You are on page 1of 32

‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .

‬سميمان رمضاوي‬

‫فكرة الدفع بعدم القبول‪ :‬عن طبيعتو و نظامو القانوني‬


‫‪The Idea of Defense Non-Acceptance: On Its Nature and Legal System‬‬

‫تاريخ نشر المقال‪2022/30/03 :‬‬ ‫تاريخ استالم المقال‪ 2022/50/50 :‬تاريخ قبول المقال لمنشر‪2022/50/42 :‬‬
‫د‪ .‬سميمان رمضاوي‬
‫‪ -‬جامعة طاىري محمد‪ ،‬بشار (الجزائر)– البريد االلكتروني‪ramdaouislimane@univ-bechar.dz:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممخص‬
‫تيدف ىذه الدراسة الباحثة خصيصاً إلى البحث في فكرة الدفع بعدم القبول باعتباره أكثر وسائل الدفاع إثارة لمجدل‬
‫واالختالف‪ ،‬وذلك بسبب ما يثيره الدفع بعدم القبول قديماً وحديثاً من مشاكل في إطاره التشريعي‪،‬أو ما يثيره من اختالف‬
‫فقيي و تباين قضائي بشأن طبيعتو و نظامو القانوني واالجرائي‪.‬‬
‫ففي المستوى األول من ىذه الدراسة‪ ،‬لقد خمص الباحث من خاللو إلى نتائج منيا أن الدفع بعدم القبول يستقل‬
‫بطبيعة ذاتية خاصة تميزه عن الدفوع الموضوعية و الشكمية‪ ،‬وليس تبرز صفة االستقاللية في ماىيتو وطبيعتو فحسب‪،‬‬
‫و إنما تتعدى إلى وظيفتو الجزائية أيضاً‪ ،‬وذلك من حيث اختالف آثاره القانونية ‪-‬وانعكاسيا عمى سير الخصومة‪ -‬عن‬
‫بعض الجزاءات اإلجرائية المجاورة ‪ ،‬وقد وقع اختيارنا عمى مقارنة آثاره كجزاء بآثار البطالن و السقوط لما بينيما من‬
‫اتصال ال سيما السقوط‪ ،‬كما انتيينا إلى أن الدفع بعدم القبول ينماز بتنوع صوره بصريح النص الذي اكتفى بالتمثيل‬
‫ببعضيا ‪:‬كالدفع بعدم قبول الدعوى ‪،‬و الدفع بعدم قبول الطعن الواقع خارج ميعاده و غيرىا‪.‬‬
‫أما في المستوى الثاني من الدراسة‪ ،‬فقد كان مدار البحث ييدف إلى تحديد النظام القانوني لمدفع بعدم القبول ومجمل‬
‫القواعد التي تحكمو و تنظمو‪ ،‬واستكماالً لما توجت بو الدراسة ارتأينا اختيار بعض االجتيادات القضائية الصادرة‬
‫بموضوع البحث لعميا توضح أكثر صورة نظام الدفع بعدم القبول واجراءات ممارستو‪ ،‬وذلك لما لمقضاء من إسيامات في‬
‫إنشاء لبعض أحكامو و تفسي ارً لبعضيا اآلخر‪.‬‬
‫ً‬ ‫إبراز نظامو القانوني و اإلجرائي‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬الدعوى‪،‬الدفع بعدم قبول ‪،‬الدفع الموضوعي‪ ،‬الدفع الشكمي‪ ،‬الطبيعة القانوني‪ ،‬الوظيفة الجزائية‬
‫‪،‬النظام القانوني‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Specifically, this study in this article aims to reveal what the defense of non-acceptance as‬‬
‫‪the most controversial and differentiated means of defense, because of what raises the defense‬‬
‫‪of non-acceptance as a means of defense in the judicial difference and doctrinal difference‬‬
‫‪regarding its nature and legal,procedural system.‬‬
‫‪in this first level, and we concluded from it that the defense of non-acceptance is‬‬
‫‪independent of a special subjective nature, that distinguishes it from the substantive and‬‬
‫‪formal defenses, and not only highlights the character of independence in its essence and‬‬
‫‪nature, but goes beyond to Its penal function- Its reflection on judicial litigation -, in terms of‬‬
‫‪its different legal effects from some of the neighboring procedural penalties, and we chose to‬‬
‫‪compare its effects with the effects of nullity and fall for the sake of comparison and‬‬
‫‪approach, and we concluded that the plea with non-acceptance is characterized by a diversity‬‬

‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪359‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫‪of its forms explicitly the text: such as the defense non-acceptance of the case, the defense‬‬
‫‪Non-acceptance of the appeal, which occurred outside the deadline, etc.‬‬
‫‪As for the second level of the study, the course of the research focused on defining the legal‬‬
‫‪system for non-acceptance defense and the overall rules that govern and regulate it. This is‬‬
‫‪due to the judiciary’s great roles in highlighting its legal and procedural system and‬‬
‫‪explaining the ambiguity surrounding some of its provisions.‬‬
‫‪Keywords: The lawsuit, The defense of non-acceptance, substantive defense, expcetion‬‬
‫‪of procedure legal nature,penal function, The legal system.‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫مقدمة‬
‫ما يستوقؼ النظر في قوانيف اإلجراءات أو المرافعات أو القانوف القضائي ىي ظاىرة عناية المشرع‬
‫اإلجرائي بقدر كبير بتنظيـ مسائؿ إجرائية كثيرة متفرعة عف حؽ التقاضي بوجييو اإليجابي‪-‬الدعوى‪ -‬و‬
‫السمبي‪ -‬الدفع‪ -‬عمى خالؼ مسألة الدفع بعدـ القبوؿ أو عدـ جواز نظر الدعوى و الفصؿ فييا‪-‬موضوع‬
‫ىذه الورقة‪ -‬التي لـ تكف معالجتيا تشريعيا مممة بشكؿ كاؼ وشامؿ ‪ ،‬وقد ترتب عمى ذلؾ بقاء فكرة الدفع‬
‫بعدـ القبوؿ كمسألة إجرائية يحيطيا الغموض و التردد و تختمؼ فييا اآلراء عمى الرغـ مف أىميتو في‬
‫خريطة النظاـ العاـ اإلجرائي‪ ،‬مف حيث كونو سالحاً بيد المدعى عميو يياجـ بو سمطة المدعي في‬
‫استعماؿ حقو في التقاضي‪ ،‬ألجؿ منع المحكمة مف التصدي لمناقشة طمبات المدعي‪.‬‬
‫أف النواة األولى لممشكمة تتبدى واضحة منذ‬
‫وعند َسبر أسباب إثارة ىذه المشكمة يتبيف بما ليس فيو شؾ َ‬
‫المحظة األولى في سيو المشرع الوطني في التحديد الدقيؽ لمدلوؿ الدفوع بعدـ القبوؿ و عدـ تأطيرىا‬
‫بإطار قانوني شامؿ‪ ،1‬إذ الشاىد عمى ذلؾ وتشخيصاً لو ىو اكتفاء المشرع – رغـ التعديالت التي طرأت‬
‫عمى قانوف اإلجراءات‪ -2‬بتناولو إياىا بشكؿ مقتضب‪ ،‬و اعتداده فقط باإلشارة لبعض صور ىذه الدفوع‬
‫رغـ تنوع مصدرىا اإلجرائي ودوف تفريد كؿ نوع بنظاـ خاص عمى حدة‪ ،‬كما لـ يشر ألبتة ولو تمميحاً إلى‬
‫ماىيتيا ومفيوميا مما جعؿ نظاميا القانوني ميميؿ و غير واضح‪ ،‬مما قاـ سبباً رئيساً في تحفيز فضوؿ‬
‫ىذه الدراسة الباحثة إلى اختيار مسألة الدفع بعدـ القبوؿ كموضوع ليا لموقوؼ عمى مدلولو اإلجرائي ‪،‬وكذا‬

‫لـ تؤسس فكرة عدـ القبوؿ عمى نظاـ واضح‪ ،‬ويعزى ىذا النقص لتأثيرات التشريعات و االجتيادات القضائية المقارنة‬ ‫‪1‬‬

‫عمى التشريع اإلجرائي الوطني الذي كاف ال يزاؿ قانوناً فتياً في طور التكويف و البحث عف استقاللو القانوني الوطني ‪،‬أنظر‬
‫األمر رقـ ‪ ، 154-66‬المؤرخ في ‪ 1966 /06/08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.47‬‬
‫‪2‬‬
‫القانوف رقـ‪09-08‬المؤرخ في ‪، 2008/02/25‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 21‬لسنة‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪360‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫اإلحاطة بمعالـ نظامو القانوني الذي ساىـ القضاء و فقو المرافعات في إماطة المثاـ عف الكثير مف‬
‫جوانبو‪.‬‬
‫‪-‬أىمية الدراسة‪:‬‬
‫تتجمى أىمية دراسة مسألة الدفع بعدـ القبوؿ في اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬ندرة الدراسات البحثية التي تتناوؿ موضوع الدفع بعدـ القبوؿ بسبب عدـ تصدي المشرع ذاتو‬
‫لتحديد طبيعتو و نظامو القانوني بشكؿ دقيؽ‪ ،‬وعدـ وفرة المادة القانونية الخاـ التي تعتمد عمييا الدراسة و‬
‫تسترشد عمى ىداىا‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬في حالة صحة الدفع بعدـ القبوؿ قد تترتب نتائج خطيرة تمس بحؽ التقاضي المكفوؿ دستورياً‬
‫وقانونياً‪،‬ألف القاضي عندما يصرح بصحة الدفع فإنو يمتنع عميو نظر الدعوى و الفصؿ فييا‪ ،‬مما يترتب‬
‫عميو حرماف المدعي مف استعمالو حؽ اإلدعاء و المطالبة القضائية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬وجود ظاىرة تنوع الدفوع بعدـ القبوؿ مما يؤدي إلى وجوب اختيار لكؿ نوع نظاـ يناسبو عند إثارتو‪.‬‬
‫رابعاً‪ -‬أف األحكاـ التشريعية المنظمة المتعمقة بيذا الدفع جاءت مجممة عامة غير مفصمة‪ ،‬مما نتج عنو‬
‫وجود عدة ثغرات تشريعية تكتشؼ عند التحقيؽ في أسباب الدفع‪ ،‬وىذ األمر ساعد كعامؿ ميـ في‬
‫استمرار الخالؼ حوؿ نظامو‪ ،‬فكاف جدير بالقاضي بما لو مف سمطات و ما تثيره مذكرات الدفاع لديو‬
‫وىو يحقَؽ في شروط الدعوى أف يتدارؾ الموقؼ مف تمقاء نفسو أو بإحالة ضمنية مف المشرع لمعالجتو‪.‬‬
‫خامساً‪ -‬كما تتجمى األىمية في دور القضاء الذي تصدى لإلبانة عف أحكاـ الدفع بعدـ القبوؿ‪،‬كما أف‬
‫العمؿ القضائي يمتد إلى استحداث بعض قواعد ىذا الدفع في طائفة مف أنواعو‪ ،‬سيما تمؾ الدفوع التي لـ‬
‫يتـ التنصيص عمييا‪ ،‬والتي جاءت مف خمؽ القضاء قياساً عمى بعض صور الدفع بعدـ القبوؿ‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب اختيار ىذا الموضوع‪:‬‬
‫مجمؿ تمؾ األسباب يمكف حصرىا في العناصر الموالية‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬وجود شبو غياب قانوني بشأف مسألة الدفع بعدـ القبوؿ‪ ،‬ذلؾ أف معالجتيا تشريعيا لـ تحط إحاطة‬
‫شاممة بكؿ قواعد ىذا الدفع‪.‬‬
‫ثانياَ‪ -‬أثارت مسألة الدفع بعدـ بالقبوؿ وما تزاؿ تثير عدة مشاكؿ سيما تحديد طبيعتو القانونية وما يترتب‬
‫عمييا مف آثار‪ ،‬والى حد اآلف تتضارب بشأنيا اآلراء و لـ يتوحد الرأي الفقيي و ال القضائي لموصوؿ‬
‫إلى حؿ لممسألة ينيي دابر الخالؼ بشأنيا‪ ،‬مما انعكس بشكؿ سمبي عمى الدراسات البحثية في القديـ‬
‫منيا و الجديد‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫ولكف ننبو بأف القمة مف الباحثيف في القانوف اإلجرائي مف اقتحـ ىذا الموضوع و تصدى لو بحثا و تحميال ‪،‬أنظر مثالً‪:‬‬
‫‪ -‬نبيؿ إسماعيؿ عمر‪:‬الدفع بعدـ القبوؿ و نظامو القانوني‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.1981،‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد أحمد حشيش‪ ،‬الدفع بعدـ القبوؿ في قانوف المرافعات‪ ،‬دوف دار نشر‪.1968 ،‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪361‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫ثالثاً‪ -‬ظاىرة تنوع الدفوع بعدـ القبوؿ‪ -‬مثالً الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى وعدـ قبوؿ الطعف وغيرىا‪ -‬يجعؿ‬
‫عممياً مف الصعوبة بمكاف إخضاعيا لنظاـ قانوني مشترؾ‪،‬مما نتج عنو صدور اجتيادات قضائية‬
‫تستحدث نظاـ لكؿ نوع خاصة في ظؿ غياب التأطير التشريعي‪ ،‬وىذا الجانب أيضاً يحفز الدراسة‬
‫لموقوؼ عمى دور القاضي بخصوص ىذه المسألة‪.‬‬
‫‪-‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫تتبمور إشكالية البحث في كتمة األسئمة التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬ما ىو المدلوؿ اإلجرائي لمدفع بعدـ القبوؿ بشكؿ دقيؽ و ما طبيعتو القانونية و اآلثار الناتجة عنيا؟‬
‫ابتداء أـ أحاؿ أيضاً لمقاضي مكنة اإلبانة عف‬
‫ً‬ ‫ثانياً‪ -‬ىؿ حدد المشرع النظاـ القانوني لمدفع بعدـ القبوؿ‬
‫قواعده وتفسير أحكامو واستنباط بعضيا عممياً أثناء مناقشة سبب الدفع المثار والحكـ بتوقيعو؟‬
‫ثالثاً‪ -‬ما مدى مساىمة القضاء في ابتناء قواعد نظاـ الدفع بعدـ القبوؿ في معرض اجتياداتو؟‬
‫‪-‬المنيجية المعتمدة‬
‫فرضت طبيعة دراسة الدفع بعدـ القبوؿ اعتماد منيج مختمط‪ ،‬حيث يتداوؿ البحث في مسائؿ الموضوع‬
‫بيف المنيج الوصفي و المقارف و التحميمي‪ ،‬ألجؿ الوقوؼ عمى مجمؿ اآلراء الفقيية التي حررت بشأف‬
‫مسائؿ الدفع بعدـ القبوؿ محاوليف تحميميا‪ ،‬وفي ذات الوقت اإلطالع عمى موقؼ المشرع مف خالؿ قراءه‬
‫النصوص ذات الصمة و تحميميا و مقارنتيا بغيرىا مف نصوص التشريعات األخرى‪.‬‬
‫وترتيباً عميو ‪،‬ستحاوؿ دراسة موضوع الدفع بعدـ القبوؿ السعي إلى تسميط الضوء عمى المحاور‬
‫األساسية التي ستوضح معالـ ىذا الدفع لموصوؿ إلى تحديد ماىيتو و طبيعتو القانونية اإلجرائية (مبحث‬
‫أوؿ) و إبراز قواعد نظامو القانوني مستعينيف في ذلؾ ببعض اجتيادات القضاء التي تسيـ في تكممة‬
‫النقص التشريعي وتسد ثغراتو (مبحث ثاف) ‪ ،‬وسنتولى شرح تمؾ المسائؿ عمى النحو الموالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماىية الدفع بعدم القبول ومشكمة تحديد طبيعتو القانونية اإلجرائية‬
‫تقتضي دراسة موضوع الدفع بعدـ القبوؿ ولوج باب النظريات الفقيية التي حررت بشأنو محاوليف تخريج‬
‫تعريؼ جامع لع َؿ أف نبرز ماىيتو و طبيعتو القانونية‪ ،‬إذ المعموـ أف الخالؼ الفقيي اإلجرائي الدائر حوؿ‬
‫تحديد طبيعتو القانونية قديما و حديثا لـ يتوج برأي متفؽ عميو‪.‬‬
‫وألجؿ اإلحاطة عمماً بما يقتضي اإلجابة عميو ضمف ىذه الجزئية يستحسف تقسيـ مبحثنا ىذا إلى‬
‫ثـ نثني ما سبؽ بالوقوؼ عمى مشكمة‬
‫مطمبيف‪ ،‬نفتتح بدراسة التعريؼ بالدفع بعدـ القبوؿ (مطمب أوؿ)‪َ ،‬‬
‫تحديد الطبيعة القانونية اإلجرائية لمدفع بعدـ القبوؿ‪ ،‬وكذا استنطاؽ أىـ النظريات التي عالجت ىذه‬
‫المشكمة (مطمب ثاف)‪،‬وذلكـ كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬عمر عبد الخالؽ‪ ،‬فكرة عدـ القبوؿ‪ ،‬رسالة بالفرنسية‪.1967 ،‬‬


‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪362‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫المطمب األول‪ :‬التعريف بالدفع بعدم القبول و تحديد وظيفتو اإلجرائية‬


‫تيتـ ىذه الفقرة بدراسة مسألتيف ‪ ،‬يدور موضوع المسألة األولى حوؿ المعنى االصطالحي لمدفع بعدـ‬
‫القبوؿ(فرع أوؿ)‪ ،‬أما موضوع المسألة الثانية حوؿ تحديد الوظيفة اإلجرائية لمدفع بعدـ القبوؿ(فرع ثاف)‪،‬‬
‫ىاؤـ تمؾ المسألتيف عمى الترتيب التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعنى االصطالحي لمدفع بعدم القبول‬
‫لفظ الدفع بصيغة العاـ في أصوؿ المغة اإلجرائية ىو كؿ ما يوفره المشرع اإلجرائي لمخصـ مف وسائؿ‬
‫دفاع تمكنو مف إدحاض دعوى خصمو أو عرقمة سيرىا‪ ،‬ويستوي في ذلؾ أف توجو إلجراءات الدعوى‬
‫كميا أو بعضيا‪ ،‬أـ توجو إلى أصؿ الحؽ محؿ اإلدعاء أـ يتـ توجيييا إلى سمطة االلتجاء لمقضاء في‬
‫حد ذاتيا‪ ،‬ويكوف قصد الخصـ مف وراء تقديـ الدفع أياً كانت صورتو ىو تفادي الحكـ لخصمو بما‬
‫يدعيو‪ .1‬بسبب يتعمؽ بإجراءات الدعوى أو بموضوعيا أو باستعماؿ الدعوى ذاتيا‪.‬‬
‫المخصص بوصؼ سببو " عدـ القبوؿ‪ " 2‬فتنصرؼ داللتو إلى الجانب‬ ‫َ‬ ‫أما لفظ الدفع المقترف أو المفظ‬
‫الفني االصطالحي‪ ،‬إذ يعني في المغة اإلجرائية القضائية أنو وسيمة دفاع يرمي إلى إنكار وجود الدعوى‪،‬‬
‫و يوجو إلى الوسيمة التي يحمي بيا صاحب الحؽ حقو‪.3‬‬
‫وىناؾ جانب مف الفقو اإلجرائي مف يفضؿ عبارة الدفع بانتفاء الدعوى أو الدفع بعدـ وجود الدعوى‪ ،‬إذ‬
‫يرى أنو تعبير أكثر انضباطاً وتوفيقاً مف تعبير الدفع بعدـ القبوؿ‪ ،‬ويفسر ذلؾ بما قد توحيو ىذه العبارة‬
‫مف وجود دعوى لمخصـ إال أنيا غير مقبولة بسبب تخمؼ أحد شروطيا‪ .‬والحقيقة أف الدعوى ال توجد‬
‫لديو‪ ،‬فاألصدؽ في التعبير أف يقاؿ "الدفع بانتفاء الدعوى"‪.4‬‬
‫وقد وجدت لو عدة تعريفات بحسب اختالؼ األنظار الفقيية القانونية‪،‬غير أف ما تنماز بو تعابير‬
‫التعريفات التي جاءت بصدده‪ -‬و إف تغايرت صيغيا المفظية ‪ -‬استنادىا عمى مضموف واحد متفؽ عميو‬
‫في تعريؼ الدفع بعدـ القبوؿ‪ ،‬وكميا تسيـ في تشخيص طبيعتو القانونية ألجؿ تمييزه عما يشتبو بو‪ ،‬و‬
‫المعرؼ‪:‬‬
‫َ‬ ‫مف ىذا المنطمؽ نحاوؿ انتقاء البعض منيا لموقوؼ عمى حقيقة‬

‫‪1‬‬
‫وىيب الندوي‪ ،‬المرافعات المدنية‪ ،‬منشورات جامعة بغداد‪ ،‬كمية القانوف‪،1988،‬ص ‪.210‬‬
‫‪2‬‬
‫عمى أال يفيـ مف ذلؾ أف فكرة عدـ القبوؿ تستغرؽ كؿ صور عدـ القبوؿ‪ ،‬لذلؾ فإف ما يسمى بعدـ القبوؿ المادي يخرج‬
‫مف عداد عدـ القبوؿ بمعناه الفني الصحيح‪ ،‬مثؿ حالة عدـ قبوؿ الموظؼ المختص الطمبات مف الناحية المادية (عدـ دفع‬
‫الرسـ المالي )‪ ،‬حوؿ ىذه الجزئية أنظر‪:‬‬
‫فتحي والي‪ ،‬نظرية البطالف في قانوف المرافعات‪ -‬دراسة تأصيمية تطبيقية‪ -‬منشو ار ت الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬القسـ الثالث‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دوف سنة ‪،‬‬
‫ص‪.784‬‬
‫‪4‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.850‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪363‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫شراح قانوف المرافعات‪ :‬بأنو" الوسيمة التي ينكر بيا الخصـ حؽ خصمو في رفع الدعوى‪،‬‬
‫يعرفو بعض َ‬
‫فيو ال يتعرض بيا لمحؽ المدعى بو وال يطعف بيا في صحة الخصومة و إجراءاتيا‪ ،‬وانما ينازع في قبوؿ‬
‫‪1‬‬
‫الدعوى"‬
‫عرفو البعض اآلخر‪ :‬بأف "المقصود بالدفع بعدـ القبوؿ في المغة اإلجرائية‪ ،‬ىو الوسيمة التي‬
‫كما َ‬
‫يتمسؾ بواسطتيا الخصـ بعدـ جواز نظر الطمب أو الدفع أو الطعف المقدـ مف خصمو إلى المحكمة"‪.2‬‬
‫و واضح مف وجية ىذا النظر أنو يركز في التعريؼ بو عمى نطاؽ استعماؿ الدفع بعدـ القبوؿ‪ ،‬إذ يعتبره‬
‫وسيمة جائ اًز استعماليا ال في إنكار نظر الطمبات فقط‪ ،‬و إنما يجوز أف تستعمؿ أيضاً في عدـ جواز نظر‬
‫المحكمة لمدفوع – دفع الدفع ‪ -‬و الطعوف بأنواعيا عند تخمؼ شرائطيا‪.3‬‬
‫ويجزـ بعض شراح قانوف اإلجراءات الفرنسي بأف الفقو ىو الوحيد الذي تصدى لتعريؼ الدفع بعدـ‬
‫القبوؿ‪ ،‬وال نمقى لو تعريفا تشريعيا و ال قضائيا‪ ،‬ولكف في المقابؿ يؤكد بأف القانوف ىو مصدر ممتاز‬
‫لمدفع بعدـ القبوؿ ‪ ،‬ويمكف أف نختار مف بيف تمؾ التعريفات الفقيية التعريؼ اآلتي‪:4‬‬
‫‪" le moyen qui tend à rejeter, sans examen au fond, une demande ou une défense, parce que la‬‬
‫‪partie ne satisfait pas aux conditions exigées pour pouvoir soumettre au juge cet acte‬‬
‫" ‪processuel‬‬
‫والجدير بالذكر أف الفقو اإلسالمي أوؿ مف ابتدع فكرة عدـ قبوؿ الدعوى‪ ، 5‬و تأكيدا ليذا الرأي فقد‬
‫وجد ىذا المصطمح في الشروحات الفقيية عمى موطأ مالؾ رحمو اهلل تعالى وغيره مف األئمة‪ ،‬ويتداوؿ‬
‫الفقو االسالمي اصطالحيف لمدفع بعدـ القبوؿ ‪ ،‬حيث يطمؽ مصطمح عدـ سماع الدعوى‪ -‬وىو مف‬
‫المصطمحات المشيورة‪ -‬إذا تخمؼ أحد شروطيا أيا كاف دوف تحديد صورة الشرط المتخمؼ الموجب لعدـ‬
‫سماع الدعوى وردىا ‪ ،‬كما أف مف الفقياء مف يطمؽ مصطمح دفع الخصومة‪ ،‬وىذه التسمية نادرة في‬
‫مراجع الفقو اإلسالمي‪. 6‬‬

‫‪1‬‬
‫إبراىيـ نجيب سعد‪ ،‬القانوف القضائي الخاص‪ ،‬الجزء ‪ ،01‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬دوف سنة‪.649،‬‬
‫‪2‬‬
‫األنصاري حسف النيداني‪ ،‬قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬جامعة بنيا‪ ،‬د س‪،‬د‪ .‬ط‪ ،‬ص ‪ ،192‬و أنظر كذلؾ‪:‬‬
‫‪Jean Vincent, Op.cit, P 63.‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد المميجي‪ ،‬الموسوعة الشاممة في التعميؽ عمى قانوف المرافعات‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬القسـ رقـ ‪ ،01‬د‪.‬ف‪،‬د‪.‬س‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪4‬‬
‫يراجع في الفقو الفرنسي مثالً مؤلؼ األستاذ‪:‬‬
‫‪Le Bars(Thierry), Droit judiciaire privé, Collection Domat droit privé, 3e éd. Montchrestien, Paris 2006.‬‬
‫‪5‬‬
‫فيد بف زيف نافع السممي‪،‬الدفع بعدـ القبوؿ الدعوى في نظاـ المرافعات الشرعية السعودي‪ ،‬دراسة تأصيمية مقارنة‪ ،‬كمية‬
‫الدراسات العميا‪ ،‬جامعة نايؼ العربية لمعموـ األمنية‪ ،2008،‬ص ‪.314‬‬
‫‪6‬‬
‫سيما الفقو الم الكي الزاخر بمفردات الصنعة الفقيية في أصناؼ الدعاوى ‪ ،‬أنظر مثال ‪ :‬ابف فرحوف‪ ،‬ابراىيـ بف عمي‪،‬‬
‫تبصرة الحكاـ في أصوؿ األقضية ومناىج الحكاـ‪ ،‬تحقيؽ جماؿ مرعشمي‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2001،‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪364‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫ومثاؿ ذلؾ ‪ :‬الدفع بعدـ سماع دعوى الميراث لمرور الزمف عمييا التي يرفعيا أحد الورثة عمى الوريث‬
‫اآلخر‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وظيفة الدفع بعدم القبول وتمييز أثره عن آثار بعض الجزاءات اإلجرائية‬
‫تتكوف ىذه الفقرة مف نقطتيف سنتولى دراستيما عمى الترتيب الموالي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أوال‪ -‬وظيفة الدفع بعدم القبول كجزاء إجرائي‬
‫تقوـ فمسفة الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى عمى تخويؿ الخصـ وسيمة دفاع موازنة ليواجو بيا سمطة االدعاء‬
‫ال تي يسندىا القانوف لمخصـ اآلخر بإنكاره عميو استعمالو إياىا‪ ،‬وما ذلؾ الترتيب التشريعي إال مف باب‬
‫تكريس مبدأ المساوة اإلجرائية أماـ القضاء استعماالً لحؽ االدعاء أو استعماالً لحؽ الدفاع‪ ،‬كما أف‬
‫السياسة التشريعية تستيدؼ بوسيمة عدـ القبوؿ كفالة االحتراـ لمقواعد اإلجرائية عف طريؽ تعميقيا بجزاء‬
‫مناسب يحقؽ بو األمر القانوني اإلجرائي ىذا مف جانب‪.‬‬
‫فإف الحكمة الظاىرة مف تقرير الدفع بعدـ القبوؿ ىو تمكيف المدعى عميو مف رقابة‬
‫أما مف جانب آخر‪َ ،‬‬
‫مبدأ احتراـ قواعد شروط قبوؿ الدعوى التي تنظميا اإلجراءات و الشكميات الحاكمة والناظمة لممارسة‬
‫حؽ االلتجاء لمقضاء‪، 3‬وىو بذلؾ يعتبر أحد وسائؿ حماية النظاـ العاـ اإلجرائي‪ ،4‬وعمى أساسية حماية‬
‫فكرة النظاـ العاـ فيقوـ الدفع بعدـ القبوؿ بوظيفة جزائية إجرائية إذا ما وقعت مخالفة لمنموذج القانوني‬
‫تشؿ وسيمة المدعي بواسطة أثر ىذا الجزاء وتصبح غير ذات جدوى لممطالبة‬
‫لشروط اإلدعاء‪ ،‬وبالتالي َ‬
‫بحقوقو بسبب إىمالو االلتزاـ بإقامة شرائط دعواه‪ ،‬مما يؤدي إلى امتناع المحكمة عف نظر الطمب‬
‫القضائي ‪،‬و لمحيمولة بينيا وبيف انشغاليا بقضايا غير جدية ال يجني آثارىا أحد مف الخصوـ أو الغير‪.‬‬
‫فالدفع بانتفاء شروط الدعوى إذاً جزاء إجرائي ذو طبيعة خاصة يترتب عمى قبولو ‪-‬أي صحة الدفع‪-‬‬
‫نتيجة مفادىا التصريح أو إعالـ المدعي بعدـ أىميتو لمحماية القضائية بسبب إخفاقو في تحصيؿ شروط‬

‫‪1‬‬
‫عبد اهلل خميؿ الفرا‪ :‬الدفع بعدـ سماع دعوى الميراث لمرور الزمف‪ ،‬مجمة الجامعة اإلسالمية لمدراسات اإلسالمية ‪،‬‬
‫المجمد العشروف‪،‬العدد الثاني‪ ،‬يونيو ‪،2012‬ص ‪.303-279‬‬
‫‪ 2‬أرجأ الباحث دراسة مسألة آثار الدفع بعدـ القبوؿ تفصيالَ عند التطرؽ لبحث نظامو القانوني في الجزء الثاني مف‬
‫الدراسة‪ ،‬أنظر المبحث الثاني مف ىذه الورقة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫يفرؽ الفقو بيف الدعوى و حؽ االلتجاء لمقضاء‪ ،‬حيث يرى أنو إذا كاف صاحب الحؽ ىو رافع الدعوى حينئذ تكوف‬
‫الدعوى وحؽ االلتجاء لمقضاء شيئا واحدا‪ ،‬أما إذا لـ يكف رافع الدعوى ليس ىو صاحب الحؽ فال يكف المدعي قد باشر‬
‫دعواه ‪ ،‬و إنما يكوف قد باشر مجرد حقو في االلتجاء لمقضاء‪ ،‬في ىذه الحالة الدعوى و حؽ االلتجاء لمقضاء يفترقاف‪.‬‬
‫أنظر ‪ :‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬القسـ الثالث‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دوف سنة ‪،‬‬
‫ص‪. 800‬‬
‫‪4‬‬
‫والقانوف اإلجرائي زاخر بالقواعد اآلمرة المتعمقة بالنظاـ العاـ ‪ ،‬ومف بيف ىذه القواعد قواعد تنظيـ السمطة القضائية‪،‬‬
‫وسائؿ التقاضي‪ ،‬درجات التقاضي‪ ،‬طرؽ الطعف‪ ،‬تقرير الجزاءات اإلجرائية عند مخالفة القواعد‪...‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪365‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫الطمب القضائي المطروح لدى القضاء‪ ،‬وبالتالي فإنو يواجو مسألة أحقية المدعي في طمب منحو الحماية‬
‫القضائية ‪ ،‬أو عدـ أحقيتو في الحصوؿ عمى ىذه الحماية ‪.1‬‬
‫وقد وسع المشرع االجرائي دائرة األشخاص الذيف منحيـ الحؽ في إثارة الدفع بعدـ القبوؿ وتحريكو‪ ،‬إذ‬
‫ال تقتصر فقط عمى إرادة الخصـ لوحده كي يستحث القاضي ليوقَعو ‪ ،‬وانما يجب عمى القاضي إثارتو مف‬
‫تمقاء نفسو في بعض الحاالت سيما إذا كاف الدفع مرتبطاً بالنظاـ العاـ ‪،‬كما في حالة عدـ مراعاة مواعيد‬
‫الطعف في األحكاـ قبؿ ميعاد الطعف أو بعده أي يشمؿ كال الحالتيف‪ ،‬وفي حالة فقد المصمحة‪،2‬وفي حالة‬
‫إنكار صفة الخصـ أو وانكار وكالة مف ينوب عف صاحب المصمحة في الدعوى‪.3‬‬
‫كما يجوز لكؿ طرؼ في الخصومة التمسؾ بالدفع بعدـ القبوؿ بما فييـ المتدخؿ الفرعي‪ ،‬حيث يعد‬
‫خصما حقيقيا لو ذات الحقوؽ المقررة ألطراؼ الدعوى خالؿ سير الخصومة‪.4‬‬
‫واذا كاف الدفع بعدـ القبوؿ يصنؼ ضمف وسائؿ الدفاع إال أف إعماؿ نظامو اإلجرائي يؤدي وظيفة‬
‫ج ازئية‪ ،‬لكف الطبيعة الذاتية ليذا الدفع تجعؿ وظيفتو كجزاء ينفرد بخصائص غير تمؾ التي تتميز بيا‬
‫لعؿ أىـ ىذه الجزاءات البطالف و السقوط‪.‬‬
‫المؤيدات اإلجرائية األخرى ‪،‬و َ‬
‫ثانيا‪ -‬تمييز أثر الدفع بعدم القبول عن أثر البطالن وأثر السقوط‪:‬‬
‫سنحاوؿ شرح ذلؾ عمى المنواؿ اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الدفع بعدم القبول وبطالن العمل اإلجرائي‪:‬‬
‫‪ -‬الدفع بعدـ القبوؿ جزاء قانوني يتـ إثارتو إذا لـ تستوؼ الدعوى شرائطيا القانونية‪ ،‬أما البطالف كجزاء‬
‫المعبر عنو في مضموف القاعدة اإلجرائية‪.‬‬
‫َ‬ ‫ال يقوـ إال عندما يخالؼ اإلجراء القضائي نموذجو القانوني‬
‫‪-‬إذا حكـ ببطالف اإلجراء القضائي جاز تجديده صحيحاً (بطالف صحيفة الدعوى يجوز تجديد الدعوى‬
‫بذات الموضوع و األطراؼ و السبب)‪ ،‬كما أف إذا حكـ بصحة الدفع بعدـ القبوؿ ولـ يكف فصالً في‬
‫الموضوع يجوز رفع دعوى جديدة بذات الموضوع ‪ ،‬ويكوف ذلؾ في بعض الحاالت‪ ،‬منيا الحالة التي‬
‫ترفع فييا الدعوى قبؿ األواف أو لـ تحؿ المناسبة بعد لرفعيا ‪،‬كما لو كانت قد رفعت قبؿ حموؿ أجؿ‬
‫الديف‪ ،5‬ذلؾ أف الحكـ ال يحوز أية حجية ‪،‬و بالتالي ال يضمف أية حماية قضائية لرافع الدعوى‪ ،‬وىنا‬
‫نالحظ تشابو مف حيث جواز تجديد الدعوى في كال الجزاءيف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ :‬الدفع بعدـ القبوؿ و نظامو القانوني‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.1981،‬ص‪.169‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬القسـ الثالث‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دوف سنة ‪،‬‬
‫ص‪.802‬‬
‫‪ 3‬المرجع ذاتو‪ ،‬ص ‪،829‬أنظر ‪:‬اجتياد محكمة النقض الفرنسية المذكور في المرجع ذاتو‪:‬‬
‫‪Cassation francaise,15/06/1924,DALLOZ ,1924,p1-201.‬‬
‫‪ 4‬إسماعيؿ عمر‪ ،‬الدفع بعدـ القبوؿ و نظامو القانوني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2004 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪5‬‬
‫األنصاري حسف النيداني‪ ،‬قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬جامعة بنيا‪ ،‬د س‪،‬د‪ .‬ط‪،‬ص‪.194‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪366‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫أما إذا حكمت المحكمة بصحة الدفع بسبب انتفاء المصمحة القانونية‪ ،‬أو بسبب تفويت المدعي المدة‬
‫المقررة لرفع الدعوى‪ ،‬فإف الحكـ في الدفع يحوز الحجية ألنو يعتبر فصالً في موضوع الدعوى عمى الرغـ‬
‫أنو لـ يناقش أساسيا ‪ ،‬ففي صورة الحاؿ ىذه ال يجوز إعادة رفع الدعوى بذات الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدفع بعدم القبول و السقوط‬
‫يعني السقوط سقوط الحؽ في مباشرة العمؿ اإلجرائي‪ ،‬و يترتب كجزاء في حالة عدـ القياـ باإلجراءات‬
‫المطموبة في المواعيد و المناسبات المحددة قانوناً و مخالفة الترتيب الزمني المقرر قانوناً لبعض‬
‫اإلجراءات‪ ،1‬ويالحظ أنو عندما يسقط حؽ مباشرة اإلجراء يقوـ تمقائياً الحؽ في التمسؾ بالسقوط‪ ،‬وال‬
‫يجوز لممتمسؾ بو إثارتو إال بطريؽ الدفع بعدـ القبوؿ ‪،‬مما يبرز وجود صمة إجرائية وثيقة بيف الدفع و‬
‫السقوط‪،‬إذ ال إعماؿ لمدفع بعدـ جواز نظر الدعوى إال إذا سقط حؽ الخصـ في العمؿ اإلجرائي‪ ،‬مثالو‬
‫سقوط الحؽ في مباشرة الدعوى بفوات األجؿ المحدد لرفعيا‪ ،‬في ىذه الحالة ال تقبؿ الدعوى بانقضاء مدة‬
‫استعماليا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تنوع الدفوع بعدم القبول‪ :‬ظاىرة إجرائية‬
‫يتميز الدفع بعدـ القبوؿ بخصيصة تنوع صوره عف غيره مف الدفوع ‪ ،‬وقد عدد تقنيف اإلجراءات بعض‬
‫أنواعو عمى سبيؿ التمثيؿ ال الحصر ‪،‬مما يكشؼ عف نية المشرع في تعمده صياغة عبارة نص أحكاـ‬
‫المادة ‪ 67‬إ‪.‬ـ بأسموب التمثيؿ " الدفع بعدـ القبوؿ ىو الدفع‪....‬كانعداـ الصفة ‪ Qualité‬و انعداـ‬
‫المصمحة ‪ Défaut d'intérêt‬و التقادـ ‪ La prescription‬و انقضاء األجؿ المسقط ‪....Délai préfix‬‬
‫و مفاد ذلؾ أف قائمة فئة " الدفوع بعدـ القبوؿ" الواردة لـ تستنفذ كؿ أفراد أو صور ىذا النوع مف الدفوع‪،‬‬
‫ويرتد عدـ حصرىا إلى تعدد األسباب الموجبة لتوقيع عدـ القبوؿ‪،‬وتمؾ األسباب يجوز أف تخمقيا إرادة‬
‫الخصوـ لموصوؿ إلى آثار إجرائية معينة‪ ،2‬مما يفتح الباب واسعاً أماـ اجتياد القضاء ألجؿ تشخيص‬
‫ثـ يقوـ بإخضاع كؿ صورة حالة عدـ‬
‫حاالت أخرى يستخمصيا مف أوراؽ الدعوى ومذكرات الدفاع‪ ،‬ومف َ‬
‫قبوؿ لقواعد خاصة تناسب طبيعتيا ويكوف مصدرىا اجتياده‪،3‬سيما في الفرض الذي يوجو فيو القاضي‬

‫‪1‬‬
‫أمينة مصطفى النمر‪ ،‬الدعوى و إجراءاتيا‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬دوف سنة‪ ،‬ص‪.416‬‬
‫‪ 2‬واف كاف طبيعة القانوف اإلجرائي تأبى أف يكوف لالتفاؽ اإلرادي دور في نطاقو‪ ،‬ألف دور الخصوـ يتحدد في اإلعالف‬
‫عف إرادتيـ في استعماؿ اإلجراءات وينتيي عندىا‪ ،‬ولكف توجد حاالت اعترؼ فييا المشرع لإلرادة بإحداث آثار إجرائية‪،‬‬
‫أنظر تفصيال ليذه الجزئية‪ :‬نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬أصوؿ المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.621‬‬
‫وحديثاً ال ينكر الفقو دور السمطة القضائي في سد النقص التشريعي و صنع بعض قواعده" إف دور القضاء في صناعة‬ ‫‪3‬‬

‫القواعد القانونية عند سكوت التشريع في بالد القانوف المكتوب لـ يعد بدوره منكو ًار مف الفقو الحديث الذى بات يعترؼ اآلف بقدرة‬
‫القضاء المتواتر‪-‬يعني محكمة النقض المصرية‪ -‬عمى صناعة القواعد القانونية غير المكتوبة التي يمتزـ بيا الجميع"‪ ،‬أنظر‪ :‬ىشاـ‬
‫عمي صادؽ‪ ،‬مدى حؽ القضاء المصري في التخمي عف اختصاصو الدولي بالمنازعات المدنية و التجارية‪ ،‬التعميؽ عمى حكـ محكمة‬
‫النقض المصرية الصادر في ‪ ، 2014/03/24‬دوف ذكر دار النشر‪،‬ىامش ص ‪.04‬‬

‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪367‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫سكوت النص المكتوب أو غياب النص المنظـ ألحكاـ حالة الدفع ‪ ،‬شريطة أف تقوـ المحكمة بتسبيب‬
‫أحكاميا‪.‬‬
‫و يحسف بنا أف نذكر بعض الدفوع اليامة بسبب كثرة حدوثيا عممياً‪ ،‬منيا المنصوص عمييا في مواد‬
‫تـ التنصيص عميو في قوانيف خاصة‪،‬‬
‫متفرقة مف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬كما أف بعضيا َ‬
‫وىي اآلتية عمى التوالي‪:‬‬
‫أوالً‪-‬في قانون اإلجراءات أو المرافعات ‪:‬‬
‫‪ -1‬الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى النتفاء الصفة أو المصمحة وىي الشروط العامة لمدعوى (‪ 67‬إ‪.‬ـ‪.‬إ)‪.‬‬
‫‪-2‬الدفع بعدـ سماع دعوى الحيازة ( أي عدـ قبوليا) ممف انصرفت إرادتو لاللتجاء إلى طريؽ دعوى‬
‫الممكية ( المادة ‪ 529‬إ ـ إ)‪.‬‬
‫‪ -3‬الدفع بعدـ قبوؿ دعوى منع التعرض‪ ،‬و ذلؾ إذا رفعت ىذه الدعوى بعد سنة‪ ،‬إذ يسقط الحؽ في‬
‫رفعيا بعد ‪ 01‬سنة‪.‬‬
‫‪-4‬الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى العقارية‪ ،‬إذا أغفؿ رافعيا إشيار عريضة الدعوى لدى المحافظة العقارية ‪،‬و‬
‫ىذا إجراء وجوبي عمى المدعي تحصيمو تحت طائمة عدـ قبوؿ الدعوى( ‪ 17‬إ‪.‬ـ‪.‬إ)‬
‫‪-5‬الدفع بعدـ القبوؿ الطعف بسبب رفعو خارج الميعاد القانوني‪ ،‬و ىنا نرى أف الجزاء المترتب عمى الدفع‬
‫بعدـ القبوؿ سقوط الحؽ في الطعف‪، 1‬أي جزاؤه السقوط ال البطالف كما عميو القاعدة في الدفوع الشكمية‪.‬‬
‫‪-6‬عدـ سماع دعوى ضماف العيب الخفي أي الدفع بعدـ قبوليا إذا رفعت مفوتاً صاحبيا ( المشتري)‬
‫أجؿ سنة مف وقت تسميـ الشيء المبيع ( المادة ‪ 383‬مدني)‪.‬‬
‫‪-7‬الدفع بعدـ جواز نظر الدعوى لحجية لسبؽ الفصؿ فييا‪ ،‬و ىو مف الدفوع التي يجوز إثارتيا في أية‬
‫مرحمة مف مراحؿ نظر الدعوى حتى أماـ المحكمة المختصة بنظر الطعف‪.2‬‬
‫‪ -8‬الدفع بعدـ قبوؿ الطمبات الجديدة أماـ جية اإلستئناؼ‪.3‬‬
‫ثانياً‪-‬في قانون األسرة‪( :‬المادة ‪ 49‬منو و قانوف إ ـ إ في المادة ‪ )436‬يعتبر الصمح إجراء وجوبي في‬
‫مواد الطالؽ وىو ترتيب تشريعي‪ ،‬فإذا لـ يحترـ ىذا اإلجراء سيؤدي إلى عدـ قبوؿ الدعوى‪.‬‬
‫ثالثاً‪-‬قانون العمل‪ :‬القياـ بإجراء عرض منازعات العمؿ عمى مكتب المصالحة لدى مفتشية العمؿ قبؿ‬
‫عرض المنازعة عمى القضاء المختص‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫يرى جانب مف الفقو اإلجرائي بأف عدـ قبوؿ الطعف يستخدـ في غير مجالو‪ ،‬ألف المجاؿ الحيوي لعدـ القبوؿ ىو تخمؼ‬
‫الحاج ة لمحصوؿ عمى الحماية القضائية‪ ،‬أنظر حوؿ ىذا الموضوع ‪ :‬نبيؿ اسماعيؿ عمر‪،‬الدفع بعدـ القبوؿ و نظامو‬
‫القانوني‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1981،‬ص‪.150‬ولنفس المؤلؼ أنظر‪ :‬عدـ فعالية الجزاءات اإلجرائية في قانوف‬
‫المرافعات‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪،‬االسكندرية‪ ،2002،‬ص‪.95‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار صادر عف المحكمة العميا بتاريخ ‪ 1989-02-19‬رقـ ‪ 32456‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬عدد ‪ 01‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 235‬مف قانوف المرافعات المصري‪.‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪368‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫رابعاً‪ -‬قانون التحكيم‪ :‬وجود شرط التحكيـ في موضوع النزاع إذا ورد في اتفاؽ األطراؼ‪ ،‬أي عدـ سماع‬
‫الدعوى و عدـ قبوليا طالما أف شرط التحكيـ قائـ‪ ،‬إذ أف وجود شرط التحكيـ يمنع قاضي مف نظر‬
‫الدعوى‪ ،‬وبالتالي يستطيع الخصـ تقديـ دفعاً بعدـ قبوؿ نظر الدعوى لوجود المانع في االتفاؽ وىو شرط‬
‫التحكيـ‪ " 2‬ألف الخصـ ينكر بو سمطة خصمو في االلتجاء إلى القضاء العادي لمذود عف حقو "‪.3‬‬
‫خامساً‪ -‬قانون الوساطة‪ :4‬وجود الشرط المانح إلجراء الوساطة في وثيقة العقد‪ ،‬حيث إذا ما رفع أحد‬
‫العاقديف الدعوى أماـ القضاء‪ ،‬جاز لمطرؼ اآلخر أف يتمسؾ بذاؾ الشرط في صورة دفع بعدـ قبوؿ‬
‫الدعوى‪.5‬‬
‫سادساً‪ -‬في قانون المنازعات اإلدارية‪:‬‬
‫‪-1‬كوجوب تقديـ طعف أو عرض النزاع عمى لجنة إدارية متخصصة قبؿ عرض الدعوى عمى القضاء‪:‬‬
‫مثمما ينص قانوف الضرائب في المنازعات الضريبية مف وجوب رفع طعف إجباري أماـ الييئات المختصة‬
‫حسب قيمة المبمغ محؿ االعتراض‪ ،6‬أو تمؾ المتعمقة بالمنازعات التأديبية‪.‬‬
‫‪ -2‬وكوجوب رفع دعوى اإللغاء قبؿ فوات األجؿ القانوني وىو أربعة أشير تنطمؽ مف تاريخ التبميغ‬
‫الشخصي(الق اررات الفردية) أو مف تاريخ النشر(الق اررات التنظيمية و الجماعي )‪.7‬‬
‫ففي كؿ ىذه الحاالت إذا لـ يحترـ المدعي ىذا الترتيب التشريعي (عرض النزاع عمى لمجنة‪ ،‬احتراـ‬
‫األجؿ القانوني) يجوز لممحكمة أف تحكـ بالدفع بعدـ القبوؿ مف تمقاء نفسيا (في ىذه الحالة الدفع متعمؽ‬
‫بالنظاـ العاـ)‪ ،‬أو بناء عمى دفع يقدمو المدعى عميو (اإلدارة)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 06‬مف قانوف رقـ ‪ 04-90‬المؤرخ في ‪،1990/04/06‬المتعمؽ بنزاعات العمؿ الفردية و تسويتيا‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ ،06‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ 2‬ويمكف أف يرد شرط التحكيـ المانع حتى في دعوى الصفقات العمومية إذا اتفقت اإلدارة مع المتعامؿ االقتصادي‪ ،‬أنظر‬
‫المادتاف ‪ 976-975‬مف قانوف االجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬المرجعي السابؽ ذكره‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ‪1988 ،08‬ـ‪ ،‬ص ‪.864‬‬
‫‪4‬‬
‫الوساطة عمؿ قانوني اتفاقي ثـ يتحوؿ عمؿ إجرائي‪ ،‬واذا ما رفعت الدعوى دوف مراعاة شرط الوساطة لمقاضي بصدده‬
‫سمطة تقديرية ‪،‬إما يقضي بعدـ القبوؿ الدعوى أو الحكـ بعدـ قبوؿ الوساطة‪ ،‬حوؿ الموضوع أنظر‪:‬‬
‫‪-Susan Douglas, ‘Ethics in Mediation: Centralising Relationships of Trust, (2017) 35(1) Law‬‬
‫‪in Context.‬‬
‫‪.- Boulle(L) Mediution: Process, Practice (Sydney: Butterworths. 1996‬‬
‫‪5‬‬
‫أحمد إبراىيـ عبد التواب‪ ،‬اتفاؽ التحكيـ والدفوع المتعمقة بو‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ، ٨٠٠٢ ،‬ص ‪ 151‬و ما يمييا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 21-01‬المؤرخ في ‪ ،2001/12/22‬المعدؿ و المتمـ‪ ،‬المتضمف قانوف االجراءات الجبائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد‬
‫‪.73‬‬
‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 829‬مف القانوف رقـ‪09-08‬المؤرخ في ‪، 2008/02/25‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 21‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪369‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫‪-3‬عدـ قبوؿ الدعوى اإلدارية النتفاء شرط القرار اإلداري محؿ اإللغاء‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مشكمة تحديد طبيعة الدفع بعدم القبول‬
‫لقد شاعت تاريخياً كظاىرة خالفية في البيئة الفقيية مسألة عدـ اإلجماع عمى طرح واحد حوؿ طبيعة‬
‫الدفع بعدـ القبوؿ‪،1‬و ال يزاؿ الخالؼ قائماً لحد اآلف ‪ ،‬وذلؾ بسبب مسألة غموض ىذا الدفع مقارنة‬
‫بالدفوع األخرى‪،‬و مرد ىذا الغموض ىو عزوؼ التشريعات المقارنة‪-‬كما األمر في القانوف الوطني‪ -‬عف‬
‫التعرض لكؿ المسائؿ التي يدور البحث فييا عف طبيعتو‪،2‬وقبؿ الوقوؼ عمى مشكمة تحديد طبيعة الدفع‬
‫بعدـ القبوؿ‪ ،‬يدفعنا منطؽ البحث إلى طرح األسئمة اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬ىؿ يعد صنواً لمدفوع الموضوعية أـ صنواً لمدفوع الشكمية؟‪،‬‬
‫‪-‬أـ ىؿ ينتمي ىذا الدفع إلى الدفوع الموضوعية تارة و إلى الدفوع الشكمية تارة أخرى وذلؾ بحسب‬
‫األحواؿ؟‬
‫‪ -‬أـ ىؿ ىذا الدفع ذو طبيعة خاصة ومستقؿ بنظاـ خاص عف باقي أنواع الدفوع؟ ‪.‬‬
‫تقعد أصوالً حسب مشارب مذىبيا بيدؼ‬ ‫لذلؾ قد وجدت عدة اتجاىات فقيية تتبنى معايير معينة َ‬
‫تمحيص طبيعة الدفع بعدـ القبوؿ لموصوؿ إلى تصنيفو وتحديد آثاره القانونية‪ ،‬فمف الفقياء مف اعتبره‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دفعا موضوعيا ألنو يختمط بوسائل الدفاع الموضوعية‬
‫و قد فسرت ىذه النظرية ذلؾ عمى أساس أف الدفع بعدـ القبوؿ يوجو إلى أحد شروط نشأة الحؽ في‬
‫الدعوى أو شروط قبوليا‪ ،‬ومعموـ أف ىذه المسائؿ تتعمؽ بالمراكز الموضوعية وال تتعمؽ بالمراكز‬
‫اإلجرائية‪ ،‬كما أف المشرع المصري أعطى الدفع بعدـ القبوؿ حكـ الدفع الموضوعي مف حيث إبدائيما‪،‬‬
‫فأجاز إبداءه في أية حالة كانت عمييا الدعوى‪،4‬والنتيجة ىي أف ىذا الدفع ىو دفع موضوعي انطالقاً مف‬
‫مف البناء الفقيي عمى تمؾ األسباب و المقدمات‪.‬‬
‫وفي الحقيقة أف الفقو ‪-‬المؤيد لفكرة تصنيؼ الدفع بعدـ القبوؿ ضمف الدفوع الموضوعية‪ -‬يرى أف أي‬
‫طرح آخر إلخراج الدفع مف ف ئة الدفوع الموضوعية سيكوف غير سديد ومجانبا لحقيقة طبيعة ىذا الدفع‪،‬‬
‫وقد ضرب أمثمة لطرحو محاوالً إثبات وجاىة رأيو ‪ ،‬وكاف ذلؾ كاآلتي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يراجع في ىذه الجزئية المؤلفات المتخصصة‪ :‬نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ :‬الدفع بعدـ القبوؿ و نظامو القانوني‪ ،‬منشأة المعارؼ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1981،‬ص‪.153‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ :‬نظرية الدفوع‪،...‬القسـ األوؿ ‪،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪3‬نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ :‬أصوؿ قانوف المرافعات‪ ، ...‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.613‬‬
‫‪4‬‬
‫السيد الصاوي‪ :‬الوسيط في شرح قانوف المرافعات‪،...‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.353‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪370‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫‪ -‬إذا تعمقت الدعوى بحؽ مستحؽ األداء‪ ،‬ففي ىذه الحالة يكوف الحؽ ىو المصمحة القائمة الحالة‪،‬‬
‫الموجو في الحالة ىذه ىو دفع‬
‫َ‬ ‫فبالتالي أف الدفع يوجو إلى صميـ أصؿ الحؽ المدعى بو‪ ،‬والدفع‬
‫موضوعي‪.1‬‬
‫‪ -‬وأيضاً إذا تعمؽ الدفع بانعداـ الصفة لدى المدعي يقصد بو الرد عمى الدعوى نفسيا فيو إذاً دفع‬
‫موضوعي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دفعا شكميا بسبب استيداف كل منيما غاية واحدة‬
‫‪3‬‬
‫و قد اعتبره ىذا الرأي مف شاكمة الدفوع الشكمية‪2‬؛ ألف ىذه األخيرة ترمي إلى استبعاد الطمب القضائي‬
‫دوف الحكـ في موضوع الدعوى‪ ،‬وكذلؾ الشأف بالنسبة لمدفع بعدـ القبوؿ‪ ،‬ذلؾ أف الدعوى عندما تفقد‬
‫شرطا مف شروطيا يكوف مآليا وجزاؤىا مف الوجية اإلجرائية "عدـ القبوؿ" أي عدـ جواز نظر القضية‬
‫واستبعادىا‪ ،‬و ىنا يمكف لمخصـ " إثارة الدفع بعدـ القبوؿ"‪ .‬و األمر ذاتو يتحقؽ بالنسبة لمدفوع الشكمية‪.‬‬
‫واذا كانت الدفوع الشكمية والدفوع بعدـ القبوؿ تتفقاف مف حيث استيدافيما غاية واحدة ‪،‬لكنيما يختمفاف مف‬
‫حيث وقت إبدائيما‪ :‬فالقاعدة اإلجرائية توجب إبداء الدفوع الشكمية قبؿ الكالـ في الموضوع أي قبؿ‬
‫مناقشة األساس‪ ،‬و إال سقط الحؽ في إثارتيا‪ ،‬أي أف إلبداء الدفع اإلجرائي وقت معيف و ال وجود لمحرية‬
‫في وقت إبدائو ‪،‬ويعتبر كالما في الموضوع التعبير عف إرادة إبداء الطمبات أو إبداء الدفوع الموضوعية‬
‫أو إبداء الدفوع بعدـ القبوؿ‪.‬‬
‫و األمر في الدفوع بعدـ القبوؿ خالؼ ذلؾ‪ ،‬إذ يجوز إبداء الدفع بعدـ القبوؿ في أية حالة كانت عمييا‬
‫اإلجراءات و لو ألوؿ مرة أماـ اإلستئناؼ سواء تعمؽ األمر بالنظاـ العاـ أو تعمؽ بالمصمحة الخاصة‪،4‬‬
‫فالحؽ في الدفع بعدـ القبوؿ قائـ ال يسقط و لو بدأت مناقشة موضوع الدعوى ‪،‬كما ال يسقط الحؽ فيو‬
‫بعدـ إبدائو في صحيفة الطعف‪ ،5‬وكقاعدة عامة ال يسقط الحؽ في إثارتو في أية مرحمة كانت عمييا‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دفعاً ذا طبيعة خاصة‪ :‬النظرية الحديثة في طبيعة الدفع بعدم القبول‬

‫‪1‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬القسـ الثالث‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دوف سنة ‪،‬‬
‫ص‪.803‬‬
‫‪2‬‬
‫كما كاف يعتبره قانوف اإلجراءات الفرنسي قبؿ تعديمو سيما ما يتعمؽ بوقت إبداء الدفعيف‪ ،‬لتفصيؿ أكثر أنظر‪:‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪:‬الدفع بعدـ القبوؿ و نظامو القانوني‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪،1981،‬ص‪.314‬‬
‫‪3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.613‬‬
‫‪4‬‬
‫األنصاري حسف النيداني‪ ،‬قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬جامعة بنيا‪ ،‬د س‪،‬د‪ .‬ط‪،‬ص‪.193‬‬
‫‪5‬‬
‫المرج ذاتو ‪،‬ص‪.193‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪371‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫يرى أنصارىا أنو ليس بسائغ القوؿ بتصنيفو ضمف طائفة الدفع الموضوعي أو ضمف طائفة الدفع‬
‫الشكمي ‪،‬إذ ال عالقة لوظيفة الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى باإلجراءات القضائية كما ىو األمر في وظيفة الدفع‬
‫الشكمي‪ ،‬إذ ىذا األخير يوجو إلى إجراءات الخصومة‪.1‬‬
‫ويستوي األمر أيضاً إذا ما اتجينا لمقارنتو بالدفع الموضوعي فإنو يوجد انفكاؾ كمي بيف ما يرمي إليو‬
‫الدفع بعدـ القبوؿ و ما ييدؼ إليو الدفع الموضوعي‪ ،‬ذلؾ أف ىذا األخير يوجو إلى ذات الحؽ المدعى‬
‫بو‪،2‬و أما الدفع بعدـ القبوؿ‪ .‬إنما يوجيو الخصـ إلى اليدؼ النيائي الذي يرمي إليو الطمب القضائي "‬
‫الحماية القضائية"‪ ،3‬أي ينكر مف األساس سمطة استعماؿ الخصـ الدعوى أو تنتفي بالنسبة إليو سمطة‬
‫اإلدعاء في مواجية الخصـ اآلخر لوصولو لمحماية القضائية‪.‬‬
‫كما ال يمكف اعتباره مختمطاً ‪،‬أي تارة دفعاً موضوعياً لحيازتو بعض خصائص الدفع الموضوعي‪ ،‬أو‬
‫اعتباره تارة أخرى مف الدفوع اإلجرائية لتحقؽ فيو بعض خصائص الدفع الشكمي‪ ،‬إذاً الدفع بعدـ القبوؿ‬
‫ليس مف الدفوع الموضوعية و ال الشكمية إنما ىو دفع مستقؿ بذاتو لو أحكامو الخاصة بو و نظامو‬
‫القانوني المستقؿ‪.‬‬
‫و ينبو األستاذ ‪ Jean Vincent‬إلى أف طبيعتو و تميزه عف غيره مف الدفوع تعتمد أساساً عمى إرادة‬
‫الخصـ التي تتجو إلى التصريح بعدـ جواز نظر دعوى خصمو‪:‬‬
‫‪" Le défendeur ne contredisent pas la demande sur le font, mais la paralysent sans engager‬‬
‫‪ouvertement le conflit avec elle"4.‬‬
‫ويبدو أف موقؼ السياسة التشريعية اإلجرائية يتبنى ىذا الرأي األخير في قانوف اإلجراءات المدنية و‬
‫اإلدارية ‪،‬والدليؿ عمى ذلؾ أف قصد المشرع ينصرؼ إلى إخضاع الدفع بعدـ القبوؿ ألحكاـ مستقمة عف‬
‫الدفوع الموضوعية بصفة خاصة‪ ،‬حيث نصت أحكاـ المادة ‪ 67‬منو عمى ما يمي‪ " :‬الدفع بعدـ القبوؿ‪،‬‬
‫ىو الدفع الذي يرمي إلى التصريح بعدـ قبوؿ طمب الخصـ النعداـ الحؽ في التقاضي‪ ،‬كانعداـ الصفة أو‬
‫انعداـ المصمحة و التقادـ‪ 5‬و انقضاء األجؿ المسقط و حجية الشيء المقضي بو‪ ،‬و ذلؾ دوف النظر في‬
‫موضوع النزاع " ‪،‬وىو ذات االتجاه الذي ينحو نحوه قانوف اإلجراءات الفرنسي في مادتو ‪.122‬‬
‫ولكف ما يسجؿ كمالحظة عمى تقنيف اإلجراءات الفرنسي أنو أناط بإرادة الخصوـ إمكانية اقتراح‬
‫اعتراضات يمكف أف تحوؿ دوف قبوؿ الطمب في أي حاؿ مف األحواؿ‪ ،‬مع إعفاء مف يدعي وجودىا مف‬
‫عبء إثبات الضرر الواقع عميو‪ ،‬وال يحكـ بو القاضي تمقائياً بمجرد إثارة عدـ القبوؿ دوف مناقشة األساس‬
‫بناء عمى سمطتيا‪ -‬سمطة مقيدة بحدود النص‪ -‬في تقرير‬
‫القانوني الذي استند إليو‪،‬وانما تحكـ بو المحكمة ً‬

‫‪1‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ :‬نظرية الدفوع‪،......‬القسـ الثالث‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.801‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع ذاتو‪ ،‬ص‪.801‬‬
‫‪3‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ :‬أصوؿ قانوف المرافعات‪ ، ...‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.617‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Jean Vincent: Procédure Civile, Dalloz, 19 éme.ed, 1978, P 62 .‬‬
‫‪5‬‬
‫وقد نظمو المشرع المدني في المواد ‪ 308‬إلى ‪ 322‬مف التقنيف المدني‪.‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪372‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫وجود االعتراض المانع مف قبوؿ دعوى خصمو‪،‬وىذا األمر يستشؼ مف أحكاـ المادة ‪ 122‬إجراءات‬
‫فرنسي‪:‬‬
‫‪"Les fins de non-recevoir peuvent être proposées en tout état de cause ,sans que celui qui les‬‬
‫‪invoque ait à faire la preuve d’un grief".‬‬
‫‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني لمدفع بعدم القبول و دور االجتياد القضائي في توضيح قواعده‬
‫وتفسيرىا‬
‫كيؼ يميز و ينظـ الدفع بعدـ القبوؿ؟‬
‫الدفع بعدـ القبوؿ كما أسمفنا ىو دفع مف نوع خاص ومستقؿ بذاتو عف بقية الدفوع و ال اشتراؾ بينو‬
‫وبينيا ألبتة ‪،‬إذ ىو ليس نزاع في األساس أي ال يوجيو الخصـ لموضوع الطمب مثمما ىي عميو الحاؿ في‬
‫الدفع الموضوعي‪ ،‬و أيضا ال يعد دفعا شكميا لعدـ تعمقو باإلجراءات و األشكاؿ‪ ،‬و ال يقوـ كجزاء بسبب‬
‫عيب فييا‪.‬‬
‫و قد َنبو األستاذ ‪ Jean Vincent‬و أغمب الفقو الفرنسي إلى ىذه االستقاللية عبر تحديده مدلولو اإلجرائي‬
‫الحقيقي و الغاية مف إعمالو بأنو‪" :‬عبارة عف وسيمة تكشؼ لمقاضي عف وجود عائؽ يعترض سمطة‬
‫استعماؿ الحؽ في الدعوى التي يريد صاحبيا رفعيا"‪،1‬أي ىو وسيمة إلبعاد أو شؿ مناقشة القاضي‬
‫لألساس ‪ paralyser le débat au font‬لمحيمولة بيف الخصـ و الحماية التي يطالب بيا لدى سمطة‬
‫القضاء‪.‬‬
‫وسوؼ نبرز معالـ استقاللية نظاـ الدفع بعدـ القبوؿ وانفراده بطبيعة ذاتية خاصة ‪ ،‬وذلكـ ما يقتضي‬
‫منا التصدي لمجمؿ القواعد التي تحكـ نظامو القانوني وتنظمو‪ ،‬والتي كاف لمقضاء دور كبير في‬
‫توضيحيا و تفسيرىا‪ ،‬وانشاء قواعد أحياناً(مطمب أوؿ)‪ ،‬و بعد ذلؾ ننتقي بعض صور التطبيقات العممية‬
‫في اجتيادات القضاء(مطمب ثاف)‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬القواعد الناظمة و الحاكمة لمدفع بعدم القبول‬
‫سنشرحيا تباعاً مخصصيف لكؿ قاعدة فقرة مستقمة عمى حدة‪ ،‬وذلكـ عمى المنواؿ التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القاعدة األولى ‪ -‬وقت تقديم الدفع بعدم القبول‬
‫أو كما يعبر عنيا الفقيو نبيؿ إسماعيؿ عمر " تحديد المحظة التي يجوز فييا إبداء الدفع بعدـ القبوؿ"‪.‬‬
‫يجوز إبداء الدفع بعدـ القبوؿ في أية حالة كانت عمييا االجراءات‪ ،‬و لو ألوؿ مرة أماـ محكمة االستئناؼ‬
‫سواء تعمؽ الدفع بالنظاـ العاـ أو تعمؽ بالمصمحة الخاصة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean Vincent, Op.cit, P 64.‬‬
‫‪2‬‬
‫األنصاري حسف النيداني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪192‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪373‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫و يمكف لمخصوـ تقديـ الدفع بعدـ القبوؿ و لو بعد تقديـ الدفوع الموضوعية‪ ،‬إذ ال يسقط الحؽ في الدفع‬
‫بعدـ القبوؿ بمناقشة األساس أو الكالـ في الموضوع‪ ،‬كما ال يسقط الدفع بعدـ إبدائو في صحيفة الطعف‪،‬‬
‫و ىو جائز إبداؤه طالما لـ يتـ إقفاؿ باب المراجعة‪.‬‬
‫عمى أنو يبدو مالحظةً إذا كاف الدفع بعدـ القبوؿ متعمقا بالنظاـ العاـ ( عدـ قبوؿ الدعوى لعدـ‬
‫مشروعيتيا) ‪،‬يج وز تقديمو في أية مرحمة مف مراحؿ الدعوى‪ ،‬و لممحكمة إثارتو مف تمقاء نفسيا و تقضي‬
‫بعدـ القبوؿ مف تمقاء نفسيا دوف انتظار إثارتو مف طرؼ صاحبو‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القاعدة الثانية ‪ -‬ال يعتبر الفصل في الدفع بعدم القبول فصال في موضوع الدعوى‬
‫مفاد ىذه القاعدة كالتالي‪:‬‬
‫إ ذا حكمت المحكمة بعدـ قبوؿ االدعاء مما يعني منطقا أف الحكـ لـ يناقش موضوع الدعوى بسبب أف‬
‫شروط الحماية القضائية غير متوافرة وقت االدعاء‪.‬‬
‫و معنى ذلؾ أف طمب الحماية القضائية يكوف غير مقبوؿ‪ ،2‬و لكف ال يمنع ذلؾ مف جواز تجديد الطمب‬
‫القضائي إذا ما استطاع صاحب الطمب استحصاؿ شروط قبوؿ الدعوى التي لـ تكف متوافرة في الطمب‬
‫القضائي السابؽ‪ ،‬كأف يصبح المدعي ذا صفة في الدعوى فيما بعد‪ ،‬ألف الحكـ بعدـ القبوؿ لـ يتعرض‬
‫لمناقشة الموضوع‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬القاعدة الثالثة ‪-‬ال يحوز الحكم بقبول الدفع أو رفضو حجية الشيء المقضي بو‬
‫نضرب مثاالً لإلبانة عف حكـ ىذه القاعدة ومقتضياتيا‪ :‬إذا لـ تتوافر شرط المصمحة فإف الحكـ الذي‬
‫يصدر بعدـ قبوؿ الدعوى النتفاء شرط المصمحة ال يحوز حجية الشيء المقضي فيو‪ ،‬إذ يجوز بعد الحكـ‬
‫بعدـ قبوؿ الدعوى‪ -‬النتفاء المصمحة‪ -‬أف ترفع ذات الدعوى مف جديد متى توافرت المصمحة‪.3‬‬
‫و في ىذه الحالة نالحظ وجود قاسـ مشترؾ بيف الدفع بعدـ القبوؿ و الدفع الشكمي في أف كالىما يترتب‬
‫عمى الحكـ فييما جواز تجديد الدعوى مرة أخرى‪ ،‬بخالؼ الحكـ الفاصؿ في الدفع الموضوعي‪.‬‬
‫غير أف ىذه القاعدة يرد عمييا بعض االستثناءات كما في صور بعض حاالت الدفع بعدـ القبوؿ‪ ،‬إذ‬
‫في بعض الحاالت يترتب عمى الحكـ بقبوؿ الدفع‪،‬لذلؾ ال يجوز لمقاضي توفير الحماية القضائية‬
‫لممدعي‪ ،‬و ال يمكف أف يعيد المدعي مرة ثانية تجديد إقامة الدعوى‪،‬و إف كاف األصؿ جواز تجديدىا‪ ،‬و‬
‫مثالو حالة دعوى الحيازة ‪ :‬أف المقرر قانونا أنو يسقط الحؽ في رفع دعوى الحيازة إذا لـ يبادر مف كاف‬

‫‪1‬‬
‫أحمد ىندي‪ ،‬أصوؿ المحاكمة المدنية و التجارية‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪1989 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪2‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.622‬‬
‫‪3‬‬
‫وجدي راغب فيمي‪ ،‬مبادئ الخصومة المدنية‪ ،‬دار الفكر الديني‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ،03‬ص ‪ .222‬ولكف نستثني شرط‬
‫المصمحة المحتممة والتي يقدر القاضي وقوعيا‪ ،‬وىنا ال نتصور الحكـ بعدـ قبوليا‪ ،‬ألنو يوجد ترخيص تشريعي في إقامة‬
‫الدعوى بمصمحة محتممة ‪.‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪374‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫حائ از برفعيا خالؿ سنة مف وقت التعرض‪،‬و كذا األمر بالنسبة لدعوى استرداد الحيازة ( المادة ‪ 524‬إ ـ‬
‫إ)‪ ،‬وىنا نالحظ أف التمسؾ بسقوط الحؽ في رفع الدعوى قائـ بالنسبة لممدعى عميو‪ ،‬فإذا تمسؾ ىذا‬
‫األخير بالسقوط وكاف مؤسساً قضت المحكمة بعدـ قبوؿ الدعوى‪.‬‬
‫صرح بالتمسؾ بحؽ الممكية‪ ،‬وىذه الحالة‬‫كما يسقط الحؽ في رفع دعوى الحيازة‪ ،‬طالما كاف المدعي قد َ‬
‫تطبيؽ غير مباشر لمبدأ عدـ جواز الجمع بيف دعوى الحيازة و دعوى الممكية‪.‬‬
‫وليس بخاؼ في حالة دعوى الحيازة أف الحكـ بعدـ قبوليا ال يكتسي حجية الشيء المقضي فيو‪ ،‬مما‬
‫يمنح الحؽ في جواز تجديد رفع الدعوى مرة ثانية إذا حصؿ اعتداء عمى الحيازة مرة أخرى‪.‬‬
‫وأيضاً مف الحاالت التي يجوز فييا تجديد الدعوى‪ :‬كالحالة التي يقتصر فييا أثر الحكـ بعدـ القبوؿ‬
‫عمى إلغاء إجراءات الدعوى فقط‪ ،‬فمف الممكف حينئذ تجديد إقامة الدعوى كما في حالة رفع الدعوى قبؿ‬
‫أوانيا أو مناسبتيا‪.1‬‬
‫يعتبر الحكـ الصادر بعدـ القبوؿ مف األحكاـ الفرعية التي ال يجوز الطعف فييا مباشرة إال بمعية الحكـ‬
‫في الموضوع‪ ،‬لذلؾ يجب االنتظار لحيف صدور الحكـ في الموضوع و الطعف فيو مع الطعف في ىذا‬
‫الحكـ‪ ،2‬ويعتبر مطروحاً عمى محكمة االستئناؼ بقوة القانوف‪.3‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬القاعدة الرابعة ‪-‬استنفاذ والية المحكمة بالنسبة لمحكم الصادر بعدم القبول‬
‫األصؿ أف ما يميز الحجية ‪ -‬الشيء المحكوـ فيو‪ -‬عف استنفاذ الوالية ىو كوف الحكـ الحائز لحجية‬
‫الشيء المقضي بو و الصادر بذات الخصوـ و الصفة بناء عمى نفس المحؿ و السبب‪.4‬يعد مانعا‬
‫لمخصـ مف تجديد دعواه‪ ،‬إذ لو فعؿ لواجيو الخصـ اآلخر بالتمسؾ بإبداء الدفع بعدـ القبوؿ لسبؽ الفصؿ‬
‫فييا بموجب الحكـ الحائز لمحجية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمحكـ بعدـ قبوؿ الدعوى المطعوف فيو باالستئناؼ أماـ المجمس القضائي ( محكمة الدرجة‬
‫الثانية) نكوف بصدد احتماليف‪:‬‬
‫‪-1‬االحتمال األول‪:‬‬
‫إذا اعتبرنا الحكـ بعدـ القبوؿ(أي عدـ قبوؿ الدعوى) مف قبيؿ األحكاـ في الدفوع الموضوعية‪ ،5‬و‬
‫معموـ أف الحكـ الصادر بقبوؿ الدفع الموضوعي فإف استئنافو يؤدي إلى طرح النزاع برمتو عمى محكمة‬

‫‪1‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ :‬نظرية الدفوع في قانوف الم ارفعات‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪1970 ،3‬ـ‪ ،‬ص ‪.890‬‬
‫‪2‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬أصوؿ المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.623‬‬
‫‪3‬‬
‫عمال بأحكاـ المادة ‪ 1/229‬قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫زودة عمر‪ ،‬االجراءات المدنية و اإلدارية في ضوء أراء الفقياء و أحكاـ القضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة ‪2015 ،03‬ـ‪ ،‬ص‬
‫‪ 373‬و بعدىا‬
‫‪5‬راغب وجدي فيمي‪ ،‬مبادئ القضاء المدني‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة ‪03‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪375‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫الدرجة الثانية ‪ ،‬و ال يجوز لمحكمة الدرجة األولى أف تتعرض مرة ثانية لموضوع الدعوى الذي سبؽ أف‬
‫أصدرت فيو حكميا‪.1‬‬
‫بمعنى أف محكمة الدرجة األولى تستنفذ واليتيا بنظر الدعوى و تخرج مف واليتيا‪ ،‬و يطرح موضوع‬
‫الدعوى عمى محكمة االستئناؼ لما لالستئناؼ مف أثر ناقؿ لمدعوى و ما يرتبط بيا مف دفع بعدـ القبوؿ‪.‬‬
‫غير أف البعض عارض ىذه الفكرة معت ب ار أف الدفع بعدـ القبوؿ ىو دفع مستقؿ بذاتو عف غيره مف الدفوع‬
‫خصوصا الدفع الموضوعي‪ ،‬و مف ىنا يؤسس فكرتو عمى أف الحكـ الفاصؿ في الدفع بعدـ القبوؿ مف‬
‫قبؿ المحكمة( الدرجة األولى) والمطعوف فيو باالستئناؼ ال تستنفذ بو واليتيا ألنو ليس فصال في موضوع‬
‫الدعوى‪،‬و لذل ؾ إف ألغت جية االستئناؼ حكـ المحكمة الدرجة األولى إنما يتعيف عمييا أف تعيد إلييا‬
‫الدعوى لمفصؿ في موضوعيا‪ ،‬ألف واليتيا بالفصؿ في الموضوع لـ تستنفذ‪.‬‬
‫وعميو‪،‬إذا تصدت محكمة االستئناؼ لمموضوع دوف أف ترجع الدعوى لمحكمة الدرجة األولى نكوف‬
‫بصدد خرؽ لمبدأ التقاضي عمى درجتيف‪.2‬‬
‫‪-2‬االحتمال الثاني‪:‬‬
‫و ىو ما يمثمو الفقو اإلجرائي الحديث و يكاد أف يكوف إجماعا فقيا و قانونا‪.‬‬
‫و ىنا االعتبار مؤسس عمى فكرة أف الحكـ في الدفع بعدـ القبوؿ ليس حكما في الموضوع‪ ،‬و لذلؾ‬
‫فإف استئناؼ ىذا الحكـ ال تستنفذ محكمة الدرجة األولى واليتيا و الفصؿ في موضوع الدعوى‪ ،‬إذ في ىذه‬
‫الحالة يعطؿ األثر الناقؿ لالستئناؼ‪ ،‬و سيكوف توضيح ذلؾ أكثر بمثاؿ‪:‬‬
‫إذا رفع شخص دعوى منع التعرض( المادة ‪ 524‬إ ـ إ)‪ ،‬و بالمقابؿ تمسؾ المدعى عميو بعدـ قبوؿ‬
‫دعوى منع التعرض لرفعيا خارج الميعاد ( ‪ 01‬سنة)‪ ،‬فالقاضي ال يبحث ىؿ ىذه الحيازة ىادئة مستمرة ال‬
‫يشوبيا انقطاع‪ ،‬بؿ يبحث أوال عما إذا رفعت الدعوى في حدود األجؿ المقرر ليا‪ ،‬بمعنى ىؿ رفعت في‬
‫أجؿ السنة؟ تبدأ مف تاريخ التعرض لمحيازة‪ ،‬فإذا وجد القاضي أف الدفع مؤسس قضت بعدـ قبوؿ الدعوى‪.‬‬
‫نفترض أف المدعى عميو قاـ بالطعف باالستئناؼ في حكـ الدفع بعدـ القبوؿ و انتيى االستئناؼ إلى‬
‫إلغاء الحكـ‪ ،‬حينئذ وجب عمى جية االستئناؼ أف تعيد القضية إلى محكمة الدرجة األولى‪.3‬‬
‫فالواضح مف المثاؿ السابؽ أف محكمة الدرجة األولى لـ تناقش موضوع دعوى منع التعرض‪ ،‬و إنما‬
‫بحثت مسألة ‪ :‬ىؿ سقط الحؽ في رفعيا أـ ال؟‬
‫لذلؾ يجب إعادة القضية برمتيا إلييا و ال يجوز لمحكمة االستئناؼ التصدي لمموضوع‪ ،‬و مفاد ذلؾ أف‬
‫محكمة الدرجة األولى لـ تستنفذ واليتيا بالنسبة لموضوع الدعوى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد ابو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬القسـ الثالثف منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ص ‪834‬‬
‫‪2‬‬
‫أمينة مصطفى النمر‪ ،‬قواعد المرافعات‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط ‪ ،1982‬ص ‪.139‬‬
‫‪3‬‬
‫أنور طمبة‪ ،‬موسوعة المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ج‪.1999 ،02‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪376‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫صرحت المادة ‪ " 67‬الدفع‬


‫و لقد أكد المشرع اإلجرائي في المادة المدنية و اإلدارية ىذه الفكرة حيث َ‬
‫بعدـ القبوؿ ىو الدفع الذي يرمي إلى التصريح بعدـ قبوؿ طمب الخصـ النعداـ الحؽ في التقاضي‪ ...‬و‬
‫ذلؾ دوف النظر في موضوع النزاع"‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬القاعدة الخامسة ‪-‬ما مدى إثارة الدفع بعدم القبول من قبل المحكمة؟‬
‫أوىؿ تممؾ المحكمة إمكانية إثارة الدفع مف تمقاء نفسيا؟‪:‬‬
‫تصرح المادة ‪ 69‬ؽ إ ـ إ " يجب عمى القاضي أف يثير تمقائيا‪ ،‬الدفع بعدـ القبوؿ إف كاف مف النظاـ‬
‫العاـ‪ ،‬السيما عند عدـ احتراـ آجاؿ طرؽ الطعف أو عند غياب طرؼ الطعف"‪ ،‬غير أف قائمة الدفوع‬
‫المتعمقة بالنظاـ العاـ مفتوحة غير محددة فقط بصور ىذه الحاالت الواردة في نص المادة ‪ 69‬إ ـ إ‪.‬‬
‫وبناء عميو سنورد بعض أمثمة الدفوع بعدـ القبوؿ المتعمقة بقواعد النظاـ العاـ اإلجرائي‪:‬‬
‫‪-‬الدفع بعدـ قبوؿ الطمبات الجديدة أماـ جية االستئناؼ (ـ‪ 341‬إ‪.‬ـ‪.‬إ جزائري‪ ،‬ـ ‪ 235‬مرافعات مصري)‪.‬‬
‫‪-‬الدفع بعدـ قبوؿ الطعف في الحكـ يرفعو قبؿ الميعاد أو بعده ( المادة ‪ 69‬إ ـ إ) كعدـ قبوؿ االستئناؼ‬
‫المرفوع بشأف حكـ فرعي ال يقبؿ الطعف المباشر إال إذا طعف فيو بعد الفصؿ في الموضوع‪.‬‬
‫وأيضا يوجد حاالت البد مف إثارة الدفع بعدـ القبوؿ حتى لو لـ يثره الخصوـ لكونيا ماسة بقواعد النظاـ‬
‫العاـ ‪ ،‬ومف ىذه الحاالت‪:‬‬
‫‪-‬حالة األشخاص ( أىمية األشخاص عديمي أو ناقصي األىمية) و الوالية المالية أو الوالية الشخصية‪.‬‬
‫‪-‬عدـ قبوؿ االستئناؼ لمحكـ الفاصؿ جزء مف موضوع النزاع دوف استئنافو مع الحكـ الفاصؿ في‬
‫الموضوع برمتو ( المادة ‪ 334‬إ)‪ ،‬إذ ال يقبؿ كقاعدة عامة استئناؼ األحكاـ الصادرة‪ :‬في إجراءات‬
‫التحقيؽ‪ ،‬وفي التدابير المؤقتة و غيرىا إال مع الحكـ الفاصؿ في أصؿ الدعوى بكميتيا‪.‬‬
‫‪-‬الدفع بعدـ القبوؿ لسبؽ الفصؿ في الدعوى ( المادة ‪ 67‬إ‪ ...‬و حجية الشيء المقضي بو)‪.‬‬
‫و الحجية في المغة اإلجرائية‪ :‬ىي الصفة الغير قابمة لممنازعة و الثابتة لمضموف الحكـ بمقتضى‬
‫القانوف‪.1‬‬
‫والجدير مالحظةً اإلشارة إليو‪ :‬يوجد فرؽ كبير بيف حجية الشيء المحكوـ بو و قوة الشيء المقضي بو‪،‬‬
‫إذ تعني الحجية وصؼ يمحؽ الحكـ القضائي مؤقتا ‪،‬و ىو غير مستمر حيث يمكف الطعف فيو ( حالة‬
‫إلغاء الحكـ) و تسقط عف الحكـ صفة الحجية‪ ،‬و الحجية تثبت لكؿ األحكاـ القطعية بمجرد النطؽ بيا و‬
‫صدورىا‪.‬‬
‫أما قوة األمر المقضي بو تعني الوصؼ الالحؽ باألحكاـ التي ال تقبؿ الطعف بالطرؽ العادية (‬
‫المعارضة‪ /‬االستئناؼ) كما يمكف أف يثبت ىذا الوصؼ ( قوة األمر‪ )...‬لمحكـ في حالة ما فوت الخصوـ‬
‫ميعاد الطعف فيو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean Foyer, de l'autorité de la chose jugée en matière civile, essai une définition, th, Paris‬‬
‫‪1954, P 326.‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪377‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫و حتى يجوز لمقاضي إثارة ىذا الدفع يجب أف تنصرؼ الحجية أو تشمؿ كؿ النقاط التي كانت محؿ‬
‫نزاع بيف طرفي الخصوـ في أثناء نظر الدعوى و فصؿ فييا الحكـ ال بطريؽ التفسير أو اإلخبار‪ ،‬و إنما‬
‫بطريؽ قطع النزاع‪.1‬‬
‫أما ما يتعمؽ بشروط الدفع بالحجية أو سبؽ الفصؿ في الدعوى‪ ،‬نورد ثالثة شروط‪ :‬اتحاد الخصوـ و‬
‫بذلؾ خرج الغير أي األجنبي عف الخصومة حيث ال يمتد إليو أثر الحكـ‪ ،‬إذ ال يصح أف يحتج عمى‬
‫شخص بحكـ صدر في دعوى لـ يكف طرفا فييا‪ ،2‬ووحدة السبب أي سبب النزاع‪ ،‬ووحدة الموضوع‪.‬‬
‫أما جانب مف الفقو كاألستاذ السيد الصاوي يركز عمى فكرة "وحدة المسألة" لوحدىا ‪،‬و ليس عمى فكرة‬
‫وحدة السبب و فكرة وحدة الموضوع‪ ،‬إذ ييـ المشرع في مجاؿ حجية الشيء المحكوـ فيو أال يفصؿ مف‬
‫جديد في مسألة سبؽ الفصؿ فييا بيف ذات الخصوـ‪،3‬أي ال يفصؿ في المسألة بعد بحثيا ومناقشتيا و‬
‫صدور حكـ بشأنيا ككؿ‪ ،‬إذ أف الحكـ قد قطع النزاع في كؿ عناصره‪ ،‬وال قياـ لو بدعوى جديدة بعد ذلؾ‪.‬‬
‫و يجمع الفقو عمى فكرة واحدة التي تعد كضابط لقبوؿ الدعوى أو عدـ قبوليا ( أي الدعوى الجديدة) ىي‬
‫وحدة المسألة المحكوـ فييا‪ ،‬مثاليا عممياً‪ :‬في حالة وجود عيب خفي جسيـ بالمبيع ينشأ لممشتري حؽ‬
‫الخيار بيف فسخ البيع أو المطالبة بالتعويض عف ىذا العيب‪ ،‬فإذا طالب المشتري بالتعويض و رفضت‬
‫دعواه حينئذ ال يجوز لو أف يرفع دعوى أخرى يطمب فييا فسخ البيع‪ ،‬ألف السبب واحد في الدعوييف و‬
‫ىو وجود عيب في المبيع‪.4‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬القاعدة السادسة ‪-‬جواز تصحيح أوضاع عدم قبول الدعوى بإجراء الزم و الحق‪.‬‬
‫يجيز المشرع اإلجرائي الفرنسي إزالة السبب الذي أدى إلى عدـ قبوؿ الدعوى و ىو ما يسميو بإجراء‬
‫تسوية حاالت عدـ القبوؿ‪،‬وبالتالي يعد بمثابة تصحيح لإلجراء ما لـ يناقش األساس أو موضوع الدعوى‪.5‬‬
‫أما موقؼ المشرع الجزائري بخالؼ ذلؾ‪ ،‬إذ ال يسمح بتصحيح وضعية عدـ القبوؿ ميما كاف سببو‬
‫المثار‪ ،‬عمى الرغـ مف أف المشرع نفسو يجيز تصحيح اإلجراء المشوب بالبطالف قبؿ قفؿ باب المرافعة‬
‫إذا انتفى الضرر بعد التصحيح‪.‬‬
‫تأسى المشرع الجزائري بيذا االتجاه كونو اتجاىاً حديثاً في السياسات القضائية المعاصرة‪،‬‬
‫ويستحسف لو َ‬
‫ويكوف ذلؾ عف طريؽ منح الخصوـ فرصة لتسوية ما وقعوا فيو مف خطأ بإجراء الحؽ مراعاة لممصمحة‬

‫‪1‬‬
‫اجتياد قضائي‪ ،‬محكمة كوـ شبيف الكمية‪ ،‬مجمة المحاماة ( ‪)329-146-12‬‬
‫‪2‬‬
‫السيد الصاوي‪ ،‬أثر األحكاـ بالنسبة لمغير‪ ،‬القاىرة‪1979 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬السيدالصاوي‪ :‬الوسيط في شرح قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬القاىرة‪ ،2010 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 4‬عبد المنعـ فرج الصده‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ ،‬القاىرة‪1955 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.356-355‬‬
‫‪5‬‬
‫‪art 126 code procédure civile"« Dans le cas où la situation donnant lieu à fin de non-recevoir‬‬
‫‪est susceptible d'être régularisée, l'irrecevabilité sera écartée si sa cause a disparu au moment‬‬
‫‪où le juge statue. Il en est de même lorsque, avant toute forclusion, la personne ayant qualité‬‬
‫» ‪pour agir devient partie à l'instance.‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪378‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫الخاصة‪،‬بدؿ تكبد أعباء دعوى جديدة أو إخفاؽ في رفعيا‪،‬مما يحقؽ لمخصوـ عدالة أكثر سرعة وفي‬
‫وقت يسير وبتكاليؼ أقؿ إعماالً لمبدأ االقتصاد في االجراءات‪،1‬و يجب طبعا أف يكوف واقعاً ىذا‬
‫التصحيح في أجؿ قضائي معقوؿ و قبؿ إقفاؿ باب المرافعة‪.‬‬
‫نورد مثاالً يوضح عممية تصحيح وضعية عدـ القبوؿ‪ :‬إذا رفع الدعوى مف ليس ذا صفة ‪،‬يقوـ الخصـ‬
‫قدر القاضي أف ىناؾ إمكانية‬ ‫اآلخر بالدفع بعدـ قبوؿ الدعوى لتخمؼ شرط الصفة في خصمو‪ ،‬فإذا َ‬
‫لتصحيح اإلجراء أعمف لذي الصفة تدارؾ الحاؿ ليتأسس صاحب الصفة طرفا في الدعوى‪ ،‬و بالتالي ال‬
‫يكوف ىناؾ مسوغ لمحكـ بعدـ قبوؿ الدعوى‪.‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬القاعدة السابعة ‪-‬الحكم الصادر في الدفع بعدم القبول‬
‫نكوف بصدد حالتيف‪:‬‬
‫إما أف يكوف الحكـ بقبوؿ الدفع أي صحة الدفع‪ :‬مما مؤداه أف ما يريده المدعي و ىو الحكـ لو‬
‫بالحماية القضائية يواجو بعدـ القبوؿ أي ليس أىال لتمؾ الحماية التي قدـ الطمب القضائي بشأنو‬
‫لممحكمة‪ ،‬و إما يكوف الحكـ الصادر رافضا لمدفع بعدـ القبوؿ ( أي رفضو لمف وجيو مف الخصوـ)‪.‬‬
‫‪-1‬ما ذا يترتب عمى قبول الدفع بعدم القبول؟‪ :‬يترتب عميو كأصؿ عاـ إنياء إجراءات الخصومة‪.‬‬
‫فإذا ما حكمت المحكمة بقبوؿ الدفع فإف زواؿ الخصومة ىو المرتب كقاعدة عامة حيث أف الدفع بعدـ‬
‫القبوؿ مف ىذه الناحية أقرب لألحكاـ الناطقة بقبوؿ الدفوع الشكمية‪ ،‬فكال نوعي الدفوع ( بعدـ القبوؿ‪/‬‬
‫والدفع الشكمي) يترتب عمييا إنياء إجراءات الخصومة‪ ،‬أي يعاد الخصوـ إلى الحالة التي كانوا عمييا قبؿ‬
‫رفع الدعوى لمقضاء‪ ،‬نفصؿ ذلؾ تباعاً عمى النحو الموالي‪:‬‬
‫‪-‬إذا صدر الحكـ بقبوؿ الدفع نكوف أماـ احتماليف‪:‬‬
‫ىما اآلتياف‪:‬‬
‫أ‪ -‬االحتمال األول‪:‬‬
‫و يكوف ىذا الحكـ فاصال في موضوع‪ ،‬كما لو كانت المصمحة في الدعوى غير قانونية‪،‬أو النقضاء‬
‫الدعوى بمضي المدة‪ ،‬فإف الحكـ الصادر في ىذا الدفع يحوز حجية المقضي فيو‪ ،‬ألنو يعتبر قد فصؿ‬
‫في موضوع الدعوى رغـ أنو لـ يبحث الموضوع (أي يناقش األساس)‪ ،‬و ال يجوز رفع الدعوى بذات‬
‫الموضوع مف جديد‪.2‬‬
‫ب‪ -‬االحتمال الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫كما ننوه بأف عدـ القبوؿ كفكرة إجرائية ولو أف أثر توقيعو جزائي إال أنو يؤدي وظيفة تتالءـ مع مبدأ االقتصاد اإلجرائي‬
‫أو االقتصاد القضائي‪ .‬إذ يمتنع عمى القاضي النظر فيما قدـ إليو‪ ،‬وتفصيؿ أكثر أنظر‪ :‬فتحي والي‪ :‬الوسيط في قانوف‬
‫القضاء المدني‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬طبعة ‪،1991‬ص ‪.489‬‬
‫‪2‬‬
‫األنصاري حسف النيداني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪379‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫ال ت فصؿ المحكمة في موضوع الدعوى‪ ،‬و إنما تقتصر فقط عمى عدـ قبوؿ الدعوى ( قبوؿ الدفع) في‬
‫حكميا ‪،‬و يكوف ذلؾ في الفرض الذي ال يناقش القاضي فيو أي شرط يتعمؽ بالموضوع ( كتوافر الصفة‬
‫أو المصمحة‪ )...‬و مثاليا‪ :‬كما لو حكمت المحكمة بعدـ قبوؿ الدعوى ( أي قبوؿ الدفع) لرفعيا قبؿ‬
‫األواف‪ ،‬كما لو كانت رفعت قبؿ حموؿ أجؿ الديف‪ ،‬فال يحوز ىذا الحكـ أية حجية‪ ،‬و يجوز‬
‫لمدائف(المدعي) أف يرفع دعوى مف جديد ليطالب بالديف ذاتو المطالب بو عند حموؿ أجؿ الوفاء بو‪.‬‬
‫‪-2‬صدر الحكم رافضا لمدفع بعدم القبول‪ :‬يعني أف طمب الحماية القضائية قائـ عمى أساس و أنو‬
‫مقبوؿ‪ .1‬و مؤداه أيضاً أف دفع المدعى عميو غير منتج ألنو بعد بحث ممؼ الدعوى تبيف أف الدعوى‬
‫مستوفية لشرائطيا القانونية بصفة كاممة غير منقوصة‪ ،‬مما يجعؿ الدفع في ىذه الحالة غير‬
‫مؤسس‪،‬وطالما أف الحكـ قد فصؿ في مسألة القبوؿ لوحدىا فحينئذ ال يعتبر فصال في موضوع الدعوى‪.‬‬
‫حيث إذا ما طعف باالستئناؼ في الحكـ بعدـ القبوؿ (أي رفضا لو)‪ ،‬فإف جية االستئناؼ يقتصر عمميا‬
‫عمى بحث عناصر الحكـ الصادر في مسألة القبوؿ فقط‪ .2‬و ال تتعداىا إلى غيرىا‪،‬إذ أف أثر االستئناؼ‬
‫ينقؿ فقط مسألة قبوؿ الدعوى‪ ،‬وما عمى الجية االستئناؼ إال البث في مراجعة حكـ الدرجة األولى مف‬
‫ىذه الناحية‪.‬‬
‫و إذا حاز حكميا عمى تأييد مف جية االستئناؼ ‪،‬فإف المحكمة ستستكمؿ االجراءات المتبعة في نظر‬
‫أساس الدعوى( الموضوع) وصوال إلى إصدار حكميا‪.‬‬
‫و يعتبر الحكـ برفض الدفع ىو حكـ فرعي صاد اًر قبؿ الفصؿ في الموضوع و ال تنتيي بو الخصومة‪ ،‬و‬
‫بالتالي ال يقبؿ الطعف المباشر و يعتبر الحكـ الفرعي مطروحا عمى محكمة االستئناؼ بقوة القانوف‪.3‬‬
‫أما وقت الفصؿ في الدفوع بعدـ القبوؿ‪ ،‬فإف المنطؽ و الفف القانوني اإلجرائي يقتضياف الفصؿ في ىذا‬
‫الدفع قبؿ التعرض لمموضوع‪ ،‬ألنو في أكثر الحاالت يغني الفصؿ في الدفع بعدـ القبوؿ التعرض‬
‫لمموضوع‪ ،‬لكف ال يمنع ذلؾ القاضي مف إمكانية ضـ الدفع بعدـ القبوؿ ( أو الجواز) إلى الفصؿ في‬
‫الموضوع و تصدر فييما حكما واحدا‪.4‬‬
‫الفرع الثامن‪ :‬القاعدة الثامنة‪ -‬اآلثار التي يرتبيا الحكم بعدم قبول الدعوى‬
‫إذا ما صدر حكـ بعدـ القبوؿ ( أي صحة الدفع) يترتب عميو اآلثار التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬زوال االجراءات‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬أصوؿ قانوف المرافعات‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.623‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪ 360‬و ما بعدىا‬
‫‪3‬‬
‫المرجع ذاتو‪ ،‬ص ‪.623‬‬
‫‪4‬‬
‫األنصاري حسف النيداني‪ ،‬مرجع سابقف ص ‪..193‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪380‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫و ىو ما يتطمبو المنطؽ اإلجرائي حيث تزوؿ سائر إجراءات الخصومة‪ ،‬فيعود الخصوـ إلى الحالة التي‬
‫كانوا عمييا قبؿ رفع الدعوى و كأنيا لـ ترفع قط‪.1‬‬
‫‪ -2‬يزول األثر المترتب عمى قطع مدة التقادم‪.2‬‬
‫إذ الفرض أف مجرد رفع الدعوى ينطمؽ مف تاريخو أثر قطع التقادـ‪ ،‬فإذا ما صدر الحكـ بعدـ قبوؿ‬
‫الدعوى ( أي قبوؿ الدفع) يتعطؿ ىذا األثر‪ ،‬أي تسير مدة التقادـ بصفة طبيعية و كأف الدعوى لـ ترفع‬
‫أصال‪ ،‬و الجدير بالذكر أف واقعة التقادـ غير متعمقة بقواعد النظاـ العاـ في التشريع الجزائري‪ ،‬و إذا كاف‬
‫كذلؾ فإنو ال يمنع المحكمة مف التصدي لمفصؿ في الدعوى و لو بمرور الزمف‪ ،‬بؿ إف إثارة التقادـ مقرر‬
‫لمصمحة الخاصة لمخصوـ وال عالقة لو بالمصمحة العامة‪ ،‬و عميو يثيره مف لو مصمحة في ىذا الدفع (‬
‫الدفع بالتقادـ) و لو لـ يتمسؾ بو المديف‪.3‬‬
‫و تأكيدا لذلؾ يقرر االجتياد القضائي الجزائري المبدأ ذاتو إعماال ألحكاـ المادة ‪(321‬ؽ‪.‬مدني) إذ ال‬
‫يجوز لممحكمة أف تقضي تمقائيا بالتقادـ‪ ،‬إنما تقضي بو بناء عمى طمب مف لو مصمحة في الدعوى في‬
‫أية حالة كانت عمييا الدعوى و لو أماـ درجة االستئناؼ‪.4‬‬
‫‪-3‬عدم جواز المطالبة بالفوائد القانونية‪:‬‬
‫طالما أف الدفع صحيح فإنو يؤدي إلى عدـ قبوؿ الطمب القضائي واستبعاده‪ ،‬إذ أف تاريخ المطالبة‬
‫القضائية ىو تاريخ انطالؽ حساب الفوائد القانونية‪ ،‬فمما سقط الحؽ في المطالبة القضائية النتفاء‬
‫شروطيا زاؿ الحؽ في المطالبة بالفوائد ‪،‬حيث أف استحقاؽ الفوائد يدور وجوداً و عدماً مع قبوؿ الدعوى‬
‫أو عدـ قبوليا‪.‬‬
‫‪-4‬ال يجوز لممحكمة الفصل في الدعوى المطروحة بسبب صدور حكميا بعدم القبول ( صيغة الدفع)‬
‫بصفة نيائية أو مؤقتة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم جواز الفصل في الدعوى بسبب أن الحكم الصادر بشأنيا حائز حجية الشيء المقضي فيو (‬
‫حظر مطمق)‪:‬‬
‫يمتنع عمى القاضي الذي أصدر الحكـ ( الحكـ بعدـ القبوؿ أي صحة الدفع) أف يعدؿ عنو‪ ،‬و تمتزـ‬
‫المحاكـ باحترامو‪ ،‬و يمتنع عمى أي مف الخصوـ أف يرفع دعوى جديدة يطرح فييا لمنقاش ما سبؽ الفصؿ‬
‫فيو‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع‪ ،....‬القسـ ‪ ،03‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.846‬‬
‫‪2‬يراجع في ىذه الجزئية مؤلؼ‪:‬عمي عوض حسيف‪ ،‬الدفع بعدـ جواز نظر الدعوى سبؽ الفصؿ فييا‪ ،‬دار الفكر الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد ىندي‪ ،‬أصوؿ المحاكمات المدنية و التجارية‪ ،‬الدار الجامعية لمطبعة‪ ،‬بيروت‪1989 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر قرار المجمس األعمى ( المحكمة العميا حاليا) بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ ،1986‬رقـ ‪ ،35324‬ـ ؽ ‪ ،1993‬عدد ‪،01‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪381‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫وىنا تتحدد وظيفة عدـ قبوؿ الدعوى الجديدة لسبؽ الفصؿ فييا بحكـ ‪ ،‬إذ تقوـ حركتو اإلجرائية في‬
‫إعماؿ أثر حجية األمر المقضي ‪،‬و ىي ذات أثر مطمؽ إذا اتحدت المنازعة في ذات األطراؼ و‬
‫الموضوع و السبب‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى تحقيؽ فكرة وضع حد لممنازعات و الحيمولة دوف تأبيد الخصومات‬
‫‪ ،‬و ضماف عدـ تضارب أو تناقض بيف األحكاـ القضائية‪ 2‬في ذات المنازعة ‪.‬‬
‫كما إذا قضت المحكمة بعدـ قبوؿ الدعوى لرفعيا بعد الميعاد أو عدـ قبوؿ الطعف لفوات ميعاده (‬
‫المادة ‪ 67‬ؽ إ ـ إ) في ىذا الفرض ال يجوز تجديد الدعوى أو سقوط الحؽ في الطعف ( عدـ قبوؿ‬
‫الطعف)‪ :‬إذ تعد مواعيد الطعف حتمية يترتب عمى عدـ مراعاتيا و تجاوزىا سقوط الحؽ في الطعف‪.3‬‬
‫و أيضا ما إذا قضت المحكمة بعدـ قبوؿ دعوى الحيازة بسبب رفعيا بعد سنة مف تاريخ التعرض ( المادة‬
‫‪ 521‬ؽ إ ـ إ) ‪.‬‬
‫و كذلؾ في حالة انقضاء الحؽ في المطالبة بالديف بمرور مدة التقادـ ‪ 321‬ؽ ـ جزائري‪.‬ال يجوز تجديد‬
‫الدعوى لممطالبة بذات الحؽ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم جواز الفصل في الدعوى بصفة مؤقتة‪:‬‬
‫إذا قضت المحكمة بعدـ قبوؿ الدعوى ( صحة الدفع)‪ ،‬فإف أثر الحكـ يكوف نسبيا‪ ،‬إذ يقتصر عمى زواؿ‬
‫إجراءات الخصومة ‪،‬و ال يمتد ىذا األثر إلى الحؽ في استعماؿ الدعوى مف جديد أماـ ذات المحكمة ‪،‬‬
‫أمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬
‫إذا قضت المحكمة بعدـ قبوؿ الدعوى لرفعيا قبؿ حموؿ األجؿ فإنو يجوز في ىذه الحالة تجديد الدعوى‬
‫عند حموؿ األجؿ‪.4‬‬
‫و أيضا إذا قضت المحكمة بعدـ قبوؿ دعوى الدائف عمى الكفيؿ إذا لـ يكف قد رجع أوال عمى المديف (‬
‫‪ 660‬ؽ مدني)‪ ،‬أما في الحالة التي يعود و يرجع عمى المديف و يقابؿ بعدـ الوفاء يجوز حينئذ تجديد‬
‫دعواه عمى كفيؿ ىذا المديف‪.‬‬
‫و كذلؾ القضاء بعدـ قبوؿ الطعف بالنقض في األحكاـ الفرعية أماـ محكمة النقض‪ ،‬فيجوز تجديد الطعف‬
‫في الحكـ الفرعي أماـ ذات المحكمة بعد صدور الحكـ في الموضوع‪ ،‬و ذلؾ بالطعف فيو مع الطعف في‬
‫ىذا الحكـ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد السيد الصاوي‪ ،‬الوسيط في شرح قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬معدال بالقانوف رقـ ‪ 76‬لسنة ‪ 2007‬و‬
‫القانوف رقـ ‪ 120‬لسنة ‪ ،2008‬جامعة القاىرة‪ ،‬سنة ‪2010‬ـ‪ ،‬ص ‪.361‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المنعـ عبد العظيـ جيزة‪ ،‬آثار حكـ اإللغاء في القانونيف المصري و الفرنسي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة‬
‫القاىرة‪ ،1972 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد ىندي‪ ،‬أصوؿ المحاكمات‪ ،...‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.528‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد العشماوي‪ ،‬أصوؿ المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬ج‪ ،2‬بند ‪.787‬‬
‫‪5‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬أصوؿ قانوف المرافعات‪ ، ....‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.623‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪382‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫عدـ قبوؿ استئناؼ الحكـ الفرعي إذا كاف االستئناؼ األصمي غير مقبوؿ ( ‪ 337‬إ ـ إ)‪.‬‬
‫الفرع التاسع‪ :‬القاعدة التاسعة ‪ -‬الطعن في أحكام الدفع بعدم القبول ( صحة الدفع) ‪:‬‬
‫طبقا لممادة ‪ 333‬إ ـ إ التي تقرر قاعدة قابمية جميع األحكاـ لالستئناؼ في أية مادة كانت و مف بينيا‬
‫أحكاـ الصادرة بعدـ القبوؿ‪.‬‬
‫القاعدة أف أحكاـ الصادرة برفض الدفع بعدـ القبوؿ ال تنتيي و ال تزوؿ بيا الخصومة أماـ ذات‬
‫المحكمة‪ ،‬و عمى أساس ذلؾ ‪،‬يترتب عدـ قابمية ىذا الحكـ ( رفض الدفع) لمطعف باالستئناؼ مباشرة ألنو‬
‫مف األحكاـ الفرعية‪.‬‬
‫أما األحكاـ الصادرة بقبوؿ الدفع أي بصحتو حيث يكوف قائماً عمى أساس تكوف األحكاـ الصادرة فيو‬
‫قابمة لمطعف المباشر دوف انتظار صدور حكـ في الموضوع لماذا؟ ألف األثر المترتب عمييا ىو إنياء‬
‫الخصومة و زواؿ سائر اآلثار القانونية ذات الصمة بيذه الخصومة‪.‬‬
‫الـطمب الثاني‪ :‬تطبيقيات قضائية لمدفع بعدم القبول تبرز دور القضاء في توضيح قواعد الدفع‬
‫وتفسيرىا‬
‫بعد أف أبرزنا القواعد الحاكمة و الناظمة لمدفع بعدـ القبوؿ أي نظامو القانوني نرى اآلف بعض تطبيقاتو‬
‫وفؽ ما استقرت عميو اجتيادات المحكمة العميا‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدفع بانتفاء الصفة في الدعوى‬
‫قرار المحكمة العميا الغرفة التجارية و البحرية‪ ،‬المؤرخ في ‪.2002-12-1‬‬
‫المبدأ‪ :‬إف مديرية األشغاؿ العمومية ليست إال أحد اليياكؿ التابعة لو ازرة األشغاؿ العمومية ‪،‬و ال تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية ‪،‬واف رفع دعوى عمييا يعد في حكـ رفع دعوى عمى شخص غير موجود مف الناحية‬
‫القانونية ( عدـ وجود الشخص يعني انتفاء الصفة) ‪،‬و حيث أف رفع الدعوى عمى شخص منعدـ يعد خرقا‬
‫لمقواعد الجوىرية في االجراءات يعرض القرار المطعوف فيو لمنقض‪.‬‬
‫لـ يثر قاضي الدرجة األولى مسألة الصفة فعرض حكمو لمنقض‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدفع بانعدام المصمحة في الدعوى‬
‫المبدأ‪ :‬يحؽ لكؿ مف كاف خصما في مستوى الدرجة األولى أنو يجوز لذوي حقوقو ممارسة الطعف‬
‫باالستئناؼ شريطة التوفر عمى المصمحة‪ ،...‬حيث أف المادة ‪ 335‬ؽ إ ـ تمنح الحؽ لكؿ مف كاف‬
‫خصما عمى مستوى الدرجة األولى أف يمارس الطعف باالستئناؼ عمى شرط أف تكوف لو المصمحة في‬
‫ذلؾ‪ ،‬ذلؾ أف ممارسة الطعف خاضعة لتقدير الخصوـ الذيف تبقى ليـ الحرية المطمقة في عدـ استعماؿ‬

‫‪ -1‬قرار رقـ ‪ 294064‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد ‪ 01‬لسنة ‪ ،2004‬ص ‪178‬‬


‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪383‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫ىذا الحؽ‪ ،‬و عميو فالقرار المطعوف فيو خالؼ القانوف لما قضى بخالؼ ذلؾ‪ ،‬و يتعيف نقضو و‬
‫إبطالو"‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الدفع بعدم القبول بسبب التقادم و انقضاء األجل المسقط‬
‫المبدأ‪ :‬أف قضاة الموضوع ممزموف في دعاوى الحيازة‪ -‬و منيا دعوى استردادىا‪ -‬بالتحقؽ مف توفر‬
‫شرط رفعيا خالؿ سنة مف وقوع التعرض حتى و لو لـ يدفع الخصوـ بو‪...‬فإذا لـ يثبت لديو ( المجمس‬
‫القضائي) أف الدعوى رفعت خالؿ السنة التالية لوقوع التعرض تعيف عميو أف يقضي بعدـ قبوليا دوف‬
‫طمب أو دفع مف الخصوـ‪ ،‬و إذا خالؼ القرار المنتقد ذلؾ و قضى بقبوؿ الدعوى دوف أف يتأكد مف تاريخ‬
‫رفعيا‪ ،‬فإنو يكوف قد أخطأ في تطبيؽ القانوف و عرض ق ارره المنتقد لمنقض و اإلبطاؿ"‪.2‬‬
‫أوالً‪ -‬الدفع بتقادم الدعوى ( عدم القبول)‪:‬‬
‫تقادـ دعوى مطالبة الصندوؽ الوطني لمضماف االجتماعي و ذلؾ بمرور أو انقضاء أربع سنوات طبقا‬
‫لممادة ‪ 78‬مف القانوف رقـ ‪ 08/08‬المؤرخ في ‪ 23‬فبراير المتعمؽ بالمنازعات في مجاؿ الضماف‬
‫االجتماعي‪.3‬‬
‫" ‪...‬لما كاف الثابت في قضية الحاؿ أف قضاة المجمس لما حكموا بتقادـ الدعوى لكوف المستأنؼ الطاعف‬
‫لـ يرفع استئنافو في الحكـ الصادر ضده إال بعد مرور أكثر مف أربع سنوات يكونوف بقضائيـ ىذا طبقوا‬
‫صحيح القانوف و متى كاف كذلؾ استوجب رفض الطعف"‪.4‬‬
‫ثانياَ‪-‬انقضاء مدة األجؿ المسقط لمحؽ في الدعوى‪ :‬سقوط دعوى ضماف العيوب في البيع بالتقادـ‬
‫النقضاء سنة مف يوـ تسميـ المبيع بشرط عدـ قياـ البائع بإخفاء العيب عمى المشتري غشاً منو‪.5‬‬
‫ثانياً‪ -‬الدفع بعدم القبول لحجية الشيء المقضي فيو‪:‬‬
‫أو الدفع لسبؽ الفصؿ في القضية(ـ ‪ 338‬ؽ‪.‬مدني‪ ،‬ـ ‪ 67‬ؽ إ ـ)‬

‫‪1‬‬
‫قرار المحكمة العميا الغرفة التجارية و البحرية المؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،2013‬ممؼ رقـ ‪ ،859563‬مجمة المحكمة العميا‬
‫العدد ‪ 01‬لسنة ‪ ،2013‬ص ‪.217‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار المحكمة العميا الغرفة العقارية المؤرخ في ‪ 21‬أبريؿ ‪ ،2004‬ممؼ رقـ ‪ 261176‬مجمة المحكمة العميا العدد األوؿ‬
‫لسنة ‪ ،2007‬ص ‪393‬‬
‫‪3‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 08-08‬المؤرخ في ‪ ،2008/02/23‬يتعمؽ بالمنازعات في مجاؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 11‬لسنة‬
‫‪.2008‬‬
‫‪4‬‬
‫قرار المحكمة العميا الغرفة المدنية المؤرخ في ‪ 15‬أكتوبر ‪1990‬ـ‪ ،‬الممؼ رقـ ‪ 72181‬المجمة القضائية لسنة ‪1992‬ـ‪،‬‬
‫العدد (‪ ،)02‬ص ‪.26‬‬
‫‪5‬أنظر قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 02‬مارس ‪ ،1983‬ممؼ رقـ ‪ 20921‬الغرفة المدنية المجمة القضائية لسنة ‪،1989‬‬
‫عدد ‪ ،04‬ص ‪ 28‬و ما بعدىا‪.‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪384‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫و المالحظ أف أحكاـ المادة ‪( 338‬ؽ‪.‬مدني) في فقرتيا األخيرة شددت عمى عدـ جواز قبوؿ أي دليؿ‬
‫ينقض قرينة الحجية لألحكاـ السابؽ الفصؿ فييا بموجب صدورىا في دعوى قائمة بيف الخصوـ أنفسيـ‬
‫دوف أف تتغير صفاتيـ و تتعمؽ بحقوؽ ليا نفس المحؿ و السبب‪ ،‬و أيضا لـ تجز ذات المادة األخذ بيذه‬
‫القرينة تمقائيا‪.‬‬
‫وتأكيداً لذلؾ ما جاء في بعض االجتيادات‪:‬‬
‫في قرار لممحكمة العميا الغرفة المدنية بتاريخ ‪ " 1988-12-19‬مف المقرر قانونا أف األحكاـ التي‬
‫حازت قوة الشيء المقضي فيو تكوف حجة بما فصمت فيو مف حقوؽ‪ ،‬و مف ثـ فإف القضاء بما يخالؼ‬
‫ىذا المبدأ يعد مخالفا لمقانوف‪ ....‬و لما كاف مف الثابت في القضية الحاؿ أف المجمس كاف قد قضى في‬
‫نفس موضوع النزاع برفض الطعف‪ ،‬فإف قضاة الموضوع بقضائيـ عمى الطاعف يدفع قيمة األثاث يكونوف‬
‫بقضائيـ كما فعموا خالفوا القانوف ‪،‬و متى كاف كذلؾ استوجب نقض و إبطاؿ المطعوف فيو"‪.1‬‬
‫و باعتبار أف الدفع المتعمؽ بحجية الشيء المقضي فيو مقرر لمصمحة الخصوـ فإنو ال يجوز لممحكمة‬
‫أف تثيره مف تمقاء نفسيا إذ ليس مف النظاـ العاـ "‪ ....‬و لما كاف الثابت أنو ال وجود ألي دفع مف أحد‬
‫األطراؼ لحجية الشيء المقضي فيو‪ ،‬فإف قضاة االستئناؼ بأخذىـ تمقائيا بيذه القرينة فإنيـ بقضائيـ ىذا‬
‫أخطأوا في تطبيؽ‪ ،‬و متى كاف كذلؾ استوجب نقض القرار المطعوف فيو و إبطالو"‪.2‬‬
‫ثالثاً‪ -‬عدم قبول الطعن باالستئناف في األمر الوالئي إذا طرح أمام غير رئيس المجمس القضائي‪:‬‬
‫مثاليا‪ :‬معموـ أف األوامر التي يصدرىا رئيس المجمس القضائي تعد مف األعماؿ الوالئية ‪administration‬‬
‫‪ ، judiciaire‬وبالتالي يجب أف يطعف فييا باالستئناؼ أمامو دوف سواه‪ ،‬و فرضاً أنو طعف في األعماؿ‬
‫الوالئية أماـ الغرفة المدنية ( مثال) طبقا إلجراءات الطعف باالستئناؼ المتعمقة باألحكاـ القضائية الفاصمة‬
‫في نزاع فإنو يعد خرقا ألحكاـ المادة ‪ 312‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ ‪،‬وطالما أف العمؿ مف األعماؿ الوالئية ‪ -‬و ليست‬
‫فإف ىذه األخيرة يقتضي أف تستأنؼ أماـ رئيس المجمس القضائي و ليس أماـ الغرفة‬
‫أحكاـ قضائية – َ‬
‫المدنية‪.3‬‬
‫مف معاينة مجمؿ ىذه التطبيقات القضائية نالحظ وجود تنوع في الدفوع بعدـ القبوؿ وكؿ نوع منيا‬
‫مخصوص بنظاـ خاص‪ ،‬حيث ال تطاؿ أحكاميا فقط الدعوى عند تخمؼ أحد شرائطيا‪ ،‬و إنما تسري‬
‫أيضا أحكاـ الدفع بعدـ القبوؿ عمى الطعوف إذا مورست دوف مراعاة الطاعف لشروطيا القانونية األخرى‪.‬‬

‫‪1‬ممؼ رقـ ‪ 52269‬المجمة القضائية لسنة ‪ ،1991‬العدد ‪ ،02‬ص ‪ 52‬و ما بعدىا‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،1985‬ممؼ رقـ ‪ ،31620‬المجمة القضائية لسنة ‪ ،1989‬العدد ‪ ،04‬ص‬
‫‪.68‬‬
‫‪3‬‬
‫قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ ،2011‬ممؼ رقـ ‪ ،652841‬مجمة المحكمة العميا لسنة ‪ ،2011‬العدد ‪،02‬‬
‫ص ‪ 122‬و بعدىا‪.‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪385‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫خاتمة‬
‫نخمص بمشيئة اهلل مف دراسة موضوع الطبيعة الذاتية لمدفوع بعدـ القبوؿ ‪-‬بعد أف جاست خالؿ‬
‫أحكامو و قواعده وفقاً لمقانوف اإلجرائي‪ -‬إلى بعض النتائج ولعؿ تكوف أىـ ما أسفرت عنو ىذه الدراسة‪،‬‬
‫كما نسمح ألنفسنا إبداء بعض االقتراحات‪:‬‬
‫أ‪-‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -1‬أوؿ أمر واجو الدراسة وىو قصور النص التشريعي في توضيح أحكاـ الدفع بعدـ القبوؿ بصورة‬
‫مفصمة ودقيقة‪.‬‬
‫‪ -2‬كما صادؼ البحث مشكمة االصطالح اإلجرائي الدقيؽ ليذا النوع مف الدفوع‪ ،‬سيما الدفع بعدـ قبوؿ‬
‫الدعوى‪ ،‬حيث رأينا أف بعض الفقو نادى باستعماؿ مصطمح الدفع بانتفاء الدعوى ألنو أكثر انضباطاً‪،‬‬
‫ولكف جرى األمر عمى استعماؿ األوؿ أال و ىو الدفع بعدـ قبوؿ في المؤلفات و االجتيادات‪.‬‬
‫‪ -3‬قد ال حظنا أف البحث الفقيي اإلجرائي الدائر حوؿ تحديد طبيعة الدفع بعدـ القبوؿ لـ يتوج برأي متفؽ‬
‫عميو مف األنظار الفقيية‪ ،‬وذلؾ راجع إلى أسباب منيا تنوع صور الدفع بعدـ القبوؿ وأنظمتيا ‪،‬ومنيا‬
‫أيضاً تواجد ىذا الدفع في قوانيف متفرقة‪.‬‬
‫‪ -4‬انتيينا إلى أف أغمب الفقياء قد عرفوا اصطالح الدفع بعدـ القبوؿ انطالقا مف االعتماد عمى مضموف‬
‫واحد وال مشاحة في معنى المصطمح ‪ ،‬لكف االختالؼ حدث فقط في صيغ التعابير المفظية في تناوؿ‬
‫المعرؼ بو (الدفع بعدـ القبوؿ)‪.‬‬
‫يسويو بالدفع‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬أنو دفع يختمؼ عف الدفوع الموضوعية و عف الدفوع الشكمية‪ ،‬واف كاف بعض الفقو‬
‫الموضوعي‪ ،‬وىو أيضاً ليس دفعا مختمطاً‪ ،‬إنما الدفع بعدـ القبوؿ ىو دفع مستقؿ ينماز بطبيعة‬
‫ذاتية خاصة و آثار خاصة‪.‬‬
‫‪ -6‬أف لمدفع بعدـ القبوؿ وظيفة جزائية إجرائية إذ يترتب عمى قبولو ‪-‬أي صحة الدفع‪ -‬نتيجة مفادىا‬
‫التصريح أو إعالـ المدعي بعدـ أىميتو لمحماية القضائية بسبب إخفاقو في تحصيؿ شروط الطمب‬
‫القضائي أو سبؽ الفصؿ في الدعوى أو انقضاء ميعاد طرحو‪...‬‬
‫‪ -7‬الحظنا أف المشرع الوطني ال يجيز إمكانية تصحيح وضعية عدـ قبوؿ الدعوى‪ ،‬بينما يجيز صراحة‬
‫تصحيح اإلجراء الموسوـ بعيب البطالف‪ ،‬اما في التشريع الفرنسي األمر بخالؼ ذلؾ‪ ،‬حيث سمح‬
‫صراحة بتسوية الوضعية بإزالة سبب عدـ القبوؿ لتفادي الحكـ بو‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا لـ يتعمؽ الدفع بالنظاـ العاـ جاز لمف رفع الدعوى تجديدىا بعد استفاء شروطيا المعيبة أو‬
‫الناقصة‪ ،‬أما إذا تعمؽ الدفع بعدـ القبوؿ بالنظاـ العاـ يمتنع تجديد الدعوى مثمما عميو الحاؿ في‬
‫صورة سابقة الفصؿ في الدعوى وصدور حكـ فييا حائز حجية الشيء المقضي بو‪.‬‬
‫‪ -9‬الحظ نا وجود صمة إجرائية وثيقة بيف الدفع بعدـ القبوؿ و السقوط‪،‬إذ في بعض الحاالت ال يمكف‬
‫إعماؿ الدفع بعدـ جواز نظر الدعوى إال إذا سقط حؽ الخصـ في العمؿ اإلجرائي‪.‬‬

‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪386‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫إذا صدر الحكـ برفض الدفع بعدـ القبوؿ ال يترتب عمى ذلؾ زواؿ الخصومة‪ ،‬ويعد ىذا الحكـ‬ ‫‪-10‬‬
‫مف األحكاـ الفرعية التي ال تقبؿ الطعف باالستئناؼ المباشر إال مع الحكـ الموضوعي‪ ،‬أما األحكاـ‬
‫الصادرة بقبوؿ الدفع أي بصحتو ‪-‬حيث يكوف قائماً عمى أساس‪ -‬تكوف قابمة لمطعف المباشر دوف‬
‫انتظار صدور حكـ في الموضوع‪.‬‬
‫‪ -11‬أخضع المشرع ىذا الدفع إلى نظاـ قانوني تتشعب قواعده بحسب كؿ نوع مف أنواع الدفوع بعدـ‬
‫القبوؿ‪ ،‬وقد لعب القضاء دو ار كبي ار بما يتطمبو الفف اإلجرائي في اإلبانة و الكشؼ عف قواعد نظامو‬
‫إلى درجة إنشاء بعضيا‪ ،‬وذلؾ يرتد دور إرادة الخصوـ في استحداث بعض الشروط المانعة مف نظر‬
‫الدعوى مباشرة‪ ،‬كاالتفاؽ عمى التحكيـ في العقود التجارية‪.‬‬
‫‪ -12‬المال حظ عمى التطبيقات القضائية أف القاضي قد ساىـ في استكماؿ العديد مف النقائص المتعمقة‬
‫بقواعد ىذا الدفع سيما مف جانب استحداثو بعض القواعد أو مف جانب تفسير النصوص الحاكمة لو‪،‬‬
‫وذات المالحظة يمكف أف تسجؿ بشكؿ عاـ عمى نظرية العمؿ اإلجرائي في حد ذاتيا‪.1‬‬
‫ب‪-‬االقتراحات‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب إعادة النظر تشريعياً لتحديد المفاىيـ و المصطمحات المتعمقة بالدفع بعدـ القبوؿ بسبب اختالطو‬
‫أحياناً ببعض مفاىيـ الدفوع المجاورة كالدفع الموضوعي و الشكمي‪.‬‬
‫‪ -2‬تفريد أنواع الدفوع بعدـ القبوؿ بأنظمة خاصة‪،‬أي جعؿ كؿ نوع يستقؿ بنظاـ قانوني مخصوص‬
‫يتوافؽ مع طبيعتو‪ ،‬وذلؾ منعاً لمتداخؿ فيما بيف أنواعو‪.‬‬
‫‪ -3‬يستحسف منح الخصوـ فرصة لتسوية ما وقعوا فيو مف خطأ بإجراء الحؽ في أجؿ معقوؿ مراعاة‬
‫لمصمحة الخصوـ تأسياً ببعض التشريعات المقارنة‪،‬وفي ذات الوقت إعماالً لمبدأ االقتصاد اإلجرائي‪،‬‬
‫خصوصاً إذا كاف الدفع غير متعمؽ بالنظاـ اإلجرائي العاـ‪ ،‬وكؿ تمؾ تدابير و الخطوات تستيدؼ‬
‫بطريؽ غير مباشر عدالة راشدة وناجزة و بأقؿ وقت ممكف‪.‬‬
‫المراجع‬
‫أ‪ -‬بالمغة العربية‬
‫‪ .1‬إبراىيـ نجيب سعد‪ ،‬القانوف القضائي الخاص‪ ،‬الجزء ‪ ،01‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬دوف‬
‫سنة‬
‫‪ .2‬أحمد أبو الوفا‪ :‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪1970 ،3‬ـ‪. ،‬‬

‫‪1‬‬
‫حيث لـ تمفت نظرية العمؿ اإلجرائي أنظار الفقو إال في وقت متأخر نسبياً بخالؼ الوضع لدى نظيرتيا في التصرؼ‬
‫القانوني‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫فتحي والي‪ ،‬نظرية البطالف في قانوف المرافعات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪387‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫‪ .3‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػ‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬القسـ األوؿ ‪،‬والثاني‪،‬والثالث‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪.‬‬
‫‪ .4‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ‪ ،‬نظرية الدفوع في قانوف المرافعات‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ‪1988 ،08‬ـ‪ ،‬ص‬
‫‪.864‬‬
‫‪ .5‬أحمد السيد الصاوي‪ ،‬الوسيط في شرح قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬معدال بالقانوف رقـ ‪76‬‬
‫لسنة ‪ 2007‬و القانوف رقـ ‪ 120‬لسنة ‪ ،2008‬جامعة القاىرة‪ ،‬سنة ‪2010‬ـ‪،‬‬
‫‪ .6‬أحمد المميجي‪ ،‬الموسوعة الشاممة في التعميؽ عمى قانوف المرافعات‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬القسـ األوؿ‪.‬‬
‫‪ .7‬أحمد إبراىيـ عبد التواب‪ ،‬اتفاؽ التحكيـ والدفوع المتعمقة بو‪ ،‬دار النيضة العربية‪.٨٠٠٢ ،‬‬
‫‪ .8‬أحمد ىندي‪ ،‬أصوؿ المحاكمات المدنية و التجارية‪ ،‬الدار الجامعية لمطبعة‪ ،‬بيروت‪1989 ،‬ـ‪،‬‬
‫‪ .9‬أحمد ىندي‪ ،‬أصوؿ المحاكمة المدنية و التجارية‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪1989 ،‬ـ‪،‬‬
‫أحمد ىندي‪ ،‬أصوؿ قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪2002‬ـ‪.‬‬
‫أمينة مصطفى النمر‪ ،‬قواعد المرافعات‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط ‪،1982‬‬ ‫‪.11‬‬
‫األنصاري حسف النيداني‪ ،‬قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬جامعة بنيا‪ ،‬د س‪،‬د‪ .‬ط‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫أنور طمبة‪ ،‬موسوعة المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ج‪،02‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪.1999‬‬
‫راغب وجدي فيمي‪ ،‬مبادئ القضاء المدني‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة ‪.03‬‬ ‫‪.14‬‬
‫زودة عمر‪ ،‬االجراءات المدنية و اإلدارية في ضوء أراء الفقياء و أحكاـ القضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.15‬‬
‫‪2015 ،03‬ـ‪،‬ا‬
‫السيد الصاوي‪ :‬الوسيط في شرح قانوف المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬القاىرة‪،2010 ،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫السيد الصاوي‪ ،‬أثر األحكاـ بالنسبة لمغير‪ ،‬القاىرة‪.1979 ،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫عبد المنعـ عبد العظيـ جيزة‪ ،‬آثار حكـ اإللغاء في القانونيف المصري و الفرنسي‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة القاىرة‪.1972 ،‬‬
‫عبد المنعـ فرج الصده‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ ،‬القاىرة‪1955 ،‬ـ‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫عمي عوض حسيف‪ ،‬الدفع بعدـ جواز نظر الدعوى سبؽ الفصؿ فييا‪ ،‬دار الفكر الجامعية‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫فتحي والي‪ ،‬نظرية البطالف في قانوف المرافعات‪ -‬دراسة تأصيمية تطبيقية‪ -‬منشورات الحمبي‬ ‫‪.21‬‬
‫الحقوقية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1997 ،‬‬
‫فتحي والي‪ :‬الوسيط في قانوف القضاء المدني‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬طبعة ‪.1991‬‬ ‫‪.22‬‬
‫محمد العشماوي‪ ،‬أصوؿ المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬ج‪ ،2‬بند ‪.787‬‬ ‫‪.23‬‬

‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪388‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪:‬الدفع بعدـ القبوؿ و نظامو القانوني‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.1981،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬أصوؿ المرافعات المدنية و التجارية‪ ،‬دار منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.25‬‬
‫‪.1968‬‬
‫نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬عدـ فعالية الجزاءات اإلجرائية في قانوف المرافعات‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫‪.26‬‬
‫لمنشر‪،‬االسكندرية‪.2002،‬‬
‫ىشاـ عمي صادؽ‪ ،‬مدى حؽ القضاء المصري في التخمي عف اختصاصو الدولي بالمنازعات‬ ‫‪.27‬‬
‫المدنية و التجارية‪ ،‬التعميؽ عمى حكـ محكمة النقض المصرية الصادر في ‪ ،2014/03/24‬دوف ذكر‬
‫دار النشر‪.‬‬
‫وجدي راغب فيمي‪ ،‬مبادئ الخصومة المدنية‪ ،‬دار الفكر الديني‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪،03‬‬ ‫‪.28‬‬
‫وىيب الندوي‪ ،‬المرافعات المدنية‪ ،‬منشورات جامعة بغداد‪ ،‬كمية القانوف‪.1988،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫ب‪-‬بالمغة الفرنسية و االنجميزية‬
‫‪1. Jean Foyer, de l'autorité de la chose jugée en matière civile, essai une‬‬
‫‪définition, th, Paris 1954.‬‬
‫‪2. Jean Vincent: Procédure Civile, Dalloz, 19 éme .éd, 1978.‬‬
‫‪3. Le Bars(Thierry), Droit judiciaire privé, Collection Domat droit privé, 3e‬‬
‫‪éd. Montchrestien, Paris 2006.‬‬
‫‪4. Susan Douglas, ‘Ethics in Mediation: centralizing relationships of Trust,‬‬
‫‪(2017) 35(1) Law in Context.‬‬
‫‪5. Boulle(L) Mediation: Process, Practice (Sydney: Butterworths. 1996‬‬
‫النصوص القانونية‬
‫‪ .1‬القانوف رقـ‪09-08‬المؤرخ في ‪، 2008/02/25‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ 21‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ .2‬القانوف رقـ ‪ 08-08‬المؤرخ في ‪ ،2008/02/23‬يتعمؽ بالمنازعات في مجاؿ الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 11‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ .3‬قانوف رقـ ‪ 04-90‬المؤرخ في ‪،1990/04/06‬المتعمؽ بنزاعات العمؿ الفردية و تسويتيا‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ ،06‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ .4‬القانوف رقـ ‪ 21-01‬المؤرخ في ‪ ،2001/12/22‬المعدؿ و المتمـ‪ ،‬المتضمف قانوف االجراءات‬
‫الجبائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪.73‬‬
‫‪ .5‬القانوف رقـ ‪ 10/05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/05/20‬المتضمف القانوف المدني ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 44‬لسنة‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪389‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬
‫النظام القانوني لمدفع بعدم القبول في قانون اإلجراءات القضائية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬سميمان رمضاوي‬

‫‪ .6‬األمر رقـ ‪ ،02/05‬المؤرخ في ‪، 2005/02/27‬المتضمف قانوف األسرة‪ ،‬المعدؿ و المتمـ‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 15‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ .7‬قانوف المرافعات المدنية و التجارية المصري رقـ ‪13‬لسنة ‪.1986‬‬
‫‪8. code procédure civile français, la dernière modification le 2019.‬‬
‫االجتيادات القضائية‬
‫‪ .1‬قرار المحكمة العميا ‪،‬رقـ ‪ 294064‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد ‪ 01‬لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ .2‬قرار المحكمة العميا الغرفة التجارية و البحرية المؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،2013‬ممؼ رقـ‬
‫‪ ،859563‬مجمة المحكمة العميا العدد ‪ 01‬لسنة ‪.2013‬‬
‫‪ .3‬قرار المحكمة العميا الغرفة العقارية المؤرخ في ‪ 21‬أبريؿ ‪ ،2004‬ممؼ رقـ ‪ 261176‬مجمة‬
‫المحكمة العميا العدد األوؿ لسنة ‪2007‬ـ‪.‬‬
‫‪ .4‬قرار المحكمة العميا الغرفة المدنية المؤرخ في ‪ 15‬أكتوبر ‪1990‬ـ‪ ،‬الممؼ رقـ ‪ 72181‬المجمة‬
‫القضائية لسنة ‪1992‬ـ‪ ،‬العدد (‪.)02‬‬
‫‪ .5‬أنظر قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 02‬مارس ‪ ،1983‬ممؼ رقـ ‪ 20921‬الغرفة المدنية المجمة‬
‫القضائية لسنة ‪ ،1989‬عدد ‪.04‬‬
‫‪ .6‬ممؼ رقـ ‪ 52269‬المجمة القضائية لسنة ‪ ،1991‬العدد ‪.02‬‬
‫‪ .7‬قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،1985‬ممؼ رقـ ‪ ،31620‬المجمة القضائية لسنة‬
‫‪ ،1989‬العدد ‪.04‬‬
‫‪ .8‬قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ ،2011‬ممؼ رقـ ‪ ،652841‬مجمة المحكمة العميا‬
‫لسنة ‪ ،2011‬العدد ‪،02‬‬
‫‪ .9‬قرار المجمس األعمى ( المحكمة العميا حاليا) بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ ،1986‬رقـ ‪ ،35324‬ـ ؽ‬
‫‪ ،1993‬عدد ‪ ،01‬ص‬
‫قرار المحكمة العميا بتاريخ ‪ 1989/02/19‬رقـ ‪ 32456‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬عدد‬ ‫‪.10‬‬
‫‪،01‬لسنة ‪.1990‬‬
‫اجتياد قضائي‪ ،‬محكمة كوـ شبيف الكمية‪،‬مصر‪،‬مجمة المحاماة ( ‪.)329-146-12‬‬ ‫‪.11‬‬

‫‪ISSN:2752-0002‬‬ ‫المجمة األفريقية لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬ادرار– الجزائر‬
‫‪390‬‬
‫‪EISSN: 2710-804x‬‬ ‫المجمد‪ ، 00 :‬العدد‪ ،01 :‬السنة‪2022 :‬‬

You might also like