Professional Documents
Culture Documents
Tribunejuridique - Tanazoe Alkawanin
Tribunejuridique - Tanazoe Alkawanin
ؿجنػػػة المنػػػػاقشة
ئيسػ ػ ػ ػ ػ ػا
أ .د .قمفاط شكرم ،أست ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاذ ،جامػع ػ ػػة تممس ػ ػ ػاف ،ر ػ
أ .د .تش ػ ػكار جي ػػبللي ،أستػ ػ ػ ػ ػ ػػاذ ،جػ ػػامعػػة تممسػ ػ ػػاف ،مق ػ ػػر ار
أ .د .بف شكيخ رشػي ػ ػػد ،أست ػ ػ ػ ػ ػ ػػاذ ،جػػامػعػػة البمي ػ ػػدة ،عػض ػكا
د .بكسيكة نكرالديف ،أستاذ محاضرأ ،جامعػة البميدة ،عػضكا
1
2
جامعة أبو بكر بمقايد -تممساف
لجنػػػة المنػػػػاقشة
ئيسػ ػ ػػا
أ .د .ؽؿاؼط شؾرم ،أست ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاذ ،جامػ ػ ػعػػة تممس ػ ػ ػػاف ،ر ػ
أ .د .تش ػ ػكار جي ػػبللي ،أستػ ػ ػ ػ ػ ػػاذ ،جػ ػػامعػػة تممسػ ػ ػػاف ،مق ػ ػػر ار
أ .د .بف شكيخ رشػي ػ ػػد ،أست ػ ػ ػ ػ ػ ػػاذ ،جػػامػعػػة البمي ػ ػػدة ،عػض ػكا
د .بكسيكة نكرالديف ،أستاذ محاضرأ ،جامعػة البميدة ،عػضكا
3
إىػػػػػداء
إلى والدتي ووالدي أطاؿ اهلل في عمرييما وأعانني عمى برىما وجزاىما اهلل عني
خير الجزاء
والى
زوجتي وجميع إخواني وأصدقائي الذيف آزروني فكانوا سندا لي في أحمؾ الظروؼ
4
شكر وتقدير
أتوجو بعظيـ شكري وامتناني وخالص تقديري إلى أستاذي الدكتور تشوار
جياللي عمى قبولو اإلشراؼ عمى ىذه الرسالة ،وعمى ما أبداه لي مف نصح
وارشاد ،كما أتقدـ بالشكر الجزيؿ إلى كؿ األساتذة األفاضؿ أعضاء لجنة المناقشة
لقبوليـ مناقشة رسالتي ،واتاحتيـ الفرصة لي ألستفيد وأنيؿ مف عمميـ وخبرتيـ
التي ستثري ىذا البحث.
5
مػػػػػػقدمػػػػػػػػة
6
لـ تعد العبلقات القانكنية الكطنية خالصة ،بؿ تخمميا العنصر األجنبي في
جانب األطراؼ أك المحؿ أك السبب ،كذلؾ راجع الختبلط األجانب بالكطنييف ككجكد
تعامبلت بينيـ بسبب نمك كتعدد مصالح كعبلقات األفراد كازدياد ظاىرة اليجرة .كمف
ىنا كانت الحاجة داعية إلى البحث عف قكاعد قانكنية 1تتكلى تنظيـ ىذه العبلقات
القانكنية المشتممة عمى عنصر أجنبي.
فمف غير المعقكؿ أف تبقى تمؾ العبلقات خاضعة ألحكاـ القانكف الداخمي
ألف ذلؾ مف شأنو أف يؤدم إلى إىدار كضياع حقكؽ األفراد كخاصة في مسائؿ
األحكاؿ الشخصية .فمك أخضعنا مثبل زكجيف جزائرييف مسمميف مقيميف في الخارج
لقانكف أجنبي ال يبيح الطبلؽ أك يسكم في الميراث بيف الذككر كاإلناث ألدركنا
خطكرة النتائج التي قد تترتب عف ذلؾ .كمف ىذا المنطمؽ كجب إخضاع العبلقات
القانكنية المشتممة عمى عنصر أجنبي لقكاعد تتفؽ مع طبيعتيا الخاصة .2كاذا كاف
المشرع الجزائرم قد أشار في المادة 221مف قانكف األسرة 3إلى نطاؽ تطبيؽ ىذا
القانكف كأقر بأنو يسرم عمى جميع المكاطنيف الجزائرييف كالمقيميف ،فإنو أشار في
ذات المادة إلى مراعاة قكاعد التنازع في القانكف المدني ،كبالتالي مراعاة خضكع
األجانب في أحكاليـ الشخصية لقانكنيـ الكطني .ذلؾ أف تطبيؽ القانكف الجزائرم
المستمد مف الشريعة اإلسبلمية عمى أجانب ال يدينكف بالديف اإلسبلمي ،يؤدم إلى
ٌ 1عتبر المنهج اإلسنادي الوسٌلة الفنٌة الؽالبة ولكنها لٌست الوحٌدة لحل النزاعات الخاصة الدولٌة .ومع ذلك فقد بدأ ٌتعاظم دور
المعاهدات الدولٌة فً تنظٌم بعض مسابل القانون الدولً الخاص وباألخص قواعد تنازع القوانٌن وذلك باالتفاق على حلول عامة فً
هذا المجال تإدي فً النهاٌة إلى تحقٌق تماثل الحلول الوضعٌة المعروضة أمام قضاء الدول .ومن جهة أخرى بذلت الجهود من أجل
توحٌد القواعد الموضوعٌة فً مسؤلة معٌنة من مسابل القانون الخاص وهذا ما ٌنتج عنه حتما ًا إلؽاء التنازع بٌن القوانٌن فً هذه
المسؤلة ،وبالتالً ٌستؽنى عن تطبٌق قاعدة اإلسناد طالما أن مصٌر النزاع مآله فً النهاٌة تطبٌق القواعد الموضوعٌة .لكن قواعد
التوحً بسبب اختبلؾ النظم القانونٌة فً نظرتها إلى رابطة الزواج .وهذا بخبلؾ مسابل
د التنازع فً مسابل الزواج والطبلق ال تقبل
التجارة الدولٌة التً تقبل قواعدها تطبٌق هذا المنهج .انظر ،سعٌد ٌوسؾ البستانً ،القانون الدولً الخاص ،منشورات الحلبً
الحقوقٌة ،لبنان ،2004 ،ص.36 -34.
2
انظر رمزي محمد علً دراز ،فكرة تنازع القوانٌن فً الفقه اإلسبلمً ,دار الجامعة الجدٌدة للنشر ،2004 ،ص.14-13.
3
انظر ،قانون رقم 84ـ 11مإرخ فً ٌ 09ونٌو ٌ 1984تضمن قانون األسرة الجزابري ،المعدل والمتمم باألمر 05ـ 02المإرخ
فً .2005/02/27
7
بعض المشاكؿ خاصة بالنسبة لقضايا بطبلف الزكاج كالطبلؽ .1كباعتبار أف قكاعد
تنازع القكانيف مف القكاعد القانكنية الكطنية التي يسنيا المشرع الداخمي لكؿ دكلة،
فإف ذلؾ يؤدم حتما إلى اختبلؼ نظرة كؿ مشرع في تحديد ضابط اإلسناد الذم
يبيف القانكف الكاجب التطبيؽ عمى العبلقة القانكنية المشتممة عمى عنصر أجنبي.2
كقد كصفت ىذه القكاعد بأنيا آلية ،فيي تقكـ بتحديد القانكف الكاجب التطبيؽ
كىي معصكبة العينيف ،كيككف ىذا التعييف بمثابة سقكط في دياجير الظبلـ .كيككف
ىذا القانكف في أغمب األحياف قانكف كطني .كبالرغـ مف كؿ ىذه االنتقادات فػإف
قاعدة اإلسناد ال تزاؿ ىي اآللية الفنية المعمكؿ بيا في كافة تشريعات القانكف الدكلي
الخاص لحؿ تنازع القكانيف كأصبح ال ينحصر دكرىا في تحديد القانكف المختص
بحكـ النزاع استنادا إلى مركز الثقؿ في العبلقة القانكنية المشتممة عمى عنصر
أجنبي .كانما أصبحت تسعى إلى إدراؾ العدالة المادية .3غير أف التاريخ قد سجؿ
أيضان كجكد قكاعد خاصة لتنظيـ العبلقة المشتممة عمى عنصر أجنبي كما ىك الشأف
بالنسبة لقانكف الشعكب عند الركماف .كإضافة إلى ذلؾ لـ يكف لقاعدة اإلسناد في
مصر دكر في تنظيـ العبلقات القانكنية األجنبية بسبب كجكد التقنينات المختمطة
كالمحاكـ المختمطة.4
1
انظر ،عبد الفتاح تقٌة ،اإلشكاالت القانونٌة بٌن النظرٌة والتطبٌق فً قانون رقم (11-84تشرٌع األسرة الجزابري) ،المجلة
الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة والسٌاسٌة ،2003 ،العدد ،02ص.89- 88.
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،دار الفكر الجامعً ،الطبعة الثانٌة ،اإلسكندرٌة ،2007 ،ص.163
3
انظر ،حفٌظة السٌد الحداد ،الموجز فً القانون الدولً الخاص ،الكتاب األول(المبادئ العامة فً تنازع القوانٌن) ،منشورات الحلبً
الحقوقٌة ،بٌروت ،2007 ،ص.67-66.
4
انظر ،جورج حزبون ،قواعد تنازع القوانٌن بٌن الوصؾ التقلٌدي اإلجرابً والمستحدث الموضوعً ،مجلة الحقوق ،جامعة
الكوٌت ،2002 ،العدد ،02ص.239
8
تبلزـ بيف االختصاصيف ،فثبكت االختصاص القضائي لمحكمة معينة ال يعني
بالضركرة أف ينعقد االختصاص التشريعي لذات المحكمة.1
1
انظر ،طبلل ٌاسٌن العٌسى ،دراسة قانونٌة " فً عبلقة االختصاص القضابً الدولً بقواعد النظام العام " ،مجلة جامعة دمشق
للعلوم االقتصادٌة والقانونٌة ،2009 ،العدد ،01ص.310
2
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،تنازع القوانٌن(دراسة مقارنة) ،دار الجامعة الجدٌدة ،اإلسكندرٌة ،2007 ،ص.653
3
انظر ،محكمة النقض ،1934/06/21 ،مقتبس عن علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،دٌوان
المطبوعات الجامعٌة ،الطبعة الثالثة ،الجزابر ،2005ص.64
9
غير أف ىذا التعريؼ اقتصر عمى تعداد المسائؿ الداخمة في نطاؽ األحكاؿ
الشخصي كجاء ىذا التعداد عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر.
ة
كلـ يحدد المشرع الجزائرم المقصكد باألحكاؿ الشخصية كلكف يستنبط مف
نصكص قانكف األسرة الجزائرم أنو يدخؿ ضمنيا المسائؿ المتعمقة بالحالة كاألىمية
كالزكاج كالطبلؽ كالنسب كالكقؼ كالميراث كالكصية...إلى غير ذلؾ مف المسائؿ.
لقد كرست المكاثيؽ الدكلية حؽ األجنبي في تككيف األسرة باعتباره حقان مف
الحقكؽ الطبيعية .كليذا يتمتع األجنبي بحؽ الزكاج كفقا لقانكنو الشخصي دكف أم
تفرقة بينو كبيف الكطني .فقد كرد في نص المادة 16مف اإلعبلف العالمي لحقكؽ
اإلنساف 1ما يمي -1 ":لمرجؿ كالمرأة متى بمغا سف الزكاج حؽ التزكج كتأسيس أسرة
دكف أم قيد بسبب الجنس أك الجنسية أك الديف كليما حقكؽ متساكية عند الزكاج
كأثناء قيامو كعند انحبللو".
كإلبراز ذلؾ سنقكـ بدراسة المبادئ الخاصة بقكاعد التنازع في مسائؿ انعقاد
الزكاج المختمط كانحبللو .كقد حرص المشرع الجزائرم عمى أف يساير االتجاىات
التشريعية الحديثة ،فقاـ بتعديؿ قكاعد التنازع المنصكص عمييا في المكاد مف 9إلى
24مف القانكف المدني .3كسكؼ نخص الدراسة المقارنة بالتحديد لقكاعد اإلسناد
1
اعتم دته الجمعٌة العامة لؤلمم المتحدة فً 10دٌسمبر .1948
2
انظر ،سعٌد ٌوسؾ البستانً ،المركز القانونً لؤلجانب وللعرب فً الدول العربٌة ،منشورات الحلبً الحقوقٌة ،الطبعة األولى،
بٌروت ،2004 ،ص 240وما بعدها.
3
انظر ،أمر رقم 85-75مإرخ فً 26سبتمبر ٌ 1975تضمن القانون المدنً ،المعدل والمتمم بالقانون رقم 05-07المإرخ فً 13
ماٌو .2007
10
المتعمؽ بالزكاج كالطبلؽ في القانكف الجزائرم كابراز االختبلفات المكجكدة بينيا
ة
كالقكانيف المقارنة.
لقد اختمفت قكانيف الدكؿ في تنظيـ أحكاـ رابطة الزكاج ،نظ ار الرتباط ىذا
األخير بالمعتقدات الدينية كالمفاىيـ االجتماعية كالسياسية التي تختمؼ مف دكلة
ؼد يحدث أف يكاجو القاضي المعركض النزاع أمامو رابطة تعتبر رابطة
ألخرل .ق
زكاج مف قبؿ بعض القكانيف األجنبية ،في حيف أنيا ليست كذلؾ كفقان لفكرة الزكاج
في قانكف القاضي.
كما أف ىناؾ قكانيف دكؿ تعتبر الزكاج رابطة أبدية ال تقبؿ االنحبلؿ
بالطبلؽ أك االنفصاؿ الجسماني كما كاف عميو الحاؿ في اسبانيا قبؿ سنة .1982
كبالمقابؿ تكجد تشريعات دكؿ أخرل تسمح بانحبلؿ الزكاج.1
إف إيجاد الحمكؿ ليذه المشكمة يتكقؼ عمى أمريف :األمر األكؿ يتعمؽ
بتكييؼ ىذه الرابطة ،كاألمر الثاني يتعمؽ بمدل إمكانية الدفع بالنظاـ العاـ بسبب
مخالفة الؽانكف األجنبي الذم أشارت إليو قاعدة اإلسناد الخاصة بالزكاج.4
كمف مظاىر الخبلؼ الكاضح في تكييؼ عبلقة الزكاج بيف دكؿ العالـ
اإلسبلمي كدكؿ العالـ الغربي نجد قضية تعدد الزكجات ،فالديانة المسيحية ال تتفؽ
1
تنص المادة 48من قانون األسرة الجزابري على أنه ":مع مراعاة أحكام المادة 49أدناهٌ ،حل عقد الزواج بالطبلق الذي ٌتم بإرادة
الزوج أو بتراضً الزوجٌن أو بطلب م ن الزوجة فً حدود ما ورد فً المادتٌن 53و 54من هذا القانون"؛ وفً هذا اإلطار أٌضا ًا
نص المشرع الفرنسً على حاالت الطبلق فً المادة 229من القانون المدنً.
2
حٌث نظمه المشرع المؽربً فً المواد 40إلى 46من مدونة األسرة ،وأجازه المشرع الجزابري فً المادة 08من قانون األسرة.
3
L’art 147 du code civil français dispose que :" On ne peut contracter un second mariage avant la
dissolution du premier".
4
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،القانون الدولً الخاص المصري ،النسر الذهبً للطباعة ،مصر 2003 ،ـ ، 2004ص 831؛ الطٌب
زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،الجزء األول(تنازع القوانٌن) ،مطبعة الفسٌلة ،الطبعة الثانٌة ،2008 ،ص.159
11
مع الشريعة اإلسبلمية في نظرتيا لمزكاج عمى أنو رابطة تقبؿ التعدد ،كيمكف حميا
عف طريؽ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزكج.
االنفتاح عمى مستجدات عصرنا الحالي كقكاعد النمكذج األممي .كليذا نجدىا أحيانان
تأخذ بقكاعد كمعايير الفقو اإلسبلمي كأحيانان أخرل تأخذ بقكاعد كمعايير الفقو
الكضعي .كقد نجـ عف ىذه الكضعية إخضاع ىذه المنازعات في حاالت كثيرة
لحمكؿ منسجمة مع منطؽ االنتساب إلى األمة اإلسبلمية .كفي أحيانا أخرل يتـ
1
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص .832
2
انظر ،عبد العزٌز سعد ،قانون األسرة الجزابري فً ثوبه الجدٌد ،دار هومه ،الطبعة الثانٌة ،2009 ،ص.33
12
استبعاد قكاعد التحميؿ التنازعي كميا دكف احتراـ لمبادئ العدالة كالمساكاة؛ كمف ذلؾ
تفضيؿ قانكف دكلة القاضي لحكـ العبلقات القانكنية المشتممة عمى عنصر أجنبي
التي يككف أحد أطرافيا كطنيا.1
إف تناىي النصكص كعدـ تناىي الكقائع ال يعتبر مشكبل خاصا فقط
بالقانكف الداخمي ،بؿ يشمؿ أيضا النصكص القانكنية المنظمة لمعبلقات الخاصة
الدكلية كخاصة قكاعد التنازع ،التي نظميا المشرع الجزائرم في عدد قميؿ مف
النصكص القانكنية(المكاد 9إلى )24التي ال تستطيع استيعاب كؿ الحاالت
كالصكر المحتممة لتنازع القكانيف ،بسبب تنكع كتشعب العبلقات الخاصة الدكلية
كتنامي أشكاليا كصكرىا يكما بعد يكـ.
1
انظر ،خالد برجاوي ،القانون الدولً الخاص فً مادة األحوال الشخصٌة ،دار القلم للطباعة والنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى،
الرباط ،2001 ،ص.19 -14.
13
لقد عدؿ القانكف 10-05اؿمؤرخ في 20جكاف 2005األحكاـ الخاصة
بقكاعد تنازع القكانيف مف حيث المكاف كالسيما األحكاـ الكاردة في مكضكع دراستنا
كلئف كانت الزيجات المختمطة كاقعا معاشا في مجتمعاتنا اليكـ ،فإف ىذا النكع مف
الزيجات يثير مشكبلت قانكنية عديدة بسبب تنكع كاختبلؼ المرجعيات الدينية
ىؿ ينسجـ ىذا التعديؿ مع التطكرات اؿجديدة الحاصمة
لؤلفراد .كانطبلقا مف ىذا ،ؼ
عمى صعيد تنظيـ العبلقات الدكلية الخاصة كاالتجاىات الحديثة التي كصمت إلييا
التشريعات المقارنة؟
اؿكانيف في
كما مدل مكاكبة كاستجابة الحمكؿ الكضعية المقررة لفض تنازع ق
مسائؿ الزكاج كالطبلؽ في القانكف الدكلي الخاص الجزائرم لمتطكرات الحاصمة في
مختمؼ المياديف السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية عمى الصعيديف الكطني كالدكلي؟
خاصة في ظؿ تطكر كسائؿ المكاصبلت كازدىار عصر تكنكلكجيا االتصاالت كأثر
ذلؾ عمى تكسيع نطاؽ العبلؽات الدكلية الخاصة .كىؿ ساىمت ىذه القكاعد في حؿ
العديد مف المشكبلت العممية مثؿ تنامي ظاىرة خطؼ األطفاؿ خارج الحدكد؟ أـ أفنا
في حاجة ماسة إلضافة قكاعد إسناد جديدة؟
كبناء عمى ما تقدـ ،كمف أجؿ إعطاء رؤية كاضحة لمختمؼ الجكانب التي
تحيط بالمكضكع ،قسـ اف ىذقالرسالة إلى ثبلثة فصكؿ ،كذلؾ عمى النحك التالي:
14
الفصؿ األوؿ
15
إف مكضكع التصرؼ القانكني يحتكم عمى عناصر تتعمؽ بجكىر التصرؼ
بينما يحتكم الشكؿ عمى العناصر التي تجعؿ التصرؼ القانكني قائما ،فضبل عف أف
المكضكع ىك مف عمؿ األشخاص يباشركنو بأنفسيـ ،بينما تتكلى السمطات اإلدارية
المختصة إتماـ اإلجراءات الشكمية.
كاذا حدث تغيير في العناصر الجكىرية لمكضكع التصرؼ ،فإف ذلؾ سيؤدم
إلى تغييره .بينما عنصر الشكؿ يحتمؿ غالبا عممية التغيير .فمثبل إذا اعتبرنا الشكؿ
الديني شرطا مكضكعيا لمزكاج ،فإف إضفاء الطابع المدني عميو سيشكىو .كعمى
العكس مف ذلؾ إذا اعتبرناه شرطا شكميا فبالرغـ مف أنو قد تتغير السمطات المدنية
المختصة بإبراـ ىذا العقد ،فإف ذلؾ ال يؤثر عمى طبيعة الزكاج كال عمى جكىره.1
كيقتضي التمييز بيف شكؿ الزكاج كمكضكعو تحديد كصؼ كؿ شرط مف شركط
الزكاج لمعرفة إسناده كىذا ىك جكىر عممية التكييؼ.2
لقد تناكؿ قانكف األسرة الجزائرم الشركط الكاجب تكافرىا النعقاد الزكاج
صحيحا دكف أف يميز ما يعتبر منيا مف الشركط المكضكعية كما يعتبر منيا مف
الشركط الشكمية .غير أنو عمى صعيد القانكف الدكلي الخاص تتـ التفرقة بيف شكؿ
الزكاج كمكضكعو ،كيترتب عمى ذلؾ إخضاع الشركط المكضكعية لقانكف غير
القانكف الذم تخضع لو الشركط الشكمية .3كلقد كانت القكانيف القديمة تخضع كؿ مف
شكؿ التصرؼ كمكضكعو لقانكف محؿ اإلبراـ كأصبحت اليكـ القكانيف الحديثة تميز
بيف شكؿ التصرؼ كمكضكعو ،كلكف كيؼ يمكننا التمييز بيف الشكؿ كالمكضكع؟
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،دار هومه ،الجزابر ،2006 ،ص.295-294.
2
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،منشؤة المعارؾ ،اإلسكندرٌة ،2005 ،ص.35
3
انظر ،أعراب بلقاسم ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،الجزء األول(تنازع القوانٌن) ،دار هومه ،2004 ،ص.228
16
في الكاقع ،قد عجز كؿ مف الفقو كالقانكف عف إجراء تمييز كاضح بيف
الشكؿ كالمكضكع ،بينما استطاع القضاء استنادا إلى نظرية التكييؼ 1تقسيـ القضايا
إلى صنفيف ،قضايا تتعمؽ بالشكؿ كقضايا تتعمؽ بالمكضكع .فيقرر القاضي كفقا
لقانكنو الكطني 2ما إذا كانت المسألة محؿ النزاع تتعمؽ بالشكؿ أك المكضكع.3
كفيما يتعمؽ بالزكاج ،فقد صدرت أحكاـ قضائية كثيرة تعالج ىذه المسألة،
منيا قرار صادر عف محكمة النقض الفرنسية ؽضى بأف ما يقضي بو القانكف
النمساكم مف ضركرة حضكر الزكجيف أماـ المحاكـ عند الطبلؽ يعتبر متعمقان
بالشكؿ كليس بالمكضكع ،كأف ما يقضي بو قانكف دكلة كندا مف أف الطبلؽ ال يتـ
إال بتصريح مف البرلماف يعد مسألة تتعمؽ بالشكؿ كليس بالمكضكع.4
1
تنسب نظرٌة خضوع التكٌٌؾ إلى قانون القاضً إلى الفقٌه الفرنسً بارتان Bartinالذي ٌرى أن على القاضً أن ٌتبع أحكام
قوانٌن ببلده ومفاهٌمها عند إجراء عملٌة التكٌٌؾ ،صادق محمد الجبران ،التصنٌؾ فً القانون الدولً الخاص ،منشورات الحلبً
الحقوقٌة ،بٌروت ،2006 ،ص28
2
وفً هذا اإلطار تنص المادة 09من القانون المدنً الجزابري على ما ٌلًٌ ":كون القانون الجزابري هو المرجع فً تكٌٌؾ
العبلقات المطلوب تحدٌد نوعها عند تنازع القوانٌن الواجب تطبٌقه".
3
انظر ،نادٌة فضًل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.292 -291
4
م قتبس عن بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،دار هومه ،الجزابر ،2008 ،ص.79
5
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص 43؛ علٌوش قربوع كمال ،القانون
الدولً الخاص الجزابري ،الجزء األول(تنازع القوانٌن) ،دار هومه ،الطبعة الثانٌة ،2007 ،ص.101
17
1955كالذم بينت فيو بشكؿ كاضح رأييا في مكضكع التكييؼ ":بأف مسألة معرفة
ما إذا كاف أحد عناصر االحتفاؿ بالزكاج يدخؿ في صنؼ شكؿ الزكاج ،أك في
المسلة المحاكـ الفرنسية في ضكء مفاىيـ
أ صنؼ المكضكع يجب أف تفصؿ في ىذه
القانكف الفرنسي 1التي تعتبر أف شير الزكاج دينيا أك مدنيا يتعمؽ بالشكؿ" .2فالزكاج
في تكييفو الجكىرم مف حيث الغاية كاليدؼ يتماثؿ في مختمؼ التشريعات كلكنو
يختمؼ في باقي العناصر التي تصاغ باالستناد إلى معطيات حضارية كدينية
كاجتماعية تختمؼ مف دكلة ألخرل.3
إف تكييؼ إشيار الزكاج بيذه الكيفية كاعتباره متعمقان بالشكؿ كاخضاعو
لمقانكف الفرنسي يعد حكما مسبقان عمى القضية ،إضافة إلى ذلؾ يصعب عمى محكمة
النقض أف تقرر بيذه السيكلة كالبساطة ما يعتبر مف الشركط الشكمية كما يعتبر مف
الشركط المكضكعية لمزكاج ،ألف اختبلؼ قكانيف الدكؿ بخصكص ىذا المكضكع مف
شأنو أف يعقد المشكمة ،ذلؾ أف ما يعد مف الشكؿ في دكلة ما يعتبر مف المكضكع
في دكلة أخرل .خصكصان كأف المحكمة في ىذه القضية لـ تكؿم أم اىتماـ يذكر
لمقانكف اليكناني باعتباره القانكف الذم ينظـ اإلشيار الديني لمزكاج ككاف يتعيف عمييا
استشارتو في ىذا المكضكع.4
إف سبب ىذا االختبلؼ في التكييؼ مرده ،أف القاضي الكطني يكيؼ
الكقائع المعركضة عميو كالمشتممة عمى عنصر أجنبي استنادا إلى قانكنو الكطني.
كمف المؤكد أف التشريعات تختمؼ في تحديد الفئات المسندة بالنظر إلى اعتبارات
1
L’art.171-1 du code civil français dispose que:" Le mariage contracté en pays étranger entre
Français, ou entre un Français et un étranger, est valable s'il a été célébré dans les formes
usitées dans le pays de célébration et pourvu que le ou les Français n'aient point contrevenu
aux dispositions contenues au chapitre Ier du présent titre. ... ".
2
انظر ،محكمة النقض ،1955/06/22 ،مقتبس عن بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ)،
المرجع السابق ،ص.81
3
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،الروابط العابلٌة فً القانون الدولً الخاص الم ؼربً ،منشورات جمعٌة تنمٌة البحوث والدراسات القضابٌة
المؽرب ،1988 ،ص.21
4
انظر ،بلمامً عمر ،المرجع السابق ،ص.83 -82.
18
عدة .كعمى ىذا األساس ،قد تكاجو القاضي كقائع ال يستطمع تكييفيا كفقا لقكاعد
اإلسناد في قانكنو الكطني .كلحؿ ىذا اإلشكاؿ يمجأ القاضي إلى التكسع في تحديد
مفيكـ الفئات المسندة في قانكنو الكطني .فمك عرض عمى القاضي الفرنسي نزاع
يتعمؽ بالطبلؽ بإرادة الزكج المنفردة ،أك نظاـ تعدد الزكجات ،كعمى الرغـ مف عدـ
معرفة القانكف الفرنسي بيذيف المسألتيف ،يقكـ القاضي بالتكسع في تحديد مفيكـ فكرة
الطبلؽ كالزكاج ،كذلؾ باالستئناس بأحكاـ القانكف المقارف؛ كعميو يكيؼ المسألة
األكلى بأنيا تدخؿ ضمف فكرة الطبلؽ ،كيصنؼ المسألة الثانية ضمف فكرة الزكاج.1
كقد نص المشرع التكنسي عمى ذلؾ صراحة ،حيث جاء في الفصؿ 27مف مجمة
القانكف الدكلي الخاص 2ما يمي ... ":كيتـ لغاية التكييؼ ،تحميؿ عناصر األنظمة
القانكنية غير الكاردة في القانكف التكنسي طبقا لمقانكف األجنبي الذم تنتمي إليو.
كتؤخذ بعيف االعتبار عفد التكييؼ ،مختمؼ األصناؼ القانكنية الدكلية كخصائص
القانكف الدكلي الخاص."...
لقد رأينا مف خبلؿ األمثمة السابقة تأثر مسألة التمييز بيف الشكؿ كالمكضكع
بنظرية التكييؼ ،كأف القضاة يتمتعكف بسمطة تقديرية كاسعة لتمييز مكضكع الزكاج
عف شكمو ،كذلؾ استنادا إلى قانكف القاضي .كاذا ما حسمنا مشكمة التمييز بيف شكؿ
الزكاج كمكضكعو ،فإنو ينبغي بحث قاعدة التنازع الكاجبة التطبيؽ في مسائؿ الزكاج
فيما يتعمؽ بالشركط المكضكعية لتككيف عقد الزكاج في(مبحث أكؿ) كالشركط
الشكمية لمزكاج في(مبحث ثاف).
1
انظر ،علٌوش قربوع كمال ،المرجع السابق ،ص.105
2
انظر ،قانون عدد 97لسنة 1998مإرخ فً 27نوفمبر ٌ 1998تعلق بإصدار مجلة القانون الدولً الخاص.
19
اؿمبحث األوؿ
كتسبؽ الخطبة 2عادة عممية إبراـ الزكاج ألنيا تعتبر مف مقدمات الزكاج
كىي بذلؾ تدخؿ في نطاؽ األحكاؿ الشخصية كتخضع لنفس القانكف الذم يخضع لو
الزكاج .3لذا سنكتفي ببياف أحكاـ القانكف الكاجب التطبيؽ عمى الزكاج .إف الزكاج
صكرة زكاج
المبرـ في إط ػار القانكف الدكلي الخػاص ال يخرج ع ػف الصكر التالية :ػ
مختؿط ،4أك ػؽد يتعػلؽ األـ ػر بزكاج كطنييف مبرـ في
ػ أجػانب ،أك صكرة زكاج
1
وجدٌر بالذكر ،أنه ٌشترط لقٌام تنازع بٌن القوانٌن توفر شرط الصفة الدولٌة للنزاع ،إذ ال ٌتصور قًام تنازع بٌن قانون دولة
وشرابع سابدة فً بلد ال ٌتمتع بوصؾ الدولة وفقا ألحكام القانون الدولً العام .وقد انتهى القضاء االنجلٌزي إلى هذا المبدأ فً قضٌة
تتلخص وقابعها فً أن انجلٌزٌا تزوج بامرأة تنتمً إلى إحدى القبابل اإلفرٌقٌة وأنجب منها ولدا ثم توفً ،فطالبت الزوجة بحقها فً
التركة مستندة إلى أن زواجها تم صحٌحا وفقا لعادات القبٌلة وما تقضً به قاعدة لوكٌس فً إخضاع شكل الزواج إلى قانون محل
اإلبرام.
إال أن المحكمة االنجلٌزٌة العلٌا رفضت دعوى الزوجة واعتبرت العبلقة ؼٌر شرعٌة ،وقضت بوجوب تطبٌق القانون
االنجلٌزي لعدم وجود أي تنازع بٌن القوانٌن.
ولعل االتجاه الجدٌد فً القانون الدولً الخاص ٌمٌل إلى تصور قٌام التنازع بٌن مختلؾ النظم الدٌنٌة والقبلٌة؛ وهذا ما دفع
جانبا من الفقه إلى تسمٌة هذا الفرع من القانون بقانون تعدد النظم .انظر ،حفٌظة السٌد الحداد ،الم رجع السابق ،ص.78 -77.
2
نص علٌها المشرع الجزابري فً المادة 5من قانون األسرة ":الخطبة وعد بالزواج.
ٌجوز للطرفٌن العدول عن الخطبة
إذا ترتب عن العدول عن الخطبة ضرر مادي أو معنوي ألحد الطرفٌن جاز الحكم له بالتعوٌض.
ال ٌسترد الخاطب من المخطوبة شٌبا مما أهداها إن كان العدول منه ،وعلٌه أن ٌرد للمخطوبة ما لم ٌستهلك مما أهدته له أو قٌمته
وإن كان العدول من المخطوبة ،فعلٌها أن ترد للخاطب ما لم ٌستهلك من هداٌا أو قٌمته".
3
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.68
4
لقد انتشر الزواج المختلط فً عصرنا الحالً بشكل كبٌر خاصة من قبل أبناء الجالٌات المسلمة فً الؽرب ،فقد أوضحت إحدى
الدراسات أن عدد المؽربٌات اللواتً تزوجن بؤجانب انتقل من 996فتاة سنة 1997إلى 2507فتاة سنة ،2001كما ارتفع عدد
الرجال المؽاربة المتزوجٌن بؤجنبٌات من 314سنة 1997إلى 13666سنة .2001انظر ،السعدٌة أعنطري ،زواج المؽربٌات
باألجانب وتؤثٌراته على مستوى العبلقة الزوجٌة وتربٌة األبناء ،صwww.islamonline.net ، 3 -2.
20
الخارج .1كالمبدأ الثابت في الشريعة اإلسبلمية أنو يحؽ لؤلجانب غير المسمميف
ممارسة الزكاج حسب شرائعيـ ،بالرغـ مف كجكد بعض االختبلفات مع الشريعة
اإلسبلمية في بعض المسائؿ مثؿ :المير كالعدة.2
لقد أدل االختبلؼ حكؿ تحديد طبيعة الخطبة إلى اختبلؼ التشريعات في
تحديد النظاـ القانكني الذم يحكميا ،فتارة ينظر لمخطبة باعتبارىا عقد عادم كسائر
العقكد كبالتالي يحكميا قانكف اإلرادة .كتارة ينظر إلييا بأنيا بمثابة عقد مف عقكد
األسرة المميدة لمزكاج كتخضع لمقانكف الشخصي .كما صنفيا البعض ضمف دائرة
األفعاؿ الضارة المرتبة لممسؤكلية التقصيرية ،كبالتالي تخضع لقانكف كؽكع الفعؿ
الضار مثؿ ما ىك عميو الحاؿ في الفقو كالقضاء الفرنسييف.3
لـ يضع المشرع الجزائرم قاعدة إسناد خاصة بالخطبة ،كمع ذلؾ فيي
تكيؼ ضمف مسائؿ األحكاؿ الشخصية .كعميو تخضع الشركط المكضكعية لمخطبة
إلى قانكف جنسية الزكجيف ،كتخضع الشركط الشكمية لمخطبة لقانكف محؿ اإلبراـ.
كبالنسبة آلثار الخطبة فتخضع لقانكف جنسية الخاطب كقت الخطبة قياسا عمى
قاعدة اإلسناد الخاصة بآثار الزكاج بنفس التفصيؿ الذم سنراه فيما يتعمؽ بالقانكف
الكاجب التطبيؽ عمى آثار الزكاج .4أما مسألة تعكيض الضرر الناتج عف فسخ
الخطبة فيحكميا القانكف الذم يحكـ المسؤكلية التقصيرية أم قانكف كقكع الفعؿ
الضار كىك قانكف المحؿ الذم حصؿ فيو العدكؿ عف الخطبة.
21
األجنبي عمى ما يمي ":تعتبر الخطبة مف مسائؿ األحكاؿ الشخصية ،كيسرم عمييا
مف حيث شركط صحتيا قانكف الجنسية بالنسبة إلى كؿ خاطب ،كمف حيث آثارىا
قانكف جنسية الخاطب كقت الخطبة ،كمف حيث فسخيا قانكف جنسية الخاطب كقت
الفسخ".
لقد أكلى المشرع الككيتي الخطبة اىتماما بالغا بكضع قاعدة إسناد خاصة
لحؿ نزاعات الخطبة المشتممة عمى عنصر أجنبي ،كجنب بذلؾ القضاة عناء بحث
كدراسة مختمؼ اآلراء كاالتجاىات الفقيية التي حاكلت كضع قاعدة إسناد تحدد
القانكف الكاجب التطبيؽ عمى الخطبة .كبالنسبة لممشرع الجزائرم ،فرغـ حداثة
التعديؿ الذم مس قكاعد التنازع لـ يخص المسألة بالتنظيـ ،كنعتقد أنو حاف الكقت
لتدارؾ ىذا النقص ككضع قاعدة إسناد خاصة بالخطبة.
لقد عرفت المادة 04مف قانكف األسرة الجزائرم الزكاج بأنو ":عقد رضائي
يتـ بيف رجؿ كامرأة عمى الكجو الشرعي ،مف أىدافو تككيف أسرة أساسيا المكدة
كالرحمة كالتعاكف كاحصاف الزكجيف" .كيشبو ىذا التعريؼ مفيكـ الزكاج في القانكف
الفرنسي الذم يشترط رضا الزكجيف لقياـ الزكاج .1كتكجد تشريعات أكركبية أخرل
تعرؼ الزكاج بأنو عقد بيف شخصيف دكف تحديد جنسييما كأكثر مف ىذا تجيز إبراـ
عقد الزكاج بيف المثمييف كما ىك الشأف بالنسبة لمتشريع اليكلندم 2كالبمجيكي .3إال أف
1
L’article 146 du code civil français dispose que : " Il n'y a pas de mariage lorsqu'il n'y a point de
consentement".
2
lois du 21 décembre 2000, entrées en vigueur le 1er avril 2001.
3
L’article 143 du code civil belge dispose que :" Deux personnes de sexe différent ou de même sexe
peuvent contracter mariage.
Si le mariage a été contracté entre des personnes de même sexe, l'article 315 n'est pas applicable".
22
تمييف فكرة الزكاج عمى الصعيد الدكلي ال يعني عندنا القبكؿ بكجكد زكاج بيف رجؿ
كرجؿ ،أك بيف امرأة كامرأة ،كما بدأ ينتشر في بعض الدكؿ الغربية؛ فمثؿ ىذه
العبلقات ال ترتقي إلى مستكل مؤسسة الزكاج كليذا ينظر إلييا عمى أنيا كاقعة
قانكنية تبقى خاضعة مبدئيا لقانكف المحؿ الذم كقعت فيو.1
بي ال
بداية نشير إلى أف الشريعة اإلسبلمية كقكانيف األحكاؿ الشخصية العر ة
تعرؼ التمييز بيف الشركط المكضكعية كالشركط الشكمية في إبراـ الزكاج ،بينما
نجدىا تميز بيف أركاف العقد كشركطو.2
كإذا كانت قكاعد اإلسناد تميز بيف شكؿ الزكاج كمكضكعو ،فإف ذلؾ يحممنا
عمى االعتقاد بأف الشركط المكضكعية لمزكاج في القانكف الدكلي الخاص الجزائرم
تشمؿ كافة الشركط األساسية لصحتو كعقد3؛ أم أركاف عقد الزكاج كشركطو مثؿ
الرضا كالكلي عمى النفس لمزكجة أك القاضي إف لزـ األمر كالشيكد كالصداؽ
كاألىمية ،باإلضافة إلى شرط انتفاء المانع .4كيدخؿ ضمف ىذه الشركط في الشريعة
اإلسبلمية شركط المزكـ كالمير كالكفاءة .5كىي بيذا تشمؿ كافة الشركط الجكىرية
لمزكاج الخاصة بحالة األشخاص المقبميف عميو ،6كالتي يترتب عمى تخمفيا بطبلف
الزكاج أك قابميتو لئلبطاؿ.7
1
انظر ،سامً عبد هللا ،الحلول الوضعٌة للعبلقات الخاصة الدولٌة ،دار العلوم العربٌة ،الطبعة األولى ،بٌروت ،1987 ،ص.42
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.25
3
انظر ،عبده جمٌل ؼصوب ،دروس فً القانون الدولً الخاص ،المإسسة الجامعٌة للدراسات والنشر والتوزٌع ،لبنان،2008 ،
ص.264
4
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص 37؛ الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.160
5
انظر ،ؼالب علً الداوودي ،القانون الدولً الخاص ،دار وابل للنشر ،الطبعة الخامسة ،2010 ،األردن ،ص.164
6
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.22
7
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،دار الفكر الجامعً ،اإلسكندرٌة ،2007 ،ص.24
23
كمسألة تعدد الزكجات .بؿ أنو يبلحظ كجكد تضارب بيف مقتضيات التشريعات
العربية فيما بينو ا فمثبل نجد القانكف التكنسي يمنع عمى األجانب سكاء كانكا مسمميف
أك غير مسمميف إبراـ زكاج متعدد في تكنس رغـ أف قانكنيـ الكطني يبيح ذلؾ.1
إف إبراـ عقد الزكاج قد يتـ داخؿ الكطف ،كمف الممكف أيضا أف يتـ إبرامو
خارج الكطف ،كاذا تعمؽ األمر بزكاج الجزائرييف كالجزائريات في الجزائر فبل يثكر أم
نزاع بشأف تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ عمى ىذا الزكاج؛ كبالتالي يخضع لحكـ
المادة األكلى مف قانكف األسرة الجزائرم ،كيتـ تطبيؽ الشركط المنصكص عمييا في
قانكف األسرة الجزائرم كأيضان تطبيؽ أحكاـ قانكف الحالة المدنية .كلكف إذا كنا بصدد
تكجد ثمة صعكبة في تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ كسيتضح ذلؾ
زكاج مختمط ؼ
عند الحديث عف تطبيؽ قانكف جنسية الزكجيف في المطمب الثالث.2
إف أم عقد زكاج يبرـ في الجزائر بيف جزائرم كجزائرية يجب أف يستكفي
كافة الشركط المكضكعية لكي ينعقد صحيحا .كمف أىـ ىذه الشركط :شرط األىمية
يمتفع عمى الـ ػكثؽ أك ضابط الحالة
كعميق ػ
ػ عية .3
افع الشر ػ
كشرط الرضا ،كانعداـ اؿمك ػ
المدنية تحت طائمة العقاب4أف يحرر عقد الزكاج بيف الجزائرم كالجزائرية إذا تخمفت
تخمفت الشركط المطمكبة كانعداـ األىمية مثبلن أك كجكد مانع شرعي.5
1
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.182-181.
2
انظر بشؤن هذه المسؤلة ص 39من هذه الدراسة.
3
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.165
4
تنص المادة 77من قانون الحالة المدنٌة على ما ٌلًٌ ":عاقب القاضً الشرعً أو ضابط الحالة المدنٌة الذي ٌحرر عقد الزواج دون رخصة األشخاص المإهلٌن
لحضور عقد أحد الزوجٌن بالعقوبات المنصوص علٌها فً المادة 141المقطع األول من قانون العقوبات.
ٌعاقب ضابط الحالة المدنٌة أو القاضً الشرعً الذي لم ٌطبق اإلجراءات المقررة فً هذا الفصل بؽرامة ال ٌمكن أن تتجاوز 200دج بموجب حكم صادر عن
المحكمة الناظرة فً المسابل المدنٌة" .انظر أمر رقم 20 -70مإرخ فً 19فبراٌر ٌ 1970تعلق بالحالة المدنٌة.
5
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.166
24
الفرع األوؿ
أوال :الرضا:
تنص اؿمادة 9مف قانكف األسرة الجزائرم عمى أنو ":ينعقد الزكاج بتبادؿ
رضا 1الزكجيف" .كنصت المادة 10مف نفس القانكف المذككر أعبله عمى أنو":
يككف الرضا بإيجاب مف أحد الطرفيف كقبكؿ ـ ف الطرؼ اآلخر بكؿ لفظ يفيد معنى
النكاح شرعان.
كيصح اإليجاب كالقبكؿ مف العاجز بكؿ ما يفيد معنى النكاح لغة أك عرفان كالكتابة
أك اإلشارة".
مف خبلؿ النصكص السابقة تظير لنا أىمية الرضا كركف في عقد الزكاج،
إذ ال بد مف تكافره صراحة إلمكاف قياـ عقد الزكاج كسبلمتو .كيجب أف يككف تعبير
رضا كؿ كاحد مف الزكجيف في االقتراف باآلخر عمنيا كتاما دكف أف يككف مشيبان بأم
عيب مف عيكب اإلرادة كالغش أك اإلكراه أك التدليس .كبتخمؼ ركف الرضا في عقد
الزكاج يككف العقد باطبل النعداـ الركف األساسي النعقاده.
كيتـ التعبير عف الرضا بتبادؿ اإليجاب كالقبكؿ ،حيث يعمف الزكج عف رغبتو
في الزكاج مف الزكجة ،كتعمف الزكجة قبكليا االقتراف بو .2كيحدد القانكف الشخصي
لكؿ مف الزكجيف عناصر الرضا ،ككيفية التعبير عنو كمدل ضركرة سماع كؿ مف
الزكجيف لتعبير اآلخر عف اإليجاب أك القبكؿ.3
1
انظر ،أٌضا نص المادتٌن المعدلتٌن 4و 1/33من قانون األسرة الجزابري.
2
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.39 -38
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.92
25
ثانيا:أىمية إبراـ عقد الزواج:
لقد درجت قكانيف األحكاؿ الشخصية منذ القديـ عمى تحديد سف أىمية
الزكاج لممقبميف عمى الزكاج بحيث ال يككف في استطاعتيـ إبراـ عقد الزكاج قبؿ بمكغ
السف المحددة مراعاة لصحة الفتيات كقدرتيـ عمى اإلنجاب ،كمراعاة أيضا لقدرة
الفتياف عمى تحمؿ مسؤكليات الزكاج.
كاستثناء يجكز لمف لـ يبمغ سف الزكاج إبراـ عقد الزكاج بشرط الحصكؿ
عمى رخصة أك إذف مف اؿمحكمة التي يكجد بدائرة اختصاصيا مسكف الزكجيف أك
أحدىما .كىذا بشرط كجكد مصمحة غالبة أك ضركرة ممحة إلبراـ عقد اؿزكاج ،1متى
تأكدت قدرة الطرفيف عمى الزكاج.
كالجدير بالذكر ،أف أىمية الزكاج تحكميا قاعدة إسناد خاصة ،فيي تخضع
لمقانكف الشخصي لكؿ مف الزكجيف؛ أم يسرم عمييا القانكف الشخصي الذم يحكـ
الشركط المكضكعية لمزكاج.2
كقد ساكل المشرع الجزائرم بيف الرجؿ كالمرأة في تحديد سف أىمية الزكاج.
كما دؿ عمى ذلؾ نص المادة السابعة المعدلة مف قانكف األسرة بقكليا ":تكتمؿ أىمية
الرجؿ كالمرأة في الزكاج بتماـ 19سنة .كلمقاضي أف يرخص بالزكاج قبؿ ذلؾ
لمصمحة أك ضركرة متى تأكدت قدرة الطرفيف عمى الزكاج ."...كاذا كاف مفاط
الترخيص بالزكاج المصمحة أك الضركرة ،فإنو يتعيف عمى القاضي أف يتأكد مف
تكافر الشركط المستمزمة لمنح اإلذف دكف أف يمس مصالح المجتمع كمصالح
1
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.163
2
انظر ،أحمد عبد الحمٌد عشوش ،تنازع القوانٌن فً مسابل األهلٌة ،مإسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرٌة ،1989 ،ص.119
26
األطراؼ أنفسيـ .فعمى القاضي أف يراعي في ذلؾ رغبة الفتاة في االرتباط ،كلكف
يجب أال يككف الغرض مف منح الترخيص تغطية فضيحة أخبلقية.1
كفي حالة عدـ حصكؿ الزكج القاصر عمى اإلذف بالزكاج يتعيف عمى ضابط
الحالة المدنية أف يرفض تحرير عقد الزكاج .كاذا حرره سيكان أك عمدان فإف ىذا العقد
يعتبر باطبلن كيعرض نفسو لمعقاب.2
كلكف الكضع يختمؼ عندما نككف بصدد إبراـ عقد زكاج جزائرم أك جزائرية
بالغيف سف الزكاج كفقان لقانكفىما الكطني مع شخص أجنبي أيف يككف سف أىمية
الزكاج في بمده أقؿ مف سف أىمية الزكاج المعمكؿ بيا في الجزائر .فكفقان لما كرد في
نص المادة 11مف القانكف المدني الجزائرم ،فإنو يسرم عمى الشركط المكضكعية
الخاصة بصحة الزكاج القانكف الكطني لكؿ مف الزكجيف .كيؤكد لنا أمضا نص
المادة 13مف القانكف المذككر أعبله أف األىمية تبقى خاضعة لقانكف كؿ كاحد مف
الزكجيف.
كعمى ىذا ،إذا رغب زكج جزائرم بالغ لسف أىمية الزكاج كفقا لمقانكف
الجزائرم في أف يعقد زكاجو مع زكجة أجنبية يحدد قانكنيا الكطني سف أىمية الزكاج
بػ 18سنة ،فبل يجكز ؿضابط الحالة المدنية أف يمتنع عف تحرير عقد الزكاج بسبب
عدـ بمكغ الزكجة األجنبية سف 19سنة ،ألف األىمية في ىذا الفرض تخضع لقانكف
جنسية كؿ زكج عمى حدة كليس لمقانكف الجزائرم كحده فقط.3
إف شرط األىمية مف الشركط التي يطبؽ فييا ضابط اإلسناد المركب تطبيقا
مكزعا بحيث تراعى مدل صحة ىذا الشرط كفقا لقانكف جنسية كؿ زكج عمى حدة.
1
انظر ،تشوار جٌبللً ،سن الزواج بٌن اإلذن والجزاء فً قانون األسرة الجزابري ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة
والسٌاسٌة ،عدد ،1999 ،04ص.80 -79
2
انظر المادة 77من قانون الحالة المدنٌة الجزابري.
3
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.164-163.
27
كترتيبا لذلؾ ال يشترط أف تتكفر في األجنبي سف الزكاج المقررة في قانكف القاضي
إذا كاف قانكنو الشخصي يحدد سنان مختمفة .كما ال يستطيع ىذا األجنبي أيضا إبراـ
زكاجو إذا لـ يبمغ السف المقررة في قانكنو الشخصي كلك كاف بالغا السف البلزمة
الكتماؿ األىمية كفقا لقانكف القاضي.1
كقد ثار جدؿ فؽىي كبير حكؿ تحديد الجية المختصة بمنح اإلعفاء مف
بعض الشركط المكضكعية لمزكاج كاإلعفاء مف شرط السف لدكاعي الضركرة .فذىب
جانب مف الفقو إلى اعتبار كسيمة اإلعفاء مف بعض الشركط المكضكعية مسألة
اء مف
مرتبطة بشكؿ انعقاد الزكاج .كلئف كاف غالبية الفقياء يركف بأف منح اإلعؼ
اختصاص القانكف الكطني .كيجيز أنصار الفريؽ الثاني لمسمطات المحمية المختصة
منح ىذا اإلعفاء متى كاف القانكف الكطني لؤلجانب يجيزه بصفة أصمية .كبشرط أال
يترتب عمى ذلؾ إباحة زكاج مخالؼ لمنظاـ العاـ المحمي .2كمف جية أخرل يجب
عمى السمطات المحمية أف تقبؿ باإلعفاء الذم يحصؿ عميو الزكج األجنبي مف
السمطات المحمية المختصة في بمده األصمي.3
كفي رأينا أف مثؿ ىذا اإلعفاء يجب أف يدخؿ ضمف ـ كضكع الزكاج
كيخضع لمقانكف الشخصي لمزكج يف ،كذلؾ الرتباط المسألة بتككيف الزكاج أكثر مف
شكمو .كمع ذلؾ فتبقى المسألة مرتبطة بالتكييؼ الذم يختمؼ باختبلؼ قانكف
القاضي.
كإذا كاف الثابت مما تقدـ أف أىمية إبراـ عقد الزكاج قد أثارت خبلفا كبي ار في
القانكف اؿدكلي الخاص ،فيؿ تثير بقية الشركط األخرل الخبلؼ ذاتو؟ ىذا ما سنراه
مف خبلؿ الفرع التالي:
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.87-86.
2
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.135 -.134
3
انظر ،هشام خالد ،نفس المرجع ،ص.136
28
الفرع اؿثاني
أوال:الولي:
جاء في الفقرة األكلى مف المادة 11مف قانكف األسرة الجزائرم أف" المرأة
الراشدة تعقد زكاجيا بحضكر كلييا كىك أبكىا أك أحد أقاربيا أك أم شخص آخر
تختاره" .أما الفقرة الثانية فقد نصت عمى أف" يتكلى زكاج القصر أكلياؤىـ ،كىـ األب
فأحد األقارب األكليف .كالقاضي كلي مف ال كلي لو" .كاعتبرت المادة 13أنو ال
يجكز لمكلي أبان كاف أك غيره أف يجبر القاصرة التي ىي في كاليتو عمى الزكاج كال
يجكز لو أف يزكجيا بدكف مكافقتيا.
لقد أصبح الكلي بمكجب المادة 9مكرر مف قانكف األسرة مف شركط عقد
الزكاج بينما كاف قبؿ تعديؿ 2005ركف أساسي في عقد الزكاج .كالحقيقة أف
المشرع الجزائرم قد كقؼ مف شرط الكلي في إبراـ عقد الزكاج مكقفان متذبذبان فمـ ملغو
صراحة كلـ يشترطو صراحة .كاال كيؼ يمكف تفسير نص المادة 11مف أف المرأة
الراشدة تعقد زكاجيا بحضكر كلييا ،كأكثر مف ىذا أف يككف ىذا الكلي أم شخص
تختاره حتى كلك كاف شخصان أجنبيان .كعمى ىذا فإنو ال معنى لحضكر الكلي إذا لـ
يكف لو أم تأثير في زكاج مف ىي في كاليتو ،ما داـ أف غيابو 1عف مجمس العقد ال
يجعؿ العقد باطبل كال فاسدا كال مكقكفا عمى إجازتو.2
1
مع مبلحظة هنا ،أن نص المادة 33من قانون األسرة رتب الفسخ على زواج القاصر الذي ٌتم بدون ولً.
2
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.43 -42.
29
أما المشرع الـ غربي ،فقد أجاز في المادة 25مف مدكنة األسرة لممرأة الراشدة
أف تعقد زكاجيا بنفسيا أك تفكض ذلؾ ألبييا أك أحد أقاربيا .كما اعتبر المشرع
التكنسي أف زكاج القاصر متكقؼ عمى مكافقة الكلي كاألـ.1
ثانيا :الشيود:
لقد آثار شرط اإلشياد عمى عقد الزكاج جدال فقييا كبي ار حكؿ تكييفو ،فذىب
رأم إلى اعتبار عقد الزكاج في الشريعة اإلسبلمية عقد شكمي عمى أساس أف
اإلشياد شرط لصحة العقد ،كاف كاف الرضا يعد ركنا أساسيا فيو .كذىب رأم آخر
1
انظر ،الفصل 06من مجلة األحوال الشخصٌة التونسٌة.
2
انظر ،بسام نهار البطون ،الشهادة فً الشرٌعة اإلسبلمٌة ،دار الثقافة للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن ،2010 ،ص.182
30
إلى اعتبار عقد الزكاج في الشريعة اإلسبلمية عقد رضائي ،كأنو ال يشترط اإلشياد
عمى عقد الزكاج ال ابتداء كال انتياء.1
إذف ،قد انقسـ الفقو اإلسبلمي بشأف تحديد طبيعة شرط الشيادة إلى
اتجاىيف :اتجاه يقضي باعتبار شرط الشيادة شرط شكمي كبالتالي يخضع لقانكف
المحؿ .بينما يعتبره االتجاه الثاني مف قبيؿ الشركط المكضكعية التي تخضع لمقانكف
الذم يحكـ المكضكع.
كخبلفا لمرأم الفقيي األكؿ يرل أنصار الرأم الثاني بأف الشيادة شرط
مكضكعي لصحة الزكاج ،كينبغي الرجكع في شأنيا لمقانكف الذم يحكـ مكضكع
الزكاج.3
1
انظر ،المبسوط ،المرجع السابق ،ج ، 5ص ،30مقتبس عن صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانًن فً مشكبلت إبرام الزواج،
المرجع السابق ،ص.36 -35
2
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.90
3
مقتبس عن صبلح الدٌن جمال الدٌن ،المرجع السابق ،ص.40
4
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.94 -93.
31
بشكمو .كليذا كجب إخضاع ىذا الشرط لمقانكف الشخصي بغض النظر عما ينص
عميو قانكف محؿ اإلبراـ.1
ثالثا :الصداؽ:
اؿفرع اؿثالث
لكي ينعقد الزكاج صحيحا يجب أف تككف المرأة غير محرمة عمى مف يريد
الزكاج منيا .6كتنص المادة 23مف قانكف األسرة الجزائرم عمى أنو ":يجب أف يككف
كؿ مف الزكجيف خمكا مف المكانع الشرعية المؤبدة كالمؤقتة" .كعميو ،فإف أم عقد
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.40
2
سورة النساء ،اآلٌة .04
3
انظر ،المحكمة العلٌا ،غ ،أ ،ش ،1998/11/17 ،ملؾ رقم ،210422االجتهاد القضابً لؽرفة األحوال الشخصٌة ،2001 ،عدد
خاص ،ص.53
4
انظر ،المادتٌن 16 ،15من قانون األسرة الجزابري.
5
انظر ،المادة 17من قانون األسرة الجزابري.
6
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.97
32
زكاج يبرـ عمدان أك بغير قصد بيف رجؿ كامرأة مف النساء المحرمات كاألميات
كالبنات كاألخكات كالعمات كالخاالت كبنات األخ كبنات األخت ىك عقد باطؿ كيجب
فسخو قبؿ الدخكؿ ك بعده .كيترتب عميو ثبكت النسب ككجكب االستبراء.1
كمف المحرمات المؤقتة التي كرد النص عمييا في المادة 30مف قانكف
األسرة زكاج المسممة بغير المسمـ .2كمعنى ذلؾ أنو يحرـ عمى المرأة الجزائرية
ؾف ييكديا أك نصرانيا أك ممحدان ،كذلؾ
المسممة الزكاج مع رجؿ غير مسمـ سكاء ا
مصداقان لقكلو تعالى ":كال تنكحكا المشركات حتى مكمف كألمة ـ كمنة خير مف مشركة
كلك أعجبتكـ ،كال تنكحكا المشركيف حتى يكمنكا كلعبد مكمف خير مف مشرؾ كلك
أعجبكـ" .3كلكف بمجرد زكاؿ سبب المنع ؾأف يترؾ المسيحي دينو كيعتنؽ اإلسبلـ
يجكز لمجزائرية المسممة أف تتزكج معو.
كعمى ىذا األساس ،إذا تزكجت الجزائرية المسممة بغير المسمـ كسكاء تـ
ذلؾ عف طريؽ الغش أك بإرادتيما المشتركة ،فإف ىذا الزكاج يعتبر باطبل بطبلنا
مطمقان طبقان لنص المادة 32مف قافكف األسرة .كيجب الحكـ ببطبلنو سكاء بطمب مف
ممثؿ النيابة العامة أك مف لو مصمحة في إبطالو ،4بؿ يستطيع القاضي أف يحكـ
ببطبلنو مف تمقاء نفسو .حيث أصبحت النيابة العامة طرفا أصميا في جميع القضايا
الرامية إلى تطبيؽ قانكف األسرة.5
كاضافة إلى الشركط السابقة ،اشترط المشرع الجزائرم شركط أخرل ال تدخؿ
ضمف الشركط المكضكعية كال الشركط الشكمية ،بؿ تعد مف قبيؿ اإلجراءات اإلدارية
1
انظر المادة 34من قانون األسرة الجزابري.
اًا
وأٌض ألنه ٌشتمل لقد أجمع العلماء على حرمة زواج المسلمة بؽٌر المسلم ،وذلك مخافة أن ٌدفع ؼٌر المسلم المسلمة معه إلى الكفر،
2
على استعبلء ؼٌر المسلم على المسلمة .انظر ،محمد علوشٌش الورتبلنً ،أحكام التعامل مع ؼٌر المسلمٌن واالستعانة بهم ،دار
التنوٌر ،الطبعة األولى ،الجزابر ،2004 ،ص.128 -127.
3
انظر ،سورة البقرة ،اآلٌة .221
4
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.56
5
انظر ،المادة 3مكرر من قانون األسرة الجزابري.
33
مسبؽ كشرط إلبراـ عقد الزكاج
ة كالتنظيمية كمف ذلؾ اشتراط الحصكؿ عمى رخصة
ككذلؾ شرط الشيادة الطبية .كنتكلى بياف ذلؾ فيما يمي:
أكالن :الحصكؿ عمى رخصة مسبقة كشرط إلبراـ عقد الزكاج :يتطمب األمر دراسة
ثبلثة أنكاع مف الرخص المطمكبة كشركط إلبراـ عقد الزكاج أماـ المكظؼ المختص
بإبراـ عقد الزكاج ،كذلؾ عمى النحك التالي:
لقد تباينت مكاقؼ تشريعات الدكؿ العربية مف مسألة تعدد الزكجات فمنيا
مف يأخذ بنظاـ تعدد الزكجات دكف قيد أك شرط كالككيت 1كالسعكدية ،كمنيا مف
يأخذ بنظاـ تعدد الزكجات مع تقييده بشركط معينة كالمغرب 2كالجزائر كسكريا،
كمنيا مف يحرـ ممارسة تعدد الزكجات تحريما صريحا كالمشرع التكنسي ،3الذم
ت ار بنص المادة 147مف القانكف المدني
يجعؿ منو جريمة يعاقب عمييا القانكف أث
الفرنسي التي تمنع إبراـ عقد زكاج ثاف قبؿ انحبلؿ الزكاج األكؿ ،ككذا نص المادة
340مف قانكف العقكبات الفرنسي التي تعاقب بالحبس مف ستة أشير إلى ثبلث
سنكات كبغرامة مالية مف 500فرنؾ إلى عشريف ألؼ فرنؾ كؿ شخص مرتبط بعقد
زكاج كيبرـ عقد زكاج آخر قبؿ انحبلؿ عقد الزكاج السابؽ.
لقد أسند قانكف األسرة الجزائرم إلى رئيس المحكمة صبلحية منح الرخص
إلبراـ عقد الزكاج ،سكاء لمف لـ يبمغ السف القانكني المحدد إلبراـ الزكاج ،أك لمف
يرغب في التعدد .4فبالنسبة لمحالة األكلى اشترط القانكف لمنح الترخيص تكافر شركط
معينة كىي أف تككف ىناؾ مصمحة أك ضركرة ،كيضاؼ إلى ذلؾ قدرة الطرفيف
1
انظر ،المادة 21من قانون األحوال الشخصٌة الكوٌتً.
2
انظر ،المادتٌن 41 ،40من مدونة األسرة.
3
انظر ،الفصل 18من مجلة األحوال الشخصٌة.
4
.انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.84 - 82.
34
عمى الزكاج .كتبقى ىذه األمكر مف الشركط المكضكعية التي تخضع لمسمطة
التقديرية لقضاة المكضكع.
كفيما يخص الترخيص الثاني ،أم ترخيص القاضي بالزكاج الجديد لمف
يرغب في الزكاج بامرأة ثانية ،فإف نص المادة 08مف قانكف األسرة الجزائرم قد
تطمب مجمكعة مف الشركط نكردىا فيما يمي:
)1إثبات مكافقة الزكجة السابقة كالمرأة التي يقبؿ عمى الزكاج بيا.
)2إثبات الزكج المبرر الشرعي
)3قدرة الزكج عمى تكفير العدؿ كالشركط الضركرية لمحياة الزكجية
كيتمتع القاضي بسمطة تقديرية مطمقة لتقرير تكفر الشركط السابقة أك عدـ
تكفرىا .بيد أف طائفة كبيرة مف األزكاج يعمدكف إلى التحايؿ عمى نص المادة 08
فيتزكجكف عرفيان كبعد مضي مدة مف الزـ ف يمجئكف إلى القضاء لتثبيت الزكاج العرفي
كفقان لئلجراءات المنصكص عمييا في المادتيف 22 ،21مف قانكف األسرة الجزائرم.
قد تفرض بعض األسباب األمنية عمى المشرع كضع بعض القيكد التنظيمية
إلبراـ عقد زكاج األجانب فكؽ التراب الكطني ،بحيث ال يمكف لؤلجنبي إبراـ عقد
الزكاج إال بعد الحصكؿ عمى رخصة مسبقة 1مف كالي الكالية التي يقيـ بيا الزكج
المعني ،كذلؾ بعد أخذ رأم مصالح أمف الكالية إثر تحقيؽ شامؿ حكؿ كضعية
األجنبي كظركؼ إقامتو.2
1
انظر،المادة 73من قانون الحالة المدنٌة الجزابري.
2
انظر ،التعلٌمة رقم 02الصادرة بتارٌخ 1980/02/11عن وزارة الداخلٌة الجزابرٌة.
35
كالحقيقة ،أف ىذا اإلجراء ليس ركنا أك شرطا في عقد الزكاج كانما ىك إجراء
إدارم بحث يمزـ ضابط الحالة المدنية كال يمزـ القاضي .كعمى ىذا األساس ،إذا أبرـ
جزائرم عقد زكاجو عرفيان مع أجفبية في الجزائر ،كاحترمت فيو كافة األركاف كالشركط
المكضكعية المنصكص عمييا في المادتيف 09ك 09مكرر مف قانكف األسرة ،كلكف
دكف أف يحصؿ الزكج المعني عمى الترخيص اإلدارم المسبؽ مف الكالي ،ثـ تقدـ بعد
ذلؾ أحد الزكجيف لتسجيؿ ىذا الزكاج أماـ القضاء ،فبل يجكز لمقاضي االمتناع عف
تسجيؿ ىذا الزكاج كاال يجابو بإنكار العدالة .كال يمكف كصؼ قذا العقد في ىذه
الحالة بأنو باطؿ أك فاسد طالما تكافرت فيو الشركط المكضكعية لصحة الزكاج
المنصكص عمييا في قانكف األسرة.1
تشترط بعض القكانيف الشخصية لمزكجيف ضركرة الحصكؿ عمى إذف مسبؽ
بالزكاج مف السمطات المختصة ،كما ىك الشأف بالنسبة ألفراد األمف ،كيثكر التساؤؿ
ىنا حكؿ صحة الزكاج في حالة عدـ مراعاة ىذه الشركط المقيدة؟
1
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.63
36
كاألمر سياف كذلؾ بالنسبة لعقد زكاج العسكرييف فبل يمكف إبرامو إال بعد
تقديـ رخصة مـ نكحة مف طرؼ مصالح الدفاع الكطني .كفي حالة ما أخفى الزكج
صفتو العسكرية كأبرـ عقد زكاجو دكف رخصة ،فإنو معرض نفسو إلى المتابعة
الجزائية كاإلدارية .كـ ع ذلؾ فإنو ،ال يمكف كصؼ ىذا العقد بأنو باطؿ .بؿ يمكف
ليذا العسكرم أف يمجأ إلى القضاء مف أجؿ تثبيت ىذا الزكاج كتسجيمو طبقان ألحكاـ
المادة 22مف قانكف األسرة.1
إف الشيادة الطبية ليست شرطان مكضكعيان ،بؿ ىي إجراء إدارم كتنظيمي
اشترطتو المادة 07مكرر مف قانكف األسرة .إذ أكجبت عؿل طالبي الزكاج تقديـ كثيقة
طبية ال يزيد تاريخيا عف ثبلثة( )03أشير تثبت خمكىما مف أم مرض أك أم عامؿ
قد يشكؿ خط انر يتعارض مع الزكاج .كقد بينت المادة 03مف المرسكـ التنفيذم 2رقـ
154-06أنو ال يجكز لمطبيب تسميـ الشيادة الطبية حسب النمكذج المرفؽ بيذا
المرسكـ إال بعد إجراء فحص عيادم شامؿ ،تحميؿ فصيمة الدـ()ABO+rhésus
1
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص 64وما بعدها.
2
انظر ،مرسوم تنفٌذي رقم 06ـ مإرخ فً ٌ 2006/05/11حدد شروط وكٌفٌات تطبٌق أحكام المادة 07مكرر من القانون رقم 84ـ
11المإرخ فً 1984/06/ 09والمتضمن قانون األسرة.
37
الحالة المدنية رفض إبراـ عقد الزكاج ألسباب طبية خبلفان إلرادة المعنييف .كإذا تجاىؿ
المكظؼ المختص بإبراـ عقد الزكاج ىذا الشرط كقاـ بتحرير عقد الزكاج دكف أف
يستمـ ىذه الشيادة ،1فإنو سيعرض نفسو لمعقاب اإلدارم كالجزائي.2
لقد اتضح لنا مما تقدـ أف الشركط السابقة تعتبر كميا عناصر ضركية
كالزمة لكي ينشأ عقد الزكاج صحيحا كمنتجا آلثاره في نظر القانكف الجزائرم .كفيما
يمي ،سنحاكؿ أف نتعرؼ عمى ما يقابؿ ىذه الشركط في القانكف الفرنسي.
إف مسألة صحة مكضكع الزكاج تدخؿ في القانكف الفرنسي ضمف فئة
األحكاؿ الشخصية ،كيحكميا قانكف جنسية كؿ مف الزكجيف كقت الزكاج .كال تثار
أية صعكبات عندما يككف الزكجاف مف جنسية كاحدة .كلكف الصعكبة تكمف في حالة
اختبلؼ جنسيتيما كغالبان ما يككنا كذلؾ .كعمى العمكـ تتمثؿ ىذه الشركط في السف
كالمكافقة ،االستعداد الجسدم ،اإلذف مف الكالديف .ككفقان لما جرل عميو االجتياد
القضائي الفرنسي يجرم تطبيؽ ىذه الشركط تطبيقا مكزعا.
كثمة شركط أخرل تتعمؽ في كقت كاحد بالزكجيف كيتعمؽ األمر بمكانع
الزكاج كعدـ زكاج الخاؿ بابنة أختو مثبل ،كعند ىذا الفرض ال يككف الزكاج قائما إال
إذا لـ يكف أم مف القانكنيف الكطنييف يمغيو ،كىذا ما يسمى بالتطبيؽ التراكمي.3
كعمى ىذا يككف الزكاج المبرـ في الخارج صحيحا إذا تـ تطبيؽ الشركط المكضكعية
1
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص53
2
.انظر ،المادة 77من قانون الحالة المدنٌة.
3
انظر ،بٌار ماٌر ،فانسان هوزٌه ،ترجمة علً محمود مقلد ،القانون الدولً الخاص ،المإسسة الجامعٌة للدراسات والنشر والتوزٌع،
الطبعة األولى ،لبنان ،2008 ،ص.508
38
المنصكص عمييا في القانكف الكطني لمزكجيف تطبيقا مكزعا أك جامعا بحسب طبيعة
ىذه الشركط .1كيمكف إجماؿ أىـ ىذه الشركط فيما يمي:
الفرع األوؿ
كفي فرنسا ،ال يتـ إبراـ عقد الزكاج إال بيف رجؿ كامرأة ،أما إذا كاف العاقداف
مف جنس كاحد فيترتب عمى ىذا العقد البطبلف .3كىذا بخبلؼ اتفاؽ التضامف
المدني 4كالمعاشرة الحرة 5المذيف يجيزىما القانكف الفرنسي بيف شخصيف مف جنسيف
مختمفيف ،أك مف نفس الجنس.
1
Sandrine CLAVEL, Droit International Privé, Dalloz, Paris, 2009, p.359.
2
انظر ،تشوار جٌبللً ،الزواج والطبلق تجاه االكتشافات الحدٌثة للعلوم الطبٌة والبٌولوجٌة ،دٌوان المطبوعات الجامعٌة ،الجزابر،
،2001ص.10 -9.
3
انظر ،هشام خالد ،المرجع السابق ،ص ،51ص.52
4
Article 515-1 du code civil français dispose que : «Un pacte civil de solidarité est un contrat conclu
par deux personnes physiques majeures, de sexe différent ou de même sexe, pour organiser leur vie
commune ».
5
Article 515- 8 du code civil français dispose que : «Le concubinage est une union de fait, caractérisée
par une vie commune présentant un caractère de stabilité et de continuité, entre deux personnes, de
sexe différent ou de même sexe, qui vivent en couple ».
39
كنشير ىنا إلى أف المعاشرة غير الشرعية عرفت قديما لدل القانكف الركماني
كالذم كاف يعتبره ا زكاج مف درجة سفمى 1كاعتبرىا القانكف الكنسي زكاج باطؿ .كما
عرؼ ىذا النكع مف الزكاج في أمريكا تحت اسـ Living togetherأم العيش
سكيا .كتتعدد أسباب إقباؿ األفراد عمى المعاشرة غير الشرعية ،نذكر منيا :القياـ
بتجربة الزكاج ،عدـ األىمية لزكاج قانكني ،الرغبة في تجنب اآلثار القانكنية لمزكاج
الشرعي ،الخبلؼ بيف الزكجيف.2
كاذا رجعنا إلى القانكف الجزائرم نجده يعاقب عمى العبلقة القائمة بيف
شخصيف مف جنس كاحد ،ألف ذلؾ يعد طريقا منحرفان لتصريؼ الطاقة الجنسية
كيؤدم إلى ضياع األسر كانتشار األمراض .4كقد كرد النص عمى ىذه العقكبات في
المادة 338مف قانكف العقكبات ":كؿ مف ارتكب فعبل مف أفعاؿ الشذكذ الجنسي
عمى شخص مف نفس جنسو يعاقب بالحبس مف شيريف إلى سنتيف كبغرامة مف
20.000دج إلى 100.000دج".5
1
لقد كانت المعاشرة ؼٌر المشروعة فً عهد أوجست Augusteعبلقة ؼٌر محرمة ،وٌطلق علٌها الزواج األدنى ،ولم ٌكن لهذه
العبلقة أٌة آثار أو حقوق وكان األوالد الناجمٌن عن هذه العبلقة ٌعتبرون أوالد ؼٌر شرعٌٌن .انظر ،ملكة ٌوسؾ زرار ،موسوعة
الزواج والعبلقة الزوجٌة فً اإلسبلم ،الجزء األول ،دار الفتح لئلعبلم العربً ،الطبعة األولى ،القاهرة ،2000 ،ص.41
2
انظر ،علً مصباح إبراهٌم ،المعاشرة ؼٌر الشرعٌة فً فرنسا والزواج المنقطع فً لبنان ،مابتً عام على إصدار التقنٌن المدنً
الفرنسً ،أعمال الندوة التً عقدتها كلٌة الحقوق ،جامعة بٌروت العربٌة ،منشورات الحلبً الحقوقٌة ،2005 ،ص.408 -407
3
انظر ،علً مصباح إبراهٌم ،المرجع السابق ،ص 418وما بعدها.
4
انظر ،تشوار جٌبللً ،المرجع السابق ،ص.11
5
انظر ،أمر رقم 156 -66مإرخ فً ٌ 8ونٌو ٌ 1966تضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم.
40
ال شؾ أف سبب ىذا االختبلؼ بيف التشريعات العربية كالغربية في تحديد
مضمكف العبلقة األسرية بيف الرجؿ كالمرأة مرده اختبلؼ الفمسفة التي تقكـ عمييا
األسرة في الدكؿ الغربية كالتي كصؿ بيا األمر لقبكؿ الزكاج بيف شخصيف مف نفس
الجنس .كغير خاؼ أف نظاـ العبلقة االستس اررية ييدد النظاـ األسرم القائـ عمى
الزكاج ،ككف ىذه العبلقة قائمة عمى الحرية المطمقة لطرفييا دكف األخذ في الحسباف
الحقكؽ كالكاجبات التي يرتبيا عقد الزكاج.1
ب -بموغ السف القانوني لمزواج :يتحدد سف الزكاج في القانكف المدني الفرنسي ببمكغ
كؿ مف الرجؿ كالمرأة سف الثامنة عشر.2
كنشير ىنا ،إلى أف المشرع الفرنسي 3قد عدؿ المادة 63مف القانكف المدني
كألغى الشيادة الطبية ما قبؿ الزكاج.
اؿفرع الثاني
1
انظر ،تشوار جٌبللي ،عولمة القانون ومدى تؤثٌرها على األسرة ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة والسٌاسٌة،2008 ،
العدد ،03ص.92-91.
2
Article 144 du code civil français dispose que: « L'homme et la femme ne peuvent contracter
mariage avant dix-huit ans révolus ».
3
LOI n°2007-1787 du 20 décembre 2007 - art. 8
4
Article 146 du code civil français dispose que: « Il n'y a pas de mariage lorsqu'il n'y a point de
consentement ».
5
Article 180 du code civil français dispose que: «Le mariage qui a été contracté sans le consentement
libre des deux époux, ou de l'un d'eux, ne peut être attaqué que par les époux, ou par celui des deux
41
ب -رضاء الوالديف
dont le consentement n'a pas été libre, ou par le ministère public. L'exercice d'une contrainte sur les
époux ou l'un d'eux, y compris par crainte révérencielle envers un ascendant, constitue un cas de
nullité du mariage.
S'il y a eu erreur dans la personne, ou sur des qualités essentielles de la personne, l'autre époux peut
demander la nullité du mariage».
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.88 - 87.
2 Article 148 du code civil français dispose que : « Les mineurs ne peuvent contracter mariage sans le
consentement de leurs père et mère ; en cas de dissentiment entre le père et la mère, ce partage
emporte consentement ».
3
مقتبس عن بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،دار هومه ،الجزابر ،2008 ،ص 91؛
الطٌب زروتً ،القانون الدولي الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.104
42
كال شؾ أف سبب تضارب ىذيف الحكميف يرجع إلى التكييؼ كالى اختبلؼ
قكاعده في القانكف الفرنسي كاالنجميزم .ففي القانكف الفرنسي يعتبر رضا األكلياء مف
األشكاؿ المتممة لؤلىمية ،كمف ثـ يخضع لقانكف الجنسية كىك القانكف الفرنسي .أما
القانكف االنجميزم فيعتبر رضا األكلياء مف األشكاؿ الخارجية ،كمف ثـ يخضعو
لقاعدة " خضكع شكؿ العقد لقانكف بمد اإلبراـ" .فالقضاء االنجميزم انتيى إلى تقرير
صحة الزكاج بإخضاعو مسألة أىمية إبراـ عقد الزكاج لقانكف محؿ اإلبراـ.1
مف القانكف المدني .ال شؾ أف القاضي االنجميزم سيعتبر ىذا الزكاج صحيحا كفقان
لتكييؼ قانكف القاضي الذم يعتبر رضا الكالديف مجرد شرط شكمي فقط كليس شرط
صحة .كالمادة 148مف القانكف المدني الفرنسي تأخذ بنفس التكييؼ كتصرح بعدـ
تطبيقيا عمى الزكاج الذم تـ بيف الزكجيف الفرنسييف في انجمت ار .إف شرط رضا
متعمؽة باأله ػلية
ػ الكالديف ال يمكف أف يكيؼ دائما عمى أنو قاعػدة شكمية أك قاعػدة
كانما يجب أف يراعى في تكييفو أف يككف منسجما مع طبيعة القانكف الذم يخضع لو
الرضا.2
1
انظر ،بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،المرجع السابق ،ص 92؛ انظر ،أحمد عبد
الحمٌد عشوش ،تنازع القوانٌن فً مسابل األهلٌة ،مإسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرٌة ،1989 ،ص.67
2
انظر ،بلمامً عمر ،المرجع السابق ،ص.94 -93.
43
: رضاء األقارب-ج
1 Article 150 du code civil français dispose que : «Si le père et la mère sont morts, ou s'ils sont dans
l'impossibilité de manifester leur volonté, les aïeuls et aïeules les remplacent ; s'il y a dissentiment
entre l'aïeul et l'aïeule de la même ligne, ou s'il y a dissentiment entre les deux lignes, ce partage
emporte consentement… ».
2
Dans ce contexte, l’article 96 du code civil français dispose que: " En cas de guerre ou d'opérations
militaires conduites en dehors du territoire national, pour causes graves et sur autorisation, d'une
part, du garde des sceaux, ministre de la justice, et d'autre part, du ministre de la défense, il peut être
procédé à la célébration du mariage des militaires, des marins de l'Etat, des personnes employées à la
suite des armées ou embarquées à bord des bâtiments de l'Etat sans que le futur époux comparaisse
en personne et même si le futur époux est décédé, à la condition que le consentement au mariage ait
été constaté dans les formes ci-après : 1° Sur le territoire national, le consentement au mariage du
futur époux est constaté par un acte dressé par l'officier de l'état civil du lieu où la personne se trouve
en résidence… ".
3
.57 ص، المرجع السابق، القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج، هشام خالد،انظر
4
Article 147 du code civil français dispose que : «On ne peut contracter un second mariage avant la
dissolution du premier ».
5
Article 161 du code civil français dispose que : «En ligne directe, le mariage est prohibé entre tous
les ascendants et descendants et les alliés dans la même ligne».
44
الـ طمب الثالث
كبالرجكع إلى المادة 97مف قانكف الحالة المدنية كىك النص المقابؿ لممادة
1-171مف القانكف المدني الفرنسي متأكد تفضيؿ المشرع الجزائرم تطبيؽ قانكف
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص161-160.
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.46
3
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص.845
45
جنسية الزكجيف عمى الشركط المكضكعية لمزكاج .كىذا عمى الرغـ مف أف المادة 97
جاءت أحادم الجانب إذ تطرؽت إلى زكاج الجزائرييف في الخارج كلـ تتطرؽ إلى
زكاج األجانب في الجزائر أك خارجيا .فإنو ال يكجد ما يمنع مف إعطاء نص المادة
97تفسي ار مزدكجا ،بحيث يخضع األجانب بالنسبة لزكاجيـ الذم يعقد في الجزائر أك
خارجيا لقانكف جنسيتيـ.1
كمف المتفؽ عميو أف مفيكـ اإلسناد إلى القانكف الشخصي لمزكجيف يتعمؽ
بتحديد القكاعد المكضكعية التي ينص عمييا القانكف الكطني لكؿ منيما دكف القكاعد
اإلجرائية .فقانكف جنسية كؿ مف الزكجيف ىك الذم يسرم عمى زكاجيما كيعتد بو
كقت إبراـ عقد الزكاج .فإذا تغيرت جنسية أحدىما فبل يتأثر عقد الزكاج بيذا التغيير.
غير أف ىذا اإلسناد يثير نقطة أساسية تتعمؽ بالكيفية التي يتـ بيا تطبيؽ
قانكف كؿ مف الزكجيف خصكصان إذا اختمؼ مضمكف كؿ منيما .فيؿ تخضع
الشركط المكضكعية لمزكاج حينئذ لقانكف جنسية كؿ مف الزكجيف بحيث يجب أف
تتكفر في الزكج كؿ الشركط المكضكعية التي يستمزموا قانكف جنسيتو كقانكف جنسية
الزكجة ،كيستمزـ أيضا أف تتكفر في الزكجة كافة الشركط المكضكعية التي يتطمبيا
قانكف جنسيتيا كقانكف جنسية الزكج؟ أـ أنو يكفي أف تتكافر شركط الزكاج بالنسبة
لكؿ زكج استنادا إلى قانكف جنسيتو كفقط؟
1
انظر ،أعراب بلقاسم ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.230 -229.
46
اؿفرع األوؿ
التطبيؽ الجامع
إف سبب إسناد الشركط المكضكعية لمزكاج إلى قانكف كؿ مف الزكجيف يرجع
إلى ككف الزكاج يرتب آثار ىامة ،كلف يككف منطقيا أف يتـ إسناد ىذه العبلقة إلى
قانكف الزكج بينما تعتبر باطمة كفقا لقانكف الزكجة.1
كلقد تناكؿ المشرع الجزائرم مكانع الزكاج في المكاد ،30 ،24 ،23مف
قانكف األسرة .حيث نصت المادة 23عمى ما يمي ":يجب أف يككف كؿ مف الزكجيف
خمكا مف المكانع الشرعية المؤبدة كالمؤقتة " .كنصت المادة 24عمى أف ":مكانع
النكاح المؤبدة ىي:
اؿرابة،
-ق
-المصاىرة،
-الرضاع ".
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص 51وما بعدها.
2
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.162
47
أما المادة 30فقد تعرضت إلى مكانع الزكاج المؤقتة بقكليا ":يحرـ مف
النساء مؤقتا:
المحصنة،
-الجمع بيف األختيف أك بيف المرأة كعمتيا أك خالتيا ،سكاء كانت شقيقة أك ألب أك
ألـ مف رضاع،
-زكاج المسممة مف غير المسمـ".
إذف ،حسب القانكف الجزائرم ،فإف ىذه المكانع يجب أف تخضع لمتطبيؽ
الجامع نظ ار لخطكرتيا كتعمقيا بالنظاـ العاـ .بخبلؼ بعض الشركط األخرل التي
يمكف أف تخص كؿ فرد عمى حدة فيكتفى فييا بالتطبيؽ المكزع .كفي الكاقع ،فإف
فرص قياـ الزكاج المختمط كفقا لمتطبيؽ الجامع لقانكف كؿ مف الزكجيف تقؿ ،كىذا
راجع لبلختبلؼ المكجكد بيف قكانيف الدكؿ فيما يخص تنظيـ مسائؿ الزكاج.1
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.59
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،نفس المرجع ،ص.52 -51.
48
أف تحديد الشريعة الكاجبة التطبيؽ مف بيف مختمؼ الشرائع المتنازعة داخميان في
نطاؽ القانكف األجنبي المختص ،سكاء كاف ىذا اؿتعدد إقميميان أك طائفيان أمر مكككؿ
لمقانكف المختص ذاتو.1
كفي ىذا اإلطار تنص المادة 23مف القانكف المدني الجزائرم عمى أنو:
"متى ظير مف األحؾاـ الكاردة في المكاد المتقدمة أف القانكف الكاجب التطبيؽ ىك
قانكف دكلة معينة تتعدد فييا التشريعات ،فإف القانكف الداخمي لتمؾ الدكلة ىك الذم
يقرر أم تشريع منيا يجب تطبيقو.
إذا لـ يكجد في القانكف المختص نص في ىذا الشأف ،طبؽ التشريع الغالب في البمد
في حالة التعدد الطائفي ،أك التشريع المطبؽ في عاصمة ذلؾ البمد في حالة التعدد
اإلقميمي" .كتطبيقا لذلؾ ،لك فرضنا أف قكاعد اإلسناد الجزائرية أعطت االختصاص
إلى القانكف المبناني باعتباره القانكف الكاجب التطبيؽ عمى زكاج مسيحي لبناني ،فإنو
يتعيف عمى القاضي عندئذ تطبيؽ التشريع الذم ينص عميو القانكف المبناني .كفي
حالة عدـ كجكد نص بشأف ذلؾ طبؽ القاضي تشريع الطائفة الغالبة في البمد.
الفرع الثاني
التطبيؽ الموزع
إذا كاف التطبيؽ الجامع ال يثير أية إشكاؿ في حالة اتفاؽ جنسية الزكجاف
ما داـ أنو سيتـ تطبيؽ قانكف الدكلة التي منتمياف إلييا بجنسيتيما ،كلكف الصعكبة
تظير عندما تختمؼ جنسيتيما ،كتختمؼ األحكاـ المكضكعية الخاصة بالزكاج لكؿ
منيما .كقد نص المشرع الجزائرم عمى الحؿ عندما يككف أحد الزكجيف جزائريا
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق القانون األجنبً أمام القضاء الوطنً ،دار هومه ،الطبعة الرابعة ،الجزابر ،2005 ،ص.76
49
بتغميب االختصاص التشريعي لمصمحة القانكف الجزائرم .كلكنو لـ يشر إلى الحؿ
عندما يككف الزكجاف أجنبياف معا.
ال مناص في ىذه الحالة مف المجكء إلى التطبيؽ المكزع؛ كنعني بو أنو يجب
أف تتكافر في الزكج الشركط التي يستمزميا قانكف جنسيتو فقط ،كفي الزكجة الشركط
التي يستمزميا قانكف جنسيتيا فقط .فإذا كنا بصدد عبلقة زكاج مبرمة بيف ألماني
كؼنسية ،فإنو يكفي أف تتكفر في الزكج الشركط المكضكعية التي يتطمبيا القانكف
ر
األلماني كحده ،كأف تتكفر في الزكجة الشركط المكضكعية التي يتطمبيا القانكف
الفرنسي كحده .1كاستثناء مف األصؿ تكجد بعض الشركط المكضكعية بالنظر إلى
أىميتيا يجب أف تخضع إلى التطبيؽ الجامع .2كلكف السؤاؿ المطركح ىنا ىك كيؼ
يتـ تحديد ىذه الشركط؟
لئلجابة عمى ىذا السؤاؿ ينبغي التمييز في ىذا الصدد بيف فكعيف مف
الشركط :األكلى فردية كالثانية مزدكجة .كنعني بالشركط الفردية أك اإليجابية تمؾ
الشركط التي تخص كؿ زكج عمى حدة .مثؿ شرط السف ،الرضا .كىذا النكع مف
الشركط ال يثير أية صعكبة كيبقى خاضعا لمتطبيؽ المكزع.
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.60
2
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.232 -231
3
انظر ،أعراب بلقاسم ،نفس المرجع ،ص 233 -232؛ صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع
السابق ،ص.60
4
مقتبس عن أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.235
50
لقانكف كؿ مف الزكجيف .كعميو إذا نص أحد القانكنيف عمى مانع مف مكانع الزكاج
فبل ينعقد الزكاج صحيحا.1
إذف ،نظ ار لصعكبة تحقيؽ التطبيؽ الجامع تـ المجكء إلى فكرة التطبيؽ
المكزع التي تستؿزـ أف يتكافر في كؿ زكج الشركط المكضكعية المنصكص عمييا في
قانكنو أم اعتبار الشركط المكضكعية صحيحة بالنسبة لجنسية كؿ مف الزكجيف
عمى إنفراد ،كاستثناء يجب تطبيؽ قانكف جنسية الزكجيف تطبيقان جامعان فيما يتعمؽ
بمكانع الزكاج مثؿ القرابة ،الديف ،العدة ،كغيرىا مف اؿمبادئ التي تعتبر استجابة
لمبادئ خمقية عميا باستثناء المكانع اإلقميمية مثؿ المكف كالجنس فبل تمتد إلى خارج
اإلقميـ كىذا يعني ضركرة استبعادىا .2أما إذا نص قانكف جنسية أحد الزكجيف عمى
منع الزكاج بسبب درجة القرابة ،أك اختبلؼ الديف كحدث كأف تحققت ىذه المكانع فإف
الزكاج ال يككف صحيحا ،حتى كلك كاف ىذا المنع غير مقرر في قانكف أحد
الزكجيف.3
لقد أعاد المشرع الجزائرم ضبط الصياغة الفنية لنص المادة 11مف القانكف
المدني بشكؿ أدؽ ،كرفع الغمكض كالمبس الذم كاف يشكبيا قبؿ التعديؿ ،حيث
أكضحت المادة 11بشكؿ قاطع أف المقصكد بالشركط في ىذه المادة ىي الشركط
المكضكعية فقط .كىذا يعني أف الشركط الشكمية لمزكاج تبقى خاضعة لمقاعدة العامة
التي تحكـ شكؿ التصرفات.4
كرغـ ذلؾ فإنو كاف يجدر بالمشرع الجزائرم اإلشارة إلى نكع التطبيؽ المراد
ىنا ،ىؿ ىك التطبيؽ الجامع أـ التطبيؽ المكزع؟ كرغـ صعكبة التطبيؽ الجامع ،بؿ
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.61 -60
2
انظر ،علٌوش قربوع كمال ،المرجع السابق ،ص.216
3
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.44
4
انظر ،الطٌب زروتً ،قراءة فً إصبلح أحكام تنازع القوانٌن الدولً فً الجزابر بقانون ،10-05مجلة المحكمة العلٌا،2006 ،
العدد ،01ص.69
51
كاستحالة تطبيقو باستثناء مكانع الزكاج ،فإننا نضـ صكتنا إلى اآلراء التي تنادم
بضركرة تعديؿ النص القانكني الذم يحدد القانكف الذم يحكـ الشركط المكضكعية
لمزكاج بشكؿ يقطع الخبلؼ الفقيي المثار حكؿ المسألة.1
كاذا رجعنا إلى قكاعد اإلسناد في التشريع الجزائرم ،نجد أف قانكف 10-05
قد جاء بتعديبلت ىامة مست جكانب مختمفة ،كال سيما منيا المسائؿ العائمية .كرغـ
ذلؾ فإف ىذه التعديبلت تبقى غير كافية حيث أف أغمب ىذه القكاعد كضعت في
ظركؼ اقتصادية كاجتماعية مختمفة .كمف تـ أضحت عاجزة عف مبلحقة التطكر
الذم تعرفو العبلقات الدكلية الخاصة .كأصبحت في حاجة ماسة إلضفاء تعديبلت
جذرية عمييا بما يستجيب لمتغيرات الحاصمة.2
كيعتد بقانكف جنسية الزكجيف كقت إبراـ العقد ،كال ييـ أم تغيير يط أر بعد
ذلؾ عمى جنسيتيما .فالزكاج الذم نشأ صحيحا سيسعى الزكجاف إلى الحفاظ عمى
بقائو ـ ستقرا ،كيحرصاف عمى أال ينقمب ىذا الزكاج إلى عبلقة غير شرعية أك باطمة
إذا غير أحد الزكجيف أك كبلىما جنسيتو بعد ذلؾ .فمك تزكج كطني بأجنبية ككاف
1
انظر ،صاحب الفتبلوي ،قراءة جدٌدة لقواعد تنازع القوانٌن المتعلقة بالزواج واألموال فً القانون المدنً األردنً " دراسة تحلٌلٌة
مقارنة" ،مجلة جامعة النجاح لؤلبحاث( ،العلوم اإلنسانٌة) ،2005 ،المجلد ،19العدد ،04ص.1312
2
انظر ،بلمامً عمر ،نظرة تؤملٌة حول مستقبل قواعد اإلسناد فً ظل عولمة القانون ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة
والسٌاسٌة ،جامعة الجزابر ،2007 ،العدد ،04ص.151
52
كامؿ األىمية كفقا لقانكنو الشخصي كقت إبراـ الزكاج ،ثـ غير جنسيتو كاكتسب
جنسية دكلة أخرل يشترط قانكنيا سنا أكبر الؾتماؿ أىمية الزكاج فبل يؤثر ذلؾ عمى
صحة زكاجو.1
كرغـ استقرار أغمب التشريعات عمى تطبيؽ قانكف جنسية الزكجيف عمى
الشركط المكضكعية لمزكاج ،فإف ىناؾ نزاعات كثيرة تكشؼ أف قانكف القاضي غالبا
ما يطبؽ .فما ىك مبرر ىذا االستثناء؟
الفرع الثالث
تنص المادة 13مف القانكف المدني الجزائرم عمى أنو ":يسرم القانكف
الجزائرم كحده في األحكاؿ المنصكص عمييا في المادتيف 11ك 12إذا كاف أحد
الزكجيف جزائريا كقت انعقاد الزكاج ،إال فيما يخص أىمية الزكاج" .كىذا يعني أف
تقدير صحة الشركط المكضكعية لمزكاج يككف طبقا لمقانكف الجزائرم متى كاف أحد
الزكجيف جزائريا.
كنطاؽ التحفظ المنصكص عميو في المادة 13ال يؤثر في مجاؿ تطبيؽ ىذا
االستثناء إال بالنسبة لمطرؼ األجنبي كحده الذم يبقى خاضعا فيما يتعمؽ بأىميتو
لقانكف جنسيتو .2كقد حدد المشرع الكقت الزمني الذم يعتد فيو بيذا االستثناء كىك
ككف أحد الزكجيف جزائريا كقت انعقاد الزكاج ،كال يغير في األمر إذا ما صار أحد
الزكجيف أجنبيا كقت رفع الدعكل.
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.64 -63
2
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص.850
53
فطبقا ليذا االستثناء إذا كاف أحد الزكجيف جزائريا عند انعقاد الزكاج تخضع
الشركط المكضكعية لمزكاج إلى القانكف الجزائرم كحده ،كاستثناء تظؿ أىمية كؿ مف
الزكجيف خاضعة لقانكف جنسيتو .فمك تزكج جزائرم بفرنسية لخضع الزكاج لمقانكف
الجزائرم بالنسبة لجميع الشركط المكضكعية باستثناء أىمية الزكاج فتبقى خاضعة
لقانكف كؿ زكج عمى حدة.
1
انظر ،ظهٌر شرٌؾ ،رقم 1.60.020مإرخ فً 4مارس 1960بشؤن انعقاد األنكحة بٌن المؽاربة واألجنبٌات أو المؽربٌات
واألجانب جرٌا على الصٌػ المعٌنة فً الحالة المدنٌة ،الجرٌدة الرسمٌة ،عدد ،2474ص.1031
2
انظر ،الفصل 45من مجلة القانون الدولً الخاص التونسٌة.
3
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.186
54
م أغمب تشريعات الدكؿ العربية ىك
إف أىـ انتقاد يكجو إلى قكاعد اإلسناد ؼ
امتياز الجنسية أك االستثناء المقرر لصالح القانكف الكطني .كالذم يخكؿ لمكطني أيا
كاف (الزكج أك الزكجة) تطبيؽ قانكف أحكالو الشخصية عمى الركابط الدكلية
المختمطة .كيرل الدكتكر خالد برجاكم أف" مصدر امتياز الجنسية ىك االمتياز
الديفم ألف ىدفو األساسي تفادم تطبيؽ قانكف عمماني عمى العبلقات الخاصة
الدكلية لمزكج الكطني .كاف كاف مف المحتمؿ في بعض الحاالت استفادة الكطنييف
غير المسمميف مف نتائجو".1
لقد تـ النص عمى ىذا االمتياز الكطني في أغمب قكاعد تنازع القكانيف في
تشريعات الدكؿ العربية؛ كمف ذلؾ المادة 14مف القانكف المدني الميبي كالمادة 9مف
الؾكيتي المتعمؽ
قانكف االلتزامات كالعقكد المكريتاني ،2كالـ ػ ػادة 36مف اؿقانكف ػ
بتنظيـ العبلقات القانكنية ذات العنصر األجنبي.
إف األثر المترتب عمى تطبيؽ امتياز الجنسية المقرر لصالح الكطني ىك
خضكع ركابط األحكاؿ الشخصية الدكلية لقانكف ىذا األخير .كيترتب عمى تطبيؽ
ىذا االستثناء نتائج قانكنية غريبة؛ مف ذلؾ أنو يمنع عمى الزكج األجنبي المسمـ
التعدد مف زكجة ثانية بتكنس ما داـ أف الشركط المكضكعية لمزكاج تخضع لقانكف
الزكجة الكطنية .كبالمقابؿ قد يستفيد األجنبي المسمـ مف قكاعد قد تككف أكثر تقميدية
مقارنة مع نصكص قانكف أحكالو الشخصية.3
كىذا ما حمؿ البعض عمى تكجيو النقد ليذا االمتياز ،فيك يكرس النزعة
الكطنية بما يتعارض مع المبادئ األساسية التي يقكـ عمييا القانكف الدكلي الخاص
المقارف ،كمبادئ العدالة كالمساكاة التم كرستيا المكاثيؽ الدكلية ،كباألخص المادة
1
انظر ،خالد برجاوي ،نفس المرجع ،ص.81
2
حٌث تنص على ماٌلًٌ ":طبق القانون المورٌتانً المتعلق بقضاٌا األحوال الشخصٌة على األزواج إذا كان أحدهم مورٌتانٌا وقت
انعقاد الزواج".
3
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.87 -85
55
الثانية مف اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كالتي جاء فييا مايمي ":لكؿ إنساف حؽ
التمتع بكافة الحقكؽ كالحريات الكاردة في ىذا اإلعبلف دكف أم تمييز كالتمييز بسبب
العنصر أك المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم السياسي أك أم رأم آخر ،أك
األصؿ الوطني أك االجتماعي أك الثركة أك الميبلد أك أم كضع آخر ،دكف أية تفرقة
بيف الرجاؿ كالنساء .كفضبل عما تقدـ ،فمف يككف ىناؾ أم تمييز أساسو الكضع
السياسي أك القانكني أك الدكلي لبمد أك البقعة التي ينتمي إلييا الفرد سكاء كاف ىذا
البمد أك تمؾ البقعة مستقبل أك تحت الكصاية أك غير متمتع بالحكـ الذاتي أك كانت
سيادتو خاضعة ألم قيد مف القيكد".
كقد نصت عمى نبذ مثؿ ىذا التمييز المادة الثانية مف الميثاؽ اإلفريقي
لحقكؽ اإلنساف كالشعكب 1لسنة 1981كالتي جاء فييا ما يمي ":يتمتع كؿ شخص
بالحقكؽ كالحريات المعترؼ بيا كالمكفكلة فى ىذا الميثاؽ دكف تمييز خاصة إذا كاف
قائما عمى العنصر أك العرؽ أك المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم السياسي
أك أم رأم آخر ،أك المنشأ الكطني أك االجتماعي أك الثركة أك المكلد أك أم كضع
آخر".
كعمى ىذا األساس يقترح الدكتكر خالد برجاكم إسناد ىذه الركابط الدكلية
المختمطة لقانكف المكطف أك محؿ اإلقامة المعتادة أك احتياطا لقانكف المحكمة قياسا
عمى ما ىك جارم العمؿ بو في القانكف الفرنسي .2كمف جية أخرل ،فإف قكاعد
القانكف الدكلي الخاص تحتكم عمى آلية قانكنية استثنائية معترؼ بيا في القكانيف
المقارنة تقضي باستبعاد القانكف األجنبي إذا تعارض مع النظاـ العاـ لقانكف دكلة
القاضي.3
1
تمت إجازته من قبل مجلس الرإساء األفارقة بدورته العادٌة رقم 18فً نٌروبً (كٌنٌا) ٌونٌو .1981
2
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص ،94ص.96
3
انظر ،خالد برجاوي ،نفس المرجع ،ص.97
56
كفي الكاقع ،أف االمتياز المقرر لصالح القانكف الكطني متى كاف أحد
الزكجيف كطنيا ىك استثناء لو ما يبرره رغـ ما قد يمكف أف يشكبو مف عيكب بسبب
تطبيؽ قانكف كطني عمى زكاج مشتمؿ عمى عنصر أجنبي ،إذ أف حالة األشخاص
يجب أف تبقى خاضعة لمقانكف اؿشخصي باعتباره أكثر مبلئمة لمتطبيؽ مف غيره في
مثؿ ىذه الركابط الدكلية المختمطة .كعميو ،ال يمكف القبكؿ بتطبيؽ قانكف المكطف
كبديؿ لقانكف الجنسية ألف القبكؿ بذلؾ سيؤدم إلى تطبيؽ نتائج تتعارض مع النظاـ
العاـ كما ىك الشأف بالنسبة لمسألة عدـ زكاج المسممة بغير الـ سمـ.
كبغض النظر ،عف االنتقادات المكجية ليذا االستثناء .فإف تطبيؽ قانكف
جنسي الزكجيف قد تعترضو بعض الصعكبات في حالة تعدد الجنسيات أك في حالة
ة
انعداميا.
الفرع اؿرابع
إف أىـ مشكمة يثيرىا ازدكاج الجنسية أك تعددىا ىي مشكمة تحديد القانكف
الكاجب التطبيؽ في مسائؿ الزكاج كالطبلؽ ،كلما كانت أغمب التشريعات تجعؿ مف
ضابط الجنسية القانكف الكاجب التطبيؽ في مسائؿ األحكاؿ الشخصية ،فإف القاضي
المكمؼ بنظر النزاع يجد نفسو في حيرة مف أمره ،في كيفية اعتماد جنسية كاحدة مف
ىذه الجنسيات.
لقد تعددت آراء الفقياء في ىذا الصدد بيف اعتماد الجنسية األسبؽ في
التاريخ ،أك اعتماد الجنسية األحدث في التاريخ .كما يزيد في صعكبة ميمة القاضي
أف ازدكاج الجنسية قد يككف معاص ار ،كما ىك الشأف بالنسبة لحالة الشخص الذم
57
يكلد في دكلة أجنبية فرنسا مثبلن ،فتثبت لو جنسيتيا عمى أساس معيار اإلقميـ ،كفي
الكقت ذاتو تثبت لو الجنسية األصمية عف طريؽ حؽ الدـ مف جية أبيو.1
كفي ىذه الحالة نككف بصدد فرضيف :جنسية دكلة القاضي مف بيف الجنسيات
المتزاحمة(أ) كعندما ال تككف جنسية القاضي مف بيف الجنسيات التي يحمميا
الشخص(ب).
تككف العبرة في ىذه الحالة بقانكف جنسية القاضي ،كمف تطبيقات القضاء
الفرنسي في ىذا المجاؿ ،أف الفرنسي الذم يممؾ إلى جانب الجنسية الفرنسية
الجنسية الجزائرية يعد كطنيا خالصا ،كبالتالي يحرـ عميو الزكاج بأخرل ،حتى كلك
كاف قانكنيا الشخصي يجيز ذلؾ .ككؿ زكاج يتـ بيذه الصفة يقع تحت طائمة
البطبلف ،كيعد الزكج مرتكبا لجريمة تعدد الزكجات .2فالتعدد في فرنسا يعد جريمة
3
معاقب عمييا رغـ تخفيض العقكبة بمكجب المادة 20-433مف قانكف العقكبات
كعميو ال يمكف أف يتـ في فرنسا إبراـ زكاج ثاف ما لـ ينحؿ األكؿ.4
كتطبيقا ليذا المبدأ أيضا قرر القضاء المغربي بالنسبة لشخص مكلكد بمدينة
كىراف مف أب مغربي كأـ فرنسية أف ىذا الشخص في نظر السمطات المغربية ال
1
انظر ،بن عبٌدة عبد الحفٌظ ،الجنسٌة ومركز األجانب فً الفقه والتشرٌع الجزابري ،دار هومه ،الجزابر ،2005 ،ص .219
2
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.668
3
L’art 433-20 du code pénal français dispose que : « Le fait, pour une personne engagée dans les liens
du mariage, d'en contracter un autre avant la dissolution du précédent, est puni d'un an
d'emprisonnement et de 45000 euros d'amende.
Est puni des mêmes peines l'officier public ayant célébré ce mariage en connaissant l'existence du
précédent ".
4 e
CF. Corinne RENAULT-BRAHINSKY, Droit de la Famille, Gualino éditeur, 2 édition, Paris, 2006, p.73.
58
يتمتع إال بالجنسية المغربية دكف غيرىا عمى الرغـ مف أف لو جنسيتيف أصميتيف
مبنيتيف عمى رابطة الدـ.1
ب) عندما ال تكوف جنسية القاضي مف بيف الجنسيات التي يحمميا الشخص
مف المحتمؿ أف يعرض عمى القاضي الجزائرم نزاع يتعمؽ بتحديد القانكف
الكاجب التطبيؽ بشأف مسألة معينة مف مسائؿ الزكاج المختمط ،كيككف الزكج حامبل
ؿلجنسيتيف الفرنسية كاإليطالية في كقت كاحد .فما ىي الجنسية التي يعتد بيا
القاضي؟ كما ىك المعيار الذم يتـ عمى ضكئو تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ عمى
الحاؿ ؟
ة مزدكج الجنسية في ىذه
يتـ في ىذا الفرض االعتداد بالجنسية الفعمية ،كىي الجنسية التي يعيشيا
الشخص فعبل ككاقعا مف بيف الجنسيات التي يحمميا .كييتدم القاضي في الكشؼ
عف ذلؾ بمختمؼ الشكاىد كالقرائف التي تؤكد ارتباط الشخص بجنسية إحدل الدكؿ
كتعمقو بيا ،كأف يكجد بيا مكطنو أك ـ حؿ إقامتو ،أك يمارس نشاطو التجارم فييا
أك مف خبلؿ تكلي الكظائؼ العامة أك الترشح لمياـ نيابية في إحدل تمؾ الدكؿ.2
ما ىك الضابط الذم يمكف التعكيؿ عميو بكصفو بديبل عف قانكف الجنسية
المختص بحكـ مسائؿ الزكاج كالطبلؽ كغير ذلؾ مف الركابط العائمية عندما يتعمؽ
األمر بشخص عديـ الجنسية؟
لقد تعددت اآلراء كالحمكؿ في سبيؿ اإلجابة عف ىذا السؤاؿ إال أف الرأم
الراجح يميؿ إلى تطبيؽ فكرة شبيية بفكرة اؿجنسية الفعمية؛ كعميو يخضع عديـ
1
مقتبس عن أحمد زوكاؼً ،أحكام القانون الدولً الخاص فً التشرٌع المؽربً ،الجزء األول( ،الجنسٌة) ،دارتوبقال للنشر ،المؽرب
،1992ص.33
2
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.708 -706
59
الجنسية لقانكف الدكلة التي يظير بأنو يتصؿ بيا فعبل ككاقعا أكثر مف غيرىا كىي
عادة الدكلة التي يكجد فييا مكطنو أك محؿ إقامتو.1
كاذا كانت ىذه الحمكؿ ىي ما استقر عميو الفقو في ىذا األمر ،فإف المشرع
الجزائرم قد نص عمى ىذه الحمكؿ في المادة 22مف القانكف المدني كالتي جاء فييا
مايمي ":في حالة تعدد الجنسيات ،يطبؽ القاضي قانكف الجنسية الحقيقية.
غير أف القانكف الجزائرم ىك الذم يطبؽ إذا كانت لمشخص في كقت كاحد
بالنسبة إلى الجزائر الجنسية الجزائرية ،كبالنسبة إلى دكلة أك عدة دكؿ أجنبية جنسية
تمؾ الدكؿ.
كفي حالة انعداـ الجنسية ،يطبؽ القاضي قانكف المكطف أك قانكف محؿ اإلقامة".
إذا كاف المعني باألمر حامبل لعدة جنسيات كمنيا الجنسية التكنسية فالقانكف المنطبؽ
ىك القانكف التكنسي".
كقد استقت التشريعات ىذا الحؿ مف اتفاقية الىام بشأف تعدد الجنسيات
المبرمة في 12أبريؿ .1930فقد نصت المادة الخامسة مف ىذه االتفاقية عمى أنو":
يجكز لمدكؿ أف تعتد مف بيف الجنسيات المتعددة لفرد ،بجنسية بمد إقامتو االعتيادية
أك الرئيسية ،أك بالجنسية الفعمية" .كنصت المادة 12مف اتفاقية نيكيكرؾ لسنة
1
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،نفس المرجع ،ص 725؛ صبلح الدٌن جمال الدٌن ،مشكبلت تنازع القوانٌن فً إبرام الزواج،
المرجع السابق ،ص.56
60
1954بشأف الحالة الدكلية لعديمي الجنسية عمى أف ":الحالة الشخصية لعديـ
الجنسية يحكميا قانكف بمد مكطنو ،كاذا تخمؼ المكطف فيككف قانكف بمد إقامتو".1
إف المقصكد بالجنسية الفعمية ىي تمؾ الجنسية الكاقعية التي يظير مف خبلؿ
عناصر معينة تعمؽ الشخص بيا أكثر مف سكاىا .كمف أمثمة ىذه العناصر التي تدؿ
عمى الجنسية الكاقعية :مكطف اإلقامة االعتيادم لمفرد ،العبلقات العائمية كمركزىا،
المغة التي يمارسيا الشخص بشكؿ اعتيادم ،مركز أعماؿ الشخص ال سيما التجارية
منيا.2
كاذا كانت أغمب التشريعات قد أخذت بيذه الحمكؿ لمعالجة ظاىرة ازدكاج
قد يتأثر أيضا الجنسية أك انعداميا ،فإف تطبيؽ قاعدة اإلسناد الخاصة بالزكاج
بتحديد طبيعة بعض ا لمسائؿ التي اختمؼ الفقو حكؿ تكييفيا مثؿ الككالة في عقد
الزكاج.
الفرع الخامس
مف المتصكر أف يقكـ الككيؿ عف الزكجيف بإبراـ العقد في دكلة ال يقيـ فييا
أم كاحد مف الزكجيف .كتثار عندئذ إشكالية تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ عمى
النيابة في الزكاج .خاصة كأف قاعدة اإلسناد التي تحكـ االلتزامات التعاقدية قد
كضعت أساسا لحكـ العبلقات العقدية المبرمة بصفة أصمية.3
لقد تعددت اآلراء الفقيية التي حاكلت تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ عمى
الككالة في عقد الزكاج .فذىب رأم فقيي إلى القكؿ بتطبيؽ القانكف الذم يختاره
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،مشكبلت تنازع القوانٌن فً إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.57
2
انظر ،خلدون سعٌد قطٌشات ،مدى توافق المشرع األردنً فً قواعد الجنسٌة مع متطلبات المجتمع الدولً وأثر ذلك فً العبلقات
الدولٌة الخاصة ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعٌة والقانونٌة ،2010 ،العدد ،01ص.321 -320.
3
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.140 -139
61
األصيؿ في اإلنابة الصادرة عنو كذلؾ تطبيقا لمقكاعد العامة التي تقضي بتطبيؽ
قانكف اإلرادة عمى االلتزامات التعاقدية.
كقد انتقد ىذا االتجاه عمى أساس أف عقد الزكاج ذك طابع شخصي .في
حيف أف العقكد األخرل ذات طابع مالي .كذىب رأم ثاف إلى أف القانكف الكاجب
التطبيؽ عمى النيابة االتفاقية بخصكص عقد الزكاج ىك القانكف الشخصي لؤلصيؿ
سكاء أكاف قانكف جنسيتو أك قانكف مكطنو.
كذىب اتجاه ثالث إلى إخضاع النيابة في الزكاج لقانكف مكطف النائب
باعتبار أف ىذا القانكف معركؼ لكؿ مف األصيؿ كالغير بحكـ تعامميما مع النائب.
كيعاب عمى ىذا الرأم تركيزه عمى قانكف ليست لو صمة جكىرية بأطراؼ العبلقة
األصمية.1
كيبلحظ ىنا بأف المشرع الجزائرم قد ألغى الزكاج بالككالة بمكجب األمر-05
01المعدؿ لقانكف األسرة .كالسؤاؿ المطركح ىنا :ىؿ يمكف اعتبار حظر الككالة
1
انظر ،جمال بدر ،المرجع السابق ،ص ،399مقتبس عن هشام خالد ،المرجع السابق ،ص 164وما بعددها.
2
انظر ،عبد الحمٌد أبوه ٌؾ ،المرجع السابق ،ص ،490مقتبس عن ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع
السابق ،ص.193
3
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.203
4
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.168
62
قاعدة مكضكعية كبالتالي مخضع لمقانكف الشخصي؟ أـ يجب اعتبارق مسألة تدخؿ
ضمف شكؿ الزكاج كيتعيف عندئذ إخضاعو لمقانكف المحمي؟
إف اإلجابة عمى ىذا السؤاؿ ترتبط ارتباطا كثيقا بتكييؼ القاضي ليذا
الحظر ،كاف كنا نميؿ إلى اعتباره أقرب إلى مكضكع الزكاج مف شكؿق ،ألف الزكاج
ال يمكف أف ينعقد بدكف تبادؿ رضا الزكجيف.1
إف قكاعد اإلسناد التي تحكـ انعقاد الزكاج قد كضعت أصبل لحؿ تنازع
القكانيف بيف أصبلء ،كلـ يتـ التفكير في كضع قكاعد في الحاالت التي يككف فييا
الزكاج عف طريؽ النيابة .إف محاكلة تطبيؽ قانكف الشكؿ عمى اإلنابة في الزكاج
تثير تساؤالت عديدة تدكر حكؿ تحديد ماىية المكطف المشترؾ لمزكجيف المرتقبيف؟
كحكؿ ما إذا كاف يجب االعتداد بالمكطف المشترؾ لمزكجيف األصمييف أـ يجب
االعتداد بالمكطف المشترؾ لمنائبيف2؟
كليذا يجب التفكير في كضع قاعدة إسناد تككف متخصصة كمتكافقة مع
الطابع المميز لعبلقة النيابة في العقكد بصفة عامة كفي الزكاج بشكؿ خاص .كىذا
اقتداء بالمسعى الجديد الذم يتجو نحك كضع قكاعد إسناد متخصصة ـ ثؿ قاعدة
اإلسناد الخاصة بشكؿ الكصية في العقارات.
كثمة مسألة أخرل ترتبط بيذا المكضكع تتعمؽ بتحديد القانكف الكاجب
التطبيؽ عمى الككالة في تزكيج عديمي كناقصي األىمية .كالثابت في ىذه المسألة
أف النيابة في تزكيج ناقصي كعديمي األىمية تدخؿ ضمف الشركط المكضكعية
1
تنص المادة 09المعدلة من قانون األسرة الجزابري على أنهٌ ":نعقد الزواج بتبادل رضا الزوجٌن".
2
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.144 -143
63
لمزكاج كىذا لتعمقيا بكجكد اإلرادة في إنشاء العقد .كتخضع كأصؿ عاـ لمقانكف
الشخصي لمشخص الذم تجب حمايتو.1
إف اإلشكاؿ المطركح ىنا يتعمؽ بتحديد نطاؽ ىذا القانكف ،فيؿ يطبؽ عمى
الكالية المالية فقط أـ أفق ينصرؼ أيضا إلى التطبيؽ عمى الكالية عمى النفس
كبالتالي إمكانية ممارسة النيابة القانكنية في تزكيج عديـ أك ناقص األىمية؟
تخضع الكالية عمى نفس الصغير لنفس القانكف الذم تخضع لو الكالية عمى
الماؿ تحقيقا لبلنسجاـ القانكني .كتطبيقا لذلؾ تخضع كالية تزكمج عديـ األىمية أك
ناقصيا لقانكف جنسيتو .كيرل الدكتكر ىشاـ خالد أنو مف األفضؿ إخضاع الكالية
في التزكيج لمقانكف األفضؿ أك األصمح لناقص أك عديـ األىمية كىك القانكف الذم
يحقؽ لو أكبر مصمحة .كعمى ىذا األساس يجب عمى القاضي أف يدرس مضمكف
قانكف جنسية الشخص الذم تجب حمايتو ،كمضمكف قانكف جنسية األب كيختار
أييما أصمح لمتطبيؽ عمى كالية تزكيج ناقص أك عديـ األىمية.2
كيثكر التساؤؿ حكؿ القانكف الذم يحكـ تخمؼ أحد الشركط المكضكعية أك
الشكمية لمزكاج ،فما ىك القانكف الذم محكـ الزكاج الباطؿ؟
يخضع بطبلف الزكاج لنفس القانكف الذم خكلفت أحكامو سكاء كاف القانكف
الذم يحكـ شكؿ الزكاج أك مكضكعو .كيرجع أيضان ليذا القانكف لمعرفة نكع البطبلف:
مطمؽ أـ نسبي ،ك مف لو الحؽ في التمسؾ بيذا البطبلف كمدة تقادـ رفع الدعكل.3
فمك فرضنا أف أحد الزكجيف خالؼ الشركط المكضكعية التي يتطمبيا القانكف
الجزائرم باعتباره القانكف الكاجب التطبيؽ ،فإف القانكف الكاجب التطبيؽ عمى ىذا
1
انظر ،هشام خالد ،المرجع السابق ،ص.150 -148
2
انظر ،هشام خالد ،المرجع السابق ،ص.161 -160
3
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.61 -60
64
البطبلف ىك القانكف الجزائرم ،كالذم يتعيف الرجكع لو لتحديد الجزاء المترتب عمى
ىذه المخالفة.
كيخضع الزكاج الظني لنفس القانكف الذم يحكـ بطبلف الزكاج باعتبارق أثر
مف اآلثار المترتبة عمى الحكـ ببطبلف الزكاج .غير أف ىناؾ رأم آخر يقضي
بكجكب إخضاعو لمقانكف الذم يحكـ آثار الزكاج حفاظا عمى المبدأ القاضي بإسناد
آثار العبلقات لقانكف كاحد .كيشبو الدكتكر سامي عبد اهلل الزكاج الظني بالزكاج
الفاسد في الفقو اإلسبلمي ،كىك الزكاج الذم فقد أحد شركط صحتو ،كتترتب عميو
بعض اآلثار ،مثؿ ثبكت نسب األكالد كحرمة المصاىرة ،ككجكب العدة عمى
الزكجة.4
كقد نصت عمى ىذه اآلثار صراحة المادة 34مف قانكف األسرة الجزائرم.
كلكف ىذا ال يعني أف القانكف الجزائرم يأخذ بفكرة الزكاج الظني المستكحاة مف
1
L’article 201 du code civil français dispose que:" Le mariage qui a été déclaré nul produit,
néanmoins, ses effets à l'égard des époux, lorsqu'il a été contracté de bonne foi.
Si la bonne foi n'existe que de la part de l'un des époux, le mariage ne produit ses effets
qu'en faveur de cet époux ".
2
انظر ،عامر محمد الكسوانً ،موسوعة القانون الدولً الخاص(تنازع القوانٌن) ،دار الثقافة للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن،
،2010ص.168
3
L’article 202 du code civil français dispose que :" Il produit aussi ses effets à l'égard des
enfants, quand bien même aucun des époux n'aurait été de bonne foi…".
4
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص 62؛ عامر محمد الكسوانً ،المرجع السابق ،ص.169
65
القكانيف الغربية ،بؿ يجب استبعاد تطبيؽ القانكف األجنبي المختص إذا كاف يأخذ
بيذه الفكرة ما داـ أف مشرعنا لـ يقر بصفة صريحة األخذ بيذا النكع مف الزكاج.
كتيدؼ نظرية الزكاج الظني إلى الحد مف إعماؿ األثر الرجعي لمبطبلف.
خصكصا كأف أحد الزكجيف قد أقدـ عمى إبراـ الزكاج كىك حسف النية ،فبل ينسحب
أثر البطبلف إلى الماضي كلكف يحدث أثره بالنسبة لممستؽبؿ فقط .1كلكف يجب
مراعاة المظير القانكني لمزكاج بأال يككف منعدما ،ألنو في حالة العدـ ال تترتب أية
آثار قانكنية عمى ىذا الزكاج ،كما لك تخمؼ شرط العبلنية ،أك إذا كاف ىناؾ اتحاد
في جنس الزكجيف 2الذم تبيحو بعض التشريعات الغربية كالتشريع اؿىكلندم.3
كىذا يعني ،أف القانكف األجنبي ال يطبؽ إذا كاف يتعارض مع طبيعة النظاـ
الذم تقكـ عميو مؤسسة الزكاج في قانكف القاضي ،كىذا ما سنتكلى دراستو بالتفصيؿ
في المطمب المكالي.
يستبعد تطبيؽ القانكف األجنبي الذم تشير قكاعد اإلسناد المتعمقة بالزكاج
في قانكف القاضي باختصاصو في حالة تعارضو مع النظاـ العاـ ،أك الغش نحك
القانكف ،كسنتكلى تكضيح ذلؾ مف خبلؿ ما يمي:
1
انظر ،محمد حسن قاسم ،المرجع السابق ،ص.375 -374
2
انظر ،توفٌق حسن فرج ،المرجع السابق ،ص.259
3
lois du 21 décembre 2000, entrées en vigueur le 1er avril 2001.
66
الفرع األوؿ
إف محاكلة إعطاء تعريؼ دقيؽ كمحدد لمنظاـ العاـ مسألة ليست باألمر
السيؿ ،ألف النظاـ العاـ فكرة نسبية ثابتة يختمؼ مضمكنيا باختبلؼ الزماف
كالمكاف .كىي في األصؿ عبارة عف قكاعد تيدؼ إلى تحقيؽ مصالح عامة سياسية
أك اقتصادية أك اجتماعية ،كلذلؾ يستحسف أف يترؾ لمقاضي أمر تحديد ما يعد مف
النظاـ العاـ كما ال يعد منو .مستعينا في تقديره بالحؽائؽ االجتماعية كالسياسية
كاالقتصادية لمببلد كمستبعدا رأيو كميكلو الشخصية .2كعمى ىذا ،يعرؼ النظاـ العاـ
بأنو ":سبلح لمدفاع ضد أم قانكف أجنبي يككف تطبيقو الزما في األصؿ إذا ما ظير
تعارض فحكاه لممفاىيـ الكطنية" ،3أك أنو ":تمؾ الكسيمة التي يستبعد بيا القانكف
األجنبي الكاجب التطبيؽ عمى العبلقة القانكنية كاحبلؿ القانكف الكطني محمو بسبب
1
انظر ،باتٌفول والجارد ،مرجع سابق ،ج ،1بند ،354مقتبس عن الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع
السابق ،ص.268
2
انظر ،محمد حسن قاسم ،قانون األحوال الشخصٌة لؽٌر المسلمٌن فً مصر ولبنان ،الجزء األول ،منشورات الحلبً الحقوقٌة،
الطبعة األولى ،لبنان ،2006 ،ص.136
3
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص(تنازع القوانٌن) ،دار الثقافة للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن2005 ،
ص.184
67
1
اختبلفو مع ىذا األخير اختبلفا جكىريا بحيث يتنافى مع المصالح الحيكية لمدكلة".
كيتحدد نطاؽ إعماؿ فكرة النظاـ العاـ ىنا في إطار اؿعبلؽات اؿدكلية اؿخاصة كليس
في نطاؽ العبلقات الكطنية الخالصة.2
كتعتبر مسائؿ األحكاؿ الشخصية كالزكاج بصفة خاصة ميدانان خصبان لمدفع
بمخالفة القانكف األجنبي لمنظاـ العاـ .كىذا راجع بالنظر إلى ككف الركابط العائمية
تقكـ عمى مفاىيـ اجتماعية كأخبلقية كدينية تختمؼ مف نظاـ قانكني آلخر كما ىك
الشأف بالنسبة لؤلنظمة القانكنية األكربية كالنظاـ القانكني في الدكؿ اإلسبلمية.3
إف أغمب حاالت تعارض القانكف األجنبي مع النظاـ العاـ تتعمؽ بالشركط
المكضكعية السمبية أك مكافع الزكاج .فمثبل تمنع بعض التشريعات مف سبؽ لو
الزكاج إعادة الزكاج مرة ثانية كىك ما يتعارض مع النظاـ العاـ في الدكؿ
اإلسبلمية.4
كيعد مخالفا لمنظاـ العاـ في الدكؿ اإلسبلمية الشرط الذم يرد في بعض
القكانيف األجنبية بحظر زكاج المسمـ بالكتابية كتطبيقا لذلؾ اعتبر القضاء المصرم
أف الزكاج المبرـ بيف انجميزم مسمـ كيكنانية مسيحية يعد زكاجا صحيحا كأف ما كرد
في القانكف اليكناني بحظر مثؿ ىذا الزكاج يعد مخالفا لمقانكف المصرم.
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق القانون األجنبً أمام القضاء الوطنً ،المرجع السابق ،2005 ،ص.112
2
انظر ،محمد ولٌد هاشم المصري ،محاولة لرسم معالم النظام العام الدولً العربً بمفهوم القانون الدولً الخاص ،مجلة الحقوق،
جامعة الكوٌت ،2003 ،العدد ،04ص.147
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.122
4
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،نفس المرجع ،ص.140
5
سورة البقرة ،اآلٌة .221
68
كاذا رجعنا إلى ـ عاىدة الىام الخاصة بالزكاج لسنة 1902نجدىا تجيز
لمدكؿ المكقعة عمييا عدـ األخذ بالمكانع الدينية إذا كردت في القانكف الكطني
لمزكجيف .كلكف بالنسبة لمدكؿ العربية ،فإف ىذا الشرط يعد مف الشركط المكضكعية
السمبية البلزمة لصحة الزكاج كبالتالي يترتب عمى تخمفو بطبلف مثؿ قذا الزكاج .كال
يعد ذلؾ تقييدا لمقانكف األجنبي ما داـ أف قكاعد اإلسناد تسمح بإثارة الدفع بالنظاـ
العاـ كمما كاف ىناؾ مساس بالمبادئ األساسية المككنة ليذا النظاـ.1
كعمى ذلؾ ،يتـ استبعاد القانكف األجنبي المخالؼ لمنظاـ العاـ بالنسبة
لمتشريعات العربية إذا كاف يمس حقكؽ المسمـ كطنيا 2كاف أك أجنبيا .كاعتبا ار لذلؾ
ال يجكز القبكؿ بقانكف أجنبي يقضي بإلزاـ الخاطبيف عمى إتماـ الزكاج .أك يقضي
بمنع تعدد الزكجات أك يجيز زكاج المسممة بغير المسمـ .كالحكـ ذاتو مفطبؽ عمى
شكؿ الزكاج إذا كاف مخالفا لمنظاـ العاـ.
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،نفس المرجع ،ص 143وما بعدها..
2
قد عمد القضاء الجزابري إلى عدم االعتراؾ بؤثر الحقوق المكتسبة فً الخارج تطبٌقا ألثر الدفع بالنظام العام ،ومن ذلك ما قضت
به المحكمة العلٌا فً 17أكتوبر 1990بنقض قرار صادر عن مجلس بجاٌة فً .1990/04/14فً قضٌة تتلخص وقابعها فً أن
زوجا مسلما جزابرٌا كان قد حرر لصالح زوجته المسلمة الجزابرٌة وصٌة رسمٌة سنة 1952مضمونها االٌصاء لها بكافة تركته ثم
توفً الزوج سنة ،1956وكان الزوج قد أعلن فً الوصٌة المحررة اختٌاره تطبٌق القانون الفرنسً على وصٌته بدال من القانون
الساري على األهالً وهو الشرٌعة اإلسبلمٌة .وعقب االستقبلل نازع الورثة فً صحة الوصٌة وتمسكوا ببطبلنها لمخالفتها أحكام
المادة 189من قانون األسرة الجزابري والتً تنص على ما ٌلً ":ال وصٌة لوارث إال إذا أجازها الورثة بعد وفاة الموصً".
واعتبرت المحكمة العلٌا أن المجلس قد أخطؤ فً تطبٌق القانون وأن شرط تطبٌق القانون الفرنسً باطل لتعارضه مع الشرٌعة
اإلسبلمٌة .انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.286
3
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص ،236ص.237
69
ىذا الزكاج ،كىذا ما يعبر عنو باقتراف األثر السمبي باألثر اإليجابي لمنظاـ العاـ في
المسأؿ .1
ة مثؿ ىذه
كيترتب عمى استبعاد القانكف األجنبي عدـ االعتراؼ بآثار الحقكؽ التي
نشأت في ظمو ،كذلؾ لمخالفتيا المبادئ الجكىرية التي يقكـ عمييا النظاـ االقتصادم
كاالجتماعي كالسياسي في بمد القاضي .مثاؿ ذلؾ حظر تعدد الزكجات كانحبلؿ
الزكاج بإرادة الزكج في قكانيف الدكؿ الغربية .غير أنو يجكز التمسؾ بآثار ىذه
الحقكؽ إذا نشأت في الخارج طبقا لمقانكف المختص ،كذلؾ تطبيقا لمبدأ األثر
المخفؼ لمنظاـ العاـ.2
-1ال يتأثر الشعكر العاـ في دكلة القاضي بخصكص عبلقة قانكنية نشأت في
الخارج بنفس القدر الذم يتأثر بو إذا نشأت في دكلة القاضي.
-2أف في تطبيؽ ىذا المبدأ احتراـ لممراكز الكاقعية كضماف لمحقكؽ المكتسبة التي
نشأت خاصة في مجاؿ األحكاؿ الشخصية.
-3أف األخذ بفكرة األثر المخفؼ لمنظاـ العاـ يتماشى مع طابعو النسبي كيتحقؽ
ذلؾ باالعتراؼ بالمراكز القانكنية التي نشأت بالخارج.
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق القانون األجنبً أمام القضاء الوطنً ،المرجع السابق ،ص.126 -125
2
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.278
70
-4أف األخذ بيذه الفكرة أمر يقتضيو اضطراد كتطكر العبلقات الدكلية التي تمتد
عبر حدكد الدكؿ.1
كتطبيقا لذلؾ ،اعترؼ القضاء الفرنسي بصحة الزكاج الديني المبرـ في
الخارج طبقا ؿلقانكف المحمي كاالعتداد بآثاره القانكنية في فرنسا .دكف أف يعني ذلؾ
القبكؿ بإنشاء مثؿ ىذا الزكاج بيف األجانب في فرنسا حتى كلك كاف قانكنيـ
الشخصي يجيز ذلؾ.
كما اعترؼ القضاء الفرنسي بآثار الطبلؽ كأقر آثار تعدد الزكجات الناجمة
عف زكاج مبرـ في الخارج ،مثؿ حؽ الزكجة في النفقة كالميراث ،كالمنح العائمية.
كلكنو ال يجيز إبرامو في فرنسا كلك بيف أجانب يجيز قانكنيـ ذلؾ .كىذا يعني أف
السماح بامتداد القانكف األجنبي إلى بمد القاضي غير متاح بصفة مطمقة .فقد يستعيد
النظاـ العاـ دكره مف جديد في الحاالت الخطيرة كيتصدل بقكة لمحقكؽ المكتسبة في
الخارج .كذلؾ راجع إلى تمتع القضاء بسمطة تقديرية كاسعة في إثارة الدفع بالنظاـ
العاـ.2
يؤثر الطابع الديني أك العمماني لمزكاج عمى القانكف الكاجب التطبيؽ عمى
ىذا األخير ،فيستبعد القانكف األجنبي المنافي لو كيحؿ محمو قانكف القاضي باسـ
النظاـ العاـ .كيؤثر النظاـ العاـ عمى الزكاج المختمط مف حيث صحتو كآثاره،
فبالنسبة لشركط صحة الزكاج يستبعد القانكف الفرنسي القانكف األجنبي الكاجب
التطبيؽ متى كاف أقؿ تشددا مف القانكف الفرنسي ،أك إذا كاف ينص عمى شركط غير
مألكفة لديو مثؿ المكانع المبنية عمى أساس المكف أك الجنس أك الديف .كتطبيقا لذلؾ
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.167 -166
2
مقتبس عن الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص285؛ أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.182
71
رفض القضاء الفرنسي القبكؿ بنظاـ تعدد الزكجات ،حتى كلك كاف القانكف المختص
يجيزه.1
كخبلفا لذلؾ اعتبر القضاء الفرنسي ،في حالة تطبيؽ نص المادة 1/171
مف القانكف المدني عمى زكاج متعدد في الخارج ،أف ىذا الزكاج ال يككف باطبل إذا
كاف القانكف الكطني لمزكجيف يبيح التعدد ،بينما يعد باطبل إذا كانت الزكجة المعنية
فرنسية.4
يستخمص ـ ما سبؽ ،أف القضاء الفرنسي يميز بيف حالتيف :الحالة األكلى
حاؿ نشكء الحؽ الذم يتعارض مع النظاـ العاـ الفرنسي في الخارج ،فيمكف
كىي ة
التمسؾ بو كاالحتجاج بآثاره في فرنسا .أما الحالة الثانية فتنشأ عندما يراد إنشاء ذات
الحؽ في دكلة القاضي كيتعارض ذلؾ مع النظاـ العاـ ،مما يتعيف معو استبعاده.5
1
انظر ،الطٌب زروتً ،المرجع السابق ،ص.186
2
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.47
3
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.584
4 re
Cour de Cassation (1 ch.civ.), 24 Septembre 2002, Revue Critique de droit International Privé,
02
2003, N , p.271.
5
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.625 -624
72
كالمبلحظ ىنا ،أف القضاء الفرنسي يستخدـ الجنسية معيا ار لمدفع بالنظاـ
العاـ عندما يتعمؽ األمر بزكاج فرنسية في بمد أجنبي ،كىذا ما يعاب أيضا عمى قكاعد
اإلسناد التي تميؿ دائما إلى تطبيؽ قانكف القاضي عندما يككف أحد األطراؼ كطنيا.
كاذا رجعنا إلى تشريعات الدكؿ اإلسبلمية نجدىا ال تعرؼ التمييز بيف
مرحمة نشكء الحؽ ك مرحمة نفاذه .كعمى ىذا األساس يجب استبعاد القانكف األجنبي
كمما كاف ىناؾ تعارض بيف قانكف القاضي كالقانكف األجنبي المختص كما لك كاف
قانكف القاضي ال يقر الكضع القانكني السائد في القانكف األجنبي المختص مثؿ
إثبات نسب الكلد الطبيعي .1كال يستطيع القاضي في الدكؿ اإلسبلمية االعتراؼ
بآثار زكاج نشأ في الخارج بيف شخصيف مف نفس الجنس لتعارض ذلؾ مع مبادئ
كأحكاـ الشريعة اإلسبلمية بخصكص الزكاج ،كذلؾ بغض النظر عما إذا كاف قد
كقع مثؿ ىذا الزكاج داخؿ بمد قانكف القاضي أك خارجو.2
كيترتب عمى ذلؾ عدـ االعتراؼ بفكرة األثر المخفؼ لمنظاـ العاـ في
عبلقات الزكاج المبرمة بيف أشخاص ينتمكف إلى دكلة القاضي في إحدل الدكؿ
اإلسبلمية كأشخاص ينتمكف إلى دكؿ أجنبية .ألف مكاطني دكلة قانكف القاضي
يظمكف خاضعيف لمقانكف الكطني المستمد مف الشريعة اإلسبلمية في حكـ مسائؿ
األحكاؿ الشخصية .كعمى ىذا األساس يعتبر باطبل الزكاج المبرـ في بمد أجنبي بيف
مسممة كغير مسمـ كال يمكف االحتجاج بو في الدكؿ اإلسبلمية.3
كتطبيقا لذلؾ اعتبر القضاء المصرم زكاج المسممة بالكتابي باطبل ،حتى
كلك كاف قانكف جنسية الزكجيف يجيز ذلؾ .كعمى العكس مف ذلؾ ،يعتبر زكاج
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.168 -167
2
انظر ،محمد ولٌد هاشم المصري ،محاولة لرسم معالم النظام العام الدولً العربً بمفهوم القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق،
ص.174
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.168
73
المسمـ بالكتابية صحيحا كلك كاف ذلؾ باطبل كفقا لقانكف جنسية الزكجيف .كما يعد
زكاج المسمـ بزكجة ثانية صحيحا في نظر التشريعات العربية ،رغـ المنع الكارد في
قانكف جنسية الزكج.1
كيبلحظ بأف القضاء الفرنسي لـ يمتزـ بتطبيؽ مبدأ األثر المخفؼ لمنظاـ
العاـ في جميع أحكامو بصفة دائمة ،فقد رفض في حاالت أخرل االعتراؼ بآثار
الزكاج المتعدد المبرـ في الخارج .كقضى بعدـ أحقية الزكجة الثانية في طمب
المساعدة االجتماعية في فرنسا إال إذا غادرت الزكجة األكلى بصفة نيائية اإلقميـ
الفرنسي.2
كاذا كاف يظير أف قكاعد اإلسناد الفرنسية تسمح بتطبيؽ القكانيف الشخصية
عمى المسمميف المقيميف في فرنسا؛ كمف ثـ تطبيؽ الشريعة اإلسبلمية باعتبارىا
قانكف األحكاؿ الشخصية لممسمميف ،فإفىا تتدخؿ أيضا الستبعاد الشريعة اإلسبلمية
كمما كاف ىناؾ تعارض مع قيـ المجتمع الفرنسي السيما مسألة السماح لممسمـ بأف
يعدد في زكاجو ،كعدـ السماح لممسممة بالزكاج بغير المسمـ .ىذا التعارض الكاضح
بيف النظـ القانكنية المستمدة أحكاميا مف الشريعة اإلسبلمية كالنظاـ القانكني
الفرنسي جعؿ الفقو الفرنسي يرفض بشدة التسامح في تطبيؽ الشريعة اإلسبلمية.
كىذا ما جعمو أمضان يرل بأف حؿ ىذا التعارض لف يككف إال باندماج ىؤالء األجانب
بصكرة نيائية في المجتمع الفرنسي .كؿتحقيؽ ذلؾ يجب كضع قكاعد إسناد تشير
باختصاص قانكف المكطف أك محؿ اإلقامة بدال مف قانكف الجنسية.
1
انظر ،هشام صادق ،تنازع القوانٌن ،ص ،358مقتبس عن سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.48
2
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.628
74
الفقياء إصدار قانكف أكركبي مكحد لؤلحكاؿ الشخصية لممسمميف يقكـ عمى أساس
استخداـ أسمكب القكاعد المادية كالقكاعد ذات التطبيؽ الفكرم بدال مف تطبيؽ قكاعد
اإلسناد رغـ ما قد يحمؿ ذلؾ مف تعارض صارخ لمبادئ الشريعة اإلسبلمية بسبب
الرغبة في تحقيؽ التناسؽ مع المبادئ الغربية المدنية .كعمى ىذا األساس يمكف تقييد
تعدد الزكجات ليككف في حاالت استثنائية كتقييد الطبلؽ باإلرادة المنفردة كالغاء أم
تمييز بيف الرجؿ كالمرأة.1
إف النتيجة األساسية المترتبة عمى الدفع بالنظاـ العاـ ىي استبعاد ىذا
القانكف األجنبي حماية لمنظاـ العاـ داخؿ دكلة القاضي .كلكف ثمة مشكمة أخرل
ية تطبيؽ ىذا االستبعاد؟
تتعمؽ بكيؼ
في الكاقع ،إف االستبعاد يطاؿ فقط الجزء المخالؼ لمنظاـ العاـ كال يشمؿ
بقية األجزاء األخرل .كقد تبنى المشرع التكنسي ىذا االتجاه صراحة بنصو في
الفصؿ 4/36مف مجمة القانكف الدكلي الخاص على أنو ":كال يستبعد مف القانكف
األجنبي عند العمؿ بالنظاـ العاـ سكل أحكامو المخالفة لمنظاـ العاـ في مفيكـ
القانكف الدكلي الخاص التكنسي."...
1
مقتبس عن ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.127 -126
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،المرجع السابق ،ص.128 -127
75
بمسألة عدـ جكاز التكارث بيف المسمـ كغير المسمـ ،فإف استبعاد ىذا القانكف يقتصر
فقط عمى مسألة المنع كال يتدخؿ القانكف الفرنسي في تحديد الكرثة كأنصبتيـ.1
ىذا مع مبلحظة ،أف األخذ بفكرة األثر المخفؼ لمنظاـ العاـ في التشريعات
العربية فيما يتعمؽ بمسائؿ الزكاج المختمط نادر الحدكث ،ألنو في حالة ككف أحد
الطرفيف مسمما ،يككف القاضي ممزما في ىذه البمداف بتطبيؽ ؽانكنو المستكحى مف
الشريعة اإلسبلمية ،كال يغير في األمر ما إذا كاف ىذا الحؽ أك ذاؾ قد نشأ في
الخارج أك داخؿ إقميـ قانكف القاضي.2
كيستثنى مف ذلؾ المشرع التكنسي ،فقد أخذ بيذا المبدأ صراحة في
الفصؿ 37مف ـ جمة القانكف الدكلي الخاص حيث جاء فيو ما يمي ":يتـ االعتراؼ
بالببلد التكنسية بآثار كضعيات نشأت بصفة شرعية بالخارج كفؽ القانكف الذم عينتو
قاعدة التنازع التكنسية ،ما لـ تكف ىذه اآلثار ذاتيا متعارضة مع النظاـ العاـ الدكلي
التكنسي".
إف إعماؿ فكرة النظاـ العاـ في فرنسا يقتضي التمييز بيف نكعيف مف
الشركط التي تستمزميا القكانيف األجنبية إلبراـ الزكاج.
إذا كانت ىذه الشركط أكثر تشددا في القانكف األجنبي عنو في القانكف
اؿرنسي كما لك كاف القانكف األجنبي
الفرنسي ،فإف ذلؾ ال يشكؿ مخالفة النظاـ العاـ ف
يشترط بالنسبة لسف الزكاج سنا أعمى مف السف الذم يشترطو القانكف الفرنسي .أما
إذا كانت ىذه الشركط أقؿ تشددا مف القانكف الفرنسي كما لك اشترط القانكف األجنبي
1
انظر ،الجارد ،أبحاث فً النظام العام فً القانون الدولً الخاص ،ص ،216مقتبس عن عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق،
ص.600 -599
2
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.635
76
سنا لمزكاج أقؿ مف السف التي يشترطيا القانكف الفرنسي فإف ذلؾ يعد مخالفة لمنظاـ
العاـ.
ال يعتد بتطبيؽ ىذه الشركط إذا كانت تؤدم إلى المساس بالنظاـ العاـ
االجتماعي القائـ عمى حرية الزكاج كعممانيتيو .1كليذا نجد النظاـ العاـ الفرنسم
يتدخؿ إلبطاؿ كؿ زكاج يبرـ في فرنسا ينتيؾ حظر تعدد الزكجات رغـ أف ىذا
النظاـ شائع في قنصميات الدكؿ اإلسبلمية .2كيستبعد أيضا باسـ النظاـ العاـ
الفرنسي القانكف األجنبي الذم يمنع انعقاد الزكاج بيف مختمفي الديانة.3
فمتى كجد اشتراؾ قانكني بيف قانكف الدكلة الثالثة كقانكف دكلة القاضي
أمكف االحتجاج في الدكلة الثالثة بالحؽ الذم نشأ في دكلة القاضي كبيذا يصبح
1
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.236 -235
2 e
CF. Pierre MAYER, Vincent HEUZE, Droit international privé, éditions Delta, 8 édition, Beyrouth,
p.401.
3
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.237
77
النظاـ العاـ األجنبي كسيمة لمتعبير عف النظاـ العاـ الكطني ،كىذا ما يعبر عنو في
فقو القانكف الدكلي الخاص باألثر االنعكاسي لمنظاـ العاـ.
أما إذا لـ يكجد اشتراؾ قانكني بيف الدكلة الثالثة كدكلة القاضي .بؿ يضميا
اشتراؾ قانكني مع الدكلة اؿتي استبعد قانكنيا فبل يمكف االحتجاج في الدكلة الثالثة
بالحؽ الذم نشأ في دكلة القاضي.
كتطبيقا لذلؾ ،إذا أبرـ زكاج بيف يكنانييف في الشكؿ المدني في فرنسا ،فبل
يحتج بيذا الزكاج في اليكناف التي استبعد قانكنيا لتعارضو مع النظاـ العاـ في فرنسا
ض الشكؿ الديني لمزكاج .كيمكف االحتجاج بيذا الزكاج في بمجيكا إلقرارىاالذم يرؼ
نظاـ الزكاج المدني.1
لقد انقسـ الفقو كالقضاء بصدد مسألة األثر االنعكاسي لمنظاـ العاـ بيف مف
يعتبر فكرة النظاـ العاـ فكرة كطنية ،كبيف مف يؤيد األخذ بفكرة األثر االنعكاسي
لمنظاـ العاـ متأثريف في ذلؾ بالقضية التي عرضت عمى القضاء الفرنسي كالتي
تتمخص كقائعيا في أف مطمقة فرنسية تزكجت في فرنسا مف اسباني ،كتـ الطعف في
صحة ىذا الزكاج بحجة أف القانكف االسباني يمنع زكاج االسبانييف بالمرأة المطمقة
إال أف محكمة " "la Seineقضت بصحة ىذا الزكاج ،كاعتبرت أف ما يعد مف النظاـ
العاـ في اسبانيا ال يتفؽ مع النظاـ العاـ الفرنسي .لكف محكمة مكنبمييو قضت
ببطبلف الزكاج مستندة إلى أف الفرنسية التي أصبحت اسبانية بالزكاج تخضع مف
حيث مكانع الزكاج لمقانكف االسباني.2
كلكي يتضح مفيكـ مبدأ األثر االنعكاسي لمنظاـ العاـ نعرض القضية
التالية :تـ الطعف في صحة زكاج بكلكنياف مختمفي الديانة أماـ القضاء البمجيكي مع
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،دار الفكر الجامعً ،اإلسكندرٌة ،2006 ،ص.144 - 143
2
مقتبس عن علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.158 -157
78
العمـ أف القانكف البكلكني كاف يستمزـ اتحاد الديف ،إال أف القضاء البمجيكي استبعد
القانكف البكلكني لمخالفتو النظاـ العاـ في بمجيكا كقضى بصحة الزكاج ،كبتاريخ
1922 /02/15عرض ذات النزاع عمى محكمة " ."la seineفقضت ىي األخرل
بصحة الزكاج عمى اعتبار أف النظاـ العاـ في بمجيكا يشبو النظاـ العاـ في فرنسا.
الفرع الثاني
1
انظر علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص 157؛ الطٌب زروتً ،القانون الدولً
الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.287
79
المكطف .وعلى ذلك ٌعرؾ الؽش نحو القانون فً مجال تنازع القوانٌن بؤنه ":تؽٌٌر
ذوي الشؤن عمدا لضابط اإلسناد بقصد اإلفبلت من أحكام القانون المختص أصبل
بحكم المركز القانونً" .1كيعرؼ أيضان بأنو ":عبارة عف تدبير إرادم لكسائؿ تؤدم
إلى الخبلص مف قانكف دكلة لتصبح العبلقة مف اختصاص قانكف دكلة أخرل أكثر
تحقيقا لمنتائج المتكخاة .كيعتمد ذكك المصمحة في ذلؾ إلى تغيير عناصر العبلقة
القانكنية إلنشاء ظركؼ تصبح معيا العبلقة خاضعة لقانكف آخر".2
كقد عرفت ىذه النظرية لدل القضاء الفرنسي منذ صدكر قرار محكمة
النقض الفرنسية في قضية األميرة " بكفرمكف " .كتتمخص كقائع ىذه القضية في أف
أميرة فرنسية تدعى" بكفرمكف" رغبت في الطبلؽ مف زكجيا لمزكاج بأمير ركماني
يدعى" بيبسكك" .ككاف القانكف الفرنسي المختص أصبل بحكـ النزاع يمنع الطبلؽ
آنذاؾ ،فمـ تجد األميرة بكفرمكف مف سبيؿ أماميا إال التجنس بجنسية إحدل الدكيبلت
األلمانية التي يجيز قانكنيا التطميؽ كتحصمت عميو كفقا لقانكف جنسيتيا الجديدة.
كتزكجت في برليف باألمير الركماني" بيبسكك" ،ثـ تقدـ الزكج األكؿ أماـ القضاء
اؿرار لصالحو إذ قضت
الفرنسي بدعكل يطمب فييا إبطاؿ طبلقيا منو ،كصدر ق
محكمة النقض بإبطاؿ طبلقيما كما ترتب عنو مف زكاج كأسست مكقفيا استنادا إلى
فكرة الغش نحك القانكف ،3كلـ تستطع األميرة التذرع بجنسيتيا الجديدة ألنيا حصمت
عمييا بنية الغش.4
كيعد غشا نحك القانكف تغيير الزكجة المسممة جنسيتيا لتتفادل بطبلف
زكاجيا إذا رغبت في الزكاج مف أجنبي غير مسمـ مما يستكجب عدـ االعتداد بأثر
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.289 -288
2
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص(تنازع القوانٌن) ،المرجع السابق ،ص.196
3
مقتبس عن أعراب بلقاسم ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.188
4
انظر ،بٌار ماٌر ،فانسان هوزٌه ،ترجمة علً محمود مقلد ،المرجع السابق ،ص.249
80
ىذا التغيير .كلذلؾ يعتبر ىذا الزكاج باطبل ،ألف العبرة في االعتداد بقانكف جنسيتيا
تككف كقت إبراـ عقد الزكاج.1
إف اآللية المتبعة إلبطاؿ ىذا التحايؿ ىي الدفع بالغش نحك القانكف .كعميو،
فإف الغش نحك القانكف في مسائؿ الزكاج المختمط يككف بتغيير أحد الزكجيف عف
قصد ضابط اإلسناد الذم يحكـ الزكاج أصبل بغية اليركب مف تطبيؽ أحكامو .كقد
نص المشرع الجزائرم عمى الدفع بالغش نحك القانكف في المادة 24مف القانكف
المدني ،كالتي تنص عمى مايمي ":اليجكز تطبيؽ الؽانكف األجنبي بمكجب النصكص
السابقة إذا كاف مخالفا لمنظاـ العاـ ،أك اآلداب في الجزائر ،أك ثبت لو االختصاص
بكاسطة الغش نحك القانكف.
يطبؽ القانكف الجزائرم محؿ القانكف األجنبي المخالؼ لمنظاـ العاـ أك
اآلداب العامة" .كنص عميو المشرع التكنسي في الفصؿ 30ـ ف مجمة القانكف
الدكلي الخاص حيث جاء فيو مايمي ":يككف التحايؿ عمى القانكف بالتغيير المصطنع
ألحد عناصر إسناد الكضعية القانكنية الكاقعية ،بنية تجنب تطبيؽ القانكف التكنسي
أك األجنبي الذم تعينو قاعدة التنازع المختصة.
كاذا تكفرت شركط التحايؿ عمى القانكف ،فبل عبرة لتغير عنصر اإلسناد".
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.188 -187
2
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.290
81
بزكجتو ،كأف يطمقيا أك يتزكج عؿييا كغير ذلؾ مما لـ يكف متاحا لو في قانكنو
القديـ.
الشؾ أف القبكؿ بمثؿ ىذا الكضع سكؼ يؤدم في النياية إلى رفض تطبيؽ
نظرية الغش نحك القانكف في نطاؽ القانكف الدكلي الخاص .ثـ أف ديننا ال يقيـ
لمغش كزنا .كعميو ال فائدة ترجى مف ىذا الشخص الذم دخؿ اإلسبلـ بقصد تحقيؽ
مآرب خاصة.1
1
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.505 -504
82
يصدر الحكـ القاضي بالطبلؽ ،فيمجأ الزكج إلى تغيير جنسيتق كفقا لقانكف ىذا
البمد.1
إف األثر األساسي المترتب عمى الدفع بالغش نحك القانكف فيما يتعمؽ
بالقانكف الكاجب التطبيؽ ىك إبطاؿ االختصاص التشريعي الناجـ عف الغش كاحبلؿ
م
محمو القانكف المبعد .5كاذا كاف يجكز ؿلجزائرم الزكاج بأجنبية ،كيجكز ؿلجزائر ة
الزكاج مف أجنبي ،فإنو في حالة كجكد تحايؿ عمى القانكف كما لك ثبت أف الغرض
مف ىذا الزكاج ىك الحصكؿ عمى اإلقامة أك عمى الجنسية الجزائرية أك ما يعرؼ
إف المشرع الجزائرم قد عاقب عمى ىذا التحايؿ حيث نص
باسـ" الزكاج األبيض" ،6ؼ
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.291
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.150
3
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص(تنازع القوانٌن) ،المرجع السابق ،ص.203
4
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.295
5
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص(تنازع القوانٌن) ،المرجع السابق ،ص.205 -204
6
انظر ،محمد سعادي ،القانون الدولً الخاص وتطبٌقانه فً النظام القانونً الجزابري ،دار الخلدونٌة ،الطبعة األولى ،الجزابر،
،2009ص.321
83
في المادة 48مف قانكف تنظيـ دخكؿ كاقامة كتنقؿ األجانب في الجزائر1عمى ما
يمي ":يعاقب بالحبس مف سنتيف( )2إلى خمس( )5سنكات ،كبغرامة مف 50.000
دج إلى 500.000دج القياـ بعقد زكاج مختمط فقط مف أجؿ الحصكؿ عمى بطاقة
المقيـ أك جعؿ الغير يحصؿ عمييا أك فقط مف أجؿ اكتساب الجنسية الجزائرية أك
جعؿ الغير يكتسبيا.
كيعاقب بنفس العقكبات قياـ أجنبي بعقد زكاج مع أجنبية مقيمة لمغايات نفسيا.
عندما ترتكب المخالفة مف طرؼ جماعة منظمة ،تككف عقكبتيا الحبس لمدة
عشر( )10سنكات كغرامة مف 500.000دج إلى 2.000.000دج ،كيتعرض
كذلؾ مرتكبك المخالفة لمصادرة كؿ ممتمكاتيـ أك جزء منيا".
اؿمبحث الثاني
1
انظر ،قانون رقم 11-08مإرخ فً ٌ 2008/06/25تعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزابر وإقامتهم بها وتنقلهم فٌها .الجرٌدة
الرسمٌة ،لسنة ،2008العدد ،36ص.10
2
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.22
84
إلبراـ الزكاج كالتي ترتبط أساسا بالقالب أك المظير الخارجي الذم يتـ فيو الزكاج
كيصبح بيا الزكاج معمكما لدل الغير.1
إف تكييؼ الشركط الشكمية لمزكاج في الدكؿ الغربية لو عبلقة كطيدة بالنظاـ
السائد في ىذه الدكؿ بحسب ما إذا كاف نظاما عممانيا أك نظاما دينيا .لكف بالنسبة
لمدكؿ اإلسبلمية فالزكاج ذك طبيعة مدنية كلك أف أحكامو المكضكعية مستمدة مف
الشريعة اإلسبلـ ية .2كفي فرنسا يعكد لممكاطف الفرنسي أف يبرـ زكاجو في الشكؿ
المدني في بمده فرنسا؛ أما الزكاج في الشكؿ الديني فبل يرتب آثاره ما لـ يسبقو زكاج
مدني مسجؿ.3
كلكف ما حكـ الزكاج الذم تـ كفقا لمشكؿ المدني الذم يتطمبو قانكف المحؿ
بينما القانكف الشخصي لمزكجيف يتطمب الشكؿ الديني كيعتبره مف اؿشركط
المكضكعية؟
يعتبر ىذا الزكاج صحيحا في نظر قانكف بمد اإلبراـ ،كيعد باطبل في نظر
– De Vareilles القانكف الشخصي لمزكجيف .كيرل الفقيو دم فارم سكميير
Sommieresبأف مثؿ ىذا الزكاج المبرـ في فرنسا مف طرؼ األجانب الذيف يشترط
قانكنيـ الشخصي إبراـ عقد الزكاج أماـ رجؿ الديف ال يعتبر صحيحا في نظر
القانكف الفرنسي طالما تـ الزكاج الديني قبؿ الشكؿ المدني.
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.25
2
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.164
3
انظر ،علً مصباح ابراهٌم ،المعاشرة ؼٌر الشرعٌة فً فرنسا والزواج المنقطع فً لبنان ،مابتً عام على إصدار التقنٌن المدنً
الفرنسً ،المرجع السابق ،ص.407
4
L’article 5 de la convention du 12 juin 1902 pour régler les conflits de lois en matière de mariage
dispose que : " Sera reconnu partout comme valable, quant à la forme, le mariage célébré suivant la
loi du pays où il a eu lieu.
85
كمف ثـ ال يجكز.الصحيح عمى الزكاج الذم أخضع شكمو لقانكف محؿ اإلبراـ
.1اعتبار الزكاج الذم تـ كفقان لمشكؿ المدني في الخارج باطبل
يختمؼ التكييؼ المعطى لشكؿ الزكاج بحسب ما إذا كاف نظاـ الزكاج،إذف
: كىذا ما سنفصمو في المطمب المكالي،مدنيا أكدينيا
المطمب األوؿ
Il est toutefois entendu que les pays dont la législation exige une célébration religieuse, pourront ne
pas reconnaître comme valables les mariages contractés par leurs nationaux à l'étranger sans que
cette prescription ait été observée.
Les dispositions de la loi nationale, en matière de publications, devront être respectées; mais le défaut
de ces publications ne pourra pas entraîner la nullité du mariage dans les pays autres que celui dont la
loi aurait été violée.
Une copie authentique de l'acte de mariage sera transmise aux autorités du pays de chacun des
époux". www.hcch.e-vision.nl/index_fr
1
.189 ص،المرجع السابق، تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ، نادٌة فضٌل،انظر
2
.وما بعدها178 ص، المرجع السابق، نادٌة فضٌل،انظر
3
L’article 63 du code civil français dispose que : " Avant la célébration du mariage, l'officier de l'état
civil fera une publication par voie d'affiche apposée à la porte de la maison commune. Cette
publication énoncera les prénoms, noms, professions, domiciles et résidences des futurs époux, ainsi
que le lieu où le mariage devra être célébré. La publication prévue au premier alinéa ou, en cas de
dispense de publication accordée conformément aux dispositions de l'article 169… ".
86
كال يبرـ عقد الزكاج إال بعد مركر عشرة أياـ مف إتماـ عممية الشير ،ليحرر
بعد ذلؾ العقد في البمدية التي يقع فييا مكطف أحد الزكجيف مف قبؿ مكظؼ الحالة
المدنية المختص .1ؼ
الزكاج المدني في فرنسا ىك الزكاج الكحيد اؿذم يأخذ بعيف
االعتبار ،أما الزكاج الذم يتـ في الشكؿ الديني كاف ترؾ اختيا ار لممكاطنيف فبل قيمة
لو كال ينتج آثاره إذا لـ يسبقو زكاج مدني مسجؿ .2كبحسب المادة 1-171فإف
الزكاج الذم يتـ في الخارج بيف فرنسييف أك بيف فرنسييف كأجانب يعد صحيحا إذا تـ
كفقا لقانكف بمد اإلبراـ ،كذلؾ بغض النظر عف الشكؿ الذم يتبعو قانكف المحؿ سكاء
كاف شكبل دينيا أك مدنيا.3
المجموعة الثانية :تعتبر الزكاج عبارة عف تصرؼ ديني محض ،كليذا يتكلى إبرامو
رجاؿ الديف .كىذا النظاـ مطبؽ في كؿ مف اليكناف كبمغاريا .فبل يؾفي النعقاد الزكاج
في الشريعة المسيحية تكافر الشركط المكضكعية كالرضا كانتفاء مكانع الزكاج ،بؿ ال
1
L’article 64 du code civil français dispose que : " L'affiche prévue à l'article précédent restera
apposée à la porte de la maison commune pendant dix jours.
Le mariage ne pourra être célébré avant le dixième jour depuis et non compris celui de la publication.
Si l'affichage est interrompu avant l'expiration de ce délai, il en sera fait mention sur l'affiche qui aura
cessé d'être apposée à la porte de la maison commune".
2
علً مصباح ابراهٌم ،المعاشرة ؼٌر الشرعٌة فً فرنسا والزواج المنقطع ،مابتً عام على إصدار التقنٌن المدنً الفرنسً ،المرجع
السابق ،ص.407
3 éme
Bernard AUDIT, Droit international privé, Economica, 4 édition, Paris 2006, p.523-524.
4
L’art : 63 du code civil français énonce que : "Avant la célébration du mariage, l'officier de
l'état civil fera une publication par voie d'affiche apposée à la porte de la maison commune.
Cette publication énoncera les prénoms, noms, professions, domiciles et résidences des futurs
époux, ainsi que le lieu où le mariage devra être célébré".
5 e
Jean DERRUPPE, Droit International Privé, DALLOZ, 14 édition, Paris, 2001, P.132.
87
بد مف تكافر شركط كاجراءات شكمية دينية تتمثؿ في المراسـ الدينية التي يباشرىا
عمنا رجؿ مف رجاؿ الديف1؛ حيث يقكـ بالصبلة كالتبريؾ كالتكميؿ بحسب الطقكس
الدينية المرسكمة.2
المجموعة الثالثة :تأخذ بالنظاميف السابقيف معان؛ أم أنيا تأخذ بالزكاج المدني
كالزكاج الديني معان ،كتسير عمى ىذا المنكاؿ كؿ مف انجمت ار كايطاليا .3فقد تبنت
انجمت ار الزكاج المدني لصالح األشخاص الذيف يدينكف بديف مغاير ،كىذا حتى ال
يجبركا عمى إبراـ عقد زكاجيـ أماـ الكنيسة .كما يجب أف يشير ىذا الزكاج أماـ
الكنيسة سكاء تـ في الشكؿ الديني أك الشكؿ المدني.4
لقد آثار الزكاج الديني جدال كبي انر بخصكص تكييفو ،فيؿ تعد المراسـ
الدينية بمثابة شركط شكمية كبالتالي تخضع لقانكف محؿ اإلبراـ ،أـ ىي عبارة عف
شركط مكضكعية تخضع لقانكف جنسية الزكجيف؟
إف تصنيؼ شركط تككيف الزكاج إلى شركط مكضكعية كشركط شكمية
مسألة مستقاة مف النظـ القانكنية الغربية ،كال أصؿ لو في القكانيف العربية التي تجيؿ
مثؿ ىذا التقسيـ .كع ليو ،فإف الرجكع إلى قانكف القاضي في التشريعات العربية
لمتمييز بيف شكؿ الزكاج كمكضكعو أمر غير مجد ما داـ أف الشريعة اإلسبلمية ال
تعرؼ مثؿ ىذا التقسيـ .كليذا كاف مف األفضؿ عدـ إسناد التكييؼ إلى قانكف
القاضي عمى إطبلقو ،ألنو ال يمكف مطالبة ىذا األخير بتحديد المقصكد مف
تصنيفات مستمدة مف القكانيف األجنبية أك الفقو المقارف كليس مف قانكنو
المكضكعي".5
1
انظر ،محمد حسن قاسم ،المرجع السابق ،ص.322
2
انظر ،توفٌق حسن فرج ،أحكام األحوال الشخصٌة لؽٌر المسلمٌن ،الدار الجامعٌة ،بدون تارٌخ ،ص.234
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.99
4
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.181
5
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.37 -36
88
إف المراسيـ الدينية بالنسبة لمدكؿ العربية ،ليست نظاما دينيا ،1ألف الزكاج في
الشريعة اإلسبلمية ليس نظاما دينيا ،بؿ ىك نظاـ مدني إذ ال يشترط إلبرامو حضكر
رجؿ الديف أك احتراـ طقكس معينة .كبناء عمى ىذا ،فإف شرط المراسيـ الدينية يعتبر
مف الشركط الشكمية في الجزائر .كقد نص المشرع الككيتي عمى ذلؾ صراحة حسمان
2
ألم خبلؼ فقيي حكؿ تكييؼ ىذا الشرط ،حيث جاء في نص المادة 37مف قانكف
تنظيـ العبلقات القانكنية ذات العنصر األجنبي ما يمي ":يرجع في األكضاع الشكمية
لمزكاج ،كالتكثيؽ والمراسـ الدينية ،إلى قانكف البمد الذم تـ فيو الزكاج أك إلى قانكف
جنسية كؿ مف الزكجيف.
يجب احتراـ نصكص قانكف جنسية كؿ مف الزكجيف فيما يتعمؽ باإلعبلف أك
النشر عف الزكاج ،كلكف ال يترتب عمى عدـ حصكؿ ىذا اإلعبلف أك النشر بطبلف
يسيؿ ىذا النص ميمة القاضي في تكييؼ المسائؿ التي تدخؿ ضمف شكؿ
الزكاج في القانكف الدكلي الخاص .كمف ناحية أخرل ،فإف ىذا النص يكجب احتراـ
إجراءات شير الزكاج المنصكص عمييا في قانكف جنسية الزكجيف .كلكف ينبغي في
ىذا الصدد مراعاة النظاـ العاـ في قانكف دكلة القاضي .كسنعرض فيما يمي لقاعدة
اإلسناد التي تحكـ الشركط الشكمية لمزكاج في القانكف الدكلي الخاص.
1
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.70
2
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.247
3
انظر ،قانون رقم 5لسنة ٌ 1961تضمن تنظٌم العبلقات القانونٌة ذات العنصر األجنبً.
89
المطمب الثاني
اؿفرع األوؿ
1ورد فً الفصل 11من الظهٌر المتعلق بالوضعٌة المدنٌة للفرنسٌٌن واألجانب على أنه ":ال ٌجوز للفرنسٌٌن واألجانب أن ٌتزوجوا
إال حسب القواعد الشكلٌة التً ٌعٌنها قانونهم الوطنً أو حسب القواعد التً ستعٌن فٌما بعد للحالة المدنٌة فً منطقة الحماٌة
الفرنسٌة".
2انظر ،المادة 2/12من قانون المعامبلت المدنٌة رقم 5لسنة 1985والتً تنص على ما ٌلً":
-2أما من حٌث الشكل فٌعتبر الزواج ما بٌن أجنبٌٌن أو ما بٌن أجنبً ووطنً صحٌحا ًا إذا عقد اًا
وفق ألوضاع البلد الذي تمت فٌه أو إذا
روعٌت فٌه األوضاع التً قررها قانون كل من الزوجٌن ".
3
تنص المادة 2/13من القانون المدنً األردنً على ما ٌلًٌ ":عتبر الزواج ما بٌن أجنبً وأردنً صحٌحا إذا عقد وفقا ألوضاع البلد
الذي تم فٌه ،أو إذا روعٌت فٌه األوضاع التً قررها قانون كل من الزوجٌن".
4انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص 838؛ الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،ص.165 - 164
90
بعد احتكاؾ الشعكب ببعضيا البعض بسبب الحركب كالغزكات .كقد كاف ألداء
الطقكس كالقرابيف عند ممارسة العقائد الدينية األثر الكبير في ظيكر الشكمية البدائية
الصارمة في المعامبلت القانكنية.1
كقد فظـ القانكني الركماني حياة األسرة ثـ حياة المدينة ،كانتقؿ المجتمع
الركماني مف مجتمع زراعي إلى مجتمع تجارم 2كاتسع نطاؽ القانكف الركماني
ليشمؿ تنظيـ عبلقات األفراد كالشعكب كاألجناس التي خضعت لحكـ اإلمبراطكرية
الركمانية ،كاتسـ ىذا القانكف في بدايتو بالطابع الشكمي فكانت جميع التصرفات التي
يقكـ بيا الركماف تتـ في قالب شكمي محض يفرض عمى األفراد القياـ بإجراءات
كطقكس معينة أك التمفظ بألفاظ معينة .كىذا ألف الشكؿ عند الركماف ىك قكاـ كجكد
الشيء .كاذا تـ التصرؼ دكف مراعاة ىذه الشكمية فيعتبر باطبل بطبلنا مطمقان.
كلـ يستمر ىذا الكضع طكيبل ،حيث تأثر القانكف الركماني بمختمؼ القكانيف
التي سادت في إمبراطكريتو كبدأ ينشأ تنازع قانكني كشكؿم بينو كبيف ىذه القكانيف
المختمفة ،إلى أف ظير قانكف الشعكب 3الذم نظـ عبلقات األجانب ببعضيـ البعض
كعبلقات الركماف مع األجانب.
كأىـ ما ميز ىذا القانكف ىك تحرره مف الشكميات المعقدة التي تعرقؿ إبراـ
الصفقات كالمبادالت بيف األفراد .كبالنسبة لعقد الزكاج فقد كاف خاليان مف كؿ شكمية
رسمية ،ثـ أف القانكف الركماني رغـ اتسامو بصفة الشكمية فإف نصكصو لـ تتضمف
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.15 -14
2
فقد ترتب على التطور االقتصادي الذي شهدته روما االعتراؾ البن األسرة بقدر من الشخصٌة القانونٌة ،حٌث أصبح بإمكانه أن
ٌتملك بعض األموال .وفً عهد جستنٌان تم االعتراؾ البن األسرة بالذمة المالٌة المستقلة .وكنتٌجة أٌضا ًا لهذا التطور االقتصادي
تعددت صور الملكٌة وأوجد الرومان أنواعا كثٌرة من العقود ؼٌر الرسمٌة .انظر ،صوفً حسن أبو طالب ،تارٌخ النظم القانونٌة
واالجتماعٌة(،بدون دار نشر) ،2007 ،ص.193
3
أنشبت فً روما وظٌفة الحاكم القضابً لؤلجانب(برٌتور األجانب) وذلك عام 343ق.م .وتكونت من عمل هذا الحاكم مجموعة
قانونٌة خاصة باألجانب ،عرفت فٌما بعد باسم " قانون الشعوب" .انظر ،صالح فركوس ،تارٌخ النظم القانونٌة واإلسبلمٌة ،دار العلوم
للنشر والتوزٌع ،الجزابر ،2001 ،ص.32
91
ما يثبت ظيكر ىذه القاعدة في العيد الركماني .1ثـ جاء الفقيق ككرتيس Curtius
الذم برر خضكع مكضكع العقد لقانكف بمد اإلبراـ عمى أساس أف إرادة األفراد قد
اتجيت ضمنا إلى اختيار ىذا القانكف .2كقد تمقؼ ىذه الفكرة الفقيو الفرنسي ديمكالف
Dumoulinالذم يرجع لو الفضؿ في قصر ىذق القاعدة عمى شكؿ التصرؼ،
كابعاد مكضكع التصرؼ عف ىذه القاعدة ،ككاف ذلؾ بمناسبة بحثو في مكضكع
النظاـ المالي لمزكجيف حيث تكصؿ إلى نتيجة مفادىا أف اإلرادة ىي التي تنشئ
العقد كليس القانكف.3
اؿفرع الثاني
يتنازع الفقو اتجاىاف بشأف تحديد طبيعة قاعدة لككيس ،اتجاه ينادم
بالطابع اآلمر لمقاعدة كيمزـ األفراد بالخضكع ألحكاميا ،كاتجاه ثاف يعتنؽ الطابع
المفسر لمقاعدة ،كيجيز لؤلفراد الخركج عمى أحكاميا .كىذا ما سنبينو عمى النحك
التالي:
يرل أنصار ىذا االتجاه بأنو يجب عمى األجنبي المقيـ بالخارج عند إبرامو
التصرفات القانكنية احتراـ ىذه القاعدة كعدـ الخركج عمى أحكاميا .كال يجكز أف
نترؾ لؤلجنبي حؽ االختيار بيف أحكاـ قانكف المحؿ كأحكاـ قانكنو الكطني ،ما داـ
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص 30وما بعدها
2
انظر ،حفٌظة السٌد الحداد ،المرجع السابق ،ص.333
3
انظر ،نادٌة فضٌل ،المرجع السابق ،ص.53 -52
92
أف التصرؼ الذم يبرمو األجنبي كفقا لقانكف محؿ اإلبراـ يككف صحيحا في جميع
الدكؿ بما في ذلؾ بمده األصمي.1
كفي الكاقع ،أف سبب تمسؾ أنصار ىذا االتجاه بالطابع اآلمر ىك تأثرىـ
باألحكاـ القضائية التي تعرضت لمطابع اآلمر لقاعدة لككيس .كيضاؼ إلى ذلؾ
تبلءـ ىذه القاعدة مع مبدأ إقميمية القكانيف الذم يقتضي مف كؿ دكلة اؿتمسؾ
بتطبيؽ قكانينيا اإلقميمية.2
لقد رتب المشرع الفرنسي 3البطبلف عمى عدـ احتراـ األشكاؿ المحمية
لمزكاج حرصان منو عمى احتراـ قكاعد نظاـ الزكاج ،كبالتالي ضماف استقرار النظاـ
االجتماعي لمببلد .كىذا ألف السماح بإبراـ عقد الزكاج بدكف مراعاة األشكاؿ التي
يتطمبيا قانكف المحؿ كاالكتفاء بتطبيؽ القانكف الكطني يؤدم في النياية إلى ترتيب
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،المرجع السابق ،ص.89 -88
2
مقتبس عن نادٌة فضٌل ،المرجع السابق ،ص 93وما بعدها.
3
انظر ،المادة 1- 171من القانون المدنً الفرنسً.
93
نتائج متناقضة عف زكاج كاحد ،إذ يعتبر الزكاج قائـ في بمد كغير قائـ في بمد آخر.
كاذا نجـ عف ىذا الزكاج أطفاؿ فيعدكف شرعييف في بمد كغير شرعييف في بمد ثاني
كتفاديا لمثؿ ىذه النتائج يتعيف األخذ بالطابع اآلمر لقاعدة لككيس في مجاؿ
الزكاج.1
كفي ىذا السياؽ طرحت قضية أماـ القضاء الفرنسي تتمخص كقائعيا في
أف مكاطنا مغربيا تزكج بمكاطنة فرنسية في فرنسا كفقا لمشكؿ المدني الذم يتطمبو
القانكف الفرنسي دكف مراعاة الشركط الشكمية التي يتطمبيا القانكف المغربي .كعندما
طالبت الزكجة الفرنسية مف القضاء الفرنسي كضع الصيغة التنفيذية لمحكـ باإلبطاؿ،
تـ رفض طمبيا عمى أساس أف ىذا الزكاج يعتبر صحيحا في نظر القانكف الفرنسي،
ألنو تـ كفقان إلجراءات الشير المعمكؿ بيا في فرنسا .في حيف أف ىذا الزكاج يعد
باطبلن في نظر القانكف المغربي لعدـ حصكؿ الزكج عمى اإلذف بالزكاج المختمط.2
يرل أنصار ىذا االتجاه أف قاعدة لككيس ذات طابع اختيارم كمكمؿ
بالنسبة لؤلفراد؛ فيجكز ليـ إجراء الزكاج إما في الشكؿ المحمي كاما في الشكؿ الذم
يحدده القانكف الشخصي لمزكجيف.3
كمف بيف مؤيدم الطابع المفسر لقاعدة لككيس نجد أيضا الفقيو بييو Pillet
الذم يرم بأف التصرؼ القانكني الكاحد ممكف أف تتنازع قكانيف عدة دكؿ لحكمو.
كبما أنو ال يمكف أف نطبؽ كؿ ىذه القكانيف عمى تصرؼ كاحد ،فإنو يجب أف نختار
مف بيف ىذه القكانيف القانكف األنسب كالمبلئـ .كىذا القانكف ىك قانكف القاضي ،كعند
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.187 -186
2
انظر ،بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،المرجع السابق ،ص.82 -81
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.104
94
استحالة تطبيؽ قانكف القاضي عمى شكؿ التصرؼ القانكني ،فيطبؽ القانكف الكطني
لؤلطراؼ.1
أ -التيسير عمى المتعامميف :قد يتعذر عمى طالبي الزكاج معرفة الشركط الشكمية
الكاردة في ؽانكف آخر غير قانكف دكلة محؿ اإلبراـ .كبالمقابؿ قد يصعب عمى
راغبي الزكاج إتباع الشكؿ المحمي كما لك كاف يكجب إتباع الشكؿ الديني ،كمف ثـ
يترؾ ليـ الخيار في إتباع الشكؿ المحدد في قانكنيـ الكطني.
كفؽ لمشكؿ
ب -التكسع في الحد مف بطبلف التصرفات :يعتبر العقد صحيحا إذا تـ ا
المطمكب في القانكف الشخصي كلك كاف ىذا الشكؿ المتبع يتعارض مع الشكؿ
المقرر في قانكف محؿ اإلبراـ ما لـ يثبت كجكد غش نحك القانكف .كفي ىذا الصدد
حكـ القضاء الفرنسي بصحة زكاج ييكدييف سكرييف مقيميف في إيطاليا أبرـ في
م إيطاليا التي يشترط قانكنيا إبراـ
الشكؿ الديني ،كاف كاف غير صحيح شكبل ؼ
الزكاج في الشكؿ المدني.
ج -تحقيؽ االنسجاـ كالتعايش بيف النظـ القانكنية المختمفة :كيتجمى ذلؾ مف خبلؿ
السماح لؤلجانب المقيميف بإبراـ زكاجيـ كفقا لؤلشكاؿ المقررة في قكانينيـ الشخصية
متى رغبكا في ذلؾ.2
يتضح مما سبؽ ،أف الفقياء قد اختمفكا حكؿ تحديد طبيعة قاعدة لككيس بيف
اعتبارىا قاعدة ذات طابع آمر ،كبيف اعتبارىا قاعدة ذات طابع مفسر .كلكف أغمب
الفقو يرل بأف ىذه القاعدة ذات طابع اختيارم في مجاؿ الزكاج بحيث يجكز
لمزكجيف اختيار إما شكؿ الزكاج الذم يقضي بو قانكف المحؿ ،كاما شكؿ الزكاج
1
مقتبس عن ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.118
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن فً مشكبلت إبرام الزواج ،المرجع السابق ،ص.107 -106
95
الذم يقضي بو القانكف الكطني .كلكف قد تتحكؿ ىذه القاعدة مف طابعيا المفسر إلى
الطابع اآلمر إذا كاف أحد الزكجيف يحمؿ جنسية قانكف المحؿ ،إذ ال يكجد سبب
جدم في ىذا الفرض يدعك إلى تطبيؽ القانكف الكطني ألحد الزكجيف بدال مف
اآلخر .فضبل عف أف تطبيؽ قاعدة لككيس في ىذه الحالة أمر تقتضيو الضركرة
العممية.1
تختمؼ الدكؿ فيما بينيا حكؿ اعتبار قاعدة لككيس اختيارية أك إلزامية
فمثبل انجمت ار تخضع الشركط الشكمية لمزكاج لقانكف محؿ اإلبراـ عمى سبيؿ اإللزاـ
بحيث ال يجكز تطبيؽ قانكف آخر عمى ىذه الشركط .بينما أغمبية الدكؿ 2تعتبر ىذه
القاعدة اختيارية كتجيز إخضاع شركط الزكاج الشكمية لقانكف جنسية الزكجيف.3
كفي فرنسا ،تعرض القانكف المدني لقاعدة لككيس في المكاد ،1-171 ،47
.999كيتضح مف خبلؿ نص المادة 447أف المشرع الفرنسي قد أخضع التصرفات
المتعمقة بالحالة المدنية لمشخص إلى قانكف المحؿ.
96
المكظفيف الدبمكماسييف أك القناصؿ لتحرير تصرفاتيـ المتعمقة بالحالة المدنية.
كعميو ،إذا أبرـ زكاج بيف فرنسييف في اليكناف طبقا لمشكؿ الديني الكاجب ىناؾ ،فإف
ىذا الزكاج يعتبر صحيحا لدل كافة الدكؿ بما في ذلؾ فرنسا التي ال تعرؼ مثؿ ىذا
الشكؿ ،كلكف بشرط أال يككف ىنالؾ تحايؿ لمتيرب مف تطبيؽ أحكاـ القانكف
الفرنسي.1
لقد أخضع المشرع الفرنسي شكؿ الزكاج لقانكف المحؿ حسب نص المادة
،21-171كال ييـ ما إذا كاف شكبل دينيا أك مدنيا .كعميو فإف الزكاج الذم يتـ في
الخارج بيف فرنسييف كأجانب يككف صحيحا إذا تـ كفقان لؤلشكاؿ التي يتطمبيا قانكف
البمد الذم أبرـ فيو بشرط أف يككف قد سبؽ إشياره طبقا لنص المادة ،63ألنو
كبحسب الفقرة الثانية مف نص المادة المذككر أعبله ،يجكز لمفرنسييف إبراـ زكاجيـ
في الخارج بالمجكء إلى قانكف المحؿ ،أك اختيار الخضكع ألحكاـ القانكف الفرنسي
كذلؾ في حالة إبراـ عقكد زكاجيـ أماـ الييئات الدبمكماسية أك القنصمية .كال شؾ أف
ىذا النص يؤكد الطابع االختيارم لقاعدة لككيس مف خبلؿ السماح لئلفراد باختيار
القانكف الذم يخضع لو شكؿ الزكاج .كقد نصت عمى ىذه القاعدة المادة الثانية 3مف
اتفاقية االحتفاؿ كاالعتراؼ بالزكاج المبرمة في 14مارس .1978
97
الذم أبرـ فيو العقد ،أك القانكف الذم يحكـ مكضكع العقد ،أك قانكف المكطف المشترؾ
أك القانكف الكطني المشترؾ.
كفي األردف ،نجد نص المادة 2/13مف القانكف المدني يؤكد أيضا عمى
الصفة االختيارية أك االنتقائية لقاعدة اإلسناد الخاصة بشكؿ الزكاج .إذ لـ يمزـ
المشرع الزكجيف بقانكف معيف ،كانما ترؾ ليـ الخيار بيف إخضاع شكؿ الزكاج إما
كفقا لقانكف كبل الزكجيف ،كاما كفقا لقانكف محؿ اإلبراـ.1
ككؿ ما قيؿ عف ىذه القاعدة بالنسبة لمتقنيف المدني األردني ينطبؽ عمى
القانكف المدني الجزائرم ،حيث نصت المادة 19عمى ما يمي ":تخضع التصرفات
القانكنية في جانبيا الشكمي لقانكف المكاف الذم تمت فيو.
إذف ،المشرع الجزائرم ىك اآلخر يأخذ بالطابع االختيارم لقاعدة لككيس ،فقد
أجاز لؤلفراد اختيار إما قانكف المحؿ ،أك قانكف المكطف المشترؾ إذا اتحدا مكطنا أك
قانكف الجنسية المشتركة إذا اتحدت جنسيتيما .كاذا اختمفا فيجكز ليـ اختيار القانكف
الذم يحكـ المكضكع.
كقد أعاد المشرع الجزائرم ضبط الصياغة الفنية لممادة 19بإلغاء العبارة
السابقة " العقكد ما بيف األحياء" .إذ ال يكجد ما يبرر ىذه العبارة .كعبلكة عمى ذلؾ
فإف المادة 19ال تنطبؽ عمى العقكد فقط كما كاف عميو النص القديـ ،كانما تشمؿ
أيضا التصرفات باإلرادة المنفردة .كىذا ما تـ تداركو في النص الجديد ،كما ألغى
المشرع كممة " يجب" كاستبدليا بكممة " يجكز" رغبة منو في التأكيد عمى الطابع
1
انظر ،رٌم حمد أحمد الحمد ،تنازع االختصاص القضابً والتشرٌعً فً الزواج المختلط فً القانون الدولً الخاص األردنً ،رسالة
ماجستٌر ،كلٌة الدراسات الفقهٌة والقانونٌة ،جامعة آل البٌت ،األردن ،2000 ،ص.77
98
االختيارم لمقاعدة .كأخي ار أضاؼ ضابطا إسناد آخريف ىما عمى التكالي :قانكف
المكطف المشترؾ كالقانكف الذم يحكـ الشركط المكضكعية لمتصرؼ.1
أما المادة 96فقد نصت عمى مايمي ":إف كؿ عقد خاص بالحالة المدنية
لمجزائرييف صادر في بمد أجنبي يعتبر صحيحا إذا حرره األعكاف الدبمكماسيكف أك
القناصؿ طبقا لمقكانيف الجزائرية" .كما تعرض المشرع الجزائرم إلى الطابع المفسر
لقاعدة لككيس في مجاؿ الزكاج بنص المادة 97مف قانكف الحالة المدنية ،كالتي
تنص عمى ما يمي ":إف الزكاج الذم يعقد في بمد أجنبي بيف جزائرييف أك بيف جزائرم
كأجنبية يعتبر صحيحا إذا تـ حسب األكضاع المألكفة في ذلؾ البمد شريطة أال
يخالؼ الجزائرم الشركط األساسية التي يتطمبيا القانكف الكطني إلمكاف عقد الزكاج.
كيجرم مثؿ ذلؾ بالنسبة لزكاج عقد في بمد أجنبي بيف جزائرم كأجنبية كتـ أماـ
األعكاف الدبمكماسييف المشرفيف عمى دائرة قنصمية أك قناصؿ الجزائر طبقا لمقكانيف
الجزائرية.
غير أنو إذا كافت الزكجة األجنبية مف غير جنسية البمد المضيؼ ،فإف ىذا
الزكاج ال تتـ مراسيمو إال في الببلد التي ستحدد بمكجب مرسكـ".
1
انظر ،الطٌب زروتً ،قراءة فً إصبلح أحكام تنازع القوانٌن الدولً فً الجزابر بقانون ،10-05المرجع السابق ،ص.86 -85
99
لقد منح المشرع الجزائرم سمطة إبراـ عقد الزكاج إلى ضابط الحالة
المدنية كلـ يخكؿ ىذه السمطة إلى رجؿ الديف ،ألف الزكاج في التشريع الجزائرم يعد
مدنيا كليس دينيا كىذا استنادا إلى نص المادة 71مف قانكف الحالة المدنية التي
تنص عمى ما يمي ":يختص بعقد الزكاج ضابط الحالة المدنية أك القاضي الذم يقع
في نطاؽ دائرتو محؿ إقامة طالبي الزكاج أك أحدىما أك المسكف الذم يقيـ فيو
أحدىما باستمرار منذ شير كاحد عمى األقؿ إلى تاريخ الزكاج.
كجدير بالذكر ،أف زكاج األجانب المقيميف بالجزائر يخضع إلى أحكاـ المادة
31مف قانكف األسرة 2كالمادة 73مف قانكف الحالة المدنية 3كالتعميمة رقـ 02
الصادرة عف كزير الداخمية بتاريخ 11فبراير 1980التي اشترطت كجكب الحصكؿ
عمى رخصة إدارية إلبراـ عقد زكاج األجانب أماـ ضابط الحالة المدنية الجزائرم ،كال
يمكف ؿألجنبي إبراـ زكاجو إال بعد حصكلو عمى رخصة كتابية مسممة مف طرؼ
الكالي كذلؾ في الحاالت اآلتية:
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.192
2
تنص المادة 31من قانون األسرة الجزابري على أنهٌ ":خضع زواج الجزابرٌٌن والجزابرٌات باألجانب من الجنسٌن إلى أحكام
تنظٌمٌة".
3
ورد فً نص المادة 73من قانون الحالة المدنٌة الجزابري ما ٌلًٌ ":جب أن ٌبٌن فً عقد الزواج المحرر من قبل ضابط الحالة
المدنٌة أو القاضً بصراحة بؤن الزواج قد تم ضمن الشروط المنصوص علٌها فً القانون.
كما ٌجب فضبل عن ذلك أن ٌبٌن فٌه ما ٌلً:
-1األلقاب واألسماء والتوارٌخ ومحل والدة الزوجٌن،
-2ألقاب وأسماء أبوي كل منهما،
-3ألقاب وأسماء وأعمار الشهود،
-4الترخٌص المنصوص علٌه بموجب القانون عند االقتضاء،
-5اإلعفاء من السن الممنوح من قبل السلطات المختصة إذا لزم األمر".
100
-حالة زكاج أجنبييف حاصميف عمى بطاقة اإلقامة.
كأكدت ىذه التعميمة أيضان عمى أف زكاج المسممة الجزائرية بغير المسمـ غير
جائز ك ممنكع بتاتا كال يمكف إعطاء أم رخصة في ىذا الشأف.
كبالنسبة لممشرع التكنسي فقد ألزـ األجانب المسمميف قبؿ إبراـ زكاجيـ
بتكنس سكاء فيما بينيـ أك مع غيرىـ تقديـ شيادة مف قنصميتيـ تثبت عزكبيتيـ أك
طبلقيـ تجنبا إلبراـ زكاج متعدد محرمو القانكف التكنسي.1
اؿفرع الثالث
يتقمص مجاؿ تطبيؽ قاعدة لككيس بمجرد ظيكر بعض المكانع التي تحكؿ
دكف تطبيقيا ،كتعد بمثابة استثناءات ترد عمى ىذه القاعدة ،فيتكقؼ تطبيؽ القاعدة
إذا ثبت كجكد غش نحك القانكف ،كاذا تعارضت مع النظاـ العاـ ،كأخي ار إذا تعمؽ
األمر باإلحالة؛ كسنتعرض إلى ىذه المكانع فيما يمي:
إذا كانت قاعدة لككيس في مجاؿ الزكاج قاعدة اختيارية ،بحيث تسمح
لؤلفراد بإبراـ عقكد زكاجيـ إما كفقان لمشكؿ المحمي طبقا لقانكف بمد اإلبراـ ،كاما كفقا
1
حٌث ورد فً الفصل 46من مجلة القانون الدولً الخاص ما ٌلً ":تخضع الشروط الشكلٌة للزواج للقانون الشخصً المشترك أو
لقانون مكان إبرام الزواج .وإذا كان أحد الزوجٌن من مواطنً بلد ٌسمح بتعدّد الزوجات فإن ضابط الحالة المدنٌة أو عدلً اإلشهاد ال
ٌمكن لهم إبرام عقد الزواج إال ّ بناء على شهادة رسمٌة تثبت أنّ ذلك الزوج فً ح ّل من ك ّل رابطة زوجٌة أخرى".
101
ألحكاـ القانكف الشخصي .فيؿ يعتبر الزكاج الذم خضع شكمو لقانكف المحؿ
صحيحان حتى كلك قصد الزكجاف مف كراء ذلؾ التيرب مف أحكاـ القانكف الكطني؟
كلقد كاف الفقو التقميدم في ىذه الحالة يقضي بتطبيؽ قاعدة " الغش يفسد
م ىذا الصدد يرل الفقيو جاف فكيت Jean Voetبأف تطبيؽ قاعدة
كؿ شيء " .كؼ
لككيس في حالة الغش يجب أف يتكقؼ ،كال يستفيد صاحب ىذا التصرؼ مف أم
امتياز عقابا لو عمى سكء نيتو .أما في الفقو المعاصر كطبقا لرأم الفقو الغالب فإف
التصرفات التي نشأت في الخارج ككانت مشكبة بنية الغش ال يمكف أف تنتج أم
أثر .1كيحؽ لمقاضي عندئذ أف يقكـ باستبعاد القانكف األجنبي المختص بحكـ شكؿ
عقد الزكاج.2
1
مقتبس عن نادٌة فضٌل ،تطٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.268 -263
2
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.449
3
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.162
102
ذىب جانب مف الفقياء إلى اعتبار مثؿ ىذا الزكاج باطبل عمى أساس
نظرية الغش نحك القانكف ،ألف الزكجيف قصدا مف تطبيؽ قاعدة لككيس التيرب مف
تطبيؽ إجراءات الشير التي نص عمييا القانكف الفرنسي .1بينما اعتبر جانب آخر
2
مف الفقياء أف أساس البطبلف ىك نص المادة 191مف التقنيف المدني الفرنسي
أم عمى أساس نظرية عرفية الزكاج؛ كالتي تختمؼ عف نظرية الغش نحك القانكف مف
حيث طبيعة اإلثبات .كما أف تطبيؽ نظرية عرفية الزكاج مف شأنو تكسيع مجاؿ
تطبيؽ قاعدة لككيس .ألف ىذه النظرية ال تتعرض لمشكؿ الذم تـ فيو الزكاج ،بؿ
تتعرض لآلثار القانكنية الناجمة عف الزكاج بعد إبرامو ،كبالتالي فإف الزكاج الذم تـ
في انجمت ار ال ينطكم عمى سكء النية كال يمكف أف يكصؼ بالغش بؿ ىك زكاج
م.3
عرؼ
يؤكد غالبية الفقياء عمى أىمية دكر النظاـ العاـ كأداة الستبعاد تطبيؽ
قاعدة لككيس إذا تعارض مضمكف القانكف األجنبي الكاجب التطبيؽ مع األسس
الجكىرية في المجتمع ،4كتعتبر فكرة النظاـ العاـ فكرة مرنة ذات مفيكـ متطكر
كمتغير باختبلؼ الزماف كالمكاف .كيعتبر الفقيو األلماني سافيني Savignyأكؿ مف
كضع أسس النظاـ العاـ في القانكف الدكلي الخاص ضمف فكرتو الشييرة "االشتراؾ
القانكني" كالتي مفادىا أف المشرع الكطني عندما يقبؿ بتطبيؽ القانكف األجنبي فإنو
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.269 -268
2
L’article 191 du code civil français dispose que :" Tout mariage qui n'a point été contracté
publiquement, et qui n'a point été célébré devant l'officier public compétent, peut être attaqué, dans
un délai de trente ans à compter de sa célébration, par les époux eux-mêmes, par les père et mère,
par les ascendants et par tous ceux qui y ont un intérêt né et actuel, ainsi que par le ministère public ".
3
مقتبس عن نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.271- 270
4
ولكن ٌجب على القاضً أال ٌتشدد فً إعمال الدفع بالنظام ،وذلك مخافة أن ٌحول هذا الدفع دون تحقٌق الهدؾ الذي تسعى إلٌه
قاعدة اإلسناد وهو تطبٌق أكثر القوانٌن المبلبمة لحكم النزاع المطروح .انظر ،أحمد محمد الهواري ،الوجٌز فً القانون الدولً
الخاص اإلماراتً ،إثراء للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن ،2008 ،ص.383
103
يفترض كجكد مقدار مف التشابو القانكني أك االشتراؾ ما بيف القانكف الكطني كالقانكف
األجنبي.1
كلقد صاحب فكرة النظاـ العاـ مشكؿ تنازع القكانيف منذ ظيكره ،كتخضع
قاعدة لككيس لحكـ النظاـ العاـ مثميا مثؿ بقية قكاعد تنازع القكانيف األخرل .كليذا
كجب تغميب مصمحة المجتمع عمى مصمحة الشخص األجنبي.
1
مقتبس عن سعٌد ٌوسؾ البستانً ،القانون الدولً الخاص ،منشورات الحلبً الحقوقٌة ،لبنان ،2004 ،ص.224 - 223
2انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.446 -445
3انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.276 -275
104
عندئذ ما يبرر استبعاد القانكف األجنبي بدعكل تعارضو مع المبادئ كالسياسة
التشريعية الفرنسية طالما أف المجتمع الفرنسي غير معني بو.1
كتتأثر قاعدة لككيس برأم القاضي في مسألة النظاـ العاـ .كتبعا لذلؾ فقد
اضطر القضاء الفرنسي في حاالت كثيرة إلى الحكـ بإبطاؿ زكاج األجانب الذم تـ
في فرنسا طبقا ألشكاؿ نص عمييا قانكنيـ الكطني بدعكل كجكد خطر عاـ ييدد
النظاـ العاـ لمدكلة .كقد انتقد البعض ىذا التكجو مف زاكية أنو ينبغي تحديد مرتكزات
استبعاد النظاـ العاـ في النصكص أك األشكاؿ كليس في األفكار التي تنفر مف كؿ
ما ىك أجنبي.
كعمى ىذا األساس ،إذا اختار األجانب تطبيؽ أشكاؿ قكانينيـ الشخصية
كاعتبرت ىذه األخيرة منافية ال لشيء سكل ألنيا أنظمة أجنبية لكاف ىذا مفيكما
خاطئا لمنظاـ العاـ .كلكف إذا كاف النظاـ العاـ لمدكلة يفرض عمى المكاطنيف
كاألجانب احتراـ الشكؿ المدني لمزكاج كيحظر الشكؿ الديني العتبر ذلؾ مفيكما
صحيحا لمنظاـ العاـ .كاف كاف األستاذ أكديني Audinetيرل أف قكانيف الشكؿ ال
تعتبر مف النظاـ العاـ الدكلي كمف ثـ ال تطبؽ عمى األجانب ،بؿ تعتبر مف النظاـ
العاـ الداخمي كىذا يعني أنيا تطبؽ عمى الفرنسييف فقط .كمف ىذا المنطمؽ ،فإف
الزكاج الذم يعقده األجانب في فرنسا يعتبر صحيحا حتى كلك تـ عمى يد رجؿ ديف.
كترل الدكتكرة نادية فضيؿ" أف الزكاج الذم تـ في الخارج طبقا لقاعدة لككيس ،يعتبر
صحيحا كال يجكز لمقضاء الفرنسي الحكـ بإبطالو تطبيقا لنظرية الحقكؽ المكتسبة
كذلؾ رغـ تعارضو مع النظاـ العاـ الفرنسي".2
1
انظر ،بٌار ماٌر ،فانسان هوزٌه ،ترجمة علً محمود م قلد ،القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص.198
2
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص 277وما بعدها.
105
كالحقيقة أنو ،لتطبيؽ نظرية نفاذ الحقكؽ المكتسبة ال بد مف تكافر جممة
مف الشركط ،كمف بيف ىذه الشركط أنو يجب أف يككف الحؽ قد تككف كفقا لقكاعد
اإلسناد في البمد الذم تـ فيو كفي البمد الذم يراد التمسؾ فيو بنفاذه .أما إذا اتفؽ مع
قكاعد التنازع في البمد األكؿ كخالفيا في البمد الثاني فبل يجكز التمسؾ بنفاذ ىذا
الحؽ في البمد الثاني .1ثـ إف القانكف الفرنسي يشترط لصحة الزكاج الذم يعقد في
الخارج أف يتـ إعبلنو في فرنسا.
كمما سبؽ ،يتضح لنا بأف مسألة تضييؽ مجاؿ تطبيؽ قاعدة لككيس
استنادا إلى فكرة النظاـ العاـ أمر تحكمو مكاقؼ القضاة في تحديد مفيكـ النظاـ
العاـ كالذم يختمؼ مف قضية إلى أخرل ،خصكصان كأنيـ يتمتعكف بحرية كاسعة في
تفسير مضمكف القكانيف األجنبية دكف خضكعيـ إلى رقابة محكمة النقض.2
كلكف السؤاؿ الذم يطرح نفسو ىنا :ىؿ يصح زكاج الجزائرييف الذم يتـ
في الخارج كفقا لمشكؿ الديني باعتباره تطبيقا لقاعدة لككيس؟
كما أف الزكاج الرضائي المعركؼ لدل بعض الدكؿ البركستانتية؛ كالذم يتـ
بدكف أم شكؿ ديني ال يعتبر باطبل .طالما أنو يمكف إثباتو بكافة طرؽ اإلثبات.3
1
علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.128
2
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.280 -279
3
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.244 -243
106
ثالثا :اإلحالة
لقد تباينت مكاقؼ الدكؿ بشأف األخذ بنظرية اإلحالة بيف القبكؿ كالرفض
كقد أكرد المشرع الجزائرم في تعديؿ القانكف المدني بمكجب القانكف رقـ 10-05
1
المؤرخ في 20يكنيك 2005نصا صريحا يقضي بقبكؿ اإلحالة مف الدرجة األكلى
حيث جاء في المادة 23مكرر 1ما يمي ":إذا تقرر أف قانكنا أجنبيا ىك الكاجب
التطبيؽ ،فبل تطبؽ إال أحكامو الداخمية دكف تمؾ الخاصة بتنازع القكانيف مف حيث
المكاف.
غير أنو يطبؽ القانكف الجزائرم ،إذا أحالت عميو قكاعد تنازع القكانيف في القانكف
األجنبي المختص".
كلكف إذا كنا أماـ زكاج خضع في شكمو لمقانكف الكطني ،كرفض القانكف
الشخصي ىذا االختصاص كأحالو إلى قانكف المحؿ أك قانكف المكطف ،فيؿ يعتبر
ىذا الزكاج صحيحا؟
األصؿ أف شكؿ ىذا التصرؼ يعتبر صحيحا في ىذه الحالة طبقا لقاعدة
لككيس نظ ار لككف القاعدة تتمتع بطابع اختيارم .كعميو إذا أحاؿ اؿقانكف الشخصي
المختص النزاع إلى قانكف المحؿ أك إلى قانكف المكطف فيجب االعتداد بذلؾ .كيرل
األستاذ باتيفكؿ Batiffolأف األخذ باإلحالة في مجاؿ شكؿ التصرفات يترتب عميو
ىدـ الطابع االختيارم الذم تتميز بو قاعدة لككيس .كترفض األستاذة جنيف
1
لقد انتقد موقؾ المشرع الجزابري من نظرٌة اإلحالة؛ ذلك أن قبوله البلمشروط لئلحالة من القانون األجنبً ٌإدي إلى تطبٌق
القانون الجزابري فً مسابل األحوال الشخصٌة على أزواج أجانب ال ٌدٌنون باإلسبلم .وال شك أن هذا األمر ٌتعارض مع رؼبة
هإالء األجانب فً تطبٌق قوانٌنه م الشخصٌة ،وعندبذ ٌجب رفض اإلحالة ولو كانت من الدرجة األولى .انظر ،بلمامً عمر ،إشكالٌة
اإلحالة فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة والسٌاسٌة ،جامعة الجزابر،2008 ،
العدد ،02ص.356
107
ميريؾ Genin- Mericاألخذ بنظرية اإلحالة في مجاؿ الشكؿ ،ألنيا تؤدم إلى
خمؽ صعكبات في تكييؼ الشكؿ.1
كيتضح مما سبؽ ،أف قاعدة لككيس تستبعد عندما يرفض القانكف األجنبي
االختصاص التشريعي كيحيمو إلى قانكف آخر ،كىذا بالرغـ مف معارضة العديد مف
الفقياء تطبيؽ نظرية اإلحالة حفاظا عمى الطابع االختيارم لمقاعدة.
كبعد أف رأينا ،أف أغمب التشريعات قد أخضعت شكؿ الزكاج لقانكف محؿ
اإلبراـ ،سنحدد فيمايمي المسائؿ التي تدخؿ ضمف شكؿ الزكاج.
إف مضمكف شكؿ التصرؼ يختمؼ بحسب اليدؼ الذم يرمي إلى تحقيقو
فيناؾ الشكؿ المتعمؽ بالشير ،كالشكؿ المتعمؽ باإلثبات ،كالشكؿ المكمؿ لؤلىمية
فماذا نعني بشكؿ الزكاج في مجاؿ القانكف الدكلي الخاص؟
كعميو ،سنتطرؽ في ىذا المطمب إلى تكضيح األشكاؿ المتعمقة بالزكاج ،مع
بياف األشكاؿ التي تخرج عف نطاقو.
إذا أثير نزاع حكؿ صحة شكؿ الزكاج ،فمعنى ذلؾ أنو يجب إثباتو ،كيتـ
ذلؾ بتقديـ الدليؿ أماـ القضاء .كإلقامة الدليؿ عمى كجكد الزكاج البد مف تحرير عقد
بو؛ إذ تنص المادة 18مف قانكف األسرة الجزائرم عمى ما يمي ":يتـ عقد الزكاج أماـ
المكثؽ أك أماـ مكظؼ مؤىؿ قانكنا مع مراعاة ما كرد في المادتيف 9ك 9مكرر مف
1
مقتبس عن نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.285 -283
108
ىذا القانكف" .كتنص المادة 22مف ذات القانكف عمى أنو ":يثبت الزكاج بمستخرج
مف سجؿ الحالة المدنية كفي حالة عدـ تسجيمو يثبت بحكـ قضائي.
يجب تسجيؿ حكـ تثبيت الزكاج في الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة".
إف قبكؿ أدلة اإلثبات يخضع لقانكف المكضكع ،بينما يخضع الدليؿ الكتابي
المعد لئلثبات لقاعدة لككيس ،ألنو إذا أخضع لغير قانكف المحؿ ،فإف ذلؾ يتنافى
مع الضركرات العممية التي تبرر كجكد ىذه القاعدة .فبل فائدة مف اعتبار التصرؼ
صحيحا إذا لـ يكف في كسعنا إثباتو .أما األستاذ دكجي Duguitفيرل بكجكب
إخضاع اإلثبات لمقانكف الشخصي كذلؾ الرتباط المسألة بقبكؿ اإلثبات كليس بشكؿ
اإلجراءات.
كقد أخضعت محكمة النقض الفرنسية قكاعد اإلثبات لقانكف محؿ التصرؼ،
إذ اعتبرت في قرار ليا صادر في 23فبراير 1864أف إثبات التصرؼ القانكني
يخضع لقانكف البمد الذم أبرـ فيو .فقانكف المحؿ ىك الذم يحدد الشكميات الرسمية
التي يخضع ليا التصرؼ كتتمثؿ ىذه األدلة في اإلثبات بالكتابة ،أك الشيادة أك
القرائف كغير ذلؾ مف األدلة.1
1
مقتبس عن نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص 322وما بعدها.
109
فإنيا أشكاؿ تتصؿ بحماية ناقصي األىمية ،كبالتالي تخضع لقانكف جنسية ناقص
األىمية باعتباره أكثر القكانيف المبلئمة لتحقيؽ الحماية ليذا الصغير.1
إذف ،طرؽ إظيار الزكاج كاعبلنو لمغير كاثباتو ىك ما نعني بو شكؿ الزكاج3؛
أم كافة اإلجراءات الكفيمة بإظيار إرادة الزكجيف إلى العالـ الخارجي.4
كفيما يتعمؽ بإثبات الزكاج ،فإف قانكف محؿ اإلبراـ ىك الذم يحدد لنا ما إذا
كاف مطمكبا إلبراـ الزكاج إفراغو في شكؿ سندات رسمية أك كثائؽ إدارية معينة ،أك
1
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص 86- 85؛ حسن الهداوي ،القانون
الدولً الخاص(تنازع القوانٌن)،المرجع السابق ،ص.174
2
مقتبس عن علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.87
3
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.160
4
انظر ،عبده جمٌل ؼصوب ،المرجع السابق ،ص.257
110
عدـ اشتراط ذلؾ أصبل .كما يحدد لنا الطرؽ كاإلجراءات المقررة قانكنا إلثبات
الزكاج .كقد اعترفت محكمة النقض الفرنسية بإثبات الزكاج عف طريؽ حيازة الحالة
الظاىرة لؤلكالد الناتجيف عف زكاج مبرـ في الخارج.1
كعميو ،إذا تـ إبراـ الزكاج كفقا لمشكؿ المحمي ،فإف إثباتو أيضا يخضع
لمقانكف المحمي .كاذا تـ إخضاع شكؿ الزكاج لقانكف جنسية الزكجيف أك لقانكف
المكطف المشترؾ ،فإف إثباتو يخضع بدكره ليذا القانكف ،2كاذا تـ الزكاج في الشكؿ
القنصمي فإف إثباتو يخضع ؿلؽانكف الذم أبرـ القنصؿ الزكاج كفقان لو.3
كقد خص المشرع الككيتي إثبات الزكاج بنص خاص كاعتبره يدخؿ ضمف
الشركط الشكمية ،حيث نص في المادة 38مف قانكف تنظيـ العبلقات القانكنية ذات
العنصر األجنبي عمى ما يمي ":يرجع في إثبات الزكاج إلى القانكف الذم خضع لو
الزكاج في أكضاعو الشكمية".
كقد أيد جانب مف الفقو المصرم حؽ األجانب في إبراـ زكاجيـ كفقا لمشكؿ
العرفي باعتباره شكبل محميا معترؼ بو مف قبؿ القانكف المصرم .خصكصا إذا كانت
القكانيف الشخصية لؤلجانب ال تمنعيـ مف ذلؾ .كلذلؾ يجب أال تحظره عمييـ دكلة
المحؿ متأثريف في ذلؾ بفرنسا التي تجيز لؤلجانب إبراـ زكاجيـ كفقا لمشكؿ المدني
حتى كلك كانت قكانينيـ الشخصية تفرض عمييـ إبرامو كفقا لمشكؿ الديني.
إذف ،حسب ىذا الرأم يمكف لؤلجانب إبراـ زكاجيـ في الشكؿ العرفي سكاء كانكا
مسمميف أك غير مسمميف دكف أف يعني ىذا إغفاؿ الشركط المكضكعية لمزكاج التي
1
انظر ،محكمة النقض ،1974/01/08 ،مقتبس عن الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص-168
.169
2
انظر ،عامر محمد الكسوانً ،المرجع السابق ،ص 155 -154؛ محمد كمال فهمً ،أصول القانون الدولً الخاص ،مإسسة الثقافة
الجامعٌة ،اإلسكندرٌة ،2006 ،ص.543
3
انظر ،عزالدٌن عبد هللا ،القانون الدولً الخاص ،الجزء الثانً(تنازع القوانٌن وتنازع االختصاص القضابً الدولٌٌن) ،الهٌبة
المصرٌة العامة للكتاب ،الطبعة التاسعة ،1986 ،ص.292
111
يتطمبىا قانكنيـ الشخصي .كيقع عمى عاتؽ القضاء مراقبة مدل مراعاة ىذه
الشركط .1كيميؿ الدكتكر ىشاـ خالد إلى تأييد حؽ األجافب في إبراـ زكاجيـ كفقا
لمشكؿ العرفي كحقيـ أيضا في رفع دعكل أماـ القضاء المصرم يككف مكضكعيا
الحكـ بصحة كنفاذ العقد غير المكثؽ رسميا.2
1
انظر ،أحمد مسلم ،الشكل والموضوع فً تكوٌن الزواج ،ص ،20مقتبس عن هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل
الزواج ،المرجع السابق ،ص.266 -265
2
انظر ،أحمد سبلمة ،المرجع السابق ،ص ،759مقتبس عن هشام خالد ،نفس المرجع ،ص.269
3
انظر ،هشام خالد ،دعوى صحة ونفاذ عقد الزواج ذي العنصر األجنبً والمحكمة المختصة دولٌا بنظرها ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرٌة ،2003 ،ص.24 -23
4
انظر ،قانون رقم 09/08مإرخ فً 25فبراٌر ٌ 2008تضمن قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة ،الجرٌدة الرسمٌة لسنة ،2008
العدد .21
112
كجدير بالذكر أف االمتياز المقرر في المادتيف 141ك 242مف اؿقانكف
السالؼ الذكر كالذم يمنح االختصاص لممحاكـ الجزائرية بناء عمى جنسية أحد
أطراؼ الدعكل ينحصر مجاؿ تطبيقو عمى االلتزامات التعاقدية دكف غيرىا مف
التصرفات القانكنية.3
لقد اشترطت المادة 18مف قانكف األسرة الجزائرم أف يتـ إبراـ عقد الزكاج
أماـ المكثؽ أك أماـ مكظؼ مؤىؿ قانكنا مع مراعاة ما كرد في المادتيف 9ك 9
مكرر مف ىذا القانكف .كعمى ىذا ترل الدكتكرة نادية فضيؿ أف ىذا الزكاج يتعارض
مع نص المادة ،18ألف الشكؿ المطمكب النعقاد الزكاج في ىذه الحالة يعتبر مف
1
تنص المادة 41من هذا القانون على ما ٌلًٌ ":جوز أن ٌكلؾ بالحضور كل أجنبً ،حتى ولو لم ٌكن مقٌما فً الجزابر ،أمام
الجهات القضابٌة الجزابرٌة ،لتنفٌذ االلتزامات التً تعاقد علٌها فً الجزابر مع جزابري.
كما ٌجوز أٌضا تكلٌفه بالحضور أمام الجهات القضابٌة الجزابرٌة بشؤن التزامات تعاقد علٌها فً بلد أجنبً مع جزابرٌٌن".
2
تنص المادة 42من هذا القانون على ما ٌلًٌ ":جوز أن ٌكلؾ بالحضور كل جزابري أمام الجهات القضابٌة الجزابرٌة بشؤن
التزامات تعاقد علٌها فً بلد أجنبً ،حتى ولو كان مع أجنبً".
3
انظر ،محمد سعادي ،المرجع السابق ،ص.185 -178
4تنص المادة 426من هذا القانون على ما ٌلً ":تكون المحكمة مختصة إقلٌمٌاً:ا
-فً موضوع العدول عن الخطبة بمكان وجود موطن المدعى علٌه،
-فً موضوع إثبات الزواج بمكان وجود موطن المدعى علٌه،
-فً موضوع الطبلق أو الرجوع بمكان وجود المسكن الزوجً ،وفً الطبلق بالتراضً بمكان إقامة أحد الزوجٌن حسب
اختٌارهما."...
113
ضمف الشركط المكضكعية التي تخرج عف نطاؽ قاعدة لككيس كالتي يجب أف
تخضع لمقانكف الشخصي حماية ألىمية العاقد.1
إف القانكف الذم يحكـ شكؿ العقد ىك الذم يجب أف يحكـ إثباتو ،كىك الذم
يبيف لنا أدلة اإلثبات ،كمدل حجيتيا .2كما إذا كاف يمزـ تقديـ الدليؿ الكتابي أك
االكتفاء بالبينة الشخصية .3ككما رأينا فإف المشرع الككيتي كاف صريحا ككاضحا في
إلحاقو مسألة القانكف الذم يحكـ إثبات الزكاج بالقانكف الذم يحكـ شكؿ الزكاج .كاذا
كاف إثبات الزكاج يرجع بحسب األصؿ إلى قانكف الشكؿ ،فقد أجاز االجتياد
القضائي الفرنسي لقاضي الدعكل أف يطبؽ قانكنو عمى دعكل تثبيت الزكاج أك
إعادة تشكيؿ كثائؽ الزكاج المتمفة أك المفقكدة ،ككذلؾ إذا كاف القانكف األجنبي ال
يعرؼ الشكؿ الرسمي لمزكاج.4
أ -اإلعالف عف مشروع الزواج :5تتكلى السمطات اإلدارية المختصة بإبراـ عقد
الزكاج القياـ بعممية اإلعبلف عف مشركع الزكاج ،بيدؼ إتاحة الفرصة لمغير
باالعتراض عمى ىذا الزكاج متى كجد سبب قانكني مبرر لذلؾ.
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.194 -193
2
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.435 -433
3
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص(تنازع القوانٌن) ،المرجع السابق ،ص.110
4
مقتبس عن موحند إسعاد ،ترجمة فابز أنجق ،القانون الدولً الخاص ،الجزء األول(،قواعد التنازع) ،دٌوان المطبوعات الجامعٌة،
الجزابر ،1989 ،ص.303
5
انظر ،المادة 63من القانون المدنً الفرنسً.
114
أك األقارب ،األحكاـ الصادرة برفض االعتراضات المكجية ضد الزكاج.1
ج -مراسـ االحتفاؿ بإبراـ الزواج :كيقتضي ىذا الشرط إتباع اإلجراءات التالية:
-1ضركرة إبراـ الزكاج في القسـ اإلدارم الذم يتكطف فيو أحد الزكجيف ،أك المكاف
الذم كاف يقيـ فيو أحد الزكجيف إقامة معتادة ،كىذا قبؿ اإلعبلف عف مشركع الزكاج.
كما يجب االحتفاؿ بالزكاج في التاريخ المحدد لذلؾ.2
-2أف يتـ االحتفاؿ بالزكاج عبلنية ،فضبل عف ضركرة حضكر الزكجيف شخصيا
أماـ المكثؽ ،باإلضافة إلى حضكر الشيكد في مكاف االحتفاؿ ،كبعد أف يتأكد
المكثؽ مف استيفاء جميع المستندات كاإلجراءات البلزمة إلبراـ الزكاج .كبعد أف يعمف
الزكجاف مكافقتيما عمى إبراـ الزكاج يعمف المكثؽ عف انعقاد الزكاج.3
أما في إمطاليا 4فبل مختمؼ األمر كثي ار عما ىك عميو في القانكف الفرنسي،
كعمكما يمكف إجماؿ أىـ الشركط الشكمية لمزكاج المدني الذم يبرـ في إيطاليا فيما
يمي:
أ -ضركرة إعبلـ الغير بالزكاج المزمع عقده عف طريؽ كضع إعبلف عاـ تكضح فيو
بيانات كؿ زكج ،كالمكاف المراد االحتفاؿ فيو بالزكاج .كما يجب نشر ىذا اإلعبلف
في قاعة مجمس المدينة التي يتكطف فييا الزكجاف لمدة ال تقؿ عف 80يكما السابقة
عمى إبراـ عقد الزكاج.
1
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.59 -58
2
L’art: 74 du code civil français dispose que : " Le mariage sera célébré dans la commune où
l'un des deux époux aura son domicile ou sa résidence établie par un mois au moins d'habitation
continue à la date de la publication prévue par la loi".
3
L’art: 75 du code civil français dispose que : " Le jour désigné par les parties, après le délai de
publication, l'officier de l'état civil, à la mairie, en présence d'au moins deux témoins, ou de
quatre au plus, parents ou non des parties, fera lecture aux futurs époux des articles 212, 213
(alinéas 1er et 2), 214 (alinéa 1er), 215 (alinéa 1er) et 220 du présent code. Il sera également
fait lecture de l'article 371-1. Toutefois, en cas d'empêchement grave, le procureur de la
République du lieu du mariage pourra requérir l'officier de l'état civil de se transporter au
domicile ou à la résidence de l'une des parties pour célébrer le mariage" .
4
انظر ،المواد 93إلى 101من القانون المدنً اإلٌطالً.
115
ب -كمتى تكافرت الشركط البلزمة إلبراـ الزكاج يقكـ المكثؽ المختص بإبراـ عقد
الزكاج؛ كيتـ ذلؾ بحضكر الزكجيف شخصيا ،كيضاؼ إلى ذلؾ حضكر شاىديف
عمى األقؿ .كفي حالة تخمؼ الشركط المتطمبة إلبراـ عقد الزكاج يككف ىذا األخير
معرضا لمبطبلف أك القابمية لئلبطاؿ بحسب طبيعة الشرط المتخمؼ.1
المطمب الرابع
2
اختصاص السمؾ الدبموماسي والقنصمي بإبراـ الزواج
يحؽ لمجزائرييف المقيميف في الببلد األجنبية االختيار بيف إبراـ عقد زكاجيـ
كفقان لئلجراءات كاألشكاؿ التي يتطمبيا قانكف ببلدىـ كذلؾ بالتكجو إلى القنصميات
كالييئات الدبمكماسية الجزائرية المختصة ،أك إبراـ عقد زكاجيـ كفقان لؤلشكاؿ التي
يتطمبيا القانكف المحمي لبمد اإلبراـ كذلؾ بالتكجو إلى الييئات المحمية المختصة.
1
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص .47 -46
2
مع مبلحظة أنه توجد تشرٌعات أخرى ال تبٌح لسلكها الدبلوماسً هذا االختصاص أصبل مثل ما هو علٌه الحال فً بعض دول
أمرٌكا البلتٌنٌة .انظر الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.167
3
صادقت علٌها الجزابر بموجب المرسوم رقم 85-64مإرخ فً 2مارس ٌ 1964تضمن المصادقة على اتفاقٌة فٌٌنا حول العبلقات
القنصلٌة الموقعة فً أبرٌل ،1963الجرٌدة الرسمٌة لسنة .1964العدد.34
116
لسنة 1978الخاصة بإبراـ الزكاج كاالعتراؼ بو .كما نصت عميو االتفاقية الجزائرية
الفرنسية المبرمة في 24مام.11974
لقد اعترؼ المشرع الجزائرم بصحة عقكد الزكاج التي تبرـ أماـ األعكاف
الدبمكماسييف كالقناصؿ طبقا لمقانكف الجزائرم ،حيث نص في المادة 96مف قانكف
م بمد أجنبي
الحالة المدنية ":إف كؿ عقد خاص بالحالة المدنية لمجزائرييف صادر ؼ
يعتبر صحيحان إذا حرره األعكاف الدبمكماسيكف أك القناصؿ طبقان لمقكانيف الجزائرية".
مف استقراء أحكاـ النصكص السابقة يتبيف لنا بأف زكاج الجزائرييف المبرـ
أماـ الييئات الدبمكماسية كالقنصمية يبقى خاضع دائمان لمقانكف الجزائرم كىذا بالنسبة
لمشركط الشكمية كالشركط المكضكعية عمى حد السكاء .2كال يشترط لصحة عقد
الزكاج الذم يقكـ بتحريره أعكاف السمؾ الدبمكماسي كالقنصمي طبقا لمقانكف الجزائرم
أف تعترؼ ليـ بيذه الصبلحية الدكؿ المعتمديف فييا .3كمع ذلؾ تبقى دائما سمطات
الممثؿ الدبمكماسي أك القنصمي في إبراـ عقد الزكاج تمارس في حدكد االتفاقيات
كاألعراؼ الدكلية.
إذف ،يحؽ لمجزائرييف إبراـ زكاجيـ في الخارج كفقا لمشكؿ القنصمي الجزائرم
أم لدل القنصمية الجزائرية في الدكلة التي يقيـ فييا الجزائرم طالب الزكاج ،كقد
جرل العرؼ الدكلي عمى إسناد ىذا االختصاص إلى القناصؿ فقط بالنسبة لرعايا
دكلة القنصؿ فيما بينيـ.4
1
صادقت علٌها الجزابر بموجب األمر رقم 75-74مإرخ فً ٌ 12ولٌو ٌ ،1974تضمن المصادقة على االتفاقٌة القنصلٌة بٌن
حكومة الجمهورٌة الجزابرٌة الدٌمقراطٌة الشعبٌة وحكومة الجمهورٌة الفرنسٌة الموقعة فً بارٌس فً 24ماٌو ،1974الجرٌدة
الرسمٌة ،1974 ،العدد ،62ص.834
2
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.168
3
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.245
4
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج المرجع السابق ،ص.413 -412
117
الفرع األوؿ
يجكز لمجزائرييف المتكطنيف في الخارج إبراـ عقكد زكاجيـ كفقا لقانكف الدكلة
التي يتكطنكف فييا ،كذلؾ حسب نص المادة 19مف القانكف المدني كيستكم في ذلؾ
أف يتـ إبراـ العقد في دكلة أخرل .أك في دكلة مكطنيما المشترؾ كفي ىذا الفرض
تككف دكلة اإلبراـ ىي ذاتيا دكلة المكطف.1
كيجيز القانكف الفرنسي لمفرنسييف إبراـ عقكد زكاجيـ أماـ رجاؿ السمؾ
الدبمكماسي كالقنصمي في الخارج كفقا ألحكاـ القانكف الفرنسي كلك كاف مخالفا لشكؿ
الزكاج في البمد الذم ىـ معتمدكف لديو.2
1
انظر ،هشام خالد ،المرجع السابق ،ص.423
2
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.72
3
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.169
4
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.167
118
أما المشرع الفرنسي فقد أجاز في المادة 1-171مف القانكف المدني
لمييئات الدبمكماسية الفرنسية في الخارج القياـ بعقد زكاج فرنسي بأجنبية في بعض
البمداف المحددة بمكجب مرسكـ رئاسي.
إف أىـ ما يمكف مبلحظتو أف قانكف الحالة المدنية الجزائرم ؽد ميز بيف
الشركط الشكمية كالشركط المكضكعية في عقد الزكاج .كىذا ما لـ نجده في قانكف
األسرة .كما أف الزكاج الذم يتـ إبرامو في بمد أجنبي بيف الجزائرييف كالجزائريات
كبيف الجزائرييف كاألجنبيات يعتبر صحيحا إذا ركعيت فيو الشركط الشكمية كفقا
لقانكف بمد اإلبراـ كاؿشركط المكضكعية المنصكص عمييا في القانكف الجزائرم.1
كلكف ماذا عف شكؿ الزكاج الذم يبرـ في الخارج بيف جزائرية كأجنبي؟
إف زكاج الجزائرية في الخارج ال يجكز إبرامو في الشكؿ المحمي عمى حساب
الشركط الـ كضكعية لصحة الزكاج كنقصد ىنا بشكؿ خاص عدـ زكاج المسممة بغير
المسمـ .2كما ال يجكز إبرامو في الخارج كفقا لمشكؿ الديني الذم يتطمبو قانكف
المحؿ .3كلكف إذا كاف الزكجاف غير مسمميف فيحؽ ليما إبراـ زكاجيما في الخارج
كفقا لمشكؿ المحمي مدنيا كاف أك دينيا.4
الفرع الثاني
لقد نتج عمى سياسة االنفتاح عمى العالـ الخارجي ،كتزايد حجـ أعماؿ
االستثمار األجنبي في الجزائر كالتبادالت الثقافية ظيكر زيجات بيف أجانب
1
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.167
2
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.243
3
انظر ،هشام خالد ،القانون الواجب التطبٌق على شكل الزواج ،المرجع السابق ،ص.398
4
انظر ،هشام خالد ،نفس المرجع ،ص.400
119
كأجنبيات .كعميو ،فإف زكاج ىؤالء األجانب مع األجنبيات الذم يتـ أماـ الجيات
الجزائرية المؤىمة يككف خاضعا مف حيث الشكؿ إلى القانكف الجزائرم باعتباره محؿ
اإلبراـ.1
كيجكز إبرامو أيضا أماـ الييئة السياسية األجنبية المعتمدة في الجزائر إذا
كانت جنسية الزكجيف مشتركة .كىذا ألف اختصاص السمؾ القنصمي في إبراـ عقد
الزكاج يقكـ فقط في حالة اتحاد جنسية الزكجيف مع جنسية القنصؿ .إضافة إلى أف
نص الـ ادة 71مف قانكف الحالة المدنية 2يشترط ضركرة استمرار إقامة األجنبييف أك
أحدىما لمدة شير عمى األقؿ قبؿ الزكاج في إقميـ اختصاص ضابط الحالة المدنية.3
كطبقا لممادتيف 448ك 171مف القانكف المدني الفرنسي يمكف أف يتـ إبراـ
الزكاج أماـ األعكاف الدبمكماسييف أك القنصمييف الفرنسييف .فالزكاج المدني ىك
المعترؼ بو رسميان كالممزـ لجميع المكاطنيف ككذلؾ األجانب الذيف يتزكجكف مف
فرنسييف أك فرنسيات .كلكف يبقى لمزكجيف الخيار في إبرامو مرة ثانية عمى الشكؿ
الديني أماـ الكاىف متى رغبا في ذلؾ .5كيتعرض الكاىف الذم أبرـ الزكاج عمى
الشكؿ الديني قبؿ المدني لعقكبة الحبس كالغرامة المنصكص عمييا في المادة
2-1/433مف القانكف الجنائي الفرنسي.
1
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.166
2
تنص المادة 71من قانون الحالة المدنٌة على ما ٌلًٌ ":ختص بعقد الزواج ضابط الحالة المدنٌة أو القاضً الذي ٌقع فً نطاق
دابرته محل إقامة طالبً الزواج أو أحدهما أو المسكن الذي ٌقٌم فٌه أحدهما باستمرار منذ شهر واحد على األقل إلى تارٌخ الزواج.
وال تطبق هذه المهلة على المواطنٌن".
3
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.168 -167
4
L’art.48 du code civil français dispose que :" Tout acte de l'état civil des Français en pays
étranger sera valable s'il a été reçu, conformément aux lois françaises, par les agents
diplomatiques ou consulaires.
Un double des registres de l'état civil tenus par ces agents sera adressé à la fin de chaque
année au ministère des affaires étrangères, qui en assurera la garde et pourra en délivrer
des extraits".
5
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص 251وما بعدها.
120
كقد تمجأ الدكؿ إلى إبراـ اتفاقيات ثنائية تخكؿ بمكجبيا لؤلعكاف
الدبلكماسييف إبراـ الزكاج ،كما ىك الشأف بالنسبة لبلتفاقية القنصمية المبرمة بيف
المغرب كليبيا ،1حيث جاء في المادة 31ـ نيا ما يمي ":يحؽ لؿمكظفيف القنصمييف
في حدكد دائرتيـ القياـ بما يمي...":
-8أ تحرير كنسخ كارساؿ عقكد الزكاج كاالزدياد كالجنسية كالكفاة لرعايا الدكلة
المكفدة ،كذلؾ طبقا لتشريعات ىذه الدكلة .ككذلؾ تسميـ الشيادات المتعمقة بيا.
ب -إبراـ عقكد الزكاج عندما يككف الزكجاف مف رعايا الدكلة المكفدة،
ج -حؿ نسخ أك تسجيؿ بناء عمى مقرر قضائي لو قكة تنفيذية حسب تشريع
الدكلة ،كؿ العقكد المتعمقة بحؿ ميثاؽ الزكاج المبرـ بحضكرىـ".
مف خبلؿ ما سبؽ ،اتضح لنا بأف تككيف عقد الزكاج يثير إشكاالت متعددة،
تتعمؽ بتحديد القانكف الكاجب عمى شؾؿ الزكاج كمكضكعو ،غير أف التنازع الكاقع
في مسائؿ الزكاج ال يقؼ عند مرحمة تككينو ،بؿ يشمؿ أيضان اآلثار التي يرتبيا عقد
الزكاج .فما ىك القانكف الكاجب التطبيؽ عمى آثار الزكاج في القانكف الدكلي
الخاص؟
1
انظر ،االتفاقٌة القنصلٌة بٌن المؽرب ولٌبٌا ،الموقعة بتارٌخ 02أبرٌل ،1997الجرٌدة الرسمٌة ،عدد 4740بتارٌخ 4نوفمبر
.1999
121
الثاػفي
الفصؿ ػػ
ػػ
آثار اؿػػػػزواج
القانوف الواجب التطبيؽ عمى ػػػ
122
يترتب عمى الزكاج الذم استكفى أركاف كشركط انعقاده آثار شخصية كآثار
مالية ،كاف كانت الشريعة اإلسبلمية ال تعرؼ سكل اآلثار الشخصية لمزكاج .بخبلؼ
التشريعات الغربية التي تدخؿ ضمف اآلثار المالية لمزكاج :النظاـ المالي لمزكجيف
كالعؽكد ما بيف الزكجيف .1كاذا كاف الكضع السائد لدل تشريعات الدكؿ المغاربية ىك
تكريس مبدأ استقبلؿ الذمة المكركث مف الفقو اإلسبلمي ،فإف بعضيا لطؼ مف حدة
ىذا المبدأ ،كأعطى لمزكجيف الحؽ في إبراـ اتفاقات تتضمف تنظيـ عبلقاتوما المالية
كثركتيما المكتسبة خبلؿ الحياة الزكجية كتضميف ذلؾ في عقد الزكاج أك في كثيقة
مستقمة.2
كسنقتصر ىنا عمى تحديد المقصكد بيذه اآلثار بشكؿ مبسط دكف التطرؽ
إلى أحكاميا التفصيمية كالتي أكضحيا الفقياء في كتب ؽكافيف األحكاؿ الشخصية
لنركز البحث ىنا عمى تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ عمى المنازعات المتعمقة بآثار
الزكاج الشخصية كالمالية.
إف تحديد ما يعد مف آثار الزكاج 3ىك مسألة تكييؼ تخضع لقانكف
القاضي ،4كلـ يحدد المشرع الجزائرم المقصكد بآثار الزكاج ،غير أف المشرع
الككيتي أشار إلى بعض ىذه اآلثار في المادة 39مف قانكف العبلقات القانكنية ذات
العنصر األجنبي بنصو عمى ما يمي ":يرجع في اآلثار التي يرتبيا الزكاج ،كحؿ
1
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.79
2
انظر ،محمد الشافعً ،قانون األسرة فً دول المؽرب العربً ،المطبعة والوراقة الوطنٌة ،الطبعة األولى ،مراكش
،2009ص.111
3
نص الفصل 50من مدونة األسرة المؽربٌة على أنه ":إذا توفرت فً عقد الزواج أركانه وشروط صحته ،وانتفت الموانع فٌعتبر
صحٌحا وٌنتج جمٌع آثاره من الحقوق والواجبات التً رتبتها الشرٌعة بٌن الزوجٌن واألبناء واألقارب المنصوص علٌها فً هذه
المدونة".
4
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.248
123
المعاشرة كالطاعة كالمير كالنفقة كعدة الكفاة ،إلى قانكف جنسية الزكج كقت انعقاد
الزكاج.
يرجع كذلؾ إلى ىذا القانكف في األثر الذم يرتبو الزكاج بالنسبة لمماؿ".
1
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.194
2
سورة البقرة ،اآلٌة .222
3
ونص علٌها المشرع المؽربً فً الفصل 51من مدونة األسرة ":الحقوق والواجبات المتبادلة بٌن الزوجٌن:
-1المساكنة الشرعٌة بما تستوجبه من معاشرة زوجٌة وعدل وتسوٌة عند التعدد ،وإحصان كل منهما وإخبلصه لآلخر ،بلزوم العفة
وصٌانة العرض والنسل،
-2المعاشرة بالمعروؾ وتبادل االحترام والمودة والرحمة والحفاظ على مصلحة األسرة،
-3تحمل الزوجة مع الزوج مسإولٌة تسٌٌر ورعاٌة شإون البٌت واألطفال،
-4التشاور فً اتخاذ القرارات المتعلقة بتدبٌر شإون األسرة واألطفال وتنظٌم النسل،
-5حسن معاملة كل منهما ألبوي اآلخر ومحارمه واحترامهم وزٌارتهم واستزارتهم بالمعروؾ،
-6حق التوارث بٌنهما.
124
-6المحافظة عمى ركابط القرابة كالتعامؿ مع الكالديف كاألقربيف بالحسنى كالمعركؼ
كفي فرنسا ،فطبقا لنص المادة 203مف القانكف المدني الفرنسي نجد مف
االلتزامات التي تنشأ عف عقد الزكاج انو يجب عمى اآلباء اإلنفاؽ عمى أبنائيـ
كتربية أطفاليـ ،كتمبية الحاجيات األساسية ليـ مثؿ الممبس كالمسكف كالرعاية
الصحية كالتعميـ.2
كما يرتب عقد الزكاج آثار شخصية بالنسبة لمعائمة :مثؿ البنكة الشرعية،
عبلقة األكالد بالكالديف ،السمطة األبكية .3كيدخؿ ضمف آثار الزكاج أيضان مسألة
مدل تأثير الزكاج عمى جنسية الزكجيف كلقب الزكجة كأىميتيا.4
1
انظر ،عبد هللا بن الطاهر ،مدونة األسرة فً إطار المذهب المالكً وأدلته ،الكتاب األول -الزواج -مطبعة النجاح الجدٌدة ،الطبعة
األولى ،المؽرب،2005 ،ص.216
2
Cf. Aurélie VERON, l’obligation d’entretien à l’égard des jeunes majeurs, Mémoire de DEA de droit
privé, Faculté des sciences juridiques, politiques et sociales , Ecole doctorale n° 74, Université de Lille
2 , Année universitaire 2002-2003, p.7.
3
انظر ،سامً بدٌع منصور ،عكاشة عبد العال ،القانون الدولً الخاص ،الدار الجامعٌة ،بٌروت ،1997 ،ص254؛ عبده جمٌل
ؼصوب ،المرجع السابق ،ص.267
4
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.170
5
انظر ،علٌوش قربوع كمال ،المرجع السابق ،ص.288
125
كابراـ العقكد كالتصرفات كمع ذلؾ ال تدخؿ مثؿ ىذه التصرفات ضمف آثار الزكاج
المالية .بينما ترتب تشريعات الدكؿ األكربية عمى الزكاج آثار مالية تعرؼ بأنظمة
الزكاج المالية .1كىي أنظمة قانكنية تحكـ العبلقات المالية بيف الزكجيف ،عف طريؽ
تحديد حقكؽ ككاجبات كؿ منيما مف حيث ممكية األمكاؿ كادارتيا كاالنتفاع بيا أثناء
الحياة الزكجية كبعد انقضائيا .كالجدير بالذكر ،أف اآلثار المالية لمزكاج تتحدد
بالنظاـ المالي الزكجي الناشئ عف عقد الزكاج ،كىي بيذا تختمؼ عف العقكد التي قد
تبرـ بيف الزكجيف كالتي تخضع بطبيعتيا إلى النظاـ العقدم.2
1
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص74؛ الطٌب زروتً ،القانون الدولً
الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.175
2
انظر ،عبده جمٌل ؼصوب ،المرجع السابق ،ص.267
3
مقتبس عن بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،المرجع السابق ،ص.78 -77
126
فإذا كيفت المحكمة طبيعة ادعاء الزكجة عمى أنو يدخؿ في النظاـ المالي
لمزكجيف فيترتب عمى ذلؾ تطبيؽ القانكف المالطي كفقان لقاعدة اإلسناد الفرنسية التي
تخضع النظاـ المالي لمزكجيف إلى قانكف المكطف األكؿ لمزكجية ،كفي ىذه الحالة
يتعيف الحكـ بأحقية الزكجة في دعكاىا طبقا لمقانكف المالطي.
أما إذا اعتبرت المحكمة أف ادعاء الزكجة يدخؿ ضـ ف فكرة الميراث ،فإف
القانكف الكاجب التطبيؽ في ىذا الفرض ىك القانكف الفرنسي كفقا لقاعدة اإلسناد
الفرنسية التي تقضي بإخضاع الميراث في العقار لقانكف مكقعو .كبالتالي يترتب
عمى ىذا التكييؼ رفض طمب الزكجة ألف القانكف الفرنسي ال يعرؼ ىذا الحؽ
المعركؼ باسـ " بنصيب الزكج المحتاج" .كىك الحؿ الذم قضت بو محكمة استئناؼ
الجزائر ،حيث كيفت ىذه القضية عمى أساس أنيا تدخؿ ضمف فكرة الميراث ،كذلؾ
في قرارىا الصادر بتاريخ 24ديسمبر .11889
لقد أخضع المشرع الجزائرم اآلثار الشخصية كالمالية إلى قانكف كاحد .كاذا
كاف مف السيؿ عمينا كصؼ بعض اآلثار بأنيا شخصية كما ىك الشأف بالنسبة
لكاجب إخبلص الزكجيف لبعضيما البعض ،ككاجب الزكج في العدؿ في حالة زكاجو
بأكثر مف كاحدة .فإنو تكج د آثار أخرل يصعب تكييفيا ،2كىذا ما سيتضح لنا مف
خبلؿ مايمي:
المطمب األوؿ
إذا تزكجت أجنبية مف جزائرم ،فيؿ يؤثر ذلؾ عمى جنسيتيا بأف تدخؿ في
جنسية زكجيا أـ تبقى محتفظة بجنسيتيا؟
1
مقتبس عن بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،المرجع السابق ،ص.79 -78
2
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.251
127
قد تكتسب الزكجة جنسية زكجيا في بعض القكانيف األجنبية اكتسابا مباش ار
كحتميا بمجرد زكاجيا منو ،كالبعض منيا جعمت ذلؾ مقصك ار بناء عمى طمب
الزكجة ،كتكجد قكانيف أخرل ال يؤثر فييا الزكاج عمى جنسية الزكجة .كمرد ىذا
االختبلؼ راجع إلى اعتباريف أساسييف :االعتبار األكؿ يقتضيو مراعاة مبدأ كحدة
جنسية العائمة ،أما االعتبار الثاني فيتمثؿ في احتراـ نظرية استقبلؿ جنسية العائمة.
كنتناكؿ فيما يمي تكضيح ىذه االتجاىات:
االتجاه األكؿ :لقد انتشر ىذا المبدأ خبلؿ القرف التاسع عشر كأكائؿ القرف العشريف
كاستنادا إلى ىذا المبدأ نصت غالبية التشريعات عمى دخكؿ الزكجة في جنسية
زكجيا بقكة القانكف بمجرد زكاجيا مف كطني كأثر مباشر لمزكاج ،كال ييـ في ذلؾ
مكقؼ الزكجة كما إذا كانت تكافؽ عمى ىذا التجنس أك ترفضو .مع مبلحظة أف
ضبعض التشريعات التي أخذت بيذا االتجاه قد أعطت لمزكجة الحؽ في أف ترؼ
جنسية زكجيا كتقرر االحتفاظ بجنسيتيا خبلؿ مدة زمنية معينة ،1كيعرؼ ذلؾ باسـ
الشرط التحفظي .غير أف غالبية ىذه التشريعات اشترطت الكتساب الزكجة الكطنية
جنسية زكجيا ضركرة فقد ىذه الزكجة لجنسيتيا األصمية 2كذلؾ تجنبان لكقكع تنازع
سمبي محتمؿ بيف الجنسية األصمية لمزكجة كجنسية الزكج كقد أطمؽ عمى ىذا الشرط
اسـ الشرط السمبي.3
لقد اعتنؽ أنصار ىذا االتجاه مبدأ كحدة الجنسية في األسرة كىـ يركف أف
ىذا المبدأ يحقؽ االنسجاـ كالتكافؽ داخؿ األسرة ،كيخفؼ مف حاالت تنازع القكانيف
1
انظر ،أحمد محمد الهواري ،المرجع السابق ،ص.110 -106
2
تنص المادة 10من قانون الجنسٌة القطرٌة( )2005/38على أنه ":ال تفقد المرأة القطرٌة جنسٌتها فً حال زواجها من ؼٌر قطري،
إال إذا ثبت اكتسابها جنسٌة زوجها ،و فً هذه الحالة ٌجوز لها أن تسترد الجنسٌة القطرٌة إذا تنازلت عن الجنسٌة األخرى" .وتنص
المادة 16من قانون الجنسٌة السعودٌة لسنة 1374قبل تعدٌلها على ما ٌلًٌ ":جوز لوزٌر الداخلٌة منح الجنسٌة العربٌة السعودٌة
للمرأة األجنبٌة المتزوجة من سعودي .أو أرملته السعودٌة األجنبٌة.إذا قدمت طلبا بذلك .وتنازلت عن جنسٌتها األصلٌة .وٌجوز لوزٌر
الداخلٌة أن ٌقرر فقدانها الجنسٌة العربٌة السعودٌة إذا انقطعت عبلقتها الزوجٌة بالسعودي ألي سبب واستردت جنسٌتها األصلٌة .أو
جنسٌة أجنبٌة أخرى .وتحدد البلبحة التنفٌذٌة الضوابط البلزمة لذلك" .
3
انظر ،فإاد عبد المنعم رٌاض ،سامٌة راشد ،الوجٌز فً القانون الدولً الخاص ،الجزء األول(الجنسٌة ومركز األجانب وتنازع
االختصاص القضابً) ،دار النهضة العربٌة ،1969 ،ص.206
128
الخاصة باألسرة ككنيا تخضع لقانكف كاحد .كما أنو يؤدم إلى تمتع الزكجة بكافة
حقكؽ المكاطنة.1
االتجاه الثاني :تظؿ الزكجة محتفظة بجنسيتيا ،إذ ال أثر لمزكاج عمى جنسية الزكجة
تطبيقا لمبدأ استقبلؿ جنسية العائمة .كلكف إذا رغبت الزكجة األجنبية في االنضماـ
إلى جنسية زكجيا ،فيجب عمييا تقديـ طمب بذلؾ ،كغالبا ما تخفؼ تشريعات ىذا
االتجاه مف شركط التجنس كأف يتـ النص عمى اإلعفاء مف شرط اإلقامة المعتادة
كالمنتظمة أك اإلنقاص مف مدتيا.
كيرل أنصار استقبلؿ الجنسية أف ىذا المبدأ يستجيب لمبدأ المساكاة بيف
الجنسيف ،كينتقدكف مبدأ كحدة الجنسية بدعكل أنو يؤدم إلى دخكؿ عناصر غير
مرغكب فييا في جنسية الدكلة كال شؾ أف ذلؾ يشكؿ خط ار عمى أمف كسبلمة
المجتمع.
االتجاه الثالث :ال يرتب ىذا االتجاه أم أثر مباشر لمزكاج عمى جنسية الزكجة.
كلكف تستطيع الزكجة أف تطمب الحصكؿ عمى جنسية زكجيا دكف حاجة إلتباع
إجراءات التجنس المعتادة بالنسبة لؤلجانب العادميف.2
كالحقيقة ،أف مبدأ استقبلؿ جنسية العائمة مبدأ ثابت عمى الصعيد الدكلي
فقد أقرتو المادة األكلى مف اتفاقية نيكيكرؾ المبرمة في 20فبراير 1957كالخاصة
بجنسية المرأة المتزكجة ،3إذ جاء فييا ما يمي ":تكافؽ كؿ مف الدكؿ المتعاقدة عمى
أنو ال يجكز انعقاد الزكاج أك انحبللو بيف أحد مكاطنييا كبيف أجنبي ،كال لتغيير
1
انظر ،سعٌد ٌوسؾ البستانً ،الجنسٌة والقومٌة فً تشرٌعات الدول العربٌة ،منشورات الحلبً الحقوقٌة ،بٌروت ،2003 ،ص.252
2
انظر ،أحمد محمد الهواري ،المرجع السابق ،ص ،110ص 111؛ انظر ،سعٌد ٌوسؾ البستانً ،الجنسٌة والقومٌة فً تشرٌعات
الدول العربٌة ،المرجع السابق ،ص ،252ص.253
3
انظر ،اتفاقٌة نٌوٌورك ،بشؤن جنسٌة المرأة المتزوجة عرضت للتوقٌع والتصدٌق واالنضمام بقرار الجمعٌة العامة لؤلمم المتحدة
( 1040د )11-المإرخ فً ٌ 29ناٌر .1957
129
الزكج لجنسيتو أثناء الحياة الزكجية ،أف يككف بصكرة آلية ذا أثر عمى جنسية
الزكجة" .كنصت المادة الثانية مف ذات االتفاقية عمى ما يمي ":تكافؽ كؿ مف الدكؿ
المتعاقدة عمى أنو ال يجكز الكتساب أحد مكاطنييا باختياره جنسية دكلة أخرل ،كال
لتخمي أحد مكاطنييا عف جنسيتو ،أف يمنع زكجة ىذا المكاطف مف االحتفاظ
بجنسيتيا".
كبالمقابؿ ،أقرت المادة الثالثة مف االتفاقية المذككرة أعبله مبدأ كحدة جنسية
العائمة ،حيث جاء فييا ما يمي":
-2تكافؽ كؿ ـ ف الدكؿ المتعاقدة عمى أنو ال يجكز تأكيؿ ىذه االتفاقية عمى نحك
يجعميا تمس بأم تشريع أك تقميد قضائي يسمح لؤلجنبية التي تزكجت أحد رعاياىا
بأف تكتسب بمؿء الحؽ ،إذا طمبت ذلؾ جنسية زكجيا".
كمما سبؽ ،يتضح لنا بأف االتفاقية السابقة قد جمعت بيف كؿ مف مبدأم
كحدة جنسية العائمة كاستقبلليا .فمف جانب اعتدت بإرادة المرأة المتزكجة كعدـ فرض
جنسية زكجيا عمييا جب ار كمف جانب آخر حثت الدكؿ عمى احتراـ كحدة جنسية
العائمة لما في ذلؾ مف أثر بالغ عمى تحقيؽ التجانس الركحي كالفكرم داخؿ
األسرة.1
1
انظر ،أحمد محمد الهواري ،المرجع السابق ،ص.111-109
130
إذ يجب الجمع بيف، أف األخذ بمبدأ كاقصاء آخر أمر ال يستقيـ،كالكاقع
فإف المسألة تبقى محككمة بالسياسة التشريعية لكؿ دكلة، كعمى كؿ.مزايا المبدأيف
.كالتي يجب أف تراعي الظركؼ االقتصادية كاالجتماعية لمببلد
نجد.كبالنسبة لمكقؼ القانكف الفرنسي بشأف آثار الزكاج فيما يخص الجنسية
تقضي بتمكيف األجنبي الذم يبرـ زكاجو مع طرؼ فرنسي بعد2-21 بأف المادة
سنكات مف إبراـ الزكاج مف اكتساب الجنسية الفرنسية شريطة استمرار04 مضي
إذا كاف غرض األجنبي، كعميو.1قياـ الزكجية كاحتفاظ الزكج الفرنسي بجنسيتو
2
المياجر في فرنسا ىك تسكية كضعيتو اإلدارية بالحصكؿ عمى اإلقامة أك الجنسية
فإف الشرط السابؽ ال يتحقؽ كما لك تزكج،كليس إقامة حياة زكجية قائمة كمستمرة
21 المياجر األجنبي مف فتاة في كضعية عقمية متدىكرة أك أف تتزكج فتاة عمرىا
.3 سنة بدكف مساكنة60 سنة مف مكاطف فرنسي يتعدل عمره
تبطؿ المحاكـ ىذا النكع مف الزكاج بناء عمى طمب،كلمحاربة ىذا الكضع
6/441 كيضاؼ إلى ذلؾ العؽكبات المنصكص عمييا في المادة.مف النيابة العامة
.4مف القانكف الجنائي الفرنسي
1
L’art. 21-2 du code civil français dispose que :" L'étranger ou apatride qui contracte mariage avec un
conjoint de nationalité française peut, après un délai de quatre ans à compter du mariage, acquérir la
nationalité française par déclaration à condition qu'à la date de cette déclaration la communauté de vie
tant affective que matérielle n'ait pas cessé entre les époux depuis le mariage et que le conjoint français
ait conservé sa nationalité. Le délai de communauté de vie est porté à cinq ans lorsque l'étranger, au
moment de la déclaration, soit ne justifie pas avoir résidé de manière ininterrompue et régulière pendant
au moins trois ans en France à compter du mariage, soit n'est pas en mesure d'apporter la preuve que
son conjoint français a été inscrit pendant la durée de leur communauté de vie à l'étranger au registre
des Français établis hors de France. En outre, le mariage célébré à l'étranger doit avoir fait l'objet d'une
transcription préalable sur les registres de l'état civil français. Le conjoint étranger doit également
justifier d'une connaissance suffisante, selon sa condition, de la langue française, dont le niveau et les
modalités d'évaluation sont fixés par décret en Conseil d'Etat.".
2
.1998 سنة22113 مقابل1999 سنة240088 وصلت فً فرنسا نسبة اكتساب الجنسٌة عن طرٌق الزواج إلى ما ٌناهز
، المجلة المؽربٌة للدراسات الدولٌة، الزواج المختلط وجه جدٌد للهجرة وخطوة نحو االندماج،ً خدٌجة بوتخٌل،ًنورالهدى القندوس
.111 ص،2003 ، عدد خاص، وجدة، كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة،جامعة محمد األول
3
.104 -103 ص،2001 ، المؽرب، الطبعة األولى، المطبعة والوراقة الوطنٌة، األسرة فً فرنسا،ً محمد الشافع،انظر
4
L’art. 441/6 du code pénal français dispose que :" Le fait de se faire délivrer indûment par une administration
publique ou par un organisme chargé d'une mission de service public, par quelque moyen frauduleux
que ce soit, un document destiné à constater un droit, une identité ou une qualité ou à accorder une
autorisation est puni de deux ans d'emprisonnement et de 30 000 euros d'amende. Est puni des mêmes
131
أوال :جنسية المرأة الجزائرية المتزوجة بأجنبي:
طبقا ألحكاـ قانكف الجنسية الجزائرية فإف زكاج الجزائرية بأجنبي ال يؤثر
عمى جنسيتيا ،بؿ تبقى محتفظة بجنسيتيا األصمية حتى كلك اكتسبت جنسية زكجيا
إال إذا طمبت التخمي عف جنسيتيا األصمية .كفي ىذا الصدد جاء نص المادة 3/18
مف قانكف الجنسية الجزائرم 1كالتي تنص عمى ما يمي ":يفقد الجنسية الجزائرية:
-3المرأة الجزائرية المتزكجة بأجنبي كتكتسب جراء زكاجيا جنسية زكجيا كأذف ليا
بمكجب مرسكـ في التخمي عف الجنسية الجزائرية ."...كيبدأ أثر فقداف الجنسية
الجزائرية في ىذه الحالة ابتداء مف نشر المرسكـ الذم يأذف لممعني باألمر في
التنازؿ عف الجنسية الجزائرية في الجريدة الرسمية .2كال يمتد أثر فقداف الجنسية
الجزائرية في ىذه الحالة إلى األكالد القصر.3
كفقا ألحكاـ قانكف الجنسية الجزائرم فإف األجنبية التي تتزكج بجزائرم ال
تفقد جنسيتيا األصمية ،بؿ تبقى محتفظة بيا ما لـ ترغب بالتخمي عنيا ،كبإمكانيا
الحصكؿ عمى الجنسية الجزائرية بالزكاج مف جزائرم متى تكافرت الشركط اآلتية:
-أف يككف الزكاج قانكنيا كقائما فعميا منذ 3سنكات عمى األقؿ عند تقديـ طمب
التجنس
-اإلقامة المعتادة كالمنتظمة بالجزائر مدة عاميف( )2عمى األقؿ
peines le fait de fournir une déclaration mensongère en vue d'obtenir d'une administration publique ou
d'un organisme chargé d'une mission de service public une allocation, un paiement ou un avantage
indu".
1
انظر ،أمر رقم 86- 70مإرخ فً 15دٌسمبر ،1970المتضمن قانون الجنسٌة الجزابري المعدل والمتمم باألمر رقم 01 -05
المإرخ فً ،2005/02/27الجرٌدة الرسمٌة ،السنة .2005العدد .4
2
انظر ،المادة 20من قانون الجنسٌة الجزابرٌة.
3
انظر ،المادة 21من قانون الجنسٌة الجزابرٌة.
132
-التمتع بحسف السيرة كالسمكؾ
-إثبات الكسائؿ الكافية لممعيشة.1
أما في المغرب ،فيمكف لممرأة األجنبية المتزكجة مف مغربي بعد مركر خمس
سنكات عمى األقؿ عمى إقامتيا معا في المغرب بكيفية اعتيادية كمنتظمة أف
تتقدـ أثناء قياـ العبلقة الزكجية بطمب اكتساب الجنسية المغربية.2
كاذا كافت الزكجة قد اكتسبت جنسية زكجيا بفعؿ الزكاج المختمط ،فإف
السؤاؿ المطركح ىنا ىك :ىؿ يدخؿ أكالد ىذه الزكجة القاصريف مف زكاج سابؽ ليا
انقضى بسب الطبلؽ أك كفاة الزكج في جنسية زكجيا التم اكتسبتيا؟
ىذا فيما يتعمؽ بأثر الزكاج عمى جنسية المرأة المتزكجة كأكالدىا ،فيؿ يككف
لمزكاج أيضا تأثير عمى جنسية الزكج األجنبي؟
تتفؽ التشريعات عمى أنو ال أثر لزكاج األجنبي بامرأة كطنية عمى جنسيتو
كلكف إذا رغب في اكتساب جنسية زكجتو فعميق إتباع طريؽ التجنس العادم.3
كالجدير بالذكر ،أنو بإمكاف األجنبي اكتساب الجنسية الجزائرية عف طريؽ الزكاج
1
انظر ،المادة 09مكرر من قانون الجنسٌة الجزابرٌة.
2
انظر ،الفصل 10من قانون الجنسٌة المؽربٌة.
3
انظر ،أحمد محمد الهواري ،المرجع السابق ،ص.112
133
بشركط مخففة بالمقارنة مع شركط التجنس العادم ،حيث نصت المادة 09مكرر
مف قانكف الجنسية الجزائرم المعدؿ باألمر 01/05عمى ما يمي ":يمكف اكتساب
الجنسية الجزائرية بالزكاج مف جزائرم أك جزائرية ،بمكجب مرسكـ متى تكفرت
الشركط اآلتية:
-أف يككف الزكاج قانكنيا كقائما فعميا منذ ثبلث ( )03سنكات عمى األقؿ ،عند تقديـ
طمب التجنس،
1
انظر ،الطٌب زروتً ،دراسات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،دار هومه ،الجزابر ،2010 ،ص.217
134
أما في تكنس ،فقد نص الفصؿ 14مف مجمة الجنسية التكنسية 1عمى ما
يمي ":يمكف لممرأة األجنبية المتزكجة بتكنسي كالتي بمكجب قانكنيا الكطني تحتفظ
بجنسيتيا األصمية رغـ تزكجيا بأجنبي أف تطمب الجنسية التكنسية بتصريح يقع طبؽ
الشركط المنصكص عمييا بالفصؿ 39مف ىذه المجمة كذلؾ إذا كاف الزكجاف
مقيميف بتكنس منذ عاميف عمى األقؿ."...
2
كفي المغرب نص المشرع في الفصؿ 10مف قانكف الجنسية المغربية
عمى اكتساب الجنسية المغربية عف طريؽ الزكاج ،حيث جاء فيو ما يمي ":إف المرأة
األجنبية المتزكجة مف مغربي يجكز ليا بعد مركر سنتيف عمى األقؿ عمى إقامة
العائمة في المغرب بكيفية اعتيادية كمنتظمة أف ترفع إلى كزير العدؿ تصريحا
الكتساب الجنسية المغربية."...
لقد رأينا فيما سبؽ ،أف الزكاج قد يككف سببا الكتساب الجنسية ،فيؿ لمزكاج
أثر أيضا عمى أىمية المرأة المتزكجة؟ ىذا ما سنحاكؿ اإلجابة عنو في المطمب
المكالي.
1
انظر ،مرسوم عدد 06لسنة 1936المإرخ فً 28فٌفري 1963المتعلق بإعادة تنظٌم مجلة الجنسٌة التونسٌة ،الرابد الرسمً
الصادر فً 5مارس ،1963ص.320
2
انظر ،ظهٌر شرٌؾ رقم 1-58-250بتارٌخ 21صفر 1378هـ بسن قانون الجنسٌة المؽربٌة ،الجرٌدة الرسمٌة بتارٌخ 4ربٌع
األول 1378هـ 19شتنبر.1985
135
المطمب الثاني
إذا كاف المبدأ السائد في الجزائر كمصر كلبناف كسائر التشريعات العربية
أنو ال أثر لمزكاج عمى أىمية المرأة ،فإنو قد تفقد المرأة المتزكجة في بعض
التشريعات األكربية 1أىميتيا بسبب الزكاج ،بحيث ال تستطيع إبراـ التصرفات أك
التقاضي إال بإذف مف زكجيا أك مف مجمس العائمة.2
كقد ثار جدؿ فقيي حكؿ الؽانكف الكاجب التطبيؽ في ىذه الحالة :ىؿ ىك
قانكف جنسيتيا باعتبار ذلؾ مقرر لحماية أىميتيا ،أـ ىك القانكف الذم يحكـ آثار
الزكاج؟ كيميؿ الفقو إلى ترجيح الرأم األخير عمى اعتبار أف نقص أىمية المرأة
المتزكجة مقرر لمصمحة األسرة .3باإلضافة إلى ارتباط ىذه األىمية ببعض اآلثار
المالية أك الشخصية التي تترتب عمى عقد الزكاج .كبالتالي يرجع إلى قانكف جنسية
الزكج كقت انعقاد الزكاج لمعرفة ما إذا كاف يجب عمى الزكجة الحصكؿ عمى إذف
زكجيا لمقياـ ببعض التصرفات القانكنية.
كقد جرل القضاء الفرنسي عمى تطبيؽ قانكف المكطف عمى أىمية المرأة
المتزكجة في حالة اختبلؼ جنسية الزكجيف ،4قذا فيما يتعمؽ بالحاالت التي يكػكف
فييا نقص األىمية عامان .أما إذا كاف نقص األىمية يتعمؽ ببعض التصرفات القانكنية
كالتبرعات ،أك اإلذف بممارسة التجارة فتخضع لمقانكف الذم يحكـ التصرؼ ذاتو.5
1
لقد ألؽى القانون الفرنسً نقص أهلٌة المرأة المتزوجة بقانون .1938/02/18ولم ٌعد موجودا فً الخارج إال بصفة استثنابٌة،
وحسب األستاذ فضل هللا لم تبقى سوى دولة الشٌلً التً تؤخذ به حالٌاًا ،مقتبس عن أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.254
2
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.83
3
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.173
4
انظر ،محكمة النقض ،1966/02/15 ،مقتبس عن أحمد عبد الحمٌد عشوش ،المرجع السابق ،ص146؛ انظر ،عامر محمد
الكسوانً ،المرجع السابق ،ص.161
5
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.83
136
كيرل الدكتكر أعراب بمقاسـ أنو مف األفضؿ إخضاع أىمية المرأة المتزكجة
في القانكف الجزائرم لقانكنيا الشخصي في الحالة التي يككف فييا الزكجيف مختمفي
الجنسية ،ألف المرأة قد تككف كاممة األىمية كفقا لقانكنيا كناقصة كفقا لمقانكف الذم
تخضع لو آثار الزكاج .1كنشير ىنا إلى أف المشرع الجزائرم قد حمى الزكجة
الكطنية بإخضاعيا إلى القانكف الجزائرم فيما يتعمؽ بآثار الزكاج.2
كجدير بالذكر ،أنو يستبعد القانكف األجنبي المختص تطبيقا لمنظاـ العاـ متل
تـ اإلخبلؿ بآثار الزكاج الشخصية كالمالية ،كما لك كاف مثبل يرتب عمى الزكاج زكاؿ
أىمية المرأة ،أك يمس بحؽ الزكجة في الحصكؿ عمى النفقة.3
كعبلكة عمى ما سبؽ ذكره ،فقد يؤثر الزكاج عمى نفقة الزكجة كاسميا ،مع
اختبلؼ التشريعات في تكييؼ ىذه المسألة األمر الذم يؤثر عمى تحديد القانكف
الكاجب التطبيؽ .كىذا ما سنعرض لو مف خبلؿ المطمب المكالي.
المطمب الثالث
يقع عمى عاتؽ الزكج كاجب اإلنفاؽ عمى زكجتو بما يحقؽ ليا الكفاية مف
مأكؿ كممبس كمشرب كمسكف كعبلج ،كغير ذلؾ مف ضركريات الحياة التي جرل
العرؼ عمى اعتبارىا تدخؿ ضمف مشتمبلت النفقة.4
1
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.255
2
انظر ،المادة 13من القانون المدنً الجزابري.
3
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.186
4
انظر ،حساٌن عبود ،النفقة على ضوء مدونة األسرة ،ضوابط التقدٌر القضابً وأسس الحماٌة القانونٌة ،مجلة الحقوق ،المؽربٌة،
عدد مزدوج ،2010 ،10 -9ص.125
137
كتعد نفقة الزكجة مف اآلثار الشخصية لمزكاج بالرغـ مف أنيا ذات طابع
مالي .1كقد أكجبت التشريعات العربية 2عمى الزكج اإلنفاؽ عمى زكجتو كلك كاف ليا
ماال ،3كمف ذلؾ المشرع الجزائرم ،حيث نص في الـ ادة 74مف قانكف األسرة
الجزائرم عمى أنو ":تجب نفقة الزكجة عمى زكجيا بالدخكؿ بيا أك دعكتيا إليو ببينة
مع مراعاة أحكاـ المكاد 78ك 79ك 80مف ىذا القانكف".
كتختمؼ النفقة الزكجية 4عف نفقة األقارب ،حيث تخضع ىذه األخيرة لقاعدة
إسناد خاصة بيا 5تقضي بتطبيؽ قانكف المديف بالنفقة ،سكاء كاف الزكج أك الزكجة.6
كقد نص المشرع الجزائرم عمى ذلؾ في المادة 14مف القانكف المدني حيث جاء
فييا ما يمي ":يطبؽ القانكف الكطني عمى االلتزاـ بالنفقة بيف األقارب لممديف بيا".
كيطبؽ ىذا النص عمى النفقة التي تكجبيا القكانيف الكطنية بيف األصكؿ كالفركع.7
كلكف القرابة المكجبة لئلنفاؽ مختمؼ فييا باختبلؼ قكانيف الدكؿ ،فتمزـ بعض
التشريعات قسمان مف األقارب باإلنفاؽ عمى أقاربو ،بينما ال تمزميـ تشريعات أخرل
بذلؾ.8
1
انظر ،علٌوش قربوع كمال ،المرجع السابق ،ص.229
2
انظر ،الفصل 187من مدونة األسرة المؽربٌة ،والمادة 140من مدونة األحوال الشخصٌة المورٌتانٌة ،والمادة 60من قانون
األحوال الشخصٌة األردنً ،والمادة 1/72من قانون األحوال الشخصٌة السوري.
3
باستثناء المشرع التونسً الذي أوجب على الزوجة المساهمة فً اإلنفاق إن كان لها مال ،حٌث نص فً الفصل 4/23من مجلة
األحوال الشخصٌة على ما ٌلً ":وعلى الزوج بصفته ربٌس العابلة أن ٌنفق على الزوجة واألبناء على قدر حاله وحالهم فً نطاق
مشموالت النفقة .وعلى الزوجة أن تساهم فً اإلنفاق على األسرة إن كان لها مال".
4
أخضعتها المادة 09من اتفاقٌة الهاي المتعلقة باآلثار الشخصٌة للزواج والمإرخة فً 17جوٌلٌة 1905آلخر قانون وطنً مشترك
بٌن الزوجٌن.
5
جنسً الشخص المدٌن بها حٌن نص فً المادة 16من ة أعطى القانون األردنً االختصاص بشؤن النفقة بٌن األقارب إلى قانون
القانون المدنً بؤنهٌ ":سري على االلتزام بالنفقة فٌما بٌن األقارب قانون المدٌن بها".
6
انظر ،فإاد عبد المنعم رٌاض ،سامٌة راشد ،تنازع القوانٌن واالختصاص القضابً الدولً وآثار األحكام األجنبٌة ،دار النهضة
العربٌة ،القاهرة ،1994 ،ص.221
7
تنص المادة 77من قانون األسرة الجزابري على ما بلً ":تجب نفقة األصول على الفروع والفروع على األصول حسب القدرة
واالحتٌاج ودرجة القرابة فً اإلرث".
8
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص.118
138
أما النفقة الزكجية 1فيي اسـ لمماؿ الذم يجب لمزكجة عمى زكجيا ألجؿ
معيشتيا مف طعاـ كشراب .كيرل جميكر الفقياء في الشريعة اإلسبلمية أف سبب
استحقاؽ الزكجة لمنفقة ىك تمكيف زكجيا مف االستمتاع بيا .أما الحنفية فيركف أف
سبب استحقاؽ النفقة ىك العقد الصحيح كاالحتباس .2كعميو إذا كانت النفقة ألحد
الزكجيف فيي أثر مف آثار الزكاج كبالتالي تخضع لقانكف جنسية الزكج كقت إبراـ
الزكاج.3
كقد ثار الخبلؼ حكؿ النفقة الكقتية ،كما إذا كاف يتعيف اعتبارىا تدخؿ في
نطاؽ اآلثار الشخصية لمزكاج؟
1
والجدٌر بالذكر ،أن تقدٌر النفقة وتوابعها من اختصاص قضاة الموضوع وال رقابة للمجلس األعلى علٌه إال من حٌث عناصر
التقدٌر المعتمدة ،انظر ،المجلس األعلى ،غ.أ.ش ،2008/02/13 ،عدد ،78الملؾ الشرعً عدد ،2006/1/02/87مقتبس عن
إدرٌس الفاخوري ،العمل القضابً األسري ،الجزء األول ،دار اآلفاق المؽربٌة ،الطبعة األولى ،2009 ،ص.423
2
انظر ،جمٌل فخري ؼانم ،آثار عقد الزواج فً الفقه والقانون ،دار الحامد للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن،2009 ،
ص.227
3
انظر ،حسن الهداوي ،المرجع السابق ،ص.119
4
تنص المادة 21مكرر من القانون المدنً الجزابري على أنهٌ ":سري على قواعد االختصاص واإلجراءات ،قانون الدولة التً ترفع
فٌها الدعوى أو تباشر فٌها اإلجراءات".
5
انظر ،أحمد زوكاؼً ،تنازع القوانٌن فً الزمان ،دراسة فً القانون الدولً الخاص المؽربً ،منشورات جمعٌة تنمٌة البحوث
والدراسات القضابٌة ،الطبعة األولى ،الرباط ،1993 ،ص.211 -210
6
انظر ،ظهٌر شرٌؾ رقم 1.59.338بتارٌخ 13أكتوبر ،1953الجرٌدة الرسمٌة ،عدد 2467بتارٌخ 7فبراٌر ،1960ص.387
139
التدابير التي تسمح بحؿ المشاكؿ كتجاكز الصعكبات الجسيمة القانكنية كالعممية التي
تكاجو متابعة دعاكل النفقة أك تنفيذ األحكاـ المتعمقة بيا بالخارج.
كبالنسبة ألثر الزكاج عمى اسـ الزكجة ،فإنو إذا كانت الزكجة في ظؿ
الشريعة اإلسبلمية تبقى محتفظة باسميا العائمي بكصفو عنص ار مف عناصر حالتيا
المدنية كخاصية مف خصائص شخصيتيا ،كتكقع بو عمى األكراؽ كالكثائؽ في
مختمؼ تعامبلتيا المدنية ،1فإف األمر عمى النقيض مف ذلؾ في بعض األنظمة
القانكنية الغربية حيث تحمؿ الزكجة لقب زكجيا كأثر مف آثار الزكاج .2كمع ذلؾ
فقد جرل العرؼ في الجزائر عمى أف تحمؿ الزكجة لقب زكجيا اقتداء بالقافكف
الفرنسي الذم أعطى لمزكجة الحؽ في أف تحمؿ اسـ زكجيا.3
كتظير أىمية ىذا االختبلؼ الكاقع حكؿ مسألة تأثير الزكاج عمى اسـ
المرأة المتزكجة في تأثيره أيضان عمى تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ ،فإذا كيفنا مسألة
1
انظر ،جمٌل فخري ؼانم ،المرجع السابق ،ص.98
2
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري،المرجع السابق ،ص.174
3
انظر ،تشوار حمٌدو زكٌة ،الحق فً االسم فً القانون الجزابري ،مجلة العلوم القانونٌة اإلدارٌة والسٌاسٌة ،جامعة أبو بكر بلقاٌد،
تلمسان ،2008 ،العدد ،06ص.146
4
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.148 -144
140
اسـ المرأة المتزكجة ضمف الفئة المسندة " حالة الشخص" فإف ىذا يعني أف القانكف
الكاجب التطبيؽ ىك القانكف الشخصي لمزكجة .كاذا كيفنا المسألة ضمف الفئة
المسندة" آثار الزكاج" فإف ىذا يعني إخضاع مسألة اسـ الزكجة إلى القانكف الذم
يحكـ آثار الزكاج .1كقد ذىب اؿقضاء في سكيس ار إلى اعتبار أف اسـ الزكجة يتحدد
كفقا لما يقضي بو قانكف جنسيتيا ،بينما ربطو القضاء األلماني بقانكف جنسية
زكجيا .كالحقيقة ،أف السـ المرأة المتزكجة دكر في إظيار صفة المرأة المتزكجة
كليذا يككف مف حقيا استعماؿ اسـ زكجيا ،إال أنو يبقى مف حقيا االحتفاظ باسميا
العائمي .2كلكف السؤاؿ الذم يبقى مطركح ىنا :ىؿ يمكف تغيير ىذا العرؼ الذم
يكرس امتياز الزكج في نقؿ اسمو؟
ال شؾ أف ىذا الكضع يبقى قابؿ لمتغيير أماـ المطالبات المختمفة بإقرار مبدأ
المساكاة بيف الزكجيف .3ككذلؾ أماـ مطالبات الجمعيات النسكية بحؽ المرأة في
المحافظة عمى لقبيا كحقيا في إعطاء لقبيا رافضيف بذلؾ التقاليد التي تكرس في
نظرىـ سيادة الرجؿ كامتيازه .خصكصا كأف اؿلقب يعد حقان ذاتيان طالما أنو مرتبط
ارتباطا كثيقا بالشخص ،كيشكؿ في الكقت ذاتو عبلمة انتساب أسرم.4
كيثكر إشكاؿ آخر حكؿ تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ عمى اسـ الزكجة
في حالة طبلقيا مف الزكج ،فيؿ تبقى خاضعة لمقانكف الذم يحكـ آثار الزكاج أـ
أنيا تخضع لمقانكف الذم يحكـ آثار الطبلؽ ،كىؿ بإمكانيا استرداد اسميا؟
يرل الدكتكر الطيب زركتي أنو مف األفضؿ إخضاع ىذا النزاع إلى القانكف
الذم يحكـ آثار الزكاج الشخصية .5كقد قضت محكمة اإلسكندرية االبتدائية في
1
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.252
2
مقتبس عن حسن الهداوي ،تنازع القوانٌن فً موضوع االسم ،مجلة الحقوق والشرٌعة ،جامعة الكوٌت ،1987 ،العدد ،01ص-74
.75
3
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.153 -152
4
انظر ،عمار عبد الواحد ،العبلقات بٌن الزوجٌن ،مركز النشر الجامعً ،تونس ،2007 ،ص.299 -297
5
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.174
141
حكميا الصادر في 25فبراير 1950بحؽ الزكجة في استرداد اسميا كلقبيا العائمي
الذم كانت تحممو قبؿ الزكاج .إذ يككف مف حقيا التنازؿ عف اسـ زكجيا بعد انحبلؿ
الزكاج .1بينما يميؿ رأم آخر إلى اعتبار حؽ الزكجة في االحتفاظ باسـ زكجيا أث ار
مف آثار انحبلؿ الزكاج ،كليذا يجب إخضاعو لمقانكف الذم يحكـ الطبلؽ كالتطميؽ
كاالنفصاؿ الجسماني .2كما تتكقؼ الزكجة عف حمؿ اسـ زكجيا إذا كانت تحممو مف
قبؿ ،كذلؾ في حالة الزكاج الظني الذم تختفي آثاره في المستقبؿ كال يؾكف
باستطاعة الزكجيف عندئذ ادعاء أم حؽ تجاه بعضيما البعض.3
كتجدر اإلشارة ىنا ،إلى االختبلؼ الفقيي الحاصؿ حكؿ مصدر االلتزاـ
بالحضانة كأثره في تنازع القكانيف ،فذىب جانب مف الفقو المصرم إلى اعتبار
الحضانة مف آثار عقد الزكاج باعتبارىا تتعمؽ بالبنكة كالتي ىي في حقيقتيا أثر مف
آثار الزكاج .كلكف كيؼ لنا أف نتكمـ عف آثار عقد الزكاج بعد انحبلؿ الزكاج؟
أماـ ىذا االنتقاد ،ذىب الدكتكر جابر جاد عبد الرحماف إلى اعتبار
الحضانة أثر مف آثار افحبلؿ الزكاج ،كىذا ألف التنازع حكؿ الحضانة ال يثكر غالبان
إال بمناسبة حاالت الطبلؽ أك التطميؽ أك االنفصاؿ الجسماني .4كالحقيقة أف ىذا
م التكييؼ يتفؽ مع ما نص عميو المشرع الككيتي صراحة في الفصؿ 50
االتجاه ؼ
مف مجمة القانكف الدكلي الخاص ،عندما أخضعيا إلى القانكف الذم كقع بمقتضاه
حؿ الرابطة الزكجية ،كيبدك ىذا االتجاه أقرب لمصكاب ،كذلؾ التصاؿ الحضانة
بشكؿ مباشر بمكضكع انقضاء الزكاج.
1
انظر ،جابر جاد عبد الرحمان ،تنازع القوانٌن ،دار النهضة العربٌة ،1969 ،ص.286
2
مقتبس عن حسن الهداوي ،تنازع القوانٌن فً موضوع االسم ،مجلة الحقوق والشرٌعة ،المرجع السابق ،ص.76
3
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.124
4
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،مشكبلت حضانة األطفال فً زواج األجانب ،دار الفكر الجامعً ،اإلسكندرٌة ،2004 ،ص-31
.33
142
كاذا انتوينا إلى أف آثار الزكاج تشمؿ الحقكؽ كالكاجبات المشتركة بيف
الزكجيف ،فإف السؤاؿ يثكر حكؿ القانكف الذم يحكـ ىذه اآلثار في القانكف الدكلي
الخاص؟
المبحث الثاني
نصت المادة 2/12مف القانكف المدني الجزائرم عمى أنو ":يسرم قانكف
الدكلة التي ينتمي إلييا الزكج ،كقت انعقاد الزكاج عمى اآلثار الشخصية كالمالية التي
ؼد اعتبر المشرع أف الكقت الذم يعتد فيو بقانكف جنسية الزكج
يرتبيا عقد الزكاج" .ق
ىك كقت انعقاد الزكاج كليس كقت رفع الدعكل دفعا لمشكمة التنازع المتحرؾ الذم
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.170
143
ينشأ بتغيير الزكج جنسيتو بعد الزكاج .كرغبة منو في الحفاظ عمى استقرار الحياة
الزكجية باستمرار خضكع آثارىا لنفس القانكف الذم خضع لو الزكاج عند االنعقاد.1
كيبلحظ بأف الصياغة الجديدة لنص المادة 12أصبحت أكثر كضكحا مما
كانت عميو قبؿ تعديميا بقانكف 10-05حيث كانت الفقرة األكلى مف النص السابؽ
تنص فقط عمى القانكف المختص بحكـ اآلثار المالية لمزكاج دكف اآلثار الشخصية.
كما أبقى المشرع الجزائرم عمى ضابط اإلسناد المعمكؿ بو سابقا ككنو يتناسب مع
اعتبار األب رب األسرة كالمشرؼ عمى تدبير شؤكنيا حسب تقاليد المجتمع
الجزائرم.2
أما المشرع التكنسي فقد أخضع آثار الزكاج لمقانكف الشخصي المشترؾ
كضابط إسناد أصمي ،كاذا تعذر ذلؾ يطبؽ ضابط اإلسناد االحتياطي المتمثؿ في
قانكف المكطف .كاذا تعذر ذلؾ يطبؽ قانكف القاضي مثمما تمت اإلشارة إلى ذلؾ في
الفصؿ 47مف مجمة القانكف الدكلي الخاص الذم نص عمى ما يمي ":تخضع
كاجبات الزكجيف لمقانكف الشخصي المشترؾ كاذا لـ يكف الزكجاف مف جنسية كاحدة
يككف القانكف المنطبؽ ىك قانكف آخر مقر مشترؾ ليما كاال فقانكف المحكمة".
كتعكس ىذه القاعدة اتجاه المشرع التكنسي نحك تحقيؽ مبدأ المساكاة بيف
المرأة كالرجؿ .كتطبؽ عمى جميع الكاجبات الزكجية كمنيا كاجب اإلنفاؽ ككاجب
المساكنة .كيستثنى مف ذلؾ كاجب الطاعة الذم تـ حذفو مف مجمة األحكاؿ
الشخصية التكنسية.3
1
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.248
2
انظر ،الطٌب زروتً ،قراءة فً إصبلح أحكام تنازع القوانٌن الدولً فً الجزابر بقانون ،10-05المرجع السابق ،ص.75 -69
3
انظر ،نورالدٌن قارة ،القانون المنطبق على الزواج من خبلل مجلة القانون الدولً الخاص ،حولٌات العلوم القانونٌة ،كلٌة العلوم
القانونٌة واالقتصادٌة والتصرؾ بجندوبة ،تونس ،العدد ،2007 ،01ص.42
144
كبالنسبة لمنظاـ المالي لمزكجيف فتناكلو المشرع التكنسي بالنص في الفصؿ
48عمى ما يمي ":يخضع النظاـ المالي لمزكجية لمقانكف الشخصي المشترؾ إذا كاف
الزكجاف ـ ف جنسية كاحدة عند انعقاد الزكاج كعند اختبلؼ الجنسية يخضع النظاـ
مقر مشترؾ ليما إف كجد كاال فمقانكف مكاف إبراـ عقد
المالي لمزكجية لقانكف ّدأكؿ ّد
الزكاج".
كما كرد النص عمى النظاـ المالي لمزكجيف في التشريع المغربي في الفصؿ
14مف الظيير المتعمؽ بالكضعية المدنية لؤلجانب ،إذ جاء فيو ما يمي ":إف العقد
المنظـ لمعبلقات المالية بيف الزكجيف يخضع مف حيث صحتو الذاتية كآثاره لمقانكف
الكطني لمزكج بتاريخ إبراـ الزكاج ،كاذا أبرـ العقد المذككر أثناء قياـ الزكجية يخضع
لمقانكف الكطني لمزكجيف بتاريخ إبرامو.
كيعيف الؽانكف نفسو ما إذا كاف يسكغ لمزكجيف أف يحيبل إلى قانكف آخر كبأم
مقدار ،فإذا كقعت ىذه الحالة فإف القانكف المحاؿ عميو ىك الذم يحكـ آثار العقد
المنظـ لمعبلقات المالية بيف الزكجيف".
كنص الفصؿ 15مف نفس القانكف المذككر أعبله عمى أنو ":إذا لـ يبرـ
عقد منظـ لمعبلقات المالية بيف الزكجيف فإف آثار الزكاج عمى أمكاؿ الزكجيف مف
الدكؿ التي كاف ينتسب إلييا الزكج بتاريخ إبراـ
ة أصكؿ كمنقكالت تخضع لقانكف
الزكاج .كال يؤثر عمى نظاـ تمؾ األمكاؿ تغيير الزكجيف أك أحدىما جنسيتو فيما بعد".
كىذا يعني أف المشرع المغربي قد رجح في مكضكع النظاـ القانكني لمعبلقات المالية
قانكف الزكج عمى قانكف الزكجة.1
1
انظر ،موسى عبود ،الوجٌز فً القانون الدولً الخاص المؽربً ،المركز الثقافً العربً ،الطبعة األولى ،المؽرب،1994 ،
ص.245
145
كقد تصدل االجتياد القضائي المغربي لمشكمة اإلسناد إلى قانكف دكلة
تتعدد فييا الشرائع في القرار الصادر عف محكمة استئناؼ الرباط في 5جكيمية
.1959كيتعمؽ األمر بقضية امرأة فرنسية تزكجت بالمغرب لدل القنصؿ البريطاني
مف رجؿ يعتبر مف الرعايا البريطانييف كيرجع أصؿ كالديو إلى جزيرة مالطا .كلـ
يختر الزكجاف أم نظاـ لتنظيـ عبلقاتيما المالية .كبالتالي اعتب ار خاضعيف لمنظاـ
المالي المحدد بمكجب القانكف الشخصي كىذا طبقا لممادة 15مف ظيير الكضعية
المدنية لؤلجانب.
كادعى الزكج أف العبلقات المالية بينو كبيف زكجتو تخضع لمقانكف المالطي
الذم يقضي بنظاـ الشيكع ،إال أف محكمة االستئناؼ بالرباط اعتبرت أف النظاـ
المالي الكاجب تطبيقو ىك النظاـ القانكني االنجميزم كالذم يقضي بفصؿ األمكاؿ.
كيتضح مف ىذا ،أف محكمة استئناؼ الرباط قررت بصكرة صريحة الرجكع
إلى القانكف البريطاني الذم يقضي بأف يسرم القانكف الداخمي االنجميزم عمى
المكاطنيف الذيف يكجد مكطنيـ في المغرب.1
يطبؽ فيما يخص اآلثار الشخصية لمزكاج – إذا كاف أحد الزكجيف مغربيا
كاآلخر فرنسيا -قانكف إحدل الدكلتيف التي بيا مكطنيما المشترؾ ،أك آخر مكطف
مشترؾ ليما.
تطبؽ مقتضيات الباب الثالث مف ىذه االتفاقية عمى النفقة بيف الزكجيف".
1
مقتبس عن أحمد زوكاؼً ،حالة وأهلٌة األجانب فً التشرٌع المؽربً ،المرجع السابق ،ص 69وما بعدها.
146
كلكف تطبيؽ ىذه االتفاقية قد متعطؿ ،إذا كاف القانكف الذم يحكـ آثار
الزكاج يتعارض مع النظاـ العاـ في فرنسا ،كما لك كاف ىذا القانكف ال يمزـ الزكجة
بمساؾنة زكجيا أك ال يمزـ الزكجة باإلنفاؽ عمى زكجتو .كينطبؽ نفس الحكـ أيضان
إذا كاف القانكف المختص يجيز لمزكج تأديب زكجتو بكسائؿ ال يقرىا القانكف
الفرنسي .كىذا لككف الزكاج في األصؿ رابطة اجتماعية تقكـ عمى مبادئ خمقية.1
1
انظر ،أحمد زوكاؼً ،تنازع القوانٌن فً الزمان ،دراسة فً القانون الدولً الخاص المؽربً ،المرجع السابق ،ص.218 -217
2
انظر ،فتٌحة ؼمٌط ،االتفاقٌة المؽربٌة الفرنسٌة حول األسرة والتعاون القضابً لسنة 1981بٌن النص والواقع ،مجلة القصر،
المؽرب ،العدد ،2009 ،23ص 106وما بعدها.
3
انظر ،محمد الكشبور ،قراءة فً واقع الزواج المختلط ،المجلة المؽربٌة للدراسات الدولٌة ،جامعة محمد األول ،كلٌة العلوم القانونٌة
واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،وجدة ،عدد خاص ،2003 ،ص.85 -84
147
تتعمؽ باألمكاؿ إال أنيا تخضع لمقانكف الشخصي بخبلؼ القانكف الفرنسي 1الذم
أخضع النظاـ المالي لمزكجيف إلى قانكف اإلرادة باعتباره يدخؿ في فئة االلتزامات
التعاقدية .بينما يخضع في الجزائر إلى قانكف جنسية الزكج حسب نص المادة 12
مف القانكف المدني ،كاف كانت الفقرة األكلى مف نص المادة 37مف قانكف األسرة
تفصح عف أف االنفصاؿ المالي لمزكجيف ىك النظاـ المعمكؿ بو في الجزائر ،كمع
ذلؾ فإف الفقرة الثانية تجيز لمزكجيف أف يتفقا في عقد الزكاج أك في عقد رسمي
الحؽ حكؿ األمكاؿ المشتركة بينيما التي يكتسبانيا خبلؿ الحياة الزكجية كتحديد
النسب التي تؤكؿ إلى كؿ كاحد منيما.
كال يمتد تطبيؽ قانكف جنسية الزكج إلى حكـ األىمية البلزمة إلبراـ
المشارطات المالية لمزكاج بؿ تبقى خاضعة لقانكف جنسية كؿ زكج عمى حدة .أما
شكؿ المشارطة فيظؿ خاضعا لقانكف محؿ اإلبراـ ،كذلؾ طبقا لمقاعدة العامة التي
تحكـ شكؿ التصرفات .كما يجب أال يتعارض القانكف الذم يحكـ اآلثار المالية
لمزكاج مع قاعدة قانكف مكقع الماؿ 2السيما إذا كاف الماؿ عقا ار ،3فيسرم عمى
الحقكؽ العينية قانكف مكقع العقار ،كما أف المنقكؿ يسرم عميو قانكف الدكلة التي
يكجد فييا كقت تحقؽ السبب الذم ترتب عميو كسب الحؽ أك فقده ،كيترتب عمى
ذلؾ ،عدـ جكاز االحتجاج بما يقرره قانكف الزكج كقت الزكاج مف رىف قانكني عمى
أمكاؿ الزكج المكجكدة في األردف ضمانا اللتزاماتو نحك زكجتو ،كىذا ألف المادة 19
1
L’art.1387 du code civil français dispose que :" La loi ne régit l'association conjugale, quant
aux biens, qu'à défaut de conventions spéciales que les époux peuvent faire comme ils le
jugent à propos, pourvu qu'elles ne soient pas contraires aux bonnes moeurs ni aux
"dispositions qui suivent.
2
تنص المادة 17من القانون الم دنً الجزابري على ما ٌلًٌ ":خضع تكٌٌؾ المال سواء عقارا أو منقوال إلى قانون الدولة التً ٌوجد
فٌها.
ٌسري على الحٌازة والملكٌة والحقوق العٌنٌة األخرى ،قانون موقع العقار .وٌسري على المنقول المادي ،قانون الجهة التً ٌوجد فٌها
وقت تحقق السبب الذي ترتب علٌه كسب الحٌازة أو الملكٌة أو الحقوق العٌنٌة األخرى أو فقدها".
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.252
148
مف القانكف المدني األردني تعتبر ىذا الرىف مف األحكاؿ العينية التي تخضع لقانكف
مكقع الماؿ ،كىك ىنا القانكف األردني الذم يقر مثؿ ىذا النظاـ.1
حسب نص المادة 2/37مف قانكف األسرة الجزائرم يتـ إدراج ىذا االتفاؽ
في عقد الزكاج أك في عقد رسمي الحؽ .كعميو يشترط إلثبات ىذا االتفاؽ أف يككف
مكتكبا .ككما ىك معمكـ ،فإف الكتابة الرسمية تعد مف أىـ كسائؿ اإلثبات بحيث ال
يمكف الطعف فييا إال بالتزكير ،فقد كرد في المادة 324مكرر 5مف القانكف المدني
أنو ":يعتبر ما كرد في العقد الرسمي حجة حتى يثبت تزكيره كيعتبر نافذا في كامؿ
التراب الكطني".
كلكف السؤاؿ المطركح ىنا :ىؿ يمكف المجكء إلى كسائؿ اإلثبات األخرل
في حالة تعذر اإلثبات بالكتابة بسبب المانع األدبي؟
األصؿ في رابطة الزكاج ،أنيا رابطة مقدسة تجمع بيف الرجؿ كالمرأة كتربط
بينيما برباط المكدة كالرحمة .فالزكاج غير مبني عمى المشاحنات كالرغبة في كسب
ٍن
معاف سامية .كىذا ما الماؿ أك تحقيؽ أىداؼ دنيكية محضة ،بؿ ىك مبني عمى
يجعؿ بعض األزكاج يترددكف في إثبات كتكثيؽ األمكاؿ المشتركة بينيما بسبب
المانع األدبي.
كيتحقؽ المانع األدبي إذا لـ تتـ كتابة العقد بسبب ظركؼ العقد أك
الصبلت المكجكدة بيف المتعاقديف كقت العقد .فقد تمنع مثبل عبلقة الزكجية أحد
الزكجيف مف الحصكؿ عمى دليؿ كتابي إلثبات قرض أحدىما لآلخر مبمغا مف
1
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص112
149
الماؿ .كفي ىذه الحالة يجكز ؿلزكج الذم يقيـ الدليؿ عمى ىذه العبلقة أف يمجأ إلى
اإلثبات بالشيادة.1
كيرجع تفضيؿ المشرع الجزائرم ؿقانكف جنسية الزكج عمى قانكف جنسية
الزكجة أك المكطف لحكـ آثار الزكاج إلى الدكر الياـ المعترؼ بو لمرجؿ في الدكؿ
العربية باعتباره رب األسرة حسب عادات كتقاليد المجتمعات العربية .2باإلضافة إلى
أف أغمب آثار الزكاج تتعمؽ بشخصي الزكجيف كيصعب إخضاعيا لقانكنيف
مختمفيف .3إذ ال يمكف تصكر التطبيؽ الجامع لمقانكنيف الشخصييف لمزكجيف كال
التطبيؽ الجامع لمقانكنيف المذككرييف.4
لقد آثار االتجاه الذم يغمب قانكف جنسية الزكج عمى قانكف جنسية الزكجة
حفيظة الكثيريف في أكركبا خصكصان مف قبؿ الجمعيات النسكية التي تنادم بالمساكاة
بيف الرجؿ كالمرأة .كلكف في حقيقة األمر ،يعتبر احتفاظ الزكجة بجنسيتيا بالرغـ مف
ىذا الزكاج المختمط خير دليؿ عمى كجكد ىذه المساكاة كليس انعداميا.5
إف تفضيؿ المشرع الجزائرم لقانكف جنسية الزكج كقت انعقاد الزكاج ال
يخمك مف بعض الصعكبات؛ فآثار الزكاج تتكقؼ عمى القانكف المطبؽ كليس عمى
تاريخ الزكاج .كليذا فإف اآلثار المستقبمية لمزكاج يجب أف يحكميا القانكف الجديد كال
يجكز أف تبقى رىينة القانكف القديـ .كىكذا إذا غير الزكج الجزائرم جنسيتو فبل تبقى
آثار الزكاج المستقبمية خاضعة لقانكف انقطعت صمة الزكج بو ،كانما يجب أف
يختص بحكميا قانكف الجنسية الجديدة لمزكج .6كيتطمب ذلؾ االعتداد بقانكف جنسية
1
تنص المادة 336من القانون المدنً الجزابري على ما ٌلًٌ ":جوز اإلثبات بالشهود أٌضا فٌما ٌجب إثباته بالكتابة:
-إذا وجد مانع مادي أو أدبً ٌحول دون الحصول على دلٌل كتابً،
-إذا فقد الدابن سنده الكتابً لسبب أجنبً خارج عن إرادته".
2
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.249
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.247
4
انظر ،أحمد زوكاؼً ،تنازع القوانٌن فً الزمان ،المرجع السابق ،ص.214
5
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص.852
6
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.171
150
الزكج كقت التقاضي كليس مف كقت إبراـ الزكاج .1كاذا كانت األحكاؿ الشخصية
لؤلجانب تحكميا قكانينيـ الشخصية فيما يخص الجكىر ،فإف إجراءات االستماع إلى
الشيكد الكاجب تطبيقيا ،ىي تمؾ القكاعد المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات
المدنية .2كذلؾ كفقا لمقاعدة المسمـ بيا عمى الصعيد العالمي ،كالتي تقضي بأف
قكاعد االختصاص كاإلجراءات تخضع لقانكف القاضي المعركض عميو النزاع.3
كاستثناء تخضع آثار الزكاج لمقانكف الكطني متى كاف أحد الزكجيف جزائريا
كقت انعقاد الزكاج .4كتطبيؽ ىذا االستثناء سيككف خاص بالزكجة إذا كانت جزائرية،
ألنو لك كاف الزكج جزائرم فإف تطبيؽ القانكف الجزائرم يككف في ىذه الحالة استنادا
لمقاعدة العامة المنصكص عمييا في المادة .12
كقد أخذت بيذا االستثناء معظـ تشريعات الدكؿ العربية ،5كال شؾ أف ىذا
االستثناء يحكؿ دكف كجكد حمكؿ مكحدة بيف مختمؼ األنظمة القانكنية.6
151
في فرنسا إلى تطبيؽ قانكف محؿ كقكع الفعؿ الضار 1بكصفو القانكف الذم يحكـ
المسؤكلية التقصيرية.
كيرفض الدكتكر ىشاـ عمي صادؽ ىذا االتجاه ،كذلؾ التصاؿ المسألة في
ىذا الفرض بآثار الزكاج أكثر مف اتصاليا بالمسؤكلية التقصيرية .فالضرر كقع
نتيجة إلخبلؿ الزكج اآلخر بااللتزامات التي يرتبوا عقد الزكاج .كىذا بخبلؼ ما إذا
كاف ىذا الضرر قد كقع خارج ىذا اإلطار كما لك كاف سبب كقكع الضرر راجع إلى
حادث مركر ارتكبو الزكج اآلخر ،ففي ىذا الفرض تخضع دعكل المسؤكلية لقانكف
كقكع الفعؿ الضار .كنظ ار لتعمؽ المسألة بنظاـ الزكاج ،فيجب الرجكع أكال لقانكف
جنسية الزكج لمعرفة ما إذا كاف القانكف الذم يحكـ آثار الزكاج يجيز لممضركر
مقاضاة زكجو .كاذا كاف يجيز ذلؾ فينعقد االختصاص لمقانكف المحمي بنظر دعكل
المسؤكلية التقصيرية.2
كاذا كانت أغمب التشريعات قد أخضعت آثار الزكاج إلى قانكف جنسية
الزكج .فإف تطبيؽ ىذا القانكف تعترضو بعض الصعكبات الناجمة عف اختبلؼ
المرجعيات التشريعية لمدكؿ .كىذا ما سنعرض لو في المطمب المكالي.
المطمب الثاني
1
تنص المادة 20من القانون المدنً الجزابري على ما ٌلًٌ :سري على االلتزامات ؼٌر التعاقدٌة ،قانون البلد الذي وقع فٌه الفعل
المنشا لبللتزام.
ؼٌر أنه فٌما ٌتعلق بااللتزامات الناشبة عن الفعل الضار ،التسري أحكام الفقرة السابقة على الوقابع التً تحدث فً الخارج وتكون
مشروعة فً الجزابر وإن كانت تعد ؼٌر مشروعة فً البلد الذي وقعت فٌه".
2
انظر ،هشام علً صادق ،تنازع القوانٌن ،منشؤة المعارؾ ،اإلسكندرٌة ،1973 ،ص.511 -510
3
والمبلحظ أنه ،رؼم اتصاؾ قواعد تنازع القوانٌن فً الدول العربٌة بتوجهها العالمً متؤثرة فً ذلك بالتشرٌعات األوربٌة ،إال أنها
ال تزال مرتبطة ارتباطا وثٌقا بتركٌبة المجتمع العربً وشرٌعته الدٌنٌة فً تنظٌم مختلؾ جوانب العبلقات الدولٌة الخاصة .فؽالبا ما
152
المنازعات التي يككف كؿ أطرافيا مسمميف أجانب عبلقات قانكنية ذات عنصر
أجنبي خصكصا ما تعمؽ منيا باألحكاؿ الشخصية ،يؿ ينظر إلييا عمى أساس ككنيا
ركابط داخمية كىذا يعني استبعاد تطبيؽ قكاعد اإلسناد كتطبيؽ مباشرة قكاعد األحكاؿ
الشخصية الداخمية لمبمد المقيميف فكؽ إقميمو.
كيستند في تدعيـ رأيو ىذا عمى االتفاقية المبرمة بيف المغرب كمكريتانيا
بتاريخ 20يناير 1979كالتي أخضعت رعايا البمديف المقيميف فكؽ تراب البمد اآلخر
فيما يتعمؽ بأحكاؿىـ الشخصية لمقانكف المحمي.1
كلكف إذا رجعنا إلى قكاعد التنازع أك قكانيف األحكاؿ الشخصية فبل نجد أم
نص يقر بذلؾ ،بؿ إف المادة 221مف قانكف األسرة الجزائرم كالتي حددت نطاؽ
تطبيؽ قانكف األسرة تؤكد على ضركرة احتراـ قكاعد التنازع إذ نصت عمى مايمي":
يطبؽ ىذا القانكف عمى كؿ المكاطنيف الجزائرييف كعمى غيرىـ مف المقيميف بالجزائر
مع مراعاة األحكاـ الكاردة في القانكف المدني" .كنص الفصؿ الثاني مف مجمة القانكف
الدكلي الخاص التكنسي عمى أنو ":تعتبر دكلية العبلقة القانكنية التي ألحد عناصرىا
المؤثرة عمى األقؿ صمة بنظاـ أك بعدة أنظمة قانكنية غير النظاـ القانكني التكنسي".
كبالنسبة لمسألة كجكد معاىدات تكرس تطبيؽ القانكف المحمي فإف قكاعد التنازع ال
تسرم حيث يكجد نص عمى خبلؼ ذلؾ في معاىدة دكلية.2
إف مسألة تطبيؽ القانكف المحمي كاستبعاد قكاعد التنازع تبدك بصكرة
كاضحة عندما يتـ النص عمى قاعدة إسناد متحيزة ضمف قكاعد تنازع القكانيف تخضع
آثار الزكاج المختمط كالطبلؽ إلى قانكف جنسية الزكج باعتباره رب األسرة أك كما
ٌكون القانون الشخصً فً هذه الدول هو الشرٌعة اإلسبلمٌة ،ال سٌما فً قضاٌا األحوال الشخصٌة .انظر ،محمود محمود المؽربً،
فً إشكالٌة تقنٌن القانون الدولً الخاص ،المإسسة الحدٌثة للكتاب ،لبنان ،2008 ،ص.119
1
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص 47وما بعدها.
2
تنص المادة 21من القانون المدنً الجزابري على ما ٌلً ":ال تسري أحكام المواد السابقة إال حٌث ال ٌوجد نص على خبلؾ ذلك،
فً قانون خاص أو معاهدة دولٌة نافذة فً الجزابر".
153
يسميو الدكتكر خالد برجاكم باالمتياز الديني .كمف نتائج ىذا االمتياز خضكع
الزكجة غير المسممة لقكاعد تكرس عدـ المساكاة بيف الزكج كالزكجة كاستفادة الزكج
مف أحكاـ قانكنو الشخصي بما يرجح كفتو في مسائؿ كثيرة.1
2
الشؾ أف ىذا االمتياز الديني يجد أساسو في قكانيف األسرة العربية
باعتبارىا مستمدة مف أحكاـ الشريعة اإلسبلمية .كلكف ىذا لـ يمنع البعض مف تكجيو
االنتقاد لو ككصفو بعدـ تحقيؽ العدالة كاإلنصاؼ ،ألنو حسب نظرىـ يجب كضع
القكانيف المتنازعة في مرتبة كاحدة كاعطائيا فرص متساكية لمتطبيؽ .عمى أف يتـ
ترجيح أحدىا عمى اآلخر عف طريؽ تحديد مركز الثقؿ في العبلقة القانكنية المشتممة
عمى عنصر أجنبي ،كيككف ذلؾ باالستناد إلى معايير منطقية كمكضكعية بعيدا عف
أم نزعة كطنية أك دينية متحيزة .فضكابط اإلسناد في مادة األحكاؿ الشخصية ىي
المكطف كالجنسية كليس الديانة اإلسبلمية أك طائفة دينية أخرل .ثـ أف مف أىداؼ
قكاعد القانكف الدكلي الخاص تحقيؽ االستقرار كالتكازف كالتكفيؽ مابيف المصالح
المتعارضة لؤلطراؼ .كىذا ما ال يتحقؽ عند تطبيؽ الحمكؿ الناجمة عف امتياز
الديانة كالتي تعطي األكلكية في الحمكؿ دائما لقكاعد مستمدة مف الشريعة
اإلسبلمية.3
1
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.65
2
نصت المادة 02من مدونة األسرة المؽربٌة على أنه ":تسري أحكام هذه المدونة على:
-1جمٌع المؽاربة ولو كانوا حاملٌن لجنسٌة أخرى.
-2البلجبٌن بمن فٌهم عدٌمو الجنسٌة طبقا التفاقٌة جٌنٌؾ المإرخة فً ٌ 28ولٌوز 1951المتعلقة بوضع البلجبٌن
-3العبلقات التً ٌكون فٌها احد الطرفٌن مؽربٌا ًا
-4العبلقات التً تكون بٌن مؽربٌٌن أحدهما مسلم.
أما الٌهود المػاربة فتسري علٌهم قواعد األحوال الشخصٌة العبرٌة المؽربٌة".
3
مقتبس عن خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.75 -73
154
الشخصية كالميراث لمعتنقي ىذه الديانة ما داـ ىذا االعتناؽ كقع بدكف تدليس كطبقان
لمقكاعد الشكمية المقررة قانكنان".1
كضمف ىذا السياؽ أيضان ،نقض المجمس األعمى الحكـ الصادر في قضية
تتمخص كقائعيا في أف رجبل فرنسيان تزكج في فرنسا مف امرأة فرنسية بتاريخ 30أكت
،1945كأنجبا طفميف ثـ انتقؿ الزكج إلى المغرب كاعتنؽ الديانة اإلسبلمية .ثـ تزكج
بامرأة مغربية مسممة كأنجب معيا طفميف .فرفعت الزكجة الفرنسية دعكل تطالب فييا
بإبطاؿ الزكاج الثاني بدعكل عدـ جكاز التعدد.
كبالفعؿ قضت المحاكـ العصرية باعتبار الزكاج الثاني باطبل طبقا لنص
المادة 147مف القانكف المدني الفرنسي ،إال أف المجمس األعمى نقض الحكـ كاعتبر
أف المحكمة العصرية لـ تكف مختصة كأف الزكج الفرنسي المسمـ يجب أف يخضع
الختصاص القاضي الشرعي تطبيقا ألحكاـ ظيير 24أبريؿ .21959
إف القضاء كالتشريع في مختمؼ الببلد العربية قد استقر منذ أمد طكيؿ عمى
اعتبار الديانة اإلسبلمية عنص ار مف عناصر اإلسناد بالنسبة لممسمـ ،كيحجب ىذا
الضابط قانكف الجنسية .كمف ثـ فإف الفرنسي المسمـ ال يسرم عميو أماـ القاضي
بالنسب لكؿ ما
ة المسمـ القانكف الفرفسي ،كانما تطبؽ عميو قكاعد الشريعة اإلسبلمية
يتعمؽ بأحكالو الشخصية .كقد تجسد ىذا المكقؼ مف قبؿ القضاء المغربي في قضية
تتعمؽ برجؿ إيطالي اعتنؽ الديانة اإلسبلمية بالمغرب ،ثـ أقاـ دعكل بفسخ الزكاج
مف زكجتو اإليطالية التي رفضت اعتناؽ الديانة اإلسالمية .كاعتقد الزكج أف الزكاج
لـ يعد صحيحا بسبب اختبلؼ الديف.3
1
مقتبس عن أحمد زوكاؼً ،حالة وأهلٌة األجانب فً التشرٌع المؽربً ،مجلة الملحق القضابً ،المم لكة المؽربٌة ،وزارة العدل،
المعهد العالً للقضاء ،العدد ،2009 ،42ص.72
2
مقتبس عن أحمد زوكاؼً ،حالة وأهلٌة األجانب فً التشرٌع المؽربً ،المرجع السابق ،ص.80
3
انظر ،أحمد زوكاؼً ،اعتناق الدٌانة اإلسبلمٌة وأثره على صحة الزواج من امرأة كتابٌة ،مجلة الملحق القضابً ،المملكة المؽربٌة،
وزارة العدل ،المعهد العالً للقضاء ،العدد ،2010 ،43ص.12
155
كلكف محكمة استئناؼ الدار البيضاء أكدت في حكميا الصادر بتاريخ 06
جكيمية 1994أف اعتقاد الزكج خاطئ ،ألف المسمـ يصح زكاجو مف الكتابية بينما ال
يصح زكاج المسممة مف رجؿ غير مسمـ ،كمف ثـ فإف عقد الزكاج الرابط بيف
المستأنؼ كالمستأنؼ عمييا ىك عقد صحيح كال يشكبو أم فساد.
غير أف ،الزكجة المدعى عمييا طالبت بتطبيؽ قاعدة اإلسناد المقررة في
ظيير الكضعية المدنية لؤلجانب ،كالتي تقضي بتطبيؽ القانكف الكطني لمزكجيف كىك
القانكف اإليطالي ال القكانيف المغربية .كأكضحت المدعية أف الزكج المدعي يحاكؿ
إقامة دعكاه أماـ المحاكـ المغربية لمتيرب مف تطبيؽ القكانيف اإليطالية التي ال
تتساىؿ في ميداف الطبلؽ ،كما أف الزكاج الذم يربطيما يفرض نظاـ األمكاؿ
المشتركة كأف الزكج ييدؼ مف كراء دعكاه االستحكاذ عمى أمكاليا.1
كقد أكد المنشكر الذم أصدرتو ك ازرة العدؿ المغربية بتاريخ 17جكيمية
1979عمى شرط اعتناؽ اإلسبلـ باإلضافة إلى الكثائؽ األخرل التي يتعيف عمى
طالبي الزكاج المختمط تقديميا لمحصكؿ عمى اإلذف بالزكاج كتشمؿ مايمي":
156
-شيادة عرفية بالنسبة لمطرؼ األجنبي أك شيادة الكفاءة لمزكاج حديثة التاريخ.
-شيادة حسف السمكؾ كعدـ السكابؽ تسمـ مف طرؼ السمطة المختصة.1"...
كفي رأينا ،أف ىذه التراخيص كالكثائؽ المطمكبة تعتبر بمثابة إجراءات
إدارية تنظيمية بحثة تمارسيا كؿ دكلة فكؽ إقميميا بيدؼ حماية مصالحيا كالحفاظ
عمى أمنيا مف كؿ خطر محتمؿ مف األجانب .كىي ليست بشركط مكضكعية حتى
تعيؽ انعقاد الزكاج ،بؿ ىي عبارة عف إجراءات اقتضتيا ضركرات حماية الصالح
العاـ.
إنو كبالنظر لبلنتقادات المكجية إلى امتياز الديانة جعمت البعض ينادم
بالتخمص مف اآلثار السمبية ليذا االمتياز بإسناد الركابط الدكلية المختمطة في مادة
األحكاؿ الشخصية إلى قانكف المكطف أك قانكف اإلقامة المعتادة لمزكجيف .كعدـ إثارة
الدفع بالنظاـ العاـ إال في حالة كجكد خرؽ صارخ لقيـ قانكف دكلة القاضي دكف أف
يستغؿ ذلؾ في تكريس تمييز مبني عمى الديف أك المعتقد .4كرغـ ذلؾ ،ال تزاؿ
قكاعد القانكف الدكلي الخاص المعمكؿ بيا في أكربا كبخاصة اسبانيا التي يكجد فييا
1
انظر ،المنشور رقم 854الصادر فً 1979/05/17المتعلق بزواج معتنقً اإلسبلم.
2
انظر ،المادة 16من اإلعبلن العالمً لحقوق اإلنسان.
3
انظر ،خالد برجاوي ،الم رجع السابق ،ص.192 -191
4
انظر ،خالد برجاوي ،نفس المرجع ،ص.79
157
عدد كبير مف المكاطنيف المغاربة تحظر تطبيؽ القانكف الكطني الذم يبيح الطبلؽ
بإرادة الزكج المنفردة أك نظاـ تعدد الزكجات.1
كإذا رج عنا إلى أحكاـ قكاعد القانكف الدكلي الخاص في الدكؿ العربية 2ال
نجد فييا أم نص يسند الحمكؿ المقررة لفض تنازع القكانيف باالستناد إلى رابطة
الديف ،بؿ تكاد تجمع عمى اعتماد رابطة الجنسية كضابط إسناد لتحديد القانكف
الكاجب التطبيؽ في مادة األحكاؿ الشخصية ،ثـ أنو ال يكجد تبلزـ بيف الجنسية
كالديف .كبالنسبة القتراح المكطف كضابط إسناد فيك اآلخر لـ يسمـ مف االنتقادات
المكجية إليو.
كيبرركف رأييـ ىذا بكجكد عدة مظاىر تميز بيف الرجؿ كالمرأة ،كمف ذلؾ
إسناد االختصاص إلى قانكف الزكج دكف قانكف الزكجة فيما يتعؿؽ بآثار الزكاج
كالطبلؽ .كىذا ما يتعارض مع مبادئ المساكاة كالحرية التي أقرتيا المكاثيؽ الدكلية
لحقكؽ اإلنساف4؛ كبالخصكص المادة الثانية مف اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف
التي تنص عمى أنو ":لكؿ إنساف حؽ التمتع بكافة الحقكؽ كالحريات الكاردة في ىذا
1
Saadia Belmir, droit de la famille au Maroc, www.cidop.org, P110.
2
انظر المادة 39من القانون الكوٌتً ،والفصل 47من القانون التونسً.
3
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.98
4
انظر ،خالد برجاوي ،نفس المرجع ،ص.109 -102
158
اإلعبلف دكف أم تمييز ،كالتمييز بسبب العنصر أك المكف أو الجنس أك المغة أك
الديف أك الرأم السياسي أك أم رأم آخر ،أك األصؿ الكطني أك االجتماعي أك الثركة
أك الميبلد أك أم كضع آخر ،دكف أية تفرقة بيف الرجاؿ كالنساء .كفضبل عما تقدـ
فمف يككف ىناؾ أم تمييز أساسو الكضع السياسي أك القانكني أك الدكلي لبمد أك
البقعة التي ينتمي إلييا الفرد سكاء كاف ىذا البمد أك تمؾ البقعة مستقبل أك تحت
الكصاية أك غير متمتع بالحكـ الذاتي أك كانت سيادتو خاضعة ألم قيد مف القيكد".
كتعارضو أيضا مع نص المادة 12ـ ف اتفاقية القضاء عمى جميع أشكاؿ التمييز
ضد المرأة.1
كعمى ىذا األساس يركف بأف إسناد آثار الزكاج إلى قانكف الزكج ىك إسناد
متحيز كمجرد مف أم مكضكعية كيكرس عدـ المساكاة بيف الرجؿ كالمرأة .كىك ما
يخالؼ قكاعد التحميؿ التنازعي التي تقضي بترجيح أحد القكانيف المتنازعة بناء عمى
معايير منطقية كمكضكعية .كتخالؼ أيضا االتجاىات الحديثة في القانكف الدكلي
الخاص التي أصبحت تسند مثؿ ىذه الركابط لقانكف المكطف أك اإلقامة المعتادة
المشتركة.2
كفي اعتقادنا أف المفيكـ المعطى لممساكاة لدل منطؽ ىؤالء غير صحيح
ألنو إذا اعتبرنا أف الـ قصكد باؿمساكاة ىنا ىك المساكاة المادية ،فإف ذلؾ سكؼ يؤدم
في النياية إلى تكميؼ المرأة بما لـ يكجب عمييا أك بما يتعارض مع طبيعة دكرىا في
األسرة .كبالنسبة القتراح قانكف المكطف فيك اآلخر ليس بمنأل عف النقد كال يحقؽ
1
تنص المادة 16من اتفاقٌة القضاء على كافة أشكال التمٌٌز ضد المرأة على أنه -1 ":تتخذ الدول األطراؾ جمٌع التدابٌر المناسبة
للقضاء على التمٌٌز ضد المرأة فً كافة األمور المتعلقة بالزواج والعبلقات األسرٌة ،وبوجه خاص تضمن على أساس تساوي الرجل
والمرأة:
(أ) نفس الحق فً عقد الزواج؛
(ب) نفس الحق فً حرٌة اختٌار الزوج ،وفً عدم عقد الزواج إال برضاها الحر الكامل؛
(ج) نفس الحقوق والمسإولٌات أثناء الزواج وعند فسخه ."... ،اعتمدت وعرضت للتوقٌع والتصدٌق واالنضمام بموجب قرار
الجمعٌة العامة لؤلمم المتحدة 180/34المإرخ فً 18كانون األول/دٌسمبر .1979
2
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.116 -115
159
العدالة كالمساكاة في الكثير مف الحاالت ،ألف قانكف المكطف قد يحرـ الزكجيف مف
االستفادة مف حقكؽ ىي مقرر ليـ بمكجب قكانينيـ الشخصية ،أك يفرض عمييـ قيكد
اؿكانيف الكطنية تبقى
جديدة أك أشد مما ىي عميو في قانكنيـ الكطني .كليذا فإف ق
ىي أكثر القكانيف المبلئمة لحكـ الركابط الدكلية المختمطة في مسائؿ األحكاؿ
الشخصية عمكما كالزكاج كالطبلؽ بصفة أخص.
كمما سبؽ ،يتضح لنا بجبلء مدل عمؽ االختبلؼ التشريعي كالفقيي
كالقضائي فيما يخص الحمكؿ المقررة لفض تنازع القكانيف في مادة الزكاج.
إزاء ىذا الكضع اقترح الفقو كالقضاء تكحيد قكاعد التنازع عف طريؽ
المعاىدات بالنسبة لمكضكع كاحد .مف أجؿ القضاء عمى اختبلؼ قكاعد التنازع بيف
تشريعات الدكؿ ،كاحبلؿ محميا قكاعد مشتركة كمكحدة لحؿ تنازع القكانيف في مسألة
معينة .كتطبيقا لذلؾ أبرمت العديد مف االتفاقات الدكلية الجماعية كالثنائية ،منيا
اتفاقية الىام لسنة 1902بشأف الزكاج كالطبلؽ .كقد كاجو إبراـ ىذه االتفاقية
صعكبات كبيرة بسبب اختبلؼ المؤتمريف حكؿ ضابط اإلسناد الذم يحكـ األحكاؿ
الشخصية بيف مؤيد لقانكف المكطف كما ىك األمر بالنسبة النجمت ار كأمريكا ،بينما
تبنت الدكؿ البلتينية ضابط الجنسية .كاضافة إلى الجيكد السابقة ،عقدت دكؿ أمريكا
البلتينية مؤتم انر في ىافانا سنة 1928كأسفر عف كضع تقنيف شامؿ ينظـ الحقكؽ
الدكلية ،كما أبرـ االتحاد االسكندنافي بعض االتفاقات بغرض تكحيد حمكؿ قكاعد
التنازع ،أىميا االتفاؽ المبرـ في سنة 1931المتعمؽ بالزكاج كالتبني كالكصايا.
إف ىذه األمثمة تؤكد لنا بأف تكحيد قكاعد اإلسناد أمر كارد كليس
بالمستحيؿ ،كذلؾ رغـ كجكد صعكبات كبيرة بسبب اختبلؼ المرجعية التشريعية كما
نجـ عنو مف اختبلؼ كتعدد لقكانيف األحكاؿ الشخصية المنظمة لمؤسسة الزكاج
160
كتعارض المصالح بيف الدكؿ .1كبالنسبة لمدكؿ العربية ،فرغـ التقارب المكجكد بيف
تشريعاتيا بسب األصؿ الـ شترؾ في الديف كالعادات كالتقاليد ،إال أننا لمسنا كجكد
بعض االختبلفات في الحمكؿ التشريعية المقررة كما ىك الشأف بالنسبة لكؿ مف
المشرع الككيتي كالتكنسي .فنجد مثبل أف آثار الزكاج تخضع في القانكف الككيتي إلى
قانكف جنسية الزكج ،بينما تخضع في القانكف التكنسي إلى القانكف الشخصي
المشترؾ.
2
كنشير أيضان ىنا إلى مسألة استبعاد القانكف األجنبي بسبب الدفع بالنظاـ
العاـ؛ فقد اعتبرت إحدل المحاكـ التكنسية استنادا إلى قكاعد دينية معدلة أف القانكف
المغربي الذم يسمح بالطبلؽ باإلرادة المنفردة يتعارض مع السياسة التشريعية
التكنسية ،كبالتالي يتعيف استبعاده لمخالفتو النظاـ العاـ التكنسي.3
كإذا كانت التشريعات العربية ال ترتب عمى الزكاج أم أثر مالي كأصؿ عاـ
احتراما لمبدأ استقبلؿ الذمة المالية لمزكجيف ،فإف اآلثار المالية لمزكاج في التشريعات
بي يقصد بيا النظـ المالية لمزكاج كىك ما نعرض لو فيما يمي.
الغر ة
1
انظر ،سعٌد ٌوسؾ البستانً ،الجامع فً القانون الدولً الخاص ،منشورات الحلبً الحقوقٌة ،الطبعة األولى ،لبنان،2009 ،
ص 767وما بعدها.
2
إن اتفاقٌة 10أوت 1981المؽربٌة الفرنسٌة التً ترتكز على جنسٌة األطراؾ ال ٌمكن تطبٌقها على النزاع القابم بٌن زوجٌن من
جنسٌة مختلفة ٌدٌنان معا ًا بدٌن اإلسبلم الندماج العنصر الدٌنً فً الجنسٌة.
ٌجب استبعاد تطبٌق هذه االتفاقٌة ،إذا كان من شؤن تطبٌقها المساس بالنظام العام المؽربً المستمد وجوبا ًا من القوانٌن الدستورٌة
التً ترتكز على العنصر الدٌنً باعتبار الطرفٌن مسلمٌن" .حكم عدد ،42المحكمة االبتدابٌة ،آنفا 1994/01/20 ،ملؾ شرعً،
عدد 90/958مقتبس عن محمد الشافعً ،األجانب بالمؽرب ،الجزء األول ،المطبعة والوراقة الوطنٌة ،الطبعة األولى ،المؽرب،
،2006ص.114
3
مقتبس عن سامً بدٌع منصور ،الوسٌط فً القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص.767
161
المبحث الثالث
كتخضع العبلقات المالية لمزكجيف إما لمنظاـ القانكني سكاء كاف القانكف
الشخصي أك العيني؛ كاما أف تخضع لمنظاـ التعاقدم كما ىك الشأف بالنسبة لمتشريع
الؼنسي كالتشريع السكيسرم .3كيعتمد الزكجاف النظاـ التعاقدم بمقتضى عقد خاص
ر
آخر يختمؼ عف عقد الزكاج ،كيسمى مشارطة الزكاج .4كيجب أف تتـ مشارطة
الزكاج في فرنسا في عقد رسمي ،5بينما تعتبر في انجمت ار مجرد تصرؼ عرفي .كلكف
السؤاؿ المطركح ىنا :إذا اتفؽ زكجاف فرنسياف عمى مشارطة زكاج في انجمت ار بصفو
عرفية تطبيقا لقاعدة لككيس ،فيؿ تعد ىذه المشارطة صحيحة في نظر القانكف
الفرنسي؟
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص ،194ص.195
2
انظر ،مسعودي رشٌد ،النظام المالً للزوجٌن فً التشرٌع الجزابري(،دراسة مقارنة) ،رسالة دكتوراه ،كلٌة الحقوق ،جامعة أبو بكر
بلقاٌد تلمسان ،2006/2005 ،ص.219
3
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.41
4
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.85
5
L’art.1394 du code civil français dispose que : " Toutes les conventions matrimoniales
seront rédigées par acte devant notaire, en la présence et avec le consentement simultanés
de toutes les personnes qui y sont parties ou de leurs mandataires".
162
إثرة
إف االختبلؼ المكجكد حكؿ طبيعة شكؿ مشارطة الزكاج يؤدم إلى ا
تنازع القكانيف .كقد اختمؼ الفقو حكؿ ىذه المسألة ،فرأل جانب مف الفقياء أنو يجب
استبعاد تطبيؽ قاعدة لككيس عمى مشارطة الزكاج بدعكل أف الرسمية المطمكبة في
مشارطة الزكاج تعد شرطا مكضكعيا ،كليذا فيي تخضع لمقانكف الشخصي .كلكف
ىذا الرأم مردكد عميو ماداـ أف عقد الزكاج يخضع لقاعدة لككيس ،ألف المنطؽ
يقضي بأف تخضع مشارطة الزكاج إلى قاعدة لككيس باعتبارىا أث ار مف آثار الزكاج.
كعمى ىذا األساس ،إذا كاف قانكف المحؿ يأخذ بالشكؿ العرفي في مشارطة الزكاج
ففي ىذه الحالة البد مف إخضاعيا إلى ىذا الشكؿ كتعد صحيحة .ككأف القانكف
الشخصي كما يقكؿ الفقيو بارتاف Bartinيعطي تفكيضا لقانكف المحؿ لحكـ
مشارطة الزكاج.1
كالجدير بالذكر ،أف قاعدة لككيس في مشارطة الزكاج ليست إلزامية كانما
مف حؽ الزكجيف إتباع اإلجراءات الشكمية المنصكص عمييا
ىي ذات طابع مفسر ،ؼ
في قانكف المحؿ ،أك اختيار أحكاـ القانكف الكطني ،كذلؾ بالمجكء إلى إبراـ مشارطة
2
مف الزكاج أماـ مكظفي السمؾ الدبمكماسي كالقنصمي كما تقضي بذلؾ المادة 06
اتفاقية الىام المبرمة في 17جكيمية .1905
يكجد نظاماف:
كبالنسبة لمقانكف الكاجب التطبيؽ عمى النظاـ المالي لمزكاج ؼ
أ)النظاـ القانكني :كيقصد بو مجمكعة القكاعد الشخصية كالعينية التي تطبؽ عمى
العبلقات المالية بيف الزكجيف.
1
مقتبس عن نادٌة فضٌل ،تطبٌق قانون المحل على شكل التصرؾ ،المرجع السابق ،ص.198 -195
2
L’article 06 de la convention dispose que : " le contra de mariage est valable quant à la forme s’il a
été conclu soit conformément à la loi du pays ou il a été fait, soit conformément à la loi nationale de
chacun des futurs époux au moment de la célébration du mariage, ou encore s’il a été conclu au cour
du mariage, conformément à la loi nationale de chacun des époux".
163
ب)النظاـ التعاقدم :يتيح ىذا النظاـ لمزكجيف حرية اختيار القانكف الكاجب التطبيؽ
في العقد ،كاذا تعذر ذلؾ فقد درج القضاء عمى استخبلصو باالستناد إلى جممة مف
العناصر :مثؿ مكاف إبراـ العقد ،مكاف التنفيذ ،ـ كقع األمكاؿ.1
-3قانكف المكطف األكؿ لمزكجيف أك مقر اإلقامة اؿجديدة المعتادة بعد الزكاج.6
1
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.44
2
L’art.1387 du code civil français dispose que :" La loi ne régit l'association conjugale, quant aux
biens, qu'à défaut de conventions spéciales que les époux peuvent faire comme ils le jugent
à propos, pourvu qu'elles ne soient pas contraires aux bonnes moeurs ni aux dispositions qui
"suivent.
3
CF. Bénédicte FAUVARQUE-COSSON, Libre disponibilité des Droits et Conflits de Lois , L.G.D.J , Paris,
1996, p.351.
4
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.85
5
انظر ،سامً بدٌع منصور ،عكاشة عبد العال ،القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص.257
6
L’art.3 de la convention sur la loi applicable aux régimes matrimoniaux dispose que : « Le régime
matrimonial est soumis à la loi interne désignée par les époux avant le mariage.
Les époux ne peuvent désigner que l'une des lois suivantes :
; 1. la loi d'un Etat dont l'un des époux a la nationalité au moment de cette désignation
164
كيبيف لنا القانكف الذم يحكـ النظاـ المالي المختار مف قبؿ الزكجيف قكاعد
استخدامو كشركط انحبللو ،كلكنو ال ينطبؽ عمى أعماؿ التصفية.1
كاذا كانت إرادة الزكجيف تمعب دك ار ميما في اختيار نظاـ مالي معيف طبقا
لنص المادة 1387مف الؽانكف المدني الفرنسي ،كالتي تقضي بأف القانكف ال ينظـ
العبلقات المالية بيف الزكجيف إال في حالة عدـ اختيار الزكجيف لنظاـ معيف ،فإف
ىذه اإلرادة مقيدة بعدـ مخالفة القكاعد المتعمقة بالحقكؽ كالكاجبات بيف الزكجيف
كالقكاعد المتعمقة بالكالية كالسمطة األبكية .2كما منعت المادة 1389الزكجيف مف
إبراـ أم اتفاؽ يترتب عميو تغيير النظاـ القانكني لئلرث .3كلكف بإمكانيما أف يتفقا
عمى أف تمنح األـ كاؿ الشخصية لميالؾ عند القسمة لمزكج الباقي عمى قيد الحياة،
كلكف بشرط أال تؤخذ بعيف االعتبار قيمتيا في التركة.4
كتجدر المبلحظة إلى أنو يستبعد القانكف األجنبي إذا ثبت الغش نحك
القانكف .كقد عرؼ الغش نحك القانكف في فرنسا عندما كانت مقسمة إلى مقاطعات
تطبؽ كؿ منيا عرفا خاصا بيا ،ككاف العرؼ في منطقة نكرماندم يقضي بأف النظاـ
المالي بيف الزكجيف ىك نظاـ الدكطة ،بينما كاف النظاـ السائد في منطقة باريس ىك
نظاـ االشتراؾ القانكني ،األمر الذم حمؿ بعض األزكاج مف منطقة النكرماندم عمى
2. la loi de l'Etat sur le territoire duquel l'un des époux a sa résidence habituelle au moment de cette
; désignation
3.la loi du premier Etat sur le territoire duquel l'un des époux établira une nouvelle résidence
habituelle après le mariage ».
1
François mélin, Droit international Privé, Casbah éditions, Algérie, 2004, P.182.
2
L’art.1388 du code civil français dispose que :" Les époux ne peuvent déroger ni aux devoirs
ni aux droits qui résultent pour eux du mariage, ni aux règles de l'autorité parentale, de
l'administration légale et de la tutelle ".
3
L’art.1389 du code civil français dispose que:" Sans préjudice des libéralités qui pourront
avoir lieu selon les formes et dans les cas déterminés par le présent code, les époux ne
peuvent faire aucune convention ou renonciation dont l'objet serait de changer l'ordre légal
des successions ".
4
انظر ،المادة 1390من القانون المدنً الفرنسً.
165
التكجو إلى باريس إلبراـ عقد زكاجيـ حتى يخضع نظاميـ المالي لبلشتراؾ
القانكني.1
كإذا كانت قكانيننا العربية ال ترتب أية آثار عمى الذمة المالية لكؿ مف
الزكجيف ،كال تعرؼ أنظمة الزكاج المالية المكجكدة في أكربا كاشتراؾ األمكاؿ ،أك
انفصاؿ األمكاؿ أك نظاـ البائنة ،كإذا عرض عمى القاضي الكطني نزاع بيف زكجيف
حكؿ أمكاليما المشتركة فإف إتباع التكييفات الكضعية لمقكانيف العربية كتطبيقيا
تطبيقا دقيقا مؤدم إلى كصؼ العبلقة التي يدكر حكليا النزاع بأنيا مسألة مشتركة
تدخؿ في نطاؽ العقد مثبل .كلكف ال يستطيع القاضي العربي تصنيؼ تمؾ العبلقة
بأنيا تدخؿ ضمف آثار الزكاج ما داـ أف قانكفق الكطني ال يعرؼ مثؿ ىذه اؿعبلقة
كمف ثـ يككف لزاما عميو االستئناس بأفكار القانكف األجنبي الذم تنتمي إليو ىذه
العبلقة.
1
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.159
2
مقتبس عن هشام خالد ،التنازع االنتقالً فً تنازع القوانٌن ،دار الفكر الجامعً ،اإلسكندرٌة ،2001 ،ص.101 -100
166
كرغـ التطكر الذم كصمت إليو نظرية التكييؼ بسبب التكسع في تحديد
مفيكـ الفئات المسندة في قانكف القاضي ،فمف المحتمؿ أف تكاجو القاضي الكطني
عبلقات قانكنية أجنبية يستحيؿ عميو إعطاء تكييؼ قانكني ليا كفقا لقانكنو الكطني.1
كعميو ،إذا كيفنا عبلقة الزكجيف المالية بأنيا تدخؿ ضمف العقكد ،فتخضع
بالتالي لمضمكف القانكف الذم اختاره الزكجاف ،كاذا لـ يختار الزكجاف نظاما قانكنيا
معينا ،فتكزع أمكاؿ الزكج المتكفى المنقكلة تطبيقان ألحكاـ القانكف المحمي .كىك ىنا
القانكف االنجميزم.
كفي قضية أخرل تتعمؽ بتكييؼ إلغاء الكصية بزكاج الحؽ فصمت المحاكـ
االنجميزية في قضية " مارتف كلكستاكف " ،كتتمخص كقائعيا في أف :امرأة انجميزية
1
انظر ،بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،المرجع السابق ،ص.243 -241
167
مقيمة في فرنسا تكفيت ،ككانت قبؿ ذلؾ قد عممت كصية كىي عمى قيد الحياة ثـ
تزكجت في انجمت ار رجبل مقيما فييا ،كلكف حسب قكاعد القانكف االنجميزم يمغي
الزكاج البلحؽ الكصية السابقة ،في حيف ال يعرؼ القانكف الفرنسي مثؿ ىذه القاعدة.
كعؿيو ،إذا تـ تكييؼ ىذه المسألة بأنيا تدخؿ ضمف شركط الزكاج طبؽ
القانكف االنجميزم ،كبالتالي تعتبر الكصية ممغاة .أما إذا كيفنا ىذا اإللغاء بأنو يدخؿ
ضمف شركط الكصية يطبؽ قانكف محؿ إقامة الزكجة المتكفاة ،أم القانكف الفرنسي
كبالتالي تعتبر الكصية صحيحة .كانتيت الـ حكمة إلى تطبيؽ القانكف االنجميزم الذم
ينص عمى إلغاء الكصية السابقة بزكاج الحؽ.1
المطمب األوؿ
تقرف التشريعات اؿغربية الزكاج بعقد مالي ينظـ كؿ أمكر الزكجيف المالية .
كتككف الزكجة مسؤكلة عف المساىمة في تحمؿ أعباء المعيشة كتربية األبناء كتحمؿ
ديكف الزكج ،2كمف أىـ نظـ المشارطات المالية السائدة في القانكف الفرنسي نجد ما
يمي:
الفرع األوؿ
)(régime en communauté
يشترؾ الزكجاف في ىذا النظاـ في األمكاؿ التي يتـ إنفاقيا إلشباع حاجات
األسرة ،كسداد الديكف .كيقكـ الزكج بإدارة التصرفات المالية باستثناء بعض
1
مقتبس عن بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،المرجع السابق ،ص.97-96
2
انظر ،علً علً سلٌمان ،نظرات قانونٌة مختلفة ،دٌوان المطبوعات الجامعٌة ،الجزابر ،1994 ،ص.64
168
التصرفات اليامة التي تحتاج إلى مكافقة الزكجة .1كيتككف ىذا النظاـ مف الرصيد
الدائف كالرصيد المديف لؤلعباء المالية لمزكجيف ،كلـ يمنع المشرع الفرنسم مطمقان
2
تغيير النظاـ المالي لمزكاج ،بؿ أجاز استثناء تغييره كجعمو يتماشى مع مصمحة
األسرة بناء عمى طمب أحد الزكجيف ،أك بناء عمى اتفاؽ مشترؾ بينيما ،كىذا شريطة
3
مضي مدة زمنية محددة بسنتيف عمى تطبيؽ النظاـ الـ ػراد تغييره .كـ ػكافقة المحػكمة
1
انظر ،المواد 1424 ،1422 ،1421من القانون المدنً الفرنسً.
2
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.46
3
" للزوجٌن اللذٌن كانا ٌخضعان بمقتضى عقد زواجهما لنظام األموال المشتركة ،إبرام اتفاق آخر لمصلحة العابلة ٌخضعان بمقتضاه
لنظام فصل األموال تطبٌقا ًا لمقتضٌات الفصل 1397و 1536من القانون المدنً الفرنسً" .انظر ،المحكمة االبتدابٌة بالرباط ،رقم
،1990/04/05 ،396ملؾ رقم 1990/02مقتبس عن الملكً الحسٌن ،المرجع السابق ،ص.186
4
L’article 1397 du code civil français dispose que : « Après deux années d'application du régime
matrimonial, les époux peuvent convenir, dans l'intérêt de la famille, de le modifier, ou même d'en
changer entièrement, par un acte notarié. A peine de nullité, l'acte notarié contient la liquidation du
régime matrimonial modifié si elle est nécessaire… ».
5
انظر ،مسعودي رشٌد ،النظام المالً للزوجٌن فً التشرٌع الجزابري ،المرجع السابق ،ص.232
6
انظر ،رعد مقداد محمود ،النظام المالً للزوجٌن ،دار الثقافة للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن ،2003 ،ص.66
169
أ) نظاـ االشتراؾ العاـ la communauté universelle:كتصبح في ىذا النظاـ
كؿ أمكاؿ الزكجيف مشتركة بينيما.
د) نظاـ االشتراؾ القانكني :يحدد القانكف بمقتضى ىذا الفظاـ كضعية الماؿ كالثركة
التي نشأت خبلؿ فترة الحياة الزكجية ،كالتي تخضع لمبدأ التشارؾ القانكني سكاء
كاف مصدر ىذه األمكاؿ المجيكدات الشخصية لكؿ كاحد مف الزكجيف أك كمييما .2
كيسرم ىذا النظاـ إذا لـ يختر الزكجاف نظامان آخر في مشارطة الزكاج ،كيتـ تقسيـ
األمكاؿ في ىذا النظاـ إلى ثبلثة أقساـ أكليا األمكاؿ المشتركة كىي ممؾ لكؿ مف
الزكجيف ،ثـ األمكاؿ الخاصة بالزكج .كأخي انر األمكاؿ الخاصة بالزكجة .3كفي حالة
تغيير الزكجيف لمقانكف الذم يحكـ ىذا النظاـ فيذا يعني أنيما اختا ار التخمي عنو
كاستبدالو بالنظاـ االتفاقي ،فقد اعتبر القضاء الفرنسي في قرارقالصادر في قضية "
" zelcerبأف تغيير القانكف الكاجب التطبيؽ يكرس تغيير النظاـ ،4فمبدأ ثبات
1
رنسً.انظر ،المادة 1498من القانون المدنً الؾ
2
انظر ،الملكً الحسٌن ،المرجع السابق ،ص.137
3
انظر ،هشام صادق علً ،تنازع القوانٌن ،منشؤة المعارؾ ،الطبعة الثالثة ،1974 ،ص.517
4
Bertrand ANCEL, Yves LEQUETTE, Les grands arrêts de la jurisprudence française de droit
e
international privé, Dalloz, 4 édition, Paris, 2001, p.131.
170
النظاـ أك تحكلو يظير مف خبلؿ القانكف الذم يحكـ النظاـ المالي لمزكجيف .1كينبغي
التمييز في ظؿ نظاـ االشتراؾ القانكني بيف كضعيتيف:
أ -األصكؿ :تشمؿ أصكؿ نظاـ االشتراؾ اؿقانكني جميع األمكاؿ المكتسبة بعكض
مف قبؿ الزكجيف معا أك مف قبؿ أحدىما سكاء كاف مصدر ىذه األمكاؿ ركاتبيما
كأرباحيما .كسكاء كانت ىذه األمكاؿ منقكلة أك عقارية .كيخكؿ ىذا النظاـ لكؿ كاحد
مف الزكجيف حؽ إدارة األمكاؿ المشتركة كالتصرؼ فييا مع تحمؿ المسؤكلية الناجمة
عف أخطاء تسييره باستثناء التبرع بدكف عكض الذم يحتاج إلى مكافقة الزكج
اآلخر.2
ب -الديكف :يقصد بالديكف في ظؿ نظاـ االشتراؾ القانكني كافة ديكف الزكجيف
الناتجة عف تكاليؼ الزكاج كتربية األكالد ،كتككف كؿ ىذه الديكف مشتركة بيف
الزكجيف؛ كىذا يعني أف الزكجة كذلؾ تككف مسؤكلة مسؤكلية تامة عف كؿ ديكف
األسرة بما في ذلؾ الديكف التي تككف في ذمة الزكج.
أما الديكف التي كانت ألحد الزكجيف قبؿ إبراـ الزكاج ،فيتحمميا لكحده .كلكف
يمكف لدائنيو أف يحجزكا عمى األمكاؿ المشتركة في حالة ما إذا اختمطت مع األمكاؿ
المنقكلة لمزكج المديف التي اكتسبيا عف طريؽ اإلرث ما لـ تثبت ممكيتيا الخاصة.3
1
Mariel REVILLARD, Les changements de régimes matrimoniaux dans l’ordre international, droit
international privé, éditions A. pedone, Paris, 2000, P.269.
2
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.208 -207
3
انظر ،محمد الشافعً ،نفس المرجع ،ص.209 -208
171
-2األمواؿ الشخصية:
يبقى كؿ كاحد مف الزكجيف في ىذا النظاـ مالكا ألـ كالو الشخصية ،كتشمؿ
ىذه األمكاؿ جميع األمكاؿ التي كانت في ممكية الزكج أك حيازتو كقت إبراـ الزكاج
أك اكتسبيا بعده عف طريؽ اإلرث أك الشيكع .كتشمؿ أيضا كؿ األمكاؿ التي ليا
طابع شخصي كالمبلبس كأدكات العمؿ كالمعاشات كالتأميف عمى الحياة.
كلكف إذا قاـ أح د الزكجيف بتبذير أمكالو الخاصة ،فبإمكاف الزكج اآلخر أف
يطمب مف القضاء تخمي ىذا الزكج عف إدارة ىذه األمكاؿ كيحصؿ الزكج الطالب
عمى حؽ التصرؼ في األمكاؿ الشخصية لزكجو طبقا لما تنص عميو المادة 1428
مف القانكف المدني الفرنسي .1كاذا قاـ أحد الزكجيف بإدارة األمكاؿ الشخصية لمزكج
اآلخر دكف اعتراض ىذا األخير عمى ذلؾ ،فيعتبر ذلؾ بمثابة ككالة ضمنية
بالتصرؼ في ىذه األمكاؿ كادارتيا.2
1
L’art.1429 du code civil français dispose que :" Si l'un des époux se trouve, d'une manière
durable, hors d'état de manifester sa volonté, ou s'il met en péril les intérêts de la famille,
soit en laissant dépérir ses propres, soit en dissipant ou détournant les revenus qu'il en
retire, il peut, à la demande de son conjoint, être dessaisi des droits d'administration et de
jouissance qui lui sont reconnus par l'article précédent. Les dispositions des articles 1445 à
"1447 sont applicables à cette demande.
2
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.211 -210
3
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.75 -74
172
كبالنسبة لسمطات الزكجيف عمى أمكاليما المممككة ممكية مشتركة بينيما،
فاألصؿ في ذلؾ أف لكؿ مف الزكجيف سمطات متساكية عمى األمكاؿ المشتركة.
كيحؽ لكؿ منيما االنتفاع بيذه األمكاؿ مف أجؿ ضماف احتياجات األسرة .كلكؿ
كاحد مف الزكجيف الحؽ في اإلدارة الفردية لؤلمكاؿ المشتركة ،كتطبيقا لذلؾ يمكف
لمزكجة أف تقكـ بإيجار األمكاؿ المممككة ممكية مشتركة بينيـ ا أك القياـ بعممية جرد
كتدقيؽ حقيقة األمكاؿ المشتركة .كتممؾ الصفة أيضان لرفع الدعاكل القضائية البلزمة
لحماية أمكاليما المشتركة إف لزـ األمر.
ىذا ،كيحؽ لكؿ مف الزكجيف االعتراض عمى إدارة الزكج اآلخر لؤلمكاؿ
المممككة ممكية مشتركة بينيما .1كقد أكرد المشرع الفرنسي بعض االستثناءات عمى
تفرد كؿ مف الزكجيف في إدارة أمكاليما المشتركة بحيث ال يستطيع كؿ مف الزكجيف
إجراء بعض التصرفات دكف مكافقة الزكج اآلخر .كتبعا لذلؾ ،ال يستطيع الزكج أف
ينقؿ ممكية العقار المممكؾ ممكية مشتركة إال بمكافقة زكجتو ،كال يجكز أيضان ألم
كاحد مف الزكجيف أف يبيع بصفة انفرادية مؤسسة تجارية ممكيتيا مشتركة بيف
الزكجيف .كما يحظر عمى أم كاحد مف الزكجيف التصرؼ في األثاث المنزلي
المشترؾ بينيما دكف مكافقة الزكج اآلخر.
كيترتب عمى تجاكز أحد الزكجيف لسمطاتو عمى األمكاؿ المممككة ممكية
مشتركة بينيما أف يككف لمزكج اآلخر الحؽ في المطالبة بإبطاؿ التصرؼ الذم قاـ
بو زكجو دكف أخذ مكافقتو .كيترتب عمى ىذا البطبلف عدـ نفاذ التصرؼ الذم أجراه
الزكج المتجاكز لسمطاتو كاعادة األمكاؿ المشتركة بيف الزكجيف إلى الحالة التي كانت
1
انظر ،رعد مقداد محمود ،المرجع السابق ،ص.69 -68
173
عمييا قبؿ التصرؼ .كاف استحاؿ ذلؾ فيجب الحكـ بتعكيض مناسب لمممكية
المشتركة.1
كيترتب عمى انحبلؿ نظاـ االشتراؾ القانكني تكزيع الثركات المؾتسبة خبلؿ
الزكاج ،ككذا الديكف الناتجة عف الحياة الزكجية .كتتمثؿ أسباب انحبلؿ نظاـ
االشتراؾ القانكني فيما يمي:
د -الطبلؽ
ك -تغيير النظاـ المالي لمزكجيف .2كسنتعرض بإيجاز إلى تفصيؿ ىذه األسباب:
أ -الكفاة :تعتبر كفاة الزكجيف سببا طبيعيا يؤدم إلى االنحبلؿ الفكرم لنظاـ
االشتراؾ القانكني .كتخكؿ الكفاة لمزكج الباقي عمى قيد الحياة الحؽ في الحصكؿ
عمى نصيبو مف األمكاؿ المشتركة ،كحقو في التركة .كتشمؿ أيضان حقو في السكف
كالطعاـ ،مصاريؼ الحداد.
ب -الغياب :ينتيي نظاـ االشتراؾ القانكني بصدكر الحكـ التصريحي بالغياب.1
1
انظر ،رعد مقداد محمود ،المرجع السابق ،ص 69وما بعدها.
2
L’art.1441 du code civil français dispose que :" La communauté se dissout :
; 1° par la mort de l'un des époux
; 2° par l'absence déclarée
; 3° par le divorce
; 4° par la séparation de corps
; 5° par la séparation de biens
6° par le changement du régime matrimonial".
174
ج -التفريؽ الجسماني بيف الزكجيف :يترتب عمى التفريؽ الجسماني فصؿ األمكاؿ
عف طريؽ القضاء .كيجب نشر طمب فصؿ األمكاؿ في السجؿ المدني لدل كتابة
ضبط المحكمة كاإلشارة إليو في رسكـ كالدة كؿ مف الزكجيف.
د -الطبلؽ :ينحؿ نظاـ االشتراؾ القانكني مف تاريخ صدكر حكـ اؿطبلؽ .كيعتبر
كاقعان في حؽ الغير ابتداء مف تسجيمو في ىامش عقد الزكاج.
ق -فصؿ األمكاؿ بيف الزكجيف :كيتـ ىذا الفصؿ عف طريؽ القضاء كالذم حددت
أحكامو المادة 1433مف القانكف المدني الفرنسي.
ك -تغيير النظاـ المالي لمزكجيف :ينتيي نظاـ االشتراؾ القانكني عندما يتفؽ الزكجاف
عمى تغييره ،كال يمكف ليما أف يطمبا ىذا التغيير إال بعد مضي سنتيف عمى تطبيؽ
النظاـ المالي المعتمد ألكؿ مرة .كيجب أيضا مصادقة القاضي عمى طمب التغيير.2
كيترتب عمى انحبلؿ نظاـ االشتراؾ نشكء حالة شيكع بيف الزكجيف،
كيخضع ىذا الشيكع لعمميات التصفية 3كالقسمة .كذلؾ بعزؿ األمكاؿ الخاصة عف
األمكاؿ المشتركة ككضع حساب لكؿ مف األصكؿ كالديكف التي يمكف أف تكجد بيف
األمكاؿ المشتركة .كبعد االنتياء مف عممية التصفية تأتي القسمة في مرحمة ثانية،
كتنصب أساسا عمى األصكؿ كالديكف المشتركة .كتطبؽ عمى ىذه القسمة القكاعد
العامة المنظمة لقسمة التركة.4
1
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.213 -212
2
انظر ،محمد الشافعً ،نفس المرجع ،ص.215
3
L’art.1467 du code civil français dispose que :" La communauté dissoute, chacun des époux
reprend ceux des biens qui n'étaient point entrés en communauté, s'ils existent en nature,
ou les biens qui y ont été subrogés.
Il y a lieu ensuite à la liquidation de la masse commune, active et passive".
4
L’article 1476 du code civil français dispose que : « Le partage de la communauté, pour
tout ce qui concerne ses formes, le maintien de l'indivision et l'attribution préférentielle, la
licitation des biens, les effets du partage, la garantie et les soultes, est soumis à toutes les
règles qui sont établies au titre "Des successions" pour les partages entre cohéritiers.
175
اؿفرع الثاني
أك، كيككف بناء عمى طمب مف الزكجة في حالة إفبلس الزكج:أ) الفصؿ القضائي
.1في حالة ثبكت سكء تسييره ألمكاؿ الزكجة
Toutefois, pour les communautés dissoutes par divorce, séparation de corps ou séparation
de biens, l'attribution préférentielle n'est jamais de droit, et il peut toujours être décidé que
la totalité de la soulte éventuellement due sera payable comptant».
1
L’article 1443 du code civil français dispose que : « Si, par le désordre des affaires d'un époux, sa
mauvaise administration ou son inconduite, il apparaît que le maintien de la communauté met en
péril les intérêts de l'autre conjoint, celui-ci peut poursuivre la séparation de biens en justice.
Toute séparation volontaire est nulle ».
2
.75 -74 ص، المرجع السابق، مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري، علً علً سلٌمان،انظر
3
L’article 214 du code civil français dispose que : « Si les conventions matrimoniales ne règlent pas la
contribution des époux aux charges du mariage, ils y contribuent à proportion de leurs facultés
respectives.
Si l'un des époux ne remplit pas ses obligations, il peut y être contraint par l'autre dans les formes
prévues au code de procédure civile».
4
.46 -45 ص، المرجع السابق، السعدٌة بلمٌر،انظر
176
كبحسب ىذا النظاـ يحتفظ كؿ مف الزكجيف بأمكالو الخاصة على أف
يساىـ كؿ منيما في تحمؿ مصاريؼ األسرة .1كتتمتع الزكجة في ظؿ ىذا النظاـ
بسمطات مستقمة عف الزكج في إبراـ التصرفات البنكية كأعماؿ البكرصة .2مع بقاء
كؿ كاحد منيما متحمبل لديكنو الشخصية قبؿ كبعد إبراـ عقد الزكاج.3
كالجدير بالذكر ،أف العقكد ما بيف الزكجيف تختمؼ عف العقكد التي تبرـ بيف
الزكجيف لتحديد النظاـ المالي ،كالتي أشرنا إلييا سابقان ،كبيذا يككف المقصكد بالعقكد
ما بيف الزكجيف العقكد األخرل غير أنظمة الزكاج كالشركات كالبيكع كالتبرعات .كقد
أخضعيا القضاء الفرنسي لنفس القانكف الذم تخضع لو اآلثار الشخصية لمزكاج.
كاذا كاف الزكجاف مف جفسيتيف مختمفتيف ،فقد طبقت المحاكـ الفرنسية قانكف محؿ
اإلقامة الزكجية .4كاف كاف األصؿ في ىذه العقكد أنيا تخضع إلى النظاـ العقدم
أم تطبيؽ قانكف اإلرادة ،شأنيا في ذلؾ شأف باقي العقكد األخرل كال يؤثر في األمر
إجراء ىذقالعقكد بيف الزكجيف ،كعميو فبل مبرر لترجيح صفة أشخاص العبلقة عمى
مكضكعيا.5
كلقد تطكر مكقؼ القضاء الفرنسي فيما يخص الشركة القائمة بيف الزكج يف.
حيث استقر اجتياده عمى بطبلف ىذه الشركة خبلؿ القرف 19كبداية القرف 20إلى
أف تدخؿ المشرع الفرنسي بصفة تدريجية كأقر بمشركعية الشركة ما بيف الزكجيف،
كىذا ما سنعرض لو مف خبلؿ ما يمي:
1
انظر ،علً علً سلٌمان ،نظرات قانونٌة مختلفة ،المرجع السابق ،ص.65
2
J.LABIC , juris-classeur civil, Editions techniques, Paris, 1989, p.6.
3
انظر ،الملكً الحسٌن ،المرجع السابق ،ص.139
4
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.87
5
انظر ،سامً بدٌع منصور ،الوسٌط فً القانون الدولً الخاص ،دار العلوم العربٌة ،الطبعة األولى ،لبنان .1994 ،ص.399
177
أوالً :بطالف الشركة
كاف االجتياد القضائي الفرنسي يبطؿ الشركة ـ ا بيف الزكجيف بحجة أف
تأسيس الشركة يتعارض مع حقكؽ الزكج التي يجب عمى الزكجة أف تراعييا ،كيمس
كذلؾ بمبدأ استقرار كثبات االتفاقات الزكجية التي تنظـ العبلقات المالية بيف
الزكجيف .كلقد انتقد الفقيو PLANIOLىذه المسألة كطالب بمشركعية الشركة ما بيف
الزكجيف متى حصمت الزكجة عمى مكافقة زكجيا كاكتسبت صفة التاجر.1
مسايرة لمكاقع االجتماعي في فرنسا كاحتراـ مبدأ المساكاة بيف الرجؿ كالمرأة،
أصبح المبدأ القاضي ببطبلف الشركة ما بيف الزكجيف مرفكض خاصة منذ أف منح
قانكف 1938/02/18األىمية المدنية لممرأة المتزكجة إلى غاية صدكر اإلقرار
النيائي لمشركعية الشركة بيف الزكجيف ،كذلؾ بمكجب األمر الصادر بتاريخ 19
ديسمبر .1985كبمقتضى قانكف 13جكيمية 1965كرس المشرع الفرنسي مبدأ
م ممارسة التجارة كأعطى لممرأة المتزكجة الحرية الكاممة في
المساكاة بيف الزكجيف ؼ
مزاكلة التجارة دكف أف تحتاج إلى إذف مف زكجيا .كأصبح بإمكاف الزكجاف تأسيس
أم نكع مف أنكاع الشركات.2
المطمب الثاني
تظؿ الزكجة في الشريعة اإلسبلمية سيدة أمكاليا كالمالكة الكحيدة لكؿ ما
كانت تممكو قبؿ الزكاج ،كلكؿ ما يؤكؿ إلييا بعده مف ماؿ منقكؿ أك عقار .كليس
1
مقتبس عن محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،ص 162وما بعدها.
2
انظر ،محمد الشافعً ،المرجع السابق ،ص.175 -172
178
لزكجيا التدخؿ في إدارة أمكاليا المالية ،بؿ ليا مطمؽ الحرية في كؿ ما يتعمؽ
بأمكاليا .كليست مجبرة عمى المساىمة في تحمؿ أعباء المعيشة كال تحمؿ مصاريؼ
تربية األبناء ،إذ يبقى الزكج ىك المسؤكؿ الكحيد عف ذلؾ ،تطبيقان لمبدأ استقبلؿ
الذمة المالية لمزكجيف .1كال يحؽ لمزكج أف يستكلي عمى شيء مف ماؿ زكجتو بدكف
إذنيا كاال اعتبر غاصب ليذا الماؿ .كليس لو أف يجبرىا عمى النفقة مف ماليا ،كلكف
إذا تبرعت عف طيب خاطر منيا صح تبرعيا.2
الفرع األوؿ
كاذا كاف مف مقتضى نظاـ اشتراؾ األمكاؿ في القانكف الفرنسي أف يمتزـ كؿ
مف الزكجيف بالمساىمة في تحمؿ تكاليؼ معيشة األسرة بنسبة إمكانيات كؿ منيما
فإف األمر عمى خبلؼ ذلؾ بالنسبة لمتشرمع الجزائرم حيث يتحمؿ الزكج أعباء
األسرة ،3كىذا ألف القانكف الجزائرم يعتمد نظاـ فصؿ األمكاؿ كال يؤثر الزكاج عمى
أمكاؿ الزكج يف ،بؿ يحتفظ كؿ مف الزكجيف بحرية التصرؼ في أمكالو الخاصة .4
كقد ساكل القانكف الجزائرم 5بيف المرأة كالرجؿ في إبراـ التصرفات المالية سكاء
كانت بعكض أك بدكف عكض مستمدان ىذه األحكاـ مف الشريعة اإلسبلمية التي
منحت لممرأة األىمية الكاممة فيما يخص الممكية كالتصرؼ.6
1
انظر ،علً علً سلٌمان ،نظرات قانونٌة مختلفة ،المرجع السابق ،ص.64
2
انظر ،جمٌل فخري ؼانم ،آثار عقد الزواج فً الفقه والقانون ،دار الحامد للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن ،2009 ،ص.97
3
انظر ،فاضلً إدرٌس ،قانون األسرة بٌن الثابت والمتؽٌر ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة والسٌاسٌة ،1996 ،العدد
،04ص.631
4
انظر ،سٌدي محمد بن سٌد أبَّ ،قواعد التنازع الدولً فً بعض المسابل من القانون الجزابري ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة
واالقتصادٌة والسٌاسٌة ،1999 ،العدد ،02ص.110
ؾد نصت المادة 40من القانون المدنً " :كل شخص بلػ سن الرشد متمتعا ًا بقواه العقلٌة ولم ٌحجر علٌه ٌكون كامل األهلٌة لمباشرة
5
ق
حقوقه المدنٌة ،وسن الرشد تسعة عشر ( )19سنة كاملة ".
6
انظر ،مسعودي رشٌد ،حماٌة التصرفات المالٌة للمرأة المتزوجة ،مجلة الحقٌقة ،جامعة أدرار ،2004 ،العدد ، 04ص.46
179
كاستثناءان مف ذلؾ قيد فقياء المالكية 1حرية الزكجة في التصرؼ في
أمكاليا ،كذلؾ في اليبة إذا تجاكزت ثمث أمكاؿ المرأة ،فيمكف لمزكج أف يتدخؿ كيمنع
تمؾ اليبة .2كما ال يجكز لممرأة المتزكجة إقراض ماليا ألجنبي فيما زاد عف الثمث
بغير إذف زكجيا.
غير أنو يجب أال يفيـ مف إذف الزكج في مذىب اإلماـ مالؾ بأنو قيد مف
قيكد األىمية ،ألف اليدؼ مف فرض ىذا اإلذف ىك حماية الزكجة مف الكقكع في
اؿغبف .كمف جية أخرل فإف ىبة المرأة لجميع أمكاليا يترتب عميو ضياع حؽ الزكج
في اإلرث مف زكجتو.3
كلقد اختمؼ الفقو القانكني العربي حكؿ ما إذا كاف ىناؾ نظاـ مالي
لمزكج يف في الشريعة اإلسبلمية؟
يعرؼ النظاـ المالي لمزكجيف بأنو " :مجمكعة القكاعد القانكنية أك االتفاقية
بيف الزكجيف كالتي مف مقتضاىا بياف حقكؽ ككاجبات كؿ منيما مف حيث ممكية
أمكاليما كايرادات ىذه األمكاؿ كادارتيا كاالنتفاع بيا ،كمف حيث الديكف التي تتـ قبؿ
الزكاج كأثناءه كبعد انحبلؿ عقدتو ،كتسكية حقكؽ كؿ مف الزكجيف بعد انتياء
الزكجية".4
كاذا أخذنا بالتحميؿ الحرفي لتعريؼ النظاـ المالي لمزك جيف في القانكف
الفرنسي ،فبل نجد لو تطبيقان في الشريعة اإلسبلمية كبالتالي ال يكجد نظاـ مالي
لمزكجيف في الشريعة اإلسبلمية.
1
انظر ،العسقبلنً ،فتح الباري ،دار المعرفة ،ج ،05 .بٌروت( ،بدون تارٌخ) ،ص.218
2
انظر ،لوعٌل محمد لمٌن ،المركز القانونً للمرأة فً قانون األسرة الجزابري ،دار هومه ،2004 ،ص.167
3
انظر ،مسعودي رشٌد ،رشٌد ،حماٌة التصرفات المالٌة للمرأة المتزوجة ،المرجع السابق ،ص.49
4
انظر ،هشام صادق علً ،حفٌظة السٌد الحداد ،دروس فً القانون الدولً الخاص ،دار المطبوعات الجامعٌة ،2000 ،ص.284
180
كلكف في حقيقة األمر فإف اصطبلح " النظاـ " يقصد بو مجمكعة القكاعد
القانكنية المتعمقة بشيء معيف .كانطبلقان مف ىذا ،فإف القكاعد الخاصة بأمكاؿ
الزكجيف في الشريعة اإلسبلمية يمكف أف نطمؽ عمييا اصطبلح النظاـ المالي كلكف
ليس بذات المفيكـ المعمكؿ بو في التشريعات الغربية ،كانما ىك نظاـ مالي لو
مميزاتو كخصائصو التي تجعمو ينفرد بيا عف غيره مف النظـ القانكنية .كالدليؿ عمى
ذلؾ أف الزكاج في الشريعة اإلسبلمية يرتب عبلقات ذات طبيعة مالية بيف الزكجيف
كأىميا المير كالنفقة.1
كيبلحظ أنو باؿنسبة لممشرع الجزائرم ،قد تـ حسـ ىذه المسألة تشريعيان ،كىك
يتجو تدريجيان نحك األخذ بذات المفيكـ لمنظاـ المالي لمزكجيف في القانكف الفرنسي
كخاصة نظاـ اشتراؾ األمكاؿ ،كىذا ما يبدك جميان مف نص المادة 37مف قانكف
األسرة " :لكؿ كاحد مف الزكجيف ذمة مالية مستقمة عف ذمة اآلخر.
غير أنو يجكز لمزكجيف أف يتفقا في عقد الزكاج أك عقد رسمي الحؽ ،حكؿ
األمكاؿ المشتركة بينيما ،التي يكتسبانيا خبلؿ الحياة الزكجية كتحديد النسب التي
تؤكؿ إلى كؿ كاحد منيما " .كىك النص المقابؿ لنص المادة 49مف مدكنة األسرة
المغربيػة " :لكؿ كاحد ـ ف الزكجيف ذمة مالية مستقمة عف ذمة اآلخر ،غير أنو يجكز
ليما في إطار تدبير األمكاؿ التي ستكتسب أثناء قياـ الزكجية ،االتفاؽ عمى
استثمارىا كتكزيعيا.
1
انظر ،هجٌرة دنونً ،النظام المالً للزوجٌن فً التشرٌع الجزابري ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة والسٌاسٌة ،
،1994العدد ، 01ص.167 -166
181
إذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ فيرجع لمقكاعد العامة لئلثبات ،مع مراعاة عمؿ كؿ كاحد
مف الزكجيف كما قدمو مف مجيكدات كما تحممو مف أعباء لتنمية أمكاؿ األسرة ".
يستكجب ىذا النص التشريعي إبراز عناصر كمككنات الذمة المالية لكؿ
كاحد مف الزكجيف مف خبلؿ ما يمي":
-4ما قد يؤكؿ إلييا عف طريؽ اليبة أك اإلرث أك الكصية أك ما في حكـ ذلؾ أك
عف طريؽ شخصي.
182
-5الصداؽ كاليدايا التي يقدميا الزكج أك غيره أثناء الخطبة أك عند إبراـ عقد
الزكاج ،أك بمناسبة حفؿ عرسيما ،أك أثناء قياـ العبلقة الزكجية.
-6اليدايا التي تسمـ ليا مف طرؼ األقارب بمناسبة الزكاج المعبر عنيا بالجياز أك
الشكار".1
كبالنسبة المشرع الجزائرم ،فقد أبقى عمى القاعدة األصؿ كىي استقبلؿ
الذمة ،كأباح لمزكجيف أف يتفقا في عقد الزكاج أك في عقد رسمي الحؽ لدل المكثؽ
عمى ما يممكو كؿ كاحد منيما مف األمكاؿ المكتسبة بعد الزكاج عمى سبيؿ االشتراؾ،
كتحديد النسب التي تؤكؿ إلى كؿ كاحد منيما ،كىذا يعني أنو في حالة عدـ كجكد
اتفاؽ ،فالعبرة تككف باستقبلؿ الذمة المالية .بيد أنو الزاؿ في حاجة إلى نظ اـ
تشريعي خاص يبيف األحكاـ القانكنية التي يخضع ليا النظاـ المالي كما ىك الشأف
بالنسبة لمقانكف الفرنسي.2
الفرع الثاني
االشتراؾ الفعمي
رغـ إقرار الشريعة اإلسبلمية لمبدأ انفصاؿ الذمة المالية لمزكجيف ،إال أف
الحياة الزكجية المشتركة تفرض عمى الزكجيف كضع كؿ مكاردىما المادية مف أجؿ
رعاية مصمحة األسرة؛ كىذا يعني كجكد إتحاد فعمي أك كاقعي لذمـ الزكجيف عمى
1
انظر ،الملكً الحسٌن ،نظام الكد والسعاٌة ،دار القلم ،الطبعة الثانٌة ،الرباط ،2010 ،ص.49
2
انظر ،بن داود عبد القادر ،الوجٌز فً شرح قانون األسرة الجدٌد ،دار الهبلل للخدمات اإلعبلمٌة ،2004 ،ص.117
3
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.84
183
الرغـ مف االنفصاؿ النظرم ،إذ مف الصعب التعبير عف الحياة اؿزكجية المشتركة
القائمػة عمى المكدة كالتعاكف دكف مساىمة كؿ مػف الزكجيف بمكارده المالية ،كاف كاف
األصؿ أف النظاـ السائد في اإلسبلـ يقكـ عمى أف لمزكجة الحرية في التصرؼ في
ماليا الخاص .بينما تبقى أمكاؿ الزكج ذات طبيعة مشتركة بحيث يجب عميو اإلنفاؽ
عمى األسرة لكحده دكف أف تمزـ الزكجة بذلؾ.
كفي الكاقع ،فإف االستقبلؿ النظرم لمذمـ المالية لمزكجيف يبقى نظريان إلى
ح ٍنػد كبير؛ ألف الفرؽ شاسع بيف النصكص القانكنية كالحياة الكاقعية ،فيذا االنفصاؿ
الظاىر ألمكاؿ الزكجيف تحده بعض األعراؼ المحمية التي تقضي بضركرة التعاكف
بيف الزكجيف عمى تحمؿ تكاليؼ كأعباء األسرة.1
كتبرز أىمية ىذه االتفاقات المالية بيف الزكجيف في ككنيا تشكؿ ضمانة
كبيرة لحماية حقكؽ الزكجيف ،فقد تساىـ الزكجة بقيمة ما تممكو مف ذىب في بناء
منزؿ جديد يؤكييما ،أك سيارة جديدة ليما .ثـ يحدث كأف تنفؾ الرابطة الزكجية فمف
المحتمؿ أف يستكلي الزكج عمى نصيبيا مف الماؿ الذم دفعتو لبناء المنزؿ أك شراء
سيارة ،إذا لـ تكف الزكجة تممؾ بينة أك كسيمة إثبات.2
كتزداد أىمية ىذه االتفاقات المالية بيف الزكجيف بالنظر إلى اإلشكاالت
التي يمكف أف تثار بشأف ممكية األمكاؿ بيف الرجؿ كالمرأة ،سكاء كانت ىذه األمكاؿ
منقكالت أك عقارات ،كأىـ ىذه األمكاؿ مسكف الزكجية إذا كاف مشتركان؛ كقد يؤدم
ذلؾ إلى كقكع نزاعات خطيرة فيناؾ أمكاؿ ال يعرؼ مصدرىا .كما أف تسجيؿ الزكج
لمممتمكات التي يكتسبيا الزكجيف أثناء الحياة الزكجية باسمو كحده كاستبعاد الزكجة
1
انظر ،هجٌرة دنونً ،النظام المالً للزوجٌن فً التشرٌع الجزابري ،المجلة الجزابرٌة للعلوم القانونٌة واالقتصادٌة والسٌاسٌة ،
،1994العدد ، 01ص.162 -157
2
انظر ،بن داود عبد القادر ،المرجع السابق ،ص.102
184
مف ذلؾ ،ال يككف مرضيان ليا .كربما كقعت ؼم نزاع مع زكجيا ككصؿ األمر إلى
حد الطبلؽ.
كلقد نص المشرع الجزائرم عمى قاعدة ىامة لحؿ النزاع في متاع البيت
أشارت إلييا المادة 73مف قانكف األسرة ،كمفادىا أنو في حالة انعداـ الدليؿ أك
البينة ألحد الزكجيف عمى متاع البيت .فالعبرة تككف بقكؿ الزكجة أك كرثتيا مع
اليميف في المعتاد لمنساء .كيككف القكؿ لمزكج أك كرثتو مع اليميف في المعتاد
لمرجاؿ ،أما المشتركات بينيما فيقتسمانيا مع اليميف.
كعمى الرغـ مف كجكد ىذه القكاعد ،فإنو يككف مف شأف كجكد اتفاقات
مسبقة بيف الزكجيف حكؿ نظاـ األمكاؿ المكتسبة بينيما -كاالتفاؽ عمى جعؿ ممكية
آثار الزكجية مشتركة بينيما -أف يحكؿ دكف كقكع نزاعات حكؿ ىذه األمكاؿ في
المستقبؿ.
إف الظركؼ االقتصادية الحرجة التي تعيشيا كثير مف األسر ،قد تدفع
بالزكجة العاممة إلى مساعدة زكجيا في اإلنفاؽ كتحمؿ تكاليؼ األسرة ،كال ضير في
ذؿؾ .كاذا رفضت الزكجة المساىمة في تحمؿ نفقات األسرة كتركت شريؾ حياتيا
يعاني ،فإف ذلؾ يجافي المكدة كاألنس الذم يفترض كجكده في الحياة الزكجية ،كقد
يؤدم ذلؾ إلى كقكع عكاقب كخيمة تصؿ إلى حد فؾ الرابطة الزكجية .1كلذلؾ فإف
الكاقع الذم تعيشو األسرة الجزائرية يفرض عمى الزكجيف تبني نظاـ االشتراؾ الفعمي
بالنسبة ألمكاليما .كلكف ليس بالمفيكـ المقرر في القكانيف الغربية.2
كعمى أية حاؿ ،فإنو ال يمكف الحديث في إطار نص المادة 37مف قانكف
األسرة الجزائرم ككذا نص المادة 49مف مدكنة األسرة المغربية عف نظاـ مالي
1
انظر ،عز الدٌن كٌحل ،التصرفات المالٌة للزوجة ومدى تؤثٌرها على الحٌاة الزوجٌة ،مجلة العلوم اإلنسانٌة ،جامعة محمد خٌضر،
بسكرة 2003 ،العدد ،08ص.157
2
انظر ،مسعودي رشٌد ،النظام المالً للزوجٌن فً التشرٌع الجزابري ،المرجع السابق ،ص.314
185
محدد اؿـ عالـ .باستثناء النص عؿل إفراغ ىذا االتفاؽ في كثيقة مستقمة عف عقد
الزكاج .كمع ذلؾ فإف نص المادة 49مف مدكنة األسرة ينسجـ أيضان مع ما ىك
معركؼ في التراث الفقيي المغربي باسـ " حؽ الكد كالسعاية " ،فما المقصكد بنظاـ
الكد كالسعاية؟ كما ىك مكقؼ مدكنة األسرة منو؟
لقد أصبح تعبير الكد كالسعاية مصطمحا قانكنيا متداكالن ،كيقصد بو حؽ
المرأة في حالة طبلقيا أك كفاة زكجيا مف األمكاؿ المكتسبة أثناء فترة الحياة الزكجية .
كىذا كمقابؿ لممجيكدات المادية كالمعنكية التي بذلتيا المرأة في سبيؿ تنمية تمؾ
األمكاؿ المكتسبة .1كعرفو األستاذ الممكي الحسيف بأنو ":حؽ الزكجة في الثركة التي
تتـ تنشأتيا أك تككينيا أك تنميتيا مع زكجيا خبلؿ فترة الحياة الزكجية " ،2كيعرفو
األستاذ عبد المطيؼ األنصارم بأنو ":كضعية شرعية مقتضاىا :عمؿ الزكجة في
أمكاؿ زكجيا بقصد تنميتيا .كنتيجتيا :استحقاؽ مقابؿ ذلؾ العمؿ فيما زاد عف أصؿ
تمؾ األمكاؿ".3
كلقد عرضت عمى القضاء المغربي قضايا عديدة 4في ىذا المكضكع كأصدر
بشأنيا عدة أحكاـ تقر بالحؽ الشرعي لممرأة في الكد كالسعاية ،ففي القرار رقـ
1253الصادر عف محكمة االستئناؼ بآسفي بتاريخ ،1985/11/14تـ التأكيد
عمى أف حؽ السعاية كالكد يعتبر مف الحقكؽ المعترؼ بيا في الفقو اإلسبلمي .
1
انظر ،فوزي بوخرٌص ،الذمة المالٌة للزوجٌن من خبلل مدونة األسرة ،مجلة القصر ،المؽرب ،العدد ،2009 ،23ص.98 -97
2
انظر ،الملكً الحسٌن ،المرجع السابق ،ص.21
3
انظر ،عبد اللطٌؾ األنصاري ،مفهوم السعاٌة ونطاق تطبٌق أحكامها فً الفقه المالكً والقضاء المؽربً ،مجلة الملحق القضابً،
المملكة المؽربٌة ،وزارة العدل ،المعهد العالً للقضاء ،العدد ،2005 ،39ص.148
4
فقد صدر قرار عن المجلس األعلى ٌحمل رقم 1520بتارٌخ 5مارس 1998فً الملؾ المدنً عدد ٌ 97/2276تعلق بنظام الكد
والسعاٌة فً قضٌة تتلخص وقابعها ":فً أن امرأة مؽربٌة مطلقة رفعت دعوى أمام المحكمة االبتدابٌة بؤكادٌر تطالب فٌها بالحكم
لصالحها باستحقاق النصؾ أو ما ٌعادله من قٌمة الدار المقامة على قطعة أرضٌة ،إذ أنها ساهمت بدورها فً بناءها من خبلل ما
كانت تقدم ه لزوجها من مبالػ مالٌة حصلت علٌها من مهنتها كخٌاطة ،وجهدها المبذول فً سبٌل إعداد الطعام للعمال ،إال أن المجلس
األعلى رفض طلب الطعن بالنقض ما دام أن العقار الدابر النزاع حوله مسجل باسم الزواج بصفته المالك الوحٌد للعقار" .مقتبس عن،
أحمد زوكاؼً ،حق الكد والسعاٌة من خبلل الحكم الصادر عن المجلس األعلى ٌوم 5مارس ،1998مجلة الملحق القضابً ،المملكة
المؽربٌة ،وزارة العدل ،المعهد العالً للقضاء ،العدد ،2005 ،39ص.115 -113
186
كيخكؿ ىذا الحؽ لممطمقة استحقاؽ جزء مف الذمة المالية المنشأة خبلؿ فترة الحياة
الزكجية.1
إف نظاـ الكد كالسعاية يشبو إلى حد كبير نظاـ االشتراؾ في األمكاؿ
المعركؼ بكجو خاص في التشريعات األكربية التي تجيز لمزكجيف أف يتفقا في تنظيـ
العبلقات المالية بينيما إما عمى أساس نظاـ االنفصاؿ المالي ،كاما عمى أساس أف
كؿ ما اكتسبو كؿ زكج يعتبر ممكا مشتركا لمزكجيف.4
كمع ذلؾ يبقى أف نشير إلى أف مدكنة األسرة لـ تنص صراحة عمى ىذا
المبدأ رغـ العمؿ بو في القضاء المغربي .كلكنو ينسجـ مع مضمكف الـ ادة 49
بشكؿ غير مباشر .كعمى ىذا األساس ال ينبغي حرماف الزكجة مما تككف قد اكتسبتو
مف جراء عمميا أثناء الحياة الزكجية طالما أنو بإمكاف الزكجيف أف يتفقا عمى تنظيـ
ثركتيما المالية في عقد مستقؿ.5
1
مقتبس عن فوزي بوخرٌص ،المرجع السابق ،ص.102 -101
2
انظر ،أحمد زوكاؼً ،نحو االعتراؾ بحق الكد والسعاٌة انطبلقا من حكم المحكمة اإلدارٌة بالرباط المإرخ فً 15ماي ،1997
مجلة الملحق القضابً ،المملكة المؽربٌة ،وزارة العدل ،المعهد العالً للقضاء ،العدد ،2005 ،39ص.102
3
انظر ،الطاهر كركري ،العدالة األسرٌة ،مطبعة آنفو -برانت ،الطبعة األولى ،2009 ،ص.174
4
انظر ،أحمد زوكاؼً ،حق الكد والسعاٌة من خبلل الحكم الصادر عن المجلس األعلى ٌوم 5مارس ،1998المرجع السابق،
ص.117
5
انظر ،فوزي بوخرٌص ،المرجع السابق ،ص.103
187
كىذا بخبلؼ الفمكذج التكنسي الذم تميز بصدكر قانكف خاص يتعمؽ
بالنظاـ المالي لمزكجيف ،كرغـ أف المبدأ السائد في تكنس ىك أيضان انفصاؿ الذمة
فإف المشرع التكنسي قد أقر نظاـ االشتراؾ المالي بيف الزكجيف كنظاـ اختيارم ،كتـ
ذلؾ بمكجب القانكف رقـ 91المؤرخ في 9نكفمبر.1998
المطؿب الثالث
كحسب ىذا النظاـ تعتبر مشتركة بيف الزكجيف العقارات المكتسبة بعد
الزكاج أك بعد إبراـ عقد االشتراؾ ،ما لـ تنتقؿ ممكيتيا إلى أحدىما عف طريؽ اإلرث
أك اليبة أك الكصية ،كيشترط في ىذه العقارات أيضا أف تككف مخصصة الستعماؿ
العائمة أك لمصمحتيا .ىذا مع مبلحظة أنو بإمكاف الزكجيف االتفاؽ عمى جعؿ
االشتراؾ شامبل لعقاراتيما التي اكتسبت ممكيتيا قبؿ الزكاج.1
الفرع األوؿ
يجب عمى الزكجيف القياـ بعممية تسجيؿ نظاـ االشتراؾ بسجبلت الحالة
المدنية ،كالتنصيص عميو أيضا في سجبلت المحافظة العقارية ،2كذلؾ بغرض إعبلـ
الغير كحمايتو مف أم تبلعب بيذه األمكاؿ المشتركة.
1
انظر ،محمد الشافعً ،المرجع السابق ،ص 117وما بعدها.
وقد سار المشرع المؽربً على نفس المنوال ،حٌث أوجبت المادة 13من القانون العقاري التصرٌح لزاما ًا باالسم العابلً والشخصً
2
والجنسٌة والنظام المالً للزوجٌة .وكذلك تفصٌل الحقوق العٌنٌة العقارٌة المتقررة على العقار مع التنصٌص على أصحاب هذه
الحقوق ونوع نظام الزوجٌة المالً.
188
أ) تسجيؿ نظاـ االشتراؾ بسجالت الحالة المدنية:
يتكلى ضابط الحالة المدنية تسجيؿ نظاـ االشتراؾ في األمبلؾ الذم اختاره
الزكجاف ،كيتـ ذلؾ عف طريؽ تكجيو مضمكف الحجة المحررة مف طرؼ الضابط
العمكمي إلى ضابط الحالة المدنية بمكاف كالدة الزكجيف في ظرؼ 10أياـ مف
تاريخ تحريرىا ليتكلى ىذا األخير تسجيميا.
يجب عمى كؿ زكج اكتسب حقا عينيا عمى عقار أف يقدـ رفقة طمب ترسيـ
حقو العيني أك تسجيمو مضمكف مف دفاتر الحالة المدنية الخاصة بو .كيتكلى محافظ
الممكية العقارية التنصيص في دفاتره كالشيادات التي يسمميا بأف الزكج المعني
باألمر اختار نظاـ االشتراؾ في األمبلؾ أك لـ يختره.1
الفرع الثاني
1
انظر ،محمد الشافعً ،المرجع السابق ،ص.122 -121
189
-العقارات المنصكص في عقكد اؽتنائيا عمى أنيا ستستعمؿ لمسكنى،
كيتضح مما سبؽ ،أف نظاـ االشتراؾ المالي متعمؽ فقط بالعقارات المكتسبة
بعد إبراـ الزكاج كالمعدة لبلستغبلؿ العائمي ،كىذا يعني أف المنقكالت ال تدخؿ ضمف
ىذا النظاـ.2
كما يشتمؿ نظاـ االشتراؾ عمى بعض الديكف كاألعباء المترتبة عمى
اكتساب ممكية المشترؾ أك استغبللو أك االنتفاع بو ،كعبلكة عمى ذلؾ تعد أيضا
مشتركة بيف الزكجيف الديكف المرتبطة بممكية العقار .كينتيي نظاـ اشتراؾ األمبلؾ
بأحد األسباب التالية:
190
-فقداف أحدىما
قضائي
ا -تفريؽ أمبلكيما
-باتفاؽ الزكجيف.1
كفي حالة انتياء نظاـ االشتراؾ في األمبلؾ بمكجب اتفاؽ الطرفيف ،فإف
االتفاؽ المتضمف لتغيير نظاـ االشتراؾ في األمبلؾ يخضع كجكبا إلجراء
التسجيؿ .كحسب الفصؿ 21مف القانكف المتعمؽ باالشتراؾ في األمبلؾ ،ال
يستطيع الزكجاف تغيير نظاـ االشتراؾ إال بمكجب حجة رسمية ،كذلؾ بعد مركر
عاميف مف تاريخ إنشائو.2
رأينا فيما سبؽ ،أف آثار الزكاج تخضع في التشريع الجزائرم إلى قانكف
جنسية الزكج ،كلكف ىذا الزكاج الذم نشأ صحيحا قد يفتيي بالطبلؽ بإ رادة الزكج
المنفردة أك بتراضي الزكجيف ،أك عف طريؽ التطميؽ .كقد يفحؿ عف طريؽ
االنفصاؿ الجسماني في بعض األنظمة القانكنية الغربية .فما ىك القانكف الذم
يخضع لو الطبلؽ في القانكف الدكلي الخاص؟
1
انظر ،محمد الشافعً ،المرجع السابق ،ص.123 -121
2
انظر ،مذكرة عامة عدد ،2004/32اإلدارة العامة للدراسات والتشرٌع الجبابً ،وزارة المالٌة ،الجمهورٌة التونسٌة ،ص.5
191
الفصؿ الثالث
192
لقد ظؿ مفيكـ الزكاج لفترة طكيمة مف الزمف رابطة أبدية ال تنتيي إال بالكفاة
في نظر بعض قكانيف أمريكا البلتينية كالقانكف اإلسباني قبؿ تعديؿ .1982كفي
اؿنظاـ اؿقانكف الفرنسي ال يحكـ بالطبلؽ إال إذا تكافر سبب مف األسباب المنصكص
عمييا في القانكف ،كما يعرؼ نظاما آخر ال تعرفو القكانيف العربية المستمدة مف
الشريعة اإلسبلمية كىك نظاـ االنفصاؿ الجسماني ، Séparation des corpsفي
حيف نجد القكانيف العربية تجيز إنياء الزكاج بإرادة الزكج المنفردة كبالتطميؽ متى
تكافرت أسباب معينة.1
كمما يجدر ذكره ،أف البطبلف ليس سببا مف أسباب انقضاء الزكاج كما يرل
البعض ،ألف البطبلف يعدـ الزكاج كيجعمو كأف لـ يكف .فالزكاج الباطؿ بسبب تخمؼ
ركف مف أركاف العقد يعد في نظر الشريعة اإلسبلمية كالعدـ سكاء .كىذا بخبلؼ
التشريعات األكربية التي تقرر عدـ انسحاب آثار البطبلف إلى الماضي كتجعؿ
الزكاج في ىذه الفترة ظنيان.2
اؿمبحث األوؿ
عمى الرغـ مف أف الزكاج رابطة أبدية ،فإنو معرض لبلنحبلؿ ألسباب عدة
قد تككف شخصية أك اجتماعية أك اقتصادية ،كقد عرؼ الطبلؽ في التشريعات
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.178
2
انظر ،جعفر الفضلً ،انقضاء الزواج فً القانون الدولً الخاص ،مجلة الحقوق ،جامعة الكوٌت ،1998 ،العدد ،01ص،225
ص.226
193
القديمة كالديانتيف اإلسبلمية كالييكدية كالعادات الجرمانية القديمة كالقانكف الركماني
القديـ ككاف يتـ بإرادة الزكج باعتباره رب العائمة ،ثـ أدخؿ القانكف الركماني صيغة
الطبلؽ بالتراضي .أما الكنيسة الكاثكليكية فقد حظرت الطبلؽ ،ثـ جاءت مرحمة
إباحة التصريح بو قضائيا عمى أساس نظرية الخطأ المرتكب باعتبار الزكاج عقدا
مدنيا كأخي ار أصبح ينظر إلى الطبلؽ عمى أنو النتيجة المترتبة عمى إفبلس العبلقة
الزكجية.1
المطمب األوؿ
كقد نصت المادة 48مف قانكف األسرة الجزائرم عمى ما يمي ":مع مراعاة
أحكاـ المادة 49أدناه ،يحؿ عقد الزكاج بالطبلؽ الذم يتـ بإرادة الزكج أك بتراضي
الزكجيف أك بطمب مف الزكجة في حدكد ما كرد في المادتيف 53ك 54مف ىذا
القانكف" .كنص عميو القانكف التكنسي في الفصؿ 31مف مجمة األحكاؿ الشخصية
حيث جاء فيو مايمي ":يحكـ بالطبلؽ:
-1بتراضي الزكجيف.
1
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق.58 ،
2
انظر ،محمد الحسن مصطفى البؽا ،شرح قانون األحوال الشخصٌة السوري(الزواج والطبلق) ،منشورات جامعة دمشق-2006 ،
،2007ص.393
3
انظر ،طارق بن أنور آل سالم ،الواضح فً أحكام الطبلق ،دار اإلٌمان ،اإلسكندرٌة ،2004 ،ص.9
194
-3بناء عمى رغبة الزكج إنشاء الطبلؽ أك مطالبة الزكج ة بو.
كالحكمة في جعؿ الشريعة اإلسبلمية الطبلؽ بيد الرجؿ كاضحة ،كىي أف
الرجؿ أحرص عمى بقاء الحياة الزكجية التي أنفؽ في سبيؿ بنائيا مف الماؿ الكثير
كىذا ما يجعمو يتريث في تكقيع الطبلؽ ،كاال اضطر لئلنفاؽ عمى التكابع المالية
لمطبلؽ أكثر مما أنفقو عمى زكاجو .فضبل عف ككف األصؿ في الرجؿ أنو يتمتع
بالثبات كقكة الصبر كالتحمؿ ،بينما المرأة سريعة الغضب كاالنفعاؿ ،فمك جعؿ
الطبلؽ بيدىا ،فبل شؾ بأنيا ستسارع إلى تكقيعو دكف تريث .2كليذا كاف مف الحكمة
أال تممؾ المرأة الطبلؽ حتى ال تتصرؼ حسب عاطفتيا .كلكف الشريعة اإلسبلمية
أعطت المرأة حؽ المجكء إلى القضاء لمتفريؽ بيفىا كبيف زكجيا في حاالت معينة.3
كيرل الدكتكر جماؿ محمكد الكردم ":أف جعؿ الفرقة في جميع األحكاؿ بيد
القاضي كما ىك معمكؿ بو في عصرنا اليكـ يتعارض مع نصكص الشريعة
اإلسبلمية التي جعمت الطبلؽ بيد الزكج .ثـ أف الشريعة اإلسبلمية لـ تجعؿ ىذا
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،مصٌر الطبلق اإلسبلمً لدى االحتجاج به فً الدول ؼٌر اإلسبلمٌة ،دار النهضة العربٌة ،الطبعة
األولى ،القاهرة ،1999 ،ص .23
2
انظر ،طارق بن أنور آل سالم،المرجع السابق ،ص.15
3
انظر ،بدران أبو العٌنٌن بدران ،أحكام الزواج والطبلق فً اإلسبلم ،مطبعة دار التؤلٌؾ ،الطبعة الثانٌة ،1961 ،ص.215
195
الحؽ مطمقا ،كانما جعمتو مقيدا بمجمكعة مف الشركط .كعبلكة عمى ذلؾ فقد سمحت
لمزكج أف يفكض زكجتو أك يككميا في طبلؽ نفسيا".1
كتكتسي مسألة إثبات الطبلؽ أىمية بالغة فيما يخص مكضكع االعتراؼ
بطبلؽ المسمميف في الدكؿ األجنبية .كلك أف تكثيؽ الطبلؽ يعتبر بمثابة إجراء
شكمي ليس لو أثر عمى صحة كقكع الطبلؽ .ألف الطبلؽ في الشريعة اإلسبلمية يقع
مف تاريخ تمفظ الزكج بو ال مف تاريخ تكثيقو كالغرض مف ىذا اإلجراء ىك الحفاظ
عمى حقكؽ كمصالح الزكجيف.2
كاستنادا إلى نص المادة 49مف قانكف األسرة الجزائرم ،3فإف الطبلؽ ال
يثبت إال بحكـ قضائي ،كيقتضي نص المادة 2/12مف القانكف المدني الجزائرم أف
ترفع بالطبلؽ دعكل .كليذا السبب يرل الدكتكر عمي عمي سميماف بأف المشرع
الجزائرم ال يقبؿ الطبلؽ باإلرادة المنفردة حتى ال يتعسؼ الزكج في استعماؿ ىذا
الحؽ .كمف ثـ قيد الطبلؽ بأف يككف أماـ المحكمة حتى يتحقؽ القاضي مف القيكد
التي أكردتيا الشريعة اإلسبلمية عمى استعماؿ ىذه الرخصة.4
كلكف إذا رجعنا إلى نص المادة 48مف نفس القانكف المذككر أعبلق،نجدىا
تنص عمى أف عقد الزكاج ينحؿ بالطبلؽ الذم يتـ بإرادة الزكج أك بتراضي الزكجيف
أك بطمب مف الزكجة في حدكد ما كرد في المادتيف 53ك 54مف ىذا القانكف.
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.28 -27
2
انظر ،جمال محمود الكردي ،نفس المرجع ،ص 37وما بعدها.
3
والتً تنص على ما ٌلً ":ال ٌثبت الطبلق إال بحكم بعد عدة محاوالت صلح ٌجرٌها القاضً دون أن تتجاوز مدته ثبلثة ( )3أشهر
ابتداء من تارٌخ رفع الدعوى.
ٌتعٌن على القاضً تحرٌر محضر ٌبٌن مساعً ونتابج محاوالت الصلحٌ ،وقعه مع كاتب الضبط والطرفٌن.
تسجل أحكام الطبلق وجوبا فً الحالة المدنٌة بسعً من النٌابة العامة".
4
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.75
196
كىذا يعني أف إرادة الزكج في الطبلؽ ليست مقيدة بتكافر حاالت معينة كما
ىك الشأف بالنسبة لمتطميؽ الذم تطمبو الزكجة .كعميو فإف الحكـ القضائي في الحالة
األكلى يككف كاشفا ،ك في الحالة الثانية يككف منشئا.1
المطمب الثاني
إف مصطمح الفرقة أعـ مف الطبلؽ ،ألنيا تشمؿ الفسخ باإلضافة إلى
مختمؼ أنكاع الطبلؽ األخرل ،2كىذا ما سنبينو مف خبلؿ ما يمي:
الفرع األوؿ
الفسخ ىك الجزاء المترتب عمى تخمؼ أحد شركط صحة انعقاد الزكاج .كما
في حالة الزكاج بغير شيكد أك الزكاج مف غير كلي ،كتترتب عميو آثار منيا :كجكب
العدة ،ثبكت حرمة المصاىرة .كما يختمؼ الطبلؽ عف الفسخ مف حيث أف الطبلؽ
يقع بالمفظ الداؿ عميو مف قبؿ الزكج بينما الفسخ يممكو كؿ مف الزكجيف .3كالفسخ
يككف نتيجة لكجكد سبب داع إليو ،كيترتب عميو اعتبار العقد كأف لـ يكف .كيختمفاف
أيضا مف حيث أف الطبلؽ ينقص مف عدد التطميقات التي يممكيا الزكج ،بينما الفسخ
باعتباره نقضا لمعقد فبل ينقص مف عدد الطمقات التي يممكيا الزكج عمى زكجتو.4
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.182
2
انظر ،محمد الكشبور ،الوسٌط فً شرح مدونة األسرة ،الكتاب الثانً(انحبلل مٌثاق الزوجٌة وآثاره) ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الطبعة
الثانٌة ،المؽرب ،2009 ،ص.22
3
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.69 -68
4
انظر ،محمد الحسن مصطفى البؽا ،المرجع السابق ،ص 394؛ محمد سمارة ،أحكام وآثار الزوجٌة ،دار الثقافة للنشر والتوزٌع،
الطبعة األولى ،األردن ،2008 ،ص.270
197
ىك فؾ لمرابطة الزكجية عف طريؽ القضاء ،كذلؾ في حاالت
أما التطميؽ ،ؼ
معينة كالتطميؽ لعدـ اإلنفاؽ ،أك التطميؽ لمعيكب ،أك التطميؽ لمضرر .كبالتالي فيك
يختمؼ عف الطبلؽ الذم يككف بإرادة الزكج المنفردة .كال يستمزـ أيا مف األسباب
السالفة الذكر .بؿ قد يقع ألتفو األسباب أك بدكف سبب .1كقد أشارت المادة 53مف
قانكف األسرة الجزائرم إلى الحاالت التي تطمب فييا الزكجة التطميؽ كما يمي ":يجكز
لمزكجة أف تطمب التطميؽ لؤلسباب اآلتية:
-1عدـ اإلنفاؽ بعد صدكر الحكـ بكجكبو ما لـ تكف عالمة بإعساره كقت الزكاج،
مع مراعاة المكاد 78ك 79ك 80مف ىذا القانكف،
-4الحكـ عمى الزكج عف جريمة فييا مساس بشرؼ األسرة كتستحيؿ معيا مكاصمة
العشرة كالحياة الزكجية،
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.79 -78
198
كبالنسبة ؿلخمع ،فيعرؼ اصطبلحا بأنو ":فرقة بقبكؿ زكجة عمى عكض بمفظ
مخصكص" .1كأف تقكؿ الزكجة لزكجيا خالعني عمى صداقي أك عمى مبمغ
50.000دج ،فيتحقؽ الخمع بمجرد قبكؿ الزكج ،2كمف األدلة الشرعية عمى جكاز
الخمع قكلو تعالى ":الطبلؽ مرتاف فإمساؾ بمعركؼ أك تسريح بإحساف كال يحؿ لكـ
أف تأخذكا مما ءاتيتمكىف شيئا إال أف يخافا أال يقيما حدكد اهلل فإف خفتـ أال يقيما
حدكد اهلل فبل جناح عمييما فيما افتدت بو تمؾ حدكد اهلل فبل تعتدكىا كمف يتعد حدكد
اهلل فأكلئؾ ىـ الظالمكف" .3كقد تناكلت المادة 54مف قانكف األسرة الجزائرم الخمع
بنصيا عمى ما يمي ":يجكز لمزكجة دكف مكافقة الزكج أف تخالع نفسيا بمقابؿ مالي.
إذا لـ يتفؽ الزكجاف عمى المقابؿ المالي لمخمع ،يحكـ القاضي بما ال يتجاكز قيمة
صداؽ المثؿ كقت صدكر الحكـ".
-1الظيار ":ىك أف يشبو الرجؿ امرأتو أك عضكا منيا بمف تحرـ عميو صراحة بمفظ
ال يحتمؿ غير الظيار ،أك كناية بمفظ يحمؿ عمى الظيار بالنية".1
1
انظر ،محمد الحسن مصطفى البؽا ،المرجع السابق ،ص.481
2
انظر ،بلحاج العربً ،الوجٌز فً شرح قانون األسرة الجزابري،الجزء األول(الزواج والطبلق) ،دٌوان المطبوعات الجامعٌة،الطبعة
الرابعة ،الجزابر ،2005 ،ص.262
3
سورة البقرة ،اآلٌة.229 ،
ًا
" من المقرر قانونا أنه ٌجوز للزوجة أن تخالع نفسها من زوجها على مال ٌتم االتفاق علٌه فإن لم ٌتفقا على شًء ٌحكم القاضً بما
4
199
-2اإليبلء " :ىك يميف عمى ترؾ الجماع بشرائط مخصكصة" ،2أك ىك حمؼ الزكج
عمى أال يقرب زكجتو لمدة أربعة أشير فأكثر كعمى ذلؾ ،إذا مس الزكج زكجتو
ينتيي اإليبلء كيجب عمى الزكج أداء كفارة اليميف أك ما التزـ بو ،أما إذا انتيت
المدة كلـ يجامع الزكج زكجتو ،فينتيي اإليبلء بالطبلؽ.3
-3المعاف :ىك" شيادات ـ ؤكدة باإليماف مقركنة بالمعف قائمة مقاـ حد القذؼ في
حقو كمقاـ حد الزنا في حقيا" .4كيتضح مف ىذا التعريؼ أف سبب المعاف إما أف
يككف ىك قذؼ الرجؿ زكجتو قذفان يكجب حد الزنا أك يككف سببو نفي الحمؿ أك
الكلد .5كلـ ينص قانكف األسرة الجزائرم عمى المعاف كسبب مف أسباب انحبلؿ
الزكاج رغـ اإلشارة الكاردة في نص كؿ مف المادتيف 41ك.6138
الفرع الثاني
سنعرض فيما يمي إلى تطكر مفيكـ الطبلؽ في الديانة الييكدية كالمسيحية،
كبعض التشريعات الغربية ،كذلؾ عمى النحك التالي:
أ -الطالؽ في الديانة الييودية :تبيح الديانة الييكدية الطبلؽ بشرط كجكد مبرر
كعيكب الخمقة كعذر الزنا في حؽ الزكجة .7فبإمكاف الزكج كفقا لمشريعة الييكدية أف
يطمؽ زكجتو بإرادتو المنفردة في حالة كجكد عيب عضكم أك أخبلقي في الزكجة
1
انظر ،محمد الحسن مصطفى البؽا ،المرجع السابق ،ص.546
2
انظر ،عبد القادر داودي ،األحكام الشرعٌة فً األحوال الشخصٌة ،دار البصابر ،الطبعة األولى ،الجزابر ،2007 ،ص.371
3
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.83 -81
4
انظر ،عبد القادر داودي ،المرجع السابق ،ص.390
5
عب القادر بن حرز هللا ،الخبلصة فً أحكام الزواج والطبلق ،دار الخلدونٌة ،الطبعة األولى ،الجزابر ،2007 ،ص.306
انظر ،د
6
جاء فً نص المادة 41ما ٌلًٌ ":نسب الولد ألبٌه متى كان الزواج شرعٌا وأمكن االتصال ولم ٌنفه بالطرق المشروعة " .وورد فً
نص المادة 138ما ٌلًٌ ":منع من اإلرث اللعان والردة ".
7
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.60
200
كيشترط لصحة الطبلؽ أيضا أف يصدر مف زكج عاقؿ ،كال يقع الطبلؽ إال بكرقة
مكتكبة .كالى جانب الطبلؽ اإلرادم يكجد الطبلؽ اإلجبارم الذم قد يككف بحكـ
القانكف في حالة مخالفة شركط صحة انعقاد الزكاج كالزكاج بإحدل المحرمات .أكفي
حالة زنا أحد الزكجيف .كقد يقع الطبلؽ اإلجبارم بحكـ القضاء بناء عمى طمب
الزكجة التطميؽ متى تكافرت أسباب معينة ،كما لك كاف الزكج مريض بمرض عضاؿ
أك معدم ،أك إذا عجز عف أداء النفقة ،أك إذا كاف عنينان.1
ب -الطالؽ في المذاىب المسيحية :يمنع المذىب الكاثكليكي الطبلؽ منعا باتا
حتى في حالة الخيانة الزكجية التي تعتبر مبرر لبلنفصاؿ الجسماني دكف الطبلؽ؛
كعميو يمنع عمى الزكجيف إبراـ زكاج آخر أثناء ىذه المباعدة.
أما المذىباف األرثكذككسي كالبركتستانتي فيما أقؿ شدة مف المذىب السابؽ ،إذ
يبيحاف الطبلؽ في حاالت معينة ،كلكنيما يمنعاف الزكجاف مف إعادة الزكاج بعد
التصريح بالطبلؽ.
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.95
2
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.60
3
انظر ،نبواٌٌه ،دروس فً القانون الدولً الخاص ،ص ،460 -458مقتبس عن علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً
الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.42
201
الفرنسي يكيؼ إجراءات االنفصاؿ الجسماني بأنيا تدخؿ ضمف نظاـ المرافعات
كتككف مستقمة تماما عف المكضكع كتخضع لممحاكـ الفرنسية .1كتجدر اإلشارة إلى
أف ايطاليا ظمت لفترة طكيمة تمنع انحبلؿ الزكاج إلى غاية ديسمبر 1970كىك
التاريخ الذم صدر فيو قانكف يبيح الطبلؽ في حاالت الحكـ بالسجف عمى أحد
الزكجي .2
ة الزكجيف ،كفي حاالت جرائـ الخيانة
1
انظر ،بلمامً عمر ،دراسات فً القانون الدولً الخاص المعاصر(نظرٌة التكٌٌؾ) ،المرجع السابق ،ص.80
2
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.103
3
انظر ،جمال محمود الكردي ،نفس المرجع ،ص.118 -117
4
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.89
202
لمزكاج عمى أنيا عقد األمر الذم يتيح إمكانية فسخو سكاء بإرادة الزكجيف أك بإرادة
الزف ،الحكـ بعقكبة سالبة
أحدىما .كمف األسباب المبررة لمطبلؽ حسب ىذا القانكف :ا
لمحرية ،التعسؼ كسكء المعاممة.
كؿكي مصدر حكـ بالطبلؽ حسب ىذا القانكف يتعيف عمى القاضي القياـ
أكال بإجراء محاكلة الصمح ،كفي حالة فشؿ الصمح يأذف بتقديـ دعكل تفسح المجاؿ
إلصدار حكـ قد يقضي بالطبلؽ إذا ثبت خطأ أحد الزكجيف.1
1
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.61
2
L’art.229 du code civil français dispose que:" Le divorce peut être prononcé en cas :
; - soit de consentement mutuel
; - soit d'acceptation du principe de la rupture du mariage
; - soit d'altération définitive du lien conjugal
- soit de faute".
203
كيككف بناء عمى طمب أحد الزكجيف كمكافقة الطرؼ اآلخر: الطبلؽ الرضائي-1
.1متى كجدت ىناؾ أسباب تجعؿ مسألة استمرار العبلقة الزكجية أم انر مستحيبلن
يمكف طمب الطبلؽ بكاسطة أحد الزكجيف أك كمييما عندما: الطبلؽ المتفؽ عميو-2
.2يقببلف مبدأ انحبلؿ اؿزكاج بغض النظر عف الحقكؽ المترتبة عمى ذلؾ
كذلؾ إما بسبب االنفصاؿ لمدة: الطبلؽ النقطاع الحياة المشتركة بيف الزكجيف-3
. أك إلصابة أحد الزكجيف بمرض خطير لنفس المدة3سنتيف
كما لك قصر أحد الزكجيف في االلتزامات الممقاة عمى عاتقو: الطبلؽ لمخطأ-4
كمف.4كنجـ عف ذلؾ مساس بحقكؽ الزكج اآلخر كتعذر استمرار رابطة الزكاج
.5مكجبات الطبلؽ لمخطأ الحكـ عمى أحد الزكجيف الرتكابو جريمة
اؿفرع الثالث
1
L’art.230 du code civil français dispose que:" Le divorce peut être demandé conjointement par les
époux lorsqu'ils s'entendent sur la rupture du mariage et ses effets en soumettant à l'approbation du
juge une convention réglant les conséquences du divorce".
2
L’art.233 du code civil français dispose que:" Le divorce peut être demandé par l'un ou l'autre des
époux ou par les deux lorsqu'ils acceptent le principe de la rupture du mariage sans considération des
faits à l'origine de celle-ci.
Cette acceptation n'est pas susceptible de rétractation, même par la voie de l'appel".
3
L’art.238 du code civil français dispose que:" L'altération définitive du lien conjugal résulte de la
cessation de la communauté de vie entre les époux, lorsqu'ils vivent séparés depuis deux ans lors de
l'assignation en divorce.
Nonobstant ces dispositions, le divorce est prononcé pour altération définitive du lien conjugal dans
le cas prévu au second alinéa de l'article 246, dès lors que la demande présentée sur ce fondement
est formée à titre reconventionnel ".
4
L’art.242 du code civil français dispose que:" Le divorce peut être demandé par l'un des époux
lorsque des faits constitutifs d'une violation grave ou renouvelée des devoirs et obligations du
mariage sont imputables à son conjoint et rendent intolérable le maintien de la vie commune.
5
. وما بعدها62 ص، المرجع السابق، السعدٌة بلمٌر،انظر
204
ينصرؼ إلى الكضع الذم يفرؽ فيو بيف الزكجيف في المعيشة ،حيث تتكقؼ اآلثار
التي تترتب عمى المعيشة المشتركة بينما تبقى اآلثار األخرل التي تترتب عمى
الزكاج قائمة .كيبقى الزكاج قائـ كال يستطيع أم مف الزكجيف عقد زكاج جديد.3
فالزكاج يبقى قائـ مف الناحية القانكنية كلكف مف الناحية الفعمية تنشأ عنو مباعدة
مادية بسبب اختفاء المساكنة بيف الزكجيف ،4بينما تبقى بعض آثار الزكاج ككاجب
اإلخبلص بيف الزكجيف ،ككاجب المساعدة بيف الزكجيف الذم تقضي بو المادة 212
مف القانكف المدني الفرنسي ،5كيضاؼ إلى ىذه اآلثار حؽ المرأة المنفصمة عف
زكجيا في حمؿ لقب زكجيا ما لـ يقضي حكـ االنفصاؿ بخبلؼ ذلؾ.6
كفي حالة تحكؿ االنفصاؿ إلى تطميؽ يتـ في ىذا الكضع الجمع بيف
القانكف الذم يحكـ شركط التحكؿ كىك قانكف المكضكع كالقانكف الذم يحكـ إجراءات
التطميؽ كىك قانكف القاضي .كقد اعتبر القضاء الفرنسي أف اؿمدة اؿزمنية 9التي
بانقضائيا يمكف أف يتحكؿ االنفصاؿ إلى تطميؽ تتعمؽ بالمكضكع ،كأف ىذا التحكؿ
إذا تـ بدكف طمب قضائي ال يككف لو أم أثر في فرنسا بالنسبة لؤلزكاج األجانب
1
L’art.296 du code civil français dispose que:" La séparation de corps peut être prononcée à la
"demande de l'un des époux dans les mêmes cas et aux mêmes conditions que le divorce.
2
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص.854
3
انظر ،توفٌق حسن فرج ،المرجع السابق ،ص.372
4
L’art.299 du code civil français dispose que:" La séparation de corps ne dissout pas le mariage mais
elle met fin au devoir de cohabitation".
5
L’art.212 du code civil français dispose que:" Les époux se doivent mutuellement respect, fidélité,
secours, assistance".
6
L’art.300 du code civil français dispose que:" Chacun des époux séparés conserve l'usage du nom de
l'autre. Toutefois, le jugement de séparation de corps ou un jugement postérieur peut, compte tenu
des intérêts respectifs des époux, le leur interdire".
7
انظر ،المادة 302من القانون المدنً الفرنسً.
8
انظر ،محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.327 -326
9 L’art.306 du code civil français dispose que:" A la demande de l'un des époux, le jugement de
séparation de corps est converti de plein droit en jugement de divorce quand la séparation de corps a
duré deux ans".
205
المقيميف ،ذلؾ أف انحبلؿ الزكاج في فرنسا يككف دائمان بمكجب حكـ قضائي .1أما
في برمطانيا فيعتبر االنفصاؿ الجسماني المستمر لمدة خمس سنكات مبر ار لمطبلؽ
النيائي بحكـ مف المحكمة كفقا لقانكف الطبلؽ اإلصبلحي لعاـ .21966
اؿمبحث الثاني
المطمب األوؿ
تكجد عدة نظريات فقيية مقررة بشأف مسألة تحديد القانكف المختص في
افكف
لمزكجيف ،كنظر ػمة تطبيؽ ػؽ ػ
ػ الؽانكف الشخصي
مادة الطػالؽ .ـ ثؿ نظر ػمة تطبيؽ ػ ػ
1
مقتبس عن سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.99 -98
2
انظر ،ؼالب علً الداوودي ،المرجع السابق ،ص.171
3
انظر ،توفٌق حسن فرج ،المرجع السابق ،ص378؛ محمد الشافعً ،األسرة فً فرنسا ،المرجع السابق ،ص.330 -329
206
المكطف المشترؾ .كىذا ما سنبينو عمى النحك اآلتي:
ترل ىذه النظرية أنو يجب تطبيؽ قانكف الجنسية لكؿ كاحد مف الزكجيف
ماداـ أف العبلقة الزكجية تستند في كجكدىا إلى الطرفيف معا .كلكف ىذا الرأم منتقد
بسبب صعكبة تطبيؽ القانكنيف معا خاصة في حالة اختبلؼ مضمكنيما.
ترل ىذه النظرية أف القانكف الكاجب التطبيؽ عمى طبلؽ زكجيف مف
جنسيتيف مختمفتيف ىك قانكف المكطف المشترؾ .كقد درج القضاء الفرنسي عمى
تكريس ىذا المبدأ ابتداء مف قرار " ريمير" الصادر عف محكمة النقض الفرنسية
بتاريخ 17أبريؿ 1953كقررت أف طبلؽ زكجيف أحده ما يحمؿ جنسية دكلة
األككاتكر كزكجة اكتسبت الجنسية الفرنسية يخضع لقانكف المكطف المشترؾ ما داـ
أف ليما مكطف مشترؾ بدكلة األككاتكر.
كقد أثير نقاش حاد حكؿ ما إ ذا كاف بكسع الزكجيف استبداؿ قانكف المكطف
المشترؾ بالقانكف الشخصي لمزكجيف عندما يككناف متطابقاف في مضمكنيما رغـ
محؾمة النقض الفرنسية في ػؽرار"
ػ قذا الصدد قررت
اختبلؼ جنسيتوػما ،كفي ػ
كارككس" الصادر بتاريخ 22فبراير 1961بخضكع الطبلؽ لقانكف المكطف المشترؾ
لمزكجيف رغـ أف القانكنيف الكطنييف لمزكجيف كانا يمنعاف الطبلؽ قبؿ تعديميما.1
كتتجو أغمب التشريعات إلى إخضاع الطبلؽ إلى قانكف جنسية الزكج كمبدأ
عاـ ،كاستثناء يخضع لقانكف القاضي مراعاة لممصمحة الكطنية ،كىذا ما سيتضح مف
خبلؿ مايمي:
1
مقتبس عن السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص 69وما بعدها.
207
الفرع األوؿ
المبدأ العاـ
لقد أسندت أغمب القكانيف العربية الطبلؽ لقانكف جنسية الزكج كقت النطؽ
بو كأسندت التطميؽ كاالنفصاؿ لقانكف جنسية الزكج كقت رفع الدعكل كما ىك الشأف
بالنسبة لكؿ مف المشرع المصرم 1كالسكرم 2كاإلماراتي.3
أما المشرع الككيتي فقد أسند انحبلؿ الزكاج إلى قانكف آخر جنسية مشتركة
بيف الزكجيف قبؿ الطبلؽ أك التطميؽ أك االنفصاؿ ،حيث جاء في المادة 40مف
قانكف تنظيـ العبلقات القانكنية المشتممة عمى عنصر أجنبي ما يمي ":يسرم عمى
الطبلؽ كالتطميؽ كاالنفصاؿ قانكف آخر جنسية مشتركة كسبيا الزكجاف أثناء الزكاج
كقبؿ الطبلؽ أك قبؿ رفع الدعكل بالتطؿيؽ أك باالنفصاؿ .فإف لـ تكجد ىذه الجنسية
المشتركة سرل قانكف الزكج كقت انعقاد الزكاج".
يضمف احتراـ اإلرادة المشتركة لمزكجيف ،كينسجـ مع تككيف عقد الزكاج الذم تـ كفقان
لقانكف كؿ منيما .4كيستجيب ىذا القانكف أيضان العتباريف ىاميف :أكليما معرفة
1
تنص المادة 13من القانون المدنً المصري على أنه:
ٌ -1سري قانون الدولة التً ٌنتمً إلٌها الزوج وقت انعقاد الزواج على اآلثار التً ٌرتبها عقد الزواج بما فً ذلك من أثر بالنسبة إلى
المال.
-2أما الطبلق فٌسري علٌه قانون الدولة التً ٌنتمً إلٌها وقت الطبلق ،وٌسري على التطلٌق واالنفصال قانون الدولة التً ٌنتمً
الزوج وقت رفع الدعوى".
2
تنص المادة 14من القانون المدنً السوري على أنه":
1ـ ٌسري قانون الدولة التً ٌنتمً إلٌها الزوج وقت انعقاد الزواج على اآلثار التً ٌرتبها عقد الزواج ،بما فً ذلك من أثر بالنسبة
إلى المال.
2ـ أما الطبلق ،فٌسري علٌه قانون الدولة التً ٌنتمً إلٌها الزوج وقت الطبلق ،وٌسري على التطلٌق واالنفصال قانون الدولة التً
ٌنتمً إلٌها الزوج وقت رفع الدعوى.
3
تنص المادة 13من قانون المعامبلت المدنٌة اإلماراتً( )1985/5على أنه":
ٌ -1سري قانون الدولة التً ٌنتمً إلٌها الزوج وقت انعقاد الزواج على اآلثار الشخصٌة واآلثار المتعلقة بالمال التً ٌرتبها عقد
الزواج.
-2أما الطبلق فٌسري علٌه قانون الدولة التً ٌنتمً إلٌها الزوج وقت الطبلق وٌسري على التطلٌق واالنفصال قانون الدولة التً
ٌنتمً إلٌها الزوج وقت رفع الدعوى".
4
انظر ،فإاد دٌب ،المرجع السابق ،ص.239
208
الزكجة مسبقا بالقانكف الذم يخضع لو انحبلؿ الزكاج ،كيتحقؽ االعتبار الثاني
باحتراـ مبدأ المساكاة بيف الجنسيف.1
كمخضع المشرع التكنسي انحبلؿ الزكاج لقانكف الجنسية المشتركة عند رفع
الدعكل كفي حالة اختبلؼ الجنسية فيطبؽ قانكف آخر مقر مشترؾ لمزكجيف كاف
تعذر ذلؾ فيطبؽ قانكف القاضي ،حيث كرد في الفصؿ 49مف مجمة القانكف الدكلي
الخاص ما يمي ":الطبلؽ كالتفريؽ الجسدم ينظميما القانكف الشخصي المشترؾ عند
إقامة الدعكل ،كعند اختبلؼ الدعكل يككف القانكف المنطبؽ ىك قانكف آخر مقر
مشترؾ لمزكجيف إف كجد كاال تطبؽ المحكمة قانكنيا."...
كنص المشرع المغربي عمى قانكف جنسية كؿ مف الزكجيف ،حيث كرد في
الفصؿ التاسع مف الظيير الخاص بالكضعية اؿمدنية لمفرنسييف كاألجانب بالمغرب
ما يمي ":لمفرنسييف كاألجانب الحؽ بأف يطمبكا الطبلؽ كالفصؿ الجسماني بمقتضى
الشركط المقررة في قكانينيـ الكطنية" .كعميو فإنو يككف معرض لمنقض الحكـ
القضائي الذم يخضع طبلؽ زكجيف فرنسييف مثبل لما تقضي بو مدكنة األسرة
المغربية.2
يطبؽ في الفرقة – إذا كاف أحد الزكجيف مغربيا كاآلخر فرنسيا ساعة تقييد
الطمب – قانكف الدكلة التي يقع بيا مكطف الزكجيف المشترؾ أك آخر مكطف مشترؾ
1
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.257
2
انظر ،محمد الكشبور ،الوسٌط فً شرح مدونة األسرة ،الكتاب األول(عقد الزواج وآثاره) ،المرجع السابق ،ص.117
209
ليما" .كنص الفصؿ العاشر مف ذات االتفاقية عمى القانكف الكاجب التطبيؽ عمى
انحبلؿ الزكاج ،حيث جاء فيو ما يمي ":تطبؽ قكاعد تنازع القكانيف المقررة في الفصؿ
السابؽ عمى اآلثار الشخصية الناتجة عف الفرقة.
تطبؽ عمى اآلثار المتعمقة بحضانة األطفاؿ كالنفقة المستحقة مقتضيات الباب
الثالث مف ىذه االتفاقية".
كتناكؿ الباب الثالث مف نفس االتفاقية مسائؿ الحضانة كحؽ الزيارة .فقد
نص الفصؿ التاسع عشر عمى أنو ":تمتزـ الدكلتاف عف طريؽ المعاممة بالمثؿ بأف
تضمنا فكؽ ترابيما كتحت مراقبة سمطتيما القضائية حرية ممارسة حؽ الحضانة
عمى طفؿ قاصر مع التقيد فقط بمصمحة دكف أم اعتبار آخر مستمد مف قانكنيما
الداخمي ككذا بحرية ممارسة حؽ الزيارة .كتمتزـ كؿ منيما عف طريؽ التبادؿ بحسف
تنفيذ األحكاـ الصادرة في الدكلة األخرل في ىذا الميداف" .كنص الفصؿ الكاحد
كالعشركف عمى مايمي ":تتعاكف السمطات المركزية عند انعداـ التسميـ اإلرادم عمى
تسييؿ تنفيذ األحكاـ القضائية الخاصة بحؽ الحضانة كحؽ الزيارة إذا كانت قابمة
لمتنفيذ في الدكلة الطالبة".
210
مادة النفقة دكف المساس بالمياـ المخكلة لمسمطات المرسمة كلممؤسسات الكسيطة
بمقتضى اتفاقية نيكيكرؾ المؤرخة في 20جكاف 1956المتعمقة باستيفاء النفقة
كؼنسا".
بالخارج كالتي صادؽ عمييا كؿ مف المغرب ر
يبلحظ بأف المشرع المغربي قد اعتمد الحؿ الذم تمثمو نظرية تطبيؽ القانكف
الكطني لكؿ مف الزكجيف .كقد انتقد ىذا االتجاه ألف تطبيقو في كؿ الفركض
المحتممة يؤدم إلى نتائج غريبة .كمف ذلؾ أف القانكف الشخصي ألحد الزكجيف قد
يمنع الطبلؽ بينما القانكف الكطني لمزكج اآلخر يبيحو .كيترتب عمى ذلؾ انحبلؿ
العبلقة الزكجية بالنسبة لمزكج كبقائيا قائمة بالنسبة لمزكجة أك العكس 1.كلعؿ تغيير
الجنسية في ىذا الصدد قد يككف مف مظاىر التحايؿ عمى تطبيؽ القانكف المختص
أصبل بحكـ الفزاع.2
إف تطبيؽ قانكف الجنسية المشتركة أك قانكف جنسية الزكج تعترضو بعض
الصعكبات ،كمف ذلؾ استحالة انحبلؿ رابطة الزكاج إذا كاف أحد القانكنيف يحد مف
حاالت طمب الطبلؽ مثبل .كبفرض أف الزكج غير جنسيتو فإف انحالؿ الزكاج
سيخضع إلى قانكف ال صمة لمزكجة بو كلـ يكف في استطاعتيا معرفتو كقت إبراـ
الزكاج.3
أما في الجزائر ،فقد نصت الفقرة الثانية مف المادة 12مف القانكف المدني
الجزائرم عمى ـ ا يمي ":كيسرم عمى انحبلؿ الزكاج كاالنفصاؿ الجسماني ،القانكف
الكطني الذم ينتمي إليو الزكج كقت رفع الدعكل" .كىك النص المقابؿ لممادة 2/13
مف القانكف المدني المصرم ،كالتي تنص عمى ما يمي...":أما الطبلؽ فيسرم عميو
قانكف الدكلة التي ينتمي إلييا الزكج كقت الطبلؽ ،كيسرم عمى التطميؽ كاالنفصاؿ
1
انظر ،السعدٌة بلمٌر،المرجع السابق ،ص.72 -71
2
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،نفس المرجع ،ص.73
3
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.180
211
قانكف الدكلة التي ينتمي إلييا الزكج كقت الدعكل" .كسبب تفضيؿ قانكف جنسية
الزكج راجع إلى ككف العصمة بيد الزكج ،فيك يممؾ فؾ الرابطة الزكجية بإرادتو
المنفردة كفقا لما تقضي بو قكاعد الشريعة اإلسبلمية.1
لقد كحد المشرع الجزائرم القانكف الذم يحكـ انحبلؿ الزكاج دكف تمييز بيف
الطبلؽ كالتطميؽ كاالنفصاؿ الجسماني ،كأخضع الؾؿ إلى قانكف كاحد ىك قانكف
جنسية الزكج كقت رفع الدعكل .كىذا عمى الرغـ مف عدـ معرفة قكانيف األحكاؿ
الشخصية العربية لمثؿ ىذا النظاـ ،كمع ذلؾ فإنو مف الجائز أف تعرض أماـ
القاضي الجزائرم منازعات بشأنو مف قبؿ أزكاج أجانب مقيميف في الجزائر؛ فيككف
مف السيؿ حينئذ على القاضي الجزائرم إعطاء الكصؼ القانكني الدقيؽ ليذه
المنازعات خصكصا كأف نظاـ االنفصاؿ الجسماني يترتب عميو فقط انقطاع المعيشة
المشتركة بيف الزكجيف كىك ليس بطبلؽ أك تطميؽ.3
يت التمييز في مصر بيف الطبلؽ الذم يككف بإرادة الزكج المنفردة
ك ـ
كالذم يجب أف يخضع إلى قانكف جنسية الزكج كقت الطبلؽ ،كبيف التطميؽ
كاالنفصاؿ الجسماني الذم يجب أف يخضع إلى قانكف جنسية الزكج كقت رفع
1
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.256
2
انظر ،الطٌب زروتً ،قراءة فً إصبلح أحكام تنازع القوانٌن الدولً فً الجزابر بقانون ،10-05المرجع السابق ،ص.70
3
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.181
212
الدعكل .أك كقت الحكـ كليس كقت رفع الدعكل ما داـ أف الحكـ القضائم ىنا منشأ
لحالة جديدة.1
كالحقيقة أف إخضاع انحبلؿ الزكاج لقانكف جنسية الزكج كقت رفع الدعكل
أك كقت الحكـ فيو ظمـ لمزكجة كاجحاؼ بحقيا ،فقد تتزكج زكجة ما كفقا لقانكف
جنسية الزكج كلكف الزكج قد يسعى إلى تغيير جنسيتو عندما يرغب في إيقاع الطبلؽ
بيدؼ حرماف زكجتو مف بعض الحقكؽ المقررة كفقا ألحكاـ قانكف جنسيتو ،2كمف ثـ
فإف العدالة تقضي بأف يسرم عمى انحبلؿ الزكاج قانكف جنسية الزكج كقت انعقاد
الزكاج بكصفو القانكف المعركؼ لكبل الزكجيف.3
كقد انتقد ىذا الرأم األخير مف زاكية ككف الطبلؽ ليس أث ار مف آثار الزكاج
كمف ثمة كجب أف يبقى محككما بقانكف جنسية الزكج كقت رفع الدعكل .حتى كؿك
غير الزكج جنسيتو فإف القانكف الجديد ىك الذم يجب أف يطبؽ كليس القانكف القديـ
ألف ىذا األخير لـ تعد لمزكج أم صمة بو.4
كتفاديا ليذه االنتقادات كتحقيقا لمبدأ المساكاة كضع المشرع التكنسي قاعدة
إسناد تفي بيذا الغرض ،حيث نص في الفصؿ 49عمى ما يمي ":الطبلؽ كالتفريؽ
الجسدم ينظميما القانكف الشخصي المشترؾ عند إقامة الدعكل ،كعند اختبلؼ
الجنسية يككف القانكف المنطبؽ ىك قانكف آخر مقر مشترؾ لمزكجيف إف كجد كاال
تطبؽ المحكمة قانكنيا."...
كقد كاف القضاء الفرنسي يخضع انحبلؿ الزكاج لقانكف جنسية الزكجيف في
حالة اتحاد جنسيتيما ،كفي حالة اختبلؼ ذلؾ يمجأ إلى التطبيؽ المكزع كيخضع
1
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص.855
2
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.76
3
انظر ،علٌوش قربوع كمال ،المرجع السابق ،ص.233
4
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.182
213
الطبلؽ لصالح الزكج الذم يبيح قانكنو الطبلؽ ،كما حدث في قضية السيدة
الفرنسية فيرارم Ferrariكالتي كانت متزكجة مف إيطالي ،1كعندما طلبت الطبلؽ
استنادا إلى القانكف الفرنسي الذم يجيز الطبلؽ لبت المحكمة طمبيا كقضت ليا
مرارم مقيدا
بالطبلؽ رغـ أف قانكف الزكج اإليطالي يمنع الطبلؽ ،بينما بقي السيد ؼ
بيذا الزكاج.2
كطبقا لنص المادة 309مف القانكف المدني الفرنسي ،3يتعيف عمى القاضي
الفرنسي في حالة ككف الزكجاف يحمبلف جنسية مشتركة تطبيؽ قانكنيما الكطني
كىك نفس الحؿ المتبع في قضية " ريفيرم " ،كلكف اإلشكاؿ يطرح بحدة في حالة
اختبلؼ جنسيتيما ،كقد تـ حؿ ىذا الخبلؼ باعتماد القانكف الفرنسي إذا كاف أحد
الزكجيف أك كبلىما متكطف في فرنسا ،4ك إذا لـ يثبت االختصاص ألم قانكف
أجنبي ،فيرجع اؿفصؿ في الطبلؽ كاالنفصاؿ الجسماني لممحاكـ الفرنسية.5
1
مقتبس عن علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.76
2
انظر ،حسن الهداوي ،القانون الدولً الخاص(تنازع القوانٌن) ،المرجع السابق ،ص.113
3
L’art.309 du code civil français dispose que:" Le divorce et la séparation de corps sont régis par la loi
française :
; - lorsque l'un et l'autre époux sont de nationalité française
; - lorsque les époux ont, l'un et l'autre, leur domicile sur le territoire français
- lorsque aucune loi étrangère ne se reconnaît compétence, alors que les tribunaux français sont
compétents pour
connaître du divorce ou de la séparation de corps".
4
Daniel Gutmann, droit international privé, Dalloz, 5 édition, Paris, 2007,P.154.
5
Françoise Monéger, Droit international privé, Editions libraire de la cour de cassation, Paris, 2001,
P.111.
214
لقد استقر القضاء الفرنسي عمى تطبيؽ قكاعد التنازع االنتقالي الداخمي
كيتبيف لنا ذلؾ مف خبلؿ الحكـ الصادر عف محكمة استئناؼ باريس حيث قررت
تطبيؽ القانكف القديـ عمى كؿ منازعة مرفكعة قبؿ سرياف قانكف 1975كذلؾ بصدد
نزاع طبلؽ بيف زكجيف تكنسييف كانا مقيميف في فرنسا.1
الفرع الثاني
كاستثناء يخضع انحبلؿ الزكاج لمقانكف الجزائرم متى كاف أحد الزكجيف
جزائريان .2فمك فرضنا أف الزكج كاف فرنسيا كرفع دعكل الطبلؽ مف زكجتو الفرنسية
أماـ القضاء الجزائرم ،فإف القانكف الفرنسي سيككف ىك الكاجب التطبيؽ باعتباره
قانكف جنسية الزكج .كلكف لك فرضنا أف الزكج الفرنسي رفع دعكل الطبلؽ ضد
زكجتو الجزائرية ،فإف القانكف الجزائرم سيككف ىك الكاجب التطبيؽ ككف أحد
الزكجيف جزائريان كقت إبراـ عقد الزكاج.3
أما إذا لـ تتغير جنسية الزكجيف بعد انعقاد الزكاج ،فيظؿ حكـ القاعدة
األصمية المنصكص عمييا بالمادة 2/12ساريا .4كيرجع أصؿ ىذا االستثناء إلى
القضاء الفرنسي الذم كاف يرجح القانكف الفرنسي في حالة ثبكت تمتع أحد الزكجيف
بالجنسية الكطنية.5
كمف تطبيقات القضاء الجزائرم ليذا االستثناء قضية طبلؽ بيف جزائرية
كايطالي قضت فييا المحكمة االبتدائية بإسناد الطبلؽ إلى القانكف اإليطالي باعتباره
1
انظر ،هشام خالد ،التنازع االنتقالً فً تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص .105 -104
2
انظر ،المادة 13من القانون المدنً الجزابري.
3
انظر ،عبد العزٌز سعد ،المرجع السابق ،ص.172
4
انظر ،علً علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.77
5
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.261
215
قانكف جنسية الزكج طبقا لممادة 2/12مف القانكف المدني ،فطعنت الزكجة بالحكـ
الصادر في 1996/07/14عف محكمة بئر مراد رايس ،كأثارت المحكمة تمقائيا
الكجو المأخكذ مف مخالفة المادتيف 12ك 13مف القانكف المدني ،كجاء في حيثيات
قرار المحكمة العميا ما يمي:
" حيث أف الطاعنة ليا الجنسية الجزائرية ما داـ لـ يصدر بشأنيا مرسكـ نزع
جنسيتيا األصمية بعد حصكليا عمى الجنسية االيطالية
حيث أنو كاف عمى القاضي األكؿ تطبيؽ القانكف الجزائرم كفقا لممادة 13مف
القانكف المدني عكض القانكف اإليطالي ،كما ىك كارد في الحكـ المطعكف فيو.
كلما كاف ذلؾ يككف قد خالؼ القانكف كأخطأ في تطبيقو مما يتعيف نقضو".1
-1إف الكقت الذم يعتد فيو بتطبيؽ ىذا االستثناء ىك جنسية أحد الزكجيف كقت
انعقاد الزكاج ،بينما الكقت الذم يعتد بو لتطبيؽ القاعدة ىك جنسية الزكج كقت
الطبلؽ فكاف حريان بالمشرع أف يكحد الضابط الزمني الخاص بتطبيؽ القاعدة
كاالستثناء.
-2إف ىذا االستثناء يسرم سكاء بالنسبة لمزكج الجزائرم أك الزكجة الجزائرية التي
تكافرت ألم منيما ىذه الصفة كقت إبراـ الزكاج ،ثـ زالت كقت الطبلؽ أك كقت رفع
دعكل التطميؽ أك االنفصاؿ الجسماني .فإذا كاف أحد الزكجيف جزائريا كقت إبراـ
عقد الزكاج ،ثـ غير الزكجاف جنسيتيما معا فإف القاضي الجزائرم سيطبؽ القانكف
الجزائرم عمى أجانب .كمف المؤكد أيضا أف تطبيؽ ىذا االستثناء يبقى قاص ار عمى
حالة عرض النزاع أماـ القضاء الجزائرم ،ألنو إذا عرض ذات النزاع عمى جية
1
انظر ،المحكمة العلٌا ،غ.أ.ش ،1998/02/17 .المجلة القضابٌة ،2000 ،العدد ،01ص.167
216
قضائية تابعة لدكلة أجنبية ستفصؿ فيق كفقا لقانكف القاضي .1كيرل البعض أف ىذا
االستثناء ال مبرر لو ماداـ أنو يمكف استبعاد القانكف األجنبي إعماال لفكرة النظاـ
العاـ .2كفيما يتعمؽ بالتدابير االستعجالية البلزمة لمحفاظ عمى مصالح الزكجيف أك
تقرير نفقة لمزكجة فإنيا تبقى خاضعة لقانكف القاضي.3
المطمب الثاني
كاف ىناؾ تعارض مع النظاـ العاـ أك غش نحك القانكف ،كال يختمؼ األمر أيضان
بالنسبة لمسائؿ الطبلؽ ،كىذا ما سيتضح مف خبلؿ دراسة حاالت استبعاد تطبيؽ
القانكف األجنبي في مادة الطبلؽ ،كذلؾ عمى النحك اآلتي:
الفرع األوؿ
يعتبر الطبلؽ ميدانا خصبا إلعماؿ الدفع بالنظاـ العاـ ،نظ ار الختبلؼ
قكانيف الدكؿ في تحديد طرؽ انحبلؿ الزكاج .كما ىك الشأف بالنسبة ؿلطبلؽ باإلرادة
المنفردة المعركؼ في البمداف اإلسبلمية كال تقره تشريعات الدكؿ األكربية .كالجدير
بالذكر أف حظر الطبلؽ الذم كاف سائدا في فرنسا قبؿ صدكر قانكف 11جكيمية
1975لـ يمنع القضاء الفرنسي مف إعماؿ فكرة األثر المخفؼ لمنظاـ العاـ بالنسبة
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص183؛ انظر ،علٌوش قربوع كمال ،المرجع السابق،
ص.245
2
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.258
3
انظر ،عصام الدٌن القصبً ،المرجع السابق ،ص.857 -856
217
آلثار الطبلؽ الذم كاف يقع خارج فرنسا ،حيث يرتب آثاره في فرنسا كتقرير نفقة
المطمقة كالحكـ ليا بالحضانة .1فالقانكف الفرنسي يستبعد القانكف األجنبي المختص
باسـ النظاـ العاـ ،إذا كاف يجيز انحبلؿ الزكاج باإلرادة المنفردة ،أك يسمح بالتطميؽ
بالتراضي ،أك إذا كاف يقره ألسباب أقؿ تشددا مف القانكف الفرنسي .2كلكف إذا كقع
ىذا الطبلؽ في الخارج فيمكف االحتجاج بو أماـ القضاء الفرنسي بشرط أف يككف قد
كقع كفقا لما يقضي بو قانكف جنسية الزكجيف المشتركة ،3كأف يككف الحؽ المراد
التمسؾ بو قد اكتسب دكف غش.4
كمع ذلؾ فإف الطبلؽ الذم يتـ بإرادة الزكج المنفردة ال يمكف النطؽ بو في
فرنسا أك حتى التصديؽ عميو مف قبؿ المحكمة ،بسبب أف ىذا النكع مف االنفصاؿ
يكرس تفاكتا خطي ار بيف الرجؿ كالمرأة األمر الذم يتعارض مع النظاـ العاـ الفرنسي.
كيظير ىذا التعارض بشكؿ خاص إذا كانت المرأة متكطنة في فرنسا أك تممؾ
الجنسية الفرنسية .مع مبلحظة أف القضاء الفرنسي كاجو صعكبات عممية إلثارة
الدفع بالنظاـ العاـ فيما يخص ىذه المفاىيـ األساسية لمعبلقات الزكجية كىذا ما
يفسر التناقضات األساسية التي تميز بيا االجتياد في ىذا المجاؿ.5
كفي سكيس ار أيضا رفض القضاء االعتراؼ بمثؿ ىذا الطبلؽ في قضية
زكجاف مصرياف مقيماف بسكيسرا ،حيث طمؽ الزكج زكجتو عف طريؽ الككالة ،ثـ
سافر إلى المغرب كتزكج بمغربية ،كرجع إلى سكيس ار كطمب الحصكؿ عمى تصريح
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.258 -257
2
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.187
3
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.263
4
انظر ،محمد الكشبور ،الوسٌط فً شرح مدونة األسرة ،الكتاب األول(عقد الزواج وآثاره) ،المرجع السابق ،ص.125
5
مقتبس عن بٌار ماٌر ،فانسان هوزٌه ،ترجمة علً محمود مقلد ،المرجع السابق ،ص.540 -539
218
باإلقامة لزكجتو المغربية لكف محكمة " جنيؼ " رفضت ىذا الطبلؽ كطمبت مف
الزكج إتباع إجراءات الطبلؽ المعمكؿ بيا في سكيس ار.1
كما رفض القضاء الفرنسي االعتراؼ بآثار الطبلؽ الذم يتـ بإرادة الزكج
المنفردة الذم يكقعو األزكاج الجزائرييف في الخارج .متى كانت الزكجة المطمقة
فرنسية .كذلؾ حتى ال يستطيع ىؤالء األزكاج إجراء الطبلؽ في بمدانيـ األصمية .ثـ
الرجكع إلى فرنسا كطمب االحتجاج بيذا الطبلؽ أماـ القضاء الفرنسي .5كقد تجمى
ذلؾ مف خبلؿ القرار 6رقـ 256الصادر عف محكمة النقض الفرنسية في
2004/02/17كالذم رفضت فيو االعتراؼ بالطبلؽ الصادر عف القضاء الجزائرم
بدعكل أف ذلؾ يتعارض مع مبدأ المساكاة بيف الزكجيف الذم كرسو الفصؿ الخامس
1
Sami A. Aldeeb Abu-sahlieh, conflits entre droit religieux et droit étatique chez les musulmans dans
les pays musulmans et en Europe, revue internationale de droit comparé, octobre-décembre 1997,
0
N 4, P.832.
2
Cf. Cass. civil.,15/05/1963.
3
مقتبس عن محمد ولٌد هاشم المصري ،محاولة لرسم معالم النظام العام الدولً العربً بمفهوم القانون الدولً الخاص ،المرجع
السابق ،ص.167
4
انظر ،أحمد محمد الهواري ،المرجع السابق ،ص.428
5
مقتبس عن محمد ولٌد هاشم المصري ،محاولة لرسم معالم النظام العام الدولً العربً بمفهوم القانون الدولً الخاص ،المرجع
السابق ،ص.173
6 0
CF. Cass. Civil., 17/02/2004, arrêt n 256. WWW.Cour de cassation.FR
219
مف البركتكككؿ رقـ 7الصادر في 1984/11/22المضاؼ إلى االتفاقية األكربية
لحقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية.1
إف االستخداـ المتكرر آللية الدفع بالنظاـ العاـ سيعطؿ بشكؿ كامؿ آلية
تنازع القكانيف .فبل يمكف قبكؿ استبعاد القانكف األجنبي لمجرد اختبلفو عف قانكف
دكلة القاضي .كمف جانب آخر ،ال يمكف التذرع بمنطؽ احتراـ الحقكؽ األساسية
التي نصت عمييا االتفاقية األكربية لحقكؽ اإلنساف ،ذلؾ أف ىذه االتفاقية ليست إال
تعبي انر عف ثقافة إقميمية .كىذا يعني أف أسباب رفض الطبلؽ اإلسبلمي تتجاكز
بشكؿ كبير االعتبارات القانكنية ،كانما ترتبط باألساس باعتبارات سياسية
كسكسيكلكجية تتعمؽ بشكؿ مباشر بمشكؿ اليجرة .كىذا ما يكرس رؤية مجردة لمنظاـ
العاـ كغير متبلئمة مع الكاقع.2
كالجدير بالذكر ،أف تطبيؽ القانكف األجنبي كفقا لقاعدة اإلسناد المنصكص
عمييا في المادة 2/12مف القانكف المدني الجزائرم قد يصطدـ بفكرة النظاـ العاـ
كيتعطؿ تطبيقو ،كما لك كاف القانكف األجنبي يعتبر الزكاج رابطة أبدية ترفض
االنحبلؿ .كما يبلحظ بأف القضاء الفرنسي يقضي باعتبار االتفاؽ بيف الزكجيف عمى
عدـ الطبلؽ مخالفا لمنظاـ العاـ في فرنسا .3كثمة ق اررات قضائية فرنسية تقضي
باإلبقاء عمى االختصاص المبدئي لقانكف الطبلؽ ،مع إمكانية استبعاده إذا كاف
يتعارض مع الفظاـ العاـ الفرنسي ،كما لك كاف يرفض الحؽ في منح النفقة
الغذائية.4
1
انظر ،محمد بنحساٌن ،المشاكل القانونٌة للعمال المؽاربة بالخارج مع أحكام الطبلق ،مجلة القانون الم ؼربً ،العدد ،2009 ،13
ص.229
انظر ،حسن ابراهٌمً ،انحبلل مٌثاق الزوجٌة والقضاء الفرنسً -الطبلق باإلرادة المنفردة نموذجا ًا ،-مكتبة دار السبلم ،الطبعة
2
220
كتطبيقا لمبدأ استبعاد القانكف األجنبي الكاجب التطبيؽ عمى الطبلؽ بسبب
الدفع بالنظاـ العاـ ،استبعدت محكمة التعقيب التكنسية في قرارىا 1الصادر في 16
يكنيك 1987القانكف المغربي كطبقت القانكف التكنسي عمى طبلؽ بيف أزكاج مغاربة
كزكجات تكنسيات استنادا إلى فكرة النظاـ العاـ التكنسي ،كىذا ألف مقتضيات
القانكف المغربي في مادة الطبلؽ ال تمنح لمزكجة الحؽ في طمب الطبلؽ لمجرد
رغبتيا فيو؛ كانما في حاالت محددة عمى سبيؿ الحصر كال تنطبؽ إحداىا عمى كقائع
ىذه القضية .ككاف الزكج قد طالب بتطبيؽ القانكف المغربي المختص أصبل بحكـ
الطبلؽ استنادا إلى اتفاقية االستيطاف المبرمة بيف المغرب كتكنس التي تقضي في
المادة 10بتطبيؽ القانكف الشخصي عمى مكاطني البمديف .إال أف المحكمة التكنسية
طبقت القانكف التكنسي محؿ القانكف المغربي استنادا إلى آلية النظاـ العاـ كحكمت
لمزكجة التكنسية بالطبلؽ رغـ معارضة الزكج.2
كاذا ما طبؽ القاضي الكطني القانكف األجنبي مخطئان بأف طبؽ قاعدة غير
تمؾ التي يجب تطبيقيا ،فيؿ يجكز لممحكمة العميا أف تبسط رقابتيا عمى ذلؾ الخطأ
في تفسير القانكف األجنبي كتطبيقو؟
لقد انقسمت قكانيف الدكؿ في معالجة ىذه المسألة ،بحيث اعترضت الكثير
مف الدكؿ عمى رقابة المحكمة العميا عمى تفسير القكانيف األجنبية .بينما ذىبت دكؿ
أخرل إلى األخذ بمبدأ الرقابة .كاذا رجعنا إلى نص المادة 358مف قانكف اإلجراءات
المدنية كاإلدارية الجزائرم نجدىا تنص عمى ما يمي ":ال يبنى الطعف بالنقض إال
عمى كجو كاحد أك أكثر مف األكجو اآلتية...:
1
نشرٌة مجلة التعقٌب التونسٌة ،1987 ،ص ،223مقتبس عن خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.201
2
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص 200وما بعدها.
221
-6مخالفة القانكف األجنبي المتعمؽ بقانكف األسرة."... ،
إذف ،يفيـ مف خبلؿ ىذا النص أف المشرع الجزائرم يسمح لممحكمة العميا برقابة
تطبيؽ القانكف األجنبي في مجاؿ األحكاؿ الشخصية .1فمك فرضنا أف قاعدة اإلسناد
أشارت باختصاص قانكف دكلة تتعدد فييا الشرائع ،كتبيف لمقاضي أف القكاعد التي
تتضمنيا شريعة مف الشرائع الطائفية لغير المسمميف تتعارض مع النظاـ العاـ في
بمده ،متكجب عميو عندئذ استبعاد حكـ الشريعة الطائفية ،كيخضع القاضي في تقديره
ىذا لرقابة محكمة النقض.2
" -حيث أف القرار – المنتقد – لـ يخالؼ أم قاعدة جكىرية في اإلجراءات ،كما أنو
لـ يخالؼ القانكف الكطني ،كذلؾ ألف الحكـ بأجرة شيرية لمحاضنة مقابؿ سيرىا
كقياميا بحضانة أكالدىا كالذيف أسندت حضانتيـ ليا – ال يعد مخالفة جكىرية في
اإلجراءات -ألف قياـ الحاضنة بيذه الميمة في بمد أجنبي بما يحتكم عميو مف تقاليد
كصعكبة في الحياة كتعقيداتيا ليست نفس الميمة إذا أسندت ليا في كطنيا
كمكطنيا...
-حيث يبلحظ بأف القرار المطعكف فيو تناقضا بيف إحدل حيثياتو(بالصفحة الرابعة
منو) كبيف منطقكه إذ جاء في الحيثية المشار إلييا أعبله (حيث أف الحكـ المراد
تنفيذه في قضية الحاؿ يتنافى في جزء منو مع النظاـ العاـ في ببلدنا كالمتمثؿ في
1
ضٌل ،تطبٌق القانون األجنبً أمام القضاء الوطنً ،المرجع السابق ،ص.106 -98
انظر ،نادٌة ؾ
2
انظر ،محمد حسن قاسم ،المرجع السابق ،ص.136
222
تحديد النفقة بالعممة األجنبية(الفرنؾ الفرنسي) مما يتعيف عدـ تنفيذه في ىذا
الخصكص ،غير أف منطكؽ ىذا القرار نص (عمى تأييد الحكـ المستأنؼ).
-لكف حيث أف مثؿ ىذا الخطأ كاف مف المفركض طمب تصحيحو مف نفس
المجمس الذم ارتكب مثؿ ىذا الخطأ ،كال يعد ىذا األخير كجيا مف أكجو الطعف
بالنقض ألف أكجو النقض حصرتيا المادة ( )233مف قانكف اإلجراءات المدنية ،كال
يدخؿ ضمنيا مثؿ ىذا الخطأ السالؼ الذكر ،بؿ تخص تناقض األحكاـ النيائية
الصادرة مف محاكـ مختمفة ،األمر الذم يجعؿ األكجو المثارة غير كجيية يتعيف معو
رفضيا كتبعا لذلؾ رفض الطعف.1"...
كيكرد الفقو المصرم بعض األمثمة التي تبيف تعارض شرائع غير المسمميف
مع النظاـ العاـ المصرم ،حيث جاء في المادة 69مف مجمكعة األقباط األرثكذكس
لعاـ 1955ما نصو ":يجكز لكؿ مف الزكجيف بعد الحكـ بالطبلؽ أف يتزكج مف
شخص آخر إال إذا نص الحكـ عمى حرماف أحدىما أك كمييما مف الزكاج ،كفي ىذه
الحالة ال يجكز لمف قضى بحرمانو أف يتزكج إال بتصريح مف المجمس".
لقد فسر ىذا النص عمى أف فيق مساس بحرية أساسية مف الحريات العامة
كىي حرية الزكاج كتككيف األسرة .كمف ثـ يتكجب عمى القاضي استبعاده لتعارضو
مع النظاـ العاـ في مصر .كمف األمثمة أيضان المعززة ليذا المبدأ أف نظاـ األحكاؿ
الشخصية لمطكائؼ الكاثكليكية لـ ينص عمى كجكب العدة بعد الطبلؽ األمر الذم
يشكؿ مخالفة صارخة لمنظاـ العاـ المصرم.2
1
انظر ،المحكمة العلٌا ،غ.أ.ش ،2006/04/12 ،ملؾ رقم ،355718مجلة المحكمة العلٌا ،2006 ،العدد ،01ص 477وما بعدها.
2
انظر ،محمد حسن قاسم ،المرجع السابق ،ص.138 -137
223
الفرع الثاني
كيستبعد أيضان تطبيؽ القانكف األجنبي الكاجب التطبيؽ عمى الطبلؽ بسبب
الغش نحك القانكف الكاجب التطبيؽ ،عندما يقع ىذا التحايؿ بتغيير الجنسية ،حيث
يتيرب مف يغير جنسيتو مف حكـ قانكف أحكالو الشخصية إلى قانكف يحقؽ لو غرضا
يرمي إليو .كقد تناكؿ الفقو ىذه المسألة بصدد قضية شييرة عرضت عمى القضاء
الفرنسي كىي قضية األميرة دم بكفرمكف Beauffermentكتتمخص كقائع ىذه
القضية في أف سيدة بمجيكية األصؿ تزكجت مف ضابط فرنسي ،ساءت العبلقات
بينيما ككقع بينيا كبيف زكجيا انفصاؿ جسماني في سنة 1874كأرادت أف تحكلو
إلى طبلؽ .كلـ يكف القانكف الفرنسي آنذاؾ يجيز الطبلؽ ،فانتقمت إلى ألمانيا
كاكتسبت جنسية إحدل اإلمارات ىناؾ ،كحصمت عمى حكـ بالتطميؽ كفقا لقانكف
جنسيتيا الجديدة .ثـ تزكجت باألمير الركماني بيبسكك ،Bibescoفطعف الزكج
األكؿ في صحة ىذا الزكاج الثاني كرفض االعتداد بحكـ الطبلؽ السابؽ .كفعبل
قضت محكمة النقض الفرنسية في حكميا الصادر في 18مارس 1878ببطبلف
ىذا الزكاج بسبب الغش نحك القانكف الفرنسي ،1ألف تغيير السيدة " بكفرمكف"
لجنسيتيا قصدت بو التحايؿ عمى أحكاـ القانكف الفرنسي الذم كاف يحظر الطبلؽ،
كعميو قضت المحكمة بعدـ نفاذ الطبلؽ كالزكاج الثاني مع بقاء الزكجية األكلى
قائـ ة .2
أما إذا حصؿ الزكجاف عمى الطبلؽ طبقا لقانكف جنسية أحدىما ككاف ىناؾ
تقارب بيف قانكناىما الشخصياف مقارنة مع أحكاـ القانكف الفرنسي ،فبل يمكف
1
مقتبس عن علي علً سلٌمان ،مذكرات فً القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.160
2
انظر ،حفٌظة السٌد الحداد ،المرجع السابق ،ص.315
224
اتياميما بالغش أك رفض إعطاء األمر بالتنفيذ إال إذا كانا ؽد انتقبل إلى الخارج رغبة
في الخضكع ألحكاـ قانكف القاضي األجنبي األقؿ تشددا.1
كقد يككف التحايؿ باصطناع قاعدة التنازع كذلؾ باختيار عرض طمب
الطبلؽ عمى قضاء معيف ،كمف ذلؾ إقامة لبنانيف ماركنييف في فرنسا بصكرة
مصطنعة الغرض منيا ىك الخضكع لمقانكف الفرنسي الذم يخضع الطبلؽ لقانكف
محؿ اإلقامة مف أجؿ الحصكؿ عمى الطبلؽ ،كالتيرب مف تطبيؽ أحكاـ قانكف
الطائفة التي ينتمياف إلييا كالذم يمنع انحبلؿ زكاجيما.2
1
انظر ،نادٌة فضٌل ،الؽش نحو القانون ،دار هومه ،الطبعة الثانٌة ،الجزابر ،2006 ،ص.132
2
انظر ،سامً بدٌع منصور ،الوسٌط فً القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص.799
3
ٌواجه أطفال الزواج المختلط مشكبلت قانونٌة واجتماعٌة كبًرة خاصة فٌما ٌتعلق بتربٌة األبناء بسبب رؼبة أحد الزوجٌن تؽلٌب
ثقافته على ثقافة اآلخر .ؼٌر أنه فً أحٌانا أخرى قد ٌصبح هذا االختبلؾ الثقافً مصدر إؼناء لثقافة األطفال .انظر ،السعدٌة
أعنطري ،زواج المؽربٌات باألجانب وتؤثٌراته على مستوى العبلقة الزوجٌة وتربٌة األبناء ،المرجع السابق ،ص 8؛ عبد الرحٌم
العطري ،الزواج المختلط والحراك االجتماعً ،صwww.islamonline.net ،6
4
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.187
225
بيف المسممة كغير المسمـ يتعارض مع مبدأ أساسي في نظاـ الزكاج في الدكؿ
اإلسبلمية كىك مبدأ عدـ زكاج المسممة بغير المسمـ.1
كيرل الدكتكر جعفر الفضمي أنو إذا كاف الغرض مف تغيير الديف ىك
التحايؿ عمى القانكف ،فيجب السماح لمقاضي بعدـ االعتداد بيذا التغيير حتى ال
يحقؽ ىذا الشخص مآربو الخاصة تحت غطاء منعو مف االرتداد عف اإلسبلـ.2
المطمب الثالث
أما اآلثار التي تتصؿ بحالة كؿ زكج عمى حدة ،فبل تخضع لقانكف جنسية
الزكج ،كانما تخضع لمقانكف الشخصي؛ أم لقانكف جنسية كؿ زكج عمى حدة .كعميو
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.260 -259
2
انظر ،جعفر الفضلً ،انقضاء الزواج فً القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص.245 -244
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.255
4
انظر ،أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص259؛ الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.183
226
فإف قانكف جنسية الزكجة المطمقة ىك الذم يحدد لنا مثبل إمكانية زكاجيا بزكج آخر
أك استرداد االسـ الذم كانت تحممو قبؿ الزكاج.1
1
انظر ،أحمد محمد الهواري ،المرجع السابق ،ص.428
2
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.95 -94
3
أعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص.260
227
اعتبر القضاء الفرنسي أف أىمية التؽاضي تخضع لمقانكف الشخصي ،1كما تخضع
الكالية كالكصاية كالقكامة لقانكف الشخص الذم تجب حمايتو .2كقد يمجأ القاضي
الكطني إلى اإلنابة القضائية فيما يتعمؽ ببعض اإلجراءات التي يتعيف القياـ بيا في
الخارج كالتحقيؽ أك تبميغ الرسكـ ،كيتـ القياـ بيذه اإلجراءات كفقا لقكاعد
االختصاص كاإلجراءات التي تخضع ليا السمطة القضائية المطمكب منيا إجراؤىا.3
-4عرض مكجز يتضمف جميع شركط االتفاؽ الحاصؿ بينيما حكؿ تكابع الطبلؽ.
كفي حالة طمب الطبلؽ مف أحد الزكجيف نصت المادة 436عمى ما يمي":
ترفع دعكل الطبلؽ مف أحد الزكجيف أماـ قسـ شؤكف األسرة ،بتقديـ عريضة كفقا
لؤلشكاؿ الـ قررة لرفع الدعكل".
1
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.76
2
تنص المادة 15من القانون المدنً الجزابري على ما ٌلًٌ ":سري على الشروط الموضوعٌة الخاصة بالوالٌة والوصاٌة والقوامة
وؼٌرها من النظم المقررة لحماٌة القصر وعدٌمً األهلٌة والؽاببٌن ،قانون الشخص الذي تجب حماٌته.
ؼٌر أنه ٌطبق القانون الجزابري بالنسبة للتدابٌر المستعجلة ،إذا كان القصر وعدٌمو األهلٌة والؽاببون موجودٌن فً الجزابر وقت
اتخاذ هذه التدابٌر ،أو تعلقت بؤموالهم الموجودة فً الجزابر".
3
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.76
228
كتضيؼ المادة 438أنو ":يجب عمى المدعي في دعكل الطبلؽ ،أف يبمغ
رسميان المدعى عميو كالنيابة العامة بنسخة مف العريضة المشار إلييا في المادة 436
أعبله.
كفيما يخص عبء اإلثبات ،فيخضع لقانكف المكضكع كذلؾ لتعمقو المباشر
بمصالح الطرفيف .بينما تخضع إدارة اإلثبات لقانكف اإلجراءات الذم تخضع لو
المحكمة المطركح عمييا النزاع.1
كيدخؿ أيضان ضمف نطاؽ تطبيؽ قانكف جنسية الزكج كافة آثار الطبلؽ
كالنفقة كالتعكيض ،بينما ال يدخؿ في مجاؿ تطبيؽ ىذا القانكف اآلثار التي تتصؿ
بحالة الزكج أك الزكجة كؿ عمى حدة بعد انتياء الرابطة الزكجية ،بؿ تبقى خاضعة
لقانكف جنسية كؿ زكج عمى حػػدة؛ فالقانكف الشخصي لمزكجػة ىػك الذم يحدد م ػػدل
إمكانية زكاجيا بزكج آخػر ،كما يحدد قانكف جنسية الزكج ما إذا كاف بإمكانو الزكاج
مرة ثانية .2بقي أف نشير ىنا إلى أنو بالنسبة لممسائؿ المستعجمة التي تقرر لصالح
الزكجة كاألكالد ،مثؿ حؽ المطمقة الحاضف في السكف الزكجي ،3أك تقدير النفقة
الكقتية ،فأمثمة ىذه المسائؿ تخضع لقانكف القاضي حتى كلك كاف القانكف األجنبي ال
يضع حمكال كقتية لمثؿ ىذه المسائؿ.4
1
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.77
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.257 -256
3
تنص المادة 72من قانون األسرة الجزابري على ما ٌلً ":فً حالة الطبلقٌ ،جب على األب أن ٌوفر ،لممارسة الحضانة سكنا
مبلبما للحاضنة ،وإن تعذر ذلك فعلٌه دفع بدل اإلٌجار.
وتبقى الحاضنة فً بٌت الزوجٌة حتى تنفٌذ األب للحكم القضابً المتعلق بالسكن".
4
انظر ،سامً عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.96
229
كفيما يتعمؽ بالمسائؿ المرتبطة بالشكؿ مثؿ شير كاعبلـ الغير بالطبلؽ
كالتطميؽ كاالنفصاؿ الجسماني ،أك التأشير بو في سجبلت الحالة المدنية 1فتخضع
لقانكف محؿ إبراـ الزكاج.
كيبيف لنا القانكف الذم يحكـ انحبلؿ الزكاج في فرنسا أسباب الطبلؽ أك
االنفصاؿ الجسماني كآثاره .2كيتعيف الرجكع إليو أيضان لمعرفة حؽ الزكجة في
االحتفاظ باسـ زكجيا أك إسناد حضانة األبناء .كيتحدد ىذا القانكف عند المشرع
المغربي بالقانكف الشخصي المشترؾ أك القانكف الكطني ؿكؿ كاحد مف الزكجيف في
حالة اختبلؼ الجنسية.
إف األثر المترتب عمى الطبلؽ فيما يتعمؽ بشخص الزكجيف ،ىك إرجاع
الزكجيف إلى الحالة التي كانا عمييا قبؿ إبراـ الزكاج .كتطبيقا لذلؾ يسقط حؽ الزكجة
في استعماؿ لقب الزكج في التشريعات الغربية ،كتتـ تصفية النظاـ المالي بينما
يسقط حؽ الزكج في اإلنفاؽ عمى زكجتو في التشريعات العربية بعد التصريح
بالطبلؽ دكف اإلخبلؿ بحقيا في نفقة العدة.3
كتخضع آثار انحبلؿ الزكاج كنفقة الزكجة المطمقة كاألكالد المحضكنيف كمف
لو الحؽ في الحضانة كمدة الحضانة إلى القانكف المختص بانحبلؿ الزكاج مع
مبلحظة أنو بالنسبة لآلثار المرتبطة بالحالة الشخصية مثؿ إمكانية إعادة الزكاج ،أك
حؽ الزكجة في استرداد اسميا السابؽ عمى الزكاج ،فإنيا تصنؼ ضمف الفئة
المسندة " حالة الشخص" كبالتالي تخضع لنص المادة 10مف القانكف المدني
الجزائرم.4
1
حٌث نصت الفقرة الرابعة من المادة 49على أنه ":تسجل أحكام الطبلق وجوبا فً الحالة المدنٌة بسعً من النٌابة العامة".
2
François MELIN, op.cit, p.153.
3
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.100
4
الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.184
230
كاذا اعتبرنا الميراث أث ار النحبلؿ الرابطة الزكجية بالكفاة ،فإف المشرع
الجزائرم قد خصو بقاعدة إسناد مستقمة كأخضعو إلى قانكف جنسية اليالؾ ،كما دؿ
عمى ذلؾ نص المادة 16مدني جزائرم حيث جاء فييا نما يمي ":يسرم عمى
الميراث كالكصية كسائر التصرفات التي تنفذ بعد المكت ،قانكف جنسية اليالؾ أك
الكصي أك مف صدر منو التصرؼ كقت مكتو ."...بينما نجد المشرع الفرنسي يميز
بيف ميراث المنقكؿ الذم يخضع إلى قانكف مكطف المتكفى كبيف ميراث العقار الذم
أخضعو إلى قانكف مكقع العقار.
كمف ثمة ينبغي الحرص عمى تحقيؽ تجانس في الحمكؿ التطبيقية لفض
تنازع القكانيف في مسائؿ الزكاج كالطبلؽ نظ ار لمتداخؿ المكجكد في المراكز القانكنية
التي تنظميا قكاعد اإلسناد .كما ىك الشأف أيضان بالنسبة لمحضانة التي تثير
إشكاالت كبيرة مثؿ مف لو الحؽ في تكلي الحضانة ،كحؽ الزيارة كاشكاالت تقدير
النفقة.1
المطمب الرابع
الحضانة كما عرفيا الفقياء ىي ":تربية الطفؿ كرعايتو كالقياـ بجميع شؤكنو
مف تدبير طعامو كممبسو كنكمو كاالىتماـ بنظافتو في سف معينة ممف لو حؽ
تربيتو" .2كتعرؼ أيضان بأنيا ":تربية الطفؿ كرعايتو كالقياـ بجميع أمكره في سف
معينة ممف لو الحؽ في الحضانة" 3.أك ىي ":سمطة يجعميا الشارع إلنساف معيف
1
انظر ،الطٌب زروتً ،القانون الدولً الخاص الجزابري ،المرجع السابق ،ص.185- 184
2
انظر ،محمد الشافعً ،المرجع السابق ،ص.125
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.280
231
عمى الطفؿ لمقياـ بما يمزمو مف مؤنة المعيشة كحمايتو مما يؤذيو ككفالتو بشتى
كسائؿ التربية بما يصمحو تماما".1
كعرفتيا المادة 62مف قانكف األسرة الجزائرم بأنيا رعاية الكلد كتعميمو
كالقياـ بتربيتو عمى ديف أبيو كالسير عمى حمايتو كحفظو صحة كخمقا .كنص عمييا
المشرع المغربي في المادة 163مف مدكنة األسرة ":الحضانة حفظ الكلد مما قد
يضره ،كالقياـ بتربيتو كمصالحو".
الفرع األوؿ
لقد أكلت اتفاقية حقكؽ الطفؿ لمكسط العائمي الذم يكلد الطفؿ في كنفو
كيعيش فيو أىمية كبيرة إيمانان مف كاضعي االتفاقية باألثر المباشر كالكبير لمكسط
العائمي في التككيف الجسدم كالنفسي لمطفؿ األمر الذم ينعكس عمى تكجياتو
كممكاتو في مستقبؿ حياتو إيجابان كسمبان ،كليذا كجب أف ينشأ الطفؿ في بيت يممؤه
الدؼء كالحناف.2
232
ضركرم لصكف مصالح الطفؿ الفضمى .كقد يمزـ مثؿ ىذا القرار في حالة معينة
مثؿ حالة إساءة الكالديف معاممة الطفؿ أك إىماليما لو ،أك عندما يعيش الكالديف
منفصميف ،كيتعيف اتخاذ قرار بشأف ـ حؿ إقامة الطفؿ" ،1إذف حؽ اؿطفؿ في الكسط
العائمي معترؼ بو كمصاف ،باستثناء حالة ما إذا كاف يؤدم إلى إلحاؽ الضرر
بالطفؿ.2
كقد تميز المشرع التكنسي بكضع قانكف خاص لمطفؿ ،كقد أكد فيو عمى
حؽ الطفؿ في الكسط العائمي ،حيث كرد في الفصؿ 08ـ ف مجمة حماية الطفؿ 3ما
يمي ":يجب أف ييدؼ كؿ قرار يقع اتخاذه إلى إبقاء الطفؿ في محيطو العائمي كعدـ
فصمو عف أبكيو إال إذا تبيف لمسمطة القضائية أف ىذا الفصؿ ضركرم لصيانة
مصمحة الطفؿ الفضمى ،كيجب أف يكفؿ القرار لمطفؿ الحؽ في مكاصمة التمتع
بمختمؼ ظركؼ الحياة كالخدمات المبلئمة لحاجياتو كلسنو كالمتناسبة مع المحيط
العائمي العادم".
كجاء في الفصؿ 11ما يمي ":تضمف ىذه المجمة لمطفؿ المنفصؿ عف
أبكيو أك أحدىما حؽ المحافظة بصكرة منتظمة عمى عبلقات شخصية كعمى
اتصاالت بكبل أبكيو كبقية أفراده إال إذا قررت المحكمة المختصة خبلؼ ذلؾ كفقا
لمصمحة الطفؿ الفضمى".
1
انظر ،مرسوم رباسً رقم 461 -92مإرخ فً 19دٌسمبر ٌ 1992تضمن المصادقة مع التصرٌحات التفسٌرٌة على اتفاقٌة حقوق
الطفل التً وافقت علٌها الجمعٌة العامة لؤلمم المتحدة بتارٌخ 20نوفمبر ،1989الجرٌدة الرسمٌة لسنة ،1992العدد،91
ص.2320
2
انظر ،فاطمة شحاتة ،المرجع السابق ،ص.274
3
انظر ،قانون عدد 92لسنة 1995مإرخ فً 09نوفمبر ٌ 1995تعلق بإصدار مجلة حماٌة الطفل.
233
كقد عرفت ىذه الظاىرة انتشا ار.العالـ بسبب تطكر كسائؿ االتصاؿ كالمكاصبلت
.كبي ار خاصة بيف مكاطني دكؿ المغرب العربي كأكربا
الفرع الثاني
1
L’article 7 du convention sur les aspect civils de l’enlèvement international des ‘enfants (Conclue le
25 octobre 1980) dispose que :
« Les Autorités centrales doivent coopérer entre elles et promouvoir une collaboration entre les
autorités compétentes dans leurs Etats respectifs, pour assurer le retour immédiat des enfants et réaliser
les autres objectifs de la présente Convention.
En particulier, soit directement, soit avec le concours de tout intermédiaire, elles doivent prendre toutes
les mesures appropriées :
a) pour localiser un enfant déplacé ou retenu illicitement ;
b) pour prévenir de nouveaux dangers pour l'enfant ou des préjudices pour les parties concernées, en
prenant ou faisant prendre des mesures provisoires ;
c) pour assurer la remise volontaire de l'enfant ou faciliter une solution amiable ;
d) pour échanger, si cela s'avère utile, des informations relatives à la situation sociale de l'enfant ;
e) pour fournir des informations générales concernant le droit de leur Etat relatives à l'application de la
Convention ;
f) pour introduire ou favoriser l'ouverture d'une procédure judiciaire ou administrative, afin d'obtenir le
retour de l'enfant et, le cas échéant, de permettre l'organisation ou l'exercice effectif du droit de visite ;
g) pour accorder ou faciliter, le cas échéant, l'obtention de l'assistance judiciaire et juridique, y compris
la participation d'un avocat ;
h) pour assurer, sur le plan administratif, si nécessaire et opportun, le retour sans danger de l'enfant ;
i) pour se tenir mutuellement informées sur le fonctionnement de la Convention et, autant que possible,
lever les obstacles éventuellement rencontrés lors de son application ».
234
التنازع في قانكنو عف قاعدة اإلسناد التي نظمت مسألة الحضانة ،كاذا لـ تكجد كجب
عميو عندئذ التكسع في تحديد مفيكـ الفئة المسندة حتى يتمكف مف إعطاء الكصؼ
القانكني المناسب؛ كبالتالي تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ ،1كتطبيقا لممادة 09مف
القانكف المدني الجزائرم يمتزـ القاضي الجزائرم بالقانكف الجزائرم بمفيكمو الكاسع
في تحديد الكقائع كتكييفيا بغية إسنادىا إلى ضابط اإلسناد الذم يشير إلى القانكف
الكاجب التطبيؽ.
كتتفؽ القكانيف الداخمية المغاربية عمى إسناد الحضانة لممرأة كمبدأ عاـ،2
إال أف ىناؾ مقتضيات أخرل مف شأنيا أف تسقط حؽ األـ في الحضانة كما ىك
الشأف في حالة زكاج المرأة بعد طبلقيا مف غير قريب محرـ ،3أك إذا كانت غير
مسممة .4أك إذا غادرت مكاف إقامة األب.5
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.275 -274
2
تنص المادة 64من قانون األسرة الجزابري على ما ٌلً ":األم أولى بحضانة ولدها ،ثم األب ،ثم الجدة ألم ،ثم الجدة ألب ،ثم
الخالة ،ثم العمة ،ثم األقربون درجة مع مراعاة مصلحة المحضون فً كل ذلك ،وعلى القاضً عندما ٌحكم بإسناد الحضانة أن ٌحكم
بحق الزٌارة".
3
تنص المادة 66من قانون األسرة الجزابري على أنهٌ ":سقط حق الحاضنة بالتزوج بؽٌر قريب محرم ،وبالتنازل ما لم ٌضر
بمصلحة المحضون" .وفً هذا السٌاق أٌضا نصت المادة 174من مدونة األسرة المؽربٌة على أنه ":زواج الحاضنة ؼٌر األمٌ ،سقط
حضانتها إال فً الحالتٌن اآلتٌتٌن:
-1إذا كان زوجها قرٌبا محرما أو ناببا شرعٌا للمحضون،
-2إذا كانت ناببا شرعٌا للمحضون.
4
تنص المادة 67من قانون األسرة الجزابري على أنه ":تسقط الحضانة باختبلل أحد الشروط المنصوص علٌها فً المادة 62
أعبله".
وال ٌمكن لعمل المرأة أن ٌشكل سببا من أسباب سقوط الحق عنها فً ممارسة الحضانة" .ومن بٌن هذه الشروط تربٌة الولد على دٌن
أبٌه.
5
حٌث نص الفصل 61من مجلة األحوال الشخصٌة التونسٌة على ما ٌلً ":إذا سافرت الحاضنة سفر نقلة مسافة ٌعسر معها على
الولً القٌام بواجباته نحو منظوره سقطت حضانتها".
6
وفً هذا ،تنص المادة 1/9من اتفاقٌة حقوق الطفل على ما ٌلً ":تضمن الدول األطراؾ عدم فصل الطفل عن والدٌه على كره
منهما ،إال عندما تقرر السلطات المختصة ،رهنا بإجراء إعادة نظر قضابٌة ،وفقا للقوانٌن واإلجراءات المعمول بها ،أن هذا الفصل
ضروري لصون مصالح الطفل الفضلى وقد ٌلزم مثل هذا القرار فً حالة معٌنة مثل حالة إساءة الوالدٌن معاملة الطفل أو إهمالهما له،
أو عندما ٌعٌش الوالدان منفصلٌن وٌتعٌن اتخاذ قرار بشؤن محل إقامة الطفل"...
235
القكاعد التمييزية قد تككف عرضة لبلستبعاد مف قبؿ المحاكـ األجنبية كسيرفض
القضاء األكركبي تذييميا بالصيغة التنفيذية لتعارضيا مع النظاـ العاـ.1
كفي رأينا ،أنو ال يجب االنسياؽ كالجرم كراء المبادئ التي تضمنتيا
كحضرتنا
ا المكاثيؽ الدكلية كالقانكف الدكلي الخاص المقارف بما يتعارض مع ىكيتنا
فالطبلؽ كالحضانة كغيرىا مف اآلثار ىي مف صميـ المكاضيع الكثيقة الصمة بحالة
األشخاص؛ ككما ىك معركؼ فإف األفراد يرغبكف دائما في خضكع أحكاليـ
الشخصية لقكانيف مستمدة مف ديانتيـ.
إف مسألة تكحيد قكاعد التنازع في مسائؿ األحكاؿ الشخصية ليست باألمر
اؿسيؿ بسبب اختبلؼ مرجعيات الدكؿ في سف قكانيف أحكاليا الشخصية ،كما يزيد
األمكر تعقيدا أف االختبلؼ التشريعي قد يككف داخؿ المجمكعة القانكنية الكاحدة مثؿ
القانكف التكنسي كقكانيف األحكاؿ الشخصية العربية.
كتفاديا ليذا االختبلؼ ،يجب السعي نحك إبراـ اتفاقيات التعاكف القضائي
الثنائية أك الجماعية مف أجؿ التقميؿ مف صعكبات تطبيؽ قاعدة اإلسناد خصكصا
في مجاؿ األحكاؿ الشخصية .كال يمكف أف ننسى ىنا أيضا دكر تقنية الدفع بالنظاـ
العاـ -المعركفة كالمقبكلة االستعماؿ في القانكف الدكلي الخاص المقارف -في
استبعاد القانكف األجنبي كبالتالي ضماف احتراـ القيـ الحضارية كالسياسة التشريعية
لكؿ دكلة.2
1
انظر ،خالد برجاوي ،المرجع السابق ،ص.218 -217
2
انظر ،خالد برجاوي،المرجع السابق ،ص.234 -231
236
الفرع الثالث
لقد تعددت اآلراء في حالة اختبلؼ جنسية الزكجيف حكؿ تحديد القانكف
الذم يحكـ الحضانة بيف مؤيد لتطبيؽ القانكف الذم يحكـ آثار الزكاج ،كمؤيد لتطبيؽ
القانكف المطبؽ عمى عديمي األىمية ،كاف كانت أغمب التشريعات تميؿ إلى إخضاع
الحضانة لمقانكف الذم يحكـ آثار الطبلؽ ،1كقد تعددت اآلراء الفقيية بشأف ترجيح
القانكف الشخصم ألحد أطراؼ الحضانة عمى غيره مف القكانيف ذات الصمة بالنزاع.
كسنعرض ليذه االتجاىات فيما يمي:
مكيؼ أنصار ىذا االتجاه الحضانة ضمف آثار الزكاج .كليذا كجب
إخضاعيا لقانكف جنسية الزكج كقت انعؽاد الزكاج .كىذا راجع لككف الحضانة مظير
أساسي مبلزـ لكالية األبكيف عمى نفس كماؿ الصغير.2
يرل مؤيدك ىذا االتجاه بأف الحضانة أثر مف آثار الطبلؽ أك التطميؽ أك
االنفصاؿ .كال يمكف أف تخضع لمقانكف الذم يحكـ آثار الزكاج ما داـ أف العبلقة
الزكجية انتيت ،كبالتالي تخضع الحضانة لمقانكف الذم يحكـ آثار الطبلؽ .3كىذا ما
يكجب إخضاعيا لقانكف جنسية الزكج كقت رفع الدعكل عمبل بنص المادة 2/12
مف القانكف المدني الجزائرم كالمادة 2/13مف القانكف المدني المصرم.
1
انظر ،خالد برجاوي نفس المرجع ،ص.217
2
انظر ،أحمد مسلم ،موجز القانون الدولً الخاص ،ص ،228مقتبس عن صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق،
ص.350
3
انظر ،جلٌلة درٌسي ،إشكالٌة الحضانة فً الزواج المختلط ،دار القلم للطباعة والنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،2010 ،ص.27
237
االتجاه الثالث :إخضاع الحضانة لقانوف الموطف العادي والفعمي لمطفؿ:
ظير ىذا االتجاه في القانكف االنجميزم ،كيقضي بأف القانكف الذم يحكـ
مسائؿ الحضانة ذات العنصر األجنبي ىك قانكف المكطف العادم كالمألكؼ إلقامة
الطفؿ المحضكف كيمكف لمقاضي االستدالؿ عميو مف خبلؿ بعض العناصر مثؿ
عائمة الطفؿ كالمدرسة التي يدرس فييا.1
االتجاه الرابع :إخضاع الحضانة لمقانوف األصمح لحماية الطفؿ وتأميف رعايتو:
حسب ىذا الرأم تخضع الحضانة لمقانكف األصمح لحماية الطفؿ كتأميف
رعايتو سكاء كاف ىذا القانكف ىك قانكف جنسية الزكج كؽت رفع دعكل الطبلؽ .أك
قانكف جنسية الدكلة التي ينتمي إلييا الطفؿ بجنسيتو .كما يبرر الفرض األكؿ أف
مشكمة الحضانة ال تثكر إال عندما تنحؿ رابطة الزكاج .كفي تطبيؽ الفرض الثاني:
يككف الطفؿ ىك مركز الثقؿ كالخطكرة في المركز القانكني الجديد بخصكصو .كعميو
تراعى عندئذ مصمحة الصغير البحتة.2
كلقد خص المشرع التكنسي الحضانة بنص خاص حدد لنا فيو القانكف
الكاجب التطبيؽ عمى الحضانة ،حيث نص في الفصؿ 50مف مجمة القانكف الدكلي
الزكجية
ّد الخاص عمى أنو ":تخضع الحضانة لمقانكف الذم كقع بمقتضاه حؿ الرابطة
مقره.
أك القانكف الشخصي لمطفؿ أك قانكف ّد
كيطبؽ القاضي القانكف األفضؿ لمطفؿ" .كيضاؼ إلى ذلؾ أيضا المشرع الككيتي
ّد
الذم نص عمى قاعدة إسناد خاصة بالحضانة ،حيث جاء في المادة 43مف قانكف
1
مقتبس عن صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.358
2
انظر ،أحمد عبد الكرٌم سبلمة ،المرجع السابق ،ص ،849 -848مقتبس عن صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع
السابق ،ص.360 -359
238
تنظيـ العبلقات القانكنية ذات العنصر األجنبي ما يمي ":يسرم قانكف جنسية األب
في الكالية عمى النفس كفي الحضانة".
إف أكبر المشكبلت التي تترتب عمى الزكاج المختمط بيف جزائرم كأجنبية
ىك مشكمة الحضانة في حالة انحبلؿ ىذا الزكاج .كطبقا لممادة 64فإف األـ األجنبية
تككف أكلى بالحضانة إذا كانت مقيمة بالجزائر أما إذا كانت تقيـ بالخارج فيسقط
عنيا حؽ الحضانة ألف الكلد يجب أف تتـ تربيتو عمى ديف أبيق.1
إف حؽ الحضانة لؤلـ األجنبية مقيد بتربية الكلد عمى ديف أبيو كبحؽ
الزيارة .كاذا كاف الكالداف يقيماف معا في الخارج ،فبل يثكر أم إشكاؿ فيما يخص
تربية األكالد عمى ديف أبييـ كحؽ الزيارة .2كفي ىذا الصدد صدر قرار عف المجمس
األعمى جاء في حيثياتو ما يمي:
1
انظر ،علٌوش قبوع كمال ،المرجع السابق ،ص.240
2
بخصوص هذا الحق اعتبرت المحكمة العلٌا زٌارة الوالد البنه المحضون عند ؼٌره ،حق له وؼٌر مرتبطة بسن معٌنة ،المحكمة
العلٌا ،غ.أ.ش ،2006/01/04ملؾ رقم ،350942مجلة المحكمة العلٌا ،العدد األول ،2006 ،ص.455
239
" ليس مف المعقكؿ حينما يككف الكالداف يعيشاف ببمد أجنبي أف تككف حضانة
أكالدىما بالجزائر ،فالمجمس األعمى أخذ مبدأ في الحضانة كقرر أف تسند ألحد
األبكيف الذم يسكف بالجزائر سكاء كاف أما أك أبا كالحاؿ أنيما يسكناف معا بفرنسا
فتطبؽ في القضية القكاعد الشرعية المعركفة في الحضانة كتككف حيث يقيماف
بفرنسا أك غيرىما مف الدكؿ األجنبية".1
" ما داـ الكالداف يقيماف معا بفرنسا ...كما دامت الحاضنة قد طالبت اإلقامة
بالمحضكف في فرنسا ...كما داـ األب لـ يعارض في إقامة ابنو خارج الجزائر ؿؾكنو
يقيـ ىك نفسو بفرنسا ،فإف ذلؾ يتطمب تقدير مكاف الحضانة كتحديد مبالغ النفقة
طبقا لطمبات األطراؼ كظركؼ المعاش بالبمد الذم تمارس فيو كحالة الطرفيف،
الشيء الذم كاف عمى القضاة مراعاتو قبؿ أم شرط.
فالقرار المطعكف فيو بقضائو كما فعؿ لـ يمتزـ فيو قضائو ،بأحكاـ المكاد76
ك 78 ،77ك 79مف قانكف األسرة فاستحؽ النقض الجزئي".2
240
كعميو ما ذىب إليو الـ جمس لمكافقتو عمى الحكـ الرافض لطمب كضع
الصيغة التنفيذية عمى الحكـ أك القرار األجنبي المستدؿ بمقتضاىما حضانة البنتيف
ألميما المقيمة بفرنسا كاف عمى صكاب ،فإبقاء البنتيف بفرنسا يغير مف اعتقادىما
ضبل عف
كيبعدىما عف دينيما كمف عادات قكميما ،كيمس بقكاعد النظاـ العاـ ،ؼ
ذلؾ أف األب لو الحؽ في الرقابة كابعادىما عنو يحرمو مف ىذا الحؽ ،كمف ثـ
النعي عف القرار بما كرد في السبب غير المعقكؿ".1
إذا رجعنا إلى نص المادة 62مف قانكف األسرة الجزائرم نجدىا تشترط أف
تككف تربية االبف عمى ديف أبيو ،كبيذا يككف المشرع الجزائرم قد تجنب المخاطر
التي قد تترتب عف تطبيؽ مبدأ حرية اختيار ديف الطفؿ المحضكف ،فالكلد كىك في
سف صغيرة ال يمكنو اختيار الديف الذم يعتنقو ،كمف ثـ يككف عميو لزاما طاعة
كالديو ،ثـ إف مراعاة المبدأ القاضي بعدـ زكاج المسممة بغير المسمـ يترتب عميو أف
يككف األطفاؿ الناجميف عف زكاج مختمط مسمميف بصفة تمقائية.2
إف االعتداد بالحالة الدينية لممارسة الحضانة نتج عنو مشكبلت قانكنية
كسياسية كاجتماعية كنفسية ،كىذا بسبب االختبلؼ المكجكد بيف القانكف الشخصي
لؤلب كالقانكف الشخصي لؤلـ كالقانكف الشخصي لمطفؿ ،كتفاديا ليذه اإلشكاالت
لجأت بعض الدكؿ الغربية كفرنسا كاسبانيا إلى إبراـ معاىدات ثنائية مع بعض دكؿ
المغرب العربي.3
1
انظر ،المجلس األعلى ،1990/01/28 ،المجلة القضابٌة ،1990 ،العدد ،04ص.74
2
انظر ،حمٌدو زكٌة ،مصلحة المحضون فً القوانٌن المؽاربٌة لؤلسرة (دراسة مقارنة) ،رسالة دكتوراه ،كلٌة الحقوق ،جامعة أبو
بكر بلقاٌد -تلمسان ،السنة الجامعٌة ،2005/2004ص.298 -297
3
انظر ،محمد الشافعً ،المرجع السابق ،ص.134
241
الحضاف يسقط بسبب بعد
ة كعبلكة عمى ىذا ،فإف حؽ األـ األجنبية في
المسافة بيف الحاضنة كمف يممؾ حؽ الزيارة ،كىذا ما يستخمص مف حيثيات قرار
المحكمة العميا التالي:
" كحيث أف مف أسباب سقكط الحضانة عف األـ كاسنادىا إلى األب كفقا ألحكاـ
الشريعة اإلسبلمية كقانكف األسرة ،كيعكد إلى أف أألـ تقيـ بفرنسا كاألب مقيـ بالجزائر
كيتعذر في ىذه الحالة عمى األب اإلشراؼ عمى أكالده المقيميف مع أميـ ككذا حقو
في الزيارة لبعد المسافة".1
كاضافة إلى ىذه الحمكؿ التشريعية كالقضائية تكجد بعض االتفاقيات الدكلية
الجماعية كالثنائية التي أبرمت في ىذا المجاؿ ،كتقدـ حمكال مف شأنيا تذليؿ
الصعكبات العممية التي يثيرىا مكضكع حضانة األكالد الناجميف عف زكاج مختمط.
كفي ىذا الصدد فقد أبرمت الجزائر اتفاقية ثنائية 2مع فرنسا خاصة بأكالد الزكجيف
المختمطيف كالمتفرقيف .كقد تضمنت ىذه االتفاقية بعض اإلجراءات التي مف شأنيا
دعـ التعاكف القضائي ،كتحقيؽ حماية أحسف لؤلطفاؿ الناجميف عف الزكاج المختمط.
حيث نصت المادة الثانية مف االتفاقية عمى مايمي ":يجب عمى السمطة المركزية في
إحدل الدكلتيف أف تتخذ ،بناء عمى طمب السمطة المركزية في الدكلة األخرل ،جميع
اإلجراءات المبلئمة لما يأتي:
ب) تقديـ المعمكمات المتعمقة بحالة الطفؿ االجتماعية أك المتعمقة بإجراء قضائي
يخصو ال سيما إرساؿ نسخة مف األحكاـ القضائية الصادرة في شأنو.
1
انظر ،المحكمة العلٌا ،1995/11/21 ،نشرة القضاة ،العدد ،52ص.102
2
انظر ،مرسوم رقم 144 -88مإرخ فً ٌ 26ولٌو ٌ 1988تضمن المصادقة على االتفاقٌة بٌن حكومة الجمهورٌة الجزابرٌة
وحكومة الجمهورٌة الفرنسٌة ،المتعلقة بؤطفال األزواج المختلطٌن الجزابرٌٌن والفرنسٌٌن فً حالة االنفصال ،المبرمة فً الجزابر فً
ٌ 21ونٌو .1988الجرٌدة الرسمٌة ،1988 ،العدد ،30ص.1097
242
ج) تسييؿ إيجاد أم حؿ كدم يضمف تسميـ الطفؿ أك قيامو بزيارة.
" يتعيد الطرفاف بضماف ممارسة حؽ الزيارة فعبل لؤلزكاج الذيف ىـ في حالة
االنفصاؿ ،داخؿ حدكد أحد البمديف كفيما بيف حدكدىا".
" يتعيد الطرفاف المتعاقداف بضماف عكدة الطفؿ الفعمية إلى البمد الذم غادره بعد
انتياء الزيارة فيما بيف حدكدىما".
" تعد األحكاـ القابمة لمتنفيذ أك التي صدر أمر تنفيذىا حسب الحالة ،رخصة
لمخركج مف التراب الكطني".
لقد حاكلت ىذه االتفاقية حؿ مشكبلت الزكاج المختمط المبرـ بيف الجزائرييف
كالفرنسييف ،كالذم في الغالب تككف فيو األـ فرنسية .كيبلحظ بأف ىذه االتفاقية قد
كضعت مصمحة الطفؿ فكؽ كؿ اعتبار .كمع ذلؾ فإف االختصاص القضائي غالبا
ما ينعقد لمقضاء الفرنسي استنادا إلى مكطف الزكجية المشتركة .كىذا األخير يأخذ
غالبا بالمصمحة المادية لممحضكف .كليذا فإف حسـ ىذه المشاكؿ يككف بكضع قاعدة
243
إسناد خاصة يدرج فييا االختصاص التشريعي لمقانكف الشخصي لمطفؿ ،كال يستبعد
ىذا القانكف إال إذا كاف يتعارض مع مصالحو.1
كيدخؿ ضمف ىذا السياؽ أيضا ما نصت عميو االتفاقية الثنائية المبرمة بيف
المممكة المغربية 2كالمممكة االسبانية بشأف التعاكف القضائي كاالعتراؼ كتنفيذ
المقررات القضائية في مادة الحضانة كحؽ الزيارة كارجاع األطفاؿ .فقد نصت المادة
األكلى عمى ما يمي ":يتعمؽ مكضكع ىذه االتفاقية بما يمي:
أ) ضماف رجكع األطفاؿ المنقكليف أك المحتفظ بيـ بصفة غير قانكنية في إحدل
الدكلتيف المتعاقدتيف؛
ب) الحصكؿ عمى االعتراؼ بالمقررات القضائية المتعمقة بالحضانة كحؽ اؿزيارة
الصادرة فكؽ تراب إحدل الدكلتيف المتعاقدتيف كتنفيذىا فكؽ تراب الدكلة األخرل؛
1-يمكف تكجيو الطمب الرامي إلى تنظيـ أك حماية ممارسة حؽ الزيارة إلى السمطة
المركزية؛
1
انظر ،فتٌحة ٌوسؾ ،مدى الحماٌة القانونٌة للطفل فً القانون الدولً الخاص ،مجلة العلوم القانونٌة واإلدارٌة ،جامعة أبو بكر بلقاٌد،
تلمسان ،2005 ،العدد ،03ص.197 -196
2
انظر ،ظهٌر شرٌؾ رقم 1.99.113صادر فً 13ماي 1999بنشر االتفاقٌة الموقعة فً 30ماي 1997بمدرٌد بٌن المملكة
المؽربٌة والمملكة اإلسبانٌة بشأن التعاون القضابً واالعتراؾ وتنفٌذ المقررات القضابٌة فً مادة الحضانة وحق الزٌارة وإرجاع
األطفال ،الجرٌدة الرسمٌة رقم 4700الصادرة بتارٌخ ٌ 17ونٌو ،1999ص.1544
244
2-يتـ االعتراؼ بمقتضيات المقرر القضائي المتعمؽ بحؽ الزيارة كتنفيذىا ضمف
نفس الشركط المتطمبة في الق اررات المتعمقة بحؽ الحضانة؛
أ) باتخاذ أك العمؿ عمى اتخاذ -قدر اإلمكاف -التدابير المبلئمة مف أجؿ إزالة
العراقيؿ التي تحكؿ دكف ممارسة حؽ الزيارة ممارسة ىادئة؛
ب) بالعمؿ -عند االقتضاء -عمى إحالة الدعكل عمى المحكمة المختصة قصد
تنظيـ أك حماية حؽ الزيارة ،كيمكف ليذه المحكمة أف تحدد طرؽ الشركع فييا كفي
ممارستيا؛
ج) بالعمؿ عند االقتضاء عمى إحالة الدعكل عمى المحكمة المختصة قصد البت في
حؽ الزيارة ،بناء عمى طمب الشخص المدعي ليذا الحؽ ،إذا لـ يكف قد تـ البت في
ىذا الحؽ أك إذا سبؽ رفض االعتراؼ بالمقرر القضائي المتعمؽ بالحضانة كتنفيذه".
كمف االتفاقيات المبرمة أيضا في ىذا اإلطار نجد االتفاقية المبرمة بيف
القضائي1 م فرنسا تتعمؽ بحالة األشخاص كاألسرة كالتعاكف
المممكة المغربية كجميكر ة
حيث جاء في الفصؿ التاسع مايمي ":ينحؿ الزكاج كفقنا لقانكف إحدل الدكلتيف التي
ينتمي إلييا الزكجاف يكـ تقييد الطمب.
يطبؽ في الفرقة – إذا كاف أحد الزكجيف مغربيا كاآلخر فرنسيا ساعة تقييد الطمب –
قانكف الدكلة التي يقع بيا مكطف الزكجيف المشترؾ أك آخر مكطف مشترؾ ليما".
1
انظر ،ظهٌر شرٌؾ رقم 1.83.197صادر فً 11من ربٌع األول 14( 1407نوفمبر )1986بنشر االتفاقٌة المتعلقة بحالة
األشخاص واألسرة وبالتعاون القضابً بٌن المملكة المؽربٌة والجمهورٌة الفرنسٌة الموقعة بالرباط فً 10أؼسطس .1981الجرٌدة
الرسمٌة عدد 3910الصادرة بتارٌخ 7أكتوبر ،1987ص .931
245
كينص الفصؿ العاشر عمى أنو ":تطبؽ قكاعد تنازع القكانيف المقررة في الفصؿ
السابؽ عمى اآلثار الشخصية الناتجة عف الفرقة.
تطبؽ عمى اآلثار المتعمقة بحضانة األطفاؿ كالنفقة المستحقة مقتضيات الباب الثالث
مف ىذه االتفاقية".
كما شممت االتفاقية أيضا بعض األحكاـ التفصيمية المتعمقة بالحضانة كحؽ
الزيارة ،حيث نص الفصؿ التاسع عشر عمى أنو ":تمتزـ الدكلتاف عف طريؽ المعاممة
م ممارسة حؽ
بالمثؿ بأف تضمنا فكؽ ترابيما كتحت مراقبة سمطتيما القضائية حر ة
الحضانة عمى طفؿ قاصر مع التقيد فقط بمصمحة دكف أم اعتبار آخر مستمد مف
قانكنيما الداخمي ككذا بحرية ممارسة حؽ الزيارة .كتمتزـ كؿ منيما عف طريؽ التبادؿ
بحسف تنفيذ األحكاـ الصادرة في الدكلة األخرل في ىذا الميداف".
كمف اآلليات التي سعت الدكؿ إلى تبنييا لمعالجة المشكبلت الناجمة عف
حضانة األطفاؿ المكلكديف مف زيجات مختمطة لجنة التعاكف الدكلي التي أنشأتيا
مصر بشأف ىذه المنازعات .كتضـ في عضكيتيا بعض رجاؿ القضاء كممثميف عف
ك ازرات الداخمية كالخارجية كدار اإلفتاء ،كتعكؼ ىذه المجنة عمى دراسة ممفات
الـ نازعات المتعمقة بحضانة األطفاؿ المكلكديف مف زيجات مختمطة بغية تسكيتيا
كديا كايجاد الحمكؿ ليا كفقا لما تقضي بو أحكاـ التشريع المصرم كاالتفاقيات الدكلية
في الصدد.1
1
انظر ،البشري الشوربجً ،مشكبلت الزواج المختلط ومعالجتها تشرٌعٌا ،صwww.eastlaws.com،11
246
حيث جاء فييا ما يمي ":تتعاكف السمطات المركزية لمدكلتيف المتعاقدتيف في الحاالت
اآلتية:
أكالن -البحث عف األطفاؿ(الصغار) الذيف ينقمكف إلى داخؿ حدكد أم منيما بسبب
النزاع الناشئ عف حضانتيـ.
ثانيان -تزكيد الطرؼ المتعاقد اآلخر بالمعمكمات التي يطمبيا كالمتعمقة بالحالة المادية
كالمعنكية ليؤالء األطفاؿ(الصغار).
رابعان -اتخاذ ما يمزـ مف إجراءات أماـ السمطة القضائية لتسكية ما ينشأ مف نزاع
حكؿ الحضانة كحؽ الزيارة(الرؤية)".1
لقد تتردد القضاء في مصر بيف اعتبار الحضانة في حكـ الكالية ،2كبيف
اعتبارىا مف آثار الزكاج أك مف آثار الطبلؽ .كيرل الدكتكر عزالديف عبد اهلل" ...أف
ىذه المسألة تدخؿ ضمف حقكؽ األكالد كعبلقاتيـ بالكالديف ،فالحضانة ىي المرحمة
األكلى مف مراحؿ الكالية عمى النفس ،كلذلؾ يفضؿ إخضاعيا لقانكف جنسية
األب".3
1
انظر ،ظهٌر شرٌؾ رقم 1.99.9صادر فً 10ربٌع األول ٌ 24( 1420ونٌو )1999بنشر اتفاقٌة التعاون القضابً فً مجال
األحوال الشخصٌة وحالة األشخاص الموقعة بالقاهرة فً 2صفـر 27( 1419ماي )1998بٌن المملكة المؽربٌة وجمهورٌة مصر
العربٌة ،الجرٌدة الرسمٌة عدد ،4718بتارٌخ 19ؼشت ، 1999ص.2093
2
انظر ،محكمة القاهرة االبتدابٌة ،1952/11/03 ،مقتبس عن عزالدٌن عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.331
3
انظر ،عزالدٌن عبد هللا ،المرجع السابق ،ص.332 -331
247
إف القانكف الذم يحكـ تنظيـ الحضانة ،يجب أف يراعي بصفة كبيرة الطبيعة
الخاصة لمحضانة ،كىذا يقتضي منا تحديد مركز الثقؿ في العبلقة لتحديد ضابط
اإلسناد المناسب .كاعتبا ار أف قانكف جنسية الطفؿ ىك القانكف األقرب إلى تحقيؽ
مصمحتو ،فإننا نضـ صكتنا إلى اآلراء التي ترجح كضع قاعدة إسناد يككف ضابط
اإلسناد مستمدا فييا مف جنسية الطفؿ .كيككف كقت االعتداد بجنسية الطفؿ ىك كقت
رفع دعكل الحضانة.1
الفرع الرابع
سبؽ كأف بينا أف تحديد المسائؿ المكضكعية التي تدخؿ في نطاؽ القانكف
الذم يحكـ الحضانة مسألة يحكميا التكييؼ الذم يخضع لقانكف القاضي .كمف أمثمة
ىذه المسائؿ :تحديد الشركط التي يجب تكافرىا في الحاضف ،مراتب الحاضنيف،
أسباب سقكط الحضانة .كنعرض فيما يمي إلى بعض ىذه المسائؿ:
مف الحقكؽ اليامة التي يتكلى تنظيميا القانكف الذم يحكـ الحضانة حؽ كالد
المحضكف في زيارة المحضكف كرؤيتو .كيقيد ىذا الحؽ حركة الحاضنة األجنبية في
السفر بالمحضكف إلى دكلة أجنبية أخرل حتى ال يعيؽ ذلؾ حؽ األب في زيارة
أبنائو كرعايتيـ.2
كمع ذلؾ ،كفي الكثير مف الحاالت يمجأ الكالد الذم ليس لو الحؽ في
الحضانة إلى خطؼ المحضكف كنقمو إلى بمد آخر .كتفاديا لمثؿ ىذه المشكبلت
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.369 -361
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،مشكبلت حضانة األطفال فً زواج األجانب ،المرجع السابق ،ص.116 -115
248
أبرمت العديد مف االتفاقيات الدكلية التي أكدت عمى حؽ الطفؿ في االستقرار أثناء
فترة حضانتو كاعادتو إلى مكطنو المعتاد .كمف ىذه االتفاقيات نذكر :اتفاقية
نيكيكرؾ 1لحقكؽ الطفؿ المبرمة في سنة .1989كاتفاقية الىام لمقانكف الدكلي
الخاص بشأف الجكانب المدنية لمخطؼ الدكلي لؤلطفاؿ المكقعة في 25أكتكبر
.21980
كعمى صعيد االتفاقيات الثنائية نجد االتفاقية المبرمة بيف المممكة المغربية
ك المممكة االسبانية بشأف التعاكف القضائي كاالعتراؼ كتنفيذ المقررات القضائية في
مادة الحضانة كحؽ الزيارة كارجاع األطفاؿ ،حيث فصت المادة 7مف ىذه االتفاقية
عمى ما يمي":
يعتبر نقؿ طفؿ مف تراب دكلة متعاقدة (الدكلة الطالبة) إلى تراب الدكلة المتعاقدة
األخرل (الدكلة المطمكبة) غير مشركع كتأمر السمطة القضائية عندئذ بإرجاعو فك ار
كذلؾ:
أ) -إذا كقع النقؿ خرقا لمقرر قضائي صدر حضكريا كأصبح قاببل لمتنفيذ فكؽ
تراب الدكلة الطالبة ككاف الطفؿ عند تقديـ طمب اإلرجاع لو محؿ إقامة اعتيادية فكؽ
تراب ىذه الدكلة؛
-إذا كاف الطفؿ كأبكاه كقت النقؿ يحممكف جنسية الدكلة الطالبة كحدىا.
1
حٌث نصت المادة 11من اتفاقٌة حقوق الطفل على ماٌلً -1 ":تتخذ الدول األطراؾ تدابٌر لمكافحة نقل األطفال إلى الخارج وعدم
عودتهم بصورة ؼٌر مشروعة.
-2وتحقٌقا لهذا الؽرض تشجع الدول األطراؾ عقد اتفاقات ثنابٌة أو متعددة األطراؾ أو االنضمام إلى اتفاقات قابمة" .انظر ،اتفاقٌة
حقوق الطفل التً صادقت علٌها الجزابر بموجب المرسوم الرباسً رقم 461 -92المإرخ فً ،1992/12/19الجرٌدة الرسمٌة لسنة
،1992العدد ،91ص.2321
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدين ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.375 -374
249
ب) إذا كقع خرؽ لحؽ الحضانة الممنكح لؤلب كحده أك لؤلـ كحدىا بمقتضى قانكف
الدكلة التي ينتمي إلييا الحاضف أك الحاضنة؛
ج) إذا كاف النقؿ مخالفا التفاؽ مبرـ بيف الطرفيف المعنييف كمصادؽ عميو مف طرؼ
سمطة قضائية تابعة إلحدل الدكلتيف المتعاقدتيف".1
تخضع أجرة الحضانة لمقانكف الذم يحكـ تنظيـ الحضانة .كلكف ينبغي أف
نميز ىنا بيف أجرة الحضانة كغيرىا مف الحقكؽ المالية المقررة عمى عاتؽ كالد
المحضكف لمحاضنة .كيفرؽ الفقو في ىذا الصدد بيف أجرة الرضاع الذم يمكف أف
تقكـ بو األـ أك غيرىا مف النساء المرضعات ،كنفقة المحضكف التي تشمؿ مأكمو
كمشربو كممبسو ،كأجرة الحضانة التي تتمثؿ في المقابؿ المادم الذم تستحقو
الحاضنة نظير رعاية الطفؿ المحضكف.2
1
انظر ،ظهٌر شرٌؾ رقم 1.99.113صادر فً 13ماي 1999بنشر االتفاقٌة الموقعة فً 30ماي 1997بمدرٌد بٌن المملكة
المؽربٌة والمملكة االسبانٌة بشؤن التعاون القضابً واالعتراؾ وتنفٌذ المقررات القضابٌة فً مادة الحضانة وحق الزٌارة وإرجاع
األطفال ،الجرٌدة الرسمٌة رقم 4700الصادرة بتارٌخ ٌ 17ونٌو ،1999ص.1544
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،تنازع القوانٌن ،المرجع السابق ،ص.377 -376
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،المرجع السابق ،ص.392 -391
4
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،مشكبلت حضانة األطفال فً زواج األجانب ،المرجع السابق ،ص.140
250
كلكف في حاالت أخرل ،يستبعد القانكف األجنبي لمخالفتو النظاـ العاـ في
مادة الحضانة ،كيحؿ قانكف القاضي محمو كما لك تـ االتفاؽ بيف كالدم الطفؿ عمى
تنازؿ أحدىما لآلخر بما يضر بمصمحة المحضكف .1أك إذا كاف القانكف األجنبي
يتضمف تميي از ضد األـ في ترتيب استحقاؽ الحضانة بالنظر إلى جنسيا كامرأة.2
كثمة مشكمة أخرل تتعمؽ بتحديد القانكف الذم يحكـ أىمية كمية مف
الحاضف كالمحضكف كما إذا كانت ىذه المسألة تدخؿ ضمف نطاؽ القانكف الكاجب
التطبيؽ عمى الحضانة ،أـ تسرم عمييا القكاعد العامة الخاصة باألىمية؟
تعتبر قضية تحديد ما يعد مف األىمية مسألة تكييؼ يحكميا قانكف القاضي
كألف قكاعد التنازع لـ تعالج المسألة بنص خاص يتعيف الرجكع إلى القكاعد العامة
في ىذا الشأف ،إال أف الدكتكر صبلح الديف جماؿ الديف يرل بأف أىمية الحاضف
تتحد بأىمية الزكاج كليس باألىمية العامة .كيترتب عمى ذلؾ أف القانكف الذم يحكميا
ليس ىك القانكف الشخصي الذم نصت عميو المادة 10مف القانكف المدني الجزائرم
أك المادة 11مف القانكف المدني المصرم ،كانما ىك القانكف الذم يحكـ األىمية
المتطمبة إلبراـ الزكاج .ككفقا لبلتجاه الفقيي الغالب تدخؿ أىمية الزكاج ضمف
الشركط المكضكعية لمزكاج؛ كبالتالي تخضع لمقانكف الكطني لكؿ مف الزكجيف.
1
تنص المادة 66من قانون األسرة الجزابري على ما ٌلًٌ ":سقط حق الحاضنة بالتزوج بؽٌر قرٌب محرم ،وبالتنازل ما لم ٌضر
بمصلحة المحضون".
2
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،المرجع السابق ،ص.135-134
3
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،المرجع السابق ،ص.316 -313
251
إف ما يعد مف شركط األىمية ىك ما يدخؿ في نطاؽ القانكف الكاجب
التطبيؽ بالنسبة لكؿ مف أىمية الحاضف كالمحضكف ،لكف ىذا القانكف يستبعد مف
التطبيؽ في حالة مخالفة النظاـ العاـ في مسائؿ األىمية لمحضانة .خصكصا أنو ال
يكفي لصبلحية الحاضف بمكغو سنا معينة فقط .إذ تتأثر أىمية الحاضف لمحضانة
بديانة كؿ مف الحاضف كالمحضكف كما سيتضح مف خبلؿ ما يمي:
-1أثر اختالؼ الديف عمى األىمية لمحضانة :يستبعد القانكف األجنبي الذم تشير
إليو قاعدة اإلسناد في قانكف القاضي في البمداف اإلسبلمية ،لتعارضو مع النظاـ
العاـ في ىذه الدكؿ الذم يشترط اتحاد الديف بيف الحاضف كالمحضكف.
-2أثر تغيير الديف :يؤثر قياـ أحد أطراؼ الحضانة بتغيير ديانتو عمى أىميتو
لمحضانة فيصبح أىبل لمحضانة أك يزكؿ حقو في ذلؾ ،كليذا تنتفي أىمية المرأة
ككنيا غير أمينة عمى دينيا يجعميا
لمحضانة بسبب ارتدادىا عف الديف اإلسبلمي ،ؼ
غير أمينة عمى المحضكف.1
لقد رأينا أف الطبلؽ يخضع لقانكف جنسية الزكج كأصؿ عاـ ،ك أف قانكف
جنسية الطفؿ ىك القانكف األفضؿ لحكـ الحضانة باعتباره يحقؽ مصمحتو .غير أف
حؿ النزاع المشتمؿ عمى عنصر أجنبي ال يتكقؼ عند معرفة القانكف الكاجب
التطبيؽ فحسب ،بؿ يتعيف أيضا بحث مسألة تنفيذ الحكـ القضائي الصادر بشأنو.
1
انظر ،صبلح الدٌن جمال الدٌن ،نفس المرجع ،ص 324وما بعدها.
252
اؿمبحث الثالث
الحكـ القضائي بمعناه الخاص ":الق اررات التي تصدرىا المحاكـ كىي تباشر
كظيفتيا القضائية" ،1كالحكـ القضائي األجنبي ىك ":الحكـ القضائي الصادر مف
سمطة قضائية أجنبية" ،2كباسـ سيادة أجنبية بصرؼ النظر عف جنسية القضاة الذيف
يصدركنو كالدكلة التي صدر فييا .كعمى ىذا األساس تعتبر األحكاـ الصادرة عف
المحاكـ المختمطة التشكيؿ أحكاما كطنية إذا صدرت باسـ السيادة الكطنية .كيعد
حكـ التطميؽ الصادر في الجزائر أجنبيا إذا ما أريد االحتجاج بو كالتمسؾ بآثاره في
فرنسا حتى كلك كاف ىذا الحكـ خاص بمكاطنيف فرنسييف.3
كنشير أيضان إلى أنو يشترط لتنفيذ الحكـ األجنبي أف يككف مكضكعو صاد ار
في منازعة ـ تعمقة بمسألة مف مسائؿ القانكف الخاص سكاء في المكاد المدنية أك
التجارية أك مادة األحكاؿ الشخصية ،6كعمى ذلؾ تستبعد مف التنفيذ األحكاـ األجنبية
الصادرة في المكاد الجنائية كاإلدارية مع التأكيد أف مناط تحديد تنفيذ الحكـ أك عدـ
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.129
2
انظر ،محمد سعادي ،المرجع السابق ،ص.188
3
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.131 -130
4
انظر،محمد سعادي ،المرجع السابق ،ص.188
5
انظر ،حفٌظة السٌد الحداد ،النظرٌة العامة فً القانون القضابً الخاص الدولً ،الكتاب الثانً (،االختصاص القضابً الدولً وتنفٌذ
األحكام األجنبٌة وأحكام التحكٌم) ،منشورات الحلبً الحقوقٌة ،بٌروت ،2007 ،ص.316
6
انظر ،بحمانً إبراهٌم ،العمل القضابً فً قضاٌا األسرة(مرتكزاته ومستجداته فً مدونة األحوال الشخصٌة ومدونة األسرة)،
المجلد الثانً ،مكتبة دار السبلم ،المؽرب ،2009 ،ص.20
253
تنفيذه مرتبط بتحديد طبيعة المسألة التي تـ الفصؿ فييا كليس الجية التي أصدرت
الحكـ .كتعد مسألة تحديد طبيعة المسألة مف مسائؿ اؿتكييؼ التي تخضع لقانكف
القاضي.1
كتقتضي المعامبلت الدكلية عدـ إىدار األحكاـ األجفبية سكاء تعمؽ األمر
بأحكاـ القضاء األجنبية بصفة عامة أك أحكاـ التطميؽ بصفة خاصة .ألنو في حالة
عدـ االعتراؼ بحكـ التطميؽ األجنبي .فإف ذلؾ سيؤدم بالزكجة إلى رفع دعكل
قضائية أخرل ،األمر الذم يترتب عميو ضياع الكقت ،كزيادة مصاريؼ التقاضي
كمف المحتمؿ أيضان كقكع تضارب في األحكاـ.2
تذييؿ األحكاـ والعقود األجنبية الصادرة بإنياء العالقة الزوجية بالصيغة التنفيذية
تختمؼ الدكؿ في تحديد النظاـ الذم يحكـ تنفيذ األحكاـ األجنبية ،فيناؾ
دكؿ تأخذ بنظاـ الدعكل الجديدة بحيث يتعيف عمى مف صدر الحكـ لصالحو في
الخارج أف يقكـ برفع دعكل جديدة أماـ محاكـ الدكلة التي يريد تنفيذ الحكـ فييا
كيككف مكضكع ىذه الدعكل ىك المطالبة بالحؽ مكضكع النزاع ،كينتشر ىذا النظاـ
في الدكؿ األنجمك أمريكية .كىناؾ دكؿ أخرل تأخذ بنظاـ األمر بالتنفيذ الذم يكجب
عمى الشخص الراغب في تنفيذ الحكـ األجنبي أف يستصدر مف قضاء الدكلة التي
يريد تنفيذ فييا الحكـ األمر بتنفيذ ىذا الحكـ عف طريؽ التنفيذ الجبرم ،كيسكد ىذا
النظاـ في فرنسا.3
1
انظر ،صالح جاد المنزالوي ،االختصاص القضابً بالمنازعات الخاصة الدولٌة واالعتراؾ والتنفٌذ الدولً لؤلحكام األجنبٌة ،دار
الجامعة الجدٌدة ،اإلسكندرٌة ،2008 ،ص.190 -189
2
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.128 -127
3
انظر ،صالح جاد المنزالوي ،المرجع السابق ،ص.194 -193
254
لقد اختمفت تشريعات الدكؿ التي تأخذ بنظاـ األمر بالتنفيذ في تحديد النظاـ
القانكني الذم يحكـ تنفيذ األحكاـ األجنبية بيف مؤيد ؿنظاـ المراجعة كمؤيد ؿنظاـ
المراقبة ،كيقكـ نظاـ المراجعة عمى فحص مكضكع الحكـ األجنبي كالتأكد مف صحة
تطبيؽ القانكف كتقدير الكؽائع .كفي حالة ثبكت العكس يمتنع القاضي عف إصدار
األمر بالتنفيذ .كقد انتقد ىذا النظاـ بسبب عدـ مراعاتو مصالح األفراد ،كما أنو
يؤدم إلى إىدار الماؿ كالكقت كيمس بالحقكؽ المكتسبة لؤلفراد ،كيضاؼ إلى ذلؾ
الصعكبات التي قد تكاجو قاضي التنفيذ بسبب جيمو لمكقائع المتعلقة بالدعكل كالتي
حصمت خارج إقميمو الكطني.
كالى جانب ىذا النظاـ يكجد نظاـ آخر يعرؼ باسـ نظاـ المراقبة كفي ىذا
النظاـ ال يتكلى القاضي الكطني فحص مكضكع الحكـ األجنبي مف جديد ،1كذلؾ
احتراما لسيادة الدكلة األجنبية ،إذ يقتصر دكر القاضي فقط عمى القياـ بمراقبة
شركط معينة ،كتتمثؿ ىذه الشركط حسب الحكـ القضائي الفرنسي الصادر في
1964/01/07في قضية مانزر " 2 " Munzerفيما يمي:
-5احتراـ اإلجراءات.
1
انظر ،محمد سعادي ،المرجع السابق ،ص 190؛ محمد ولٌد المصري ،الوجٌز فً شرح القانون الدولً الخاص ،دار الثقافة للنشر
والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن ،2009 ،ص.359
2
Cité par Mohand Issad, droit international privé(les regles materielles), office des publication
universitaires Algérie, 1986, p.65
255
كيرجع الفضؿ في صياغة شرط تطبيؽ القانكف المختص كفقا لقكاعد
اإلسناد الكطنية لمقاضي المطمكب منو تنفيذ الحكـ األجنبي إلى الفقيو بارتاف الذم
يعتبر احتراـ ىذا الشرط مف مقتضيات احتراـ السيادة الفرنسية .كتطبيقان لذلؾ رفضت
محكمة النقض الفرنسية بمكجب حكميا الصادر في 6يكنيك 1988تنفيذ الحكـ
الصادر مف محاكـ ىايتي بسب عدـ مراعاتيا االختصاص التشريعي الذم يقضي
بتطبيؽ المادة 310مف القانكف المدني الفرنسي؛ حيث كاف ينبغي عمى محاكـ
ىايتي تطبيؽ القانكف الفرنسي بكصفو الكاجب التطبيؽ عمى طبلؽ الزكجيف
الفرنسييف.1
كقد نصت المادة 605مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجزائرم عمى
شركط تنفيذ األحكاـ القضائية األجنبية ،حيث جاء فييا ما يمي ":ال يجكز تنفيذ
األكامر كاألحكاـ كالق اررات الصادرة مف جيات قضائية أجنبية في اإلقميـ الجزائرم،
إال بعد منحيا الصيغة التنفيذية مف إحدل الجيات القضائية الجزائرية متى استكفت
الشركط اآلتية:
-2حائزة لقكة الشيء المقضي بو طبقان لقانكف البمد الذم صدرت فيو،
-3أال تتعارض مع أمر أك حكـ أك قرار سبؽ صدكره مف جيات قضائية جزائرية،
كأثير مف المدعى عميو،
1
انظر ،حفٌظة السٌد الحداد ،النظرٌة العامة فً القانون القضابً الخاص الدولً ،الكتاب الثانً (،االختصاص القضابً الدولً وتنفٌذ
األحكام األجنبٌة وأحكام التحكٌم) ،المرجع السابق ،ص.368
256
كنصت المادة 606مف نفس القانكف عمى أنو ":ال يجكز تنفيذ العقكد
كالسندات الرسمية المحررة في بمد أجنبي ،في اإلقميـ الجزائرم ،إال بعد منحيا
الصيغة التنفيذية مف إحدل الجيات القضائية الجزائرية متى استكفت الشركط اآلتية:
-1تكافر الشركط المطمكبة لرسمية السند كفقا لقانكف البمد الذم حرر فيو،
-2تكفره عمى صفة السند التنفيذم كقابميتو لمتنفيذ كفقا لقانكف البمد الذم حرر فيو،
-3خمكه مما يخالؼ القكانيف الجزائرية كالنظاـ العاـ كاآلداب العامة في الجزائر".
يتضح مما سبؽ ،أف المشرع الجزائرم قد أخذ بنظاـ المراقبة ،بحيث يتكجب
عمى القاضي الجزائرم التأكد مف اختصاص المحاكـ األجنبية كعدـ معارضة النظاـ
العاـ.
أما في فرنسا ،فقد ظؿ االجتياد القضائي الفرنسي لمدة طكيمة يتخذ مكقؼ
الحذر مف تنفيذ األحكاـ األجنبية ،كمع بداية القرف 19ظير نظاـ المراجعة ،كانتقد
نظاـ المراجعة بسبب خرؽ الحقكؽ المكتسبة كتـ التخمي عنو فيما يخص األحكاـ
الصادرة في مسائؿ األحكاؿ الشخصية .كتـ التخمي عف ىذا النظاـ مف قبؿ القضاء
الفرنسي بمكجب الحكـ الصادر في قضية ـ افزر " ،" Munzerحيث بدأ مميؿ إلى
إتباع نظاـ المراقبة الؽائـ عمى مراقبة تكفر بعض الشركط اؿمحددة مثؿ صبلحية
اختصاص القاضي األجنبي ،كصبلحية القانكف المطبؽ عمى المكضكع كسبلمة
اإلجراءات ،ككذلؾ شرط التطابؽ مع النظاـ العاـ .1كىذا ما جعؿ البعض يصؼ
قاضي الصيغة التنفيذية في فرنسا بأنو " حارس السعادة الفرنسية " ،كذلؾ بالنظر
إلى دكره الياـ في تأميف حماية النظاـ القانكني كالمصالح الفرنسية.2
1
انظر ،بٌارماٌر ،فانسان هوزٌه ،ترجمة علً محمود مقلد ،المرجع السابق ،ص 340وما بعدها.
2
انظر ،بٌارماٌر ،فانسان هوزٌه ،ترجمة علً محمود مقلد ،نفس المرجع ،ص.397
257
كقد نص المشرع التكنسم عمى شركط إضافية أخرل لتنفيذ األحكاـ
كالق اررات القضائية األجنبية ،حيث نجده ينص في الفصؿ 11مف مجمة القانكف
الدكلي الخاص عمى ما يمي ":ال يؤذف بتنفيذ الق اررات القضائية األجنبية:
-إذا سبؽ الفصؿ في نفس مكضكع النزاع كبيف نفس الخصكـ كلنفس السبب مف
المحاكـ التكنسية بقرار غير قابؿ لمطعف بالطرؽ العادية.
-إذا كاف القرار األجنبي مخالفا لمنظاـ العاـ في مفيكـ القانكف الدكلي الخاص
التكنسي أك كاف صدر كفؽ إجراءات لـ تحترـ حقكؽ الدفاع.
-إذا كاف القرار األجنبي ؽد كقع إبطالو أك إيقاؼ تنفيذه بمكجب قانكف البمد الصادر
فيو أك غير قابؿ لمتنفيذ في الببلد التي صدر فييا.
-إذا لـ تحترـ الدكلة الصادر بيا الحكـ أك القرار قكاعد المعاممة بالمثؿ.
-كما ال يؤذف بتنفيذ الق اررات التحكيمية األجنبية إال حسب الشركط التي جاءت بيا
أحؾاـ الفصؿ 81مف مجمة التحكيـ".
258
مدكنة األسرة المغربية .1كتأسيسا عمى ما سبؽ يجب عمى المحكمة أف تتأكد مف
تكافر الشركط التالية حتى تستطيع إصدار األمر بالتنفيذ:
-1أف يككف القاضي األجنبي الذم أصدر الحكـ مختصا إلصداره بمقتضى قكاعد
االختصاص القضائي الدكلي المعمكؿ بيا في المغرب ،ككفقا أيضان لقكاعد
االختصاص الداخمي في الدكلة المعنية باألمر.
-3يجب أف يككف الحكـ األجنبي المراد تذييمو بالصيغة التنفيذية قد أصبح نيائيا
كقاببل لمتنفيذ في الببلد اؿتي صدر فييا.
-5أف يككف الحكـ األجنبي القاضي بإنياء العبلقة الزكجية قد أسس عمى أسباب ال
تتنافى مع تمؾ التي قررتيا مدكنة األسرة 3إلنياء العبلقة الزكجية.4
1
تنص المادة 128من مدونة األسرة المؽربٌة على ما ٌلً ":المقررات القضابٌة الصادرة بالتطلٌق أو بالخلع أو بالفسخ ،تكون قابلة
للتنفٌذ إذا صدرت عن محكمة مختصة وأسست على أسباب ال تتنافى مع التً قررتها هذه المدونة ،إلنهاء العبلقة الزوجٌة ،وكذا
العقود المبرمة بالخارج أمام الضباط والموظفٌن العمومٌٌن المختصٌن بعد استٌفاء اإلجراءات القانونٌة بالتذٌٌل بالصٌؽة التنفٌذية ،طبقا
ألحكام المواد 430و 431و 432من قانون المسطرة المدنٌة".
2
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،شرح مدونة األسرة ،جمعٌة نشر المعلومة القانونٌة والقضابٌة ،الرباط ،2008 ،ص.218 -217
3
انظر ،المادة 128من مدونة األسرة المؽربٌة.
4
لقد أكد المجلس األعلى على هذا الشرط فً القرار رقم 312الصادر فً ": 2006/05/17إنه بمقتضى المادة 128من مدونة
األسرة ،فإن األحكام الصادرة عن المحاكم األجنبٌة بالطبلق تكون قابلة للتنفٌذ إذا صدرت عن محكمة مختصة ،وأسست على أسباب
ال تتنافى مع التً قررتها المدونة إلنهاء العبلقة الزوجٌة .وتم تذٌٌلها بالصٌؽة التنفٌذٌة طبقا لئلجراءات القانونٌة المنصوص علٌها فً
الفصلٌن 430و 431من قانون المسطرة المدنٌة" .مقتبس عن أحمد زوكاؼً ،تذٌٌل األحكام األجنبٌة بالصٌؽة التنفٌذٌة ،مجلة الحقوق
المؽربٌة ،عدد مزدوج ،2010 ،10-9ص.334
259
الشأف بالنسبة ألغمب حاالت الطبلؽ الذم يقع في الدكؿ اإلسكندنافية كخاصة
الدانماراؾ التي تعرؼ ىذا النظاـ.1
الفرع األوؿ
الجية المختصة بالبت في طمب تذييؿ عقد أو حكـ أجنبي بالصيغة التنفيذية
كبالنسبة إلجراءات تنفيذ الحكـ القضاء األجنبي فتتـ كفقا ؿلطرؽ العادية في
قانكف القاضي؛ أم عف طريؽ التكميؼ بالحضكر ،كيمكف الطعف في الحكـ الصادر
في دعكل األمر بالتنفيذ .2كيتـ ذلؾ كفقا لمقكاعد العادية المقررة في القانكف كالتي
تنظـ طرؽ الطعف في األحكاـ.3
1
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،تذٌٌل األحكام والعقود األجنبٌة الصادرة بإنهاء العبلقة الزوجٌة بالصٌؽة التنفٌذٌة،
، www.oualidou.jeeran.comص.5
2
انظر ،محمد سعادي ،المرجع السابق ،ص.196
3
انظر ،حفٌظة السٌد الحداد ،النظرٌة العامة فً القانون القضابً الخاص الدولً ،الكتاب الثانً (،االختصاص القضابً الدولً وتنفٌذ
األحكام األجنبٌة وأحكام التحكٌم) ،المرجع السابق ،ص.401
4
انظر ،أحمد زوكاؼً ،تذٌٌل األحكام األجنبٌة بالصٌؽة التنفٌذٌة ،المرجع السابق ،ص.319
260
طبقا لمقكاعد العامة المقررة في رفع الدعكل في القانكف المغربي ،يتعيف
عمى المدعي أف يكجو الدعكل ضد الطرؼ األخر كاستدعاؤه قانكنان .كيتعيف أيضا
مراعاة مدل احتراـ الحكـ األجنبي المقتضيات األساسية المنصكص عمييا في مدكنة
األسرة كالتي تجعؿ مف إجراء محاكلة الصمح إجراء ضركرم قبؿ المجكء إلى الحكـ
بالطبلؽ .كما أف المادة 128مف مدكنة األسرة المغربية تشترط صراحة لتنفيذ
األحكاـ األجنبية الصادرة في مادة الطبلؽ أف تككف ىذه األحكاـ مؤسسة عمى
أسباب ال تتنافى مع التي قررتيا المدكنة إلنياء العبلقة الزكجية.1
كاستنادا إلى الفصؿ 431مف قانكف المسطرة المدنية المغربي يجب عمى
المدعي الراغب في تذييؿ الحكـ األجنبي بالصيغة التنفيذية إرفاؽ طمبو بالكثائؽ
التالية:
1
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،تذٌٌل األحكام والعقود األجنبٌة الصادرة بإنهاء العبلقة الزوجٌة بالصٌؽة التنفًذٌة ،المرجع السابق ،ص-7
.8
2
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،تذٌٌل األحكام والعقود األجنبٌة الصادرة بإنهاء العبلقة الزوجٌة بالصٌؽة التنفٌذٌة ،المرجع السابق ،ص-6
.7
3
انظر ،محمد ولٌد المصري ،الوجٌز فً شرح القانون الدولً الخاص ،المرجع السابق ،ص.379 -378
261
-2أصؿ التبميغ أك كؿ كثيقة أخرل تقكـ مقامو
-4ترجمة تامة إلى المغة العربية عند االقتضاء لممستندات المسار إلييا أعبله.
باإلضافة إلى ذلؾ ،يجب التصديؽ عمى الكثائؽ المشار إلييا أعبله
مصادؽ عمييا مف قبؿ ك ازرة الخارجية ،كتأكيدا لذلؾ ،جاء في إحدل حيثيات حكـ
المحكمة االبتدائية بتطكاف ما يمي ":حيث لـ يقـ نائب المدعي(رغـ إنذاره مف طرؼ
المحكمة) بالمصادقة عمى ترجمة الحكـ األجنبي ككذا ترجمة شيادة عدـ التعرض أك
االستئناؼ أماـ مصالح ك ازرة الخارجية ،مثمما يستمزـ ذلؾ الفصؿ 7مف ظيير
1915/07/25المتعمؽ بإثبات صحة اإلمضاءات كالفصكؿ 29ك 30مف مرسكـ
1970/01/29المتعمؽ باختصاصات األعكاف الدبمكماسييف كالقناصؿ .كحيث تبقى
الدعكل عمى حالتيا معيبة شكبل كيتعيف التصريح بعدـ قبكليا".1
كجدير بالذكر ،أنو بإمكاف المحكمة أف تقكـ بتجزئة تذييؿ الحكـ األجنبي
بالصيغة التنفيذية ،فتكتفي بتذييؿ جزء مف ىذا الحكـ كتمتنع عف تذييؿ الجزء اآلخر
إذا كاف يتعارض مع النظاـ العاـ المغربي .كما لك كنا بصدد حكـ أجنبي صادر بيف
مسمميف يقضي بالطبلؽ كأداء مبمغ مالي كنفقة شيرية لفائدة طفؿ غير شرعي بيف
الطرفيف ،فينا تقضي المحكمة المغربية بتذييؿ الحكـ األجنبي في الجزء المتعمؽ
بالطبلؽ كترفض تذييؿ الجزء المتعمؽ بأداء النفقة الشيرية لبلبف غير الشرعي
ؿتعارض ذلؾ مع النظاـ العاـ المغربي.2
1
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،تذٌٌل األحكام والعقود األجنبٌة الصادرة بإنهاء العبلقة الزوجٌة بالصٌؽة التنفٌذٌة ،المرجع السابق ،ص10
2
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،شرح مدونة األسرة ،المرجع السابق ،ص.223
262
كمف تطبيقات القضاء المغربي في ىذا الشأف قرار محكمة االستئناؼ
بالناظكر ،حيث جاء في إحدل حيثيات ىذا القرار ما يمي ":كحيث أنو لما كاف
الطبلؽ بيف الزكج كقد أثبت رغبتو في ذلؾ حينما التجأ إلى القضاء األجنبي ىك
كزكجتو الستصدار حكـ في المكضكع كطالبا حاليا بتذييؿ ىذا الحكـ بالطبلؽ
لمشقاؽ ،فإنو ليس بو ما يخالؼ النظاـ العاـ المغربي.1
كحيث يتعيف تأسيسا عمى ما ذكر أعبله إلغاء الحكـ المستأنؼ عينيا قضى بو
كالحكـ تصديا بتذييؿ الحكـ األجنبي في شقو المتعمؽ بالطبلؽ".2
كقد أكدت االتفاقية المصرية المغربية عمى ضركرة تنفيذ األحكاـ األجنبية
في مادة الحضانة ،حيث جاء في المادة 20ما يمي ":ال يحؽ ألم مف الدكلتيف
المتعاقدتيف رفض تنفيذ حكـ بات قاببل لمتنفيذ كصاد ار مف محاكـ الدكلة المتعاقدة
األخرل في أم مف الحالتيف اآلتيتيف:
- 1إذا كانت المحكمة التي أصدرت الحكـ ىي المحكمة التي ينتمي إلييا الزكجاف
بجنسيتيما أك محكمة إقامة مف لو حؽ الحضانة مف غير الزكجيف.
أ) القانكف الذم ينتمي إليو الزكجاف بجنسيتيما إذا كانا ينتمياف لجنسية كاحدة.
ب) قانكف إقامة الكالديف الفعمية المشتركة ،أك قانكف إقامة أحد الكالديف الذم يعيش
معو الطفؿ بصفة عادية إذا كانا ينتسباف إلى جنسيتيف مختمفتيف.
1
انظر ،قرار صادر عن المجلس األعلى تحت عدد 333:بتارٌخ 2005/06/15فً الملؾ الشرعً عدد.2004/1/2/668 :
2
انظر ،محكمة االستبناؾ بالناظور ،2006/11/22 ،ملؾ رقم 05-9-301وزارة العدل ،المملكة المؽربٌة.
263
كفي الحالتيف السابقتيف يككف لمحكـ الصادر حجيتو مف حيث كقائعو كحيثياتو
التي بني عمييا الحكـ لدل الدكلة المطمكب منوا التنفيذ".
الفرع الثاني
طبيعة وآثار الحكـ القاضي بتذييؿ العقد أو الحكـ األجنبي بالصيغة التنفيذية
ال خبلؼ حكؿ تمتع الحكـ الكطني القاضي بتنفيذ الحكـ األجنبي بحجية
الشيء المقضي فيو ،كلكف الخبلؼ مثكر حكؿ تحديد طبيعة ىذه الحجية كحكؿ ما
إذا كاف يرتب آثاره خارج حدكد دكلتو؟
كلـ يتطرؽ المشرع الجزائرم كال المشرع المغربي إلى طبيعة الحكـ الصادر
في دعكل تذييؿ حكـ الطبلؽ األجنبي بالصيغة التنفيذية بنص صريح ،كىذا ما جعؿ
البعض يرل بأف ىذا الحكـ يقبؿ الطعف ،كال شؾ أف ىذا سيعقد كيطيؿ اإلجراءات
عمى األطراؼ المعنية .كعمى ىذا يرل األستاذ عبد السبلـ زكير ،أنو يجب عمى
المشرع أف ينص صراحة عمى أف األحكاـ الصادرة في دعكل التذييؿ بالصيغة
1
مقتبس عن حفٌظة السٌد الحداد ،النظرٌة العامة فً القانون القضابً الخاص الدولً ،الكتاب الثانً(االختصاص القضابً الدولً
وتنفٌذ األحكام األجنبٌة وأحكام التحكٌم) ،المرجع السابق ،ص.401 -400
264
التنفيذية في مسائؿ األحكاؿ الشخصية تككف نيائية كغير قابمة لمطعف ،كما ىك
الشأف باؿنسبة لؤلحكاـ الصادرة في مكضكع إنياء الرابطة الزكجية.1
ثانيا :آثار الحكـ القاضي بتذييؿ العقد أو الحكـ األجنبي بالصيغة التنفيذية:
مطبؽ
ستتضح لنا ىذه اآلثار مف خبلؿ اإلجابة عمى السؤاؿ التالي :ىؿ ُي
الحكـ القاضي بالتذييؿ بالصيغة التنفيذية بأثر فكرم أـ بأثر رجعي؟
ذىب جانب مف الفقو إلى القكؿ بأف الحكـ الصادر بتذييؿ الحكـ األجنبي
بالصيغة التنفيذية يتمتع بحجية الشيء المقضي بو ،كأنو منشأ لمحؽ كمبينا لو.
كذىب رأم آخر إلى القكؿ بأف الحكـ الصادر بإعطاء الصيغة التنفيذية ليس منشئا
لمحؽ ،بؿ ىك كاشؼ لمحقكؽ المتضمنة في الحكـ األجنبي قبؿ تذييمو ،كعمى ذلؾ
فإف ىذا الحكـ ال ينيي العبلقة الزكجية بيف الطرفيف ،كانما يصادؽ عمى الحكـ
األجنبي القاضي بإنياء العبلقة الزكجية متى تكافرت شركط معينة .كىذا يعني أف
الحكـ الصادر بتذييؿ الحكـ األجنبي لو أثر رجعي .2كيرتب القرار الؽاضي بمنح
الصيغة التنفيذية الصادر في فرنسا مفاعيمو ،كيتمتع بالقكة التنفيذية مثمو مثؿ أم
حكـ قضائي فرنسي ،كيتـ تنفيذقكفقا لطرؽ التنفيذ في القانكف الفرنسي.3
الفرع الثالث
إف قكاعد القانكف الدكلي الخاص تتيح إمكانية تنفيذ الحكـ األجنبي في بمد
آخر متى تكافرت شركط معينة .كترجع أغمب أسباب رفض منح الصيغة التنفيذية
1
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،تذٌٌل األحكام والعقود األجنبٌة الصادرة بإنهاء العبلقة الزوجٌة بالصٌؽة التنفٌذٌة ،المرجع السابق،
ص.13
2
انظر ،عبد السبلم زوٌر ،تذٌٌل األحكام والعقود األجنبٌة الصادرة بإنهاء العبلقة الزوجٌة بالصٌؽة التنفٌذٌة ،المرجع السابق ،ص.14
3
انظر ،بٌار ماٌر ،فانسان هوزٌه ،ترجمة علً محمود مقلد ،المرجع السابق ،ص.395
265
الشخصي إلى عدـ احتراـ قكاعد
ة لبعض األحكاـ األجنبية الصادرة في مادة األحكاؿ
تنازع القكانيف أك إلى خرؽ قكاعد االختصاص القضائي كفي أكثر الحاالت يرجع
سبب عدـ التنفيذ إلى مخالفة النظاـ العاـ الدكلي.1
كمف الخصائص المميزة لمقانكف الدكلي الخاص تنكع مصادره ،كمف ذلؾ
المعاىدات المبرمة في إطار مؤتمر الىام لمقانكف الدكلي الخاص .ككذلؾ
المعاىدات الدكلية الثنائية المبرمة في مختمؼ المياديف ،كالتي يككف الغرض
األساسي منيا ىك ضماف تعاكف قضائي متبادؿ .كتجدر اإلشارة ىنا أيضا إلى أىمية
البركتكككؿ اإلدارم المبرـ بيف المغرب كبمجيكا في سنة 1979كالمتعمؽ بتطبيؽ
القكاعد المنظمة لحالة األشخاص فكؽ إقميـ البمديف .كالذم أخضع الشركط الشكمية
لمزكاج ؿقانكف محؿ اإلبراـ مع ضركرة احتراـ القانكف الشخصي لممقبميف عمى الزكاج
فيما يخص الشركط المكضكعية .كما اعتبر البرتكككؿ المذككر أعبله أف أحكاـ
الطالؽ المكقعة بالمغرب تتمتع فكؽ التراب البمجيكي بنفس األثر القانكني الذم يمنح
ألحكاـ الطبلؽ الصادرة في بمد أجنبي آخر.2
-2منح الصيغة التنفيذية لمق اررات الصادرة عف المحاكـ المغربية كالفرنسية .كقد
نص الفصؿ 15مف االتفاقية عمى شركط منح الصيغة التنفيذية:
1
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،المرجع السابق ،ص.112
2
انظر ،السعدٌة بلمٌر ،نفس المرجع ،ص.118 -113
266
-1صدكر قرار عف ىيئة مختصة كفقا لقكاعد القانكف الدكلي الخاص في البمد المراد
تنفيذ ىذا القرار فيو.
كرغـ اعتراؼ النصكص السابقة بأحكاـ الطبلؽ الصادرة في الخارج ،إال أف
ىناؾ بعض الصعكبات تعترض تطبيؽ ىذه النصكص ،عندما يرغب الزكج في
التمسؾ بآثار الطبلؽ في إحدل الدكؿ الغربية .كىذا ما سنعرض لو في المطلب
المكالي.
اؿمطمب الثاني
267
يرغب الزكج في فؾ الرابطة الزكجية بإرادتو المنفردة كفقا لقانكنو الكطني .ثـ يريد
التمسؾ كاالحتجاج بآثار ىذا الطبلؽ في دكلة أخرل ال تعرؼ نظاـ الطبلؽ
يف في الشريعة اإلسبلمية.
بالتراضي كال نظاـ الطبلؽ بإرادة الزكج المنفردة المعركؼ
كمف ثـ فإف الطبلؽ اإلسبلمي معرض لعدـ االعتراؼ بو في الدكؿ األكربية لمخالفتو
النظاـ العاـ األكربي بشأف الطبلؽ.1
كلقد جرل القضاء الفرنسي إعماال لفكرة النظاـ العاـ عمى رفض االعتراؼ
بالطبلؽ باإلرادة المنفردة الذم يتـ تكقيعو في فرنسا كلك صدر مف زكج يجيز لو
قانكنو الشخصي ذلؾ ،كاستنادا إلى فكرة األثر المخفؼ لمنظاـ العاـ يتـ االعتراؼ
بآثاره في فرنسا إذا نشأ صحيحا في الخارج.
كلكنو ذىب في حاالت كثيرة ،إلى رفض االعتراؼ بآثار الطبلؽ الذم يتـ
بإرادة الزكج المنفردة في الخارج إذا كانت ثمة صمة تربط الزكجة باإلقميـ الفرنسي.
فمك طالبت زكجة جزائرية مقيمة بفرنسا بحقيا في النفقة أماـ القضاء الفرنسي كقاـ
الزكج بتطميقيا بإرادتو المنفردة كفقا لقانكنو الشخصي بيدؼ التنصؿ مف التزامو
بالنفقة .فإف ىذا الطبلؽ ال يرتب آثاره في فرنسا بشرط أف تككف ىذه الزكجة مقيمة
في اإلقؿيـ الفرنسي.2
الفرع األوؿ
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.13
2
انظر ،محكمة النقض ،1982/01/15 ،مقتبس عن عكاشة محمد عبد العال ،المرجع السابق ،ص.630 -629
268
مجمميا حكؿ ما يمي :ما ىك أساس تطبيؽ القانكف األجنبي؟ كبأم صفة يطبؽ
القانكف األجنبي أماـ القاضي الكطني؟ كما ىك الحؿ المتبع في حالة تعذر إثباتو؟
إف القاضي الكطني عندما يطبؽ القانكف األجنبي ال يطبقو بكصفو قانكنا
ممزما لو ،بؿ يطبقو بصفتو كاقعة ،ألنو يجب عميو االمتثاؿ فقط ألكامر مشرعو
الكطني .كيترتب عمى ىذا االعتبار أال يطبؽ القاضي الكطني القانكف األجنبي مف
تمقاء نفسو ،كإنما بناء عمى تمسؾ الخصكـ بو كاثارتو ،كيقع عمى عاتقيـ أيضا إثبات
أحكامو باعتباره كاقعة مف كقائع الدعكل .كمف ثـ يمنع عمى القاضي أف يحكـ بعممو
الشخصي بمضمكف القانكف األجنبي .كأخي ار ال تخضع المحكمة لرقابة محكمة
النقض فيما يخص إثبات كتفسير القانكف األجنبي.
إف األساس الذم قامت عميو ىذه النظرية ىك احتراـ مبدأ سيادة الدكلة كمف
ثـ يتعيف عمى القاضي اإلذعاف ألكاـ ر المشرع الكطني دكف األجنبي .كالحقيقة أف
ىذا التبرير لـ يعد لو ما يبرره في عصرنا الحالي أماـ ازدياد كتنامي العبلقات
كالتعامبلت المبرمة بيف الكطنييف كاألجانب.1
إف عبكر القانكف الكطني الحدكد األجنبية ال يفقده الصفة القانكنية ،كترتيبا
لذلؾ يرل الفقو اإليطالي أف القانكف األجنبي يندمج في القانكف الكطني كيطبقو
القاضي بكصفو كذلؾ ،بينما أسند جانب مف الفقو الفرنسي كاأللماني أساس ىذا
1
مقتبس عن محمد ولٌد هاشم المصري ،مدى تبلزم النظرة اإللزامٌة إلى قاعدة اإلسناد والقانون األجنبً أمام القاضً الوطنً" نحو
موقؾ موحد لتشرٌعات القانون الدولً الخاص العربٌة " ،مجلة الشرٌعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربٌة المتحدة،2008 ،
العدد ،35ص.250 -249
269
التطبيؽ إلى تفكيض المشرع الكطني بكاسطة قاعدة اإلسناد مشرعي الدكؿ في تحديد
.1كقد اعتبرت محكمة التمييز القانكف الكاجب التطبيؽ عمى النزاع المعركض
األردنية في حكـ صادر ليا سنة 1983أف القانكف األجنبي الكاجب التطبيؽ يحتفظ
أماـ القضاء الكطني بصفتو القانكنية ،كأنو يجب عمى المحكمة الكطنية المكمفة بنظر
الدعكل البحث عف مضمكف القانكف األجنبي كتطبيقو مثمما تطبؽ القانكف الكطني .2
كمرتب عمى األخذ بيذا االتجاه المثبت لصفة اإللزاـ النتائج التالية :
ت
-يعد إغفاؿ قاضي المكضكع قاعدة اإلسناد أك خطئو في تطبيقيا أك تفسيرىا سببا
مبر ار لمطعف في حكمو أماـ المحكمة العميا.
-ال يتكؽؼ إعماؿ قاعدة اإلسناد مف قبؿ القاضي عمى إثارة الخصكـ ليا فقط ،كانما
يجب عميو مراعاة تطبيقيا حتى كلك اتفؽ الخصكـ عمى استبعادىا .3
صحيح أف القاضي الكطني معرؼ قانكنو أكثر مما يعرؼ القانكف األجنبي
الذم قد يككف مجيكال بالنسبة لو .كلكف يجب أال نعتبر القانكف األجنبي مجرد كاقعة .
فالقاضي الكطني عندما يطبؽ القانكف األجنبي ،فإنما يفعؿ ذلؾ بناء عمى أمر مف
ألجنبي في قاعدة اإلسناد الكطنية .كاذا كانت ىناؾ صعكبة في إثبات القانكف ا
الماضي ،فقد زالت ىذه الصعكبة مع عصر التكنكلكجيا كاالنترنت كأصبح بكسع
القاضي إثبات مضمكف القانكف األجنبي بيسر كسيكلة .كأخي ار فإف رفض الصفة
1
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،تطبٌق القانون األجنبً أمام القاضً اللبنانً ،مجلة الدراسات القانونٌة ،جامعة بٌروت العربٌة ،كلٌة
الحقوق ،1998 ،العدد األول ،ص.12
2
مقتبس عن محمد ولٌد هاشم المصري ،مدى تبلزم النظرة اإللزامٌة إلى قاعدة اإلسناد والقانون األجنبً أمام القاضً الوطنً" نحو
موقؾ موحد لتشرٌعات القانون الدولً الخاص العربٌة " ،المرجع السابق ،ص.242
3
انظر ،عكاشة محمد عبد العال ،تطبٌق القانون األجنبً أمام القاضً اللبنانً ،المرجع السابق ،ص.18
270
القانكنية لمقانكف األجنبي يؤدم إلى إىدار تقنية قكاعد التنازع ،كال فائدة عندئذ مرجكة
مف قانكف ال يطبؽ .1
كعمى ىذا األساس ،إذا أشارت قاعدة اإلسناد باختصاص القانكف األجنبي
فإف المقصكد بو ليس المعنى الضيؽ المتمثؿ في القانكف فقط ،كانما يشمؿ كؿ ما
يعتبره المشرع األجنبي قانكنا أك مصد ار تستمد منو القكاعد القانكنية .2كما أف
إعراض القاضي الكطني عف تطبيؽ قاعدة اإلسناد كعدـ تطبيؽ القانكف األجنبي
الذم تشير إليو قاعدة اإلسناد يترتب عميو عدـ تنفيذ األحكاـ القضائية الكطنية في
الخارج.3
لقد تباينت مكاقؼ التشريعات العربية بخصكص مسألة مدل إلزامية قاعدة
4
اإلسناد ،فمنيا مف رفض منح الصفة اإللزامية لقاعدة التنازع كالمشرع اإلماراتي
الذم جعؿ تطبيؽ قاعدة اإلسناد منكط بإرادة الخصكـ ،في حيف امتنعت بعض
التشريعات العربية 5عف النص صراحة عمى الصفة اإللزامية أك االختيارية لقاعدة
التنازع .كفي كؿ األحكاؿ فإف قاعدة التنازع بكصفيا قاعدة كطنية قانكنية في حد ذاتو
دليؿ كاؼ عمى تكافر معنى اإللزاـ .كمف ىذا المنطمؽ كجب عمى القاضي تطبيقيا
حتى كلك اتفؽ الخصكـ صراحة عمى استبعادىا كتـ سككا بتطبيؽ القانكف الكطني .6
1
انظر ،محمد ولٌد هاشم المصري ،مدى تبلزم النظرة اإللزامٌة إلى قاعدة اإلسناد والقانون األجنبً أمام القاضً الوطنً" نحو
موقؾ موحد لتشرٌعات القانون الدولً الخاص العربٌة " ،المرجع السابق ،ص.253 -252
2
انظر ،مبروك بنموسى ،القانون األجنبً من خبلل المجلة التونسٌة للقانون الدولً الخاص ،المجلة العربٌة للفقه والقضاء ،األمانة
العامة لجامعة الدول العربٌة ،2005 ،العدد ،32ص.165
3
انظر ،محمد ولٌد هاشم المصري ،الوجٌز فً شرح القانون الدولً الخاص ،دار الثقافة للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى ،األردن،
،2009ص.225
4
تضمن قانون األحوال الشخصٌة لدولة اإلمارات العربٌة المتحدة رقم 28لسنة 2005حكما ٌظهر تبنً المشرع اإلماراتً للصفة
االختٌارٌة لقاعدة اإلسناد ،حٌث جاء فً المادة 2/1من هذا القانون أنه ":تسري أحكام هذا القانون على مواطنً دولة اإلمارات
العربٌة المتحدة ما لم ٌكن لؽٌر المسلمٌن منهم أحكام خاصة بطابفتهم وملتهم ،كما تسري أحكامه على ؼٌر المواطنٌن ما لم ٌتمسك
أحدهم بتطبٌق قانونه".
5
انظر ،المادة 79من قانون أصول المحاكمات المدنٌة األردنً
6
انظر ،محمد ولٌد هاشم المصري ،مدى تبلزم النظرة اإللزامٌة إلى قاعدة اإلسناد والقانون األجنبً أمام القاضً الوطنً" نحو
موقؾ موحد لتشرٌعات القانون الدولً الخاص العربٌة " ،المرجع السابق ،ص 242وما بعدها.
271
أما في حالة تعذر إثبات القانكف األجنبي ،فبل مناص لمقاضي الكطني مف
الفصؿ في النزاع كفقا ألحكاـ القانكف الكطني ،كىذا ما يجنب الخصكـ النتائج
المترتبة عمى رد دعكاىـ بحجة تعذر إثبات القانكف األجنبي .1كىذا ما كرسو المشرع
الجزائرم في المادة 23مكرر مف القانكف المدني كالتي جاء فييا ما يمي ":يطبؽ
القانكف الجزائرم إذا تعذر إثبات القانكف األجنبي الكاجب تطبيقو".
يذىب الرأم الفقيي الغالب في فرنسا إلى إعطاء حكـ التطميؽ األجنبي قكة
اإلثبات ،كذلؾ قبؿ صدكر األمر التنفيذم مف قبؿ القضاء الفرنسي .مع مبلحظة أف
التمسؾ بقكة الحكـ األجنبي في اإلثبات ال يعني االعتراؼ لو بحجية األمر المقضي
بو .بؿ تبقى لمقاضي الفرنسي حرية تقدير ما أثبت في الحكـ األجنبي ،2فالتحقيؽ
الذم يجريو القاضي في الدعكل تككف لو حجية بالنسبة لمتصرفات المدكنة فيو ،كال
يككف القاضي الكطني ممزمان بالنتيجة التي تكصؿ إلييا القاضي األجنبي.3
ذىب رأم ثاف في الفقو الفرنسي إلى اعتبار حكـ التطميؽ األجنبي ككاقعة؛
كبالتالي يرتب آثاره حتى كلك لـ يصدر أمر تنفيذه مف قبؿ القضاء الفرنسي .كتطبيقا
1
انظر ،محمد ولٌد هاشم المصري ،مدى تبلزم النظرة اإللزامٌة إلى قاعدة اإلسناد والقانون األجنبً أمام القاضً الوطنً" نحو
موقؾ موحد لتشرٌعات القانون الدولً الخاص العربٌة " ،المرجع السابق ،ص.257
2
انظر ،باتٌفول ،المرجع السابق ،فقرة رقم ،740مقتبس عن جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.148 -147
3
انظر ،ولد الشٌخ شرٌفة ،تنفٌذ األحكام األجنبٌة ،دار هومه ،الجزابر ،2004 ،ص.197
272
لذلؾ يحؽ لمزكجة إبراـ زكاج جديد في فرنسا .ما داـ أف الحكـ األجنبي بيذه الصفة
يصمح ألف يككف سببا صحيحا إلنشاء مراكز قانكنية جديدة.1
كعميو ،فإف الشخص الذم يعيد زكاجو في الجزائر بعد حصكلو عمى طبلؽ
بمكجب حكـ أجنبي ،يعتبر زكاجو الجديد صحيحا خاصة في حالة إنجاب أكالد مف
2
الزكاج الثاني ،كىذا حتى كلك لـ يطمب تنفيذ حكـ الطبلؽ.
الفرع الثاني
رغـ عدـ معرفة النظاـ الؽانكني الفرنسي لمطبلؽ الذم يكقعو الزكج المسمـ
عمى زكجتو ،فإف القضاء الفرنسي كيفو ضمف الفئة المسندة الخاصة بطرؽ كأسباب
انحبلؿ الزكاج كمف ثـ يخضع لمقانكف الكطني لمزكجيف كفقا لما تقضي بو قاعدة
اإلسناد الخاصة بالطبلؽ في القانكف الفرنسي.
كيبلحظ بأف القضاء الفرنسي قد اتجو في أغمب األحياف إلى مماثمة نظاـ
الطبلؽ اإلسبلمي بالتطميؽ حتى بالنسبة لمطبلؽ الذم يكقعو الزكج بإرادتو المنفردة
متى قبمت بو الزكجة كرضيت بو .كالكاقع عندنا أف الطبلؽ بإرادة الزكج المنفردة
يختمؼ عف التطميؽ.3
كلـ يقتصر تكييؼ الطبلؽ عمى أنو تطميؽ عمى الفقو كالقضاء الفرنسي
فحسب ،بؿ امتد إلى االتفاقية الفرنسية المغربية التي ماثمت الطبلؽ بحكـ التطميؽ
مف حيث شركط االعتراؼ بو ،حيث جاء في الفصؿ الثالث عشر ما يمي ":تترتب
عف عقكد انحبلؿ ميثاؽ الزكجية المخاطب عمييا مف طرؼ قاض بالمغرب كالكاقعة
1
انظر ،بارتان ،مبادئ القانون الدولً الخاص ،ج ،1ص ،510مقتبس عن جمال محمود الكردي ،نفس المرجع ،ص.149 -148
2
انظر ،ولد الشٌخ شرٌفة ،المرجع السابق ،ص.196
3
انظر ،لوسران ،المرجع السابق ،ص ،432مقتبس عن جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص 170وما بعدها.
273
بيف زكجيف مغربييف طبقا لقانكنيما الكطني آثارىا بفرنسا ضمف نفس الشركط
المطمكبة في أحكاـ التطميؽ الصادرة في الدكؿ األخرل.
تترتب عف عقكد انحبلؿ الزكجية طبقا ؿلقانكف المغربي بيف زكج مغربي كزكجتو
الفرنسية المخاطب عمييا مف طرؼ قاض بالمغرب آثارىا بفرنسا عند صيركرتيا
انتيائية بطمب مف الزكجة ضمف نفس الشركط المطمكبة في أحكاـ التطميؽ".
غير أنو إذا كاف الزكجاف مف جنسية كاحدة إلحدل الدكلتيف فيمكف لمحاكـ
ىذه الدكلة أف تككف مختصة أيضا أيا كاف مكطف الزكجيف كقت تقييد الدعكل.
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.176 -175
274
إذا قدمت دعكل أماـ محكمة إحدل الدكلتيف كقدمت ثانية بيف نفس األطراؼ
كفي نفس المكضكع أماـ محكمة الدكلة األخرل فيجب عمى المحكمة المحالة إلييا
الدعكل الثانية أف ترجئ البت فييا".
اؿفرع الثالث
حتى يتمتع الحكـ األجنبي بالحجية في فرنسا ،ال بد مف تكافر شركط معينة
كاتباع إجراءات الزمة مف أجؿ تقرير نفاذ الحكـ األجنبي .كىذا ما سنبينو مف خبلؿ
ما يمي:
يستمزـ تقرير نفاذ األحكاـ األجنبية في فرنسا رفع دعكل تقرير النفاذ ،كترفع
ىذه الدعكل أماـ المحاكـ المدنية كفقا لما تقضي بو إجراءات الخصكمة المدنية
العادية في قانكف اإلجراءات المدنية الفرنسي .كلكف مكضكع ىذه الدعكل يقتصر
فقط عمى تقرير نفاذ الحكـ األجنبي كاسباغ حجية األمر المقضي ،كليس إعادة
النظر مف جديد في النزاع الذم فصؿ فيو ىذا الحكـ .كعمى ىذا األساس تقرر
المحكمة إما إعطاء األمر بالتنفيذ متى تكافرت الشركط البلزمة لذلؾ ،كاما رفض
تقرير نفاذ الحكـ األجنبي في حالة تخمؼ الشركط ،كنشير ىنا إلى أنو بإمكاف طالب
تقرير ففاذ الحكـ األجنبي أف يطعف عمى رفض طمبو.1
كيسرم قانكف دكلة التنفيذ عؿل كافة إجراءات كمراحؿ الدعكل ،سكاء تعمؽ
باألمر بإجراءات رفع ىذه الدعكل أك إجراءات التؾليؼ بالحضكر كالمكاعيد.2
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.151 -150
2
انظر ،ولد الشٌخ شرٌفة ،المرجع السابق ،ص.192
275
ثانيا :شروط تقرير نفاذ الحكـ األجنبي في فرنسا:
حتى يصدر األمر بتنفيذ الحكـ األجنبي ،يتعيف عمى القاضي الفرنسي أف
يتأكد مف تكافر خمسة شركط ،كىي:التأكد مف اختصاص المحكمة األجنبية التي
أصدرت الحكـ ،كسبلمة إجراءات المرافعات كاحتراـ قكاعد اإلسناد الفرنسية ،كعدـ
مخالفة النظاـ العاـ كتجنب الغش نحك القانكف.1
كفيما يخص شرط االختصاص التشريعي ،فقد حرص القضاء الفرنسي عمى
التأكيد في العديد مف األحكاـ الصادرة عنو بخصكص مفازعات الطبلؽ عمى ضركرة
احتراـ قاعدة اإلسناد الخاصة بالطبلؽ كما كرد في حكـ " غكبي" الصادر في 03
نكفمبر .1983
كىكذا ،فإنو يتعيف لتطبيؽ الحكـ األجنبي في مادة الطبلؽ أف يككف قد
صدر كفقا لما يقضي بو نص المادة 310مف القانكف المدني الفرنسي ،كعمى ذلؾ
إذا كاف الزكجاف مف جنسية كاحدة فيخضع التطميؽ كاالنفصاؿ لقانكنيما الكطني
المشترؾ ،كاذا اختمفت جنسية الزكجيف طُيبؽ قانكف مكطنيما المشترؾ ،كاال طُيبؽ
القانكف الفرنسي باعتباره قانكف محكمة النزاع.2
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.153 -152
2
انظر ،جمال محمود الكردي ،نفس المرجع ،ص.192 -191
3
انظر ،محكمة النقض .1860/02/28 ،مقتبس عن ولد الشٌخ شرٌفة ،المرجع السابق ،ص.198
276
كاألىمية كذلؾ مف دكف حاجة إلى تقرير نفاذىا مف قبؿ القضاء الفرنسي .كقد تـ
تكريس ىذا االستثناء في االتفاقية الفرنسية المغربية لسنة 1981حيث جاء في
الفصؿ الرابع عشر ما يمي ":يمكف خبلفا لمقتضيات الفصؿ السابع عشر مف اتفاقية
التعاكف القضائي كتنفيذ األحكاـ المؤرخة في خامس أكتكبر 1957نشر األحكاـ
المتمتعة بقكة الشيء المقضي بو المتعمقة بحالة األشخاص كتسجيميا في سجبلت
الحالة المدنية دكف ما حاجة إلى تذييميا بالصيغة التنفيذية".
كيشترط لتطبيؽ ىذا االستثناء أال يككف مف شأف الحكـ األجنبي المراد
االحتجاج بو التنفيذ عمى الماؿ أك أإلكراه عمى الشخص ،كتطبيقا لذلؾ ال يحتج
بحكـ التطميؽ األجنبي لمحصكؿ عمى ما قضى بو مف نفقة في فرنسا ،كال الحكـ
األجنبي القاضي بإسناد الحضانة كضـ الصغير ،إال بعد تقرير نفاذه مف قبؿ
القضاء الفرنسي .بينما الجزء مف الحكـ األجنبي الذم يقضي بالتطميؽ أك النفقة
يمكف االحتجاج بو دكف حاجة لتقرير نفاذه.1
1
انظر ،جمال محمود الكردي ،المرجع السابق ،ص.162 -161
277
خػػػػاتمػػػػة
278
إف التعرؼ عمى مضمكف قكاعد تنازع القكانيف في مسائؿ الزكاج كالطبلؽ
يكشؼ عف تقنية متميزة لحؿ النزاعات الخاصة الدكلية في مجاؿ األحكاؿ الشخصية.
ككما رأينا فإف ىذه القكاعد ال تعطي حبل ـ باش ار لمنزاع ،فيي مجرد قكاعد آلية تنتيي
كظيفتيا بإرشاد القاضي إلى القانكف الكاجب التطبيؽ .كاذا كاف منيج القكاعد
المكضكعية يعرؼ االنتشار في عالـ التجارة الدكلية ،فإف ىذا المنيج ال يصمح
لمتطبيؽ عمى مسائؿ الزكاج كالطبلؽ نظ ار الختبلؼ األسس كالمبادئ التي تحكـ
فكرة الزكاج باختبلؼ الديانات كثقافات الشعكب.
ؿقد تناكلنا في ىذه الدراسة تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ عمى الشركط
المكضكعية كالشكمية لمزكاج كآثاره ،ككذا انحبللو كفقا لقكاعد اإلسناد في التشريع
الجزائرم كالتشريعات المقارنة ،كعرضنا أيضا لشركط تنفيذ أحكاـ الطبلؽ األجنبية
ككقفنا عند المشكبلت التي تحكؿ دكف تطبيؽ القانكف األجنبي المختص مف
صعكبات تتعمؽ بالنظاـ العاـ كالغش نحك القانكف.
279
لقد اختار المشرع الجزائرم ضكابط إسناد لحكـ تنازع القكانيف في مسائؿ
الزكاج كالطبلؽ تتفؽ إجماال كعمكما مع أغمب اآلراء الفقيية الراجحة كما استقر
عميو القضاء ،ككفقا أيضا لما ىك مقرر في أغمب األنظمة اؿقانكنية المقارنة .كرغـ
حداثة تعديؿ قكاعد اإلسناد الذم تـ بمكجب تعديؿ قانكف رقـ (10-05المعدؿ
لمقانكف المدني) ،فإف كتيرة التطكر المتسارع الذم شيدتو العبلقات الدكلية الخاصة لـ
يتـ بالمكازاة معو التطكر التشريعي البلزـ الذم يجب أف تشيده الحمكؿ التطبيقية
لفض تنازع القكانيف بما يضمف إيجاد حمكؿ مبلئمة لممشكبلت الناجمة عف تنازع
القكانيف في مسائؿ الزكاج المختمط.
-ضركرة تعديؿ نص المادة 11مف القانكف المدني الجزائرم كاعادة ضبط صياغتيا
بما يجمي الغـ كض المثار حكؿ كيفية تطبيؽ قانكف جنسية الزكجيف كنقترح أف تككف
الصياغة بعد التعديؿ عمى النحك اآلتي " :يسرم عمى الشركط المكضكعية الخاصة
اختمؼ
ا بصحة الزكاج في حالة اتحاد جنسية الزكجيف القانكف الكطني لكؿ مفىما .كاف
كجب الرجكع ،بالنسبة إلى كؿ زكج لقانكف جنسيتو".
-يجب عمى المشرع الجزائرم إحداث قاعدة إسناد خاصة تنظـ مسألة تحديد القانكف
الكاجب التطبيؽ عمى شكؿ الزكاج عمى غرار ما ىك مكجكد في التشريع المقارف
ككذلؾ الشأف بالنسبة لمسألتي إثبات الزكاج كالحضانة .ألف مف شأف ذلؾ أف يحسـ
الخبلؼ كالجدؿ الفقيي القائـ حكؿ تكييؼ ىذه المسائؿ.
280
-يجب العمؿ عمى تكحيد الحؿكؿ في إطار تقنية تنازع القكانيف بيدؼ الحد مف
االختبلؼ خاصة بيف الدكؿ العربية ذات المرجعية الكاحدة ،كيتحقؽ ذلؾ عف طريؽ
إبراـ اتفاقيات جماعية كثنائية تعالج مشكبلت تنازع القكانيف في مسائؿ إبراـ الزكاج
المختمط ،كاالعتراؼ بالطبلؽ كاالحتجاج بو لدل الدكؿ غير اإلسبلمية.
281
المػػراجػػػػػػػػػع
282
أوال :بالمغة العربية
-1المراجع العامة
-1أحمد زككاغي ،القضاء الفرنسي كالجالية المغربية ،مكتبة دار السبلـ ،الطبعة
األكلى ،الرباط.1996 ،
لمنشر -4أحمد محمد اليكارم ،الكجيز في القانكف الدكلي الخاص اإلماراتي ،إثراء
كالتكزيع ،الطبعة األكلى ،األردف.2008 ،
-7الطاىر كركرم ،العدالة األسرية ،مطبعة آنفك -برانت ،الطبعة األكلى2009. ،
283
-09الفاخكرم إدريس ،العمؿ القضائي األسرم ،الجزء األكؿ ،دار اآلفاؽ المغربية،
الطبعة األكلى2009. ،
-10العسقبلني ،فتح البارم ،دار المعرفة ،بيركت ،ج( .05 .بدكف تاريخ).
م
-11بحماني إبراىيـ ،العمؿ القضائي في قضايا األسرة(مرتكزاتو كمستجداتو ؼ
مدكنة األحكاؿ الشخصية كمدكنة األسرة) ،المجمد الثاني ،مكتبة دار السبلـ،
المغرب2009. ،
-12بدراف أبك العينيف بدراف ،أحكاـ الزكاج كالطبلؽ في اإلسبلـ ،مطبعة دار
التأليؼ ،الطبعة الثانية.1961 ،
-13بيار مايير ،فانساف ىكزيو ،ترجمة عمي محمكد مقمد ،القانكف الدكلي الخاص
المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع ،الطبعة األكلى ،لبناف.2008 ،
-16بف داكد عبد القادر ،الكجيز في شرح قانكف األسرة الجديد ،دار اليبلؿ
لمخدمات ،اإلعبلمية.2004 ،
284
-17بف عبيدة عبد الحفيظ ،الجنسية كمركز األجانب في الفقو كالتشريع الجزائرم
دار ىكمو ،الجزائر.2005 ،
-19جابر جاد عبد الرحماف ،تنازع القكانيف ،دار النيضة العربية.1969 ،
-20جميؿ فخرم غانـ ،آثار عقد الزكاج في الفقو كالقانكف ،دار الحامد لمنشر
كالتكزمع ،الطبعة األكلى ،األردف.2009 ،
-24كلد الشيخ شريفة ،تنفيذ األحكاـ األجنبية ،دار ىكمو ،الجزائر2004. ،
-29لكعيؿ محمد لميف ،المركز القانكني لممرأة في قانكف األسرة الجزائرم ،دار
ىكمو ،الجزائر.2004 ،
-35محمد سمارة ،أحكاـ كآثار الزكجية ،دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ،الطبعة
األكلى ،األردف.2008 ،
286
-36محمد الشافعي ،قانكف األسرة في دكؿ المغرب العربي ،المطبعة كالكراقة
الكطنية ،الطبعة األكلى ،مراكش.2009 ،
-39محمد كليد المصرم ،الكجيز في شرح القانكف الدكلي الخاص ،دار الثقافة
لمنشر كالتكزيع ،الطبعة األكلى ،األردف.2009 ،
287
-45صالح جاد المنزالكم ،االختصاص القضائي بالمنازعات الخاصة الدكلية
كاالعتراؼ كالتنفيذ الدكلي لؤلحكاـ األجنبية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،
.2008
-46صبلح الديف جماؿ الديف ،تنازع القكانيف ،دار الفكر الجامعي ،الطبعة
الثانية ،اإلسكندرية.2007 ،
-48عبد العزيز سعد ،شرح قانكف األسرة الجزائرم في ثكبو الجديد ،دار ىكمو
الطبعة الثانية ،الجزائر.2009،
-51عبد السبلـ زكير ،شرح مدكنة األسرة ،جمعية نشر المعمكمة القانكنية
كالقضائية ،الرباط.2008 ،
288
- 54عكاشة محمد عبد العاؿ ،تنازع القكانيف(دراسة مقارنة) ،دار الجامعة
-57علي عمي سميماف ،شرح القانكف الدكلي الخاص الميبي ،منشكرات جامعة
بنغازم ،بدكف تاريخ.
-60عزالديف عبد اهلل ،القانكف الدكلي الخاص ،الجزء الثاني(تنازع القكانيف كتنازع
االختصاص القضائي الدكلييف) ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،الطبعة التاسعة،
مصر.1986 ،
-61عمار عبد الكاحد ،العبلقات بيف الزكجيف ،مركز النشر الجامعي ،تكفس،
.2007
-62فاطمة شحاتة ،مركز الطفؿ في القانكف الدكلي العاـ ،دار الجامعة الجديدة
اإلسكندرية.2007 ،
289
-63فؤاد ديب ،القانكف الدكلي الخاص(تنازع القكانيف) ،منشكرات جامعة دمشؽ،
الطبعة الثامنة ،سكريا.2006/2005 ،
-64فؤاد عبد المنعـ رياض ،سامية راشد ،الكجيز في اؿقانكف الدكلي الخاص
الجزء األكؿ(الجنسية كمركز األجانب كتنازع االختصاص القضائي) ،دار
النيضة العربية.1969 ،
-65فؤاد عبد المنعـ رياض ،تنازع القكانيف كاالختصاص القضائي الدكلي كآثار
األحكاـ األجنبية ،دار النيضة العربية ،القاىرة.1994 ،
-66سامي عبد اهلل ،الحمكؿ الكضعية لمعبلقات الخاصة الدكلية ،دار العمكـ
العربية ،الطبعة األكلى ،بيركت.1987 ،
-67سامي بديع منصكر ،عكاشة عبد العاؿ ،القانكف الدكلي الخاص ،الدار
الجامعية ،بيركت.1997 ،
290
-72سعيد يكسؼ البستاني ،الجنسية كالقكمية في تشريعات الدكؿ العربية،
-73رمزم محمد عمي دراز ،فكرة تنازع القكانيف في الفقو اإلسبلمي ،دار
-74تكفيؽ حسف فرج ،أحكاـ األحكاؿ الشخصية لغير المسمميف ،الدار الجامعية
بدكف تاريخ.
-76غالب عمي الداككدم ،القانكف الدكلي الخاص ،دار كائؿ لمنشر ،الطبعة
الخامسة ،األردف.2010 ،
- 2المراجع الخاصة
أ -المؤلفات
-77أحمد عبد الحميد عشكش ،تنازع القكانيف في مسائؿ األىمية ،مؤسسة شباب
الجامعة ،اإلسكندرية.1989 ،
-78السعدية بممير ،الركابط العائمية في القانكف الدكلي الخاص المغربي،
منشكرات جمعية تنمية البحكث كالدراسات القضائية ،المغرب1988. ،
-79جماؿ محمكد الكردم ،مصير الطبلؽ اإلسبلمي لدل االحتجاج بو في
الدكؿ غير اإلسبلمية ،دار النيضة العربية ،الطبعة األكلى1999. ،
-80جميمة دريسي ،إشكالية الحضانة في الزكاج المختمط ،دار القمـ لمطباعة
كالنشر كالتكزيع ،الطبعة األكلى2010. ،
291
-81ىشاـ خالد ،دعكل صحة كنفاذ عقد الزكاج ذم العنصر األجنبي كالمحكمة
المختصة دكليا بنظرىا ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2003 ،
-82ىشاـ خالد ،القانكف الكاجب التطبيؽ عمى شكؿ الزكاج ،منشأة المعارؼ
اإلسكندرية2005. ،
-83نادية فضيؿ ،تطبيؽ قانكف المحؿ عمى شكؿ التصرؼ ،دار ىكمو ،الجزائر
2006.
-84نادية فضيؿ ،تطبيؽ القانكف األجنبي أماـ القضاء الكطني ،دار ىكمو
الطبعة الرابعة ،الجزائر.2005 ،
-85نادية فضيؿ ،الغش نحك القانكف ،دار ىكمو ،الطبعة الثانية ،الجزائر
.2006
-86صبلح الديف جماؿ الديف ،تنازع القكانيف في مشكبلت إبراـ الزكاج ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2007 ،
-87صبلح الديف جماؿ الديف ،مشكبلت حضانة األطفاؿ في زكاج األجانب،
دار الفكر ،الجامعي ،اإلسكندرية.2004 ،
-88رعد مقداد محمكد ،النظاـ المالي لمزكجيف ،دار الثقافة لمنشر كالتكزيع،
الطبعة األكلى ،األردف.2003 ،
-89رعد مقداد محمكد ،تنازع القكانيف في النظاـ المالي لمزكجيف ،دار الكتب
القانكنية ،دار شتات لمنشر كالبرمجيات ،الطبعة األكلى ،مصر.2009 ،
292
ب -رسائؿ الدكتوراه ومذكرات الماجستير
-3المقاالت
293
-98أحمد زككاغي ،حالة كأىمية األجانب في التشريع المغربي ،مجمة
الممحؽ القضائي ،المممكة المغربية ،ك ازرة العدؿ ،المعيد العالي لمقضاء،
العدد.2009 ،42
-99أحمد زككاغي ،اعتناؽ الديانة اإلسبلمية كأثره عمى صحة الزكاج مف
امرأة كتابية ،مجمة الممحؽ القضائي ،المممكة المغربية ،ك ازرة العدؿ ،المعيد
العالي لمقضاء ،العدد2010. ،43
-100الطيب زركتي ،قراءة في إصبلح أحكاـ تنازع القكانيف الدكلي في
الجزائر بقانكف ،10-05مجمة المحكمة العميا ،2006 ،العدد.01
294
-107حسايف عبكد ،النفقة عمى ضكء مدكنة األسرة ،ضكابط التقدير
القضائي كأسس الحماية القانكنية ،مجمة الحقكؽ ،المغربية ،عدد مزدكج -9
2010. ،10
-108حسف اليداكم ،تنازع القكانيف في مكضكع االسـ ،مجمة الحقكؽ
كالشريعة جامعة الككيت ،1987 ،العدد.01
-109طبلؿ ياسيف العيسى ،دراسة قانكنية في عبلقة االختصاص القضائي
الدكلي بؽكاعد النظاـ العاـ ،مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية كالقانكنية
،2009العدد.01
-110محمد الكشبكر ،قراءة في كاقع الزكاج المختمط ،المجمة المغربية
لمدراسات الدكلية ،جامعة محمد األكؿ ،كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية
كاالجتماعية ،كجدة ،عدد خاص2003. ،
-111ـ بركؾ بنمكسى ،القانكف األجنبي مف خبلؿ المجمة التكنسية لمقانكف
الدكلي الخاص ،المجمة العربية لمفقو كالقضاء ،األمانة العامة لجامعة الدكؿ
العربية ،2005العدد.32
-112محمد كليد ىاشـ المصرم ،محاكلة لرسـ معالـ النظاـ العاـ الدكلي
العربي بمفيكـ القانكف الدكلي الخاص ،مجمة الحقكؽ ،جامعة الككيت،
،2003العدد04.
-113محمد كليد ىاشـ المصرم ،مدل تبلزـ النظرة اإللزامية إلى قاعدة
اإلسناد كالقانكف األجنبي أماـ القاضي الكطني" نحك مكقؼ مكحد لتشريعات
القانكف الدكلي الخاص العربية" ،مجمة الشريعة كالقانكف ،جامعة اإلمارات
العربية المتحدة ،2008 ،العدد35.
-114محمد بنحسايف ،المشاكؿ القانكنية لمعماؿ المغاربة بالخارج مع أحكاـ
الطبلؽ ،مجمة القانكف المغربي ،العدد .2009 ،13
295
-115مسعكدم رشيد ،حماية التصرفات المالية لممرأة المتزكجة ،مجمة
الحقيقة جامعة أدرار ،2004 ،العدد.04
-116نكرالديف قارة ،القانكف المنطبؽ عمى الزكاج مف خبلؿ مجمة القانكف
الدكلي الخاص ،حكليات العمكـ القانكنية ،كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية
كالتصرؼ بجندكبة ،تكنس ،العدد2007. ،01
-117نكراليدل القندكسي ،خديجة بكتخيمي ،الزكاج المختمط كجو جديد
لميجرة كخطكة نحك االندماج ،الـ جمة المغربية لمدراسات الدكلية ،جامعة محمد
األكؿ ،كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية ،كجدة ،عدد خاص،
2003.
-118صاحب الفتبلكم ،قراءة جديدة لقكاعد تنازع القكانيف المتعمقة بالزكاج
كاألمكاؿ في القانكف المدني األردني " ،دراسة تحميمية مقارنة " ،مجمة جامع
النجاح لؤلبحاث(العمكـ اإلنسانية) ،2005 ،العدد.04
-119عبد الفتاح تقية ،اإلشكاالت القانكنية بيف النظرية كالتطبيؽ في القانكف
رقـ (11-84تشريع األسرة الجزائرم) ،المجمة الجزائرية لمعمكـ القانكنية
كاالقتصادية كالسياسية ،2003 ،العدد .02
-120عبد الرحماف خمفي ،الجرائـ الماسة بأحكاـ الحضانة(دراسة مقارنة)،
المجمة النقدية لمقانكف كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم -تيزم كزك،
2008العدد.02
-121عبد السبلـ زكير ،تذييؿ األحكاـ كالعقكد األجنبية الصادرة بإنياء
العبلقة الزكجية بالصيغة التنفيذيةww.oualidou.jeran.com ،
296
-123عزالديف كيحؿ ،التصرفات المالية لمزكجة كمدل تأثيرىا عمى الحياة
الزكجية ،مجمة العمكـ اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2003 ،العدد
.08
-124عكاشة محمد عبد العاؿ ،تطبيؽ القانكف األجنبي أماـ القاضي
المبناني ،مجمة الدراسات القانكنية ،جامعة بيركت العربية ،كمية الحقكؽ،
،1998العدد.01
-125عمي مصباح ابراىيـ ،المعاشرة غير الشرعية كالزكاج المنقطع في
لبناف ،مائتي عاـ عمى إصدار التقنيف المدني الفرنسي ،أعماؿ الندكة التي
عقدتيا كمية الحقكؽ ،جامعة بيركت العربية ،منشكرات الحمبي الحقكقية،
2005.
-126فاضمي إدريس ،قانكف األسرة بيف الثابت كالمتغير ،المجمة الجزائرية
لمعمكـ القانكنية كاالقتصادية كالسياسية ،1996 ،العدد 04.
-127فتيحة يكسؼ ،مدل الحـ اية القانكنية لمطفؿ في القانكف الدكلي
الخاص ،مجمة العمكـ القانكنية كاإلدارية ،جامعة أبك بكر بمقايد ،تممساف،
العدد2005. ،03
-128فتيحة غميط ،االتفاقية المغربية الفرنسية حكؿ األسرة كالتعاكف
القضائي لسنة 1981بيف النص كالكاقع ،مجمة القصر ،المغرب ،العدد،23
2009.
-129فكزم بكخريص ،الذمة المالية لمزكجيف مف خبلؿ مدكنة األسرة ،مجمة
القصر ،المغرب ،العدد 2009. ،23
297
-130سيدم محمد بف سيد أب ،قكاعد التنازع الدكلي في بعض المسائؿ مف
القانكف الجزائرم ،المجمة الجزائرية لمعمكـ القانكنية كاالقتصادية كالسياسية،
،1999العدد02.
-4االتفاقيات
298
-138اتفاقية الىام المبرمة في 25أكتكبر 1980لمعالجة المسائؿ المدنية
لحاالت خطؼ األطفاؿ خارج الحدكد.
299
الزيارة كارجاع األطفاؿ ،الجريدة الرسمية رقـ 4700الصادرة بتاريخ 17يكنيك
.1999
-5القوانيف
الطؼ التكنسية.
ؿ بإصدار مجمة
300
-152أمر رقـ 85 -75مؤرخ في 26سبتمبر 1975يتضمف القانكف المدني
الجزائرم ،المعدؿ كالمتمـ بالقانكف رقـ 05-07المؤرخ في 13مايك.2007
301
160- Corinne RENAULT- BRAHINSKY, Droit de la Famille,
Gualino éditeur, 2e édition, Paris, 2006.
2-Articles et Chroniques
302
et en Europe, revue internationale de droit comparé, octobre-
décembre 1997, N 04.
303
الفػػيػػػػػػرس
مقدمة
1 ........................................................................
الفصؿ األوؿ
القانوف الواجب التطبيؽ عمى انعقاد الزواج10 ................
المبحث األوؿ :الشروط الموضوعية لمزواج15 .............................
المطمب األكؿ :مضمكف فكرة الشركط المكضكعية لمزكاج في القانكف
الجزائرم17. ………….. ....................................................
الفرع األكؿ :الرضا ك أىمية إبراـ عقد الزكاج20 ............................
الفرع الثاني:الكلي كالشيكد كالصداؽ24..... ................................
الفرع الثالث :انعداـ المكانع الشرعية28 .....................................
المطمب الثاني :مضمكف فكرة الشركط المكضكعية لمزكاج في القانكف
الفرنسي34 ...............................................................
الفرع األكؿ :الشركط الطبيعية لمزكاج34 ...................................
الفرع الثاني :الشركط ذات الطبيعة العقدية40 ..............................
المطمب الثالث :تطبيؽ قانكف جنسية الزكجيف عمى الشركط المكضكعية
لمزكاج41 .................................................................
الفرع األكؿ :التطبيؽ الجامع43 ............................................
الفرع الثاني :التطبيؽ المكزع46 ............................................
الفرع الثالث :االستثناء المقرر لصالح القانكف الكطني49 ....................
الفرع الرابع :كيفية تطبيؽ قانكف جنسية الزكجيف في حالتي ازدكاج
الجنسية كانعداميا53 .................... ....................................
الفرع الخامس :القانكف الكاجب التطبيؽ على الككالة في عقد الزكاج58 ......
المطمب الرابع :حاالت استبعاد تطبيؽ القانكف األجنبي63 ....... ............
الفرع األكؿ :الدفع بالنظاـ العاـ63 .........................................
أكالن :األثر المخفؼ لمنظاـ العاـ67 .... .....................................
304
ثانيا :األثر االنعكاسي لمنظاـ العاـ74 ......................................
الفرع الثاني :الغش نحك القانكف77 .........................................
المبحث الثاني :الشروط الشكمية لمزواج82 ................................
المطمب األكؿ :الزكاج بيف الشكؿ المدني كالديني80 .........................
المطمب الثاني :تطبيؽ قانكف المحؿ عمى شكؿ الزكاج83 ...................
الفرع األكؿ :تاريخ قاعدة لككيس88 .........................................
الفرع الثاني :طبيعة قاعدة لككيس89 .......................................
أكالن :خضكع شكؿ الزكاج لقانكف محؿ اإلبراـ قاعدة آمرة90 .................
ثانيان :خضكع شكؿ الزكاج لقانكف محؿ اإلبراـ قاعدة اختيارية91..............
ثالثان :طبيعة قاعدة لككيس في التشريعات الحديثة93 ........................
الفرع الثالث :مكانع تطبيؽ قاعدة لككيس99 ................................
أكالن :الغش نحك القانكف99 .................................................
ثانيان :النظاـ العاـ101 ....................................................
ثالثان:اإلحالة104 ..........................................................
المطمب الثالث :مضمكف فكرة الشركط الشكمية لمزكاج102 ..................
المطمب الرابع :اختصاص السمؾ الدبمكماسي كالقنصمي بإبراـ الزكاج110 ....
الفرع األكؿ :زكاج الجزائرييف في الخارج…116 ............................
الفرع الثاني :زكاج األجانب في الجزائر118 ................................
الفصؿ الثاني
القانوف الواجب التطبيؽ عمى آثار الزواج120................
المبحث األوؿ :تحديد نطاؽ القانوف الذي يحكـ آثار الزواج121 ...........
المطمب األكؿ :آثار الزكاج فيما يخص الجنسية125 .......................
المطمب الثاني :أثر الزكاج عمى أىمية الزكجة134 .........................
المطمب الثالث :أثر الزكاج عمى نفقة الزكجة كاسميا…135 ................
المبحث الثاني :مضموف القانوف المختص بحكـ آثار الزواج141 ..........
المطمب األكؿ :خضكع آثار الزكاج لقانكف جنسية الزكج142 ...............
305
المطمب الثاني :الصعكبات التي تعترض تطبيؽ قانكف جنسية الزكج151 ....
المبحث الثالث :النظـ المالية لمزواج161 ..................................
المطمب األكؿ :أىـ النظـ المالية لمزكاج في القانكف الفرنسي…167 .........
الفرع األكؿ :نظاـ االشتراؾ المالي167 ...................................
الفرع الثاني :نظاـ االنفصاؿ المالي175 ...................................
المطمب الثاني :اتفاؽ الزكجيف حكؿ نظاـ األمكاؿ المشتركة بينوما في التشريع
الجزائرم177 . ............................................
الفرع األكؿ :االستقبلؿ النظرم لمذمـ المالية لمزكجيف177 . ..................
الفرع الثاني :االشتراؾ الفعمي182 .........................................
المطمب الثالث :نظاـ االشتراؾ المالي بيف الزكجيف في القانكف التكنسي 186
الفرع األكؿ :تسجيؿ نظاـ االشتراؾ المالي187 .............................
الفرع الثاني :مشمكالت نظاـ االشتراؾ المالي188 ..........................
الفصؿ الثالث
القانوف الواجب التطبيؽ عمى الطالؽ191 ............
المبحث األوؿ :مضموف فكرة الطالؽ192 .................................
المطمب األكؿ :المفيكـ العاـ لمطبلؽ193 ..................................
المطمب الثاني :خصكصية الطبلؽ بالنسبة لمكسائؿ األخرل النقضاء
الزكاج196 ...............................................................
الفرع األكؿ :الفسخ كالتطميؽ كالخمع196 ...................................
الفرع الثاني :الطبلؽ في الديانات السماكية كالتشريعات الكضعية200........
أكالن :الطبلؽ في الديانات السماكية200 .....................................
ثانيان :تطكر مفيكـ الطبلؽ في التشريعات الكضعية الغربية202 .............
الفرع الثالث :التحمؿ مف التزامات الزكجية باالنفصاؿ الجسماني
في القانكف الفرنسي204 ............. ........................
المبحث الثاني :ؾيفية تحديد القانوف المختص بالطالؽ206 ...............
المطمب األكؿ :خضكع الطبلؽ لقانكف جنسية الزكج206 ....................
306
الفرع األكؿ :المبدأ العاـ207 ..............................................
الفرع الثاني :االستثناء الكارد عمى تطبيؽ قانكف جنسية اؿزكج215 ...........
المطمب الثاني :استبعاد قانكف جنسية الزكج217 ............................
الفرع األكؿ :الدفع بالنظاـ العاـ217 ......................... ...............
الفرع الثاني :الغش نحك القانكف224 ......................................
المطمب اؿثالث :نطاؽ إعماؿ قانكف جنسية الزكج226 ......................
المطمب الرابع :الحضانة كاشكالية تحديد القانكف الكاجب التطبيؽ232 .......
الفرع األكؿ :حؽ الطفؿ في الكسط العائمي232 .............................
الفرع الثاني :التكييؼ القانكني لمحضانة235 ...............................
الفرع الثالث :القانكف الذم يحكـ الحضانة237 .............................
الفرع الرابع :تحديد نطاؽ القانكف الكاجب التطبيؽ عمى الحضانة250 .......
المبحث الثالث :تنفيذ أحكاـ الطالؽ األجنبية254 ..........................
المطمب األكؿ :تذييؿ األحكاـ كالعقكد األجنبية الصادرة بإنياء العبلقة الزكجية
بالصيغة التنفيذية256 .....................................
الفرع األكؿ :الجية المختصة بالبت في طمب تذييؿ عقد أك حكـ أجنبي
بالصيغة التنفيذية263 .....................................................
الفرع الثاني :طبيعة كآثار الحكـ القاضي بتذييؿ العقد أك الحكـ األجنبي
بالصيغة التنفيذية266 .....................................................
الفرع الثالث :تنفيذ أحكاـ الطبلؽ األجنبية في إطار اتفاقيات التعاكف القضائي
الدكلي268 ..................................................
المطمب الثاني :مشكمة االعتراؼ بالطبلؽ في نظـ األحكاؿ الشخصية غير
اإلسبلمية269 ............................................
الفرع األكؿ :أساس تطبيؽ اؿقانكف األجنبي كاثباتو270 .....................
الفرع الثاني :تكييؼ الطبلؽ اإلسبلمي في فرنسا275 .......................
الفرع الثالث :شركط حيازة حكـ التطميؽ األجنبي حجية األمر المقضي
في فرنسا277 ......... ....................................................
307
خاتمة.............................................................
المراجع278 ...........................................................
الفيرس303 ..............................................................
308