Professional Documents
Culture Documents
المجلة37
المجلة37
8.6302 3. 06
www.avocat-setif.org
ordre.setif@gmail.com
2282 2882
brahimtairi@outlook.com
حموتيات العدد ا
كلمة التحرير 86 ..............................................................................
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع 322 ...................
شروط الدفع بعدم الدستورية أمام احملكمة العليا و جملس الدولة 322 .............
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية 360 ......
قواعد وإجراءات النشر يف اجمللة
ختتص "جملة املحامي" التي تصدر بشكل دوري وتقدم بحوث علمية تكتب بأقالم املحامني
أوال :تكتب الورقة بأسلوب علمي أكاديمي باإلضافة اىل (التهميش – واملرجع )...يتبع
البحث باسم و لقب األستاذ الشخصية و مهنته( ،عنوان املؤسسة ،الربيد االلكرتوين ،
ورقم اهلاتف).
ثانيا :تـودع املسامهات لدى أمانـة منظمة سطيف أو عرب الربيد عىل العنوان :منظمة
املحامني قرص العدالة سطيف مع قرص مضغوط أو Flash Diskأو ترسل عرب الربيد
االلكرتوين.ORDRE.SETIF@GMAIL.COM :
رابعا :ختضع املسامهات للتحكيم العلمي بحيث تفحص من طرف هيئة علمية متخصصة هلا
أن تقبل البحث أو ترفضه بحسب أمهيته و قيمته العلمية ،و هلا كذلك أن تطالب صاحب
رابعا :ما ينرش يف املجلة يعرب عن رأي كاتبه و ال يمثل رأي املجلة.
5
كلمـــة التحريـــر
بسم اهلل الرمحان الرحيم والصالة والسالم عىل أفرف املرسلني سيدنا محمد وعىل لله وصحبه
أمجعني،
يصدر هذا العدد رقم 37من جملة املحامي و الذي سيكون عددا متنوعا من اجتهادات و مقاالت
و محارضات تم عرضها يف خمتلف التظاهرات العلمية و االيام الدراسية املنظمة من طرف منظمتنا أو
اجلهات القضائية املختلفة.
حيث نظمت املحكمة الدستورية بقسنطينة ورشة تكوينية لفائدة املحامني حول موضوع "افراك
مماريس املهن القانونية يف إثارة الدفع بعدم الدستورية" و شارك فيها محامون و قضاة و أعضاء يف املحكمة
الدستورية من داخل الوطن و خارجه ،اخرتنا منه مداخلة لالستاذ فرانسيس ديل بريي (بروفيسور
بجامعة بلجيكا) حول التصفية يف العدالة الدستورية ،و كذا مداخلة لالستاذ قريمس عبد احلق محام
واستاذ بجامعة جيجل حول دور املحامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قايض املوضوع ،و يف نفس
السياق أكد االستاذ محمد بوطرفاس عضو املحكمة الدستورية عىل ضامنة املحامي للحقوق و احلريات
أمام املحكمة الدستورية يف مداخلته ،و فرح االستاذ جياليل ميلود عضو املحكمة الدستورية فروط
الدفع بعدم الدستورية أمام املحكمة العليا و جملس ادولة ،و أعطى االستاذ عامر عباس العضو باملحكمة
الدستورية االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية االحكام الترشيعية و التنظيمية.
كام اخرتنا هلذا العدد مقاالت حول خمتلف املواضيع ،من التقايض يف املادة االدارية و اشكاالته
للدكتور بشري الرشيف استاذ بجامعة سطيف ،اىل مقال حول نظرية البطالن لألستاذ قرشوش عبد
العزيز محام بمنظمة سطيف ،الدكتور خلفي عبد الرمحان أسهم بقراءة يف القانون 21-12املعدل لقانون
العقوبات ،و طرح االستاذ كوسة عامر من منظمة سطيف اشكالية االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة
اجلزائية ،و ختامها مداخلة للربوفيسور بوشناق كامل حول مسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح التي ألقيت
بمناسبة اليوم الدراسية حول املسؤولية الطبية املنظم من طرف منظمتنا.
نرجوا االضافة و االستفادة من هذا العدد ،كام نأمل تفاعل السادة املحامني و الباحثني و األساتذة
اجلامعيني و مسامهتهم بمختلف البحوث و الدراسات يف املجلة.
اللجنة
6
زمالء فقدناهم
عطـــوي نـــوال
تاريخ و مكان اإلزدياد 9100-80-80 :محام قرقور
العنوان :سطيف
زواوي عقبــــة
تاريخ و مكان اإلزدياد 9100-82-89 :برج الغدير
7
نشاطات املنظمة
8
نشاطات املنظمة
9
نشاطات املنظمة
02
نشاطات املنظمة
00
نشاطات املنظمة
00
نشاطات املنظمة
03
نشاطات املنظمة
01
نشاطات املنظمة
01
تظاهرات
00
61
تظاهرات
67
تظاهرات
61
تظاهرات
61
أقالم
رسالــــة احملامـــاة
تاتي الخالفات وتحرك المحاماة قلمها
تحمل ملف المنازعات داخل محفظتها
تسعى للحقيقة من وراء دفاع عنها
تجتهد الى إبراز اهدافها من عملها
تلجأ الى معالجة القضايا بإلهامها
تقرأ تحارير المحاضر مابين سطورها
تغوص في بحر أفكارها وتدلي بكنزها
تسير بين اروقة المحاكم حاملة أساليبها
تجتهد اثناء تأدية مهامها
تزيل العراقيل التي تقف في وجهها
تقابل الحاكم والقانون بحقيقتها
مستعملة نصوص القانون وتستدل بها
تخرج ادلتها وتدفع بها في دفوعها
تحمي نفسها في ساحة المرافعات بجبتها
تنهي مهمتها وهي طامعة بحكم لها
تبقى المحاماة القلم النابض لحماية رسالتها
من اعداد الاستاذة صالحي ابتسام
02
أقالم
اجلرميـــة والعقـــاب
حلت الجريمة بمسرحها في دور الشخصية العظيمة تحت اسم البطلة من اجل تادية
العمل المسرحي مجهزة لها كل العناصر والتفاصيل من اجل التقديم المسرحي وقبل
عرضه امام للجمهور اجتهدت في توزيع االدوار على الممثلين والمساهمين،كما حرصت
على توجيههم بالطرق المناسبة من خالل االستعانة بالوسائل التي تساعدهم على العمل
المسرحي و دخلت على المسرح وهي حاملة كل عتادها و األدواتها المستعملة من أجل
تمكينها من القيام بدورها الرئيسي والحرص كذلك على باقي األدوار والثانوية ،ولما
إنطلقت الجريمة في القيام بعملها مستعملة عتادها الذي أدخلته معها و تمكنت من
بما جهزت له ووصلت الى هدفها الذي ارضاء رغبتها في القيام بدورها و
رسمته ضمن مخططاتها لحين
تحقيقها للنتيجة التي استهدفتها
من وراء القيام بأدوارها على
المسرح،فالجريمة لم تكن
لوحدها في المسرح فهناك
مساعديها اللذين وقفو الى
جانبها مقدمين لها كل
المساعدة والدعم على
تحقيق رغبتها وهدفها في
اتمام عملها المرسوم مسبقا ،و أثناء حلولها بالمسرح بادرت بتجهيز لنفسها من اجل
القيام بالعمل المسرحي المرسوم المتمثل في القيام باألدوار المؤدية الى النتيجة ولما
لحق دور الجريمة لعبت دورها الرئيسي على مسرحها وانتهت من عملها مع تمكينها من
الوصول للنتيجة المستهدفة و بينما كان الجمهور جالس الذي يعد نجاح العمل المسرحي
من خالل تقييمه للمسرحية وماجرى بها فآراء الجمهور هي التي يعبر فيها عن مدى
تقييمه عن طريقة االداء وفكرة طريقة عرضها والعناصر المستعملة واالدوات التي كانت
سبب النجاح الفكرة وتنفيذها على المسرح ،فاذا بالجريمة بعد تنفيذها للعمل المسرحي
المخطط له رفعت رأسها للجمهور فاذا بها لمحت العقاب يجلس في صفوف المتفرجين
يراقبها واقفا ويصفق لها بحرارة فانفجعت الجريمة وارتكبت لما شاهدت العقاب بين
الجمهور ولما تقدمت منه وسالته عن سبب حضوره بين الصفوف الجمهور فاجابها
العقاب أنا احضرك دائما ياجريمة أينما تحضرين وارافقك اينما تكونين فانا أسير دائما
وراءك من اجل تقييم عملك المسرحي .أ .صالحي ابتسام
02
أقالم
المحامي الرياضي
نعلم أن المحامي هو رجل قانون في الجهات القضائية مهمته الدفاع عن حقوق موكله مرتديا الجبة
السوداء التي تحميه أثناء القيام بمهنته ،اليخفى علينا ان سيدة المهن المحاماة لم تقيد أصحابها
في القيام بمهمة الدفاع أثناء تادية مهامهم في الجهات القضائية فقط بل سمحت لهم وشجعتهم
للقيام بأنشطة ترفيهية ثقافية موسيقية رياضية وغيرها من النشاطات التي مألت قلوب محبيها و
ممارسيها حب المهنة واكتساب الشجاعة والقوة ،كما زرعت فيهم الثقة واالمان فالمهنة لن تقف
هنا فقط بل تتكفل كذلك باالشراف على كافة التنظيمات والتدعيمات ألجل نجاعتها وتحقيق المكاسب
،فسيدة المهن المحاماة لما ترغب في تشجيع وتدعيم المحامي الموهوب ومن بينها المحامي ممارس
للرياضة تسعى الى تنظيم مقابالت رياضية على الصعيد الوطني والدولي من أجل تحفيزه لممارسة
الرياضة ،و هو ما قامت به منظمة المحامين سطيف ممثلة في فريقها الذي شارك على الصعيد الدولي
بالدورة الرياضية بطبرقة التونسية من أجل الترفيه وتشجيع المحامي الرياضي و تعزيز أواصر الزمالة
على البساط االخضر فالحمد هلل مرت الدورة في ظروف مالئمة على أحسن حال وقام الزمالء
الرياضيين بواجبهم دون تعرضهم ألي مكروه في صحتهم وعادوا الى وطنهم وعائالتهم ومهنتهم
سالمين و هو انجاز اخر أثبتت المهنة انها قادرة على وضع المحامي كذلك في الميدان الرياضي
وشديدة اإل طمئنان من ناحية قدراته الذهنية أو الجسدية قد كنت يا محامي أستاذ في المحاكم والعب
في هذه الدورة التي جرت في المالعب وقد ظهر ذلك
الشقيقة مع بدولة تونس
قبل الزمالء مشاركة من
وفعال رجل الرياضيين
لم يخيب القانون
المهن ثقة سيدة
حسن ظنها وكان عند
يامحامي شخص فقد كنت
تدافع عن الكرة رياضي أيضا وانت
المالعب وكأنك تدافع عن ملف قضية محافظا عليها بين قدميك في
بين يديك في المحاكم ،صحيح نحن لم نكن رفقتكم في الميدان ولكن قلوبنا وارواحنا كانت بمعيتكم
تتابع كل خطواتكم الموهوبة الرياضية فانتم حقا فرسان سواء على مستوى الجهات القضائية أو
على مستوى المالعب ،لقد بذلتم كل مابوسعكم من مجهودات نفسية ،جسدية وتعب شعرتم به وعانيتم
منه دون ان ننسى أسركم ومكاتبكم التي تخليتم عنها لمدة أسبوع وكل هذا من أجل تحقيق رغبة
إدخال الفرحة على قلوبكم وقلوب زمالئكم زميالتكم ،فانتم بمبادرتكم هذه قد حققتم النجاح وبتجربتكم
هذه قد كسبتم الشجاعة النفسكم وللمهنة بالمستقبل ،وبمجرد مشاركتكم هذه أنتم فائزين في أعين
زمالئكم وزميالتكم ومهنتكم ،،،،،،و في األخير يبقى المحامي مكلف ببذل العناية غير ملزم بالنتيجة في
جميع األحوال وحتى في األنشطة التي يمارسها ،فسيدة المهن المحاماة فخورة جدا بكم ألنها أنجبت
رجاال ونساءا تستطيع ان تعتمد عليهم في أي مكان تضعهم فيه تجدهم مستعدين جاهزين ،فشكرا
لسيدة المهن مهنة المحاماة التي تقف دائما الى جانب أصحابها……
أ .صاحلي إبتسام
جملة احملامي عدد 0200/37
00
مرسوم تنفيذي
03
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
امللخص:
تعتبر كافة التشريعات ومنها الجزائري أن البطالن هو الجزاء الذي يترتب
على تخلف أحد الشروط وألاركان املطلوبة في أي اجراء قضائي ،حيث يسعى
املشرع الى وضعه لضمان احترام هذه الاجراءات ،وصون حقوق املتقاضين
وتحديد مراكزهم ،فيجبر كل من املتقاض ي وكذا املحكمة الناظرة في النزاع الى
احترامها حتى تقلل من حاالت البطالن وكذا تقلل من عدد املنازعات القضائية
التي يحكم فيها برفض دعواها لتوافر حالة من حاالت البطالن سواء كان هذا
في الاجراءات املدنية أو في الشركات التجارية.
توطئة:
يعتبر البطالن من أهم املواضيع املتصلة باالجراءات القضائية ،هذه
الاجراءات التي يسعى املشرع من خاللها وعن طريق القضاء الى تطبيق القوانين
بأكثر دقة وموضوعية ،فيكون البطالن هو إحدى الضمانات املؤدية إلى
احترامها ،كون هذه القوانين الاجرائية إنما وضعت لتنظيم سير العدالة وصون
حقوق املتقاضين وتحديد مراكزهم باتباع سبل اجرائية تتضمن اشكاال محددة
ومواعيد مضبوطة يجب أن يصب فيها العمل الاجرائي حتى ينتج أثره القانوني
الذي وضع من أجله ،لذلك وضع في املقابل جزاء صارم لإلخالل بتلك الاجراءات
02
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
02
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
02
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
وعليه يكون البطالن وفق املفهوم السالف ذكره هو :جزاء مدني يلحق
بالعمل الذي يصدر مخالفا للقواعد املوضوعية التي وضعها املشرع ،فهو ال
ينش ئ حقا أو التزاما وفي املقابل هناك من يرى أن البطالن هو وصف يلحق
بالتصرف القانوني وأنه نتيجة عيب لحق به عند مخالفة قاعدة قانونية ويؤدي
هذا الوصف إلى عدم نفاذ التصرف(.)8
إنما الراجح فقها أن البطالن يحمل الوصفين معا فهو وصف يلحق
بالتصرف ويوضع عليه الجزاء القانوني بعدم نفاذه ،لذلك يعرف البطالن على
أنه" :البطالن هو وصف يلحق بالتصرف القانوني املعيب لنشأته مخالفا
لقاعدة قانونية أو اتفاقية فيؤدي إلى توقيع جزاء يتمثل في شل فعالية التصرف
وافقاده آثاره القانونية"(.)9
املبحث ألاول:
مذاهب البطالن وتمييزه عن ألانظمة املشابهة له
لقد اختلفت هذه املذاهب لكل مشربه ودليله على ما يذهب اليه وهذه
املذاهب هي:
أوال :مذهب ال بطالن بغيرنص(.)pas de nullité sans texte
ويرى أصحاب هذا املتجه أنه ال يتقرر أي بطالن وبأي شكل كان إال بناء
على نص من املشرع الذي له وحده الحق في تحديد الحاالت التي يكون على
القاض ي أن يحكم فيها دائما بالبطالن دون أن تكون له سلطة تقديرية ،ويمنع
عليه أن يحكم بالبطالن في غيرها ويقال عادة تعبيرا عن هذا املذهب "ال بطالن
من غير نص" (.)pas de nullité sans texte
ويبرر أصحاب هذا الرأي رأيهم على أساس أنه للبطالن آثار خطيرة يجب أن
ينفرد املشرع وحده بتحديد حاالته دون أن تعطي للقاض ي الناظر في النزاع أي
سلطة كانت.
07
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
ويعاب على هذا املذهب أنه من الصعب على املشرع ان يتابع كل تطورات
العصر من اشكال جديدة وحاالت مستجدة بين عشية وضحاها وهو الامر
الذي يجعل هذا املتسم بالحركية والتطور.
كما يعاب عليه أيضا أنه يقيد فكر القاض ي ومبادرته وذلك بسحب كل
سلطة له في تقرير ما إذا كانت املخالفة تستدعي الحكم ببطالنها من عدمه،
ألامر الذي قد يترتب عليه تقرير جزاء غير مناسب للعيب الذي شاب
الاجراء(.)01
ثانيا :مذهب ال بطالن بغيرضرر pas de nullite sans grief
ويرى أصحاب هذا املبدأ أنه ال تكفي مخالفة النص القانوني لتقرير
البطالن بل يجب أن تكون هذه املخالفة قد الحقت ضررا بمصالح الخصم
املتمسك به ويطلق على هذا املذهب بالقول "البطالن من غير ضرر" ( pas de
)nullite sans griefويحقق هذا املذهب ميزتين:
أ -يمنع القاض ي من التحكم ،فهو يضيق عليه السلطة التقديرية الواسعة
وذلك بتحديد سلفا الضرر الذي يعتمده كضابط للحكم بالبطالن.
ب-يخفف هذا املبدأ من املبدأ ألاول القائل أنه ال بطالن بغير نص،
فيجعل الضابط هو الضرر بغض النظر عن النص وجد أم لم يوجد فال يحكم
بالبطالن حتى ولو كان هناك نص إذا لم يترتب عليه ضرر ،كما أن غياب النص
ال يمنع الحكم بالبطالن إذا ما ترتب على املخالفة أي ضرر كان.
ويعاب على هذا املبدأ انه يقوم أساسا على حدوث الضرر من املخالفة
لالجراء ويجب على من يتمسك به من املتقاضين أن يثبت هذا الضرر ،وهذا
ليس باألمر السهل.
كما يعاب عليه أن هناك أنواع من البطالن قد ال ترتب ضررا ومع ذلك
يجوز الصحاب الحق فيها أن يتمسكوا به.
ثالثا :مذهب ال بطالن إذا تحققت الغاية من الاجراء
02
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
يقوم اعتقاد من ذهب هذا املذهب أن الشكل غير مطلوب لذاته بل على
العكس فإنه يهدف إلى تحقيق قصد معين ،فإذا تحققت الغاية من القصد ال
تطبق أحكام البطالن حتى ولو خالف الشكل القانوني املطلوب ،وحتى ولو نص
املشرع صراحة على البطالن فيه.
أما في الحالة العكسية إذا تخلفت الغاية والقصد وجب الحكم بالبطالن
حتى ولو لم ينص املشرع على ذلك.
وقد أخذ بهذا املبدأ صراحة املشرع املصري باملادة 21من قانون
املرافعات املصري بالنص ":اليحكم بالبطالن رغم النص عليه إذا ثبت تحقق
الغاية من الاجراء".
غير أنه يعاب على هذا املعيار "معيار الغاية" أنه معيار مبهم غير محدد
املعالم فكلمة الغاية من الاجراء ال تعريف لها ال تشريعا وال فقها كما أنه توجب
تحديد حاالت البطالن على نحو دقيق يحفظ حقوق املتقاض ي ويحقق غرض
املشرع ويبعد تحكم القاض ي في تقرير حاالت البطالن.
موقف املشرع الجزائري من هذه املذاهب:
لقد قطع املشرع الجزائري دابر هذا الخالف بنص صريح في قانون
الاجراءات املدنية والادارية وهي املادة 61منه بالقول":ال يقرر بطالن الاعمال
الاجرائية شكال إال إذا نص القانون صراحة على ذلك ،وعلى من يتمسك به أن
يثبت الضرر الذي لحق به" وعليه نستنتج من النص:
أ -أن املشرع الجزائري ذهب مع املذهب القائل أنه للمشرع وحده الحق في
تحديد الحاالت التي يكون على القاض ي أن يحكم فيها بالبطالن.
ب -كما يستفاد ايضا اخذ املشرع الجزائري باملذهب الذي يركز على
حدوث الضرر مع وجوب التمسك به واثباته.
املطلب الثاني:
التمييزبين البطالن وبعض النظم املشابهة له()11
02
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
ونحن بصدد الدراسة النظرية للبطالن نرى أنه من الواجب القاء هذه
النظرة ولو املختصرة على موضوع تفرقة نظام البطالن عن بعض النظم التي
قد تتشابه معه كالتالي:
أوال :البطالن والفسخ
سبق الاتفاق على أن البطالن هو الوصف القانوني أو التكييف القانوني
للعمل الاجرائي الذي يتم باملخالفة لنموذج القاعدة القانونية وضعت بصفة
عامة ومجردة مقترنة بجزاء.
أما الفسخ فهو جزاء يوقع في العقود التي تقوم سليمة مستوفية لشروطها
واركانها القانونية ،فينشأ هذا العقد صحيحا ،غير أن أحد طرفيه يتقاعس عن
تنفيذ التزاماته التي يفرضها عليه هذا العقد فبالتبعية يسقط التزام املتعاقد
آلاخر فيفسخ العقد إما بارادة املتعاقدين أو بحكم قضائي ويعود ألاطراف الى
الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد.
ثانيا :البطالن والسقوط
إن البطالن هو جزاء اجرائي ذو نطاق عام يصيب العمل الاجرائي الذي ال
يتطابق مع النموذج القانوني ،أي أن البطالن ينصب على ذات العمل الاجرائي
املعيب ،بينما السقوط هو الجزاء الوارد على الحق الاجرائي ،بمعنى أن
السقوط هو الجزاء املترتب على عدم مباشرة الاجراء في الوقت املعين في القانون
للقيام به ،ومخالفة ترتيب معين يتعين أن يجري فيه طبقا للترتيب التتابعي
الجراءات الخصومة وقد نصت املادة 322اجراءات مدنية وادارية":كل آلاجال
املقررة في هذا القانون من أجل ممارسة حق أو من أجل الطعن يترتب على عدم
مراعاتها سقوط الحق أو سقوط ممارسة هذا الحق باستثناء حالة القوة
القاهرة أو وقوع احداث من شأنها التأثير في السير العادي ملرفق العدالة".
ومن هذا النص يمكن أن نستنتج:
32
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
أ -إذا كان للشخص حقوق متعددة وكان القانون قد وضع ترتيبا خاصا
عند استعمالها فخالفه صاحبها فيترتب على ذلك السقوط ،فدعوى الحيازة
تسقط برفع دعوى املطالبة بامللكية في الحق.
ب -إذا أوجب القانون لصحة الاجراء مباشرته في ميعاد محدد ولم يتخذ
هذا الاجراء في هذا امليعاد سقط الحق فيه كسقوط الحق في الطعن بفوات
ميعاده.
ج -في حالة تفويت املناسبة املقررة الجراء عمل معين كالدفوع التي يجب
ابداؤها قبل قفل باب املرافعة أو قبل ابداء الطلبات الختامية في الدعوى.
اجراءات املطالبة بالسقوط:
يتم هذا الطلب بموجب أمر على عريضة يوجه إلى رئيس الجهة القضائية
املعروض أمامها النزاع ،ويجب أن يتقدم به من له مصلحة وصفة في ذلك شأنه
شأن باقي الاجراءات ألاخرى ويفصل فيه رئيس الجهة القضائية بأمر غير قابل
ألي طريق من طرق الطعن ،وذلك بحضور الخصوم أو بعد صحة تكليفهم
بالحضور (ف2م 322ا.م.ا).
ويترتب على تقرير السقوط سقوط الحق وإهدار الاجراء الذي يكون قد
اتخذ بعد سقوط الحق فيه وكذا منع تجديده أو تصحيحه.
ثالثا :البطالن وعدم السريان
إن البطالن وهو الجزاء على العمل املخالف للقواعد القانونية ،إذ
باملنظور الاجرائي وهو الجزاء الواقع على العقد الذي تخلفت احدى اركانه أو
شروطه ،وهو باملفهومين جزاء اذا وقع يسري اثره هذا سواء على املتعاقدين
انفسهم كما يسري على الغير تبعا لذلك فآثاره خاصة وعامة في نفس الوقت إذ
يحتج بهذا البطالن إزاء الجميع.
أما عدم السريان فهي الفكرة التي ال تسري ازاء الغير فحسب حماية لهم،
بينما قد تسري آثارها فيما بين املتعاقدين فالعقد غير املسجل صحيح فيما بين
33
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
املتعاقدين لكنه غير نافذ في حق الغير ،وكذا العقد غير ثابت التاريخ هو عقد
صحيح فيما بين من عقدوه حجة عليهم لكنه غير ذي حجية على الغير والبيع في
مرض املوت صحيح بين املتعاقدين لكنه ال يسري في حق بقية الورثة وعليه فإن
البطالن بالصورة السابقة إذا كان قابال للزوال فإنه يزول باإلجازة
confirmationأما عدم السريان فيزول باقرار الغير للعقد .)ratification(12
ويالحظ أنه سواء تعلق ألامر باجراء أو عقد فإن بطالنه القابل للزوال
والاجازة هو البطالن الغير مخالف للنظام العام والاداب ،أما البطالن غير
املطلق املترتب على ذلك (البطالن النسبي) فيجوز تصحيحه واجازته وهي نفس
الفكرة التي تنطبق على عدم السريان فإقرار الغير مطلوب الزالة عدم السريان
ينصب على العقود الباطلة نسبيا وليس على العقود الباطلة بطالنا مطلقا لعدم
شرعية محلها مثال فبطالنها ال يجاز وال يصحح.
املطلب الثالث:
انواع البطالن وحاالته في القانون الجزائري
أوال :يتنوع البطالن في املجال الاجرائي الى بطالن نسبي أو بطالن مقرر
ملصلحة خاصة ،وبطالن متعلق بالنظام العام أو بطالن مقرر ملصلحة عامة،
فمناط هذا التقسيم هو املصلحة التي يحميها الاجراء الذي تمت مخالفته،
فنكون أمام بطالن نسبي إذا كانت املخالفة لقاعدة تحمي مصلحة خاصة ألحد
الخصوم ،ونكون أمام بطالن متعلق بالنظام العام (مطلق) إذا كان ناشئا عن
مخالفة قاعدة مقررة لحماية املصلحة العامة أي متعلقة بالنظام العام الذي ال
يجوز لألطراف الاتفاق على مخالفته ،ويجوز الدفع به في أيه مرحلة تكون عليها
الدعوى ويجب على املحكمة أن تحكم به من تلقاء نفسها.
إن التقسيم الثنائي الذي استقر عليه الفقه الاجرائي في البطالن هو
السائد عمال ومنطقا ،فنكون أمام بطالن مطلق ويندمج فيه العقد املنعدم إذ
يتفقان في كون البطالن املطلق ليس له وجود قانوني ويستوي معه العقد
30
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
33
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
والبطالن في هذه الحالة غير قابل ألي تصحيح فكل حكم أو أمر أو قرار
صدر بغير اللغة العربية فهو باطل بطالن مطلق ومعدوم ألاثر القانوني لتعلق
الحالة بمبدأ من مبادئ السيادة الوطنية.
-3عدم قبول عريضة افتتاح الدعوى التي ال تحتوي على بيانات الزامية
حددتها املادة 01ا.م.ا وهو عدم قبول في صورة بطالن نراه من البطالن الجائز
تصحيحه باعادة الاجراء مع اكمال ما نقص من هذه البيانات شريطة أن تكون
املواعيد الزالت سارية في مثل هذه الدعاوى وإال سقط الحق فيها تلقائيا.
-4عدم قبول العريضة املتعلقة بالعقار أو الحق العيني للعقار إذا لم
تشهر لدى املحافظة العقارية وهو أيضا صورة البطالن جائز التصحيح باعادة
العريضة وشهرها مجددا طاملا الزالت املواعيد سارية املفعول وإال سقط الحق
فيها فهذا ما تناولته املادة 07ف 3ا.م.ا.
تعليق:
إن ورود مصطلح "عدم القبول" في املادتين السابقتين ينتهي إلى البطالن
إذا لم تصحح في الوقت املناسب ،فعريضة افتتاح الدعوى التي ال تحتوي ما
اشترطه القانون يحكم القاض ي ببطالنها ورفض الدعوى املقامة عليها ،أما إذا
صححت بادراج الشرط الناقص ولو بدعوى جديدة طاملا أن ميعادها ال يزال
ممكنا فيحكم فيها ،وكذا العريضة املشروط اشهارها إذا تعلقت بعقـار أو حـق
عينـي عقاري أمام املحافظة
العقارية فقد ينتهي اهمالها بالبطالن لكنها يمكن أيضا أن تصحح طاملا
الزالت مواعيد واجراءات الدعوى مقبولة وسارية املفعول.
لكن فكرة عدم القبول الواردة بقانون الاجراءات املدنية والادارية ليست
دوما بهذا الطرح فنفس الفكرة وردت باملادة 11ا.م.ا بخصوص الدفوع الشكلية
ووجوب ابدائها قبل أي دفع آخر في املوضوع أو دفع بعدم القبول فإن عدم
احترام هذا الترتيب والتفريط في ابدائها في وقتها يرتب سقوطا نهائيا وهو
32
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
السقوط الذي ال يمكن تصحيحه حتى ولو ال تزال الخصومة سارية املفعول بل
تستمر وتكتمل باقي اجراءاتها حتى صدور الحكم وتفسير ألامر على أن صاحب
املصلحة في ذلك قد تنازل عن هذا الدفع تنازال طوعيا.
* -1حالة بطالن شهادة الشاهد الذي يؤديها بأن ال يقول الحقيقة م 012
ا.م.ا فالبطالن في هذه الحالة بطالن نسبي وبسيط فكل شهادة يؤديها الشاهد
دون أن يقول أنه يقول الحقيقة فهي باطلة في هذه الواقعة ويجوز للقاض ي أن
يعيد سماعه بعد تصحيح الوضع شريطة أن تكون الخصومة ذاتها الزالت
سارية املفعول ولم يحكم فيها والدليل على ذلك أن املادة ذاتها 012ف 2اجازت
للقاض ي أن يعيد سماع الشهود ومواجهة بعضهم البعض وهو الحل املنطقي
خصوصا إن كانت هذه الشهادة منتجة في الدعوى والشهادة كما يقال عنها في
الفقه الاجرائي "شهادة مفصلية".
1مكرر -حالة وجوب إثارة أوجه التجريح قبل ابداء الشهادة إال إذا ظهر
سبب التجريح بعد الادالء بالشهادة وأثناء سماع الشهود آلاخرين ،فإذا قبل
التجريح في الحالة ألاخيرة تكون الشهادة باطلة بحسب املادة 017ا.م.ا والبطالن
في هذه الحالة بطالن مطلق يعدم الشهادة املؤداة دون احترام هذا الشرط ال
يمكن تصحيحها في الدعوى املقامة عليها بل قد تؤدي إلى رفض هذه الدعوى
إذا كانت تقوم فقط على هذه الشهادة دون غيرها من وسائل إلاثبات.
-6حالة بطالن الحكم الغير مشتمل على عبارة "الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية باسم الشعب الجزائري" بحسب املادة 271ا.م.اوكذا م
112بخصوص القرارات القضائية وهو بطالن قد يراه البعض مما يجوز
تصحيحه من القاض ي الذي اصدره وذلك بالتدارك فيـه حتى تستقـر املعامالت
واملراكـز القانونيـة
32
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
خصوصا وأن هذا الحكم بالتأكيد قد فصل في نزاع بين أطرافه ورتب هذه
املراكز أو الحقوق فإن بطالن الحكم الغير مشتمل على هذه العبارة يصحح ولو
بدعوى تصحيحية أو استدراكية.
لكننا نرى عكس ذلك تماما فالحكم الصادر خاليا من عبارة الجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذا عبارة باسم الشعب الجزائري هو حكم
بشكله يصطدم بمبدأ السيادة الوطنية أي حكم ال شرعية له وال أساس فهو
باطل بطالنا مطلقا بل إنه يجب مسائلة القاض ي مصدره وكذا كاتب الجلسة
الذي سجله وترك مثل هذه الشائنة توصم هذا الحكم فسيادة هذا الوطن
تكمن في جمهوريته وأن أحكامه تصدر باسم الشعب الجزائري فإن غابت هذه
الاعتبارات صدر كل ش يء بدونها وكأنه عدم معدوم.
-7حالة بطالن حكم تم اغفال أو عدم صحة احد البيانات املقررة
لصحته إذا ثبت من وثائق ملف القضية أو من سجل الجلسات أنه تم فعال
مراعاة القواعد القانونية بحسب املادة 283ا.م.ا نتبين من هذه املادة أمرين
مهمين:
-ألاول :أن هذه البيانات التي خصتها هذه املادة بالذكر ال تعني":عبارة
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذا عبارة باسم الشعب الجزائري"
وذلك لكونهما تضمنتهما مادة مستقلة هي 271سابقة الذكر وهي كما قلنا
خصها املشرع بمادة منفردة لتعلقها بالسيادة الوطنية.
-الثاني :أن تخلف أو إغفال باقي البيانات قد ال ترتب البطالن إذا تبين من
ملف القضية وما دار بالجلسات أن القاض ي قد راعى القواعد القانونية عند
اصداره لهذا الحكم ،فالبطالن هنا يصحح من ذات القاض ي استنادا إلى ملف
القضية وسجالت الجلسة ،أما إذا كان هذا الاغفال وعدم صحة البيانات واردة
بالحكم وال يوجد بملف القضية وكذا بسجالت الجلسات ما يؤكد أنه تمت
مراعاة القواعد القانونية فالبطالن في هذه الحالة ثابت ال يصحح من نفس
32
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
القاض ي وفي نفس القضية بل يجوز أن تعاد املحاكمة بقضية جديدة إذا كان
ميعادها ال يزال يسمح بذلك وإذا كان الحق فيها لم يسقط ألي سبب من
أسباب السقوط.
-8حالة بطالن التكليف بالوفاء وبأن للمدين حق الاعتراض على أمر ألاداء
في أجل خمسة عشر يوم ( )01تبتدأ من تاريخ التبليغ الرسمي....م 318ف 3ا.م.ا
وهي حالة صدور أمر اداء قانوني ويبلغ الى املدين به للوفاء به قانونا (التكليف
بالوفاء) هي أن تتضمن من بين بياناته الالزامية أنه من حق املدين الاعتراض
على هذا ألامر في أجل 01يوم من تاريخ تبليغه له رسميا ،فإن جاء هذا التكليف
خاليا من ذلك بطل الاجراء من أوله ،أي أن أمر الاداء املحرر يصبح في حكم
العدم ال أثر له قانونا ،وهو كذلك بطالن نراه من النوع الجائز تصحيحه إذا
كانت مواعيد الاجراء والتصرف القانوني الزالت تسمح بذلك ،أما في الحالة
العكسية عد هذا البطالن نهائيا ويعدم التصرف من أصله.
-9حالة بطالن املعارضة املقدمة بعريضة غير مرفقة بنسخة من الحكم
املطعون فيه م 331ف 3ا.م.ا وهو البطالن الذي يرتب عدم قبول املعارضة
شكال ويمكن تصحيحه بارفاق هذا الحكم إذا كان أجل املعارضة ال يزال ساريا
أما إذا كان هذا امليعاد قد انقض ى بطل هذا التصحيح واصبح بطالنا نهائيا وال
تقبل عندئذ هذه املعارضة.
-01حالة بطالن كل اجراء تم خرقا لوقف التنفيذ املأمور به من الجهة
القضائية املعروض عليها م 413ا.م.ا تنازع الاختصاص بين القضاة وهو كذلك
بطالن قابل للتصحيح إذا كانت جهة الفصل لم تقض نهائيا في التنازع أما إذا
صدر قرارها في هذا الشأن كان البطالن نهائيا غير قابل ألي تصحيح.
-00حالة بطالن محضر التبليغ الرسمي الذي ال يتضمن البيانات
القانونية املشار إليها باملادة 417ا.م.ا يجوز للمطلوب تبليغه أن يدفع بالبطالن
قبل اثارة أي دفع آخر ،وألامر هنا مرتبط بتقديم طلب التمسك بالبطالن قبل
37
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
التطرق ألي دفع آخر كالدفع بعدم القبول أو الدفوع املوضوعية وهذا يعني أننا
أمام دفع شكلي غير متعلق بالنظام العام إذ يجب ابداؤه قبل أي دفع وإال
سقط الحق فيه دون أن يرتب أي بطالن لالجراءات التي تأتي من بعده.
-02حالة تلقي التبليغ من شخص غير متمتع باألهلية م 401ف 2ا.م.ا
وهذا يعني أن كل شخص تم تبليغه بأية وثيقة قضائية يجب أن يكون متمتعا
باألهلية القانونية واملقصود هنا هي أهلية ألاداء وهي صالحية الشخص ألن
يصدر عنه التصرفات التي يعتد بها قانونا ومنه إذا كان ناقص ألاهلية هو
املطلوب بأي اجراء وجب أن ينوب عنه وكيله أو وليه أو وصيه حتى يعتد بهذا
الاجراء وإال وقع تحت طائلة البطالن إذا تم التمسك به من ذوي املصلحة في
ذلك.
-03حالة بطالن تشكيل القسم الاجتماعي من قاض رئيسا ومساعدين
طبقا ملا ينص عليه تشريع العمل م 112ا.م.ا وهذا من النظام العام فإذا صدر
حكما من تشكيلة في القسم الاجتماعي ال تحترم هذا ألامر كانت تشكيلة باطلة
وما يصدر عنها من أحكام هي ايضا باطلة غير منتجة ألي أثر قانوني ،أما عن
تصحيحه فقد يجوز ذلك بتشكيلة أخرى قانونية إذا كانت مواعيد الدعوى
ألاصلية لم تنفذ بعد أما إذا نفذت فالبطالن ال رجعة فيه وال أثر قانوني للحكم
الصادر عندئذ.
-04حالة عدم قبول عريضة الاستئناف الغير مشتملة على البيانات
الواردة باملادة 141ا.م.ا فقد يترتب عدم القبول وبطالن كل الاستئناف وال ينتج
أي أثر قانوني طاملا لم يصحح باستكمال هذه البيانات خالل املدة املتبقية من
مهلة الاستئناف املحددة قانونا ،فإذا انتهت هذه املهلة أصبح البطالن نهائيا وال
يقبل هذا الاستئناف وال ينتج أي أثر.
-01حالة عدم تمثيل الخصوم أمام املحكمة العليا بمناسبة الطعن
بالنقض من قبل محامين معتمدين لدى املحكمة العليا م 119ا.م.ا وهي بنفس
32
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
الحالة أمام مجلس الدولة املادة 911ا.م.ا فعدم القبول هذا ايضا هو صورة
من صور بطالن الطعن وعدم انتاجه ألي أثر قانوني ما لم يصحح بالتمثيل من
قبل محامي معتمد لدى املحكمة العليا ومجلس الدولة خالل مهلة الطعن
بالنقض املتبقية فإن انقضت هذه املهلة اعتبر الطعن بالنقض في حكم العدم.
-06حالة عدم قبول الطعن بالنقض إذا لم تتضمن عريضته البيانات
الالزامية املحددة باملادة 161ا.م.ا فعدم القبول هنا وجوبي إذا خلت العريضة
من أحد البيانات الالزامية الضرورية حتى ينتج هذا الطعن أثره على أنه يمكن
تصحيحه بادراج هذه البيانات في العريضة مادامت مهلة الطعن القانونية لم
تنقض بعد.
-07حالة عدم قبول الطعن بالنقض إذا تضمن الوجه املتمسك به أو
الفرع منه أكثر من حالة واحدة من حاالت الطعن بالنقض م 161ف 6ا.م.ا
وهذا يعني أن كل طعن بالنقض يجب أن يثبت على وجه يتمسك به أو فرع منه
بناء على حالة واحدة من حاالت الطعن بالنقض املحددة قانونا وهي مادة آمرة
ال يمكن الاتفاق على مخالفتها .
-08حالة بطالن عريضة الطعن بالنقض غير املوقعة من محامي معتمد
لدى املحكمة العليا وهو توقيع خطي مع ختم املحامي وتبيان عنوانه املنهي م
167ا.م.ا وهو اجراء شكلي إذا أهمل رتب بطالن كل الطعن بالنقض ونرى هذه
الفكرة مكملة لفكرة وجوب املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا عند كل طعن
بالنقض السابق التطرق اليها باحكام املادة 119ا.م.ا ..والبطالن هنا ايضا يمكن
تداركه وتصحيحه إذا كانت املهلة القانونية للطعن تسمح باستدراك ألامر
بتمثيل الخصم ملحامي معتمد لدى املحكمة العليا أما إذا كانت هذه املهلة قد
انقضت بطل الطعن بالنقض كله.
-09حالة عدم قبول رد املطعون ضده في الطعن بالنقض إذا لم يرد خالل
أجل شهرين من تاريخ التبليغ الرسمي لعريضة الطعن بالنقض م 168ا.م.ا وهي
32
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
نفس فكرة وجوب املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا لكن هنا يضاف الى
وجوبه حتى في الرد على عريضة الطعن أن يكون خالل شهرين من تبليغ عريضة
الطعن له فإن انقضت هذه املدة اعتبر هذا الخصم متقاعسا عن الرد على
الطعن املوجه ضده وعندها تنظر املحكمة العليا الطعن بناء على أوجه
وطلبات الطاعن وحده دون النظر إلى رد وموقف املطعون ضده.
املبحث الثاني:
الدفع بالبطالن والدفع بعدم القبول:
مفهوم الدفع:
هو مصطلح اجرائي يقصد به احدى ادوات استعمال الحق يجيب بها
الخصم على طلب خصمه ،بقصد تفادي الحكم له كما طلب وهو حق للمدعى
عليه ارادي له أن يستعمله من عدمه باستثناء الدفوع املتعلقة بالنظام العام
التي يجوز للقاض ي أن يثيرها من تلقاء نفسه حتى ولو لم يتمسك بها الخصوم،
فالدفوع هي الوسيلة التي يستعملها املدعى عليه وترمي إلى تحطيم ادعاء املدعي
أو منع الحكم له به كله أو بعضه أو رفضه تماما(.)03
والدفوع في الاجراءات املدنية تتنوع الى ثالثة أنواع منها ما يتعلق بشكل
الاجراء وهي الدفوع الشكلية ،ومنها ما يوجه إلى تخلف الشروط القانونية
الواجب توافرها في الدعوى القضائية والتي تكون الزمة لقبول هذه الدعوى وهي
الدفوع بعدم القبول ومنها ما يتعلق بالحق املوضوعي توجه إلى ذات الحق
املدعى به وهي الدفوع املوضوعية ،بحسب التفصيل التالي:
املطلب ألاول:
الدفع بعدم القبول(( )11املواد ،76،76،76ا.م.ا)
تعريفه :هو الدفع الذي يرمي إلى التصريح بعدم قبول طلب الخصم
إلنعدام الحق فيه كانعدام الصفة أو املصلحة أو التقادم أو انقضاء ألاجل
املسقط وحجية الش يء املقض ي فيه وذلك دون النظر إلى موضوع النزاع.
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
وترفع الدعوى بتوافر شروطها والتي أهمها املصلحة بأوصافها وكذا وجود
الحق أو املركز القانوني املعتدى عليه حتى يترتب حق لصاحبه في املطالبة
بإعمال حكم القانون لحمايته ،وعليه إذا انتفت هذه املصلحة ال يكون
للشخص حقا فيها ،فإذا رفعها بالرغم من ذلك جاز للمدعى عليه أن يدفع بدفع
يسمى "الدفـع بعـدم القبـول" يهدف مـن ورائـه
الخصم أن يجعل القاض ي ال يسمع إدعاء املدعي إلنتفاء حقه في الحماية
القضائية سواء تتعلق هذه الحماية بتخلف شروط الحماية القانونية كاملطالبة
بدين ناتج عن القمار أو يرجع إلى تخلف شروط الحماية القضائية كرفع دعوى
حيازة بعد مض ي أكثر من سنة من التعرض لها أو رفع الطعن خارج آلاجال
القانونية أو التمسك بالدفع الشكلي بعد التكلم في املوضوع.
الطبيعة القانونية للدفع بعدم القبول :اختلف الفقه الاجرائي حول هذه
املسألة إلى:
الرأي ألاول :اعتبر الدفع بعدم القبول منقسم إلى دفوع متعلقة باملوضوع
ومنها الدفع بانعدام املصلحة أو املصلحة أو الصفة وعليه تسري عليه قواعد
الدفوع املوضوعية ،ودفوع متعلقة باالجراءات وتسمى بدفوع عدم القبول
الاجرائي تسري عليها أحكام الدفوع الشكلية ومنها عدم رفع الدعوى على
أشخاص معينين.
نقد :يعد هذا الاتجاه منتقدا لكونه يذهب ويزيل الدفع بعدم القبول
وذلك بتوزيعها على كل من الدفوع املوضوعية والشكلية مع أن هذا الدفع له
ذاتيته واستقالليته عن كال النوعين آلاخرين.
الرأي الثاني :ذهب إلى اعتبار الدفع بعدم القبول هو ذاته الدفع
املوضوعي من حيث جواز التمسك لكليهما في أية مرحلة تكون عليها الدعوى
حتى ولو كانت ألول مرة أمام جهة الاستئناف.
23
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
نقد :إن هذه امليزة ال تنفرد بها الدفوع بعدم القبول فحسب بل حتى
الدفوع الشكلية إذا تعلقت بالنظام العام يجوز التمسك بها في أية مرحلة تكون
عليها الدعوى ولو ألول مرة أمام جهة الاستئناف.
الرأي الراجح :إن الدفع بعدم القبول له ذاتيته باعتباره وسيلة قانونية
توجه إلى تخلف شروط قبول الدعوى يوجهها املدعى عليه لكي يحصل على
حكم يقض ي بعدم نظر املحكمة في الطلب املقدم من املدعي الخصم ،فيختلف
بذلك عن الدفع الشكلي الذي يطعن من خالله في صحة الخصومة أو في
الاجراءات املكونة لها ،ويختلف عن الدفع املوضوعي في كونه الوسيلة التي ينكر
بها الخصم الواقعة املنشئة للحق املدعي به.
متى يجوزالتمسك بالدفع بعدم القبول؟
نص املشرع الجزائري في قانون الاجراءات املدنية والادارية الجديد صراحة
باملادة 68و 69منه بالقول "يمكن للخصم تقديم الدفع بعدم القبول في أية
مرحلة كانت عليها الدعوى ولو بعد تقديم دفوع في املوضوع "...نتبين من النص
أن الحق في هذا الدفع ال يسقط حتى ولو سبقه التطرق للموضوع بدفوع
موضوعية فيحق لصاحب املصلحة أن يستعمل حقه في الدفع بعدم القبول في
أية مرحلة تكون عليها الدعوى حتى ألول مرة أمام جهة الاستئناف.
ونصت املادة 69من ذات القانون "يجب على القاض ي أن يثير تلقائيا الدفع
بعدم القبول إذا كان من النظام العام ال سيما عند عدم احترام طرق الطعن أو
عند غياب طرق الطعن".
ما مدى والية املحكمة بعد صدورحكم بعدم القبول؟
لإلجابة نميز بين:
-0الحجية واملقصود بها صدور حكم بين نفس الخصوم ونفس املوضوع
محال وسببا وأصبح نهائيا فإذا عاود الخصم رفع الدعوى من جديد أمكن
لصاحب املصلحة دفع ذلك بدفع عدم القبول لسبق الفصل فيها.
20
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-2أما إذا فصلت املحكمة في مسألة فرعية دون الفصل في املوضوع فإنها
ستنفذ واليتها ألن ذلك يؤدي إلى خروج الدعوى من سلطتها كأن يحكم بعدم
إلاختصاص أو ببطالن الاجراءات لكن بحكم ال يجوز حجية ألامر املقض ي به،
وعليه فإن مبدأ سبق الفصل ال يعمل به إال خارج الخصومة أي بعد انقضائها
بعد صدور حكم في املوضوع ومن ثمة يجوز الرجوع إلى نفس املحكمة إذا
استنفذت واليتها يمكن أن تعود إليها هذه الوالية ،لكن ال يمكن الرجوع إلى نفس
املحكمة إذا قامت الحجية.
س :هل تستنفذ املحكمة واليتها بصدور حكم عنها في الدفع بعدم القبول؟
وهل يجوز هذا الحكم الحجية التي تمنعه من العودة إليها مرة أخرى؟
ج :إن هذا الحكم ال يجوز حجية ألامر املقض ي فيه حتى ولو استنفذت
واليتها بخصومة.
املطلب الثاني:
الدفع بالبطالن في القانون الجزائري وتصحيحه
-0تناوله صراحة املشرع الجزائري في املواد من 61الى 66اجراءات مدنية
وادارية ،غير أنه يجب التذكير وقبل الخوض في تفصيل هذه الفكرة أن البطالن
املطلق أي املتعلق بالنظام العام ال تحكمه قواعد الوقت فهو منعدم ألاثر منذ
انطالقه ،فللمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها حتى ولو تناساه الخصوم ،كما
يجوز ابداؤه في أيه مرحلة أو حالة تكون عليها الدعوى فيجوز التمسك به حتى
ولو ألول مرة أمام املحكمة العليا ،إنما حديثنا هذا على البطالن املقرر ملصلحة
خصم معين أي البطالن النسبي.
إن الدفع بالبطالن في قانون الاجراءات املدنية الجزائرية تحكمه
القواعد التالية:
23
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
أوال :أن املشرع وضع قاعدة ال بطالن بغير نص وبطبيعة الحال باستثناء
حالة البطالن املتعلق بالنظام العام ،وأن يكون النص على البطالن صريحا
واردا بعبارته دون لبس او غموض.
ثانيا :ال يجوز الدفع بالبطالن إال إذا اثبت املتمسك به وقوع الضرر،
واشتراط الضرر بحسب املادة 61ا.م.ا جاء شامال ليغطي جميع أنواع البطالن
سواء تعلق بالنظام العام أو بطالن ملصلحة خصم معين (البطالن النسبي).
ثالثا :إن الدفع بالبطالن حق ملن قرر له فله التمسك به من عدمه فهو
اجراء ارادي لكن أوجب املشرع أن يتمسك به قبل الكالم في موضوع الدعوى
والا سقط الحق فيه وهي قواعد الدفوع الشكلية الغير متعلقة بالنظام العام
املوجب التمسك بها وتقديمها قبل أي دفع في املوضوع (م 60ا.م.ا).
رابعا :إن الدفع بالبطالن حق محدود ومكرس للشخص الذي تقرر
ملصلحته دون غيره من الناس وبالطبيعة قد ينوبه وكيله أو من يمثله قانونا ألن
املصلحة عندئذ هي مصلحة ألاصيل وهو من تقرر البطالن لصالحه.
خامسا :حدد املشرع حاالت الدفع بالبطالن في العقود غير القضائية
والاجراءات من حيث املوضوع في حاالت على سبيل الحصر هي:
-حالة انعدام ألاهلية عند الخصوم.
-حالة انعدام ألاهلية أو التفويض ملمثل الشخص الطبيعي أو املعنوي (م
.)64
تساؤل هام:
ما نوع البطالن املقرر على انعدام ألاهلية أو انعدام التفويض لدى ممثل
الشخص الطبيعي أو املعنوي؟
نجد اجابة هذا التساؤل الهام وبما ال يدع مجاال للشك في احكام قانون
الاجراءات املدنية والادارية على النحو التالي:
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
أن البطالن املترتب على انعدام ألاهلية وكذا انعدام تفويض ممثل
الشخص الطبيعي أو املعنوي هو بطالن من النظام العام ،اي بطالن مطلق إذ
يجوز للقاض ي أو املحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها حتى ولو لم يتمسك به
الخصوم إذ تنص املادة 61ا.م.ا":يثير القاض ي تلقائيا انعدام ألاهلية ويجوز له
أن يثير تلقائيا انعدام التفويض ملمثل الشخص الطبيعي أو املعنوي".
سادسا :اجاز القانون الجزائري تصحيح البطالن من قبل الخصوم،
والبطالن املقصود بالتأكيد ليس هو البطالن املطلق واملتعلق بالنظام العام ألن
هذا النوع من البطالن معدوم ويعدم التصرف وال يصحح ال باإلجازة وال
بالتنازل وال بالتصحيح ،وإنما املقصود هو البطالن النسبي الذي قرر مصلحة
أحد الخصوم نتيجة مخالفة الاجراء للشكل القانوني املطلوب لكن اشترط
املشرع شروطا لذلك هي:
-0أن يتم التصحيح بالتكملة أو إلاضافة أو التعديل فيما يوجد من
عيوب في الاجراء تؤدي إلى البطالن ،ويجب أن يتم ذلك في امليعاد املحدد الذي
يحدده القاض ي لذلك م 62ا.م.ا "يمنح القاض ي أجال للخصوم لتصحيح إلاجراء
املشوب بالبطالن."...
-2يجب أن يتم التصحيح قبل الحكم بالبطالن أي أنه يجوز تصحيح
البطالن في الفترة بين التمسك به وقبل صدور الحكم بالبطالن.
-3يضيف املشرع الجزائري شرطا جوهريا أنه يقبل التصحيح ألي اجراء
يسبب البطالن شريطة أن يزول بالتصحيح كل الضرر القائم وال يبقى له أي
أثر.
-4إذا تم تصحيح الاجراء املشوب بعيب البطالن وقبل هذا التصحيح
قانونا فإن أثره يسري بأثر رجعي ،بمعنى أن أثر التصحيح يسري من تاريخ
الاجراء املشوب بالبطالن فيعتبر صحيحا من يوم نشأته.
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-1إذا كان الاجراء قابل للتصحيح فال يقض ى بالبطالن إذا زال سبب
البطالن بأي اجراء الحق شريطة أن تكون الخصومة الزالت سارية املفعول ولم
يفصل فيها بحكم.
-2تصحيــح البط ــالن:
لقد نص املشرع الجزائري على هذا املبدأ صراحة بنص املادة 62ا.م.ا
بالقول":يجوز للقاض ي أن يمنح أجال للخصوم لتصحيح الاجراء املشوب
بالبطالن "...غير أنه لم يحدد طرق هذا التصحيح كما فعل غيره من
املشرعين( )01لكن مع إقرار هذا املبدأ يكون التصحيح بإحدى الطرق املتعارف
عليها قضاء وفقها.
-1تصحيح الاجراء بالتحول (:)17
ونكون أمام هذه الحالة إذا كان الاجراء باطال وتوفرت فيه عناصر اجراء
آخر فإنه يكون صحيحا باعتباره الاجراء الذي توافرت عناصره ،ويشترط بهذا
التحول أن تكون العناصر الصحيحة صالحة لتكوين عمل اجرائي آخر ومثاله
الاجرائي هو أن بطالن الطلب ألاصلي يؤدي إلى بطالن الطلبات العارضة
املستندة إليه ،ولكن إذا توافرت عناصر الطلب ألاصلي في الطلب العارض
وكانت املحكمة مختصة به من جميع الوجوه تحول إلى طلب أصلي.
-2تصحيح البطالن باالنتقاص:
ويقصد به أن الاجراء إذا كان باطال في شق منه وصحيحا في شقه آلاخر
فإنه يبطل في الشق ألاول ويصحح في الشق الثاني ،ومثاله إذا كان الحكم
القضائي قد فصل في أكثر من موضوع وكان باطال بالنسبة ملا قض ى به في
املوضوعات ألاخرى ،وهذا ما ذهب إليه املشرع الجزائري باملادة 014مدني
بالقول" :إذا كان العقد في شق منه باطال أو قابال للإلبطال ،فهذا الشق وحده
هو الذي يبطل إال إذا تبين أن العقد ما كان ليتم بغير الشق الذي وقع باطال أو
قابال لالبطال فيبطل العقد كله."...
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
27
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
الخصم بالجلسة وقد تمت هذه الغاية بحضوره وتقديم لدفوعه وطلباته فإن
سبب بطالن التكليف بالحضور قد زال.
-7تصحيح البطالن بالتجديد:
واملقصود به هو احالل اجراء قضائي محل اجراء آخر باطل ،أي بإعادة
الاجراء الباطل لكن بصورة أكثر صحة ،أو تجديده تماما ،ويرد التجديد على
الاجراء الباطل بكامله إذا كان البطالن كليا ،أما إذا كان الاجراء باطال في شق
منه فحسب فإن التجديد ال يتناول إال الجزء الباطل منه فقط ،ويشترط في
هذه الطريقة أن يكون التجديد غير مستحيال ،هذه الاستحالة قد تكون مادية
كأن يهلك محل الاجراء فيكون مستحيال إعادة الاجراء القضائي ،وقد تكون
الاستحالة قانونية كأن يمنع صراحة القانون التجديد(.)08
بطالن اجراءات التحقيق:
أورد املشرع الجزائري في قانون الاجراءات املدنية والادارية وتحت هذا
املسمى القواعد الواجبة التطبيق في حال بطالن اجراءات التحقيق في املواد من
91الى 97بحسب الترتيب التالي:
-0تطبق على بطالن اجراءات التحقيق القواعد املقررة لبطالن ألاعمال
الاجرائية السابق التطرق إليها ،واجراءات التحقيق هذه منصوص عليها باملواد
من 71الى 94من ذات القانون.
-2إذا مس البطالن بعض جوانب التحقيق فإنها وحدها يمسها البطالن،
بينما الجوانب ألاخرى التي تمت سليمة مطابقة للقانون فإنها تظل صحيحة
منتجة لكل آثارها القانونية.
-3يجوز تصحيح اجراءات التحقيق التي شابها أي عيب اجرائي وذلك
بإعادة اجرائها صحيحة إذا كان ذلك ممكنا وقبل فوات املواعيد املقررة قانونا،
أي كأن تكون الخصومة القضائية الزالت قائمة ولم يقفل باب املرافعة فيها أو
لم يصدر بشأنها حكم.
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
املطلب الثالث:
طرق التمسك بالبطالن و آثاره
-1طرق التمسك بالبطالن:
يتم التمسك بالبطالن إما بطلب أو بدفع أو بطعن:
أ -الطلب :هو الاجراء القضائي الذي يتقدم به الشخص وهو املدعي إلى
القضاء طالبا الحكم له بما يدعيه.
ب -الدفع :هو ألاداة املستعملة من قبل الخصم في الدعوى (املدعى عليه)
ويستهدف بها دحض طلب املدعي(.)09
ج -الطعن :هوالوسيلة القانونية التي حددها املشرع على سبيل الحصر
والتي بمقتضاها يتمكن الخصوم من التظلم من ألاحكام الصادرة عليهم بقصد
إعادة النظر فيما قضت به ،أو بقصد الغائها بسبب بطالنها أو بطالن
الاجراءات التي بنيت عليها مع الغائها.
-2آثارالبطالن الاجرائي:
إذا عيب أي اجراء قضائي بأي عيب يرتب بطالنه ولم يصحح بأية طريقة
من طرق التصحيح السابق ذكرها أو كان غير قابل للتصحيح فإنه يرتب آلاثار
التالية:
-0يجب أن يصدر حكم قضائي يقرر هذا البطالن حتى يعتبر الاجراء
باطال من تاريخ اتخاذه ،فيكون وكأنه لم يتخذ ،وهذه القاعدة تسري على أي نوع
من البطالن سواء نسبي أو مطلق.
-2يترتب على البطالن عدم قدرة الاجراء على توليد آلاثار القانونية التي
كان من املمكن أن يولدها لو تم صحيحا.
-3أن القضاء ببطالن اجراء معين فإنه يزول وتزول معه كافة الاجراءات
الالحقة له واملبنية عليه ( )21وذلك اعماال لقاعدة"مايبنى على الباطل باطل".
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-4ال يجوز أن يتمسك بالبطالن الخصم الذي تسبب فيه ألنه ال يجوز أن
يستفيد املقصر من تقصيره أو املخطئ بخطئه.
-1يتمسك بالبطالن الخصم الذي شرع ملصلحته هو أو من ينوبه قانونا
ما عدا حاالت البطالن املتعلق بالنظام العام فيجوز لكل ذي مصلحة التمسك
به كما يجوز للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها.
-6إن البطالن املتمسك به واملؤدي إلى بطالن الدعوى ال يؤدي إلى انقضاء
الحق املوضوعي أو الحق في الدعوى ،بل يمكن رفعها من جديد باجراءات
صحيحة ما لم يكن هذا الحق قد انقض ى ألسباب أخرى كانقضاء أجل رفعها
كما هو محدد في دعاوى الحيازة الواجبة الرفع خالل سنة من تاريخ التعرض
وإال سقط الحق فيها م 124ف 2ا.م.ا فإذا أعيد رفعها بعد مدة السنة ال تقبل
هذه الدعوى.
حوصلــة:
لعل دراسة أي قانون اجراءات وخصوصا املدنية منها يكون الهدف منها هو
الوقوف على مواقع قوة وضعف هذا القانون املسير للخصومات ،وذلك ضمانا
لحماية حقوق ألافراد وكذا وضع اليد على ما يمكن تكملته من نقص ،أو تبيان
ما فيه من غموض أو تصحيح ما يحتويه من تناقضات.
ان القاء هذه النظرة املوجزة عن فكرة البطالن الاجرائي في القانون
الجزائري قد بينت لنا بعض هذه النقائص التي نقدمها في شكل اقتراحات لكل
دارس لهذا املوضوع.
-0إن تناول املشرع الجزائري ملوضوع البطالن الاجرائي جاء مقتضبا وذلك
إذا قورنت املواد الذي احتوته بحجم املوضوع ذاته ومدى تأثيره على الخصومة
القضائية ومنه على حقوق ومراكز الافراد القانونية.
-2تناوله املشرع الجزائري تحت عنوان "في الدفع بالبطالن" من املواد 61
الى 66وهذه املواد نالحظ عليها:
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
أ -اشترط القانون الجزائري وجود النص التشريعي لتقرير البطالن ،لكن
اوقفه على شرط واقف ،هو أنه على من يتمسك به أن يثبت الضرر الذي
لحقه ،وهنا قد يصعب بل قد يستحيل اثبات ذلك وعندها ال يتقرر البطالن
وهذا ال يستقيم.
ب -اعتبر املشرع الجزائري الدفع بالبطالن دفعا شكليا محضا يجب ابداؤه
قبل الكالم في املوضوع والا سقط الحق فيه.
ت -اجاز للقاض ي أن يمنح اجال للخصوم قصد تصحيح البطالن ،لكنه لم
يحدد هذه املدة وتركت لتحكم القاض ي ،والذي بدوره قد يقع في تحكم من
يمنحه الاجل لتصحيح البطالن ،بل كان على املشرع أن يضع نصا صريحا في
هذه الحالة أو على ألاقل تحديد هذه املدة بمدة سقوط الخصومة املقررة
بعامين حتى ال يتعسف من قرر البطالن لصالحه في التمادي والتماطل.
-3تناول املشرع امكانية تصحيح البطالن الاجرائي بعموم النص ،وافتقاره
الى التفصيل الذي اتت به بعض التشريعات .فلماذا ال يعدل القانون وينص
على التصحيح بالتحول والتصحيح باالنتقاص أو التصحيح بالتكملة أو بالنزول
عن البطالن وكذا التصحيح بالتجديد.
-4إن مقترحنا هو في تعديل يشمل مذاهب البطالن التي اعتمدها املشرع
الجزائري في املادة 61ا.م.ا وهي وجوب النص التشريعي على البطالن وكذا
وجوب اثبات الضرر ممن يتمسك به ،.وأن يضيف معيارا آخر يقوم على مذهب
" تحقق الغاية من الاجراء" والقائم على فكرة أنه ال بطالن إذا تحققت الغاية
من الاجراء .لكون الشكل غير مطلوب لذاته بل يهدف الى تحقيق قصد معين،
فالشكلية املطلوبة في التكليف بالحضور إنما تهدف الى تبليغه للخصم املدعى
عليه في الخصومة ،وذلك إلعالمه بها ثم لتمكينه من الحضور الى الجلسة
وتقديم دفوعه وطلباته فيها ،فإذا عيب هذا التكليف بالحضور بأي عيب قد
يبطله ،فهذا ال يؤثر اذا كان هذا املدعى
23
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
20
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
والواقعية أكثر فأكثر ،وأهم هذه الصعاب هي عدم امكانية تطبيق القاعدة "إذا
بطل أي تصرف ارتد هذا البطالن إلى املاض ي ليمحو ما كان لهذا التصرف من
آثار" ،غير أن إعمال هذه القاعدة في بطالن الشركات يصطدم بقاعدة أخرى
هامة جدا في املجال التجاري مفادها "ضرورة حماية الغير حسن النية الذي
تعامل مع الشركة خالل الفترة التي باشرت نشاطها قبل اكتشاف سبب
بطالنها" ،لذا فإن القضاء التجاري جاء بحيلة قانونية تبناها الفقه بعد ذلك
وشرح مضمونها وهي ما عرفت "بالشركة الفعلية" آلاتي التطرق اليها في
حينها(.)20
املطلب ألاول
البطالن املترتب على تخلف
ركن موضوعي عام للشركة
تعرف ألاركان املوضوعية العامة للشركة بأنها ألاركان العامة الواجب
توافرها في كافة العقود .بغض النظر عنها تجارية أو غير تجارية ،وهذه ألاركان
هي الرضا وألاهلية ،واملحل ،والسبب ،فإذا انهار ركن منها انهارت الشركة تبعا له
وينقسم البطالن عندئذ الى بطالن مطلق وبطالن نسبي.
-1البطالن النسبي:
فالشركة تبطل إذا شاب رضا أحد الشركاء عيب ،كالغلط والتدليس أو
الاكراه أو كان ناقصا لألهلية وقت قيام الشركة ،والبطالن في هذه الحالة هو
بطالن نسبي يقتصر حق املطالبة أو التمسك به على الشريك الذي قرر
ملصلحته هذا البطالن ،أي الشريك الذي شاب العيب رضاه أو القاصر الذي
وقع على شركة في حالته هذه دون أن يمتد الى باقي الشركاء ،فيكون لهذا
الشريك طلب البطالن والتحلل من التزاماته ازاء الشركة واسترداد حصته،
ومتى تقرر هذا البطالن تطبق القواعد العامة التي توجب اعادة املتعاقدين الى
23
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد ،فإن كان ذلك مستحيال جاز الحكم
بتعويض عادل(.)22
غير أنه يطرح تساؤل هام في هذا املجال مفاده هل أن هذا البطالن يترتب
عليه انهيار عقد الشركة بكامله أم يقتصر أثره على الشريك الذي تمسك به
فقط؟
إن إلاجابة على هذا التساؤل تحتم النظر ألى نوع الشركة التي عيبت ارادة
أحد شركائها:
0.اذا كانت الشركة من شركات ألاشخاص يترتب على البطالن انهيار
العقد برمته .لكون الشركة تقوم على الاعتبار الشخص ي للشريك ألن
لشخصيته اعتبارا خاصا عند التعاقد.
.2اذا تعلق ألامر بشركات ألاموال التي تقوم على الاعتبار املالي فإن أثر
البطالن يقتصر فقط على الشريك الذي عيبت ارادته ،ويظل العقد صحيحا
منتجا ألثاره القانونية ،بينما يسترد الشريك الذي عيبت ارادته حصته أو
اسهمه التي اكتتب فيها.
غير أن املشرع الجزائري جاء بحكم في املادة 733تجاري":ال يحصل بطالن
شركة أو عقد معدل للقانون ألاساس ي إال بنص صريح في هذا القانون ،أو
القانون الذي يسري على بطالن العقود ،وفيما يتعلق بالشركات ذات املسؤولية
املحدودة أو املساهمة فإن البطالن ال يحصل من عيب في القبول أو فقد
ألاهلية إال إذا شمل هذا العيب كافة الشركاء املؤسسين".
اذا حكم بهذا البطالن النسبي وألي نوع من أنواع الشركات فيكون هذا
البطالن للمستقبل حيث يلزم حل الشركة وتصفيتها ،أما الفترة ما بين تكوينها
وبطالن عقدها فتعتبر الشركة قائمة فعال (الشركة الفعلية) ،وفي هذا النوع
من البطالن املقرر ملصلحة من عيبت ارادته أو نقصت اهليته له أن يجيزه إما
اجازة صريحة أو ضمنية كما لو تصرف من شرع البطالن ملصلحته تصرفا
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
يستفاد منه نزوله عن الحق في طلب الابطال (كقبول القاصر مثال القيام بادارة
الشركة التي وقع عقدها ملا كان قاصرا بعد بلوغه سن الرشد)(.)23
-2البطالن املطلق:
ويقوم هذا النوع من البطالن عند عدم مشروعية محل وسبب الشركة،
ويقصد بذلك أن يكون غرض الشركة أو موضوعها الذي انشئت من أجله غير
ممكن في الواقع املادي ،أو غير جائز في الواقع القانوني أو يتنافى وجودهـا مع
النظـام العـام والاداب.
ويترتب على عدم املشروعية هذه بطالن عقد الشركة بطالنا مطلقا .هذا
البطالن الذي يمتاز بأنه يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به ،ويحكم به
القاض ي من تلقاء نفسه ،وال تلحقه الاجازة وال يسري في حقه التقادم(.)24
اشكالية البطالن املطلق:
ازاء هذا النوع من البطالن تثور عدة اشكاليات مفادها:
-0اذا تقرر هذا البطالن قبل أن تبدأ الشركة في نشاطها ينهار عقد الشركة
ويعتبر كأن لم يكن ،ويعود املتعاقدون الى الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد.
-2الاشكالية تثور اذا بدأت هذه الشركة اعمالها ثم يحكم بهذا البطالن
وبدأ الشركاء في تنفيذ التزاماتهم التي انشأها العقد الباطل ،وكانوا قد قدموا
الحصص التي تعهدوا بها في رأس مال الشركة كاملة ،فما مصير هذه الحصص؟
وهل يجوز لهم استردادها؟
ذهب رأي الى القول بعدم امكانية استردادها البرامهم عقدا هم يعلمون
مسبقا ان محله غير مشروع فجزاء لهم ال يستردون حصصهم.
غير أن هذا الرأي قد يجحف في حق بعضهم ويثري بعضهم آلاخر ،الذي
يحوز كل الحصص على حساب املتعاقدين آلاخرين.
والراجح في ألامر أنه يجب أن ترد هذه الحصص الصحابها حتى ال يكون
العمل غير املشروع نافعا الحد املتعاقدين دون آلاخرين(.)21
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-3وتثور اشكالية أخطر من ألاولى وهي إذا تعامل الغير مع هذه الشركة
وترتبت له حقوق ازاءها ،فالبطالن هنا مطلق يجوز لكل ذي مصلحة التمسك
به ،فهل يجوز ذلك على إلاطالق؟ وبغض النظر عن حسن نية هذا الغير أو
انعدام حسن نيته ملا تعامل مع هذه الشركة الفاسدة؟
إن الراجح واملنطقي في هذا ألامر أنه ينظر إلى حسن نية هذا الغير ،فإذا
توفرت حسن النية عنده عند التعامل مع الشركة ،ومعيار حسن النية في هذه
الحالة هو مدى علمه بعدم مشروعية محلها عند التعامل ،فإذا كان ال يعلم
بذلك ،وليس من السهل عليه أن يعلم تكونت عنده حسن النية ،وعندها ال
يجوز ألي كان أن يتمسك ازاءه ببطالن الشركة لعدم مشروعيتها ألنه نشأت له
حقوقا يجب الحفاظ عليها ،كما يجوز له هو أن يتمسك بحقوقه ازاء الشركاء
والرجوع عليهم ال بالعقد الباطل الذي ابرم وأنشأ الشركة املعدومة ،وإنما
بموجب قواعد إلاثراء بال سبب ،ألنه ال مجال إلعمال فكرة شركة الواقع التي ال
يقصد بها التحايل على الحاالت التي تكون فيها الشركة معدومة ،وإنما يستهدف
القضاء من ورائها الحفاظ على حقوق الغير حسن النية وذلك بالتخفيف من
آثار بطالن شركة غير نظامية(.)26
أما إذا انعدمت لديه حسن النية ،وذلك بكونه كان عاملا بعدم مشروعية
محلها عند التعامل معها أو كان من السهل عليه أن يعلم ،فإن حسن نيته
عندئذ ينعدم عنده ويجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك بهذا البطالن ازاءه وال
يستطيع هو بدوره أن يتمسك بأي حق من حقوقه وذلك لتعامله مع شركة
فاسدة هو يعلم سبب فسادها مسبقا.
املطلب الثاني
البطالن املترتب على تخلف
أحد ألاركان الخاصة للشركة
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
27
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
حيث نكون عندئذ أمام شركة ألاسد فتبطل بطالنا مطلقا يتعلق بالنظام
العام ،ومن ثم يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به ،وللمحكمة أن تثيره من
تلقاء نفسها كما ال تصححه إلاجازة وال يحميه التقادم.
املطلب الثالث
بطالن الشركة لإلخالل بأحد
ألاركان الشكلية (البطالن الخاص)
يترتب على عدم كتابة عقد الشركة كتابة رسمية ،وكذا كل ما يدخل عليه
من تعديالت م 408مدني ،م 141تجاري ،أو عدم القيام باجراءات الايداع لدى
املركز الوطني للسجل التجاري ونشره بحسب ألاوضاع الخاصة بكل شكل من
اشكال الشركات م 148تجاري بطالن هذا العقد .والبطالن في هذه الحالة هو
بطالن من نوع خاص فال هو مطلق ألن املحكمة ال تستطيع أن تتمسك به من
تلقاء نفسها ،وإنما يجب أن يطلب قضاء ،وال هو بالبطالن النسبي ألن التمسك
به جائز لكل ذي مصلحة فيه وغير مقرر ملصلحة شخص محدد في هذا البطالن
لصالحه أي يجوز للشركاء والغير معا.
مميزات البطالن الخاص:
يمتاز هذا البطالن باملميزات التالية:
-0ال يجوز الاحتجاج بالبطالن لعدم الكتابة في مواجهة الغير ،إذ ال يقبل
افادة الشريك من تقصيره ،وإنما يجوز التمسك بهذا البطالن بين الشركاء على
بعضهم البعض(.)28
-2يجوز للغير التمسك بهدا البطالن في مواجهة الشركاء ،وذلك حتى
يتسنى لهذا الغير باعتباره دائنا شخصيا ألحد الشركاء أن ينفذ على حصته بعد
بطالن الشركة.
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-3يجوز للغير دائما وعلى العكس من الحالة ألاولى إذا كان له مصلحة في
بقاء الشركة أن يتمسك بها ،وله أن يثبت وجودها بكافة طرق إلاثبات حتى
يستطيع أن يطالبها بالتزاماتها كشخص معنوي له ذمة مالية مستقلة.
إن أثر هذا البطالن يقتصر على اعدام العقد والشركة مستقبال ،أما في
الفترة السابقة على تقرير البطالن بعد طلبه فتعتبر الشركة قائمة حكما وتكون
الشركة واقع (الشركة الفعلية التي تحمي وتحقق استقرار التعامل التجاري).
آثارالبطالن والشركة الفعلية(societé de fait)26
إذا انعقد عقد الشركة صحيحا انش ئ الشخص املعنوي صحيحا أيضا،
أما إذا انعقد هذا العقد باطال فهو لن ينش ئ شيئا كون هذا البطالن يؤدي إلى
انهياره برمته ويمحو كل آثاره وبأثر رجعي ،ويعود املتعاقدين إلى الحالة التي كانوا
عليها قبل التعاقد ،غير أن تطبيق هذه القاعدة يؤدي إلى تجاهل مراكز قانونية
تمت فعال ،وعالقات قانونية نشأت مع الغير منذ نشأة الشركة حتى صدور
حكم البطالن ،هذا الغير الذي تعامل مع الشركة قبل الحكم ببطالنها واطمأن
الى الوضع الظاهر معتقدا أنها شركة صحيحة فمن العدل أن ال يفاجأ بسبب
البطالن قد يكون خفيا عليه(.)31
شروط إعمال هذه النظرية:
لقد كان ألاساس الفلسفي لنظرية الشركة الفعلية هو التهذيب من أحكام
اعمال قاعدة "انسحاب اثر البطالن بأثر رجعي" حفاظا على حقوق الغير
واستقرارها وليس بقصد التحايل على أحكام التشريع لبطالن الشركات
التجارية ويشترط إلعمالها:
ا -أن تكون الشركة قد بدأت في مزاولة نشاطها الذي أنشئت من أجله فإذا
لم تكن قد بدأت في ذلك فال يتوافر لها كيان في الواقع.
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
ب -أن ال يكون البطالن الذي طال الشركة التجارية من النوع الذي يعدم
الشركة والعقد في املاض ي واملستقبل وفي مواجهة الكافة فيستحيل معه وجود
الشركة الفعلية.
ج -أن ال تكون الشركة مفتقدة لعنصر تعدد الشركاء ،أو انتفاء عنصر نية
املشاركة ،أو لم يتفق في العقد على تقديم الحصص ألن عدم وجود هذه
العناصر ينهي وجود الشركة فال تقوم قانونا وال فعال(.)30
مدى أخذ القضاء الجزائري بنظرية الشركة الفعلية(:)32
لقد نصت املادة 408ف 2من القانون املدني ..." :غير أنه ال يجوز أن يحتج
الشركاء بهذا البطالن قبل الغير وال يكون له أثر فيما بينهم الا من اليوم الذي
يقوم فيه أحدهم بطلب البطالن".
ويستشف من هذا النص أن املشرع يرغب في املحافظة على حقوق الغير
الذي تعامل مع هذه الشركة ،التي يظنها سليمة من الناحية القانونية ،وتعامل
معها بحسن نية وترتبت له حقوق ومراكز قانونية يسعى املشرع الى استقرارها،
فكرس مبدأ اعتبار الشركة موجودة في املاض ي تحقيقا لهذا الغرض.
وقد وظف القضاء العالي الجزائري "املحكمة العليا" هذه النظرية ،وأعمل
فكرة الشركة الفعلية في العديد من قراراته نذكر منها على سبيل املثال ال
الحصر:
-0القرار رقم 34411الصادر 0981/16/01بعنوان -شركة تجارية
بطالن العقد آثاره بين الشركاء-شركة فعلية.
-2القرار 361232الصادر – 2111/00/19عدم وجود عقد رسمي -عدم
الاحتجاج ابطالها ال اعتبارها شركة فعلية.
آلاثاراملترتبة عن الشركة الفعلية:
تترتب آلاثار التالية:
23
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
20
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
مشروعية املحل والسبب كما سبق الذكر ،وكذا في حالة تخلف أحد ألاركان
الشكلية للشركة من كتابة وايداع أو اشهار.
من استقراء مجمل نصوص القانون التجاري الخاصة بفكرة تصحيح
البطالن في الشركات التجارية نستنتج ما يلي:
-0أجاز املشرع الجزائري فكرة تصحيح البطالن في الشركات التجارية
لالبقاء عليها قائمة ،دعما منه للحركة التجارية وائتمانها ،فإذا عيبت الشركة
بأي عيب قد يؤدي إلى بطالن عقدها ،فيجوز للشركاء تداركه بتصحيح الاجراء
املعيب ،فيكتب العقد رسميا أو تتخذ اجراءات ايداعه وشهره ،فإذا تم هذا
التصحيح حتى يوم نظر الدعوى في موضوعها فيجب أن يحكم القاض ي
بانقضاء دعوى البطالن بعد زوال سببه (م 731تجاري).
-2اجاز املشرع الجزائري للمحكمة الناظرة في دعوى البطالن أن تمنح
أجال بناء على طلب من له مصلحة إلزالة سبب البطالن .وذهب املشرع في هذا
املجال إلى أبعد من ذلك ومكنها ومن تلقاء نفسها إذا رأت في ذلك مصلحة أن
تمنح من ذاتها هذا ألاجل حتى ولو لم يطلبه ذوي املصلحة (م 736ف:)0
"...يجوز للمحكمة أن تتولى النظر في دعوى البطالن أن تحدد أجال ولو تلقائيا
للتمكن من ازالة البطالن."...
-وحدد املشرع هذا ألاجل في مثل هذه الحالة بشهرين تبدأ من تاريخ افتتاح
الدعوى .فألزمها باحترام هذه املدة ،وأن ال تصدر حكمها إال بانقضائها وذلك
حتى تتاح فرصة للشركاء لتصحيح ألاوضاع والعمل على ازالة سبب البطالن.
-واذا تبين للمحكمة وفي نفس دائرة موضوع ألاجل املمنوح لتصحيح
ألاوضاع أنه قد تم استدعاء جمعية الشركاء بغض النظر عن نوعية الشركة،
وتم ارسال مشروع القرار مصحوب باملستندات الى الشركاء ،عندئذ وجب عليها
أن تمنح ألاجل الالزم لهم التخاذ قرار التصحيح ،أو الزالة سبب البطالن (م
736ف 2تجاري).
23
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
يوما وإذا لم يقع التصحيح في هذا ألاجل يجوز لكل شخص يهمه الامر أن يطلب
من القضاء تعيين وكيل يكلف بالقيام بهذا الاجراء".
يستشف من هذا النص ما يلي:
-0العمال هذا النص يجب أن تكون الشركة قد تكونت وتأسست وبدأت
في ممارسة النشاط التجاري الذي أنشئت من أجله ،ثم خالفت في احدى
ممارساتها جانبا قانونيا في أي عمل من أعمالها ،أو في احدى مداوالتها كأن تغير
الشركة نشاطها دون تعديل في قانونها ألاساس ي ،أو خرج أحد الشركاء في
شركات ألاشخاص مثال دون التأشير على ذلك رسميا بالكتابة والاشهار شأنه
شأن العقد ألاساس ي تماما.
-2يجوز لكل ذي مصلحة في الشركة إذا أراد تصحيح هذا الخطأ أن يقدم
للشركة انذارا مكتوبا بهذا ألامر قصد تصحيحه ،او ازاء سبب البطالن فيه
ويمنحها أجال بـ 31يوما للقيام بذلك ،فإن لم تقم به في هذا ألاجل جاز له
التوجه الى القضاء طالبا الحكم بتعيين وكيال توكل له مهمة تصحيح الاجراء
وليس الحكم بالبطالن ،هذا البطالن الذي يأتي في رأينا ومن خالل النص بعد
فشل مهمة الوكيل املعين من املحكمة للقيام باجراءات التصحيح في مهمته ،أو
استحالة القيام بها فعندها يجوز طلب الحكم بالبطالن كآخر مطاف وهو
املقصود من روح النص خصوصا وأن املشرع الجزائري في هذا ألامر توخى
الابقاء على الشركة وعدم التسرع في الحكم ببطالنها طاملا كانت امكانية
التصحيح ممكنة.
جهة الاختصاص في نظربطالن الشركات التجارية:
تعتبر الشركات التجارية وبموجب أحكام املادة /13ف 3تجاري عمال
تجاريا بحسب الشكل ،وهذا يعني أن كل أعمال الشركة ،وكل ما يتعلق بها من
اجراءات ودعاوى هي ايضا عمال تجاريا ،مما يعطي اختصاص نظرها الى
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
27
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
22
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
وفي هذا البند يرى جمهور من الفقهاء املالكية والشافعية والحنابلة أن
عقد الشركة غير الصحيح هو قسم واحد ،وغير الصحيح هو الباطل ،وقد
يعبر عنه بالفاسد من باب ترادف ألالفاظ على املعنى الواحد ،فال فرق بينهما
سواء كان الخلل في الركن أو في أحد الشروط أو في الوصف فالنتيجة واحدة هي
البطالن املطلق(.)31
أما ألاحناف فيذهبون إلى أن العقد غير الصحيح قسمان –باطل وفاسد-
فالخلل إذا أصاب ركنا من ألاركان كان العقد باطال ،وال ينعقد أصال ،أما إذا
أصاب الخلل أحد شروط العقد كفوات بعض ألاوصاف الخارجية املعتبرة
شرعا كان العقد موجودا لكنه فاسد ،والفساد عند ألاحناف يكون إذا توافرت
ألاسباب املؤدية إلى ذلك كاشتمال العقد على جهالة تفض ي الى املنازعة بين
الشركاء ،ويجهل حصة كل شريك من الربح ،أو جهل نوع النشاط الذي تمارسه
الشركة ،أو التغرير في موضوع الشركة كأن يغرر أحدهم باآلخرين على أن
املوضوع هو املنسوجات ألنها تحقق ارباحا أكبر وعند موافقتهم يتبين أن
موضوعها شيئ آخر غير املنسوجات.
وحكم عقد الشركة الفاسد أنه يستحق الفسخ بارادة الشركاء ،فإذا لم
يفعلوا فسخه القاض ي جبرا عنهم متى علم به ألنه عقدا موجودا .إال أن الشارع
لم يقرر وجوده وانعقاده بل أمر برفعه وفسخه.
ومتى تم فسخ العقد أو ابطاله توزع الارباح الحاصلة من الشركة بحسب
حصص الشركاء في رأس املال ،وليس بحسب الاتفاق الحاصل في عقد الشركة
وذلك لفساده ،وفي شركة املضاربة (القراض) إذا فسخ عقدها يكون الربح لرب
املال ،وللعامل أجر املثل فقط ألن املضاربة الفاسدة كاالجارة الفاسدة وانما
يستحق الاجير اجر املثل والربح كله لرب املال ألن الربح نماء ملكه(.)36
الهوام ــش:
-0مفهوم.البطالن،احمدالريس،شبكةاملحامين.العربWWW.MOLAMOON.COM/MONTADA .
72
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-2لسان العرب ،ابي الفضل جمال الدين دمحم بن مكرم ابن منظور الافريقي املصري ،دار صادر بيروت،
املجلد ،00ص16.
-3صالح لخلف.www.ahlalhdeeth.com
-4د/عبد الرزاق السنهوري :الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،دار احياء التراث العربي ،بيروت،
الجزء ،0ص 486وما بعدها.
WWW.ALUKAH.NET-5
معالي فضيلة الشيخ عبد هللا بن دمحم بن سعد آل حنين ،البطالن الاجرائي.
-6د /عبد الحميد الشواربي :البطالن املدني ،منشأة املعارف الاسكندرية ،0990ص 0وما بعدها.
-7د /نبيل اسماعيل عمر د/احمد خليل :قانون املرافعات املدنية ،منشورات الحلب....بيروت ،طبعة،0
سنة ،2114ص 441وما بعده
-8د /جميل الشرقاوي :نوابة البطالن ،رسالة دكتوراه ،القاهرة ،0913ص 041وما بعدها.
-9د /عبد الحكيم فودة :البطالن في القانون املدني والقوانين الخاصة ،دار املطبوعات الجامعية،
الاسكندرية ،0993ص 09وما بعدها.
-01د /احمد هندي :قانون املرافعات املدنية والتجارية ،دار الجامعة الجديدة ،الاسكندرية ،2113
ص 847وما بعدها.
WWW.MAROC DROIT.COM -11
رشيد العتيب ،بطالن العقد في القانون املغربي.
-02د /عبد الرزاق السنهوري ،املرجع السابق ،ص488.
-03د /نبيل اسماعيل د/احمد خليل ،املرجع السابق ،ص 923وما بعدها.
-04انظرباكثر تفصيل في نظرية الدفوع الاجرائية كل من:
د /عبد الحكيم فودة ،البطالن في املرافعات املدنية والتجارية ،دار املطبوعات الجامعية الاسكندرية،
طبعة ،0991ص 32وما بعدها.
د /نبيل عمر ،الدفع بعدم القبول ونظامه القانوني ،منشأة املعارف الاسكندرية ،طبعة ،0سنة ،0980
ص 31وما بعدها.
www.courde tebessa.m justice.DZ-15-
الدفوع الشكلية في ظل قانون الاجراءات املدنية والادارية الجديد ،حاجي حياة.
-06كما فعل املشرع املصري الذي حدد طرق هذا التصحيح باملادة 24ف 0من قانون املرافعات نصت
على التصحيح بالتحول واملادة 043مدني نصت على انتقاص العقد ،واملادة 044مدني نصت على
التصحيح بتحول العقد ،انظر د /نبيل اسماعيل عمر ،د/احمد خليل ،د /احمد هندي ،قانون املرافعات
املدنية والتجارية ،دار الجامعة الجديدة الاسكندرية ،21104 ،ص 698ومابعدها.
-07تنص املادة 011مدني جزائري":اذا كان العقد باطال او قابال لالبطال وتوفرت فيه اركان عقد آخر فإن
العقد يكون صحيحا باعتباره العقد الذي توفرت اركانه ،اذا تبين أن فيه املتعاقدين كانت تتصرف الى
ابرام هذا العقد.
جملة احملامي عدد 0200/37
73
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-08د/عباس العبودي ،شرح احكام قانون اصول املحاكمات املدنية ،دار الثقافة ،عمان ،سنة ،2117
ص 071ومابعدها.
-09د/فتحي والي ،الوسيط في قانون القضاء املدني ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،0987 ،ص 644وما
بعدها.
-21هذه الفكرة ذهب اليها املشرع املصري في املادة 24ف 3من قانون املرافعات املصري بالقول":ال يترتب
على بطالن الاجراء بطالن الاجراءات السابقة عليه أو الالحقة إذا لم تكن مبنية عليه".
-20انظر باكثر تفصيل د /احمد خليل ،اصول املحاكمات املدنية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت،
،2110ص 244وما بعدها ،ص267.
-22د/علي يوسف،د/ابو زيد رضوان ،القانون التجاري ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،0971 ،ص 423وما
بعدها.
-23د/أحمد محرز ،القانون التجاري ،الجزء،0مطبعة حسان ،القاهرة ،0987 ،ص 402وما بعدها.
-24د/دمحم اسماعيل علم الدين ،موجز القانون التجاري ،دار ألامل للطباعة والنشر ،القاهرة ،بدون سنة
طبع ،ص071.
-21د/عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني ،املرجع السابق ،جزء ،1ص 214وما
بعدها.
-26انظر بأكثر توسع في هذا املوضوع:
د/فريد العريني ،الشركات التجارية ،دار املطبوعات الجامعية ،الاسكندرية ،2112 ،ص 16وما بعدها.
د/اكثم الخولي ،قانون التجارة اللبناني املقارن ،الجزء،2الشركات التجارية ،0967 ،ص 420وما بعدها.
-27د/علي حسن يونس،د/ابو زيد رضوان ،املرجع السابق ،ص431.
-28د/احمد محرز،القانون التجاري الجزائري،جزء،2الشركات التجارية،0982،ص 81وما بعدها.
-29د /سميحة القليوبي ،الشركات التجارية،دار النهضة العربية القاهرة،2100،ص 98وما بعدها.
-31د/مصطفى كمال طه ،الوجيز في القانون التجاري ،منشأة املعارفة ،الاسكندرية ،0977،ص 090وما
بعدها.
-30انظر في ألامر د /أحمد محرز ،القانون التجاري الجزائري ،الجزء،2الشركات التجارية ،املرجع
السابق،ص 91وما بعدها.
-32القرار رقم 34411صادر ،0981/16/01شركة تجارية –بطالن العقد-اثاره بين الشركاء -شركة
فعلية-الاجهاد الجزائري في املادة التجارية والبحرية،ج ،0جمال سايس-منشورات كليك الجزائر-طبعة
0سنة ،2103ص 200وما بعدها.
وانظر ايضا في نفس السياق :القرار رقم 361232صادر – 2111/00/19عدم وجود عقد رسمي –عدم
الاحتجاج ابطالها-ال-اعتبارها شركة فعلية –نعم-الاجتهاد الجزائري في املادة التجارية والبحرية ،املرجع
السابق ،جزء ،3ص 0184وما بعدها.
-33رشاد حسن خليل ،الشركات في الفقه الاسالمي ،دراسة مقارنة ،املكتبة التوفيقية ،القاهرة،0979 ،
ص 07وما يليها.
جملة احملامي عدد 0200/37
70
نظرية البطالن و تطبيقاتها اجرائيا و يف الشركات التجارية
-34د /رشاد حسن خليل ،املرجع السابق ،ص 88وما بعدها.
انظر ايضا في نفس السياق:
-د/عبد العزيز عزت الخياط ،الشركات في الشريعة الاسالمية والقانون الوضعي ،منشورات وزارة الاوقاف
الاردنية ،الطبعة .0970 ،0
-علي الخفيف ،الشركات في الفقه الاسالمي ،معهد الدراسات العربية املالية ،جامعة الدول العربية،
القاهرة ،0962 ،ص 81وما بعدها.
-31الشيخ عبد الوهاب خالف ،اصول الفقه ،دار العلم ،الكويت،طبعة 0973. ،01
-36انظر بأكثر تفصيل بطالن الشركات في الفقه الاسالمي:
-الشيخ سعود سعد الدريب ،الشركات في الفقه الاسالمي والتشريع الوضعي ،املعهد العالي للقضاء،
الرياض ،بدون سنة نشر ،ص 011وما بعدها.
-الشيخ دمحم بن ابراهيم املوس ى ،شركات الاشخاص بين الشريعة والقانون ،املكتبة املركزي لجامعة الامام
دمحم بن سعود الاسالمية ،الرياض ،0979 ،ص 91وما بعدها.
-د /احمد حمد ،فقه الشركات ،دار العلم ،الكويت ،طبعة ،0984 ،0ص 71وما بعدها.
-د/يوسف محمود عبد املقصود ،احكام الشركات في الفقه الاسالمي املقارن ،دار الطباعة املحمدية،
القاهرة ،طبعة ،0،0981ص 92وما بعدها.
القواني ــن:
-ألامر 18/71املؤرخ في 0971/19/26املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم.
-ألامر 19/71املؤرخ في 0971/19/26املتضمن القانون التجاري املعدل واملتمم.
-القانون رقم 19/18املؤرخ في 2118/12/21املتضمن قانون الاجراءات املدنية والادارية ،الجريدة
الرسمية رقم 20الصادرة .2118/14/23
-القانون العضوي 00/11املؤرخ 2111/17/07املتعلق بالتنظيم القضائي ،الجريدة الرسمية رقم 10
الصادرة .2111/17/21
-القانون العضوي 02/00املؤرخ 2100/17/26املحدد لتنظيم املحكمة العليا وعملها واختصاصها،
الجريدة الرسمية ،رقم 42الصادرة .2100/17/30
-القانون رقم 18/14املؤرخ 04اوت 2114املتعلق بممارسة الانشطة التجارية ،الجريدة الرسمية رقم
12الصادرة 08اوت .2114
-الامر 27/96املؤرخ 0996/02/19املعدل واملتمم للقانون التجاري ،الجريدة الرسمية،رقم 77الصادرة
0996/02/00تعديل املؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات املسؤولية املحدودة.
املجالت القضائيــة:
-الاجتهاد الجزائري في املادة التجارية والبحرية ،الجزء ألاول ،الجزء الثالث ،جمال سايس ،منشورات
كليك ،الجزائر العاصمة ،طبعة ،10سنة .2103
73
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
تقديم:
القانون رقم 21 12 :املؤرخ في 12 :ديسمبر سنة 1212جاء بأربعة ()1
مواد؛ املادة ألاولى فيها إشارة إلى أن هذا القانون يهدف إلى تعديل وتتمة قانون
ْ
العقوبات ،واملادة الرابعة فيها إشارة إلى أن هذ القانون ُينشر في الجريدة
الرسمية ،لذا نجد أن هذا التعديل من حيث الواقع ورد في مادتين فقط وهما:
املادة الثانية :تضمنت تعديل العقوبة الاصلية في الجنايات ،وتعديل
نظامي ظروف التخفيف والعود ،وأخيرا ضبط مفهوم املوظف في جريمة عرقلة
تنفيذ الحكم القضائي.
املادة الثالثة :تضمنت إضافة مادتين جديدتين؛ ألاولى تتعلق بتجريم غلق
إلادارات ،والثانية تتعلق بتجريم استغالل طريق كموقف للمركبات.
لذا سيتم توضيح محتوى القانون رقم 21 12 :من خالل تقسيمه تقسيم
أكاديمي ،وذلك إلى قسمين :القسم ألاول يشمل تعديالت وردت بشأن القسم
77
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
77
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
ما يالحظ أن العبارة املضافة زائدة ،كان باإلمكان الاكتفاء بالنص القديم
الذي استعمل عبارة "ما عدا الحاالت التي يقرر فيها القانون حدودا أخرى"
فمصطلح قانون يشمل املدونة الرئيسية لقانون العقوبات وكل القوانين
العقابية الخاصة.
كما أن املادة 1 :من ق .ع بشأن الجنح استعملت عبارة حدودا أخرى دون
أن تخصص الحدود القصوى ،على خالف ما ورد بشأن العقوبات ألاصلية في
الجنايات في الصياغة القديمة ،ومعنى ذلك أن عقوبات الجنح قد تقل عن
الحد ألادنى كما قد تزيد عن الحد ألاقص ى وذلك بالنص القانوني ،وخير مثال
على ذلك في النزول إلى أقل من الحد املحدد في العقوبات ألاصلية في الجنح ما
نصت عليه املادة 1/192 :بشأن جريمة القذف (من شهر واحد إلى سنة) واملادة:
192مكرر بشأن السب (من 1أيام إلى ستة أشهر) واملادة 199 :بشأن السب
املوجه إلى فرد أو عدة أفراد (من شهر واحد إلى ثالثة أشهر) أما أمثلة الرفع من
الحد ألاقص ى فهي كثيرة جدا خاصة في القوانين الجزائية الخاصة.
/2تعديل نظام ظروف التخفيف عاد تطبيق الحد ألاقى النديد في
الناايات (املادة 55 :و 55مكررق .ع):
تم تعديل الحد ألادنى للعقوبة في الجنايات عند إعمال ظروف التخفيف
(م 10ق .ع) بحيث يمكن النزول إلى:
22سنوات ...إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي :إلاعدام؛
20سنوات ...إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي :السجن املؤبد؛
(مضافة)
21سنوات ...إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي :من 12سنة إلى 02
سنة؛ (مضافة)
20سنوات ...إذ كانت العقوبة املقررة للجناية هي :من 22سنوات إلى 12
سنة؛
77
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
سنة واحدة ...إذا كانت العقوبة املقررة للجناية هي :من 1سنوات إلى 22
سنوات.
تم تعديل الحد ألادنى للعقوبة في الجنايات عند إعمال ظروف التخفيف
في حالة العود (املادة 10 :مكرر ق .ع)
إذا كانت العقوبة الجديدة السالبة للحرية أكثر من 12 :سنة إلى 02سنة
فإن الحد ألادنى للعقوبة املخففة ال يجوز أن يقل عن 21 :سنوات سجنا مؤقتا.
(مضافة)
إذا كانت العقوبة الجديدة السالبة للحرية من 21 :سنوات إلى 12سنة
فإن الحد ألادنى للعقوبة املخففة ال يجوز أن يقل عن 20 :سنوات حبسا( .فقرة
قديمة)
/5تعديل نظام العود (املادة 55 :مكررق .ع):
أ /النديد في نص املادة:
إذا كان الحكم السابق في جناية أو جنحة حدها ألاقص ى تزيد عقوبتها عن
1سنوات حبس (الجريمة السابقة)
ثم ارتكب جناية حدها ألاقص ى 02 :سنة (الجريمة الجديدة)
فإن الحد ألاقص ى للعقوبة يصبح السجن املؤبد.
إذا كان الحكم السابق في جناية أو جنحة حدها ألاقص ى يزيد عقوبتها عن
1سنوات حبس (الجريمة السابقة)
ثم ارتكب جناية حدها ألاقص ى 12 :سنة (الجريمة الجديدة)
فإن الحد ألاقص ى للعقوبة يصبح 02 :سنة
ب /القديم في نص املادة:
إذا كان الحكم السابق في جناية أو جنحة حدها ألاقص ى تزيد عقوبتها عن
1سنوات حبس (الجريمة السابقة)
ثم ارتكب جناية أدت إلى إزهاق روح انسان (الجريمة الجديدة)
77
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
77
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
77
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
الفقرة ألاولى من املادة 1منه ،والفقرة ألاولى من املادة 0 :من ألامر رقم29 12 :
املؤرخ في 22 :يونيو سنة 1212املتعلق بحماية املعلومات والوثائق إلادارية (عدد
.)11
لكن ال بد أن نشير وأن هذا التطابق ليس كلي ألن القانونين املشار إليهما
أعاله أضافا فئتين أخرتين من املوظف ليستا واردتين في قانون العقوبات.
والسؤال :هل من الضروري تعريف املوظف في كل قانون خاص مرتبط
بتنظيم مسألة لها عالقة باملوظف العام؟ وهل كل تجريم لعمل املوظف يحتم
عليها مراعاة من هو املوظف املعني بالتجريم؟ وفي الحقيقة كان بإمكان املشرع
تحديد مفهوم املوظف في نص واحد يمكن الرجوع إليه عن طريق إلاحالة من
النصوص ألاخرى.
/2تجريم ِفعل غلق مقرات إلادارات واملؤسسات العمومية (املادة111 :
مكرر 1ق .ع):
ظاهرة غلق املقرات إلادارية باستعمال القوة من طرف بعض الغاضبين
انتشرت مؤخرا في بعض املناطق من الوطن ،وتسببت في عرقلة عمل املرفق
العام أو تعطيله كلية ،وتطلبت تدخل املشرع الجزائي حتى ال تستفحل وتمتد
أكثر إلى مناطق أخرى ،وتم تجريم هذا الفعل من خالل إضافة مادة جديدة في
قانون العقوبات وهي املادة 220 :مكرر .2
ُويجرم فعل غلق املقرات إلادارية في صورتين؛
الجريمة في صورتها البسيطة:
هي فرضية غلق إحدى مقرات إلادارات أو املؤسسات العمومية أو أي
ُ
مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية أو الجماعات املحلية بأي وسيلة كانت وألي
غرض كان.
تكون العقوبة الحبس من 0 :سنوات إلى 0سنوات ،والغرامة من:
022.222دج إلى 022.222دج.
72
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
ّ
املشددة ،وتكون في حالتين: الجريمة في صورتها
الحالة ألاولى :هي فرضية ارتكاب نفس ألافعال وأمام نفس إلادارات ،ولكن
تؤدي هذه ألاخيرة إلى:
عرقلة الدخول إليها أو الخروج منها،
أو سيرها العادي،
أو منع مستخدميها من القيام بمهامهم.
تكون العقوبة الحبس من 1 :سنوات إلى 22سنوات وغرامة من122.222 :
د.ج إلى 2.222.222د.ج
الحالة الثانية :وهي فرضية ارتكاب نفس ألافعال وأمام نفس إلادارات،
ولكن تتم:
باستعمال القوة أو التهديد باستعمالها،
أو من طرف أكثر من شخصين (ثالثة فما أكثر)،
أو بحمل سالح.
تكون العقوبة الحبس من 22 :سنوات إلى 12سنة وغرامة من2.222.222 :
د.ج إلى 1.222.222د.ج
يعاقب على الشروع في هذه الجنحة بالعقوبة املقررة للجنحة التامة وذلك
بنص صريح وارد في الفقرة ألاخيرة من نفس املادة.
ما يالحظ على هذا النص:
ه ل يقصد بالغلق وضع أقفال خاصة للباب املؤدي إلى املقر أو منع فتح
ألاقفال املوجودة؟ هل يكفي لقيام السلوك مجرد إعاقة الدخول إلى املقر
بالتجمع أمامه؟ وإذا وجد مدخل آخر غير الذي تم غلقه يتيح الدخول إلى املقر
فهل يعتبر ذلك غلقا؟ وهل يقصد الغلق التام لكامل املقر أم يكفي لقيام
مجرد غلق أحد املكاتب داخل املؤسسة أو إلادارة كغلق مكتب رئيس الجريمة ّ
البلدية؟
78
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
70
قراءة يف القانون 21-12املعدل و املتمم لقانون العقوبات
73
إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية
48
إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية
48
إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية
حيث أن طعن النائب العام قد بلغ للمتهم عمال بنص املادة 614من قانون
إلاجراءات الجزائية ،وحيث أن النيابة معفاة من دفع الرسم القضائي.
وحيث أن السيد النائب العام لدي مجلس قضاء ورقلة ،أودع تقريرا
ضمنه وجهين اثنين للنقض.
وحيث أن السيد النائب العام لدي املحكمة العليا قدم التماسات مكتوبة،
ترمي إلي التصريح بنقض القرار.
في الشكل:
حيث أن الطعن بالنقض املقدم من طرف السيد النائب العام ،قد
استوفي أوضاعه القانونية والشكلية يتعين -حينئذ قبوله شكال.-
في املوضوع:
بدعوي أن القرار املطعون فيه ،قد صادق علي الحكم املستأنف القاض ي
ببراءة املتهم ،رغم أنه يوجد بامللف خبرة علمية حررت من طرف الشرطة
العلمية ،تثبت أن البصمات املاخودة من مكان الجريمة تتطابق تماما مع
بصمات املتهم ،وهذا دليل قطعي وجازم ،وال يمكن إنكاره إال بدليل عكس ي.
-كما وأنه ،ومن خالل وجه ثاني ،يعاب علي القرار موضوع الطعن
بالقصور في التسبيب بدعوى أن القرار املطعون فيه لم يناقش الوقائع مناقشة
قانونية ،ولقد دهب الطاعن إلى مناقشة الوقائع ،وكذا مناقشة صحيفة
السوابق القضائية الخاصة باملتهم.
-حيث أنه يجب التذكير أن مناقشة الوقائع وتقديرها ،هي من اختصاص
قضاة املوضوع وحدهم ،كما جاز لهم إثبات الجرائم أو نفيها ،بأي طريق من
طرق إلاثبات عمال بأحكام املادة 212من قانون إلاجراءات الجزائية ،وكل ما
مطلوب منهم هو إبراز الكيفية التي وصلوا بها لتكوين اقتناعهم ،وذلك من
خالل تسبيب كاف حسب ما تقتضيه املادة 073من قانون إلاجراءات الجزائية.
48
إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية
-كما انه ،يجب املالحظة أيضا بان كل خبرة شأنها شان الوسائل ألاخرى
لإلثبات ،فهي حينئذ تخضع للسلطة التقديرية املخولة لقضاة املوضوع
وحدهم.
-حيث أن القول بأن البصمات وحدها ال ترقى إلي دليل ،وإنما قرينة تحتاج
إلي دليل قضائي يدعمها ،يعد ذلك التسبيب تسبيبا كافيا حسب مفهوم املادة
073من قانون إلاجراءات الجزائية السالفة الذكر.
-وبقضائهم كما فعلوا ،فإن قضاة املوضوع ،قد طبقوا أيضا صحيح
القانون ،مما يجعل الوجهين معا غير سديدين ،يتعين التصريح برفضهما،
ونتيجة لذلك التصريح برفض الطعن.
فلهذه ألاسباب
تقض ي املاحكمة العليا:
بقبول الطعن شكال ،وبرفضه موضوعا. ...
47
إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية
44
إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية
48
إشكاليات االثبات بالنسبة للقرينة يف املادة اجلزائية
82
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
مقدمة:
تشكل الدعوى إلادارية الوسيلة القانونية لحماية مبدأ املشروعية
إلادارية اقتضاء الحقوق أو حمايتها في مواجهة مختلف السلطات إلادارية في
الدولة .يتسم التقاض ي في املادة إلادارية ببعض الخصوصيات مردها أساسا
إلى الطبيعة املوضوعية لدعوى إلالغاء كدعوى تستهدف صيانة مبدأ
املشروعية في حد ذاته وكذلك إلى العالقة غير املتكافئة بين طرفيها ،حيث
تظهر إلادارة بحكم تمتعها باميازات السلطة العمومية واستئثارها بأدلة
الاثبات في مركز أقوى من مركز املدعي.
تظهر هذه الخصوصيات للتقاض ي في املادة إلادارية سواء على صعيد
مرونة أو ليبرالية قواعد قبول الدعوى أو على صعيد الدور الفعال للقاض ي
في تحقيقها أو على صعيد سلطاته للحكم فيها .بالنظر إلى سعة قواعد
التقاض ي إلادارية ستقتصر املداخلة فقط على التطرق إلى مرحلة قبول
الدعوى وما تثيره من خصوصيات واشكاالت.
لبحث هذه الجزئية سيتم التطرق إلى شروط القبول املتعلقة بأطراف
الدعوى ،ثم إلى الشروط املتعلقة بعريضة الدعوى.
الفرع ألاول :الشروط املتعلقة بأطراف الدعوى إلادارية
أوال -املصلحة في التقاض ي
19
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
يشترط لقبول الدعوى إلادارية الرامية سواء إلى إلغاء قرار إداري معين
أو تعديله أو التعويض عن أضرار معينة لحقت الطاعن من جراء مختلف
ألاعمال إلادارية ،أن يستند هذا ألاخير إلى مصلحة كافية تبرر طعنه تطبيقا
للقاعدة إلاجرائية "ال دعوى دون مصلحة" .pas d’intérêt pas d’action
ّ
تعرف املصلحة في التقاض ي بأنها الفائدة العملية التي يمكن أن تعود على
املدعي من وراء دعواه ،ومن ثم فهي تنتج في املادة إلادارية من الضرر الذي
أصاب املركز القانوني للطاعن من جراء العمل إلاداري املنازع فيه .تساهم
املصلحة بهذا املعنى في عقلنة أو ضبط العمل القضائي ،من خالل تجنب
إزدحام الجهات القضائية إلادارية بدعاوى حسبة ال يستند الطاعنون فيها
إلى مصالح شخصية تبرر طعونهم.
يميز القضاء إلاداري في مجال تقدير شرط املصلحة بين دعاوى القضاء
الكامل ودعاوى الالغاء ،حيث يشترط بالنسبة لألولى وجود حق ذاتي للطاعن
تم الاعتداء عليه بفعل العمل إلاداري ،في حين يكتفي بالنسة للثانية بمعاينة
ما إذا كان الطاعن يوجد في وضعية قانونية تجعل القرار الصادر قابال
للمساس بها ،بمعنى يكتفي بمجرد وجود "مصلحة خفيفة" un intérêt
froisséعلى حد تعبير مجلس الدولة الفرنس ي لقبول الطعن ،وذلك تأسيسا
على أن دعوى الالغاء هي دعوى موضوعية تستهدف حماية مبدأ املشروعية،
مما يبرر التوسع في قبولها.
ويشترط في املصلحة املعتبرة قانونا لقبول الدعوى إلادارية جملة من
الشروط ،هي:
-أن تكون شخصية :بمعنى أن تستند إلى مركز قانوني أو حق شخص ي
للطاعن .يمنع هذا الشرط ممارسة دعاوى إلالغاء للدفاع املجرد عن
املشروعية ،كأن يثير الطاعن مثال صفته كمواطن أو كمستهلك أو كمنتخب.
10
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
غير أنه استثناء من هذا ألاصل ،أجاز مجلس الدولة الفرنس ي الاستناد
إلى بعض الصفات ملنح املصلحة للطعن باإللغاء ضد القرارات إلادارية،
كصفة دافع الضريبة على املستوى املحلي ،صفة مستعمل املرفق العمومي،
صفة ممارس املهنة...،الخ ملنح املصلحة في التقاض ي.
-أن تكون مباشرة :أي أن يكون الضرر الالحق باملركز القانوني للطاعن
قد تأتى بصفة مباشرة من العمل إلاداري املنازع فيه.
-أن تكون مشروعة :أي تستند إلى وضعية يقرها القانون وغير مخالفة
للنظام العام وآلاداب العامة ،لذلك ال تقبل مثال الدعوى املرفوعة من
الشاغل لسكن وظيفي دون سند قانوني.
-أن تكون محققة :أي أن تكون الفائدة العائدة على املدعي من وراء
دعواه مؤكدة وليست محتملة .يتوافر شرط املصلحة املحققة حتى لو كانت
الفائدة املنتظرة من الدعوى مستقبلية ،أي غير حالة غير أنها مؤكدة
التحقق في املستقبل.
إذا تحققت هذه الشروط ،توافر شرط املصلحة املعتبر قانونا لقبول
الدعوى إلادارية ،ليستوي بعد ذلك أن تكون هذه املصلحة مادية أو أدبية،
فردية أو جماعية ،خاصة أو عمومية.
ثانيا -الصفة في التقاض ي
تعرف الصفة في التقاض ي la qualité à agirبأنها القدرة القانونية على ّ
إخطار القاض ي باإلدعاء أو على املثول أمامه لتلقيه ،ومن ثم فهي السند
القانوني لتفعيل حق التقاض ي .يشترط لقبول الدعوى إلادارية أن تتوافر
الصفة في التقاض ي لكل من املدعي واملدعى عليه على حد سواء ،وذلك إعماال
لألصل إلاجرائي القاض ي بوجوب رفع الدعوى من ذي صفة وعلى ذي صفة.
بالنسبة لصفة املدعي في الدعوى إلادارية ،فهي تثبت من حيث ألاصل
لصاحب املصلحة الشخصية واملباشرة ،بمعنى أن الصفة هنا تندمج في
جملة احملامي عدد 0200/37
13
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
شرط املصلحة ،لذلك تفقد ماهيتها كشرط مستقل لقبول الدعوى إلادارية.
يعبر الفقه عن هذه الحالة بقرينة الصفة ،la présomption de la qualité
كما جرت قرارات مجلس الدولة الفرنس ي على استعمال عبارة "املصلحة التي
تعطي الصفة l’intérêt donnant qualité à agirلتوصيف هذه الوضعية
إلاندماجية.
غير أنه استثناء من هذا ألاصل ،يمكن أن ينفصل أو يستقل شرط
الصفة عن شرط املصلحة في حالة أساسية ،هي الحالة التي يمنح فيها
القانون (وفي بعض ألاحيان القاض ي إلاداري بحكم دوره الاجتهادي) صفة
التقاض ي لشخص معين ليس له مصلحة شخصية ومباشرة في الدعوى ،كما
هو الحال مثال بالنسبة لدعاوى النقابات املوجهة للدفاع عن املصالح
الفردية ألعضائها .بمعنى أن شرط الصفة هنا استخدم من طرف املشرع
كتقنية لتوسيع دائرة ألاشخاص املؤهلين للتقاض ي في مسألة معينة.
أما بالنسبة للمدعى عليه في الدعوى إلادارية ،وهو غالبا سلطة إدارية،
فتثبت له الصفة لتلقي الدعوى إذا كان صاحب العمل إلاداري املاس باملركز
القانوني للطاعن أو بحقه الذاتي شريطة طبعا تمتعه بالشخصية املعنوية
التي تمنحه حق التقاض ي le droit d’agirحسب املادة 05من القانون املدني.
ثالثا -الصفة في التقاض ي والصفة في التمثيل
ينبغي عدم الخلط بالنسبة للمدعى عليه في الدعوى إلادارية بين الصفة
في التقاض ي la qualité à agirالتي تثبت للشخص املعنوي ذاته مصدر
الاعتداء على املركز القانوني للطاعن ،والصفة في التمثيل la qualité à
représenterالتي تتوافر للشخص الطبيعي املؤهل لتمثيل هذا الشخص
املعنوي أو التصرف بإسمه أمام القضاء.
يترتب على هذا التمييز بين صفة الشخص املعنوي ذاته (الصفة في
التقاض ي) وصفة ممثله القانوني (الصفة في التمثيل) أثرا قانونيا هاما ،يظهر
جملة احملامي عدد 0200/37
19
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
على مستوى الجزاء املترتب على تخلف كل منهما ،حيث تتعلق الصفة بشروط
قبول الدعوى ،ومن ثم يؤدي تخلفها إلى الحكم بعدم قبول الدعوى ،بينما
يتعلق التمثيل القانوني بإجراءات مباشرة الخصومة ،ومن ثم يترتب على
عدم صحته الحكم ببطالن إجراءات الخصومة وليس عدم قبول الدعوى
تطبيقا لنص املادة 46من ق.إ.م.إ ،هذا باإلضافة إلى إمكانية تصحيح العيب
الذي لحقه أثناء سير الدعوى.
وفي هذا إلاطار ،حددت املادة 828من ق.إ.م.إ ألاشخاص املؤهلين
لتمثيل ألاشخاص املعنوية العامة أمام القضاء إلاداري ،وذلك كما يلي:
-1الدولة :يقع تمثيلها أمام القضاء من حيث ألاصل من طرف الوزير
املعني ،أي الوزير الذي يندرج النزاع في قطاعه .غير أنه استثناء من هذا
ألاصل ،يمكن أن تتقرر الصفة لتمثيل الدولة أمام القضاء لجهات أخرى غير
الوزير ،وذلك في حالتين ،هما:
*حالة التأهيل القانوني :l’habilitation légaleتتحقق عندما يؤهل
نص معين (قانون أو تنظيم) جهة أخرى غير الوزير لتمثيل الدولة أمام
القضاء إلاداري ،كما هو الحال مثال بالنسبة ل:
-املادة 285من قانون الجمارك رقم 59-97املؤرخ في 22جوان 2797
املعدل واملتمم ،والتي أعطت الصفة لتمثيل الدولة أمام القضاء في الدعاوى
التي تكون فيها إدارة الجمارك طرفا ألعوان هذه ألاخيرة السيما قابض ي
الجمارك.
-املادة 222من املرسوم التنفيذي رقم 46-94املتعلق بتأسيس السجل
العقاري ،حيث أعطت الصفة لتمثيل الدولة في الدعاوى املتعلقة بالسجل
العقاري للوالي.
19
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
19
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
التمثيل ألاصيل (الوزير) أو صاحب التمثيل املؤهل (الوالي مثال في حالة وجود
نص التأهيل) أو صاحب التمثيل املفوض (املدير التنفيذي املعني في حال
وجود قرار التفويض)( .مثال :لفائدة أ ضد الدولة ،ممثلة في الوالي وليس
لفائدة أ ضد الوالي ،كون الوالي هنا صاحب صفة في التمثيل فقط ال صفة في
التقاض ي)
وفي هذه الحالة ألاخيرة (حالة التفويض) ،يجب أن تتضمن العريضة أو
مذكرة الدفاع ذكر املفوض واملفوض له على حد سواء( .مثال :لفائدة أ ضد
الدولة ،ممثلة في وزير املالية وبتفويض منه مدير الحفظ العقاري لوالية
سطيف وليس لفائدة أ ضد الدولة ،ممثلة في مدير الحفظ العقاري لوالية
سطيف ).
-2الوالية والبلدية :ال يثير تمثيلهما أمام القضاء إلاداري أي إشكال،
حيث يتقرر على التوالي لكل من الوالي ورئيس املجلس الشعبي البلدي.
-3املؤسسة العمومية ذات الطابع إلاداري :ال يثير تمثيلها أمام القضاء
كذلك أي إشكال ،حيث يثبت ملمثلها القانوني بحسب نص إنشائها.
الفرع الثاني :الشروط املتعلقة بالعريضة
يمكن تقسيمها إلى شروط عامة ،وأخرى خاصة.
أوال -الشروط العامة:
تتمثل في وجوب رفع الدعوى إلادارية بمقتض ى عريضة افتتاح دعوى
تستوفي الشروط آلاتية:
-أن تكون مكتوبة؛
-أن تكون مؤرخة؛
-أن تكون موقعة من قبل محام مقبول قانونا ،ألن التمثيل بمحام
إجباري في املادة إلادارية باستثناء الدعاوى التي تكون الدولة أو الوالية أو
البلدية أو املؤسسة العمومية ذات الصبغة إلادارية طرفا فيها ،حيث يمكن
جملة احملامي عدد 0200/37
17
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
توقيع العريضة في هذه الحالة من قبل ممثلها القانوني .يترتب على تخلف
هذه الشكلية عدم قبول العريضة إال إذا تم تصحيحها أثناء سير الدعوى؛
-أن تكون محررة بعدد من النسخ يساوي عدد املدعى عليهم؛
-أن تتضمن البيانات املنصوص عليها في املادة 20من ق.إ.م.إ .يترتب على
تخلف أحد هذه البيانات عدم قبول العريضة شكال ،غير أنها قابلة
للتصحيح أثناء سير الخصومة.
-إشهار العريضة لدى املحافظة العقارية إذا تعلقت بعقار و/أو بحق
عيني عقاري مشهر ،وتقديمها في أول جلسة ينادى فيها على القضية تحت
طائلة عدم قبولها شكال ،مالم يثبت إيداعها لإلشهار.
-أن تودع خالل ألاجل املحدد لرفع الدعوى إلادارية (املادة 827و865
من ق.إ.م.إ).
ثانيا -الشروط الخاصة:
تتمثل فيما يلي:
-شرط التظلم إلاداري املسبق :ألاصل فيه أنه لم يعد شرطا لقبول
الدعوى إلادارية تطبيقا لنص املادة 865من ق.إ.م.إ التي جعلت منه اجراء
اختياريا يمكن للمدعي اعماله أو اهماله وفقا لسلطته التقديرية .غير أنه
استثناء من هذا ألاصل جعلت بعض النصوص القانونية الخاصة من التظلم
إلاداري املسبق شرطا لقبول بعض صور الدعاوى إلادارية ،أخصها الدعاوى
الضريبية ودعاوى الصفقات العمومية.
-أن ترفق العريضة الرامية إلى إلغاء أو تفسير أو تقدير مدى مشروعية
قرار إداري تحت طائلة عدم القبول بالقرار إلاداري املطعون فيه ،ما لم
يوجد مانع مبرر .يرجع هذا املانع في الواقع إما لكون القرار املطعون فيه قرارا
سلبيا (قرار بالرفض) مستخلصا من سكوت إلادارة عن الرد عن طلب
للمدعي ،وإما المتناع الجهة إلادارية عن تمكين املدعي من هذا القرار ،وفي
جملة احملامي عدد 0200/37
19
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
هذه الحالة ألاخيرة يأمرها القاض ي املقرر بتقديمه في أول جلسة ،ويستخلص
النتائج املترتبة على هذا الامتناع حسب املادة 827من ق.إ.م.إ ،أي يعتبره
قرينة على صحة مزاعم املدعي من شأنها قلب عبئ إلاثبات ليقع على عاتق
إلادارة.
أما بالنسبة للدعاوى التي يكون فيها التظلم إلاداري املسبق شرط
لقبولها ،فاملقصود بالقرار املطعون فيه الذي يتعين إرفاقه مع العريضة هو
القرار السابق ،أي القرار الصادر في التظلم ،وليس القرار ألاصلي.
-تحرير العريضة على ورق مدموغ بالنسبة لدعاوى الضرائب املباشرة،
وهي كذلك شكلية قابلة للتصحيح أثناء سير الخصومة.
الفرع الثالث :طبيعة القواعد املتعلقة بقبول الدعوى
تعتبر القواعد املتعلقة بقبول الدعوى إلادارية من النظام العام ،ومن
ثم يمكن إثارتها في أية مرحلة تكون عليها الدعوى ،كما يجوز للقاض ي إلاداري
إثارتها تلقائيا.
غير أن هذا التعلق لقواعد القبول بالنظام العام ال يعني عدم قابليتها
للتصحيح أثناء سير الخصومة ،وفي هذا إلاطار نميز بين القواعد غير القابلة
للتصحيح وتلك القابلة للتصحيح.
* قواعد القبول غير القابلة للتصحيح :تتمثل في حاالت عدم القبول
التي تستعص ي بطبيعتها على التصحيح ،وهي :رفع الدعوى خارج ألاجل املحدد
قانونا ،عدم تقديم التظلم إلاداري املسبق قبل رفع الدعوى في حال وجوبه
قانونا (كما في حالة دعاوى الصفقات العمومية أو الدعاوى الضريبية) ،رفع
دعوى إلالغاء ضد تدبير ليس له صفة القرار إلاداري (عمل تحضيري أو تدبير
تنظيم داخلي مثال).
11
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
922
التقاضي يف املادة االدارية و اشكاالته
-تنظيم شروط قبول الدعوى إلادارية بنص خاص ضمن الكتاب الرابع
من ق.إ.م.إ ،وذلك تماشيا مع الخصوصية املعترف بها لهذه الشروط في املادة
إلادارية السيما في إطار دعاوى إلالغاء؛
-تنظيم مسألة تمثيل الدولة أمام القضاء إلاداري بنص أكثر تفصيل
ضمن الكتاب الرابع من ق.إ.م.إ.
-النص على منح صالحية تمثيل الدولة أمام القضا فيما يخص نشاط
املصالح غير املمركزة للوالي بوصفه الجهة املنوطة قانونا بتنسيق ورقابة
أعمال هذه املصالح ،وذلك باستثناء املصالح املستثناة من رفابته بمقتضة
املادة 222من قانون الوالية (التكوين في مجال التربية والتكوين والتعليم
العالي ،وعاء الضرائب وتحصيلها ،الرقابة املالية...،الخ) والتي يبقى تمثيلها
أمام القضاء من سلطة الوزير املعني أو من يفوضه لهذا الغرض.
-نوص ي القاض ي إلاداري باعمال منهج املرونة في تقدير شرطي املصلحة
والصفة ،وفي إجازة تصحيح عيوب العريضة املرتبة لعدم القبول ،وذلك
بغرض توسيع دائرة الحماية ملبدأ املشروعية إلادارية.
929
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
RESPONSABILITE PENALE DU
MEDECIN CHIRURGIEN
Introduction
La profession médicale est considérée comme l’une des plus
nobles professions humaine car son message vise à préserver la santé
physique et psychologique de l’être humain.
Ainsi Le médecin doit respecter l’intégrité du corps humain.
Le corps humain est intangible (ne doit subir aucune atteinte)
sauf nécessité médicale et après consentement de ce dernier.
Le droit médical est aussi vieux que les premières civilisations
qui ont marqué l’histoire de l’humanité. Il est entendu comme
l’ensemble des règles juridiques applicables aux actions de la santé.
La Déontologie médicale: concept qui désigne des règles, des
devoirs et des obligations. Elle régit les rapports des médecins avec
leurs confrères et leurs malades (décret n°92-276 du 16 juillet 1992 )
أخالقيات مهنة الطب
Le juridique et le médical : deux mondes qui ne se
connaissent pas?
عاملان ال يعرف أحدهما آلاخر:القانونية والطبية
0200/37 جملة احملامي عدد
220
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
223
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
221
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
221
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
221
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
227
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
221
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
L’EXPERTISE MEDICALE.
Il est clair que le Juge ne peut prendre de décision sans se référer
aux conclusions de l’expertise médicale qu’il aura demandée.
L’Expertise Médicale doit exclusivement répondre, de façon
technique et scientifique, aux questions posées par le Juge.
Elle nécessite non seulement une compétence avérée dans la
Spécialité chirurgicale concernée, mais aussi une formation
qualifiante, suivie d’une formation continue (obligatoire en France
depuis 2014).
Une liste officielle des Experts nationaux, dans les diverses
Spécialités, doit être établie par les organismes concernés (Ministères
de la Justice et de la Santé, Conseil de Déontologie, Sociétés
Scientifiques, Médecins Légistes).
Cette liste sera mise à la disposition des Tribunaux.
Le droit pour le Chirurgien de récuser un Expert, pour conflit
d’ordre personnel.
La demande d’une contre-expertise, relevant actuellement et
exclusivement de la décision du Juge, «devrait être revue«?
Faute médicale en chirurgie الخطأ الطبي في العماليات الجراحية
- L'obligation qui pèse sur le chirurgien est une obligation de
moyens et non de résultat .
Pour être mise en cause, la responsabilité du chirurgien exige une
faute, un dommage et un lien de causalité entre les deux .
220
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
- Ce qui compte pour les tribunaux, c'est que cette faute soit
certaine.
- Le chirurgien est aussi tenu à une obligation d'information sur
les éventuelles complications.
La faute technique
Le chirurgien seul décide de la technique opératoire et les
tribunaux sont conscients de la part d'aléas inhérente à tout acte
chirurgical.
Ce sont la maladresse et la négligence qui sont fautives. « L'oubli
d'un corps étranger
LE GYNECOLOGUE OBSTETRICIEN.
- La Gynécologie-Obstétrique est l’une des Spécialités les plus
exposées aux plaintes des patients.
- En Obstétrique, il s’agit de conduire un acte naturel,
l’accouchement, et non de traiter une pathologie. C’est ce que
perçoivent la parturiente et son entourage.
- Les motifs de plaintes sont ainsi nombreux. Même si, très
souvent, le Spécialiste n’a commis aucune erreur ni faute.
- La législation (Loi sanitaire et Code Pénal) est souvent en retard
sur la réalité des choses ou n’apporte pas de réponse satisfaisante.
LE CHIRURGIEN ESTHETIQUE.
La Chirurgie Esthétique est l’une des plus pourvoyeuses de
plaintes. «obligation de résultat«
222
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
222
املسؤولية اجلزائية للطبيب اجلراح
220
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
Francis DELPEREE
Professeur de l’Université catholique de Louvain
Membre de l’Académie royale de Belgique
Sénateur honoraire
113
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
117
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
Ici aussi, des arguments d’ordre pratique ont été avancés. Le filtre
est utile, a-t-on dit, pour éviter l’engorgement, pour ne pas dire :
l’asphyxie, du Conseil constitutionnel. Un trop grand nombre de
recours compromettrait la tâche d’une institution réduite, même si
ses effectifs ont été entretemps étoffés notamment sur le plan
administratif 8. Le filtre peut aider à canaliser le flux des recours.
C. L’Algérie
L’Algérie n’a pas suivi le modèle belge, c’est une évidence. Elle
s’est plutôt inscrite dans le sillage des procédures à la française. Point
besoin de rappeler ici l’article 188 de la Constitution de 2016, tel qu’il
a été modifié en 2020, pour devenir l’article 195 (cent quatre-vingt-
quinze)9.
Cet article repose, vous le savez, sur trois principes simples. Il faut
décomposer l’article 195 en remettant ses phrases dans l’ordre
chronologique .
Première opération. Nous sommes devant le juge du fond. «
L'une des parties au procès (peut soutenir) devant une juridiction que
la disposition législative ou réglementaire dont dépend l'issue du
litige porte atteinte à ses droits et libertés, tels que garantis par la
Constitution ». Le juge du fond peut porter cette prétention devant «
la Cour suprême ou (le) Conseil d'État .
Deuxième opération.». L’une et l’autre des juridictions
supérieures peuvent, si elles le jugent utile, « renvo(yer) » la question
devant la Cour constitutionnelle .
111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
111
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
102
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
C. La clarté .
Si les trois filtres ont bien fonctionné, si le tri s’est opéré
correctement, le travail de la Cour constitutionnelle va s’en trouver
facilité. J’ose dire : simplifié ou épuré .
Le filtre ne doit pas s’envisager uniquement sous l’aspect
quantitatif — moins de dossiers soumis au juge constitutionnel —.
Il doit aussi être compris sous un angle qualitatif — plus de dossiers
intéressants, parce qu’ils touchent à l’essence même du droit
constitutionnel, spécialement au régime des droits et des libertés ,—
Le juge constitutionnel ne va pas s’embarquer dans la discussion
de questions de détail. Il n’est pas tenu de répondre, parfois
laborieusement, à un ensemble d’arguties. Le filtrage clarifie le débat
constitutionnel. Il permet d’aller à l’essentiel. La délibération puis la
décision n’en seront que plus importantes .
Avantage non négligeable. Le fait même pour une affaire d’avoir
été décantée permet au juge constitutionnel de rendre une décision
qui soit claire, qui soit lisible, qui soit cohérente. En l’occurrence, le
juge constitutionnel est aussi en mesure de faire œuvre pédagogique.
Il éduque le citoyen en même temps qu’il éclaire les juristes, y
compris les magistrats et les avocats, sur le sens qu’il convient de
donner à quelques-unes des dispositions les plus significatives de la
Constitution. Il prévient aussi les autorités législatives et
réglementaires des risques qu’elles courent à ne ps respecter les
dispositions de la Constitution .
100
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
103
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
Je sais que des solutions sont parfois esquissées pour vaincre ces
réticences : la sollicitation d’une deuxième délibération du juge de
renvoi, l’organisation d’un droit d’évocation au profit du juge
constitutionnel ou l’aménagement d’un droit de recours contre la
décision de non-renvoi 15. Ces suggestions peuvent paraître utiles
mais elles sortent de l’épure du droit positif. Pour être concrétisées,
elles devraient faire l’objet d’une révision de la Constitution .
En guise de conclusion, je voudrais m’adresser aux avocats. A
deux points de vue, au moins.
1- L’avocat, ce n’est pas lui qui filtre. Mais c’est lui le « lanceur
d’alerte », comme on dit aujourd’hui. C’est lui qui attire l’attention du
juge du fond sur le problème de constitutionnalité. C’est lui qui
fournit l’argumentaire qui milite en faveur ou à l’encontre du renvoi.
C’est lui, en définitive, qui est l’initiateur du procès constitutionnel .
C’est une lourde responsabilité. Je le dis souvent. A mon sens,
l’avocat engage sa responsabilité professionnelle s’il ignore l’article
195 de la Constitution, s’il ne saisit pas l’opportunité qu’offre un
renvoi à la Cour constitutionnelle, s’il ne décèle pas, dans un dossier
concret, la question de constitutionnalité qui mériterait pourtant
d’être posée.
L’avocat doit désormais acquérir le réflexe constitutionnel. Il ne
doit pas seulement être le spécialiste du droit familial, le spécialiste
du droit de l’urbanisme ou le spécialiste du droit des assurances. Il
doit, de gré ou de force, devenir, en même temps, un spécialiste de
101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
101
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
Marges :
1- «Pour une juridiction constitutionnelle en Belgique », in Actualité du contrôle
juridictionnel des lois, Bruxelles, Larcier, 1973.
2- Voy. le dossier réalisé par l’Annuaire international de justice constitutionnelle sous la
direction de M . FATIN-ROUGE STEFANINI, « Le rôle du juge constitutionnel dans le filtrage
des questions de constitutionnalité : étude comparée, AIJC, 2011, p. 11 s.
3- C. HOREVOETS, « Les modifications relatives au contentieux préjudiciel à la Cour
d’arbitrage », in La Cour d’arbitrage vingt ans après —Analyse des dernières réformes (dir. A.
Rasson-Roland, D. Renders et M. Verdussen), Bruxelles, Bruylant, 2004, p. 261 .
4- F. DELPEREE et A. RASSON-ROLAND, La Cour d’arbitrage, Bruxelles, Larcier, 199X, coll.
Répertoire notarial.
5- M.-F. RIGAUX et B. RENAULD, La Cour constitutionnelle, Bruxelles, Bruylant, 2008 .
6- M. VERDUSSEN et D. DE BRUYN, « La procédure préliminaire devant la Cour d’arbitrage »,
Revue belge de droit constitutionnel, 1996, p. 295 ; A. RASSON-ROLAND et M.
VERDUSSEN, « Le rôle de la Cour constitutionnelle belge », Annuaire international de justice
constitutionnelle, 2011, p. 21 .
7- S’il devait apparaître à ce stade que la question préjudicielle est manifestement sans objet,
il est fait rapport à la Cour. Celle-ci peut alors décider de mettre fin à l’examen de l’affaire,
sans autre acte de procédure, par un arrêt dans lequel la question est déclarée non fondée »
(l. sp., art. 72, al. 3). L’on ne perdra pas de vue non plus l’article 26 de la loi spéciale sur la
Cour constitutionnelle. Le juge a quo procède lui-même à des opérations de filtrage. Il n’est
pas tenu de poser une question préjudicielle s’il est incompétent pour connaître de l’affaire
ou lorsque l’action dont il est saisie n’est pas recevable. Il s’abstiendra également d’interroger
la Cour constitutionnelle si celle-ci a déjà statué sur une question ou un recours ayant un
objet identique. Adde : C. HOREVOETS et P. BOUCQUEY, Les questions préjudicielles à la
Cour d’arbitrage, Bruxelles, Bruylant, 2001, p. 44 ; M. VERDUSSEN, « Les lois manifestement
inconstitutionnelles », in Liber amicorum Robert Andersen, Bruxelles, Bruylant, 2009, p. 909 .
8- La révision constitutionnelle du 23 juillet 2008 introduit l’article 61-1 et modifie l’article
62 de la Constitution : « Lorsque, à l'occasion d'une instance en cours devant une juridiction,
il est soutenu qu'une disposition législative porte atteinte aux droits et libertés que la
Constitution garantit, le Conseil constitutionnel peut être saisi de cette question sur renvoi du
Conseil d'État ou de la Cour de cassation qui se prononce dans un délai déterminé. Une loi
organique détermine les conditions d'application du présent article.»
0200/37 جملة احملامي عدد
107
LES FILTRES DE LA JUSTICE CONSTITUTIONNELLE
En 2009, je prends la parole devant l’Assemblée nationale française et je défends, avec
vigueur, l’instauration de la QPC. Je prends l’exemple belge pour dissiper les craintes qui
étaient nourries dans l’espace parlementaire et dans l’espace juridictionnel (rapport J.-L.
Wachsmann, n° 1898, fait au nom de la Commission des lois constitutionnelles, de la
législation et de l’administration de la République sur le projet de loi organique relatif à
l’application de l’article 61-1 de la Constitution, 3 septembre 2009). J’ai constaté avec plaisir
que le message comparatif était bien passé. La QPC fonctionne en France à partir du 1er mars
2010.
9- Const., art. 195, al. 1er : « La Cour constitutionnelle peut être saisie d'une exception
d'inconstitutionnalité sur renvoi de la Cour suprême ou du Conseil d'Etat, lorsque l'une des
parties au procès soutient devant une juridiction que la disposition législative ou
réglementaire dont dépend l'issue du litige porte atteinte à ses droits et libertés tels que
garantis par la Constitution ».Article 195, al. 2 : « Lorsque la Cour constitutionnelle est saisie
sur le fondement de l'alinéa ci-dessus, sa décision est rendue dans les quatre (4) mois qui
suivent la date de sa saisine. Ce délai peut être prorogé une seule fois de quatre (4) mois au
maximum, sur décision motivée de la Cour, notifiée à la juridiction de renvoi»
10- Règlement fixant les règles de fonctionnement du Conseil constitutionnel, tel que
modifié le 17 octobre 2019, art. 29, al. 1 et 2 : « Le Conseil constitutionnel se prononce par
décision, sur la disposition législative, objet de l’exception d’inconstitutionnalité. Le Conseil
constitutionnel peut, lorsqu’il se prononce sur l’inconstitutionnalité de la disposition
législative, objet de l’exception, évoquer d’autres dispositions législatives lorsque celles-ci
ont un lien avec la législative, objet de l’exception .»
11- Les trois juges pourraient évidemment n’être que deux si la question de
constitutionnalité est évoquée, pour la première fois, devant le juge de renvoi .
12- Th. SANTOLINI, Les parties dans le procès constitutionnel, préface F. Delpérée, Bruxelles,
Bruylant, 2010, p. 116 .
13- M. FATIN-ROUGE STEFANINI, AIJC, 2011, p. 12.
14- AIJC, 2011, p. 21 .
15- A. VIDAL-NAQUET, “Le rôle du Conseil constitutionnel français”, AIJC, 2011, p. 52.
101
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
يشكل املحامي نقطة الانطالق ألاولى في أي مسعى يهدف إلى فرض احترام
مبدأ سمو الدستور وحماية الشرعية الدستورية من أي اعتداء محتمل عليها
بمناسبة العمل التشريعي ،وذلك من خالل املبادرة بإطالق أول إجراء نحو
مسعى لتطبيق جزاء "بطالن العمل التشريعي" الذي يخرق هذا املبدأ ،ممثال
في الدفع بعدم الدستورية أمام الجهات القضائية.
تم تكريس دور مهنة الدفاع في حماية الشرعية الدستورية وسمو
الدستور بموجب التعديل الدستوري لسنة 1 6102الذي يعتبر محطة مهمة
من محطات إصالح نظام الرقابة على دستورية القوانين املقرر في دستور
،2 0992تجلت من جهة بإصالح صورة الرقابة السياسية ،من خالل توسيع
حق إخطار املجلس الدستوري إلى النواب ،ومن جهة أخرى إقرار آلية للرقابة
الشعبية على دستورية القوانين اصطلح على إلاشارة إليها بـ "الدفع بعدم
الدستورية" ،3وهي صنف للرقابة البعدية تتم مباشرتها بعد إصدار النص
املشتبه في عدم دستوريته ودخوله حيز النفاذ ،وتباشر بطريق الدفع الفرعي
في إطار دعوى أمام الجهات القضائية .4
يقتض ي اضطالع املحامي بالدور املنتظر منه في تفعيل هذا إلاجراء املهم
للرقابة على دستورية القوانين إدراك روح وفلسفة هذا إلاجراء ،وبكونه مقررا
جملة احملامي عدد 0200/37
901
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
932
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
939
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
ذاته ،في حين تبين بأن الدفع بعدم الدستورية هو دفع فرعي مرتبط بدعوى
أصلية في املوضوع ويتعلق بحقوق ومصالح خاصة ألحد طرفي النزاع .15
-2املحاميالوكيلفيإجراءالدفعبعدمالدستورية:
مما سبق ،تتضح خصوصية تدخل املحامي في مباشرة إجراء الدفع
بعدم الدستورية ،بكونه يتمتع بسلطة تمثيل في هذا إلاجراء ،أو أنه يباشر
سلطة تمثيل الغير أمام الجهة التي يمارس أمامها هذا الدفع ،وهي مسألة "ال
تطرح في شروط الدعوى بل بمناسبة شرعية الخصومة" ،16وتكيف
بوصفها "صفة إجرائية" تثبت قانونا ملن ينوب عن أي من طرفي الدعوى في
ً
مباشرة إجراءات الخصومة ،دون أن يكون طرفا في النزاع الدائر حول الحق
املدعى به.
ولهذا ،فصفة املحامي في إجراء الدفع بعدم الدستورية تثبت له من
الصالحية املعترف بها قانونا في تمثيل مصالح املتقاضين والدفاع عنهم أمام
مختلف الجهات القضائية ،طبقا للقانون املنظم ملهنة املحاماة ،17وهو
معفى في هذا إلاطار من تقديم سند توكيل .18
تطرح في املقابل إشكالية أخرى تتعلق بمدى اشتراط حصول املحامي
على الاعتماد لدى املحكمة العليا ومجلس الدولة ،والتي قد تبدو مسألة
بديهية للوهلة ألاولى ،بحكم أن إجراء الدفع بعدم الدستورية يمكن أن
ينتهي ،بعد إثارته على مستوى جهة قضاء املوضوع ،بإرساله إلى املحكمة
العليا أو مجلس الدولة ،19ويكون من املنطقي القول حينها بأن متابعة
املحامي املعني للنظر في إلاجراء ،وإمكانية تقديم مالحظاته املكتوبة بهذا
الخصوص ،يقتض ي اعتماده للمرافعة أمام جتهي القضاء املذكورتين.
غير ّأن إثارة الدفع ذاته أمام جهات قضاء املوضوع التي ال يشترط
القانون ضرورة التمثيل للمرافعة أمامها بمحام معتمد لدى املحكمة العليا
930
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
ومجلس الدولة ،يبقى ممكنا بالنسبة للمحامي املعتمد لدى املجلس ،لكن
يتوقف تمثيله للطرف املعني على هذا املستوى فحسب.
ثانيا-اختصاصالجهةالقضائيةبتلقيالدفعبعدمالدستورية:
يرتبط إجراء الدفع بعدم الدستورية بممارسة أحد أطراف الخصومة
لحقه في الدفاع عن مصالحه أمام الجهة القضائية التي يطرح أمامها النزاع،
ومن شأن صدور قرار املحكمة الدستورية بعدم دستورية النص التشريعي أو
التنظيمي أن يمكنه من تحقيق مصلحة ذاتية خاصة في النزاع املذكور ،إلى
جانب ما يترتب عنه من تحقيق مصلحة عامة بالنسبة ملجموع املتقاضين في
النزاعات املماثلة مستقبال.
تمت إلاشارة إلى الجهة القضائية املتلقية إلجراء الدفع بعد الدستورية
بعبارة عامة " ...أمام جهة قضائية ،"...مما يعني انصراف الوصف إلى كل جهة
قضائية تابعة لوالية قضاء املحكمة العليا ،وكل جهة قضائية تابعة لوالية
مجلس الدولة.
أ -الجهاتالقضائيةالتابعةلواليةاملحكمةالعليا:القضاءالعادي
تعتبر جهة اختصاص لتلقي الدفع بعد الدستورية كل جهة للحكم تابعة
للقضاء العادي ،إلى جانب جهات التحقيق الجزائي.
-1جهاتالحكمالتابعةللقضاءالعادي:
يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام هذه الجهات في أية مرحلة تكون
عليها الدعوى في املوضوع ،ويمكن التمييز في ذلك بين هذه الجهات بالنظر إلى
درجة التقاض ي التي تكون عليها الخصومة.
/1-1جهةقضاءالدرجةألاولى:
ويقصد بها املحكمة ،وتتلقى هذه ألاخيرة الدفع بعدم الدستورية خالل
سير الدعوى في مرحلتها الابتدائية ،أو بمناسبة طعن باملعارضة ،أو بالتماس
933
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
931
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
931
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
املادة 10/16من القانون العضوي على أنه " إذا تمت إثارة الدفع بعدم
الدستورية أثناء التحقيق الجزائي ،تنظر فيه غرفة الاتهام".
ب-الجهاتالقضائيةالتابعةلواليةمجلسالدولة:القضاءإلاداري
تثبت صفة الطرف في املحاكمة أمام جهة قضائية للمتقاضين أمام
جهات القضاء الخاضعة للنظام القضائي إلاداري ،باعتبارها جهة قضاء
موضوع ،تنظر في املنازعات وتصدر أحكاما للفصل فيها .ويتوزع عمل جهات
القضاء التابعة لوالية مجلس الدولة على ثالثة مستويات بما فيها مجلس
الدولة ذاته.
-1املحاكمإلادارية:
تدعى أيضا باملحاكم إلادارية الابتدائية ،وهي جهة قضاء الدرجة ألاولى
وجهة الوالية العامة في املنازعات إلادارية ،27يثار الدفع بعدم الدستورية
أمامها في إطار السير الابتدائي للقضايا على مستواها ،أو بمناسبة طعن
باملعارضة أو بالتماس إعادة النظر أو اعتراض الغير الخارج عن الخصومة.
-2املحاكمإلاداريةلالستئناف:
تمت إلاشارة لهذا الهيكل الجديد من هياكل القضاء إلاداري ألول مرة في
املادة 079من دستور سنة ،28 6166وتم تكريسها كجهة استئناف في املادة
إلادارية بمقتض ى أحكام القانون رقم 17-66املتضمن التقسيم القضائي 29
في املادة 11منه ،بإنشاء ست محاكم إدارية لالستئناف .31
ويثار الدفع بعدم الدستورية أمام املحاكم إلادارية لالستئناف إما للمرة
الثانية بعد إثارته ألول مرة أمام املحكمة إلادارية الابتدائية ،ويخضع في ذلك
لنفس إلاجراءات املقررة لحالة قرار رفض إرسال الدفع بعدم الدستورية أمام
املحكمة الابتدائية والاعتراض عليه بمناسبة الطعن باالستئناف ،31أو بعد
إحالة من مجلس الدولة بعد النقض ،كما قد تتم إثارته للمرة ألاولى أمام
931
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
937
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
/6دمحم بوسلطان ،إجراء الدفع بعدم الدستورية :آفاق جزائر جديدة ،مجلة املجلس
الدستوري ،العدد ( 6107-11عدد موضوعاتي يتعلق بالدفع بعدم الدستورية) ،ص 00.
/0أوكيل دمحم أمين ،عن دور القضاء في تفعيل آلية الدفع بعدم الدستورية في الجزائر:
دراسة مقارنة بالنموذج الفرنس ي ،حوليات جامعة الجزائر ،0العدد ،06الجزء الثاني/
،010 ص ،6101 جوان
ttps://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/18/32/2/56449
/1الحكم املشابه لإلجراء في املادة 0-20الدستور الفرنس ي:
Article 61-1 : Lorsque, à l'occasion d'une instance en cours devant une
juridiction, il est soutenu qu'une disposition législative porte atteinte aux droits
et libertés que la Constitution garantit, le Conseil constitutionnel peut être saisi
de cette question sur renvoi du Conseil d'État ou de la Cour de cassation qui se
.prononce dans un délai déterminé
https://www.legifrance.gouv.fr/loda/article_lc/LEGIARTI000019241077,
.visualisé le 06/06/2022 à 21 :30h
/1م 10/091 .من الدستور مرسوم رئاس ي رقم 116-61مؤر في 01ديسمبر 6161يتعلق
بإصدار التعديل الدستوري املصادق عليه في استفتاء أول نوفمير سنة 6161في الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ج .ر عدد 16مؤر في 01ديسمبر
6161؛ املادة 16من القانون العضوي رقم 02-01مؤر في 16ديسمبر 6101يحدد شروط
وكيفيات تطبيق الفع بعدم الدستورية ،ج.ر عدد 11مؤر في 11سبتمبر .6101
/2أوكيل دمحم أمين ،مرجع سبق ذكره ،ص 011.
/7م 11 .من القانون رقم 19-11مؤر في 61فبفري 6111يتضمن قانون إلاجراءات
املدنية وإلادارية ،ج .ر .عدد 60مؤر في 60أبريل 6111.
/1أوكيل دمحم أمين ،مرجع سبق ذكره ،ص 012
/9أوكيل دمحم أمين ،مرجع سبق ذكره ،ص 011
/01املادة 101ق .إ .م .إ" :تمثيل الخصوم أمام املجلس القضائي من طرف محام وجوبي
تحت طائلة عدم قبول الاستئناف ،ما لم ينص هذا القانون على خالف ذلك.
ال يكون تمثيل ألاطراف بمحام وجوبيا في مادة شؤون ألاسرة واملادة الاجتماعية
بالنسبة للعمال.
جملة احملامي عدد 0200/37
931
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
تعـفى الـدولة والواليـة والبـلدية واملؤسـسات العمـومية ذات الصبغة إلادارية من
التمثيل الوجوبي بمحام".
/00املادة 10/12من القانون العضوي رقم 02-01املؤر في 16سبتمبر 6101يحدد
شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية ،ج ر عدد 11مؤر في 11سبتمبر 6101.
/06تقدم النيابة العامة الفرنسية آرائها بشأن كل الحاالت املتعلقة بإثارة مسألة ألاولوية
الدستورية :QPC
Art. 23-1./2 « Devant une juridiction relevant de la Cour de cassation,
lorsque le ministère public n'est pas partie à l'instance, l'affaire lui est
communiquée dès que le moyen est soulevé afin qu'il puisse faire connaître son
avis. LOI organique n° 2009-1523 du 10 décembre 2009 relative à l'application
،de l'article 61-1 de la Constitution
https://www.legifrance.gouv.fr/jorf/id/JORFTEXT000021446446/ le
.06/06/2022 à 21 :42h
/00ال يتصور أن يكون من مصلحة النيابة العامة إثارة هذا الدفع ،لم يسجل واقع
املمارسة في التجربة الفرنسية تقديم النيابة العامة أي مسألة باألولوية الدستورية؛ أوكيل
دمحم أمين ،مرجع سبق ذكره ،ص 011.
" /01ال يمكن أن يثار الدفع بعدم الدستورية تلقائيا من طرف القاض ي" ،ونفس الحكم
تقرره املادة 60من القانون العضوي رقم 0160-6119الفرنس ي الصادر تطبيقا لنص
املادة 0-20من الدستور الفرنس ي:
Art. 23-1./1 : Un tel moyen peut être soulevé pour la première fois en
.cause d'appel. Il ne peut être relevé d'office
/01أوكيل دمحم أمين ،مرجع سبق ذكره ،ص 011.
/02عبد السالم ديب ،قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية الجديد ترجمة للمحاكمة
العادلة ،موفم للنشر ،الجزائر ،6102ص 71.
/07قانون رقم 17-00مؤر في 69اكتوبر 6100يتضمن تنظيم مهنة املحاماة ،ج .ر .عدد
11مؤر في 01أكتوبر 6100.
/01املادة 12قانون 17.-00
/09م 10/19 .من القانون العضوي رقم 02.-01
جملة احملامي عدد 0200/37
931
دور احملامي يف الدفع بعدم الدستورية أمام قاضي املوضوع
/61م 10/10 .من القانون العضوي رقم " :02-01ال يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية
أمام محكمة الجنايات الابتدائية".
/60م 16/10 .و 10من القانون العضوي 02.-01
/66م 021 .ق.إ.م.إ.
/60املادة 16/19من القانون العضوي 02.-01
/61املادة 16/16من القانون العضوي 02.-01
/61حسب م 007 .مكرر .0من ألامر رقم 011-22ممض ي في 11يونيو ،0922يتضمن
قانون إلاجراءات الجزائية ،ج .ر .عدد 11مؤر في 01يونيو ،0922معدل ومتمم.
/62م 170 .من قانون إلاجراءات الجزائية.
/67املادة 111ق.إ.م.إ.
" /61يمثل مجلس الدولة الهيئة املقومة ألعمال املحاكم إلادارية لالستئناف واملحاكم
إلادارية والجهات ألاخرى الفاصلة في املواد إلادارية"
/69القانون رقم 17-66املؤر في 11ماي 6166يتضمن التقسيم القضائي ،ج .ر عدد 06
مؤر في 01ماي 6166.
/01املادة " :11تحدث ست ( )2محاكم إدارية لالستئناف تقع مقراتها بالجزائر ووهران
وقسنطينة وورقلة وتامنغست وبشار".
/00املادة 16/19من القانون العضوي 02.-01
/06املادة 910ق.إ.م.إ.
912
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
مقدمة:
أنشئت املحكمة الدستورية بموجب التعديل الدستوري لسنة 0202وهي
مؤسسة مستقلة مكلفة بضمان احترام الدستور ،تعمل على ضبط سير
املؤسسات ونشاطات السلطات العمومية في الدولة ،وتحدد قواعد عملها ،وقد
حلت محل املجلس الدستوري ،وهي التسمية التي أقرها دستور ،)3(3691
حيث تبنى املؤسس الدستوري فكرة الرقابة السياسية متأثرا بالنظام الفرنس ي
من خالل دستور الجمهورية الخامسة ( ،)0()3691غير أنه لم يجد تطبيقه على
أرض الواقع ،بسبب تعليق العمل به ،ليبقى هناك فراغ قانوني إلى غاية صدور
دستور ،3699والذي لم تتضمن كذلك أحكامه التأسيس لجهاز يعهد له رقابة
دستورية القوانين ،ليكتفي املؤسس الدستوري بالنص على الرقابة السياسية
والرقابة الشعبية ( ،)1ليتم بعدها تكريس مبدأ الرقابة على دستورية القوانين
من جديد في كل من دستوري ،)4(3616و ،)9(3669
وتجدر إلاشارة إلى أن املؤسس الدستوري في ظل التعديل الدستوري لسنة
،0239تبنى آلية جديدة وهي الدفع بعدم الدستورية كإجراء يمكن أطراف
النزاع الدفع بعدم دستورية حكم تشريعي ينتهك الحقوق والحريات ،أما الجهات
القضائية ،وهو ما نصت عليه املادة ،)9(311وتكريسا لهذا املبدأ صدر القانون
العضوي رقم ،)9( 39-31الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع عم
الدستورية.
141
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
إن إنشاء املحكمة الدستورية كمؤسسة مستقلة ،يعد نقلة نوعية في
ّ
النظام القانوني ،ولبنة جديدة في إطار البناء املؤسساتي ،وقد مكن إلاعالن عن
ميالد املحكمة الدستورية ،الانتقال من أسلوب الرقابة السياسية على دستورية
القوانين والتي كانت تمارس من طرف املجلس الدستوري ،إلى أسلوب الرقابة
القضائية على دستورية القوانين املعمول به في كثير من ألانظمة الدستورية
املقارنة ،والذي تتواله املحاكم الدستورية،
خول املؤسس الدستوري ،املحكمة الدستورية ،إمكانية وفي هذا إلاطار ّ
إخطارها بالدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من املحكمة العليا أو مجلس
الدولة ،عندما يدعي أحد ألاطراف في املحكامة ،أمام جهة قضائية أن الحكم
التشريعي أو التنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك حقوق وحرياته التي
يضمنها الدستور(.)1
وبذلك فإن إقرار هذا الاجراء ،يعد خطوة إيجابية في مسار تفعيل الرقابة
الدستورية الالحقة ،وتحقيق العدالة الدستورية وحماية حقوق ألافراد
وحرياتهم ألاساسية ،على غرار ما هو معمول به في العديد من ألانظمة
الدستورية والقانونية املقارنة ،يتسنى بموجبها لكل من له صفة ،الدفع بعدم
دستورية حكم تشريع أو تنظيمي عن طريق الادعاء أمام القضاء ،أن القانون
الذي يطبق على النزاع املعروض أمامه يمس بالحقوق والحريات التي يكفلها
الدستور ،ما يستوجب تحرك الرقابة الدستورية للبت في دستوريته ،ويعد هذا
الاجراء كآلية للمراجعة الالحقة للمنظومة القانونية ،بغرض تحقيق انسجام مع
مضمون الدستور في إطار حماية الحقوق والحرايات(.)6
بالنظر لألهمية الكبيرة التي أوالها التعديل الدستوري لسنة ،0202
خاصة ما تعلق منها بموضوع إجراء الدفع بعدم دستورية ألاحكام التشريعية
والتنظيمية ،ودورها الفعال في ضمان سمو الدستور من جهة ،وحماية الحقوق
والحريات من جهة أخرى ،من هذا املنطلق يمكن أن نطرح إلاشكالية التالية:
140
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
143
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
القانون العضوي السالف الذكر؛ فقاض ي املوضوع ال يمكنه إثارة وسيلة الدفع
من تلقاء نفسه بحجة امتناعه عن البت بدعوى عدم مطابقة النص القانوني
لقواعد و أحكام الدستور ،ألن ذلك يعد امتناعا و إنكارا للعدالة ،في حين تنص
املادة 0من القانون العضوي 39/31املؤرخ في 20سبتمبر ،0231املتعلق
بشروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية ،على أنه يمكن إثارة الدفع
بعدم الدستورية في كل محاكمة أمام الجهات القضائية الخاضعة للنظام
القضائي إلاداري والعادي ،كما يمكن أن يثار هذا الدفع للمرة ألاولى أمام
هيئات الاستئناف وفي أثناء الطعن بالنقض ،وذلك من قبل أحد أطراف
الدعوى ،في حالة ما إذا ادعى أن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع
ينتهك حقوق وحرياته املحمية بموجب الدستور ،ألامر الذي يفهم منه أن
طبيعة هذا الدفع تكتس ي طابعا يجعلها من متعلقات النظام العام.
كما نصت املادة 29من القانون العضوي 39/31السالف الذكر على أن
الدفع بعدم الدستورية ال بد أن يقدم تحت طائلة عدم القبول بمذكرة مكتوبة
ومفصلة ومسببة ،بمعنى إذا لم يكن مكتوب ومفصل ومسبب ،ال يقبل هذا ّ
الدفع ،وهذا دليل على مدى حرص املشرع على الحفاظ على املركز القانوني
وحقوق وحريات الخصم ،ألن أهم شروط الدعوى عموما هي املصلحة ،لذلك
على صاحب الدفع تقديم كافة الدالئل الكتابية ،و يشترط لقبول الدفع بعدم
الدستورية أن يتوافر للمدعي بها مصلحة قانونية وشخصية مباشرة ،والتى تعنى
أن يكون قد أصابه ضرر فعلى من جراء تطبيق النص التشريعى غير الدستورى
عليه ،على أن تفصل الجهة القضائية فورا بقرار مسبب في إرسال الدفع إلى
املحكمة العليا أو مجلس الدولة ،بعد استطالع رأي النيابة العامة أو محافظ
الدولة وفق نص املادة 29من القانون العضوي ،وهذا إلاجراء باعتقادي ألن
النيابة العامة هي ممثل الحق العام؛ كما يتم إرسال الدفع إذا تم استيفاء
الشروط املذكورة في املادة 21من القانون العضوي .)31( 39/31أما بخصوص
144
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
آلاجال فإن قرار إرسال الدفع إلى املحكمة العليا أو مجلس الدولة يوجه مع
ّ
عرائض ألاطراف ومذكراتهم خالل 32أيام من صدوره ،ويبلغ إلى ألاطراف وال
يكون قابال ألي طعن ،ويبلغ قرار رفض إلارسال إلى املعنيين طبقا للمادة 26من
القانون العضوي السالف الذكر.
ثالثا :ألاحكام املطبقة في اجراء الدفع بعدم الدستورية
إن املحكمة العليا ومجلس الدولة هما الجهتان القضائيتان ألاعلى درجة،
لذلك فضال عن كونهما تضطلعان بضمان توحيد الاجتهاد القضائي في جميع
أنحاء البالد والسهر على احترام القانون ،تتميزان بتراك ــم ت ــجربة قان ــونية
وقضائية تمكنهما من لعب دورهما كمصفاة أخيرة ملدى تأسيس الدفع بعدم
الدستورية قبل إحال ــته أو عدم إحالته إلى املجلس الدستوري الذي هو
القاض ي الوحيد لدستورية القوانين (.)34
املطبقة أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة -1ألاحكام ّ
نصت املادة 31من القانون العضوي السالف الذكر على أنه تفصل
املحكمة العليا ومجلس الدولة في إحالة الدفع إلى املجلس الدستوري ( )39في
بدء من تاريخ استالم إلارسال ،وتتم إلاحالة ( )39إذا تم استيفاء أجل شهرين ً
الشروط الواردة في نص املادة ، 21ويوجه قرار إلارسال إلى الرئيس ألاول
للمحكمة العليا أو رئيس مجلس الدولة حسب الحالة طبقا للمادة .)39( 39
كما نصت املادة 39على أن يرسل القرار املسبب من طرف املحكمة العليا
أو مجلس الدولة إلى املجلس الدستوري مرفقا بمذكرات وعرائض ألاطراف.
ومن خالل املادة 31يتم إرجاء املحكمة العليا أو مجلس الدولة للفصل إلى
غاية الفصل في مسألة الدفع بعدم الدستورية .هذا ويتم إعالم الجهة القضائية
التي أرسلت الدفع حسب نص املادة 36بقرار املحكمة العليا أو مجلس الدولة
ويبلغ لألطراف في أجل 32أيام من تاريخ صدوره؛ وإذا لم يتم الفصل في الدفع
141
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
من طرف املحكمة العليا أو مجلس الدولة ُيحال تلقائيا إلى املجلس الدستوري
وفق املادة 02من القانون العضوي السالف الذكر.
-2ألاحكام ّ
املطبقة أمام املحكمة الدستورية
ليس من السهل معالجة ألاحكام التي تطبق أمام املجلس الدستوري
وبالتالي إلاجراءات ،في غياب اكتمال الترسانة القانونية لتطبيق الدفع بعدم
سيما الجزء الخاص باألحكام التي تتضمن قواعد املجلس الدستورية ،ال ّ
الدستوري التي يعود إعدادها حسب الدستور للمجلس الدستوري نفسه
(.)31
نصت املادة 316من التعديل الدستوري )36( 23/39على أن املجلس
الدستوري يتداول في جلسة مغلقة ويعطي رأيه أو يصدر قراره في ظرف 12يوم
من تاريخ إلاخطار ،وعندما يخطر في إطار املادة 311املتعلقة بالدفع بعدم
الدستورية فيصدر قراره خالل 24أشهر التي تلي تاريخ إلاخطار ،حيث يمكن
تمديدها مرة واحدة ملدة أقصاها 24أشهر كذلك ،بناء على قرار مسبب من
املجلس يبلغ إلى الجهة القضائية صاحبة إلاخطار (.)02
هذا ونصت املادة 03من القانون العضوي 31/39على أن املجلس
الدستوري يعلم رئيس الجمهورية ورئيس غرفتي البرملان والوزير ألاول ،حيث
يمكن لهذه ألاطراف أن تقدم مالحظاتها بهذا الشأن ،وتكون جلسة املجلس
علنية طبقا للمادة ،00ويبلغ قراره إلى الجهة القضائية املعنية.
رابعا :إبرازأهمية املحامي في إثارة الدفع بعدم الدستورية
إن الهدف من استحداث آلية الدفع بعدم الدستورية هو ضمان حقوق
إلانسان والحريات ألاساسية ،لذلك فإن املحامي يعتبر ركيزة أساسية يقوم
عليها الحق في محاكمة عادلة ،لذلك فإنه يلعب دورا أساسيا في إثارة الدفع
بعدم الدستورية من خالل متابعته للملف أمام الجهات القضائية وطرح كل
املسائل التي من شأنها حماية حقوق املتقاضين.
141
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
كما أن املحامي الذي يحرص على ضمان حقوق املتقاضين فإنه يستعمل
كل الوسائل القانونية والحجج املمكنة والتي بواسطتها يضمن حماية حقوق
املتقاضين ،وقد حدد القانون رقم 39-31املؤرخ في 0سبتمبر ،0231شروط
وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية ،والذي يمكن أن يثار خالل كل مراحل
التقاض ي.
وفي هذا السياق ،فقد نصت املادة 0من القانون 29-31على أن إثارة
الدفع بعدم الدستورية يمكن أن يتم في كل محاكمة أمام الجهات القضائية
الخاضعة للنظام العادي والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي
إلاداري ،من قبل أحد أطراف الدعوى الذي يدعي أن الحكم التشريعي الذي
يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور.
.3لم يبين املشرع الجزائر فيما إذا كان املذكرة التي يقدمها أطراف
الدعوى في حال إجراء الدفع بعدم الدستوري ،توقع من قبل املحامي أم ال ،غير
أنه في أغلب ألانظمة املقارنة تشترط تحت طائلة البطالن عدم توقيع املحامي.
.0تكريس ملبدأ سمو الدستور" ،الحق في الدفاع معترف به"
(م 399من دستور )0202
.1حق ألافراد في تقديم في إثارة الدفع بعدم الدستورية بناء على دعوى
مرفوعة كأسلوب غير مباشر في إثارة الدفع مما يعد تكريس لحق ألافراد في
تقويم املنظومة القانونية
.4تكريس لدولة الحق والقانون
.9ضمان لحماية حقوق وحريات ألافراد
.9تعزيز لدور املواطنة
ثانيا :من له حق اثارة الدفع بعدم الدستورية()21
بقراءة نصوص القانون العضوي رقم 39-31املؤرخ في 20سبتمبر 0231
املتعلق بشروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية ،عمال بنص املادة 20
147
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
منه ،يتضح أن أنه يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية من قبل أحد أطراف
الدعوى الذي يدعي أن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك
الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور ،وذلك في كل محاكمة أمام الجهات
القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي والجهات القضائية الخاضعة
للنظام القضائي إلاداري.
كما وسعت نفس املادة من مجال الدفع بنصها على إمكانية إثارتها للمرة
ألاولى في الاستئناف أو الطعن بالنقض.
خامسا :الشروط ممارسة الدفع ودوراملحامي في ابرازها
تضمنت أحكام القانون العضوي 39-31املشار إليه أعاله على جملة من
الشروط الواجب توفرها إلثارة عملية الدفع بعدم الدستورية من خالل املادتين
29و 21منه باإلضافة إلى الشرطين املذكورين في املادة 20من نفس القانون
والتي اشترطت أن يرفع الدفع من أحد أطراف النزاع وأن يكون الحكم التشريعي
املطعون فيه يتضمن انتهاك الحقوق والحريات.
وبالتالي يمكن استخالص الشروط الواجب توفرها لقبول الدفع بعدم
الدستورية في نوعين :شروط شكلية (الفقرة ألاولى) وشروط موضوعية (الفقرة
الثانية)
.Iالشروط الشكلية لقبول الدفع بعد الدستورية
تعد املادة 29من القانون العضوي رقم 39-31املؤرخ في 20سبتمبر 0231
املتضمن تحديد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية ،الذي جاء
تطبيقا ألحكام الفقرة الثانية من املادة )00(311من التعديل الدستوري لعام
،0239املفتاح لكل آلية الدفع بعدم الدستورية( ،)01حيث جاءت نصت املادة
،29الفصل الثاني من القانون العضوي 39-31لتحدد الشروط الشكلية
الواجب توفرها في املذكرة التي يقدم بموجبها أحد املتقاضين ،الدفع بعدم
الدستورية للجهات القضائية تحت طائلة عدم قبولها ،ويتضح بأنها تتضمن
141
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
141
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
ج -التسبيب:
يقصد بالتسبيب ،بيان وتعليل أن الحكم التشريعي أو التنظيمي املثار
بمناسبته الدفع بعدم الدستورية ،مقنعا ومستفيضا ،يبين أوجه خرق
الدستور في مجال الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور ،مما يمكن الجهة
القضائية مراقبة جدية الدفع املثار أمامها.
ثانيا :الشروط املوضوعية لقبول الدفع بعدم الدستورية (:)22
نصت املادة 21من القانون العضوي 39-31الذي يحدد شروط وكيفيات
تطبيق الدفع بعدم الدستورية ( )06على ثالثة شروط املوضوعية التي يجب أن
يستوفيها الدفع بعدم الدستورية ،وال تحيل الجهة القضائية التي أثير أماها
الدفع إلى الجهة العليا ،إال العرائض التي تتوفر فيها الشروط املنصوص عليها في
نص املادة 1من القانون العضوي رقم 39-31السالف الذكر ،وهي كالتالي:
-1أن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن
يشكل أساس للمتابعة:
يشترط في قبول الدفع بعدم دستورية الحكم التشريعي أو (التنظيمي())12
أن يكون مطبقا على موضوع النزاع ألاصلي ،أي مرتبط بالنزاع أثناء املحاكمة،
وال يقبل الدفع الذي يوجه ضد حكم تشريعي أو تنظيمي ال يتوقف عليه مآل
النزاع ،بعبارة أخرى ال يمكن طلب إجراء دفع لنص قانوني غير مطبق وغير
مستند عليه في الدعوى.
– 2أال يكون الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور
من طرف املجلس الدستوري باستثناء تغيرحال الظروف:
إن النصوص التشريعية التي سبق للمجلس الدستوري (سابقا) املحكمة
الدستورية حاليا ،أن راقب مدى دستوريتها سواء عن طريق آلية الرقابة القبلية
أو الرقابة البعدية بواسطة الدفع بعدم الدستورية ،وصرح بأنها مطابقة
للدستور ،ال يمكن أن يطعن فيها مرة أخرى ،بأنها مخالفة للدستور عن طريق
112
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
الدفع بعدم الدستورية ،أي عدم امكانية عرض مسألة مدى دستورية نص
تشريعي أو تنظيمي ( )13سبق الفصل في مدى دستوريته من عدمه.
-3شرط الجدية في الدفع بعدم الدستورية:
يرتبط مفهوم الجدية ،أن يكون هدف الدفع موضوعيا ويستند إلى مبررات
حقيقة ،حيث أن املشرع الجزائري لم يحدد معايير حاسمة تحدد ما إذا كان
الدفع جديا من عدمه ،وبالتالي فهي مسألة موضوعية يقدرها القاض ي الذي
طرحت أمامه القضية ألاصلية ،حيث يكتفي القاض ي بالتصريح أنه ثمة شك في
امكانية تضمن الحكم التشريعي (أو التنظيمي بموجب دستور )0202املعترض
عليه ،أنه يحتمل فعال التصريح بعدم دستوريته مما يجعل الدفع املثار
جديا( ،)10وفي هذا إلاطار أشار املجلس الدستوري سابقا في رأيه( )11املتعلق
بمطابقة القانون العضوي الذي يحدد شوط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم
الدستورية ،للدستور ،أن "تقتض ي أن يتقيد القضاة ،عند ممارسة صالحياتهم
بالحدود التي تسمح فقط بتقدير مدى توفر الشرط املنصوص عليها في املادة 6
من القانون العضوي ،موضوع الاخطار ،دون أن يمتد ذلك إلى تقديرهم
لدستورية الحكم التشريعي املعترض عليه".......
الخاتمة:
ّإن آلية الدفع بعدم الدستورية ،هي إحدى الوسائل لتحريك الدعوى
الدستورية ،أقرتها غالبية الدول في أنظمتها التشريعية ،بهدف حماية الحقوق
والحريات املكفولة دستوريا ،ويختلف هذا املبدأ باختالف ألانظمة السياسية،
من حيث طبيعتها قد تكون الرقابة الدستورية عن طريق الدفع بعدم
الدستورية ،تعهد لجهاز دستوري ذا طبيعة سياسية ،وقد تكون عن طريق
هيئة قضائية.
إن مبدأ الدفع بعدم الدستورية ،آلية جديدة في النظام القانوني
الجزائري ،بموجبها يتم إخطار املجلس الدستوري سابقا (املحكمة الدستورية
111
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
حاليا) ،بطريق غير مباشر من طرف املتقاض ي ،بناء على إحالة من مجلس
الدولة أو محكمة العليا ،للدفاع عن الحقوق أو الحريات املكفولة في الدستور.
إن آلية الدفع بعدم الدستورية هي وسيلة لتحقيق غاية مزدوجة تتمثل في
حماية مبدأ سمو الدستور من جهة وضمان وحماية الحقوق والحريات التي
يكفلها الدستور لألفراد ،تكريسا لألمن القانوني وتنقية النظام القانوني من
النصوص التشريعية املخالفة للدستور
املصادرواملراجع:
املصادر:
-دستور 3691للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
-دستور 3699للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الصادر بموجب ألامر
69-99مؤرخ في 12ذي القعدة عام 3169املوافق 00نوفمبر ،3699يتضمن إصدار
دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،الععد .64
-دستور 3616للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر بموجب املرسوم
الرئاس ي رقم 31-16املؤرخ في 00رجب عام 3426املوالف 01فبراير سنة ،3616يتعلق
بنشر نص تعديل الدستور املوافق عليه في استفتاء 01فبراير سنة ،3616في الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية ،العدد .6
-دستور 3669للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الصادر بموجب املرسوم
الرئاس ي رقم ،411-69مؤرخ في 29سبتمبر سنة ،3669يتعلق بإصدار نص التعديل
الدستور ،املصادق عليه في استفتاء 10نوفمبر سنة ،3669الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 99
-دستور 0239للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
-دستور 0202للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الصادر بموجب مرسوم
رئاس ي رقم 440-02مؤرخ في 39جمادى ألاولى عام 3440املوافق 12ديسمبر سنة ،0202
يتعلق بإصدار التعديل الدستوري ،املصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ،0202في
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد .10
110
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
-قانون عضوي رقم 39-31مؤرخ في 00ذي الحجة عام 3416املوافق 0سبتمبر سنة
،0231يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية ،الصادر بتاريخ 9سبتمبر
،0231بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد .94
-قانون رقم 26-21املؤرخ في 31صفر عام 3406املوافق 09فبراير سنة ،0221
يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية .إلاجراءات املدنية وإلادارية،
-رأي املجلس الدستوري رقم /21 :ر.ق.ع/م.د 31/املؤرخ في 20أوت 0231املتعلق
بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم
الدستورية للدستور( الجريدة الرسمية العدد 94الصادرة بتاريخ 29سبتمبر .)0231
املراجع:
-د.سالمي عبد السالم ،و بن دراج على إبراهيم طالب دكتوراه ،مقال بعنوان
"املجلس الدستوري في الجزائر ،تشكسلته واختصاصاته في مجال الرقابة الدستورية على
ضوء التعديل الدستوري لسنة ،"0239املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والاقتصادية،
املجلد ،91العدد ،3الصفحات من .391-303
تحدد شروط وكيفيات تطبيق هذه الفقرة بموجب قانون عضوي".
-سامية سمري ،مداخلة بعنوان "اختصاصات املحكمة الدستورية في مجال الدفع
بعدم الدستورية ،"،تم إلقائها بمناسبة املتلقى الدولي حول " املحكمة الدستورية ودورها في
بناء الجزائر الجديدة" ،يومي 29و 29أفريل ،0203منشور في العدد 0203- 39من مجلة
املجلس الدستوري ،ص .362
-دمحمي روابحي ،الاجراءات املطبقة أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة في مادة الدفع
بعدم الدستورية ،الندوة الوطنية حول الدفع بعدم الدستورية ،الجزائر ،33 ،32 ،ديسمبر
،0231ص .21
-الوافي عبد الرزاق ،طالب دكتوراه كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الوادي،
مقال بعنوان "قرأة في القانون العضوي رقم 39-31يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع
بعد الدستورية" ،منشور بمجلة الصدى للدراسات القانونية والسياسية ،املجلد الثاني
العدد ،3مارس ،0202الصفحات.31-396 ،
-د .عبد القادر عدو ،و ط.د مراد زوايد ،مقال بعنونان" ،شروط ممارسة الدفع بعد
الدستورية أمام الجهات القضائية ،دراسة تحليلية مقارنة بين القانون الجزائري والفرنس
113
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
واملصري" ،منشور بمجلة املعارف ،جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،املجلد 39العدد 0
الصفحات .109-132
-الرقابة الالحقة على دستورية القوانين في القانون املقارن ،تقرير ملكتب تونس التابع
للمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية ،أملانيا ،د ت،
-املوقع الالكتروني:
https://www.wikiwand.com/arدستور_الجزائر
الهوامش :
- 3املادة 91منه تنص على مايلي“ :يتألف املجلس الدستوري من الرئيس ألاول
للمحكمة العليا ورئيس الغرفتين املدنية وإلادارية في املحكمة العليا ،وثالث نواب يعينهم
املجلس الوطني الشعبي وعضو يعينه رئيس الجمهورية” .ومن املعلوم أن هذا املجلس لم
يشكل ليمارس نشاطه ،املصدر ،دستور_الجزائر https://www.wikiwand.com/ar
- 0د.سالمي عبد السالم ،و بن دراج على إبراهيم طالب دكتوراه ،مقال بعنوان
"املجلس الدستوري في الجزائر ،تشكسلته واختصاصاته في مجال الرقابة الدستورية على
ضوء التعديل الدستوري لسنة ،"0239املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والاقتصادية،
املجلد ،91العدد ،3الصفحات من 391.-303
- 1أنظر املواد من 69إلى ،321دستور ،3699الصادر بموجب ألامر 69-99مؤرخ في
12ذي القعدة عام 3169املوافق 00نوفمبر ،3699يتضمن إصدار دستور الجمهورية
الجزائرية الديمقراطية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
العدد 64.
- 4أنظر الباب الثالث :الرقابة واملؤسسات الاستشارية ،الفصل ألاول الرقابة ،املواد
من 390إلى 396من دستور ،3616الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم 31-16املؤرخ في
00رجب عام 3426املوالف 01فبراير سنة ،3616يتعلق بنشر نص تعديل الدستور
املوافق عليه في استفتاء 01فبراير سنة ،3616في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،العدد 6.
- 9دستور ،3669الصادر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ،411-69مؤرخ في 29
سبتمبر سنة ،3669يتعلق بإصدار نص التعديل الدستور ،املصادق عليه في استفتاء 10
نوفمبر سنة ،3669الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد
،99لتفاصيل أكثر ،انظ ولد أحمد تنهنان ،تشكيلة املجلس الدستوري الجزائري على ضوء
جملة احملامي عدد 0200/37
114
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
111
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
- 34دمحمي روابحي ،الاجراءات املطبقة أمام املحكمة العليا ومجلس الدولة في مادة
الدفع بعدم الدستورية ،الندوة الوطنية حول الدفع بعدم الدستورية ،الجزائر،33 ،32 ،
ديسمبر ،0231ص 21.
- 39في انتظار صدور القانون العضوي املتعلق الدفع بعدم الدستورية ،تماشيا مع
أحكام الدستور الجديد لسنة 0202
- 39تأخذ إلاحالة ثالثة أشكال :الشكل ألاول هو إلاحالة العادية ،حيث يتلقى املجلس
الدستوري إلاحالة طبقا ألحكام املادة رقم 39 :من القانون العضوي 39/31في حالة قبول
ّ
املحكمة العليا أو مجلس الدولة الدفع ،وذلك بقرار معلل مصحوب بمذكرات وعرائض
ألاطراف ،أما الشكل الثاني لإلحالة فيكون في حالة إنقضاء ألاجل املحدد للمحكمة العليا أو
أقرت املادة 02من مجلس الدولة للفصل في الدفع وإحالته للمجلس الدستوري ،حيث ّ
القانون العضوي السالف الذكر أنه في حالة عدم فصل املحكمة العليا أو مجلس الدولة
في آلاجال املنصوص عليها في املادة ، 31يحال الدفع بعدم الدستورية تلقائيا إلى املجلس
الدستوري ،رغم عدم إشارة القانون العضوي إلى كيفية معالجة إلاحالة التلقائية التي ربما
تركها لقواعد عمل املجلس الدستوري ،الذي تدارك ذلك في رأيه حول رقابة دستورية
وفسر حالة إلاحالة التلقائية القانون العضوي 39/31حيث تحفظ على املادة رقمّ 02 :
بضرورة إرسال الجهة القضائية العليا املعنية مللف الدفع إلى املجلس الدستوري؛ أما
الشكل الثالث من إلاحالة هو حالة رفض املحكمة العليا أو مجلس الدولة إلاحالة أين
يقتض ي ذلك إرسال نسخة من القرار املسبب املتضمن الرفض الصادر عن أحدهما إلى
املجلس الدستوري وجاء هذا في رأي املجلس الدستوري عند رقابته لدستورية الفقرة 0من
املادة رقم 31من القانون العضوي السالف الذكر .دمحم ضيف ،املرجع السابق ،ص .29
-راجع كذلك رأي املجلس الدستوري رقم /21 :ر.ق.ع/م.د 31/املؤرخ في 20أوت
0231املتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق
الدفع بعدم الدستورية للدستور (الجريدة الرسمية العدد 94الصادرة بتاريخ 29سبتمبر
.)0231
- 39جاء ذلك على غرار ما أقره املشرع الفرنس ي وبعض البلدان الافريقية والذي
حصر إلاحالة للمجلس الدستوري في املحكمة العليا ومجلس الدولة ،خالفا ملا هو مقرر في
دول أخرى كإسبانيا التي يمكن فيها للمتقاض ي إخطار املحكمة الدستورية ،وكذا بلجيكا أين
111
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
يمكن لقاض ي املوضوع ممارسة هذا إلاخطار أو إلاحالة .دمحم ضيف ،املرجع السابق ،ص
24.
- 31دمحم ضيف ،املرجع السابق ،ص 21.
- 36التعديل الدستوري لسنة 0239
- 02راجع املادة رقم 316من التعديل الدستوري . 23/39
- 03املادة 0من القانون العضوي رقم 39-31
- 00بعد التعديل الدستوري لسنة 0202حلت املحكمة الدستورية محل املجلس
الدستوري ،كمؤسسة مستقلة مكلفة بضمان احترام الدستور ،وتعديل نص املادة 311
من دستور ،0239لتصبح املادة 369من التعديل الدستوري لسنة ،0202الصادر
بموجب مرسوم رئاس ي رقم 440-02مؤرخ في 39جمادى ألاولى عام 3440املوافق 12
ديسمبر سنة ،0202يتعلق بإصدار التعديل الدستوري ،املصادق عليه في استفتاء أول
نوفمبر سنة ،0202في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
العدد . 10
- 01تنص املادة " 29يقدم الدفع بعدم الدستورية ،تحت طائلة عدم القبول،
بمذكرة مكتوبة ومنفصلة ومسببة ".
- 04تنص املادة " 29يقدم الدفع بعدم الدستورية ،تحت طائلة عدم القبول،
بمذكرة مكتوبة ومنفصلة ومسببة " ،القانون العضوي 39-31مؤرخ في 00ذي الحجة عام
3416املوافق 0سبتمبر سنة ،0231يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم
الدستورية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،عدد 94.
- 09املادة 6من قانون رقم 26-21املؤرخ في 31صفر عام 3406املوافق 09فبراير
سنة ،0221يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية .إلاجراءات املدنية وإلادارية،
- 09الوافي عبد الرزاق ،طالب دكتوراه كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
الوادي ،مقال بعنوان "قرأة في القانون العضوي رقم 39-31يحدد شروط وكيفيات تطبيق
الدفع بعد الدستورية" ،منشور بمجلة الصدى للدراسات القانونية والسياسية ،املجلد
الثاني العدد ،3مارس ،0202الصفحات31.-396 ،
- 09راجع الرأي رقم /21ر.ق.ع/م.د 31/مؤرخ في 02ذي القعدة عام 3416املوافق 0
غشت سنة ،0231يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات
117
احملامي ضامن للحقوق و احلريات أمام احملكمة الدستورية
تطبيق الدفع بعدم الدستورية ،للدستور ،الصدر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،عدد 94.
- 01أنظر املادة 1من القانون العضوي رقم 39-31السلف الذكر.
- 06تنص املادة 21من قانون العضوي "" 39-31يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية
إذا تم استيفاء الشروط آلاتية:
-أن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل أساس
املتابعة.
-أال يكون الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من طرف
املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف.
-أن يتسم الوجه املثار بالجدية ".
- 12تم إضافة الحكم التنظيمي بمناسبة التعديل الدستوري لسنة 0202.
- 13تم إضافة الحكم التنظيمي بمناسبة التعديل الدستوري لسنة 0202.
- 10د .عبد القادر عدو ،و ط.د مراد زوايد ،مقال بعنونان" ،شروط ممارسة الدفع
بعد الدستورية أمام الجهات القضائية ،دراسة تحليلية مقارنة بين القانون الجزائري
والفرنس واملصري" ،منشور بمجلة املعارف ،جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،املجلد
39العدد 0الصفحات 109.-132
- 11رأي رقم /21ر.ق.ع/م.د 31/مؤرخ في 02ذي القعدة عام 3416املوافق 0غشت
سنة ،0231يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق
الدفع بعدم الدستورية ،للدستور ،الصدر بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،عدد .94
111
شروط الدفع بعدم الدستورية
مقدمة:
إن الدفع بعدم الدستورية هو وسيلة دفاع يستعملها أحد أطراف
الدعوى أثناء سريان خصومة قائمة محله الطعن في دستورية حكم تشريعي
يتوقف عليه مآل النزاع الذي يخصه عندما يدعي أنه ينتهك الحقوق
والحريات التي يضمنها الدستور.
إن آلية الدفع بعدم الدستورية استحدثها الدستور في التعديل املؤرخ في
6600/60/60في مادته 011والتي كرسها التعديل الدستوري في نوفمبر
6666في مادته 091منه حيث أعطى ألطراف الخصومة القضائية الحق في
منازعة أحكام تشريعية بدعوى أنها تخرق حقوقهم التي يضمنها لهم
الدستور.
وفي 60مارس 6609شرع في تطبيق القانون العضوي املتضمن آلية
الدفع بعدم الدستورية في الجزائر والذي الزال ساري املفعول عمال بنص
املادة 661من الدستور إلى غاية صدور القانون العضوي الجديد املحدد
إلجراءات وكيفيات الاخطار والاحالة املتبعة أمام املحكمة الدستورية (املادة
090من دستور .)6666
تنص املادة 091من دستور نوفمبر 6666على أنه "يمكن إخطار
املحكمة الدستورية بالدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من املحكمة
جملة احملامي عدد 0200/37
951
شروط الدفع بعدم الدستورية
العليا أو مجلس الدولة عندما يدعي أخد ألاطراف في املحكمة أمام جهة
قضائية أن الحكم التشريعي أو التنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع
ينتهك حقوقه وحرياته التي يضمنها الدستور".
وعليه فإن املحكمة العليا ومجلس الدولة هما الهيئتان القضائيتان
اللتان يمكنها إخطار املحكمة الدستورية ومن ثم ال يمكن للمتقاض ي إخطار
املحكمة الدستورية مباشرة.
وسنبرر في مداخلتنا هذه كيفية اتصال املحكمة العليا ومجلس الدولة
بالدفع بعدم الدستورية والشروط الشكلية واملوضوعية التي يتعين على
هاتين الهيئتين التأكد منها لصحة الدفع قبل إخطار املحكمة الدستورية به.
أوال :كيفية اتصال املحكمة العليا ومجلس الدولة بالدفع بعدم
الدستورية:
-0تتصل املحكمة العليا بملف الدفع بعدم الدستورية مباشرة بمناسبة
ممارسة حق الطعن املقرر قانونا في ألاحكام والقرارات الصادرة عن املحاكم
واملجالس ،وعن طريق إرسال الدفع بعدم الدستورية إليها من الجهات
القضائية الدنيا (املحاكم واملجالس) التي توصلت أن الدفع جدي.
-6يتصل مجلس الدولة بالدفع بعدم الدستورية مباشرة باعتباره
قاض ي موضوع وهي الحالة الغالبة على مستوى مجلس الدولة باعتباره جهة
استئناف في قرارات املحاكم إلادارية ،وعن طريق إرسال الدفع بعد
الدستورية من املحاكم إلادارية.
ولهذا الغرض تؤسس هيئة على مستوى املحكمة العليا ومجلس الدولة
للفصل في جدية إرسال الدفع بعدم الدستورية إلى املحكمة الدستورية من
عدمه يرأسها الرئيس ألاول للمحكمة العليا أو مجلس الدولة وإذا تعذر ذلك
فنائب الرئيس وتشكل من رئيس الغرفة املعنية بموضوع الدفع وثالث ()60
962
شروط الدفع بعدم الدستورية
969
شروط الدفع بعدم الدستورية
960
شروط الدفع بعدم الدستورية
963
شروط الدفع بعدم الدستورية
961
شروط الدفع بعدم الدستورية
-3شرط الجدية:
أن يتسم الحكم التشريعي موضوع الدفع بعدم الدستورية بالجدية:
-إن تقسيم طابع الجدية للدفع بعدم الدستورية املنصوص عليه
باملادة الثامنة من القانون العضوي 00/01له أهمية قصوى أمام القضاء
ألنه ال يتمتع بسلطة الرقابة الفعالة على املسألة التي أثبرت وال القوة على
إلغاء القاعدة.
-إن دور قضاة املوضوع واملحكمة العليا في تقدير الجدية لصحة
الدفع بعدم الدستورية هو من الصعوبة بمكان وبالتالي يلعب قضاة املحكمة
العليا دورا هاما في فعالية آلية الرقابة الدستورية على القوانين فمن خالل
تقييم طابع الجدية فإن القضاة يمارسون رقابة ما قبل الدستور ومع ذلك ال
ينبغي أن يتحول تقييم الجدية هذا إلى رقابة دستورية بدال من املحكمة
الدستورية وعليه يجب أن يقتصر دور القضاة على ما هو ضروري
الختصاصهم.
-إن تقدير الجدية متروك للسلطة التقديرية لقضاة املحكمة العليا
وبالتالي يجب عليهم تقييم وتحديد مستوى الشك الذي يمكن أن يزرعه
الدفع بعدم الدستورية في ذهنهم ،وإن املجلس الدستوري في رأيه الصادر
بتاريخ 66أوت 6609بشأن هذه املسألة أبدى تحفظات على السلطة
التقديرية املمنوحة للقضاة في تقييم الجدية للدفع بعدم الدستورية موضحا
أن املشرع لم ينوي إعطاء القضاة هذه السلطة التقديرية مثل تلك املمنوحة
حصرا للمجلس الدستوري.
-وبالتالي فإن التحقيق في جدية املقبولية للدفع بعدم الدستورية من
طرف القاض ي العادي ال يجب أن تتعدى إلى اختصاص القاض ي الدستوري
الذي له السلطة الحصرية للفصل في مدعى دستورية الحكم التشريعي من
عدمه.
جملة احملامي عدد 0200/37
965
شروط الدفع بعدم الدستورية
966
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
تقديم :عمارعباس
عضو املحكمة الدستورية
767
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
761
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
حيث يزيد تضيق أو توسيع هذه الجهات ،حسب ظروف كل دولة وطبيعة
نظامها السياس ي ،لذلك كان املواطن عموما واملتقاض ي خصوصا ،هو الجهة
املحرومة من حق اللجوء إلى القضاء الدستوري.
لقد كان من بين ألاسباب الرئيسية لتضييق جهات تحريك القضاء
الدستوري ،هو دواعي ألامن القانوني ،وذلك بجعل النصوص التشريعية في
منأى من عدم الاستقرار ،بعقلنة الطعون املنصبة على عدم دستوريتها،
ولعل من بين أبرز هذه ألاسباب كذلك هو السيادة البرملانية ،حيث كان
القانون إلى وقت قريب ،خاصة في الدول ألاوربية ،يوصف على أنه تعبير عن
إلارادة العامة ،2وقد نجم عن ذلك ظاهرتي التمركز حول القانون وتقديسه،
غير أن اجتهادات القضاء الدستوري ولئن أكدت على أن القانون هو بالفعل
معبر عن إلارادة العامة ،لكن بشرط احترامه للدستور ،الذي لم يعد نصا
سياسيا ،بل أصبح نصا قانونيا معياريا تتوفر قواعده على خصائص القاعدة
القانونية ،ويترتب على مخالفتها ترتيب جزاء.
كانت طبيعة ألانظمة السياسية التي حكمت معظم الدول ألاوربية خالل
النصف ألاول من القرن العشرين ،إضافة إلى التداعيات السلبية للحربين
العامليتين ألاولى والثانية على حقوق إلانسان ألاساسية ،دافعا ملعظم ألانظمة
السياسية ألاوربية لترقية حقوق إلانسان في دساتيرها ،وتعزيز دور القضاء
الدستوري لحمايتها ،وذلك بانفتاحه على كل من املعارضة واملتقاضين،
بإعطائهم الحق في اللجوء إليه ،للطعن في النصوص التشريعية التي يرون أنها
مخالفة للدستور عموما ،ومنتهكة للحقوق والحريات ألاساسية خصوصا ،مع
وضع شروط صارمة لذلك ،حماية لألمن القانوني.
لقد كانت فرنسا من بين الدول الاوربية القليلة التي كان فيها املتقاض ي
محروما من اللجوء إلى القضاء الدستوري إلى وقت قريب ،قبل أن يمكن من
ذلك بعد محاوالت عديدة ،بمناسبة التعديالت الدستورية لسنة ،3 0222
جملة احملامي عدد 0200/37
761
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
772
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
استثنى املشرع الجزائري على غرار نظيره الفرنس ي إثارة الدفع بعدم
الدستورية أمام محكمة الجنايات ،وسمح به في القضايا الجنائية أمام
قاض ي التحقيق أو الاستئناف والطعن بالنقض ،حتى ال يستغل ذلك من
املتابعين جنائيا لتعطيل سير الدعوى ،9وقد عرف هذا ألامر تطورا في مشروع
القانون العضوي املتعلق بتحديد إجراءات إلاحالة املتبعة أمام املحكمة
الدستورية ،والذي يتيح إمكانية إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام محكمة
الجنايات الابتدائية وأمام محكمة الجنايات الاستئنافية.11
يجب أن يثار الدفع بعدم الدستورية من قبل أحد أطراف الدعوى ،ومن
ثم ال يمكن للقاض ي الذي ينظر في الدعوى ألاصلية ،إثارته من تلقاء نفسه،
علما أن املؤسس الدستوري التونس ي استعمل لفظ الخصوم بدل ألاطراف.
ّ ّ يقدم ّ
الدستورية تحت طائلة عدم القبول ،في مذكرة الدفع بعدم
مكتوبة ومنفصلة ومسببة ،11وفي هذا الصدد اشترط املشرع التونس ي من
ّ ّ ّ ّ جهته تقديم ّ
الدستورية في مذكرة مستقلة ومعللة محررة من الدفع بعدم
قبل محام مرسم لدى التعقيب تحتوي على عرض في بيان أسباب ّ
الدفع مع
مفصل ألحكام القانون املطعون فيها12؛ في حين تسمح إلاجراءات ّ تحديد
املتبعة أمام املجلس الدستوري الفرنس ي بتقديم الدفع سواء من قبل
املتقاض ي أو من خالل محاميه ،هذا ألاخير الذي تخضع الاستعانة به لنفس
إلاجراءات املطبقة على الدعوى ألاصلية ،ففي القضايا التي يتطلب فيها
الاستعانة بمحامي يجب أن يقدم الدفع بعدم الدستورية من قبل محامي،
أما تلك التي ال يشترط فيها وجوده ،فيمكن أن يقدم الدفع من قبل املتقاض ي
نفسه ،وفي كل الحاالت يجب أن يكون الدفع في عريضة منفصلة مكتوبة
ومسببة ،وتشترط الكتابة حتى أمام الجهات القضائية التي ال تتطلب
إلاجراءات أمامها تقديم مذكرات كتابية.
.2أن ينصب الدفع بعدم الدستورية على حكم تشريعي أو تنظيمي13
جملة احملامي عدد 0200/37
777
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
770
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
773
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
771
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
771
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
776
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
777
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
771
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
ينص "على أن ألاحكام موضوع الطعن دستورية أن قرار املحكمة الدستورية ّ
أو غير دستورية" ،46كما وضع حدودا للمحكمة الدستورية ال يمكن
تجاوزها ،بإلزامها بفحص ما طلب منها فقط ،فعند تعهدها تبعا لدفع بعدم
دستورية قانون ،فإن نظرها يقتصر على املطاعن التي تمت إثارتها".47
أما عن النتيجة املترتبة على التصريح بعدم الدستورية ،فقد نص عليها
الدستور الجزائري صراحة معتبرا أن كل نص تشريعي أو تنظيمي قررت
املحكمة الدستورية عدم دستوريته في إطار الدفع بعدم الدستورية ،يفقد
يحدده قرارها ،48وفي نفس السياق فكل قانون أثره ابتداء من اليوم الذي ّ
أو بعض أحكام قانون قضت املحكمة الدستورية التونسية بعدم دستوريته
يتوقف العمل به في حدود ما قضت به،49 في إطار الدفع بعدم الدستوريةّ ،
وقد أضاف املشرع التونس ي أن ذلك يكون في مواجهة الكافة دون أن يكون له
مفعول رجعي على الحقوق املكتسبة أو على القضايا السابق الحكم فيها
بصفة باتة.51
غير أن املشرع التونس ي انفرد بالتمييز بين باقي القوانين والقوانين
الانتخابية ،فهذه ألاخيرة إذا ما أقرت املحكمة الدستورية بعدم دستوريتها،
يتوقف العمل باألحكام موضوع الطعن في حق الطاعن دون سواه ،بداية من
تاريخ صدور قرار املحكمة الدستورية ،ويتوقف العمل بأحكام القانون الذي
أقرت املحكمة عدم دستوريته انطالقا من الانتخابات املوالية.51
يالحظ مما سيق ،أنه سواء تعلق ألامر بفقدان القانون ألثره أو توقف
العمل به ،فإن النتيجة واحدة ،وهي تنحيته من النظام القانوني وتنقيته
منه ،دون سريانه بأثر رجعي ،حفاظا على ألامن القانوني وحماية للحقوق
املكتسبة ،كما أن قرار جهة القضاء الدستوري يتمتع بحجية مطلقة،
وبالتالي يختلف ذلك عن النتيجة املترتبة عن الامتناع عن تطبيقه في القضية
771
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
ألاصلية فقط ،أين بكون له أثر نسبي ،كما هو الحال في أسلوب الدفع
باالمتناع املعروف في القضاء الدستوري في الواليات املتحدة ألامريكية.
تجدر إلاشارة إلى أنه بخالف الرقابة السابقة ،أين ينتج قرار جهة
القضاء الدستوري أثره فور صدوره ،فاألمر يختلف بالنسبة للدفع بعدم
الدستورية ،حيث تتمتع بسلطة تقديربة لتحدد تاريخ نفاذ قرارها ،52وهو ما
أكد عليه كل من املؤسس الدستوري الجزائري ،فقرار املحكمة الدستورية
الجزائرية في إطار الدفع بعدم الدستورية يترتب عنه فقدان القانون ألثره من
التاريخ الذي يحدده قرارها ،53بينما لم يشر املؤسس الدستوري التونس ي
لذلك ،واكتفى بالنص على توقف العمل بكل قانون أو بعض أحكام قانون
قضت املحكمة الدستورية بعدم دستوريته في إطار الدفع بعدم الدستورية
في حدود ما قضت به ،وهو ما تضمنه القانون ألاساس ي للمحكمة الذي
أضاف أن ذلك يكون تجاه الكافة دون أن يكون له مفعول رجعي على الحقوق
املكتسبة أو على القضايا السابق الحكم فيها بصفة باتة ،54غير أنه ألزم
املحكمة الدستورية بإعالم املحكمة التي أثير أمامها الدفع بقرارها في أجل
أقصاه سبعة أيام من تاريخ صدوره ،حتى تفصل في النزاع املعروض أمامها
وهو ما قد يفيد إنتاجه ألثره خالل هذه املدة على أقص ى تقدير.55
إن السلطة التقديرية التي تتمتع بها جهة القضاء الدستوري لتحديد
التاريخ الذي ينتج فيه قرارها آثاره في إطار الدفع بعدم الدستورية ،وعلى غرار
ما ذهب إليه املشرع الفرنس ي ،56مرده مراعاة دواعي ألامن القانوني ،وإلعطاء
البرملان فسحة من الوقت إلعداد تشريعات تصحح تلك التي تم إعالن عدم
دستوريتها ،حيث يطلب املجلس الدستوري الفرنس ي من الهيئات القضائية
التوقف عن تطبيق هذه القوانين على النزاعات املعروضة أمامها لغاية
تصحيح الوضع ،وهو ما حاول املجلس ترسيخه في قراراته بعد دخول املسألة
الدستورية ذات ألاولوية حيز النفاذ مباشرة ،57غير أن هذا التوجه قد يترتب
جملة احملامي عدد 0200/37
712
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
717
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
الهوامش
D. Rousseau, La question prioritaire de constitutionnalité, Lextenso éditions, -0
.Paris, 2010, p. 3
-0وهو املبدأ الذي تضمنه املادة 2من إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان واملواطن:
La Loi est l'expression de la volonté générale. Tous les Citoyens ont droit ”-
de concourir personnellement, ou par leurs Représentants, à sa formation. Elle
doit être la même pour tous, soit qu'elle protège, soit qu'elle punisse. Tous les
Citoyens étant égaux à ses yeux sont également admissibles à toutes dignités,
places et emplois publics, selon leur capacité, et sans autre distinction que celle
.”de leurs vertus et de leurs talents
cf., loi constitutionnel N° 74-904 du 29 octobre 1974, J.O, du 29 octobre - 3
1974 p. 11035 ; Loi constitutionnelle n° 2008-724 du 23 juillet 2008 de
.modernisation des institutions de la Ve République
-2لالستزادة حول املسألة الدستورية ذات ألاولوية ،انظر دمحم أتركين ،دعوى الدفع بعدم
الدستورية في التجربة الفرنسية ،إلاطار القانوني واملمارسة القضائية ،الطبعة ألاولى،
(الدار البيضاء ،مطبعة النجاح الجديدة.)0203 ،
-1املادة 091الفقرة ألاولى من دستور الجزائر لسنة .0202
-2املادة 092من دستور الجزائر لسنة ،0202ألكثر تفاصيل حول هذا القانون العضوي،
يراجع دمحم بوسلطان ،إلياس صام ،القانون العضوي 02-02املؤرخ في 0سبتمبر 0202
يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية "مادة مادة" ،مؤلف جماعي ،النشر
الجامعي الجديد ،طبعة .0202
-9تنص املادة 001من دستور الجزائر لسنة 0202على أن "يستم ــر سري ــان مفع ــول
القوانين الت ــي يستوجـب تعديلها أو إلغاؤها وفق أحكام هذا الدستور إلى غاية إلى غاية
إعداد قوانين جديدة أو تعديلها ﰲ أجل معقول".
-أنظر القانون العضوي رقم 02-02املؤرخ في 00ذي الحجة عام 0239املوافق 20
سبتمبر سنة 0202الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية.
-2حول الجهات القضائية وأطراف الدعوى ،أنظر صام إلياس ،املؤلف الجماعي حول
القانون العضوي ، ،02-02مرجع سبق ذكره ،ص .21-32
جملة احملامي عدد 0200/37
710
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
0239 ذي الحجة عام00 املؤرخ في02-02 من القانون العضوي رقم3 أنظر املادة-9
الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم0202 سبتمبر سنة20 املوافق
.الدستورية
cf, Article 23-1 de l’ ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant loi -
organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par… les lois organiques n°
: 2009-1523 du 10 décembre 2009 et n° 2010-830 du 22 juillet 2010
al.1) Devant les juridictions relevant du Conseil d'État ou de la Cour de (
cassation, le moyen tiré de ce qu'une disposition législative porte atteinte aux
droits et libertés garantis par la Constitution est, à peine d'irrecevabilité,
présenté dans un écrit distinct et motivé. Un tel moyen peut être soulevé pour
.la première fois en cause d'appel. Il ne peut être relevé d'office
al.2) Devant une juridiction relevant de la Cour de cassation, lorsque le (
ministère public n'est pas partie à l'instance, l'affaire lui est communiquée dès
.que le moyen est soulevé afin qu'il puisse faire connaître son avis
al.3) Si le moyen est soulevé au cours de l'instruction pénale, la juridiction (
.d'instruction du second degré en est saisie
al.4) Le moyen ne peut être soulevé devant la cour d'assises. En cas (
d'appel d'un arrêt rendu par la cour d'assises en premier ressort, il peut être
soulevé dans un écrit accompagnant la déclaration d'appel. Cet écrit est
.immédiatement transmis à la Cour de cassation
من مشروع القانون العضوي املحدد إلجراءات إلاحالة املتبعة أمام املحكمة01 املادة-02
.الدستورية
20 املوافق0239 ذي الحجة عام00 املؤرخ في02-02 املادة من القانون العضوي رقم-00
. الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم الدستورية0202 سبتمبر سنة
. من القانون ألاساس ي املتعلق باملحكمة الدستورية التونسية11 الفصل-00
املؤلف، الحكم التشريعي، أنظر سعيداني جقجيقة، حول مفهوم الحكم التشريعي-03
،.2219 ص، مرجع سبق ذكره،02-02 الجماعي حول القانون العضوي
713
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
- 02بمعنى كل نص صوت عليه البرملان بأشكاله املختلفة (قانون عادي أو عضوي أو أمر
مصادق عليه من قبل البرملان) ،وبالتالي يستثنى من ذلك ألاوامر التي لم يصادق عليها
البرملان بعد ،واملراسيم والقرارات الفردية ،ألنها تعتبر أعماال إدارية تخضع لرقابة القضاء
إلاداري.
-01تنص املادة 020الفقرة ألاولى من دستور الجزائر لسنة 0202على أن":يمارس رئيس
الجمهورية السلطة التنظيمية في املسائل غير املخصصة للقانون" ،علما أن املؤسس
الدستوري حدد على سبيل الحصر امليادين التي يشرع فيها البرملان سواء بقوانين عادية أو
عضوي في املادتين 039و 022و في مواد متفرقة من الدستور.
-02حول الاعتراض على حكم تشريعي يتوقف عليه مآل النزاع ،أنظر مسعود شيهوب،
املؤلف الجماعي حول القانون العضوي ،02-02مرجع سبق ذكره ،ص .033-002
-09الفصل 12من القانون ألاساس ي عدد 12لسنة 0201مؤرخ في 3ديسمبر 0201يتعلق
باملحكمة الدستورية.
-02حول مفهوم الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور ،أنظر كايس الشريف ،الحكم
التشريعي ،املؤلف الجماعي حول القانون العضوي ،02-02مرجع سبق ذكره ،ص .22-12
-09أنظر املادة 091من دستور الجزائر لسنة ،0202
-02أنظر الفصل 003من دستور تونس لسنة 0202؛ نص الفصل 12من القانون
ألاساس ي للمحكمة الدستورية التونسية على أن"للخصوم في القضايا املنشورة في ألاصل
دستورية القانون املنطبق على النزاع" ،وأضاف الفصل 11 ّ أمام املحاكم أن يدفعوا بعدم
ّ ّ
على أن الدفع بعدم الدستورية"يقدم بمقتض ى مذكرة ...تحتوي على عرض في –بيان
الدفع مع تحديد ّ
مفصل ألحكام القانون املطعون فيها" . أسباب ّ
-00الفصل ألاول من القانون ألاساس ي للمحكمة الدستورية التونسية.
.cf, CC n°71-44 DC du 16 juillet 1971, Liberté d’association -00
" -03املبادئ ذات القيمة الدستورية وهي ال توجد في نص معين ،ولكن تستخلص من روح
القوانين..ألاهداف ذات القيمة الدستورية وهي عبارة عن توجهات أو خيارات سياسية
واجتماعية" ،ألامين شريط مكانة البرملان الجزائري في اجتهاد املجلس الدستوري ،مرجع
سبق ذكره ،ص .01
-02أنظر قرار املجلس الدستوري املؤرخ في 02أوت 0929حول قانون الانتخابات.
-01أنظر قرار املجلس الدستوري املؤرخ في 32أوت 0929حول القانون ألاساس ي للنائب.
جملة احملامي عدد 0200/37
711
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
على أنه" تشكل هذه0202 جاء في الفقرة ألاخيرة من ديباجة الدستور الجزائري لسنة-02
من الدستور التونس ي021 الديباجة جزءا ال يتجزأ من هذا الدستور"؛ ونص الفصل
ّ ؛ على أن"توطئة هذا الدستور جزء ال0202 لسنة
.يتجزأ منه
Article 23-2 de l’ ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant loi -09
organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par… les lois organiques n°
2009-1523 du 10 décembre 2009 et n° 2010-830 du 22 juillet 2010 : (al.1) La
juridiction statue sans délai par une décision motivée sur la transmission de la
question
prioritaire de constitutionnalité au Conseil d’État ou à la Cour de cassation.
: Il est procédé à cette transmission si les conditions suivantes sont remplies
La disposition contestée est applicable au litige ou à la procédure, ou °0
؛constitue le fondement des poursuites
Elle n’a pas déjà été déclarée conforme à la Constitution dans les motifs °0
et le dispositif d’une décision du Conseil constitutionnel, sauf changement des
؛circonstances
.La question n’est pas dépourvue de caractère sérieux °3
" تكون قرارات املحكمة الدستورية نهائية وملزمة: على أن1 الفقرة092 تنص املادة-02
."لجميع السلطات العمومية والسلطات إلادارية والقضائية
"يخضع القانون: على أن0202 من دستور الجزائر لسنة3 الفقرة022 تنص املادة-09
". ملراقبة مطابقته للدستور من طرف املحكمة الدستورية، قبل إصداره،العضو ّي
" يخطر رئيس: على أن0202 من دستور الجزائر لسنة0 الفقرة020 تنص املادة-32
على أن تفصل فيها في،الجمهورية وجوبا املحكمة الدستورية بشأن دستورية هذه ألاوامر
".) أيام القادمة لتوافق عليها02( أجل أقصاه عشرة
.0202 من دستور الجزائر لسنة0 الفقرة092 املادة-30
.0202 من دستور الجزائر لسنة3 الفقرة092 املادة-30
.0202 الفقرة ألاولى من دستور الجزائر لسنة091 املادة-33
Article 23-4 de l’ ordonnance n° 58-1067 du 7 novembre 1958 portant loi -32
organique sur le Conseil constitutionnel, modifiée par … les lois organiques n°
0200/37 جملة احملامي عدد
711
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
716
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
717
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
املجلس مبكرا بعد إنشاءه بمناسبة رقابته للنظام الداخلي للجمعية الوطني سنة ،0919
وهي طريقة ليست حكر على املجلس الدستوري الفرنس ي بل استعملها قبله القضاء
الدستوري الايطالي والاسباني وألاملاني.
-أنظر حول التحفظات ألامين شريط مكانة البرملان الجزائري في اجتهاد املجلس
الدستوري ،مرجع سبق ذكره ،ص .09
cf, Bachir YELLES CHAOUCHE , LA TECHNIQUE DES RESERVES DANS LA -
JURISPRUDENCEDU CONSEIL CONSTITUTIONNEL ALGERIEN, revue du
conseil constitutionnel, N° 1, 2013, pp. 166-177; Les réserves d’interprétation
émises par le Conseil constitutionnel, Exposé présenté par M. Xavier Samuel,
Chargé de mission au Conseil constitutionnel, a l’occasion de l’ accueil des
nouveaux membres de la Cour de cassation au Conseil constitutionnel le 26
.janvier 2007
-22الفصل 000من دستور تونس لسنة .0202
-29الفصل 003من دستور تونس لسنة .0202
-22املادة 091الفقرة الرابعة من دستور الجزائر لسنة .0202
-29الفصل 003من دستور تونس لسنة .0202
-12الفصل 22من القانون ألاساس ي عدد 12لسنة 0201مؤرخ في 3ديسمبر 0201يتعلق
باملحكمة الدستورية ،كما أضاف املشرع في نفس الفصل على أنه"تبت املحكمة الدستورية
ّ
في املطاعن خالل ثالثة أشهر قابلة للتمديد لنفس املدة مرة واحدة .ويقلص ألاجل املذكور
بالفقرة السابقة إلى خمسة أيام في صورة الدفع بعدم دستورية تشريع انتخابي بمناسبة
ّ
الطعون الانتخابية .كما يقلص ألاجل املذكور إلى ثالثين يوما في صورة الدفع بعدم دستورية
ّ
القوانين املتعلقة باملادتين الجبائية أو الديوانية".
-10الفصل 22من القانون ألاساس ي عدد 12لسنة 0201مؤرخ في 3ديسمبر 0201يتعلق
باملحكمة الدستورية.
-10حول آلاثار املترتبة على القرارات املتعلقة بالفصل في الدفع بعدم الدستورية ،ينظر
الهاشمي براهمي" ،آثار قرار املجلس الدستوري في مجال الدفع بعدم الدستورية" ،مرجع
سبق ذكره.
-13املادة 090الفقرة 0من دستور الجزائر لسنة .0202
جملة احملامي عدد 0200/37
711
االطار الدستوري للدفع بعدم دستورية األحكام التشريعية و التنظيمية
711