You are on page 1of 63

‫كليــة الشـرق األهليــة‬

‫بكالوريوس قانون‬
‫الدفعة (‪)23‬‬
‫بحث تكميلي لنيل درجة بكالوريوس مرتبة الشرف في القانون‬

‫بحث بعنوان ‪:‬‬


‫صورة اإلشتراك الجنائي في القانون السوداني‬

‫إعداد الطالب ‪:‬‬


‫‪ /1‬عبدالرحمن مصطفي‬
‫‪ /2‬عمر إدريس الحاج‬
‫‪ /3‬محمد يعقوب محمد‬
‫إشراف األستاذ‪/‬‬ ‫‪ /4‬همام حسن أحمد‬
‫منتصر محمد سيد أحمد‬

‫جمادي األول‪1444/‬هـ‬
‫نوفمبر ‪2022/‬م‬

‫ا‬
‫االستهالل‬

‫َتَع اَو ُنوا َع َلى اِإْل ْثِم ‪( ...‬‬ ‫َو َتَع اَو ُنوا َع َلى اْلِبِّر َو الَّتْقَو ى َو اَل‬
‫َهَّللا َش ِد يُد اْلِع َقاِب‬ ‫) َو اْلُع ْد َو اِن َو اَّتُقوا َهَّللا ِإَّن‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫سورة المائدة اآلية (‪)2‬‬

‫ب‬
‫اإلهــــداء‬
‫إلي من تحقق بداخلها شالل الرحمة ليسكن في ثنايا جوارحها كل عطاء وتضحية‬
‫فسقتنا من حنانها فزرعت في أنفسنا الثقة والسكينة وحب العلم‬

‫) آمهاتنا الحبيات (‬

‫نهدي هذا الجهد المتواضع إلي النور الذي أضاء لنا الطريق وسط الظلمات وصبر‬
‫الليالي ليشهد هذه اللحظة وناضل في طريقنا بالرعاية حتي قوي العود منا واشتد‬
‫الساعد‬

‫) آبائنا الكرام (‬

‫إلي كل من كانوا عونًا لنا في مسيرتنا‬

‫)إخواننا األعزاء (‬

‫إلي كل من علمنا حرفًا في طريق العلم‬

‫)أساتذتنا األجالء (‬

‫الباحثون‬

‫ج‬
‫الشكر والتقدير‬
‫الشكر أوًال وأخيرًا هلل عّز وجّل الذي بفضله وصلنا إلى هذه المرحلة‬
‫من العلم وأعاننا علي كتابة هذا البحث ثم إلى رسوله الكريم الذي هدانا لقيمة العلم‬
‫والشكر إلي الصرح الشامخ كلية الشرق األهلية‬
‫وخاصة قسم القانون‬
‫وعبارات الثناء وإن عُظمت تظل دومًا عاجزة عن التعبير‬
‫فعزانا أنها تعبر عن عظيم شكرنا لمجهوداتك العمالقة‬
‫كل التحية واالمتنان إلي الدكتور ‪/‬‬
‫منتصر محمد سيد أحمد‬
‫الذي بذل جهده في اإلشراف علينا في هذا البحث بالمتابعة والتوصيات ولم يبخل‬
‫علينا بوقته ليخرج هذا البحث بهذه الصورة‬

‫والشكر موصول إلي مكتبة جامعة كسال ‪ /‬كلية القانون‬

‫الباحثون‬

‫المستخلص‬

‫د‬
‫نس;تخلص من ه;ذا البحث ان الجريم;ة ق;;د يرتكبه;ا ف;;رد واح;د وق;;د يرتكبه;ا أف;;راد متع;ددون فيس;اهم‬ ‫‪-‬‬
‫كل منهم في تنفيذها ‪ ،‬او يتعاون مع غيره علي تنفيذها ‪.‬‬
‫للتمييز بين من يشترك مادي;ًا ومن ال يش;ترك في تنفي;ذ ال;ركن الم;ادي للجريم;ة يس;مي من يباش;ر تنفي;ذ‬ ‫‪-‬‬
‫ال;;ركن الم;;ادي " ش;;ريكًا مباش;;رًا " ‪ ،‬ويس;;مي من ال يباش;;ر التنفي;;ذ ‪ " :‬ش;;ريكًا متس;;ببًا ‪ ،‬ويس;;مي الفع;;ل‬
‫المباش;;ر ‪ :‬االش;;تراك المباش;;ر في الجريم;;ة ‪ ،‬ويس;;مي فع;;ل الش;;ريك المتس;;بب ‪ :‬االش;;تراك المباش;;ر أو‬
‫االشتراك بالتسبب ‪.‬‬
‫البد من توافر شرطين حتي يكون االشتراك الجنائي كامل الدسم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أوًال ‪ :‬أن يتعدد الجناة ‪ ،‬فإذا لم يتعددوا فليس هنالك اشتراك ‪.‬‬

‫ثاني ;ًا ‪ :‬أن ينس;;ب إلي الجن;;اة فع;;ل مح;;رم مع;;اقب علي;;ه ف;;إذا لم يكن الفع;;ل المنس;;وب إليهم معاقب ;ًا علي;;ه‬
‫فليس هن; ;;اك جريم; ;;ة وبالت; ;;الي االش; ;;تراك ال يعت; ;;بر االش; ;;تراك موج; ;;ودًا إال إذا ك; ;;ان بين; ;;ه وبين وق; ;;وع‬
‫الجريمة عالقة السببية المباشرة ‪.‬‬

‫القاعدة في الشريعة أن تعدد الفاعلين ال يؤثر علي العقوبة ال;تي يس;تحقها ك;ل منهم ل;و ك;ان ق;;د ارتكب‬ ‫‪-‬‬
‫الجريم;;ة بمف;;رده ‪ ،‬فعقوب;;ة من اش;;ترك م;;ع أخ;;رين في مباش;;رة جريم;;ة من نفس العقوب;;ة المق;;ررة لمن‬
‫ارتكب الجريمة وحده‪.‬‬

‫ه‬
Abstract
We conclude from this research that the crime may be committed by one
individual and by multiple individuals, each of whom may contribute to its
execution or cooperate with others in its execution.
- In order to distinguish between those who are physically involved and those
who are not involved in the execution of the physical element of the crime,
those who engage in the execution of the physical element are designated as
"direct accomplices," those who do not: "a culpable accomplice, the direct act:
direct participation in the crime, and the act of the culprit: direct participation or
participation in the cause.
- Two conditions must be met in order for criminal participation to be full-fat:
First, there should be a multiplicity of perpetrators; if they are not, there is no
participation.
- The perpetrators are liable to a punishable forbidden act. If the offence is not
punishable, then there is no offence. Therefore, participation is considered to
exist only if it has a direct causal relationship with the perpetrator.
- The rule in the sharia is that the multiplicity of perpetrators does not affect the
punishment which each of them is entitled to if he has committed the crime
alone.

‫و‬
‫فهرس الموضوع‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫االستهالل‬
‫اإلهداء‬
‫الشكر والتقدير‬
‫المستخلص‬
‫‪Abstract‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫المقدمة‬
‫أهداف البحث‬
‫أهمية البحث‬
‫مشكلة البحث‬
‫أسباب اختيار البحث‬
‫أسئلة البحث‬
‫الفصل االول‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف االشتراك الجنائي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اركان جريمة االشتراك‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬شروط االشتراك الجنائي‬
‫الفصـــــل الثــــاني‬
‫المبحث األول ‪ :‬صور االشتراك الجنائي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفرق بين االشتراك بإتفاق واالشتراك بدون اتفاق‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العقوبات المقررة لعقوبة االشتراك‬
‫الفصل الثالث‬
‫المبحث االول ‪ :‬االشتراك في جرائم القصاص‬

‫ز‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬عدم تأثير الفاعل بالظروف الشخصية التي توفر لدي غيره من الفاعلين‬
‫الفصل الرابع‬
‫أوًال ‪ :‬الخاتمة‬
‫ثانيًا ‪ :‬النتائج‬
‫ثالثًا ‪ :‬التوصيات‬
‫المصادر والمراجع‬

‫ح‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫من;;ذ الق;;دم والجريم;;ة ت;;ورق المجتمع;;ات البش;;رية ف;;ان الجريم;;ة ظ;;اهرة باجتماعي;;ة أخ;;ذ ن;;ذوات م;;ع زي;;ارة‬
‫السكان وقد ارتكب الجريمة شخص واحد وقد يساهم معه أخرون بحيث يساهم كل منهم فيها بنصيب بم;;ا‬
‫يقيم مس;;ؤولتهم جميع;ًا عنه;;ا وتمكن أهمي;;ة ال;;درس في ال;;دور الفع;;ال للقاض;;ى من تق;;دير مس;;ؤولية ك;;ل منهم‬
‫الش ;;ركاء وس ;;لطة التقديري ;;ة في تحدي ;;د العقوب ;;ة ‪ ،‬وه ;;دفت الدرس ;;ه الى بي ;;ان أحك ;;ام الش ;;تراك الجن ;;ائى في‬
‫الق;;انون الس;;وداني والوق;;وف على م;;دي مس;;ؤوليه المس;;اهمة في الجريم;;ة وتحدي;;د العق;;اب ‪ ،‬وأ ن الش;;تراك‬
‫الجنائى في الجريمة بقرض المساواة في العقوبة بين الفاعل والشريك كقاعدة عامه ‪.‬أن القانون السوداني‬
‫في الشتراك الجنائى يسمى مشروع (الفاعل)مع غيره (شريكًا) واليعتبر الش;تراك الجن;ائى س;ببًا عام;ًا في‬
‫تش;;ديد العقوب;;ة وتع;;دد الجن;;اه في الجريم;;ة الواح;;ده ه;;و ال;;ذي يم;;يز الش;;تراك الجن;;ائى عن غ;;يره من النظم‬
‫القانونية الخرى مثل تعدد الجرائم والع;وده فالجريم;ة هن;ا نت;اج مس;اهمة أك;ثر من ش;خص لك;ل منهم دوره‬
‫الم;ادى وادارت;ه الجرامي;ه بحيث يعت;بر فع;ل ك;ل ج;ان مكمال لالخ;ر في تحقي;ق العناص;ر المكون;ه للجريم;ة‬
‫ويكون الجمي;ع أص;حاب مش;روع أج;رامي واح;د يس;اهمون في;ه بنس;ب متفاوت;ه وبتح;دد مس;ؤلية ك;ل مس;اهم‬
‫حس;;ب ال;;دور ال;;ذى ق;;ام ب;;ه في تك;;وين الجريم;;ة ‪ ،‬وق;;د نص المش;;روع الس;;وداني على ه;;ذه الموض;;وع في‬
‫المادة (‪ )21-22‬من القانون الجنائى لسنة ‪191‬م على االتى ‪-:‬‬
‫[ اذا ي;;رتكب شخص;;همان أو أك;;ثر جريم;;ة تنفي;;ذًا للتف;;اق جن;;ائي بينهم يك;;ون ك;;ل واح;;د منهم مس;;ؤول عنه;;ا‬
‫كما لو كان قد ارتكبها واحده ويعاقب بالعقوبة المقررة لها ]‬

‫‪1‬‬
‫أهداف البحث ‪-:‬‬
‫من أهداف البحث‬
‫أ‪ /‬تنبيه المجتمع عن الخطورة التى تكون في جريمة الشتراك الجنائي ‪.‬‬
‫ب‪ /‬تسليط الضواء على العقوبات في جريمة االشتراك الجنائي ‪.‬‬
‫ج‪ /‬التعرف على أنواع االشتراك في الجريمة ودرجة المسؤولية في القانون السودتني ‪.‬‬
‫د‪ /‬سرد الجرائم التى يكون فيها االشتراك الجنائي ‪.‬‬
‫ذ‪ /‬تسليط الضواء على مساهمة كل فرد من المشتركين في جريمة االشتراك الجنائي‬

‫أهمية البحث ‪-:‬‬


‫‪ /1‬تتجلى أهمية البحث في أن جريمة االشتراك التقل عن باقي الجرائم في درجة الخطورة ‪.‬‬
‫‪ /2‬تكمن أهمي ;;ة البحث في تعري ;;ف المجتم ;;ع بمفه ;;وم االش ;;تراك الجن ;;ائي والعقوب ;;ة ال ;;تى ت ;;ترتب على ذل ;;ك‬
‫االشتراك ‪.‬‬
‫‪ /3‬تحديد أنواع وسائل االشتراك والمساهمة في االشتراك الجنائي ‪.‬‬

‫مشكلة البحث ‪-:‬‬


‫تتلخص مش; ;;كلة البحث تتمح; ;;ور في كي; ;;ف ع; ;;الج المش; ;;رع الس; ;;وداني مس; ;;ائل االش; ;;تراك في الجريم; ;;ة م; ;;ع‬
‫التشريعات االخرى مبينًا االثار المترتبة على االشتراك في الجريمة وكيف يتم االشتراك الجن;;ائي وم;;اهي‬
‫العقوبات المقررة لالشتراك في ضواء القانون الجنائي السوداني والتشريعات األخرى ‪.‬‬

‫أسباب إختيار البحث ‪-:‬‬


‫ترجع أسباب إختيار لدراسة السباب ذاتية وأخرى موضوعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فاالسبلب الذاتية ‪ :‬تتمحور حول رغبة في التوسع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والتعرف أكثر على موضوع األ شتراك في القانون السوداني‬ ‫‪-‬‬
‫ومن األسباب الموضوعية ‪-:‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظر في مدى تطابق مواد القانون الجنائي السوداني مع القوانين الوضعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعرف أكثر على أنواع المساهمة في جريمة األشترالك ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫توضيع المشتركين وعقوبة كل واحد منهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيف عالج المشرع السوداني مسائل األشتراك وتوضيح العقوبات المقررة لها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أسئلة البحث ‪-:‬‬


‫‪ /1‬ماهو األشتراك في الجريمة وكيف يتم ؟‬
‫‪ /2‬كيف والي أي عالج القانون السوداني مسائل األشتراك الجنائي ؟‬
‫‪ /3‬ماهو األثر الذي يترتب على عدول الشريك ؟‬
‫‪ /4‬هل تتأثر عقوبة الشريك بظروف شريكه ؟‬
‫‪ /5‬ماهى أسباب األباحة التى بموجبها تسقط العقوبة عن الفاعل ؟‬
‫‪ /6‬ماهو أثر ظروف الشريك المباشر على الشريك المتسبب ؟‬

‫‪3‬‬
‫الفصل االول‬
‫يستعرض الباحثون ذلك من خالل ثالث مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف االشتراك الجنائي ‪:‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬اركان جريمة االشتراك‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬شروط االشتراك الجنائي‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف االشتراك الجنائي‬
‫اوال ‪ :‬االشتراك في اللغة ‪:‬‬
‫وردت كلمة االشتراك في اللغة بمعنى الشراكة و المشاركة وهي مشتقة من الشركة أو الشراكة كما ج;اء‬
‫في كتب اللغة من اال شتراك وهو االجتماع والمخالطة‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬اشترك فالنًا في االمر إذا دخل فيه معه‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬االشتراك في االصطالح ‪:‬‬
‫لم يع;;د مع;;نى االش;;تراك في االص;;طالح الفقه;;اء كمع;;نى ق;;ائم بذات;;ه إنم;;ا يفهم من كتاب;;ات بعض الفقه;;اء في‬
‫ذكرهم عقوبة القتل باالشتراك – كما اورد ذلك صاحب تكملة المجموع ‪.‬‬
‫يقول ;;ه ‪ ( :‬وتقت ;;ل الجماع ;;ة بالواح ;;د اذا إش ;;تركوا في قتل ;;ه وك ;;ذلك ج ;;اء في تكمل ;;ة رد المخت ;;ار ‪ :‬واش ;;تراك‬
‫جماعة فما ال يتجز يوجب التكامل ‪.‬‬
‫وجاء في غاية المنتهى ‪( :‬وان اشترك عدد في قتل ال يقاد به البعض لو انفرد ‪).....‬‬
‫وج ;;اء في غاي ;;ة المنتهى ‪( :‬اذا اش ;;ترك العام ;;د والمخطئ فق ;;د ق ;;ال‪ :‬ابن القاس ;;م ال يقت ;;ل العام ;;د اذا ش ;;اركه‬
‫المخطئ)‪)1( .‬‬
‫تعريف االشتراك الجنائي في القانون السوداني ‪-:‬‬
‫عرفه;;ا الق;;انون بان;;ه هي حال;;ة تع;;دد الجن;;اة ال;;ذين ارتكب;;وا نفس الفع;;ل فالجريم;;ة لم تكن ثم;;رة ش;;خص‬ ‫‪-‬‬
‫واح ;;د ولم تكن ولي ;;ده ارادة واح ;;ده وإ نم ;;ا ك ;;انت نتيج ;;ة تع ;;اون بين اش ;;خاص ع ;;ددين لك ;;ل منهم دوره‬
‫المادي وادارته االجرامية ‪.‬‬
‫وكم ;;ا عرفه ;;ا الق ;;انون الهن ;;دي ال ;;تى تقاب ;;ل الم ;;ادة (‪ )78‬من ق ;;انوني ‪1974‬م و‪1983‬م و الم ;;ادة (‪)34‬‬ ‫‪-‬‬

‫الق;;انون الهن;;دي وك;;انت الم;;ادة (‪ )78‬تنص على ‪ " :‬ان;;ه اذا ارتكب ع;;ده اش;;خاص فعًال جن;;ائي تحقيق ;ًا‬
‫لقعد مشترك بينهم جمعًا كان كل منهم مسؤوًال عن ذلك الفعل كما لو كان قد ارتكبه وحدة "‪)2( .‬‬

‫‪ ) ( 1‬االشتراك في القتل وبيان وانواعه واحكامه ‪ ،‬القاضي ‪ :‬أميرة عبد الرازق محمد مختار ص (‪ )101‬رقم االبداع (‪ )2007 /144‬الطبعة‬
‫االولي‬
‫‪ ) (2‬نظرية القانون الجنائي لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬د‪ /‬ياسين عمر يوسف ‪ ،‬ط‪ ، 2‬ص (‪)189‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫اركان جريمة االشتراك‬
‫أوًال ‪ :‬تعريف الجريمة ‪-:‬‬
‫ال يختلف تعريف الجريمة في القانون المعاصر عنها في الشريعة االسالمية ‪ ،‬فالجريمة هي‪-:‬‬
‫وكل فعل أو امتناع نص المشرع عليه جريمة ووضع له عقوبة معينة ‪.‬‬
‫وق ;;د نص الم ;;ادة (‪ )1()3‬من الق ;;انون الجن ;;ائي لس ;;نة ‪ 1991‬ب ;;ان الجريم ;;ة تش ;;مل ك ;;ل فع ;;ل مع ;;اقب علي ;;ه‬
‫بموجب أحكام هذا القانون أو أي قانون اخر ‪.‬‬
‫وتعرف الجريمة في الشريعة االسالمية بأنها محظورات شرعية زجر اهلل عنها بحد أو تعذير ‪.‬‬
‫فالجريمة اذن هي اتيان فعل محرم معاقب على فعله أو تركه‪.‬‬
‫وهذا التعريف يوضح لنا ان عناصر الجريمة هي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الركن المادي ‪ :‬يتمثل في الفعل غير المشروع ‪.‬‬
‫ب‪ /‬الركن المعنوي ‪ :‬يتمثل في القصد الجنائي ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬الركن المادي ‪:‬‬


‫الركن المادي للجريمة هو سلوك اجرامي إيجابيًا أو سلبيًا يسعى عن;;ه ح;;دوث نتيج;;ة ض;;اره عام;;ة‬
‫ك ;;انت أو خاص ;;ة يعتبره ;;ا الق ;;انون ش ;;رطًا موض ;;وعيًا الزم ;ًا للعق ;;اب ‪ ،‬وعندئ ;;ذ تتطلب بالض ;;رورة رابط ;;ة‬
‫موضوعية تربط بين النشاط االجرامي والنتيجة الضارة وهي رابطة السببية‪.‬‬
‫وبناء على ذلك بتكون الركن المادي من عناصر ثالثة هي ‪:‬‬
‫‪ /1‬السلوك االجرامي‪.‬‬
‫‪ /2‬نتيجة الضارة ‪.‬‬
‫‪ /3‬رابطة سببية‪)2( .‬‬

‫أوال ‪ :‬السلوك االجرامي ‪:‬‬

‫‪ ) (1‬القانون الجنائي لسنة ‪1991‬م المادة (‪)3‬‬


‫‪ ) (2‬النظرية العامة للقانون الجنائي لسنة ‪1991‬م د‪ /‬ياسين عمر يوسف ص(‪)81‬‬

‫‪6‬‬
‫الس;;لوك االج;;رامي ه;;و النش;;اط الخ;;ارجي المك;;ون للجريم;;ة والس;;بب في اح;;داث النتيج;;ة الض;;ارة‬
‫بسواء كان ضررها عاما أي يمس كيان المجتمع ام كان ض;;ررها خاص;;ا يقتص;;ر ال;تى على المج;نى علي;ه‬
‫سواء قصد الجنائي احداث النتيجة ام دفعت النتيجة عارضا فال يتوافر للجريمة ركنها المادي م;;الم يت;;وفر‬
‫ذلك ‪ .‬الن الق;انون ال يع;اقب على الني;ات والرغب;ات والش;هوات مج;رده من مظهره;ا الخ;ارجي ب;ل يع;اقب‬
‫على الفعل ايجابيا ام سلبيًا يعد في ذاته جريمة او شروع او اش;;تراك ‪ .‬ويمكن تعري;;ف الس;;لوك االج;;رامي‬
‫بانه ( حركه الجاني االختيارية التى تحدث تأثيرا في العالم الخ;;ارجي او في نفس;;ية الج;;اني ) وه;;ذا س;;لوك‬
‫االج;;رامي يختل;;ف في جريم;;ة عنه;;ا في اخ;;رى ‪ ،‬فه;;و في القت;;ل يتمث;;ل في ازه;;اق روح المج;;ني علي;;ه ‪.‬‬
‫وفي الس;;رقة تتمث;;ل في فع;;ل اختالس م;;ال منق;;ول ممل;;وك للمج;;ني علي;;ه خفي;;ة ‪ ،‬وي;;بين من ه;;ذا االمثل;;ة ان‬
‫السلوك االجرامي هنا يأخذ صفة الفعل االيجابي والذي يتكون من عنص;;رين الحرك;ة العض;;وية ثم ص;;فتها‬
‫اإلرادية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬النتيجة ‪:‬‬
‫والنتيجة هي االثار المادية او النفسية المترتبة على السلوك االجرامي وهي عديد ومتنوع;;ة ولكن‬
‫القانون ال تعنيه كل هذه االثار وانما يعينه بعضها الذي يتمثل فيه االعتداء على المصلحة او الح;;ق ويتهم‬
‫القانون بالنتيجة المباشرة المترتب;ة على الس;لوك االج;رامي ح;تى جريم;ة القت;ل يع;ني الق;انون لوف;اة المج;ني‬
‫علي;;ه دون االث;;ار األخ;;رى ال;;تى ت;;تريب على الس;;لوك االج;;رامي كتش;;ويه الجث;;ة او دفنه;;ا إلخف;;اء جريم;;ة او‬
‫فقد عائلة القتيل مورد رزقها وكذلك في جرائم االشخاص االخرى وجرائم االموال ‪)1( .‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرابطة السببية ‪:‬‬
‫عالق;;ة الس;;بيبة هي الص;;لة ال;;تى ترب;;ط م;;ا بين الفع;;ل والنتيج;;ة وتثبت ان ارتك;;اب الفع;;ل ه;;و ال;;ذي‬
‫ادي الى حدوث النتيجة‪.‬‬
‫واألهمي;;ة القانوني;;ة للعالق;;ة الس;;بيبة أنه;;ا ترب;;ط م;;ا بين عنص;;ري ال;;ركن الم;;ادي ‪ ،‬أي ترب;;ط النش;;اط‬
‫االجرامي ‪ ،‬وهي بذلك تساهم في تحديد نطاق المسؤولية الجنائية بإعتبارها حيث ال تربط النتيج;;ة بالفع;;ل‬
‫ارتباطًا سبيبًا‪.‬‬

‫‪ ) ( 1‬النظرية العامة للقانون الجنائي السودان ‪ ،‬د‪ /‬يس عمر يوسف ‪ ،‬ص ‪85‬‬

‫‪7‬‬
‫واذا اتق;;ف عالق;;ة الس;;بيبة ف;;إن مس;;ؤولية م;;رتكب الفع;;ل تقتص;;ر على الش;;روع اذا ك;;انت الجريم;;ة‬
‫عمدي; ;;ة ‪ ،‬أم; ;;ا إذا ك; ;;انت غ; ;;ير عمدي; ;;ه فال مس; ;;ؤولية فال تع; ;;د عنص; ;;رًا في ال; ;;ركن الم; ;;ادي وش; ;;رطًا لقي; ;;ام‬
‫المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫ومثال على ذلك ‪)1( :‬‬
‫بم;;ا يق;;وم ش;;خص ب;;أطالق ن;;ار على أخ;;ر فيحمي;;ه ‪ ،‬ولكن ش;;اء ه;;روب ه;;ذا األخ;;ير بس;;يارة يص;;اب‬
‫بح;;ادث س;;يارة قات;;ل ‪ ،‬منفص;;ل النتيج;;ة (الم;;وت) على اطالق الن;;ار ‪ ،‬والوض;;ع معي;;ار يح;;دد الرابط;;ة بين‬
‫السلوك والنتيجة واختلفت النظريات الفلسفية الى نظريات عدة ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬الركن المعنوي‪:‬‬


‫ال تق;وم الجريم;;ة بمج;;رد تحق;ق ال;;ركن الم;;ادي حيث يجب ان يت;;وفر له;;ا ال;;ركن المعن;;وي وال;;ركن‬
‫المعن;;وي يض;;م العناص;;ر النفس;;ية للجريم;;ة ويع;;ني ذل;;ك أن الجريم;;ة ليس;;ت كي;;ان مادي;;ا خالص;;ا قوام;;ه العق;;ل‬
‫وآث;;اره ولكن اض;;افة الى ذل;;ك هي كي;;ان نفس;;ي يمث;;ل ال;;ركن المعن;;وي األص;;ول النفس;;ية لمادي;;ات الجريم;;ة‬
‫والس;;يطرة عليه;;ا وال;;ركن المعن;;وي أهمي;;ة أساس;;ية في النظري;;ة العام;;ة للجريم;;ة الن األص;;ل أن;;ه ال جريم;;ة‬
‫بغير وهذا الركب المعنى هو سبيل الشارع إلى تحديد المسؤول عن الجريمة الشخص المعنوي هو س;;بيل‬
‫الش;;ارع عن جريم;;ة وعلم تغم عالق;;ة بين ماديته;;ا ونس;;يتها وه;;ذا ال;;ركن يعت;;بر ض;;مانة العدال;;ة ش;;رطا ألن‬
‫نتحق;;ق العقوب;;ة أغراض;;ها االجتماعي;;ة ف;;الركن المعن;;وي كم;;ا ق;;دمنا ه;;و األص;;ول النفس;;ية لمادي;;ات الجريم;;ة‬
‫والس;;يطرة النفس;;ية عليه;;ا ومن ثم ك;;ان ه;;ذا ال;;ركن في ج;;وهره ه;;و نفس;;ه من ش;;أنها الخل;;ق والس;;يطرة وه;;ذه‬
‫الق;;وة هي (اإلرادة ) ولكن ال;;ركن ال يق;;وم ب;;إرادة أي;;ا ك;;انت وانم;;ا يتطلب الق;;انون فيه;;ا ش;;روطا كي تك;;ون‬
‫معت ;;بره قانون ;;ا اي ذات اهمي ;;ه قانوني ;;ه ويف ;;ترض ال ;;ركن المعنوي ;;ه بع ;;د ذل ;;ك اتج ;;اه االراده على نم ;;و معين‬
‫يح;;دده الق;;انون بالنس;;به لك;;ل جريم;;ه وه;;ذا االتج;;اه مرتب;;ط بمادي;;ات ك;;ل جريم;;ة ه;;و اتج;;اه اليه;;ا وتوص;;ف‬
‫االراده المعتبره المتجهه على هذا النحو بانها اراده اجراميه وهذه االراده جوهر الركن المعنوي ‪.‬‬
‫لقد عبر الش;ارع الس;وداني في ه;ذا الق;انون والق;وانين الس;ابقة على ال;ركن المعن;وي بع;ده تعب;يرات‬
‫في المادة الثالثه من هذا القانون فاعبر عنه (بالقصد) وقص;;د الغش س;;وء القص;;د و(العلم) واالحتم;;ال و(م;;ا‬
‫يحمل على االعتق;اد) ( والنتيج;ة الراجح;ة ) وع;بر عن;ه نافي;ًا بعب;اره (حس;ن الني;ة) ش;رحنا ه;ذه العب;ارة في‬

‫‪ ) ( 1‬البسيط في شرح القانون الجنائي السوداني ‪ ،‬د‪ /‬أمل فائز الكردفاني ‪ ،‬ص ‪10‬‬

‫‪8‬‬
‫المادة الثالثة ونتعرض هنا شرح ال;ركن المعن;وي باعتب;اره القص;;د الجن;ائي في ج;رائم القت;ل باعتباره;ا اهم‬
‫الجرائم وباعتبار ان الركن المعنوي فيما هو القاعدة العامة‪)1(.‬‬
‫القصد الجنائي‪:‬‬
‫وقت تضمنت المادة الثالثة عباره القصد يعني بأن يق;ال عن الش;خص ان;ه س;بب االث;ر قاص;;دًا إذا‬
‫سببه باستخدام وسائل اراد بها تذبيبها او باستخدام وسائل كان وقت استخدامها يعلم انها تسبب ذلك االث;;ر‬
‫او كان لديه ما يحمله على اعتقاد بانها يحتمل ان تسببه‪.‬‬
‫وتح;;دثت الم;;ادة (‪ )130/1‬من ه;;ذا الق;;انون على القت;;ل العم;;د على ان;;ه يع;;د القت;;ل قتال اذا قص;;ده‬
‫الجاني او اذا قص;د الفع;ل وك;ان الم;وت نتيج;ة راجح;ه لفعل;ه وك;ذلك تح;دثت الم;ادة ( ‪ )131/1‬و عن القت;ل‬
‫ش;به العم;د على ان;ه يع;د القت;ل ش;به عم;د اذا تس;بب في;ه الج;اني بفع;ل جن;ائي على جس;م االنس;ان ولم يقص;د‬
‫الجاني القتل ولم يكن الموت نتيجة راجحة لفعله القتل شبه العمد يقابالن القتل العمد والقت;ل الجن;ائي ال;ذي‬
‫ال يبلغ درجه القتل العمد في قانون ‪ 1974‬وما يقابلها‪.‬‬
‫كما نصت المادة (‪ )248‬قانون ‪ 1974‬على انه فيما عد االحوال المبنية في المادة (‪ )249‬يعت;بر‬
‫قتل عمدا في االحوال األتية‪:‬‬
‫اذا كان الفعل الذي سبب الموت قد أرتكب بإحداث الموت ‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫اذا كان مرتكب الفع;ل ع;الم ب;ان الم;وت نتيج;ة راجح;ه بمج;رد نتيج;ة محتمل;ة لفعل;ه او ألي ض;رر‬ ‫ب‪.‬‬
‫جثم;;اني ك;;ان مقص;;ودا احداث;;ه ب;;ذلك الفع;;ل وك;;انت الم;;ادة (‪ )246‬من الق;;انونين الس;;ابقين ونص;;ت‬
‫على ان ك ;;ل من س ;;بب الم ;;وت بفع ;;ل يقص ;;د من ;;ه ان يس ;;بب الم ;;وت او ان يض ;;ر بالجس ;;م ض ;;ررا‬
‫يحتمل ان يسبب الموت او يعلم بانه يحتمل ان يسبب الموت يعد مرتكب من جريمة القتل‪)2(.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫وردت األمثلة التالية على المادة (‪ )246‬بأنه‪ " :‬كل من يسبب الموت بفعل يقصد منه أن يسبب الموت‬
‫أو يضر بالجسم ضررا يحتمل ان يسبب الموت أو يعلم بأنه يحتمل أن يس;;بب الم;;وت يع;;د مرتكب;;ا جريم;;ة‬
‫القتل"‪.‬‬

‫‪ ) (1‬النظرية العامة للقانون الجنائي السوداني لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬يس عمر يوسف ‪ ،‬ص ( ‪) 98 – 97‬‬
‫‪ ) (2‬النظرية العامة للقانون الجنائي السوداني لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪)99‬‬

‫‪9‬‬
‫(ا) يضع عمرو فوق حفرة عصيا وأعشابًا قاصدًا ب;ذلك أن يس;بب الم;وت أو م;ع علم;ه ب;ان الم;وت يحتم;ل ان‬
‫يسبب نتيجة لذلك ويأتي زي;د معتق;دا ان;ه ان االرض ثابت;ه ويم;ر عليه;ا فيس;قط في الحف;رة ويم;وت هن;ا‬
‫يكون عمرو قد ارتكب جريمة القتل‪.‬‬
‫(ب) عمرو يعلم ان زيد مختفي وراء ايكة ولكن بكرًا يجهل ذلك ويأتي عم;;رو ويحم;;ل بك;;را على اطالق الن;;ار‬
‫على ه;;ذه األيك;;ة قاص;;د ان يس;;بب م;;وت زي;;د أو عالم;;ا بان;;ه يحتم;;ل ان يس;;بب موت;;ه ويطل;;ق بك;;رًا الن;;ار‬
‫ويقت;;ل زي;;دا في ه;;ذه الحال;;ة يج;;وز ان ال يع;;د بك;;ر مرتكب;;ا جريم;;ة ولكن عم;;رو يك;;ون ارتكب جريم;;ة‬
‫القتل‪.‬‬
‫(ج) عمرو هو يطلق النار على دجاج;ه قاص;;دا ب;ذلك قتله;ا وس;رقتها يقت;ل بك;را ال;ذي ك;ان خل;ف أيك;ة دون علم‬
‫عمرو بذلك هنا ولو ان عمرو كان يرتكب فعال غير مشروع إال انه ال يعد مرتكبًا جريمة القتل ألن;ه‬
‫لم يكن يقصد قتل بكرا او ان يسبب له الموت بفعل كان يعلم بانه يحتمل ان يسبب الموت‪.‬‬
‫وقد وردت الشروح الثالثية اآلتية علي نفس المادة (‪: )246‬‬
‫الشرح االول‪ :‬الشخص ال;ذي يس;بب ض;رر جس;مانيا لش;خص اخ;ر مص;;اب ب;اعتالل ص;;حي او بم;رض او‬
‫بعاهة فيجعل ذلك بموته يكون قد سبب لذلك الشخص‪.‬‬
‫الشرح الثاني ‪ :‬اذا سبب الضرر الجسماني الموت فان من يحدث ذلك الضرر يك;;ون ق;;د س;;بب الم;;وت‬
‫وان كان ممكنا منع الموت بالعالج الصحيح أو الرعاية الماهرة ‪.‬‬
‫الشرح الثالث‪ :‬تسبب موت جنين قد يبلغ حد القت;ل إذا ك;ان اي ج;زء من أج;زاء ه;ذا الج;نين ق;د ب;رز الى‬
‫الخارج وان كان لم يكن الجنين قد تنفس او ولد والدة تامة‪)1(.‬‬
‫وقد ورد في شرح المادة (‪ )246‬اذا ك;ان عم;رو ق;د ارتكب االفع;ال المش;ار اليه;ا في المث;الين‬
‫(أ‪-‬ب) في المادة (‪ )246‬بنيه احداث الموت فان ما ارتكبه يعد قتل عمدا فاذا ارتكبها وهو ع;;الم باحتم;;ال‬
‫انها تسبب الموت ف;;ان م;ا ارتكب;ه ام;ا ان يك;ون قتال عم;دا او قتال ال يص;;ل الى درج;ه القت;ل العم;د اي قت;ل‬
‫شبه عمد على حسب ما اذا كان الم;وت نتيج;ة راجح;ه للفع;ل وهن;ا يك;ون القت;ل عم;دا حس;ب نص الم;ادة (‬
‫‪ )130/1‬او مج;;رد نتيج;;ة محتمل;;ه ل;;ه وهن;;ا ال يص;;ل القت;;ل الى درج;;ه القت;;ل العم;;د اي يع;;د قت;;ل ش;;به عم;;د‬
‫وورد في المث ;;ال (ب) عم ;;رو وه ;;و يعلم ان زي ;;د مص ;;اب بم ;;رض من ش ;;انه ان يجع ;;ل م ;;وتهم مرجح ;;ا من‬

‫‪ ) (1‬النظرية العامة للقانون الجنائي السوداني لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪)100‬‬

‫‪10‬‬
‫ض;;ربه واح;;ده وبض;;ربه قاص;;دا ان يس;;بب ل;;ه ض;;ررا جس;;يما فيم;;وت زي;;د من الض;;ربة هن;;ا عم;;رو ارتكب‬
‫جريمة القتل العمد حسب نص المادة (‪ )130/1‬من هن;;ا ه;;ذا الق;انون ول;;و ان الض;;ربة ال تك;;ون س;;ببا كافي;;ا‬
‫لوف;;اه ش;;خص يتمت;;ع بص;;حه جي;;ده اال ان;;ه اذا ك;;ان عم;;رو يجع;;ل م;;رض زي;;د ويض;;ربه ض;;ربه ال يمكن ان‬
‫تقتل في االح;وال العادي;ة العم;د رجال يتمت;ع بص;;حه جي;ده ف;;ان عم;رو ال يعت;بر مرتكب;ا جريم;ة القت;ل العم;د‬
‫إال اذا قصد احداث الموت او احداث ضرر جثماني يرجح ان يسبب الموت واذا كانت الض;;ربة بحيث ال‬
‫يحتمل ان تسبب الموت فان عمرو ال يعد مرتكبا جريمة القتل بل تج;وز مع;اقبتهم حس;ب الق;وانين الس;ابقة‬
‫بموجب المادة (‪ )254‬والضرب المفضي الى الموت والتي القيت في هذا الق;انون واص;;بح ه;ذا الفع;ل يق;ع‬
‫تحت وصف القتل الخطأ حسب نص المادة (‪ )132/1‬من هذا القانون ‪.‬‬
‫إن القص;;د الجن;;ائي ام;;ر ب;;اطن يس;;تدل علي;;ه من االفع;;ال الظ;;اهرة والدالل;;ة علي;;ه وان القص;;د حال;;ه‬
‫ذهنيه تصل اليها مما يدور في ذهن المتهم ساعه الحادث وليس مما يدور في ذهن غ;يره وال نطب;ق علي;ه‬
‫مقي; ;;اس غ; ;;يره وه; ;;ذا ه; ;;و المعي; ;;ار الس; ;;ائد في القص; ;;د الجن; ;;ائي حالي ; ;ًا وه; ;;و المعي; ;;ار ال; ;;ذاتي ام; ;;ا المعي; ;;ار‬
‫الموض;;وعي وه;;و معي;;ار الرج;;ل الع;;ادي و االفتراض;;ات القانوني;;ة فق;;د ت;;رك الق;;انون الم;;دني ولق;;د اخ;;ذ به;;ا‬
‫االتجاه كل الدول بما فيها انجلترا ولو انها وصلت الى ذلك اخر الركب‪)1(.‬‬
‫حكومة السودان ضد عيسى علي احمد‪ :‬حيث قضت ‪:‬‬
‫ان المادة (‪ /248‬ب) ال تنص علي سبب العلم واالعتقاد وانما تتطلب إثبات ان يكون الم;;وت النتيج;;ة‬ ‫‪.1‬‬
‫الراجحة بالفعل الذي اتاه المتهم‪.‬‬
‫ان العلم مث;;ل القص;;د ركن من ارك;;ان الجريم;;ة وه;;و في نفس ال;;وقت ش;;يء معن;;وي تثبت في ال;;ذهن‬ ‫‪.2‬‬
‫وتتمركز فيه ‪.‬‬
‫القي;;اس م;;ا اذا ك;;ان تس;;بب الم;;وت نتيج;;ة راجح;;ه للفع;;ل او محتمل;;ه وبالت;;الي أم;;ا اذا ك;;ان قتال عم;;دا او‬ ‫‪.3‬‬
‫جنائي;;ا يقتض;;ي ان تأخ;;ذ المحكم;;ة في االعتب;;ار واالداة ال;;تي اس;;تعملت لتس;;بب االذى وكيفي;;ه اس;;تعمالها‬
‫والموقع الذي وقعت فيه من الجسم وقال السيد رئيس القضاء ان السبب الذي ي;;ؤدي الى العلم ب;;ل ه;;و‬
‫شيء اخر غير العلم هو ركن او شيء معنوي وه;و في نفس ال;وقت واقع;ه ذهني;ه تثبت وتتمرك;ز في;ه‬
‫كم;ا ه;و الح;ال بالنس;بة للقص;د فه;و ايض;ا واقع;ه ذهني;ه تث;بيت في;ه الواقع;ة الذهني;ة ان ك;انت بالقص;د او‬

‫‪ ) (1‬النظرية العامة للقانون الجنائي السوداني لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪)102-101‬‬

‫‪11‬‬
‫العلم تح;;دث في النم;;اذج فعال فيم;;ا ص;;ورت في ال;;ذهن ام;;ا س;;بب االعتق;;اد ال;;ذي ي;;أتي ذك;;ره في م;;واد‬
‫اخرى من القانون الجنائي فهو الوقائع التي تسبق العلم او االعتقاد وه;;و م;;ا يف;;ترض ويس;;تنتج من;;ه ان‬
‫العلم كواقعه ذهنيه حصل وبعباره اخرى ان يقال ان الجاني كان يجب ان يكون عالم بالنتيج;;ة عن;;دما‬
‫مرت به االسباب أو عمل ذهنه فيها والعلم هو المعرفة الكاملة فواقعه ذهنيه واسباب العلم ت;;ؤدي الى‬
‫اف;;تراض وج;;ود العلم وفي قض;;ايا القت;;ل يجب ان يثبت العلم باحتم;;ال ح;;دوث الم;;وت او االذى كنتيج;;ة‬
‫للفع;;ل ال;;ذي ح;;دث وس;;يطرد الس;;يد رئيس القض;;اء االس;;بق بق;ول ان الم;;ادة (‪ )246‬من ق;;انون العقوب;;ات‬
‫ال;;تي ت;;أتي بتعري;;ف القت;;ل تح;;دث عن احتم;;ال ح;;دوث القت;;ل س;;واء ك;;انت الواقع;;ة الذهني;;ة عن االحتم;;ال‬
‫بالقصد ام بالعلم‪ .‬كانت المادة (‪ )43‬من قانون ‪ 1925‬نص على انه يفترض في الشخص انه يقصد‬
‫النت ;;ائج الطبيعي ;;ة والمحتمل ;;ة لفعل ;;ه اال فيم ;;ا لم يكن ل ;;ه علم ب ;;ه وه ;;ذه الم ;;ادة اص ;;ال اخ ;;ذت من الق ;;انون‬
‫الهن;;دي وال;;ذي اس;;تمداها ب;;دوره من الق;;انون االنجل;;يزي وطبقته;;ا الم;;ادة المح;;اكم في الس;;ودان في كث;;ير‬
‫من الس; ;;وابق ولكن ه; ;;ذه الم; ;;ادة الغيت في ع; ;;ام ‪ 1950‬وم; ;;ع ذل; ;;ك ظلت بعض المح; ;;اكم مس; ;;تمرة في‬
‫تطبيقها وقد اشارت الى محكمه االستئناف في قضيه حكومة السودان ضد رباح المشار اليه;;ا بقوله;;ا‬
‫اما في السودان فارجحه ان احيله المستأنف الى المادة (‪ )43‬من قانون العقوبات لس;نة ‪ 1925‬طبقت‬
‫‪ 1953‬اذا رجعن;ا الى ه;ذه الم;ادة نج;د فيه;ا كلم;ه واح;ده فق;ط هي كلم;ه الغيت ونس;ال م;تى الغيت ه;ذه‬
‫الم;;ادة وم;;اذا ك;;انت تق;;ول قب;;ل الغائه;;ا ك;;انت تق;;ول " بان;;ه يف;;ترض في الش;;خص ان;;ه يقص;;د ان النت;;ائج‬
‫الطبيعية او المحتملة لفعله ال حينما لم يكن ل;ه علم‪ .‬وه;ذه الم;ادة وان ك;انت ذاتي;ه في م;دلولها إال انه;ا‬
‫كانت تؤدي للخلط نسبه لما لها شبه جزئي بالقاعدة اإلنجليزية التي لم تكن تخض;;ع اس;;تثناء ع;;دم العلم‬
‫‪ .‬ف ;;القيت الم ;;ادة بحيث ان ;;ه لم يس ;;بق في الق ;;انون الس ;;وداني االن اف ;;تراض ق ;;انوني بعلم النت ;;ائج وانم ;;ا‬
‫ت;;ركت ه;;ذه المس;;ألة ليس;;تدل عليه;;ا بالبين;;ة ب;;دال من االف;;تراض وق;;د لحقت انجل;;ترا ب;;الركب م;;ؤخرا في‬
‫س;;نه ‪ 1967‬حيث اص;;درت ق;;انون القض;;اء الجن;;ائي ال;;ذي ج;;ذب ه;;ذا االف;;تراض الق;;انوني للقائ;;ل ‪ :‬ب;;ان‬
‫الشخص يفترض فيه قصد النتائج التي يسببها فعله ومن ثم اصبح القصد الجنائي ه;و عنص;ر اساس;ي‬
‫من عناص;;ر جريم;;ة القت;;ل يمكن ان ينش;;ا في حين;;ه وب;;دونها بت;;دابير س;;ابقه وس;;اوى المش;;رع بين وبين‬
‫العلم بان الموت نتيجة راجحة للفع;ل ال;ذي ارتكب وذل;ك ألغ;راض جريم;ة القت;ل العم;د وفق;ًا للم;ادة (‬
‫‪ )248‬من ق;;انون العقوب;;ات ول;;ذلك قض;;ت المحكم;;ة العلي;;ا في الس;;ابقة المش;;ار اليه;;ا ان القص;;د الجن;;ائي‬

‫‪12‬‬
‫ركن أس ;;اس من ارك ;;ان جريم ;;ة القت ;;ل ويمكن أن ينش ;;أ وقت الح ;;ادث دون ت ;;رتيب س ;;ابق وق ;;د س ;;اوي‬

‫المش;;رع بين القص;;د الجن;;ائي وبين العلم ب;;ان الم;;وت نتيج;;ة راجح;;ة للفع;;ل ال;;ذي ي;;ؤدي الى القت;;ل وفق ;ًا‬
‫لنص الم ;;ادة (‪ )248‬من ق ;;انون العقوب ;;ات لس ;;نه ‪ 1974‬والث ;;ابت من ه ;;ذا كل ;;ه ان ال ;;ركن المعن ;;وي في‬
‫جرائم القتل ينحصر في القصد الجنائي او العلم الجنائي والقصد الجنائي اما ان يكون قاصدا مباش;;ره‬
‫او استدالليا او محوال‪.‬‬
‫القصد المباشر هو ان يوجه الجاني ارادته بصوره حاسمه نحو احداث النتيجة ويتحقق ذلك عن;;دما يجع;;ل‬
‫الجاني النتيجة هدفًا سعى الى تحقيقها عن طريق نشاطه االجرامي ويقتضي ذلك بطبيعة الح;;ال ان يتوق;;ع‬
‫الج ;;اني ه ;;ذه النتيج ;;ة‪ .‬مث ;;ال ذل ;;ك ان يطل ;;ق الج ;;اني عي ;;ارا ناري ;;ا على ش ;;خص راغب ;ًا قتل ;;ه فيص ;;يبه العي ;;ار‬
‫ويتوفى الش;خص على اث;ره يس;توجب لت;وافر ه;ذا القص;د ان تك;ون النتيج;ة مح;دودة كمن يتعم;د قت;ل انس;ان‬
‫او غير محدودة كمن يلغي قنبلة على جمع من الناس ك;انت الم;ادة (‪ )106‬من ق;انون االج;راءات الجنائي;ة‬
‫لس ;;نه ‪ 1983‬س ;;بقة حماي ;;ه قانوني ;;ه على القض ;;اء ووكالء النياب ;;ة ورج ;;ال الش ;;رطة والجن ;;ود ال ;;ذين يعمل ;;ون‬
‫بحس ;;ن ني ;;ه فال تع ;;د افع ;;الهم ج ;;رائم في س ;;بيل مكافح ;;ه العص ;;ابات المس ;;لحة في النهب والس ;;طو وته ;;ريب‬
‫البض;;ائع والمخ;;درات والم;;ؤثرات الخارجي;;ة وغ;;ير ذل;;ك وق;;د ج;;اء ق;;انون االج;;راءات الجنائي;;ة لس;;نه ‪1991‬‬
‫خالي ; ;ًا من ه; ;;ذا النص فق; ;;د يش; ;;ار الس; ;;ؤال عن ع; ;;دم النص في الق; ;;انون الجدي; ;;د ه; ;;ل س; ;;حب المش; ;;رع تل; ;;ك‬
‫الحماي;;ة ؟ اإلجاب;;ة ب;;النفي ذل;;ك المش;;رع نق;;ل ذل;;ك النص من ق;;انون االج;;راءات الى الق;;انون الجن;;ائي وه;;و‬
‫الح;;ال في ه;;ذا النص ف;;اذا ك;;انت الش;;رطة وهي ت;;ؤدي واجبه;;ا االم;;ني في مكافح;;ه الج;;رائم ه;;و الش;;غب او‬
‫خالف ذل;;ك وبحس;;ن ني;;ه ودون أن تج;;اوز س;;لطاتها ووق;;ع منه;;ا ح;;ادث قت;;ل فش;;ملها حص;;انه موض;;وعيه في‬
‫عدم حمايتها او مجرد تحملها الديه وتتولى الدولة دفع الديه نياب;ة عن الموظ;ف الع;ام‪ ،‬ام;ا القص;د المح;ول‬
‫فه;;و ان يوج;;ه الج;;اني نش;;اطه االج;;رامي نح;;و ش;;خص معين فيص;;يب شخص;;ا اخ;;ر او يس;;عى لقت;;ل ش;;خص‬
‫معين فيقتل شخص اخر شبيها له ففي مثل هذه الحاالت وغيرها فان الخط;أ في شخص;يه المج;ني علي;ه ال‬
‫اث ;;ر له ;;ا على المس ;;ؤولية الجنائي ;;ة فيكفي ان يك ;;ون الج ;;اني ق;;;د أتي نش ;;اطه اإلج ;;رامي م ;;ع القص;;;د والعلم‬
‫بالنتيجة دون اثر اذا ما انصب النشاط على شخص لم يكن مقصودا بفعله االجرامي وق;;د قض;;ت المحكم;;ة‬

‫‪13‬‬
‫العلي;;ا في قض;;يه حكوم;;ة الس;;ودان ض;;د حام;;د عب;;د اهلل حم;;د ان محاول;;ه ض;;رب المتهم لش;;خص ثم اص;;ابته‬
‫خطأ لشخص اخر غير مقصود يعتبر قصدا او علما جنائيا محوال مما يجرم المتهم‪)1( .‬‬

‫‪ ) (1‬النظرية العامة للقانون الجنائي السوداني لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 106 – 104‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫شروط االشتراك الجنائي‬
‫االشتراك شروط خمس انواعه وصوره ولكن هناك شروط عامه لالشتراك سوى كان االشتراك باتفاق‬
‫أو االشتراك بدون اتفاق يجب توافرهما االعتبار االشتراك جريمة ‪)1(.‬‬
‫الشرط األول ‪ :‬يجب ان يتعدد الجناة ‪:‬‬
‫ف ;;إذا لم يتع ;;دد الجن ;;اة فليس هنال ;;ك اش ;;تراك باتف ;;اق أو اش ;;تراك دون اتف ;;اق الن ص ;;فة المش ;;اركة‬
‫والمساهمة تتطلب وجود اثنين فما فوق فاذا لم يحقق هذا الشرط عادة الجريمة الى االعتب;;ار الف;;ردي ك;;ان‬
‫يتضرر شخص في ارتكاب جريمة قتل او سرقة او أي جريمة اخري يخط;ط له;ا ب;ل هي جريم;ة فردي;ة‬
‫ألن كم ; ;;ا م ; ;;ر في تعري ; ;;ف االش ; ;;تراك في اللغ ; ;;ة أش ; ;;ترك وال يمكن أن يتص ; ;;ور االش ; ;;تراك إال من اث ; ;;نين‬
‫فصاعدا‪.‬‬
‫ورد في كتب اللغ;;ة ول;;و اش;;ترك ثالث في قت;;ل رجًال ج;;رح أح;;دهم ثالث جرح;;ات وت;;أتيهم عش;;ر‬
‫جرحات وثالثهم مئات جرحات فهم للفرد سواء‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن ينسب إلي الجناة فعل محرم معاقب عليه ‪:‬‬
‫ف;;إذا لم يكن فعًال منس;وب إليهم معاقب;ًا علي;ه فليس هنال;ك جريم;ة وبالت;الي ال اش;تراك ويخ;رج به;ذا الش;رط‬
‫كل اشتراك مباح وال يحرمه الشرع في االقتصاد اإلسالمي وك;ذلك مث;ل االش;تراك في;ه المع;امالت المالي;ة‬
‫المباحة وكذلك االشتراك في الحق;وق ويخ;رج أيض;ًا االش;;تراك في األفع;ال ال;تي دع إلي;ه الش;رع وأم;ر به;ا‬
‫من االشتراك عيادة المريض وتتبع المميت والصالة عليه‪)2( .‬‬
‫ومثل ذلك إذا ق;;دم ش;خص ألخ;ر س;الحًا ناري;ًا لالس;تخدام في قت;ل المج;ني علي;ه فهي جريم;ة القت;ل‬
‫نتيج;;ة تس;;تخدم آل;;ة ح;;ادة أو م;;ادة س;;امة فال يس;;أل الش;;ريك عن جريم;;ة القت;;ل رغم مس;;اعدته للفاع;;ل لع;;دم‬
‫توافر عالقة البينة بين نشاط الفاعل ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬الشرط الثالث ‪ :‬أن يرتكب الجناة‬
‫ان يرتكب الجناة فعال جنائيًا تحقيقا لقصد مشترك يجب ان يتعدد الجن;;اة و يك;;ون اث;;نين أو أك;;ثر‬
‫وأن يرتكب;;وا فعًال جنائي;ًا يق;;ول ال;;دكتور‪ /‬القاض;;ي الع;;الم مص;;عب إن الفع;;ل الجن;;ائي ال;;وارد في ه;;ذه الم;;ادة‬

‫‪ ) (1‬االشتراك في الجريمة في الفقه اإلسالمية ‪ ،‬د‪ /‬سامي جميل ‪ ،‬ص (‪) 36 – 35‬‬
‫‪ ) (2‬قانون العقوبات ‪ ،‬المستشار ‪ /‬إيهاب عبدالمطلب ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وال;;ذي يك;;ون ك;;ل مس;;اهم في;;ه مس;;ؤوًال يجب أن يك;;ون مقص;;ود من;;ه ليس مج;;رد الفع;;ل الم;;ادي إيجابي ;ًا أو‬
‫االمتناع غير المشروع من جانب كل مساهم فحسب أن يكون أيضًا يتماثل إلي نتيجة منتهية عنه;;ا تح;;دث‬
‫عن ت;;راكم األث;;ار من سلس;;لة االفع;;ال ال;;تي ت;;رتكب بواس;;طة ك;;ل الف;;اعلين المس;;اهمين في الجريم;;ة ومن ثم‬
‫فال يج ;;وز تغي ;;ير ه ;;ذه الم ;;ادة تغي ;;يرًا طيق ;ًا بحيث تقتص ;;ر الدالل ;;ة علي مج ;;رد إرتك ;;اب األفع ;;ال اإلجرامي ;;ة‬
‫المعاصرة للجريمة ‪.‬‬
‫ونتفق مع الدكتور‪ /‬مصعب فإن هذه المادة ال تنتهي جريمة مستقلة علي مس;;بق الق;;ول ولكنه;;ا ت;;بين الحال;;ة‬
‫التي تعبر فيها المتهم الذي ساهم مع األخرين في إرتكاب الجريمة مس;;ؤوًال عنه;;ا كم;;ا ل;;و ك;;ان ق;;د أرتكبه;;ا‬
‫وح;;ده‪ .‬ول;;ذلك فإن;;ه مس;;ؤوًال عنه;;ا بارتكابه;;ا فه;;و فع;;ل بمف;;رده أو يس;;تطيع عن ارتكابه;;ا ي;;ؤدي كم;;ا يق;;ول‬
‫الدكتور‪/‬مصعب في نظرية ال;تي اص;درت ألغ;راض ال;تي ينفيه;ا المش;رع لتط;بيق ه;ذه الم;ادة نفس النظ;رة‬
‫التي ذكرناها لفقهاء الهند في مقدمة هذا الفصل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصـــــل الثــــاني‬
‫ويتناول فيه الباحثون ثالث مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬صور االشتراك الجنائي‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬الفرق بين االشتراك بإتفاق واالشتراك بدون اتفاق‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العقوبات المقررة لعقوبة االشتراك‬

‫‪17‬‬
‫المبحث األول‬
‫صور االشتراك الجنائي‬
‫ق;;د ي;;رتكب الجريم;;ة ف;;رد واح;;د‪ ،‬وق;;د يرتكبه;;ا أف;;راد متع;;ددون فيس;;اهم ك;;ل منهم في تنفي;;ذها‪ ،‬أو‬
‫يتع;;اون م;;ع غ;;يره على تنفي;;ذها‪ .‬وص;;ور المس;;اهمة والتع;;اون ال تخ;;رج مهم;;ا اختلفت عن حال;;ة من أرب;;ع‬
‫فالج;;اني ق;;د يس;;اهم في تنفي;;ذ ال;;ركن الم;;ادي للجريم;;ة م;;ع غ;يره‪ ،‬وق;;د يتف;ق م;;ع غ;يره على ه;;ذا التنفي;;ذ‪ ،‬وق;;د‬
‫يحرض;;ه علي;;ه‪ ،‬وق;;د يعين;;ه على ارتك;;اب الجريم;;ة بش;;تى الوس;;ائل دون أن يش;;ترك مع;;ه في التنفي;;ذ‪ .‬وك;;ل‬
‫واح;;د من ه;;ؤالء يعت;;بر مش;;تركًا في الجريم;;ة س;;واء اش;;ترك مادي ;ًا في تنفي;;ذ ال;;ركن الم;;ادي للجريم;;ة أو لم‬
‫يش;;ترك مادي ;ًا في تنفي;;ذه‪ .‬وللتمي;;يز بين من يش;;ترك مادي ;ًا أو لم يش;;ترك في تنفي;;ذ ال;;ركن الم;;ادي للجريم;;ة‬
‫يس; ;;مى من يباش; ;;ر تنفي; ;;ذ ال; ;;ركن الم; ;;ادي ش; ;;ريكًا مباش; ;;رًا‪ ،‬ويس; ;;مى من ال يباش; ;;ر التنفي; ;;ذ ش; ;;ريكًا متس; ;;ببًا‪،‬‬
‫لالش;;تراك غ;ير المباش;;ر أو االش;;تراك بالتس;;بب‪ .‬وأس;;اس ه;;ذه التفرق;;ة أن األول يباش;;ر تنفي;;ذ ال;;ركن الم;;ادي‬
‫للجريم ;;ة فه ;;و ش ;;ريك في المباش ;;رة‪ ،‬وأن الث ;;اني يتس ;;بب في الجريم ;;ة باتفاق ;;ه أو تحريض ;;ه أو بذل ;;ه الع ;;ون‬
‫ولكنه ال يباشر التنفيذ ركن الجريمة المادي فهو شريك بالتسبب ‪.‬‬
‫شروط االشتراك العامة ‪:‬‬
‫واالشتراك المباشر سواء كان مباشرًا أو غير مباشر له شرطان عامان يجب توفرهم;;ا بإعتب;;ار االش;;تراك‬
‫جريمة وهذا أن الشرطان همان ‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬أن يتعدد الجناة فإذا لم يتعددوا فليس هنالك اشتراك مباشر وال غير مباشر ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬أن ينسب للجناة فعل محرم معاقب عليه وإ ذا لم يكن الفعل المنسوب إليه مع;اقب علي;ه فليس هنال;ك‬
‫جريمة وبالتالي ال اشتراك ‪)1(.‬‬
‫‪ /1‬االشتراك المباشر ‪:‬‬
‫األص ;;ل أن ه ;;ذا الن ;;وع من االش ;;تراك يوج ;;د في حال ;;ة تع ;;دد الجن ;;اة ال ;;ذين يباش ;;رون ركن الجريم ;;ة‬
‫الم;;ادي‪ ،‬وه;;و م;;ا نس;;ميه الي;;وم بتع;;دد الف;;اعلين األص;;ليين أو اش;;تراك أك;;ثر من فاع;;ل أص;;لي في الجريم;;ة‪،‬‬

‫ولكن الفقه;;اء يلحق;;ون ه;;ذا الن;;وع من االش;;تراك بعض ص;;ور االش;;تراك بالتس;;بب ويجعل;;ون حكمه;;ا واح;;دًا‬
‫ولو أن الشريك بالتسبب ال يباشر ركن الجريمة المادي بنفسه‪ ،‬وعلى هذا يعتبر مباشرًا للجريمة‪.‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مج(‪ ، )1‬عبدالقادر عوده ‪ ،‬ص (‪) 291 – 289‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ /2‬مسئولية المباشر ‪:‬‬
‫في ح;;التي التواف;;ق والتم;;الؤ‪ :‬يف;;رق أغلب الفقه;;اء بين مس;;ئولية الش;;ريك المباش;;ر في حال;;ة التواف;;ق‬
‫وبين مس;;ئوليته في حال;;ة التم;;الؤ‪ ،‬ففي حال;;ة التواف;;ق يس;;أل ك;;ل ش;;ريك عن نتيج;;ة فعل;;ه فق;;ط‪ ،‬وال يس;;أل عن‬
‫نتيج;ة فع;ل غ;يره‪ ،‬كشخص;ين ض;ربا ثالث;ًا فقط;ع أح;دهما ي;ده وقط;ع الث;اني رقبت;ه‪ ،‬فس;أل األول عن القط;ع‪،‬‬
‫ويسأل الثاني عن القتل‪ ،‬أما في حالة التمالؤ فيسأل كل منهما عن القتل‪.‬‬
‫والتواف ;;ق معن ;;اه أن تتج ;;ه إرادة المش ;;تركين في الجريم ;;ة إلى ارتكابه ;;ا دون أن يك ;;ون بينهم اتف ;;اق‬
‫س;;ابق‪ ،‬ب;;ل يعم;;ل ك;;ل منهم تحت ت;;أثير ال;;دافع الشخص;;ي والفك;;رة الطارئ;;ة‪ ،‬كم;;ا ه;;و الح;;ال في المش;;اجرات‬
‫التي تحدث فجأة‪ ،‬فيتجمع له;ا أه;ل المتش;اجرين دون اتف;اق س;ابق‪ ،‬ويعم;ل ك;ل منهم بحس;ب م;ا تملي;ه علي;ه‬
‫رغبته الذاتية وفكرته الطارئة‪ ،‬ففي هذه الحالة وأمثالها يقال أن بين المش;;تركين توافق;ًا‪ ،‬ولكن كًال منهم ال‬
‫يسأل إال عن فعله فقط‪ ،‬وال يتحمل نتيجة فعل غيره‪.‬‬
‫أم;;ا التم;;الؤ فيقتض;;ي االتف;;اق الس;;ابق بين الش;;ركاء المباش;;رين على ارتك;;اب الجريم;;ة‪ ،‬بمع;;نى أنهم‬
‫يقصدون جميعًا قب;ل ارتك;اب الح;ادث الوص;ول إلى تحقي;ق غ;رض معين‪ ،‬ويتع;اونون أثن;اء وق;وع الح;ادث‬
‫على إح;;داث م;;ا اتفق;;وا علي;;ه‪ ،‬ف;;إذا اتف;;ق شخص;;ان على قت;;ل ث;;الث‪ ،‬ثم ذهب;;ا لتنفي;;ذ الجريم;;ة فض;;ربه أح;;دهما‬
‫بسكين فقطع إصبع يده‪ ،‬وذبحه الثاني‪ ،‬فإنهما يعتبران متم;;اثالن على جريم;;ة القت;;ل‪ ،‬وكالهم;;ا مس;;ئول عن‬
‫القتل لهذا التمالؤ‪)1( .‬‬
‫‪ /3‬االشتراك بالتسبب ‪:‬‬
‫الشركاء المتسببون‪ :‬يعتبر شريكًا متسببًا من اتفق مع غيره على ارتكاب فعل مع;;اقب علي;;ه‪ ،‬ومن ح;;رض‬
‫غيره أو أعانه على هذا الفعل‪ ،‬ويشترط في الشريك أن يكون قاصدًا االتفاق أو تحريض أو اإلعان;;ة على‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫شروط االشتراك بالتسبب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ويستخلص مما سبق أن االشتراك بالتسبب ال يوجد إال إذا توفرت ثالثة شروط‪:‬‬
‫أولها‪ :‬فعل معاقب عليه هو الجريمة‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬وسيلة لهذا الفعل وهي اتفاق أو تحريض أو إعانة‪.‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪)292‬‬

‫‪19‬‬
‫وثالثه;;ا‪ :‬أن يك;;ون الش;;ريك قاص;;دًا من وس;;ائله وق;;وع الفع;;ل المع;;اقب علي;;ه‪ .‬وس;;نتكلم على ه;;ذه‬
‫الشروط واحدًا بعد اآلخر فيما يلي‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬الفعل المعاقب علي;ه‪ :‬يش;ترط لوج;ود االش;;تراك أن يك;ون هن;اك فع;ل مع;اقب علي;ه‪ ،‬وأن‬ ‫‪-‬‬
‫يق;;ع ه;;ذا الفع;;ل‪ ،‬وليس من الض;;روري أن يق;;ع الفع;;ل تام;ًا‪ ،‬ب;;ل يكفي لمؤاخ;;ذة الش;;ريك أن يك;;ون الفع;;ل‬
‫غير ت;ام؛ أي ش;روعًا معاقب;ًا علي;ه‪ ،‬وليس من الض;روري أن يع;اقب الفاع;ل المباش;ر ليع;اقب الش;ريك‪،‬‬
‫فق;;د يك;;ون المباش;;ر حس;;ن الني;;ة فال يع;;اقب ويع;;اقب الش;;ريك‪ ،‬وق;;د يعفي الفاع;;ل من العقوب;;ة لص;;غره أو‬
‫جنونه ويعاقب الشريك‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬ويجب أن يكون االشتراك باتفاق أو تحريض أو إعانة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫االتفــاق‪ :‬يف ;;رق أغلب الفقه ;;اء كم ;;ا ذكرن ;;ا بين التواف ;;ق واالتف ;;اق أي (التم ;;الؤ)‪ ،‬ف ;;التوافق ه ;;و‬ ‫ا‪.‬‬
‫ت ;;وارد خ ;;واطر أك ;;ثر من ش ;;خص على ارتك ;;اب جريم ;;ة م ;;ا دون اتف;;اق فيم ;;ا بينهم‪ ،‬وال يعت ;;بر‬
‫الموافق; ;;ون ش; ;;ركاء بالتس; ;;بب‪ ،‬وإ نم; ;;ا يك; ;;ون اعتب; ;;ارهم ش; ;;ركاء بالمباش; ;;رة إذا ارتكب; ;;وا الفع; ;;ل‬
‫المحرم‪)1( .‬‬
‫ولقيام االشتراك يجب أن تقع الجريمة نتيجة لالتفاق‪ ،‬ف;إذا وقعت الجريم;ة المتف;ق عليه;ا ولكن لم‬
‫يكن وقوعه;;ا نتيج;;ة االتف;;اق فال اش;;تراك‪ ،‬فمن اتف;;ق م;;ع آخ;;ر على قت;;ل ث;;الث‪ ،‬وبع;;د اتفاقهم;;ا وقب;;ل حل;;ول‬
‫الموعد المحدد الرتكاب الجريمة علم الثالث بما دبر ل;ه؛ ف;ذهب إلى الموك;ل بمباش;رة الجريم;ة وح;اول أن‬
‫يقتله‪ ،‬فقتله اآلخر دفاعًا عن نفسه‪ ،‬فال مسئولية على المباشر؛ ألنه ك;ان في حال;ة دف;اع عن النفس‪ ،‬ولكن;ه‬
‫هو ومن اتفق معه مسئوًال عن اتفاقهما على ارتكاب جريمة القت;;ل ول;;و لم تنف;ذ ه;;ذه الجريم;;ة؛ ألن االتف;اق‬
‫على ارتكاب الجريمة معصية في ذاته سواء وضع موضع التنفيذ أو لم يوضع‪.‬‬
‫التحريض‪ :‬يقص;;د ب;;التحريض إغ;;راء المج;;ني علي;;ه الرتك;;اب الجريم;;ة‪ ،‬والمف;;روض أن يك;;ون‬ ‫ب‪.‬‬
‫اإلغراء هو الدافع الرتكاب الجريمة‪ ،‬فإذا كان من وج;ه إلي;ه اإلغ;راء س;يرتكب الجريم;ة ول;و‬
‫لم يكن إغ ;;راء وتح ;;ريض‪ ،‬فال يمكن الق ;;ول ب ;;أن التح ;;ريض ه ;;و ال ;;ذي دف ;;ع الج ;;اني للجريم ;;ة‪،‬‬
‫وس ; ;;واء ك ; ;;ان للتح ; ;;ريض أث ; ;;ر أو لم يكن‪ ،‬فإن ; ;;ه يج ; ;;وز طبق; ; ;ًا لقواع ; ;;د الش ; ;;ريعة العق ; ;;اب على‬
‫التحريض مستقًال؛ ألن التحريض على ارتكاب الجريمة معصية وأمر بإتيان المنكر‪.‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪)297‬‬

‫‪20‬‬
‫ويعت;;بر تحريض;ًا األم;;ر بالقت;;ل‪ ،‬واإلك;;راه على القت;;ل‪ ،‬والف;;رق بين األم;;ر واإلك;;راه أن األم;;ر ال ي;;ؤثر على‬
‫اختيار المأمور فيكون في وس;عه أن ي;أتي الجريم;ة أو يتركه;ا‪ ،‬أم;ا المك;ره فليس ك;ذلك؛ ألن اإلك;راه ي;ؤثر‬
‫على اختياره وليس في وسعه أن يختار إال بين شيئين‪ :‬إما إتيان الجريمة‪ ،‬وإ ما قبول ما يهدد به والص;;بر‬
‫عليه‬
‫وي;;رى مال;;ك أن المح;;رض إذا حض;;ر في مح;;ل الجريم;;ة أثن;;اء مباش;;رتها يعت;;بر ف;;اعًال أص;;ليًا س;;واء س;;اعد‬
‫المباشر أو لم يساعده‪ ،‬بشرط أن يكون بحيث إذا لم يباشر غيره الجريمة باشرها هو‪.‬‬
‫اإلعانة‪ :‬يعت;;بر ش;;ريكًا في الجريم;;ة بالتس;;بب من أع;;ان غ;;يره على ارتكابه;;ا ول;;و لم يتف;;ق مع;;ه‬ ‫ج‪.‬‬
‫على ارتكابه;ا من قب;ل‪ ،‬فمن ي;راقب الطري;ق للقات;ل أو الس;ارق يعت;بر معين;ًا ل;ه‪ ،‬ومن يس;تدرج‬
‫المجني عليه لمحل الحادث ثم يتركه لغيره بقتله أو سرقته فهو معين للقاتل أو الس;;ارق‪ ،‬ومن‬
‫ينتظر خارج محل السرقة ليساعد الجاني أو الجناة في نقل المسروقات يعتبر معينًا لهم‪.‬‬

‫تميز الفقهاء بين المباشر والمعين‪:‬‬


‫فالمباشر هو ‪ :‬الذي يأتي الفعل المحرم أو يحاول إتيانه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أمــا المعين ‪ :‬فال يباش ;;ر نفس الفع ;;ل وال يح ;;اول مباش ;;رته‪ ،‬وإ نم ;;ا يعين المباش ;;ر بأفع ;;ال ال ص ;;لة له ;;ا‬ ‫‪.2‬‬
‫بذات الفعل المحرم وال يعتبر تنفيذًا لهذا الفعل‪.‬‬

‫إختالف الفقهاء بين المباشر والمعين‪:‬‬


‫وقد اختلف الفقهاء في حكم من أمسك إنس;انًا ليقتل;ه ث;الث‪ ،‬ف;;رأى البعض أن الممس;ك ش;ريك معين‬
‫وليس مباشرًا للقتل‪ ،‬وهو ( رأي أبي حنيفة والشافعي‪ ،‬ورأي في مذهب أحمد) ‪ ،‬وحجتهم أن الممسك إذا‬
‫كان تسبب بفعله في القتل إال أن اآلخر هو الذي يباشره‪ ،‬والمباشرة تتغلب على السبب إذا لم يكن ملجئًا‪.‬‬
‫ورأى البعض أن الممس;;;ك والقات;;;ل كالهم;;;ا مباش;;;ر للقت ;;ل‪ ،‬وه ;;ذا (رأي مال ;;ك وال ;;رأي الث;;;اني في‬
‫م;;ذهب أحم;;د) ‪ ،‬وحجتهم أن القات;;ل يباش;;ر القت;;ل والممس;;ك تس;;بب في;;ه‪ ،‬وأن المباش;;رة والس;;بب تس;;اويا في‬
‫إحداث نتيجة الفعل وهي القتل‪ ،‬ولم يكن في اإلمكان أن تحدث هذه النتيجة لو لم يكن أحد الفعلين‪)1( .‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 299 – 298‬‬

‫‪21‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يك;;ون الش;;ريك قاص;;دًا من وس;;ائله وق;;وع الفع;;ل المع;;اقب علي;;ه‪ .‬ويش;;ترط أن يقص;;د‬ ‫‪-‬‬
‫الشريك من اتفاقه أو تحريضه أو عونه وقوع جريمة معينة‪ ،‬فإن لم يقصد جريم;;ة بعينه;;ا فه;;و ش;;ريك‬
‫في ك;;ل جريم;;ة تق;;ع م;;ا دامت ت;;دخل في قص;;ده المحتم;;ل‪ ،‬ف;;إذا لم يقص;;د الش;;ريك جريم;;ة م;;ا‪ ،‬أو قص;;د‬
‫جريمة معينة فارتكب الجاني غيرها‪ ،‬فال اشتراك‪.‬‬
‫فمن أعطى إنسانًا فأسًا ليع;زق به;ا أرض;ه فقت;ل به;ا آخ;ر فال يعت;بر أن;ه أع;ان القات;ل على القت;ل‪،‬‬
‫ومن حرض إنسانًا على ض;رب آخ;ر ف;أتلف زراعت;ه فال يعت;بر ش;ريكًا في جريم;ة اإلتالف‪ .‬على أن ع;دم‬
‫مس; ;;ئولية المح; ;;رض باعتب; ;;اره ش; ;;ريكًا ال يمن; ;;ع من مس; ;;ئوليته عن التح; ;;ريض على الض; ;;رب ول; ;;و لم تق; ;;ع‬
‫الجريمة المحرض عليها؛ ألن التحريض في ذاته معصية أي جريمة‪.‬‬

‫عالقة السببية بين االشتراك والجريمة‪:‬‬


‫ال يعت;;بر االش;;تراك موج;;ودًا إال إذا ك;;ان بين;;ه وبين وق;;وع الجريم;;ة عالق;;ة الس;;ببية المباش;;رة‪ ،‬ف;;إذا‬
‫كانت وس;يلة اإلش;راك هي االتف;اق وجب أن تق;ع الجريم;ة نتيج;ة له;ذا االتف;اق‪ ،‬ف;إن لم تكن الجريم;ة نتيج;ة‬
‫لالتفاق فال اشتراك‪ .‬وإ ذا كانت وسيلة االشتراك التح;;ريض وجب أن تق;;ع الجريم;;ة نتيج;;ة للتح;;ريض‪ ،‬ف;;إن‬
‫وقعت لغ; ;;ير التح; ;;ريض أو لم يكن للتح; ;;ريض أث; ;;ر في نفس المباش; ;;ر فال اش; ;;تراك‪ .‬ويجب أن يك; ;;ون بين‬
‫اإلعانة ووقوع الجريمة عالقة السببية‪ ،‬فمن استدرج إنسانًا إلى مكان معين ليقتله آخ;;ر فلم يج;;د القات;;ل في‬
‫المك;;ان المتف;;ق علي;;ه فترك;;ه يع;;ود لمنزل;;ه‪ ،‬ثم ج;;اء الج;;اني بع;;د ذل;;ك فلم;;ا علم بم;;ا ح;;دث ذهب إلى المج;;ني‬
‫علي;;ه وقتل;;ه في منزل;;ه‪ ،‬ففي ه;;ذه الحال;;ة ال يس;;أل المعين باعتب;;اره ش;;ريكًا النع;;دام عالق;;ة الس;;ببية بين فعل;;ه‬
‫ووق ;;وع الجريم ;;ة‪ .‬وانع ;;دام االش ;;تراك ال يمن ;;ع من العق ;;اب على االتف ;;اق والتح ;;ريض واإلعان ;;ة باعتباره ;;ا‬
‫معاصي أي جرائم بذاتها‪ ،‬وال يتوقف العقاب عليها على تنفيذ الجريمة التي قصدت منها‪)1( .‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 301 - 300‬‬

‫‪22‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫االشتراك تنفيذ باتفاق واشتراك دون اتفاق جنائي‬
‫أوًال ‪ :‬االشتراك تنفيذا التفاق جنائي ‪:‬‬
‫اذا ارتكب شخص;;ان او اك;;ثر جريم;;ة تنفي;;ذا التف;;اق جن;;ائي بينهم;;ا يك;;ون ك;;ل واح;;د منهم;;ا مس;;ئوال‬
‫عنها كما لو كان قد ارتكبها وحده ويعاقب بالعقوبة المقررة لها وقد يقتضي االتفاق المس;;بق على ارتك;;اب‬
‫الجريم;;ة وه;;ذا ب;;دوره يقتض;;ي تالقي ارادتين او اك;;ثر لقي;;ام االتف;;اق على ارتك;;اب الجريم;;ة فال اتف;;اق دون‬
‫توافر االرادة وال تتوفر اإلرادة اال للمكلف المختار وهذا هو اساس المسئولية الجنائية التكلي;;ف واالختي;;ار‬
‫فال يقع االتفاق الجنائي بين بالغ وغير ب;;الغ وال عاق;;ل ومجن;;ون وال مخت;;ار ومك;;ره ‪ ،‬م;;تى ت;;وفرت اإلرادة‬
‫الكامل;;ة ألك;;ثر من ش;;خص واتفق;;ا على ارتك;;اب الجريم;;ة ونف;;ذت الجريم;;ة بن;;اًء على ه;;ذا االتف;;اق ف;;ان ك;;ل‬
‫منهم يعت;;بر كم;;ا ل;;و ك;;ان ق;;د ارتكب الجريم;;ة وح;;ده الن االتف;;اق والتنفي;;ذ تم ع;;بر اراده موح;;ده متح;;دة‪ .‬ف;;إن‬
‫المسئولية الجنائية تكون لكل منهما كما لو كان قد ارتكب الجريمة وحده ‪.‬‬
‫ويفرق فقهاء الشريعة اإلسالمية بين مس;ئولية الش;ريك المباش;ر في ح;االتي التواف;ق واالتف;اق وأم;ا‬
‫االتف;;اق ه;;و م;;ا يس;;مي فقه;;اء الش;;ريعة اإلس;;المية بالتم;;الؤ فيقتض;;ي االتف;;اق الس;;ابق بين الش;;ركاء المباش;;رين‬
‫قبل ارتكاب الجريمة والتنفيذ المشترك بينهما ‪.‬‬
‫وق;;د ورد وال يف;;رق أب;;و حنيف;;ة بين التواف;;ق والتم;;الؤ‪ ،‬فحكمهم;;ا عن;;ده واح;;د‪ ،‬والج;;اني ال يس;;أل في‬
‫الح;;الين إال عن فعل;;ه فق;;ط ‪ .‬أم;;ا بقي;;ة األئم;;ة فيفرق;;ون بين التواف;;ق والتم;;الؤ على الوج;;ه ال;;ذي س;;بق بيان;;ه ‪.‬‬
‫على أن بعض الفقهاء في مذهب الشافعي وأحمد يأخذون برأي أبي حنيفة‪)1( .‬‬
‫ويرى مال;ك أن المح;رض إذا حض;;ر في مح;ل الجريم;ة أثن;اء مباش;رتها يعت;بر ف;;اعًال أص;;ليًا س;واء‬
‫س ;;اعد المباش ;;ر أو لم يس ;;اعده‪ ،‬بش ;;رط أن يك ;;ون بحيث إذا لم يباش ;;ر غ ;;يره الجريم ;;ة باش ;;رها ه ;;و‪ .‬أو عن‬
‫اإلعان;;ة يقول;;وا يعت;;بر الش;;ركاء في جريم;;ة بالتس;;بب من اع;;ان غ;;يره على ارتكابه;;ا ول;;و لم يتف;;ق مع;;ه على‬
‫ارتكابه ;;ا من قب ;;ل الى ان يق ;;ول ام المعين فال يباش ;;ر نفس الفع ;;ل او يح ;;اول مباش ;;رته وانم ;;ا يعين المباش ;;ر‬
‫بأفع;;ال ال ص;;لة له;;ا ب;;ذات الفع;;ل المج;;رم وال تعت;;بر تنفي;;ذا له;;ذا الفع;;ل ويق;ول االم;;ام اب;;و زه;;ره وكيفم;;ا ك;;ان‬
‫الشقي فالجريمة من جماعه مث;ل الجريم;ة من واح;د وق;;د افت;وا الص;;حابة واتفق;وا على جمه;ورهم ولق;د قت;ل‬

‫‪ ) (1‬شرح القانون الجنائي ‪ ، 1991‬معدل حتي ‪ 2016‬مع التأصيل والمقارنة والتطبيق العملي ‪ ،‬د‪ /‬عبدالفاضل عيسي كرم هللا ‪ ،‬ص (‪)74‬‬

‫‪23‬‬
‫عمر بن الخطاب جماعه اشتركوا في قتل واحد وشدد في ذلك وقال رضي اهلل عنه ( لو تم;;اال علي;;ه اه;;ل‬
‫ص ;;نعاء جميعهم لقتلتهم ب ;;ه) إلي ان يق ;;ول ه ;;ذا م ;;ذهب ابي حنيف ;;ه ام م ;;ذهب مال ;;ك رض ;;ي اهلل عنهم فان ;;ه‬
‫يعت;;بر الش;;ركة في المباش;;رة ويعت;;بر الش;;ركة للتس;;بب ايض;;ا والش;;ركة مباش;;ر او س;;اعه من مض;;ى المباش;;ر‬
‫عند ابو حنيفه واذا كان الش;ريك غ;ير مباش;ر وال حاض;;ر للغ;ط ولكن;ه اع;ان علي;ه ب;ان منع;ا المعين من ان‬
‫يغيث;;وا المج;;ني علي;;ه بان;;ه يع;;د ش;;ريكا ويق;;ول ومس;;حب الش;;افعي واحم;;د في االش;;تراك يتالقى م;;ع م;;ذهب‬
‫بحنيفه في بعض نظره ويختلف عنه تطبيق في معنى االشتراك وتوسعه اما التوافق فانه عنده عندهم ه;;و‬
‫اتج; ;;اه اراده المش; ;;تركين في الجريم; ;;ه الى ارتكبه; ;;ا ولكن دون ان يك; ;;ون بينهم اتف; ;;اق س; ;;ابق على ارتكاب; ;;ه‬
‫الجريم;;ة ي;;ترتب على الف;;رق ان;;ه هي حال;;ه التم;;الؤ يس;;ال ك;;ل من اش;;ترك في تنفي;;ذ الجريم;;ة كم;;ا ل;;و ك;;ان‬
‫ارتكبها وحده وهو حكم المادة (‪ )21‬هذه اما حاله التوافق ولعدم وجود االتف;اق المس;بق وع;دم التنفي;ذ بن;اء‬
‫على اتف; ;;اق يس; ;;أل ك; ;;ل منهم عن عمل; ;;ه ويعت; ;;بر الج; ;;اني مش; ;;ارك مس; ;;ؤول م; ;;تى ش; ;;رع في تنفي; ;;ذ االتف; ;;اق‬
‫الرتك; ;;اب الجريم; ;;ة اكم; ;;ل المش; ;;وار او لم يكمل; ;;ه الن; ;;ه منعكس ذل; ;;ك يك; ;;ون على العقوب; ;;ة وليس على تم; ;;ام‬
‫المسؤوليه عن الجريمه الن التنفيذ برأينا على االتفاق اما ان تتم الجريمه اما ال فهذا م;;ا يمكن الق;;ول مع;;ه‬
‫ان الجريم ; ;;ه اكتملت ام ظلت في مرحل ; ;;ة الش ; ;;روع ‪ .‬والتنفي ; ;;ذ نتيج ; ;;ه لالتف ; ;;اق الجن ; ;;ائي ي ; ;;رتب مس ; ;;ؤوليه‬
‫المش;;اركه الجنائي;;ه ليس فق;;ط عن االفع;;ال ال;;تي ش;;ملها االتف;;اق الجن;;ائي ب;;ل يمت;;د الى ك;;ل االفع;;ال المتوقع;;ه‬
‫التي ارتكبت في سبيل تنفيذ االتفاق الجنائي طالما انها مالوفه وعاديه تبعا للمجرى‪)1(.‬‬
‫الع;;ادي لالم;;ور ك;;ان يش;;ل اح;;د المش;;اركين ه;;و من تص;;دي لهم ان تص;;دى لمن يحم;;ل المس;;روق‬
‫هارب;;ا من ارض الجريم;;ه ول;;ذلك فان;;ه ال يس;;ال عن دور ك;;ل من المش;;اركين في تنفي;;ذ الش;;روع االج;;رامي‬
‫المتف;;ق على ح;;ده ب;;ل يس;;ال الجمي;;ع ويع;;اقب على ك;;ل النش;;اط االج;;رامي المتف;;ق علي;;ه وال;;ذي وق;;ع كنتيج;;ه‬
‫طبيعي; ;;ه لالتف; ;;اق او نتيج; ;;ه متوقع; ;;ه وق; ;;د قض; ;;ت محكم; ;;ة االس; ;;تئناف في س; ;;ابقه ح س ض; ;;د االمين هجين; ;;ا‬
‫واخ;;رون بان;;ه وفي مع;;رض الح;;ديث عن الم;;ادة ‪ 78‬المقابل;;ه للم;;اده ‪ 21‬الحالي;;ه ه;;ذه الم;;ادة تتطلب وج;;ود‬
‫رص;;د مش;;ترك بين الجن;;اة ارتك;;اب فع;;ل جن;;ائي وانهم لتحقيق;;ا او تنفي;;ذًا ل;;ذلك القص;;د المش;;ترك اش;;تركوا في‬
‫اح;;داث الفع;;ل الجن;;ائي وفي ه;;ذه الحال;;ه ف;;ان ك;;ل واح;;د منهم يك;;ون مس;;ؤوال عن ذل;;ك الفع;;ل كم;;ا ل;;و ك;;ان‬
‫ارتكب;;ه وح;;ده وتس;;تمر م;;ذكره الحكم لتق;;ول او ال يش;;ترط ان يق;;وم وك;;ل واح;;د منهم بال;;دور او الفع;;ل ال;;ذي‬

‫‪ ) (1‬شرح القانون الجنائي ‪1991‬م (مرجع سابق) ص ‪75‬‬

‫‪24‬‬
‫اس; ;;ند الي; ;;ه حس; ;;ب االتف; ;;اق ب; ;;ل يكفي لتغري; ;;د المس; ;;ؤوليه الجنائي; ;;ه عن ك; ;;ل واح; ;;د منهم ان يك; ;;ون حاض; ;;را‬
‫الرتك ;;اب الجريم ;;ه وف ;;ق القص ;;د المتف ;;ق علي ;;ه االفض ;;ل علي ;;ه تطبيق ;ًا من الم ;;ادة ( ‪ )78‬من القن ;;ون االس ;;بق‬
‫‪ 1974‬ولعلك تالحظ ان س;ياقه الم;ادة ‪ 78‬في الق;انونين الس;ابقين ش;رطه (‪ )83/74‬ك;انت اذا ارتكب;ه ع;ده‬
‫اش;;خاص فعال جنائي ;ًا تحقيق ;ًا لقص;;د مش;;ترك بينهم جميع;;ا ك;;ان كل;;ه منهم مس;;ؤوًال عن الفع;;ل كم;;ا ل;;و ك;;ان‬
‫ارتكبه وحده والنص الحالي اذا ارتكب شخصان اكثر جريمة تنفيذا التفاق جن;;ائي بينهم ومعل;;وم ان الفع;;ل‬
‫الجنائي غير الجريمة فالجريمة تشمل االفعال المادية ونتائجها مع التصور االج;;رامي ام;;ا الفع;;ل الجن;;ائي‬
‫فال يقوم فيه التص;ور اإلج;رامي وق;د ي;رتكب شخص;ًا فعًال جنائي;ًا وال يع;اقب علي;ه إذا في ه;ذه الحال;ة تق;وم‬
‫الجريم;;ة إلنع;;دام المس;;ئولية عنه;;ا الن الجريم;;ه كم;;ا عرفته;;ا من الم;;ادة (‪ )3‬من الق;;انون الجن;;ائي الس;;وداني‬
‫لسنة ‪ " 1991‬كل فعل معاقب عليه بموجب احكام هذا القانون أو أي قانون اخر"‪.‬‬
‫وكلم ; ;;ه اخ ; ;;يرا نقوله ; ;;ا ان المش ; ;;رع في الم ; ;;ادة (‪ )21‬اس ; ;;قط من اعتب ; ;;اره التع ; ;;دد في االش ; ;;خاص‬
‫واالرادات الن توحيد االراده بموجب اتفاق الجناة جعل كل من الجناة قد ض;;م ارادت;;ه إلرادة االخ;;ر به;;ذا‬
‫التوحد‪)1( .‬‬
‫في اإلرادة توحدت المسؤولية وهذا خالف لم;ا في الم;ادة (‪ )22‬ال;تي تناوله;ا من بع;د وق;د قض;ت‬
‫المحكمة العليا في محاكمه عب;د الفض;يل بالل قس;م الس;يد واخ;رون ولم;ا ك;انت الث;ابت تمام;ا ان القتي;ل انم;ا‬
‫ج; ;;اء الى م; ;;نزل المتهمين اع; ;;زل من ك; ;;ل س; ;;الح اال س; ;;بته وج; ;;اء الستنص; ;;اح اس; ;;باب حض; ;;ور المتهم الى‬
‫منزلهم رغم ما بينهم من مشكله سابقة وق;;د ب;ادر المتهم;ان الث;اني والث;الث بض;;ربه ك;رد غ;ير متك;افئ على‬
‫استفساره وقد كان المتهم االول قد تصدى البن القتيل الذي جاء مرافق له وتولى المتهمان الثاني والثالث‬
‫ام;;ر القتي;;ل فأص;;ابه رحم;;ه اهلل على راس;;ه بعك;;ازه واص;;ابه قس;;م الس;;يد بس;;يخه على يدي;;ه نش;;أ من االعت;;داء‬
‫االول تهشم في جمجمة القتيل وبالت;الي تس;بب في موت;ه ونش;أ من اعت;داء الث;اني كس;ر س;اعد القتي;ل االيمن‬
‫وااليسر‪.‬‬
‫لما كان من الثابت تماما انه لو لم يكن من اتفاق بين المتهمين على االعتداء علي القتي;ل الن;ه لم‬
‫يكن احد قد توقع قدومه اليه ولم يكن متاحا من ال;وقت الب;رام اتف;اق االعت;داء ف;;ان النص ال;واجب التط;بيق‬
‫ه;;و الم;;ادة (‪ )22‬من الق;;انون الجن;;ائي وليس الم;;ادة (‪ )21‬من ه;;و فق;;د تم االعت;;داء تواف;;ق وليس اتف;;اق ألن‬

‫‪ ) (1‬شرح القانون الجنائي ‪1991‬م ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ( ‪) 76 – 75‬‬

‫‪25‬‬
‫االم;;ر ال;;ذي يجع;;ل ك;;ل منهم;;ا مس;;ؤول عن فعل;;ه وليس فعل;;ه و فع;;ل االخ;;ر كم;;ا تقتض;;ي الم;;ادة ( ‪ )21‬من‬
‫الق;;انون الجن;;ائي في ان الق;;انون يقتض;;ي ب;;ان تك;;ون مس;;أله م;;دان رحم;;ه اهلل بالل قس;;م الس;;يد تحت الم;;ادة (‬
‫‪ )130‬من القانون الجنائي والمواد تحت المادة (‪ )139‬من القانون الجنائي السوداني ‪1991‬م‪.‬‬
‫وفي س ;;ابقة أخ ;;ري ع ;;ام ‪ 2003‬ق ;;الت المحكم ;;ة العلي ;;ا في عب ;;د الوه ;;اب محم ;;د االمين واخ ;;ر ك ;;ان‬
‫الدفاع قد وقع بأن المتهم الثاني لم يشارك في قتل القتيل وان الطعنة واحده وقد اقربها المدان االول لذلك‬
‫وليس من اساس في اسناد والفع;ل للم;دان الث;اني ق;الت المحكم;ه العلي;ا من هن;ا نن;اقش م;ا اذا ك;انت محكم;ه‬
‫الموضوع ومن بعدها محكمه االس;;تئناف ق;;د طبقت الم;;ادة (‪ )21‬من الق;انون الجن;;ائي ‪ 1991‬تطبيق;ا س;;ليما‬
‫من حيث الق; ;;انون مس; ;;تندة الى م; ;;ا ثبت له; ;;ا وق; ;;ائع‪ .‬اص; ;;درت محكم; ;;ه اول وث; ;;ان درج; ;;ه حكمه; ;;ا على أن‬
‫ضرورة قانونا الن يثبت االتهام إدانة المتهمين جميعا متى ثبت القس;ط المش;ترك وه;ذا ص;حيح قانون;ا الن‬
‫الم;;ادة (‪ )21‬نص;;ت على الغ;;اء اعتب;;ار التع;;دد واعت;;برت المتهمين جميع;;ا بتوح;;د اراداتهم بم;;وجب االتف;;اق‬
‫باعتب;;ارهم شخص;;ا واح;;دا واعت;;بر المش;;رع في ه;;ذه الحال;;ه ك;;ل متهم كم;;ا ل;;و ارتكب الجريم;;ه واح;;ده تنص‬
‫المادة (‪ )44‬من قانون العقوبات االماراتي على انه يع;;د ف;;اعال للجريم;;ة من ارتكبه;;ا وح;;ده او ك;;ان ش;;ريك‬
‫مباشر فيها ‪)1( .‬‬
‫يكون الشريك مباشر في الحاالت األتية‪:‬‬
‫اذا ارتكبها مع غيره ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اذا اشترك في ارتكابها وكانت تتكون من جمله افعال فان عمد عمل من االعمال المكون لها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اذا س;;خر غ;;يره ب;;اي وس;;يله لتنفي;;ذ الفع;;ل المك;;ون للجريم;;ة وك;;ان ه;;ذا الش;;خص االخ;;ير غ;;ير مس;;ؤول‬ ‫‪.3‬‬
‫عنها بنائيا ألي سبب ونصت المادة (‪ )45‬على انه يعد شريكا بالتسبب في الجريمة‪:‬‬
‫من حرض على ارتكبها ووقعت بناء على هذا التحريض‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫من اتفق مع غيره على ارتكابه فوقعت بناء على هذا االتفاق‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫اعطي الفاع;;ل س;;الحا او آالت او اداة او اي ش;;يئا اخ;;ر اس;;تعمله في ارتكاب;;ه الجريم;;ة م;;ع علم;;ه‬ ‫ت‪.‬‬
‫بها ساعد الفاعل عم;دا ب;اي طريق;ه اخ;رى من االعم;ال المجه;زة او المس;هلة او المتمم;ة الرتك;اب‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫‪ ) (1‬شرح القانون الجنائي ‪1991‬م ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪) 78-76‬‬

‫‪26‬‬
‫وتتوفر مس;ؤوليه الش;ريك س;واء ك;ان اتص;;اله بالفاع;ل مباش;ره ونص;;ت الم;ادة ( ‪ )46‬يع;رض حكم‬
‫الش;;ريك المباش;;ر ك;;ل ش;;ريك بالتس;;بب وج;;د في مك;;ان الجريم;;ة بقص;;د ارتكابه;;ا اذا لم يرتكبه;;ا الم;;ادة ( ‪)47‬‬
‫من اشترك في جريمة بوصفه شريكه مباشره او متس;;ببا ع;وقب بعقوبته;;ا م;;ا لم ينص الق;انون على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫على ذل;;ك فص;;ور االش;;تراك الجن;;ائي في الق;;انون االم;;اراتي‪ :‬ام;;ا ارتك;;اب الجريم;;ة م;;ع الغ;;ير او‬
‫الت;;دخل في افع;;ال او تتغ;;ير غ;;يره في اي وس;;يله لتنفي;;ذ الفع;;ل المك;;ون للجريم;;ة ولم يش;;ترط االتف;;اق الس;;ابق‬
‫على ارتكاب الجريمة وقد ركز على االشتراك في الجريمة مباشره او م;ع غ;يره فتعت;بر مباش;ره للجريم;ة‬
‫ف;;اعتبر المس;;خر اداه في ي;;د الفاع;;ل المباش;;ر ويعامل;;ه باعتب;;اره الفاع;;ل االص;;لي المباش;;ر للجريم;;ة ويتط;;ابق‬
‫النص المص;;ري الم;;ادة (‪ )390/1‬فقرتيه;;ا االولى والثاني;;ة ولم ينص على الفاع;;ل المعن;;وي وفي الص;;ورة‬
‫الثالث ;;ة للم ;;ادة (‪ )44‬ويقص ;;د الفاع ;;ل المعن ;;وي حال ;;ه تح ;;ريض ع ;;ديم األهلي ;;ة او حس ;;ن الني ;;ة على ارتك ;;اب‬
‫الجريم; ;;ة ف; ;;يرتكب االخ; ;;ير الجريم; ;;ة بس; ;;بب ه; ;;ذا التح; ;;ريض او تل; ;;ك المس; ;;اعدة واعت; ;;برت محكم; ;;ه النقض‬
‫المصرية الفاعل المعنوي فاعل رئيسي في الجريمة وجرى الفق;ه والقض;اء في مص;ر واالم;ارات على ان‬
‫اركان المساهمة الجنائية األصلية عباره عن ركن م;ادي فع;ل او افع;ال الجريم;ة وركن معن;وي ه;و وح;ده‬
‫القص;;د بين ك;;ل الجن;;اة فك;;ل منهم يري;;د ذات النتيج;;ة ال;;تي يت;;دبروها االخ;;رون وبالت;;الي فان;;ه الب;;د من اتف;;اق‬
‫بين الجناة وقت ارتكاب الجريمة تنفيذا لقصده المشترك ويكون ك;ل منهم كم;ا ل;و ك;ان ق;;د ارتكب الجريم;ة‬
‫وحده فال اساس للقول بما قام او لم يقم به اي من المتهمين هذا النظر نص عليه المشرع السوداني نص;;ه‬
‫في المادة (‪ )21‬على النحو الذي طرحناه ويسنده الفقه االسالمي‪.‬‬

‫االشتراك دون اتفاق جنائي‪:‬‬


‫في نص المادة (‪ )22‬على انهم اذا ارتكب شخصان هو اكثر جريمة دون اتفاق بينهم;;ا يك;;ون ك;;ل‬
‫واحد منهم مسؤول عن فعله ويعاقب بالعقوبة المقررة للجريمة التي يشكلها ذلك الفعل ‪:‬‬
‫هذه المادة تنص على صوره اخرى من المسؤولين المشتركة وهي صوره المساهمة بالفعل مع اتخ;;اذ في‬
‫القصد دون اتفاق سابق اي صوره ارتكاب فعل جنائي من جماعه من الناس لديهم اص;;ل متماث;;ل دون ان‬
‫يكون بينهم اتفاق سابق‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫يالح;;ظ ان ه;;ذه الص;;ورة ال تت;;وافر ع;;اده في العم;;ل اال بالنس;;بة للح;;وادث الطارئ;;ة ال;;تي يق;;دم فيه;;ا‬
‫شخص على ارتكاب فعل جنائي ويأتي اخرون ويتدخلون في جريمة بنفس القصد او العلم‪.‬‬
‫االش ;;تراك في ه ;;ذه الم ;;ادة ال يق ;;وم على اتف ;;اق وانم ;;ا يق ;;وم على التواف ;;ق وينبغي االح ;;تراز وع ;;دم‬
‫الخل;;ط بين االتف;;اق والتواف;;ق االتف;;اق ه;;و العنص;;ر االساس;;ي ال;;ذي يق;;وم علي;;ه القص;;د المش;;ترك في الم;;ادة (‬
‫‪ )21‬حيث يتطلب التقاء ارادتين على تفاهم سابق اما التوافق فهو مجرد خ;;واطر اي ان نفس الفك;;رة ل;;دى‬
‫اك ; ;;ثر من ش ; ;;خص على تنفي ; ;;ذها في وقت واح ; ;;د مث ; ;;ال ان ي ; ;;تردد اللص ; ;;وص على حي معين حيث يوم ; ;;ا‬
‫بارتك;;اب الجريم;;ه الس;;رقه ويق;وم س;;كان الحي في حراس;;ه ليلي;;ه ويق;ع اح;;د اللص;;وص في اي;;دهم ثم يقوم;;ون‬
‫بضربه ضرب مبرحا يؤدي الى وفاته فانه يجوز مداهم;ه محاكم;ه الجن;اة في ه;ذا الحال;ه بعقوب;ات مختلف;ه‬
‫حس;;ب الفع;;ل ال;;ذي ات;;اه ك;;ل منهم فل;;و ق;;ام اح;;د الجن;;اة بض;;رب اللص بالس;;وط واخ;;ر بعص;;ا والث;;الث بس;;كين‬
‫وثبت ان ض;;ربة الس;;كين هي ال;;تي ادت الوف;;اء وان ض;;رب الس;;وط س;;بب أزي جس;;يما فك;;ل من المتهمين‬
‫الثالث يعاقب حسب الفعل الذي ارتكبه والذي شكل جريمه معينه‪)1( .‬‬
‫ويعاقب احدهما بجريمه القتل والثاني باالذى الجسيم والثالث باالذى البسيط ذلك ان التواف;;ق بين‬
‫المتهمين يختل;;ف اختالف واض;;حا عن االتف;;اق ان االول يت;;وفر بمج;;رد اتج;;اه ني;;ه المتهمين ك;;ل منهم على‬
‫حده على االعتداء على المجني عليه في وقت واحد ولسبب واحد او اس;باب متنوع;ه دعت الك;ل للقي;ام ب;ه‬
‫اي ان فكره االعتداء قامت عند كل من المتهمين بان تحدث خواطرهم على االعتداء عن;;د ك;;ل منهم بذات;;ه‬
‫أم ;;ا االتف ;;اق الم ;;ؤدي الى باعتب ;;اره مس ;;اهمه اص ;;ليه ف ;;ان ذل ;;ك يتحق ;;ق كم ;;ا راين ;;ا باتص ;;ال ارائهم وع ;;زمهم‬
‫وتصميمهم على تنفيذ الخطه بأن تتقابل االرادات وتتحد‪.‬‬
‫االشتراك بغير تفاهم سابق‪:‬‬
‫اذا لم يكن بين الجن;;اة اتف;;اق س;;ابق فال تعت;;بر ه;;ذه الص;;وره اش;;تراك ب;;المعنى الق;;انوني ومن ثم فال‬
‫تترتب االثار ال;تي يري;دها الق;انون لالش;تراك انم;ا تتع;دد الجريم;ه بتع;دد المج;رمين بحيث يعت;بر ك;ل منهم;ا‬
‫مرتكبا لجريمه متبعا لفعله وهو ما اشار اليه المشرع السوداني بانه االشتراك دون اتفاق جنائي ‪)2(.‬‬

‫‪ ) (1‬شرح القانون الجنائي ‪1991‬م معدل ‪( ، 2016‬مرجع سابق) ‪ ،‬ص (‪) 78-77‬‬
‫‪ ) ( 2‬شرح القسم العام من القانون الجنائي السوداني في ثوبه الجديد ‪ ،‬د‪ /‬بدرية عبدالمنعم حسونه ‪ ،‬قاضي المحكمة العليا ‪ ،‬ص (‪)186‬‬

‫‪28‬‬
‫وقد ورد في احكام القران للقرطبي فان اشتركوا في السرقه ب;ان نق;ل واح;د الح;رز واخ;رج واح;د‬
‫الم;;ال ف;;ان ك;;ان متع;;اونين قطع;;ا وان انف;;رد ك;;ل واح;;د بفعل;;ه دون اتف;;اق بينهم;;ا ب;;ان يجي اخ;;ر ويخ;;رج فال‬
‫قطع على واحد منهما وإ ن تعاون في النهب وينفرد احدهما باالخراج فالقطع عليه خاصه‪)1( .‬‬
‫المادة (‪ ) 2( )41‬من اشترك في جريمه فعليا عقوبتها اال ما استثناء قانونا بنص خاص االش;;تراك‬
‫في الشريعة اإلسالمية (‪)3‬هو االشتراك بطريق فعليه وهو االشتراك االصلي الذي يقال للمش;;ترك في;;ه أن;;ه‬
‫فاعل اصلي واالشتراك يوجد في حال;ه تع;دد الجن;اة ال;ذين يباش;رون ركن الجريم;ة الم;ادي وه;و م;ا نس;ميه‬
‫اليوم بتعدد الفاعلين االصليين او اشتراك اكثر فمن يقتل انسانا او يسرق متاعه فهو مباشر لجريم;;ه القت;;ل‬
‫او الس;;رقه واذا اش;;ترك اثن;;ان او اك;;ثر في القت;;ل ف;;اطلق ك;;ل منهم;;ا عي;;ارا ناري;;ا علي;;ه فاص;;ابه اص;;ابه قاتل;;ة‬
‫فكل منهم مباشرة لجريمه القتل واذا سرقوا من حرث امتعه االخر وكل منهم سارق ‪.‬‬
‫عقوبة المباشرين ‪:‬‬
‫القاعدة العامه في الشريعه ان تعدد الفاعلين ال يؤثر على العقوبة التي يس;;تحقها ك;;ل منهم ل;;و ك;;ان‬
‫ارتكب الجريمه بمفرده فعقوبة من اشترك مع أخرين في مباشرة الجريم;;ة هي نفس العقوب;;ة المق;;ررة لمن‬
‫ارتكب الجريمة وحده‪)4( .‬‬
‫اثر الظروف واألعذار على عقوبة المباشر‪:‬‬
‫اذا كانت عقوبة الجريمة واجب على كل مباشر وان اشتراك مع غيره اال ان عقوبة مباشر تؤثر‬
‫بظروفه الخاصه واألصل في ذلك ان العقوبه المستحقة على كل جاني تتاثر بما ياتي ‪:‬‬
‫بص;;فه الفع;;ل ‪ :‬فق;;د يك;;ون الفع;;ل بالنس;;به الح;;د الجن;;اة اعت;;داء بالنس;;به للث;;اني دفع ;ًا دفاع;;ا ش;;رعيا‬ ‫‪.1‬‬
‫وبالنسبه للثالث تأديبًا‪.‬‬
‫ص;فة الفاع;ل ‪ :‬فق;د يك;ون اح;د الف;اعلين مجنون;ه واح;دهم ع;اقال وق;د يك;ون اح;د الجن;اة أب المج;نى‬ ‫‪.2‬‬
‫عليه واالخر اجنبيه‪.‬‬

‫‪ ) ( 1‬القانون الجنائي أسس ومبادئه ونظرياته العامة ‪ ( ،‬مرجع سابق ) ‪ ،‬ص (‪)48‬‬
‫‪ ) (2‬الموسوعة الجنائية الحديثة ‪ ،‬قانون العقوبات ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص(‪)433‬‬
‫‪ ) (3‬االشتراك في الجريمة في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬ص (‪)49‬‬
‫‪ ) (4‬االشتراك في الجريمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪)50‬‬

‫‪29‬‬
‫قصد الفاعل ‪ :‬فقد يكون احدهما عامدا واالخر مخطئ;;ا وك;;ل ه;;ذا ي;;ؤثر على العقوب;;ة فمن ك;;ان في‬ ‫‪.3‬‬
‫حال الدفاع او تأديب فال عقاب عليه إذا لم يتجاوز حد الدفاع والتأديب هو كان مجنون;;ا فال عق;;اب‬
‫عليه لعدم االهليه بخالف العاقل المميز ومن كان مخطئًا نزلت عقوبته عن عقوبة العامل‪)5(.‬‬
‫تأثير الشريك بظروف شريكه‪:‬‬
‫القاع;;دة في الش;;ريعة ان;;ه اذا ت;;اثرت عقوب;;ه اح;;د الش;;ركاء لص;;فه في الفع;;ل او لص;;فه في الفاع;;ل او‬
‫القصد الفاعل فانه عقوبه الشريك االخر الذي لم تتوفر له هذه الصفات ال تتأثر بفعل غ;;يري او ص;;فته او‬
‫قص;;ده الن االنس;;ان يحاس;;ب على فع;;ل غ;;يره ف;;اذا ك;;ان اح;;د الش;;ريكين في ال;;وطء ص;;غيرا واالخ;;ر بالغ;;ا او‬
‫احدهما مستيقظا واالخر نائما او احدهما عاقله واالخره مجنون او احدهم عالما بالتحريم واالخ;;ر الجاه;;ل‬
‫او احدهم مختارا واالخر مسلم واالخر مس;تأمن وجب الح;د وينف;رد االخ;ر بم;ا سيس;قطه وان ك;ان اح;دهما‬
‫محس;نا واالخ;ر غ;ير محس;ن وجب الرج;ل على المحس;ن والجل;د على غ;ير المحس;ن والتغ;ريب الن اح;دهم‬
‫ينفرد بين الرجل واالخر من فرد بين الجل;د والتغ;ريب وك;ذلك ج;رح ش;خص اخ;ر دفاع;ا عن نفس;ه وتعم;د‬
‫اخر جرحه بقصد قتله فمات من الجرحين فان الجاني االول دفاع عن نفسه وتعمد اخر بقصد قتله ‪.‬‬
‫والشرع أباح ل;ه الفع;ل ويع;اقب األخ;ر بعقوب;ة القت;ل العم;د ألن فعل;ه ع;دوان متعم;د وال ي;ؤثر علي‬
‫عقوبت;;ه وإ ن اش;;تراك في القت;;ل م;;ع من أب;;اح ل;;ه القت;;ل ألن إعف;;اء األول ك;;ان بص;;فة في فعل;;ه لم تت;;وفر في‬
‫فعال الثاني وإ ذا اشترك مجنونًا وعاقل في ارتكاب جريمة أعفيه األول من العقوبة لجنونه وعقوب الث;اني‬
‫بالعقوب;;ة المق;;درة للجريم;;ة دون أن يك;;ون االعف;;اء أساس ;ًا م;;انع أو ص ;;فة ت;;وفرت في األول ولم تت;;وفر في‬
‫الثاني و األب فيما يشترك مع غيره في قتل ولده ال يقتص منها ولكن الغير يقتص منه الن أس;;اس إعف;;اء‬
‫الصفة إعفاء لصفة األبوة وهي صفة خاصة به ال تتوفر في شريكه ‪.‬‬
‫والعامد والمخطئ إذا اشتركاء في جريمة قتل عقوب كل منهم علي أس;;اس ق;;د فع;;ل العام;;د عقوب;;ة‬
‫العم;;د وعلي المخطئ عقوب;;ة الخط;;أ وال تت;;أثر عقوب;;ة األول بتخفي;;ف عقوب;;ة الث;;اني ألن التخفي;;ف أساس;;ي‬
‫انعدام قصد الجاني وهو ما مانع ال يتوفر في العمد ‪.‬‬
‫ه; ;;ذه هي القاع; ;;دة األساس; ;;ية في الش; ;;ريعة اإلس; ;;المية وال خالف عليه; ;;ا بين الفقه; ;;اء إذا ك; ;;انوا ق; ;;د‬
‫اختلف;وا عن;د تط;بيق القاع;دة علي ج;رائم الح;دود والقص;;اص ف;;إن الخالف ليس في الواق;;ع علي تط;بيق ه;ذه‬

‫‪ ) (5‬االشتراك في الجريمة في الفقة اإلسالمية ‪ ،‬ص (‪) 53 – 52‬‬

‫‪30‬‬
‫القاع ;;دة إنم ;;ا الخالف علي تط ;;بيق قاع ;;دة أخ ;;ري هي قاع ;;دة ( درء الح ;;دود بالش ;;بهات ) كم ;;ا أن الخالف‬
‫محصور في المجاالت التي تكتمل فيها أن يكون فعل أحد المش;تركين ه;و ال;ذي أدي إلي النتيج;ة المع;اقب‬
‫عليها دون فعل األخر أو األخرين كما ل;ه القت;ل من عم;د ومخطئ ومن ي;دافع متعم;د ومن مجن;ون وعاق;;ل‬
‫ومن صبي بالغ ومن عمل الطبيب وعدون الجاني ‪.‬‬
‫اختلفوا في هذه الحاالت وأمثل;ة له;ا ‪ :‬الن فع;ل الش;ريكين أدي للقت;ل ومن المحتم;ل أن يك;ون فع;ل‬
‫أحدهما هو ال;ذي أدي للقت;ل دون فع;ل ش;ريكه وي;ري البعض في قي;ام ه;ذا االحتم;ال ش;بهة ت;درء إلي القت;ل‬
‫دون شريكه وأخر والبعض األخر أن ال شبهة فلم يدرء عن الحد ويعاقب كًال بعقوبته المستحقة عليهم ‪.‬‬
‫ف; ;;الخالف إذن ليس علي القاع; ;;دة األص; ;;لية وإ نم; ;;ا علي عاق; ;;دة درء الح; ;;دود بالش; ;;بهات وإ ن ك; ;;انت‬
‫النتيج;;ة عملي;;ة ومن ي;;درء الح;;دود ح;;دود الش;;ريك يت;;أثر بظ;;روف ش;;ريكه عمًال س;;واء ك;;انت ه;;ذه الظ;;روف‬
‫قائمة علي صفة الفعل أو صفة الفاعل او قصده ‪)1(.‬‬
‫كيف وإ لي أي مدي تتأثر عقوبة الشريك لظروف شريكه ‪:‬‬
‫القاع;;دة في الش;;ريعة أن;;ه إذا ت;;أثرت عقوب;;ة أح;;د الش;;ركات بص;;فة في القت;;ل او ص;;فة في الفاع;;ل او‬
‫القصد او قصد الفاعل ف;إن عقوب;ة الش;ريك األخ;ر ال;ذي لم تت;وفر ل;ه ه;ذه الص;;فات ال تت;أثر بفع;ل غ;يره أو‬
‫ص ;;فته أو قص ;;ده ف ;;إذا ج ;;رح شخص; ;ًا أخ ;;ر دفاع; ;ًا عن نفس ;;ه وتعم ;;د الث ;;اني جرح ;;ه بقص ;;د قتل ;;ه فم ;;ات من‬
‫الج;;رحين ف;;إن الج;;اني األول يعفى من العق;;اب ألن وج;;وده في حال;;ة دف;;اع ش;;رعي أب;;اح ل;;ه الفع;;ل ويع;;اقب‬
‫الثاني بعقوبة القتل العمد ألن فعله عدوان متعمد وال ي;ؤثر علي عقوبت;ه المش;تركه م;ع من أب;اح القت;ل الن‬
‫إعف;;اء األول ك;;انت لص;;فته في فعل;;ه لم تت;;وفر في فع;;ل الث;;اني وإ ذا اش;;ترك مجنون ;ًا م;;ع عاق;;ل في إرتك;;اب‬
‫الجريم;ة أعفي االول من العقوب;ة لجنون;ه وعق;وب الث;اني بالعقوب;ة المق;ررة للجريم;ة دون أن يك;ون بإعف;اء‬
‫االول أثر علي عقوبة الثاني إذن اإلعفاء أساسه معني أو صفة توفرت في األول ولم تتوفر في الثاني ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬األب حين يش;ترك م;ع غ;يره في قت;ل ول;ده ال يقتص من;ه ولكن الغ;ير يقتص من;ه الن أس;اس اعف;اء‬
‫األب صفة األبوة في األب وهي صفة خاصة به ال تتوفر في شريكه فال يستفيد منها الشريك ‪)2(.‬‬

‫‪ ) (1‬االشتراك في الجريمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ( ‪) 54 – 53‬‬


‫‪ ) (2‬التشريك الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬المجلد األول ‪ ،‬ص (‪) 295 – 294‬‬

‫‪31‬‬
32
‫الفصل الثالث‬
‫ويحتوي علي ‪:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬االشتراك في جرائم القصاص‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬عدم تأثير الفاعل بالظروف الشخصية التي توفر لدي غيره من الفاعلين‬

‫‪33‬‬
‫المبحث االول‬
‫االشتراك في جرائم القصاص‬
‫الجرائم التي يتعلق بها القصاص هي الجرائم االعتداء علي النفس هو أما أن يك;;ون بإتالفه;;ا وه م;;ا يس;;مي‬
‫بجريمة القتل وقد يكون ب;إتالف ج;زء منه;ا وه;ذا م;ا يس;مي بجريم;ة االعت;داء علي م;ا دون النفس من قت;ل‬
‫او جرح أو نحو ذلك ‪.‬‬
‫أدلة مشروعية القصاص ‪:‬‬
‫القصاص من القاتل واجب إذا توافرت أركانه وشروطه يدل علي هذا الكت;اب والس;نة أم;ا الكت;اب‬

‫ففي قول ;;ه تع ;;الي (َتْقُتُل وا الَّنْفَس اَّلِتي َح َّر َم الَّل ُه ِإاَّل ِب اْلَح ِّق َو َم ْن ُقِت َل َم ْظ ُلوًم ا َفَق ْد َج َع ْلَن ا ِلَو ِلِّي ِه ُس ْلَطاًنا َفاَل‬
‫ُيْس ِر ْف ِف ي اْلَقْتِل ِإَّنُه َك اَن َم ْن ُص وًر ا (‪ ))33‬سورة النساء ‪.‬‬
‫وقوله تعالي ‪َ( :‬و َلُك ْم ِف ي اْلِقَص اِص َح َياٌة َيا ُأوِلي اَأْلْلَباِب َلَع َّلُك ْم َتَّتُقوَن (‪ ))179‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫أما السنة في قوله صلي اهلل عليه وسلم ‪( :‬من اعتبط مؤمنًا بقتل فهو ق;;ود ب;;ه إال ان يرض;;ي ولي المقت;;ول‬
‫فمن حال دون فعليه لعنه اهلل وغضبه ال يقبل منه صرف وال عدل )‬
‫يقول الشيخ ابو الزهراء ( إن القصاص شريعة الديانات السماوية كلها وليس شريعة القرآن وحده ) ‪)1(.‬‬
‫يكون االشتراك في حالتين ‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬إذا اشترك المجني عليه مع الجاني في الخطأ ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬إذا لم يباشر الجاني الجناية ولكنه عوانه عليها أو حرضه عليه ‪.‬‬
‫أوًال ‪ :‬وإ ذا اشترك المجنى عليه مع الجاني في الخطأ‪:‬‬
‫تخف;;ف العقوب;;ة بق;;در نص;;يب المج;;نى علي;;ه؛ ألن;;ه اش;;ترك فى الفع;;ل‪ ،‬فأع;;ان على نفس;;ه‪ ،‬فمثًال إذا‬
‫اشترك أربعة فى حفر بئر فوقعت عليهم بخطئهم فمات أحدهم فعلى كل من الثالثة الباقين ربع دي;;ة فق;;ط‪،‬‬
‫وإ ذا كان عشرة يرمون بالمنجنيق فرجع عليهم بخطئهم فأصاب أح;;دهم فم;;ات فعلى الب;;اقين ك;;ل منهم تس;;ع‬
‫دي;ة ويس;قط عش;ر الدي;ة مقاب;ل اش;تراك المج;نى علي;ه فى الخط;أ ال;ذى أع;ان ب;ه على نفس;ه وق;د قض;ى على‬
‫بن أبى ط;;الب بمث;;ل ه;;ذا فى قض;;ية موض;;وعها‪ :‬أن عش;;رة م;;دوا نخل;;ة فس;;قطت على أح;;دهم فم;;ات فقض;;ى‬
‫على الباقين كل بعشر الدية وأسقط عشرها ألن القتيل أعان على نفسه ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬االشتراك في الجريمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ( ‪) 169 – 168‬‬

‫‪34‬‬
‫ولكن الفقهاء يختلفون فى حالة المصادمة فيرى بعضهم عقاب كل متصادم عقوبة كاملة عن فعله‪ ،‬وي;رى‬
‫البعض اآلخر أن الموت حدث من فعلين فنصف العقوبة ‪.‬‬
‫والرأى الثانى ‪ :‬يتفق م;ع م;ا تأخ;ذ ب;ه المح;اكم فى مص;ر وفرنس;ا‪ ،‬ف;إن اش;ترك المج;نى علي;ه فى الخط;أ ال‬
‫يخليه من المسئولية الجنائية ولكنه يؤثر على التعويض ويدعو إلى تخفيف العقوبة‪.‬‬
‫وتعتبر رابطة السببية قائمة س;واء ك;ان الم;وت نتيج;ة مباش;رة لفع;ل الج;انى أو ك;ان نتيج;ة مباش;رة‬
‫لفع;;ل غ;;يره من إنس;;ان أو حي;;وان م;;ا دام الج;;انى ه;;و المتس;;بب فى الفع;;ل‪ ،‬فمن يعبث ببندقيت;;ه فتنطل;;ق من;;ه‬
‫خطأ فتصيب المجنى عليه فهو مسئول عن القتل إذا م;ات‪ ،‬ومن يكل;ف أج;يًر ا بحف;ر ب;ئر فى طري;ق فس;قط‬
‫فيه;;ا أح;;د فم;;ات من س;;قطته فالقات;;ل ه;;و المال;;ك م;;ا دام األج;;ير ال يعلم أنه;;ا فى مل;;ك اآلخ;;ر‪ ،‬ومن ق;;اد داب;;ة‬
‫فعقرت شخًص ا فمات من العقر فالقاتل هو القائد‪)1( .‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬إذا لم يباشر الجانى الجناية ولكنه عاون عليها أو حرض عليها‪:‬‬
‫مح;;ل ه;;ذا الش;;رط أن يتع;;دد الجن;;اة ألن الج;;انى الواح;;د يباش;;ر الجناي;;ة بنفس;;ه س;;واء ك;;ان القت;;ل مباش;;رة أو‬
‫تسبًب ا‪ ،‬أما إذا تعدد الجناة فإن بعضهم ق;د يباش;ر الجناي;ة بنفس;ه‪ ،‬وبعض;هم ق;د يعين المباش;رين وبعض;هم ق;د‬
‫يحرض على الجناية‪.‬‬
‫ومن المتف;ق عليه;ا بين الفقه;اء األربع;ة إن تع;دد الجناي;ة ال يمن;ع من المحكم عليهم فبالقص;اص م;ا دام كل;ه‬
‫منهم قد باشر الجناية وإ ذا كان القصاص يقتض;ي المماثل;ة ف;إن المماثل;ة ش;رط في الفع;ل ال في ع;دد الجن;اة‬
‫والمجني عليهم او أحق مما يجعل فيه القصاص إذا قتل الجماعة الواحد وأن القتل ال يوجد عادة إال علي‬
‫س;;بيل االجتم;;اع فل;;و لم يجع;;ل في;;ه القص;;اص النس;;د ب;;اب القص;;اص إذا ك;;ان ك;;ل من األخ;;ر فل;;و قت;;ل غ;;يره‬
‫واس;;تعان بغ;;يره يض;;مه إلي;;ه ليبط;;ل القص;;اص عن نفس;;ه وفي ه;;ذا م;;ا يف;;وت الف;;رض من ف;;رض القص;;اص‬
‫وهو الحياة ومنع القتل ‪)2(.‬‬
‫قال تعالي ‪َ( :‬و َلُك ْم ِف ي اْلِقَص اِص َحَياٌة َيا ُأوِلي اَأْلْلَباِب َلَع َّلُك ْم َتَّتُقوَن (‪ ))179‬سورة البقرة‬
‫وهناك رواية عن أحمد بأن القصاص يسقط عن الجناة إذا تعدد وتجب عليه الدية ويري ابن الزب;;ير وابن‬
‫س ;;يرين وأخ ;;رون أن القت ;;ل من الق ;;اتلين واح ;;د ويؤخ ;;ذ من الب ;;اقين حصص ;;هم من الدي ;;ة وحجتهم في ع ;;دم‬
‫القصاص من الجمع أن كل واخد منهم مكاني للجاني ‪ ،‬فال يستوفي ابدال بمب;دل واح;د كم;ا ال تجب دي;ات‬

‫‪ ) ( 1‬االشتراك الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ( ‪)85‬‬


‫‪ ) (2‬التشريع الجنائي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 95 – 94‬‬

‫‪35‬‬
‫المقت ;;ول واح ;;د وإ ن اهلل تع ;;الي ق ;;ال ‪َ( :‬ي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن َآَم ُن وا ُك ِتَب َع َلْي ُك ُم اْلِقَص اُص ِف ي اْلَقْتَلى اْلُح ُّر ِب اْلُح ِّر‬
‫َو اْلَعْب ُد ِباْلَعْب ِد َو اُأْلْن َثى ِب اُأْلْن َثى َفَم ْن ُع ِفَي َل ُه ِم ْن َأِخ ي ;ِه َش ْي ٌء َفاِّتَب اٌع ِب اْلَم ْع ُر وِف َو َأَد اٌء ِإَلْي ِه ِبِإْح َس اٍن ) وقول;;ه‬
‫تعالي ‪( :‬الَّنْفَس ِبالَّنْفِس ) ‪ .‬ومقتضاه أن ال يؤخذ بالنفس أكثر من نفس واحدة‪.‬‬
‫وإ ذا كان الفقهاء األربع;ة ق;;د اتفق;وا على القص;;اص من الجماع;ة للف;رد إذا باش;روا القت;ل‪ ،‬ف;;إنهم اختلف;وا فى‬
‫حالة اإلعانة على القتل أو التحريض عليه‪ ،‬والمسائل المختلف عليها أربع‪:‬‬
‫أولها‪ :‬اإلعانة فى حالة التمالؤ‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬إمساك القتيل للقاتل‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬األمر بالقتل‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬اإلكراه على القتل‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬اإلعانة فى حالة التمالؤ‪:‬‬
‫ذكرن;;ا قبًال أن التم;;الؤ عن;;د أبى حنيف;;ة ه;;و التواف;;ق‪ .‬وأن ب;;اقى األئم;;ة ي;;رون التواف;;ق قتًال على االجتم;;اع ال‬
‫تم;;الؤ في;;ه‪ ،‬وأن التم;;الؤ عن;;دهم ه;;و االتف;;اق الس;;ابق على ارتك;;اب جريم;;ة القت;;ل‪ ،‬والف;;رق بين الح;;التين أن‬
‫المباش;;رين فى حال;;ة االتف;;اق يعت;;بر ك;;ل منهم ق;;اتًال‪ ،‬ول;;و ك;;ان فعل;;ه بال;;ذات غ;;ير قات;;ل‪ ،‬م;;ا دام الم;;وت ك;;ان‬
‫نتيجة أفعال الجميع أما فى حالة التوافق فال يعتبر المباش;;ر ق;;اتًال إال بش;;روط بيناه;;ا عن;;د الكالم على القت;;ل‬
‫على االجتماع‪.‬‬
‫وال خالف فى أن القات;;ل فى الح;;التين يقتص من;;ه ول;;و تع;;دد المباش;;رون س;;واء ك;;ان اجتم;;اعهم على القت;;ل‬
‫نتيجة اتفاق سابق أو توافق غير منتظر‪.‬‬
‫ولكن الخالف فى حكم من اتفق ولم يحضر القتل‪ ،‬أو أعان عليه ولم يباشره فأبو حنيف;ة والش;افعى وأحم;د‬
‫يرون القصاص من المباشر فقط‪ ،‬وتعزير من لم يباشر‪.‬‬
‫ومالك يرى قتل من حضر ولم يباشر ومن أعان ولم يباشر‪ ،‬كأن ك;ان ربيئ;ة أو حارًس ا لألب;واب‪ ،‬أم;ا من‬
‫اتف;;;ق ولم يحض; ;;ر فعلي;;;ه التعزي;;;ر فى ال;;;راجح‪ .‬ويش;;;ترط فيمن حض; ;;ر أو من أع ;;ان أن يكون;;;وا بحيث ل;;;و‬
‫استعان بهم أعانوا‪ ،‬أو إذا لم يباشره أحد المتماثلين باشره اآلخر فش;;رط القص;;اص إذن أن يك;;ون المتم;;الئ‬
‫غير المباشر فى محل الحادث أو على مقربه منه‪ ،‬وليس من الضرورى أن يباشر القتل بنفسه ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وقد جاء فى فتاوى ابن تيمي;ة أمثل;ة على ه;ذه الح;االت المختلف;ة ففيه;ا إذا اش;ترك جماع;ة فى قت;ل معص;;وم‬
‫"أى مح;;رم القت;;ل" بحيث أنهم جميًع ا ل;;و باش;;روا قتل;;ه‪ ،‬وجب الق;;ود ‪ -‬أى القص;;اص ‪ -‬عليهم جميًع ا‪ ،‬وإ ن‬
‫ك;;ان بعض;;هم ق;;د باش;;ر وبعض;;هم ق;;ائم يح;;رس المباش;;ر ويعاون;;ه ففيه;;ا ق;;والن‪ :‬أح;;دهما‪ :‬ال يجب الق;;ود إال‬
‫على المباشر‪ ،‬وهو قول أبى حنيفة والشافعى وأحمد والثاني‪ :‬يجب على الجميع وهو قول مالك‪.‬‬
‫وج;;اء فى الفت;;اوى أيًض ا‪ :‬أن;;ه إذا اش;;ترك أوالد رج;;ل م;;ع أجن;;بى فى قت;;ل وال;;دهم ج;;از قتلهم جميًع ا‪ ،‬فقت;;ل‬
‫المباش;;ر باتف;;اق األئم;;ة ‪ ،‬وأم;;ا ال;;ذين أع;;انوا بمث;;ل إدخ;;ال الرج;;ل إلى ال;;بيت قف;;ل األب;;واب ونح;;و ذل;;ك‪ ،‬ففى‬
‫قتلهم قوالن أوًال ‪ :‬وقتلهم مذهب مالك‬
‫ثانًي ا‪ :‬إمساك القتيل للقاتل‪ :‬إذا أمسك رجل آخ;;ر فج;;اء ث;;الث فقتل;;ه فال مس;;ئولية على الممس;;ك إذا لم يمس;;كه‬
‫بقص; ;;د القت; ;;ل أو لم يكن يعلم أن القات; ;;ل س; ;;يقتله أم; ;;ا إذا أمس; ;;كه بقص; ;;د القت; ;;ل فقتل; ;;ه الث; ;;الث فال خالف فى‬
‫القصاص من الثالث أى مباشر القتل‪ ،‬ولكنهم اختلفوا فى الممسك على الوجه الذى سنبينه بعد‪.‬‬
‫فمال ;;ك ي ;;رى الممس ;;ك قصاًص ا إذا أمس ;;ك القتي ;;ل ألج ;;ل القت ;;ل فقتل ;;ه الط ;;الب وه ;;و يعلم أن الط ;;الب‬
‫س ;;يقتله ألن ;;ه بإمس ;;اكه تس ;;بب فى قتل ;;ه ويش ;;ترط البعض أن يك ;;ون ل ;;وال اإلمس ;;اك م ;;ا أدرك ;;ه الط ;;الب‪ ،‬وال‬
‫يش;;ترط البعض ه;;ذا الش;;رط ‪ .‬ف;;إن أمس;;كه ليض;;ربه الط;;الب ض;;رًبا معت;;اًد ا أو لم يعلم أن;;ه يقص;;د قتل;;ه لع;;دم‬
‫رؤيت ;;ه آل ;;ة القت ;;ل مع ;;ه مثًال‪ ،‬أو ك ;;ان قتل ;;ه ال يتوق ;;ف على اإلمس ;;اك فعق ;;اب الممس ;;ك ه ;;و التعزي ;;ر وليس‬
‫القصاص‪ .‬ويلحق مالك بالممسك الدال على القتيل إذا ثبت أنه لوال داللته ما قتل المدلول عليه ‪.‬‬
‫ويرى أبو حنيفة والشافعى تعزير الممسك ولو أمسك المج;نى علي;ه بقص;;د القت;ل وه;و ع;الم بأن;ه‬
‫سيقتل ألنه فعل الطالب مباشرة وفع;ل الممس;ك تس;بب وق;د تغلبت المباش;رة على الس;بب وقطعت أث;ره كم;ا‬
‫أن السبب غير ملجئ‪.‬‬
‫وفى مذهب أحمد رأيان‪:‬‬
‫أولهم;;ا‪ :‬ي;;رى القص;;اص من الممس;;ك‪ ،‬ألن;;ه ل;;و لم يمس;;ك القتي;;ل م;;ا ق;;در الط;;الب على قتل;;ه‪ ،‬فالقت;;ل حاص;;ل‬
‫بفعلهم;;ا مًع ا فهم;;ا ش;;ريكان في;;ه وعليهم;;ا القص;;اص‪ ،‬وإ ذا ك;;ان فع;;ل الط;;الب مباش;;رة وفع;;ل الممس;;ك تس;;بًبا‬
‫فإنهما قد تعادال واشتركا فى إحداث الموت‪ .‬وهذا الرأى يتفق مع مذهب مالك‪ ،‬وهو ال;رأى المرج;وح فى‬
‫مذهب أحمد‪)1(.‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 97 – 96‬‬

‫‪37‬‬
‫أم;;ا ال;;رأى الث;;انى‪ :‬ف;;يرى أص;;حابه حبس الممس;;ك ح;;تى الم;;وت‪ ،‬لم;;ا روى عن ابن عم;;ر عن الن;;بى علي;;ه‬
‫الس;;الم ق;;ال‪" :‬إذا أمس;;ك الرج;;ل الرج;;ل وقتل;;ه اآلخ;;ر يقت;;ل ال;;ذى قت;;ل ويحبس ال;;ذى أمس;;ك ألن;;ه حبس;;ه إلى‬
‫الموت" وألن علًي ا رضى اهلل عنه قضى بقتل القاتل وحبس الممسك حتى يموت‪.‬‬
‫ويرى البعض أن مدة الحبس متروك تقديرها لولى األمر‪ ،‬ألن الحبس نوع من التعزير وليس حًد ا ‪ .‬وإ ذا‬
‫اعتبرنا الحبس تعزيرا ال حًد ا‪ ،‬فإن الرأى الثانى فى مذهب أحمد يتفق مع مذهب أبى حنيفة والشافعى‪.‬‬
‫ويفس ;;ر الفقه ;;اء اإلمس ;;اك بمعن ;;اه األعم‪ ،‬فال يقص ;;رونه على اإلمس ;;اك بالي ;;د؛ في ;;دخل تحت ;;ه من ;;ع القتي ;;ل من‬
‫مبارح;;ة مكان;;ه ب;;أى وس;;يلة ك;;انت ح;;تى يتمكن من;;ه القات;;ل‪ ،‬أو حبس القتي;;ل فى مك;;ان ال يس;;تطيع الخ;;روج‬
‫منه‪ ،‬فإذا اتبع رجل آخر ليقتله فهرب منه فقابله ثالث فقطع رجله ثم أدركه الطالب فقتله ف;;إن ك;;ان الث;;الث‬
‫قطع رجله ليحبس;ه عن اله;رب ح;تى يلح;ق ب;ه الط;الب فحكم;ه حكم الممس;ك فيم;ا يتعل;ق بالقت;ل ألن;ه حبس;ه‬
‫بفعله على القتل‪ ،‬ثم هو مسئول بعد ذلك عن القطع عمًد ا ‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬األمر بالقتل‪ :‬يفرق الفقهاء بين األمر بالقتل واإلكراه على القت;;ل ففى األم;;ر بالقت;;ل ال يك;;ون الم;;أمور‬
‫مكرًه ا على إتيان الجريمة فيأتيه;ا مخت;اًر ا وإ ذا ك;ان ق;د أم;ر بإتيانه;ا ف;إن األم;ر ليس ل;ه أث;ر على اختي;اره‪،‬‬
‫وقد يك;ون األم;ر ذا س;لطان على الم;أمور ك;األب ي;أمر ول;ده الص;غير‪ ،‬والح;اكم ي;أمر من ه;و تحت إمرت;ه‪،‬‬
‫وقد ال يكون له سلطان عليه‪ ،‬وفى هذه الحال;ة األخ;يرة يك;ون األم;ر مج;رد تح;ريض على إتي;ان الجريم;ة‪،‬‬
‫ولكل حالة من هذه الحاالت حكمها‪.‬‬
‫ف;;إذا ك;;ان الم;;أمور غ;;ير مم;;يز كالص;;بى أو المجن;;ون‪ ،‬ف;;يرى مال;;ك والش;;افعى وأحم;;د القص;;اص من اآلم;;ر‪،‬‬
‫ألنه هو المتسبب فى القتل‪ ،‬وإ ن كان المأمور هو الذى باشره فم;;ا ه;;و إال آل;;ة لآلم;;ر يحركه;;ا كي;;ف ش;;اء ‪،‬‬
‫وال ي ;;رى أب ;;و حنيف ;;ة القص ;;اص من اآلم ;;ر ألن ;;ه تس ;;بب فى القت ;;ل ولم يباش ;;ره والتس ;;بب عن ;;د أبى حنيف ;;ة ال‬
‫قصاص فيه‪.‬‬
‫وإ ذا ك;;;ان الم;;;أمور بالًغ ا ع ;;اقًال وال س;;;لطان لآلم ;;ر علي;;;ه‪ ،‬ف;;;يرى مال ;;ك والش ;;افعى وأحم ;;د القص;;;اص من‬
‫المأمور‪ ،‬أما اآلمر فعليه التعزير ويرى مالك القص;;اص من اآلم;ر أيًض ا إذا حض;;ر القت;ل‪ ،‬وه;ذا يتف;ق م;ع‬
‫رأيه فى التمالؤ فإذا لم يحض;ره فعلي;ه التعزي;ر‪ ،‬وينبغى أن يلح;ق بحض;ور القت;ل اإلعان;ة علي;ه ألن المعين‬
‫عند مالك يقتص منه ‪)1( .‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 98‬‬

‫‪38‬‬
‫وإ ذا كان المأمور بالًغ ا ع;اقًال وك;ان لآلم;ر س;لطان علي;ه بحيث يخش;ى أن يقتل;ه ل;و لم يط;ع األم;ر‪ ،‬فيقتص‬
‫من اآلم;;ر والم;;أمور مًع ا عن;;د مال;;ك ألن األم;;ر فى ه;;ذه الحال;;ة يعت;;بر إكراًه ا‪ ،‬ف;;إن لم يكن الم;;أمور يخش;;ى‬
‫القتل إذا لم يطع األمر فالقص;اص على الم;أمور وح;ده ويع;زز اآلم;ر إذا ك;ان الم;أمور يعلم أن القت;ل بغ;ير‬
‫حق‪ ،‬فالقصاص على اآلمر دون المأمور ألنه معذور فى طاعة األمر‪ ،‬هذا إذا كان األم;;ر من ح;;ق اآلم;;ر‬
‫ك;;وال أو س;;لطان‪ ،‬ف;;إن لم يكن من حق;ه فالقص;;اص على الم;;أمور؛ ألن الطاع;ة ال تلتزم;;ه وألن اآلم;;ر ليس‬
‫له األمر بالقتل‪ ،‬بخالف السلطان فله األمر بالقتل وطاعته واجبة فى غير معصية ‪.‬‬
‫ويتفق رأى أحمد فيم;ا س;بق م;ع رأى مال;ك تمام;ا االتف;اق ‪ ،‬ويتف;ق رأى الش;افعى معهم;ا ك;ذلك إال أن;ه فى‬
‫المذهب رأيان فى المأمور فى حالة اعتبار األمر إكراًه ا‪ ،‬أحدهما يرى أصحابه القصاص من اآلمر دون‬
‫المأمور‪ ،‬والثانى ‪ :‬وهو األصح ‪ ،‬يرى أصحابه القصاص منهما مًع ا ‪.‬‬
‫وعند أبى حنيفة يقتص من اآلمر فى حالة اإلك;راه فق;ط ألن الم;أمور ك;ان مع;ه كاآلل;ة يحركه;ا كي;ف يش;اء‬
‫فكأنه باشر القتل بنفسه‪ ،‬فإذا لم يكن األمر إكراًه ا فال قص;;اص على اآلم;ر ألن;ه لم يباش;ر القت;ل بنفس;ه أم;ا‬
‫الم;;أمور فيقتص من;;ه إذا لم يكن مكرًه ا وك;;ان األم;;ر ص;;ادًر ا ل;;ه ممن ال ح;;ق في;;ه‪ ،‬ف;;إن ك;;ان ص;;ادًر ا ممن‬
‫يملكه فال قصاص ولو كان المأمور يعلم أن األمر غير محق ألن األمر يكون شبهة تدرأ القصاص ‪.‬‬
‫رابًع ا‪ :‬اإلك;;راه على القت;;ل‪ :‬وال ن;;رى م;;ا ي;;دعو لتك;;رار الق;;ول‪ ،‬ولكنن;;ا نلخص آراء الفقه;;اء فى ن;;وع عقوب;;ة‬
‫كل من الحامل ‪ -‬أى المكره ‪ -‬والمباشر‪ ،‬وذلك ما نحن فى حاجة إليه فى هذا المقام‪.‬‬
‫مذهب مالك وأحمد والرأى الصحيح فى مذهب الش;;افعى على أن القص;;اص واجب على المك;;ره‪ ،‬والمك;;ره‬
‫مًع ا؛ ألن الحامل ‪ -‬أى المكره ‪ -‬تسبب فى القتل بمعًنى يفضى إليه غالًبا‪ ،‬وألن المباشر ‪ -‬أى المك;َر ه ‪-‬‬
‫قت;;ل المج;;نى علي;;ه ظلًم ا الس;;تبقاء نفس;;ه فأش;;به م;;ا إذا اض;;طر لألك;;ل فقتل;;ه ليأكل;;ه‪ ،‬والق;;ول بأن;;ه ملج;;أ غ;;ير‬
‫صحيح ألنه يستطيع أن يمتنع عن القتل ولكنه لم يفعل إبقاء على نفسه ‪)1( .‬‬
‫وعن;د أبى حنيف;ة ومحم;د أن القص;;اص يجب على الحام;ل دون المباش;ر؛ لقول;ه ‪ -‬ص;;لى اهلل علي;ه وس;لم ‪-‬‬
‫"رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا علي;ه" وعف;و الش;ىء عف;و عن موجب;ه‪ ،‬فظ;اهر الح;ديث ي;دل‬
‫على أن الفع ;;ل المس ;;تكره علي ;;ه معف ;;و عن ;;ه بالنس ;;بة لمن باش ;;ره‪ ،‬وألن الحام ;;ل ه ;;و القات ;;ل معًنى وإ ن ك ;;ان‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 99 - 98‬‬

‫‪39‬‬
‫المباشر هو الذى قتل صورًة‪ ،‬إذ المباش;ر ك;ان آل;ة للحام;ل يحرك;ه كم;ا يش;اء وه;ذا ال;رأى يتف;ق م;ع ال;رأى‬
‫الضعيف فى مذهب الشافعى‪.‬‬
‫ويرى زفر أن القصاص على المباشر فقط ألنه هو القاتل حقيقة حًس ا ومشاهدة ‪.‬‬
‫وي;;رى أب;;و يوس;;ف أن ال قص;;اص على الحام;;ل وال على المباش;;ر؛ ألن المك;;ره مس;;بب للقت;;ل وال قص;;اص‬
‫على متسبب‪ ،‬وإ ذا لم يجب القصاص على الحامل فأولى أن ال يجب على المباشر ‪.‬‬
‫التفرقة بين الفاعل والشريك‪:‬‬
‫ونخلص مما سبق أن الفقهاء يفرقون بين المباشر للجريمة ومن اتفق أو أعان أو حرض عليها‪،‬‬
‫فالمباش;;ر ه;;و من ارتكب الجريم;;ة وح;;ده أو م;;ع غ;;يره أو أتى عمًال من األعم;;ال المكون;;ة للجريم;;ة‪ ،‬ومن‬
‫المتف ;;ق علي ;;ه أن عقوب ;;ة المباش ;;ر هى القص ;;اص‪ ،‬أم ;;ا من اتف ;;ق أو أع ;;ان أو ح ;;رض‪ ،‬أى من اش ;;ترك فى‬
‫الجريمة‪ ،‬فحكمهم ليس واحًد ا‪ ،‬فمن اتفق أو حرض فج;زاؤه التعزي;ر عن;د األئم;ة ع;دا مالًك ا‪ ،‬أم;ا من أع;ان‬
‫فجزاؤه القصاص عند مالك والتعزير عند باقى األئمة‪.‬‬
‫والق;;انون المص;;رى يف;;رق بين عقوب;;ة المش;;اركين فى القت;;ل وعقوب;;ة الف;;اعلين األص;;ليين‪ ،‬إذ تنص‬
‫الم;;ادة (‪ )٢٣٥‬عقوب;;ات على أن المش;;اركين فى القت;;ل ال;;ذى يس;;توجب الحكم على فاعل;;ه باإلع;;دام يع;;اقبون‬
‫باإلع;;دام أو باألش;;غال الش;;اقة المؤب;;دة‪ .‬أى أن الق;;انون المص;;رى يخ;;الف بين عقوب;;ة الفاع;;ل والش;;ريك وال‬
‫يس;;اوى بينهم;;ا‪ ،‬وه;;ذه هى وجه;;ة نظ;;ر الفقه;;اء فك;;أن نص الق;;انون فى ه;;ذه المس;;ألة تط;;بيق لنظري;;ة فقه;;اء‬
‫الشريعة‪ ،‬وإ ذا كان القانون قد أجاز الحكم باإلعدام فإن عقوبات التعزير من ضمنها عقوبة اإلعدام‪)1( .‬‬

‫‪ ) (1‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪) 99‬‬

‫‪40‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫عدم تأثر الفاعل بالظروف الشخصية التي تتوافر لدى غيره من الفاعلين‬
‫يختصر اثر الظ;روف الشخص;;ية على من ت;وافرت في;ه فق;ط من الف;اعلين س;وا ك;ان تل;ك الظ;روف‬
‫مشدده ام مخففه فال يضاربها وال تفيد منها غير من توافرت فيه فالقاعده هي استغالل كل فاعل بظروف;;ه‬
‫شخص ;;يه بحيث ال يمت;;د اثره;;ا الى غ;;ير من ت;;وافر في;;ه من الف;;اعلين علي م;;ا به;;ا او لم يعلم وق ;;د اش;;ارت‬
‫الفقره االخيره من المادة (‪ )39‬عقوبات الى اربعه ظروف شخصية هي‪:‬‬
‫ظروف تغير من وصف الجريمه‬ ‫‪.1‬‬
‫ظروف تغير من العقوبه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ظروف تغير من وصف الجريمه باعتبار قصدي مرتكبها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ظروف تغير من وصفه الجريمه باعتبار كيفيه علم مرتكبها بها‬ ‫‪.4‬‬
‫أوًال ‪ :‬ظروف تغير من الوصف الجريمة ‪-:‬‬
‫من امثله هذه الظروف صفه الطبيب في جريمه االجهاض وصفه الزوج في جريمه قتل الزوجه‬
‫اثناء تلبسها بالزنا فاذا تعدد الفاعلين في جريمه االجهاض وكان من بينهما طبيبا شدد عقوبه الطبيب فقط‬
‫المادة (‪ )363‬عقوبات دون غيره من الفاعلين المادة (‪ )61‬عقوبات واذا ساهم مع الزوج بالنسبه في قتل‬
‫الزوج;;ه فاع;;ل اخ;;ر يطب;;ق ع;;ذر التخفي;;ف بالنس;;به لل;;زوج فق;;ط وتخف;;ف عقوبت;;ه الم;;ادة (‪ )231‬عقوب;;ات وال‬
‫تخف;ف عقوب;ه الفاع;ل االخ;ر يع;اقب للم;اده (‪ )234‬اول م;اده (‪ )236‬عقوب;ات حس;ب االح;وال ويالح;ظ ان‬
‫تجدي;;د العقوب;;ه في المث;;ال االول اختص;;ر على من ت;;وفرت في ص;;فه الط;;بيب فق;;ط وان تخفي;;ف العقوب;;ه في‬
‫المث;ال الث;اني اختص;;ر على م;ا ت;وافرت في;ه ص;;فه ال;زوج فق;ط دون الف;اعلين االخ;رين فال يمت;د فاع;ل يمت;د‬
‫اليهم اثر الظروف الشخصية الذي لم يتوفر فيه حتى لو علموا بها‪)1(.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬ظروف تغير من العقوبة‪:‬‬
‫ومن أمثل ;;ة ه;;ذه الظ ;;روف ص ;;فة الخ ;;ادم في الس ;;رقه والظ ;;رف الع ;;ود وص ;;فه االب ;;وه او النب ;;وءه او‬
‫الزوجيه في جريمه اخفاء الفار من وجهه العداله فاذا س;اهم م;ع الخ;ادم فاع;ل اخ;ر في جريم;ه س;رقه م;ال‬
‫المخدوم شده العقوبه على الخادم فقط (‪ )317‬سابقا عقوبات دون الفاعل االخ;ر إذا ك;ان أح;د الف;اعلين في‬

‫‪ ) ( 1‬الموسوعة الجنائية الحديثة في الشرح قانون العقوبات ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬المستشار ‪ /‬إيهاب عبدالمطلب ‪ ،‬نائب رئيس محكمة النقد ‪ ،‬ص (‪-355‬‬
‫‪)433‬‬

‫‪41‬‬
‫جريمة عاتئدة طبقًا للم;ادة (‪ )49‬عقوب;ات ش;ددت عقوبت;ه فق;ط دون الب;اقين واذا تع;دد الف;اعلون في جريم;ه‬
‫اخفاء ش;خص ف;;ار من وج;ه العدال;ة وك;ان من بينهم زوجت;ه او ابن;ه مثال اعفيت الزوج;ة او االبن فق;ط من‬
‫العقاب المادة (‪ )44‬عقوب;ات دون االخ;رين وواض;ح ان الظ;رف الشخص;ي ال;ذي ي;ؤثر في العقوب;ة تش;ديدا‬
‫او تخفيف ;;ا يقتص;;;ر اث;;;ره على من ت;;;وافر في;;;ه فق ;;ط من الف ;;اعلين وال يمت ;;د الى غ ;;يره ح ;;تى ول;;;و علم به;;;ذا‬
‫الظرف‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬ظروف تغير من وصف الجريمة باعتبار قصد مرتكبها‪:‬‬
‫مث ;;ال ذل ;;ك ظ ;;رف ص ;;بغ االص ;;دار في القت ;;ل والض ;;رب بقص ;;د االجه ;;اض ف ;;اذا تع ;;دد الف;;اعلون في‬
‫جريم;;ه القت;;ل وك;;ان يت;;وافر ل;;دى بعض;;هم ظ;;رف س;;بق اص;;دار ش;;ددت عقوب;;ه من ت;;وافر منهم ه;;ذا الظ;;رف‬
‫فقط المادة (‪ )230‬عقوبات بينما تطبقت عقوبة القتل البسيط على الباقين المادة (‪)٢٣٤‬عقوبات‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬ظروف تغير موصف الجريمة باعتبار كيفيه العلم بها‬
‫مث;;ال ذل;;ك ان;;ه يع;;اقب على جريم;;ة اخف;;اء اش;;ياء مس;;روقه او متحص;;له من جناي;;ة م;;ع العلم ب;;ذلك‬
‫بالحبس مع التي يخفيها متحصله من جريمة ذات عقوبة اشد مما تبرره الم;;ادة (‪ )44‬مك;;رره عقوب;;ات في‬
‫حين ال يعلم الث;;اني ب;;ذلك وش;;دد عقوب;;ه االول فق;;ط دون الث;;اني ف;;اذا اخفى شخص;;ان ش;;يئا مس;;روقا ال يعلم‬
‫ذل;;ك عقب االول بعقوب;;ه الس;;رقه ب;;االكراه طبق;;ا للم;;اده (‪ )314‬عقوب;;ات وهي جناي;;ة ذات عقوب;;ة اش;;د ذل;;ك‬
‫يت;;وفر العلم ب;;اإلكراه لدي;;ه فق;;ط بينم;;ا يع;;اقب الث;;اني بالعقوب;;ة المق;;ررة في الم;;ادة (‪ )44‬مك;;رر وهي عقوب;;ة‬
‫لعدم توافر العلم باإلكراه لديهم‪.‬‬
‫المادة (‪ ) 41‬من اشترك في جريمه في فعلية عقوبتها اال ما استثنى قانونا بنص خاص ومع هذا ‪:‬‬
‫االول ‪ :‬ال ت;;أثير على ش;;ريك من االح;;وال الخاص;;ه بالفاع;;ل ال;;تي تقتض;;ي تغي;;ير وص;;ف الجريم;;ة اذا ك;;ان‬
‫الشريك غير عالم بتلك االحوال ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اذا تغير وصف الجريمه نظرا الى القصد الفاعل منها او كيفيه علم;;ه به;;ا يع;;اقب الش;;ريك والعقوب;;ه‬
‫التي يستحقها لو كان غصب الفاعلين من الجريمه او علمه بها كقصد الشريك منها او علمه بها‪.‬‬
‫شرح وتعليق‪:‬‬
‫القاع ;;دة العام ;;ة القاع ;;دة ال ;;تي تقرره ;;ا ه ;;ذه الم ;;ادة ان الش ;;ريك يع ;;اقب بالعقوب ;;ه ال ;;تي تقرره ;;ا ه ;;ذه الق ;;انون‬
‫للجريمه وال يعني ذلك ان تكون العقوبه التي يحكم عليها بها مطابقه لما يحكم ب;ه على الفاع;ل فق;ط تك;ون‬

‫‪42‬‬
‫عقوبه احدهما مختلفة عن عقوب;ة االخ;رى في ح;دود س;لطه القاض;ي التقديري;ة وتبع;ا لم;ا ي;راه من ظ;روف‬
‫ال;;دعوى واالل;;تزام ال;;ذي تلقي;;ه الم;;ادة (‪ )41‬على ك;;ل من الفاع;;ل والش;;ريك وبع;;د ذل;;ك ه;;و ح;;ر في تق;;دير‬
‫العقوب ;;ة في ح ;;دود الح ;;د االدنى والح ;;د االقص ;;ى ال ;;واردين في النص لك ;;ل منهم ;;ا واذا ك ;;ان النص يخ ;;ول‬
‫القاض;;ي تط;;بيقي عقوب;;ة من بين ع;;دة عقوب;;ات فل;;ه ان يحكم بعقوب;;ة منه;;ا على الفاع;;ل وبعقوب;;ة اخ;;ر علي‬
‫الش;;ريك وللقاض;;ي ان يطب;;ق نظري;;ه الظ;;روف المخفف;;ة على واح;;د منهم;;ا دون االخ;;ر كم;;ا ان ل;;ه ان ي;;أمر‬
‫بوقف تنفيذ عقوبة بأحدهما دون االخر‪.‬‬
‫االستثناء من القاعدة العامة ‪:‬‬
‫إذا ك ;;انت القاع ;;دة العام ;;ة هي المس ;;اواة القانوني ;;ة بين عقوب ;;ة الفاع ;;ل وعقوب ;;ة الش ;;ريك إال أن ه ;;ذه‬
‫القاعدة تقابل االستثناء بنصوص خاصة يتقرر فيها المعايير بين عقوبة الفاعل وعقوب;ة الش;ريك ومن ه;ذه‬
‫االستثناءات ‪:‬‬
‫الم;;ادة (‪ )235‬من ق;;انون العقوب;;ات وال;;تي تق;;رر للش;;ريك عقوب;;ة أخ;;ف من عقوب;;ة الفاع;;ل إذا تنص علي "‬
‫المش;;اركين في القت;;ل العم;;د المس;;توجب اإلع;;دام يح;;اكم عليهم باإلع;;دام أو باألش;;غال الش;;اقة المؤب;;دة بحيث‬
‫تكون عقوبة الفاعل في القتل االعدام يعاقب الشركاء معه بعقوبة تخييري;ة هي االع;دام أو االش;غال الش;اقة‬
‫وتلك أخف من األولي وعلي العكس من ذلك قد يقرر المشرع الشريك عقوبة أشد من عقوبة الفاعل مث;;ل‬
‫ذل ;;ك م ;;ا تق;;رره الم ;;ادتين ( ‪ )24/1‬عقوب ;;ات من عق;;اب من يح ;;رض الم ;;وظفين العم ;;ومين علي االض ;;راب‬
‫بعقوبة أشد من عقوبة الموظفين المضربين ‪)1(.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬الظروف التي تغير من وصف الجريمة ال حول خاصه بالفاعل‪:‬‬
‫نصت المادة (‪: )41‬‬
‫أوًال ‪ :‬عقوبات على انه ال تأثير على الش;ريك من االح;وال الخاص;;ة بالفاع;ل ال;تي تقتض;;ي تغي;ير وص;;ف‬
‫الجريمة اذا كان الشريك غير عالم بتلك االح;وال واالح;وال الخاص;;ة بالفاع;ل ال;تي اش;ار اليه;ا النص ال;تي‬
‫تقتض ;;ي تغي ;;ير وص ;;ف الجريم ;;ة هي تل ;;ك ال ;;تي تتعل ;;ق بص ;;فه خاص ;;ه في ;;ه وي ;;ترتب عليه ;;ا المش ;;رع تش ;;ديد‬
‫العقوب;;ة او تخفيفه;;ا مم;;ا يس;;تنتج خ;;روج الجريم;;ة عن وص;;فها االص;;لي وحكم ه;;ذه الظ;;روف انه;;ا ال ت;;ؤثر‬
‫على عقوب;;ة الش;;ريك اال اذا ك;;ان ع;;الم به;;ا وقت ارتكاب;;ه الح;;د افع;;ال الش;;ريك ف;;اذا ك;;ان يجهله;;ا اي ال يعلم‬

‫‪ ) ( 1‬الموسوعة الجنائية الحديثة في شرح قانون العقوبات ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص (‪)433 - 433‬‬

‫‪43‬‬
‫بها في هذا الوقت فأنها ال تسري عليه ومن امثله هذه الظروف ص;;فه الط;;بيب او الج;;راح او الص;;يدلي او‬
‫القابل ;;ة في جريم ;;ة االجه ;;اض (‪)263‬عقوب ;;ات وص ;;ف االص ;;ل او مت ;;ولي التربي ;;ة او المالح ;;ظ اول خ ;;ادم‬
‫باألجرة في جريمة المواقع في جريمة هت;ك االرض بغ;ير ه;و او تهدي;د المادت;ان (‪ )269 -267‬عقوب;ات‬
‫او ص;فه الخ;ادم في جريم;ة الس;رقة الم;ادة (‪ )317‬س;ابقا عقوب;ات ال;زوج ال;ذي يفاج;ا بزوجت;ه متلبس;ه بزن;ا‬
‫فيقتلها هي وشريكها في الحال المادة (‪ )237‬عقوبات فاذا علم الش;ريك بص;فه الفاع;ل في الج;رائم الس;ابقة‬
‫فان ;;ه يع ;;اقب بالعقوب ;;ه المق ;;ررة للفاع ;;ل في ه ;;ذه الج ;;رائم ام ;;ا اذا لم يعلم به ;;ا فان ;;ه يع ;;اقب بالعقوب ;;ة المق ;;ررة‬
‫للجريم;;ة ال;;تي تخل;;و من عنص;;ر الص;;فة الم;;ؤثرة فالش;;ريك الخ;;ادم في جريم;;ة الس;;رقة اذا ك;;ان يعلم ص;;فته‬
‫طبقًا للمادة (‪ ) 317‬عقوبات هو التي تجعل عقوبة السرقة في ه;ذه الحال;;ة الحبس;;ة م;;ع الش;;غل ال;;ذي يص;;ل‬
‫الى ثالثة سنوات بينما اذا كان ال يعلم بتلك الصفة فانه يع;اقب على جريم;ة الس;رقة البس;يطة وهي الحبس‬
‫مع الشغل مده ال تتجاوز سنتين المادة (‪ )318‬عقوبات وشريك الزوج الذي يقتل زوجت;ه اثن;اء تلبس;ها في‬
‫الزنا يعاقب بالعقوبة المقررة لل;زوج الفاع;ل اذا ك;ان يعلم بص;;فاته ك;ذب وهي حبس ال;ذي يص;;ل الى ثالث;ة‬
‫س ;;نوات الم ;;ادة (‪ )237‬عقوب ;;ات أم ;;ا اذا ك ;;ان ال يعلم بتل ;;ك الص ;;فة فان ;;ه يع ;;اقب بعقوب ;;ة القت ;;ل العم ;;د وهي‬
‫االنشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة المادة (‪ )234‬عقوبات ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الظروف التي تغير من وصف الجريمة نظرا الى مقصد الفاعل منها او كيفيه علمه بها‬
‫نصت المادة (‪ )41‬ثانيًا عقوبات على انه اذا تغير وصفه الجريمة نظرا الى مصدر الفاعل منها او كيفيه‬
‫علم بها يعاقب الشريك بالعقوبة التي يستحقها لو كان قصد الفاع;ل من الجريم;ة او علم;ه به;ا بينم;ا كقص;;د‬
‫الشريك منها أو علمه به;ا حكم ه;ذه الظ;روف ه;و اس;تغالل عقوب;ة الش;ريك عن عقوب;ة الفاع;ل تمام;ا ألنه;ا‬
‫تتعلق بالركن المعنوي في الجريمة والذي يستغل فيه الفاعل من شريك فيعامل الفاع;ل على اس;اس قص;;ده‬
‫وعلم; ;;ه ال يتع; ;;دى اث; ;;ري الى الش; ;;ريك مطلق; ;;ا ح; ;;تى ويعلم به; ;;ا ومن امثل; ;;ه ه; ;;ذه الظ; ;;روف ‪ :‬ظ; ;;رف س; ;;بق‬
‫االص;;رار في القت;;ل وظ;;رف التجدي;;د ال;;تي ترج;;ع الى كيفي;;ه العلم بالجريم;;ة ف;;اذا ت;;وافر ل;;دى الفاع;;ل ظ;;رف‬
‫س;;بق االص;;رار في القت;;ل دون ت;;وافره ل;;دى الش;;ريك ش;;دد عقوب;;ة الفاع;;ل فق;;ط بس;;بب ه;;ذا الظ;;رف دون ان‬
‫يمتد اثره الى الشريك الذي ال تستند عقوبته لتخلف هذا الظرف لديه‪.‬‬
‫المادة (‪ )42‬اذا كان فاعل الجريم;ة غ;ير مع;اقب لس;بب من اس;باب اإلباح;ة او لع;دم وج;ود القص;;د الجن;ائي‬
‫او االحوال اخرى خاصه به وجبت مع ذلك معاقبه الشريك بالعقوبة المنصوص عليها قانونًا‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫شرح وتعليق ‪:‬‬
‫تشير هذه المادة الى ثالثة انواع من الظروف ال يوقع فيها العقاب علي الفاعل وهي ‪:‬‬
‫أسباب اإلباحة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫انتفاع القصد الجنائي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫احوال اخرى خاصه بالفاعل وموانع العقاب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وحكم هذه الظروف ان اثرها يقتص;;ر على الفاع;ل وح;ده وال يمت;د الى الش;ريك بمع;نى ان;ه اذا ك;ان‬
‫الفاعل ال يعاقب بسبب هذا الظروف فان هذا ال يحول دون معاقبة الشريك‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬اسباب اإلباحة ‪:‬‬
‫والواق;;ع ان النص على اس;;باب اإلباح;;ة ض;;من الظ;;روف الفاع;;ل الشخص;;ية في;;ه غراب;;ه الن ت;;وافر‬
‫س;;بب اإلباح;;ة ل;;دى الفاع;ل يع;;ني ان فعل;;ه ص;;ار مش;;روعا وتفق;د المس;;اهمة التبعي;;ة تبع;ًا ل;;ذلك اح;;د ش;;روطها‬
‫وه;;و ض;;رورة ان يق;;ع من الفاع;;ل فعًال غ;;ير مش;;روع ونتيج;;ة ل;;ذلك ال يع;;اقب الفاع;;ل وال يع;;اقب الش;;ريك‬
‫ايضا في الشديد يستمد اجرامه من الفعل غير المشروع الفاعل فاذا كان فعل الفاع;ل مش;;روعا ك;;ان نش;;اط‬
‫الشريك هو االخر مشروع ولهذا تبدو غرابة النص على اسباب اإلباحة في المادة التي نحن بسببها ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬انتفاء القصد الجنائي‪:‬‬
‫اما انتفاع الغزل الجنائي لدى الفاعل فاثره يقتصر عليه فقط وال يعاقب بينما يعاقب الشريك‬
‫على اس;;اس قص;;ده ه;;و مث;;ل ذل;;ك ان يش;;ترط ش;;خص في رج;;ل موظ;;ف ع;;ام قاص;;دا من ذل;;ك ان ي;;ؤدي ل;;ه‬
‫الموظ ;;ف عمال من أعم ;;ال وظيفت ;;ه بينه ;;ا يعق ;;د الموظ ;;ف ان ;;ه عمل ;;ه ب ;;ريء فال توق ;;ع عقوب ;;ة الرش ;;وة على‬
‫الموظف الفاعل بينما توقع على الشريك لتوافر القصد بالنسبة له‪)1(.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬موانع العقاب‪:‬‬
‫ويص ;;دق نفس الحكم على ح ;;االت امتن ;;اع العق;;اب مث ;;ال ذل ;;ك الفاع;;ل ال ;;ذي ي ;;تزوج بمن خطفه ;;ا اذ‬
‫يت ;;وافر بالنس ;;بة ل ;;ه م ;;انع عق ;;اب فال توق ;;ع علي ;;ه العقوب ;;ة الخط ;;ف بينم ;;ا توض ;;ع عقوب ;;ة تل ;;ك الجريم ;;ة على‬
‫الشريك والزوجة التي تخفي زوجها الفار من وج;ه العدال;ة يت;وفر بالنس;بة له;ا م;انع عق;اب فال توق;;ع عليه;ا‬
‫عقوبة جريمة اخفاء الجناة بينما توقع عقوبة تلك الجريمة على الشريك ‪.‬‬

‫‪ ) ( 1‬الموسوعة الجنائية الحديثة في شرح قانون العقوبات ‪ ،‬الجزء األولي ‪ ،‬ص (‪)444 – 443‬‬

‫‪45‬‬
‫احكام محكمه النقض‪:‬‬
‫يصبح ان يكون الشريك ع;الم بالجريم;ة ال;تي يش;ترك فيه;ا بجمي;ع الظ;روف المحيط;ة به;ا والفاع;ل‬
‫االصلي يباشر ارتكاب الفعل المكون لها وهو حسن النية غيره عالم بان;;ه ي;;رتكب جريم;;ة واذا ك;;ان يج;;وز‬
‫في العاقل تصور ذلك في جريمة الرشوة او الشروع فيها فان المحكم;;ة اذا استخلص;;ت ذل;;ك ك;;انت االولى‬
‫التي ذكرته;ا مؤي;دة إليه;ا فإنه;ا ال تك;ون ق;;د خ;الفت الق;انون في ش;ئ واختل;ف قص;;د الفاع;ل في الش;روع في‬
‫الرش;;وة عن قص;;د الموظ;;ف وك;;ون االول لم يقص;;د عمال من اعم;;ال الوظيف;;ة ذل;;ك وان ك;;ان ينفي الجريم;;ة‬
‫على الفاع;;ل ليس من ش;;انه ان ينفيه;;ا على ش;;ريك م;;تى ك;;انت جمي;;ع عناص;;رها القانوني;;ة مت;;وفرة في حق;;ه‬
‫الطعن رقم (‪ 965‬لسنه ‪ 13‬ق‪ /‬جلسه ‪/ ١٣‬ق ‪ ٧/6/1943/‬في الربع في ص ‪ 265‬بن;;د ‪ )61‬أن الم;;ادة‬
‫(‪ )42‬من ق;;انون العقوب;;ات على ان;;ه اذا ك;;ان فاع;;ل الجريم;;ة غ;;ير مع;;اقب لس;;بب من االس;;باب اإلباح;;ة او‬
‫لع ;;دم وج ;;ود القص ;;د الجن ;;ائي لدي ;;ه او اح ;;وال اخ ;;رى خاص ;;ه ب ;;ه وجبت م ;;ع ذل ;;ك معاقب ;;ه الش ;;ريك بالعقوب ;;ة‬
‫المنصوصة عليها فقد جاءت بحكم عام شامل للجرائم كلها فمتى ثبت حصول تغير في تطبيقه;;ا في ورق;;ه‬
‫رس ;;ميه وثبت اش ;;تراك المتهم في ه ;;ذا الفع ;;ل بإح ;;دى الط ;;رق‪.‬الم ;;ادة (‪ )43‬من اش ;;ترك في جريم ;;ه فعلي ;;ه‬
‫عقوبته ;;ا ول ;;و ك ;;انت غ ;;ير ال ;;تي تعم ;;د ارتكابه ;;ا م ;;تى ك ;;انت الجريم ;;ه ال ;;تي وقعت بالفع ;;ل نتيج ;;ة محتمل ;;ه‬
‫للتحريض او االتفاق أو المساعدة التي حصلت‪)1(.‬‬
‫الشرح وتعليق ‪:‬‬
‫مسؤوليه الشريك عن نتيجه المحتمله لمساهمته ‪:‬‬

‫االصل انا مسؤوليه الشريك تتحدد بما قصد المشاركة فيه غ;ير ان;ه لم;ا ك;ان جريم;ه الش;ريك تبع;ًا‬
‫لجريم;;ه الفاع;;ل االص;;لي ل;;ذلك ف;;ان الش;;ريك ال يع;;اقب اذا ع;;دل الفاع;;ل عن اتم;;ام الجريم;;ه ول;;و ك;;ان ه;;ذا‬
‫الع ;;دول على غ;;ير ارادة الش ;;ريك كم ;;ا ان ;;ه ال يس ;;ال اال عن الجريم ;;ة ال ;;تي وقعت فعال ول ;;و ك ;;ان ق ;;د قص ;;د‬
‫االشتراك في جريمة اشدة منها كان يحرض ش;خص اخ;ر على س;رقه ب;إكره فيس;رق ب;دون اك;راه او يتف;ق‬
‫مع اخر على قتل خصم له فيكتفي الفاعل بضربه‪ .‬ولكن قد يحدث ان يرتكب الفاعل جريمة اشد من تلك‬
‫ال ;;تي قص ;;ده الش ;;ريك المس ;;اهمه فيه ;;ا فه ;;ل يس ;;أل عنه ;;ا؟ االص ;;ل ان مس ;;ؤولية الش ;;ريك تتح ;;دد بم ;;ا قص ;;د‬
‫المشاركة فيها وبهذا تقضي احكام القصد الجنائي غير ان المشرع خرج على هذا االصل في الم;;ادة ال;;تي‬

‫‪ ) ( 1‬الموسوعة الجنائية الحديثة في شرح قانون العقوبات ‪ ،‬الجزء األولي ‪ ،‬ص (‪)449 - 444‬‬

‫‪46‬‬
‫نحن بصددها أو التي تقرر من أشتراك في جريمة فعليه عقوبتها ولو كانت غير التي تعمد ارتكابها م;;تى‬
‫ك;;انت الجريم;;ة ال;;تي وقعت بالفع;;ل نتيج;;ة محتمل;;ه للتح;;ريض او االتف;;اق او المس;;اعدة ال;;تي حص;;لت وعلى‬
‫ه;ذا ف;اذا ح;رض اح;دهم اخ;ر على س;رقه بس;يطة فارتكبه;ا الفاع;ل م;ع االك;راه واذا اعطى اح;دهما واالخ;ر‬
‫عصا لضرب خصمه فترتب على الضرب عاها او موت واذا اتفق احدهما مع أخر علي اختالس أم;;وال‬
‫عمومية فأرتكب تزوير إلخف;اء اختالس;ه ففي جمي;ع ه;ذه الح;االت يس;أل الش;ريك عن الجريم;ة ال;تي وقعت‬
‫باعتبارها نتيجة محتمله كتحريض او مساعدته او اتفاقه وتكون النتيجة محتمل;;ه اذا ك;;ان من الممكن توق;;ع‬
‫اص; ;;ولها فالم; ;;ادة (‪ )43‬عقوب; ;;ات تف; ;;رض على الش; ;;ريك ان يتوق; ;;ع عن النت; ;;ائج ال; ;;تي يحتم; ;;ل عقال وبحكم‬
‫المج;;رى الع;;ادي لألم;;ور ان تنتج من مس;;اهمته س;;واء توق;;ع ه;;و ه;;ذه النتيج;;ة او لم يتوقعه;;ا م;;ا دامت هي‬
‫متوقعه في ذاتها اما اذا كانت النتيجة التي حدثت ال يتوقع حدوثها عاده وفقًا للمجري العادي لألمور ف;;ان‬
‫الشريك ال يسأل عنها فاذا حرض احدهما اخر على السرقة فأرتكب الفعل جناي;;ة هت;;ك ع;;رض او مواقع;;ة‬
‫في الم;;نزل الم;;راد س;;رقته ف;;ان الش;;ريك ال يس;;ال عن ه;;ذه الجناي;;ة إال انه;;ا ليس;;ت نتيج;;ة محتمل;;ه لتحريض;;ه‬
‫ويتعين لمسائله الشريك على النتيجة المحتملة ان يكون الفعل الذي قصده اصال المساهمة فيه جريمة فاذا‬
‫لم يكن كذلك فال يسال عنه النتيجة التي تحدث اال من يقوم به;;ا فعال ول;;ذلك يجب ان ي;;بين الحكم الجريم;;ة‬
‫التي قصد المساهمون ارتكابها حتى يكون مسؤولين عن النتائج التي تحدث وتق;دير ك;;ون الجريم;;ة يحتم;;ل‬
‫وقوعه;;ا نتيج;;ة ألفع;;ال االش;;تراك ام ال ام;;ره وموض;;وع تنتق;;ل ب;;ه محكم;;ه الموض;;وع دون رقاب;;ة عليه;;ا في‬
‫ذلك من محكمه النقض‪)1( .‬‬
‫مسؤوليه الفاعل على النتيجة المحتمل لمساهمته ‪:‬‬
‫بالرغم من ان المادة (‪ )43‬عقوبات جاءت بصدد مسؤوليه الشريك على النتيجة المحتملة اال انن;;ا‬
‫نرى انها تسري على الفاعل ايضا فاذا ساهم فاعالن في ارتكاب جريمة وقعت نتيجة اش;;ده من تل;;ك ال;;تي‬
‫ك;;ان يقص ;;دان اتيانه;;ا فانهم;;ا يس;;االن عنه;;ا اذا ك;;ان من المحتم;;ل وفق;;ا للمج;;رى الع;;ادل االم;;ور ان يح;;دث‬
‫نتيجة لسلوك اي منهما وتبرير ذلك ان الفاعل يتقدم في طريق تنفيذ الجريمة خط;وات اك;ثر من تل;ك ال;تي‬
‫يقطعها الشريك وال يقبل عدال وال منطقا ان يسأل الشريك عن النتيجة االحتمالية وجريمت;ه تابع;ه لجريم;ه‬
‫الفاع ;;ل بينم ;;ا ال يس ;;أل الفاع ;;ل عن ه ;;ذه النتيج ;;ة وه ;;و اك ;;ثر منه ;;ا ول ;;و في طري ;;ق الجريم ;;ة ح ;;تى ذل ;;ك في‬

‫‪ ) (1‬الموسوعة الجنائية الحديثة في شرح قانون العقوبات ‪ ،‬الجزء األولي ‪ ،‬ص ()‬

‫‪47‬‬
‫البعض الى الق;ول ب;ان الفاع;ل يجم;ع بين ص;فتين الفاع;ل والش;ريك االم;ر ال;ذي يجعل;ه بالض;رورة مس;ؤول‬
‫عن نتيجة االحتمالية‪.‬‬
‫اثر ظروف المباشر على العقوبة‪:‬‬
‫اذا كانت عقوبه الجريمه واجبه على كل مباشر واشر اشترك مع غ;;يره اال ان عقوب;;ه ك;;ل مباش;;ر‬
‫تت;;أثر بظروف;;ه الخاص;;ة واالص;;ل في ذل;;ك ان العقوب;;ة المس;;تحقه على ك;;ل ج;;ان تت;;أثر بص;;فه الفع;;ل وص;;فه‬
‫الفاعل وقصد الفاعل فقد يكون الفعل بالنسبة الحد الجناة وبالنس;;بة للث;;اني دفاع;ا للص;;ائل اي دفاع;ا ش;;رعيا‬
‫بالنسبة للثالث تأديبًا وقد يكون اح;د الف;اعلين مجنون;ا واح;دهم ع;اقًال و يك;ون اح;دهم عام;دا واح;ده واح;دهم‬
‫مخطئ;ًا وك;;ل ه;;ذا ي;;ؤثر على العقوب;;ه فمن ك;;ان في ح;;ال ال;;دفاع او ت;;أديب ال عق;;اب علي;;ه اذا لم يج;;اوز ح;;د‬
‫ال ;;دفاع او الت ;;أديب او من ك ;;ان مجنون ;;ا فال يع ;;اقب علي ;;ه بخالف العاق ;;ل المم ;;يز ومن ك ;;ان مخطئ ;;ا ن ;;زلت‬
‫عقوبته من عقوبة العامد‪.‬‬
‫هل تتأثر عقوبة الشريك بظروف شريكه‪:‬‬
‫القاع;;دة في الش;;ريعة ان;;ه اذا ت;;أثرت عقوب;;ة اح;;دى الش;;ركاء لص;;فة الفع;;ل او لص;;فه في التفاع;;ل او‬
‫لقصد الفاعل فان عقوبه الش;ريك االخ;ر ال;ذي لم تت;وفر ل;ه ه;ذه الص;;فات ال تت;أثر بفع;ل غ;يره او ص;;فته او‬
‫قص;;ده ف;;اذا ج;;رح ش;;خص اخ;;ر دفاع;;ا عن نفس;;ه ويتعم;;د ث;;اني جرح;;ه بقص;;د قتل;;ه فم;;ات من الج;;رحين ف;;ان‬
‫الجاني االول يعفى من العق;اب ألن;ه وج;وده في ح;ال ال;دفاع ش;رعي اب;اح ل;ه الفع;ل واع;اقب الث;اني بعقوب;ه‬
‫القتل العمد الن فعله عدوان متعمد وال يؤثر على عقوبته انه اشترك في القت;ل م;ع من يب;اح ل;ه القت;ل الن;ه‬
‫اعف ;;اء االول ك ;;ان لص ;;فه في فع ;;ل لم تت ;;وفر في فع ;;ل الث ;;اني واذا اش ;;ترك مجن ;;ون م ;;ع عاق ;;ل في ارتك ;;اب‬
‫جريم;;ه اعفى االول من العقوب;;ة لجنون;;ه للجريم;;ة دون ان يك;;ون االعف;;اء االول اث;;ر على عقوب;;ة الث;;اني اذا‬
‫االعفاء أساسي معنى او صفه تتوفر في االول ولم تتوفر في الثاني‪)1(.‬‬
‫عدول الشريك واثره ‪:‬‬
‫اذا ع;;دل الش;;ريك عن اتف;;اق م;;ع المباش;;ر او تحريض;;ه ل;;ه او ع;;دل عن تق;;ديم الع;;ون الي;;ه ثم وقعت‬
‫الجريم;;ة ب;;الرغم من ذل;;ك فمن الس;;هل في حال;;ه االتف;;اق واإلعان;;ة بإعف;;اء الش;;ديك من عقوب;;ة الجريم;;ة ال;;تي‬
‫وقعت الن م ;;ا ح ;;دث من ;;ه لم يكن س ;;ببًا في وق ;;وع الجريم ;;ة ام ;;ا في حال ;;ه التح ;;ريض فمن الص ;;عب الق ;;ول‬

‫‪ ) ( 1‬اإلشتراك في الجريمة في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬د‪ /‬سامي جميل الفياض الكبيسي ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ص (‪)294‬‬

‫‪48‬‬
‫بإعف; ;;اء الش; ;;ريك من العق; ;;اب اال اذا اثبت المح; ;;رض ان; ;;ه ازال ك; ;;ل اث; ;;ر لتحريض; ;;ه وان المباش; ;;ر ارتكب‬
‫الجريم;;ة وه;;و غ;;ير مت;;اثر بتح;;ريض الش;;ريك على ان ه;;ذا ال يمن;;ع من العق;;اب على االتف;;اق والتح;;ريض‬
‫باعتب ;;ار ك ;;ل منهم ;;ا معص ;;يه في ذات ;;ه وبغض النظ ;;ر عن الجريم ;;ة ال ;;تي وقعت كم ;;ا ان ه ;;ذا ال يمن ;;ع من‬
‫العقاب على العون الذي قدم كلما كان معصيه‪.‬‬
‫اخذ شريك بقصده االحتمالي ‪:‬‬
‫ويسال الشريك المتسبب عن الجريم;ة ال;تي ارتكبه;ا الش;ريك المباش;ر ول;و ك;انت اش;د من الجريم;ة‬
‫ال;;تي قص;;دها الش;;ريك المتس;;بب م;;ا دامت الجريم;;ة ال;;تي وقعت نتيج;;ة محتمل;;ه الش;;تراك وك;;ان من الممكن‬
‫توقع حصولها نتيجة لتنفيذ الجريمة المقصودة فمن حرض شخص على ضرب اخر فض;;ربه ض;;ربه ادت‬
‫الى وفاته لوفاته فالشريك المتسبب ال يسأل عن الضرب فقط وانما يسال عن القتل ش;;به العم;;د‪ ،‬الن القت;;ل‬
‫ك;;ان نتيج;;ه محتمل;;ة الوق;;وع للتنفي;;ذ جريم;;ه الض;;رب واذا ض;;ربه فاح;;دث ب;;ه إص;;ابه ادت لب;;تر ي;;ده او ش;;للها‬
‫فالشريك المتسبب مسؤول عن جريمه بان الطرف او اذهب معناه الن هذا من النتائج من الضرب‪)1( .‬‬
‫اثر ظروف الشريك المباشر على الشريك المتسبب‪:‬‬
‫ق;;د تت;;أثر عقوب;;ة الش;;ريك المتس;;بب بظ;;روف ال;;تي ت;;ؤثر على عقوب;;ة الش;;ريك المباش;;ر وق;;د ال تت;;أثر‬
‫بها عقوبة الشريك المباشر تتأثر بعقوبة الفعل وصفه الفاعل و قصده كما بيننا سابقا ‪.‬‬
‫فأما من جهة الفعل فاذا ارتكب شريك مباشر الفعل الذي قصده الشريك المتس;;بب على ك;;ل منهم;;ا‬
‫عقوبت;ه فكلم;ا ك;ان الفع;ل من ج;رائم التعزي;ز ام;ا ان ك;ان الفع;ل من ج;رائم الح;دود او القص;;اص فلك;ل من;ه‬
‫عقوبت;;ه الخاص;;ة لألس;;باب ال;;تي بيناه;;ا واذا ارتكب المباش;;ر فعال غ;;ير ال;;ذي قص;;ده للش;;ريك المتس;;بب فال‬
‫يعاقب االخير بعقوبة هذا الفعل اال اذا كان داخل في قصده المحتملة‪.‬‬
‫اذا كانت العقوبة قائمه ‪:‬‬
‫على صفه الفاعل فشدد او خففت او انعدمت الصفة فان الشريك المتسبب ال يتأثر بشيء من ه;;ذا‬
‫الن التش;;ديد والتخفي;;ف وامتن;;اع العق;;اب راج;;ع لمع;;نى في الش;;ريك المباش;;ر ال يت;;وفر في الش;;ريك المتس;;بب‬
‫فاذا كان شريك مباشر ص;بيًا او مجنون;ا فال عق;اب علي;ه وعلى الش;ريك المتس;بب العق;اب واذا ك;ان ش;ريك‬

‫‪ ) ( 1‬اإلشتراك في الجريمة في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬د‪ /‬سامي جميل الفياض الكبيسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ص (‪)304-302‬‬

‫‪49‬‬
‫مباشر معتاد على االجرام شدد عليه العقوبة دون الشريك المتسبب واذا كان الشريك مباشر صغير الس;;ن‬
‫خففت عليه العقوبة لصغر سنه ولم تخفف عن الشريك المتسبب‪)2( .‬‬

‫‪ ) ( 2‬اإلشتراك في الجريمة في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬د‪ /‬سامي جميل الفياض الكبيسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ص (‪) 305 – 304‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫ويحتوي علي ‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬الخاتمة‬
‫ثانيًا ‪ :‬النتائج‬
‫ثالثًا ‪ :‬التوصيات‬

‫‪51‬‬
‫أوًال ‪ :‬الخاتمة ‪:‬‬

‫نسأل اهلل أن يوفقنا لما يحبه وينال هذا البحث الموجز المختصر علي رضا واستحسان المشرفين‬
‫وهذا والحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم علي خاتم االنبياء والمراسلين ‪ ،‬اما بعد ‪:‬‬
‫وفي األخ;ير ال يس;عنا إال ان نق;ول م;ا قال;ه ‪ :‬مون;تيكيو " ال ينبغي أن يتم الم;رء موض;وعًا إتم;ام ك;امًال بم;ا‬
‫ال يدع للقارئ شيئًا بفعله ‪ ،‬فليس الغاية أن تجعل األخرين يقرأون بل ان تجعلهم يفكرون "‬
‫فإذا كان قد فاتنا في الختام أن نتناول موضوع صور االشتراك من جميع الجوانب فعسي أن ال يك;;ون ق;;د‬
‫فاتنا تقديم هذا الموضوع العظيم في الصور ال;تي من ش;أنها أن تخل;ق أفك;ار في أذه;ان الب;احثين من بع;دنا‬
‫وتن;;ير لهم بعض الج;;وانب المظلم;;ة في;;ه مم;;ا يفتح أم;;امهم آفاق;ًا أخ;;ري من البحث والدراس;;ة إليج;;اد الحل;;ول‬
‫المناسبة لهذا الموضوع ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬النتائج ‪:‬‬

‫نستنج من هذا البحث األتي ‪:‬‬

‫أن المشرع السوداني لم يفصل العقوبات المقررة حسب المساهمة والفعل الناتج عنها ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن المشرع السوداني لم يوضح اكثر عن المساهمة بحسن النية في االشتراك الجنائي ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إن المشرع السوداني لم يعاقب الجاني بناء علي الرغبات والشهوات بل عاقبه بناء علي االفعال‬ ‫‪.3‬‬
‫التي تقع فعًال ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬التوصيات ‪:‬‬

‫يجب ان يحظي موضوع االشتراك في القانون السوداني باهتمام كبير نظرًا لتعقد الجريمة وتعدد‬ ‫‪.1‬‬
‫الضالعين في تنفيذها ‪.‬‬
‫يعتبر كل من االتفاق والمساعدة كوسيلة لالشتراك بالصورة الحقيقة التي يتجلي فيها االشتراك‬ ‫‪.2‬‬
‫بالمعني القانوني ‪ ،‬كون الشريك يغذي الجاني بأداة الجريمة أو المعاونة عليها ما يؤدي إلي إرتكابها‬
‫‪.‬‬
‫أن ُيحدد وُيوضح أكثر المعايير التي يعتمد عليها في التمييز بين الفاعل والشريك ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يجب علي المشرع السوداني تشديد العقاب في المسائل المتعلقة باالشتراك بإتفاق حتي تكون هذه‬ ‫‪.4‬‬
‫العقوبة رادعة للمجتمع ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫القرآن الكريم‬
‫المراجع‬
‫‪ .1‬االشتراك في القتل وبيان وانواعه واحكامه ‪ ،‬القاضي ‪ :‬أميرة عبد الرازق محمد مختار ص (‪ )101‬رقم‬
‫االبداع (‪ )2007 /144‬الطبعة االولي‬
‫‪ .2‬نظرية القانون الجنائي لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬د‪ /‬ياسين عمر يوسف ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ .3‬البسيط في شرح القانون الجنائي السوداني ‪ ،‬د‪ /‬أمل فائز الكردفاني‬
‫‪ .4‬النظرية العامة للقانون الجنائي السوداني لسنة ‪1991‬م ‪ ،‬يس عمر يوسف‬
‫‪ .5‬االشتراك في الجريمة في الفقه اإلسالمية ‪ ،‬د‪ /‬سامي جميل ‪ ،‬ص (‪) 36 – 35‬‬
‫‪ .6‬قانون العقوبات ‪ ،‬المستشار ‪ /‬إيهاب عبدالمطلب ‪.‬‬
‫‪ .7‬التشريع الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬مج(‪ ، )1‬عبدالقادر عوده‬
‫‪ .8‬شرح القانون الجنائي ‪ ، 1991‬معدل حتي ‪ 2016‬مع التأصيل والمقارنة والتطبيق العملي ‪ ،‬د‪/‬‬
‫عبدالفاضل عيسي كرم اهلل‬
‫‪ .9‬شرح القسم العام من القانون الجنائي السوداني في ثوبه الجديد ‪ ،‬د‪ /‬بدرية عبدالمنعم حسونه ‪ ،‬قاضي‬
‫المحكمة العليا‬
‫‪ .10‬الموسوعة الجنائية الحديثة في الشرح قانون العقوبات ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬المستشار ‪ /‬إيهاب عبدالمطلب ‪،‬‬
‫نائب رئيس محكمة النقد‬
‫‪ .11‬اإلشتراك في الجريمة في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬د‪ /‬سامي جميل الفياض الكبيسي ‪ ،‬الكويت‬

‫‪55‬‬

You might also like