على المجلس الدولة عند إنعقاده كغرف‬
‫مجتمعة‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.67-66‬‬
‫‪ 2‬النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ,‬المؤرخ في ‪. 2006/05/26‬‬

‫‪62‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫يحضر محافظ الدولة جلسات تشكيلة مجلس الدولة كغرف مجتمعة ويقدم مذكراته‪ ,‬ال يصح الفصل‬
‫إال بحضور نصف عدد أعضاء التشكيلة الغرف المجتمعة على األقل‪.1‬‬
‫وفي حين تنص المادة ‪ 69‬من النظام الداخلي على‪:‬‬
‫" ال تتداول وال تثبت الغرف المجتمعة إال بحضور نصف األعضاء على األقل وتتخذ القرارات‬
‫باألغلبية البسيطة‪ ,‬يرجع صوت الرئيس في حالة التعادل إلى األصوات"‪.2‬‬
‫هـيـاكـل إسـتـشـاريـة‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫يمارس مجلس الدولة إختصاصه اإلستشاري بواسطة تشكيلتين‪:‬‬
‫‪ -‬الجمعية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬اللجنة الدائمة‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 35‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المعدل والمتمم على أن" يتداول مجلس‬
‫الدولة في المجال اإلستشاري في شكل جمعية عامة ولجنة دائمة"‬
‫‪ ‬الـجـمـعـيـة الـعـامـة‪:‬‬
‫‪ .1‬الـتـشـكـيـل‪:‬‬
‫تنظم المادة ‪ 37‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المتعلق بمجلس الدولة" تشكيلة الجمعية العامة‬
‫المتكونة من‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس الدولة‪ ,‬رئيسا‪.‬‬
‫‪ -‬نائب رئيس مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬محافظ الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساء الغرف‪.‬‬
‫‪ -‬مستشاري الدولة‪".‬‬
‫يمكن للوزراء أن يشاركوا بأنفسهم أو يعينوا من يمثلهم في الجلسات المخصصة للفصل في القضايا‬
‫التابعة لقطاعاتهم حسب األوضاع المنصوص عليها في المادة ‪ 39‬أدناه‪.‬‬
‫وجاء في مشروع القانون العضوي المتعلق بمجلس الدولة بخصوص أحكام المادة ‪ 39‬على ما يلي‪:‬‬
‫" يعين ممثلو كل وزارة الذين يحظرون جلسات الجمعية العامة والجنة الدائمة في القضايا التابعة‬
‫لقطاعاتهم من بين أصحاب الوظائف العليا برتبة مدير إدارة مركزية على األقل"‪.3‬‬
‫‪ .2‬اإلخـتـصـاص‪:‬‬
‫يتمثل اإلختصاص للجمعية العامة في إبداء رأيها في مشاريع القوانين المقدمة لها من الحكومة‬
‫في الحالت واألوضاع العادية‪ ,‬وال تصح مداوالتها إال بحضور نصف عدد األعضاء على األقل‪.1‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.69‬‬
‫‪ 2‬النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬رشيد خلوفي‪ ,‬قانون المنازعات اإلدارية(تنظيم وإختصاص القضاء اإلداري)‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.128‬‬

‫‪63‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ ‬الـلـجـنـة الـدائـمـة‪:‬‬
‫اسس المشرع اللجنة الدائمة كهيئة إستشارية أخرى بجانب الجمعية العامة‪.‬‬
‫‪ .1‬الـتـشـكـيـل‪:‬‬
‫تتكون اللجنة الدائمة من قضاة مجلس الدولة وممثلي الوزارات المعينة وتتشكل حسب المادة ‪38‬‬
‫من القانون العصوي ‪ 01-98‬من األعضاء التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس غرفة‪ ,‬رئيسا‪.‬‬
‫‪ 4 -‬مستشارين دولة على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬حضور محافظ أو أحد مساعديه‪.‬‬
‫وكما يشارك الوزير أو ممثله في جلسات اللجنة بالنسبة للقضايا التابعة لقطاعه برأي اإلستشاري‬
‫وحسب ما تنص عليه المادة ‪ 39‬من نفس القانون العضوي‪.2‬‬
‫‪ .2‬اإلختصاص‪:‬‬
‫وتم تعديل المادة ‪ 38‬بحيث أصبحت تنبه اللجنة الدائمة بالطابع اإلستعجالي لدراسة مشاريع القوانين المقدمة للجنة‬
‫الدائمة من طرف الوزير المعني وليس من طرف رئيس الحكومة كما نظمته المادة ‪ 38‬األصلية‪ ,‬وفي جميع‬
‫الحاالت يبدي مجلس الدولة رأيه حول مشاريع القوانين في شكل تقرير نهائي يحرر باللغة العربية وقد يكون‬
‫مرفوقا بالترجمة باللغة األجنبية‪.3‬‬
‫‪ .III‬هـيـاكـل أخـرى‪:‬‬
‫بجانب الهياكل القضائية والهياكل اإلستشارية ينظم القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬لمجلس الدولة‬
‫هياكل أخرى مختلفة يمكن تتمثل في مكتب مجلس الدولة واألمانة العامة واألقسام التقنية والمصالح‬
‫اإلدارية وكتابة الضبط مجلس الدولة‪.4‬‬
‫‪ ‬مـكـتـب مـجـلـس الـدولـة‪:‬‬
‫الـتـشـكـيـل‪ :‬نصت عليها المادة ‪ 24‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬حيث تنص على ما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يتكون مجلس الدولة من‪:‬‬
‫رئيس مجلس الدولة‪ ,‬رئيسا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محافظ الدولة‪ ,‬نائب لرئيس مكتب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نائب رئيس مجلس الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رؤساء الغرف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عميد رؤساء األقسام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عميد المستشارين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري لمجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.71-70‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 38‬من القانون العضوي رقم ‪ ,01-98‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري‪ ,‬مجلس الدولة‪ ,‬مرجع السابق‪ ,‬ص ‪.71‬‬
‫‪ 4‬رشيد خلوفي‪ ,‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ,‬تنظيم وإختصاص القضاء اإلداري‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.129‬‬

‫‪64‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ .2‬إخـتصـاص مـكـتـب مـجـلـس الـدولـة‪:‬‬
‫فقد نصت عليها المادة ‪ 25‬من القانون العضوي رقم ‪ "01-98‬يختص مكتب مجلس الدولة بما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد النظام داخلي لمجلس الدولة والمصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ ‬إبداء رأي في توزيع المهام على القضاة مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إتخاذ إجراءات التنظيمية قصد سير الحسن للمجلس‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد برنامج سنوي للمجلس‪.1‬‬
‫تحدد اإلختصاصات األخرى للمكتب في النظام الداخلي في حين تنص المادة ‪ 28‬من النظام‬
‫الداخلي على ما يلي‪:‬‬
‫يختص مكتب مجلس الدولة بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬بإعداد النظام الداخلي لمجلس الدولة والمصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ ‬بإبداء الرأي بخصوص توزيع المهام‪.‬‬
‫‪ ‬بإعداد وضبط البرنامج السنوي لنشاط مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬باتخاذ اإلجراءات التنظيمية لحسن سير مجلس الدولة‪.‬‬
‫بهذا الصدد‪:‬‬
‫‪ ‬يفصل في المسائل المتعلقة بتنظيم مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬يقرر إنشاء أو حذف الغرف واألقسام‪.‬‬
‫‪ ‬يضبط جدول الجلسات‪.‬‬
‫‪ ‬يحدد الحد األدنى لعدد القضايا التي تجب على كل قاضي الفصل فيها شهريا‪.‬‬
‫‪ ‬يضبط قائمة القضاة المعنيين الجلسات الشغور‪.‬‬
‫‪ ‬يحدد قائمة وتشكيلة اللجان‪.‬‬
‫‪ ‬يقيم حصيلة النشاط السنوي للقضاة كما وكيفا‪.‬‬
‫‪ ‬يسهر على تفادي كل إختالل في سير الغرف‪.‬‬
‫‪ ‬يراقب ويقيم اإلحصائيات المتعلقة بالقضايا المطروحة على مجلس الدولة‪.2‬‬
‫‪ ‬األمـانـة الـعـامـة‪:‬‬
‫‪ .1‬الـتـعـيين‪" :‬يعين األمين العام لدى مجلس الدولة بمقتضى مرسوم رئاسي باقتراح من وزير‬
‫العدل بعد إستشارة رئيس مجلس الدولة" كما جاء في المادة ‪ 18‬منه‪ ,‬والتي ال يشترط فيها‬
‫صفة التقاضي وبناء على المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-98‬مؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية عام‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 25-24‬من القانون العضوي رقم ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 28‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ 1419‬الموافق ‪ 13‬أكتوبر سنة ‪ ,1998‬الذي يحدد تصنيف وظيفة األمين العام المجلس‬
‫الدولة‪ ,‬فإن وظيفة األمين العام هي وظيفة عليا في الدولة‪.‬‬
‫وتدرج وظيفة األمين العام في الصنف هـ القسم ‪ 2‬الرقم اإلستداللي ‪ 1160‬من الجداول بمرسوم‬
‫تنفيذي رقم ‪ 228-90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪.11990‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 123‬من النظام الداخلي على ما يلي تكتب مع إختصاص األمانة العامة" تتكون‬
‫األمانة العامة الملحق بها مكتب الترتيب العام من القمم اإلدارة والوسائل وقسم الوثائق وهي هياكل‬
‫يضمن األمين العام تنشيطها ومتابعتها والتنسيق بينها"‪.‬‬
‫يكلف األمين العام بصفة هذه على الخصوص بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬إتخاذ كل التدابير لتوفير وسائل التقنية والخدمات الضرورية لهياكل وأجهزة المؤسسة‬
‫والسهر على حسن إستخدامها‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على تطبيق التدابير المالئمة ذات الصلة باألمالك واألشخاص‪.‬‬

‫‪ ‬القيام بمهمة األمر بالصرف تحت سلطة رئيس مجلس الدولة‪.2‬‬


‫‪ .2‬اإلخـتـصـاصـات‪:‬‬
‫يتمثل اإلختصاص العام ولرئيس األمين العام المجلس الدولة في التسيير اإلداري المباشر‬
‫واليومي والتي تنص عليها المادة ‪ 17‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬على أنه" يضع مجلس‬
‫الدولة أيضا أقساما تقنية ومصالح إدارية تابعة لألمين العام‪ ,‬وذلك تحت سلطة رئيس مجلس‬
‫الدولة"‪.‬‬
‫وكما يتكفل في إطار اإلختصاص اإلستشاري للمجلس باستقبال كل مشروع قانون وجميع عناصر‬
‫الملف المحتملة المرسلة من طرف األمانة العامة للحكومة إلى أمانة مجلس الدولة وبسجل زمني‬
‫الخاص باإلخطار‪.3‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 122‬على ما يلي‪:‬‬
‫"يكلف األمين العام المجلس الدولة بالتسيير اإلداري والمالي ويمكنه تفويض إمضاءه إلى مسئول‬
‫المصالح اإلدارية المجلس الدولة ضمن الشروط المحددة في التشريع الجاري به العمل وبعد موافقة‬
‫رئيس مجلس الدولة"‪.‬‬
‫وكذلك حيث تنص المادة ‪ 123‬من النظام الداخلي على ما يلي‪ " :‬وتتكون األمانة العامة‪...‬تحت‬
‫سلطة رئيس مجلس الدولة"‪.4‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.72‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 123‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ,‬سالف ذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.73‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 123-122‬من الن ظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ ‬األقـسـام الـتـقـنـيـة والـمـصـالـح اإلداريـة‪:‬‬
‫وكما أن يضم مجلس الدولة أيضا األقسام التقنية والمصالح اإلدارية تابعة لألمين العام وذلك‬
‫تحت سلطة رئيس مجلس الدولة‪ ,‬ويتم تعيين رؤساء المصالح واألقسام حسب كيفيات تحدد عن‬
‫طريق التنظيم وبناء على إقتراح من وزير العدل بعد أخد رأي مجلس الدولة‪.‬‬
‫وتعتبر وظائف رؤسا ء األقسام التقنية والمصالح اإلدارية التابعة للمجلس وظائف عليا في الدولة‬
‫نظرا للدور الكبير الذي تقوم به على مستوى مجلس الدولة ووفقا لألحكام المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 288-90‬المؤرخ في ‪ ,1990/07/25‬فإنه يمكن تقسيم هذه الهيئات إلى قسمين‪:1‬‬
‫‪ .1‬قـسـم اإلدارة والـمصـالـح‪ :‬يتضمن هذا القسم أربعة مصالح تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة الموظفين والتكوين‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة الميزانية والمحاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة الوسائل العامة‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة اإلعالم اآللي‪.‬‬
‫‪ .2‬قـسـم الـوثـائـق‪ :‬بالنسبة لهذا القسم فإنه يشمل مصالح التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة اإلجتهاد القضائي والتشريع‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة مجلة مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة األرشيف‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة الترجمة‪.2‬‬
‫‪ ‬كـتـابـة الـضـبـط‪ :‬لمجلس الدولة أمانة الضبط يتكفل بها ضبط رئيسي يعين من بين القضاة من‬
‫طرف وزير العدل باقتراح من رئيس مجلس الدولة‪.‬‬
‫تتشكل كتابة ضبط مجلس الدولة من كتابة ضبط مركزية وكتابة ضبط الغرف وكتابة ضبط‬
‫األقسام‪.‬‬
‫ولم يتعرض القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬من القانون الذي يسري على كتابة الضبط مما يقتضي‬
‫إعمال القواعد العامة بتطبيق القانون نفسه المطبق على كتابة ضبط المحكمة العليا‪ 3‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 16‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬تنص على أنه" لمجلس الدولة كتابة ضبط يتكفل بها‬
‫كاتب ضبط رئيسي يعين من بين القضاة بمساعدة كتاب الضبط وذلك تحت سلطة رئيس مجلس‬
‫الدولة"‪.‬‬
‫أما عن صالحيات كتابة الضبط لمجلس الدولة نصت عليها المادة ‪ 73‬من النظام الداخلي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يتمثل صالحيات رئيس كتابة الضبط فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 2‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.75‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.76‬‬

‫‪67‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ ‬التنسيق بين مختلف مصالح كتابة الضبط‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق بين كتابات ضبط الغرف واألقسام‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة الصندوق والمحاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ تقارير الخبراء وتسليم نسخ منها لألطراف‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ تقارير المعاينة الميدانية المأمور بها قضائيا‪.‬‬
‫‪ ‬دفع الرسوم القضائية اإلدارة الضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة مصلحة تسجيل الطعون‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في إنعقاد الجمعية العامة لمجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬تحضير ومسك وتحرير محاضرة إجتماعات مكتب مجلس الدولة‪".‬‬
‫كما حددت المادة ‪ 76‬صالحيات كتابة ضبط الغرف‪ ,‬بينما أشارة المادة ‪ 75‬صالحيات كتابة ضبط‬
‫األقسام‪.1‬‬
‫الـفـرع الـثـالـث‪ :‬قـواعـد سـير مـجـلس الـدولـة‬
‫تختلف قواعد مجلس الدولة حسب طبيعة نشاطه‪ ,‬فتوجد قواعد خاصة بسيره كهيئة قضائية‬
‫وقواعد خاصة بسيره كهيئة إستشارية‪.‬‬
‫قواعد سير مجلس الدولة كهيئة قضائية‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫تتمثل هذه الهيئات القضائية كما سلفنا ذكرها سابقا في الغرف واألقسام‪ ,‬وبالتالي هذه القواعد‬
‫التي تسير هذه الغرف واألقسام تنقسم إلى قسمين قسم خاص بسير الهيئات القضائية في تشكيلها‬
‫العادي‪ ,‬وقسم خاص بسير هيئات القضائية في تشكيلتها الغير العادية‪.‬‬
‫‪ ‬قواعد سير مجلس الدولة في تشكيلة العادية‪:‬‬
‫‪ .1‬قواعد سير غرف مجلس الدولة‪ :‬طبقا لألحكام المادة ‪ 33‬من القانون العضوي رقم ‪"01-98‬‬
‫يعقد مجلس الدولة جلساته في شكل غرف أو أقسام للفصل في القضايا التي تعرض عليه"‬
‫وكذلك ما تشير إليه المادة ‪ 34‬من نفس القانون العضوي أنه" ال يمكن أية غرفة أو قسم‬
‫الفصل في القضية إال بحضور ‪ 3‬من األعضاء الكل على األقل" ويترأس كل غرفة رئيسا‬
‫غرفة كما جاء في الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 34‬لنفس القانون العضوي" يمكن رئيس مجلس‬
‫الدولة عند الضرورة أن يترأس أية غرفة"‪.‬‬
‫‪ .2‬قواعد سير األقسام مجلس الدولة‪ :‬يخضع سير األقسام لنفس القواعد التي تنظيم سير الغرف‪,‬‬
‫كما يمكن لكل قسم أن يباشر نشاطه إما على إنفراد أو إجتماع قسمي الغرفة في شكل غرفة‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 44‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة‪.2‬‬
‫‪ ‬قواعد سير مجلس الدولة في تشكيلة الغير العادية‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 76-75-73‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬رشيد خلوفي‪ ,‬قانون المنازعات اإلدارية (تنظيم اإلختصاص القضاء اإلداري)‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.133‬‬

‫‪68‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫يعقد مجلس الدولة جلساته في األحوال الغير العادية من خالل كل الغرف مجتمعة تحت رئاسة‬
‫رئيس مجلس الدولة‪ ,‬وال يصح الفصل إال بحضور نصف أعضاء التشكيلة الغرف المجتمعة على‬
‫األقل وما نصت عليه المواد ‪ 32-31‬من القانون العضوي ‪.101-98‬‬
‫‪ ‬قواعد سير مجلس الدولة كهيئة إستشارية ‪:‬‬
‫يتداول مجلس الدولة في المجال اإلستشاري في شكل جمعية عامة ولجنة دائمة‪.‬‬
‫أ‪ -‬قواعد سير الجمعية العامة‪:‬‬
‫خصص المشرع الفقرة واحد في المادة ‪ 37‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬كقاعدة سير‬
‫الجمعية العامة‪ ,‬جاء فيها "ال يصح الفصل إال بحضور نصف عدد أعضاء الجمعية العامة على‬
‫األقل"‪ ,2‬كما نصت المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 261-98‬مؤرخ في ‪ 1998/09/29‬المحدد‬
‫األشكال اإلجراءات وكيفيتها في مجال اإلستشاري أمام مجلس الدولة ما يلي" تتخذ مداوالت‬
‫الجمعية العامة واللجنة الدائمة بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين مع مراعاة األحكام المادة‬
‫‪ 37‬من القانون العضوي رقم ‪.3"01-98‬‬
‫ب‪ -‬قواعد سير اللجنة الدائمة‪:‬‬
‫يخضع سير اللجنة الدائمة لنفس القواعد التي تحكم سير الجمعية العامة وبالتالي كرر مرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 261-98‬والنظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ,‬المادة ‪ 108‬نفس الفرق بين العمل باألغلبية‬
‫المطلقة واألغلبية النسبية حول طريق إبداء رأي اللجنة العامة‪.4‬‬
‫وتشير المادة ‪ 38‬من هذا القانون" تكلف اللجنة الدائمة بدراسة مشاريع القوانين في الحاالت‬
‫اإلستثنائية التي ينبه رئيس الحكومة على إستعجالها"‪.5‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إختصاصات واإلجراءات أمام مجلس الدولة‬

‫‪ 1‬سعيد بوعلي‪ ,‬ميلود ديدان‪ ,‬المنازعات اإلدارية في ضل القانون الجزائري‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 37‬من قانون العضوي رقم ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي ‪ ,261-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬رشيد خلوفي‪ ,‬قانون المنازعات اإلدارية (تنظيم وإختصاص القضاء اإلداري)‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.136‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 38‬من القانون العضوي رقم ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ -‬يعتبر مجلس الدولة الجهة القضائية العليا في الجزائر‪ ,‬وكل مجلس الدولة في الدول التي تعمل‬
‫في إطار اإلزدواجية‪ ,‬يقوم مجلس الدولة في الجزائر بمهمتين مهمة قضائية ومهمة إستشارية وهذه‬
‫اإلختصاصات محددة في أحكام القانون العضوي ‪ 01-98‬المتعلق بمجلس الدولة‪ ,‬وبمقتضى المادة‬
‫‪ 152‬من التعديل الدستوري فإن مجلس الدولة يتمتع بإختصاصات قضائي متعدد يمارس التشكيالت‬
‫قضائية متعددة وكذلك يتمتع مجلس الدولة بإختصاصات اإلستشارية‪ 1‬وذلك سوف نتطرق إليه من‬
‫خالل‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلختصاصات القضائية مجلس الدولة‬
‫يعد صدور القانون العضوي ‪ 01-98‬رجع العمل القضائي الذي كانت تقوم به الغرفة اإلدارية‬
‫بالمحكمة العليا من إختصاص مجلس الدولة وبذلك أصبح مجلس الدولة هيئة قضائية عليا في الدولة‬
‫وله أهمية بارزة في تحقيق مبدأ المشروعية وحماية الحقوق والحريات وعليه تتفرع اإلختصاصات‬
‫القضائية إلى ثالث إختصاصات‪.2‬‬
‫الـفـرع األول‪ :‬مـجـلـس الـدولـة قـاضـي أول وأخـر درجـة‬
‫إن مجلس الدولة إختصاص من الدرجة األولى واألخيرة على النزعات معنية يفصل مجلس‬
‫الدولة في المنازعات التي تثور بشأن بعض األعمال والقرارات والتصرفات ذات األهمية‬
‫والصادرة عن السلطات والهيئات والتنظيمات المركزية والوطنية‪ 3‬وهو ما أكدته المادة ‪ 09‬من‬
‫القانون ‪ 01-98‬المعدل والمتمم‪ ,‬هناك نوع من المنازعات فرض المشرع تقديمها إبتدائيا ونهائيا‬
‫على مجلس الدولة هي‪:‬‬
‫" ‪ -‬الطعون بإلغاء المرفوعة ضد القرارات التنظيمية أو الفردية الصادرة عن السلطات المركزية‬
‫والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬الطعون الخاصة بالتفسير ومدة مشروعية القرارات التي تكون نزاعاتها من إختصاص مجلس‬
‫الدولة‪.4‬‬
‫وفي حين تنص المادة ‪ 901‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ رقم ‪ " 09-08‬يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة‬
‫بالفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير والتقدير المشروعية في القرارات اإلدارية الصادرة عن‬
‫السلطات اإلدارية والمركزية كما يختص في الفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص‬
‫خاصة"‪.5‬‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ,‬مجلس الدولة‪ ,‬مجلة اإلدارة‪ ,‬العدد ‪ ,1999 ,1‬ص ص ‪.83-82‬‬
‫‪ 2‬حاكم أحمد‪ ,‬دور مجلس الدولة في العملية التشريعية دراسة المقارنة‪ ,‬مذكرة نيل شهادة ماجستار في القانون اإلداري المعمق‪ ,‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ,2016 ,‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 9‬من القانون العضوي ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 901‬من القانون رقم ‪ 09-08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫وذلك بإستناد لنص المادة ‪ 09‬من القانون العضوي ‪ 01-98‬والمادة ‪ 901‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية فإن المشرع الجزائري فقد حصر اإلختصاص مجلس الدولة كمحكمة أول وأخر‬
‫درجة في دعاوى اإللغاء ودعاوى التفسير وفحص المشروعية ضد القرارات الصادرة عن الهيئات‬
‫اإلدارية المركزية‪ ,‬الهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية‪.1‬‬
‫ومن خالل ما سبق نجد المجلس يفصل بصفة نهائية في الدعاوى التي ترفع إليه فهو يمارس وظيفة‬
‫إعتباره هيئة قضائية عليا ال رجعة بعد ذلك على أحكامها‪ ,‬يبين فيها مجلس الدولة بهذه الصفة ترفع‬
‫له مباشرة وينظر فيها بصفة نهائية‪.2‬‬
‫الـفـرع الـثـانـي‪ :‬إخـتـصـاص مـجـلـس الـدولـة كـقـاضـي إسـتـئـنـاف‬
‫مجلس الدولة هو قاضي اإلستئناف في القرارات التي تصدرها المحاكم اإلداريةو تنص المادة ‪902‬‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أن" يختص مجلس الدولة بالفصل في إستئناف‬
‫بالقضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة"‪ 3‬وكما أضاف نص القانون العضوي رقم ‪01-98‬‬
‫المتعلق بمجلس الدولة المعدل والمتمم في مادته ‪ 10‬بأنه" يفصل مجلس الدولة في إستئناف‬
‫القرارات الصادرة إبتدائيا من قبل المحاكم اإلدارية في جميع الحاالت ما لم ينص القانون على‬
‫خالف ذلك"‪.4‬‬
‫وهكذا‪ ,‬فقد وضع النصان السابقان قاعدة ومبدأ عاما تكون بمقتضاه جميع القرارات الصادرة‬
‫إبتدائيا من المحاكم اإلدارية قابلة للطعن فيها باإلستئناف أمام مجلس الدولة إال إذا نص القانون على‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫شروط قبول الطعن باإلستئناف وتتمثل في ما يلي‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫إن أول شرط يتطلب القانون توفره قبول الطعن باإلستئناف هو شرط أن يكون الحكم أو األمر‬
‫المطعون فيه قد صدر إبتدائيا وحضوريا وذلك ما نصت عليها المادة ‪ 10‬المذكورة سابقا‪.5‬‬
‫وهو ما نصت عليه المادة ‪ 949‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" يجوز لكل طرف حضر‬
‫الخصومة وأستدعي بصفة قانونية ولو لم يقدم أي دفاع أن يرفع إستئناف ضد الحكم أو األمر‬
‫الصادر عن المحكمة اإلدارية ما لم ينص القانون على خالف ذلك"‪.6‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحكم أو األمر المستأنف صادر عن المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحكم أو األمر المطعون فيه إبتدائيا أي اإلستئناف ال ينص إال على األحكام أو األوامر‬
‫القضائية اإلبتدائية للطعن فيه باإلستئناف‪.1‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.131‬‬
‫‪ 2‬حاكم أحمد دور مجلس الدولة في العملية التشريعية‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 902‬من القانون العضوي رقم ‪ , 09-08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪ ,‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 10‬من القانون العضوي ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 5‬عبد العزيز سعد‪ ,‬طرق وإجراءات الطعن في أحكام والقرارات القضائية‪ ,‬الطبعة للنشر والتوزيع عين الملية‪ ,2005 ,‬ص ‪.94‬‬
‫‪ 6‬المادة ‪ 949‬من القانون العضوي رقم ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ -‬وكذلك من حيث أشخاص الخصومة في اإلستئناف لقد وضع قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية‬
‫قاعدة عامة تسري على مختلف الطعون ومنها الطعن بإستئناف سواء أمام القضاء العادي أو‬
‫القضاء اإلداري ومن ثم فإنه يشترط في أشخاص الخصومة في طعن باإلستئناف يجب توفر فيه"‬
‫الصفة واألهلية والمصلحة‪.2‬‬
‫اإلجراءات من أجل القبول بإستئناف ضرورة اإللتزام بها كالتالي‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫أ‪ -‬تقديم عريضة مستوفية الشروط بعدد الخصوم على أن يتضمن اإلشارة إلى بيانات ومعلومات‬
‫تتعلق باألطراف وإحتوائها على الموجز الوقائع أو وجه الطعن باإلستئناف مع ضرورة توقيعها من‬
‫طرف محام مقبول أمام مجلس الدولة (المحكمة العليا) إال بالنسبة للدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم نسخة من الحكم أو القرار المطعون فيه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقديم اإليصال المثبت لدفع الرسم القضائي‪.3‬‬
‫‪ .II‬أجـال اإلسـتـئـنـاف‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 950‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ" يحدد أجل اإلستئناف األحكام بشهرين ويخفض هذا األجل إلى‬
‫خمسة عشر يوما بالنسبة إلى األوامر اإلستعجالية ما لم توجد نصوص خاصة" تسرى هذه اآلجال‬
‫من يوم التبليغ الرسمي لألمر أو الحكم إلى المعنى‪ ,‬وتسري من تاريخ إنقضاء أجل المعارضة إذا‬
‫صدر غيابيا‪,‬تسري هذه اآلجال في مواجهة طالب التبليغ‪ ,4‬غير أنه إذا كان الحكم المراد الطعن فيه‬
‫عن طريق اإلستئناف صدر غيابيا فإن األجل يسري من تاريخ إنقضاء أجل المعارضة‪ ,‬ويمدد أجل‬
‫اإلستئناف شهرين بالنسبة لألشخاص المقيمين خارج اإلقليم الوطني‪.5‬‬
‫‪ .III‬أثـار اإلسـتـئـنـاف‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 908‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أن" اإلستئناف أمام مجلس الدولة ليس له أثر موقف"‪ ,‬ومن خالل‬
‫هذه المادة المذكورة أن اإلستئناف أمام مجلس الدولة ال يوقف تنفيذ أحكام المحاكم اإلدارية فأحكام‬
‫المحاكم اإلدارية كما هو مقرر قانون تصدر بصفة إبتدائية ونهائية وهي قابلة للتنفيذ بمجرد إمهارها‬
‫بصيغة التنفيذية ما لم يأمر بوقف تنفيذها‪.6‬‬

‫‪ 1‬حسن طاهري‪ ,‬شرح وجيز لإلجراءات المتبعة للمواد اإلدارية‪ ,‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,2005 ,‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 2‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري لمجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.156‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.158‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 950‬من القانون العضوي رقم ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 5‬يوسف دالندة‪ ,‬طرق الطعن العادية والغير العادية في األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء العادي والقضاء اإلداري‪ ,‬للطبعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,‬سنة ‪ ,2009‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 6‬يوسف دالندة‪ ,‬طرق الطعن العادية والغير العادية في األحكام والقرارات الصادرة عن القضاء العادي واإلداري‪ ,‬المرجع السابق‪,‬‬
‫ص ‪.165‬‬

‫‪72‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫وتنص المادة ‪ 913‬من نفس القانون" يجوز لمجلس الدولة أن يأمر بوقف تنفيذ الحكم الصادر عن‬
‫المحكمة اإلدارية إذا كان تنفيذه من شأنه أن يعرض المستأنف لخسارة مالية مؤكدة‪ ,‬ال يمكن‬
‫تداركها وعندما تبدو األوجه المثارة في اإلستئناف من شأنها تبرير قرار المستأنف‪.1‬‬
‫اإلستئناف الفرعي‪ :‬أجاز ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ للمستأنف عليه إستئناف الحكم اإلداري فرعيا حتى في حالة‬
‫سقوط حقه في رفع اإلستئناف األصلي‪ ,‬غير أن اإلستئناف الفرعي ال يقبل إذا كان اإلستئناف‬
‫األ صلي غير مقبول كما أنه في حالة التنازل عن اإلستئناف األصلي يؤدي ذلك إلى عدم قبول‬
‫اإلستئناف الفرعي إذا وقع بعد التنازل‪.‬‬
‫الـفـرع الـثـالـث‪ :‬مـجـلـس الـدولـة قـاضـي نـقـض‬
‫حيث تنص المادة ‪ 11‬من القانون العضوي ‪ 01-98‬المعدل والمتمم بالمادة ‪ 02‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 13-11‬على أنه" يختص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في األحكام الصادرة‬
‫في أخر درجة عن الجهات القضائية اإلدارية ويختص أيضا بالنظر في الطعون بالنقض المخولة له‬
‫بموجب نصوص خاصة‪.2‬‬
‫شروط قبول الطعن بالنقض‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫كما أنه الشأن بالنسبة للطعن باإلستئناف فإن الطعن بالنقض في قرارات المحاكم اإلدارية أمام‬
‫مجلس الدولة يتطلب توفر مجموعة من الشروط المتعلقة بـ محل الطعن أي قرار المطعون فيه‬
‫الطاعن والشكل واإلجراءات والمعاد‪.3‬‬
‫‪ ‬مـحـل الـطـعـن بـالـنـقـض‪:‬‬
‫يشترط لقبول الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة في أن يكون محل الطعن منصب على القرارات‬
‫القضائية النهائية‪ ,‬ألن الطعن بالنقض هو المالذ األخير لألطراف للدفاع عن حقوقهم مما يقضي‬
‫منطقيا أن تستفيد جميع طرق الطعن األخرى وأن يصبح القرار المطعون فيه بالنقض نهائيا‪.4‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 350‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أنه" تكون قابلة للطعن بالنقض األحكام والقرارات‬
‫الصادرة في أخر درجة التي تنهي الخصومة بالفصل في أحد الدفوع الشكلية أو عدم القبول أو أي‬
‫دفع عارض أخر"‪.‬‬
‫‪ ‬الـطـاعـن‪:‬‬
‫كما هو الشأن بالنسبة لمختلف الطعون أمام مجلس الدولة‪ ,‬فإن الطاعن بالنقض يجب أن تتوافر‬
‫فيه الشروط المذكورة سابقا في الطعن باإلستئناف‪.5‬‬
‫‪ ‬الـشـروط الـمـتـعـلـقـة بـاإلجـراءات والـمـيـعـاد‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 913‬من نفس القانون ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 11‬من القانون العضوي ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 4‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 5 5‬محمد صغير بعلي‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.177‬‬

‫‪73‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫ال تختلف اإلجراءات المتبعة لقبول الطعن بالنقض عنها بالنسبة للطعن باإلستئناف أمام مجلس‬
‫الدولة وعليه يشترط في عريضة الطعن بالنقض أن تكون مستوفية الشروط والبيانات المشار إليها‬
‫في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬أما شرط الميعاد فإنه يخضع للقواعد العامة الواردة في‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬أوجـه وأسـبـاب الـطـعـن بـالـنـقـض‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 959‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على أن" تطبيق األحكام المتعلقة بأوجه بالنقض المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 358‬من هذا القانون أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 358‬من نفس القانون تنص على" ال يبنى الطعن بالنقض إلى على وجه‬
‫واحد وأكثر من األوجه األتية‪:‬‬
‫‪ .1‬مخالفة قاعدة الجوهرية في اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ .2‬إغفال األشكال الجوهرية في اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم اإلختصاص‪.‬‬
‫‪ .4‬تجاوز السلطة‪.‬‬
‫‪ .5‬مخالفة القانون الداخلي‪.‬‬
‫‪ .6‬إنعدام السبيب‪.‬‬
‫‪ .7‬إنعدام األساس القانوني‪.‬‬
‫‪ .8‬قصور التسبيب‪.‬‬
‫‪ .9‬تناقض التسبيب مع المنطوق‪.‬‬
‫تحرف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫تناقض أحكام وقرارات صادرة في أخر درجة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫إذ لم يدافع عن ناقص األهلية‪.1‬‬ ‫‪.14‬‬
‫أثـار الـطـعـن بـالـنـقـض‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫نظرا لعدم توافر الشروط‬
‫ً‬ ‫يفصل مجلس الدولة برفض الطعن بالنقض شك ً‬
‫ال لكونه غير مقبول‬
‫للنقض السالف الذكر كما يرفض الطعن من الناحية الموضوعية إذ لم يكن مؤسسا وإما بقبوله‪,‬‬
‫إذا قبل مجلس الدولة الطعن شكالً لتوفير جميع الشروط المطعن أو قبله‪ ,‬موضوعا إذا ما كان‬
‫مؤسسا فإن مجلس الدولة يعمد إلى نقض القرار كليا أو جزئيا حسب الحالة‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 959‬من القانون العضوي رقم ‪ ,09-08‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫‪ -‬يحيل مجلس الدولة الدعوى إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم المنقوض وذلك‬
‫بتشكيلة جديدة‪ ,‬أو يحيلها إلى جهة قضائية أخرى من نوع أو درجة الجهة التي أصدرت‬
‫الحكم المنقوض‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان وجه النقض قائما على عدم اإلختصاص سواء كان إقليمي أو موضوعي فإن القضية‬
‫تحال أمام الجهات القضائية المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬أي نقض الحكم أو القرار دون إحالة حسب نص المادة ‪ 365‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان قرار النقض ال يتمتع كما هو بالنسبة للقرار المفترض إال بحجية نسبية فإنه يكون‬
‫ملزم للجهة القضائية التي أ حيلت لها القضية حيث يجب عليها أن تطبق حكم اإلحالة فيما‬
‫يتعلق بالمسائل القانونية التي قطعت فيها جهة أو محكمة النقض‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلختصاصات اإلستشارية لمجلس الدولة‬
‫باإلضافة إلى اإلختصاصات القضائية التي يمارسها مجلس الدولة والتي لها دور فعال في بناء‬
‫القانون حيث أكده التعديل الدستوري سنة ‪ 1996‬في مادة ‪ 119‬التي تنص على" تعرض مشاريع‬
‫القوانين على مجلس الوزراء بعد أخذ رأي مجلس الدولة ثم يودعها رئيس الحكومة مكتب مجلس‬
‫الشعبي الوطني"‪.‬‬
‫الـفـرع األول‪ :‬نـطـاق ومـجـال اإلسـتـشـارة‬
‫كما هو الحال في الدول التي تعمل في إطار اإلزدواجية يقوم مجلس الدولة في الجزائر بمهمة‬
‫قضائية ومهمة إستشارية‪ ,‬وهذا اإلختصاص اإلستشاري يعتبر ثانوي أمام اإلختصاص القضائي‬
‫األصلي في منظمة القضاء اإلداري الجزائري‪ 2‬وذلك إستنادًا لألحكام المادة ‪ 119‬بموجب المادة ‪4‬‬
‫من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬والتي تنص على أنه" يبدي مجلس الدولة رأيه في مشاريع‬
‫القوانين حسب الشروط التي يحددها هذا القانون والكيفيات المحددة ضمن نظامه الداخلي"‪ 3‬ومن‬
‫خالل هذا يتضح أن مجلس الدولة الجزائري بإختصاصات إستشارية أضيق نطاق مما هو مخول‬
‫لمجلس الدولة الفرنسي‪ ,‬ويستثار مجلس الدولة فقط في مجال التشريعي دون المجال اإلداري‪,‬‬
‫ويرجع سبب تقليص الوظيفة اإلستشارية لمجلس الدولة إلى التفسير الخاطئ الذي أيده المجلس‬
‫الدستوري بشأن المادة ‪ 119‬من الدستور‪.‬‬
‫وعليه بالرجوع إلى مجلس الدولة الجزائري من خالل المادة ‪ 119‬المذكورة أعاله تعرض مشاريع‬
‫القوانين على مجلس الوزراء بعد أخذ رأي مجلس الدولة ثم يودعها رئيس الحكومة مكتب مجلس‬
‫الوطني‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد صغير بعلي القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.181-180‬‬
‫‪ 2 2‬محمد صغير بعلي‪ ,‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 4‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫ومنه فمجال اإلستشارة تقتصر على مشاريع القوانين التي يبادر بها الوزير األول وهو ما نصت‬
‫دورا في‬
‫ً‬ ‫عليه المواد ‪ 4-12-36‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬هو ما يخول مجلس الدولة‬
‫المشاركة والمساهمة في وضع صناعة القانون خالفًا للمحكمة العليا التي ال تتمتع بهذا اإلمتياز‪.1‬‬
‫الـفـرع الـثـانـي‪ :‬اإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة في المجال اإلستشاري‬
‫‪ .I‬طبيعة الرأي اإلستشاري بين اإللزامية والخيار‪:‬‬
‫تدور مسألة طبيعة اإلستشارة لمجلس الدولة عما إذا كانت إختيارية أو إجبارية بالنسبة للحكومة‪,‬‬
‫هل الحكومة ملزمة بأن تأخذ رأي مجلس الدولة اإلستشاري أم لها خيار في ذلك؟‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان طلب اإلستشارة إختياري‪:‬‬
‫هنا تطلب الحكومة رأي مجلس الدولة اإلسترشاد به فقط‪ ,‬وفي هذه يتوجب عليها أن تتبع‬
‫اإلجراءات المحددة لطلب اإلستشارة ولكنها في النهاية تبقى حرة في أن تأخذ برأي مجلس الدولة‬
‫بصفة جزئية أو بصفة كلية وحتى لو أخذت الحكومة برأي مجلس الدولة في المرحلة األولى ثم‬
‫تبين لها تعدل في هذا القانون فتبقى مخيرة في اللجوء إلى طلب رأي مجلس الدولة‪ ,‬فال يتغير في‬
‫هذا القانون المعدل قد أخضع لإلستشارة والحكومة أخذت رأي مجلس الدولة ويعني أن الحكومة‬
‫في هذه الحالة متمتعة بكامل حريتها في أن تخطر مجلس الدولة أم ال‪ ,‬إذن إستشارة مجلس الدولة‬
‫إختيارية كقاعدة عامة في حالة عدم وجود نص قانوني يفرض هذه اإلستشارة وذلك سواء بالنسبة‬
‫لمشروعات المراسيم البسيطة أو أية مسألة قانونية يمكن طلب الرأي فيها من قبل الوزراء‬
‫وخاصة فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجههم بخصوص المسائل اإلدارية المختلفة وكما يمكن‬
‫للحكومة أن تطلب رأي المجلس اإلستشاري لتفسير‪ ,‬أو شرح أحكام دستورية بشأن مسألة معينة‬
‫أو لتفسير أو شرح أحكام الدستورية بشأن مسألة معينة‪ ,‬أو لتفسير نص قانوني أو إبداء رأي في‬
‫أي مشكلة قانونية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان طلب اإلستشارة إلزامي‪:‬‬
‫هنا تكون الحكومة ملزمة بإخطار مجلس الدولة بمشاريع قوانينها ومراسيمها ولكنها في المقابل‬
‫ليست ملزمة برأي مجلس الدولة‪.‬‬
‫إن إحجام الحكومة عن إخطار مجلس الدولة بمشاريع قوانينها في هذه الحالة يجعل قانونها الصادر‬
‫معيب دستوريا نظر لمخالفته قاعدة دستورية آمرة‪ ,‬فإخطار المجلس الدستوري بصفة قانونية حول‬
‫القانون يمكنه من تقرير عدم دستوريته‪.‬‬
‫وكقاعدة عامة تعتبر إستشارة مجلس الدولة إلزامية عندما يقرر القانون ضرورة عرض النص‬
‫التشريعي أو الئحي عليه وإن إختصاص مجلس الدولة في هذا الشأن ال يمكن أن يكون مقيدًا‬
‫بالحالت المنصوص عليها في الدستور فحسب‪ ,‬ففي الواقع أكثر أراء المجلس تصدر بناءا على‬
‫نصوص تشريعية بل الئحية إذ كثير ما تنص القوانين على مراسيم التنظيمية المطبقة لها تصدر‬

‫‪ 1‬سليمان محمد الطماوي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.158‬‬

‫‪76‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫بعد أخذ رأي مجلس الدولة‪ ,‬وفي أخير اإلستشارة اإللزامية أنه ال يمكن للحكومة أن تتخذ التصرف‬
‫قبل أخذ رأي مجلس الدولة بشأنه إال أنها غير ملزمة بمضمونه‪.1‬‬
‫اإلجـراءات‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫بناء على المادة ‪ 41‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬التي تنص على" تحدد أشكال وكيفيات‬
‫‪2‬‬
‫اإلجراءات في المجال اإلستشاري عن طريق التنظيم"‬
‫وبهذا الخصوص صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 261-98‬المؤرخ في ‪ 1998/08/29‬حيث تنص المادة‬
‫‪ 10‬منه على أن" تحدد قواعد اإلجراءات األخرى المطبقة أمام مجلس الدولة في المجال‬
‫اإلستشاري في نظامه الداخلي طبقا للمادة ‪ 41‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬وتأخذ إجراءات‬
‫اإلستشارة المسار األتي‪:‬‬
‫‪ -‬بعد المصادقة عليه على المشروع القانون يخطر مجلس الدولة من قبل رئيس الحكومة ويرسل‬
‫مشروع القانون وجميع الوثائق المتعلقة به إلى أمانة مجلس الدولة‪ ,‬وبعد ما يستلم مجلس الدولة هذا‬
‫اإلخطار يسجله مباشرة في سجل خاص حسب الترتيب الزمني‪ ,‬ويقوم رئيس المجلس بإصدار أمر‬
‫يقضي بتعيين مقرر من بين مستشاري الدولة أو مستشاري الدولة في مهمة غير عادية‪ ,‬ويمكن له‬
‫أن يعين إما تلقائيا أو بناءا على طلب المستشار المقرر فوج عمل لمساعدة هذا األخير في دراسة‬
‫مشروع القانون ثم ترسل نسخة من عناصر الملف إلى محافظ الدولة الذي يعين أحد مساعديه‬
‫ليتكفل بمتابعة اإلجراءات أمام الجمعية العامة وتقديم مالحظاته المكتوبة‪ 3‬وعند إنتهاء األشغال‬
‫يطلب مستشار المقرر من رئيس المجلس الدولة إستدعاء الجمعية العامة إلجراء مناقشة عامة حول‬
‫مشروع تقرير النهائي‪ ,‬يترأس رئيس مجلس الدولة المعية العامة التي تضم نائب رئيس‪ ,‬محافظ‬
‫الدولة‪ ,‬رؤساء الغرف‪ ,‬وخمسة من مستشاري الدولة على األقل يعينهم الرئيس‪ ,‬وال تصح مداولتها‬
‫إال بحضور األغلبية البسيطة ألعضائها‪.‬‬
‫في النهاية تختتم المناقشة عن طريق اإلنتخاب باألغلبية البسيطة ألعضاء الجمعية العامة‬
‫الحاضرين من أجل المصادقة على التقرير النهائي الذي سيرسل إلى األمانة العامة للحكومة‪.4‬‬
‫إحالة المشروع إلى رئيس اللجنة الدائمة التي يعينها رئيس مجلس الدولة من رئيس برتبة رئيس‬
‫غرفة‪ ,‬وأربعة من مستشاري الدولة على األقل‪ ,‬كما يحضر ممثل الوزير جلسات اللجنة ويقدم‬
‫مذكراته‪ ,‬حيث تنص المادة ‪ 38‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المعدلة والمتممة بالمادة ‪ 8‬من‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 13-11‬على" تكلف اللجنة الدائمة بدراسة مشاريع في الحاالت اإلستثنائية‬
‫التي بين الوزير األول على استعجالها وفي جميع الحاالت يبدي مجلس الدولة رأيه حول مشاريع‬
‫‪ 1‬بن نوي زبير‪ .‬خصوصيات النظام القضائي في الجزائر‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.167‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 41‬من القانون العضوي رقم ‪ ,01-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد صغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪.186-185‬‬
‫‪ 4‬عطاء هللا بوحميدة‪ ,‬الوجيز في القضاء اإلداري تنظيم عمل وإختصاص‪ ,‬دار الهومة للطبع والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,‬الطبعة‬
‫‪ ,2010‬ص ‪.55‬‬

‫‪77‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫القوانين في شكل تقرير نهائي" ‪1‬يحرر باللغة العربية وقد يكون مرفوقا بالترجمة إلى لغة أجنبية‬
‫وتتضمن هذه التقارير إقتراحات ترمي إما‪:‬‬
‫‪ ‬إلى إثراء نص‪.‬‬
‫‪ ‬وإما إلى تعديله‪.‬‬
‫‪ ‬وإما إلى سحبه عندما يحتوي على مقتضيات قد يصرح يعدم دستوريتها‪.‬‬
‫‪ ‬أما بالنسبة للمداوالت فتكون بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين وذلك مراعاة‬
‫لألحكام المادة ‪ 37‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المتعلق بمجلس الدولة ويكون‬
‫‪2‬‬
‫صوت الرئيس مرجحا في حالة تعادل األصوات"‬
‫‪ ‬يحال الرأي (التقرير النهائي) إلى رئيس المجلس الذي يرسله إلى األمين العام‬
‫للحكومة ليقدمه رئيس الحكومة إلى مجلس الوزراء طبقا للمادة ‪ 119‬من الدستور‪.‬‬
‫يعتبر إخطار مجلس الدولة بمشاريع القوانين وطلب رأيه حولها من طرف الحكومة أمر إلزامي‬
‫ووجوبي كما ورد صراحة في المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 261-98‬حينما نصت على أن"‬
‫يتم وجوبا إخطار مجلس الدولة بمشاريع القوانين" ومع ذلك فإن الرأي الذي يبديه مجلس الدولة‬
‫حول مشروع أي قانون يبقى غير ملزم للحكومة‪ ,‬إذا يمكن لها أن تتقيد به كليا أو جزئيا أو تطرحه‬
‫تماما وال تأخذ له" غير أنها ال يمكنها إصدار نص مختلف عن مشروعها األساسي الذي أحالته‬
‫إلستشارة مجلس الدولة"‪.3‬‬
‫الـفـرع الـثـالـث‪ :‬طـريـقـة مـمـارسـة الـوظـيـفة اإلسـتـشـاريـة‬
‫لم يوضح القانون ‪ 01-98‬المتعلق بإختصاصات المجلس الدولة وال المرسوم التنفيذي ‪161-98‬‬
‫المحدد لكيفيات اإلستشارة وكيفية الرقابة على النص أو كيف يقوم مجلس الدولة بدوره التشريعي‪.‬‬
‫لكن وبالرجوع إلى المادة ‪ 81‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة تنص على" يتدرج رأي مجلس‬
‫الدولة ضمن مسار إعداد القانون وتنصب مراقبته بالخصوص على إنسجام النص مع الدستور ومع‬
‫المقتضيات التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪ ,‬والتفصيل الداخلي للنص والمفاهيم القانونية المعتمدة‬
‫ومطابقة اللغات المستعملة"‪ ,‬إذن فمجلس الدولة عندما يأتيه مشروع قانون يركز على جوانب‬
‫شكلية وجوانب موضوعية‪.‬‬
‫الـجـوانـب الـشـكـلـيـة‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫يتحقق من أن اإلخطار ورد ممن له صفة قانونا لطلب اإلستشارة‪ ,‬وفيما يخص الصياغة من‬
‫حيث المفردات واللغة المستعملة ومن حيث الدقة فهو يقوم بعملية إعادة النظر في الصياغة‬
‫‪ 1‬المادة ‪ 8‬من القانون العضوي رقم ‪ 13-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 2‬عالم إلياس‪ ,‬مجلس الدولة في النظام القضاء الجزائري‪ ,‬مذكرة نيل شهادة الماجستر‪ ,‬جامعة مولود معمري‪ ,‬كلية الحقوق تيزي‬
‫وزو‪ ,‬سنة ‪ ,2009‬ص ‪.68‬‬
‫‪ 3‬عبد الرزاق زوينة‪ ,‬المستشار بمجلس الدولة‪ ,‬قراءة حول المركز القانوني لرئيس مجلس الدولة‪ ,‬مجلة مجلس الدولة‪ ,‬العدد األول‪,‬‬
‫‪ ,2002‬ص ‪.30‬‬

‫‪78‬‬
‫مـجـلـس الـدولـة‬ ‫الـفـصـل الـثـانـي‬
‫القانونية في حد ذاتها‪ ,‬كما يقوم بإزاحة كل غموض كما يراقب مدى مطابقة النص المحرر باللغة‬
‫الفرنسية مع النص المحرر باللغة العربية وفي عديد من الحاالت يعيد المجلس صياغة أحكام‬
‫المشروع من أجل تهذيبها ويتأكد من تضمين المشروع المقتضي المتعلق برأي مجلس الدولة‪.1‬‬
‫الـجـوانـب الـمـوضـوعـيـة‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫وهو الجانب المتعلق بمراقبة الشرعية ويتمثل في مطابقة النص ومدى درجة إنسجامه مع‬
‫النصوص الموجودة من قبل‪ ,‬بحيث يجب أال تتعارض أحكام المشروع مع الدستور كما يتعين عليه‬
‫عدم تعارض مشروع القانون مع المعاهدات الدولية والقوانين العضوية والقوانين العادية‪ ,‬ورقابة‬
‫ال شرعية التي يطبقها المجلس ال تنحصر في النصوص السابقة بل تتعدها إلى إجتهادات مجلس‬
‫الدولة والمحكمة العليا والقرارات مجلس الدستوري ويستخلص الكثير من الباحثين أن مجلس‬
‫الدولة كأنه يؤدي هنا دور يتكامل مع مجلس الدستوري فيقلل بهذه الطريقة أو يجنب الحكومة عملية‬
‫الوق وع في الحاالت الدستورية‪ ,‬وال يقتصر دور المجلس على الرقابة الشرعية بل يتعدى إلى تقدير‬
‫مالئمة النص مع المصلحة العامة أي هل النص المعروض عليه يحقق الجدوى واألهداف‬
‫المقصودة منه أم ال؟‪.2‬‬

‫خـالصـة الـفـصـل‪:‬‬
‫وفي ختام هذا الفصل يالحظ أن المشرع الجزائري أدرك أن وجود القضاء اإلداري بهياكله‬
‫المختلفة بعد مشورة حتمية للفصل في المنازعات التي تكون اإلدارة طرفا فيها‪ ,‬وأن مجلس الدولة‬
‫من أهم المؤسسات القضائية المعاصرة لحماية مبدأ المشروعية وبناء دولة القانون‪.‬‬
‫وكما تبين لنا من خالل الدراسة األسس القانونية وتنظيمية وكذلك تعدد إختصاصاته القضائية فهو‬
‫بإضافة إلى ممارسة مهامه كقاضي القانوني من خالل الفصل في الطعون بالنقض فقد جعله‬
‫المشرع قاضي ثاني درجة بالنسبة لألحكام اإلبتدائية الصادرة عن المحاكم الإلدارية كما جعله أول‬
‫وأخر درجة بالنسبة القرارات الصادرة عن اإلدارة المركزية وكذلك بالرجوع إلختصاصات‬
‫اإلستشارية فإن مجلس الدولة يعد المستشار القانوني للحكومة وهذا اإلختصاص الذي يجد أساسه‬
‫القانوني في حكم المادة ‪ 119‬من الدستور والذي يمارسه من خالل الجمعية العامة واللجنة الدائمة‪.‬‬

‫‪ 1‬دالي السعيد‪ ,‬النظام القانوني لهيئا ت القضائية في الجزائر‪ ,‬مذكرة ماجستار جامعة الجزائر‪ ,2001 ,‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 2‬دالي السعيد‪ ,‬النظام القانوني للهيئات القضائية في الجزائر‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.129‬‬

‫‪79‬‬
‫الـخـاتـمـة الـعـامـة‬
‫في ختام دراستنا هذا يمكن أن نستخلص بإضافة إلى الطبع الخاص اإلزدواجية التي تصف‬
‫النظام القضائي الجزائري ‪ 1996‬نستخلص من مضمون هذا البحث نقضة أساسية تتمثل في مكانة‬
‫مبدأ التقاضي على درجتين داخل الهرم القضائي اإلداري فلقد تبين من القانون العضوي رقم ‪-98‬‬
‫‪ 01‬المتعلق بمجلس الدولة والقانون رقم ‪ 02-98‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية أن الهرم القضائي‬
‫اإلداري يحتوي على مستوين‪ ,‬مجلس الدولة ومحاكم اإلدارية خالل ما يميز الهرم القضائي العادي‬
‫المتكون من درجتين قضائيتين المحاكم والمجالس القضائية وهيئة قضائية عليا تتمثل في المحكمة‬
‫العليا‪.‬‬
‫وكما هناك مجموعة من األسس وتنظيم واإلختصاصات واإلجراءات المتبعة أمام المحاكم اإلدارية‬
‫وتلك المتعلقة بالنظام العام‪ ,‬وقد إستطاع المشرع الجزائري من خالل القانون ‪ 08-09‬يقوم بتطوير‬
‫اإلجراءات التقاضي لتجنبه لجملة من النقائص التي كانت في القانون السابق‪ ,‬وكذلك بتسهيل‬
‫اإلجراءات ومرونتها وقلل من أجال التقاضي ومدته وخفف العبء على الهيئات القضائية‪ ,‬ذلك‬
‫توسيع اإلختصاص و إعادة توزيع المحاكم اإلدارية على المستوى الجغرافي الوطن‪ ,‬أما بالنسبة‬
‫مجلس الدولة تابع السلطة القضائية ذلك من حيث اإلختصاص والمكانة يختلف عن بقية الدول‬
‫األخرى كما تم التعرض بنوع من التفصيل إلى تنظيمه‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن أن تخرج بجملة من اإلقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة التفكير في إنشاء درجة استئناف في المنازعات اإلدارية تعويض مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين قضاة متخصصين في المنازعات اإلدارية ووضع قانون خاص بهم ينسجم مع طبيعة‬
‫مهامهم يختلف عن القانون األساسي للقضاة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تتمثل وظائف مجلس الدولة كدرجة استئناف وجهة نقض‪ ,‬وذلك من أجل تحقيق العدالة‬
‫ومساواة وحريات األفراد‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫قــــائمة المـــراجع‬

‫المراسيم والقوانين‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 2008/02/25‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫‪-‬‬
‫واإلدارية الجريدة الرسمية‪ ,‬العدد ‪.21‬‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية الجريدة‬ ‫‪-‬‬
‫الرسمية العدد ‪.37‬‬
‫القانون رقم ‪ 21-98‬المؤرخ في ‪ 1989/12/12‬المتضمن القانون القضائي الجريدة‬ ‫‪-‬‬
‫الرسمية العدد‪.53‬‬
‫القانون رقم ‪ 11-04‬المؤرخ في ‪ 2004/09/06‬والمتضمن القانون األساسي للقضاء‬ ‫‪-‬‬
‫الجريدة الرسمية ‪ 57‬المؤرخ في ‪.2004/09/08‬‬
‫القانون رقم ‪ 11-05‬المؤرخ ‪ 2005/07/17‬يتعلق بالتنظيم القضائي الجريدة الرسمية‬ ‫‪-‬‬
‫المؤرخ في ‪.2012/01/14‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 195-11‬المؤرخ في ‪ 2011/05/22‬المحدد لكيفيات تطبيق أحكام‬ ‫‪-‬‬
‫القانون ‪ 02-98‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية الجريدة الرسمية رقم ‪ 29‬سنة ‪.2011‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬المؤرخ ‪ 1998/11/14‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام قانون رقم ‪-98‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 02‬العدد ‪ 85‬المعدل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬الجريدة الرسمية ‪ 29‬المؤرخ في‬
‫‪.2011/05/22‬‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬يتعلق بنظام اإلنتخابات الجريدة الرسمية عدد ‪ 01‬الصادرة‬ ‫‪-‬‬
‫في ‪.2012/06/14‬‬
‫القانون رقم ‪ 10-16‬المؤرخ في ‪ 2016/08/02‬يتعلق بنظام اإلنتخابات الجريدة الرسمية‬ ‫‪-‬‬
‫العدد ‪ 50‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/08/28‬‬
‫القانون العضوي ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬يتعلق بإختصاص مجلس الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫ونظمه وعمله‪ ,‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ,37‬المؤرخ ‪.1998/06/01‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 187-98‬المؤرخ في ‪ 1998/05/30‬يتضمن تعيين أعضاء مجلس‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة‪ ,‬جريدة رسمية العدد ‪.44‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 261-98‬المؤرخ في ‪ 1998/08/29‬يحدد أشكال اإلجراءات‬ ‫‪-‬‬
‫وكيفياتها في المجال اإلستشاري أمام مجلس الدولة‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪.64‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 262-98‬المؤرخ في ‪ 1998/08/29‬يحدد كيفية إحالة جميع‬ ‫‪-‬‬
‫القضايا‪ ,‬مجلة عدد ‪.64‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 263-98‬المؤرخ في ‪ 1998/08/29‬يحدد كيفية إحالة جميع‬ ‫‪-‬‬
‫القضايا‪ ,‬المجلة عدد ‪.64‬‬
‫الرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-98‬المؤرخ في ‪ 1998/10/13‬تصنيف وظيفة األمين العام‬ ‫‪-‬‬
‫مجلس الدولة‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪.77‬‬
‫الرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-03‬المؤرخ في ‪ 2003/04/09‬يحدد شروط وكيفيات تصنيف‬ ‫‪-‬‬
‫وظيفة األمين العام مجلس الدولة‪ ,‬الجريدة الرسمية العدد ‪.77‬‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 19-11‬المؤرخ في ‪ 26‬يوليو ‪ ,2011‬الجريدة الرسمية العدد ‪37‬‬ ‫‪-‬‬
‫المعدل والمتمم القانون العضوي ‪.1998/05/30 01-98‬‬
‫‪ -‬النظام الداخلي لمجلس الدولة المؤرخ في ‪.2006/05/26‬‬
‫‪ -‬دستور سنة ‪ 1996‬المؤرخ في ‪ ,1996/11/28‬الجريدة الرسمية رقم ‪.76‬‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫أحمد محيو‪ ,‬المنازعات اإلدارية‪ ,‬ترجمة أنجف فائز وبيوض خالد‪ ,‬الطبعة الخامسة‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنونو الجزائر‪ ,‬السنة ‪.2005‬‬
‫بربارة عبد الرحمان‪ ,‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬طبعة الثالثة‪ ,‬منشورات‬ ‫‪-‬‬
‫بغدادي الجزائري‪.2001 ,‬‬
‫بوحميد عطاء هللا‪ ,‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ,‬تنظيم عمل وإختصاص‪ ,‬دار هومة‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر ‪.2011‬‬
‫حسن طاهري‪ ,‬شرح وجيز لإلجراءات المتبعة للمواد اإلدارية‪ ,‬دار الخلدونية للنشر‬ ‫‪-‬‬
‫وتوزيع‪ ,‬الجزائر‪.2005 ,‬‬
‫يوسف دالندة‪ ,‬طرق الطعن العادي والغير العادي والقرارات الصادرة عن القضاء‬ ‫‪-‬‬
‫اإلداري‪ ,‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪.2009 ,‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري لمجلس الدولة‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ,‬عنابة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2004‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ,‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ,‬عنابة‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة ‪.2005‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ,‬القضاء اإلداري لدعوى اإللغاء‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ,‬عنابة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2007‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ,‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ,‬عنابة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2010‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ,‬المحاكم اإلدارية‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ,‬عنابة ‪.2011‬‬ ‫‪-‬‬
‫مسعود شيهوب‪ ,‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ألنظمة المقارنة والمنازعات‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارية‪ ,‬ديوان المطبوعات الجزائر ‪.1999‬‬
‫مسعود شيهوب‪ ,‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية والهيئات واإلجراءات‪ ,‬الجزء‬ ‫‪-‬‬
‫األول‪ ,‬ديوان المطبوعات الجزائر ‪.2009‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ,‬دروس في القضاء اإلداري‪ ,‬دار هومة للطباعة والنشر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزيع‪ ,‬القاهرة ‪.1976‬‬
‫صقر نبيل‪ ,‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ,‬دار الهدى للطباعة‬ ‫‪-‬‬
‫والنشر والتوزيع الجزائر ‪.2008‬‬
‫سعيد بوعلي‪ ,‬مولود ديدان‪ ,‬المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائر‪ ,‬دار بلقيس‬ ‫‪-‬‬
‫للنشر دار البيضاء‪ ,‬الجزائر‪ ,‬الطبعة ‪.2014‬‬
‫عبد العزيز سعد‪ ,‬طرق وإجراءات الطعن في األحكام والقرارات القضائية‪ ,‬دار هومة‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر ‪.2005‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ,‬اإلطار النظري للمنازعات اإلدارية‪ ,‬أجسور للنشر والتوزيع الجزائر‬
‫الطبعة األولى ‪.2013‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ,‬القضاء اإلداري في الجزائر لنظرية تحليله وصفه مقارنة‪ ,‬الطبعة‬
‫الثانية للنشر والتوزيع ‪.2008‬‬
‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ,‬الطبيعة الخاصة لقانون اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ,‬الجزائر‪ ,‬العدد‬
‫األول ‪.1994‬‬
‫‪ -‬عمار عوابدي مبدأ تدرج فكرة السلطة اإلدارية‪ ,‬دار هومة للطباعة ونشر والتوزيع‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬رشيد خلوفي‪ ,‬قانون المنازعات اإلدارية تنظيم وإختصاص القضاء اإلداري‪ ,‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ,‬الجزائر الطبعة الثانية ‪.2013‬‬
‫‪ ‬المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪- Christian goblote , procédure des tribunes administratif et des cou S‬‬
‫‪administratives Dippel,6 édition Dalloz, paris 1997, pg 7.‬‬
‫‪- Rachid khalloufi, code de procédure devant les juridictions administratives,‬‬
‫‪office des publication universitaires, Alger, 2009 .‬‬
‫‪- Elbot olivier, contentieux Administratif, paris, juillet, 2014.‬‬
‫‪ ‬الرسائل العلمية‪:‬‬
‫بن يونس رحاب‪ ,‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية‪ ,‬لنيل شهادة الماستر تخصص إدارة‬ ‫‪-‬‬
‫ومالية‪ ,‬جامعة الجلفة ‪.2016‬‬
‫الزبير بن نوي‪ ,‬خصوصيات النظام القضائي في الجزائر بعد التعديل ‪( 98-96‬مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫ماجستير) كلية الحقوق جامعة سطيف‪.2005 ,‬‬
‫أمال بن ناصر‪ ,‬حليمة دباج‪ ,‬التنظيم القضائي في الجزائر‪ ,‬شهادة ليسانس في الحقوق‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة ‪.2013 ,2012‬‬
‫السعيد الدالي‪ ,‬النظام القانوني للهيئات القضائية العليا في الجزائر(مذكرة ماجستير) كلية‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق جامعة الجزائر ‪.2001‬‬
‫أحمد حاكم دور مجلس الدولة في العملية التشريعية دراسة مقاربة (شهادة الماجستير)‬ ‫‪-‬‬
‫القانون اإلداري المعمق‪ ,‬كلية الحقوق جامعة أبي بكر بلقايد‪ ,‬تلمسان ‪.2016‬‬
‫حليلي مزورق‪ ,‬حراثي بديس (تطور المنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائر‬ ‫‪-‬‬
‫(شهادة الماستر) في الحقوق تخصص الجمعات المحلية والهيئات اإلقليمية‪ ,‬جامعة بجاية‬
‫‪.2014‬‬
‫عمر بوحادي إختصاص القضاء اإلداري في الجزائر رسالة دكتورة دولة في قانون كلية‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق جامعة مواود معمري تيزي وزو ‪.2011‬‬
‫عالم إلياس‪ ,‬مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائر‪ ,‬مذكرة شهادة الماجستير جامعة‬ ‫‪-‬‬
‫مولود معمري‪ ,‬كلية الحقوق تيزي وزو ‪.2009‬‬
‫فاتح حديدي النظام القانوني لمجلس الدولة شهادة ماستر‪ ,‬تخصص الدولة والمؤسسات‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية جامعة محمد بوضياف‪ ,‬مسيلة ‪.2015 ,2014‬‬
‫شاص جازية‪ ,‬قواعد اإلختصاص القضائي بالدعاوى اإلدارية في النظام القضائي‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائري رسالة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق‪ ,‬الجزائر ‪.1994‬‬
‫‪ -‬صالح ملوك‪ ,‬النظام القانوني المحاكم اإلدارية رسالة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق‪ ,‬جامعة‬
‫الجزائر األولى ‪.2011‬‬
‫‪ -‬نارك أمين‪ ,‬رباح زهير‪ ,‬تأثير القضاء اإلداري في تكريس دولة القانون في الجزائر‪,‬‬
‫شهادة الماستر‪ ,‬تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية عبد الرحمان ميرة بجاية‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -‬واضح فضيلة‪ ,‬مجدود زاهية‪ ,‬التنظيم القضائي في الجزائر شهادة الماستر في الحقوق‬
‫الخاص الشامل عبد الرحمان ميرة بجاية ‪.2016‬‬
‫‪ ‬المقالت والدراسات‪:‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف النظام القانوني للمحاكم اإلدارية في قانون الجزائر مجلة مجلس الدولة‬
‫العدد ‪ 06‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ -‬عمار معاتو تشكيل وإختصاصات مجلس الدولة‪ ,‬مجلة مجلس الدولة نصف سنوية كلية‬
‫الحقوق جامعة تيزي وزو الجزائر العدد ‪.2004 ,5‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق زوينة‪ ,‬المستشار بمجلس الدولة قراءة حول المركز القانوني لرئيس مجلس‬
‫الدولة‪ ,‬مجلة مجلس الدولة‪ ,‬العدد ‪.2002 ,1‬‬
‫‪ -‬رشيد خلوفي‪ ,‬مجلس الدولة‪ ,‬مجلة اإلدارة‪ ,‬العدد ‪.1999 ,1‬‬
‫الفهــــــــرس‬
‫األيـــــة‬
‫الشكر والتقدير‬
‫اإلهــــداء‬
‫قائمة المختصرات‬
‫المقدمة العامة‪.................................................................................‬أ‬
‫‪06‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المحـاكـم اإلداريـة‬
‫تمهيد الفصل‪07...............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األسس القانونية وتنظيم المحاكم اإلدارية‪08....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسس القانونية للمحاكم اإلدارية‪08....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األسس الدستورية للمحاكم اإلدارية‪08.............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األسس التشريعي للمحاكم اإلدارية‪08.............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم المحاكم اإلدارية‪10..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عدد المحاكم اإلدارية وأنواعها‪10.................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيلة المحاكم اإلدارية‪11........................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد سير المحاكم اإلدارية‪14...................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إختصاصات واإلجراءات المحاكم اإلدارية‪16..................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إختصاصات المحاكم اإلدارية‪16.......................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية‪16..........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية‪19..........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات المحاكم اإلدارية‪26..........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طبيعة اإلجراءات القضائية اإلدارية‪26.............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات سير الخصومة أمام المحاكم اإلدارية‪33..................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات المحاكمة وطرق الطعن في المحاكم اإلدارية‪43..........‬‬
‫خالصة الفصل‪49.................................................. ...........................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مـجـلـس الـدولـة ‪50‬‬
‫تمهيد الفصل‪51...............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األسس القانونية وتنظيم مجلس الدولة‪52.......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسس القانونية مجلس الدولة‪52.......................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األسس الدستوري مجلس الدولة‪52.................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األسس التشريعي مجلس الدولة‪53.................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األسس النظام الداخلي‪54..........................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬النظام الداخلي‪56..................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تنظيم مجلس الدولة‪56.................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تشكيلة البشرية مجلس الدولة‪57....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬هياكل مجلس الدولة‪65............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد سير مجلس الدولة‪75.......................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلختصاصات واإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة‪78.......................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إختصاصات القضائية مجلس الدولة ‪78................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مجلس الدولة قاضي أول وأخر درجة‪78...........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاص مجلس الدولة كقاضي إستئناف‪79.......................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مجلس الدولة قاضي نقد‪82........................................‬‬
‫المطل ب الثاني‪ :‬اإلختصاصات اإلستشارية مجلس الدولة‪85.............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نطاق ومجال اإلستشارة ‪85.......................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المتبعة أمام مجلس الدولة في المجال اإلستشاري‪86.....‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬طريقة ممارسة الوظيفة اإلستشارية‪90.............................‬‬
‫خالصة الفصل‪92.........................................................................................‬‬
‫الخاتمة العامة‪94.............................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪95..............................................................................‬‬
‫الفهرس‬
‫الملخص‬

You might also like