You are on page 1of 32

‫بحث لنيل شهادة الاجازة في الدراساث الاساسيت‬

‫شعبت الدراساث القانىنيت‬

‫مسلك القانىن الخاص‬

‫قـ ـ ـ ـراءة في كخـ ـ ـ ـاب‬


‫القانىن الدولي الخاص الجسائري علما وعمال‬
‫ملؤلف ـ ـ ـه‬
‫الطيب السروحي‬

‫جحت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالب ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬مصطفى السدني‬ ‫حمسة الصادق‬

‫السنت الجامعيت ‪2022/2022‬‬

‫[‪]1‬‬
]2[
‫إهداء ‪:‬‬

‫إلى من ساهدثني في صالتها ودعائها‪ ،‬إلى من سهزت الليالي لكي ثىير دربي بزضاها‪,‬‬

‫إلى من شاركحني أحشاوي وأفزاحي ‪ ,‬إلى هبع العطف والحىان إلى أمي الغالية‪ ،‬حفظك هللا‪.‬‬

‫إلى من دفعني إلى العلم ‪,‬وبه أسداد فخزا‪ ،‬إلى من علمني أن الدهيا كفاح وسالحها العلم واملعزفة ‪،‬‬

‫إلى الذي لم ًبخل بأي ش ىء‪ ,‬وسعى إلى راحتي وهجاحي‪ ،‬إلى أبي العشيش‪ ،‬أطال هللا في عمزك‪.‬‬

‫إلى من شاركىوي رض ى أألبىين إخىجي‪ ،‬فهم السىد والعىن وامللجأ بعد هللا عش وجل‪.‬‬

‫إلى الذًن ظفزت بهم هدًة من أألقدار إخىة فعزفى معنى ألاخىة ‪ .‬القحني بهم ألاًام فكاهى‬

‫خير خلف لخير سلف‪.‬‬

‫[‪]3‬‬
‫شكر وعرفان‬

‫قال ذعانى‪{ :‬إَه كاٌ عثدا شكىزا }‪.‬‬

‫فثعد انًىنى عص وجم ‪ٌ,‬طٍة نً أٌ أذقدو تعظٍى انشكس‬

‫وااليرُاٌ انى أصحاب انفضم انرٌٍ ساهًى فً إخساج هدا انثحد‬

‫إنى حٍص انىجىد‪,‬واخص تانركس‪ ,‬األسراذ انفاظم‪ ,‬يصطفى‬

‫انسدًَ ‪ ,‬انري كاَد نه جهىد عهًٍح صادقح‪ ,‬وذىجٍهاخ صائثح‪,‬‬

‫فً َسج اوزاق هاذه انسطىز‪ .‬يع يرًٍُاذُا نه تطىل انعًس ووفسج‬

‫فً انصحح‪ ,‬واٌ ٌجاشٌه هللا عُا وعٍ طهثح انعهى خٍس انجصاء ‪.‬‬

‫وألساذدذُا انكساو‪ ,‬انرٌٍ يافرؤا ٌقديىٌ نهطهثح ‪ ,‬يا جاد هللا عهٍهى‬

‫يٍ عهى‪ ,‬تادنٍٍ تدنك انجهىد انكثٍسج فً تُاء جٍم انغد نكى كم‬

‫انشكس وانعسفاٌ‬

‫[‪]4‬‬
‫مقدمة‬

‫الحمد هلل الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بٌننا محرما‬

‫من خالل قرابتنا لمضمون كتاب األستاذ الطٌب الزروتً ‪ ،‬المعنون باالقانون الدولً الخاص‬
‫الجزابري علما وعمال ‪.‬‬

‫مكتنا هده القراءة األولٌة من فهم هدف الكتاب ومعرفة كل األسس التً اعتمد علٌها الكاتب‬
‫الطٌب الزروتً ‪ ،‬أستاد القانون الدولً الخاص بجامعة الجزابر ‪.‬‬

‫إن هدا الكتاب ٌحتوي على ملخص مركز لمحتوى مادة القانون الدولً الخاص ‪ ،‬وإرشادات‬
‫منهجٌة لحل االستشارات القانونٌة وكدلك فً تنازع القوانٌن واالختصاص القضابً الدولً‬
‫والجنسٌة ومركز األجانب ‪.‬‬

‫كما قام الكاتب بوضع ملحق كامل للثزثٌق القانونً الجزابري فً الموضوع بحٌث قام الكاتب‬
‫باالعتماد فً المقدمة على إعطاء موقفه حول صعوبة القانون الدولً الخاص وتشبعه وكذلك‬
‫قام بإعطاء مجموعة من الكٌفٌات التً ٌعتمدها األساتذة فً تدرٌس المادة فً كلٌات الحقوق‬
‫ومختلف الجامعات على مستوى التطبٌق لجعل الطلبة ٌستوعبون مختلف اآللٌات القانونٌة‬
‫لمجاالت هده المادة المتنوعة‬

‫وٌشمل هدا الكتاب كذلك مجموعة من المواضٌع التً تحتوي على مشاكل من حٌت الفهم‬
‫والصعوبة فً اإلدراك فً مجال القانون الدولً الخاص أي أن تنازع القوانٌن فً االختصاص‬
‫القضابً الدولً والجنسٌة ومركز األجانب تن تنفٌد األحكام األجنبٌة وقرارات التحكٌم الدولٌة وهً‬
‫القواعد النظرٌة التً الغنى عنها لحل االستشارات القانونٌة ‪.‬‬

‫اعتمد الكاتب الطٌب الزروتً فً كتابه على المنهج العلمً الصحٌح فً التحالٌل النظرٌة‬
‫وتقدٌم الحلول العلمٌة بعٌدا عن التعقٌد دون اإلخالل بالجوانب الدقٌقة فالهدف من تألٌف هدا‬

‫[‪]5‬‬
‫الكتاب هو تقرٌب القارئ لفهم موضوع تنازع القوانٌن فً القانون الدولً الخاص ألنه مجال‬
‫صعب ومتعطش للكتابات والمعلومات ‪ ،‬لذلك قام األستاد الطٌب الزروتً لتقرٌب الطلبة‬

‫والباحثٌن فً هذا المجال من المعلومة والسرعة فً الفهم المنهجً لهذه الظاهرة المركبة‬
‫والمعقدة ‪ ،‬وتسهٌل فهمهم لمواضٌع القانون الدولً الخاص من خالل إعطابه مجموعة من‬
‫الفاهٌم والمصطلحات التً تساعد على فهم هدا الموضوع فهما مٌسورا ‪ .‬ومن خالل قرابتنا‬
‫األولٌة لهعدا الكتاب نجده من ىحٌت الشكل منضم منهجٌا إال أن هناك بعض اإلخالالت على‬
‫مستوى التقسٌمات من حٌت عدم احترام تقسٌمات تنابٌة ‪.‬‬

‫وللمؤلف فً هذا الباب باقة من المؤلفات أهمها ‪:‬‬

‫‪ ‬تحرٌر العرابض واألوراق شبه القضابٌة‬

‫‪ ‬القانون الدولً لملكٌة الفردٌة تحلٌل ووتابق‬

‫‪ ‬دراسات فً القانون الدولً الخاص الجزابري‬

‫‪ ‬اجتهاد القضاء الجزابري فً مٌدان القانون الدولً‬

‫وبالرجوع إلى الكتاب الدي نحن بصدد تحلٌله وصبر أغواره قد تم نشره فً ‪ 3‬رمضان‬
‫‪ 1429‬الموافق ل ‪ 24‬اوت ‪ 2009‬وقد كانت طبعته األولى فً سنة ‪ 2010‬بمطبعة القسٌلة –‬
‫الجزابر ‪.‬‬

‫[‪]6‬‬
‫قسم المؤلف هذا الكتاب إالى أربعة أقسام‬

‫القسم األول‪ :‬خاص بتنازع القانون الدولً التشرعً والقضائً وألحقه بمجموعة من‬
‫االستشارات القانونٌة التطبٌقٌة تم بملحق من النصوص القانونٌة التً تحكم هذا الموضوع‬
‫سواء كانت نصوصا ذاخلٌة أو اتفاقٌة دولٌة‬

‫الفصل األول ‪ :‬أحكام تنازع القانون الدولً الجزائري‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفاهٌم أولٌة فً تنازع القوانٌن‬

‫أوال ‪ :‬المقصود بتنازع القوانٌن‬

‫تانٌا ‪ :‬طرٌقة تطبٌق قواعد التنازع‬

‫تالثا ‪ :‬تعدر إتبات القانون األجنبً‬

‫المبحث التانً ‪ :‬فئة األحوال الشخصٌة‬

‫أوال ‪ :‬الحالة واألهلٌة‬

‫تانٌا ‪ :‬الزواج‬

‫تالثا ‪ :‬العالفة بٌن األصول والفروع‬

‫رابعا ‪ :‬العالقة بٌن األقارب‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬القانون العٌنً أونظام األموال‬

‫أوال ‪ :‬تكٌٌف المال‬

‫تانٌا ‪ :‬العقار‬

‫ثالتا ‪ :‬المنقوالت المادٌة‬

‫[‪]7‬‬
‫رابعا ‪ :‬المنقوالت المعنوٌة‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬التصرفات اإلرادٌة‬

‫أوال ‪ :‬القانون المختص بشكل التصرف‬

‫تانٌا ‪ :‬قانون اإلرادة‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬االلتزامات الغٌر التعاقدٌة‬

‫الفصل التانً ‪ :‬تنازع االختصاص القضائً الدولً‬

‫المبحث األول ‪ :‬معاٌٌر االختصاص القضائً الدولً‬

‫المبحث التانً ‪ :‬االستشارات المختارة‬

‫الفصل الثالت ‪ :‬استشارات قانونٌة فً تنازع االختصاص التشرٌعً والقضائً الدولٌٌن‬

‫المبحث األول ‪ :‬إرشادات منهجٌة لحل استشارة قانونٌة‬

‫المبحت التانً ‪ :‬االستشارات المختارة‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬مالحق القسم األول ‪ :‬تنازع االختصاص التشرٌعً والقضائً الدولٌٌن‬

‫أوال ‪ :‬قواعد االختصاص التشرٌعً الدولً‬

‫تانٌا ‪ :‬قواعد االختصاص القضائً الدولً‬

‫القسم التانً‪ :‬فقد خصصه ألحكام الجنسٌة الجزائرٌة تمتعا وزواال‬

‫الفصل األول ‪ :‬أحكام الجنسٌة الجزائرٌة‬

‫المبحث األول ‪ :‬مبادئ عامة فً الجنسٌة الجزائرٌة‬

‫المبحث التانً ‪:‬طرق التمتع بالجنسٌة الجزائرٌة‬

‫[‪]8‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الجنسٌة الجزائرٌة االصبٌة‬

‫المطلب التانً ‪ :‬الجنسٌة الجزائرٌة المكتسبة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬زوال الجنسٌة الجزائرٌة‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفقد اإلرادي للجنسٌة الجزائرٌة‬

‫المطلب التانً ‪ :‬التجرٌد من الجنسً‬

‫المبحث االرابع ‪ :‬إثبات الجنسٌة الجزائرٌة والمنازعات الخاصة بها‬

‫المطلب األول ‪ :‬إتباث الجنسٌة الجزائرٌة‬

‫المطلب التانً ‪ :‬المنازعات الخاصة بها‬

‫الفصل التانً ‪ :‬استشارات قانونٌة نمودجٌة فً الجنسٌة‬

‫‪-‬ملحق النصوص القاانونٌة المتعلق بالجنسٌة‬

‫القسم التالث‪ :‬وضعٌة اإلجانب فً الجزائر‬

‫القسم الرابع‪ :‬خاص بتنفٌد األحكام األجنبٌة وقرارات التحكٌم الدولٌة‬

‫من خالل الحصة التأطٌرٌة أقر األستاذ المشرف التطرق إلى قسمٌن اثنٌن ‪:‬‬

‫[‪]9‬‬
‫القسم األول ‪:‬األحكام القانونٌة للتنازع الدولً‬

‫لقد اعتمد الكاتب فً هذا الباب لألحكام القانونٌة الخاصة بالتنازع الدولً بالجزابر ‪ ،‬وقد تبٌن‬
‫من خالله أنه البد لحل استشارة قانونٌة ٌجب على القارئ إن ٌكون مستوعبا لها ‪ ،‬والتوقف‬
‫عند أهم المبادئ القانونٌة لحل تنازع القوانٌن لذلك قام الكاتب بالتذكٌر لها منن خالل‬
‫النصوص التشرٌعٌة والمبادئ المعتمدة فقها وقضاءا مبٌنا النص القانونً الواجب تطبٌقه مع‬
‫شرحه وتحدٌد شروط تطبٌقه ‪ ،‬فبالنسبة للقانون الجزابري فقواعده سواء تلك الواردة فً‬
‫القانون المدنً ضمن األحكام العامة آلثار القوانٌن وتطبٌقها المنصوص علٌها فً الفصل‬
‫األول من الباب األول من الكتاب األول للقانون المدنً أوتلك المدرجة فً قوانٌن خاصة‬
‫كقانون اإلجراءات المدنٌة واإلرادٌة وقانون الحالة المدنٌة ‪،‬فمن خالل هذا الفصل األول من‬
‫كتاب األستاذ الطٌب الزروتً نجد أنه كان ذكٌا بابتداء كتابه بأهم كتابه بأهم المبادئ التً‬
‫تحكم التنازع فً القانتون الدولً الجزابري ‪ ،‬لكً ٌستوعب القارئ المغزى من الكتاب‬
‫والهدف منه ‪.‬‬

‫وقد أشار الكاتب إلى جمٌع الفصول المختصة فً مجال تنازع القوانٌن الدولٌة وكٌفٌة تطبٌقها‬
‫‪ ،‬وقد أعطى الكاتب مجموعة من المفاهٌم األولٌة التً تهم تنازع القوانٌن ‪ ،‬من بٌنها ماهٌة‬
‫تنازع القوانٌن التً عرفها الكاتب بكونها ذلك التزاحم بٌن القوانٌن المتعارضة سواء اثنٌن او‬
‫أكتر بٌن دولتٌن أو أوكثر لحكم عالقة قانونٌة ذات عنصر أجنبً ‪ ،‬وقد أشار الذكتور الطٌب‬
‫الزروتً فً هذا الكتاب بخصوص مفهوم تنازع القوانٌن أنه الٌقوم إال بوجود عالقة قانونٌة‬
‫ذات عنصر أجنبً من حٌت أشخاصها ( األطراف ) أوموضوعها (المحل ) ‪ ،‬أوسببها (‬
‫الواقعة القانونٌة المنشبة لها ‪ ،‬وأن ٌسمح المشرع الوطنً بامتداد القانون األجنبً ألن مبدأ‬
‫إقلٌمٌة القانون بشكل مطلق ٌنفً منهجٌا اللجوء لنظام التنازع ‪ ،‬وأن تكون القوانٌن المتنازعة‬
‫خاصة تابعة للدول ‪.‬‬

‫[‪]10‬‬
‫وكذلك أشار إلى طرٌقة تطبٌق قواعد التنازع التً من المهم معرفتها وهً التً حصرها‬
‫الكاتب فً ثالثة طرق؛‬

‫أوال‪ :‬التكٌٌف ‪ :‬وهو تحدٌد المشكل األساسً محل النزاع إلٌجاد حل له ‪ ،‬وهذا بإعطابه‬
‫الوصف القانونً المالبم من أجل تحدٌد قاعدة اإلسناد التً تحكمها ‪ ،‬ألن التكٌٌف ٌعتبر‬
‫مسألة أولٌة ضرورٌة قبل اإلسناد وهو عبارة عن تفسٌر لمضامٌن قواعد التنازع الوطنٌة‬
‫لتحدٌد مجال تطبٌقها ‪.‬‬

‫تانٌا‪ :‬اإلحالة ‪ :‬وٌقصد بهذه المرحلة كٌفٌة حل التنازع السلبً بٌن القانون القاضً والقانون‬
‫األجنبً المسند إلٌه ‪ ،‬وبالتالً فاإلحالة تهدف إلى تجاوز عقبة عدم إختصاص القانون‬
‫األجنبً المسند إلٌه ‪ ،‬حسب القانون القاضً ‪.‬‬

‫فطبقا للمادة ‪ 23‬مكرر ‪ 1‬من القانون الجزابري ‪ٌ ،‬عمل باإلحالة فً حالة واحدة ‪ ،‬أي عندما‬
‫ٌكون القانون المختص هو قانون القاضً ‪ ،‬أي عندما ٌرد القانون األجنبً االختصاص‬
‫للقانون الجزابري ‪ ،‬أما فً غٌر هده الحالة فٌطبق القاضً الجزابري القواعد الموضوعٌة‬
‫فً القانون األجنبً المسند إلٌه ولوكان ٌرفض االختصاص وٌسنده إلى قانون آخر ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التنازع المتحرك والمتغٌر‪ :‬وٌحدث عندما ٌتعاقب على المركز القانونً قانونان‬
‫مختصان فً وقتٌن مختلفٌن ‪.‬‬

‫كما تحدث الكاتب إلى تعدر إتبات القانون األجنبً بإلزامٌة القاضً على تطبٌق القانون من‬
‫تلقاء نفسه ‪ ،‬ولكن المعاملة الواقعٌة للقانون األجنبً وافتقاده لعنصر االلزام فً غٌر بلد‬
‫صدوره ٌجعله ٌختلف عن القانون الوطنً ‪.‬‬

‫فالشخص الٌطبق القانون األجنبً إال إذا كان ذات مصلحة له ‪ ،‬وٌجب علٌه أن ٌثبت‬
‫مضمونه وشروط تطبٌقه ‪.‬‬

‫[‪]11‬‬
‫أما بخصوص استبعاد القانون اإلجنبً المختص لمخالفة النضام العام اوالغش نحو القانون‬
‫فالواقع فً أنظمة القانون الدولً الخاص أن السماح بتطبٌق القانون األجنبً مشروط ضمنا‬
‫بعدم التعارض مع النظام العام فً بلد القاضً الن النظام العام ٌعرف بان مجموع األسس‬
‫والمبادئ التً ٌقون علٌها نظام المجتمع الٌجب االتفاق على مخالفتها ‪.‬‬

‫لقد تطرق الكاتب فً المبحت التانً والذي ٌهم فبة األحوال الشخصٌة وهً مجموع النظم‬
‫القانونٌة المتعلقة بالشخص ذاته وتتبعه ‪ .‬وٌطبق علٌها القانون الشخصً ‪.‬‬

‫وقد أشار الكاتب فً هذا المبحث الى التفرقة مابٌن الدول االنكلو ساكسونٌة وتطبٌق قانون‬

‫الموطن علٌها على عكس الدول الالتٌنٌة والدول العربٌة التً ٌطبق علٌها قانون الجنسٌة ‪،‬‬

‫تم بٌن الكاتب أن هذا التطبٌق ٌصطدم مع مجموعة من الصعوبات على مستوى التطبٌق ‪،‬‬

‫كما بٌن فً هذا المبحث كٌفٌة تحدٌد قانون الجنسٌة وحالة تعدد اوانعدام الجنسٌة وكذلك‬

‫مجموعة من الحاالت التً تهم األشخاص وأحوالهم ونظم حمابنهم ‪ ،‬مثال ذلك عدٌمً‬

‫االهلٌة ونافصٌها والعالقة بٌن األصول والفروع ‪.‬‬

‫فٌما ٌتعلق بالمبحت الثالث فٌهم بشكل أساس القانون العٌنً أونظام األموال باعتباره تلك‬
‫العالقات الدولٌة الخاصة ‪.‬‬

‫بٌن الكاتب فً هذا المبحث أن المقصود هنا لٌس مصدر الحق الذي قد ٌكون تصرفا قانونٌا‬
‫اوواقعة طبٌعٌة او قانونٌة ‪ ،‬وإنما الحق المادي ذاته ‪ ،‬فٌما ٌخص الحقوق العٌنٌة المترتبة‬
‫على المال ومضمونها والحقوق المخولة لمالكه وحابزه وفٌما ٌخص تلك الحقوق وانقضابها‬
‫كما تطرق الكاتب أٌضا إلى تقسٌم هذا المبحت إلى قسم خاص بتكٌٌف المال بحسب طبٌعته‬

‫[‪]12‬‬
‫هل هو عقار او منقول ؟ ولقد فرق بٌن العقار الثابت بطبٌعته والمستقر واألخر المتغٌر ‪ ،‬تم‬
‫أعطى مثاال للمنقوالت المادٌة والمعنوٌة ‪.‬‬

‫وقد مٌز الكاتب فً التصرفات االرادٌة بٌن شكل التصرف وموضوعه‬

‫أوال ‪ :‬القانون المختص بشكل التصرف‬

‫المقصود بالشكل هنا االجراء الذي ٌظهر بواسطته التصرف للعالم الخارجً ‪ ،‬أي كٌفٌة‬
‫ابرام التصرف وإضهار اإلرادة المكان االتبات ‪ ،‬كالكتابة الرسمٌة والعرفٌة وطرٌقة‬
‫التوقٌع على العقد ‪.‬‬

‫فٌما ٌخص القانون المختص طبقا للقانون الجزابري والقوانٌن العربٌة فهو قانون محل إبرام‬
‫التصرف ‪ ،‬وهدا حل تقلٌدي مقرر فً جل القوانٌن وأساسه القاعدة الالتٌنٌة ‪locus reget‬‬
‫‪ actum‬وهً قاعدة تشكل المبدأ العام ولكنها فً األصل قاعدة اختٌارٌة ٌجوز لألفراد‬
‫استبعادها واختٌار قوانٌن أخرى من بٌنها القانون الذي ٌحكم موضوع التصرف كالقانون‬
‫المختص بصحة الزواج والقانون المطبق على الهبة أو الوقف أو الوصٌة أو قانون الجنسٌة‬
‫المشتركة ‪ ،‬وهنالك أٌضا قانون الموطن المشترك إذا اتحد موطن األطراف ‪،‬‬

‫تانٌا ‪ :‬قانون اإلرادة‬

‫تشكل االلتزامات التعاقدٌة فً العالقات الدولٌة الخاصة عصب المعامالت التجارٌة الدولٌة‬
‫‪ ،‬والمقصود بها العقود ذات الطابع المالً المحض ‪ ،‬وٌطلق علٌها عموما العقود الدولٌة ‪.‬‬

‫كماتحدث عن االلتزام ات الغٌر التعاقدٌة وهً تلك األفعال الضارة ‪ ،‬أي المسؤولٌة المدنٌة‬
‫وكدا األفعال النافعة أي االثراء بال سبب والدفع الغٌر المستحق والفضالة ‪.‬‬

‫وقدد حدد لها القانون محل المسؤولٌة ما إدا كانت مسؤولٌة شخصٌة أو مسؤولٌة عن فعل‬

‫[‪]13‬‬
‫الغٌر ‪ ،‬أو مسؤولٌة عن فعل الحٌوان اوالمسؤولٌة عن فعل األشٌاء ‪ ،‬وأساسها القانونً‬
‫وأركانها وطبٌعة الضرر المستوجب التعوٌض وكٌفٌة هدا التعوٌض وطرٌقة أدابه‬

‫وقد مٌز فً التصرفات االرادٌة مابٌن شكل التصرف وموضوعه ‪.‬‬

‫بحٌث أشار إلى شكل التصرف باعتباره ذلك االجراء الذي ٌضهر بواسطته التصرف‬
‫للعالم الخارجً أي كٌفٌة ابرام التصرف وإضهار اإلرادة المكان االتباث وقد بٌن القانون‬
‫المختص الذي ٌعتمد على أساس القاعدة الالتٌنٌة ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لباب تنازع االختصاص الضابً الدولً ‪ٌ.‬جب أن ٌكون مبنٌا على فعالٌة النفاد‬
‫ألن العالقة القانونٌة الواحدة ذات ارتباط بأكتر من نظام قانونً وٌجب ان ٌمنح االختصاص‬
‫لمحاكم الدولة ذات الصلة االوثق بها ‪ ،‬وإال كان مصٌر الحكم غٌر عادل ‪.‬‬

‫ٌجب تأكٌد بخصوص اوفٌما ٌهم االختصاص القضابً الدولً على‪:‬‬

‫‪ ‬أولوٌة الفصل فً االختصاص القضابً قبل الفصل فً موضوع النزاع وتطبٌق‬


‫القانون المختص ‪.‬‬
‫‪ ‬تاثٌر االختصاص القضابً الدولً وتوجٌه مسار النزاع الموضوعً‬
‫‪ ‬النظر فً تعدد معاٌٌر االختصاص القضابً الدولً‬
‫‪ ‬قواعد االختصاص الدولً هً قواعد وطنٌة فاصرة على تحدٌد والٌة القضاء‬
‫الوطنً فً العالقات المشوبة بصفة أجنبٌة ٌالحض فً أغلب الدول أن دراسة‬
‫االختصاص القضابً لم تحض بدات العناٌة التً حضٌت بها دراسة تنازع القوانٌن‬

‫وبالرغم من ذلك فمسألة االختصاص الدولً تلعب دورا هاما فً عالم تتزاٌد فٌه العالقات‬
‫ذات العنصر األجنبً ‪،‬باظطراد مستمر أدى إلى تزاٌد مستمر فً قضاٌا ذات الطابع الدولً‬
‫التً ٌتم طرحها على المحاكم الوطنٌة فً الدول المختلفة ‪ ،‬حٌت تتمتع قواعد االختصاص‬
‫الدولً بأهمٌة كبٌرة إذ تتوقف علٌها مسألة أساسٌة وهً تقرٌر اختصاص القاصً الوطنً‬

‫[‪]14‬‬
‫بنظر المنازعة المشتملة على عالقة قانونٌة ذات عنصر أجنبً من عدمه ‪ ،‬ونحن فً صدد‬
‫تحدٌد الظابط والمعاٌٌر التً ٌمكن االعتماد علٌها لتحدٌد اختصاص محاكم دولة معٌنة بنظر‬
‫منازعات ذات العنصر األجنبً ونستطٌع أن نضع هذه الضوابط على أساس الفكرة‬
‫اإلقلٌمٌة من ناحٌة أخرى ‪.‬‬

‫ومن المعروف فً المجال الدولً أن الخصوم قد لعبو دورا مهما فً تحدٌد‬


‫االختصاص الدولً للمحاكم الوطنٌة حٌت ٌؤدي قبولهم أو خضوعهم االختٌاري لمحاكم‬
‫دولة معٌنة الى ثبوت االختصاص لتلك المحاكم ‪.‬‬

‫وبالرجوع لمعاٌٌر االختصاص القضاء الدولً نجد مجموعة من المعاٌٌر المتفاوتة‬


‫المعمول البها بعضهاال ذات طابع شخصً واألخر موضوعً فالكاتب الطٌب الزروتً فً‬
‫كتابه نجده اتخذ ثالثة معاٌٌر فً االختصاص القضابً الدولً ‪:.‬‬

‫‪ .1‬المعاٌٌر المؤسسة على السٌادة الشخصٌة ‪ :‬واهمها معٌاران األول اعتمد فٌه‬
‫مبدأ امتٌاز الجنسٌة واألخر معٌار مقر تواجد األطراف أو أحدهما ‪.‬‬
‫‪ 2‬المعاٌٌر المبٌنٌة على اعتبارات إقلٌمٌة ‪ :‬فٌها اختصاص قضاء مكان وجود المال‬
‫موضوع النزاع واختصاص محاكم محل وقوع النزاع ‪ ،‬وكذا دعاوي تصفٌة الشركات‬
‫والتً ٌؤول فٌها االختصاص إلى الجهة القضابٌة التً ٌتم فٌها افتتاح الشركة‬
‫‪ 3‬االختصاص المبنً على المالئمة والخضوع اإلداري ‪ :‬واألهم فٌه هو اختصاص‬
‫المحكمة المحكمة التً ٌتم فً إقلٌمها الحفاظ على األموال مؤقتا أو تتخذ فٌها تدابٌر‬
‫للحماٌة ‪.‬‬

‫مالحضة ‪ :‬من خالل هذه المعاٌٌر نجد أن الكاتب اعتمد علٌها من زاوٌة األهمٌة‬
‫ألنها أكثر دقة وتفصٌل ‪ ،‬وتعتبر هب الفٌصل فً إشكالٌة تحدٌد االختصاص ‪.‬‬

‫[‪]15‬‬
‫أما فٌما ٌخص معاٌٌر اختصاص القضاء الجزابري فلقد مٌز فٌها الكاتب بٌن القواعد‬
‫الواردة فً الشرٌعة العامة وبٌن القواعد الخاصة باالختصاص القضابً الدولً الواردة فً‬
‫اتفاق الجزابر المصادقة علٌه ‪.‬‬

‫لقد اتخذت الجزابر بمعٌار االختصاص حسب قواعد الشرٌعة العامة بحٌت نصت المادة ‪23‬‬
‫مكرر ‪ 2‬مدنً ( المضافة بموجب تعدٌل ‪ 20‬جوان ‪ ) 2005‬مبدأ تحدٌد معاٌٌر االختصاص‬
‫القضابً الدولً ‪.‬‬

‫إن اختصاص القضاء الجزابري فً كل الدعاوي التً ٌكون فٌها المدعً جزابرٌا والمدعى‬
‫علٌه أجنبٌا مهما كان موطن الطرفٌن فً الجزابر أو خارجها ‪.‬‬

‫كما اتخدت أٌضا بالمعاٌٌر المعتمدة فً القانون االتفاقً الجزابري الدولً برمتها ‪ ،‬وهً‬
‫التً أشار لها الكاتب الطٌب‬

‫الزروتً فً الصفحات من ‪ 33‬إلى الصفحة ‪. 36‬‬

‫لقد تبٌن أن المشرع الجزابري اعتمد فً توزٌع االختصاص على المعٌار العضوي‬
‫المكرس بموجب المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة ‪ ،‬والتً جعلت من‬
‫المحاكم اإلدارٌة صاحبة الوالٌة فً المنازعات ‪ ،‬إذ تفصل فً جمٌع القضاٌا التً تكون‬
‫الدولة أو الوالٌة أو البلدٌة أو المؤسسات العمومٌة ذات الصبغة اإلدارٌة طرف فٌها ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬أعطى الكاتب الطٌب الزروتً فً كتابه امثلة لتنازع القوانٌن تجلت فً‬
‫االستشارات القانونٌة فً تنازع االختصاص التشرٌعً والقضابً الدولٌٌن ‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬قدم لنا الكاتب إرشادات منهجٌة لحل االستشارات القانونٌة بسرده للخطوات‬
‫المنهجٌة لحل النازلة معززا بمجموعة من القضاٌا التً تهم تنازع القوانٌن فً االهلٌة‬
‫واالحالة فً القانون الجزائري وكذلك االختصاص القضائً والحضانة فً الزواج تم زواج‬
‫األجانب فً الجزائر‬

‫[‪]16‬‬
‫ومن خالل كل هذه القضاٌا نالحظ أنها تقرب القارئ أو الباحث فً هذا المجال من تلقٌه‬
‫للمعلومة واستٌعابها الن هذا العمل الذي قام به الذكتور الطٌب الزروتً ٌعد تطبٌقا على‬
‫أرض الواقع ‪.‬‬

‫بالرجوع إلى القضٌة الحادٌة عشر التً عالج فٌها مواضٌع غاٌة فً األهمٌة فلقد اتبع فٌها‬
‫خطوات ممنهجة لحلها ابتداءا بسرد الوقابع تم تحدٌد االشكال المطروح ‪ ،‬تم المبادئ‬
‫القانونٌة التً ٌعتمد علٌها ن والتً تحدث عنها فً انقسام الخاص بالمبادئ م بٌن نطاق‬
‫التطبٌق ‪ ،‬أي مدى اختصاص القضاء الجزابري ومدى صحة الدفع المستمد من ارتباط‬
‫الدعوى المدنٌة بالدعولى الجزابرٌة والقانون الواجب التطبٌق فً اإلشكالٌة ( الموضوع ) ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬تنازع االختصاص التشرٌعً والقضائً الدولٌٌن ‪.‬‬

‫لقد قسم الكاتب هدا الفصل إالى فقرتٌن أساسٌتٌن ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬خاصة بقواعد االختصاص التشرٌعً الدولً هذا األخٌر ضم مجموعة من‬
‫المواد من القانون المدنً المؤرخ فً ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬والذي ٌشمل عدة نصوص قانونٌة‬
‫تبٌن النظام ذاخل الدولة والقواعد التً تحكمن أفرادها داخل الجماعة البشرٌة ‪ ،‬فً كل من‬
‫الحماٌة القانونٌة واالحوال الشحخصٌة واألموال سواء العامة أو الخاصة والشق المتعلق‬
‫بالجنسٌة كذلك ‪ ،‬سواء األصلٌة منها المكتسبة ‪ .‬وهدا ماسنتطرق له فً فً القسم التانً ‪.‬‬

‫إذن من خالل ماسبق توقفنا فً محور األحكام القانونٌة للتنازع الدولً إلى أهم المبادئ التً‬
‫تحكمه والمقصود بها كل المفاهٌم التً تشمل هدا الموضوع ( تنازع القوانٌن ) وإلى أهمٌة‬
‫االلمام بهذه المفاهٌم لفهم التعاطً مع اإلشكاالت الدولٌة فً تضارب قوانٌنها ‪ ،‬كما توقف‬
‫الكاتب عند مجموعة من األمثلة واالستششارات مع تقدٌم حلول لها لكً ٌتمكن القارئ من‬
‫االستٌعاب والفهم للتعاطً مع مثل هذه المواضٌع بشكل ممنهج ودقٌق ‪.‬‬

‫[‪]17‬‬
‫القسم التانً ‪ :‬الجنسٌة الجزائرٌة‬

‫الفصل األول ‪ :‬لقد ابتدأ الكاتب الفسم التانً من كتابه بأهم مواضٌع القانون الدولً الخاص‬
‫وهً الجنسٌة ‪ ،‬هذه األخٌرة هً التً تشكل معٌارا دولٌا لتوزٌع سكان الكرة األرضٌة على‬
‫الدول ‪ .‬وهً التً من خاللها ٌعبر الشخص على والبه السٌاسً لدولته ‪ .‬بحٌت أن جمٌع‬
‫الدول تضع أحكاما ومعاٌٌر لتنضٌم جنسٌتها ‪ ،‬لذلك ٌمكن أن ٌتعارض مع تنضٌم دولة‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫إن الكاتب الطٌب الزروتً أشار فً كتابه أن لوضع الجنسٌة فً الدولة الجزابرٌة الذي‬
‫ٌنظم بقاتنون ‪ 63-96‬المؤرخ فً ‪ 27‬مارس ‪ 1963‬تم أعقبه االمر ‪ 86 – 70‬المؤرخ فً‬
‫‪ 15‬دٌسمبر ‪ 1970‬وهو الساري المفعول حالٌا ‪ ،‬ولكن عدلت بعض أحكامه بموجب األمر‬
‫‪ 01 – 05‬المؤرخ فً ‪ 27‬فبراٌر ‪ ، 2005‬وبالتالً فهدا الفصل قد خصصه الكاتب لألحكام‬
‫القانونٌة المتعلقة بالجنسٌة الجزابرٌة من خالل مبادئ عامة فً الجنسٌة الجزابرٌة ‪ ،‬وطرق‬
‫التمتع بها ‪،‬وكذلك زوال الجنسٌة الجزابرٌة تم ’ إتباتها والمنازعات الخاصة بها ‪.‬‬

‫لقد قسم الكاتب الجزابري هذا القسم لتبٌن الطرق والمبادئ التً تحكم القسم الخاص بالنسبة‬
‫لمبادئ الجنسٌة الجزابرٌة التً تتمٌز بكونها تتضمن حلوال موضوعٌة للجنسٌة الوطنٌة ‪،‬‬
‫وٌعتبر قانون الجنسٌة الجزابري قانون خاص وقواعده واردة فٌه ‪ ،‬علة سبٌل الحصر ‪ ،‬أي‬
‫غٌر قاٌلة للتغٌٌر والتأوٌل أو التفسٌر ‪ ،‬ولفد خصصت الدولة الجزابرٌة العدٌد من الطرق‬
‫لمنح الجنسٌة الجزابرٌة والسٌما المكتسٌة لدمج االجانٌب لمواطنٌها ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتشرٌع الجزابري فقد تطرق المنشرع ألهم األحكام العامة للجنسٌة الجزابرٌة‬
‫فً الفصل األول من قانون الجنسٌة من المواد ‪ 1‬إلى ‪ 5‬موضحا فً المادة األولى من‬
‫القانون الخاص بالجنسٌة الجزابرٌة وسابل التمتع بها ‪ ،‬وقد حصرها فً القانةون الخاص‬
‫بالجنسٌة أو ماهو وارد فً اتفاقٌات دولٌة التً تمت المصادقة علٌها ‪.‬‬

‫[‪]18‬‬
‫مٌز الطٌب الزروتً التشرٌع الجزابري فً تطبٌق قانون الجنسٌة الجزابرٌة بٌن الجنسٌة‬
‫األصلٌة االتً تسري علٌها القوانٌن بأثر رجعً والجنسٌة المكتسبة التٌس أخضعها لألثر‬
‫الفوري سواء فٌما ٌخص شروط اكتسابها أو زوالها ‪ ،‬وكذلك تطرق لسن الرشد الخاص‬
‫بالجنسٌة ‪ ،‬وقد أكدت كذلك المادة الخامسة من قانون الجنسٌة على تحدٌد المقصود بالجزابر‬
‫فً مفهوم هذا القانوةن والتً تمنح بموجبه الجنسٌة الجزابرٌة على أساس المٌالد فً‬
‫الجزابر أشار الكاتب فً مبادئ الجنسٌة الجزابر ٌة على وسابل إثبات الجنسٌة الجزابرٌة‬
‫والمعاٌٌر المعتمدة بشأنها سواء على أساسها هو رابطة الدم أو اإلقلٌم ‪.‬‬

‫فرق الكاتب الطٌب الزروتً فً كتابه بٌن االثباث فً الجنسٌة األصلٌة والمكتسبة بحٌث‬
‫أكد على أن اتبات الجنسٌة المكتسبة ٌتم بوسٌلة االكتساب فقط على عكس الجنسٌة األصلٌة‬
‫‪ ،‬نجد كما هو الشأن فً الدولة المغربٌة تأخد الجزابر بمعٌار حق الدم واألقدمٌة ‪.‬‬

‫لقد خصص المشرع الجزابري قً قانون الجنسٌة فً المادة السادسة منح الجنسٌة االصلٌة‬
‫بناء على الدم من األم أو األب ‪ ،‬متمتعا بالجنسٌة الجزابرٌة وقت مٌالد الطفل ‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن مكان المٌالد بالداخل أو الخارج والنظر لطبٌعة جنسٌة األب أو األم ‪ ،‬هل هً‬
‫جنسٌة أصلٌة أم مكتسبة ‪ ،‬كما أشارت إلٌها المادة أٌضا على حالة توفً األب قبٌل مٌالد‬
‫الطفل ‪ .‬وحسمت فٌها بالعبرة بجنسٌة الطفل وقت وفاة األب ‪.‬‬

‫وكذلك هناك شرط ثبوت النسب لألب إذا كان أساسها هو البنوة ألب جزابري وثبوت‬
‫الوالدة بٌولوجٌا لألم الجزابرٌة إذا كان أساسها ذم األم بحٌت الٌتطلب تبوت النسب أن‬
‫ٌكون النسب شرعٌا‬

‫أما فٌنا ٌخص الجنسٌة المبنٌة على رابطة اإلقلٌم نص لها المشرع الجزابري من المادة‬
‫السابعة ‪.‬وقد قسمها المشرع الجزابري ألى ثالت حاالت األولى منها الولد المولود فً‬
‫الجزابر من أبوٌن مجهولٌن بحٌت اشترط فً هذه الحالة أن ٌثبت مٌالد الطفل فً الجزابر‬
‫وبجهالة االبوٌن والحالة التانٌة تخص اللقٌط وهو الطفل الذي ٌعتر علٌه فً اإلقلٌم‬

‫[‪]19‬‬
‫الجزابري وهو حدٌت العهد بالوالدة تم الحالة الثالثة والتً تهم الولد الغٌر الشرعً المولود‬
‫فً الجزابر ألم التعرف جنسٌتها والذي أقر لها المشرع الجزابري عالج بموجب أمر ‪- 05‬‬
‫‪01‬‬

‫نالحظ أن الكاتب تحدث وقسم لما فً منح الجنسٌة االصلٌة قسمٌن قسم خاص برابطة الدم‬
‫واألخر برابطة اإلقلٌم وهو خطأ المشرع الجزابري من خالل قانون الجنسٌة الجزابري أما‬
‫فٌما ٌخص طرق التمتع بالجنسٌة المكتسبة قفد حصرها المشرع فً قانون الجنسٌة فً أربع‬
‫حاالت ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة األولى تهم االكتساب عن طرٌق الزواج (م ‪ 9‬مكرر )‬


‫‪ ‬الحالة التانٌة التجنس (م ‪ 10‬و ‪)11‬‬
‫‪ ‬الحالة الثالثة االسترداد (م ‪)14‬‬
‫‪ ‬الحالة الرابعة االثار الجماعٌة (م ‪) 17‬‬

‫تم كذلك خصص المؤلف خصم خاص بزوال الجنسٌة الجزابرٌة والتً قسمها قانون‬
‫الجنسٌة الجزابري إلى قسمٌن أو طرٌقتٌن ؛ األولى منها الفقد االرادي والتانٌة منها التجرٌد‬
‫أو االسقاط ‪.‬‬

‫‪ .1‬الفقد االرادي للجنسٌة الجزائرٌة ‪:‬‬


‫لقد أقرت المادة ‪ 18‬من قانون الجنسٌة الجزابرٌة أربع صور ‪:‬‬
‫‪ ‬أولها ‪ :‬الفقد نتٌجة اكتساب الشخص الجزابري جنسٌة أجنبٌة برغبة ‪ ،‬أي غٌر‬
‫مفروضة علٌه وإنما بإرادته الحرة أو عند الشخص التخلً عن الجنسٌة‬
‫الجزابرٌة بعد صدور مرسوم خاص بهدا النوع من الفقد‬
‫‪ ‬تانٌا ‪ :‬عند فقد القاصر للجنسٌة الجزابرٌة نتٌجة تمتعه بجنسٌة أجنبٌة أصلٌة ‪،‬‬
‫بمعنى استعماله حق خٌار الجنسٌة األجنبٌة وهو قاصر‬

‫[‪]20‬‬
‫‪ ‬ثالثا ‪ :‬فقد المرأة الجزابرٌة لجنسٌتها نتٌجة زواجها بأجنبً وهً خاصة‬
‫بالزوجة الجزابرٌة دون الزوج‬
‫‪ ‬رابعا ‪ :‬خٌار التحلً عن الجنسٌة الجزابرٌة لمن اكتسبها باألثر الجماعً وهً‬
‫خاصة بأوالد المتجنس عن طرٌق أبٌه ‪ ،‬أي بقوة القانون وعند التخلً ٌجب‬
‫تقدٌم تصرٌح بالتخلً عن الجنسٌة الجزابرٌة بقوة القانون تطبٌقا للمادة ‪17‬‬
‫الفقرة التانٌة من قانون الجنسٌة ‪.‬‬
‫‪ 2‬التجرٌد من الجنسٌة الجزائرٌة ‪.‬‬

‫إن التجرٌد من الجنسٌة الجزابرٌة هو حالة جوازٌة ‪ ،‬والٌتم التجرٌد من تلك الجنسٌة إال من‬
‫المكتسب لها وهً مبنٌة على مجموعة من الضوابط حسب المادة ‪ 22‬من قانون الجنسٌة‬
‫الجزابرٌة وهً التً تنص على مجموع األفعال التً تؤدي إلى كسب الجنسٌة وإلى التجرٌد‬
‫منها أي إسقاطها منه ‪.‬‬

‫فبعد أن تطرقنا للشق الخاص بزوال الجنسٌة والمبادئ التً تحكمها وطرق التمتع بها سوف‬
‫نستهل الحدٌث عن إمكانٌة إثبات الجنسٌة الجزابرٌة والمنازعات الخاصة بها ‪.‬‬

‫بالنسبة إلثبات الجنسٌة الجزابرٌة فقد أقر الكاتب الطٌب الزروتً فً كتابه " القانون الدولً‬
‫الخاص الجزابري علما وعمال ‪ 3‬على أن هذا الشق ٌكتسً أهمٌة بالغة فً القانون‬
‫الجزابري ‪ ،‬ألن الجزابر تفتقر لسجل خاص بالمواطنٌن والذي ٌهم حالتهم الشخصٌة المدنٌة‬
‫منذ والدتهم الدي ٌعبر عن اكتسابهم للجنسٌة ‪ ،‬بحٌت تسجل فٌه كل حاالت الجنسٌة أي (‬
‫االكتساب والزوال ) ‪.‬‬

‫لقد أخد المشرع الجزابري فً المادة السادسة من فانون الجنسٌة بمعٌار االخوة ‪ ،‬أي منح‬
‫المولود الجزابري الجنسٌة الجزابرٌة انطالقا من تمتع أمه أو أبٌه بالجنسٌة الجزابرٌة ‪.‬‬

‫[‪]21‬‬
‫لقد قسم الكاتب القسم الخاص بإثبات الجنسٌة الجزابرٌة إلى قسمسن ؛ قسم خاص بمبادئ‬
‫إثبات الجنسٌة تم قسم خاص بوسابل اإلثبات فً الجنسٌة الجزابرٌة‬

‫فٌما ٌخص إتبات الجنسٌة الجزابرٌة فعبا اإلثبات ٌقع على المدعً بدعوى أو ٌدفع بأن‬
‫الشخص ٌحصل على الجنسٌة الجزابرٌة تبعا لما ٌدعٌه وكذا االمر إذا تعلق بجنسٌة شخص‬
‫آخر إثباتا أو نفٌا ‪ ،‬وٌستخلص هذا الحكم من المادة ‪. 31‬‬

‫أما محل اإلتبات فً الجنسٌة فٌتمثل فً التمتع أو عدم التمتع بها وعموما فالشخص إن أراد‬
‫إثبات تمتعه بالجنسٌة الجزابرٌة وجب علٌه إثبات الشروط التً بتوفرها ٌكتسب الشخص‬
‫الجنسٌة الجزابرٌة ‪ ،‬فمتى لم تكن له حنسٌة أهلٌة وجب علٌه إثبات تخلف أحد الشروط‬
‫اكتسابها ‪ ،‬أما إذا كان قد اكتسبها تم فقدها فٌجب علٌه إثبات حالة من حاالت الفقد ‪.‬‬

‫ونمٌز هنا بٌن ما إذا كان المطلوب إثبات التمتع بالجنسٌة الجزابرٌة األصلٌة أو المكتسبة ‪.‬‬

‫بالنسبة لإلتبات فً الجنسٌة الجزابرٌة األصلٌة تختلف أدواته بحسب ما إذا كانت الجنسٌة‬
‫الجزابرٌة األصلٌة المطلوبة لإلثبات تقوم على أساس المادة السادسة ‪ ،‬أي حق الدم ‪ ،‬او‬
‫استنادها على المادة السابعة ‪ ،‬أي حق اإلقلٌم ‪.‬‬

‫وٌتضح لنا أن المادة ‪ 32‬أقرت منح الجنسٌة األصلٌة عن طرٌق النسب كما نصت المادة‬
‫‪ 32/2‬من قانون الجنسٌة الجزابرٌة أن للشخص أن ٌثبت تمتعه بالجنسٌة الجزابرٌة بجمٌع‬
‫وسابل اإلتبات ‪ ،‬كشهادة الشهود أو القرابن وغٌرها ‪ ،‬وخاصة بحٌازته للحالة الظاهرة‬
‫والتً تبٌن والبه وتمتعه بالحقوق الوطنٌة للدولة المنتمً لها على مختلف األصعدة‬
‫االجتماعٌة أو السٌاسٌة ‪ ،‬أو غٌرها ‪.‬‬

‫أما االثبات فً الجنسٌة الجزابرٌة المكتسبة فقد أكدت المادة ‪ 33‬على أنه ٌثبث اكتٌاب‬
‫الجنسٌة الجزابرٌة بزواجه من جزابري فإن علٌه االستشهاد بالمرسوم الذي بنى علٌه‬
‫اكتسابها ‪ ،‬وكذلك حسب الشروط المقررة فً المادة ‪ 09‬مكرر ‪.‬‬

‫[‪]22‬‬
‫كما هناك حالة أخرى تهم حالة التجنس والمنصوص علٌها فً المادة ‪ 33‬بتقدٌم المرسوم‬
‫الرباسً الذي منحه الجنسٌة ‪ ،‬وكذلك الشروط المنصوص علٌها فً المادة ‪ 10‬مع احترام‬
‫جمٌع الوتابق المطلوبة للتمتع بالجنسٌة الجزابرٌة ‪.‬‬

‫وكذلك االتبات عن طرٌق االسترداد حسب المادة ‪ 33‬تم حالة أخرى تهم إثبات الجنسٌة‬
‫المكتسبة عن طرٌق المعاهدة ‪.‬‬

‫أشار الكاتب أٌضا إلى حالة إتباث الجنسٌة أو نفٌها ‪ ،‬بحكم قضابً صادر فً دعوى أصلٌة‬
‫ومجردة تتعلق بالجنسٌة ‪ ،‬وهذا الحكم ٌجب أن ٌكون حابزا لقوة الشًء المقصً به ‪.‬‬

‫أما فٌما ٌهم المنازعات الخاصة بالجنسٌة الجزابرٌة تطرق الكاتب إلى محورٌن أساسٌٌن ؛‬
‫األول خاص باالختصاص فً مسابل الجنسٌة والتانً بخوصصة الجنسٌة ‪.‬‬

‫تضمن قوانٌن الجنسٌة الجزابرٌة إلى جانب األحكام الموضوعٌة السالفة الذكر القواعد‬
‫اإلجرابٌة الخاصة بالمنازعات التً تنشأ بسبب الدعاوي التً ترفع من المعنً باألمر ‪ ،‬أو‬
‫من الغٌر بغٌة إتبات تمتعه أو عدم تمتعه بالجنسٌة الجزابرٌة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االختصاص فً مسائل الجنسٌة ‪.‬‬

‫مٌز فٌها المؤلف مابٌن االختصاص اإلداري واالختصاص القضابً ‪ ،‬بحٌث حصر‬
‫االختصاص اإلداري فً السلطة التنفٌدٌة والذي تمارسه وزارة العدل طبقا لقانون الجنسٌة ‪،‬‬
‫ألنها هً المختصة فً كل اإلجراءات التً تهم الجنسٌة ‪.‬‬

‫[‪]23‬‬
‫إن المحكمة اإلدارٌة حسب المادة ‪ 30‬من األمر ‪ ، 70 /86‬تختص بالبت فً الطعن‬
‫بإإللغاء لتجاوز السلطة ‪ ،‬ضد المقررات اإلدارٌة فً القضاٌا الجنسٌة ‪ ،‬وكان المعمول به‬
‫أنداك ‪ ،‬وطبقا لقانون اإلجراءات المدنٌة فً المادة ‪ 231‬بأن الطعن بإإللغاء فً القرارات‬
‫المركزٌة ( قرار وزٌر العدل ) ٌرفع وجوبا أمام الغرفة اإلدارٌة بالمحكمة العلٌا ‪ ،‬مجلس‬
‫الدولة بعد صدور القانون العضوي رقم ‪ 98\01‬المؤرخ فً ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬المنظم لمجلس‬
‫الدولة لٌصدر قرارا ابتدابٌا نهابٌا فً هدا الشأن ‪.‬‬

‫فبعد صدور االمر رقم ‪ 05 \ 01‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 70\86،‬ألغى المشرع الجزابري‬
‫المادة ‪ ، 30‬ولم ٌفهمها إذا كان هذا اإللغاء ٌعنً استبعاد المشرع الجزابري لطرح أي‬
‫منازعة لذلك فً مادة الجنسٌة ؟ أمر المشرع الجزابري وارتأى االكتفاء بالقواعد العامة‬
‫لمنازعات اإلدارٌة المنصوص علٌها فً قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة ؟‬

‫إن اإلجابة عن هدا السؤال & بالذات مع افتقاد االجهادات القضابٌة الصادرة عن القضاء‬
‫اإلداري أو القضاء العادي فً هذا الصدد ‪ ،‬حٌت ٌشٌر االستاد " مقنً بن عمار " متل أنه‬
‫لم ٌعتر على أي قرار قضابً سواء صادر عن المحكمة العلٌا أو عن مجلس الدولة ‪ ،‬فً‬
‫هدا النوع من المنازعات ومع ذلك نعتقد أنه لٌس هناك ماٌمنع من الطعن فً القرارات‬
‫االدراٌة الخاصة بالمادة الجنسٌة ‪ ،‬وبدات القرارات ذات الطابع العقابً متل قرارات سحب‬
‫الجنسٌة أو التجرٌد منها ‪.‬‬

‫تانٌا ‪ :‬خصومة الجنسٌة ‪.‬‬

‫ابتدأ الكاتب فً هذا الباب المتعلق بالخصومة فً الجنسٌة إلى تبٌٌن أطراف النزاع وهما‬
‫الشخص الذي كانت جنسٌته محل نزاع بصفته مدعً أو مدعى علٌه ‪ ،‬كطرف أصلً أول‬
‫والنٌابة العامة باعتبارها الطرف التانً األصلً مدعٌة أو مدعى علٌها ‪ ،‬مع إمكانٌة تدخل‬
‫الغٌر ( طرفا منظما ) ‪.‬‬

‫[‪]24‬‬
‫وٌتضح من خالل المادة ‪ 138‬أن موضوع دعاوى الجنسٌة الٌخرج عن كونه طلب‬
‫إلستصدار حكم قضابً بتمتع شخص ما بالجنسٌة الجزابرٌة أو استصدار حكم بعدم تمتعه‬
‫بتلك الجنسٌة ‪ ،‬وبالتالً المجال لرفع دعاوى جنسٌة إلتٌاث تمتع أو عدم تمتع شخص‬
‫بجنسٌة أجنبٌة لما فٌه من تدخل فً سٌادة دولة أجنبٌة ‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادتٌن ‪ 37‬و ‪ 38‬من قانون الجنسٌة الجزابرٌة ‪ٌ ،‬تضح أن هناك طرٌقتٌن‬
‫الثارة منازعة الجنسٌة أمام القضاء الجزابري وهما ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الدعوة األصلٌة‬

‫من خالل المادة ‪ 38‬تبٌن أن المشرع استعمل عبارة " ٌكون موضوعها األصلً " أي‬
‫للتعبٌر عن دعوى الجنسٌة األصلٌة ‪ ،‬وتعرف هذه األخٌرة بكونها الدعوى التً ٌختصم فٌها‬
‫الفرد والدولة بصفة أصلٌة ومستقلة ‪ ،‬وٌطذلب فٌها الحكم بثبوت الجنسٌة أو نفٌها ‪.‬‬

‫وٌسمً الفقه هذا النوع من هذه الدعاوي بالدعاوى األصلٌة أو المجردة ‪.‬‬

‫تانٌا ‪ :‬الدفع فً دعاوى أخرى‬

‫أي عندما تتار هدا المنازعات عن طرٌق الدفع أمام المحاكم األخرى ‪.‬‬

‫وبالرجوع ألطراف المنازعة فً الجنسٌة تعتبر النٌابة العامة طرفا أصلٌا فً كل‬
‫المنازعات الجنسٌة حبث نصت المادة ‪ 37\2‬من قانون الجنسٌة على إٌجاز أصلٌة النٌابة‬
‫العامة فً جمٌع القضاٌا الرامٌة إلى تطبٌق أحكام قانون الجنسٌة ‪.‬‬

‫‪ ‬وٌكون الطرف التانً فً منازعة الجنسٌة الفرد المتنازع فً جنسٌة سواء بوصفه‬
‫مدعٌا أو مدعى علٌه ز‬

‫مع مالحظة أن النٌابة العامة هً الوحٌدة التً ٌمكن أن تكون طرفا مدعٌا فً منازعات‬
‫الجنسٌة بحسب المادة ‪ 38 \ 2‬من قانون الجنسٌة الجزابرٌة ‪.‬‬

‫[‪]25‬‬
‫‪ ‬وقد أشار كذلك الكاتب إلى أن أحكام الجنسٌة قابلة لالستبناف بنفس اإلجراءات‬
‫العادٌة ‪ ،‬وإذا اكتسب الحكم الفاصل فٌها قوة الشا المقضً فٌه ‪.‬‬

‫وبالتالً الٌجوز فً أي حال من األحوال إعادة طرح نفس النزاع أمام القضاء مالم تتغٌر‬
‫األسباب ‪.‬‬

‫أنهى الكانب كتابه هذا فً الباب المتعلق بالجنسٌة بمجموعة من القبضاٌا واالستشارات‬
‫القانونٌة النمودجٌة فً الجنسٌة تخثم كل الحاالت التً مررنا بها والتً تهم الجنسٌة األصلٌة‬
‫والمكتسبة ‪ ،‬وكل اإلشكاالت المتعلقة بها من خالل نصوص قانونٌة متعلقة بالجنسٌة ‪.‬‬

‫[‪]26‬‬
‫من خالل تقدٌمنا لمضامٌن الكتاب الذي بٌن أٌدٌنا لألستاذ الطٌب الزروتً المعنون بالقانون‬
‫الدولً الخاص الجزابري علما وعمال ٌتضح لنا أنه قد تم معالجة أربعة أفكار أساسٌة فٌه‬
‫او أربعة أقسام إن حددنا أكثر بحٌت نجد القسم األول والذي ٌهم بشكل كبٌر كل ماله عالقة‬
‫بتنازع القوانٌن الخاصة بالجزابر وكذا قدم انا أهم المبادئ التً تساعد فً حل هذه‬
‫النزاعات وقوفا عند أهم المفاهٌم التً تهم هذا الشق الخاص بتنازع القوانٌن وطرٌقة‬
‫تطبٌقها ‪.‬‬

‫نالحظ أن الكاتب كان ذكٌا واتبع طرٌقا ممنهجا فً هذا الباب ولم ٌغفل أي عنصر من‬
‫العناصر المهمة لنقاش مواضٌع القانون الدولً الخاص والتً ٌعرف علٌها بأنها من أصعب‬
‫المواضٌع واألكتر تعقٌدا ‪.‬‬

‫وكما أسلفنا الذكر أن الكاتب الطٌب الزروتً كان موفقا فً اختٌار هده التقسٌمات ألنه من‬
‫خالل قرابتً لهذا الباب المتعلق بتنازع القوانٌن تمكنت من فهم األساس فً روح هذه المادة‬

‫وكذلك نالحظ أن الكاتب لم ٌكتف بموضوع تنازع القوانٌن بل قام بالوقوف أٌضا عند أهم‬
‫المشاكل المتعلقة بمادة الجنسٌة وكذا االشكاالت المتعلقة بتنفٌد االحكام وقرارت التحكٌم‬
‫الدولٌة وبالتالً فهذه االفكار هً االساس بالنسبة لهذا الكتاب الذي ٌعتبر من أهم الكتب التً‬
‫عرفت نقاشا على المستوى الدولً من حٌت أهمٌة الموضوع وجودة االفكار التً أبذاها فً‬
‫كتابه وكذا التقرٌب من استٌعاب كل ماله عالقة بمواضٌع القانون الدولً الخاص من حٌت‬
‫االفكار أوعلى مستوى التطبٌق ‪.‬‬

‫فالكاتب الطٌب الزروتً ٌالحظ من خالل عرض أفكاره فً هذا الكتاب على أنه الٌنوي‬
‫بالدرجة األولى أن ٌحافظ على تقافة معٌنة فً مجتمعه أوتغٌٌرها بل هدفه األساسً فً جل‬
‫هذه المواضٌع إلى المناقشة والحد من مشاكل على المستوى الدولً االرادٌة أو التقافٌة أو‬
‫الواقعٌة ‪.‬‬

‫[‪]27‬‬
‫لقد توقف الكاتب الطٌب الزروتً فً كتابه إلى أهم المواضٌع التً تهم الصالح العام سواء‬
‫على مستوى تنازع القوانٌن أو األحوال الشخصٌة وكل ماله عالقة بالعقار والمنقول‬
‫(المادي والمعنوي ) وكذلك التصرفات اإلدارٌة وااللتزامات الغٌر تعاقدٌة‬

‫وقد أشار ضمنٌا إلى الفرق بٌن معاٌٌر االختصاص الدولً ومعاٌٌر االختصاص الجزابري‬
‫بحٌت دافع عن موقفه من خالل مجموعة من القضاٌا واالستشارات القانونٌة ‪،‬وكذلك قام‬
‫بعرض أهم قواعد االختصاص التشرٌعً الدولً وكذالك قواعد االختصاص الدولً‬

‫وبالرجوع للموضوع التانً من الكتاب أي مواضٌع كسب أوسقوط الجنسٌة الجزابرٌة فقد‬
‫أبدع فٌها الكاتب من حٌت عرضه ألفكار مهمة وتقرٌب القارئ من استٌعاب هدف التشرٌع‬
‫الجزابري للجنسٌة بحٌت توقف عند أهم أحكام الجنسٌة من حٌت المبادئ التً تحكم الجنسٌة‬
‫الجزابرٌة وطرق التمتع بها ‪ ،‬وكذلك الجزاءات المترتبة عنها أي العقد اإلرادي أو التجرٌد‬
‫بسبب االفعال الجسٌمة من مكتسبها مع إعطاء األحقٌة فً إتبات هذه االخٌرة‪.‬‬

‫ً‬
‫وعمال " نجد أن العنوان‬ ‫فمن خالل عنوان الكتاب "القانون الدولً الخاص الجزابري علما‬
‫ٌحتري على تقسٌم ٌهم الجانب النظري العلمً واالخر منه ٌهم الواقع التطبٌقً ‪.‬‬

‫وعند قرابتنا لمحاور هذا الكتاب نجده فً الشق النظري مجموعة من اإلشكاالت على‬
‫مستوى تنازع القانونً للدول متاله التنازع بٌن المغرب وجارته الجزابر‪.‬‬

‫فالنظام الجزابري منذ بداٌة قضٌة الصحراء الغربٌة لم ٌقم بشرح قضٌة الهوس مع المغرب‬
‫للشعب الجزابري وال للعرب ‪ ،‬فالمغرب فً قضٌة الصحراء أمام محكمة العدل الدولً‬
‫عندما طالبت الجمعٌة العامة الربٌس االستشاري لمحكمة العدل الدولٌة المغرب كان ٌسٌر‬
‫بمبدأ تأرٌخٌة الصحراء وتارٌخٌة الحدود ولوأن محكمة العدل الدولٌة أكدت على ذلك‬
‫وقبضت فً وجهة نظر المغرب ‪ٌ ،‬عنً ذلك للجزابر أنها تصبح بدون حدود مع دول‬
‫الساحل إدن القضٌة هً قضٌة استراتٌجٌة‪.‬‬

‫[‪]28‬‬
‫وبالتالً فهذا التنازع مابٌن الجزابر والمغرب ٌعرف تشعبا وصعوبة بالغة رغم‬
‫االحصاءات التً تبٌن على أن المغرب والجزابر هم دول شقٌقة ومكملة لبعضها البعض‪.‬‬

‫وجدنا أٌضا الشق التطبٌقً الخاص بمادة الجنسٌة وهً موضوع من مواضٌع القانون‬
‫الدولً الخاص والتً تعرف مجموعة من االشكاالت على مستوى التطبٌق فً شتى‬
‫قضاٌاها‪.‬‬

‫اما فٌما ٌخص اشكاالت الجنسٌة فهً اكثر تعقٌد فالجنسٌة‬

‫تخضع فً تنضٌمها للنضام الداخلً والدولً ‪،‬ففً األول تعتبر نضاما قانونٌا فً القانون‬
‫المغربً والتً تحدد ركن الشعب فً الدولة ‪ ،‬وبهدا المعنى فإنها تتأثر فً تنضٌمها‬
‫بسلطات المشرع الوطنً الذي ٌراعً فً ذلك مصالحه الوطنٌة ‪ ،‬وحرٌة الدولة فً مادة‬
‫الجنسٌة ‪.‬‬

‫وإذا كانت الدول تتمتع بحرٌة تنضٌم جنسٌتها ووضع قواعد فهناك حاالت تهدم فٌها‬
‫المراكز القانونٌة لألفراد ‪،‬ابرزها الحالة التً ٌفتقر فٌها الفرد إلى الجنسٌة وهً ماٌصلح‬
‫علٌه انعدام الجنسٌة أو التنازع السلبً للجنسٌة ‪ ،‬كما نجد حاالت تتعدد فٌها جنسٌات مختلفة‬
‫لدى الفرد وهً ما ٌعرف بازدواجٌة الجنسٌة أو تعدد الجنسٌات ‪ ،‬أو التنازع اإلٌجابً‬
‫للجنسٌات أو تراكم الجنسٌات وهً حاالت كلها تدخل فً إطار أمراض الجنسٌة ومشاكلها‬
‫كما عبر عن دلك بعض الفقه ‪.‬‬

‫انطالقا من كتاب الدكتور الطٌب الزروتً نجده اغفل الشق المتعلق بالحلول المقررة فً‬
‫العمل القضابً وخٌر مثال لهادا الشق هو القانون المغربً والذي تناول مشكلة تعٌٌن‬
‫القانون الشخصً الواجب التطبٌق ‪،‬سواء على مستوى القضاٌا االسرٌة أو تنفٌد االحكام‬
‫األجنبٌة ‪.‬‬

‫[‪]29‬‬
‫فبالنسبة لموقف القضاء المغربً لم ٌحد من المبادئ العامة المنضمة لتنازع الجنسٌة والتً‬
‫تتمثل فً ترجٌح دولة القاضً ادا كان الشخص ٌحمل ضمن الجنسٌات الجنسٌة المغربٌة ‪،‬‬
‫أما إدا كانت كلها أجنبٌة ٌتم إعمال الجنسٌة الفعلٌة ‪ ،‬وهو ماأكدته محكمة النقد فً قرار لها‬
‫بتارٌخ ‪ٌ 4‬ولٌوز ‪ 1962‬فً كون الشخص مزداد مثال بالدار البٌضاء من اب مغربً وأم‬
‫فرنسٌة ‪ ،‬وان هدا الشخص فً نضر السلطات المغربٌة ال ٌتمتع إال بالجنسٌة المغربٌة دون‬
‫غٌرها ‪،‬واعتبارا ألنه ٌعتنق الدٌانة الٌهودٌة فإنه ٌخضع فً مجال األحوال الشخصٌة‬
‫للمحاكم العبرٌة ‪.‬‬

‫اما ادا كانت الجنسٌات التً ٌحملها الشخص كلها أجنبٌة فٌتم اإلحتكام إلى الجنسٌة الفعلٌة‬
‫وهو ماجاء فً قرار صادر عن الغرفة المدنٌة المدنٌة بمحكمة اإلستبناف بالدار البٌضاء‬
‫بسنة ‪ 1989‬ان القانون الواجب التطبٌق فً حالة الهالك متعدد الجنسٌات هو قانون جنسٌته‬
‫الفعلٌة ‪.‬‬

‫وكذلك أغفل الكاتب الطٌب الزروتً عن األهمٌة القانونٌة والتارٌخٌة للجنسٌة ‪.‬‬

‫فنجد دراسة الدكتور مصطفى سدنً فً كتاب األحوال الشخصٌة و الروابط العابلٌة فً‬
‫القانون الدولً الخاص المغربً فً طبعته األولى ‪ 1442‬هجرٌة ‪ 2021 /‬م‬

‫بحٌت ابتدأها باعتباره للجنسٌة تلك الوسٌلة لتوزٌع األفراد على الصعٌد الدولً ‪ ،‬وأداة‬
‫لتمٌٌز الوطنٌٌن واألجانب على الصعٌد الداخلً ‪.‬‬

‫فهً بدلك لم توجد من فراغ ‪ ،‬وإنما جاءت تحت ضغط الضرورات العملٌة من كٌان ‪،‬وهو‬
‫الدولة ‪،‬لتحدٌد هوٌة الكابنٌن فوق اراضٌها‪.‬‬

‫فالبنسبة لألهمٌة القانونٌة للجنسٌة فهً تلعب دورا هاما فٌتحدٌد االختصاص القضابً بنضر‬
‫المنازعات المشتملة على عنصر اجنبً‪،‬فقد تكون جنسٌة المدعى علٌه فً بعض األحٌان‬
‫أساسا ٌبنى علٌه اختصاص المحاكم أو صالحٌتها بنظر الدعاوى المرفوعة علٌها ‪.‬‬

‫[‪]30‬‬
‫ان التمٌٌز بٌن الوطنً واألجنبً امر له أهمٌة فً تحدٌد القانون الواجب التطبٌق على‬
‫بعض المنازعات دات العنصر األجنبً ‪ ،‬وخاصة على المسابل المتعلقة باألحوال الشخصٌة‬
‫‪،‬التً ٌعطً اإلختصاص التشرٌعً فٌها عادة لقانون الجنسٌة ادا كان ضابط اإلسناد هو‬
‫الجنسٌة ‪.‬‬

‫إن إمكانٌة اكتساب الجنسٌة الجزابرٌة بالزواج مكرسة وفقا للقانون حٌث ٌجب أن ٌكون‬
‫الزواج من جزابري أو جزابرٌة وتوفر شروط منها‪ :‬أن ٌكون الزواج قانونٌا وقابم لمدة‬
‫(‪ )03‬ثالث سنوات على األقل‪ .‬اإلقامة المعتادة والمنتظمة بالجزابر لمدة سنتٌن على األقل‪.‬‬
‫التمتع بحسن السٌرة والسلوك‪.‬‬

‫بحٌت ٌكتسب الجنسٌة المغربٌة كل ولد مولود فً المغرب من أبوٌن أجنبٌٌن مولودٌن هما‬
‫أٌضا فٌه بعد إجراء العمل بظهٌرنا الشرٌف هذا بشرط أن تكون له إقامة اعتٌادٌة ومنتظمة‬
‫بالمغرب وأن ٌصرح داخل السنتٌن السابقتٌن لبلوغه سن الرشد برغبته فً اكتساب هذه‬
‫الجنسٌة ما لم ٌعارض فً ذلك وزٌر العدل طبقا للفصلٌن ‪ 26‬و‪ 27‬من الظهٌر الشرٌف ‪.‬‬

‫وبالرجوع لموضوع التنازع فً القانون الدولً الخاص نجد دلك التزاحم القانونً بٌن‬
‫دولتٌن او أكثر بشأن عالقة قانونٌة تشمل عنصرا اجنبٌا ‪ ،‬إما احد األطراف او بعضهما‬
‫اجنبٌا ‪،‬أو ٌكون محلها أو موضوعها أو سببها أجنبٌا وبالتالً فلكً نتحدث عن تنازع بٌن‬
‫القوانٌن البد من توفر مجموعة من الشروط ‪.‬‬

‫أ ‪ :‬ان ٌكون تنازع قانونٌن فأكثر لحكم عالقة قانونٌة وهدا ال ٌتعارض مع كتاب االستاد‬
‫الطٌب الزروتً‪:‬‬

‫وهدا ٌعنً أن العالقة القانونٌة موضوع النزاع تمتد لتشمل اكثر من إقلٌم أو دولة ‪.‬‬

‫ب ‪ :‬ضرورة تجاوب المشرع الوطنً مع امكانٌة تطبٌق القانون االجنبً ‪:‬‬

‫ٌكون دلك عندما ٌعرض نزاع ٌتضمن عنصرا أجنبٌا ‪.‬‬

‫[‪]31‬‬
‫ج ‪ :‬إختالف األحكام التشرٌعٌة للقوانٌن المتنازعة ‪:‬‬

‫بمعنى ان تكون احكام القوانٌن التً تطبق على العالقات و الروابط القانونٌة المعروضة‬
‫على القضاء مختلفة فً أحكامها ‪.‬‬

‫[‪]32‬‬

You might also like