You are on page 1of 189

‫جملة احملامي‬

8.6302 3. 06

www.avocat-setif.org

ordre.setif@gmail.com

2282 2882

brahimtairi@outlook.com
‫حموتيات العدد ا‬
‫كلمة التحرير ‪86 ..............................................................................‬‬

‫زمالء فقدناهم ‪80 ............................................................................‬‬

‫نشاطات املنظمة ‪80 .........................................................................‬‬

‫تظاهرات املنظمة ‪36 ........................................................................‬‬

‫أقـــــــــــــــــــــالم ‪28 .........................................................................‬‬

‫مرسوم تنفيذي حول الدمغة ‪2. ............................................................‬‬

‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا ‪22 ......................................................‬‬

‫قراءة يف القانون رقم ‪ 32-23‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات ‪02 ....................‬‬

‫اشكالية االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية ‪02 ...................................‬‬

‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته ‪23 .................................................‬‬

‫‪382 ........................... Responsabilité pénale du médecin chirurgien‬‬

‫‪33. ................................... Les filtres de la justice constitutionnelle‬‬

‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع ‪322 ...................‬‬

‫احملامي ضامن للحقوق و االحريات أمام احملكمة الدستورية ‪323 ......................‬‬

‫شروط الدفع بعدم الدستورية أمام احملكمة العليا و جملس الدولة ‪322 .............‬‬

‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية ‪360 ......‬‬
‫قواعد وإجراءات النشر يف اجمللة‬
‫ختتص "جملة املحامي" التي تصدر بشكل دوري وتقدم بحوث علمية تكتب بأقالم املحامني‬

‫و القضاة و املوثقني و املحرضين القضائيني و الصحافيني و كل من له عالقة بأرسة القانون‬

‫وأساتذة و باحثي اجلامعات و تقدم األعامل باللغة العربية أو الفرنسية أو االنجليزية‪.‬‬

‫قواعد تقديم البحث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تكتب الورقة بأسلوب علمي أكاديمي باإلضافة اىل (التهميش – واملرجع‪ )...‬يتبع‬

‫البحث باسم و لقب األستاذ الشخصية و مهنته‪( ،‬عنوان املؤسسة ‪ ،‬الربيد االلكرتوين ‪،‬‬

‫ورقم اهلاتف)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تـودع املسامهات لدى أمانـة منظمة سطيف أو عرب الربيد عىل العنوان ‪ :‬منظمة‬

‫املحامني قرص العدالة سطيف مع قرص مضغوط أو ‪ Flash Disk‬أو ترسل عرب الربيد‬

‫االلكرتوين‪.ORDRE.SETIF@GMAIL.COM :‬‬

‫ثالثا‪ :‬ال تقبل املسامهات التي سبق نرشها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ختضع املسامهات للتحكيم العلمي بحيث تفحص من طرف هيئة علمية متخصصة هلا‬

‫أن تقبل البحث أو ترفضه بحسب أمهيته و قيمته العلمية‪ ،‬و هلا كذلك أن تطالب صاحب‬

‫البحث بإجراء تعديالت الالزمة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ما ينرش يف املجلة يعرب عن رأي كاتبه و ال يمثل رأي املجلة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪2022/37‬‬

‫‪5‬‬
‫كلمـــة التحريـــر‬
‫بسم اهلل الرمحان الرحيم والصالة والسالم عىل أفرف املرسلني سيدنا محمد وعىل لله وصحبه‬
‫أمجعني‪،‬‬
‫يصدر هذا العدد رقم ‪ 37‬من جملة املحامي و الذي سيكون عددا متنوعا من اجتهادات و مقاالت‬
‫و محارضات تم عرضها يف خمتلف التظاهرات العلمية و االيام الدراسية املنظمة من طرف منظمتنا أو‬
‫اجلهات القضائية املختلفة‪.‬‬
‫حيث نظمت املحكمة الدستورية بقسنطينة ورشة تكوينية لفائدة املحامني حول موضوع "افراك‬
‫مماريس املهن القانونية يف إثارة الدفع بعدم الدستورية" و شارك فيها محامون و قضاة و أعضاء يف املحكمة‬
‫الدستورية من داخل الوطن و خارجه‪ ،‬اخرتنا منه مداخلة لالستاذ فرانسيس ديل بريي (بروفيسور‬
‫بجامعة بلجيكا) حول التصفية يف العدالة الدستورية‪ ،‬و كذا مداخلة لالستاذ قريمس عبد احلق محام‬
‫واستاذ بجامعة جيجل حول دور املحامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قايض املوضوع‪ ،‬و يف نفس‬
‫السياق أكد االستاذ محمد بوطرفاس عضو املحكمة الدستورية عىل ضامنة املحامي للحقوق و احلريات‬
‫أمام املحكمة الدستورية يف مداخلته‪ ،‬و فرح االستاذ جياليل ميلود عضو املحكمة الدستورية فروط‬
‫الدفع بعدم الدستورية أمام املحكمة العليا و جملس ادولة‪ ،‬و أعطى االستاذ عامر عباس العضو باملحكمة‬
‫الدستورية االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية االحكام الترشيعية و التنظيمية‪.‬‬
‫كام اخرتنا هلذا العدد مقاالت حول خمتلف املواضيع‪ ،‬من التقايض يف املادة االدارية و اشكاالته‬
‫للدكتور بشري الرشيف استاذ بجامعة سطيف‪ ،‬اىل مقال حول نظرية البطالن لألستاذ قرشوش عبد‬
‫العزيز محام بمنظمة سطيف‪ ،‬الدكتور خلفي عبد الرمحان أسهم بقراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل لقانون‬
‫العقوبات‪ ،‬و طرح االستاذ كوسة عامر من منظمة سطيف اشكالية االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة‬
‫اجلزائية‪ ،‬و ختامها مداخلة للربوفيسور بوشناق كامل حول مسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح التي ألقيت‬
‫بمناسبة اليوم الدراسية حول املسؤولية الطبية املنظم من طرف منظمتنا‪.‬‬
‫نرجوا االضافة و االستفادة من هذا العدد ‪ ،‬كام نأمل تفاعل السادة املحامني و الباحثني و األساتذة‬
‫اجلامعيني و مسامهتهم بمختلف البحوث و الدراسات يف املجلة‪.‬‬
‫اللجنة‬

‫جملة احملامي عدد ‪2022/37‬‬

‫‪6‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫زمالء فقدناهم‪ ،‬ينبغي تذكرهم‬

‫عطـــوي نـــوال‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 9100-80-80 :‬محام قرقور‬

‫العنوان‪ :‬سطيف‬

‫تاريخ أداء اليمني‪1899-99-91 :‬‬

‫تاريخ الوفاة‪1811-82-12 :‬‬

‫زواوي عقبــــة‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 9100-82-89 :‬برج الغدير‬

‫العنوان‪ :‬برج بوعريريج‬

‫تاريخ أداء اليمني‪1891-91-19 :‬‬

‫تاريخ الوفاة‪1811-91-89 :‬‬

‫رمحهم اهلل برمحته الواسعة‬


‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪7‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪8‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪9‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪00‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪00‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪03‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪01‬‬
‫نشاطات املنظمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪01‬‬
‫تظاهرات‬

‫تكريم أبناء احملامني الناجحني يف شهادتي‬


‫الباكالوريا و التعليم املتوسط ‪ 01 -‬سبتمرب ‪2122‬‬

‫‪00‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪61‬‬
‫تظاهرات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪67‬‬
‫تظاهرات‬

‫مشاركة فريق املنظمة لكرة القدم يف‬


‫الدورة الكروية املقامة بتونس ‪ -‬نوفمرب ‪2122‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪61‬‬
‫تظاهرات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪61‬‬
‫أقالم‬

‫رسالــــة احملامـــاة‬
‫تاتي الخالفات وتحرك المحاماة قلمها‬
‫تحمل ملف المنازعات داخل محفظتها‬
‫تسعى للحقيقة من وراء دفاع عنها‬
‫تجتهد الى إبراز اهدافها من عملها‬
‫تلجأ الى معالجة القضايا بإلهامها‬
‫تقرأ تحارير المحاضر مابين سطورها‬
‫تغوص في بحر أفكارها وتدلي بكنزها‬
‫تسير بين اروقة المحاكم حاملة أساليبها‬
‫تجتهد اثناء تأدية مهامها‬
‫تزيل العراقيل التي تقف في وجهها‬
‫تقابل الحاكم والقانون بحقيقتها‬
‫مستعملة نصوص القانون وتستدل بها‬
‫تخرج ادلتها وتدفع بها في دفوعها‬
‫تحمي نفسها في ساحة المرافعات بجبتها‬
‫تنهي مهمتها وهي طامعة بحكم لها‬
‫تبقى المحاماة القلم النابض لحماية رسالتها‬
‫من اعداد الاستاذة صالحي ابتسام‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫أقالم‬

‫اجلرميـــة والعقـــاب‬
‫حلت الجريمة بمسرحها في دور الشخصية العظيمة تحت اسم البطلة من اجل تادية‬
‫العمل المسرحي مجهزة لها كل العناصر والتفاصيل من اجل التقديم المسرحي وقبل‬
‫عرضه امام للجمهور اجتهدت في توزيع االدوار على الممثلين والمساهمين‪،‬كما حرصت‬
‫على توجيههم بالطرق المناسبة من خالل االستعانة بالوسائل التي تساعدهم على العمل‬
‫المسرحي و دخلت على المسرح وهي حاملة كل عتادها و األدواتها المستعملة من أجل‬
‫تمكينها من القيام بدورها الرئيسي والحرص كذلك على باقي األدوار والثانوية ‪ ،‬ولما‬
‫إنطلقت الجريمة في القيام بعملها مستعملة عتادها الذي أدخلته معها و تمكنت من‬
‫بما جهزت له ووصلت الى هدفها الذي‬ ‫ارضاء رغبتها في القيام بدورها و‬
‫رسمته ضمن مخططاتها لحين‬
‫تحقيقها للنتيجة التي استهدفتها‬
‫من وراء القيام بأدوارها على‬
‫المسرح‪،‬فالجريمة لم تكن‬
‫لوحدها في المسرح فهناك‬
‫مساعديها اللذين وقفو الى‬
‫جانبها مقدمين لها كل‬
‫المساعدة والدعم على‬
‫تحقيق رغبتها وهدفها في‬
‫اتمام عملها المرسوم مسبقا‪ ،‬و أثناء حلولها بالمسرح بادرت بتجهيز لنفسها من اجل‬
‫القيام بالعمل المسرحي المرسوم المتمثل في القيام باألدوار المؤدية الى النتيجة ولما‬
‫لحق دور الجريمة لعبت دورها الرئيسي على مسرحها وانتهت من عملها مع تمكينها من‬
‫الوصول للنتيجة المستهدفة و بينما كان الجمهور جالس الذي يعد نجاح العمل المسرحي‬
‫من خالل تقييمه للمسرحية وماجرى بها فآراء الجمهور هي التي يعبر فيها عن مدى‬
‫تقييمه عن طريقة االداء وفكرة طريقة عرضها والعناصر المستعملة واالدوات التي كانت‬
‫سبب النجاح الفكرة وتنفيذها على المسرح‪ ،‬فاذا بالجريمة بعد تنفيذها للعمل المسرحي‬
‫المخطط له رفعت رأسها للجمهور فاذا بها لمحت العقاب يجلس في صفوف المتفرجين‬
‫يراقبها واقفا ويصفق لها بحرارة فانفجعت الجريمة وارتكبت لما شاهدت العقاب بين‬
‫الجمهور ولما تقدمت منه وسالته عن سبب حضوره بين الصفوف الجمهور فاجابها‬
‫العقاب أنا احضرك دائما ياجريمة أينما تحضرين وارافقك اينما تكونين فانا أسير دائما‬
‫وراءك من اجل تقييم عملك المسرحي‪ .‬أ‪ .‬صالحي ابتسام‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫أقالم‬

‫المحامي الرياضي‬
‫نعلم أن المحامي هو رجل قانون في الجهات القضائية مهمته الدفاع عن حقوق موكله مرتديا الجبة‬
‫السوداء التي تحميه أثناء القيام بمهنته‪ ،‬اليخفى علينا ان سيدة المهن المحاماة لم تقيد أصحابها‬
‫في القيام بمهمة الدفاع أثناء تادية مهامهم في الجهات القضائية فقط بل سمحت لهم وشجعتهم‬
‫للقيام بأنشطة ترفيهية ثقافية موسيقية رياضية وغيرها من النشاطات التي مألت قلوب محبيها و‬
‫ممارسيها حب المهنة واكتساب الشجاعة والقوة‪ ،‬كما زرعت فيهم الثقة واالمان فالمهنة لن تقف‬
‫هنا فقط بل تتكفل كذلك باالشراف على كافة التنظيمات والتدعيمات ألجل نجاعتها وتحقيق المكاسب‬
‫‪،‬فسيدة المهن المحاماة لما ترغب في تشجيع وتدعيم المحامي الموهوب ومن بينها المحامي ممارس‬
‫للرياضة تسعى الى تنظيم مقابالت رياضية على الصعيد الوطني والدولي من أجل تحفيزه لممارسة‬
‫الرياضة‪ ،‬و هو ما قامت به منظمة المحامين سطيف ممثلة في فريقها الذي شارك على الصعيد الدولي‬
‫بالدورة الرياضية بطبرقة التونسية من أجل الترفيه وتشجيع المحامي الرياضي و تعزيز أواصر الزمالة‬
‫على البساط االخضر فالحمد هلل مرت الدورة في ظروف مالئمة على أحسن حال وقام الزمالء‬
‫الرياضيين بواجبهم دون تعرضهم ألي مكروه في صحتهم وعادوا الى وطنهم وعائالتهم ومهنتهم‬
‫سالمين و هو انجاز اخر أثبتت المهنة انها قادرة على وضع المحامي كذلك في الميدان الرياضي‬
‫وشديدة اإل طمئنان من ناحية قدراته الذهنية أو الجسدية قد كنت يا محامي أستاذ في المحاكم والعب‬
‫في هذه الدورة التي جرت‬ ‫في المالعب وقد ظهر ذلك‬
‫الشقيقة مع‬ ‫بدولة تونس‬
‫قبل الزمالء‬ ‫مشاركة من‬
‫وفعال رجل‬ ‫الرياضيين‬
‫لم يخيب‬ ‫القانون‬
‫المهن‬ ‫ثقة سيدة‬
‫حسن ظنها‬ ‫وكان عند‬
‫يامحامي شخص‬ ‫فقد كنت‬
‫تدافع عن الكرة‬ ‫رياضي أيضا وانت‬
‫المالعب وكأنك تدافع عن ملف قضية‬ ‫محافظا عليها بين قدميك في‬
‫بين يديك في المحاكم‪ ،‬صحيح نحن لم نكن رفقتكم في الميدان ولكن قلوبنا وارواحنا كانت بمعيتكم‬
‫تتابع كل خطواتكم الموهوبة الرياضية فانتم حقا فرسان سواء على مستوى الجهات القضائية أو‬
‫على مستوى المالعب‪ ،‬لقد بذلتم كل مابوسعكم من مجهودات نفسية‪ ،‬جسدية وتعب شعرتم به وعانيتم‬
‫منه دون ان ننسى أسركم ومكاتبكم التي تخليتم عنها لمدة أسبوع وكل هذا من أجل تحقيق رغبة‬
‫إدخال الفرحة على قلوبكم وقلوب زمالئكم زميالتكم‪ ،‬فانتم بمبادرتكم هذه قد حققتم النجاح وبتجربتكم‬
‫هذه قد كسبتم الشجاعة النفسكم وللمهنة بالمستقبل‪ ،‬وبمجرد مشاركتكم هذه أنتم فائزين في أعين‬
‫زمالئكم وزميالتكم ومهنتكم ‪ ،،،،،،‬و في األخير يبقى المحامي مكلف ببذل العناية غير ملزم بالنتيجة في‬
‫جميع األحوال وحتى في األنشطة التي يمارسها‪ ،‬فسيدة المهن المحاماة فخورة جدا بكم ألنها أنجبت‬
‫رجاال ونساءا تستطيع ان تعتمد عليهم في أي مكان تضعهم فيه تجدهم مستعدين جاهزين ‪،‬فشكرا‬
‫لسيدة المهن مهنة المحاماة التي تقف دائما الى جانب أصحابها……‬
‫أ‪ .‬صاحلي إبتسام‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪00‬‬
‫مرسوم تنفيذي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪03‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫نظرية البطالن وتطبيقاتها اجرائيا‬


‫ويف الشركات التجارية‬
‫قرشوش عبد العزيز‬
‫أستاذ محاضرقسم "ب" كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة دمحم ملين دباغين‪ ،‬سطيف‪.2‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تعتبر كافة التشريعات ومنها الجزائري أن البطالن هو الجزاء الذي يترتب‬
‫على تخلف أحد الشروط وألاركان املطلوبة في أي اجراء قضائي‪ ،‬حيث يسعى‬
‫املشرع الى وضعه لضمان احترام هذه الاجراءات‪ ،‬وصون حقوق املتقاضين‬
‫وتحديد مراكزهم‪ ،‬فيجبر كل من املتقاض ي وكذا املحكمة الناظرة في النزاع الى‬
‫احترامها حتى تقلل من حاالت البطالن وكذا تقلل من عدد املنازعات القضائية‬
‫التي يحكم فيها برفض دعواها لتوافر حالة من حاالت البطالن سواء كان هذا‬
‫في الاجراءات املدنية أو في الشركات التجارية‪.‬‬
‫توطئة‪:‬‬
‫يعتبر البطالن من أهم املواضيع املتصلة باالجراءات القضائية‪ ،‬هذه‬
‫الاجراءات التي يسعى املشرع من خاللها وعن طريق القضاء الى تطبيق القوانين‬
‫بأكثر دقة وموضوعية‪ ،‬فيكون البطالن هو إحدى الضمانات املؤدية إلى‬
‫احترامها‪ ،‬كون هذه القوانين الاجرائية إنما وضعت لتنظيم سير العدالة وصون‬
‫حقوق املتقاضين وتحديد مراكزهم باتباع سبل اجرائية تتضمن اشكاال محددة‬
‫ومواعيد مضبوطة يجب أن يصب فيها العمل الاجرائي حتى ينتج أثره القانوني‬
‫الذي وضع من أجله‪ ،‬لذلك وضع في املقابل جزاء صارم لإلخالل بتلك الاجراءات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫وألاشكال حتى يدفع كل املتعاملين مع القاعدة الاجرائية سواء من الخصوم أو‬


‫املحكمة الناظرة للنزاع على احترامها وهذا الجزاء هو البطالن‪.‬‬
‫مفهوم البطالن والبطالن الاجرائي (‪:)1‬‬
‫‪ -1‬البطالن‪:‬‬
‫بطل= بطل الش يء‪ ،‬يبطل بطال وبطوال وبطالنا‪ :‬ذهب ضياعا وخسرا‪ ،‬فهو‬
‫باطل‪ ،‬والباطل‪ :‬نقيض الحق(‪.)2‬‬
‫البطالن لغة‪:‬‬
‫هو سقوط الش يء لفساده فيقال بطل الش يء أي فسد وسقط حكمه‬
‫وتأتي بمعنى تعطل فيقال بطل ألاجير أي تعطل‪ ،‬والباطل ضد الحق والجمع‬
‫أباطيل‪.‬‬
‫البطالن اصطالحا‪:‬‬
‫عند الجمهور هو كتعريف الفساد سواء بسواء ألنه مرادف له فكل فاسد‬
‫باطل وبالعكس فهما عبارتان عن معنى واحد في الشرع وهو ما يقابل الصحيح‬
‫خالفا للحنفية‪.‬‬
‫والفساد في الاصطالح هو نقيض الصحة بكل اعتبار من اعتباراتها فيكون‬
‫البطالن كذلك‪ ،‬فإذا كانت الصحة هي موافقة ألامر فالبطالن مخالفته‪ ،‬وعليه‬
‫فالبطالن في العبادات هو مخالفة أمر الشارع وفي عقود املعامالت هو تخلف‬
‫الاحكام عنها وخروجها عن كونها اسباب مفيدة لألحكام(‪.)3‬‬
‫البطالن قانونا‪:‬‬
‫رغم اختالف املذاهب واملقاصد عند شراح قوانين الاجراءات املدنية أو‬
‫قوانين املرافعات كما يطلق عليها الشراح املشارقة من الدول العربية‪ ،‬فإنهم‬
‫جميعا متفقون على أن البطالن هو الجزاء القانوني املطبق على مخالفة الشكل‬
‫الاجرائي املطلوب قانونا في الخصومة القضائية منذ قيامها وبدايتها حتى نهايتها‬
‫بأي شكل من ألاشكال‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫فقد ذهب ألاستاذ عبد الرزاق السنهوري الى تعريفه‪":‬البطالن هو الجزاء‬


‫القانوني على عدم استجماع العقد ألركانه كاملة مستوفية لشروطها"(‪ )4‬غير‬
‫أنه وما يالحظ في تعريف ألاستاذ السنهوري أنه عرف البطالن الواقع على العقد‬
‫أو العقود فاعتبره باطال كل عقد افتقد الى أحد اركانه أو شروطه‪ ،‬فإن هذا‬
‫التعريف يصب في محيط البطالن املوضوعي الذي تتناوله نظرية البطالن‬
‫وتطبيقاتها العملية في القانون املدني وهذا ليس مركز بحثنا الحالي لذا لن‬
‫نغوص فيه تاركين التفصيل فيه لخاطرة مستقبلية إن كان في العمر بقية‪،‬‬
‫ومركزين نظرنا على البطالن الاجرائي (أي البطالن الذي قررته التشريعات ومنها‬
‫الجزائري كجزاء ملخالفة الشكل الاجرائي القانوني املطلوب) هذا في الجزء الاول‬
‫من البحث‪ ،‬وفي الجزء الثاني ارتأينا أن نخصصه للبطالن كذلك لكن في جانب‬
‫آخر مغاير عن الاجراءات املدنية وهو البطالن الواقع في الشركات التجارية نظرا‬
‫ملا لهذا املوضوع من أهمية قانونية سواء في الدراسة النظرية أو في تطبيقات‬
‫الشركات التجارية التي ما فتئت تنتشر في السوق الجزائرية بمختلف أنواعها‬
‫التي حددها املشرع‪.‬‬
‫‪-2‬البطالن الاجرائي(‪:)5‬‬
‫لعله كذلك ومن املنطقي قبل الخوض في تجزيئات هذا البطالن نحاول ان‬
‫نعطي كنهه وماهيته‪.‬‬
‫فيعرف البطالن الاجرائي بأنه الجزاء الذي يرتبه املشرع أو تقض ي به‬
‫املحكمة إذا افتقد العمل القانوني أحد الشروط الشكلية أو املوضوعية‬
‫املطلوبة لصحته قانونا(‪.)6‬‬
‫كما ذهب البعض إلى القول بأن البطالن الاجرائي هو التكييف القانوني أو‬
‫الوصف القانوني لعمل اجرائي تم اتخاذه دون أن يكون مطابقا للنموذج‬
‫القانوني(‪.)7‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫وعليه يكون البطالن وفق املفهوم السالف ذكره هو‪ :‬جزاء مدني يلحق‬
‫بالعمل الذي يصدر مخالفا للقواعد املوضوعية التي وضعها املشرع‪ ،‬فهو ال‬
‫ينش ئ حقا أو التزاما وفي املقابل هناك من يرى أن البطالن هو وصف يلحق‬
‫بالتصرف القانوني وأنه نتيجة عيب لحق به عند مخالفة قاعدة قانونية ويؤدي‬
‫هذا الوصف إلى عدم نفاذ التصرف(‪.)8‬‬
‫إنما الراجح فقها أن البطالن يحمل الوصفين معا فهو وصف يلحق‬
‫بالتصرف ويوضع عليه الجزاء القانوني بعدم نفاذه‪ ،‬لذلك يعرف البطالن على‬
‫أنه‪" :‬البطالن هو وصف يلحق بالتصرف القانوني املعيب لنشأته مخالفا‬
‫لقاعدة قانونية أو اتفاقية فيؤدي إلى توقيع جزاء يتمثل في شل فعالية التصرف‬
‫وافقاده آثاره القانونية"(‪.)9‬‬
‫املبحث ألاول‪:‬‬
‫مذاهب البطالن وتمييزه عن ألانظمة املشابهة له‬
‫لقد اختلفت هذه املذاهب لكل مشربه ودليله على ما يذهب اليه وهذه‬
‫املذاهب هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مذهب ال بطالن بغيرنص(‪.)pas de nullité sans texte‬‬
‫ويرى أصحاب هذا املتجه أنه ال يتقرر أي بطالن وبأي شكل كان إال بناء‬
‫على نص من املشرع الذي له وحده الحق في تحديد الحاالت التي يكون على‬
‫القاض ي أن يحكم فيها دائما بالبطالن دون أن تكون له سلطة تقديرية‪ ،‬ويمنع‬
‫عليه أن يحكم بالبطالن في غيرها ويقال عادة تعبيرا عن هذا املذهب "ال بطالن‬
‫من غير نص" (‪.)pas de nullité sans texte‬‬
‫ويبرر أصحاب هذا الرأي رأيهم على أساس أنه للبطالن آثار خطيرة يجب أن‬
‫ينفرد املشرع وحده بتحديد حاالته دون أن تعطي للقاض ي الناظر في النزاع أي‬
‫سلطة كانت‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪07‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫ويعاب على هذا املذهب أنه من الصعب على املشرع ان يتابع كل تطورات‬
‫العصر من اشكال جديدة وحاالت مستجدة بين عشية وضحاها وهو الامر‬
‫الذي يجعل هذا املتسم بالحركية والتطور‪.‬‬
‫كما يعاب عليه أيضا أنه يقيد فكر القاض ي ومبادرته وذلك بسحب كل‬
‫سلطة له في تقرير ما إذا كانت املخالفة تستدعي الحكم ببطالنها من عدمه‪،‬‬
‫ألامر الذي قد يترتب عليه تقرير جزاء غير مناسب للعيب الذي شاب‬
‫الاجراء(‪.)01‬‬
‫ثانيا‪ :‬مذهب ال بطالن بغيرضرر ‪pas de nullite sans grief‬‬
‫ويرى أصحاب هذا املبدأ أنه ال تكفي مخالفة النص القانوني لتقرير‬
‫البطالن بل يجب أن تكون هذه املخالفة قد الحقت ضررا بمصالح الخصم‬
‫املتمسك به ويطلق على هذا املذهب بالقول "البطالن من غير ضرر" ( ‪pas de‬‬
‫‪ )nullite sans grief‬ويحقق هذا املذهب ميزتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬يمنع القاض ي من التحكم‪ ،‬فهو يضيق عليه السلطة التقديرية الواسعة‬
‫وذلك بتحديد سلفا الضرر الذي يعتمده كضابط للحكم بالبطالن‪.‬‬
‫ب‪-‬يخفف هذا املبدأ من املبدأ ألاول القائل أنه ال بطالن بغير نص‪،‬‬
‫فيجعل الضابط هو الضرر بغض النظر عن النص وجد أم لم يوجد فال يحكم‬
‫بالبطالن حتى ولو كان هناك نص إذا لم يترتب عليه ضرر‪ ،‬كما أن غياب النص‬
‫ال يمنع الحكم بالبطالن إذا ما ترتب على املخالفة أي ضرر كان‪.‬‬
‫ويعاب على هذا املبدأ انه يقوم أساسا على حدوث الضرر من املخالفة‬
‫لالجراء ويجب على من يتمسك به من املتقاضين أن يثبت هذا الضرر‪ ،‬وهذا‬
‫ليس باألمر السهل‪.‬‬
‫كما يعاب عليه أن هناك أنواع من البطالن قد ال ترتب ضررا ومع ذلك‬
‫يجوز الصحاب الحق فيها أن يتمسكوا به‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مذهب ال بطالن إذا تحققت الغاية من الاجراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫يقوم اعتقاد من ذهب هذا املذهب أن الشكل غير مطلوب لذاته بل على‬
‫العكس فإنه يهدف إلى تحقيق قصد معين‪ ،‬فإذا تحققت الغاية من القصد ال‬
‫تطبق أحكام البطالن حتى ولو خالف الشكل القانوني املطلوب‪ ،‬وحتى ولو نص‬
‫املشرع صراحة على البطالن فيه‪.‬‬
‫أما في الحالة العكسية إذا تخلفت الغاية والقصد وجب الحكم بالبطالن‬
‫حتى ولو لم ينص املشرع على ذلك‪.‬‬
‫وقد أخذ بهذا املبدأ صراحة املشرع املصري باملادة ‪ 21‬من قانون‬
‫املرافعات املصري بالنص‪ ":‬اليحكم بالبطالن رغم النص عليه إذا ثبت تحقق‬
‫الغاية من الاجراء"‪.‬‬
‫غير أنه يعاب على هذا املعيار "معيار الغاية" أنه معيار مبهم غير محدد‬
‫املعالم فكلمة الغاية من الاجراء ال تعريف لها ال تشريعا وال فقها كما أنه توجب‬
‫تحديد حاالت البطالن على نحو دقيق يحفظ حقوق املتقاض ي ويحقق غرض‬
‫املشرع ويبعد تحكم القاض ي في تقرير حاالت البطالن‪.‬‬
‫موقف املشرع الجزائري من هذه املذاهب‪:‬‬
‫لقد قطع املشرع الجزائري دابر هذا الخالف بنص صريح في قانون‬
‫الاجراءات املدنية والادارية وهي املادة ‪ 61‬منه بالقول‪":‬ال يقرر بطالن الاعمال‬
‫الاجرائية شكال إال إذا نص القانون صراحة على ذلك‪ ،‬وعلى من يتمسك به أن‬
‫يثبت الضرر الذي لحق به" وعليه نستنتج من النص‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن املشرع الجزائري ذهب مع املذهب القائل أنه للمشرع وحده الحق في‬
‫تحديد الحاالت التي يكون على القاض ي أن يحكم فيها بالبطالن‪.‬‬
‫ب‪ -‬كما يستفاد ايضا اخذ املشرع الجزائري باملذهب الذي يركز على‬
‫حدوث الضرر مع وجوب التمسك به واثباته‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬‬
‫التمييزبين البطالن وبعض النظم املشابهة له(‪)11‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪02‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫ونحن بصدد الدراسة النظرية للبطالن نرى أنه من الواجب القاء هذه‬
‫النظرة ولو املختصرة على موضوع تفرقة نظام البطالن عن بعض النظم التي‬
‫قد تتشابه معه كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البطالن والفسخ‬
‫سبق الاتفاق على أن البطالن هو الوصف القانوني أو التكييف القانوني‬
‫للعمل الاجرائي الذي يتم باملخالفة لنموذج القاعدة القانونية وضعت بصفة‬
‫عامة ومجردة مقترنة بجزاء‪.‬‬
‫أما الفسخ فهو جزاء يوقع في العقود التي تقوم سليمة مستوفية لشروطها‬
‫واركانها القانونية‪ ،‬فينشأ هذا العقد صحيحا‪ ،‬غير أن أحد طرفيه يتقاعس عن‬
‫تنفيذ التزاماته التي يفرضها عليه هذا العقد فبالتبعية يسقط التزام املتعاقد‬
‫آلاخر فيفسخ العقد إما بارادة املتعاقدين أو بحكم قضائي ويعود ألاطراف الى‬
‫الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البطالن والسقوط‬
‫إن البطالن هو جزاء اجرائي ذو نطاق عام يصيب العمل الاجرائي الذي ال‬
‫يتطابق مع النموذج القانوني‪ ،‬أي أن البطالن ينصب على ذات العمل الاجرائي‬
‫املعيب‪ ،‬بينما السقوط هو الجزاء الوارد على الحق الاجرائي‪ ،‬بمعنى أن‬
‫السقوط هو الجزاء املترتب على عدم مباشرة الاجراء في الوقت املعين في القانون‬
‫للقيام به‪ ،‬ومخالفة ترتيب معين يتعين أن يجري فيه طبقا للترتيب التتابعي‬
‫الجراءات الخصومة وقد نصت املادة ‪ 322‬اجراءات مدنية وادارية‪":‬كل آلاجال‬
‫املقررة في هذا القانون من أجل ممارسة حق أو من أجل الطعن يترتب على عدم‬
‫مراعاتها سقوط الحق أو سقوط ممارسة هذا الحق باستثناء حالة القوة‬
‫القاهرة أو وقوع احداث من شأنها التأثير في السير العادي ملرفق العدالة"‪.‬‬
‫ومن هذا النص يمكن أن نستنتج‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪32‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫أ‪ -‬إذا كان للشخص حقوق متعددة وكان القانون قد وضع ترتيبا خاصا‬
‫عند استعمالها فخالفه صاحبها فيترتب على ذلك السقوط‪ ،‬فدعوى الحيازة‬
‫تسقط برفع دعوى املطالبة بامللكية في الحق‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا أوجب القانون لصحة الاجراء مباشرته في ميعاد محدد ولم يتخذ‬
‫هذا الاجراء في هذا امليعاد سقط الحق فيه كسقوط الحق في الطعن بفوات‬
‫ميعاده‪.‬‬
‫ج‪ -‬في حالة تفويت املناسبة املقررة الجراء عمل معين كالدفوع التي يجب‬
‫ابداؤها قبل قفل باب املرافعة أو قبل ابداء الطلبات الختامية في الدعوى‪.‬‬
‫اجراءات املطالبة بالسقوط‪:‬‬
‫يتم هذا الطلب بموجب أمر على عريضة يوجه إلى رئيس الجهة القضائية‬
‫املعروض أمامها النزاع‪ ،‬ويجب أن يتقدم به من له مصلحة وصفة في ذلك شأنه‬
‫شأن باقي الاجراءات ألاخرى ويفصل فيه رئيس الجهة القضائية بأمر غير قابل‬
‫ألي طريق من طرق الطعن‪ ،‬وذلك بحضور الخصوم أو بعد صحة تكليفهم‬
‫بالحضور (ف‪2‬م‪ 322‬ا‪.‬م‪.‬ا)‪.‬‬
‫ويترتب على تقرير السقوط سقوط الحق وإهدار الاجراء الذي يكون قد‬
‫اتخذ بعد سقوط الحق فيه وكذا منع تجديده أو تصحيحه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البطالن وعدم السريان‬
‫إن البطالن وهو الجزاء على العمل املخالف للقواعد القانونية‪ ،‬إذ‬
‫باملنظور الاجرائي وهو الجزاء الواقع على العقد الذي تخلفت احدى اركانه أو‬
‫شروطه‪ ،‬وهو باملفهومين جزاء اذا وقع يسري اثره هذا سواء على املتعاقدين‬
‫انفسهم كما يسري على الغير تبعا لذلك فآثاره خاصة وعامة في نفس الوقت إذ‬
‫يحتج بهذا البطالن إزاء الجميع‪.‬‬
‫أما عدم السريان فهي الفكرة التي ال تسري ازاء الغير فحسب حماية لهم‪،‬‬
‫بينما قد تسري آثارها فيما بين املتعاقدين فالعقد غير املسجل صحيح فيما بين‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪33‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫املتعاقدين لكنه غير نافذ في حق الغير‪ ،‬وكذا العقد غير ثابت التاريخ هو عقد‬
‫صحيح فيما بين من عقدوه حجة عليهم لكنه غير ذي حجية على الغير والبيع في‬
‫مرض املوت صحيح بين املتعاقدين لكنه ال يسري في حق بقية الورثة وعليه فإن‬
‫البطالن بالصورة السابقة إذا كان قابال للزوال فإنه يزول باإلجازة‬
‫‪ confirmation‬أما عدم السريان فيزول باقرار الغير للعقد ‪.)ratification(12‬‬
‫ويالحظ أنه سواء تعلق ألامر باجراء أو عقد فإن بطالنه القابل للزوال‬
‫والاجازة هو البطالن الغير مخالف للنظام العام والاداب‪ ،‬أما البطالن غير‬
‫املطلق املترتب على ذلك (البطالن النسبي) فيجوز تصحيحه واجازته وهي نفس‬
‫الفكرة التي تنطبق على عدم السريان فإقرار الغير مطلوب الزالة عدم السريان‬
‫ينصب على العقود الباطلة نسبيا وليس على العقود الباطلة بطالنا مطلقا لعدم‬
‫شرعية محلها مثال فبطالنها ال يجاز وال يصحح‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬‬
‫انواع البطالن وحاالته في القانون الجزائري‬
‫أوال‪ :‬يتنوع البطالن في املجال الاجرائي الى بطالن نسبي أو بطالن مقرر‬
‫ملصلحة خاصة‪ ،‬وبطالن متعلق بالنظام العام أو بطالن مقرر ملصلحة عامة‪،‬‬
‫فمناط هذا التقسيم هو املصلحة التي يحميها الاجراء الذي تمت مخالفته‪،‬‬
‫فنكون أمام بطالن نسبي إذا كانت املخالفة لقاعدة تحمي مصلحة خاصة ألحد‬
‫الخصوم‪ ،‬ونكون أمام بطالن متعلق بالنظام العام (مطلق) إذا كان ناشئا عن‬
‫مخالفة قاعدة مقررة لحماية املصلحة العامة أي متعلقة بالنظام العام الذي ال‬
‫يجوز لألطراف الاتفاق على مخالفته‪ ،‬ويجوز الدفع به في أيه مرحلة تكون عليها‬
‫الدعوى ويجب على املحكمة أن تحكم به من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫إن التقسيم الثنائي الذي استقر عليه الفقه الاجرائي في البطالن هو‬
‫السائد عمال ومنطقا‪ ،‬فنكون أمام بطالن مطلق ويندمج فيه العقد املنعدم إذ‬
‫يتفقان في كون البطالن املطلق ليس له وجود قانوني ويستوي معه العقد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪30‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫املنعدم وبنفس الدرجة إذ ال تفاوت في العقد بحسب املنطق‪ ،‬وبطالن نسبي‬


‫ليس بحدة التصرف املنعدم أو البطالن املطلق املتعلق بالنظام العام‪،‬‬
‫فالبطالن النسبي يمر بمرحلتين‪:‬‬
‫ألاولى قبل أن يتعين مصيره باإلجازة أو البطالن فله في هذه الحالة الوجود‬
‫القانوني باعتباره عقدا صحيح منتج لكل آثاره القانونية‪ ،‬أو اجراء قانوني معيب‬
‫قابل للتصحيح قانونا‪.‬‬
‫والثانية يجب أن يتجه العقد أحد املتجهين‪ :‬فإما أن يلحقه باإلجازة ممن‬
‫قرر ملصلحته أو تنطبق عليه أحكام التقادم إذا توافرت فيزول هذا البطالن‬
‫ويستمر العقد صحيحا مرتبا كل آثاره القانونية‪ ،‬وإما أن ال يجاز ويتقرر‬
‫البطالن فتنعدم كل آثاره القانونية وبأثر رجعي‪.‬‬
‫حاالت البطالن في قانون الاجراءات املدنية والادارية‪:‬‬
‫‪ -0‬لقد ورد بالفقرة ألاولى للمادة ‪ 18‬ا‪.‬م‪.‬ا أنه يجب أن تتم الاجراءات‬
‫والعقود القضائية من عرائض ومذكرات باللغة العربية تحت طائلة عدم‬
‫القبول‪ ،‬وعدم القبول في معرض الحال في رأينا هو البطالن ذاته وذلك لسببين‪:‬‬
‫‪ -‬السبب ألاول‪ :‬هو تعلق ألامر بآمر اللغة العربية وهو أمر سيادي‬
‫للجمهورية الجزائرية لتثبيت احدى مقومات ألامة وهي اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬السبب الثاني‪ :‬هو مذهب املشرع الجزائري في الفقرة الرابعة من ذات‬
‫املادة إذ نص صراحة على بطالن ألاحكام وألاوامر والقرارات الصادرة بغير اللغة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬بطالن ألاحكام القضائية الصادرة بغير اللغة العربية وهذا البطالن‬
‫يتعلق بالنظام العام فيجوز للخصوم التمسك به ويحق للقاض ي أن يثيره من‬
‫تلقاء نفسه حتى ولو لم يطلبه الخصوم وهذا ما تناولته الفقرة ‪ 4‬من املادة ‪8‬‬
‫ا‪.‬م‪.‬ا‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪33‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫والبطالن في هذه الحالة غير قابل ألي تصحيح فكل حكم أو أمر أو قرار‬
‫صدر بغير اللغة العربية فهو باطل بطالن مطلق ومعدوم ألاثر القانوني لتعلق‬
‫الحالة بمبدأ من مبادئ السيادة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم قبول عريضة افتتاح الدعوى التي ال تحتوي على بيانات الزامية‬
‫حددتها املادة ‪ 01‬ا‪.‬م‪.‬ا وهو عدم قبول في صورة بطالن نراه من البطالن الجائز‬
‫تصحيحه باعادة الاجراء مع اكمال ما نقص من هذه البيانات شريطة أن تكون‬
‫املواعيد الزالت سارية في مثل هذه الدعاوى وإال سقط الحق فيها تلقائيا‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم قبول العريضة املتعلقة بالعقار أو الحق العيني للعقار إذا لم‬
‫تشهر لدى املحافظة العقارية وهو أيضا صورة البطالن جائز التصحيح باعادة‬
‫العريضة وشهرها مجددا طاملا الزالت املواعيد سارية املفعول وإال سقط الحق‬
‫فيها فهذا ما تناولته املادة ‪ 07‬ف‪ 3‬ا‪.‬م‪.‬ا‪.‬‬
‫تعليق‪:‬‬
‫إن ورود مصطلح "عدم القبول" في املادتين السابقتين ينتهي إلى البطالن‬
‫إذا لم تصحح في الوقت املناسب‪ ،‬فعريضة افتتاح الدعوى التي ال تحتوي ما‬
‫اشترطه القانون يحكم القاض ي ببطالنها ورفض الدعوى املقامة عليها‪ ،‬أما إذا‬
‫صححت بادراج الشرط الناقص ولو بدعوى جديدة طاملا أن ميعادها ال يزال‬
‫ممكنا فيحكم فيها‪ ،‬وكذا العريضة املشروط اشهارها إذا تعلقت بعقـار أو حـق‬
‫عينـي عقاري أمام املحافظة‬
‫العقارية فقد ينتهي اهمالها بالبطالن لكنها يمكن أيضا أن تصحح طاملا‬
‫الزالت مواعيد واجراءات الدعوى مقبولة وسارية املفعول‪.‬‬
‫لكن فكرة عدم القبول الواردة بقانون الاجراءات املدنية والادارية ليست‬
‫دوما بهذا الطرح فنفس الفكرة وردت باملادة ‪ 11‬ا‪.‬م‪.‬ا بخصوص الدفوع الشكلية‬
‫ووجوب ابدائها قبل أي دفع آخر في املوضوع أو دفع بعدم القبول فإن عدم‬
‫احترام هذا الترتيب والتفريط في ابدائها في وقتها يرتب سقوطا نهائيا وهو‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪32‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫السقوط الذي ال يمكن تصحيحه حتى ولو ال تزال الخصومة سارية املفعول بل‬
‫تستمر وتكتمل باقي اجراءاتها حتى صدور الحكم وتفسير ألامر على أن صاحب‬
‫املصلحة في ذلك قد تنازل عن هذا الدفع تنازال طوعيا‪.‬‬
‫‪ * -1‬حالة بطالن شهادة الشاهد الذي يؤديها بأن ال يقول الحقيقة م ‪012‬‬
‫ا‪.‬م‪.‬ا فالبطالن في هذه الحالة بطالن نسبي وبسيط فكل شهادة يؤديها الشاهد‬
‫دون أن يقول أنه يقول الحقيقة فهي باطلة في هذه الواقعة ويجوز للقاض ي أن‬
‫يعيد سماعه بعد تصحيح الوضع شريطة أن تكون الخصومة ذاتها الزالت‬
‫سارية املفعول ولم يحكم فيها والدليل على ذلك أن املادة ذاتها ‪ 012‬ف‪ 2‬اجازت‬
‫للقاض ي أن يعيد سماع الشهود ومواجهة بعضهم البعض وهو الحل املنطقي‬
‫خصوصا إن كانت هذه الشهادة منتجة في الدعوى والشهادة كما يقال عنها في‬
‫الفقه الاجرائي "شهادة مفصلية"‪.‬‬
‫‪1‬مكرر‪ -‬حالة وجوب إثارة أوجه التجريح قبل ابداء الشهادة إال إذا ظهر‬
‫سبب التجريح بعد الادالء بالشهادة وأثناء سماع الشهود آلاخرين‪ ،‬فإذا قبل‬
‫التجريح في الحالة ألاخيرة تكون الشهادة باطلة بحسب املادة ‪ 017‬ا‪.‬م‪.‬ا والبطالن‬
‫في هذه الحالة بطالن مطلق يعدم الشهادة املؤداة دون احترام هذا الشرط ال‬
‫يمكن تصحيحها في الدعوى املقامة عليها بل قد تؤدي إلى رفض هذه الدعوى‬
‫إذا كانت تقوم فقط على هذه الشهادة دون غيرها من وسائل إلاثبات‪.‬‬
‫‪ -6‬حالة بطالن الحكم الغير مشتمل على عبارة "الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية باسم الشعب الجزائري" بحسب املادة ‪271‬ا‪.‬م‪.‬اوكذا م‬
‫‪ 112‬بخصوص القرارات القضائية وهو بطالن قد يراه البعض مما يجوز‬
‫تصحيحه من القاض ي الذي اصدره وذلك بالتدارك فيـه حتى تستقـر املعامالت‬
‫واملراكـز القانونيـة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪32‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫خصوصا وأن هذا الحكم بالتأكيد قد فصل في نزاع بين أطرافه ورتب هذه‬
‫املراكز أو الحقوق فإن بطالن الحكم الغير مشتمل على هذه العبارة يصحح ولو‬
‫بدعوى تصحيحية أو استدراكية‪.‬‬
‫لكننا نرى عكس ذلك تماما فالحكم الصادر خاليا من عبارة الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذا عبارة باسم الشعب الجزائري هو حكم‬
‫بشكله يصطدم بمبدأ السيادة الوطنية أي حكم ال شرعية له وال أساس فهو‬
‫باطل بطالنا مطلقا بل إنه يجب مسائلة القاض ي مصدره وكذا كاتب الجلسة‬
‫الذي سجله وترك مثل هذه الشائنة توصم هذا الحكم فسيادة هذا الوطن‬
‫تكمن في جمهوريته وأن أحكامه تصدر باسم الشعب الجزائري فإن غابت هذه‬
‫الاعتبارات صدر كل ش يء بدونها وكأنه عدم معدوم‪.‬‬
‫‪ -7‬حالة بطالن حكم تم اغفال أو عدم صحة احد البيانات املقررة‬
‫لصحته إذا ثبت من وثائق ملف القضية أو من سجل الجلسات أنه تم فعال‬
‫مراعاة القواعد القانونية بحسب املادة ‪ 283‬ا‪.‬م‪.‬ا نتبين من هذه املادة أمرين‬
‫مهمين‪:‬‬
‫‪ -‬ألاول‪ :‬أن هذه البيانات التي خصتها هذه املادة بالذكر ال تعني‪":‬عبارة‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذا عبارة باسم الشعب الجزائري"‬
‫وذلك لكونهما تضمنتهما مادة مستقلة هي ‪ 271‬سابقة الذكر وهي كما قلنا‬
‫خصها املشرع بمادة منفردة لتعلقها بالسيادة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬أن تخلف أو إغفال باقي البيانات قد ال ترتب البطالن إذا تبين من‬
‫ملف القضية وما دار بالجلسات أن القاض ي قد راعى القواعد القانونية عند‬
‫اصداره لهذا الحكم‪ ،‬فالبطالن هنا يصحح من ذات القاض ي استنادا إلى ملف‬
‫القضية وسجالت الجلسة‪ ،‬أما إذا كان هذا الاغفال وعدم صحة البيانات واردة‬
‫بالحكم وال يوجد بملف القضية وكذا بسجالت الجلسات ما يؤكد أنه تمت‬
‫مراعاة القواعد القانونية فالبطالن في هذه الحالة ثابت ال يصحح من نفس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪32‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫القاض ي وفي نفس القضية بل يجوز أن تعاد املحاكمة بقضية جديدة إذا كان‬
‫ميعادها ال يزال يسمح بذلك وإذا كان الحق فيها لم يسقط ألي سبب من‬
‫أسباب السقوط‪.‬‬
‫‪ -8‬حالة بطالن التكليف بالوفاء وبأن للمدين حق الاعتراض على أمر ألاداء‬
‫في أجل خمسة عشر يوم (‪ )01‬تبتدأ من تاريخ التبليغ الرسمي‪....‬م ‪ 318‬ف‪ 3‬ا‪.‬م‪.‬ا‬
‫وهي حالة صدور أمر اداء قانوني ويبلغ الى املدين به للوفاء به قانونا (التكليف‬
‫بالوفاء) هي أن تتضمن من بين بياناته الالزامية أنه من حق املدين الاعتراض‬
‫على هذا ألامر في أجل ‪ 01‬يوم من تاريخ تبليغه له رسميا‪ ،‬فإن جاء هذا التكليف‬
‫خاليا من ذلك بطل الاجراء من أوله‪ ،‬أي أن أمر الاداء املحرر يصبح في حكم‬
‫العدم ال أثر له قانونا‪ ،‬وهو كذلك بطالن نراه من النوع الجائز تصحيحه إذا‬
‫كانت مواعيد الاجراء والتصرف القانوني الزالت تسمح بذلك‪ ،‬أما في الحالة‬
‫العكسية عد هذا البطالن نهائيا ويعدم التصرف من أصله‪.‬‬
‫‪ -9‬حالة بطالن املعارضة املقدمة بعريضة غير مرفقة بنسخة من الحكم‬
‫املطعون فيه م ‪ 331‬ف‪ 3‬ا‪.‬م‪.‬ا وهو البطالن الذي يرتب عدم قبول املعارضة‬
‫شكال ويمكن تصحيحه بارفاق هذا الحكم إذا كان أجل املعارضة ال يزال ساريا‬
‫أما إذا كان هذا امليعاد قد انقض ى بطل هذا التصحيح واصبح بطالنا نهائيا وال‬
‫تقبل عندئذ هذه املعارضة‪.‬‬
‫‪ -01‬حالة بطالن كل اجراء تم خرقا لوقف التنفيذ املأمور به من الجهة‬
‫القضائية املعروض عليها م ‪ 413‬ا‪.‬م‪.‬ا تنازع الاختصاص بين القضاة وهو كذلك‬
‫بطالن قابل للتصحيح إذا كانت جهة الفصل لم تقض نهائيا في التنازع أما إذا‬
‫صدر قرارها في هذا الشأن كان البطالن نهائيا غير قابل ألي تصحيح‪.‬‬
‫‪ -00‬حالة بطالن محضر التبليغ الرسمي الذي ال يتضمن البيانات‬
‫القانونية املشار إليها باملادة ‪ 417‬ا‪.‬م‪.‬ا يجوز للمطلوب تبليغه أن يدفع بالبطالن‬
‫قبل اثارة أي دفع آخر‪ ،‬وألامر هنا مرتبط بتقديم طلب التمسك بالبطالن قبل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪37‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫التطرق ألي دفع آخر كالدفع بعدم القبول أو الدفوع املوضوعية وهذا يعني أننا‬
‫أمام دفع شكلي غير متعلق بالنظام العام إذ يجب ابداؤه قبل أي دفع وإال‬
‫سقط الحق فيه دون أن يرتب أي بطالن لالجراءات التي تأتي من بعده‪.‬‬
‫‪ -02‬حالة تلقي التبليغ من شخص غير متمتع باألهلية م ‪ 401‬ف‪ 2‬ا‪.‬م‪.‬ا‬
‫وهذا يعني أن كل شخص تم تبليغه بأية وثيقة قضائية يجب أن يكون متمتعا‬
‫باألهلية القانونية واملقصود هنا هي أهلية ألاداء وهي صالحية الشخص ألن‬
‫يصدر عنه التصرفات التي يعتد بها قانونا ومنه إذا كان ناقص ألاهلية هو‬
‫املطلوب بأي اجراء وجب أن ينوب عنه وكيله أو وليه أو وصيه حتى يعتد بهذا‬
‫الاجراء وإال وقع تحت طائلة البطالن إذا تم التمسك به من ذوي املصلحة في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -03‬حالة بطالن تشكيل القسم الاجتماعي من قاض رئيسا ومساعدين‬
‫طبقا ملا ينص عليه تشريع العمل م ‪ 112‬ا‪.‬م‪.‬ا وهذا من النظام العام فإذا صدر‬
‫حكما من تشكيلة في القسم الاجتماعي ال تحترم هذا ألامر كانت تشكيلة باطلة‬
‫وما يصدر عنها من أحكام هي ايضا باطلة غير منتجة ألي أثر قانوني‪ ،‬أما عن‬
‫تصحيحه فقد يجوز ذلك بتشكيلة أخرى قانونية إذا كانت مواعيد الدعوى‬
‫ألاصلية لم تنفذ بعد أما إذا نفذت فالبطالن ال رجعة فيه وال أثر قانوني للحكم‬
‫الصادر عندئذ‪.‬‬
‫‪ -04‬حالة عدم قبول عريضة الاستئناف الغير مشتملة على البيانات‬
‫الواردة باملادة ‪ 141‬ا‪.‬م‪.‬ا فقد يترتب عدم القبول وبطالن كل الاستئناف وال ينتج‬
‫أي أثر قانوني طاملا لم يصحح باستكمال هذه البيانات خالل املدة املتبقية من‬
‫مهلة الاستئناف املحددة قانونا‪ ،‬فإذا انتهت هذه املهلة أصبح البطالن نهائيا وال‬
‫يقبل هذا الاستئناف وال ينتج أي أثر‪.‬‬
‫‪ -01‬حالة عدم تمثيل الخصوم أمام املحكمة العليا بمناسبة الطعن‬
‫بالنقض من قبل محامين معتمدين لدى املحكمة العليا م ‪ 119‬ا‪.‬م‪.‬ا وهي بنفس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪32‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫الحالة أمام مجلس الدولة املادة ‪ 911‬ا‪.‬م‪.‬ا فعدم القبول هذا ايضا هو صورة‬
‫من صور بطالن الطعن وعدم انتاجه ألي أثر قانوني ما لم يصحح بالتمثيل من‬
‫قبل محامي معتمد لدى املحكمة العليا ومجلس الدولة خالل مهلة الطعن‬
‫بالنقض املتبقية فإن انقضت هذه املهلة اعتبر الطعن بالنقض في حكم العدم‪.‬‬
‫‪ -06‬حالة عدم قبول الطعن بالنقض إذا لم تتضمن عريضته البيانات‬
‫الالزامية املحددة باملادة ‪ 161‬ا‪.‬م‪.‬ا فعدم القبول هنا وجوبي إذا خلت العريضة‬
‫من أحد البيانات الالزامية الضرورية حتى ينتج هذا الطعن أثره على أنه يمكن‬
‫تصحيحه بادراج هذه البيانات في العريضة مادامت مهلة الطعن القانونية لم‬
‫تنقض بعد‪.‬‬
‫‪ -07‬حالة عدم قبول الطعن بالنقض إذا تضمن الوجه املتمسك به أو‬
‫الفرع منه أكثر من حالة واحدة من حاالت الطعن بالنقض م ‪ 161‬ف‪ 6‬ا‪.‬م‪.‬ا‬
‫وهذا يعني أن كل طعن بالنقض يجب أن يثبت على وجه يتمسك به أو فرع منه‬
‫بناء على حالة واحدة من حاالت الطعن بالنقض املحددة قانونا وهي مادة آمرة‬
‫ال يمكن الاتفاق على مخالفتها ‪.‬‬
‫‪ -08‬حالة بطالن عريضة الطعن بالنقض غير املوقعة من محامي معتمد‬
‫لدى املحكمة العليا وهو توقيع خطي مع ختم املحامي وتبيان عنوانه املنهي م‬
‫‪ 167‬ا‪.‬م‪.‬ا وهو اجراء شكلي إذا أهمل رتب بطالن كل الطعن بالنقض ونرى هذه‬
‫الفكرة مكملة لفكرة وجوب املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا عند كل طعن‬
‫بالنقض السابق التطرق اليها باحكام املادة ‪ 119‬ا‪.‬م‪.‬ا‪ ..‬والبطالن هنا ايضا يمكن‬
‫تداركه وتصحيحه إذا كانت املهلة القانونية للطعن تسمح باستدراك ألامر‬
‫بتمثيل الخصم ملحامي معتمد لدى املحكمة العليا أما إذا كانت هذه املهلة قد‬
‫انقضت بطل الطعن بالنقض كله‪.‬‬
‫‪ -09‬حالة عدم قبول رد املطعون ضده في الطعن بالنقض إذا لم يرد خالل‬
‫أجل شهرين من تاريخ التبليغ الرسمي لعريضة الطعن بالنقض م ‪ 168‬ا‪.‬م‪.‬ا وهي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪32‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫نفس فكرة وجوب املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا لكن هنا يضاف الى‬
‫وجوبه حتى في الرد على عريضة الطعن أن يكون خالل شهرين من تبليغ عريضة‬
‫الطعن له فإن انقضت هذه املدة اعتبر هذا الخصم متقاعسا عن الرد على‬
‫الطعن املوجه ضده وعندها تنظر املحكمة العليا الطعن بناء على أوجه‬
‫وطلبات الطاعن وحده دون النظر إلى رد وموقف املطعون ضده‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬‬
‫الدفع بالبطالن والدفع بعدم القبول‪:‬‬
‫مفهوم الدفع‪:‬‬
‫هو مصطلح اجرائي يقصد به احدى ادوات استعمال الحق يجيب بها‬
‫الخصم على طلب خصمه‪ ،‬بقصد تفادي الحكم له كما طلب وهو حق للمدعى‬
‫عليه ارادي له أن يستعمله من عدمه باستثناء الدفوع املتعلقة بالنظام العام‬
‫التي يجوز للقاض ي أن يثيرها من تلقاء نفسه حتى ولو لم يتمسك بها الخصوم‪،‬‬
‫فالدفوع هي الوسيلة التي يستعملها املدعى عليه وترمي إلى تحطيم ادعاء املدعي‬
‫أو منع الحكم له به كله أو بعضه أو رفضه تماما(‪.)03‬‬
‫والدفوع في الاجراءات املدنية تتنوع الى ثالثة أنواع منها ما يتعلق بشكل‬
‫الاجراء وهي الدفوع الشكلية‪ ،‬ومنها ما يوجه إلى تخلف الشروط القانونية‬
‫الواجب توافرها في الدعوى القضائية والتي تكون الزمة لقبول هذه الدعوى وهي‬
‫الدفوع بعدم القبول ومنها ما يتعلق بالحق املوضوعي توجه إلى ذات الحق‬
‫املدعى به وهي الدفوع املوضوعية‪ ،‬بحسب التفصيل التالي‪:‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬‬
‫الدفع بعدم القبول(‪( )11‬املواد ‪،76،76،76‬ا‪.‬م‪.‬ا)‬
‫تعريفه‪ :‬هو الدفع الذي يرمي إلى التصريح بعدم قبول طلب الخصم‬
‫إلنعدام الحق فيه كانعدام الصفة أو املصلحة أو التقادم أو انقضاء ألاجل‬
‫املسقط وحجية الش يء املقض ي فيه وذلك دون النظر إلى موضوع النزاع‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫وترفع الدعوى بتوافر شروطها والتي أهمها املصلحة بأوصافها وكذا وجود‬
‫الحق أو املركز القانوني املعتدى عليه حتى يترتب حق لصاحبه في املطالبة‬
‫بإعمال حكم القانون لحمايته‪ ،‬وعليه إذا انتفت هذه املصلحة ال يكون‬
‫للشخص حقا فيها‪ ،‬فإذا رفعها بالرغم من ذلك جاز للمدعى عليه أن يدفع بدفع‬
‫يسمى "الدفـع بعـدم القبـول" يهدف مـن ورائـه‬
‫الخصم أن يجعل القاض ي ال يسمع إدعاء املدعي إلنتفاء حقه في الحماية‬
‫القضائية سواء تتعلق هذه الحماية بتخلف شروط الحماية القانونية كاملطالبة‬
‫بدين ناتج عن القمار أو يرجع إلى تخلف شروط الحماية القضائية كرفع دعوى‬
‫حيازة بعد مض ي أكثر من سنة من التعرض لها أو رفع الطعن خارج آلاجال‬
‫القانونية أو التمسك بالدفع الشكلي بعد التكلم في املوضوع‪.‬‬
‫الطبيعة القانونية للدفع بعدم القبول‪ :‬اختلف الفقه الاجرائي حول هذه‬
‫املسألة إلى‪:‬‬
‫الرأي ألاول‪ :‬اعتبر الدفع بعدم القبول منقسم إلى دفوع متعلقة باملوضوع‬
‫ومنها الدفع بانعدام املصلحة أو املصلحة أو الصفة وعليه تسري عليه قواعد‬
‫الدفوع املوضوعية‪ ،‬ودفوع متعلقة باالجراءات وتسمى بدفوع عدم القبول‬
‫الاجرائي تسري عليها أحكام الدفوع الشكلية ومنها عدم رفع الدعوى على‬
‫أشخاص معينين‪.‬‬
‫نقد‪ :‬يعد هذا الاتجاه منتقدا لكونه يذهب ويزيل الدفع بعدم القبول‬
‫وذلك بتوزيعها على كل من الدفوع املوضوعية والشكلية مع أن هذا الدفع له‬
‫ذاتيته واستقالليته عن كال النوعين آلاخرين‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬ذهب إلى اعتبار الدفع بعدم القبول هو ذاته الدفع‬
‫املوضوعي من حيث جواز التمسك لكليهما في أية مرحلة تكون عليها الدعوى‬
‫حتى ولو كانت ألول مرة أمام جهة الاستئناف‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫نقد‪ :‬إن هذه امليزة ال تنفرد بها الدفوع بعدم القبول فحسب بل حتى‬
‫الدفوع الشكلية إذا تعلقت بالنظام العام يجوز التمسك بها في أية مرحلة تكون‬
‫عليها الدعوى ولو ألول مرة أمام جهة الاستئناف‪.‬‬
‫الرأي الراجح‪ :‬إن الدفع بعدم القبول له ذاتيته باعتباره وسيلة قانونية‬
‫توجه إلى تخلف شروط قبول الدعوى يوجهها املدعى عليه لكي يحصل على‬
‫حكم يقض ي بعدم نظر املحكمة في الطلب املقدم من املدعي الخصم‪ ،‬فيختلف‬
‫بذلك عن الدفع الشكلي الذي يطعن من خالله في صحة الخصومة أو في‬
‫الاجراءات املكونة لها‪ ،‬ويختلف عن الدفع املوضوعي في كونه الوسيلة التي ينكر‬
‫بها الخصم الواقعة املنشئة للحق املدعي به‪.‬‬
‫متى يجوزالتمسك بالدفع بعدم القبول؟‬
‫نص املشرع الجزائري في قانون الاجراءات املدنية والادارية الجديد صراحة‬
‫باملادة ‪ 68‬و‪ 69‬منه بالقول "يمكن للخصم تقديم الدفع بعدم القبول في أية‬
‫مرحلة كانت عليها الدعوى ولو بعد تقديم دفوع في املوضوع‪ "...‬نتبين من النص‬
‫أن الحق في هذا الدفع ال يسقط حتى ولو سبقه التطرق للموضوع بدفوع‬
‫موضوعية فيحق لصاحب املصلحة أن يستعمل حقه في الدفع بعدم القبول في‬
‫أية مرحلة تكون عليها الدعوى حتى ألول مرة أمام جهة الاستئناف‪.‬‬
‫ونصت املادة ‪ 69‬من ذات القانون "يجب على القاض ي أن يثير تلقائيا الدفع‬
‫بعدم القبول إذا كان من النظام العام ال سيما عند عدم احترام طرق الطعن أو‬
‫عند غياب طرق الطعن"‪.‬‬
‫ما مدى والية املحكمة بعد صدورحكم بعدم القبول؟‬
‫لإلجابة نميز بين‪:‬‬
‫‪ -0‬الحجية واملقصود بها صدور حكم بين نفس الخصوم ونفس املوضوع‬
‫محال وسببا وأصبح نهائيا فإذا عاود الخصم رفع الدعوى من جديد أمكن‬
‫لصاحب املصلحة دفع ذلك بدفع عدم القبول لسبق الفصل فيها‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪20‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -2‬أما إذا فصلت املحكمة في مسألة فرعية دون الفصل في املوضوع فإنها‬
‫ستنفذ واليتها ألن ذلك يؤدي إلى خروج الدعوى من سلطتها كأن يحكم بعدم‬
‫إلاختصاص أو ببطالن الاجراءات لكن بحكم ال يجوز حجية ألامر املقض ي به‪،‬‬
‫وعليه فإن مبدأ سبق الفصل ال يعمل به إال خارج الخصومة أي بعد انقضائها‬
‫بعد صدور حكم في املوضوع ومن ثمة يجوز الرجوع إلى نفس املحكمة إذا‬
‫استنفذت واليتها يمكن أن تعود إليها هذه الوالية‪ ،‬لكن ال يمكن الرجوع إلى نفس‬
‫املحكمة إذا قامت الحجية‪.‬‬
‫س‪ :‬هل تستنفذ املحكمة واليتها بصدور حكم عنها في الدفع بعدم القبول؟‬
‫وهل يجوز هذا الحكم الحجية التي تمنعه من العودة إليها مرة أخرى؟‬
‫ج‪ :‬إن هذا الحكم ال يجوز حجية ألامر املقض ي فيه حتى ولو استنفذت‬
‫واليتها بخصومة‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬‬
‫الدفع بالبطالن في القانون الجزائري وتصحيحه‬
‫‪ -0‬تناوله صراحة املشرع الجزائري في املواد من ‪ 61‬الى ‪ 66‬اجراءات مدنية‬
‫وادارية‪ ،‬غير أنه يجب التذكير وقبل الخوض في تفصيل هذه الفكرة أن البطالن‬
‫املطلق أي املتعلق بالنظام العام ال تحكمه قواعد الوقت فهو منعدم ألاثر منذ‬
‫انطالقه‪ ،‬فللمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها حتى ولو تناساه الخصوم‪ ،‬كما‬
‫يجوز ابداؤه في أيه مرحلة أو حالة تكون عليها الدعوى فيجوز التمسك به حتى‬
‫ولو ألول مرة أمام املحكمة العليا‪ ،‬إنما حديثنا هذا على البطالن املقرر ملصلحة‬
‫خصم معين أي البطالن النسبي‪.‬‬
‫إن الدفع بالبطالن في قانون الاجراءات املدنية الجزائرية تحكمه‬
‫القواعد التالية‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫أوال‪ :‬أن املشرع وضع قاعدة ال بطالن بغير نص وبطبيعة الحال باستثناء‬
‫حالة البطالن املتعلق بالنظام العام‪ ،‬وأن يكون النص على البطالن صريحا‬
‫واردا بعبارته دون لبس او غموض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ال يجوز الدفع بالبطالن إال إذا اثبت املتمسك به وقوع الضرر‪،‬‬
‫واشتراط الضرر بحسب املادة ‪ 61‬ا‪.‬م‪.‬ا جاء شامال ليغطي جميع أنواع البطالن‬
‫سواء تعلق بالنظام العام أو بطالن ملصلحة خصم معين (البطالن النسبي)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إن الدفع بالبطالن حق ملن قرر له فله التمسك به من عدمه فهو‬
‫اجراء ارادي لكن أوجب املشرع أن يتمسك به قبل الكالم في موضوع الدعوى‬
‫والا سقط الحق فيه وهي قواعد الدفوع الشكلية الغير متعلقة بالنظام العام‬
‫املوجب التمسك بها وتقديمها قبل أي دفع في املوضوع (م ‪ 60‬ا‪.‬م‪.‬ا)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إن الدفع بالبطالن حق محدود ومكرس للشخص الذي تقرر‬
‫ملصلحته دون غيره من الناس وبالطبيعة قد ينوبه وكيله أو من يمثله قانونا ألن‬
‫املصلحة عندئذ هي مصلحة ألاصيل وهو من تقرر البطالن لصالحه‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬حدد املشرع حاالت الدفع بالبطالن في العقود غير القضائية‬
‫والاجراءات من حيث املوضوع في حاالت على سبيل الحصر هي‪:‬‬
‫‪ -‬حالة انعدام ألاهلية عند الخصوم‪.‬‬
‫‪ -‬حالة انعدام ألاهلية أو التفويض ملمثل الشخص الطبيعي أو املعنوي (م‬
‫‪.)64‬‬
‫تساؤل هام‪:‬‬
‫ما نوع البطالن املقرر على انعدام ألاهلية أو انعدام التفويض لدى ممثل‬
‫الشخص الطبيعي أو املعنوي؟‬
‫نجد اجابة هذا التساؤل الهام وبما ال يدع مجاال للشك في احكام قانون‬
‫الاجراءات املدنية والادارية على النحو التالي‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫أن البطالن املترتب على انعدام ألاهلية وكذا انعدام تفويض ممثل‬
‫الشخص الطبيعي أو املعنوي هو بطالن من النظام العام‪ ،‬اي بطالن مطلق إذ‬
‫يجوز للقاض ي أو املحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها حتى ولو لم يتمسك به‬
‫الخصوم إذ تنص املادة ‪ 61‬ا‪.‬م‪.‬ا‪":‬يثير القاض ي تلقائيا انعدام ألاهلية ويجوز له‬
‫أن يثير تلقائيا انعدام التفويض ملمثل الشخص الطبيعي أو املعنوي"‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬اجاز القانون الجزائري تصحيح البطالن من قبل الخصوم‪،‬‬
‫والبطالن املقصود بالتأكيد ليس هو البطالن املطلق واملتعلق بالنظام العام ألن‬
‫هذا النوع من البطالن معدوم ويعدم التصرف وال يصحح ال باإلجازة وال‬
‫بالتنازل وال بالتصحيح‪ ،‬وإنما املقصود هو البطالن النسبي الذي قرر مصلحة‬
‫أحد الخصوم نتيجة مخالفة الاجراء للشكل القانوني املطلوب لكن اشترط‬
‫املشرع شروطا لذلك هي‪:‬‬
‫‪ -0‬أن يتم التصحيح بالتكملة أو إلاضافة أو التعديل فيما يوجد من‬
‫عيوب في الاجراء تؤدي إلى البطالن‪ ،‬ويجب أن يتم ذلك في امليعاد املحدد الذي‬
‫يحدده القاض ي لذلك م‪ 62‬ا‪.‬م‪.‬ا "يمنح القاض ي أجال للخصوم لتصحيح إلاجراء‬
‫املشوب بالبطالن‪."...‬‬
‫‪ -2‬يجب أن يتم التصحيح قبل الحكم بالبطالن أي أنه يجوز تصحيح‬
‫البطالن في الفترة بين التمسك به وقبل صدور الحكم بالبطالن‪.‬‬
‫‪ -3‬يضيف املشرع الجزائري شرطا جوهريا أنه يقبل التصحيح ألي اجراء‬
‫يسبب البطالن شريطة أن يزول بالتصحيح كل الضرر القائم وال يبقى له أي‬
‫أثر‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تم تصحيح الاجراء املشوب بعيب البطالن وقبل هذا التصحيح‬
‫قانونا فإن أثره يسري بأثر رجعي‪ ،‬بمعنى أن أثر التصحيح يسري من تاريخ‬
‫الاجراء املشوب بالبطالن فيعتبر صحيحا من يوم نشأته‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -1‬إذا كان الاجراء قابل للتصحيح فال يقض ى بالبطالن إذا زال سبب‬
‫البطالن بأي اجراء الحق شريطة أن تكون الخصومة الزالت سارية املفعول ولم‬
‫يفصل فيها بحكم‪.‬‬
‫‪ -2‬تصحيــح البط ــالن‪:‬‬
‫لقد نص املشرع الجزائري على هذا املبدأ صراحة بنص املادة ‪ 62‬ا‪.‬م‪.‬ا‬
‫بالقول‪":‬يجوز للقاض ي أن يمنح أجال للخصوم لتصحيح الاجراء املشوب‬
‫بالبطالن‪ "...‬غير أنه لم يحدد طرق هذا التصحيح كما فعل غيره من‬
‫املشرعين(‪ )01‬لكن مع إقرار هذا املبدأ يكون التصحيح بإحدى الطرق املتعارف‬
‫عليها قضاء وفقها‪.‬‬
‫‪ -1‬تصحيح الاجراء بالتحول (‪:)17‬‬
‫ونكون أمام هذه الحالة إذا كان الاجراء باطال وتوفرت فيه عناصر اجراء‬
‫آخر فإنه يكون صحيحا باعتباره الاجراء الذي توافرت عناصره‪ ،‬ويشترط بهذا‬
‫التحول أن تكون العناصر الصحيحة صالحة لتكوين عمل اجرائي آخر ومثاله‬
‫الاجرائي هو أن بطالن الطلب ألاصلي يؤدي إلى بطالن الطلبات العارضة‬
‫املستندة إليه‪ ،‬ولكن إذا توافرت عناصر الطلب ألاصلي في الطلب العارض‬
‫وكانت املحكمة مختصة به من جميع الوجوه تحول إلى طلب أصلي‪.‬‬
‫‪ -2‬تصحيح البطالن باالنتقاص‪:‬‬
‫ويقصد به أن الاجراء إذا كان باطال في شق منه وصحيحا في شقه آلاخر‬
‫فإنه يبطل في الشق ألاول ويصحح في الشق الثاني‪ ،‬ومثاله إذا كان الحكم‬
‫القضائي قد فصل في أكثر من موضوع وكان باطال بالنسبة ملا قض ى به في‬
‫املوضوعات ألاخرى‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه املشرع الجزائري باملادة ‪ 014‬مدني‬
‫بالقول‪" :‬إذا كان العقد في شق منه باطال أو قابال للإلبطال‪ ،‬فهذا الشق وحده‬
‫هو الذي يبطل إال إذا تبين أن العقد ما كان ليتم بغير الشق الذي وقع باطال أو‬
‫قابال لالبطال فيبطل العقد كله‪."...‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -3‬تصحيح البطالن بالتكملة‪:‬‬


‫ويقصد به أن يقوم الخصم املتسبب في الاجراء الباطل أوالقابل لالبطال‬
‫بتكملة البيان أو الشكل أو العنصر املعيب في الاجراء‪ ،‬فيتم تجديد الاجراء إما‬
‫كليا أو جزئيا ويشترط إلعمال هذه الطريقة أن يضاف إلى العمل ما ينقصه وأن‬
‫تتم التكملة في امليعاد املحدد قانونا‪ ،‬أو من قبل املحكمة إذ أن بفوات ألاوان‬
‫يسقط حق الخصم في اتخاذ الاجراء‪.‬‬
‫‪-1‬تصحيح البطالن بالنزول عنه (‪:)16‬‬
‫ويعني ذلك أن البطالن قد قرر ملصلحة خاصة ألحد الخصوم أو ألاطراف‪،‬‬
‫فإذا نزل عنه هذا الخصم الذي شرع ملصلحته صراحة أو ضمنا صح الاجراء‪،‬‬
‫والنزول هو تعبير عن إلارادة صادر من صاحب الشأن أي من تقرر البطالن‬
‫ملصلحته فيتحول الاجراء الباطل الى اجراء صحيح وبأثر رجعي‪ ،‬أي منذ لحظة‬
‫اتخاذه‪ ،‬ويكون النزول ملن له الحق في التمسك بالبطالن كما يجب أن تتوافر‬
‫فيه أهلية النزول (اهلية التقاض ي)‪.‬‬
‫‪ -5‬تصحيح البطالن بزوال عيب الاجراء الباطل‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 66‬ا‪.‬م‪.‬ا‪ " :‬اليقض ي ببطالن اجراء من الاجراءات القابلة‬
‫للتصحيح إذا زال سبب ذلك البطالن باجراء الحق أثناء سير الخصومة"‪.‬‬
‫ويتم زوال سبب البطالن بعدة طرق اجرائية منها‪:‬‬
‫‪ -0‬تكملة الاجراء الناقص أو املعيب في الخصومة(نحيل الى ما قيل فيه‬
‫عند الحديث عن التصحيح بالتكملة)‪.‬‬
‫‪ -2‬التصحيح بتحقيق الغاية من الشكل‪ :‬ويتم ذلك بثبوت تحقق الغاية‬
‫التي يرجوها املشرع من الاجراء املقصود‪ ،‬فإذا تحققت هذه الغاية زال سبب‬
‫البطالن‪ .‬ومثالها محضر التكليف بالحضور الذي يوجه إلى املدعى عليه في‬
‫الخصومة فحتى لو احتوى هذا املحضر على عيوب في مضمونه فإنه يزول‬
‫بحضور املدعى عليه املراد تبليغه للجلسة املحددة‪ ،‬والعبرة هنا هي أنه إذا أعلم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪27‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫الخصم بالجلسة وقد تمت هذه الغاية بحضوره وتقديم لدفوعه وطلباته فإن‬
‫سبب بطالن التكليف بالحضور قد زال‪.‬‬
‫‪ -7‬تصحيح البطالن بالتجديد‪:‬‬
‫واملقصود به هو احالل اجراء قضائي محل اجراء آخر باطل‪ ،‬أي بإعادة‬
‫الاجراء الباطل لكن بصورة أكثر صحة‪ ،‬أو تجديده تماما‪ ،‬ويرد التجديد على‬
‫الاجراء الباطل بكامله إذا كان البطالن كليا‪ ،‬أما إذا كان الاجراء باطال في شق‬
‫منه فحسب فإن التجديد ال يتناول إال الجزء الباطل منه فقط‪ ،‬ويشترط في‬
‫هذه الطريقة أن يكون التجديد غير مستحيال‪ ،‬هذه الاستحالة قد تكون مادية‬
‫كأن يهلك محل الاجراء فيكون مستحيال إعادة الاجراء القضائي‪ ،‬وقد تكون‬
‫الاستحالة قانونية كأن يمنع صراحة القانون التجديد(‪.)08‬‬
‫بطالن اجراءات التحقيق‪:‬‬
‫أورد املشرع الجزائري في قانون الاجراءات املدنية والادارية وتحت هذا‬
‫املسمى القواعد الواجبة التطبيق في حال بطالن اجراءات التحقيق في املواد من‬
‫‪ 91‬الى ‪ 97‬بحسب الترتيب التالي‪:‬‬
‫‪ -0‬تطبق على بطالن اجراءات التحقيق القواعد املقررة لبطالن ألاعمال‬
‫الاجرائية السابق التطرق إليها‪ ،‬واجراءات التحقيق هذه منصوص عليها باملواد‬
‫من ‪ 71‬الى ‪ 94‬من ذات القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا مس البطالن بعض جوانب التحقيق فإنها وحدها يمسها البطالن‪،‬‬
‫بينما الجوانب ألاخرى التي تمت سليمة مطابقة للقانون فإنها تظل صحيحة‬
‫منتجة لكل آثارها القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬يجوز تصحيح اجراءات التحقيق التي شابها أي عيب اجرائي وذلك‬
‫بإعادة اجرائها صحيحة إذا كان ذلك ممكنا وقبل فوات املواعيد املقررة قانونا‪،‬‬
‫أي كأن تكون الخصومة القضائية الزالت قائمة ولم يقفل باب املرافعة فيها أو‬
‫لم يصدر بشأنها حكم‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫املطلب الثالث‪:‬‬
‫طرق التمسك بالبطالن و آثاره‬
‫‪ -1‬طرق التمسك بالبطالن‪:‬‬
‫يتم التمسك بالبطالن إما بطلب أو بدفع أو بطعن‪:‬‬
‫أ‪ -‬الطلب‪ :‬هو الاجراء القضائي الذي يتقدم به الشخص وهو املدعي إلى‬
‫القضاء طالبا الحكم له بما يدعيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدفع‪ :‬هو ألاداة املستعملة من قبل الخصم في الدعوى (املدعى عليه)‬
‫ويستهدف بها دحض طلب املدعي(‪.)09‬‬
‫ج‪ -‬الطعن‪ :‬هوالوسيلة القانونية التي حددها املشرع على سبيل الحصر‬
‫والتي بمقتضاها يتمكن الخصوم من التظلم من ألاحكام الصادرة عليهم بقصد‬
‫إعادة النظر فيما قضت به‪ ،‬أو بقصد الغائها بسبب بطالنها أو بطالن‬
‫الاجراءات التي بنيت عليها مع الغائها‪.‬‬
‫‪ -2‬آثارالبطالن الاجرائي‪:‬‬
‫إذا عيب أي اجراء قضائي بأي عيب يرتب بطالنه ولم يصحح بأية طريقة‬
‫من طرق التصحيح السابق ذكرها أو كان غير قابل للتصحيح فإنه يرتب آلاثار‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬يجب أن يصدر حكم قضائي يقرر هذا البطالن حتى يعتبر الاجراء‬
‫باطال من تاريخ اتخاذه‪ ،‬فيكون وكأنه لم يتخذ‪ ،‬وهذه القاعدة تسري على أي نوع‬
‫من البطالن سواء نسبي أو مطلق‪.‬‬
‫‪ -2‬يترتب على البطالن عدم قدرة الاجراء على توليد آلاثار القانونية التي‬
‫كان من املمكن أن يولدها لو تم صحيحا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن القضاء ببطالن اجراء معين فإنه يزول وتزول معه كافة الاجراءات‬
‫الالحقة له واملبنية عليه (‪ )21‬وذلك اعماال لقاعدة"مايبنى على الباطل باطل"‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -4‬ال يجوز أن يتمسك بالبطالن الخصم الذي تسبب فيه ألنه ال يجوز أن‬
‫يستفيد املقصر من تقصيره أو املخطئ بخطئه‪.‬‬
‫‪ -1‬يتمسك بالبطالن الخصم الذي شرع ملصلحته هو أو من ينوبه قانونا‬
‫ما عدا حاالت البطالن املتعلق بالنظام العام فيجوز لكل ذي مصلحة التمسك‬
‫به كما يجوز للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫‪ -6‬إن البطالن املتمسك به واملؤدي إلى بطالن الدعوى ال يؤدي إلى انقضاء‬
‫الحق املوضوعي أو الحق في الدعوى‪ ،‬بل يمكن رفعها من جديد باجراءات‬
‫صحيحة ما لم يكن هذا الحق قد انقض ى ألسباب أخرى كانقضاء أجل رفعها‬
‫كما هو محدد في دعاوى الحيازة الواجبة الرفع خالل سنة من تاريخ التعرض‬
‫وإال سقط الحق فيها م ‪ 124‬ف‪ 2‬ا‪.‬م‪.‬ا فإذا أعيد رفعها بعد مدة السنة ال تقبل‬
‫هذه الدعوى‪.‬‬
‫حوصلــة‪:‬‬
‫لعل دراسة أي قانون اجراءات وخصوصا املدنية منها يكون الهدف منها هو‬
‫الوقوف على مواقع قوة وضعف هذا القانون املسير للخصومات‪ ،‬وذلك ضمانا‬
‫لحماية حقوق ألافراد وكذا وضع اليد على ما يمكن تكملته من نقص‪ ،‬أو تبيان‬
‫ما فيه من غموض أو تصحيح ما يحتويه من تناقضات‪.‬‬
‫ان القاء هذه النظرة املوجزة عن فكرة البطالن الاجرائي في القانون‬
‫الجزائري قد بينت لنا بعض هذه النقائص التي نقدمها في شكل اقتراحات لكل‬
‫دارس لهذا املوضوع‪.‬‬
‫‪ -0‬إن تناول املشرع الجزائري ملوضوع البطالن الاجرائي جاء مقتضبا وذلك‬
‫إذا قورنت املواد الذي احتوته بحجم املوضوع ذاته ومدى تأثيره على الخصومة‬
‫القضائية ومنه على حقوق ومراكز الافراد القانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬تناوله املشرع الجزائري تحت عنوان "في الدفع بالبطالن" من املواد ‪61‬‬
‫الى ‪ 66‬وهذه املواد نالحظ عليها‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫أ‪ -‬اشترط القانون الجزائري وجود النص التشريعي لتقرير البطالن‪ ،‬لكن‬
‫اوقفه على شرط واقف‪ ،‬هو أنه على من يتمسك به أن يثبت الضرر الذي‬
‫لحقه‪ ،‬وهنا قد يصعب بل قد يستحيل اثبات ذلك وعندها ال يتقرر البطالن‬
‫وهذا ال يستقيم‪.‬‬
‫ب‪ -‬اعتبر املشرع الجزائري الدفع بالبطالن دفعا شكليا محضا يجب ابداؤه‬
‫قبل الكالم في املوضوع والا سقط الحق فيه‪.‬‬
‫ت‪ -‬اجاز للقاض ي أن يمنح اجال للخصوم قصد تصحيح البطالن‪ ،‬لكنه لم‬
‫يحدد هذه املدة وتركت لتحكم القاض ي‪ ،‬والذي بدوره قد يقع في تحكم من‬
‫يمنحه الاجل لتصحيح البطالن‪ ،‬بل كان على املشرع أن يضع نصا صريحا في‬
‫هذه الحالة أو على ألاقل تحديد هذه املدة بمدة سقوط الخصومة املقررة‬
‫بعامين حتى ال يتعسف من قرر البطالن لصالحه في التمادي والتماطل‪.‬‬
‫‪ -3‬تناول املشرع امكانية تصحيح البطالن الاجرائي بعموم النص‪ ،‬وافتقاره‬
‫الى التفصيل الذي اتت به بعض التشريعات‪ .‬فلماذا ال يعدل القانون وينص‬
‫على التصحيح بالتحول والتصحيح باالنتقاص أو التصحيح بالتكملة أو بالنزول‬
‫عن البطالن وكذا التصحيح بالتجديد‪.‬‬
‫‪ -4‬إن مقترحنا هو في تعديل يشمل مذاهب البطالن التي اعتمدها املشرع‬
‫الجزائري في املادة ‪ 61‬ا‪.‬م‪.‬ا وهي وجوب النص التشريعي على البطالن وكذا‬
‫وجوب اثبات الضرر ممن يتمسك به‪ ،.‬وأن يضيف معيارا آخر يقوم على مذهب‬
‫" تحقق الغاية من الاجراء" والقائم على فكرة أنه ال بطالن إذا تحققت الغاية‬
‫من الاجراء‪ .‬لكون الشكل غير مطلوب لذاته بل يهدف الى تحقيق قصد معين‪،‬‬
‫فالشكلية املطلوبة في التكليف بالحضور إنما تهدف الى تبليغه للخصم املدعى‬
‫عليه في الخصومة‪ ،‬وذلك إلعالمه بها ثم لتمكينه من الحضور الى الجلسة‬
‫وتقديم دفوعه وطلباته فيها‪ ،‬فإذا عيب هذا التكليف بالحضور بأي عيب قد‬
‫يبطله‪ ،‬فهذا ال يؤثر اذا كان هذا املدعى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -1‬عليه قد علم بالخصومة وحضر الى جلستها ألاولى‪ ،‬وحضر دفاعه‪،‬‬


‫وقدم طلباته ودفوعه‪ ،‬وحافظ على حقه‪ ،‬واستمتع بقاعدة وجاهة الاجراءات‪،‬‬
‫فإن الغاية من التكليف بالحضور قد تحققت حتى ولو عيب هذا التكليف‬
‫بالحضور‪ .‬وهو قصد املشرع من الاجراء‪ ،‬وبذلك نقصر من حاالت البطالن‬
‫وتفصل املحكمة في موضوع الدعوى وبذلك نقلل من تراكم القضايا أمام‬
‫املحاكم‪.‬‬
‫املبحث الرابع‬
‫البطالن في الشركات التجارية‬
‫الجزاء على تخلف اركان عقد الشركة‬
‫لكل شركة تجارية اركان تقوم عليها حتى يعتد بها قانونا‪ ،‬فإذا تخلف احد‬
‫اركانها سواء املوضوعية العامة أو املوضوعية الخاصة‪ ،‬أو الشكلية ترتب على‬
‫ذلك بطالن عقد الشركة‪ .‬وهذا البطالن قد يكون نسبيا‪ ،‬وقد يكون مطلقا‪ ،‬وقد‬
‫يكون بطالنا من نوع خاص وهو املترتب على تخلف ركن الشكلية في عقد‬
‫الشركة التجارية‪.‬‬
‫وحيث أن بطالن عقد الشركة حتى وان اتفق مع النظرية العامة للبطالن‬
‫في التصرفات القانونية‪ ،‬إال أنه من ألامور املعقدة نظرا ملا يثيره من مسائل‬
‫متشابكة‪ ،‬كون عقد الشركة له خصائص ذاتية ينفرد بها دون سائر العقود‪،‬‬
‫وأهمها ما يتولد عن هذا العقد من كائن قانوني معنوي (الشركة) الذي بميالده‬
‫يدخل في عالقات مختلفة مع الغير‪.‬‬
‫ومن املتفق عليه أن بطالن الشركة إذا ترتب قبل أن تبدأ ممارسة النشاط‬
‫الذي انشئت من أجله فإن هذا ألامر ال يثير أية اشكالية ال قانونية وال واقعية‪،‬‬
‫فتنتهي الشركة ويعود الشركاء مباشرة الى الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد‪،‬‬
‫وكأن الشركة لم توجد أصال‪ ،‬وعلى الخالف من ذلك إذا تقرر البطالن لشركة‬
‫بدأت فعال في ممارسة نشاطها مع الغير فإن الاشكاالت القانونية تطفو‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪20‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫والواقعية أكثر فأكثر‪ ،‬وأهم هذه الصعاب هي عدم امكانية تطبيق القاعدة "إذا‬
‫بطل أي تصرف ارتد هذا البطالن إلى املاض ي ليمحو ما كان لهذا التصرف من‬
‫آثار"‪ ،‬غير أن إعمال هذه القاعدة في بطالن الشركات يصطدم بقاعدة أخرى‬
‫هامة جدا في املجال التجاري مفادها "ضرورة حماية الغير حسن النية الذي‬
‫تعامل مع الشركة خالل الفترة التي باشرت نشاطها قبل اكتشاف سبب‬
‫بطالنها"‪ ،‬لذا فإن القضاء التجاري جاء بحيلة قانونية تبناها الفقه بعد ذلك‬
‫وشرح مضمونها وهي ما عرفت "بالشركة الفعلية" آلاتي التطرق اليها في‬
‫حينها(‪.)20‬‬
‫املطلب ألاول‬
‫البطالن املترتب على تخلف‬
‫ركن موضوعي عام للشركة‬
‫تعرف ألاركان املوضوعية العامة للشركة بأنها ألاركان العامة الواجب‬
‫توافرها في كافة العقود‪ .‬بغض النظر عنها تجارية أو غير تجارية‪ ،‬وهذه ألاركان‬
‫هي الرضا وألاهلية‪ ،‬واملحل‪ ،‬والسبب‪ ،‬فإذا انهار ركن منها انهارت الشركة تبعا له‬
‫وينقسم البطالن عندئذ الى بطالن مطلق وبطالن نسبي‪.‬‬
‫‪-1‬البطالن النسبي‪:‬‬
‫فالشركة تبطل إذا شاب رضا أحد الشركاء عيب‪ ،‬كالغلط والتدليس أو‬
‫الاكراه أو كان ناقصا لألهلية وقت قيام الشركة‪ ،‬والبطالن في هذه الحالة هو‬
‫بطالن نسبي يقتصر حق املطالبة أو التمسك به على الشريك الذي قرر‬
‫ملصلحته هذا البطالن‪ ،‬أي الشريك الذي شاب العيب رضاه أو القاصر الذي‬
‫وقع على شركة في حالته هذه دون أن يمتد الى باقي الشركاء‪ ،‬فيكون لهذا‬
‫الشريك طلب البطالن والتحلل من التزاماته ازاء الشركة واسترداد حصته‪،‬‬
‫ومتى تقرر هذا البطالن تطبق القواعد العامة التي توجب اعادة املتعاقدين الى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد‪ ،‬فإن كان ذلك مستحيال جاز الحكم‬
‫بتعويض عادل(‪.)22‬‬
‫غير أنه يطرح تساؤل هام في هذا املجال مفاده هل أن هذا البطالن يترتب‬
‫عليه انهيار عقد الشركة بكامله أم يقتصر أثره على الشريك الذي تمسك به‬
‫فقط؟‬
‫إن إلاجابة على هذا التساؤل تحتم النظر ألى نوع الشركة التي عيبت ارادة‬
‫أحد شركائها‪:‬‬
‫‪ 0.‬اذا كانت الشركة من شركات ألاشخاص يترتب على البطالن انهيار‬
‫العقد برمته‪ .‬لكون الشركة تقوم على الاعتبار الشخص ي للشريك ألن‬
‫لشخصيته اعتبارا خاصا عند التعاقد‪.‬‬
‫‪ .2‬اذا تعلق ألامر بشركات ألاموال التي تقوم على الاعتبار املالي فإن أثر‬
‫البطالن يقتصر فقط على الشريك الذي عيبت ارادته‪ ،‬ويظل العقد صحيحا‬
‫منتجا ألثاره القانونية‪ ،‬بينما يسترد الشريك الذي عيبت ارادته حصته أو‬
‫اسهمه التي اكتتب فيها‪.‬‬
‫غير أن املشرع الجزائري جاء بحكم في املادة ‪ 733‬تجاري‪":‬ال يحصل بطالن‬
‫شركة أو عقد معدل للقانون ألاساس ي إال بنص صريح في هذا القانون‪ ،‬أو‬
‫القانون الذي يسري على بطالن العقود‪ ،‬وفيما يتعلق بالشركات ذات املسؤولية‬
‫املحدودة أو املساهمة فإن البطالن ال يحصل من عيب في القبول أو فقد‬
‫ألاهلية إال إذا شمل هذا العيب كافة الشركاء املؤسسين"‪.‬‬
‫اذا حكم بهذا البطالن النسبي وألي نوع من أنواع الشركات فيكون هذا‬
‫البطالن للمستقبل حيث يلزم حل الشركة وتصفيتها‪ ،‬أما الفترة ما بين تكوينها‬
‫وبطالن عقدها فتعتبر الشركة قائمة فعال (الشركة الفعلية)‪ ،‬وفي هذا النوع‬
‫من البطالن املقرر ملصلحة من عيبت ارادته أو نقصت اهليته له أن يجيزه إما‬
‫اجازة صريحة أو ضمنية كما لو تصرف من شرع البطالن ملصلحته تصرفا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫يستفاد منه نزوله عن الحق في طلب الابطال (كقبول القاصر مثال القيام بادارة‬
‫الشركة التي وقع عقدها ملا كان قاصرا بعد بلوغه سن الرشد)(‪.)23‬‬
‫‪ -2‬البطالن املطلق‪:‬‬
‫ويقوم هذا النوع من البطالن عند عدم مشروعية محل وسبب الشركة‪،‬‬
‫ويقصد بذلك أن يكون غرض الشركة أو موضوعها الذي انشئت من أجله غير‬
‫ممكن في الواقع املادي‪ ،‬أو غير جائز في الواقع القانوني أو يتنافى وجودهـا مع‬
‫النظـام العـام والاداب‪.‬‬
‫ويترتب على عدم املشروعية هذه بطالن عقد الشركة بطالنا مطلقا‪ .‬هذا‬
‫البطالن الذي يمتاز بأنه يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به‪ ،‬ويحكم به‬
‫القاض ي من تلقاء نفسه‪ ،‬وال تلحقه الاجازة وال يسري في حقه التقادم(‪.)24‬‬
‫اشكالية البطالن املطلق‪:‬‬
‫ازاء هذا النوع من البطالن تثور عدة اشكاليات مفادها‪:‬‬
‫‪ -0‬اذا تقرر هذا البطالن قبل أن تبدأ الشركة في نشاطها ينهار عقد الشركة‬
‫ويعتبر كأن لم يكن‪ ،‬ويعود املتعاقدون الى الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد‪.‬‬
‫‪ -2‬الاشكالية تثور اذا بدأت هذه الشركة اعمالها ثم يحكم بهذا البطالن‬
‫وبدأ الشركاء في تنفيذ التزاماتهم التي انشأها العقد الباطل‪ ،‬وكانوا قد قدموا‬
‫الحصص التي تعهدوا بها في رأس مال الشركة كاملة‪ ،‬فما مصير هذه الحصص؟‬
‫وهل يجوز لهم استردادها؟‬
‫ذهب رأي الى القول بعدم امكانية استردادها البرامهم عقدا هم يعلمون‬
‫مسبقا ان محله غير مشروع فجزاء لهم ال يستردون حصصهم‪.‬‬
‫غير أن هذا الرأي قد يجحف في حق بعضهم ويثري بعضهم آلاخر‪ ،‬الذي‬
‫يحوز كل الحصص على حساب املتعاقدين آلاخرين‪.‬‬
‫والراجح في ألامر أنه يجب أن ترد هذه الحصص الصحابها حتى ال يكون‬
‫العمل غير املشروع نافعا الحد املتعاقدين دون آلاخرين(‪.)21‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -3‬وتثور اشكالية أخطر من ألاولى وهي إذا تعامل الغير مع هذه الشركة‬
‫وترتبت له حقوق ازاءها‪ ،‬فالبطالن هنا مطلق يجوز لكل ذي مصلحة التمسك‬
‫به‪ ،‬فهل يجوز ذلك على إلاطالق؟ وبغض النظر عن حسن نية هذا الغير أو‬
‫انعدام حسن نيته ملا تعامل مع هذه الشركة الفاسدة؟‬
‫إن الراجح واملنطقي في هذا ألامر أنه ينظر إلى حسن نية هذا الغير‪ ،‬فإذا‬
‫توفرت حسن النية عنده عند التعامل مع الشركة‪ ،‬ومعيار حسن النية في هذه‬
‫الحالة هو مدى علمه بعدم مشروعية محلها عند التعامل‪ ،‬فإذا كان ال يعلم‬
‫بذلك‪ ،‬وليس من السهل عليه أن يعلم تكونت عنده حسن النية‪ ،‬وعندها ال‬
‫يجوز ألي كان أن يتمسك ازاءه ببطالن الشركة لعدم مشروعيتها ألنه نشأت له‬
‫حقوقا يجب الحفاظ عليها‪ ،‬كما يجوز له هو أن يتمسك بحقوقه ازاء الشركاء‬
‫والرجوع عليهم ال بالعقد الباطل الذي ابرم وأنشأ الشركة املعدومة‪ ،‬وإنما‬
‫بموجب قواعد إلاثراء بال سبب‪ ،‬ألنه ال مجال إلعمال فكرة شركة الواقع التي ال‬
‫يقصد بها التحايل على الحاالت التي تكون فيها الشركة معدومة‪ ،‬وإنما يستهدف‬
‫القضاء من ورائها الحفاظ على حقوق الغير حسن النية وذلك بالتخفيف من‬
‫آثار بطالن شركة غير نظامية(‪.)26‬‬
‫أما إذا انعدمت لديه حسن النية‪ ،‬وذلك بكونه كان عاملا بعدم مشروعية‬
‫محلها عند التعامل معها أو كان من السهل عليه أن يعلم‪ ،‬فإن حسن نيته‬
‫عندئذ ينعدم عنده ويجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك بهذا البطالن ازاءه وال‬
‫يستطيع هو بدوره أن يتمسك بأي حق من حقوقه وذلك لتعامله مع شركة‬
‫فاسدة هو يعلم سبب فسادها مسبقا‪.‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫البطالن املترتب على تخلف‬
‫أحد ألاركان الخاصة للشركة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫معلوم أن ألاركان املوضوعية الخاصة للشركة هي تعدد الشركاء‪ ،‬وتقديم‬


‫الحصص‪ ،‬ونية اقتسام ألارباح والخسائر‪ ،‬فإذا تخلف أحد هذه ألاركان‬
‫استحال عقد الشركة لفقدانه املقومات التي تجعله قادرا على انشاء الشخص‬
‫املعنوي املتمتع بالكيان املستقل عن ألاشخاص املكونين له‪.‬‬
‫أ‪ -‬البطالن بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لعدد الشركاء‪:‬‬
‫نص القانون الجزائري على وجوب ان يكون عدد الشركاء في الشركات اثنين‬
‫فما أكثر (م ‪ 406‬مدني) وهذا في أي نوع من أنواع الشركات باستثناء املؤسسة‬
‫ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية املحدودة ‪ eurl‬التي انشأها املشرع‬
‫الجزائري بموجب ألامر ‪ 27/96‬املؤرخ في ‪ 0996/02/19‬املعدل واملتمم للقانون‬
‫التجاري(*)‪..‬‬
‫ففي شركة التضامن يجب أن ال يقل العدد عن ‪ 12‬وإال كانت باطلة‬
‫وكذلك في ذات املسؤولية املحدودة إذ يجب أن ال يقل عن ‪ 12‬وأن ال يزيد عن‬
‫‪ 21‬فإذا حدث ذلك وجب تحويلها الى مساهمة في أجل سنة واحدة والا تحل‬
‫الشركة ما لم يصبح العدد في تلك الفترة من الزمن مساويا لعشرين شريكا أو‬
‫أقل (م ‪ 191‬تجاري) والبطالن في هذه الحالة نسبيا يجوز تصحيحه خالل سنة‬
‫وإال بطلت الشركة (‪.)27‬‬
‫أما املساهمة فأوجب املشرع أن ال يقل عدد الشركاء فيها عن ‪ 19‬فإذا قل‬
‫كانت الشركة باطلة بطالنا مطلقا‪.‬‬
‫وفي شركة التوصية البسيطة املكونة من شق متضامن وشق موص ي‬
‫فأوجب املشرع على أنه ال يقل عن واحد متضامن وآخر موص ي وإال بطلت‬
‫الشركة‪.‬‬
‫وفي شركة التوصية باألسهم أوجب املشرع أن ال يقل املتضامنون عن واحد‬
‫على ألاقل وأن ال يقل املساهمون عن ‪ 13‬وجوبا وإال بطلت الشركة بطالنا‬
‫مطلقا‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪27‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫ب‪ -‬بطالن الشركة بسبب عدم تقديم الحصص‪:‬‬


‫تعتبر الحصص املقدمة من الشركاء هي بمثابة الضمان العام للمتعاملين‬
‫مع الشركة‪ ،‬لذا يجب تقديمها بالشكل الذي حدده القانون‪ ،‬حتى تتكون‬
‫للشركة كشخص معنوي قائم ذمة مالية خاصة‪ ،‬وعليه ال يتصور قيام هذا‬
‫الشخص املعنوي دون تقديم الشركاء لحصصهم ولو بالحد ألادنى لرأس املال‬
‫املنصوص عليه قانونا‪ ،‬بحسب نوع كل شركة حتى تستطيع بدء نشاطها الذي‬
‫أنشئت من أجله‪.‬‬
‫وبهذا الصدد هناك رأي نراه من السداد بمكان وهو القائل أنه وبخصوص‬
‫هذان الركنان تعدد الشركاء وتقديم الحصص ال تثور اشكالية البطالن‬
‫القانونية الدقيقة إذا تخلفا وذلك ألنه متى تخلف أحد هذين الركنين فال تكون‬
‫بصدد شركة أصال حتى يمكن الحديث عن بطالنها فال شركة بدون تعدد‬
‫الشركاء وال شركة بدون تقديم الحصص‪.‬‬
‫ج‪ -‬البطالن املترتب على فقدان العقد لنية املشاركة وتقسيم ألارباح‬
‫والخسائر‪:‬‬
‫في هذه الحالة تقوم فعال حالة بطالن الشركة ألنها بمثابة الروح لهذا‬
‫الكائن القانوني‪ ،‬واملجسد فعال ملبدأ التعاون والاشتراك الذي تقوم عليه كل‬
‫الشركات‪ ،‬ويترتب عليه بطالنها متى افتقد عقدها لهذا الركن‪ ،‬ويجب أن يتوافر‬
‫هذا الركن سواء عند انشائها وفي كل مراحل حياتها حتى انقضائها ونهايتها‪،‬‬
‫وفحوى نية املشاركة هو الاشتراك في الادارة وتوزيع ألارباح واملساهمة في‬
‫الخسائر‪ ،‬وهو ما نص عليه املشرع الجزائري في املادة ‪ 426‬مدني فقرة أولى "أنه‬
‫إذا وقع الاتفاق على أن أحد الشركاء ال يسهم في ارباح الشركة وال في خسائرها‬
‫كان عقد الشركة باطال‪".....‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫حيث نكون عندئذ أمام شركة ألاسد فتبطل بطالنا مطلقا يتعلق بالنظام‬
‫العام‪ ،‬ومن ثم يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به‪ ،‬وللمحكمة أن تثيره من‬
‫تلقاء نفسها كما ال تصححه إلاجازة وال يحميه التقادم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫بطالن الشركة لإلخالل بأحد‬
‫ألاركان الشكلية (البطالن الخاص)‬
‫يترتب على عدم كتابة عقد الشركة كتابة رسمية‪ ،‬وكذا كل ما يدخل عليه‬
‫من تعديالت م ‪ 408‬مدني‪ ،‬م‪ 141‬تجاري‪ ،‬أو عدم القيام باجراءات الايداع لدى‬
‫املركز الوطني للسجل التجاري ونشره بحسب ألاوضاع الخاصة بكل شكل من‬
‫اشكال الشركات م ‪ 148‬تجاري بطالن هذا العقد‪ .‬والبطالن في هذه الحالة هو‬
‫بطالن من نوع خاص فال هو مطلق ألن املحكمة ال تستطيع أن تتمسك به من‬
‫تلقاء نفسها‪ ،‬وإنما يجب أن يطلب قضاء‪ ،‬وال هو بالبطالن النسبي ألن التمسك‬
‫به جائز لكل ذي مصلحة فيه وغير مقرر ملصلحة شخص محدد في هذا البطالن‬
‫لصالحه أي يجوز للشركاء والغير معا‪.‬‬
‫مميزات البطالن الخاص‪:‬‬
‫يمتاز هذا البطالن باملميزات التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬ال يجوز الاحتجاج بالبطالن لعدم الكتابة في مواجهة الغير‪ ،‬إذ ال يقبل‬
‫افادة الشريك من تقصيره‪ ،‬وإنما يجوز التمسك بهذا البطالن بين الشركاء على‬
‫بعضهم البعض(‪.)28‬‬
‫‪ -2‬يجوز للغير التمسك بهدا البطالن في مواجهة الشركاء‪ ،‬وذلك حتى‬
‫يتسنى لهذا الغير باعتباره دائنا شخصيا ألحد الشركاء أن ينفذ على حصته بعد‬
‫بطالن الشركة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -3‬يجوز للغير دائما وعلى العكس من الحالة ألاولى إذا كان له مصلحة في‬
‫بقاء الشركة أن يتمسك بها‪ ،‬وله أن يثبت وجودها بكافة طرق إلاثبات حتى‬
‫يستطيع أن يطالبها بالتزاماتها كشخص معنوي له ذمة مالية مستقلة‪.‬‬
‫إن أثر هذا البطالن يقتصر على اعدام العقد والشركة مستقبال‪ ،‬أما في‬
‫الفترة السابقة على تقرير البطالن بعد طلبه فتعتبر الشركة قائمة حكما وتكون‬
‫الشركة واقع (الشركة الفعلية التي تحمي وتحقق استقرار التعامل التجاري)‪.‬‬
‫آثارالبطالن والشركة الفعلية(‪societé de fait)26‬‬
‫إذا انعقد عقد الشركة صحيحا انش ئ الشخص املعنوي صحيحا أيضا‪،‬‬
‫أما إذا انعقد هذا العقد باطال فهو لن ينش ئ شيئا كون هذا البطالن يؤدي إلى‬
‫انهياره برمته ويمحو كل آثاره وبأثر رجعي‪ ،‬ويعود املتعاقدين إلى الحالة التي كانوا‬
‫عليها قبل التعاقد‪ ،‬غير أن تطبيق هذه القاعدة يؤدي إلى تجاهل مراكز قانونية‬
‫تمت فعال‪ ،‬وعالقات قانونية نشأت مع الغير منذ نشأة الشركة حتى صدور‬
‫حكم البطالن‪ ،‬هذا الغير الذي تعامل مع الشركة قبل الحكم ببطالنها واطمأن‬
‫الى الوضع الظاهر معتقدا أنها شركة صحيحة فمن العدل أن ال يفاجأ بسبب‬
‫البطالن قد يكون خفيا عليه(‪.)31‬‬
‫شروط إعمال هذه النظرية‪:‬‬
‫لقد كان ألاساس الفلسفي لنظرية الشركة الفعلية هو التهذيب من أحكام‬
‫اعمال قاعدة "انسحاب اثر البطالن بأثر رجعي" حفاظا على حقوق الغير‬
‫واستقرارها وليس بقصد التحايل على أحكام التشريع لبطالن الشركات‬
‫التجارية ويشترط إلعمالها‪:‬‬
‫ا‪ -‬أن تكون الشركة قد بدأت في مزاولة نشاطها الذي أنشئت من أجله فإذا‬
‫لم تكن قد بدأت في ذلك فال يتوافر لها كيان في الواقع‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫ب‪ -‬أن ال يكون البطالن الذي طال الشركة التجارية من النوع الذي يعدم‬
‫الشركة والعقد في املاض ي واملستقبل وفي مواجهة الكافة فيستحيل معه وجود‬
‫الشركة الفعلية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن ال تكون الشركة مفتقدة لعنصر تعدد الشركاء‪ ،‬أو انتفاء عنصر نية‬
‫املشاركة‪ ،‬أو لم يتفق في العقد على تقديم الحصص ألن عدم وجود هذه‬
‫العناصر ينهي وجود الشركة فال تقوم قانونا وال فعال(‪.)30‬‬
‫مدى أخذ القضاء الجزائري بنظرية الشركة الفعلية(‪:)32‬‬
‫لقد نصت املادة ‪ 408‬ف‪ 2‬من القانون املدني‪ ..." :‬غير أنه ال يجوز أن يحتج‬
‫الشركاء بهذا البطالن قبل الغير وال يكون له أثر فيما بينهم الا من اليوم الذي‬
‫يقوم فيه أحدهم بطلب البطالن"‪.‬‬
‫ويستشف من هذا النص أن املشرع يرغب في املحافظة على حقوق الغير‬
‫الذي تعامل مع هذه الشركة‪ ،‬التي يظنها سليمة من الناحية القانونية‪ ،‬وتعامل‬
‫معها بحسن نية وترتبت له حقوق ومراكز قانونية يسعى املشرع الى استقرارها‪،‬‬
‫فكرس مبدأ اعتبار الشركة موجودة في املاض ي تحقيقا لهذا الغرض‪.‬‬
‫وقد وظف القضاء العالي الجزائري "املحكمة العليا" هذه النظرية‪ ،‬وأعمل‬
‫فكرة الشركة الفعلية في العديد من قراراته نذكر منها على سبيل املثال ال‬
‫الحصر‪:‬‬
‫‪ -0‬القرار رقم ‪ 34411‬الصادر ‪ 0981/16/01‬بعنوان ‪-‬شركة تجارية‬
‫بطالن العقد آثاره بين الشركاء‪-‬شركة فعلية‪.‬‬
‫‪ -2‬القرار ‪ 361232‬الصادر ‪– 2111/00/19‬عدم وجود عقد رسمي‪ -‬عدم‬
‫الاحتجاج ابطالها ال اعتبارها شركة فعلية‪.‬‬
‫آلاثاراملترتبة عن الشركة الفعلية‪:‬‬
‫تترتب آلاثار التالية‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -0‬تعتبر الشركة الفعلية كما لو كانت شركة صحيحة‪ ،‬فتكون لها‬


‫شخصيتها املعنوية املستقلة عن شخصية الشركاء‪ ،‬وتظل كافة تعهداتها‬
‫صحيحة مرتبة آلثارها فيما بين الشركاء وبالنسبة للغير الذي لم يطلب‬
‫البطالن‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب حل وتصفية الشركة بمجرد الحكم ببطالنها‪ ،‬وتتبع في هذه‬
‫التصفية كما يتبع في تقسيم ألارباح والخسائر ألاحكام الواردة في عقد الشركة‬
‫الذي قض ى ببطالنه‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا توقفت الشركة الفعلية عن دفع ديونها في هذه الفترة جاز اشهار‬
‫افالسها‪ ،‬سواء نشأت هذه الديون قبل الحكم بالبطالن أو أثناء عملية‬
‫التصفية‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تمسك بعض من الغير ببطالن الشركة‪ ،‬وتمسك البعض آلاخر‬
‫ببقائها وجب تقرير البطالن‪ .‬ومثالها إذا تمسك دائنوا الشركة ببقائها وتمسك‬
‫الدائنون الشخصيون للشركاء بالبطالن فإن الرأي الراجح يقض ي بالبطالن ألنه‬
‫هو ألاصل‪.‬‬
‫تصحيح البطالن في الشركات التجارية‪:‬‬
‫النصوص القانونية في التشريع الجزائري‪:‬‬
‫املواد ‪ 731،736،737،738،739،741،740،742،743‬من القانون‬
‫التجاري‪.‬‬
‫في مستهل هذا البند نؤكد حقيقة قانونية مفادها‪:‬‬
‫‪ -‬أن فكرة تصحيح البطالن في الشركات التجارية ال تقوم في حالة‬
‫البطالن بسبب عدم مشروعية محل وسبب الشركة املخالفة لآلداب او النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل بفكرة تصحيح البطالن في الشركات التجارية فقط إذا تعلق ألامر‬
‫بالبطالن النسبي القائم على تخلف أحد ألاركان املوضوعية العامة عدا عدم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪20‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫مشروعية املحل والسبب كما سبق الذكر‪ ،‬وكذا في حالة تخلف أحد ألاركان‬
‫الشكلية للشركة من كتابة وايداع أو اشهار‪.‬‬
‫من استقراء مجمل نصوص القانون التجاري الخاصة بفكرة تصحيح‬
‫البطالن في الشركات التجارية نستنتج ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬أجاز املشرع الجزائري فكرة تصحيح البطالن في الشركات التجارية‬
‫لالبقاء عليها قائمة‪ ،‬دعما منه للحركة التجارية وائتمانها‪ ،‬فإذا عيبت الشركة‬
‫بأي عيب قد يؤدي إلى بطالن عقدها‪ ،‬فيجوز للشركاء تداركه بتصحيح الاجراء‬
‫املعيب‪ ،‬فيكتب العقد رسميا أو تتخذ اجراءات ايداعه وشهره‪ ،‬فإذا تم هذا‬
‫التصحيح حتى يوم نظر الدعوى في موضوعها فيجب أن يحكم القاض ي‬
‫بانقضاء دعوى البطالن بعد زوال سببه (م ‪ 731‬تجاري)‪.‬‬
‫‪ -2‬اجاز املشرع الجزائري للمحكمة الناظرة في دعوى البطالن أن تمنح‬
‫أجال بناء على طلب من له مصلحة إلزالة سبب البطالن‪ .‬وذهب املشرع في هذا‬
‫املجال إلى أبعد من ذلك ومكنها ومن تلقاء نفسها إذا رأت في ذلك مصلحة أن‬
‫تمنح من ذاتها هذا ألاجل حتى ولو لم يطلبه ذوي املصلحة (م ‪ 736‬ف‪:)0‬‬
‫"‪...‬يجوز للمحكمة أن تتولى النظر في دعوى البطالن أن تحدد أجال ولو تلقائيا‬
‫للتمكن من ازالة البطالن‪."...‬‬
‫‪ -‬وحدد املشرع هذا ألاجل في مثل هذه الحالة بشهرين تبدأ من تاريخ افتتاح‬
‫الدعوى‪ .‬فألزمها باحترام هذه املدة‪ ،‬وأن ال تصدر حكمها إال بانقضائها وذلك‬
‫حتى تتاح فرصة للشركاء لتصحيح ألاوضاع والعمل على ازالة سبب البطالن‪.‬‬
‫‪ -‬واذا تبين للمحكمة وفي نفس دائرة موضوع ألاجل املمنوح لتصحيح‬
‫ألاوضاع أنه قد تم استدعاء جمعية الشركاء بغض النظر عن نوعية الشركة‪،‬‬
‫وتم ارسال مشروع القرار مصحوب باملستندات الى الشركاء‪ ،‬عندئذ وجب عليها‬
‫أن تمنح ألاجل الالزم لهم التخاذ قرار التصحيح‪ ،‬أو الزالة سبب البطالن (م‬
‫‪ 736‬ف‪ 2‬تجاري)‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -3‬اذا لم يتخذ قرار التصحيح أو ازالة سبب البطالن حكمت املحكمة‬


‫حكمها بالبطالن بناء على طلب كل ذي مصلحة (م ‪ 737‬تجاري)‪.‬‬
‫تصحيح البطالن املبني على عيب في رضا أحد الشركاء‪:‬‬
‫وهي الحالة التي تناولتها املادة ‪ 738‬تجاري بالتنظيم كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬إذا كان البطالن سيبنى على عيوب رضا أحد الشركاء أو كان ناقص‬
‫ألاهلية عند تأسيس الشركة‪ ،‬أو أثناء ممارستها لنشاطها يكون على من يهمه‬
‫ألامر‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يوجه انذارا إلى كل من الشركة والشخص الذي عيبت ارادته‬
‫لتصحيح هذا العيب أو ازالة سبب البطالن إذا كان هذا ألامر ممكنا‪.‬‬
‫ب‪ -‬يمهلهم مدة ‪ 16‬أشهر كاملة لتنفيذ هذا الانذار‪ ،‬فإذا لم يتم ذلك عليه‬
‫برفع دعوى بطالن أمام املحكمة املختصة تحت طائلة انقضاء امليعاد‪.‬‬
‫ج‪ -‬وفي حالة رفع دعوى البطالن في ميعادها املحدد أجاز املشرع الجزائري‬
‫إما للشركة أو أحد الشركاء أن يعرض على املحكمة الناظرة في الدعوى أي‬
‫اجراء من شأنه أن يزيل مصلحة وصفة املدعي في طلب البطالن‪ ،‬كشراء حقوقه‬
‫أو شراء حقوق الشريك الذي أصاب رضاه أي عارض أو عيب من العيوب‪.‬‬
‫د‪ -‬في هذه الحالة يكون أمام املحكمة أحد الحلين التاليين‪:‬‬
‫‪ -‬إما أن تقض ي املحكمة بعدم البطالن إذا كان الحل املقترح عليها من‬
‫الشركة أو من الشركاء يتوافق مع أحكام عقد الشركة التأسيس ي‪.‬‬
‫‪ -‬وإما أن تقض ي بالبطالن إذا كان املقترح املقدم لها من الشركة أو من‬
‫الشركاء غير مناسب وال يتوافق مع طبيعة الشركة وما تضمنه عقدها ألاساس ي‪.‬‬
‫تصحيح البطالن املبني على عيب شكلي‪:‬‬
‫تناولته املادة ‪ 739‬تجاري بالتنظيم كالتالي‪" :‬إذا كان بطالن أعمال‬
‫ومداوالت الحقة لتأسيس الشركة مبنيا على مخالفة قواعد النشر لكل شخص‬
‫يهمه ألامر تصحيح العمل أن ينذر الشركة بالقيام بهذا التصحيح في أجل ثالثين‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫يوما وإذا لم يقع التصحيح في هذا ألاجل يجوز لكل شخص يهمه الامر أن يطلب‬
‫من القضاء تعيين وكيل يكلف بالقيام بهذا الاجراء"‪.‬‬
‫يستشف من هذا النص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬العمال هذا النص يجب أن تكون الشركة قد تكونت وتأسست وبدأت‬
‫في ممارسة النشاط التجاري الذي أنشئت من أجله‪ ،‬ثم خالفت في احدى‬
‫ممارساتها جانبا قانونيا في أي عمل من أعمالها‪ ،‬أو في احدى مداوالتها كأن تغير‬
‫الشركة نشاطها دون تعديل في قانونها ألاساس ي‪ ،‬أو خرج أحد الشركاء في‬
‫شركات ألاشخاص مثال دون التأشير على ذلك رسميا بالكتابة والاشهار شأنه‬
‫شأن العقد ألاساس ي تماما‪.‬‬
‫‪ -2‬يجوز لكل ذي مصلحة في الشركة إذا أراد تصحيح هذا الخطأ أن يقدم‬
‫للشركة انذارا مكتوبا بهذا ألامر قصد تصحيحه‪ ،‬او ازاء سبب البطالن فيه‬
‫ويمنحها أجال بـ ‪ 31‬يوما للقيام بذلك‪ ،‬فإن لم تقم به في هذا ألاجل جاز له‬
‫التوجه الى القضاء طالبا الحكم بتعيين وكيال توكل له مهمة تصحيح الاجراء‬
‫وليس الحكم بالبطالن‪ ،‬هذا البطالن الذي يأتي في رأينا ومن خالل النص بعد‬
‫فشل مهمة الوكيل املعين من املحكمة للقيام باجراءات التصحيح في مهمته‪ ،‬أو‬
‫استحالة القيام بها فعندها يجوز طلب الحكم بالبطالن كآخر مطاف وهو‬
‫املقصود من روح النص خصوصا وأن املشرع الجزائري في هذا ألامر توخى‬
‫الابقاء على الشركة وعدم التسرع في الحكم ببطالنها طاملا كانت امكانية‬
‫التصحيح ممكنة‪.‬‬
‫جهة الاختصاص في نظربطالن الشركات التجارية‪:‬‬
‫تعتبر الشركات التجارية وبموجب أحكام املادة ‪/13‬ف‪ 3‬تجاري عمال‬
‫تجاريا بحسب الشكل‪ ،‬وهذا يعني أن كل أعمال الشركة‪ ،‬وكل ما يتعلق بها من‬
‫اجراءات ودعاوى هي ايضا عمال تجاريا‪ ،‬مما يعطي اختصاص نظرها الى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫الاقسام التجارية باملحاكم‪ ،‬هذه ألاقسام التي نص عليها القانون العضوي‬


‫‪ 00/11‬املؤرخ في ‪ 2111/17/07‬واملتعلق بالتنظيم القضائي كالتالي‪:‬‬
‫تنص املادة‪ 03‬منه‪ :‬تنقسم املحكمة الى الاقسام التالية‪ ......:‬القسم‬
‫التجاري‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 16‬منه‪ :‬يشمل املجلس القضائي الغرف التالية‪ ....:‬الغرفة‬
‫التجارية‪.‬‬
‫وينص القانون العضوي ‪ 02/00‬املؤرخ في ‪ 2100/17/26‬املحدد لتنظيم‬
‫املحكمة العليا وعملها واختصاصها وتنص املادة ‪ 03‬منه‪:‬‬
‫تشمل املحكمة العليا على الغرف التالية‪....:‬الغرفة التجارية والبحرية‪.‬‬
‫وعليه يتضح لنا أن املشرع الجزائري خص املنازعة التجارية بقسم خاص‬
‫وبغرفة خاصة‪ ،‬على مستوى كل درجات القضاء كما خصها بقضاء وقانون‬
‫خاص يطبق عليها وهو القانون التجاري بكل تعديالته هذا من ناحية املوضوع‪.‬‬
‫أما اجرائيا فإن قانون الاجراءات املدنية والادارية وما تضمنه من أحكام‬
‫هو املطبق في اجراءات رفع الدعاوى التجارية‪ ،‬سواء من ناحية الاجراءات أو‬
‫املواعيد املختلفة‪.‬‬
‫إن الشركات التجارية سواء كانت لجزائريين‪ ،‬او حتى ألجانب والتي تمارس‬
‫نشاطها داخل التراب الوطني‪ ،‬تخضع للقضاء والقانون الجزائريين فقد نصت‬
‫املادة ‪ 11‬ف‪ 1‬من القانون املدني‪":‬الشركات التي يكون مركزها الرئيس ي في الخارج‬
‫ولها نشاط في الجزائر يعتبر مركزها في نظر القانون الداخلي في الجزائر ‪."....‬‬
‫كما تنص املادة‪ 16‬من القانون ‪ 18/14‬املؤرخ في ‪ 04‬أوت ‪ 2114‬واملتعلق‬
‫بممارسة ألانشطة التجارية‪":‬يجب على كل مؤسسة تمارس نشاطها بالجزائر‬
‫باسم شركة تجارية يكون مقرها في الخارج التسجيل في السجل التجاري‪."..‬‬
‫وتنظر ألاقسام التجارية باملحاكم املنازعة التجارية مهما كان نوعها‪ ،‬ومن‬
‫بينها دعاوى بطالن الشركات بقاض ي فرد يشكل معه مساعدين من كبار تجار‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫املنطقة ويصدر احكاما ابتدائية قابلة لالستئناف أمام الغرف التجارية‬


‫باملجالس القضائية‪.‬‬
‫وتنظر الغرف التجارية باملجالس القضائية كل الاستئنافات الواقعة على‬
‫هذه ألاحكام بتشكيلة ثالثية‪ ،‬رئيسا للغرفة ومستشارين اثنين وتفصل بقرارات‬
‫نهائية فاصلة في املوضوع‪.‬‬
‫تقبل هذه القرارات الصادرة عن الغرفة التجارية باملجالس القضائية طرق‬
‫الطعن غير العادية‪ ،‬من التماس اعادة النظر أمام نفس الغرفة في مواعيد‬
‫محددة وألسباب أيضا محددة حصرها املشرع الجزائري باملادة ‪ 392‬اجراءات‬
‫مدنية وادارية‪ ،‬وحاالت النقض باملادة ‪ 318‬من ذات القانون‪ ،‬كما منع املشرع‬
‫الجزائري ازدواجية الطعون غير العادية بقول املادة ‪ 312‬من نفس القانون‪":‬ال‬
‫يقبل في ذات الوقت التماس اعادة النظر في الاحكام والقرارت املطعون فيها‬
‫بالنقض"‪.‬‬
‫وتنظر املحكمة العليا من خالل الغرفة التجارية والبحرية في كل القرارات‬
‫والاحكام النهائية الصادرة عن املحاكم واملجالس القضائية املطعون فيها‬
‫بالنقض كمحكمة قانون‪ ،‬وتراقب مدى تطبيق هذه املحاكم واملجالس‬
‫القضائية التطبيق السليم للقانون عليها‪.‬‬
‫تقادم دعاوى البطالن في القانون الجزائري‪:‬‬
‫م ‪ 743 ،741‬تجاري‪ ،‬من استقراء هذه النصوص واملتعلقة بالتقادم في‬
‫بطالن الشركات نستشف‪:‬‬
‫‪ -‬تنقض ي دعوى بطالن الشركة بالتقادم بمرور ‪ 13‬سنوات من يوم العلم‬
‫بسبب البطالن‪ ،‬تضاف اليها مدة ستة اشهر التي نصت عليها الفقرة الاولى من‬
‫املادة ‪ 738‬سالفة الذكر (م ‪ 741‬تجاري)‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪27‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫‪ -‬تتقادم دعاوى املسؤولية املبنية على ابطال الشركة‪ ،‬أو الاعمال‬


‫واملداوالت الالحقة لتأسيسها بثالثة أعوام تبدأ من التاريخ الذي اكتسب فيه‬
‫حكم البطالن قوة الش يء املقض ي فيه‪.‬‬
‫‪ -‬تتقادم دعاوى التعويض عن الاضرار حتى بعد زوال سبب البطالن‬
‫بمرور ثالث سنوات من تاريخ كشف البطالن (‪ 743‬تجاري)‪.‬‬
‫الحوصلة‪:‬‬
‫لعله ومما يستوقفنا من خالل هذه املعالجة املتعلقة بالبطالن في الشركات‬
‫التجارية هو املوقف املحمود للمشرع الجزائري في املواد من ‪731‬الى ‪ 743‬تجاري‬
‫واملتعلقة عموما بجواز تصحيح البطالن‪ ،‬وازالة سببه سواء من الشركة ذاتها أو‬
‫الشركاء‪ ،‬بل حتى أنه أجبر القاض ي الناظر في الدعوى من التوافق في هذا‬
‫الاتجاه بمنح آلاجال الالزمة لهذا التصحيح‪ ،‬وذلك سعيا منه الى تغليب جانب‬
‫ابقاء الشركات وتشجيع الائتمان التجاري على البطالن املؤدي حتما الى زوال‬
‫وانحالل الشركات التجارية باعتبارها الوعاء الحقيقي والوسيلة الناجعة‬
‫الفعالة لكل استغالل تجاري أو استثمار اقتصادي‪.‬‬
‫بطالن الشركات في الفقه الاسالمي‬
‫وأنا أنهي الخاطرة القانونية حول البطالن بصفة عامة‪ ،‬والبطالن في‬
‫الشركات التجارية بصفة خاصة‪ ،‬انتابني شعور بالتقصير إذ لم أعرج على نفس‬
‫الفكرة في الفقه الاسالمي‪ ،‬وهي لعزيزة في نفس ي منذ أيام دراستي‪ ،‬تواقة إليها‬
‫نواياي في التبيان والتذكير بوجودها إلى طالب القانون الذي جاءت دراسته‬
‫للشركات التجارية خالية من التطرق إليها ولو من باب التنبيه بالوجود‪ ،‬ألن‬
‫مناهج وزارة التعليم العالي وما دأبت كليات الحقوق على تدريسه في هذا املجال‬
‫ال يعرف فكرة الشركات التجارية في الفقه الاسالمي ابدا‪ ،‬وهذا تقصير نرى أننا‬
‫سنكون مقصرين أكثر إذا تجاهلناه في معرض الحال‪ ،‬لذا فلقد عزمت على لفت‬
‫نظر الطالب الكريم الى أن نظام بطالن الشركات التجارية في الفقه الاسالمي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫كرس له فطاحلة الفقه في مختلف املذاهب كل الوقت والجهد فأجادوا وامتازوا‬


‫جزاهم هللا عنا كل الخير باعمالهم الخالدات‪.‬‬
‫وتعرف الشركة في الفقه الاسالمي بأنها‪":‬ثبوت الحق في ش يء واحد الثنين‬
‫أو أكثر على جهة الشيوع‪ ،‬أو عقد بينهم فيه شخصان أو أكثر بمال أو عمل‬
‫موجب لصحة تصرفهما ومشاركتهما في الربح أو تحمل الخسارة"(‪.)33‬‬
‫وتنعقد الشركة في الفقه الاسالمي بتوافر اركانها‪ ،‬وشروطها‪ ،‬فإذا اختل‬
‫أحد اركانها أوانعدم أحد شروطها‪ ،‬أو شاب عقدها ما يفسده أدى كل ذلك الى‬
‫بطالنها أو فساد عقدها‪.‬‬
‫‪ -1‬بطالن الشركة‪:‬‬
‫ونكون أمام هذه الحالة إذا صدر عقد الشركة فاقدا ألحد اركانه‪ ،‬كصدوره‬
‫من عديم الاهلية كاملجنون مثال‪ ،‬أو كان محل الشركة غير قابل لالنعقاد‬
‫كامليتة‪ ،‬أو كأن يشترط أحد الشركاء مقدارا معينا مقطوعا من الربح‪ ،‬فيكون‬
‫العقد عندئذ باطال اساسا عند جمهور الفقهاء‪ ،‬ويكون لكل واحد من الشركاء‬
‫التمسك بهذا البطالن أو الاحتجاج عليه‪.‬‬
‫واذا كان احد الشركاء ناقص الاهلية كالصبي املميز يكون العقد في هذه‬
‫الحالة موقوفا على اجازة وليه او وصيه‪ ،‬فاذا اجازه جاز واذا ابطله بطل منذ‬
‫نشأته‪ ،‬ويقع باطال كل تصرف في اموال الشركة قبل اجازة الوص ي او الولي‪.‬‬
‫ويكون عقد الشركة قابال لالبطال عند جمهور الفقهاء اذا كان الرضا‬
‫مشوبا باحد العيوب كالتدليس والغلط او الاستغالل‪ ،‬ويرى الاحناف ان هذا‬
‫العقد متوقف على اجازة من وقع عليه التدليس او الغلط فاذا اجازه صح‬
‫العقد واذا لم يجزه بطلت الشركة‪.‬‬
‫اما اذا عيب العقد باالكراه فهو يفسد الرضا تماما فال ينعقد العقد اصال‪،‬‬
‫وال يقبل الاجازة من املكره بعد زوال الاكراه عنه (‪.)34‬‬
‫‪ -2‬فساد الشركة‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪22‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬

‫وفي هذا البند يرى جمهور من الفقهاء املالكية والشافعية والحنابلة أن‬
‫عقد الشركة غير الصحيح هو قسم واحد‪ ،‬وغير الصحيح هو الباطل‪ ،‬وقد‬
‫يعبر عنه بالفاسد من باب ترادف ألالفاظ على املعنى الواحد‪ ،‬فال فرق بينهما‬
‫سواء كان الخلل في الركن أو في أحد الشروط أو في الوصف فالنتيجة واحدة هي‬
‫البطالن املطلق(‪.)31‬‬
‫أما ألاحناف فيذهبون إلى أن العقد غير الصحيح قسمان –باطل وفاسد‪-‬‬
‫فالخلل إذا أصاب ركنا من ألاركان كان العقد باطال‪ ،‬وال ينعقد أصال‪ ،‬أما إذا‬
‫أصاب الخلل أحد شروط العقد كفوات بعض ألاوصاف الخارجية املعتبرة‬
‫شرعا كان العقد موجودا لكنه فاسد‪ ،‬والفساد عند ألاحناف يكون إذا توافرت‬
‫ألاسباب املؤدية إلى ذلك كاشتمال العقد على جهالة تفض ي الى املنازعة بين‬
‫الشركاء‪ ،‬ويجهل حصة كل شريك من الربح‪ ،‬أو جهل نوع النشاط الذي تمارسه‬
‫الشركة‪ ،‬أو التغرير في موضوع الشركة كأن يغرر أحدهم باآلخرين على أن‬
‫املوضوع هو املنسوجات ألنها تحقق ارباحا أكبر وعند موافقتهم يتبين أن‬
‫موضوعها شيئ آخر غير املنسوجات‪.‬‬
‫وحكم عقد الشركة الفاسد أنه يستحق الفسخ بارادة الشركاء‪ ،‬فإذا لم‬
‫يفعلوا فسخه القاض ي جبرا عنهم متى علم به ألنه عقدا موجودا‪ .‬إال أن الشارع‬
‫لم يقرر وجوده وانعقاده بل أمر برفعه وفسخه‪.‬‬
‫ومتى تم فسخ العقد أو ابطاله توزع الارباح الحاصلة من الشركة بحسب‬
‫حصص الشركاء في رأس املال‪ ،‬وليس بحسب الاتفاق الحاصل في عقد الشركة‬
‫وذلك لفساده‪ ،‬وفي شركة املضاربة (القراض) إذا فسخ عقدها يكون الربح لرب‬
‫املال‪ ،‬وللعامل أجر املثل فقط ألن املضاربة الفاسدة كاالجارة الفاسدة وانما‬
‫يستحق الاجير اجر املثل والربح كله لرب املال ألن الربح نماء ملكه(‪.)36‬‬
‫الهوام ــش‪:‬‬
‫‪-0‬مفهوم‪.‬البطالن‪،‬احمدالريس‪،‬شبكةاملحامين‪.‬العرب‪WWW.MOLAMOON.COM/MONTADA .‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪72‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬
‫‪ -2‬لسان العرب‪ ،‬ابي الفضل جمال الدين دمحم بن مكرم ابن منظور الافريقي املصري‪ ،‬دار صادر بيروت‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،00‬ص‪16.‬‬
‫‪ -3‬صالح لخلف‪.www.ahlalhdeeth.com‬‬
‫‪ -4‬د‪/‬عبد الرزاق السنهوري‪ :‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الجزء‪ ،0‬ص‪ 486‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪WWW.ALUKAH.NET-5‬‬
‫معالي فضيلة الشيخ عبد هللا بن دمحم بن سعد آل حنين‪ ،‬البطالن الاجرائي‪.‬‬
‫‪ -6‬د‪ /‬عبد الحميد الشواربي‪ :‬البطالن املدني‪ ،‬منشأة املعارف الاسكندرية ‪ ،0990‬ص‪ 0‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -7‬د‪ /‬نبيل اسماعيل عمر د‪/‬احمد خليل‪ :‬قانون املرافعات املدنية‪ ،‬منشورات الحلب‪....‬بيروت‪ ،‬طبعة‪،0‬‬
‫سنة ‪ ،2114‬ص‪ 441‬وما بعده‬
‫‪ -8‬د‪ /‬جميل الشرقاوي‪ :‬نوابة البطالن‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬القاهرة ‪ ،0913‬ص ‪ 041‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -9‬د‪ /‬عبد الحكيم فودة‪ :‬البطالن في القانون املدني والقوانين الخاصة‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الاسكندرية ‪ ،0993‬ص‪ 09‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -01‬د‪ /‬احمد هندي‪ :‬قانون املرافعات املدنية والتجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الاسكندرية ‪،2113‬‬
‫ص‪ 847‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪WWW.MAROC DROIT.COM -11‬‬
‫رشيد العتيب‪ ،‬بطالن العقد في القانون املغربي‪.‬‬
‫‪ -02‬د‪ /‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪488.‬‬
‫‪ -03‬د‪ /‬نبيل اسماعيل د‪/‬احمد خليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 923‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -04‬انظرباكثر تفصيل في نظرية الدفوع الاجرائية كل من‪:‬‬
‫د‪ /‬عبد الحكيم فودة‪ ،‬البطالن في املرافعات املدنية والتجارية‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية الاسكندرية‪،‬‬
‫طبعة ‪ ،0991‬ص‪ 32‬وما بعدها‪.‬‬
‫د‪ /‬نبيل عمر‪ ،‬الدفع بعدم القبول ونظامه القانوني‪ ،‬منشأة املعارف الاسكندرية‪ ،‬طبعة‪ ،0‬سنة ‪،0980‬‬
‫ص‪ 31‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪www.courde tebessa.m justice.DZ-15-‬‬
‫الدفوع الشكلية في ظل قانون الاجراءات املدنية والادارية الجديد‪ ،‬حاجي حياة‪.‬‬
‫‪ -06‬كما فعل املشرع املصري الذي حدد طرق هذا التصحيح باملادة ‪ 24‬ف‪ 0‬من قانون املرافعات نصت‬
‫على التصحيح بالتحول واملادة ‪ 043‬مدني نصت على انتقاص العقد‪ ،‬واملادة ‪ 044‬مدني نصت على‬
‫التصحيح بتحول العقد‪ ،‬انظر د‪ /‬نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬د‪/‬احمد خليل‪ ،‬د‪ /‬احمد هندي‪ ،‬قانون املرافعات‬
‫املدنية والتجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة الاسكندرية‪ ،21104 ،‬ص‪ 698‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ -07‬تنص املادة ‪ 011‬مدني جزائري‪":‬اذا كان العقد باطال او قابال لالبطال وتوفرت فيه اركان عقد آخر فإن‬
‫العقد يكون صحيحا باعتباره العقد الذي توفرت اركانه‪ ،‬اذا تبين أن فيه املتعاقدين كانت تتصرف الى‬
‫ابرام هذا العقد‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪73‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬
‫‪ -08‬د‪/‬عباس العبودي‪ ،‬شرح احكام قانون اصول املحاكمات املدنية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬سنة ‪،2117‬‬
‫ص ‪ 071‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ -09‬د‪/‬فتحي والي‪ ،‬الوسيط في قانون القضاء املدني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0987 ،‬ص‪ 644‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -21‬هذه الفكرة ذهب اليها املشرع املصري في املادة ‪ 24‬ف‪ 3‬من قانون املرافعات املصري بالقول‪":‬ال يترتب‬
‫على بطالن الاجراء بطالن الاجراءات السابقة عليه أو الالحقة إذا لم تكن مبنية عليه"‪.‬‬
‫‪ -20‬انظر باكثر تفصيل د‪ /‬احمد خليل‪ ،‬اصول املحاكمات املدنية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،2110‬ص ‪ 244‬وما بعدها‪ ،‬ص‪267.‬‬
‫‪ -22‬د‪/‬علي يوسف‪،‬د‪/‬ابو زيد رضوان‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،0971 ،‬ص‪ 423‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -23‬د‪/‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء‪،0‬مطبعة حسان‪ ،‬القاهرة‪ ،0987 ،‬ص‪ 402‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -24‬د‪/‬دمحم اسماعيل علم الدين‪ ،‬موجز القانون التجاري‪ ،‬دار ألامل للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة‬
‫طبع‪ ،‬ص‪071.‬‬
‫‪ -21‬د‪/‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬جزء‪ ،1‬ص ‪ 214‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -26‬انظر بأكثر توسع في هذا املوضوع‪:‬‬
‫د‪/‬فريد العريني‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬الاسكندرية‪ ،2112 ،‬ص‪ 16‬وما بعدها‪.‬‬
‫د‪/‬اكثم الخولي‪ ،‬قانون التجارة اللبناني املقارن‪ ،‬الجزء‪،2‬الشركات التجارية‪ ،0967 ،‬ص‪ 420‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -27‬د‪/‬علي حسن يونس‪،‬د‪/‬ابو زيد رضوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪431.‬‬
‫‪ -28‬د‪/‬احمد محرز‪،‬القانون التجاري الجزائري‪،‬جزء‪،2‬الشركات التجارية‪،0982،‬ص‪ 81‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -29‬د‪ /‬سميحة القليوبي‪ ،‬الشركات التجارية‪،‬دار النهضة العربية القاهرة‪،2100،‬ص‪ 98‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -31‬د‪/‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬منشأة املعارفة‪ ،‬الاسكندرية‪ ،0977،‬ص‪ 090‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -30‬انظر في ألامر د‪ /‬أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الجزء‪،2‬الشركات التجارية ‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪،‬ص‪ 91‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -32‬القرار رقم ‪ 34411‬صادر ‪ ،0981/16/01‬شركة تجارية –بطالن العقد‪-‬اثاره بين الشركاء‪ -‬شركة‬
‫فعلية‪-‬الاجهاد الجزائري في املادة التجارية والبحرية‪،‬ج‪ ،0‬جمال سايس‪-‬منشورات كليك الجزائر‪-‬طبعة‬
‫‪0‬سنة ‪ ،2103‬ص‪ 200‬وما بعدها‪.‬‬
‫وانظر ايضا في نفس السياق‪ :‬القرار رقم ‪ 361232‬صادر ‪– 2111/00/19‬عدم وجود عقد رسمي –عدم‬
‫الاحتجاج ابطالها‪-‬ال‪-‬اعتبارها شركة فعلية –نعم‪-‬الاجتهاد الجزائري في املادة التجارية والبحرية‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬جزء‪ ،3‬ص‪ 0184‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -33‬رشاد حسن خليل‪ ،‬الشركات في الفقه الاسالمي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬املكتبة التوفيقية‪ ،‬القاهرة‪،0979 ،‬‬
‫ص‪ 07‬وما يليها‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪70‬‬
‫نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية‬
‫‪ -34‬د‪ /‬رشاد حسن خليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 88‬وما بعدها‪.‬‬
‫انظر ايضا في نفس السياق‪:‬‬
‫‪ -‬د‪/‬عبد العزيز عزت الخياط‪ ،‬الشركات في الشريعة الاسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬منشورات وزارة الاوقاف‬
‫الاردنية‪ ،‬الطبعة ‪.0970 ،0‬‬
‫‪ -‬علي الخفيف‪ ،‬الشركات في الفقه الاسالمي‪ ،‬معهد الدراسات العربية املالية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،0962 ،‬ص‪ 81‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -31‬الشيخ عبد الوهاب خالف‪ ،‬اصول الفقه‪ ،‬دار العلم‪ ،‬الكويت‪،‬طبعة ‪0973. ،01‬‬
‫‪ -36‬انظر بأكثر تفصيل بطالن الشركات في الفقه الاسالمي‪:‬‬
‫‪ -‬الشيخ سعود سعد الدريب‪ ،‬الشركات في الفقه الاسالمي والتشريع الوضعي‪ ،‬املعهد العالي للقضاء‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪ 011‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬الشيخ دمحم بن ابراهيم املوس ى‪ ،‬شركات الاشخاص بين الشريعة والقانون‪ ،‬املكتبة املركزي لجامعة الامام‬
‫دمحم بن سعود الاسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،0979 ،‬ص‪ 91‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬احمد حمد‪ ،‬فقه الشركات‪ ،‬دار العلم‪ ،‬الكويت‪ ،‬طبعة‪ ،0984 ،0‬ص ‪ 71‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬د‪/‬يوسف محمود عبد املقصود‪ ،‬احكام الشركات في الفقه الاسالمي املقارن‪ ،‬دار الطباعة املحمدية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬طبعة‪ ،0،0981‬ص‪ 92‬وما بعدها‪.‬‬
‫القواني ــن‪:‬‬
‫‪ -‬ألامر ‪ 18/71‬املؤرخ في ‪ 0971/19/26‬املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ -‬ألامر ‪ 19/71‬املؤرخ في ‪ 0971/19/26‬املتضمن القانون التجاري املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 19/18‬املؤرخ في ‪ 2118/12/21‬املتضمن قانون الاجراءات املدنية والادارية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية رقم ‪ 20‬الصادرة ‪.2118/14/23‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي ‪ 00/11‬املؤرخ ‪ 2111/17/07‬املتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪10‬‬
‫الصادرة ‪.2111/17/21‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي ‪ 02/00‬املؤرخ ‪ 2100/17/26‬املحدد لتنظيم املحكمة العليا وعملها واختصاصها‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ 42‬الصادرة ‪.2100/17/30‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 18/14‬املؤرخ ‪ 04‬اوت ‪ 2114‬املتعلق بممارسة الانشطة التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪12‬الصادرة ‪ 08‬اوت ‪.2114‬‬
‫‪ -‬الامر ‪ 27/96‬املؤرخ ‪ 0996/02/19‬املعدل واملتمم للقانون التجاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬رقم ‪ 77‬الصادرة‬
‫‪ 0996/02/00‬تعديل املؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات املسؤولية املحدودة‪.‬‬
‫املجالت القضائيــة‪:‬‬
‫‪ -‬الاجتهاد الجزائري في املادة التجارية والبحرية‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬جمال سايس‪ ،‬منشورات‬
‫كليك‪ ،‬الجزائر العاصمة‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬سنة ‪.2103‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪73‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫قراءة يف القانون رقم‪ 21-12 :‬املؤرخ يف‪:‬‬

‫‪12‬ديسمرب‪ 1212‬املعدل واملتمم لقانون العقوبات‬

‫(ج‪.‬ر عدد ‪)99‬‬

‫من تقديم عبد الرحمان خلفي‬


‫محامي لدى مجلس قضاء سطيف‬
‫معتمد لدى املحكمة العليا ومجلس الدولة‬
‫‪Khelfiabderrahmane@yahoo.fr‬‬

‫تقديم‪:‬‬
‫القانون رقم‪ 21 12 :‬املؤرخ في‪ 12 :‬ديسمبر سنة ‪ 1212‬جاء بأربعة (‪)1‬‬
‫مواد؛ املادة ألاولى فيها إشارة إلى أن هذا القانون يهدف إلى تعديل وتتمة قانون‬
‫ْ‬
‫العقوبات‪ ،‬واملادة الرابعة فيها إشارة إلى أن هذ القانون ُينشر في الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬لذا نجد أن هذا التعديل من حيث الواقع ورد في مادتين فقط وهما‪:‬‬
‫املادة الثانية‪ :‬تضمنت تعديل العقوبة الاصلية في الجنايات‪ ،‬وتعديل‬
‫نظامي ظروف التخفيف والعود‪ ،‬وأخيرا ضبط مفهوم املوظف في جريمة عرقلة‬
‫تنفيذ الحكم القضائي‪.‬‬
‫املادة الثالثة‪ :‬تضمنت إضافة مادتين جديدتين؛ ألاولى تتعلق بتجريم غلق‬
‫إلادارات‪ ،‬والثانية تتعلق بتجريم استغالل طريق كموقف للمركبات‪.‬‬
‫لذا سيتم توضيح محتوى القانون رقم‪ 21 12 :‬من خالل تقسيمه تقسيم‬
‫أكاديمي‪ ،‬وذلك إلى قسمين‪ :‬القسم ألاول يشمل تعديالت وردت بشأن القسم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪77‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫العام من قانون العقوبات‪ ،‬والقسم الثاني تعديالت وردت في القسم الخاص‬


‫من قانون العقوبات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعديالت في القسم العام لقانون العقوبات‬
‫بالنسبة للتعديالت الواردة في القانون املذكور أعاله من حيث القسم العام‬
‫فقد ورد فيه تعديل للعقوبة ألاصلية في الجنايات إلى ‪ 02‬سنة‪ ،‬وما نتج عن ذلك‬
‫من تعديل في نظامي ظروف التخفيف والعود‪ ،‬وتأثير الجميع على الفترة ألامنية‪.‬‬
‫‪ /1‬رفع الحد ألاقى في العقوبة ألاللية لجناايات (املادة‪ 5 :‬ق‪.‬ع)‪:‬‬
‫تم رفع الحد ألاقص ى في السجن املؤقت إلى ‪ 02‬سنة بدال من ‪ 12‬سنة‪:‬‬
‫وترجع دواعي رفع الحد ألاقص ى إلى هذا الحد لصدور القانون رقم‪21 12 :‬‬
‫املؤرخ في نفس التاريخ ونفس العدد من الجريدة الرسمية واملتعلق بمكافحة‬
‫املضاربة غير املشروعة والذي ورد في نص املادة‪ 21 :‬منه جعل العقوبة بين‪12 :‬‬
‫سنة و‪ 02‬سنة‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬هل كان هناك مبرر مقبول لتعديل هذا النص ورفع الحد ألاقص ى‬
‫للسجن املؤقت للجناية إذا علمنا وأن املادة‪ 1 :‬املعدلة من ق‪ .‬ع كانت سابقا‬
‫تنص على أن السجن املؤقت يكون بين‪ 1 :‬و‪ 12‬سنة ما عدا الحاالت التي ُيقر‬
‫فيها القانون حدودا أخرى قصوى‪ ،‬بمعنى أن‪ 02 :‬سنة هي من الحدود القصوى‬
‫ألاخرى وال تعارض بين النطق بعقوبة تتجاوز الحد ألاقص ى ومبدأ شرعية‬
‫العقوبة‪ ،‬طاملا أن املادة‪ 1 :‬السابقة تجيز ذلك ولم تغلق الباب في حدود‪12 :‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫العقوبات ألاصلية في الجنح بقيت على حالها‪ :‬ما عدا التعديل في صياغة‬
‫املادة‪ 1 :‬من ق‪ .‬ع التي وردت فيها إضافة على النحو التالي‪:‬‬
‫"‪ ...‬العقوبات ألاصلية في مادة الجنح هي‪:‬‬
‫‪ /2‬الحبس مدة تتجاوز شهرين (‪ )1‬إلى خمس (‪ )1‬سنوات‪ ،‬ماعدا الحاالت‬
‫التي يقرر فيها هذا القانون أو القوانين الخاصة حدودا أخرى‪."...‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪77‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫ما يالحظ أن العبارة املضافة زائدة‪ ،‬كان باإلمكان الاكتفاء بالنص القديم‬
‫الذي استعمل عبارة "ما عدا الحاالت التي يقرر فيها القانون حدودا أخرى"‬
‫فمصطلح قانون يشمل املدونة الرئيسية لقانون العقوبات وكل القوانين‬
‫العقابية الخاصة‪.‬‬
‫كما أن املادة‪ 1 :‬من ق‪ .‬ع بشأن الجنح استعملت عبارة حدودا أخرى دون‬
‫أن تخصص الحدود القصوى‪ ،‬على خالف ما ورد بشأن العقوبات ألاصلية في‬
‫الجنايات في الصياغة القديمة‪ ،‬ومعنى ذلك أن عقوبات الجنح قد تقل عن‬
‫الحد ألادنى كما قد تزيد عن الحد ألاقص ى وذلك بالنص القانوني‪ ،‬وخير مثال‬
‫على ذلك في النزول إلى أقل من الحد املحدد في العقوبات ألاصلية في الجنح ما‬
‫نصت عليه املادة‪ 1/192 :‬بشأن جريمة القذف (من شهر واحد إلى سنة) واملادة‪:‬‬
‫‪ 192‬مكرر بشأن السب (من ‪ 1‬أيام إلى ستة أشهر) واملادة‪ 199 :‬بشأن السب‬
‫املوجه إلى فرد أو عدة أفراد (من شهر واحد إلى ثالثة أشهر) أما أمثلة الرفع من‬
‫الحد ألاقص ى فهي كثيرة جدا خاصة في القوانين الجزائية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /2‬تعديل نظام ظروف التخفيف عاد تطبيق الحد ألاقى النديد في‬
‫الناايات (املادة‪ 55 :‬و‪ 55‬مكررق‪ .‬ع)‪:‬‬
‫تم تعديل الحد ألادنى للعقوبة في الجنايات عند إعمال ظروف التخفيف‬
‫(م‪ 10‬ق‪ .‬ع) بحيث يمكن النزول إلى‪:‬‬
‫‪ 22‬سنوات ‪ ...‬إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي‪ :‬إلاعدام؛‬
‫‪ 20‬سنوات ‪ ...‬إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي‪ :‬السجن املؤبد؛‬
‫(مضافة)‬
‫‪ 21‬سنوات ‪...‬إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي‪ :‬من ‪ 12‬سنة إلى ‪02‬‬
‫سنة؛ (مضافة)‬
‫‪ 20‬سنوات ‪ ...‬إذ كانت العقوبة املقررة للجناية هي‪ :‬من ‪ 22‬سنوات إلى ‪12‬‬
‫سنة؛‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪77‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫سنة واحدة ‪...‬إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي‪ :‬من ‪ 1‬سنوات إلى ‪22‬‬
‫سنوات‪.‬‬
‫تم تعديل الحد ألادنى للعقوبة في الجنايات عند إعمال ظروف التخفيف‬
‫في حالة العود (املادة‪ 10 :‬مكرر ق‪ .‬ع)‬
‫إذا كانت العقوبة الجديدة السالبة للحرية أكثر من‪ 12 :‬سنة إلى ‪ 02‬سنة‬
‫فإن الحد ألادنى للعقوبة املخففة ال يجوز أن يقل عن‪ 21 :‬سنوات سجنا مؤقتا‪.‬‬
‫(مضافة)‬
‫إذا كانت العقوبة الجديدة السالبة للحرية من‪ 21 :‬سنوات إلى ‪ 12‬سنة‬
‫فإن الحد ألادنى للعقوبة املخففة ال يجوز أن يقل عن‪ 20 :‬سنوات حبسا‪( .‬فقرة‬
‫قديمة)‬
‫‪ /5‬تعديل نظام العود (املادة‪ 55 :‬مكررق‪ .‬ع)‪:‬‬
‫أ‪ /‬النديد في نص املادة‪:‬‬
‫إذا كان الحكم السابق في جناية أو جنحة حدها ألاقص ى تزيد عقوبتها عن‬
‫‪ 1‬سنوات حبس (الجريمة السابقة)‬
‫ثم ارتكب جناية حدها ألاقص ى‪ 02 :‬سنة (الجريمة الجديدة)‬
‫فإن الحد ألاقص ى للعقوبة يصبح السجن املؤبد‪.‬‬
‫إذا كان الحكم السابق في جناية أو جنحة حدها ألاقص ى يزيد عقوبتها عن‬
‫‪ 1‬سنوات حبس (الجريمة السابقة)‬
‫ثم ارتكب جناية حدها ألاقص ى‪ 12 :‬سنة (الجريمة الجديدة)‬
‫فإن الحد ألاقص ى للعقوبة يصبح‪ 02 :‬سنة‬
‫ب‪ /‬القديم في نص املادة‪:‬‬
‫إذا كان الحكم السابق في جناية أو جنحة حدها ألاقص ى تزيد عقوبتها عن‬
‫‪ 1‬سنوات حبس (الجريمة السابقة)‬
‫ثم ارتكب جناية أدت إلى إزهاق روح انسان (الجريمة الجديدة)‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪77‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫فإن العقوبة املقررة تصبح الاعدام‪.‬‬


‫إذا كان الحكم السابق في جناية أو جنحة حدها ألاقص ى تزيد عقوبتها عن‬
‫‪ 1‬سنوات حبس (الجريمة السابقة)‬
‫ثم ارتكب جناية حدها ألاقص ى يساوي أو يقل عن‪ 22 :‬سنوات (الجريمة‬
‫الجديدة)‬
‫فإن عقوبة الحبس في حدها ألاقص ى يصبح الضعف‪.‬‬
‫يرفع الحد ألاقص ى للغرامة إلى الضعف‪.‬‬
‫‪ /5‬تعديل الفترة ألاماية (املادة‪ 06 :‬مكرر‪ 1‬ق‪ .‬ع)‪:‬‬
‫يقصد بالفترة ألامنية وفقا لنص املادة ‪ 02‬مكرر حرمان املحكوم عليه من‬
‫تدابير التوقيف املؤقت لتطبيق العقوبة‪ ،‬والوضع في الورشات الخارجية أو‬
‫البيئة املفتوحة وإجازات الخروج والحرية النصفية والافراج املشروط‪.‬‬
‫وكانت الفقرة الثانية من املادة تنص على أنه يترتب على استبدال عقوبة‬
‫السجن املؤبد بمدة عشرين (‪ )12‬سنة تقليص الفترة ألامنية إلى عشرة (‪)22‬‬
‫سنوات‬
‫تم تعديلها على النحو التالي‪:‬‬
‫ويترتب على استبدال عقوبة السجن املؤبد بمدة ثالثين (‪ )02‬سنة تقليص‬
‫الفترة ألامنية إلى عشرة (‪ )22‬سنوات‬
‫ثانيا‪ :‬تعديالت في القسم الخاص لقانون العقوبات‬
‫أما عن التعديالت الواردة في القانون من حيث القسم الخاص فقد ورد‬
‫فيه تعديل للمادة‪ 202 :‬مكرر من خالل إضافة مفهوم املوظف العمومي‪،‬‬
‫وبعدها تم إضافة مادة جديدة تحت رقم‪ 220 :‬مكرر ‪ 2‬تتعلق بتجريم غلق‬
‫مقرات إلادارات‪ ،‬وإضافة مادة جديدة أخرى تحت رقم‪ 020 :‬مكرر تتعلق‬
‫باستغالل طريق كموقف للمركبات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪77‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫‪ /1‬ضبط مفهوم املوظف العمومي الذي يعرقل تافيذ حكم قضائي‬


‫(املادة‪ 151:‬مكررق‪ .‬ع)‪:‬‬
‫املادة‪ 202 :‬مكرر ق‪ .‬ع سابقا تجرم فعل وقف تنفيذ حكم قضائي أو‬
‫عرقلة تنفيذه من طرف موظف عمومي استعمل سلطته لذلك الغرض‪ ،‬وكانت‬
‫مدة العقوبة من‪ 0 :‬أشهر إلى ‪ 0‬سنوات والغرامة من‪ 12222 :‬دج إلى ‪222222‬‬
‫دج‪.‬‬
‫لكن من الناحية العملية كان هناك لبس عند تحريك الدعوى فيمن يدخل‬
‫ضمن املوظف العمومي املدرج في محتوى املادة‪ 202 :‬مكرر ومن يخرج منه‪،‬‬
‫وهل يمكن الاعتماد على تعريف املوظف الوارد في قانون الوقاية من الفساد؟‬
‫وهذا يعد قصورا‪.‬‬
‫وبالفعل تم ذلك من خالل القانون رقم‪ 21 12 :‬الذي قام بتحديد املوظف‬
‫العمومي املعني بإمكانية املساءلة‪ ،‬كما قام بإضافة تعديل في العقوبة املقررة‬
‫لهذه الجريمة‪.‬‬
‫أما املوظف الوارد في الفقرة الثانية من املادة‪ 202 :‬مكرر ق‪ .‬ع فهو على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫كل شخص يشغل منصب تشريعي‪،‬‬
‫كل شخص يشغل منصب تنفيذي‪،‬‬
‫كل شخص يشغل منصب إداري‪،‬‬
‫كل شخص موجود في أحد املجالس الشعبية املحلية املنتخبة (البلدية‪،‬‬
‫الوالية)‬
‫سواء كان معينا أو منتخبا‪ ،‬دائما أو مؤقتا‪ ،‬مدفوع ألاجر أو غير مدفوع‬
‫ألاجر وال تهم رتبته أو أقدميته‪.‬‬
‫ما يالحظ على تعريف املوظف في املادة‪ 202 :‬مكرر ق‪ .‬ع أنه يتطابق مع‬
‫تعريف املوظف في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته في النقطة ب من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪77‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫الفقرة ألاولى من املادة ‪ 1‬منه‪ ،‬والفقرة ألاولى من املادة‪ 0 :‬من ألامر رقم‪29 12 :‬‬
‫املؤرخ في‪ 22 :‬يونيو سنة ‪ 1212‬املتعلق بحماية املعلومات والوثائق إلادارية (عدد‬
‫‪.)11‬‬
‫لكن ال بد أن نشير وأن هذا التطابق ليس كلي ألن القانونين املشار إليهما‬
‫أعاله أضافا فئتين أخرتين من املوظف ليستا واردتين في قانون العقوبات‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬هل من الضروري تعريف املوظف في كل قانون خاص مرتبط‬
‫بتنظيم مسألة لها عالقة باملوظف العام؟ وهل كل تجريم لعمل املوظف يحتم‬
‫عليها مراعاة من هو املوظف املعني بالتجريم؟ وفي الحقيقة كان بإمكان املشرع‬
‫تحديد مفهوم املوظف في نص واحد يمكن الرجوع إليه عن طريق إلاحالة من‬
‫النصوص ألاخرى‪.‬‬
‫‪ /2‬تجريم ِفعل غلق مقرات إلادارات واملؤسسات العمومية (املادة‪111 :‬‬
‫مكرر‪ 1‬ق‪ .‬ع)‪:‬‬
‫ظاهرة غلق املقرات إلادارية باستعمال القوة من طرف بعض الغاضبين‬
‫انتشرت مؤخرا في بعض املناطق من الوطن‪ ،‬وتسببت في عرقلة عمل املرفق‬
‫العام أو تعطيله كلية‪ ،‬وتطلبت تدخل املشرع الجزائي حتى ال تستفحل وتمتد‬
‫أكثر إلى مناطق أخرى‪ ،‬وتم تجريم هذا الفعل من خالل إضافة مادة جديدة في‬
‫قانون العقوبات وهي املادة‪ 220 :‬مكرر ‪.2‬‬
‫ُويجرم فعل غلق املقرات إلادارية في صورتين؛‬
‫الجريمة في صورتها البسيطة‪:‬‬
‫هي فرضية غلق إحدى مقرات إلادارات أو املؤسسات العمومية أو أي‬
‫ُ‬
‫مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية أو الجماعات املحلية بأي وسيلة كانت وألي‬
‫غرض كان‪.‬‬
‫تكون العقوبة الحبس من‪ 0 :‬سنوات إلى ‪ 0‬سنوات‪ ،‬والغرامة من‪:‬‬
‫‪022.222‬دج إلى ‪ 022.222‬دج‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪72‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬
‫ّ‬
‫املشددة‪ ،‬وتكون في حالتين‪:‬‬ ‫الجريمة في صورتها‬
‫الحالة ألاولى‪ :‬هي فرضية ارتكاب نفس ألافعال وأمام نفس إلادارات‪ ،‬ولكن‬
‫تؤدي هذه ألاخيرة إلى‪:‬‬
‫عرقلة الدخول إليها أو الخروج منها‪،‬‬
‫أو سيرها العادي‪،‬‬
‫أو منع مستخدميها من القيام بمهامهم‪.‬‬
‫تكون العقوبة الحبس من‪ 1 :‬سنوات إلى ‪ 22‬سنوات وغرامة من‪122.222 :‬‬
‫د‪.‬ج إلى ‪ 2.222.222‬د‪.‬ج‬
‫الحالة الثانية‪ :‬وهي فرضية ارتكاب نفس ألافعال وأمام نفس إلادارات‪،‬‬
‫ولكن تتم‪:‬‬
‫باستعمال القوة أو التهديد باستعمالها‪،‬‬
‫أو من طرف أكثر من شخصين (ثالثة فما أكثر)‪،‬‬
‫أو بحمل سالح‪.‬‬
‫تكون العقوبة الحبس من‪ 22 :‬سنوات إلى ‪ 12‬سنة وغرامة من‪2.222.222 :‬‬
‫د‪.‬ج إلى ‪ 1.222.222‬د‪.‬ج‬
‫يعاقب على الشروع في هذه الجنحة بالعقوبة املقررة للجنحة التامة وذلك‬
‫بنص صريح وارد في الفقرة ألاخيرة من نفس املادة‪.‬‬
‫ما يالحظ على هذا النص‪:‬‬
‫ه ل يقصد بالغلق وضع أقفال خاصة للباب املؤدي إلى املقر أو منع فتح‬
‫ألاقفال املوجودة؟ هل يكفي لقيام السلوك مجرد إعاقة الدخول إلى املقر‬
‫بالتجمع أمامه؟ وإذا وجد مدخل آخر غير الذي تم غلقه يتيح الدخول إلى املقر‬
‫فهل يعتبر ذلك غلقا؟ وهل يقصد الغلق التام لكامل املقر أم يكفي لقيام‬
‫مجرد غلق أحد املكاتب داخل املؤسسة أو إلادارة كغلق مكتب رئيس‬ ‫الجريمة ّ‬
‫البلدية؟‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪78‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫عند ِتعداد إلادارات أو املؤسسات العمومية تم إضافة الجماعات املحلية‪،‬‬


‫َ‬
‫لكن النص غ ِف َل عن ذكر مقر املجلس الشعبي الوطني أو مقر مجلس ألامة‪،‬‬
‫وقد حدث أن تم غلق مقر البرملان وفق النموذج الوارد في النص الحالي من‬
‫طرف أعضاء البرملان أنفسهم‪.‬‬
‫هناك خروج عن القاعدة في التعدد عندما ذكر النص ظرف التعدد في‬
‫الحالة الثالثة وحدده بأكثر من شخصين‪ ،‬أي ثالثة أشخاص فما أكثر‪.‬‬
‫كما أن هناك خروج الفت وفاضح في تشديد العقوبة نحو عقوبة الجناية‬
‫بدال من عقوبة الجنحة‪ ،‬ألن الحد ألادنى والحد ألاقص ى كالهما في الجناية‪،‬‬
‫وهذا غير مقبول‪ .‬ربما هذا سبب قوي لدعوة املشرع نحو ضرورة تعديل َح َد ْي‬
‫الجنحة والجناية في املادة‪ 1 :‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫كان يمكن إضافة ظرف مشدد آخر في الحالة الثالثة يتعلق بغلق مقر‬
‫إلادارات من طرف موظفين أو أعوان ينتمون إلى هذه إلادارة‪.‬‬
‫حاول املشرع أن يفصل بين حالة غلق مقر إلادارة دون عرقلة وغلقها مع‬
‫العرقلة‪ ،‬والحال أن هذه الفرضية واحدة ألنه ال يوجد غلق ملقر إلادارة دون‬
‫عرقلة الدخول والخروج وتقديم الخدمة‪.‬‬
‫ال ندري هل التجريم الوارد في نص املادة‪ 220:‬مكرر ‪ 2‬من ق‪ .‬ع يشمل فعل‬
‫غلق الجامعات واملدرجات ومقرات إدارات الجامعات من طرف الطلبة أم ال؟‬
‫ألن الجامعة بدورها مؤسسة عمومية تنشئها السلطة العامة وتقدم خدمة‬
‫عمومية‪.‬‬
‫‪ /5‬تجريم ِفعل استغالل طريق كموقف عمومي دون رخصة (املادة‪510:‬‬
‫مكررق‪ .‬ع)‪:‬‬
‫انتشرت في السنوات ألاخيرة ظاهرة استغالل الطرقات من طرف بعض‬
‫الافراد كوقف للسيارات دون رخصة من إلادارة‪ ،‬وبمقابل مادي يدفعه صاحب‬
‫املركبة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪70‬‬
‫قراءة يف القانون ‪ 21-12‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‬

‫فهذا الفعل يشمل ثالث مخالفات على ألاقل وهي‪:‬‬


‫استغالل طريق دون تقديم ترخيص ودون دفع مقابل؛‬
‫أخذ أموال من املواطنين دون وجه حق؛‬
‫القيام بعمل مربح دون دفع ضريبة‪.‬‬
‫لذا تدخل املشرع مؤخرا باستحداث املادة‪ 020 :‬مكرر ضمن قانون‬
‫العقوبات تجرم كل شخص يقوم باستغالل طريق أو جزء من طريق أو مساحة‬
‫عمومية أو خاصة كموقف للمركبات‪ ،‬ومن الضروري أن تثبت النيابة وأن هذا‬
‫الاستغالل تم بمقابل مادي يحصل عليه الفاعل من املواطنين أصحاب‬
‫املركبات دون أن يكون له رخصة في استغالل هذا الطريق‪ .‬وحدد املشرع عقوبة‬
‫تتمثل في الحبس من‪ 0 :‬أشهر إلى سنتين (‪ )1‬والغرامة من‪ 11.222 :‬دج إلى‬
‫‪ 122.222‬دج‪.‬‬
‫ما يالحظ على هذا النص‪:‬‬
‫هناك مسألة احتالل الطرقات بدال من استغالل الطرقات بمقابل‪،‬‬
‫ويدخل ضمن هذه الحالة أصحاب املحالت الذين يحجزون جزء من الطريق‪،‬‬
‫أو أصحاب الفنادق الذين يحجزون أجزاء من الطريق دون رخصة لغرض وضع‬
‫موقف ملركبات عمالئهم دون مقابل‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪73‬‬
‫إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬

‫إشكالية اإلثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬


‫قراءة يف مضمون قرار احملكمة العليا الصادر عن قسم اجلنح واملخالفات‬
‫بتاريخ‪ 2442/40/40‬ملف رقم‪( 260600:‬منوذجا)‬

‫ألاستاذ كوسة عمار‬


‫محام بمنظمة املاحام ن ناحية سطيف‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعرف عن القاض ي بأنه يحترف فن إنهاء ووضع حد للدعاوى واملنازعات‪،‬‬
‫وهذا الفن يقتض ي بطبيعة الحال من صاحبه‪ ،‬أن يتقن ويجيد البحث عن‬
‫الدليل والتعامل معه‪ ،‬ومن ثم ترتيبه من حيث ألاهمية‪ ،‬ودوره في إلاثبات‬
‫للوصول إلى حكم يستقيم مع القانون وقواعد العدالة‪ ،‬وكمحصلة نهائية ينال‬
‫رضا املجتمع‪ ،‬باعتبار أن هذا ألاخير صادرا باسمه‪ ،‬ولكن في بعض ألاحيان‪ ،‬قد‬
‫يجد القاض ي نفسه حائرا وعاجزا عن بناء وتسبيب حكم جزائي ما‪ ،‬باالعتماد‬
‫علي أدلة إلاثبات التقليدية‪ ،‬وهذا بالنظر إلي استحالة الحصول على هاته‬
‫ألاخيرة أو أنها أصبحت في ذاتيتها وخصوصيتها‪ ،‬ال تساير النسق والطريقة التي‬
‫ارتكبت بها الجريمة‪ ،‬وهذا بالنظر للتطور الرهيب واملطرد في أسلوب واحترافية‬
‫ارتكابها‪ ،‬بعد أن يتم الاعتماد في اقترافها على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا‬
‫من طرائق وأساليب‪ ،‬مما يحتم علي القاض ي في سبيل مسايرة هذه قفزة والنقلة‬
‫النوعية في أسلوب الاقتراف‪ ،‬إجادة التعامل مع املعطيات‪ ،‬إن لم نقل ألادلة‬
‫التي يوفرها له املحققون والخبراء‪ ،‬والتي تضاهي وتحاكي هذا التطور ومحاولة‬
‫موازنتها‪ ،‬مع ما هو مقبول وجائز من أدلة إلاثبات التي تم تنصيص عليها في‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية أوالقوانين الخاصة املكملة له‪ ،‬وعليه فان مسالة‬
‫املوازنة هاته تطرح إشكاليات عملية أمام القاض ي في التأسيس لحكمه‪ ،‬على‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪48‬‬
‫إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬

‫اعتبار أن أصول املحاكمات الجزائية –املادة ‪ 212‬من قانون إلاجراءات‬


‫الجزائية ‪ -‬تقتض ي وتفرض علي القاض ي أن يبني حكمه على الدليل وال ش يء‬
‫سواه‪ ،‬مما يعني بمفهوم املخالفة أن ألادلة املستنبطة تكنولوجيا وعلميا هي في‬
‫نظر القانون مجرد قرائن‪ ،‬ال تكفي أو ترقى ألن تكون أساسا يعتمد عليه في‬
‫تكوين وبلورة حكما جزائيا سليما وصائبا من الناحية املوضوعية والقانونية‪،‬‬
‫ألامر الذي ذهبت إليه املحكمة العليا في القرار الصادر بتاريخ‪2442/40/40:‬‬
‫ملف رقم‪ ،260600 :‬حينما اعتبرت في محتواه‪ ،‬أن البصمة باعتبارها أحد‬
‫الطرق العلمية الحديثة في الكشف عن مرتكب الجريمة‪ ،‬هي مجرد قرينة‬
‫تحتاج إلى دليل قضائي يدعمها‪ ،‬وعليه فان هذا القرار بحديثه عن القرينة‪،‬‬
‫فهو يحاول تصنيف أدلة إلاثبات من حيث الدرجة‪ ،‬فهناك دليل كامل له‬
‫مكانته الخاصة‪ ،‬ويلعب دورا حاسما في النزاع‪ ،‬وهناك دليل يأخذ مكانة القرينة‪،‬‬
‫وبالتالي فهو أدنى مرتبة ودليال ناقصا‪ ،‬يحتاج إلي من يكمله‪ ،‬وعليه وملناقشة‬
‫هذه الجزئية‪ ،‬يتعين علينا عرض حال لحيثيات هذا القرار ثم التوقف عند‬
‫النقطة واملسالة القانونية التي يطرحها‪ ،‬مرورا باملفهوم القانوني للقرينة في‬
‫املادة الجزائية‪ ،‬ووصوال إلي الاستنتاج املستخلص‪ ،‬وانتهاء ببعض الاقتراحات‬
‫التي نراها من وجهة نظرنا الخاصة ضرورية وواجبة الاستدراك عند تحيين‬
‫وإعداد جملة القوانين‪ ،‬التي تتناول أدلة إلاثبات بالتنظيم‪.‬‬
‫أوال‪ /‬عرض حال لوقائع وحيثيات القرار‪:‬‬
‫إن املاحكمة العليا‬
‫فصال في الطعن بالنقض املقدم من طرف السيد النائب العام لدي مجلس‬
‫قضاء ورقلة‪ ،‬ضد القرار الصادر ببراءة املتهم (ل‪،‬ن) –املدعي عليه في الطعن‪،‬‬
‫والذي كان مالحقا علي أساس ارتكاب جنحة السرقة طبقا للمادة ‪ 064‬من‬
‫قانون العقوبات‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪48‬‬
‫إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬

‫حيث أن طعن النائب العام قد بلغ للمتهم عمال بنص املادة ‪ 614‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية‪ ،‬وحيث أن النيابة معفاة من دفع الرسم القضائي‪.‬‬
‫وحيث أن السيد النائب العام لدي مجلس قضاء ورقلة‪ ،‬أودع تقريرا‬
‫ضمنه وجهين اثنين للنقض‪.‬‬
‫وحيث أن السيد النائب العام لدي املحكمة العليا قدم التماسات مكتوبة‪،‬‬
‫ترمي إلي التصريح بنقض القرار‪.‬‬
‫في الشكل‪:‬‬
‫حيث أن الطعن بالنقض املقدم من طرف السيد النائب العام‪ ،‬قد‬
‫استوفي أوضاعه القانونية والشكلية يتعين ‪-‬حينئذ قبوله شكال‪.-‬‬
‫في املوضوع‪:‬‬
‫بدعوي أن القرار املطعون فيه‪ ،‬قد صادق علي الحكم املستأنف القاض ي‬
‫ببراءة املتهم‪ ،‬رغم أنه يوجد بامللف خبرة علمية حررت من طرف الشرطة‬
‫العلمية‪ ،‬تثبت أن البصمات املاخودة من مكان الجريمة تتطابق تماما مع‬
‫بصمات املتهم‪ ،‬وهذا دليل قطعي وجازم‪ ،‬وال يمكن إنكاره إال بدليل عكس ي‪.‬‬
‫‪ -‬كما وأنه‪ ،‬ومن خالل وجه ثاني‪ ،‬يعاب علي القرار موضوع الطعن‬
‫بالقصور في التسبيب بدعوى أن القرار املطعون فيه لم يناقش الوقائع مناقشة‬
‫قانونية‪ ،‬ولقد دهب الطاعن إلى مناقشة الوقائع‪ ،‬وكذا مناقشة صحيفة‬
‫السوابق القضائية الخاصة باملتهم‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أنه يجب التذكير أن مناقشة الوقائع وتقديرها‪ ،‬هي من اختصاص‬
‫قضاة املوضوع وحدهم‪ ،‬كما جاز لهم إثبات الجرائم أو نفيها‪ ،‬بأي طريق من‬
‫طرق إلاثبات عمال بأحكام املادة ‪ 212‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬وكل ما‬
‫مطلوب منهم هو إبراز الكيفية التي وصلوا بها لتكوين اقتناعهم‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تسبيب كاف حسب ما تقتضيه املادة ‪ 073‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪48‬‬
‫إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬

‫‪ -‬كما انه‪ ،‬يجب املالحظة أيضا بان كل خبرة شأنها شان الوسائل ألاخرى‬
‫لإلثبات‪ ،‬فهي حينئذ تخضع للسلطة التقديرية املخولة لقضاة املوضوع‬
‫وحدهم‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أن القول بأن البصمات وحدها ال ترقى إلي دليل‪ ،‬وإنما قرينة تحتاج‬
‫إلي دليل قضائي يدعمها‪ ،‬يعد ذلك التسبيب تسبيبا كافيا حسب مفهوم املادة‬
‫‪ 073‬من قانون إلاجراءات الجزائية السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬وبقضائهم كما فعلوا‪ ،‬فإن قضاة املوضوع‪ ،‬قد طبقوا أيضا صحيح‬
‫القانون‪ ،‬مما يجعل الوجهين معا غير سديدين‪ ،‬يتعين التصريح برفضهما‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك التصريح برفض الطعن‪.‬‬
‫فلهذه ألاسباب‬
‫تقض ي املاحكمة العليا‪:‬‬
‫بقبول الطعن شكال‪ ،‬وبرفضه موضوعا‪. ...‬‬

‫ثانيا‪ /‬حول النقطة أو املسألة القانونية التي يطرحها القرار‪:‬‬


‫يتضح ويستبان من خالل استقراء وتحليل وقائع ومعطيات القرار‪ ،‬أن‬
‫قضاة املحكمة العليا قد اعتبروا‪ ،‬أن ألادلة املستخلصة علميا ‪ -‬من خالل اتخاذ‬
‫البصمة نموذجا ‪ ،-‬هي مجرد قرينة وبالتالي فهي على هذا النحو ال ترقى ألن تكون‬
‫دليال مكتمل ألاركان‪ ،‬حتى يصلح ألن يشكل قناعة للقاض ي يبني عليها حيثيات‬
‫تسبيب حكمه‪ ،‬بل وألاكثر من ذلك‪ ،‬فقد أشارت إلي جزئية غاية في ألاهمية‪،‬‬
‫وهذا حينما اعتبرت أن هذه القرينة تحتاج إلي دليل يكملها‪ ،‬الش يء الذي يطرح‬
‫معه مسألة أهمية القرينة من حيث إلاثبات‪ ،‬ما دامت أنها تحتاج في كل‬
‫ألاحوال إلى دليل مستقل عنها‪ ،‬وهو ألامر الذي يستدعي منا الوقوف عند مفهوم‬
‫مصطلح القرينة‪ ،‬وهل خصها املشرع الجزائي بأحكام‪ ،‬من خالل التنصيص‬
‫عليها في قانون إلاجراءات الجزائية والقوانين الخاصة ألاخرى املكملة له ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪47‬‬
‫إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬

‫ثالثا‪ /‬حول مفهوم مصطلح القرينة و مكانها من التشريع الجزائي‪:‬‬


‫‪ -‬إن القرينة التي تحدث عنها القرار السابق عرضه‪ ،‬لم يخصها قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية أو قانون العقوبات بأية أحكام أو قواعد‪ ،‬على عكس من‬
‫ذلك‪ ،‬نجد أن مصطلح القرينة تكلم عنه القانون املدني‪ ،‬من خالل إفراده‬
‫بجملة من ألاحكام والقواعد‪ ،‬تجسدت من خالل املواد من ‪ 007‬إلى ‪ 004‬منه‪،‬‬
‫في حين أن كال من الجانبين (قانون إلاجراءات الجزائية وقانون العقوبات من‬
‫جهة والقانون املدني من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية والقانون املدني من‬
‫جهة أخرى)‪ ،‬لم يأتيا بتعريف لهذا املصطلح‪ ،‬الذي يبقي مصدر تعريفه الوحيد‬
‫هو املشرع الفرنس ي من خالل املادة ‪ 1003‬من القانون املدني الفرنس ي‪ ،‬حينما‬
‫عرفه بقوله‪ :‬هو النتائج التي يستخلصها القانون أو القاض ي من واقعة معلومة‬
‫ملعرفة واقعة مجهولة‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ /‬الاستنتاج املتوصل إليه‪:‬‬
‫إن غياب أي تعريف قانوني ملفهوم مصطلح القرينة‪ ،‬وحصر مجمل ألامور‬
‫التي تقع في إطارها ونطاقها‪ ،‬وكذا تحديد درجتها وأثرها من حيث إلاثبات‪،‬‬
‫ّ‬
‫والغموض‪ ،‬ويجعل منها مجرد واقعة مادية تحتاج‬ ‫يضفي عليها طابعا من اللبس‬
‫في كل ألاحوال إلى دليل يكملها (الش يء الذي ذهبت إليه املحكمة العليا في القرار‬
‫السالف ذكره)‪ ،‬مما يستتبع معه طرح إشكالية عملية عويصة أمام القاض ي‬
‫الجزائي عند التعامل معها‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال لغياب مجمل هذه الضوابط‪،‬‬
‫ألامر الذي يستدعي معه تدخال من املشرع لسد هدا الخلل والنقص التشريعي‬
‫لتسهيل مهمة وعمل القاض ي‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن هذا ألاخير رهين قاعدة‬
‫فقهية وقانونية تلزمه بتفسير النصوص التشريعية تفسيرا ضيقا‪ ،‬وبما يخدم‬
‫مصلحة املتهم‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬

‫خامسا‪ /‬حول النقائص التي نراها ضرورية وواجبة الاستدراك في أي‬


‫تعديل تشريعي‪:‬‬
‫إن إلاجراءات واجبة الاستدراك في أي تعديل عند تحيين مختلف‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬التي تحكم أصول املحاكمات الجزائية‪ ،‬وهذا حتى تنسجم‬
‫هذه ألاخيرة مع مختلف التطورات الحاصلة في طرائق وأساليب وظروف ارتكاب‬
‫الجرائم (باالعتماد دائما على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا)‪ ،‬تتجسد‬
‫اختصارا في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إعطاء مفهوم قانوني ال يشوبه أي لبس أو غموض‪ ،‬فيما يخص مصطلح‬
‫القرينة (حتى نساير مختلف التشريعات املقارنة والتشريع املدني الفرنس ي‬
‫نموذجا ماثال من خالل ما أسلفنا ذكره)‪ ،‬وتقسيمها كما هو الشأن في أحكام‬
‫القانون املدني إلى قرائن قانونية وقرائن قضائية‪ ،‬ووضع بذلك الضوابط‬
‫وآلاليات الخاصة بكل قسم‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أهمية ومرتبة القرينة في إلاثبات‪ ،‬بحسب نوع املجال الذي ترتبط‬
‫به‪ ،‬وبالتالي رسم وإعطاء إلاطار القانوني الذي تدور في فلكه‪ ،‬وهذا حتى نسهل‬
‫من مهمة القاض ي عند بناء قناعته‪ ،‬ألنه توجد بعض الجرائم الدليل العلمي‬
‫فيها قطعي إلاثبات‪ ،‬ويصلح لوحده أن يكون دليال إلدانة‪ ،‬دون ما الحاجة إلى‬
‫دليال أخر يكمله‪.‬‬
‫‪ -‬ترتبط القرينة غالبا بالدليل العلمي‪ ،‬واملفهوم الاصطالحي لها‪ ،‬يعطي‬
‫الانطباع بأن القاض ي يعتمد في استخالصها‪ ،‬إلى إعمال وتحكيم القدرة الذهنية‬
‫والاستنتاجية‪ ،‬مما يحتم في هذا الشأن إخضاع القاض ي إلى دورات تكوينية‪،‬‬
‫تصيغ وتتيح له إلاطالع والتحكم في ما وصلت إليه العلوم الحديثة‪ ،‬في كيفية‬
‫البحث والكشف عن الجرائم وألادلة املستنبطة منها‪ ،‬ودرجة قوتها من حيث‬
‫إلاثبات‪ ،‬وهامش الخطأ والظنية فيها‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪48‬‬
‫إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية‬

‫‪ -‬التوسيع من نطاق أدلة إلاثبات‪ ،‬والخروج بها من الطابع الكالسيكي‬


‫واملفهوم التقليدي الجاف والجامد‪ ،‬عن طريق استحداث ما يسمي بالشهود‬
‫الخبراء في التعامل مع الجرائم ذات الطابع العلمي والتكنولوجي البحت‪ ،‬وهم‬
‫الشهود الذين يكون لهم دور منتج وحاسم في مسألة إلاثبات‪ ،‬بشرط أن‬
‫يخصهم املشرع بأحكام صارمة‪ ،‬تحكم وتنظم مهامهم وتلزم حضورهم أثناء‬
‫جلسات املحاكمة‪ ،‬لتوضيح ما توصلوا إليه‪ ،‬وهذا حتى تسهل باملقابل مأمورية‬
‫مناقشتهم من قبل أطراف الخصومة الجزائية‪ ،‬تحقيقا ملبدأ العلنية والوجاهية‬
‫التي تستوجبها شروط املحاكمة العادلة‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫تظهر أهمية وخصوصية التميز بين الدليل والقرينة في الغالب ألاعم‪ ،‬في‬
‫حدود فك إلابهام واللبس الذي يشوب مفهوم القرينة‪ ،‬وذلك من خالل سد‬
‫النقص التشريعي الحاصل في املنظومة القانونية الجزائية‪ ،‬عن طريق سن‬
‫ترسانة قانونية توضح باملجمل قواعد إلاثبات ومختلف التصنيفات التي‬
‫تخضع لها‪ ،‬وهذا بخصها بضوابط علمية وقانونية‪ ،‬خصوصا في فك الارتباط‬
‫الحاصل بين مفهوم الدليل والقرينة‪ ،‬حتى يسهل للقاض ي عملية استنباطهما‬
‫واعتماد عليهما في عملية إسناد أو نفي الجرم عن املتهم‪ ،‬وعلي ضوء هذه‬
‫الجزئية املهمة يسوغ له إصدار حكم قضائي يستقيم مع قواعد إلانصاف‬
‫والعدالة‪ ،‬وهو الحكم الذي يبعث بطبيعة الحال عنصر الرض ى والاطمئنان في‬
‫نفسي ة املتقاض ي‪ ،‬واملجتمع ككل تحقيقا لفكرة ألامن القانوني والقضائي‪ ،‬ألن‬
‫القاض ي في جميع ألاحوال محكوم بقاعدة فقهية وقضائية تقول أن ألاحكام‬
‫القضائية تبني علي أساس من الجزم واليقين وال تبني على مجرد الشك‬
‫والتخمين‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪82‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫التقاضي يف املادة اإلدارية وإشكاالته‬


‫الدكتوربشيرالشريف شمس الدين‪،‬‬
‫أستاذ محاضرقسم أ بجامعة دمحم ملين دباغين سطيف ‪2‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تشكل الدعوى إلادارية الوسيلة القانونية لحماية مبدأ املشروعية‬
‫إلادارية اقتضاء الحقوق أو حمايتها في مواجهة مختلف السلطات إلادارية في‬
‫الدولة‪ .‬يتسم التقاض ي في املادة إلادارية ببعض الخصوصيات مردها أساسا‬
‫إلى الطبيعة املوضوعية لدعوى إلالغاء كدعوى تستهدف صيانة مبدأ‬
‫املشروعية في حد ذاته وكذلك إلى العالقة غير املتكافئة بين طرفيها‪ ،‬حيث‬
‫تظهر إلادارة بحكم تمتعها باميازات السلطة العمومية واستئثارها بأدلة‬
‫الاثبات في مركز أقوى من مركز املدعي‪.‬‬
‫تظهر هذه الخصوصيات للتقاض ي في املادة إلادارية سواء على صعيد‬
‫مرونة أو ليبرالية قواعد قبول الدعوى أو على صعيد الدور الفعال للقاض ي‬
‫في تحقيقها أو على صعيد سلطاته للحكم فيها‪ .‬بالنظر إلى سعة قواعد‬
‫التقاض ي إلادارية ستقتصر املداخلة فقط على التطرق إلى مرحلة قبول‬
‫الدعوى وما تثيره من خصوصيات واشكاالت‪.‬‬
‫لبحث هذه الجزئية سيتم التطرق إلى شروط القبول املتعلقة بأطراف‬
‫الدعوى‪ ،‬ثم إلى الشروط املتعلقة بعريضة الدعوى‪.‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬الشروط املتعلقة بأطراف الدعوى إلادارية‬
‫أوال‪ -‬املصلحة في التقاض ي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪19‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫يشترط لقبول الدعوى إلادارية الرامية سواء إلى إلغاء قرار إداري معين‬
‫أو تعديله أو التعويض عن أضرار معينة لحقت الطاعن من جراء مختلف‬
‫ألاعمال إلادارية‪ ،‬أن يستند هذا ألاخير إلى مصلحة كافية تبرر طعنه تطبيقا‬
‫للقاعدة إلاجرائية "ال دعوى دون مصلحة" ‪.pas d’intérêt pas d’action‬‬
‫ّ‬
‫تعرف املصلحة في التقاض ي بأنها الفائدة العملية التي يمكن أن تعود على‬
‫املدعي من وراء دعواه‪ ،‬ومن ثم فهي تنتج في املادة إلادارية من الضرر الذي‬
‫أصاب املركز القانوني للطاعن من جراء العمل إلاداري املنازع فيه‪ .‬تساهم‬
‫املصلحة بهذا املعنى في عقلنة أو ضبط العمل القضائي‪ ،‬من خالل تجنب‬
‫إزدحام الجهات القضائية إلادارية بدعاوى حسبة ال يستند الطاعنون فيها‬
‫إلى مصالح شخصية تبرر طعونهم‪.‬‬
‫يميز القضاء إلاداري في مجال تقدير شرط املصلحة بين دعاوى القضاء‬
‫الكامل ودعاوى الالغاء‪ ،‬حيث يشترط بالنسبة لألولى وجود حق ذاتي للطاعن‬
‫تم الاعتداء عليه بفعل العمل إلاداري‪ ،‬في حين يكتفي بالنسة للثانية بمعاينة‬
‫ما إذا كان الطاعن يوجد في وضعية قانونية تجعل القرار الصادر قابال‬
‫للمساس بها‪ ،‬بمعنى يكتفي بمجرد وجود "مصلحة خفيفة" ‪un intérêt‬‬
‫‪ froissé‬على حد تعبير مجلس الدولة الفرنس ي لقبول الطعن‪ ،‬وذلك تأسيسا‬
‫على أن دعوى الالغاء هي دعوى موضوعية تستهدف حماية مبدأ املشروعية‪،‬‬
‫مما يبرر التوسع في قبولها‪.‬‬
‫ويشترط في املصلحة املعتبرة قانونا لقبول الدعوى إلادارية جملة من‬
‫الشروط‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون شخصية‪ :‬بمعنى أن تستند إلى مركز قانوني أو حق شخص ي‬
‫للطاعن‪ .‬يمنع هذا الشرط ممارسة دعاوى إلالغاء للدفاع املجرد عن‬
‫املشروعية‪ ،‬كأن يثير الطاعن مثال صفته كمواطن أو كمستهلك أو كمنتخب‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪10‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫غير أنه استثناء من هذا ألاصل‪ ،‬أجاز مجلس الدولة الفرنس ي الاستناد‬
‫إلى بعض الصفات ملنح املصلحة للطعن باإللغاء ضد القرارات إلادارية‪،‬‬
‫كصفة دافع الضريبة على املستوى املحلي‪ ،‬صفة مستعمل املرفق العمومي‪،‬‬
‫صفة ممارس املهنة‪...،‬الخ ملنح املصلحة في التقاض ي‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون مباشرة‪ :‬أي أن يكون الضرر الالحق باملركز القانوني للطاعن‬
‫قد تأتى بصفة مباشرة من العمل إلاداري املنازع فيه‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون مشروعة‪ :‬أي تستند إلى وضعية يقرها القانون وغير مخالفة‬
‫للنظام العام وآلاداب العامة‪ ،‬لذلك ال تقبل مثال الدعوى املرفوعة من‬
‫الشاغل لسكن وظيفي دون سند قانوني‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون محققة‪ :‬أي أن تكون الفائدة العائدة على املدعي من وراء‬
‫دعواه مؤكدة وليست محتملة‪ .‬يتوافر شرط املصلحة املحققة حتى لو كانت‬
‫الفائدة املنتظرة من الدعوى مستقبلية‪ ،‬أي غير حالة غير أنها مؤكدة‬
‫التحقق في املستقبل‪.‬‬
‫إذا تحققت هذه الشروط‪ ،‬توافر شرط املصلحة املعتبر قانونا لقبول‬
‫الدعوى إلادارية‪ ،‬ليستوي بعد ذلك أن تكون هذه املصلحة مادية أو أدبية‪،‬‬
‫فردية أو جماعية‪ ،‬خاصة أو عمومية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬الصفة في التقاض ي‬
‫تعرف الصفة في التقاض ي ‪ la qualité à agir‬بأنها القدرة القانونية على‬ ‫ّ‬
‫إخطار القاض ي باإلدعاء أو على املثول أمامه لتلقيه‪ ،‬ومن ثم فهي السند‬
‫القانوني لتفعيل حق التقاض ي‪ .‬يشترط لقبول الدعوى إلادارية أن تتوافر‬
‫الصفة في التقاض ي لكل من املدعي واملدعى عليه على حد سواء‪ ،‬وذلك إعماال‬
‫لألصل إلاجرائي القاض ي بوجوب رفع الدعوى من ذي صفة وعلى ذي صفة‪.‬‬
‫بالنسبة لصفة املدعي في الدعوى إلادارية‪ ،‬فهي تثبت من حيث ألاصل‬
‫لصاحب املصلحة الشخصية واملباشرة‪ ،‬بمعنى أن الصفة هنا تندمج في‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪13‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫شرط املصلحة‪ ،‬لذلك تفقد ماهيتها كشرط مستقل لقبول الدعوى إلادارية‪.‬‬
‫يعبر الفقه عن هذه الحالة بقرينة الصفة ‪،la présomption de la qualité‬‬
‫كما جرت قرارات مجلس الدولة الفرنس ي على استعمال عبارة "املصلحة التي‬
‫تعطي الصفة ‪ l’intérêt donnant qualité à agir‬لتوصيف هذه الوضعية‬
‫إلاندماجية‪.‬‬
‫غير أنه استثناء من هذا ألاصل‪ ،‬يمكن أن ينفصل أو يستقل شرط‬
‫الصفة عن شرط املصلحة في حالة أساسية‪ ،‬هي الحالة التي يمنح فيها‬
‫القانون (وفي بعض ألاحيان القاض ي إلاداري بحكم دوره الاجتهادي) صفة‬
‫التقاض ي لشخص معين ليس له مصلحة شخصية ومباشرة في الدعوى‪ ،‬كما‬
‫هو الحال مثال بالنسبة لدعاوى النقابات املوجهة للدفاع عن املصالح‬
‫الفردية ألعضائها‪ .‬بمعنى أن شرط الصفة هنا استخدم من طرف املشرع‬
‫كتقنية لتوسيع دائرة ألاشخاص املؤهلين للتقاض ي في مسألة معينة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمدعى عليه في الدعوى إلادارية‪ ،‬وهو غالبا سلطة إدارية‪،‬‬
‫فتثبت له الصفة لتلقي الدعوى إذا كان صاحب العمل إلاداري املاس باملركز‬
‫القانوني للطاعن أو بحقه الذاتي شريطة طبعا تمتعه بالشخصية املعنوية‬
‫التي تمنحه حق التقاض ي ‪ le droit d’agir‬حسب املادة ‪ 05‬من القانون املدني‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬الصفة في التقاض ي والصفة في التمثيل‬
‫ينبغي عدم الخلط بالنسبة للمدعى عليه في الدعوى إلادارية بين الصفة‬
‫في التقاض ي ‪ la qualité à agir‬التي تثبت للشخص املعنوي ذاته مصدر‬
‫الاعتداء على املركز القانوني للطاعن‪ ،‬والصفة في التمثيل ‪la qualité à‬‬
‫‪ représenter‬التي تتوافر للشخص الطبيعي املؤهل لتمثيل هذا الشخص‬
‫املعنوي أو التصرف بإسمه أمام القضاء‪.‬‬
‫يترتب على هذا التمييز بين صفة الشخص املعنوي ذاته (الصفة في‬
‫التقاض ي) وصفة ممثله القانوني (الصفة في التمثيل) أثرا قانونيا هاما‪ ،‬يظهر‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪19‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫على مستوى الجزاء املترتب على تخلف كل منهما‪ ،‬حيث تتعلق الصفة بشروط‬
‫قبول الدعوى‪ ،‬ومن ثم يؤدي تخلفها إلى الحكم بعدم قبول الدعوى‪ ،‬بينما‬
‫يتعلق التمثيل القانوني بإجراءات مباشرة الخصومة‪ ،‬ومن ثم يترتب على‬
‫عدم صحته الحكم ببطالن إجراءات الخصومة وليس عدم قبول الدعوى‬
‫تطبيقا لنص املادة ‪ 46‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى إمكانية تصحيح العيب‬
‫الذي لحقه أثناء سير الدعوى‪.‬‬
‫وفي هذا إلاطار‪ ،‬حددت املادة ‪ 828‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ألاشخاص املؤهلين‬
‫لتمثيل ألاشخاص املعنوية العامة أمام القضاء إلاداري‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الدولة‪ :‬يقع تمثيلها أمام القضاء من حيث ألاصل من طرف الوزير‬
‫املعني‪ ،‬أي الوزير الذي يندرج النزاع في قطاعه‪ .‬غير أنه استثناء من هذا‬
‫ألاصل‪ ،‬يمكن أن تتقرر الصفة لتمثيل الدولة أمام القضاء لجهات أخرى غير‬
‫الوزير‪ ،‬وذلك في حالتين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫*حالة التأهيل القانوني ‪ :l’habilitation légale‬تتحقق عندما يؤهل‬
‫نص معين (قانون أو تنظيم) جهة أخرى غير الوزير لتمثيل الدولة أمام‬
‫القضاء إلاداري‪ ،‬كما هو الحال مثال بالنسبة ل‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 285‬من قانون الجمارك رقم ‪ 59-97‬املؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪2797‬‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬والتي أعطت الصفة لتمثيل الدولة أمام القضاء في الدعاوى‬
‫التي تكون فيها إدارة الجمارك طرفا ألعوان هذه ألاخيرة السيما قابض ي‬
‫الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 222‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 46-94‬املتعلق بتأسيس السجل‬
‫العقاري‪ ،‬حيث أعطت الصفة لتمثيل الدولة في الدعاوى املتعلقة بالسجل‬
‫العقاري للوالي‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪19‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫‪ -‬املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 294-78‬املؤرخ في ‪،2778/57/22‬‬


‫والتي أهلت مفتش ي البيئة للواليات لتمثيل إلادارة املكلفة بالبيئة أمام‬
‫العدالة‪.‬‬
‫‪ -‬تأهيل املدير الوالئي للضرائب بمقتض ى قانون الضرائب املباشرة‬
‫والرسوم املماثلة لتمثيل الدولة أمام القضاء إلاداري على املستوى املحلى في‬
‫الدعاوى الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬حالة تفويض التمثيل ‪:la délégation de la représentation‬‬
‫تتحقق في حالة قيام ألاصيل بتفويض اختصاصه التمثيلي للدولة أمام‬
‫القضاء إلى أحد مروسيه‪ ،‬كما هو الحال مثال بالنسبة لعديد القرارات‬
‫الوزارية التي فوض بمقتضاها الوزراء صالحيتهم التمثيلية على املستوى‬
‫املحلي لرؤساء املصالح الخارجية أو املدراء التنفيذيون (قرار وزير املالية‬
‫املؤرخ في ‪ 2777/52/25‬الذي فوض التمثيل على املستوى املحلي لكل من‬
‫مدير أمالك الدولة واملدير الوالئي للحفظ العقاري‪ ،‬قرار وزير التربية‬
‫الوطنية املؤرخ في ‪ 2777/58/56‬الذي فوض التمثيل ملديري التربية‬
‫بالواليات‪ ،‬قرار وزير الشؤون الدينية وألاوقاف املؤرخ في ‪ 2522/56/26‬الذي‬
‫فوض التمثيل ملديري الشؤون الدينية وألاوقاف بالواليات‪ ،‬قرار وزير الفالحة‬
‫والتنمية الريفية املؤرخ في ‪ 2526/50/29‬الذي فوض التمثيل ملديري املصالح‬
‫الفالحية ومحافظي الغابات للواليات‪...،‬الخ)‪.‬‬
‫وينبغي إلاشارة هنا بالنسبة للمصالح الخارجية للوزارات‪ ،‬أو كما تسمى‬
‫كذلك باملديريات التنفيذية أو املصالح غير املمركزة للدولة‪ ،‬أنها ال تتمتع‬
‫بالشخصية املعنوية‪ ،‬ومن ثم ليس لها حق التقاض ي حسب املادة ‪ 05‬من‬
‫القانون املدني‪ ،‬لذلك ال يمكن تحت طائلة عدم القبول أن ترفع الدعاوى‬
‫ضدها مباشرة‪ ،‬بل ترفع ضد الدولة بوصفها الشخص املعنوي الذي تتبعه‬
‫هذه املصالح‪ ،‬على أن تمثل الدولة في هذه الحالة إما بواسطة صاحب‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪19‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫التمثيل ألاصيل (الوزير) أو صاحب التمثيل املؤهل (الوالي مثال في حالة وجود‬
‫نص التأهيل) أو صاحب التمثيل املفوض (املدير التنفيذي املعني في حال‬
‫وجود قرار التفويض)‪( .‬مثال‪ :‬لفائدة أ ضد الدولة‪ ،‬ممثلة في الوالي وليس‬
‫لفائدة أ ضد الوالي‪ ،‬كون الوالي هنا صاحب صفة في التمثيل فقط ال صفة في‬
‫التقاض ي)‬
‫وفي هذه الحالة ألاخيرة (حالة التفويض)‪ ،‬يجب أن تتضمن العريضة أو‬
‫مذكرة الدفاع ذكر املفوض واملفوض له على حد سواء‪( .‬مثال‪ :‬لفائدة أ ضد‬
‫الدولة‪ ،‬ممثلة في وزير املالية وبتفويض منه مدير الحفظ العقاري لوالية‬
‫سطيف وليس لفائدة أ ضد الدولة‪ ،‬ممثلة في مدير الحفظ العقاري لوالية‬
‫سطيف )‪.‬‬
‫‪ -2‬الوالية والبلدية‪ :‬ال يثير تمثيلهما أمام القضاء إلاداري أي إشكال‪،‬‬
‫حيث يتقرر على التوالي لكل من الوالي ورئيس املجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -3‬املؤسسة العمومية ذات الطابع إلاداري‪ :‬ال يثير تمثيلها أمام القضاء‬
‫كذلك أي إشكال‪ ،‬حيث يثبت ملمثلها القانوني بحسب نص إنشائها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط املتعلقة بالعريضة‬
‫يمكن تقسيمها إلى شروط عامة‪ ،‬وأخرى خاصة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الشروط العامة‪:‬‬
‫تتمثل في وجوب رفع الدعوى إلادارية بمقتض ى عريضة افتتاح دعوى‬
‫تستوفي الشروط آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون مكتوبة؛‬
‫‪ -‬أن تكون مؤرخة؛‬
‫‪ -‬أن تكون موقعة من قبل محام مقبول قانونا‪ ،‬ألن التمثيل بمحام‬
‫إجباري في املادة إلادارية باستثناء الدعاوى التي تكون الدولة أو الوالية أو‬
‫البلدية أو املؤسسة العمومية ذات الصبغة إلادارية طرفا فيها‪ ،‬حيث يمكن‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪17‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫توقيع العريضة في هذه الحالة من قبل ممثلها القانوني‪ .‬يترتب على تخلف‬
‫هذه الشكلية عدم قبول العريضة إال إذا تم تصحيحها أثناء سير الدعوى؛‬
‫‪ -‬أن تكون محررة بعدد من النسخ يساوي عدد املدعى عليهم؛‬
‫‪ -‬أن تتضمن البيانات املنصوص عليها في املادة ‪ 20‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬يترتب على‬
‫تخلف أحد هذه البيانات عدم قبول العريضة شكال‪ ،‬غير أنها قابلة‬
‫للتصحيح أثناء سير الخصومة‪.‬‬
‫‪ -‬إشهار العريضة لدى املحافظة العقارية إذا تعلقت بعقار و‪/‬أو بحق‬
‫عيني عقاري مشهر‪ ،‬وتقديمها في أول جلسة ينادى فيها على القضية تحت‬
‫طائلة عدم قبولها شكال‪ ،‬مالم يثبت إيداعها لإلشهار‪.‬‬
‫‪ -‬أن تودع خالل ألاجل املحدد لرفع الدعوى إلادارية (املادة ‪ 827‬و‪865‬‬
‫من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬الشروط الخاصة‪:‬‬
‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬شرط التظلم إلاداري املسبق‪ :‬ألاصل فيه أنه لم يعد شرطا لقبول‬
‫الدعوى إلادارية تطبيقا لنص املادة ‪ 865‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي جعلت منه اجراء‬
‫اختياريا يمكن للمدعي اعماله أو اهماله وفقا لسلطته التقديرية‪ .‬غير أنه‬
‫استثناء من هذا ألاصل جعلت بعض النصوص القانونية الخاصة من التظلم‬
‫إلاداري املسبق شرطا لقبول بعض صور الدعاوى إلادارية‪ ،‬أخصها الدعاوى‬
‫الضريبية ودعاوى الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬أن ترفق العريضة الرامية إلى إلغاء أو تفسير أو تقدير مدى مشروعية‬
‫قرار إداري تحت طائلة عدم القبول بالقرار إلاداري املطعون فيه‪ ،‬ما لم‬
‫يوجد مانع مبرر‪ .‬يرجع هذا املانع في الواقع إما لكون القرار املطعون فيه قرارا‬
‫سلبيا (قرار بالرفض) مستخلصا من سكوت إلادارة عن الرد عن طلب‬
‫للمدعي‪ ،‬وإما المتناع الجهة إلادارية عن تمكين املدعي من هذا القرار‪ ،‬وفي‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪19‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫هذه الحالة ألاخيرة يأمرها القاض ي املقرر بتقديمه في أول جلسة‪ ،‬ويستخلص‬
‫النتائج املترتبة على هذا الامتناع حسب املادة ‪ 827‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬أي يعتبره‬
‫قرينة على صحة مزاعم املدعي من شأنها قلب عبئ إلاثبات ليقع على عاتق‬
‫إلادارة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للدعاوى التي يكون فيها التظلم إلاداري املسبق شرط‬
‫لقبولها‪ ،‬فاملقصود بالقرار املطعون فيه الذي يتعين إرفاقه مع العريضة هو‬
‫القرار السابق‪ ،‬أي القرار الصادر في التظلم‪ ،‬وليس القرار ألاصلي‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير العريضة على ورق مدموغ بالنسبة لدعاوى الضرائب املباشرة‪،‬‬
‫وهي كذلك شكلية قابلة للتصحيح أثناء سير الخصومة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬طبيعة القواعد املتعلقة بقبول الدعوى‬
‫تعتبر القواعد املتعلقة بقبول الدعوى إلادارية من النظام العام‪ ،‬ومن‬
‫ثم يمكن إثارتها في أية مرحلة تكون عليها الدعوى‪ ،‬كما يجوز للقاض ي إلاداري‬
‫إثارتها تلقائيا‪.‬‬
‫غير أن هذا التعلق لقواعد القبول بالنظام العام ال يعني عدم قابليتها‬
‫للتصحيح أثناء سير الخصومة‪ ،‬وفي هذا إلاطار نميز بين القواعد غير القابلة‬
‫للتصحيح وتلك القابلة للتصحيح‪.‬‬
‫* قواعد القبول غير القابلة للتصحيح‪ :‬تتمثل في حاالت عدم القبول‬
‫التي تستعص ي بطبيعتها على التصحيح‪ ،‬وهي‪ :‬رفع الدعوى خارج ألاجل املحدد‬
‫قانونا‪ ،‬عدم تقديم التظلم إلاداري املسبق قبل رفع الدعوى في حال وجوبه‬
‫قانونا (كما في حالة دعاوى الصفقات العمومية أو الدعاوى الضريبية)‪ ،‬رفع‬
‫دعوى إلالغاء ضد تدبير ليس له صفة القرار إلاداري (عمل تحضيري أو تدبير‬
‫تنظيم داخلي مثال)‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪11‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫* قواعد القبول القابلة للتصحيح‪ :‬تقبل بعض صور عدم القبول‬


‫التصحيح الالحق أثناء سير الخصومة‪ ،‬وذلك سواء بمبادرة من الطرف املعني‬
‫أو بدعوة من القاض ي‪ .‬نميز بشأن هذه القواعد بين صورتين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ -‬صورة التصحيح الواجب قبل انقضاء ألاجل املحدد لرفع الدعوى‪:‬‬
‫تتعلق هذه الصورة بالحالة التي ال تثير فيها عريضة الدعوى أي وجه طبقا‬
‫لنص املادة ‪ 829‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬أي عندما تفتقد هذه العريضة إلى عرض‬
‫الوسائل أو ألاسباب التي يتأسس عليها الطعن‪ .‬يمكن تصحيح هذه العريضة‬
‫من خالل إيداع مذكرة إضافية شريطة أن يتم ذلك قبل انقضاء ألاجل‬
‫املحدد لرفع الدعوى ( أربعة أشهر من تاريخ التبليغ أو النشر حسب املادة‬
‫‪ 827‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ)‪.‬‬
‫‪ -‬صورة التصحيح الذي يمكن أن يتم حتى بعد انقضاء أجل رفع‬
‫الدعوى‪ :‬تتعلق هذه الصورة بالعرائض املشوبة بعيب يرتب عدم القبول‪،‬‬
‫كتلك غير املوقعة أصال‪ ،‬أو غير املوقعة من قبل محام أو غير املرفقة بالقرار‬
‫إلاداري املطعون فيه‪ ،‬أوالتي تخلف فيها أحد البيانات الشكلية‪...،‬الخ‪ .‬حيث‬
‫حضرت املادة ‪ 868‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على املحكمة إلادارية رفض هذه العرائض‬
‫وإثارة عدم القبول التلقائي إال بعد دعوة املعنيين إلى تصحيحها ومنحهم لهذا‬
‫الغرض أجال ال يقل عن ‪ 20‬يوما باستثناء حالة الاستعجال‪.‬‬
‫يلزم إلاشارة هنا إلى أن سلطة القاض ي بشأن الامتثال لهدا الالتزام هي‬
‫سلطة مقيدة ال تقديرية وذلك تحت طائلة عدم قدرته على إثارة عدم القبول‬
‫تلقائيا‪.‬‬
‫الخاتم ـة‪:‬‬
‫نخلص في ختام هذه املداخلة إلى تقديم بعض التوصيات الرامية إلى‬
‫إصالح بعض أوجه القصور املعاينة في املوضوع‪ ،‬هي‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪922‬‬
‫التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته‬

‫‪ -‬تنظيم شروط قبول الدعوى إلادارية بنص خاص ضمن الكتاب الرابع‬
‫من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وذلك تماشيا مع الخصوصية املعترف بها لهذه الشروط في املادة‬
‫إلادارية السيما في إطار دعاوى إلالغاء؛‬
‫‪ -‬تنظيم مسألة تمثيل الدولة أمام القضاء إلاداري بنص أكثر تفصيل‬
‫ضمن الكتاب الرابع من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ -‬النص على منح صالحية تمثيل الدولة أمام القضا فيما يخص نشاط‬
‫املصالح غير املمركزة للوالي بوصفه الجهة املنوطة قانونا بتنسيق ورقابة‬
‫أعمال هذه املصالح‪ ،‬وذلك باستثناء املصالح املستثناة من رفابته بمقتضة‬
‫املادة ‪ 222‬من قانون الوالية (التكوين في مجال التربية والتكوين والتعليم‬
‫العالي‪ ،‬وعاء الضرائب وتحصيلها‪ ،‬الرقابة املالية‪...،‬الخ) والتي يبقى تمثيلها‬
‫أمام القضاء من سلطة الوزير املعني أو من يفوضه لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ -‬نوص ي القاض ي إلاداري باعمال منهج املرونة في تقدير شرطي املصلحة‬
‫والصفة‪ ،‬وفي إجازة تصحيح عيوب العريضة املرتبة لعدم القبول‪ ،‬وذلك‬
‫بغرض توسيع دائرة الحماية ملبدأ املشروعية إلادارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪929‬‬
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

RESPONSABILITE PENALE DU
MEDECIN CHIRURGIEN

‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬


Professeur BOUCHENAK KAMEL

Introduction
La profession médicale est considérée comme l’une des plus
nobles professions humaine car son message vise à préserver la santé
physique et psychologique de l’être humain.
Ainsi Le médecin doit respecter l’intégrité du corps humain.
Le corps humain est intangible (ne doit subir aucune atteinte)
sauf nécessité médicale et après consentement de ce dernier.
Le droit médical est aussi vieux que les premières civilisations
qui ont marqué l’histoire de l’humanité. Il est entendu comme
l’ensemble des règles juridiques applicables aux actions de la santé.
La Déontologie médicale: concept qui désigne des règles, des
devoirs et des obligations. Elle régit les rapports des médecins avec
leurs confrères et leurs malades (décret n°92-276 du 16 juillet 1992 )
‫أخالقيات مهنة الطب‬
Le juridique et le médical : deux mondes qui ne se
connaissent pas?
‫ عاملان ال يعرف أحدهما آلاخر‬:‫القانونية والطبية‬
0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

220
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

La méconnaissance par le monde médical de certains principes


juridiques fondamentaux ⇨ Confusion et une certaine psychose à
l’égard du judiciaire.
LES PRINCIPES JURIDIQUES
* L’égalité devant la loi « art 29 de la constitution «
* L’obligation pour les juges d’appliquer les lois en vigueur ART
147 de la loi fondamentale.
La responsabilité juridique des Chirurgiens et des Cliniques est
un problème qui a continué sans cesse de prendre de l’ampleur
depuis l’ouverture du système de santé au secteur libéral en 1988.
LES TEXTES JURIDIQUES. La référence en la matière est l’arrêt
Mercier de 1936 et le Code Pénal algérien de 2015 .
L'arrêt Mercier rendu par la chambre civile de la Cour de
cassation le 20 mai 1936 a instauré en droit civil une responsabilité
de nature contractuelle dans le domaine médical, qui permet de faire
reconnaitre la faute d'un praticien lorsqu'un dommage est subi par un
patient dans le cadre d'un acte médical.
* Le Code pénal algérien ne prévoit que la faute.
le Magistrat prend en compte les axes suivants pour prendre sa
décision:
- Obligation de moyens et non de résultat
- Responsabilité individuelle ou partagée
- Lien de causalité directe ou indirecte
- Prise en compte des résultats de l’Expertise Médicale

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

223
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

Le Médecin et ses Obligations


Le Chirurgien est la personne titulaire d’un diplôme de docteur
en médecine et d’un D.E.M.S dans la spécialité reconnue par l’Etat,
son activité est bien réglementée.
Le code de santé publique définie les conditions pour l’accès à la
profession de chirurgien.
Le candidat doit remplir cumulativement, compte tenu de
certaines dérogations, 3 Catégories de conditions relatives à la
possession d’un diplôme ;
- la nationalité de l’ intéressé
- son inscription au tableau de l’ordre des médecins
- le candidat ne doit pas être atteint d’une infirmité
L’indépendance du Chirurgien
Quelque soit son statut, le chirurgien doit jouir d’une
indépendance absolue dans l’exercice de sont art.
L’indépendance signifie selon l’association médicale mondiale
que:
»les médecins (chirurgiens) doivent jouir de l’indépendance
professionnelle leur permettant de soigner leurs patients sans
interférence .«
Elle interdit aux tribunaux de reprocher aux médecins
(chirurgiens) le choix fait par lui entre plusieurs méthodes
admissibles de traitement.

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

221
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

Si le médecin jouit d’une liberté reconnue par la loi dans


l’exercice de son art, il n’en demeure pas moins qu’il est aussi tenu par
une série d’obligations.
- obligation de continuité des soins
- obligation d’assurances
- obligation de discrétion professionnelle
- obligation de moyen (de soigner avec science et conscience.(
- obligation de Résultat : atteindre le résultat promis (chirurgie
esthétique)
- obligation d’information (consentement(
- obligation de surveillance et de sécurité (milieu psychiatrique)
- obligation technique des médecins (des soins attentifs)
- obligation du secret médical
- obligation de la clinique (fourniture des soins prescrits)
La Responsabilité Pénale médicale
La Responsabilité pénale médicale poursuit une finalité punitive;
à l’inverse de la responsabilité civile qui tend à indemniser une
victime.
Le Code Pénal réprime toutes les atteintes à l’intégrité corporelle,
volontaire ou involontaire.
Le Procès pénal dans la faute Médicale
Il est du droit de tout citoyen qui estime avoir été victime d’un
préjudice du fait du comportement de son médecin de s’en remettre
à la justice de son pays.

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

221
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

Nul n’est censé ignorer la loi


La loi sanitaire n° 85/05 du 16 février 1985 dispositions
pénales portant sur quelques infractions
- Les atteintes a l’intégrité corporelle volontaires et involontaires
- L’exercice illégal des professions de santé, est puni -
conformément aux dispositions de l’article 243 du code pénal.
- Le refus de déférer aux réquisitions de l’autorité publique
- Rédaction de faux certificats
- Violation de secret professionnel
- La non-assistance a personne en danger
- Pratique de l’Avortement en dehors du cadre légal
Erreur et Faute
- L’Erreur est liée à un défaut de connaissance, d’ignorance ‫الخطأ‬
‫مرتبط بنقص املعرفة والجهل‬
- La Faute un défaut d’action, de performance ‫ خطأ قلة العمل‬.
‫وألاداء‬
Généralement liée a un manquement a:
la règle ‫القاعدة‬
la morale ‫أخالقية‬
la norme scientifique ‫ املعيار العلمي‬.
La faute médicale est le manquement à la règle
La Faute médicale
La faute Médicale caractérisée en droit pénal serait déterminée
par le fait d’exposer autrui à un danger que ce soit par un acte positif

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

221
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

ou une abstention grave ‫ يمكن تحديد الخطأ الطبي الخطير في القانون‬.


‫الجنائي‬
Celle-ci retrouve qu’il s’agit le plus souvent de fautes de
négligence ou d’imprudence, exposant le patient à un risque que le
médecin ne pouvait ignorer ‫ إهمال أو استهتار يعرض املريض لخطر ال‬.
‫يستطيع الطبيب تجاهله‬
La faute médicale est définie juridiquement, comme étant
‘’l’erreur que n’aurait pas commise un individu normalement avisé est
suffisamment diligent placé dans les mêmes circonstances que
l’agent du délit’’
‫قانونا على أنه "الخطأ الذي لم يرتكبه‬ ً ‫عرف سوء املمارسة الطبية‬َّ ‫ُي‬
‫شخص ُم ِبلغ بشكل طبيعي يتم وضعه بجدية كافية في نفس الظروف مثل‬
‫مرتكب الجريمة‬
Il ressort qu’a travers l’erreur le juge recherchera la faute ‫ خالل‬.
‫الخطأ سيبحث القاض ي عن الخطأ‬
La Présomption de faute ‫قرينة الخطأ‬
La présomption de faute repose sur des faits et qu’il est presque
impossible pour le médecin de convaincre le Tribunal qu’il s’est
comporté prudemment et l’oblige à faire la preuve d’une cause
étrangère.
Les Tribunaux acceptent seulement la preuve d’un fait
extrinsèque pour repousser la présomption de faute ‫تقبل املحاكم فقط‬
‫ألادلة الخارجية على الوقائع لدحض افتراض الخطأ‬

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

227
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

le médecin n’est astreint qu’à une obligation de moyens ‫ التزام‬.


‫الوسائل‬
Le médecin (chirurgien) est tenu de mettre en œuvre des soins
consciencieux, attentifs et conformes aux données acquises de la
science
Le médecin n’a, ni à identifier la cause précise du dommage, ni à
rapporter la preuve spécifique d’un fait extrinsèque qui ne lui est pas
imputable (faute de la victime, d’un tiers, force majeure)… ‫ال يتعين على‬
‫ وال تقديم‬، ‫ تحديد السبب الدقيق للضرر‬، ‫ من الناحية النظرية‬، ‫املدعى عليه‬
ُ
‫ من طرف ثالث‬، ‫دليل محدد على حقيقة خارجية ال تنسب إليه (خطأ الضحية‬
)‫ القوة القاهرة‬،
Il doit donc simplement prouver qu’il s’est comporté en personne
raisonnablement prudente et diligente, et apporter une preuve
générale d’absence de faute dans les moyens utilisés
Pour la Cour de cassation, l’existence d’un dommage permet de
présumer l’existence d’une faute ; le médecin doit alors prouver qu’il
n’a pas commis de faute .
‫وجود الضرر يجعل من املمكن افتراض وجود خطأ ; يجب على الطبيب‬
‫ إذا لم يتم تقديم هذا الدليل على عكس‬.‫مخطئا‬ ً ‫بعد ذلك إثبات أنه لم يكن‬
.‫ يتم إدانة الطبيب بمجرد إظهار الضرر‬، ‫ذلك‬
Le Droit sanctionne la faute mais laisse la place à l’erreur et à
l’aléa.
ً
.‫ القانون يقر الخطأ‬.‫لكنه يترك مجاال للخطأ واملصادفة‬

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

221
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

L’EXPERTISE MEDICALE.
Il est clair que le Juge ne peut prendre de décision sans se référer
aux conclusions de l’expertise médicale qu’il aura demandée.
L’Expertise Médicale doit exclusivement répondre, de façon
technique et scientifique, aux questions posées par le Juge.
Elle nécessite non seulement une compétence avérée dans la
Spécialité chirurgicale concernée, mais aussi une formation
qualifiante, suivie d’une formation continue (obligatoire en France
depuis 2014).
Une liste officielle des Experts nationaux, dans les diverses
Spécialités, doit être établie par les organismes concernés (Ministères
de la Justice et de la Santé, Conseil de Déontologie, Sociétés
Scientifiques, Médecins Légistes).
Cette liste sera mise à la disposition des Tribunaux.
Le droit pour le Chirurgien de récuser un Expert, pour conflit
d’ordre personnel.
La demande d’une contre-expertise, relevant actuellement et
exclusivement de la décision du Juge, «devrait être revue«?
Faute médicale en chirurgie ‫الخطأ الطبي في العماليات الجراحية‬
- L'obligation qui pèse sur le chirurgien est une obligation de
moyens et non de résultat .
Pour être mise en cause, la responsabilité du chirurgien exige une
faute, un dommage et un lien de causalité entre les deux .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

220
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

- Ce qui compte pour les tribunaux, c'est que cette faute soit
certaine.
- Le chirurgien est aussi tenu à une obligation d'information sur
les éventuelles complications.
La faute technique
Le chirurgien seul décide de la technique opératoire et les
tribunaux sont conscients de la part d'aléas inhérente à tout acte
chirurgical.
Ce sont la maladresse et la négligence qui sont fautives. « L'oubli
d'un corps étranger
LE GYNECOLOGUE OBSTETRICIEN.
- La Gynécologie-Obstétrique est l’une des Spécialités les plus
exposées aux plaintes des patients.
- En Obstétrique, il s’agit de conduire un acte naturel,
l’accouchement, et non de traiter une pathologie. C’est ce que
perçoivent la parturiente et son entourage.
- Les motifs de plaintes sont ainsi nombreux. Même si, très
souvent, le Spécialiste n’a commis aucune erreur ni faute.
- La législation (Loi sanitaire et Code Pénal) est souvent en retard
sur la réalité des choses ou n’apporte pas de réponse satisfaisante.
LE CHIRURGIEN ESTHETIQUE.
La Chirurgie Esthétique est l’une des plus pourvoyeuses de
plaintes. «obligation de résultat«

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

222
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

Ne pas omettre les clichés photographiques pré opératoires qui


seront comparés à ceux qui seront pris en post opératoire.
La Responsabilité concernant le matériel Au bloc opératoire
Un certain nombre d'accidents peuvent survenir du fait surtout
de l'utilisation d'appareils électriques et en premier lieu du bistouri
électrique.
L'établissement de soins est responsable de l'entretien du
matériel et peut d'ailleurs se retourner contre le fabricant pour vice de
fabrication.
Le chirurgien est responsable de l'emploi qu'il fait du matériel.
C'est habituellement l'expertise qui déterminera le partage des
responsabilités.
Conclusion
En chirurgie (comme dans les autres spécialités médicales), le
risque zéro n’existe pas, en revanche, le risque EVITABLE existe.
il apparait clairement que parler de responsabilité juridique du
Chirurgien revient à revoir, l’organisation des soins à ses différents
niveaux et à ses différentes étapes, de manière à améliorer et
pérenniser tout aussi bien la sécurité des patients que celle des
Praticiens.
- Une révision approfondie et enrichissement des textes relatifs à
la responsabilité des Chirurgiens, des Anesthésistes-Réanimateurs et
des responsables des Etablissements Hospitaliers Privés ,Justice,

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

222
‫املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح‬

Déontologie, Ministère de la Santé, Affaires Sociales, Syndicats des


Praticiens, Associations de malades, Sociétés Savantes.
- Une codification sérieuse de l’Expertise Médicale dans tous ses
aspects
- Une implication réelle des Assureurs
- La mise en place de structures d’intermédiation décentralisées.
Création de procédures de médiation accessibles
et gratuites Afin de :
- Préserver la dignité et les droits des Patients.
- Protéger raisonnablement le Chirurgien qui ne saurait être traité
comme un délinquant
- Organisation du Système National de Santé.
‫الخاتمة‬
‫يلتزم الطبيب الجراح اتجاه املريض ببدل العناية الالزمة عند إجراء‬
‫العملية الجراحية له و يتخذ الاحتياطات الالزمة قبل إجراء العملية الجراحية‬
Bibliographie
2/ PR Abdelhafid Ossoukine; Docteur d’état en Droit « Du Droit Médical en
général et de l’Ethique en particulier » 2021
1/ Patrick Lingibé; Vice-Président de la Conférence des Bâtonniers de France
3/ Hamza Benakoub « these de doctorat en sciences Juridiques 'Responsabilité
pénale du chirurgien dans la législation Algérienne’
4/ LES RESPONSABILITES JURIDIQUES DU CHIRURGIEN ET DE LA CLINIQUE.
TABLE RONDE. 7éme CONGRES DE L’AACL Alger 22 Février 2019

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

220
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

LES FILTRES DE LA JUSTICE


CONSTITUTIONNELLE

Francis DELPEREE
Professeur de l’Université catholique de Louvain
Membre de l’Académie royale de Belgique
Sénateur honoraire

Il y a cinquante ans, presque jour pour jour, je prenais la parole à


l’Université de Louvain. Je partais au combat. Pacifiquement,
s’entend. Je préconisais ni plus ni moins la création d’ « une juridiction
constitutionnelle en Belgique »1. Je soulignais l’utilité d’une telle
institution dans un État fédéral. Dix ans plus tard, la Constitution était
modifiée. Une Cour appelée, d’abord, Cour d’arbitrage puis, plus tard,
Cour constitutionnelle, voyait le jour. Trois ans plus tard, elle se
mettait au travail .
Chacun s’est interrogé, à ce moment, sur le sort de la nouvelle
institution. La Cour n’allait-elle pas être débordée par des recours en
trop grand nombre ? Comment allait-elle s’y prendre pour gérer le «
stock » et le « flux » ? N’y avait-il pas lieu d’installer un ou plusieurs «
filtres » dans le cours des procédures de justice ?
Filtre… Un vieux mot français. Il date du XVIe siècle. Il est proche
d’un autre mot : « feutre ». C’est le bout d’étoffe qu’utilise l’alchimiste.

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

113
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

Il verse le liquide sur l’étoffe et le tissu opère comme un filtre à café ; il


retient les impuretés qui s’étaient mêlées au liquide. Bref, c’est un
système de tri .
Le mot filtre a aussi un sens figuré. Il s’entend de la démarche
intellectuelle qui revient à examiner de près une idée, un document,
un projet pour éliminer ce qu’il a de faux, d’imprécis ou d’incertain. Il
s’entend aussi de l’institution qui opère ce tri .
Comme l’a dit l’un de mes collègues, Robert Andersen, par
ailleurs président du Conseil d’État, le juge est là pour séparer le bon
grain de l’ivraie. A l’occasion d’un premier examen, le juge va laisser
passer les bons arguments. Il va, par contre, faire barrage aux
arguments n’ont pour objet ou pour effet que de perturber ou de
ralentir le fonctionnement de la justice .
Evidemment, des questions fondamentales surgissent à ce
moment. Elles sont présentes dans le débat juridique mais aussi,
n’ayons pas peur des mots, dans le débat politique. Ces questions se
résument en deux mots. Pourquoi ? Comment ?
Pourquoi filtrer ? De quoi a-t-on peur ? Ou de qui a-t-on peur ?
Le filtre est-il un « gage de qualité » du travail juridictionnel ? Ou
n’est-il pas un frein, peut-être même un obstacle dirimant, à
l’émergence de la vérité constitutionnelle ? Le filtre sert-il ou dessert-il
la Constitution et les valeurs éminentes qu’elle véhicule ?
Et puis, autre question, comment filtrer ? Qui va faire le premier
tri ? Derrière cette question apparaît la question de l’architecture des

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

institutions de justice. Ces institutions sont souvent présentées


comme s’inscrivant dans une pyramide. Mais qui occupe la première
place au sommet ? Quelles sont les relations qui s’établissent avec les
autres juridictions ? Quel dialogue et quel équilibre peut-il ou doit-il
s’instaurer entre elles ?
Pour alimenter ce débat, je voudrais rappeler, dans un premier
moment, les données de la controverse (I). Je voudrais, ensuite,
indiquer les avantages de la procédure de filtrage (II). Je recenserai,
enfin, les difficultés de l’exercice (III)
Il y a des précautions à prendre pour que le système fonctionne
de manière efficace, pour qu’il contribue à un règlement ordonné et
cohérent des affaires de justice, pour qu’il permette à la Cour
constitutionnelle de statuer dans un délai raisonnable et dans le
respect de garanties élémentaire.2
I. La controverse.
Au moment de créer une Cour constitutionnelle, il faut se poser
ces questions simples. Pas de filtres ou des filtres ? Des filtres internes
ou des filtres externes ? Il n’y a pas une réponse uniforme. Il y a des
réponses différentes selon les Etats considérés. Trois exemples : la
Belgique, la France et l’Algérie .
A. La Belgique.
Je viens d’un pays où le citoyen s’adresse au juge — le juge
ordinaire ou le juge administratif, peu importe. A l’occasion d’un
litige, il attire l’attention du juge sur l’existence d’une loi qui pourrait

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

être appliquée dans le procès en cours. Cette loi, dit-il, est


inconstitutionnelle et il convient de l’écarter du débat .
Que fait le juge ? Il examine la recevabilité de cette demande. Il
examine prima facie le bien-fondé de cette allégation. Mais il ne
tranche pas la difficulté. Il ne se prononce pas lui-même sur la validité
de la loi. Pas de contrôle diffus, à l’américaine. Le juge transmet
aussitôt, et sans intermédiaire, la question de constitutionnalité à un
juge spécialisé, à savoir le juge constitutionnel. Il va de soi que ce
même juge du fond tiendra compte par la suite de la réponse que le
juge constitutionnel lui aura apporté .3
Cette façon de faire est simple. Elle est directe. Elle est rapide. Elle
organise ce que l’on appelle un « dialogue de juge à juge » — juge de
fond et juge constitutionnel —. Je précise, pour que les choses soient
claires. Sans intermédiaire, sans filtre, sans délai .4
L’on a pu craindre, dans un premier moment, que cette
procédure sans filtre ne provoque des embouteillages devant le juge
constitutionnel, peut-être même qu’elle paralyse l’institution. La Cour
constitutionnelle allait être « débordée», « inondée », « noyée »,
disaient les plus pessimistes 5. Il n’en a rien été. Les avocats et leurs
clients se sont montré raisonnables : pas de procédures
intempestives, pas de recours dilatoires, pas de requêtes fantaisistes.
Les juges constitutionnels aussi se sont mis à l’ouvrage pour ne pas
laisser se constituer un arriéré, toujours préjudiciable .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

Pas de filtrage externe, donc. Je précise néanmoins que la Cour


constitutionnelle procède à un filtrage interne 6. Une procédure
particulière permet d’éliminer rapidement les recours
«manifestement irrecevables ou ne relevant manifestement pas de la
compétence de la Cour ». La Cour se réunit alors en formation
restreinte (trois juges au lieu de douze) pour statuer sur de tels
recours. Elle met fin à l’affaire « sans autre acte de procédure»7
Voilà la solution belge. Une justice constitutionnelle sans filtre
externe…
B. La France
Chacun sait qu’en France, la fameuse QPC s’est réalisée
moyennant l’instauration d’un filtre : il faut passer par la Cour de
cassation ou le Conseil d’État pour saisir valablement le Conseil
constitutionnel .
L’instauration de ces filtres s’est faite, pour l’essentiel, pour des
raisons que je qualifierai de « diplomatiques. C’est une forme de
révérence vis-à-vis de la Cour de cassation et du Conseil d’État. C’est
une marque de reconnaissance pour l’œuvre qu’ils ont accomplie et
pour la « légitimité historique » dont ils disposent. Depuis toujours, ils
siègent dans l’Olympe. Ils ont le droit du dernier mot. Pas question de
les bousculer. Pas question de « bypasser », comme on dit parfois, les
juridictions suprêmes dans l’ordre judiciaire ou dans l’ordre
administratif. Les voici, au contraire, qui disposent d’un droit de
regard, même limité, dans le procès constitutionnel .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

117
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

Ici aussi, des arguments d’ordre pratique ont été avancés. Le filtre
est utile, a-t-on dit, pour éviter l’engorgement, pour ne pas dire :
l’asphyxie, du Conseil constitutionnel. Un trop grand nombre de
recours compromettrait la tâche d’une institution réduite, même si
ses effectifs ont été entretemps étoffés notamment sur le plan
administratif 8. Le filtre peut aider à canaliser le flux des recours.
C. L’Algérie
L’Algérie n’a pas suivi le modèle belge, c’est une évidence. Elle
s’est plutôt inscrite dans le sillage des procédures à la française. Point
besoin de rappeler ici l’article 188 de la Constitution de 2016, tel qu’il
a été modifié en 2020, pour devenir l’article 195 (cent quatre-vingt-
quinze)9.
Cet article repose, vous le savez, sur trois principes simples. Il faut
décomposer l’article 195 en remettant ses phrases dans l’ordre
chronologique .
Première opération. Nous sommes devant le juge du fond. «
L'une des parties au procès (peut soutenir) devant une juridiction que
la disposition législative ou réglementaire dont dépend l'issue du
litige porte atteinte à ses droits et libertés, tels que garantis par la
Constitution ». Le juge du fond peut porter cette prétention devant «
la Cour suprême ou (le) Conseil d'État .
Deuxième opération.». L’une et l’autre des juridictions
supérieures peuvent, si elles le jugent utile, « renvo(yer) » la question
devant la Cour constitutionnelle .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

Troisième opération. « La Cour constitutionnelle (est) saisie (de la


sorte) d'une exception d'inconstitutionnalité »10. Elle va en connaître .
Autrement dit, la Constitution a instauré un filtre juridictionnel.
Elle a instauré une opération intermédiaire de nature juridictionnelle
entre deux opérations elles-mêmes juridictionnelles. Ce faisant, elle a
associé étroitement les hautes juridictions au travail de justice
constitutionnelle .
Ne me faites pas dire ce que je ne dis pas. La Cour
constitutionnelle conserve en monopole le droit de statuer sur les
questions d’ordre constitutionnel. Mais elle est assistée dans sa tâche
par des institutions qui, en amont, ont déblayé le terrain .
II. Les mérites du filtre .
Quels sont les avantages de la procédure de filtrage ? L’on a
tendance à considérer que le filtre juridictionnel présente trois
avantages. Il accélère le règlement du litige, il alimente la discussion, il
clarifie le débat .
A. La rapidité.
Ni la Constitution, ni la loi organique, ni le règlement de la Cour
ne permettent au citoyen d’aller frapper à la porte de la Cour
constitutionnelle en lui demandant de statuer sans délai sur une
question de constitutionnalité qu’il a décelée. Le citoyen doit
introduire une demande et celle-ci est assujettie à un véritable
«screening» .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

La requête est-elle recevable ? Mentionne-t-elle la disposition


constitutionnelle de référence ? Identifie-t-elle à suffisance la norme
incriminée ? La critique porte-t-elle sur une règle législative ou
réglementaire ? Ou ne concerne-t-elle qu’une disposition
déclaratoire? La question est-elle nouvelle ou n’y a-t-il pas répondu à
plusieurs reprises?
Si ces vérifications ne sont pas concluantes, le filtre empêche la
requête de suivre son cours. Il bloque la procédure. Il évite au
plaignant de s’engager dans des procédures longues, aventureuses et
coûteuses. Il met fin sans désemparer au litige, en tout cas dans son
volet constitutionnel .
Dans un certain nombre d’Etats, l’on se plaint de la lenteur des
institutions de justice et des retards à statuer. Le filtre permet de
raccourcir la durée des procédures. Comment ne pas s’en féliciter ?
B. Le sérieux .
Le filtre a un autre mérite. Celui du sérieux .
Une demande a été formulée. Une exception a été invoquée.
Comment s’opère le contrôle ? Celui-ci s’opère selon un mécanisme à
« triple détente » .
Il n’y a pas qu’un juge. Il y en a trois 11. Ils se relaient. Ils se
succèdent. Ils se passent le relais, comme dans une course
d’athlétisme. Ils ne se contrôlent pas l’un l’autre. Il y a, plus
exactement, trois appréciations distinctes qui vont être formulées.
Seule une appréciation positive à ces trois étapes permettra de saisir

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

102
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

la Cour constitutionnelle. Si la chaîne est rompue, il n’y a pas place


pour un contrôle de constitutionnalité .
Il y a le juge a quo. Il doit, au minimum, se demander si la norme
incriminée est utile au règlement du litige concret dont il est saisi, si
la question qu’il pourrait poser a la moindre utilité. Il ne peut relayer
la prétention du citoyen que s’il est habité d’un doute raisonnable
quant à la constitutionnalité de la loi ou du règlement .
Il y a aussi le juge de renvoi. Il doit au minimum se demander si
le moyen invoqué est sérieux et si l’argument avancé est utile pour le
règlement du litige. Il engage, dans une certaine mesure, sa crédibilité
en renvoyant une telle question ou en en bloquant une autre. Il
exerce ce que certains appellent un pré-contrôle de
constitutionnalité12. Il court, et ce n’est pas négligeable, le risque
d’être désavoué par la Cour constitutionnelle.
Il y a enfin le juge constitutionnel. Il doit au minimum se
demander si les conditions que la Constitution, la loi organique ou le
règlement prescrivent pour la saisine sont remplies. En somme, il doit
s’interroger sur les contours de ses propres attributions. Il respecte les
décisions qui ont été prises auparavant. Mais, à sa manière et pour ce
qui le concerne, il apprécie la recevabilité du renvoi .
Seul le dossier qui est passé par les trois écluses va arriver sur la
table de la Cour constitutionnelle. Pour un examen qui portera non
plus sur des questions de procédure mais sur des problèmes de fond,
de constitutionnalité intrinsèque .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

C. La clarté .
Si les trois filtres ont bien fonctionné, si le tri s’est opéré
correctement, le travail de la Cour constitutionnelle va s’en trouver
facilité. J’ose dire : simplifié ou épuré .
Le filtre ne doit pas s’envisager uniquement sous l’aspect
quantitatif — moins de dossiers soumis au juge constitutionnel —.
Il doit aussi être compris sous un angle qualitatif — plus de dossiers
intéressants, parce qu’ils touchent à l’essence même du droit
constitutionnel, spécialement au régime des droits et des libertés ,—
Le juge constitutionnel ne va pas s’embarquer dans la discussion
de questions de détail. Il n’est pas tenu de répondre, parfois
laborieusement, à un ensemble d’arguties. Le filtrage clarifie le débat
constitutionnel. Il permet d’aller à l’essentiel. La délibération puis la
décision n’en seront que plus importantes .
Avantage non négligeable. Le fait même pour une affaire d’avoir
été décantée permet au juge constitutionnel de rendre une décision
qui soit claire, qui soit lisible, qui soit cohérente. En l’occurrence, le
juge constitutionnel est aussi en mesure de faire œuvre pédagogique.
Il éduque le citoyen en même temps qu’il éclaire les juristes, y
compris les magistrats et les avocats, sur le sens qu’il convient de
donner à quelques-unes des dispositions les plus significatives de la
Constitution. Il prévient aussi les autorités législatives et
réglementaires des risques qu’elles courent à ne ps respecter les
dispositions de la Constitution .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

100
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

Pour autant, tout va-t-il pour un mieux dans le meilleur des


mondes ?
III. Les inconvénients du filtre.
Le filtre ne présente-t-il que des avantages ? L’alchimiste n’a pas
nécessairement bonne réputation. Il travaille dans un certain secret. Il
prononce des paroles mystérieuses. Il formule des verdicts qui sont
sans appel. Et s’il en allait de même dans les affaires de justice ?
Le filtre n’évite pas la concurrence. Au contraire, il peut la
favoriser. Il n’évite pas l’opacité. Au contraire, il l’organise sous
prétexte de rapidité. Il n’évite pas les silences. Au contraire, il les
permet, sans possibilité d’aller en recours des décisions ou des
absences de décisions .
A. La concurrence .
L’inconvénient du filtre, c’est qu’il s’inscrit, qu’on le veuille ou
non, dans des rapports de pouvoir .
Si les institutions de justice se présentent et se comportent
comme des concurrentes, pour ne pas dire : des adversaires, elles
vont se livrer à des jeux qui n’ont d’autre objet que d’accroître leur
compétences ou de rétrécir celle des autres.
C’est ce que j’appelle la « maîtrise du robinet ». Je détermine
l’ampleur des flux. Soit je lâche les vannes et j’inonde la Cour
constitutionnelle de recours inutiles. Soit je ferme les vannes et je
prive la Cour constitutionnelle de toute utilité ; le filtre devient
bouchon… Je m’amuse…

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

103
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

Seuls un dialogue entre juges — pas seulement à propos d’une


affaire déterminée mais sur la conception générale qu’ils se font de
leurs attributions respectives — et le respect mutuel qu’ils se
témoignent peuvent contribuer à atténuer ces frictions et à mettre de
l’huile dans les rouages .
B. L’opacité .
L’inconvénient du filtre, c’est qu’il laisse à la juridiction suprême
une grande liberté d’appréciation. Sans réel débat. Sans discussion
approfondie. Sans motivation suffisante. Il est souvent proposé de
«judiciariser » cette phase essentielle du procès constitutionnel. Sans
pour autant rigidifier inutilement les procédures et prolonger
abusivement leur déroulement.
C. Le silence
Marthe Fatin-Rouge Stefanini le relève à juste titre : « Si les
juridictions suprêmes de chaque ordre juridictionnel décident de ne
pas renvoyer, il n’y a aucun moyen de remettre en cause ou de
contourner cette décision ». Et d’ajouter : « L’absence de voie de
recours contre les décisions de non-renvoi est (…) la règle dans quatre
systèmes étrangers étudiés (Allemagne, Belgique, Espagne, Italie) » .
Anne Rasson-Roland et Marc Verdussen relèvent de leur côté que « la
Cour constitutionnelle ne peut pas faire pression sur les juridictions
ou administratives pour que lui soit transmise une question qu’elle
juge importante »14. L’indépendance des institutions de justice, les
unes par rapports aux autres, impose une telle solution .

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

Je sais que des solutions sont parfois esquissées pour vaincre ces
réticences : la sollicitation d’une deuxième délibération du juge de
renvoi, l’organisation d’un droit d’évocation au profit du juge
constitutionnel ou l’aménagement d’un droit de recours contre la
décision de non-renvoi 15. Ces suggestions peuvent paraître utiles
mais elles sortent de l’épure du droit positif. Pour être concrétisées,
elles devraient faire l’objet d’une révision de la Constitution .
En guise de conclusion, je voudrais m’adresser aux avocats. A
deux points de vue, au moins.
1- L’avocat, ce n’est pas lui qui filtre. Mais c’est lui le « lanceur
d’alerte », comme on dit aujourd’hui. C’est lui qui attire l’attention du
juge du fond sur le problème de constitutionnalité. C’est lui qui
fournit l’argumentaire qui milite en faveur ou à l’encontre du renvoi.
C’est lui, en définitive, qui est l’initiateur du procès constitutionnel .
C’est une lourde responsabilité. Je le dis souvent. A mon sens,
l’avocat engage sa responsabilité professionnelle s’il ignore l’article
195 de la Constitution, s’il ne saisit pas l’opportunité qu’offre un
renvoi à la Cour constitutionnelle, s’il ne décèle pas, dans un dossier
concret, la question de constitutionnalité qui mériterait pourtant
d’être posée.
L’avocat doit désormais acquérir le réflexe constitutionnel. Il ne
doit pas seulement être le spécialiste du droit familial, le spécialiste
du droit de l’urbanisme ou le spécialiste du droit des assurances. Il
doit, de gré ou de force, devenir, en même temps, un spécialiste de

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE

droit constitutionnel, plus encore du contentieux constitutionnel et


de la procédure constitutionnelle .
Il ne faudrait pas que, demain, son client vienne lui dire : « Maître,
j’ai perdu mon procès. Mais vous, vous n’avez pas fait votre travail
convenablement. Vous avez perdu de vue que le litige posait une
question sérieuse de constitutionnalité. Vous n’avez pas tiré le signal
d’alarme. Vous avez fait preuve d’ignorance, d’indolence ou de
négligence. Vous avez commis une faute professionnelle indéniable.
Je porte plainte auprès des autorités ordinales et, accessoirement, je
ne vous verse pas d’honoraires… ». Que va répondre ce mauvais
avocat
2- L’avocat ne doit pas, à mon sens, alimenter la « guerre des
juges ». Il ne doit pas jouer un juge contre l’autre juge. Il ne doit pas
flatter l’un pour dénigrer l’autre ni flatter l’autre pour dénigrer l’un. Il
doit avoir un sens suffisant de l’intérêt public pour défendre son
client mais aussi pour défendre l’appareil de justice, pris globalement,
dans lequel il est amené à intervenir .
Les droits de la défense sont sacrés. Il ne faut pas en profiter pour
jouer aux allumettes et pour créer le désordre ou le chaos dans
l’univers juridictionnel. Si l’avocat devait ébranler l’ordre de la justice
constitutionnelle, il porterait atteinte à la Constitution elle-même et
aux intérêts qu’elle entend privilégier. A mes yeux — je suis avocat
honoraire —, cette conduite serait irresponsable.

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
Marges :
1- «Pour une juridiction constitutionnelle en Belgique », in Actualité du contrôle
juridictionnel des lois, Bruxelles, Larcier, 1973.
2- Voy. le dossier réalisé par l’Annuaire international de justice constitutionnelle sous la
direction de M . FATIN-ROUGE STEFANINI, « Le rôle du juge constitutionnel dans le filtrage
des questions de constitutionnalité : étude comparée, AIJC, 2011, p. 11 s.
3- C. HOREVOETS, « Les modifications relatives au contentieux préjudiciel à la Cour
d’arbitrage », in La Cour d’arbitrage vingt ans après —Analyse des dernières réformes (dir. A.
Rasson-Roland, D. Renders et M. Verdussen), Bruxelles, Bruylant, 2004, p. 261 .
4- F. DELPEREE et A. RASSON-ROLAND, La Cour d’arbitrage, Bruxelles, Larcier, 199X, coll.
Répertoire notarial.
5- M.-F. RIGAUX et B. RENAULD, La Cour constitutionnelle, Bruxelles, Bruylant, 2008 .
6- M. VERDUSSEN et D. DE BRUYN, « La procédure préliminaire devant la Cour d’arbitrage »,
Revue belge de droit constitutionnel, 1996, p. 295 ; A. RASSON-ROLAND et M.
VERDUSSEN, « Le rôle de la Cour constitutionnelle belge », Annuaire international de justice
constitutionnelle, 2011, p. 21 .
7- S’il devait apparaître à ce stade que la question préjudicielle est manifestement sans objet,
il est fait rapport à la Cour. Celle-ci peut alors décider de mettre fin à l’examen de l’affaire,
sans autre acte de procédure, par un arrêt dans lequel la question est déclarée non fondée »
(l. sp., art. 72, al. 3). L’on ne perdra pas de vue non plus l’article 26 de la loi spéciale sur la
Cour constitutionnelle. Le juge a quo procède lui-même à des opérations de filtrage. Il n’est
pas tenu de poser une question préjudicielle s’il est incompétent pour connaître de l’affaire
ou lorsque l’action dont il est saisie n’est pas recevable. Il s’abstiendra également d’interroger
la Cour constitutionnelle si celle-ci a déjà statué sur une question ou un recours ayant un
objet identique. Adde : C. HOREVOETS et P. BOUCQUEY, Les questions préjudicielles à la
Cour d’arbitrage, Bruxelles, Bruylant, 2001, p. 44 ; M. VERDUSSEN, « Les lois manifestement
inconstitutionnelles », in Liber amicorum Robert Andersen, Bruxelles, Bruylant, 2009, p. 909 .
8- La révision constitutionnelle du 23 juillet 2008 introduit l’article 61-1 et modifie l’article
62 de la Constitution : « Lorsque, à l'occasion d'une instance en cours devant une juridiction,
il est soutenu qu'une disposition législative porte atteinte aux droits et libertés que la
Constitution garantit, le Conseil constitutionnel peut être saisi de cette question sur renvoi du
Conseil d'État ou de la Cour de cassation qui se prononce dans un délai déterminé. Une loi
organique détermine les conditions d'application du présent article.»
0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

107
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
En 2009, je prends la parole devant l’Assemblée nationale française et je défends, avec
vigueur, l’instauration de la QPC. Je prends l’exemple belge pour dissiper les craintes qui
étaient nourries dans l’espace parlementaire et dans l’espace juridictionnel (rapport J.-L.
Wachsmann, n° 1898, fait au nom de la Commission des lois constitutionnelles, de la
législation et de l’administration de la République sur le projet de loi organique relatif à
l’application de l’article 61-1 de la Constitution, 3 septembre 2009). J’ai constaté avec plaisir
que le message comparatif était bien passé. La QPC fonctionne en France à partir du 1er mars
2010.
9- Const., art. 195, al. 1er : « La Cour constitutionnelle peut être saisie d'une exception
d'inconstitutionnalité sur renvoi de la Cour suprême ou du Conseil d'Etat, lorsque l'une des
parties au procès soutient devant une juridiction que la disposition législative ou
réglementaire dont dépend l'issue du litige porte atteinte à ses droits et libertés tels que
garantis par la Constitution ».Article 195, al. 2 : « Lorsque la Cour constitutionnelle est saisie
sur le fondement de l'alinéa ci-dessus, sa décision est rendue dans les quatre (4) mois qui
suivent la date de sa saisine. Ce délai peut être prorogé une seule fois de quatre (4) mois au
maximum, sur décision motivée de la Cour, notifiée à la juridiction de renvoi»
10- Règlement fixant les règles de fonctionnement du Conseil constitutionnel, tel que
modifié le 17 octobre 2019, art. 29, al. 1 et 2 : « Le Conseil constitutionnel se prononce par
décision, sur la disposition législative, objet de l’exception d’inconstitutionnalité. Le Conseil
constitutionnel peut, lorsqu’il se prononce sur l’inconstitutionnalité de la disposition
législative, objet de l’exception, évoquer d’autres dispositions législatives lorsque celles-ci
ont un lien avec la législative, objet de l’exception .»
11- Les trois juges pourraient évidemment n’être que deux si la question de
constitutionnalité est évoquée, pour la première fois, devant le juge de renvoi .
12- Th. SANTOLINI, Les parties dans le procès constitutionnel, préface F. Delpérée, Bruxelles,
Bruylant, 2010, p. 116 .
13- M. FATIN-ROUGE STEFANINI, AIJC, 2011, p. 12.
14- AIJC, 2011, p. 21 .
15- A. VIDAL-NAQUET, “Le rôle du Conseil constitutionnel français”, AIJC, 2011, p. 52.

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

101
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية‬


‫أمام قاضي املوضوع‬
‫‌أ‪‌.‬د‪‌/‬عبد‌الحق‌قريمس‌‌‬
‫أستاذ‌بكلية‌الحقوق‌والعلوم‌السياسية‪‌‌،‬‬
‫جامعة‌جيجل‪‌،‬محام‪‌.‬‬

‫يشكل املحامي نقطة الانطالق ألاولى في أي مسعى يهدف إلى فرض احترام‬
‫مبدأ سمو الدستور وحماية الشرعية الدستورية من أي اعتداء محتمل عليها‬
‫بمناسبة العمل التشريعي‪ ،‬وذلك من خالل املبادرة بإطالق أول إجراء نحو‬
‫مسعى لتطبيق جزاء "بطالن العمل التشريعي" الذي يخرق هذا املبدأ‪ ،‬ممثال‬
‫في الدفع بعدم الدستورية أمام الجهات القضائية‪.‬‬
‫تم تكريس دور مهنة الدفاع في حماية الشرعية الدستورية وسمو‬
‫الدستور بموجب التعديل الدستوري لسنة ‪ 1 6102‬الذي يعتبر محطة مهمة‬
‫من محطات إصالح نظام الرقابة على دستورية القوانين املقرر في دستور‬
‫‪ ،2 0992‬تجلت من جهة بإصالح صورة الرقابة السياسية‪ ،‬من خالل توسيع‬
‫حق إخطار املجلس الدستوري إلى النواب‪ ،‬ومن جهة أخرى إقرار آلية للرقابة‬
‫الشعبية على دستورية القوانين اصطلح على إلاشارة إليها بـ "الدفع بعدم‬
‫الدستورية" ‪ ،3‬وهي صنف للرقابة البعدية تتم مباشرتها بعد إصدار النص‬
‫املشتبه في عدم دستوريته ودخوله حيز النفاذ‪ ،‬وتباشر بطريق الدفع الفرعي‬
‫في إطار دعوى أمام الجهات القضائية ‪.4‬‬
‫يقتض ي اضطالع املحامي بالدور املنتظر منه في تفعيل هذا إلاجراء املهم‬
‫للرقابة على دستورية القوانين إدراك روح وفلسفة هذا إلاجراء‪ ،‬وبكونه مقررا‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪901‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫لفرض احترام مبدأ سمو الدستور من أي انتهاك قد يتعرض له بمناسبة‬


‫ممارسة عملية التشريع من الجهات التي خولها القانون هذه الصالحية‪،‬‬
‫وإلاحاطة الجيدة بشروط مباشرة هذا إلاجراء الذي يمارس بشكل أساس ي‬
‫أمام قضاء املوضوع‪ ،‬وما يتطلبه من توفر الصفة "إلاجرائية" في مقدم الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،‬إلى جانب اختصاص الجهة القضائية بتلقي الدفع املذكور‪.‬‬
‫أوال‌‪‌-‬صاحب‌الصفة‌في‌الدفع‌بعدم‌الدستورية‪‌:‬‬
‫تم إقرار الدفع بعدم الدستورية كإجراء للرقابة البعدية على دستورية‬
‫القوانين بمناسبة ادعاء "أحد ألاطراف في املحاكمة أمام جهة قضائية بأن‬
‫الحكم التشريعي أو التنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك حقوقه‬
‫وحرياته التي يضمنها الدستور" ‪ ،5‬وهو ما يعني بأن الصفة في املبادرة بالدفع‬
‫تثبت قانونا لـ "الطرف في املحاكمة"‪ ،‬بوصفه كمدعي أو مدعى عليه أو متهم‪،‬‬
‫وغير ذلك من الوضعيات التي يمكن أن تثبت من خاللها صفته في إلاجراء‪.‬‬
‫وهي املسألة التي ينبغي على املحامي التحقق منها قبل الشروع في إلاجراء‪.‬‬
‫‪ ‌-1‬اشتراط‌صفة‌الطرف‌في‌املحاكمة‌أمام‌الجهات‌القضائية‪‌:‬‬
‫تثبت هذه الصفة ملن كان طرفا في الخصومة‪ ،‬بغض النظر عن مركزه في‬
‫ذلك‪ ،‬ما دام قد حضر مسار النزاع قبل إثارة الدفع أمام الجهة القضائية‬
‫املعنية ‪ ،6‬مما يعطي للدفع طابعه التبعي للدعوى ألاصلية في املوضوع‪،‬‬
‫وتجعله متميزا عن الدفوع الشكلية التي يفرض القانون إثارتها قبل إبداء أي‬
‫دفاع في املوضوع ‪.7‬‬
‫وينبني على ما سبق مجموعة من النتائج‪ ،‬منها عدم إمكانية مباشرة‬
‫دعوى أصلية مستقلة بالدفع بعدم الدستورية ‪ ،8‬كما يثبت هذا الحق ملن‬
‫يكون له الحق في إبداء دفوع وادعاءات شخصية لصالحه في النزاع القضائي‬
‫املطروح على جهة قضاء املوضوع‪ ،‬ألامر الذي يتخلف بالنسبة للمتدخل في‬
‫الخصام الذي ينضم للدعوى بقصد تدعيم مركز أحد أطراف النزاع‪ ،‬خالفا‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪932‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫للمدخل في الخصام الذي يكون له مركز املتقاض ي الطرف ألاصلي في‬


‫الخصومة‪ ،‬الذي يمكن تقديم طلبات ضده‪ ،‬والحكم عليه بها‪ ،‬مما يسمح له‬
‫بإثارة الدفع بعدم الدستورية ‪.9‬‬
‫بثبوت صفة الطرف في املحاكمة على النحو الذي سبق بيانه‪ ،‬يبدو من‬
‫املقبول قانونا إثارة املتقاض ي الطرف في الخصومة الدفع بعدم الدستورية‬
‫بنفسه‪ ،‬في الحاالت التي ال يكون فيها التمثيل بمحام وجوبيا أمام جهات‬
‫قضاء املوضوع‪ ،‬مثلما هي الحال بالنسبة للمحاكم‪ ،‬وبالنسبة للحاالت التي‬
‫يعفي فيها القانون الطرف من وجوب التمثيل بمحام ‪11‬؛ وبغض النظر عن‬
‫الوضع الصحيح للمسألة من الناحية النظرية‪ ،‬فيبقى اللجوء لخدمات‬
‫املحامي ملباشرة هذا إلاجراء أمرا مطلوبا بالنظر إلى ما يتطلبه من كفاءة‬
‫وتخصص في املسائل القانونية وفهم مادة الحقوق والحريات ألاساسية‪ ،‬إلى‬
‫جانب إلاحاطة بالجوانب إلاجرائية‪ ،‬وأقل ذلك إمكانية تحرير "مذكرة مكتوبة‬
‫ومنفصلة ومسببة" ‪ 11‬بالدفع املطلوب‪.‬‬
‫وبالنظر إلى اشتراط صفة الطرف في املحاكمة إلثارة الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬يبدو من الضروري التساؤل عن إمكانية تقديم الدفع من طرف‬
‫النيابة العامة‪ ،‬بوصفها طرفا أصليا في القضايا املتعلقة بالحق العام‪ ،‬والتي‬
‫تدافع عن التطبيق الصحيح للقانون ‪ ،12‬وقد يكون من مقتض ى ذلك‬
‫تقديمها لهذا الدفع من أجل أخذ رأي املحكمة الدستورية بخصوص مسألة‬
‫قانونية يبدو فيها انتهاكا لألحكام الدستورية املتعلقة بالحقوق والحريات ‪.13‬‬
‫في املقابل‪ ،‬يستبعد القانون العضوي ‪ 02-01‬في املادة الرابعة منه‬
‫إمكانية إثارة الدفع تلقائيا من طرف القضاة ‪ ،14‬ملا قد يؤدي إليه من انتصار‬
‫القاض ي املبادر بالدفع ألحد أطراف الخصومة‪ ،‬ويخل باملبدأ املتعارف عليه‬
‫بشأن حياد القاض ي‪ ،‬وهذا ما يجعل الدفع بعدم الدستورية مختلفا عن‬
‫الدفوع الشكلية املرتبطة بالنظام العام‪ ،‬التي يمكن للقاض ي إثارتها من تلقاء‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪939‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫ذاته‪ ،‬في حين تبين بأن الدفع بعدم الدستورية هو دفع فرعي مرتبط بدعوى‬
‫أصلية في املوضوع ويتعلق بحقوق ومصالح خاصة ألحد طرفي النزاع ‪.15‬‬
‫‪ ‌-2‬املحامي‌الوكيل‌في‌إجراء‌الدفع‌بعدم‌الدستورية‪‌:‬‬
‫مما سبق‪ ،‬تتضح خصوصية تدخل املحامي في مباشرة إجراء الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،‬بكونه يتمتع بسلطة تمثيل في هذا إلاجراء‪ ،‬أو أنه يباشر‬
‫سلطة تمثيل الغير أمام الجهة التي يمارس أمامها هذا الدفع‪ ،‬وهي مسألة "ال‬
‫تطرح في شروط الدعوى بل بمناسبة شرعية الخصومة" ‪ ،16‬وتكيف‬
‫بوصفها "صفة إجرائية" تثبت قانونا ملن ينوب عن أي من طرفي الدعوى في‬
‫ً‬
‫مباشرة إجراءات الخصومة‪ ،‬دون أن يكون طرفا في النزاع الدائر حول الحق‬
‫املدعى به‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬فصفة املحامي في إجراء الدفع بعدم الدستورية تثبت له من‬
‫الصالحية املعترف بها قانونا في تمثيل مصالح املتقاضين والدفاع عنهم أمام‬
‫مختلف الجهات القضائية‪ ،‬طبقا للقانون املنظم ملهنة املحاماة ‪ ،17‬وهو‬
‫معفى في هذا إلاطار من تقديم سند توكيل ‪.18‬‬
‫تطرح في املقابل إشكالية أخرى تتعلق بمدى اشتراط حصول املحامي‬
‫على الاعتماد لدى املحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬والتي قد تبدو مسألة‬
‫بديهية للوهلة ألاولى‪ ،‬بحكم أن إجراء الدفع بعدم الدستورية يمكن أن‬
‫ينتهي‪ ،‬بعد إثارته على مستوى جهة قضاء املوضوع‪ ،‬بإرساله إلى املحكمة‬
‫العليا أو مجلس الدولة ‪ ،19‬ويكون من املنطقي القول حينها بأن متابعة‬
‫املحامي املعني للنظر في إلاجراء‪ ،‬وإمكانية تقديم مالحظاته املكتوبة بهذا‬
‫الخصوص‪ ،‬يقتض ي اعتماده للمرافعة أمام جتهي القضاء املذكورتين‪.‬‬
‫غير ّأن إثارة الدفع ذاته أمام جهات قضاء املوضوع التي ال يشترط‬
‫القانون ضرورة التمثيل للمرافعة أمامها بمحام معتمد لدى املحكمة العليا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪930‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫ومجلس الدولة‪ ،‬يبقى ممكنا بالنسبة للمحامي املعتمد لدى املجلس‪ ،‬لكن‬
‫يتوقف تمثيله للطرف املعني على هذا املستوى فحسب‪.‬‬
‫ثانيا‪‌-‬اختصاص‌الجهة‌القضائية‌بتلقي‌الدفع‌بعدم‌الدستورية‪‌‌‌:‬‬
‫يرتبط إجراء الدفع بعدم الدستورية بممارسة أحد أطراف الخصومة‬
‫لحقه في الدفاع عن مصالحه أمام الجهة القضائية التي يطرح أمامها النزاع‪،‬‬
‫ومن شأن صدور قرار املحكمة الدستورية بعدم دستورية النص التشريعي أو‬
‫التنظيمي أن يمكنه من تحقيق مصلحة ذاتية خاصة في النزاع املذكور‪ ،‬إلى‬
‫جانب ما يترتب عنه من تحقيق مصلحة عامة بالنسبة ملجموع املتقاضين في‬
‫النزاعات املماثلة مستقبال‪.‬‬
‫تمت إلاشارة إلى الجهة القضائية املتلقية إلجراء الدفع بعد الدستورية‬
‫بعبارة عامة "‪ ...‬أمام جهة قضائية‪ ،"...‬مما يعني انصراف الوصف إلى كل جهة‬
‫قضائية تابعة لوالية قضاء املحكمة العليا‪ ،‬وكل جهة قضائية تابعة لوالية‬
‫مجلس الدولة‪.‬‬
‫‌أ‪ ‌-‬الجهات‌القضائية‌التابعة‌لوالية‌املحكمة‌العليا‪‌:‬القضاء‌العادي‌‬
‫تعتبر جهة اختصاص لتلقي الدفع بعد الدستورية كل جهة للحكم تابعة‬
‫للقضاء العادي‪ ،‬إلى جانب جهات التحقيق الجزائي‪.‬‬
‫‪‌-1‬جهات‌الحكم‌التابعة‌للقضاء‌العادي‪‌:‬‬
‫يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام هذه الجهات في أية مرحلة تكون‬
‫عليها الدعوى في املوضوع‪ ،‬ويمكن التمييز في ذلك بين هذه الجهات بالنظر إلى‬
‫درجة التقاض ي التي تكون عليها الخصومة‪.‬‬
‫‪‌/1-1‬جهة‌قضاء‌الدرجة‌ألاولى‪‌‌:‬‬
‫ويقصد بها املحكمة‪ ،‬وتتلقى هذه ألاخيرة الدفع بعدم الدستورية خالل‬
‫سير الدعوى في مرحلتها الابتدائية‪ ،‬أو بمناسبة طعن باملعارضة‪ ،‬أو بالتماس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪933‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫إعادة النظر أو اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪ .‬ويتم التمييز في هذا‬


‫الشأن ما بين هيئات القضاء الناظرة في القضايا املدنية‪ ،‬والقضايا الجزائية‪.‬‬
‫‪ ‌-‬القضايا‌ذات‌الطابع‌"املدني"‪‌‌:‬‬
‫في القضايا ذات الطابع املدني باملفهوم الواسع‪ ،‬والتي تضم مختلف‬
‫الاختصاصات املتوفرة على مستوى املحكمة بأقسامها املختلفة‪ ،‬من قسم‬
‫مدني‪ ،‬تجاري‪ ،‬شؤون أسرة‪ ،‬عقاري وعمالي‪،‬‬
‫‪ ‌-‬القضايا‌ذات‌الطابع‌الجزائي‪‌‌:‬‬
‫ينصرف الوصف أساسا إلى‪:‬‬
‫‪ ‌-‬قضايا‌الجنح‌واملخالفات‪ :‬وهي القضايا التي ينظر فيها قسم الجنح‬
‫واملخالفات باملحكمة‪ ،‬إلى جانب قضاء ألاحداث على مستوى املحكمة‪.‬‬
‫‪ ‌-‬قضايا ‌الجنايات‪ :‬استثنى القانون العضوي رقم ‪ 02-01‬املحدد‬
‫لشروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية في مادته الثالثة ‪ 21‬محكمة‬
‫الجنايات الابتدائية من فئة جهات الحكم التي يمكن إبداء الدفع بعدم‬
‫الدستورية أمامها‪ ،‬ناقال هذا الاختصاص ملحكمة الجنايات الاستئنافية‪ ،‬التي‬
‫يرفع الدفع أمامها بموجب مذكرة ترفق بالتصريح باالستئناف‪ ،‬وتنظر فيه‬
‫قبل فتح باب املناقشة ‪.21‬‬
‫‪‌/2-1‬جهة‌الاستئناف‪‌‌:‬‬
‫تتلقى جهة الاستئناف ممثلة في الغرف على اختالف اختصاصاتها الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،‬إما بمناسبة نظرها للقضايا املعروضة أمامها للمرة ألاولى‪،‬‬
‫أو على إثر إحالة القضية عليها من املحكمة العليا بعد النقض ‪.22‬‬
‫ويقبل إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام املجلس القضائي في إطار‬
‫إجراءات الطعن باالستئناف‪ ،‬بعد أن تتم إثارته ألول مرة أمام محكمة أول‬
‫درجة وتقرر رفض إرسال الدفع إلى املحكمة العليا‪ ،‬بحيث يتم الاعتراض على‬
‫قرار الرفض بموجب مذكرة مكتوبة ومنفصلة ومسببة‪ ،‬إلى جانب عريضة‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪931‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫الطعن باالستئناف في الحكم الفاصل في النزاع ‪ ،23‬كما يمكن أن يثار الدفع‬


‫بعدم الدستورية ألول مرة أمام جهة الاستئناف ‪24.‬‬
‫‪‌/3-1‬املحكمة‌العليا‌باعتبارها‌قضاء‌موضوع‪‌:‬‬
‫يتعلق ألامر بالحاالت التي تختص فيها املحكمة العليا بنظر بعض‬
‫القضايا ألول مرة أمامها‪ ،‬بالنسبة للمسائل التي يمنح لها القانون فيها سلطة‬
‫الفصل في بعض القضايا باعتبارها جهة قضاء موضوع أول وآخر درجة‪،‬‬
‫ويتم إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام املحكمة العليا ألول مرة باعتبارها‬
‫صاحبة الاختصاص الحصري في نظر مثل هذا النوع من القضايا‪.‬‬
‫وكأمثلة عن ذلك نظر املحكمة العليا لدعوى التعويض عن الحبس‬
‫املؤقت غير املبرر ‪ ،25‬والدعوى الجزائية عن الجنايات أو الجنح ضد عضو‬
‫من الحكومة أو أحد قضاة املحكمة العليا أو أحد الوالة أحد رؤساء املجالس‬
‫القضائية أو النائب العام لدى املجلس القضائي ‪.26‬‬
‫‪‌-2‬الدفع‌بعدم‌الدستورية‌أمام‌جهة‌التحقيق‌الجزائي‪‌:‬‬
‫حددت املادة ‪ 091‬من الدستور الجهات التي يمكن إثارة الدفع بعدم‬
‫الدستورية أمامها بعبارة "يدعي أحد ألاطراف في املحاكمة أمام جهة قضائية‬
‫‪،" …l’une des parties au procès soutient devant une juridiction ...‬‬
‫وهي صياغة توحي ظاهريا باقتصار إثارة الدفع بعدم الدستورية على جهات‬
‫"املحاكمة" التي ينتهي عملها بحكم يفصل في النزاع املطروح أمامها بناء على‬
‫حكم تشريعي مشكوك في مدى دستوريته‪.‬‬
‫غير أن القانون العضوي ‪ 02-01‬املحدد لشروط وكيفيات تطبيق الدفع‬
‫بعدم الدستورية أضاف‪ ،‬إلى جانب الحالة الواردة في الفقرة ألاولى من املادة‬
‫‪ 091‬من الدستور‪ ،‬حالة أخرى إلثارة الدفع بعدم الدستورية خارج إجراءات‬
‫املحاكمة باملعنى الدقيق للعبارة‪ ،‬وهي مرحلة التحقيق الجزائي‪ ،‬بحيث نصت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪931‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫املادة ‪ 10/16‬من القانون العضوي على أنه " إذا تمت إثارة الدفع بعدم‬
‫الدستورية أثناء التحقيق الجزائي‪ ،‬تنظر فيه غرفة الاتهام"‪.‬‬
‫ب‪‌‌-‬الجهات‌القضائية‌التابعة‌لوالية‌مجلس‌الدولة‪‌:‬القضاء‌إلاداري‌‌‬ ‫‌‬
‫تثبت صفة الطرف في املحاكمة أمام جهة قضائية للمتقاضين أمام‬
‫جهات القضاء الخاضعة للنظام القضائي إلاداري‪ ،‬باعتبارها جهة قضاء‬
‫موضوع‪ ،‬تنظر في املنازعات وتصدر أحكاما للفصل فيها‪ .‬ويتوزع عمل جهات‬
‫القضاء التابعة لوالية مجلس الدولة على ثالثة مستويات بما فيها مجلس‬
‫الدولة ذاته‪.‬‬
‫‪ ‌-1‬املحاكم‌إلادارية‪‌‌:‬‬
‫تدعى أيضا باملحاكم إلادارية الابتدائية‪ ،‬وهي جهة قضاء الدرجة ألاولى‬
‫وجهة الوالية العامة في املنازعات إلادارية ‪ ،27‬يثار الدفع بعدم الدستورية‬
‫أمامها في إطار السير الابتدائي للقضايا على مستواها‪ ،‬أو بمناسبة طعن‬
‫باملعارضة أو بالتماس إعادة النظر أو اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪.‬‬
‫‪ ‌-2‬املحاكم‌إلادارية‌لالستئناف‪‌‌:‬‬
‫تمت إلاشارة لهذا الهيكل الجديد من هياكل القضاء إلاداري ألول مرة في‬
‫املادة ‪ 079‬من دستور سنة ‪ ،28 6166‬وتم تكريسها كجهة استئناف في املادة‬
‫إلادارية بمقتض ى أحكام القانون رقم ‪ 17-66‬املتضمن التقسيم القضائي ‪29‬‬
‫في املادة ‪ 11‬منه‪ ،‬بإنشاء ست محاكم إدارية لالستئناف ‪.31‬‬
‫ويثار الدفع بعدم الدستورية أمام املحاكم إلادارية لالستئناف إما للمرة‬
‫الثانية بعد إثارته ألول مرة أمام املحكمة إلادارية الابتدائية‪ ،‬ويخضع في ذلك‬
‫لنفس إلاجراءات املقررة لحالة قرار رفض إرسال الدفع بعدم الدستورية أمام‬
‫املحكمة الابتدائية والاعتراض عليه بمناسبة الطعن باالستئناف ‪ ،31‬أو بعد‬
‫إحالة من مجلس الدولة بعد النقض‪ ،‬كما قد تتم إثارته للمرة ألاولى أمام‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪931‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫املحكمة إلادارية لالستئناف إذا لم يسبق الدفع به أمام املحكمة إلادارية‬


‫الابتدائية‪.‬‬
‫‪ ‌-3‬مجلس‌الدولة‌باعتباره‌قضاء‌موضوع‪‌‌:‬‬
‫على غرار املحكمة العليا‪ ،‬يختص مجلس الدولة كجهة قضاء موضوع‬
‫بالنظر أول درجة‪ ،‬ألول مرة في املسائل التي يمنح له القانون سلطة الفصل‬
‫فيها باعتباره درجة قضاء أولى وأخيرة‪ ،‬وهي القضايا املتعلقة بدعاوى إلالغاء‬
‫والتفسير وتقدير املشروعية في القرارات إلادارية الصادرة عن السلطات‬
‫إلادارية املركزية‪ ،‬إلى جانب القضايا املخولة له بموجب نصوص خاصة ‪.32‬‬
‫يتضح مما سبق عرضه بشأن الجهات التي يمكن إثارة الدفع بعدم‬
‫الدستورية أمامها تشعب وتعدد الخصومات واملنازعات التي يمكن مباشرة‬
‫هذا الدفع بمناسبتها‪ ،‬وبأن عبارة "أحد ألاطراف في املحاكمة أمام جهة‬
‫قضائية" املنصوص عليها في املادة ‪ 091‬من الدستور واملادة ‪ 16‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 02-01‬تتسع لتشمل ليس فقط جهات القضاء التي تصدر أحكاما‬
‫فاصلة في موضوع النزاع القضائي‪ ،‬بل وتمتد حتى إلى حاالت التحقيق أمام‬
‫جهات التحقيق القضائي الجزائي‪ ،‬حسب املادة ‪ 10/16‬من القانون العضوي‬
‫‪.02-01‬‬
‫إن مباشرة إجراء الدفع بعدم الدستورية من طرف املحامي نيابة عن‬
‫موكله ينبغي أن يؤسس على ألاسباب املقررة لها في الدستور والقانون‬
‫العضوي‪ ،‬عندما يتبين بأن النص التشريعي أو التنظيمي الذي ينطبق على‬
‫النزاع ينتهك الحقوق والحريات ألاساسية للمتقاض ي الطرف في النزاع‪،‬‬
‫الهوامش‌‬
‫‪ /0‬القانون رقم ‪ 10-02‬املؤر في ‪ 12‬مارس ‪ 6102‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 01‬مؤر في ‪ 7‬مارس ‪6102.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪937‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫‪ /6‬دمحم بوسلطان‪ ،‬إجراء الدفع بعدم الدستورية‪ :‬آفاق جزائر جديدة‪ ،‬مجلة املجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬العدد ‪ ( 6107-11‬عدد موضوعاتي يتعلق بالدفع بعدم الدستورية)‪ ،‬ص ‪00.‬‬
‫‪ /0‬أوكيل دمحم أمين‪ ،‬عن دور القضاء في تفعيل آلية الدفع بعدم الدستورية في الجزائر‪:‬‬
‫دراسة مقارنة بالنموذج الفرنس ي‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،0‬العدد ‪ ،06‬الجزء الثاني‪/‬‬
‫‪،010‬‬ ‫ص‬ ‫‪،6101‬‬ ‫جوان‬
‫‪ttps://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/18/32/2/56449‬‬
‫‪ /1‬الحكم املشابه لإلجراء في املادة ‪ 0-20‬الدستور الفرنس ي‪:‬‬
‫‪Article 61-1 : Lorsque, à l'occasion d'une instance en cours devant une‬‬
‫‪juridiction, il est soutenu qu'une disposition législative porte atteinte aux droits‬‬
‫‪et libertés que la Constitution garantit, le Conseil constitutionnel peut être saisi‬‬
‫‪de cette question sur renvoi du Conseil d'État ou de la Cour de cassation qui se‬‬
‫‪.prononce dans un délai déterminé‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/loda/article_lc/LEGIARTI000019241077,‬‬
‫‪.visualisé le 06/06/2022 à 21 :30h‬‬
‫‪ /1‬م‪ 10/091 .‬من الدستور مرسوم رئاس ي رقم ‪ 116-61‬مؤر في ‪ 01‬ديسمبر ‪ 6161‬يتعلق‬
‫بإصدار التعديل الدستوري املصادق عليه في استفتاء أول نوفمير سنة ‪ 6161‬في الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 16‬مؤر في ‪ 01‬ديسمبر‬
‫‪6161‬؛ املادة ‪ 16‬من القانون العضوي رقم ‪ 02-01‬مؤر في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 6101‬يحدد شروط‬
‫وكيفيات تطبيق الفع بعدم الدستورية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 11‬مؤر في ‪ 11‬سبتمبر ‪.6101‬‬
‫‪ /2‬أوكيل دمحم أمين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪011.‬‬
‫‪ /7‬م‪ 11 .‬من القانون رقم ‪ 19-11‬مؤر في ‪ 61‬فبفري ‪ 6111‬يتضمن قانون إلاجراءات‬
‫املدنية وإلادارية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 60‬مؤر في ‪ 60‬أبريل ‪6111.‬‬
‫‪ /1‬أوكيل دمحم أمين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪012‬‬
‫‪ /9‬أوكيل دمحم أمين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪011‬‬
‫‪ /01‬املادة ‪ 101‬ق‪ .‬إ‪ .‬م‪ .‬إ‪" :‬تمثيل الخصوم أمام املجلس القضائي من طرف محام وجوبي‬
‫تحت طائلة عدم قبول الاستئناف‪ ،‬ما لم ينص هذا القانون على خالف ذلك‪.‬‬
‫ال يكون تمثيل ألاطراف بمحام وجوبيا في مادة شؤون ألاسرة واملادة الاجتماعية‬
‫بالنسبة للعمال‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪931‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫تعـفى الـدولة والواليـة والبـلدية واملؤسـسات العمـومية ذات الصبغة إلادارية من‬
‫التمثيل الوجوبي بمحام"‪.‬‬
‫‪ /00‬املادة ‪ 10/12‬من القانون العضوي رقم ‪ 02-01‬املؤر في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 6101‬يحدد‬
‫شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 11‬مؤر في ‪ 11‬سبتمبر ‪6101.‬‬
‫‪ /06‬تقدم النيابة العامة الفرنسية آرائها بشأن كل الحاالت املتعلقة بإثارة مسألة ألاولوية‬
‫الدستورية ‪:QPC‬‬
‫‪Art. 23-1./2 « Devant une juridiction relevant de la Cour de cassation,‬‬
‫‪lorsque le ministère public n'est pas partie à l'instance, l'affaire lui est‬‬
‫‪communiquée dès que le moyen est soulevé afin qu'il puisse faire connaître son‬‬
‫‪avis. LOI organique n° 2009-1523 du 10 décembre 2009 relative à l'application‬‬
‫‪،de l'article 61-1 de la Constitution‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/jorf/id/JORFTEXT000021446446/‬‬ ‫‪le‬‬
‫‪.06/06/2022 à 21 :42h‬‬
‫‪ /00‬ال يتصور أن يكون من مصلحة النيابة العامة إثارة هذا الدفع‪ ،‬لم يسجل واقع‬
‫املمارسة في التجربة الفرنسية تقديم النيابة العامة أي مسألة باألولوية الدستورية؛ أوكيل‬
‫دمحم أمين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪011.‬‬
‫‪ " /01‬ال يمكن أن يثار الدفع بعدم الدستورية تلقائيا من طرف القاض ي"‪ ،‬ونفس الحكم‬
‫تقرره املادة ‪ 60‬من القانون العضوي رقم ‪ 0160-6119‬الفرنس ي الصادر تطبيقا لنص‬
‫املادة ‪ 0-20‬من الدستور الفرنس ي‪:‬‬
‫‪Art. 23-1./1 : Un tel moyen peut être soulevé pour la première fois en‬‬
‫‪.cause d'appel. Il ne peut être relevé d'office‬‬
‫‪ /01‬أوكيل دمحم أمين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪011.‬‬
‫‪ /02‬عبد السالم ديب‪ ،‬قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية الجديد ترجمة للمحاكمة‬
‫العادلة‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر ‪ ،6102‬ص ‪71.‬‬
‫‪ /07‬قانون رقم ‪ 17-00‬مؤر في ‪ 69‬اكتوبر ‪ 6100‬يتضمن تنظيم مهنة املحاماة‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد‬
‫‪ 11‬مؤر في ‪ 01‬أكتوبر ‪6100.‬‬
‫‪ /01‬املادة ‪ 12‬قانون ‪17.-00‬‬
‫‪ /09‬م‪ 10/19 .‬من القانون العضوي رقم ‪02.-01‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪931‬‬
‫دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع‬

‫‪ /61‬م‪ 10/10 .‬من القانون العضوي رقم ‪" :02-01‬ال يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية‬
‫أمام محكمة الجنايات الابتدائية"‪.‬‬
‫‪ /60‬م‪ 16/10 .‬و‪ 10‬من القانون العضوي ‪02.-01‬‬
‫‪ /66‬م‪ 021 .‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ /60‬املادة ‪ 16/19‬من القانون العضوي ‪02.-01‬‬
‫‪ /61‬املادة ‪ 16/16‬من القانون العضوي ‪02.-01‬‬
‫‪ /61‬حسب م‪ 007 .‬مكرر ‪ .0‬من ألامر رقم ‪ 011-22‬ممض ي في ‪ 11‬يونيو ‪ ،0922‬يتضمن‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 11‬مؤر في ‪ 01‬يونيو ‪ ،0922‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ /62‬م‪ 170 .‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ /67‬املادة ‪ 111‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ " /61‬يمثل مجلس الدولة الهيئة املقومة ألعمال املحاكم إلادارية لالستئناف واملحاكم‬
‫إلادارية والجهات ألاخرى الفاصلة في املواد إلادارية"‬
‫‪ /69‬القانون رقم ‪ 17-66‬املؤر في ‪ 11‬ماي ‪ 6166‬يتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪06‬‬
‫مؤر في ‪ 01‬ماي ‪6166.‬‬
‫‪ /01‬املادة ‪" :11‬تحدث ست (‪ )2‬محاكم إدارية لالستئناف تقع مقراتها بالجزائر ووهران‬
‫وقسنطينة وورقلة وتامنغست وبشار"‪.‬‬
‫‪ /00‬املادة ‪ 16/19‬من القانون العضوي ‪02.-01‬‬
‫‪ /06‬املادة ‪ 910‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪912‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫احملامي ضامن للحقوق واحلريات أمام احملكمة الدستورية‬


‫أ‪.‬د دمحم بوطرفاس‪،‬‬
‫عضو املحكمة الدستورية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أنشئت املحكمة الدستورية بموجب التعديل الدستوري لسنة ‪ 0202‬وهي‬
‫مؤسسة مستقلة مكلفة بضمان احترام الدستور‪ ،‬تعمل على ضبط سير‬
‫املؤسسات ونشاطات السلطات العمومية في الدولة‪ ،‬وتحدد قواعد عملها‪ ،‬وقد‬
‫حلت محل املجلس الدستوري‪ ،‬وهي التسمية التي أقرها دستور ‪،)3(3691‬‬
‫حيث تبنى املؤسس الدستوري فكرة الرقابة السياسية متأثرا بالنظام الفرنس ي‬
‫من خالل دستور الجمهورية الخامسة (‪ ،)0()3691‬غير أنه لم يجد تطبيقه على‬
‫أرض الواقع‪ ،‬بسبب تعليق العمل به‪ ،‬ليبقى هناك فراغ قانوني إلى غاية صدور‬
‫دستور ‪ ،3699‬والذي لم تتضمن كذلك أحكامه التأسيس لجهاز يعهد له رقابة‬
‫دستورية القوانين‪ ،‬ليكتفي املؤسس الدستوري بالنص على الرقابة السياسية‬
‫والرقابة الشعبية (‪ ،)1‬ليتم بعدها تكريس مبدأ الرقابة على دستورية القوانين‬
‫من جديد في كل من دستوري ‪ ،)4(3616‬و ‪،)9(3669‬‬
‫وتجدر إلاشارة إلى أن املؤسس الدستوري في ظل التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ ،0239‬تبنى آلية جديدة وهي الدفع بعدم الدستورية كإجراء يمكن أطراف‬
‫النزاع الدفع بعدم دستورية حكم تشريعي ينتهك الحقوق والحريات‪ ،‬أما الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ ،)9(311‬وتكريسا لهذا املبدأ صدر القانون‬
‫العضوي رقم ‪ ،)9( 39-31‬الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع عم‬
‫الدستورية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪141‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫إن إنشاء املحكمة الدستورية كمؤسسة مستقلة‪ ،‬يعد نقلة نوعية في‬
‫ّ‬
‫النظام القانوني‪ ،‬ولبنة جديدة في إطار البناء املؤسساتي‪ ،‬وقد مكن إلاعالن عن‬
‫ميالد املحكمة الدستورية‪ ،‬الانتقال من أسلوب الرقابة السياسية على دستورية‬
‫القوانين والتي كانت تمارس من طرف املجلس الدستوري‪ ،‬إلى أسلوب الرقابة‬
‫القضائية على دستورية القوانين املعمول به في كثير من ألانظمة الدستورية‬
‫املقارنة‪ ،‬والذي تتواله املحاكم الدستورية‪،‬‬
‫خول املؤسس الدستوري‪ ،‬املحكمة الدستورية‪ ،‬إمكانية‬ ‫وفي هذا إلاطار ّ‬
‫إخطارها بالدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من املحكمة العليا أو مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬عندما يدعي أحد ألاطراف في املحكامة‪ ،‬أمام جهة قضائية أن الحكم‬
‫التشريعي أو التنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك حقوق وحرياته التي‬
‫يضمنها الدستور(‪.)1‬‬
‫وبذلك فإن إقرار هذا الاجراء‪ ،‬يعد خطوة إيجابية في مسار تفعيل الرقابة‬
‫الدستورية الالحقة‪ ،‬وتحقيق العدالة الدستورية وحماية حقوق ألافراد‬
‫وحرياتهم ألاساسية‪ ،‬على غرار ما هو معمول به في العديد من ألانظمة‬
‫الدستورية والقانونية املقارنة‪ ،‬يتسنى بموجبها لكل من له صفة‪ ،‬الدفع بعدم‬
‫دستورية حكم تشريع أو تنظيمي عن طريق الادعاء أمام القضاء‪ ،‬أن القانون‬
‫الذي يطبق على النزاع املعروض أمامه يمس بالحقوق والحريات التي يكفلها‬
‫الدستور‪ ،‬ما يستوجب تحرك الرقابة الدستورية للبت في دستوريته‪ ،‬ويعد هذا‬
‫الاجراء كآلية للمراجعة الالحقة للمنظومة القانونية‪ ،‬بغرض تحقيق انسجام مع‬
‫مضمون الدستور في إطار حماية الحقوق والحرايات(‪.)6‬‬
‫بالنظر لألهمية الكبيرة التي أوالها التعديل الدستوري لسنة ‪،0202‬‬
‫خاصة ما تعلق منها بموضوع إجراء الدفع بعدم دستورية ألاحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية‪ ،‬ودورها الفعال في ضمان سمو الدستور من جهة‪ ،‬وحماية الحقوق‬
‫والحريات من جهة أخرى‪ ،‬من هذا املنطلق يمكن أن نطرح إلاشكالية التالية‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪140‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫إلى أي مدى يمكن للمحامي أن يساهم في حماية الحقوق والحريات أمام‬


‫املحكمة الدستورية‪ ،‬بمناسبة إجراء الدفع بعدم دستورية حكم تشريعي أو‬
‫تنظيمي؟‬
‫أوال‪ :‬مفهوم رقابة الدفع بعدم الدستورية‬
‫ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫مكن من‬ ‫تعني التثبت من دستورية أحكام قانونية دخلت حيز النفاذ ت ِّ‬
‫كشف حالة عدم الدستورية التي تظهر عند تطبيق قانون ما‪ ،‬والتي لم يكن من‬
‫املمكن أحيانا تشخيصها في بداية ألامر (‪ ،)32‬وهي رقابة قضائية عن طريق‬
‫الدفع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مضمون إلاخطاربالدفع بعدم الدستورية وطبيعته‬
‫إن الدفع بعدم الدستورية هو اعتراض على تطبيق الحكم التشريعي‬
‫والتنظيمي (‪ )33‬الذي يتوقف عليه مآل النزاع‪ ،‬بدعوى أنه ينتهك الحقوق‬
‫والحريات املنصوص عليها دستوريا (‪ .)30‬في املواد من ‪ 10‬إلى غاية ‪ 91‬وبعض‬
‫ألاحكام الدستورية ألاخرى‪.‬‬
‫إن إقرار طبيعة نزاع الفصل في الدفع وحمايته لحقوق ألاطراف‪ ،‬و حرصا‬
‫على الاستقرار القانوني و الثقة في ألاحكام القضائية يتجه النص بالحكم‬
‫التشريعي الذي أثير بمناسبته دفع بعدم الدستورية و بيان محتواه حتى يكون‬
‫املحكوم لفائدته في النزاع أو الغير بصفة عامة ‪ ،‬إلى اعتبار الحكم القضائي‬
‫يمكن الاحتجاج به على الكافة ‪ ،‬و الحقيقة‪ ،‬أن تحديد الطبيعة القانونية‬
‫للدفع بعدم دستورية نص قانوني يثير أكثر من إشكال‪ ،‬ذلك أن فصل املجلس‬
‫الدستوري سابقا (املحكمة الدستوري في التعديل الدستوري لسنة ‪ )0202‬في‬
‫الدفع املثار أمامه و في غياب ألاطراف يجعل من سلطة املجلس سلطة والئية‬
‫أكثر من كونها عمال قضائيا ‪ ،‬وان طريقة و إجراءات كيفية إثارة الدفع تجعلنا‬
‫نعتبره دفعا ليس من ضمن متعلقات النظام العام ‪ ،‬والدليل على ذلك أن‬
‫محكمة املوضوع ال يمكنها إثارة الدفع من تلقاء نفسها وفق نص املادة ‪ 24‬من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪143‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫القانون العضوي السالف الذكر؛ فقاض ي املوضوع ال يمكنه إثارة وسيلة الدفع‬
‫من تلقاء نفسه بحجة امتناعه عن البت بدعوى عدم مطابقة النص القانوني‬
‫لقواعد و أحكام الدستور‪ ،‬ألن ذلك يعد امتناعا و إنكارا للعدالة‪ ،‬في حين تنص‬
‫املادة ‪ 0‬من القانون العضوي ‪ 39/31‬املؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪ ،0231‬املتعلق‬
‫بشروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬على أنه يمكن إثارة الدفع‬
‫بعدم الدستورية في كل محاكمة أمام الجهات القضائية الخاضعة للنظام‬
‫القضائي إلاداري والعادي‪ ،‬كما يمكن أن يثار هذا الدفع للمرة ألاولى أمام‬
‫هيئات الاستئناف وفي أثناء الطعن بالنقض‪ ،‬وذلك من قبل أحد أطراف‬
‫الدعوى‪ ،‬في حالة ما إذا ادعى أن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع‬
‫ينتهك حقوق وحرياته املحمية بموجب الدستور‪ ،‬ألامر الذي يفهم منه أن‬
‫طبيعة هذا الدفع تكتس ي طابعا يجعلها من متعلقات النظام العام‪.‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 29‬من القانون العضوي ‪ 39/31‬السالف الذكر على أن‬
‫الدفع بعدم الدستورية ال بد أن يقدم تحت طائلة عدم القبول بمذكرة مكتوبة‬
‫ومفصلة ومسببة‪ ،‬بمعنى إذا لم يكن مكتوب ومفصل ومسبب‪ ،‬ال يقبل هذا‬ ‫ّ‬
‫الدفع‪ ،‬وهذا دليل على مدى حرص املشرع على الحفاظ على املركز القانوني‬
‫وحقوق وحريات الخصم‪ ،‬ألن أهم شروط الدعوى عموما هي املصلحة‪ ،‬لذلك‬
‫على صاحب الدفع تقديم كافة الدالئل الكتابية‪ ،‬و يشترط لقبول الدفع بعدم‬
‫الدستورية أن يتوافر للمدعي بها مصلحة قانونية وشخصية مباشرة‪ ،‬والتى تعنى‬
‫أن يكون قد أصابه ضرر فعلى من جراء تطبيق النص التشريعى غير الدستورى‬
‫عليه ‪ ،‬على أن تفصل الجهة القضائية فورا بقرار مسبب في إرسال الدفع إلى‬
‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬بعد استطالع رأي النيابة العامة أو محافظ‬
‫الدولة وفق نص املادة ‪ 29‬من القانون العضوي‪ ،‬وهذا إلاجراء باعتقادي ألن‬
‫النيابة العامة هي ممثل الحق العام؛ كما يتم إرسال الدفع إذا تم استيفاء‬
‫الشروط املذكورة في املادة ‪ 21‬من القانون العضوي ‪ .)31( 39/31‬أما بخصوص‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪144‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫آلاجال فإن قرار إرسال الدفع إلى املحكمة العليا أو مجلس الدولة يوجه مع‬
‫ّ‬
‫عرائض ألاطراف ومذكراتهم خالل ‪ 32‬أيام من صدوره‪ ،‬ويبلغ إلى ألاطراف وال‬
‫يكون قابال ألي طعن‪ ،‬ويبلغ قرار رفض إلارسال إلى املعنيين طبقا للمادة ‪ 26‬من‬
‫القانون العضوي السالف الذكر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ألاحكام املطبقة في اجراء الدفع بعدم الدستورية‬
‫إن املحكمة العليا ومجلس الدولة هما الجهتان القضائيتان ألاعلى درجة‪،‬‬
‫لذلك فضال عن كونهما تضطلعان بضمان توحيد الاجتهاد القضائي في جميع‬
‫أنحاء البالد والسهر على احترام القانون‪ ،‬تتميزان بتراك ــم ت ــجربة قان ــونية‬
‫وقضائية تمكنهما من لعب دورهما كمصفاة أخيرة ملدى تأسيس الدفع بعدم‬
‫الدستورية قبل إحال ــته أو عدم إحالته إلى املجلس الدستوري الذي هو‬
‫القاض ي الوحيد لدستورية القوانين (‪.)34‬‬
‫املطبقة أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة‬ ‫‪ -1‬ألاحكام ّ‬
‫نصت املادة ‪ 31‬من القانون العضوي السالف الذكر على أنه تفصل‬
‫املحكمة العليا ومجلس الدولة في إحالة الدفع إلى املجلس الدستوري (‪ )39‬في‬
‫بدء من تاريخ استالم إلارسال‪ ،‬وتتم إلاحالة (‪ )39‬إذا تم استيفاء‬ ‫أجل شهرين ً‬
‫الشروط الواردة في نص املادة ‪ ، 21‬ويوجه قرار إلارسال إلى الرئيس ألاول‬
‫للمحكمة العليا أو رئيس مجلس الدولة حسب الحالة طبقا للمادة ‪.)39( 39‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 39‬على أن يرسل القرار املسبب من طرف املحكمة العليا‬
‫أو مجلس الدولة إلى املجلس الدستوري مرفقا بمذكرات وعرائض ألاطراف‪.‬‬
‫ومن خالل املادة ‪ 31‬يتم إرجاء املحكمة العليا أو مجلس الدولة للفصل إلى‬
‫غاية الفصل في مسألة الدفع بعدم الدستورية‪ .‬هذا ويتم إعالم الجهة القضائية‬
‫التي أرسلت الدفع حسب نص املادة ‪ 36‬بقرار املحكمة العليا أو مجلس الدولة‬
‫ويبلغ لألطراف في أجل ‪ 32‬أيام من تاريخ صدوره؛ وإذا لم يتم الفصل في الدفع‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪141‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫من طرف املحكمة العليا أو مجلس الدولة ُيحال تلقائيا إلى املجلس الدستوري‬
‫وفق املادة ‪ 02‬من القانون العضوي السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬ألاحكام ّ‬
‫املطبقة أمام املحكمة الدستورية‬
‫ليس من السهل معالجة ألاحكام التي تطبق أمام املجلس الدستوري‬
‫وبالتالي إلاجراءات‪ ،‬في غياب اكتمال الترسانة القانونية لتطبيق الدفع بعدم‬
‫سيما الجزء الخاص باألحكام التي تتضمن قواعد املجلس‬ ‫الدستورية‪ ،‬ال ّ‬
‫الدستوري التي يعود إعدادها حسب الدستور للمجلس الدستوري نفسه‬
‫(‪.)31‬‬
‫نصت املادة ‪ 316‬من التعديل الدستوري ‪)36( 23/39‬على أن املجلس‬
‫الدستوري يتداول في جلسة مغلقة ويعطي رأيه أو يصدر قراره في ظرف ‪ 12‬يوم‬
‫من تاريخ إلاخطار‪ ،‬وعندما يخطر في إطار املادة ‪ 311‬املتعلقة بالدفع بعدم‬
‫الدستورية فيصدر قراره خالل ‪ 24‬أشهر التي تلي تاريخ إلاخطار‪ ،‬حيث يمكن‬
‫تمديدها مرة واحدة ملدة أقصاها ‪ 24‬أشهر كذلك‪ ،‬بناء على قرار مسبب من‬
‫املجلس يبلغ إلى الجهة القضائية صاحبة إلاخطار (‪.)02‬‬
‫هذا ونصت املادة ‪ 03‬من القانون العضوي ‪ 31/39‬على أن املجلس‬
‫الدستوري يعلم رئيس الجمهورية ورئيس غرفتي البرملان والوزير ألاول‪ ،‬حيث‬
‫يمكن لهذه ألاطراف أن تقدم مالحظاتها بهذا الشأن‪ ،‬وتكون جلسة املجلس‬
‫علنية طبقا للمادة ‪ ،00‬ويبلغ قراره إلى الجهة القضائية املعنية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إبرازأهمية املحامي في إثارة الدفع بعدم الدستورية‬
‫إن الهدف من استحداث آلية الدفع بعدم الدستورية هو ضمان حقوق‬
‫إلانسان والحريات ألاساسية‪ ،‬لذلك فإن املحامي يعتبر ركيزة أساسية يقوم‬
‫عليها الحق في محاكمة عادلة‪ ،‬لذلك فإنه يلعب دورا أساسيا في إثارة الدفع‬
‫بعدم الدستورية من خالل متابعته للملف أمام الجهات القضائية وطرح كل‬
‫املسائل التي من شأنها حماية حقوق املتقاضين‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪141‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫كما أن املحامي الذي يحرص على ضمان حقوق املتقاضين فإنه يستعمل‬
‫كل الوسائل القانونية والحجج املمكنة والتي بواسطتها يضمن حماية حقوق‬
‫املتقاضين‪ ،‬وقد حدد القانون رقم ‪ 39-31‬املؤرخ في ‪ 0‬سبتمبر ‪ ،0231‬شروط‬
‫وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬والذي يمكن أن يثار خالل كل مراحل‬
‫التقاض ي‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬فقد نصت املادة ‪ 0‬من القانون ‪ 29-31‬على أن إثارة‬
‫الدفع بعدم الدستورية يمكن أن يتم في كل محاكمة أمام الجهات القضائية‬
‫الخاضعة للنظام العادي والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي‬
‫إلاداري‪ ،‬من قبل أحد أطراف الدعوى الذي يدعي أن الحكم التشريعي الذي‬
‫يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪.‬‬
‫‪ .3‬لم يبين املشرع الجزائر فيما إذا كان املذكرة التي يقدمها أطراف‬
‫الدعوى في حال إجراء الدفع بعدم الدستوري‪ ،‬توقع من قبل املحامي أم ال‪ ،‬غير‬
‫أنه في أغلب ألانظمة املقارنة تشترط تحت طائلة البطالن عدم توقيع املحامي‪.‬‬
‫‪ .0‬تكريس ملبدأ سمو الدستور‪" ،‬الحق في الدفاع معترف به"‬
‫(م ‪ 399‬من دستور ‪)0202‬‬
‫‪ .1‬حق ألافراد في تقديم في إثارة الدفع بعدم الدستورية بناء على دعوى‬
‫مرفوعة كأسلوب غير مباشر في إثارة الدفع مما يعد تكريس لحق ألافراد في‬
‫تقويم املنظومة القانونية‬
‫‪ .4‬تكريس لدولة الحق والقانون‬
‫‪ .9‬ضمان لحماية حقوق وحريات ألافراد‬
‫‪ .9‬تعزيز لدور املواطنة‬
‫ثانيا‪ :‬من له حق اثارة الدفع بعدم الدستورية(‪)21‬‬
‫بقراءة نصوص القانون العضوي رقم ‪ 39-31‬املؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪0231‬‬
‫املتعلق بشروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬عمال بنص املادة ‪20‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪147‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫منه‪ ،‬يتضح أن أنه يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية من قبل أحد أطراف‬
‫الدعوى الذي يدعي أن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك‬
‫الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪ ،‬وذلك في كل محاكمة أمام الجهات‬
‫القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي والجهات القضائية الخاضعة‬
‫للنظام القضائي إلاداري‪.‬‬
‫كما وسعت نفس املادة من مجال الدفع بنصها على إمكانية إثارتها للمرة‬
‫ألاولى في الاستئناف أو الطعن بالنقض‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الشروط ممارسة الدفع ودوراملحامي في ابرازها‬
‫تضمنت أحكام القانون العضوي ‪ 39-31‬املشار إليه أعاله على جملة من‬
‫الشروط الواجب توفرها إلثارة عملية الدفع بعدم الدستورية من خالل املادتين‬
‫‪ 29‬و‪ 21‬منه باإلضافة إلى الشرطين املذكورين في املادة ‪ 20‬من نفس القانون‬
‫والتي اشترطت أن يرفع الدفع من أحد أطراف النزاع وأن يكون الحكم التشريعي‬
‫املطعون فيه يتضمن انتهاك الحقوق والحريات‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن استخالص الشروط الواجب توفرها لقبول الدفع بعدم‬
‫الدستورية في نوعين‪ :‬شروط شكلية (الفقرة ألاولى) وشروط موضوعية (الفقرة‬
‫الثانية)‬
‫‪ .I‬الشروط الشكلية لقبول الدفع بعد الدستورية‬
‫تعد املادة ‪ 29‬من القانون العضوي رقم ‪ 39-31‬املؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪0231‬‬
‫املتضمن تحديد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬الذي جاء‬
‫تطبيقا ألحكام الفقرة الثانية من املادة ‪ )00(311‬من التعديل الدستوري لعام‬
‫‪ ،0239‬املفتاح لكل آلية الدفع بعدم الدستورية(‪ ،)01‬حيث جاءت نصت املادة‬
‫‪ ،29‬الفصل الثاني من القانون العضوي ‪ 39-31‬لتحدد الشروط الشكلية‬
‫الواجب توفرها في املذكرة التي يقدم بموجبها أحد املتقاضين‪ ،‬الدفع بعدم‬
‫الدستورية للجهات القضائية تحت طائلة عدم قبولها‪ ،‬ويتضح بأنها تتضمن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪141‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫نقطتين أساسيتين‪ ،‬تتعلق النقطة ألاولى بالشروط الواجب توفرها في املذكرة‪،‬‬


‫أما النقطة الثانية‪ ،‬فتحدد مآل املذكرة التي ال يتوفر فيها الشروط الشكلية‪.‬‬
‫‪ ­1‬الشروط الشكلية الواجب توفرها في املذكرة التي يقدم بها الدفع بعد‬
‫الدستورية‬
‫من الناحية الشكلية اشترط املشرع في املادة ‪ 29‬من القانون العضوي‬
‫املحدد لشروط وكيفيات تطبيق الدفع‪ ،‬أن يقدم الدفع بعد الدستوري في‬
‫مذكرة مكتوبة ومنفصلة ومسببة (‪)04‬‬
‫أ‪ -‬مذكرة مكتوبة‪:‬‬
‫يجب تقديم الدفع بعدم الدستورية في صورة مكتوبة ال شفوية‪ ،‬ويتعلق‬
‫هذا الشرط بإجراءات التقاض ي‪ ،‬خاصة وأن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫نص في مادته التاسعة(‪ )6‬على أن ‪ ":‬ألاصل في إجراءات التقاض ي أن تكون‬
‫مكتوبة "(‪ ،)09‬وعليه من غير املمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية شفويا‪ ،‬وأن‬
‫تتضمن مذكرة الدفع بعدم الدستورية التي ترفق بعريضة املدعي أو املدعى‬
‫عليه‪ ،‬البيانات الالزمة‪ ،‬كاسم الطاعن‪ ،‬الجهة القضائية التي طرح أمامها‬
‫النزاع‪ ،‬موضوع الدفع بصورة واضحة ومحددة‪ ،‬ما يثبت من ادعاء أن الحكم‬
‫التشريعي أو التنظيمي الواجب التطبيق على موضوع الدعوى‪ ،‬ووجه مخالفته‬
‫للدستور(‪.)09‬‬
‫ب‪ -‬مذكرة منفصلة‪:‬‬
‫يجب أن تكون مذكرة الدفع التي يقدم بموجبها املتقاضين الدفع بعدم‬
‫الدستورية منفصلة عن عريضة الدعوى ألاصلية‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول‪،‬‬
‫تجدر إلاشارة إلى أنه عند مراقبة املطابقة مع الدستور للقانون العضوي (‪،)09‬‬
‫استبدل مصطلح مستقلة‪ ،‬بمنفصلة على اعتبار أن مستقلة والاستقاللية‬
‫صفتان للهيئات والسلطات‪ ،‬وقد اعتبر استعمال كلمة مستقلة للداللة عن‬
‫الانفصال سهوا يتعين تداركه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪141‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫ج‪ -‬التسبيب‪:‬‬
‫يقصد بالتسبيب‪ ،‬بيان وتعليل أن الحكم التشريعي أو التنظيمي املثار‬
‫بمناسبته الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬مقنعا ومستفيضا‪ ،‬يبين أوجه خرق‬
‫الدستور في مجال الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور‪ ،‬مما يمكن الجهة‬
‫القضائية مراقبة جدية الدفع املثار أمامها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط املوضوعية لقبول الدفع بعدم الدستورية (‪:)22‬‬
‫نصت املادة ‪ 21‬من القانون العضوي ‪ 39-31‬الذي يحدد شروط وكيفيات‬
‫تطبيق الدفع بعدم الدستورية (‪ )06‬على ثالثة شروط املوضوعية التي يجب أن‬
‫يستوفيها الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬وال تحيل الجهة القضائية التي أثير أماها‬
‫الدفع إلى الجهة العليا‪ ،‬إال العرائض التي تتوفر فيها الشروط املنصوص عليها في‬
‫نص املادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪ 39-31‬السالف الذكر‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن‬
‫يشكل أساس للمتابعة‪:‬‬
‫يشترط في قبول الدفع بعدم دستورية الحكم التشريعي أو (التنظيمي(‪))12‬‬
‫أن يكون مطبقا على موضوع النزاع ألاصلي‪ ،‬أي مرتبط بالنزاع أثناء املحاكمة‪،‬‬
‫وال يقبل الدفع الذي يوجه ضد حكم تشريعي أو تنظيمي ال يتوقف عليه مآل‬
‫النزاع‪ ،‬بعبارة أخرى ال يمكن طلب إجراء دفع لنص قانوني غير مطبق وغير‬
‫مستند عليه في الدعوى‪.‬‬
‫‪ – 2‬أال يكون الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور‬
‫من طرف املجلس الدستوري باستثناء تغيرحال الظروف‪:‬‬
‫إن النصوص التشريعية التي سبق للمجلس الدستوري (سابقا) املحكمة‬
‫الدستورية حاليا‪ ،‬أن راقب مدى دستوريتها سواء عن طريق آلية الرقابة القبلية‬
‫أو الرقابة البعدية بواسطة الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬وصرح بأنها مطابقة‬
‫للدستور‪ ،‬ال يمكن أن يطعن فيها مرة أخرى‪ ،‬بأنها مخالفة للدستور عن طريق‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪112‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬أي عدم امكانية عرض مسألة مدى دستورية نص‬
‫تشريعي أو تنظيمي (‪ )13‬سبق الفصل في مدى دستوريته من عدمه‪.‬‬
‫‪ -3‬شرط الجدية في الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫يرتبط مفهوم الجدية‪ ،‬أن يكون هدف الدفع موضوعيا ويستند إلى مبررات‬
‫حقيقة‪ ،‬حيث أن املشرع الجزائري لم يحدد معايير حاسمة تحدد ما إذا كان‬
‫الدفع جديا من عدمه‪ ،‬وبالتالي فهي مسألة موضوعية يقدرها القاض ي الذي‬
‫طرحت أمامه القضية ألاصلية‪ ،‬حيث يكتفي القاض ي بالتصريح أنه ثمة شك في‬
‫امكانية تضمن الحكم التشريعي (أو التنظيمي بموجب دستور ‪ )0202‬املعترض‬
‫عليه‪ ،‬أنه يحتمل فعال التصريح بعدم دستوريته مما يجعل الدفع املثار‬
‫جديا(‪ ،)10‬وفي هذا إلاطار أشار املجلس الدستوري سابقا في رأيه(‪ )11‬املتعلق‬
‫بمطابقة القانون العضوي الذي يحدد شوط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬للدستور‪ ،‬أن "تقتض ي أن يتقيد القضاة‪ ،‬عند ممارسة صالحياتهم‬
‫بالحدود التي تسمح فقط بتقدير مدى توفر الشرط املنصوص عليها في املادة ‪6‬‬
‫من القانون العضوي‪ ،‬موضوع الاخطار‪ ،‬دون أن يمتد ذلك إلى تقديرهم‬
‫لدستورية الحكم التشريعي املعترض عليه‪".......‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫ّإن آلية الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬هي إحدى الوسائل لتحريك الدعوى‬
‫الدستورية‪ ،‬أقرتها غالبية الدول في أنظمتها التشريعية‪ ،‬بهدف حماية الحقوق‬
‫والحريات املكفولة دستوريا‪ ،‬ويختلف هذا املبدأ باختالف ألانظمة السياسية‪،‬‬
‫من حيث طبيعتها قد تكون الرقابة الدستورية عن طريق الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬تعهد لجهاز دستوري ذا طبيعة سياسية‪ ،‬وقد تكون عن طريق‬
‫هيئة قضائية‪.‬‬
‫إن مبدأ الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬آلية جديدة في النظام القانوني‬
‫الجزائري‪ ،‬بموجبها يتم إخطار املجلس الدستوري سابقا (املحكمة الدستورية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪111‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫حاليا)‪ ،‬بطريق غير مباشر من طرف املتقاض ي‪ ،‬بناء على إحالة من مجلس‬
‫الدولة أو محكمة العليا‪ ،‬للدفاع عن الحقوق أو الحريات املكفولة في الدستور‪.‬‬
‫إن آلية الدفع بعدم الدستورية هي وسيلة لتحقيق غاية مزدوجة تتمثل في‬
‫حماية مبدأ سمو الدستور من جهة وضمان وحماية الحقوق والحريات التي‬
‫يكفلها الدستور لألفراد‪ ،‬تكريسا لألمن القانوني وتنقية النظام القانوني من‬
‫النصوص التشريعية املخالفة للدستور‬
‫املصادرواملراجع‪:‬‬
‫املصادر‪:‬‬
‫‪ -‬دستور ‪ 3691‬للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪ -‬دستور ‪ 3699‬للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الصادر بموجب ألامر‬
‫‪ 69-99‬مؤرخ في ‪ 12‬ذي القعدة عام ‪ 3169‬املوافق ‪ 00‬نوفمبر ‪ ،3699‬يتضمن إصدار‬
‫دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الععد ‪.64‬‬
‫‪ -‬دستور ‪ 3616‬للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر بموجب املرسوم‬
‫الرئاس ي رقم ‪ 31-16‬املؤرخ في ‪ 00‬رجب عام ‪ 3426‬املوالف ‪ 01‬فبراير سنة ‪ ،3616‬يتعلق‬
‫بنشر نص تعديل الدستور املوافق عليه في استفتاء ‪ 01‬فبراير سنة ‪ ،3616‬في الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪.6‬‬
‫‪ -‬دستور ‪ 3669‬للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الصادر بموجب املرسوم‬
‫الرئاس ي رقم ‪ ،411-69‬مؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر سنة ‪ ،3669‬يتعلق بإصدار نص التعديل‬
‫الدستور‪ ،‬املصادق عليه في استفتاء ‪ 10‬نوفمبر سنة ‪ ،3669‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪99‬‬
‫‪ -‬دستور ‪ 0239‬للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪ -‬دستور ‪ 0202‬للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الصادر بموجب مرسوم‬
‫رئاس ي رقم ‪ 440-02‬مؤرخ في ‪ 39‬جمادى ألاولى عام ‪ 3440‬املوافق ‪ 12‬ديسمبر سنة ‪،0202‬‬
‫يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬املصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ‪ ،0202‬في‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪.10‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪110‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫‪ -‬قانون عضوي رقم ‪ 39-31‬مؤرخ في ‪ 00‬ذي الحجة عام ‪ 3416‬املوافق ‪ 0‬سبتمبر سنة‬
‫‪ ،0231‬يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 9‬سبتمبر‬
‫‪ ،0231‬بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪.94‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 26-21‬املؤرخ في ‪ 31‬صفر عام ‪ 3406‬املوافق ‪ 09‬فبراير سنة ‪،0221‬‬
‫يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ .‬إلاجراءات املدنية وإلادارية‪،‬‬
‫‪ -‬رأي املجلس الدستوري رقم‪ /21 :‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 31/‬املؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 0231‬املتعلق‬
‫بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم‬
‫الدستورية للدستور( الجريدة الرسمية العدد ‪ 94‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬سبتمبر ‪.)0231‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬د‪.‬سالمي عبد السالم‪ ،‬و بن دراج على إبراهيم طالب دكتوراه‪ ،‬مقال بعنوان‬
‫"املجلس الدستوري في الجزائر‪ ،‬تشكسلته واختصاصاته في مجال الرقابة الدستورية على‬
‫ضوء التعديل الدستوري لسنة ‪ ،"0239‬املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والاقتصادية‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،91‬العدد ‪ ،3‬الصفحات من ‪.391-303‬‬
‫تحدد شروط وكيفيات تطبيق هذه الفقرة بموجب قانون عضوي"‪.‬‬
‫‪ -‬سامية سمري‪ ،‬مداخلة بعنوان "اختصاصات املحكمة الدستورية في مجال الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،"،‬تم إلقائها بمناسبة املتلقى الدولي حول " املحكمة الدستورية ودورها في‬
‫بناء الجزائر الجديدة"‪ ،‬يومي ‪ 29‬و‪ 29‬أفريل ‪ ،0203‬منشور في العدد ‪ 0203- 39‬من مجلة‬
‫املجلس الدستوري‪ ،‬ص ‪.362‬‬
‫‪ -‬دمحمي روابحي‪ ،‬الاجراءات املطبقة أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة في مادة الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،‬الندوة الوطنية حول الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬الجزائر‪ ،33 ،32 ،‬ديسمبر‬
‫‪ ،0231‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -‬الوافي عبد الرزاق‪ ،‬طالب دكتوراه كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪،‬‬
‫مقال بعنوان "قرأة في القانون العضوي رقم ‪ 39-31‬يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع‬
‫بعد الدستورية" ‪ ،‬منشور بمجلة الصدى للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد الثاني‬
‫العدد ‪ ،3‬مارس ‪ ،0202‬الصفحات‪.31-396 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد القادر عدو‪ ،‬و ط‪.‬د مراد زوايد‪ ،‬مقال بعنونان‪" ،‬شروط ممارسة الدفع بعد‬
‫الدستورية أمام الجهات القضائية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة بين القانون الجزائري والفرنس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪113‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫واملصري"‪ ،‬منشور بمجلة املعارف‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬املجلد ‪ 39‬العدد ‪0‬‬
‫الصفحات ‪.109-132‬‬
‫‪ -‬الرقابة الالحقة على دستورية القوانين في القانون املقارن‪ ،‬تقرير ملكتب تونس التابع‬
‫للمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية‪ ،‬أملانيا‪ ،‬د ت‪،‬‬
‫‪ -‬املوقع الالكتروني‪:‬‬
‫‪ https://www.wikiwand.com/ar‬دستور_الجزائر‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ - 3‬املادة ‪ 91‬منه تنص على مايلي‪“ :‬يتألف املجلس الدستوري من الرئيس ألاول‬
‫للمحكمة العليا ورئيس الغرفتين املدنية وإلادارية في املحكمة العليا‪ ،‬وثالث نواب يعينهم‬
‫املجلس الوطني الشعبي وعضو يعينه رئيس الجمهورية”‪ .‬ومن املعلوم أن هذا املجلس لم‬
‫يشكل ليمارس نشاطه‪ ،‬املصدر‪ ،‬دستور_الجزائر ‪https://www.wikiwand.com/ar‬‬
‫‪ - 0‬د‪.‬سالمي عبد السالم‪ ،‬و بن دراج على إبراهيم طالب دكتوراه‪ ،‬مقال بعنوان‬
‫"املجلس الدستوري في الجزائر‪ ،‬تشكسلته واختصاصاته في مجال الرقابة الدستورية على‬
‫ضوء التعديل الدستوري لسنة ‪ ،"0239‬املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والاقتصادية‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،91‬العدد ‪ ،3‬الصفحات من ‪391.-303‬‬
‫‪ - 1‬أنظر املواد من ‪ 69‬إلى ‪ ،321‬دستور ‪ ،3699‬الصادر بموجب ألامر ‪ 69-99‬مؤرخ في‬
‫‪ 12‬ذي القعدة عام ‪ 3169‬املوافق ‪ 00‬نوفمبر ‪ ،3699‬يتضمن إصدار دستور الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬‬
‫العدد ‪64.‬‬
‫‪ - 4‬أنظر الباب الثالث‪ :‬الرقابة واملؤسسات الاستشارية‪ ،‬الفصل ألاول الرقابة‪ ،‬املواد‬
‫من ‪ 390‬إلى ‪ 396‬من دستور ‪ ،3616‬الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 31-16‬املؤرخ في‬
‫‪ 00‬رجب عام ‪ 3426‬املوالف ‪ 01‬فبراير سنة ‪ ،3616‬يتعلق بنشر نص تعديل الدستور‬
‫املوافق عليه في استفتاء ‪ 01‬فبراير سنة ‪ ،3616‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪6.‬‬
‫‪ - 9‬دستور ‪ ،3669‬الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،411-69‬مؤرخ في ‪29‬‬
‫سبتمبر سنة ‪ ،3669‬يتعلق بإصدار نص التعديل الدستور‪ ،‬املصادق عليه في استفتاء ‪10‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،3669‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،99‬لتفاصيل أكثر‪ ،‬انظ ولد أحمد تنهنان‪ ،‬تشكيلة املجلس الدستوري الجزائري على ضوء‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪114‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫التعديل الدستوري لسنة ‪ - 0239‬دراسة نقدية‪ ، -‬مجلة التراث‪ ،‬العدد ‪ ،21‬املجلد‬


‫العاشر‪ ،‬أكتوبر ‪ ،0202‬الصفحات ‪019.-092‬‬
‫‪ - 9‬املادة ‪' : 311‬يمكن إخطار املجلس الدستوري بالدفع بعدم الدستورية بناء على‬
‫إحالة من املحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬عندما يدعي أحد ألاطراف في املحاكمة أمام‬
‫جهة قضائية أن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات‬
‫التي يضمنها الدستور"‪.‬‬
‫تحدد شروط وكيفيات تطبيق هذه الفقرة بموجب قانون عضوي"‪.‬‬
‫‪ - 9‬قانون عضوي رقم ‪ 39-31‬مؤرخ في ‪ 00‬ذي الحجة عام ‪ 3416‬املوافق ‪ 0‬سبتمبر‬
‫سنة ‪ ،0231‬يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪9‬‬
‫سبتمبر ‪ ،0231‬بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪94.‬‬
‫‪ 369 - 1‬من من التعديل الدستوري لسنة ‪0202.‬‬
‫‪ - 6‬سامية سمري‪ ،‬مداخلة بعنوان "اختصاصات املحكمة الدستورية في مجال الدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،"،‬تم إلقائها بمناسبة املتلقى الدولي حول " املحكمة الدستورية ودورها في‬
‫بناء الجزائر الجديدة"‪ ،‬يومي ‪ 29‬و‪ 29‬أفريل ‪ ،0203‬منشور في العدد ‪ 0203- 39‬من مجلة‬
‫املجلس الدستوري‪ ،‬ص ‪362.‬‬
‫‪ - 32‬الرقابة الالحقة على دستورية القوانين في القانون املقارن‪ ،‬تقرير ملكتب تونس‬
‫التابع للمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية‪ ،‬أملانيا‪ ،‬د ت‪ ،‬ص ‪29.‬‬
‫‪ - 33‬تم إضافة مصطلح الحكم التنظيمي‪ ،‬بمناسبة التعديل الدستوري لسنة ‪0202‬‬
‫طبقا ملا ورد في نص املادة ‪ 369‬منه‪.‬‬
‫‪ - 30‬راجع املادة رقم‪ 1 :‬من القانون العضوي رقم‪ 39/31 :‬املؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪0231‬‬
‫الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية ( الجريدة الرسمية العدد ‪94‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 29‬سبتمبر ‪. )0231‬‬
‫‪ - 31‬الشروط التي يجب أن يستوفيها الدفع بعدم الدستورية التي تضمنتها املادة رقم‬
‫‪ 21‬أعاله هي‪ :‬أن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل أساس‬
‫املتابعة في الشق الجزائي‪ ،‬وأن ال يكون الحكم التشريعي قد سبق للمجلس الدستوري‬
‫بالجدية‪ ،‬رغم عدم وجود ما‬‫ّ‬ ‫التصريح بمطابقته للدستور‪ ،‬وكذلك أن يتسم هذا الدفع‬
‫ُيفيد ضوابط ومعايير الجدية في القانون العضوي ‪ ،39/31‬لذلك فسيكون هذا ألامر منوط‬
‫بالسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪111‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫‪ - 34‬دمحمي روابحي‪ ،‬الاجراءات املطبقة أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة في مادة‬
‫الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬الندوة الوطنية حول الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬الجزائر‪،33 ،32 ،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،0231‬ص ‪21.‬‬
‫‪ - 39‬في انتظار صدور القانون العضوي املتعلق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬تماشيا مع‬
‫أحكام الدستور الجديد لسنة ‪0202‬‬
‫‪ - 39‬تأخذ إلاحالة ثالثة أشكال‪ :‬الشكل ألاول هو إلاحالة العادية‪ ،‬حيث يتلقى املجلس‬
‫الدستوري إلاحالة طبقا ألحكام املادة رقم‪ 39 :‬من القانون العضوي ‪ 39/31‬في حالة قبول‬
‫ّ‬
‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة الدفع‪ ،‬وذلك بقرار معلل مصحوب بمذكرات وعرائض‬
‫ألاطراف‪ ،‬أما الشكل الثاني لإلحالة فيكون في حالة إنقضاء ألاجل املحدد للمحكمة العليا أو‬
‫أقرت املادة ‪ 02‬من‬ ‫مجلس الدولة للفصل في الدفع وإحالته للمجلس الدستوري‪ ،‬حيث ّ‬
‫القانون العضوي السالف الذكر أنه في حالة عدم فصل املحكمة العليا أو مجلس الدولة‬
‫في آلاجال املنصوص عليها في املادة ‪ ، 31‬يحال الدفع بعدم الدستورية تلقائيا إلى املجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬رغم عدم إشارة القانون العضوي إلى كيفية معالجة إلاحالة التلقائية التي ربما‬
‫تركها لقواعد عمل املجلس الدستوري‪ ،‬الذي تدارك ذلك في رأيه حول رقابة دستورية‬
‫وفسر حالة إلاحالة التلقائية‬ ‫القانون العضوي ‪ 39/31‬حيث تحفظ على املادة رقم‪ّ 02 :‬‬
‫بضرورة إرسال الجهة القضائية العليا املعنية مللف الدفع إلى املجلس الدستوري؛ أما‬
‫الشكل الثالث من إلاحالة هو حالة رفض املحكمة العليا أو مجلس الدولة إلاحالة أين‬
‫يقتض ي ذلك إرسال نسخة من القرار املسبب املتضمن الرفض الصادر عن أحدهما إلى‬
‫املجلس الدستوري وجاء هذا في رأي املجلس الدستوري عند رقابته لدستورية الفقرة ‪ 0‬من‬
‫املادة رقم ‪ 31‬من القانون العضوي السالف الذكر‪ .‬دمحم ضيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -‬راجع كذلك رأي املجلس الدستوري رقم‪ /21 :‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 31/‬املؤرخ في ‪ 20‬أوت‬
‫‪ 0231‬املتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق‬
‫الدفع بعدم الدستورية للدستور (الجريدة الرسمية العدد ‪ 94‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬سبتمبر‬
‫‪.)0231‬‬
‫‪ - 39‬جاء ذلك على غرار ما أقره املشرع الفرنس ي وبعض البلدان الافريقية والذي‬
‫حصر إلاحالة للمجلس الدستوري في املحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬خالفا ملا هو مقرر في‬
‫دول أخرى كإسبانيا التي يمكن فيها للمتقاض ي إخطار املحكمة الدستورية‪ ،‬وكذا بلجيكا أين‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪111‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫يمكن لقاض ي املوضوع ممارسة هذا إلاخطار أو إلاحالة‪ .‬دمحم ضيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪24.‬‬
‫‪ - 31‬دمحم ضيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪21.‬‬
‫‪ - 36‬التعديل الدستوري لسنة ‪0239‬‬
‫‪ - 02‬راجع املادة رقم ‪ 316‬من التعديل الدستوري ‪. 23/39‬‬
‫‪ - 03‬املادة ‪ 0‬من القانون العضوي رقم ‪39-31‬‬
‫‪ - 00‬بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 0202‬حلت املحكمة الدستورية محل املجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬كمؤسسة مستقلة مكلفة بضمان احترام الدستور‪ ،‬وتعديل نص املادة ‪311‬‬
‫من دستور ‪ ،0239‬لتصبح املادة ‪ 369‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،0202‬الصادر‬
‫بموجب مرسوم رئاس ي رقم ‪ 440-02‬مؤرخ في ‪ 39‬جمادى ألاولى عام ‪ 3440‬املوافق ‪12‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،0202‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬املصادق عليه في استفتاء أول‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،0202‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬‬
‫العدد ‪. 10‬‬
‫‪ - 01‬تنص املادة ‪ " 29‬يقدم الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول‪،‬‬
‫بمذكرة مكتوبة ومنفصلة ومسببة "‪.‬‬
‫‪ - 04‬تنص املادة ‪ " 29‬يقدم الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول‪،‬‬
‫بمذكرة مكتوبة ومنفصلة ومسببة "‪ ،‬القانون العضوي ‪ 39-31‬مؤرخ في ‪ 00‬ذي الحجة عام‬
‫‪ 3416‬املوافق ‪ 0‬سبتمبر سنة ‪ ،0231‬يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪94.‬‬
‫‪ - 09‬املادة ‪ 6‬من قانون رقم ‪ 26-21‬املؤرخ في ‪ 31‬صفر عام ‪ 3406‬املوافق ‪ 09‬فبراير‬
‫سنة ‪ ،0221‬يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ .‬إلاجراءات املدنية وإلادارية‪،‬‬
‫‪ - 09‬الوافي عبد الرزاق‪ ،‬طالب دكتوراه كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الوادي‪ ،‬مقال بعنوان "قرأة في القانون العضوي رقم ‪ 39-31‬يحدد شروط وكيفيات تطبيق‬
‫الدفع بعد الدستورية"‪ ،‬منشور بمجلة الصدى للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد‬
‫الثاني العدد ‪ ،3‬مارس ‪ ،0202‬الصفحات‪31.-396 ،‬‬
‫‪ - 09‬راجع الرأي رقم ‪/21‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 31/‬مؤرخ في ‪ 02‬ذي القعدة عام ‪ 3416‬املوافق ‪0‬‬
‫غشت سنة ‪ ،0231‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪117‬‬
‫احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية‬

‫تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬للدستور‪ ،‬الصدر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪94.‬‬
‫‪ - 01‬أنظر املادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪ 39-31‬السلف الذكر‪.‬‬
‫‪ - 06‬تنص املادة ‪ 21‬من قانون العضوي ‪ "" 39-31‬يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية‬
‫إذا تم استيفاء الشروط آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل أساس‬
‫املتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من طرف‬
‫املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتسم الوجه املثار بالجدية "‪.‬‬
‫‪ - 12‬تم إضافة الحكم التنظيمي بمناسبة التعديل الدستوري لسنة ‪0202.‬‬
‫‪ - 13‬تم إضافة الحكم التنظيمي بمناسبة التعديل الدستوري لسنة ‪0202.‬‬
‫‪- 10‬د‪ .‬عبد القادر عدو‪ ،‬و ط‪.‬د مراد زوايد‪ ،‬مقال بعنونان‪" ،‬شروط ممارسة الدفع‬
‫بعد الدستورية أمام الجهات القضائية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة بين القانون الجزائري‬
‫والفرنس واملصري"‪ ،‬منشور بمجلة املعارف‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬املجلد‬
‫‪ 39‬العدد ‪ 0‬الصفحات ‪109.-132‬‬
‫‪ - 11‬رأي رقم ‪/21‬ر‪.‬ق‪.‬ع‪/‬م‪.‬د‪ 31/‬مؤرخ في ‪ 02‬ذي القعدة عام ‪ 3416‬املوافق ‪ 0‬غشت‬
‫سنة ‪ ،0231‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق‬
‫الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬للدستور‪ ،‬الصدر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬عدد ‪.94‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪111‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫شروط الدفع بعدم الدستورية أمام احملكمة العليا‬


‫وجملس الدولة‬
‫السيد جياللي ميلودي‬
‫عضو املحكمة الدستورية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن الدفع بعدم الدستورية هو وسيلة دفاع يستعملها أحد أطراف‬
‫الدعوى أثناء سريان خصومة قائمة محله الطعن في دستورية حكم تشريعي‬
‫يتوقف عليه مآل النزاع الذي يخصه عندما يدعي أنه ينتهك الحقوق‬
‫والحريات التي يضمنها الدستور‪.‬‬
‫إن آلية الدفع بعدم الدستورية استحدثها الدستور في التعديل املؤرخ في‬
‫‪ 6600/60/60‬في مادته ‪ 011‬والتي كرسها التعديل الدستوري في نوفمبر‬
‫‪ 6666‬في مادته ‪ 091‬منه حيث أعطى ألطراف الخصومة القضائية الحق في‬
‫منازعة أحكام تشريعية بدعوى أنها تخرق حقوقهم التي يضمنها لهم‬
‫الدستور‪.‬‬
‫وفي ‪ 60‬مارس ‪ 6609‬شرع في تطبيق القانون العضوي املتضمن آلية‬
‫الدفع بعدم الدستورية في الجزائر والذي الزال ساري املفعول عمال بنص‬
‫املادة ‪ 661‬من الدستور إلى غاية صدور القانون العضوي الجديد املحدد‬
‫إلجراءات وكيفيات الاخطار والاحالة املتبعة أمام املحكمة الدستورية (املادة‬
‫‪ 090‬من دستور ‪.)6666‬‬
‫تنص املادة ‪ 091‬من دستور نوفمبر ‪ 6666‬على أنه "يمكن إخطار‬
‫املحكمة الدستورية بالدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من املحكمة‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪951‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫العليا أو مجلس الدولة عندما يدعي أخد ألاطراف في املحكمة أمام جهة‬
‫قضائية أن الحكم التشريعي أو التنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع‬
‫ينتهك حقوقه وحرياته التي يضمنها الدستور"‪.‬‬
‫وعليه فإن املحكمة العليا ومجلس الدولة هما الهيئتان القضائيتان‬
‫اللتان يمكنها إخطار املحكمة الدستورية ومن ثم ال يمكن للمتقاض ي إخطار‬
‫املحكمة الدستورية مباشرة‪.‬‬
‫وسنبرر في مداخلتنا هذه كيفية اتصال املحكمة العليا ومجلس الدولة‬
‫بالدفع بعدم الدستورية والشروط الشكلية واملوضوعية التي يتعين على‬
‫هاتين الهيئتين التأكد منها لصحة الدفع قبل إخطار املحكمة الدستورية به‪.‬‬
‫أوال‪ :‬كيفية اتصال املحكمة العليا ومجلس الدولة بالدفع بعدم‬
‫الدستورية‪:‬‬
‫‪ -0‬تتصل املحكمة العليا بملف الدفع بعدم الدستورية مباشرة بمناسبة‬
‫ممارسة حق الطعن املقرر قانونا في ألاحكام والقرارات الصادرة عن املحاكم‬
‫واملجالس‪ ،‬وعن طريق إرسال الدفع بعدم الدستورية إليها من الجهات‬
‫القضائية الدنيا (املحاكم واملجالس) التي توصلت أن الدفع جدي‪.‬‬
‫‪ -6‬يتصل مجلس الدولة بالدفع بعدم الدستورية مباشرة باعتباره‬
‫قاض ي موضوع وهي الحالة الغالبة على مستوى مجلس الدولة باعتباره جهة‬
‫استئناف في قرارات املحاكم إلادارية‪ ،‬وعن طريق إرسال الدفع بعد‬
‫الدستورية من املحاكم إلادارية‪.‬‬
‫ولهذا الغرض تؤسس هيئة على مستوى املحكمة العليا ومجلس الدولة‬
‫للفصل في جدية إرسال الدفع بعدم الدستورية إلى املحكمة الدستورية من‬
‫عدمه يرأسها الرئيس ألاول للمحكمة العليا أو مجلس الدولة وإذا تعذر ذلك‬
‫فنائب الرئيس وتشكل من رئيس الغرفة املعنية بموضوع الدفع وثالث (‪)60‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪962‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫مستشارين يعينهم رئيس الجهة القضائية (املادتين ‪01‬و‪ 00‬من القانون‬


‫العضوي رقم ‪.)00/01‬‬
‫‪ -‬عندما يعرض الدفع بعدم الدستورية ألول مرة أمام املحكمة العليا‬
‫أو مجلس الدولة كجهة نقض (املادة ‪ 66‬الفقرة الثانية من القانون العضوي‬
‫‪ )00/01‬يقوم الرئيس ألاول بإرسال الدفع مباشرة إلى النائب العام لتقديم‬
‫يمكن أطراف الدعوى من تقديم‬ ‫مالحظاته املكتوبة في أقرب آلاجال كما ِ‬
‫مالحظاتهم املكتوبة وتفصل املحكمة العليا في ظرف شهرين في الدفع سواء‬
‫بإرساله إلى املحكمة الدستورية أو برفضه بقرار مسبب يبلغ لألطراف وإلى‬
‫الجهة القضائية إذا كان الدفع بعدم الدستورية مرسل من طرفها في ظرف‬
‫عشرة (‪ )06‬أيام من تاريخ صدور قرارها مع إرجاء الفصل في النزاع إلى حين‬
‫صدور قرار املحكمة الدستورية مع مراعاة شروط املادة ‪ 01‬من القانون‬
‫العضوي رقم ‪.00/01‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية واملوضوعية للدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشروط الشكلية‪:‬‬
‫تنص املادة السادسة من القانون العضوي رقم ‪ 00/01‬الذي يحدد‬
‫شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعد الدستورية على أنه يقدم الدفع بعدم‬
‫الدستورية تحت طائلة عدم القبول بمذكرة مكتوبة ومنفصلة ومسببة‪.‬‬
‫إن القراءة املتأنية للمادة املذكورة تفيد بأن املذكرة املتضمنة الدفع‬
‫بعدم الدستورية عمليا هي مفتاح آللية الدفع بعدم الدستورية كما يظهر‬
‫وجود فكرتين ألاولى تتعلق بالشروط الشكلية للمذكرة أما الفكرة الثانية‬
‫تحدد مآل املذكرة التي ال تتوفر فيها الشروط الشكلية‪.‬‬
‫وعليه هناك ثالث شروط شكليه ينبغي على القضاة النظر فيها‬
‫وتمحيصها وهي أن تكون املذكرة التي تحرك آلية الدفع بعدم الدستورية‬
‫مكتوبة – منفصلة ‪-‬مسببة‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪969‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫‪ -‬تشترط املادة املذكورة الكتابة ألن إجراءات التقاض ي ألاصلية تكون‬


‫مكتوبة ويفهم من ذلك بأنه ال يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية شفهيا وبما‬
‫أن املادة املذكورة لم تذكر شكلية معينة للمذكرة فإنه يفترض أن تحتوي على‬
‫أطراف النزاع والجهة القضائية التي طرح أمامها النزاع وموضوع النزاع‬
‫والحكم التشريعي الذي ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون املذكرة منفصلة عن نزاع الدعوى ألاصلية وهذا يسهل للجهة‬
‫القضائية تحديد بسرعة الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫‪ -‬أما الشرط الثالث وألاخير الذي تشترطه املادة السادسة املذكورة في‬
‫املذكرة هو أن تكون مسببة بحيث تتضمن الحكم التشريعي محل الرقابة‬
‫الدستورية باإلضافة إلى الحقوق والحريات املضمونة دستوريا التي ينتهكها‬
‫الحكم التشريعي مع توضيح كيفية الانتهاك‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة غياب أحد الشروط الثالثة املذكورة تصدر املحكمة العليا قرار‬
‫مسبب بعدم قبول طلب الدفع بعدم الدستورية شكال (املادة ‪ 60‬شطرها‬
‫ألاول)‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون هناك نزاع مطروح على الجهات القضائية الخاضعة‬
‫للنظام القضائي العادي والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي‬
‫إلاداري (املادة ‪ 66‬من القانون العضوي رقم ‪.)00/01‬‬
‫ب‪ -‬الشروط املوضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬أشارت املادة الثامنة من القانون العضوي رقم ‪ 00/01‬املتعلق بتحديد‬
‫شروط تطبيق الدفع بعدم الدستورية إلى الشروط املوضوعية التي يجب‬
‫توافرها في الدفع بعدم الدستورية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو يكون‬
‫أساس املتابعة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪960‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫‪ -‬أن ال يكون الحكم التشريعي سبق التصريح بمطابقته للدستور من‬


‫طرف املجلس الدستوري باستثناء حالة تغيير الظروف‪.‬‬
‫‪ -‬كما أشارت املادة ‪ 091‬من دستور ‪ 6666‬صراحة على حق أحد أطراف‬
‫الدعوى بإثارة الدفع بعدم الدستورية بالقول يمكن إخطار املحكمة‬
‫الدستورية بالدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من املحكمة العليا أو‬
‫مجلس الدولة عندما يدعي أحد ألاطراف في املحكمة أمام جهة قضائية أن‬
‫الحكم التشريعي أو التنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك حقوقه‬
‫وحرياته التي يضمنها الدستور‪.‬‬
‫سنحاول فيما يلي شرح هذه الشروط املوضوعية وتوضيحها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الصفة واملصلحة‪ :‬من له الحق في إثارة الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫‪ -‬تنص املادة ‪ 091‬املذكورة صراحة على حق أحد أطراف املحكمة‬
‫بإثارة الدفع بعدم الدستورية بينما املادة ‪ 66‬من القانون العضوي ‪00/01‬‬
‫تشير إلى أحد أطراف الدعوى ويفهم من ذلك أن يكون لصاحب الحق في إثارة‬
‫الدفع بعدم الدستورية أمام القضاء من له الصفة واملصلحة في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ويستوي هنا أن يكون هذا الشخص مدعيا أو مدعى عليه أو مدخال‬
‫في الخصام أو من الغير الخارج عن الخصومة أو متهما أو مدعى مدني أو‬
‫مسؤول مدني أو طرف مدني سواء كان صاحب الدفع شخصا طبيعيا أو‬
‫معنويا كما قد يكون مواطنا جزائريا أو أجنبيا‪.‬‬
‫‪ -‬أما فيما يخص النيابة العامة فهناك اختالف حول هذا املوضوع‬
‫بالرغم من عدم وجود نص صريح يمنعها من إثارة الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫‪ -‬وبالتالي استنادا على هذا النص يمنع على أشخاص أخرى غير‬
‫املذكورين أعاله إثارة الدفع بعدم الدستورية كما تمنع املادة الرابعة من‬
‫القانون ‪ 00/01‬القاض ي من إثارة الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪963‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫‪ -2‬الحكم التشريعي أو التنظيمي‪:‬‬


‫تجدر إلاشارة هنا أن املادة ‪ 091‬من دستور ‪ 6666‬نصت على الحكم‬
‫التشريعي أو التنظيمي‪ ،‬فما املقصود بالحكم التشريعي الذي يتوقف عليه‬
‫مآل النزاع وينتهك الحقوق والحريات التي ينص عليها الدستور؟‬
‫‪ -‬إن مفهوم الحكم التشريعي بناء على التعديل الدستوري لسنة ‪6666‬‬
‫هو كل حكم له قوة القانون أي له قوة خاصة وهي قوة القانون وهو وسيلة‬
‫ملنازعة عدم دستورية القوانين وشرط أساس ي من شروط الدفع بعدم‬
‫الدستورية أي وجوب ارتباط الدفع بحكم تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫‪ -‬يكون الدفع بعدم الدستورية محصورا على القوانين العادية وال يمتد‬
‫إلى القوانين العضوية واملعاهدات الدولية باعتبار أن هذه ألاخيرة تكون قد‬
‫خضعت مسبقا لرقابة املطابقة من طرف املحكمة الدستورية بقوة القانون‬
‫(املادة ‪ 096‬من الدستور)‪.‬‬
‫‪ -‬كما يستثنى أيضا من الدفع بعدم الدستورية املراسيم والنصوص‬
‫التنظيمية التي تصدر من السلطة التنفيذية وتخضع لرقابة القضاء إلاداري‬
‫كذلك القوانين الاستفتائية ألنها قوانين تعرض على استفتاء الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحكم التشريعي موضوع الاعتراض بالدفع بعدم الدستورية‬
‫يتوقف عليه مآل النزاع أي بمعنى أن النص القانوني املذكور في النزاع ألاصلي‬
‫هو أساس املحاكمة ويضبط الوقائع املعروضة على القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬أن ينتهك الحكم التشريعي الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور أي‬
‫أن املدعي في الدفع بعدم الدستورية يتبين له أن الحكم التشريعي الذي هو‬
‫محل محاكمته يمس حقوقه وحرياته التي حددها الدستور في الباب الثاني‬
‫منه الفصل ألاول تحت عنوان الحقوق ألاساسية والحريات العامة في املواد‬
‫من ‪ 03‬إلى ‪.13‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪961‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫‪ -3‬شرط الجدية‪:‬‬
‫أن يتسم الحكم التشريعي موضوع الدفع بعدم الدستورية بالجدية‪:‬‬
‫‪ -‬إن تقسيم طابع الجدية للدفع بعدم الدستورية املنصوص عليه‬
‫باملادة الثامنة من القانون العضوي ‪ 00/01‬له أهمية قصوى أمام القضاء‬
‫ألنه ال يتمتع بسلطة الرقابة الفعالة على املسألة التي أثبرت وال القوة على‬
‫إلغاء القاعدة‪.‬‬
‫‪ -‬إن دور قضاة املوضوع واملحكمة العليا في تقدير الجدية لصحة‬
‫الدفع بعدم الدستورية هو من الصعوبة بمكان وبالتالي يلعب قضاة املحكمة‬
‫العليا دورا هاما في فعالية آلية الرقابة الدستورية على القوانين فمن خالل‬
‫تقييم طابع الجدية فإن القضاة يمارسون رقابة ما قبل الدستور ومع ذلك ال‬
‫ينبغي أن يتحول تقييم الجدية هذا إلى رقابة دستورية بدال من املحكمة‬
‫الدستورية وعليه يجب أن يقتصر دور القضاة على ما هو ضروري‬
‫الختصاصهم‪.‬‬
‫‪ -‬إن تقدير الجدية متروك للسلطة التقديرية لقضاة املحكمة العليا‬
‫وبالتالي يجب عليهم تقييم وتحديد مستوى الشك الذي يمكن أن يزرعه‬
‫الدفع بعدم الدستورية في ذهنهم‪ ،‬وإن املجلس الدستوري في رأيه الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 66‬أوت ‪ 6609‬بشأن هذه املسألة أبدى تحفظات على السلطة‬
‫التقديرية املمنوحة للقضاة في تقييم الجدية للدفع بعدم الدستورية موضحا‬
‫أن املشرع لم ينوي إعطاء القضاة هذه السلطة التقديرية مثل تلك املمنوحة‬
‫حصرا للمجلس الدستوري‪.‬‬
‫‪ -‬وبالتالي فإن التحقيق في جدية املقبولية للدفع بعدم الدستورية من‬
‫طرف القاض ي العادي ال يجب أن تتعدى إلى اختصاص القاض ي الدستوري‬
‫الذي له السلطة الحصرية للفصل في مدعى دستورية الحكم التشريعي من‬
‫عدمه‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪965‬‬
‫شروط الدفع بعدم الدستورية‬

‫‪ -‬إنه في جميع الحاالت يقدر القضاة الجدية في الدفع بعدم الدستورية‬


‫بكل حرية التي تتطلبها املمارسة القضائية وما يتمتعون به من سلطة تقديرية‬
‫كبيرة وبالتالي يمكن اعتبار املسألة جدية عندما يكون هناك شك مقبول ومع‬
‫ذلك ال توجد أي طريقة لتحديد هذه الجدية ومن ثم يصعب تحديد رسم‬
‫حدود معقولة لهذا الشكل في غياب حدود واضحة‪ ،‬وعليه تكون املسألة‬
‫جدية بدءا من احتمال تعارضها مع قاعدة دستورية‪.‬‬
‫‪ -‬ونظرا ألهمية مسألة الجدية في الدفع بعدم الدستورية ذهب‬
‫املؤسس الدستوري الجزائري إلى تقنية الغربلة املزدوجة (‪)Double Filtrage‬‬
‫وذلك بإثبات جدية الدفع املرفوع سواء أمام قاض ي املوضوع أو املحكمة‬
‫العليا وإن هذه التقنية املعتمدة من املشرع العضوي الغرض منها وضع حد‬
‫للدفوع الكيدية التي تهدف إلى عرقلة املسار القضائي للنزاع ألاصلي من جهة‬
‫وإغراق املحكمة الدستورية بدفوع واهية وتسويقية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪966‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫اإلطار الدستوري للدفع بعدم دستورية‬


‫األحكام التشريعية والتنظيمية‬

‫تقديم‪ :‬عمارعباس‬
‫عضو املحكمة الدستورية‬

‫‪D. Rousseau : « Pendant longtemps, la Constitution fut un texte‬‬


‫‪négligé ; dans les années 1980 et plus encore 1990, elle était‬‬
‫‪devenue un objet d’études, de thèses, de colloques ; aujourd’hui, la‬‬
‫‪Constitution devient un moyen pour le justiciable de défendre ses‬‬
‫‪droits contre la loi »1.‬‬
‫مقدمة‬
‫كان تفعيل القضاء الدستوري من بين أهداف التعديل الدستوري‬
‫لسنة ‪ ،0202‬وقد تجلى ذلك من خالل استبدال املجلس الدستوري بمحكمة‬
‫دستورية‪ ،‬تماهيا مع التطورات التي يعرفها القضاء الدستوري في ألانظمة‬
‫الدستورية الحديثة‪ ،‬وإعادة النظر في توزيع التشكيلة‪ ،‬بانفتاحها على أساتذة‬
‫القانون الدستوري‪ ،‬ووضع شروط جديدة للعضوية‪ ،‬مع توسيع اختصاصات‬
‫املحكمة الدستورية مقارنة باملجلس الدستوري‪ ،‬والتي امتدت لتشمل تفسير‬
‫حكم أو عدة أحكام دستورية‪ ،‬وإبداء رأيها في الخالفات التي قد تحدث بين‬
‫السلطات الدستورية‪ ،‬والفصل في توافق القوانين والتنظيمات مع‬
‫املعاهدات‪ ،‬وهو ما يعرف بالرقابة الاتفاقية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪767‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫لقد كان من أبرز إلاصالحات التي عرفها القضاء الدستوري في الجزائر‬


‫انطالقا من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،0202‬والتي حافظ عليها التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ ،0202‬هي توسيع حق إلاخطار لكل من الوزير ألاول أو‬
‫رئيس الحكومة حسب الحالة وأعضاء البرملان‪ ،‬والانفتاح على املتقاضين‪،‬‬
‫بتمكينهم من حق الدفع بعدم دستورية ألاحكام التشريعية والتنظيمية التي‬
‫يتوقف عليها مآل النزاع‪ ،‬ويرون أنها تنتهك حقوقهم وحرياتهم ألاساسية التي‬
‫يكفلها الدستور‪ ،‬مع نص الدستور صراحة على أن قرارات املحكمة‬
‫الدستورية نهائية وملزمة لجميع السلطات العمومية والسلطات إلادارية‬
‫والقضائية‪.‬‬
‫سنركز في هذه املداخلة‪ ،‬على إلاطار الدستوري للدفع بعدم الدستورية‪،‬‬
‫تاركين إلاطار القانوني لباقي املداخالت‪ ،‬وذلك بعرضنا لفلسفة انفتاح‬
‫القضاء الدستوري على املتقاضين‪ ،‬بتحليل أسبابه وتداعياته (أوال)‪ ،‬ثم‬
‫تعداد الشروط التي وضعها املؤسس الدستوري للدفع بعدم الدستورية‬
‫(ثانيا)‪ ،‬وأخيرا نتناول آلاجال املحددة للفصل في الدفوع بعدم الدستورية‬
‫والنتائج املترتبة على التصريح بعدم الدستورية (ثالثا)‪ ،‬كل ذلك وفقا ألحكام‬
‫دستور الجزائر لسنة ‪ ،0202‬واستهداء بالتجربتين الفرنسية والتونسية في‬
‫هذا املجال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬فلسفة انفتاح القضاء الدستوري على املتقاضين‬
‫بالنظر إلى موضوع الرقابة الدستورية الذي ينصب في الغالب على‬
‫النصوص التشريعية التي تدخل في اختصاص السلطة التشريعية أو‬
‫التنفيذية‪ ،‬والتي يعرف مسار إعدادها مشاركة السلطتين معا‪ ،‬سواء مبادرة‬
‫أو اقتراحا أو مناقشة وتصويتا وإصدارا ونشرا‪ ،‬يتميز القضاء الدستوري‬
‫بتضييق الجهات التي يمكنها الطعن في هذه النصوص التشريعية‪ ،‬وذلك‬
‫بتركيزها لدى جهة مختصة وقصر تحريكها لدى السلطات العليا في الدولة‪،‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪761‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫حيث يزيد تضيق أو توسيع هذه الجهات‪ ،‬حسب ظروف كل دولة وطبيعة‬
‫نظامها السياس ي‪ ،‬لذلك كان املواطن عموما واملتقاض ي خصوصا‪ ،‬هو الجهة‬
‫املحرومة من حق اللجوء إلى القضاء الدستوري‪.‬‬
‫لقد كان من بين ألاسباب الرئيسية لتضييق جهات تحريك القضاء‬
‫الدستوري‪ ،‬هو دواعي ألامن القانوني‪ ،‬وذلك بجعل النصوص التشريعية في‬
‫منأى من عدم الاستقرار‪ ،‬بعقلنة الطعون املنصبة على عدم دستوريتها‪،‬‬
‫ولعل من بين أبرز هذه ألاسباب كذلك هو السيادة البرملانية‪ ،‬حيث كان‬
‫القانون إلى وقت قريب‪ ،‬خاصة في الدول ألاوربية‪ ،‬يوصف على أنه تعبير عن‬
‫إلارادة العامة‪ ،2‬وقد نجم عن ذلك ظاهرتي التمركز حول القانون وتقديسه‪،‬‬
‫غير أن اجتهادات القضاء الدستوري ولئن أكدت على أن القانون هو بالفعل‬
‫معبر عن إلارادة العامة‪ ،‬لكن بشرط احترامه للدستور‪ ،‬الذي لم يعد نصا‬
‫سياسيا‪ ،‬بل أصبح نصا قانونيا معياريا تتوفر قواعده على خصائص القاعدة‬
‫القانونية‪ ،‬ويترتب على مخالفتها ترتيب جزاء‪.‬‬
‫كانت طبيعة ألانظمة السياسية التي حكمت معظم الدول ألاوربية خالل‬
‫النصف ألاول من القرن العشرين‪ ،‬إضافة إلى التداعيات السلبية للحربين‬
‫العامليتين ألاولى والثانية على حقوق إلانسان ألاساسية‪ ،‬دافعا ملعظم ألانظمة‬
‫السياسية ألاوربية لترقية حقوق إلانسان في دساتيرها‪ ،‬وتعزيز دور القضاء‬
‫الدستوري لحمايتها‪ ،‬وذلك بانفتاحه على كل من املعارضة واملتقاضين‪،‬‬
‫بإعطائهم الحق في اللجوء إليه‪ ،‬للطعن في النصوص التشريعية التي يرون أنها‬
‫مخالفة للدستور عموما‪ ،‬ومنتهكة للحقوق والحريات ألاساسية خصوصا‪ ،‬مع‬
‫وضع شروط صارمة لذلك‪ ،‬حماية لألمن القانوني‪.‬‬
‫لقد كانت فرنسا من بين الدول الاوربية القليلة التي كان فيها املتقاض ي‬
‫محروما من اللجوء إلى القضاء الدستوري إلى وقت قريب‪ ،‬قبل أن يمكن من‬
‫ذلك بعد محاوالت عديدة‪ ،‬بمناسبة التعديالت الدستورية لسنة ‪،3 0222‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪761‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫التي أعطت للمواطن الحق في الدفع بعدم دستورية النصوص التشريعية‬


‫التي تنتهك حقوقه وحرياته التي يكفلها الدستور ‪ ،4‬ليحذو حذوها كل من‬
‫دستور تونس سنة ‪ 0202‬ودستوري الجزائر سنتي ‪ 0202‬و ‪.0202‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط الدفع بعدم الدستورية‬
‫كن دستور الجزائر لسنة ‪ 0202‬املتقاضين من حق إخطار املحكمة‬ ‫ُي َم ُ‬
‫الدستورية بطريقة غير مباشرة‪ ،‬وذلك عبر تقديم دفع بعدم الدستورية‪ ،‬بناء‬
‫على إحالة من املحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬وذلك عندما يدعي أحد‬
‫ألاطراف في املحاكمة أمام جهة قضائية أن الحكم التشريعي أو التنظيمي‬
‫الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك حقوقهم وحرياتهم التي يضمنها‬
‫الدستور‪ ،5‬محيال على قانون عضوي تحديد إجراءات إلاحالة املتبعة أمام‬
‫املحكمة الدستورية‪ ،6‬وفي انتظار إصداره‪ ،‬ال زال القانون العضوي املحدد‬
‫لشروط وكيفيات الدفع بعدم الدستورية ساري املفعول‪.7‬‬
‫بناء على ما سبق يمكن حصر الشروط الدستورية املطلوبة لتقديم‬
‫الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬والتي تضمنتها املادة ‪ 091‬من دستور الجزائر لسنة‬
‫‪ 0202‬في ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬يقدم الدفع بعدم الدستورية أثناء النظر في قضية أمام إحدى‬
‫الجهات القضائية من قبل أحد أطراف الدعوى‪8‬‬
‫تكون املنازعة الدستورية في الدفع بعدم الدستورية حقيقية وليست‬
‫مجردة‪ ،‬حيث يشترط فيها أن تكون مرتبطة بوجود نزاع معروض أمام إحدى‬
‫الجهات القضائية التابعة للمحكمة العليا‪ ،‬باعتبارها الهيئة املقومة ألعمال‬
‫املجالس القضائية واملحاكم‪ ،‬أو مجلس الدولة باعتباره الهيئة املقومة‬
‫ألعمال املحاكم إلادارية لالستئناف واملحاكم إلادارية والجهات ألاخرى‬
‫الفاصلة في املواد إلادارية‪ ،‬سواء كان ذلك أمام محاكم أول درجة أو جهات‬
‫الاستئناف أو النقض‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪772‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫استثنى املشرع الجزائري على غرار نظيره الفرنس ي إثارة الدفع بعدم‬
‫الدستورية أمام محكمة الجنايات‪ ،‬وسمح به في القضايا الجنائية أمام‬
‫قاض ي التحقيق أو الاستئناف والطعن بالنقض‪ ،‬حتى ال يستغل ذلك من‬
‫املتابعين جنائيا لتعطيل سير الدعوى‪ ،9‬وقد عرف هذا ألامر تطورا في مشروع‬
‫القانون العضوي املتعلق بتحديد إجراءات إلاحالة املتبعة أمام املحكمة‬
‫الدستورية‪ ،‬والذي يتيح إمكانية إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام محكمة‬
‫الجنايات الابتدائية وأمام محكمة الجنايات الاستئنافية‪.11‬‬
‫يجب أن يثار الدفع بعدم الدستورية من قبل أحد أطراف الدعوى‪ ،‬ومن‬
‫ثم ال يمكن للقاض ي الذي ينظر في الدعوى ألاصلية‪ ،‬إثارته من تلقاء نفسه‪،‬‬
‫علما أن املؤسس الدستوري التونس ي استعمل لفظ الخصوم بدل ألاطراف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقدم ّ‬
‫الدستورية تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬في مذكرة‬ ‫الدفع بعدم‬
‫مكتوبة ومنفصلة ومسببة‪ ،11‬وفي هذا الصدد اشترط املشرع التونس ي من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جهته تقديم ّ‬
‫الدستورية في مذكرة مستقلة ومعللة محررة من‬ ‫الدفع بعدم‬
‫قبل محام مرسم لدى التعقيب تحتوي على عرض في بيان أسباب ّ‬
‫الدفع مع‬
‫مفصل ألحكام القانون املطعون فيها‪12‬؛ في حين تسمح إلاجراءات‬ ‫ّ‬ ‫تحديد‬
‫املتبعة أمام املجلس الدستوري الفرنس ي بتقديم الدفع سواء من قبل‬
‫املتقاض ي أو من خالل محاميه‪ ،‬هذا ألاخير الذي تخضع الاستعانة به لنفس‬
‫إلاجراءات املطبقة على الدعوى ألاصلية‪ ،‬ففي القضايا التي يتطلب فيها‬
‫الاستعانة بمحامي يجب أن يقدم الدفع بعدم الدستورية من قبل محامي‪،‬‬
‫أما تلك التي ال يشترط فيها وجوده‪ ،‬فيمكن أن يقدم الدفع من قبل املتقاض ي‬
‫نفسه‪ ،‬وفي كل الحاالت يجب أن يكون الدفع في عريضة منفصلة مكتوبة‬
‫ومسببة‪ ،‬وتشترط الكتابة حتى أمام الجهات القضائية التي ال تتطلب‬
‫إلاجراءات أمامها تقديم مذكرات كتابية‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ينصب الدفع بعدم الدستورية على حكم تشريعي أو تنظيمي‪13‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪777‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫عرف موضوع ألاحكام التي تكون موضوعا للطعن بعدم الدستورية‬


‫تطورا مقارنة بالتعديل الدستوري لسنة ‪ ،0202‬فزيادة على ألاحكام‬
‫التشريعية‪ ،‬أصبحت النصوص التنظيمية التي تعود الختصاص رئيس‬
‫الجمهورية معرضة للدفع بعدم دستوريتها في دستور ‪ 0202‬في حالة مساسها‬
‫بالحقوق والحريات املكفولة دستوريا‪ ،‬أما بخصوص استخدام مصطلح‬
‫الحكم التشريعي فقد تأثر املؤسس الدستوري الجزائري بنظيره الفرنس ي‪،14‬‬
‫في حين فضل املؤسس الدستوري التونس ي استخدام مصطلح القانون‪،‬‬
‫ولكن في كل الحاالت فاألمر ال يثير إشكاال‪ ،‬ألن املقصود بالقانون هنا‪،‬‬
‫وباالستهداء بالتجربة الفرنسية السباقة في هذا املجال‪ ،‬هو كل نص صادر‬
‫عن جهة تمتلك سلطة التشريع في مفهومه الضيق‪ ،‬أي ما يدخل في‬
‫اختصاص البرملان؛ بينما يقصد بالنص التنظيمي املراسيم الرئاسية التي‬
‫تدخل في اختصاص رئيس الجمهورية والتي يمارسها في امليادين الخارجة عن‬
‫القانون‪ ،‬وفقا لنص املادة ‪ 020‬الفقرة ألاولى من دستور الجزائر لسنة ‪0202‬‬
‫‪15.‬‬
‫‪ .3‬أن يتوقف مآل النزاع على النص التشريعي أو التنظيمي موضوع‬
‫الدفع‪16‬‬
‫تفاديا لتضخم الدفوع بعدم الدستورية‪ ،‬وما قد يترتب عليه من تعطيل‬
‫للجهات القضائية للفصل في الدعاوى ألاصلية‪ ،‬وحفاظا على ألامن القانوني‪،‬‬
‫خاصة ما تعلق منه باالستقرار التشريعي‪ ،‬يشترط لقبول الدفع بعدم‬
‫دستورية نص تشريعي أو تنظيمي أن يكون مآل النزاع متوقف عليه‪ ،‬كما‬
‫ذهب إلى ذلك املؤسس الدستوري الجزائري‪ ،‬في حين لم ينص املؤسس‬
‫الدستوري التونس ي على هذا الشرط‪ ،‬تاركا ذلك للمشرع‪ ،‬والذي أكد عليه في‬
‫القانون ألاساس ي للمحكمة الدستورية‪17.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪770‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫‪ .4‬أن يكون القانون املطعون فيه يمس بالحقوق والحريات التي‬


‫يكفلها الدستور‪18‬‬
‫سبق للمؤسس الدستوري الفرنس ي وأن نص هذا الشرط في تعديل‬
‫‪ ،0222‬وقد تأثر به املؤسس الدستوري الجزائري‪ ،19‬في حين ترك كل من‬
‫املؤسس الدستوري واملشرع التونسيين باب الدفع مفتوحا ألي سبب من‬
‫أسباب عدم الدستورية‪ ،‬ويعود للمحامي تبيان مختلف أوجه املخالفة‬
‫الدستورية التي تشوب القانون املطعون فيه‪ ،‬ولم يقيد الدفع بضرورة‬
‫مساس القانون بالحقوق والحريات املكفولة دستوريا‪ ،21‬علما أن القانون‬
‫ألاساس ي للمحكمة الدستورية التونسية أكد على أن من بين أهم مهامها‪ ،‬هو‬
‫ّ‬
‫والحريات‪.21‬‬ ‫ضمان علوية الدستور وحماية الحقوق‬
‫لعل التضييق في أسباب الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬يرمي إلى عقلنة‬
‫استخدام هذا الحق الدستوري‪ ،‬هذه العقلنة التي تجاوزها املؤسس‬
‫الدستوري التونس ي‪ ،‬بعدم ربط الدفع بمساس القانون بالحقوق والحريات‪،‬‬
‫ولئن كان سيترتب عليه دون شك تكاثر الدفوع بعدم الدستورية‪ ،‬ألامر الذي‬
‫سيساهم في تنقية النظام القانوني من ألاحكام املخالفة للدستور‪ ،‬إال أنه‬
‫سيكون له تأثير سلبي على الاستقرار التشريعي ال محالة‪.‬‬
‫لكن إلاشكال الذي يطرح هنا‪ ،‬هل يقتصر ألامر على قائمة الحقوق‬
‫والحريات التي تتضمنها الدستورية؟‪ ،‬أم يمتد إلى مجموع الحقوق والحريات‬
‫التي يتضمنها الدستور في مفهومه املادي؟‪ ،‬أي كل القواعد القانونية ذات‬
‫املضمون الدستوري وبمختلف درجاتها‪ ،‬وفي أي مصدر من مصادر القانون‬
‫الدستوري وجدت‪ ،‬بما فيها العرفية منها‪ ،‬وبمفهوم آخر‪ ،‬كل ما تحتويه‬
‫مكونات الكتلة الدستورية في كل بلد من حقوق وحريات؟‪.‬‬
‫هذا التساؤل‪ ،‬تم الفصل فيه في فرنسا من قبل املجلس الدستوري‪ ،‬في‬
‫قراره الشهير حول حق تشكيل الجمعيات سنة ‪ ،0990‬والذي حدد من‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪773‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫خالله مكونات الكتلة الدستورية املتضمنة للحقوق والحريات‪ ،‬والتي تتكون‬


‫من دستور ‪ 0912‬وديباجته وما أحالت عليه من ميثاق للبيئة‪ ،‬وديباجة‬
‫دستور ‪ 0922‬وإلاعالن العالمي لحقوق إلانسان واملواطن لسنة ‪،22 0929‬‬
‫وأضاف إليها بعد ذلك بمناسبة اجتهاداته املختلفة‪ ،‬املبادئ املعترف بها من‬
‫قبل قوانين الجمهورية واملبادئ وألاهداف ذات القيمة الدستورية‪.23‬‬
‫بالنسبة للجزائر‪ ،‬سبق للمجلس الدستوري أن وسع من حجم الكتلة‬
‫الدستورية‪ ،‬بمناسبة فصله في مختلف إلاخطارات املوجهة إليه‪ ،‬حيث كانت‬
‫القواعد املرجعية التي يستند عليها إلصدار قراراته وآراءه تمتد من الدستور‬
‫إلى الديباجة إلى املعاهدات الدولية‪ ،24‬وحتى إلى ألاعراف الدبلوماسية‪،25‬‬
‫غير أن هذا التوجه كان قبل انفتاح القضاء الدستوري على املتقاضين‬
‫انطالقا من سنة ‪.0202‬‬
‫وقد فصل كل من املؤسس الدستوري الجزائري والتونس ي في القيمة‬
‫القانونية للديباجة عندما اعتبراها جزء ال يتجزأ من الدستور‪.26‬‬
‫إن تضييق الدفع بعدم الدستورية في مجال املساس بالحقوق والحريات‬
‫التي يكفلها الدستور‪ ،‬يجعل من الدفع بعدم الدستورية محدودا في الرقابة‬
‫الداخلية للنص التشريعي أو التنظيمي املدفوع بعدم دستوريته‪ ،‬حيث ال‬
‫يمكن للدفع أن يستند على أسباب متعلقة بعدم احترام املشرع لقواعد‬
‫إلاجراءات والاختصاص‪ ،‬هذه ألاخيرة التي تقتصر إثارتها ومراقبتها بمناسبة‬
‫إلاخطارات املقدمة من قبل الجهات السياسية‪ ،‬في إطار رقابة املطابقة ورقابة‬
‫الدستورية‪.‬‬
‫غير أن املجلس الدستوري الفرنس ي أتاح إمكانية إثارة عدم احترام‬
‫قواعد إلاجراءات والاختصاص استثناء‪ ،‬في حالة تبرير أن عدم احترامها فيه‬
‫مساس بالحقوق والحريات التي يكفلها الدستور‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪771‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫‪ .5‬أال يكون النص التشريعي أو التنظيمي املدفوع بعدم دستوريته‬


‫متمتعا بقرينة الدستورية‬
‫ال يجوز الدفع بعدم دستورية نص تشريعي أو تنظيمي سبق للمحكمة‬
‫الدستورية مراقبته وقضت بدستوريته‪ ،‬على غرار ما ذهب إليه املشرع‬
‫الفرنس ي‪ ،27‬على اعتبار أن قراراتها نهائية وغير قابلة ألي وجه من أوجه‬
‫الطعن وملزمة لجميع السلطات بنص الدستور‪28‬؛ وهو نفس املوقف الذي‬
‫أخذ به املؤسس الدستوري التونس ي‪.‬‬
‫ونظرا ألن بعض النصوص التشريعية تخضع لرقابة الدستورية أو‬
‫املطابقة إلالزامية والسابقة إلصدارها‪ ،‬فإنها تكون مستثناة بشكل تلقائي من‬
‫الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬على غرار القوانين العضوية‪ 29‬وألاوامر‬
‫التشريعية‪ ،31‬بينما تبقى القوانين العادية والتنظيمات عرضة للدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬ألنها تخضع للرقابة الدستورية الاختيارية القبلية بالنسبة‬
‫للقوانين العادية‪ ،31‬والالحقة بالنسبة للتنظيمات التي يختص بها رئيس‬
‫الجمهورية والتي أخضعها املؤسس الدستوري الجزائري للرقابة الدستورية‬
‫الالحقة خالل شهر من إصدارها‪ ،32‬والتي قد تنصب على بعض أحكامها التي‬
‫لم تخضع للرقابة الدستورية‪ ،‬لذلك فإنها تبقى ألاكثر عرضة للدفع بعدم‬
‫دستوريتها‪.‬‬
‫علما أن القوانين املعدلة لقوانين عادية والتي سبق وأن خضعت للرقابة‬
‫الدستورية‪ ،‬يمكن أن تكون عرضة للرقابة الدستورية‪ ،‬ومن ثم يمكن أن‬
‫تكون موضوعا للدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫‪ .6‬إلاحالة غيراملباشرة على املحكمة الدستورية‬
‫اشترط املؤسس الدستوري الجزائري إرسال الدفع بعدم دستورية نص‬
‫تشريعي أو تنظيمي من قبل قاض ي املوضوع في حالة توفر الشروط‪ ،‬إلى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪771‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫املحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬واللذين يحيالنه بدورهما على املحكمة‬


‫الدستورية‪.33‬‬
‫على غرار ما ذهب إليه املؤسس الدستوري الفرنس ي‪ ،‬حيث ال يمكن‬
‫للمتقاض ي أن يوجه دفعه بعدم الدستورية إلى املجلس الدستوري مباشرة‪،‬‬
‫بل يجب أن تتم إحالته من قبل القاض ي الذي ينظر في الدعوى ألاصلية‪ ،‬إلى‬
‫محكمة النقض أو مجلس الدولة واللذان يحيالنه من جانبهما على املجلس‬
‫الدستوري متى تبين لهما جديته‪ ،34‬مما يشكل مصفاة يمر عليها الدفع‪ ،‬قبل‬
‫وصوله إلى املجلس الدستوري‪35‬؛‬
‫على خالف ذلك‪ ،‬لم يأخذ كال من املؤسس الدستوري واملشرع التونس ي‬
‫بمبدأ تصفية الدفوع بعدم الدستورية‪ ،‬بل جعالها مباشرة‪ ،‬حيث ألزم‬
‫ّ‬
‫دستورية القوانين إحالة املسألة فورا على‬ ‫املحاكم عند الدفع أمامها بعدم‬
‫ّ‬
‫الدستورية‪ ،‬دون املرور بأية جهة قضائية أخرى‪ ،‬إذا استثنينا تلك‬ ‫املحكمة‬
‫اللجان الخاصة التي تحدث لدى املحكمة الدستورية بقرار من رئيسها‬
‫واملكونة من ثالثة أعضاء من ذوي الاختصاص في القانون‪ ،‬والتي توكل لها‬
‫ّ‬
‫مهمة التثبت في مدى احترام مذكرة الدفع بعدم الدستورية ملوجباتها الشكلية‬
‫وإلاجرائية‪ ،‬وترفع لرئيس املحكمة الدستورية على إثر ذلك اقتراحاتها‬
‫القاضية إما بقبول إلاحاالت من الناحية الشكلية وإلاجرائية أو رفضها‪،‬‬
‫لتتولى البت فيها‪.36‬‬
‫ثالثا‪ :‬آجال الفصل في الدفع بعدم الدستورية والنتائج املترتبة عليه‬
‫حدد املؤسس الدستوري للمحكمة الدستورية أجلين يمكنها أن تفصل‬
‫خاللهما في الدفوع بعد الدستورية املحالة عليها‪ ،‬تختلف عن تلك املحددة في‬
‫إطار الرقابة الدستورية‪ ،‬واملنازعات الانتخابية‪ ،‬كما أن هناك نتائج تترتب‬
‫على التصريح بعدم دستورية الحكم التشريعي أو التنظيمي املدفوع بعدم‬
‫دستوريته‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪776‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫‪ .1‬تحديد أجلين للمحكمة الدستورية للفصل في الدفع بعدم‬


‫الدستورية‬
‫كان رئيس املجلس الدستوري الفرنس ي السابق‪ ،‬السيد جون لويس‬
‫ديبري (‪ ،)Jean-Louis Debré‬أحد أبرز مهندس ي الدفع بعدم الدستورية في‬
‫فرنسا‪ ،‬يرى أن وقت العدالة هو وقت املتقاض ي ‪le temps de la justice‬‬
‫‪ ،c’est le temps du justiciable‬لذلك دافع من أجل تحديد آجال معقولة‬
‫للجهات القضائية للفصل في املسألة الدستورية ذات ألاولوية التي تثار‬
‫أمامها‪ ،37‬وكذلك الشأن بالنسبة للمجلس الدستوري الذي عليه أن يفصل‬
‫خالل ثالثة (‪ )3‬أشهر في إلاحاالت املقدمة له من قبل محكمة النقض‬
‫ومجلس الدولة‪ ،‬وهو ما تحقق قانونا وعمليا‪.38‬‬
‫على خالف ذلك حدد املؤسس الدستوري الجزائري أجلين للمحكمة‬
‫الدستورية للفصل في الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬أربعة أشهر‪ ،‬أو تمديد ذلك‬
‫ملدة ال تزيد عن أربعة أشهر‪ ،‬حيث أنه "عندما تخطر املحكمة الدستورية على‬
‫أساس املادة ‪ 091‬فإن قرارها يصدر خالل ألاشهر ألاربعة (‪ )2‬التي تلي تاريخ‬
‫إخطارها؛ ويمكن تمديد هذا ألاجل مرة واحدة ملدة أقصاها أربعة (‪ )2‬أشهر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بناء على قرار ّ‬
‫مسبب من املحكمة الدستورية ويبلغ إلى الجهة القضائية‬
‫صاحبة إلاخطار"‪39‬؛‬
‫في نفس السياق نص الدستور التونس ي على أن املحكمة الدستورية تبت‬
‫في املطاعن املعروضة عليها "خالل ثالثة أشهر قابلة للتمديد لنفس املدة مرة‬
‫ّ‬
‫واحدة‪ ،‬ويكون ذلك بقرار معلل"‪.‬‬
‫لقد ترك املؤسس الدستوري للمشرع‪ ،‬تحديد إلاجراءات املنظمة للدفع‬
‫بعدم الدستورية‪ ،‬والتي نظمها القانون العضوي رقم ‪ 02-02‬املؤرخ في ‪0‬‬
‫سبتمبر ‪ 0202‬املحدد لشروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‬
‫الساري املفعول حاليا‪ ،‬في انتظار إصدار القانون العضوي املحدد إلجراءات‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪777‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫وكيفيات إلاخطار وإلاحالة‪ ،‬املتبعة أمام املحكمة الدستورية‪ ،‬املعروض‬


‫مشروعه حاليا على غرفتي البرملان‪.‬‬
‫أما في تونس فقد تضمن القانون ألاساس ي املتعلق باملحكمة الدستورية‬
‫مختلف إلاجراءات الواجب إتباعها للدفع بعدم الدستورية والنتائج املترتبة‬
‫عليه‪.41‬‬
‫علما أن إلاجراءات املتعلقة بالدفع بعدم الدستورية أمام مختلف‬
‫الجهات القضائية‪ ،‬تتطلب تحيينا للقوانين املحددة لإلجراءات املتبعة أمامها‬
‫كما حدث في فرنسا‪ ،‬على غرار قوانين إلاجراءات املدنية وإلادارية والجزائية‬
‫على الخصوص‪ ،41‬إضافة إلى ما تتضمنه ألانظمة املحددة لقواعد عمل‬
‫جهات القضاء الدستوري من تفاصيل متعلقة باملوضوع‪ ،‬كالنظام الداخلي‬
‫الخاص باإلجراءات املتبعة أمام املجلس الدستوري الفرنس ي فيما يتعلق‬
‫باملسائل الدستورية ذات ألاولوية‪ 42‬وهو ما سبق وأن انتهجه كل من املجلس‬
‫الدستوري الجزائري‪ ،‬بتحيينه للنظام املحدد لقواعد عمله مرتين سنة‬
‫‪ ،0209‬واملحكمة الدستورية من خالل مداولتها املؤرخة في ‪ 02‬نوفمبر ‪،0200‬‬
‫املتعلقة بقواعد عمل املحكمة الدستورية في مجال الدفع بعدم الدستورية‬
‫واملتضمنة العمل بالبابين الثاني والثالث من النظام املحدد لقواعد عمل‬
‫املجلس الدستوري املعدل املؤرخ في ‪ 00‬مايو ‪ ،0209‬املعدل واملتمم‪43.‬‬
‫‪ .2‬النتائج املترتبة على التصريح بعدم دستورية الحكم التشريعي أو‬
‫التنظيمي املدفوع بعدم دستوريته‪44‬‬
‫هناك مآالن ال ثالث لهما لفحص دستورية القانون من قبل جهة القضاء‬
‫الدستوري في إطار الرقابة الالحقة‪ ،‬إذا ما استثنينا صيغة التحفظات‪45‬؛ إما‬
‫التصريح بدستوريته ومطابقته للدستور فيبقى ساريا‪ ،‬وإما بعدم دستوريته‬
‫فيفقد أثره‪ ،‬وبالتالي ينقى النظام القانوني منه‪ ،‬علما أن الدستور التونس ي‬
‫نص صراحة على النتيجتين املترتبتين على الرقابة الدستورية‪ ،‬بتأكيده على‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪771‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫ينص "على أن ألاحكام موضوع الطعن دستورية‬ ‫أن قرار املحكمة الدستورية ّ‬
‫أو غير دستورية"‪ ،46‬كما وضع حدودا للمحكمة الدستورية ال يمكن‬
‫تجاوزها‪ ،‬بإلزامها بفحص ما طلب منها فقط‪ ،‬فعند تعهدها تبعا لدفع بعدم‬
‫دستورية قانون‪ ،‬فإن نظرها يقتصر على املطاعن التي تمت إثارتها"‪.47‬‬
‫أما عن النتيجة املترتبة على التصريح بعدم الدستورية‪ ،‬فقد نص عليها‬
‫الدستور الجزائري صراحة معتبرا أن كل نص تشريعي أو تنظيمي قررت‬
‫املحكمة الدستورية عدم دستوريته في إطار الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬يفقد‬
‫يحدده قرارها‪ ،48‬وفي نفس السياق فكل قانون‬ ‫أثره ابتداء من اليوم الذي ّ‬
‫أو بعض أحكام قانون قضت املحكمة الدستورية التونسية بعدم دستوريته‬
‫يتوقف العمل به في حدود ما قضت به‪،49‬‬ ‫في إطار الدفع بعدم الدستورية‪ّ ،‬‬
‫وقد أضاف املشرع التونس ي أن ذلك يكون في مواجهة الكافة دون أن يكون له‬
‫مفعول رجعي على الحقوق املكتسبة أو على القضايا السابق الحكم فيها‬
‫بصفة باتة‪.51‬‬
‫غير أن املشرع التونس ي انفرد بالتمييز بين باقي القوانين والقوانين‬
‫الانتخابية‪ ،‬فهذه ألاخيرة إذا ما أقرت املحكمة الدستورية بعدم دستوريتها‪،‬‬
‫يتوقف العمل باألحكام موضوع الطعن في حق الطاعن دون سواه‪ ،‬بداية من‬
‫تاريخ صدور قرار املحكمة الدستورية‪ ،‬ويتوقف العمل بأحكام القانون الذي‬
‫أقرت املحكمة عدم دستوريته انطالقا من الانتخابات املوالية‪.51‬‬
‫يالحظ مما سيق‪ ،‬أنه سواء تعلق ألامر بفقدان القانون ألثره أو توقف‬
‫العمل به‪ ،‬فإن النتيجة واحدة‪ ،‬وهي تنحيته من النظام القانوني وتنقيته‬
‫منه‪ ،‬دون سريانه بأثر رجعي‪ ،‬حفاظا على ألامن القانوني وحماية للحقوق‬
‫املكتسبة‪ ،‬كما أن قرار جهة القضاء الدستوري يتمتع بحجية مطلقة‪،‬‬
‫وبالتالي يختلف ذلك عن النتيجة املترتبة عن الامتناع عن تطبيقه في القضية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪771‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫ألاصلية فقط‪ ،‬أين بكون له أثر نسبي‪ ،‬كما هو الحال في أسلوب الدفع‬
‫باالمتناع املعروف في القضاء الدستوري في الواليات املتحدة ألامريكية‪.‬‬
‫تجدر إلاشارة إلى أنه بخالف الرقابة السابقة‪ ،‬أين ينتج قرار جهة‬
‫القضاء الدستوري أثره فور صدوره‪ ،‬فاألمر يختلف بالنسبة للدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬حيث تتمتع بسلطة تقديربة لتحدد تاريخ نفاذ قرارها‪ ،52‬وهو ما‬
‫أكد عليه كل من املؤسس الدستوري الجزائري‪ ،‬فقرار املحكمة الدستورية‬
‫الجزائرية في إطار الدفع بعدم الدستورية يترتب عنه فقدان القانون ألثره من‬
‫التاريخ الذي يحدده قرارها‪ ،53‬بينما لم يشر املؤسس الدستوري التونس ي‬
‫لذلك‪ ،‬واكتفى بالنص على توقف العمل بكل قانون أو بعض أحكام قانون‬
‫قضت املحكمة الدستورية بعدم دستوريته في إطار الدفع بعدم الدستورية‬
‫في حدود ما قضت به‪ ،‬وهو ما تضمنه القانون ألاساس ي للمحكمة الذي‬
‫أضاف أن ذلك يكون تجاه الكافة دون أن يكون له مفعول رجعي على الحقوق‬
‫املكتسبة أو على القضايا السابق الحكم فيها بصفة باتة‪ ،54‬غير أنه ألزم‬
‫املحكمة الدستورية بإعالم املحكمة التي أثير أمامها الدفع بقرارها في أجل‬
‫أقصاه سبعة أيام من تاريخ صدوره‪ ،‬حتى تفصل في النزاع املعروض أمامها‬
‫وهو ما قد يفيد إنتاجه ألثره خالل هذه املدة على أقص ى تقدير‪.55‬‬
‫إن السلطة التقديرية التي تتمتع بها جهة القضاء الدستوري لتحديد‬
‫التاريخ الذي ينتج فيه قرارها آثاره في إطار الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬وعلى غرار‬
‫ما ذهب إليه املشرع الفرنس ي‪ ،56‬مرده مراعاة دواعي ألامن القانوني‪ ،‬وإلعطاء‬
‫البرملان فسحة من الوقت إلعداد تشريعات تصحح تلك التي تم إعالن عدم‬
‫دستوريتها‪ ،‬حيث يطلب املجلس الدستوري الفرنس ي من الهيئات القضائية‬
‫التوقف عن تطبيق هذه القوانين على النزاعات املعروضة أمامها لغاية‬
‫تصحيح الوضع‪ ،‬وهو ما حاول املجلس ترسيخه في قراراته بعد دخول املسألة‬
‫الدستورية ذات ألاولوية حيز النفاذ مباشرة‪ ،57‬غير أن هذا التوجه قد يترتب‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪712‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫عنه حرمان مقدم الدفع من الاستفادة من إلغاء القانون املاس بحقوقه‬


‫ألاساسية‪ ،‬إلرجاء ذلك إلى وقت الحق‪ ،‬وهذا ما قد يدفع باملتقاض ي الختيار‬
‫طرق بديلة الستبعاد تطبيق القانون دون إلغاءه‪ ،‬على غرار ما يتيحه له‬
‫الدفع بعدم الاتفاقية‪.58‬‬
‫إن فعالية الدفع بعدم الدستورية متى انتهى إلى تقرير عدم دستورية‬
‫الحكم التشريعي أو التنظيمي املطعون فيه‪ ،‬تتحدد بالقوة إلالزامية لقرارات‬
‫جهة القضاء الدستوري؛ حيث أن قرارات المحكمة الدستورية الجزائرية‬
‫نهائية وملزمة لجميع السلطات العمومية والسلطات إلادارية‬
‫والقضائية‪ ،59‬وهو نفس الاتجاه الذي سار عليه املؤسس الدستوري‬
‫التونس ي‪ ،‬الذي أكد على أن قرار املحكمة الدستورية يكون ملزما لجميع‬
‫السلطات‪.61‬‬
‫إن الحجية التي تضفى على قرارات الجهات القضائية الدستورية‪ ،‬وعلى‬
‫غرار التجربة الفرنسية في مجال القضاء الدستوري‪ ،‬تستهدف توحيد‬
‫التفسيرات الدستورية‪ ،61‬وتفادي التضارب بين الجهات القضائية‪ ،‬خاصة‬
‫وأن رقابة الجهات القضائية الدستورية عند فصلها في الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬تنصب على قانون "حي"‪ ،62‬على أساس أنه يكون محل تطبيق‬
‫على منازعة معروضة على القضاء‪ ،‬ألجل ذلك يخضعه قاض ي الدعوى‬
‫ألاصلية للتفسير وكذلك الشأن بالنسبة للقاض ي الدستوري‪ ،‬وليس فقط‬
‫على القانون البرملاني"الجاف"‪ ،‬عندما يكون في الحالة التي صوت عليه‬
‫البرملان‪ ،‬كما هو الوضع في الرقابة السابقة‪.63‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪717‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫الهوامش‬
‫‪D. Rousseau, La question prioritaire de constitutionnalité, Lextenso éditions, -0‬‬
‫‪.Paris, 2010, p. 3‬‬
‫‪ -0‬وهو املبدأ الذي تضمنه املادة ‪ 2‬من إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان واملواطن‪:‬‬
‫‪La Loi est l'expression de la volonté générale. Tous les Citoyens ont droit ”-‬‬
‫‪de concourir personnellement, ou par leurs Représentants, à sa formation. Elle‬‬
‫‪doit être la même pour tous, soit qu'elle protège, soit qu'elle punisse. Tous les‬‬
‫‪Citoyens étant égaux à ses yeux sont également admissibles à toutes dignités,‬‬
‫‪places et emplois publics, selon leur capacité, et sans autre distinction que celle‬‬
‫‪.”de leurs vertus et de leurs talents‬‬
‫‪cf., loi constitutionnel N° 74-904 du 29 octobre 1974, J.O, du 29 octobre - 3‬‬
‫‪1974 p. 11035 ; Loi constitutionnelle n° 2008-724 du 23 juillet 2008 de‬‬
‫‪.modernisation des institutions de la Ve République‬‬
‫‪ -2‬لالستزادة حول املسألة الدستورية ذات ألاولوية‪ ،‬انظر دمحم أتركين‪ ،‬دعوى الدفع بعدم‬
‫الدستورية في التجربة الفرنسية‪ ،‬إلاطار القانوني واملمارسة القضائية‪ ،‬الطبعة ألاولى‪،‬‬
‫(الدار البيضاء‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪.)0203 ،‬‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 091‬الفقرة ألاولى من دستور الجزائر لسنة ‪.0202‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 092‬من دستور الجزائر لسنة ‪ ،0202‬ألكثر تفاصيل حول هذا القانون العضوي‪،‬‬
‫يراجع دمحم بوسلطان‪ ،‬إلياس صام‪ ،‬القانون العضوي ‪ 02-02‬املؤرخ في ‪ 0‬سبتمبر ‪0202‬‬
‫يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية "مادة مادة"‪ ،‬مؤلف جماعي‪ ،‬النشر‬
‫الجامعي الجديد‪ ،‬طبعة ‪.0202‬‬
‫‪ -9‬تنص املادة ‪ 001‬من دستور الجزائر لسنة ‪ 0202‬على أن "يستم ــر سري ــان مفع ــول‬
‫القوانين الت ــي يستوجـب تعديلها أو إلغاؤها وفق أحكام هذا الدستور إلى غاية إلى غاية‬
‫إعداد قوانين جديدة أو تعديلها ﰲ أجل معقول"‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر القانون العضوي رقم ‪ 02-02‬املؤرخ في ‪ 00‬ذي الحجة عام ‪ 0239‬املوافق ‪20‬‬
‫سبتمبر سنة ‪ 0202‬الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫‪ -2‬حول الجهات القضائية وأطراف الدعوى‪ ،‬أنظر صام إلياس‪ ،‬املؤلف الجماعي حول‬
‫القانون العضوي ‪ ، ،02-02‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21-32‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪710‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

0239 ‫ ذي الحجة عام‬00 ‫ املؤرخ في‬02-02 ‫ من القانون العضوي رقم‬3 ‫ أنظر املادة‬-9
‫ الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم‬0202 ‫ سبتمبر سنة‬20 ‫املوافق‬
.‫الدستورية‬
cf, Article 23-1 de l’ ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant loi -
organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par… les lois organiques n°
: 2009-1523 du 10 décembre 2009 et n° 2010-830 du 22 juillet 2010
al.1) Devant les juridictions relevant du Conseil d'État ou de la Cour de (
cassation, le moyen tiré de ce qu'une disposition législative porte atteinte aux
droits et libertés garantis par la Constitution est, à peine d'irrecevabilité,
présenté dans un écrit distinct et motivé. Un tel moyen peut être soulevé pour
.la première fois en cause d'appel. Il ne peut être relevé d'office
al.2) Devant une juridiction relevant de la Cour de cassation, lorsque le (
ministère public n'est pas partie à l'instance, l'affaire lui est communiquée dès
.que le moyen est soulevé afin qu'il puisse faire connaître son avis
al.3) Si le moyen est soulevé au cours de l'instruction pénale, la juridiction (
.d'instruction du second degré en est saisie
al.4) Le moyen ne peut être soulevé devant la cour d'assises. En cas (
d'appel d'un arrêt rendu par la cour d'assises en premier ressort, il peut être
soulevé dans un écrit accompagnant la déclaration d'appel. Cet écrit est
.immédiatement transmis à la Cour de cassation
‫ من مشروع القانون العضوي املحدد إلجراءات إلاحالة املتبعة أمام املحكمة‬01 ‫ املادة‬-02
.‫الدستورية‬
20 ‫ املوافق‬0239 ‫ ذي الحجة عام‬00 ‫ املؤرخ في‬02-02 ‫ املادة من القانون العضوي رقم‬-00
.‫ الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية‬0202 ‫سبتمبر سنة‬
.‫ من القانون ألاساس ي املتعلق باملحكمة الدستورية التونسية‬11 ‫ الفصل‬-00
‫ املؤلف‬،‫ الحكم التشريعي‬،‫ أنظر سعيداني جقجيقة‬،‫ حول مفهوم الحكم التشريعي‬-03
،.2219 ‫ ص‬،‫ مرجع سبق ذكره‬،02-02 ‫الجماعي حول القانون العضوي‬

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

713
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫‪ - 02‬بمعنى كل نص صوت عليه البرملان بأشكاله املختلفة (قانون عادي أو عضوي أو أمر‬
‫مصادق عليه من قبل البرملان)‪ ،‬وبالتالي يستثنى من ذلك ألاوامر التي لم يصادق عليها‬
‫البرملان بعد‪ ،‬واملراسيم والقرارات الفردية‪ ،‬ألنها تعتبر أعماال إدارية تخضع لرقابة القضاء‬
‫إلاداري‪.‬‬
‫‪ -01‬تنص املادة ‪ 020‬الفقرة ألاولى من دستور الجزائر لسنة ‪ 0202‬على أن‪":‬يمارس رئيس‬
‫الجمهورية السلطة التنظيمية في املسائل غير املخصصة للقانون"‪ ،‬علما أن املؤسس‬
‫الدستوري حدد على سبيل الحصر امليادين التي يشرع فيها البرملان سواء بقوانين عادية أو‬
‫عضوي في املادتين ‪ 039‬و ‪ 022‬و في مواد متفرقة من الدستور‪.‬‬
‫‪ -02‬حول الاعتراض على حكم تشريعي يتوقف عليه مآل النزاع‪ ،‬أنظر مسعود شيهوب‪،‬‬
‫املؤلف الجماعي حول القانون العضوي ‪ ،02-02‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.033-002‬‬
‫‪ -09‬الفصل ‪ 12‬من القانون ألاساس ي عدد ‪ 12‬لسنة ‪ 0201‬مؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ 0201‬يتعلق‬
‫باملحكمة الدستورية‪.‬‬
‫‪ -02‬حول مفهوم الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪ ،‬أنظر كايس الشريف‪ ،‬الحكم‬
‫التشريعي‪ ،‬املؤلف الجماعي حول القانون العضوي ‪ ،02-02‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.22-12‬‬
‫‪ -09‬أنظر املادة ‪ 091‬من دستور الجزائر لسنة ‪،0202‬‬
‫‪ -02‬أنظر الفصل ‪ 003‬من دستور تونس لسنة ‪0202‬؛ نص الفصل ‪ 12‬من القانون‬
‫ألاساس ي للمحكمة الدستورية التونسية على أن"للخصوم في القضايا املنشورة في ألاصل‬
‫دستورية القانون املنطبق على النزاع"‪ ،‬وأضاف الفصل ‪11‬‬ ‫ّ‬ ‫أمام املحاكم أن يدفعوا بعدم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على أن الدفع بعدم الدستورية"يقدم بمقتض ى مذكرة‪ ...‬تحتوي على عرض في –بيان‬
‫الدفع مع تحديد ّ‬
‫مفصل ألحكام القانون املطعون فيها" ‪.‬‬ ‫أسباب ّ‬
‫‪ -00‬الفصل ألاول من القانون ألاساس ي للمحكمة الدستورية التونسية‪.‬‬
‫‪.cf, CC n°71-44 DC du 16 juillet 1971, Liberté d’association -00‬‬
‫‪" -03‬املبادئ ذات القيمة الدستورية وهي ال توجد في نص معين‪ ،‬ولكن تستخلص من روح‬
‫القوانين‪..‬ألاهداف ذات القيمة الدستورية وهي عبارة عن توجهات أو خيارات سياسية‬
‫واجتماعية"‪ ،‬ألامين شريط مكانة البرملان الجزائري في اجتهاد املجلس الدستوري‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -02‬أنظر قرار املجلس الدستوري املؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ 0929‬حول قانون الانتخابات‪.‬‬
‫‪ -01‬أنظر قرار املجلس الدستوري املؤرخ في ‪ 32‬أوت ‪ 0929‬حول القانون ألاساس ي للنائب‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪711‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫ على أنه" تشكل هذه‬0202 ‫ جاء في الفقرة ألاخيرة من ديباجة الدستور الجزائري لسنة‬-02
‫ من الدستور التونس ي‬021 ‫الديباجة جزءا ال يتجزأ من هذا الدستور"؛ ونص الفصل‬
ّ ‫؛ على أن"توطئة هذا الدستور جزء ال‬0202 ‫لسنة‬
.‫يتجزأ منه‬
Article 23-2 de l’ ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant loi -09
organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par… les lois organiques n°
2009-1523 du 10 décembre 2009 et n° 2010-830 du 22 juillet 2010 : (al.1) La
juridiction statue sans délai par une décision motivée sur la transmission de la
question
prioritaire de constitutionnalité au Conseil d’État ou à la Cour de cassation.
: Il est procédé à cette transmission si les conditions suivantes sont remplies
La disposition contestée est applicable au litige ou à la procédure, ou °0
‫ ؛‬constitue le fondement des poursuites
Elle n’a pas déjà été déclarée conforme à la Constitution dans les motifs °0
et le dispositif d’une décision du Conseil constitutionnel, sauf changement des
‫ ؛‬circonstances
.La question n’est pas dépourvue de caractère sérieux °3
‫" تكون قرارات املحكمة الدستورية نهائية وملزمة‬:‫ على أن‬1 ‫ الفقرة‬092 ‫ تنص املادة‬-02
."‫لجميع السلطات العمومية والسلطات إلادارية والقضائية‬
‫"يخضع القانون‬:‫ على أن‬0202 ‫ من دستور الجزائر لسنة‬3 ‫ الفقرة‬022 ‫ تنص املادة‬-09
".‫ ملراقبة مطابقته للدستور من طرف املحكمة الدستورية‬،‫ قبل إصداره‬،‫العضو ّي‬
‫" يخطر رئيس‬:‫ على أن‬0202 ‫ من دستور الجزائر لسنة‬0 ‫ الفقرة‬020 ‫ تنص املادة‬-32
‫ على أن تفصل فيها في‬،‫الجمهورية وجوبا املحكمة الدستورية بشأن دستورية هذه ألاوامر‬
".‫) أيام القادمة لتوافق عليها‬02( ‫أجل أقصاه عشرة‬
.0202 ‫ من دستور الجزائر لسنة‬0 ‫ الفقرة‬092 ‫ املادة‬-30
.0202 ‫ من دستور الجزائر لسنة‬3 ‫ الفقرة‬092 ‫ املادة‬-30
.0202 ‫ الفقرة ألاولى من دستور الجزائر لسنة‬091 ‫ املادة‬-33
Article 23-4 de l’ ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant loi -32
organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par … les lois organiques n°
0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

711
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

2009-1523 du 10 décembre 2009 et n° 2010-830 du 22 juillet 2010 : Dans un


délai de trois mois à compter de la réception de la transmission prévue à l'article
23-2 ou au dernier alinéa de l'article 23-1, le Conseil d'État ou la Cour de
cassation se prononce sur le renvoi de la question prioritaire de
constitutionnalité au Conseil constitutionnel. Il est procédé à ce renvoi dès lors
que les conditions prévues aux 1° et 2° de l'article 23-2 sont remplies et que la
.question est nouvelle ou présente un caractère sérieux
Savonitto Florian, « L'absence de double filtrage des questions prioritaires -31
de constitutionnalité » Argument pour sa suppression ?, Revue française de
.droit constitutionnel, 2013/1 n° 93, p. 107-123
‫ يتعلق‬0201 ‫ ديسمبر‬3 ‫ مؤرخ في‬0201 ‫ لسنة‬12 ‫ من القانون ألاساس ي عدد‬19 ‫ الفصل‬-32
.‫باملحكمة الدستورية‬
cf, Jean-Louis Debré, la Question Prioritaire de Constitutionnalité, Revue du -39
.Conseil Constitutionnel, N°2-2013, pp. 53-62
Article 23-5 de l’ ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant loi -32
organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par… les lois organiques n°
2009-1523 du 10 décembre 2009 et n° 2010-830 du 22 juillet 2010 : (al.3) Le
Conseil d’État ou la Cour de cassation dispose d’un délai de trois mois à
.compter de la présentation du moyen pour rendre sa décision
Article 23-10 de l’ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant -
loi organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par… les lois organiques
n° 2009-1523 du 10 décembre 2009 et n° 2010-830 du 22 juillet 2010 : Le
Conseil constitutionnel statue dans un délai de trois mois à compter de sa
.saisine
.0202 ‫ من دستور الجزائر لسنة‬0 ‫ الفقرة‬091 ‫ املادة‬-39
‫ يتعلق باملحكمة‬0201 ‫ ديسمبر‬3 ‫ مؤرخ في‬0201 ‫ لسنة‬12 ‫ القانون ألاساس ي عدد‬-22
.20 ‫ إلى الفصل‬12 ‫ خاصة من الفصل‬،‫الدستورية‬

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

716
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫‪ -20‬بعد صدور املرسومين املؤرخين في ‪ 02‬فيفري ‪ ،0202‬دخلت املسألة الدستورية ذات‬


‫ألاولوية في فرنسا حيز النفاذ‪ ،‬انطالقا من ‪ 20‬مارس ‪ ،0202‬حيث حدد املرسوم رقم ‪-022‬‬
‫‪ 0202‬املؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ 0202‬إلاجراءات املتعلقة باملسألة الدستورية ذات ألاولوية‪،‬‬
‫املتبعة من قبل مجلس الدولة ومحكمة النقض والجهات القضائية التابعة لهما‪ ،‬وفي هذا‬
‫الصدد فقد أضاف هذا املرسوم فصال جديدا لقوانين القضاء إلاداري وإلاجراءات املدنية‬
‫وإلاجراءات الج ـ ـزائية والتنظيم القضائي‪ ،‬واستهدف املرسوم رقم ‪ 0202-029‬املؤرخ في ‪02‬‬
‫فبراير ‪ 0202‬ضمان استمرار املساعدة القضائية في حالة فحص املسألة الدستورية من‬
‫قبل مجلس الدولة‪ ،‬محكمة النقض واملجلس الدستوري‪ ،‬معدال للمرسوم املؤرخ في ‪09‬‬
‫ديسمبر ‪ 0990‬املتعلق باملساعدة القضائية‪.‬‬
‫‪cf, Décision du 4 février 2010 portant règlement intérieur sur la procédure -20‬‬
‫‪suivie devant le Conseil constitutionnel pour les questions prioritaires de‬‬
‫‪constitutionnalité, modifié par la décision du 24 juin 2010, Journal officiel du‬‬
‫‪،23 juillet 2010, p. 13615‬‬
‫‪cf, Dispositions organiques relatives à l'application de l'article 61-1 de la -‬‬
‫‪Constitution, Les Nouveaux Cahiers du Conseil constitutionnel, 2010/3 N° 29,‬‬
‫‪.p. 126-131‬‬
‫‪ -23‬أنظر مداولة املحكمة الدستورية املؤرخة في ‪ 03‬ربيع الثاني عام ‪ 0223‬املوافق ‪02‬‬
‫نوفمبر ‪ ،0200‬وهي أول مداولة تضمنت تمديد العمل بالنظام املحدد لقواعد عمل املجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬في انتظار صدور القانون العضوي املحدد إلجراءات وكيفيات إلاخطار وإلاحالة‬
‫املتبعة أمام املحكمة الدستورية املوجود مشروعه حاليا على مستوى البرملان‪.‬‬
‫‪ -22‬حول النتائج املترتبة على قرارات املحكمة الدستورية‪ ،‬أنظر مختاري عبد الكريم‪ ،‬آثار‬
‫قرارات املجلس الدستوري‪ ،‬املؤلف الجماعي حول القانون العضوي ‪ ،02-02‬مرجع سبق‬
‫ذكره‪ ،‬ص ‪021-031‬؛ الهاشمي براهمي‪" ،‬آثار قرار املجلس الدستوري في مجال الدفع بعدم‬
‫الدستورية"‪ ،‬مداخلة مقدمة في امللتقى الدولي الذي نظمه املجلس الدستوري الجزائري في‬
‫‪ 02‬نوفمبر ‪.0209‬‬
‫‪ -21‬التحفظ طريقة رسخها املجلس الدستوري الفرنس ي من خالل اجتهاداته واستلهمها‬
‫منه املجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬وهي صيغة يقر فيها املجلس الدستوري بدستورية‬
‫قانون شريطة أن يطبق أو يفسر وفق الشكل الذي يحدده املجلس‪ ،‬وهي طريقة طبقها‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪717‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫املجلس مبكرا بعد إنشاءه بمناسبة رقابته للنظام الداخلي للجمعية الوطني سنة ‪،0919‬‬
‫وهي طريقة ليست حكر على املجلس الدستوري الفرنس ي بل استعملها قبله القضاء‬
‫الدستوري الايطالي والاسباني وألاملاني‪.‬‬
‫‪-‬أنظر حول التحفظات ألامين شريط مكانة البرملان الجزائري في اجتهاد املجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪cf, Bachir YELLES CHAOUCHE , LA TECHNIQUE DES RESERVES DANS LA -‬‬
‫‪JURISPRUDENCEDU CONSEIL CONSTITUTIONNEL ALGERIEN, revue du‬‬
‫‪conseil constitutionnel, N° 1, 2013, pp. 166-177; Les réserves d’interprétation‬‬
‫‪émises par le Conseil constitutionnel, Exposé présenté par M. Xavier Samuel,‬‬
‫‪Chargé de mission au Conseil constitutionnel, a l’occasion de l’ accueil des‬‬
‫‪nouveaux membres de la Cour de cassation au Conseil constitutionnel le 26‬‬
‫‪.janvier 2007‬‬
‫‪ -22‬الفصل ‪ 000‬من دستور تونس لسنة ‪.0202‬‬
‫‪ -29‬الفصل‪ 003‬من دستور تونس لسنة ‪.0202‬‬
‫‪ -22‬املادة ‪ 091‬الفقرة الرابعة من دستور الجزائر لسنة ‪.0202‬‬
‫‪ -29‬الفصل‪ 003‬من دستور تونس لسنة ‪.0202‬‬
‫‪ -12‬الفصل ‪ 22‬من القانون ألاساس ي عدد ‪ 12‬لسنة ‪ 0201‬مؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ 0201‬يتعلق‬
‫باملحكمة الدستورية‪ ،‬كما أضاف املشرع في نفس الفصل على أنه"تبت املحكمة الدستورية‬
‫ّ‬
‫في املطاعن خالل ثالثة أشهر قابلة للتمديد لنفس املدة مرة واحدة‪ .‬ويقلص ألاجل املذكور‬
‫بالفقرة السابقة إلى خمسة أيام في صورة الدفع بعدم دستورية تشريع انتخابي بمناسبة‬
‫ّ‬
‫الطعون الانتخابية‪ .‬كما يقلص ألاجل املذكور إلى ثالثين يوما في صورة الدفع بعدم دستورية‬
‫ّ‬
‫القوانين املتعلقة باملادتين الجبائية أو الديوانية"‪.‬‬
‫‪ -10‬الفصل ‪ 22‬من القانون ألاساس ي عدد ‪ 12‬لسنة ‪ 0201‬مؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ 0201‬يتعلق‬
‫باملحكمة الدستورية‪.‬‬
‫‪ -10‬حول آلاثار املترتبة على القرارات املتعلقة بالفصل في الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬ينظر‬
‫الهاشمي براهمي‪" ،‬آثار قرار املجلس الدستوري في مجال الدفع بعدم الدستورية"‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ -13‬املادة ‪ 090‬الفقرة ‪ 0‬من دستور الجزائر لسنة ‪.0202‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/37‬‬

‫‪711‬‬
‫االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية‬

.‫ من القانون ألاساس ي للمحكمة الدستورية التونسية‬22 ‫ الفصل‬-12


.‫ من القانون ألاساس ي للمحكمة الدستورية التونسية‬20 ‫ الفصل‬-11
cf, Disant Mathieu, «Les effets dans le temps des décisions QPC » Le Conseil -12
constitutionnel, « maître du temps » ? Le législateur, bouche du Conseil
constitutionnel ?, Les Nouveaux Cahiers du Conseil constitutionnel, 2013/3 N°
.40, p. 63-82
.cf, CC, 28 mai 2010, 2010-1 QPC, JO, 29 mai 2010, p. 9728 -19
.Dominique Rousseau , le procès constitutionnel, op. cit, pp. 54- 55 -12
.0202 ‫ الفقرة ألاخيرة من دستور الجزائر لسنة‬091 ‫ املادة‬-19
.0202 ‫ من دستور تونس لسنة‬000 ‫ الفصل‬-22
cf, Olivier Dutheillet de Lamothe, Membre du Conseil Constitutionnel , -20
L'AUTORITE DE L'INTERPRETATION CONSTITUTIONNELLE, Intervention
prononcée à la Table ronde organisée par l'AIDC les 15 et 16 octobre 2004 à
.l'Université Montesquieu-Bordeaux IV sur l'interprétation constitutionnelle
cf, Gustavo Zagrebelski, « L a doctrine du droit vivant et la QPC », in -20
Constitutions. Revue du droit constitutionnel appliqué, n° 1, Dalloz, 2010 ;
Caterina Séverino, La Doctrine du droit vivant, Paris, Aix-en-Provence,
.Economica-PUAM, 2003
Avec la QPC, le contrôle de constitutionnalité sort d’une logique purement “ -23
abstraite pour connaître non plus la loi parlementaire mais la loi «
juridictionnelle », la loi vivante selon l’expression de la doctrine italienne, celle
qui a produit des effets concrets sur le justiciable et qui, pour cette raison,
soulève le litige constitutionnel, se porte partie d’un procès qualifié de
constitutionnel parce que le litige porte sur la constitutionnalité de la
disposition applicable”, Dominique Rousseau , le procès constitutionnel, op. cit,
.p. 50

0200/37 ‫جملة احملامي عدد‬

711

You might also like