Professional Documents
Culture Documents
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ـــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
تأديب الزوجة بالضرب في الفقه اإلسالمي بين اإلباحة والتجريم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
تعترب العالقة اليت ينشئها عقد الزواج من آيات اهلل يف الكون ،يقول تعاىل" :ومن
آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورمحة" ،وقد
أحاط الشرع احلكيم الزواج جبملة من األحكام ،ورتب عليه حقوقا وواجبات لكال
الزوجني يف سبيل حتقيق االستقرار الذي تصنعه املودة والرمحة؛ فعقد الزواج الذي
جيمع الرجل واملرأة عقد رباين يف تكوينه ونشأته كما هو رباين يف آثاره والتزاماته.
ومما يرتبه عقد الزواج ما يعرف باحلقوق الزوجية ،وهي حقوق الزوج على
الزوجة وحقوق الزوجة على الزوج ،من هذه احلقوق :القوامة للزوج وما يتبعها من حق
الطاعة ويقابلها املعاملة احلسنة واإلنفاق على الزوجة باملعروف.
واحلياة الزوجية إذا أخذت مسارها الطبيعي ،وعرف كل من الزوج والزوجة
واجباته قبل حقوقه سادت املودة والرمحة ،فإن حادت سفينة احلياة بالطرفني عما
جيب أن تكون عليه وهبت عليها عواصف اخلالفات ،كان لزاما العمل على احلد من
الشقاق وإرجاع األمور إىل مسارها الطبيعي.
ويف سبيل ذلك رمست أحكام الشريعة اإلسالمية طرقا لفض الزناعات وتضييق
جماالت الشقاق ،وواجهت نشوز أحد الزوجني أو مها معا مبا حيفظ للحياة الزوجية
استمرارها واستقرارها ،من ذلك ما أعطي للزوج باعتباره ربان السفينة من حق تأديب
الزوجة إن هي نشزت وخرجت عما يلزمها به العقد وخالفت بنوده ،ومل تترك الشريعة
الربانية وسائل التأديب وال كيفيته بل نصت عليه ووضعت ضوابط الستعماله؛ ووسائل
التأديب نص عليها القرآن الكرمي وبينت السنة النبوية الشريفة كيفيته وتوىل الفقهاء
أحكامه بالتفضيل والشرح.
وقد عرضت مسألة تأديب الزوجة مع تعديل املشرع اجلزائري لقانون العقوبات
ومما نص عليه مساءلة الزوج جنائيا إذا تعدى بالضرب على الزوجة .وإذا علمنا أن
ضرب الزوجة تأديبا من الوسائل اليت نصت عليها الشريعة اإلسالمية ،فما هي حدود
استعمال الضرب كوسيلة لتأديب الزوجة؟ ومىت يكون الزوج مسئوال جنائيا يف الفقه
اإلسالمي؟
لإلجابة على ذلك :جاءت هذه الورقة بثالث حماور:
• احملور األول :مفهوم التأديب بالضرب
خاتمة:
مما سبق يتبني لنا أن التأديب بالضرب عموما والزوجة خصوصا حتكمه مجلة
قواعد وضوابط تبىن عليه أحكامه ونتائجه نذكر منها:
-إذا كان التأديب بالضرب مباحا إال أن األصل فيه الكراهة وقد يصل بنتائجه إىل
التحرمي
-ال يستعمل الضرب يف التأديب إال بعد استنفاذ الطرق األخرى فيه.
الهوامش:
( )0أبو الفضل مجال الدين حممد بن منظور ،لسان العرب ،دار صادر ،بريوت 6113 ،م ،ج ،0ص .206
() 6
أمحد بن حممد بن علي الفيومي ،املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري ،املكتبة العلمية ،بريوت ،ج ،0
ص .9
( )3وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ط ،6دارالسالسل ،الكويت،0414 ،
0467هـ ،ج ،01ص .09