Professional Documents
Culture Documents
لقد دأب السلف وحافظ الخلف ،عندما يتناولوا موضوعا معينا أن يكون تعريفه واستمداده
وحجيته من أولويات المطالب لمقاربة ذاك الموضوع .فكانت أصول الفقه األربعة تستفتح
ب الكالم عن تعريفه ا وحجيته ا ومكانته ا داخ ل ال دائرة األص ولية .والمقاص د الش رعية
وأخيته ا المص الح ال تنش زان عن ه ذه القاع دة بم ا أنهم ا من حيثي ات المعرف ة األص ولية
وبعض مكتسباتها المهمة .فقد انصب اهتمام العلماء ،وإ ن بأنصباء متفاوتة ،باالستددالل
عليهما واستلهام األدلة على حجيتهما .وتاتي هذه الوريقة المتواضعة لمواصلة هذا المسار
بمقارب ة جدي دة ونظ ر ق ديم وح ديث في آن .مس تهدفا العض على المقاص د والمص الح
بالنواج ذ وذل ك بالكش ف وإ ض افة حجج وأدل ة دامغ ة لتأكي دهما وتأك دهما وأص التهما
وراهنيتهما .وجاء ذلك في مبحثين األول عن االستدالل عليهما قديما ونواقصه ،واق تراح
مقاربة جديدة لالستدالل عليهما .والثاني يتعلق بأنواع االستدالل الجديدة ،كما يتصورها
البحث ،ويتض من ع دة مط الب ،ك ل منه ا يمث ل دليال على المقاص د ك دليل رف ع الح رج
ودليل االستخالف ودليل الوسطية واالعتدال ودليل التسخير والتذليل إلى آخر قائمة تلك
المط الب .ونبتغي من وراء البحث من جه ة الرف ع من مس توى االس تدالل على المقاص د
كم ا وكيف ا واالنتق ال ب ذلك من بس اطة المالحظ ة إلى تركيبه ا ومن ض يق الرؤي ة التعليلي ة
الس ابقة إلى رحاب ة النص وص وس عتها ،ونبتغى من جه ة ثاني ة الخ روج ببعض النت ائج
والمكتس بات توس ع المعرف ة عن المقاص د والمص الح وتقيم جس را متواص ال بيبنه ا وبين
النصوص الشرعية ،في نظرية ترى أنهما وجهين لعملة واحدة ،ولم ال؟
المبحث األول :االستدالل عليهما قديما والمالحظات عليه
ولعل ما يلفت االنتباه أنه رغم التأكيد المؤكد واألكيد عند علمائنا على أهمية بيان حجية
الدليل واألصل واستمدادهما ،فإن الكثير من األصول والمفاهيم المؤسسة في أصول الفقه
والمقاص د تنب ني على أدل ة قليل ة ج دا وربم ا ك ان االس تدالل على األص ل الكلي ب دليل نقلي
واح د وش اهد مف رد كم ا س نرى الحق ا .ك انت لتل ك المنهجي ة نت ائج س لبية منه ا الق راءة
التجزيئي ة للنص وص واتخاذه ا عض ين ،مم ا ت رتب عن ه إهم ال نص وص وأدل ة له ا دور
وأهمي ة في فهم ومقارب ة الموض وع دورا وأهمي ة ال يتقاع دان عن م ا لألدل ة الم ذكورة .
ومن النتائج السلبية أيضا عدم قراءة الموضوع بحذافيره وروافده من األدلة والنصوص .
ومنها أخيرا وليس آخرا أن تبقى الرؤية للموضوع ضيقة واختزالية وغير مبينة.
أوال عدم مالءمة األدلة لنفس األمر ولألصل الذي يراد إثباته .في هذا الصدد يالحظ أن
الق الب أض يق من المقلب والنت ائج أك بر من المق دمات وكأن ه التمت إح داهما إلى األخ رى
بأية صلة ،وسيكون لذلك أثر سلبي على عملية االستدالل ومشواره إن عاجال أو آجل .
يالح ظ ذل ك أوال في المص الح المرس لة م ع الغ زالي حيث انطل ق من وهميته ا وبأنه ا م ا لم
يشهد له من الشرع شاهد ال باإللغاء وال باالعتبار ،في حين أنه سيبني على هذا األصل
نظرية المقاصد الخمسة والمصالح العامة التي تتميز بالكلية والضرورية .كما يظهر ذلك
في االستدالل على أصلي اإلجماع والقياس فإن اآلية المعتمدة على إثبات اإلجماع ليست
ص ريحة في ه ،على األق ل ليس ت ص ريحة في اإلجم اع المع رف « بأنه إجماع أمة محمد
"تراط
"ل باش" صلى اهلل عليه وسلم على أمر من األمور الدينية» 1أو بالمنظور األخر القائ"
"ه
"لى اهلل علي"
انقراض هو « :عبارة عن اتفاق جملة أهل الحل والعقد من أمة محمد ص"
وسلم في عصر من األعصار على حكم واقعة من الوقائع» 2أق ول ب أن االس تدالل به ذه
ثاني ا بس اطة االس تدالل ومعل وم أن العلم ال يق وم على المالحظ ة البس يطة ،وكم ا يق ول
باشالر فقد ولى زمن الفرضيات البسيطة فاسحا المجال أمام الفرضيات المركبة .في هذا
الص دد نج د أن االس تدالل على المقاص د والمص الح يق وم على مب ادئ علمي ة في منتهى
البساطة واألوالنية ،فيكفي لالستدالل على المقاصد والمصالح أن تكون الشريعة معللة ،
وأن تك ون الش ريعة معلل ة يكفي في ه أن ت رد آي ات وأح اديث فيه ا التعلي ل بح روف التعلي ل
كف اء التعقيب والم التعلي ل وب اء التس بيب ونح و ذل ك وبه ذا يك ون االس تدالل على المقاص د
والمصالح قد بلغ الغاية والهدف .
ولبي ان م ا س بق أش ير أوال إلى أن الغ زالي على س بيل المث ال في اس تدالله على
المص الح المرس لة ،يجع ل دليال واح دا نص ب عيني ه واهتم ام ـأصغريه .فق ال ب أن ال دليل
عليها هو نتيجة النقاش الذي جرى بين الصحابة رضوان اهلل عليهم حول عقوبة الشارب
يقول الغزالي « :ويشهد على جنس ذلك أمر كلي وهو مثال منقول عن الصحابة ،اشتهر
واستحقروا الحد المشرع فيه ،جمع عمر رضي اهلل عنه الصحابة واستشارهم ،فضربوا
هذى افترى فأري عليه حد المفتري .فأخذوا بقوله واستصوبوه ،واستمروا عليه ،وهذه
هي المص لحة المرس لة ال تي يج وز اتب اع مثله ا» 4وق د انطل ق الغ زالي من ه ذا الح ديث
لمقارب ة المص لحة اس تدالال وتأص يال وتم ثيال .وق د ك ان ه ذا في أحس ن األح وال .ألن ه من
المع روف كالم الغ زالي في المستص فى حيث جع ل المص الح هي أول األدل ة األربع ة
الوهمي ة وال تي ال تس تند على أص ل معين ،فق ال :األص ل الراب ع من األص ول الموهوم ة
االستصالح وقد اختلف العلماء في جواز اتباع المصلحة المرسلة .وال بد من كشف معنى
المص لحة وأقس امها فنق ول المص لحة باإلض افة إلى ش هادة الش رع ثالث ة أقس ام قس م ش هد
الشرع العتبارها ،وقسم شهد لبطالنها ،وقسم لم يشهد الشرع ال لبطالنها وال العتباره ا...
إلى أن يقول :القسم الثالث ما لم يشهد له من الشرع بالبطالن وال باالعتبار نص معين.
وهذا في محل النظر فلنقدم على تمثيله تقسيما آخر .وهو أن المصلحة باعتبار قوتها في
5
بالتحسينات والتزيينات وتتقاعد أيضا عن رتبة الحاجات
كم ا أن الط وفي اتك آ على ح ديث الض رر لالس تدالل على المص الح .فانطالق ا من ه ذا
الح ديث ب نى الط وفي نظري ة متماس كة ومنهجي ة عن المص لحة وأدلته ا وط رق إثباته ا
وعالقتها باألدلة األخرى كما في قوله أكثر من مرة « :وهذا يقتضي تقديم مقتضى هذا
الحديث على جميع أدلة الشرع وتخصيصها به في نفي الضرر ،وتحصيل المصلحة ،ألنا
لو فرضنا أن بعض أدلة الشرع تضمن ضررا فإن نفيناه بهذا الحديث كان عمال بالدليلين،
وإ ن لم ننفيه به كان تعطيال ألحدهما وهو هذا الحديث ،وال شك أن الجمع بين النصوص
6
في العمل بها أولى من تعطيل بعضهما »
واألم ر نفس ه نج ده م ع الع ز ابن عب د الس الم فق د تن اول المقاص د من جه ة أنه ا عب ارة عن
ِإ َّ
تحص يل المص الح ودف ع المفاس د مؤص ال ذل ك ومس تدال علي ه بقول ه تع الىَّ ( :ن اللهَ َي ُ
ْأم ُر
اء َواْل ُم ْن َك ِر َواْلَب ْغ ِي َي ِعظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم
اء ِذي اْلقُ ربى وي ْنهى ع ِن اْلفَ ْح َش ِ
ْ َ ََ َ َ
ان وِإ يتَ ِ ِ ِإْل
باْل َع ْدل َوا ْح َس ِ َ
ِ
ون) النحل 90فقد جعل هذه اآلية قطب الرحى في المص الح والمفاسد .فقال الشيخ تَ َذ َّك ُر َ
ابن عاشور في تفسير هذه اآلية بأن صاحب السيرة الحلبية قال بأن الشيخ عز الدين ابن
عب د الس الم أل ف كتاب ا س ماه الش جرة ،بين في ه أن ه ذه اآلي ة اش تملت على جمي ع األحك ام
الشرعية في سائر األبواب الفقهية .وعلق الريسوني على هذا فقال « :فالمفروض إذن أن
ابن عبد السالم قد عمل في هذا الكتاب على ربط األحكام الشرعية بأصولها و مقاصدها
المجموعة في هذه اآلية ،وهذا عمل جليل وفريد من نوعه» []7
ف رغم أهمي ة القي اس ،نج ده يس تقى داللت ه من الح ديث أن الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم ق ال
لمعاذ { :بم تحكم؟ فقال بكتاب اهلل ،قال فإن لم تجد؟ قال بسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه
وس لم ،ق ال ف إن لم تج د ؟ ق ال اجته د رأيى} فه ذا الح ديث ق د تقبلت ه األم ة ب القبول ،وجعلت ه
مستندا ألصل القياس .
ف نرى الغ زالي عن دما تع رض للمص الج القطعي ة والمقاص د الض رورية ي رى أن مث ل ه ذه
المس ائل ال يحت اج إلى اس تدالل فق ال « :ونحن نعلم أن الش رع ي ؤثر حف ظ الكلي على
الج زئي ف إن حف ظ أه ل اإلس الم ،عن اص طالم الكف ار أهم في مقص ود الش رع من حف ظ
مسلم ،فهذا مقطوع به من مقصود الشرع والمقطوع به ال يحتاج إلى شهادة األصل».12
ويقول في مسألة التوظيف على المال ،وأنه بتعطيله يهلك عالم اإلسالم :وهذا ما يعلم قطعا
من كلي مقص ود الش رع في حماي ة ال دين وال دنيا قب ل أن تلتفت إلى الش واهد المعين ة من
أص ول الش رع» ويق ول أيض ا « :ثم خاص ية مث ل ه ذه المص الح القطعي ة أنه ا ال تع دم ق ط
شواهد من شواهد الشرع كثيرة.»13
والشاطبي الذي اهتم باالستدالل على المقاصد في المسالة السابعة خرج بنتيجة مفادها عدم
التص ريح به ا من خالل األدل ة القطعي ة وإ ن ك ان االس تدالل عليه ا س يأتي فيم ا أس ماه
باالس تقراء .ولع ل الش اطبي ت أثر بكالم الغ زالي الس ابق وه و أن ال دليل القطعي اليمكن
بن اؤه على ال دليل الج زئي ال ذي تمثل ه النص وص أحس ن تمثي ل فق ال :ك ون الش ارع قاص دا
للمحافظة على القواعد الثالث الضرورية والحاجية والتحسينية ال بد عليه من دليل يستند
إليه والمستند إليه فى ذلك إما أن يكون دليال ظنيا أو قطعيا وكونه ظنيا باطل مع أنه أص ل
من أصول الشريعة بل هو أصل أصولها وأصول الشريعة قطعية حسبما تبين فى موضعه
فأص ول أص ولها أولى أن تك ون قطعي ة ول و ج از إثباته ا ب الظن لك انت الش ريعة مظنون ة
إن عدم االهتمام باألدلة وتنويعها يعتبر أحد المعوقات التي تعترض األصول ومقاصدها .
ذلك أن هذه األصول تنكشف وتتكشف من خالل تلك األدلة وتكون مفهومة ومؤصلة بقدر
األدل ة ال تي تكش ف عنه ا .كم ا يق ال في العل وم بالطبيعي ة ب أن الحقيق ة تتح دد من الناحي ة
الكمية دون الناحية الكيفية ،وكما يقول المثل بأن العرب إذا زادت األلفاظ زادت المعاني
كذلك يمكن القول نفسه فيما يتعلق بالحديث عن أدلة المقاصد والمصالح .وما نصبو إليه
من ه ذا الكالم ه و تنوي ع األدل ة على المقاص د والمص الح ذل ك ان الوق وف فيه ا على دلي ل
معين سيبقيها في دائرة ذلك الدليل وما يقال هنا يقال عن االستدالل في مواضيع األصول
األخرى ..والدليل على ذلك ما يقرره ابن حزم في إحدى مبادئه الميكانيكية في قوله بان
القض ية أو اللفظ ة التعطى إال نفس ها .مث ال ذل ك أن االس تدالل على القي اس مثال بح ديث
مع اذ ه و بعض االس تدالل على القي اس واالجته اد ال عليهم ا كلهم ا .فه و يق دم دليال على
ش رعية االجته اد لكن ه ليس دليال على ب اقي المس ائل في االجته اد والقي اس فه ذا يتطلب
اس تثارة أدل ة أخ رى للمقاص د األخ رى المتعلق ة باالجته اد وبالقي اس .وبعب ارة أخ رى ف إن
حديث معاذ يجعل كل محاولة لنفي الراي واالجتهاد باطلة ولكنه في نفس الوقت إنما يؤكد
على االجته اد وال رأي من حيث هما اجته اد ورأي ولكن ه ال ي برر ك ل اجته اد وك ل رأي .
وه ذا ه و مكمن اإلش كال في االس تدالل الش رعي حيث يتج اوز بال دليل مقاص ده وثقالت ه
اللفظية في جانب ،وفي جانب آخر يضن به عنهما وكال الموقفين خطأ .
ولعل أهمية متابعة النصوص وتثويرها هو ما جعل الشاطبي يتفرد بدعوته إلى االعتماد
على االستقراء كدليل يتتبع المعاني من جملة نصوص كثيرة ،وهذه المعاني ليست معنى
نخ رج به ذه الكلم ات من مالحظ ة أساس ية وهي ض رورة االنفت اح على النص وص الكث يرة
التي لها رابطة تجمع بينها وكلما كان ذلك االنفتاح كبيرا كانت معرفتنا بالموضوع أكثر
شمولية وجدوائية .ومن هذه الجهة ذكرت في الصفحات الالحقة بعض مظاهر األدلة عن
المقاص د والمص الح باعتب ار ذل ك ال غ يره ه و الطري ق األنج ع لمعرفتهم ا ،واالس تدالل
عليهما وبهما.
رف ع الح رج ه و واح د من األدل ة على المص الح والمقاص د الش رعية .ومظه ر من
مظاهرها ،ألن الشريعة جاءت للمصالح ال للمفاسد ولرفع الحرج ال للعنت والتضييق.
وق ال الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم عن أبي س عيد بن مال ك بن س نان الخ دري رض ي اهلل
15
عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم قال ( :ال ضرر وال ضرار )
قال الطوفي :والضرر إلحاق مفسدة بالغير مطلقا والضرار إلحاق مفسدة به على جهة
16
المقابلة أي كل منهما يقصد ضرر صاحبه.
فقد جاءت الشريعة لرفع الضرر ويقول الشاطبي « ومنه أيضا قوله عليه الصالة والسالم
ال ضرر وال ضرار ،فإنه داخل تحت أصل قطعي في هذا المعنى فإن الضرر والضرار
مبث وث منع ه في الش ريعة كله ا في وق ائع جزئي ات وقواع د كلي ات .كقول ه تع الى َ ( :واَل
وه َّن)» 18
ض ُّار ُ
( َواَل تُ َ
17
ض َر ًارا ِلتَ ْعتَ ُدوا)
وه َّن ِ
تُ ْم ِس ُك ُ
وبعض الناس يحاول اثبات المشقة بوقائع جزئية ال يساعد سياقها ومساقها على ما يريد
من اثباته ا .ومن ذل ك الرج وع إلى م ا ج اء في الح ديث الش ريف ال ذي رواه مس لم عن
19
وهو ما عبر عائشة أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم قال لها:أجرك على قدر نصبك
عنه السيوطي في األشباه والنظائر ( ما كان أكثر فعال كان أكثر فضال)
وقد اعتنى الشاطبي بهذا األصل قائال بأنه من الأصول المنسية فقال :وهذا القسم
يستدعى كالما يكون فيه مد بعض نفس فإنه موضع مغفل قل من تكلم عليه مع تأكده فى
أص ول الش ريعة ..ف اعلم أن الح رج مرف وع عن المكل ف ل وجهين أح دهما الخ وف من
االنقطاع من الطريق وبغض العبادة وكراهة التكليف وينتظم تحت هذا المعنى الخوف من
وق ال الش اطبي :إلى غ ير ذل ك من اآلي ات المص رحة بمج رد رف ع الجن اح وبج واز اإلق دام
البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين كتاب السنن الكبرى 5308دار المعرفة 22
وتْط ِإلَى بي ِ وفيه من من رغب عن سنتي فليس منيفعن أنس بن مالك قال :ج اء ثَالَثَ ةُ ره ٍ
ُُ َ َ َ
ْه َو َس لَّ َمَ ،فلَ َّما
النبِ ِّي ص لَّى اهلل علَي ِ
ُ َ َ اد ِة َّ
ون َع ْن ِعَب َ َّ ِ النبِ ِّي َّ
ص لى اهللُ َعلَيْه َو َس ل َمَ ،ي ْس َألُ ََ اج َّ
َْأز َو ِ
صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم؟ َق ْد ُغ ِف َر لَهُ َم ا تَقَ َّد َم وها ،فَقَالُواَ :و َْأي َن َن ْح ُن ِم َن َّ
النبِ ِّي َ
ُّ
ُأخبِ ُروا َك ََّأنهُ ْم تَقَال َ
ْ
وم َّ
الد ْه َر َأص ُآخ ُرََ :أن ا ُ ُأصلِّي اللَّيْ َل ََأب ًداَ ،وقَ ا َل َ
َأما ََأنا فَِإ ِّني َ
َأح ُد ُه ْمَّ : ِم ْن َذ ْنبِ ِه و َما تَ َّ
َأخ َر ،قَا َل َ َ
النس اء فَالَ َأتَ َز َّوج َأب ًدا ،فَج اء رس و ُل اللَّ ِه ص لَّى اهلل علَي ِ
ْه ُ َ َ َ ََ ُ ُ َ َأعتَ ِز ُل ِّ َ َ آخ ُرََ :أن ا ْ
ال َ ط ُرَ ،وقَ َ َوالَ ُأ ْف ِ
َأَلخ َش ا ُك ْم ِللَّ ِه َوَأتْقَ ا ُك ْم لَ هُ ،لَ ِكِّني
َأم ا َواللَّ ِه ِإِّني ْ
ين ُقْلتُ ْم َك َذا َو َك َذاَ ،
الَِّ ْ :
«َأنتُُم الذ َ َو َس لَّ َم ِإلَْي ِه ْم ،فَقَ َ
ب َع ْن ُس َّنتِي َفلَْي َس ِمِّني» .. 25 اء ،فَ َم ْن َر ِغ َ ُأص لِّي َو َْأرقُ ُدَ ،وَأتَ َز َّو ُج ِّ
الن َس َ وم َوُأ ْفطِ ُرَ ،و َ َأص ُ ُ
إلى أن واع الش دة ال تي ك انت فى األمم فخففه ا اهلل علهيم بقول ه { ويض ع عنهم إص رهم
واألغالل التي كانت عليهم }
وقال :خذوا من العمل ما تطيقون فإن اهلل لن يمل حتى تملوا .ونهى عن الوصال فلما لم
26
ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوأ الهالل فقال لو تأخر الشهر لزدتكم كالتنكيل بهم
كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا وقال لو مد لنا فى الشهر لواصلت وصاال يعد المتعمقون
تعمقهم وقد قال عبد اهلل بن عمرو بن العاص حين كبر يا ليتنى قبلت رخصة رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم .وفى الحديث هذه الخوالء بنت تويت زعموا أنها ال تنام الليل فقال
عليه الصالة والسالم ال تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون وحديث إمامة معاذ حين قال
27
رواه الخمسة اال الترمذي .وقال رجل له النبى صلى اهلل عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ
واهلل ي ا رس ول اهلل إني ألت أخر عن ص الة الغ داة من أج ل فالن مم ا يطي ل بن ا ،ق ال فم ا
وق ال الش اطبي :وثبت فى األص ول الفقهي ة امتن اع التكلي ف بم ا ال يط اق وألح ق ب ه امتن اع
32
وروى في الح ديث رف ع عن أم تي الخط أ التكلي ف بم ا في ه ح رج خ ارج عن المعت اد
والنسيان وما استكرهوا عليه 33وقال عليه السالم :رفع القلم عن ثالث فذكر الصبي حتى
يحتلم والمغمى عليه حتى يفيق .
34
وقال الشاطبي اإلجماع على أن تكليف ما ال يطاق غير واقع في الشريعة
ومن رف ع الح رج رف ع التك اليف الغليظ ة ق ال الش اطبي :وق د يطل ق لف ظ الرخص ة على م ا
وضع عن هذه األمة من التكاليف الغليظة واألعمال الشاقة التي دل عليها قوله تعالى َرَّبَنا
ِل علَْيَن ا ِإص را َكم ا حمْلتَ ه علَى الَِّذ ِ ِ
ض عُ
ين م ْن قَْبلَن ا البق رة 286وقول ه تع الى َوَي َ
َ ْ ً َ ََ ُ َ َواَل تَ ْحم ْ َ
ت َعلَْي ِه ْم األعراف .... 157فكان ما جاء في هذه الملة اَأْلغاَل َل الَّتِي َك َان ْ َع ْنهُ ْم ِإ ْ
ص َر ُه ْم َو ْ
الس محة من المس امحة واللين رخص ة بالنس بة إلى م ا حمل ه األمم الس الفة من الع زائم
الشاقة. 35
مسلم2327 31
وق ال الش اطبي في ه ذا المع نى :ك ل أم ر ش اق جع ل الش ارع في ه للمكل ف مخرج ا فقص د
الشارع بذلك المخرج أن يتحراه المكلف إن شاء كما جاء فى الرخص شرعية المخرج من
المش اق فإذا توخى المكل ف الخ روج من ذلك على الوجه ال ذي شرع ل ه كان ممتثال ألمر
الش ارع آخ ذا ب الحزم فى أم ره وإ ن لم يفع ل ذل ك وق ع فى محظ ورين ،أح دهما مخالفت ه
لقصد الشارع كانت تلك المخالفة فى واجب أو مندوب أو مباح والثاني سد أبواب التيسير
37
عليه وفقد المخرج عن ذلك األمر الشاق الذي طلب الخروج عنه بما لم يشرع له
وقال الشاطبي فإن الشارع لم يقصد إلى التكليف بالشاق واإلعنات فيه والدليل على ذلك
اَأْلغاَل َل ض عُ َع ْنهُ ْم ِإ ْ
ص َر ُه ْم َو ْ أم ور ،أح دها النص وص الدال ة على ذل ك ,كقول ه تع الى َوَي َ
ت َعلَْي ِه ْم االعراف 157وقوله { ربنا وال تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين الَّتِي َك َان ْ
من قبلنا اآلية وفى الحديث قال اهلل تعالى قد فعلت وجاء { ال يكلف اهلل نفسا إال وس عها } {
يريد اهلل بكم اليسر وال يريد بكم العسر } { وما جعل عليكم في الدين من حرج } { يريد
اهلل أن يخف ف عنكم وخل ق اإلنس ان ض عيفا } { م ا يري د اهلل ليجع ل عليكم من ح رج ولكن
38
وم ا خ ير بين ش يئين إال يري د ليطه ركم } اآلي ة وفى الح ديث بعثت بالحنيفي ة الس محة
اختار أيسرهما ما لم يكن إثما 39وإ نما قال ما لم يكن إثما ألن ترك اإلثم ال مشقة فيه من
كما رد الشاطبي بعض الوقائع في شرعية المشقة باعتبارها ظنيات أو أنها لم تحمل على
حقيقته ا فق ال :أوال إن ه ذه أخب ار آح اد في قض ية واح دة ال ينتظم منه ا اس تقراء قطعي
والظني ات ال تع ارض القطعي ات ف إن م ا نحن في ه من قبي ل القطعي ات ،وثاني ا إن ه ذه
األح اديث ال دلي ل فيه ا على قص د نفس المش قة فالح ديث األول ق د ج اء في البخ اري م ا
41
يفسره فإنه زاد فيه وكره أن تعرى المدينة قبل ذلك لئال تخلو ناحيتهم من حراستها
وقال العز بن عبد السالم ال يصح التقرب بالمشاق ألن القرب كلها تعظيم للرب تعالى ،
وليس عين المش اق تعظيم ا وتوق يرا ،وي دل على ذل ك أن من تحم ل المش قة في خدم ة
إنس ان فإن ه ال ي رى ذل ك ألج ل كون ه ش ق علي ه وإ نم ا ي راه ل ه بس بب تحم ل مش قة الخدم ة
ألجله وذلك كاالغتسال في الصيف والربيع بالنسبة إلى االغتسال في شدة برد الشتاء فإن
وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى ولو شاء اهلل ألعنتكم :ألحرجكم فض يق عليكم ،ولكنه
43
وسع ويسر
وقال الشنقيطي :قوله تعالى :وما جعل عليكم في الدين من حرج ،الحرج :الضيق كما
أوض حناه في أول س ورة األع راف وق د بين تع الى في ه ذه اآلي ة الكريم ة أن ه ذه الحنيفي ة
الس محة ال تي ج اء به ا س يدنا محم د -ص لى اهلل علي ه وس لم -أنه ا مبني ة على التخفي ف
والتيسير ،ال على الضيق والحرج ،وقد رفع اهلل فيها اآلصار واألغالل التي كانت على
من قبلنا ،وهذا المعنى الذي تضمنته هذه اآلية الكريمة ذكره -جل وعال -في غير هذا
الموضع كقوله تعالى :يريد اهلل بكم اليسر وال يريد بكم العسر وقوله :يريد اهلل أن يخفف
عنكم وخل ق اإلنس ان ض عيفا وق د ثبت في ص حيح مس لم من ح ديث أبي هري رة ،وابن
الشنقيطي أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن دار الفكر 1995م 1515هـ 301 /5 45
المطلب الثاني :الوسطية واالعتدال:
تعت بر الوس طية واالعت دال من أهم مم يزات الش ريعة اإلس المية وبالت الي فهم ا مظه ر من
طا ِلتَ ُك ُ
ون وا ُأمةً َو َس ً مظاهر المقاصد والمصالح فيها فقد قال اهلل عز وجل َ :و َك َذِل َ
ك َج َعْلَن ا ُك ْم َّ
يدا البقرة 143ويقول محمد الحبر يوسف : الر ُس و ُل َعلَْي ُك ْم َش ِه ً
ون َّ الن ِ
اس َوَي ُك َ اء َعلَى َّ
ُش هَ َد َ
والحق أن الوسطية في مفهوم اإلسالم منهج أصيل ووصف جميل ،ومفهوم جامع لمعاني
العدل والخير واالستقامة ،فهي حق بين باطلين واعتدال بين تطرفين وعدل بين ظلمين.
ويق ول ال دكتور محم د عم ارة :الوس طية ال تي تجم ع بين عناص ر الح ق والع دل من
األقط اب المتقابل ة فتك ّون موقف ا جدي دا مغ ايرا للقط بين المختلفين ولكن المغ ايرة ليس ت
تام ة ،فالعقالني ة اإلسالمية تجم ع بين العقل والنق ل ،واإليم ان اإلسالمي يجم ع بين اإليمان
بع الم الغيب واإليم ان بع الم الش هادة ،والوس طية اإلس المية تع ني ض رورة وض وح الرؤي ة
باعتب ار ذل ك خصيص ة مهم ة من خص ائص األم ة اإلس المية والفك ر اإلس المي ،ب ل هي
منظ ار للرؤي ة وبدون ه ال يمكن أن نبص ر حقيق ة اإلس الم ،وكأنه ا العدس ة الالمع ة للنظ ام
اإلسالمي والفكرية اإلسالمية .والفقه اإلسالمي وتطبيقاته فقه وسطي يجمع بين الشرعية
الثابتة والواقع المتغير أو يجمع بين فقه األحكام وبين فقه الواقع ،ومن هنا فإن اهلل جعل
الر ُس و ُل
ون َّ الن ِ
اس َوَي ُك َ اء َعلَى َّ طا ِلتَ ُك ُ
ون وا ُش هَ َد َ ُأمةً َو َس ً وسطيتنا جعال إلهيا ( َ َك َذِل َ
ك َج َعْلَن ا ُك ْم َّ
يد)ا البق رة 143وفي الح ديث أن رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم م ا خ ير بين َعلَْي ُك ْم َش ِه ً
أمرين إال اختار أوسطهما
وقال الطاهر ابن عاشور ووصفت األمة بوسط بصيغة المذكر ألنه اسم جامد فهو لجموده
يستوي فيه التذكير والتأنيث مثل الوصف بالمصدر في الجمود واإلشعار بالوصفية بخالف
نحو :رأيت الزيدين هذين فإنه وصف باسم مطابق لعدم داللته على صفة بل هو إشارة
محضة ال تشعر بصلة في الذات .وضمير المخاطبين هنا مراد به جمع المسلمين لترتبه
على االهت داء الس تقبال الكعبة فيعم ك ل من ص لى له ا ،وألن قوله لتكون وا ش هداء ق د فسر
في الح ديث الص حيح بأنه ا ش هادة األم ة كله ا على األمم فال يختص الض مير ب الموجودين
يوم نزول اآلية .
واآلي ة ثن اء على المس لمين ألن اهلل ق د ادخ ر لهم الفض ل وجعلهم وس طا بم ا هي أ لهم من
أس بابه في بي ان الش ريعة بيان ا جع ل أذه ان أتباعه ا س المة من أن ت روج عليهم الض الالت
التي راجت على األمم ،قال فخر الدين :يجوز أن يكونوا وسطا بمعنى أنهم متوسطون
ا وا كم ر ألنهم لم يغل الي والمقص رط والغ رط والمف دين بين المف في ال
غلت النص ارى فجعل وا المس يح ابن اهلل ،ولم يقص روا كم ا قص رت اليه ود فب دلوا الكتب
46
واستخفوا بالرسل .
وق دم بن القيم مظ اهر وس طية الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم فق ال :في زاد المع اد وه و
يتح دث عن ه دي الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم في الكالم ( :وك ان إذا تكلم ،تكلم بكالم
مفصل مبين يعده العاد ليس بهذر مسرع ال يحفظ ،وال متقطع تتخلله السكتات بين أفراد
الكالم ،بل هديه فيه أكمل الهدي ،فعن عائشة أنها قالت " :ما كان رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم يسرد سردكم هذا " أي الكالم ،وإ نما يتكلم بجوامع الكلم ،فصل ال فضول وال
تقص ير ..وفي مج ال آخ ر وه و هدي ه ص لى اهلل علي ه وس لم في مج ال اللب اس ،ي ذكر ابن
أقوام ا ي رون أن
ً كالم ا البن س يرين ثم يعل ق علي ه ق ائالً ( :ومقص ود ابن س يرين أن
القيم ً
دائما أفضل من غيره ،فيتحرونه ويمنعون أنفسهم من غيره وكذلك يتحرون
لبس الصوف ً
اعا وهيئ ات ي رون الخ روج عنه ا منك راً
وما وأوض ً
زي ا واح ًدا من المالبس ويتح رون رس ً
ً
وليس المنك ر إال التقي د به ا ،والمحافظ ة عليه ا وت رك الخ روج عنه ا ) .أي التم ترس في
موق ع واح د ،وذل ك ه و التط رف ال ذي يكرهه اإلس الم ،ثم يق ول ابن القيم ( :فال ذين
يمتنع ون عم ا أب اح اهلل من المالبس والمط اعم والمن اكح تزه ًدا وتعب ًدا ب إزائهم طائف ة
فاإلسالم هو دين العدل واالعتدال يتوخي الحقيقة بين الغلو واإلهمال فهو يجمع بين الدين
والدنيا وقد جاء ما يدل على ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى :و ْابتَ ِغ ِفيم ا َآتَ َ َّ
اك اللهُ َ َ
اد ِفيْغ اْلفَ َس َ َأح َس َن اللَّهُ ِإلَي َ
ْك َواَل تَب ِ َأح ِس ْن َك َم ا ْ
ك ِم َن ال ُّد ْنَيا َو ْ
ص َيب َال َّدار اَآْلخِرةَ واَل تَْنس َن ِ
َ َ َ َ
ين القص ص 77وق ال :رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم : ِِ ض ِإ َّن اللَّهَ اَل ُي ِح ُّ
ب اْل ُم ْفس د َ اَأْلر ِ
ْ
{ إن لبدنك عليك حقا ،وإ ن لنفسك عليك حقا ،وإ ن ألهلك عليك حقا ،وإ ن لربك عليك
47
حقا ،فأعط كل ذي حق حقه }
الحرص على الجوهر قبل الشكل ،وعلى الباطن قبل الظاهر ،وعلى أعمال القلوب قبل
أعمال الجوارح.
الفهم التكاملي لإلسالم بوصفه :عقيدة وشريعة ،دنيا ودين ،ودعوة ودولة.
دعوة المسلمين بالحكمة ،وحوار اآلخرين بالحسنى.
مالحظة تغير أثر الزمان والمكان واإلنسان في الفتوى والدعوة والتعليم والقضاء.
لجم ع بين العلم واإليم ان ،وبين اإلب داع الم ادي والس مو ال روحي ،وبين الق وة
االقتصادية ،والقوة األخالقية.
التركيز على المبادئ والقيم اإلنسانية واالجتماعية ،كالعدل والشورى والحرية وحقوق
اإلنسان.
تحرير المرأة من رواسب عصور التخلف ،ومن آثار الغزو الحضاري الغربي.
الدعوة إلى تجديد الدين من داخله ،وإ حياء فريضة االجتهاد من أهله في محله.
الحرص على البناء ال الهدم ،وعلى الجمع ال التفريق ،وعلى القرب ال المباعدة.
االس تفادة بأفض ل م ا في تراثن ا كل ه :من عقالني ة المتكلمين ،وروحاني ة المتص وفين،
واتباع األثريين ،وانضباط الفقهاء واألصوليين.
يع ني دلي ل اإلباح ة أن الح رام محص ور وم اوراءه مطل ق مب اح وه و األك ثر .وه ذا المب دإ
اعتمد عليه ابن حزم كثيرا ليستعيض به عن القياس فقال « لما أنزل اهلل الشرائع فما أمر
به فهو واجب ،وما نهي عنه فهو حرام ،وما لم يأمر به ،وال نهي عنه فهو مباح مطلق
حالل كم ا كان »48واس تدل على ذل ك بقول ه تع الى" :وسخر لكم م ا في الس ماوات وم ا في
االرض جميع ا منه "49وقول ه تع الي " :وه و ال ذي س خر البح ر لت اكلوا من ه لحم ا طريا"50
وقول ه تع الي " :ي ا أيه ا الن اس كل وا مم ا في األرض حالال طيب ا" ... 51إلي غ ير ذل ك من
اآلي ات في ه ذا المع ني وهي كث يرة ج دا .فمفه وم المب اح عن د ابن ح زم يتن اول ك ل م ا ه و
موجود من الثروات الطبيعية ومنافع األرض مما سخره اهلل لعباده .وأطنب الشاطبي في
ذكر المباحات فذكر منها :الطبيات من المأكل والمشرب والملبس ووطأ الزوجات ،والبيع
والشراء ،ووجوه االكتسابات ،والتتره في البساتين ،وسماع تغريد الحمام ،والغناء المباح،
واللعب المب اح ،وتن اول الحل واء والعس ل وأك ل اللحم وال زبيب والتم ر المنقعين ،والم اء
المس تعذب ،والتطيب بالمس ك ،وحب النس اء وم داعبتهن أي الزوج ات ،والت داوي ،والترف ه
في المطعم والمركب والمسكن .
ذل ك أن اهلل اب اح لإلنس ان أن يأك ل ويش رب ويلبس ويس افر وذل ك ليس اقتص ارا على ح د
الضرورة وحسب ،بل على جهة التوسع أيضا.
ضاَأْلر ِ ِ ِ قال الشاطبي :بأن اهلل أمر بالتمتع بالطيبات كقوله تعالى َيا َُّأيهَا َّ
اس ُكلُوا م َّما في ْ الن ُ
َِّ ان ِإَّنهُ لَ ُك ْم َع ُد ٌّو ُمبِ ٌ
طِ ات َّ طيِّبا واَل تَتَّبِعوا ُخطُو ِ
ين البقرة 168وقوله َي ا َُّأيهَ ا الذ َ
ين الش ْي َ َ ُ َحاَل اًل َ ً َ
َِّ ِ طيِّب ِ ِ
ون البقرة 172وقوله َي ا اش ُك ُروا لله ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ِإَّياهُ تَ ْعُب ُد َات َم ا َر َز ْقَن ا ُك ْم َو ْ َآمُن وا ُكلُ وا م ْن َ َ
َ
ِ ِ الرس ُل ُكلُ وا ِمن الطَّيِّب ِ
يم المرؤمن ون 51إلى ص ال ًحا ِإِّني بِ َم ا تَ ْع َملُ َ
ون َعل ٌ اع َملُ وا َ ات َو ْ َ َ َُّأيهَ ا ُّ ُ
أشباه ذلك مما دل االمر به على قصد اإلستعمال وأيضا فإن النعم المبسوطة في األرض
لتمتعات العباد التي ذكرت المنة بها وقررت عليهم فهم منها القصد إلى التنعم بها لكن بقي د
الشكر عليها(....و) أنكر على من حرم شيئا مما بث في األرض من الطيبات وجعل ذلك
ات ِم َن من أن واع ض اللهم فق ال تع الى ُق ْل م ْن ح َّرم ِز َين ةَ اللَّ ِه الَّتِي َأخْ رج ِل ِعب ِاد ِه والطَّيِّب ِ
َ َ َ َ َ َ َ َ
ات ِلقَ ْوٍم
ص ُل اَآْلي ِ ام ِة َك َذِل َ ِ ِ ِ ِ ِ َِِّ
َ ك ُنفَ ِّ َآمُن وا في اْل َحَي اة ال ُّد ْنَيا َخال َ
ص ةً َي ْو َم اْلقَي َ ين َق ُق ْل ه َي للذ َال ِّر ْز ِ
ون األعراف 32أي خلقت ألجلهم { خالصة يوم القيامة } ال تباعة فيها وال إثم فهذا َي ْعلَ ُم َ
ظ اهر في القص د إلى اس تعمالها دون تركه ا .ومنه ا أن ه ذه النعم ه دايا من اهلل للعب د وه ل
يلي ق بالعب د ع دم قب ول هدي ة الس يد ه ذا غ ير الئ ق في محاس ن الع ادات وال في مج اري
الش رع ب ل قص د المه دي أن تقب ل هديت ه وهدي ة اهلل إلى العب د م ا أنعم ب ه علي ه فليقب ل ثم
52
ليشكر له عليها
وق ال الش اطبي في ه ذا المع نى :وق د وس ع اهلل تع الى على العب اد فى ش هواتهم وأح والهم
وتنعماتهم على وجه ال يفضى إلى مفسدة وال يحصل بها المكلف على مشقة وال ينقطع بها
عنه التمتع إذا أخذه على الوجه المحدود له فلذلك شرع له ابتداء رخصة السلم والقراض
والمساقاة وغير ذلك مما هو توسعة عليه وإ ن كان فيه مانع فى قاعدة أخرى وأحل له من
53
متاع الدنيا أشياء كثيرة
وق د جاء عن س يد المرسلين صلى اهلل علي ه وسلم أنه ك ان يحب الطيب والنس اء والحلواء
والعسل وكان تعجبه الذراع ويستعذب له الماء وأشباه ذلك .
ويقول الشاطبي في تعريف العفو :يصح أن يقع بين الحالل والحرام مرتب ة العف و فال يحكم
عليه بأنه واحد من الخمسة المذكورة هكذا على الجملة ومن الدليل على ذلك أوجه أحدها
ما تقدم من أن األحكام الخمسة إنما تتعلق بأفعال المكلفين مع القصد إلى الفعل وأما دون
ذل ك فال وإ ذا لم يتعل ق به ا حكم منه ا م ع وجدان ه ممن ش أنه أن تتعل ق ب ه فهو مع نى العفو
المتكلم فيه أي ال مؤآخذة به والثانى ما جاء من النص على هذه المرتبة على الخصوص
فق د روى عن الن بى ص لى اهلل علي ه وس لم أن ه ق ال إن اهلل ف رض ف رائض فال تض يعوها ،
وقال ابن عباس ما رأيت قوما خيرا من أصحاب محمد صلى اهلل عليه وسلم ما سألوه إال
ومن ال دليل على مراع اة المص الح في الش ريعة تس خير م ا في الطبيع ة لإلنس ان
وتذليلها له سواء كانت أنعاما للركوب أو موادا جامدة .فقد ذللت هذه المواد أنواعا كثيرة
ض َِّ
اَأْلر َ
من الت ذليل ليس تفيد به ا اإلنس ان ويس تغلها .ق ال اهلل ع ز وج ل ُه َو الذي َج َع َل لَ ُك ُم ْ
ِه وِإ لَي ِ
ِ ِ ِِ ِ
ور المل ك 15وق ال ع ز وج ل ََ :أولَ ْم ْه ُّ
الن ُش ُ ام ُش وا في َمَناكبهَ ا َو ُكلُ وا م ْن ِر ْزق َ َذلُ واًل فَ ْ
وبهُ ْم ِ َّ ِ يروا ََّأنا َخلَ ْقَنا لَهم ِم َّما ع ِملَ ْ ِ
اه ا لَهُ ْم فَم ْنهَ ا َر ُك ُ
ون (َ )71و َذلْلَن َ اما َفهُ ْم لَهَا َمال ُك َ ت َْأيد َينا َْأن َع ً َ ُْ ََ ْ
ِ ِ
ون ( )73ق ال ال رازي في قول ه ب َأفَاَل َي ْش ُك ُر َون (َ )72ولَهُ ْم فيهَ ا َمَن افعُ َو َم َش ِار ُ َو ِم ْنهَ ا َي ْأ ُكلُ َ
يع ا ِمنْهُ الجاثية 14والمعنى لوال ات وم ا ِفي اَأْلر ِ ِ
ض َجم ً ْ
ِ
الس َم َاو َ َ تعالىَ :و َس َّخ َر لَ ُك ْم َم ا ِفي َّ
أن اهلل تعالى أوقف أجرام السماوات واألرض في مقارها وأحيازها لما حصل االنتفاع ،
ألن بتقدير كون األرض هابطة أو صاعدة لم يحصل االنتفاع بها ،وبتقدير كون األرض
من الذهب والفضة أو الحديد لم يحصل االنتفاع ،وكل ذلك قد بيناه ،فإن قيل :ما معنى
منه ) في قوله ( :جميعا منه ؟ قلنا :معناه :أنها واقعة موقع الحال ،والمعنى أنه سخر
هذه األشياء كائنة منه وحاصلة من عنده يعني أنه تعالى مكونها وموجدها بقدرته وحكمته
الشاطبي الموافقات 160 54
55
ق ال القرط بي في اآلي ة جميع ا من ه يق ول -تع الى ذك ره :وس خر ثم مس خرها لخلق ه
لكم ما في السماوات ) من شمس وقمر ونجوم ( وما في األرض ) من دابة وشجر وجبل
56
وجماد وسفن لمنافعكم ومصالحكم ( جميعا منه .
وقال الطاهر في هذه اآلية :وسخر لكم ما في السماوات وما في األرض جميعا منه هذا
تعميم بع د تخص يص اقتض اه االهتم ام أوال ثم التعميم ثاني ا .وم ا في الس ماوات وم ا في
األرض عام مخصوص بما تحصل للناس فائدة من وجوده :كالشمس للضياء ،والمطر
للشراب ،أو من بعض أحواله :كالكواكب لالهتداء بها في ظلمات البر والبحر ،والشجر
لالستظالل ،واألنعام للركوب والحرث ونحو ذلك .وأما ما في السماوات واألرض مما
ال يفي د الن اس فغ ير م راد مث ل المالئك ة في الس ماء واألهوي ة المنحبس ة في ب اطن األرض
التي يأتي منها الزلزال 57 .قال الشاطبي :ما وضع البتالء النفوس وهو العالم كله أيضا
من حيث ه و موص ل إلى العب اد المن افع والمض ار ومن حيث ه و مس خر لهم ومنق اد لم ا
يريدون فيه لتظهر تصاريفهم تحت حكم القضاء والقدر ولتجرى أعمالهم تحت حكم الشرع
ليسعد بها من سعد ويشقى من شقى وليظهر مقتضى العلم السابق والقضاء المحتم الذى ال
م رد ل ه ف إن اهلل غ ني عن الع المين وم نزه عن اإلفتق ار فى ص نع م ا يص نع إلى األس باب
والوسائط لكن وضعها للعباد ليبتليهم فيها واألدلة على هذا المعنى كثيرة كقوله سبحانه:
اء ِلَيْبلُ َو ُك ْم َُّأي ُك ْم
اْلم ِ
َ ان َع ْر ُش هُ َعلَى ات واَأْلر َ ِ ِ ِ ٍ
ض في س تَّة ََّأيام َو َك َ
ِ
الس َم َاو َ ْ ق ََّو ُه َو الَِّذي َخلَ َ
الملك ِ 2إَّنا َج َعْلَن ا ت َواْل َحَي اةَ ِلَيْبلُ َو ُك ْم َُّأي ُك ْم ْ
َأح َس ُن َع َماًل َأح َس ُن َع َماًل هود 7الَِّذي َخلَ َ
ق اْل َم ْو َ ْ
ف ِفي
َأح َس ُن َع َماًل لكه ف 7ثَُّم َج َعْلَن ا ُك ْم َخاَل ِئ َ
ض ِز َين ةً لَهَ ا ِلَنْبلُ َو ُه ْم َُّأيهُ ْم ْ اَأْلر ِ َم ا َعلَى ْ
ون يونس 14 ف تَ ْع َملُ َ ض ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم ِلَن ْنظَُر َك ْي َ
اَأْلر ِ
ْ
الرازي الشر الكبير دار الكتب العليمية 2004م 1426هـ بيروت لبنان ص 226 55
وق د م يز الش اطبي بين ن وعين من الق وانين ق وانين أبدي ة وق ووانين ظرفي ة العوائ د أيض ا
ض ربان بالنس بة إلى وقوعه ا فى الوج ود أح دهما العوائ د العام ة ال تى ال تختل ف بحس ب
األعص ار واألمص ار واألح وال كاألك ل والش رب والف رح والح زن والن وم واليقظ ة والمي ل
إلى المالئم والنفور عن المنافر وتناول الطيبات والمستلذات واجتناب المولمات والخبائث
وما أشبه ذلك والثانى العوائد التى تختلف بإختالف األعصار واألمصار واألحوال كهيآت
اللب اس والمس كن واللين فى الش دة والش دة في ه والبطء والس رعة فى األم ور واألن اة
واالس تعجال وم ا ك ان نح و ذل ك .فأم ا األول فيقتض ى ب ه على أه ل األعص ار الخالي ة
والقرون الماضية للقطع بأن مجاري سنة اهلل تعالى فى خلقه على هذا السبيل وعلى سننه
ال تختل ف عموم ا كم ا تق دم فيك ون م ا ج رى منه ا فى الزم ان الحاض ر محكوم ا ب ه على
الزمان الماضى والمستقبل مطلقا كانت العادة وجودية أو شرعية وأما الثانى فال يصح أن
يقضى به عل ما تقدم ألبتة حتى يقوم دليل على الموافقة من خارج فإذ ذاك يكون قضاء
على ما مضى بذلك الدليل ال بمجرى العادة وكذلك فى المستقبل ويستوي فى ذلك أيضا
العادة الوجودية والشرعية
وإ نم ا قلن ا ذل ك ألن الض رب األول راج ع إلى ع ادة كلي ة أبدي ة وض عت عليه ا ال دنيا وبه ا
ق امت مص الحها فى الخل ق حس بما بين ذل ك اإلس تقراء وعلى وف اق ذل ك ج اءت الش ريعة
أيض ا ف ذلك الحكم الكلي ب اق إلى أن ي رث اهلل األرض ومن عليه ا وهى الع ادة ال تى تق دم
ال دليل على أنه ا معلوم ة ال مظنون ة وأم ا الض رب الث انى فراج ع إلى ع ادة جزئي ة داخل ة
وهذا المعنى من اطراد القوانين دقيق جدا ومهم جدا ألن القوانين مطردة مما يهيء
لقيام العلم الطبيعي المتعلق بمعرفة قوانين الطبيعة التي تؤدي إلى التحكم فيها وتسخيرها
لص الح اإلنس ان وه و م ا ن راه الي وم من تط ور في العل وم والمع ارف والوس ائل واألدوات.
وق د س بق البن ح زم أن ألمح إلى ثب ات الق وانين واطراده ا باعتب ار أمن ذل ك ش رط لقي ام
العقل كآلية لمعرفة هذا الوضع الطبيعي كما هو « وقد بينا أن حقيقة العقل إنما هي تمي يز
األش ياء المدرك ة ب الحواس وب الفهم ،ومعرف ة ص فاتها ال تي هي عليه ا جاري ة ،على م ا هي
عليه فقط » [ .] 60وقال«:و أما كل ما هو نوع محض ،وهي األنواع التي تلي األشخاص،
وهي ال تي قلن ا فيه ا أنه ا تس مى أن واع األن واع ،فإنه ا مح دودة في الطبيع ة غ ير مح دودة
عن دنا ،نع ني ب ذلك أن ع دد ه ذه األن واع من الحي وان والش جر والنب ات واألحج ار متن اه في
ذلك عند الباري عز وجل ،بعدد ال يزيد أبدا وال ينقص .فنحن على يقين من أنه ال يحدث
بع د مث ل ذي أرب ع من الجم ال يط ير ،وال أن الخي ل تف ني ح تى ال يوج د في الع الم ف رس،
وكذلك سائر األنواع .وأما األشخاص فليست محصورة ال عندنا وال في الطبيعة»61
وثبات قوانين الطبيعة هو الذي نبة عليه ابن خلدون بطبائع العمران واستقرار العادة فقال:
ومن األسباب المقتضية له أيضاً وهي سابقة على جميع ما تقدم الجهل بطبائع األحوال في
العمران فإن كل حادث من الحوادث ذات اً كان أو فعالً ال بد له من طبيعة تخصه في ذاته
وفيما يعرض له من أحواله.
من ال دالئل على مراع اة المص لحة ه و االس تخالف بك ل معاني ه .فاهلل ع ز وج ل
اس تخلف اإلنس ان في األرض ومن مقتض يات ذل ك أن يص لحها ويعمره ا ال أن يفس دها
ويخل بالنظام فيها كما أنه جعلها أمانة في عنقه ومن شأن األمانة أن تحفظ باليد الحافظة
ك ِلْل َماَل ِئ َك ِة ِإِّني َجاعِ ٌل ِفي
ال َرُّب َ
والعين الكالئ ة .ودلي ل االس تخالف قول ه تع الىَ :وِإ ْذ قَ َ
ض َخِليفَ ةً البق رة البق رة 30ويفس ر مع نى االس تخالف اآلي ات ال تي تض منت ذك ره في اَأْلر ِ
ْ
الن ِ
اس اح ُك ْم َب ْي َن َّ
ض فَ ْ اَأْلر ِ ود ِإَّنا جعْلَن ا َ ِ ِ
ك َخليفَ ةً في ْ ََ مواض يع أخ رى مث ل قول ه تع الى َي ا َد ُاو ُ
َأص ِل ْح َواَل يه َه ارون ْ ِ ِ
اخلُ ْفني في قَ ْو ِمي َو ْ ُ َ
َأِلخ ِ
ِع اْله وى ص 27وقَ ا َل موس ى ِ
ُ َ َ
َّ بِاْل َح ِّ
ق َواَل تَتب ِ َ َ
َآمُن وا بِاللَّ ِه َو َر ُس وِل ِه َو َْأن ِفقُ وا ِم َّما
تَتَّبِع س بِي َل اْلم ْف ِس ِدين االع راف 142وق ال عن الم ال ِ
َ ُ ْ َ
جعلَ ُكم مس تَ ْخلَِفين ِف ِ
يه الحديد 7فكل اآليات التي جاء فيها االستخالف تؤدي إلى اإلصلح َ ََ ْ ُ ْ
والحكم بالقسط والعدالة وإ نفاق المال على مستحقيه وما إلى ذلك .وفي هذا المعنى جاءت
َأش فَ ْق َن ِم ْنهَ ا
َأن َي ْح ِمْلَنهَ ا َو ْ ض واْل ِجَب ِ
ال فَ ََأب ْي َن ْ ات و ْ ِ
اَأْلر َ
ِ
الس َم َاو َ
اَأْلم َان ةَ َعلَى َّ
ضَنا َ اآلية ِإَّنا َع َر ْ
وما َجهُواًل األحزاب 72
ظلُ ً
ان َان ِإَّنهُ َك َ
َو َح َملَهَا اِإْل ْن َس ُ
اع ومس ؤو ٌل ع ْن ر ِعَّي ِ ِ ِ ِإل وج اء في الح ديث ُكلُّ ُكم ر ٍ ُّ
تِه، َ َ ام َر ٍ َ َ ْ اع َو ُكل ُك ْم َم ْس ؤول َع ْن َرعَّيتِه ،ا َم ُ ْ َ
اعَي ةٌ ِفي َب ْي ِت َز ْو ِجهَ ا َو َم ْس ؤولَةٌ
ِه ،واْلم رَأةُ ر ِ ِ ِ
َأهلِه َو ُه َو َم ْس ؤو ٌل َع ْن َرعَّيت َ َ ْ َ
اع ِفي ْ ِ الر ُج ُل َر ٍ
َو َّ
َأن َق ْد قَ ا َل:
ت ْ ِه- ،قَ ا َلَ :و َح ِس ْب ُ
ال س ي ِِّد ِه ومس ؤو ٌل ع ْن ر ِعَّيت ِ
َ َ َْ ِ
اع في َم َ
ع ْن ر ِعَّيتِها ،واْل َخ ِادم ر ٍ ِ
ُ َ َ َ َ َ
يه َو َم ْسؤو ٌل َع ْن َر ِعَّيتِ ِهَ -و ُكلُّ ُك ْم َر ٍ
ِ ِ 62 ال َأبِ ِ
اع َو َم ْسؤو ٌل َع ْن َر ِعَّيته اع ِفي م ِالر ُج ُل َر ٍ
َو َّ
َ
من ال دليل على المص الح م ا ج اء في الش ريعة الس محة من التش جيع على العم ل ورفض
االتكالية وسنت األحكام لتدبير العمل والمدافعة عن حقوق العامل .وجاء أيض ا الحث على
تحسين العمل وتشجيع العمال .كما جاءت أدلة كثيرة من القرآن والسنة تحثان على العمل
واإلنتاج وتنهى عن االتكالية واالكتساب بالطرق المحرمة أو الملتوية .
كما حرم الطرق الملتوية لجمع المال فإنها عمل سيئ ال يؤدي إلى ثمرة على أرض الواقع
الرَب ا البقرة 275فإن الربا هو نوع من البطالة
ْع َو َح َّر َم ِّ فقال ع ز وجل :و َّ َّ
َأح ل اللهُ اْلَبي َ
َ َ
المقنع ة فب دل أن يح اول ص احبه تنميت ه بالعم ل يح اول التنمي ة بطريق ة اس تغالل اآلخ رين
فيعملون ويترك هو العمل اتكاال على عمل اآلخرين له .وعن أبي هريرة رضى اهلل تعالى
عن ه أن رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم ق ال ال تلق وا الركب ان وال يب ع بعض كم على بي ع
بعض وال تناجشوا وال يبع حاضر لباد وال تصروا الغنم ومن ابتاعها فهو بخير النظرين
69
بعد أن يحتلبها إن رضيها أمسكها وإ ن سخطها ردها وصاعا من تمر
وعن تشجيع العمل ورد الحديث بأن يؤدى العامل أجره قبل أن يجف عرقه ،وعن أنس
بن مالك رضى اهلل تعالى عنه قال حجم أبو طيبة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فأمر له
70
بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا من خراجه
وحض اإلسالم على تقسيم العمل حتى تتوفر الحاجيات بسهولة وال يأخذ الناس دربا واحدا
في األنتاج كأن يذهبوا للجهاد وحده أو إلى الزراعة وحدها فإن ذلك يؤدي للضرر وفساد
الحياة .كما وقع لبعض المستعمرات األمريكية القديمة التي اشتغلت بالذهب ففاتهم زمن
ِروا َكافَّةً َفلَ ْواَل َنفَ َر ِم ْن ُك ِّل الزراعة وهلكوا جوعا قال اهلل عز وجل وما َكان اْلم ِمُن ِ
ون لَي ْنف ُ
َ َ َ ُ ْؤ َ
َّ ِ طاِئفَ ةٌ ِلَيتَفَقَّهُ وا ِفي ِّ
ِف ْرقَ ٍة ِم ْنهُ ْم َ
ون التوبة ين َوِلُينْذ ُروا قَ ْو َمهُ ْم ِإ َذا َر َج ُع وا ِإلَْي ِه ْم لَ َعلهُ ْم َي ْح َذ ُر َ
الد ِ
122
وقال ابن تيمية عن اهمية التعاون وهو فرض الكفاية قال :وكذلك ما شرعه الشارع من
الوفاء بالعهود وصلة األرحام وحقوق المماليك والجيران وحقوق المسلمين بعضهم على
بعض وغير ذلك من انواع ما امر به او نهى عنه حفظا لآلصول السنية وتهذيب اآلخالق
72
ويتبين ان هذا جزء من اجزاء ما جاءت به الشريعة من المصالح
وق ال ابن تيمي ة المص الح ليس ت في العقوب ات ق ال ودف ع المض ار بحف ظ النف وس واآلم وال
واألعراض والعقول واآلديان التي حصر فيها بعض الناس المصالح ومن قصر المصالح
الشاطبي الموافقات ص 176إإلى 181 71
العلم أحد األدلة على المصالح الشرعية فهو من األمور المهمة في اإلسالم ألن المصالح
ال تعرف بدونه لذلك جاء في الحديث من يرد اهلل به خيرا يفقهه في الدين .75
وقد اعتنى اإلسالم بالعلم ونشر المعرفة التي كانت مكدسة بين جماعات قليلة من الناس
كالرهب ان والفالس فة واآلخ رون ممنوع ون منه ا وهم غالبي ة المجتمع ات فنق ل اإلس الم
البش رية من األمي ة إلى المعرف ة ومن الجه ل إلى العلم فك انت أول آي ة ن زلت على س يدنا
اقْرْأ
ق (َ )2 ان ِم ْن َعلَ ٍ
ق اِإْل ْن َس َ ِّك الَِّذي َخلَ َ
ق (َ )1خلَ َ اس ِم َرب َاقْرْأ بِ ْ
محم د هي قول ه تع الى َ
َّ ِ َّ َِّ
ان َم ا لَ ْم َي ْعلَ ْم ( )5العل ق فخمس آي ات ْر ُم ( )3الذي َعل َم بِاْل َقلَم (َ )4عل َم اِإْل ْن َس َ َو َرُّب َ
ك اَأْلك َ
بنزلت هي األولى من القرآن كانت تدعو إلى الى القراءة والتعلم وقال عز وجل َو ُق ْل َر ِّ
ِز ْدنِي ِعْل ًم ا ط ه 114الزم ر 9وق ال ع ز وج ل مخاطب ا رس وله الك ريم وامتنان ه علي ه
ض ُل اللَّ ِه
ان فَ ْ اب َواْل ِح ْك َم ةَ َو َعلَّ َم َ
ك َم ا لَ ْم تَ ُك ْن تَ ْعلَ ُم َو َك َ
ْز َل اللَّه علَي َ ِ
ْك اْلكتَ َ ُ َ بفض ل العلم َ:وَأن َ
وقال النبي صلى اهلل عليه وسلم من يرد اهلل به خيرا يفقهه وإ نما العلم بالتعلم 76وعن عبد
اهلل بن مسعود قال قال النبي صلى اهلل عليه وسلم ال حسد إال في اثنتين رجل آتاه اهلل ماال
77
فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه اهلل الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها
والعلم كله مطلوب في اإلسالم وقد كان المسلمون في بادئ األمر ال يميزون بين علم ديني
وعلم دنيوي فالجميع كان مطلوبا عندهم على نحو سواء .ويؤكد لنا ذلك كناب الفهرست
البن الن ديم حيث يق دم بيبلوغرافي ا للعلم اء والكت اب ال ذين تع رض لهم فنج د اهتمام ا بعل وم
ال وحي إلى ج انب علم الطبيع ة على نح و س واء .فالعلم اء في عص ر الت دوين كتب وا في
ال وحي والطبيع ة مع ا وإ نم ا ح دث االنقالب بع د ذل ك واس تبدت عل وم ال وحي على عل وم
الطبيعة وصار الفقه هو السائد دون العلوم األخرى اللهم إال الحساب فكان ال بد منه في
الفرائض.
ومن أمث ال العلم اء ال ذين ذك رهم النض ر بن ش ميل (ت ) 204ق ال ابن الن ديم ومن كتب ه
كت اب الص فات الج زء األألول يحت وي على خل ق اإلنس ان والج ود والك رم وص فات النس اء
والج زء الث اني يحت وي على األخبي ة وال بيوت وص فة الجب ال والس حاب واألمتع ة الج زء
الثالث لإلبل فقط الجزء الرابع يحتوي على الغنم والطير والشمس والقمر والليل والنهار
وأبو عبيدة (ت )210قال ابن النديم له من الكتب كتاب مجاز القرآن كتاب غريب القرآن
كت اب مع اني الق رآن كت اب غ ريب الح ديث كت اب ال ديباج كت اب جف وة خال د كت اب الحي وان
كت اب األمث ال ..كت اب الق وارير كت اب الب ازي كت اب الحم ام كت اب الحي ات كت اب الن وائح
كت اب العق ارب كت اب الخي ل كت اب اإلب ل كت اب األس نان كت اب المج ان كت اب ال زرع كت اب
79
الرحل كتاب الدلو كتاب البكرة كتاب السرج كتاب اللجام كتاب القوس
وكتب بعضهم بحوثا حول العلوم المنسية في ت ارخ اإلسالم فقال :إن فى تراث المسلمين
علوم اً لم يوله ا الب احثون اهتمام اً كافي اً ،إم ا لن درة مص ادرها ،أو لتف رق موض وعاتها فى
مراجع تراثية شتى يتعذر الحصول على أغلبها ،أو لصعوبة مصطلحاتها التى تبدو لغير
المتخصصين غربية عما هو شائع فى لغة العلوم المعاصرة ،أو لغياب المنهجية السليمة
فى التعام ل م ع ال تراث بص ورة عام ة ،أو لك ل ه ذه األس باب مجتمع ة ،وربم ا ألس باب
أخرى غيرها .
ومن هذه العلوم علم الحيل الهندسية الذي يمثل الجانب التقنى المتقدم فى علوم الحضارة
اإلسالمية .حيث كان المهندسون والتقنيون يقومون بتطبيق معارفهم النظرية لإلفادة منها
تقني اً فى كل ما يخدم الدين ويحقق مظاهر المدينة واإلعمار ،وقد ظهر هذا التوجه على
أي دى نف ر من العلم اء األعالم ،لع ل أش هرهم أبن اء موس ى بن ش اكر أص حاب الكت اب القيم
المع روف باس م "حي ل ب نى موسى ...ومنه ا علم الص وتيات حيث ي دين بنش أته وإ رس اء
أصوله المنهجية والمعرفية السليمة لعلماء المسلمين األوائل فى عصر الحضارة اإلسالمية
الزاهرة ..ومن ثم فإننا ال نستطيع أن نبدأ الحديث عن نظرية الصوت وتطبيقاتها إال من
ونرى في عصرنا الدكتور طه جابر العلواني يدعو إلى منهجية جديدة لقراءة الوحي عبر
عنها بإسالمية المعرفة أي إسالمية المعرفة كلها بما في ذلك العلوم الطبيعية وكل التجارب
البشرية ويدعو إلى قراءتين جاءتا في القرآن إحداهما قراءة الوحي والثانية قراءة الكون،
فيجب أن النعتم د في فهم الق رآن على مقارب ات الق دماء وإ نم ا نس تعين بعل وم العص ر
واستكش افاته لمقارب ة الق رآن وفهم ه .وق راءة الك ون ه ذه ال تفتق د تأكي دات وأدل ة قرآني ة
ان ِم ْن
ق اِإْل ْن َس َ ِّك الَِّذي َخلَ َ
ق َ ،خلَ َ اس ِم َرب َ
ْرْأ بِ ْ ملموسة وصريحة يقول بأن قوله تعالى ( :اق َ
َّ ِ َّ َِّ
ان َم ا لَ ْم َي ْعلَ ْم) العلق اآليات 1إلى ْر ُم ،الذي َعل َم بِاْل َقلَم َ ،عل َم اِإْل ْن َس َ ْرْأ َو َرُّب َ
ك اَأْلك َ َعلَ ٍ
ق ،اق َ
5هو تنبيه إلى قراءتين ال بد منهما ليتكامل فهم القرآن ومعرفة مقاصد الخطاب ففي اآلي ة
األولى دع وة الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم إلى ق راءة الق رآن ،أم ا األم ر الث اني ب القراءة
فيتعلق بقراءة الوجود المسخر .يقول العلواني :القراءة الثانية أال وهي قراءة الكون والنظر
في الخلق ومعرفة ما دونته البشرية من فهم له وتجارب وتجارب فيه بأقالمها فهذه القراءة
هي التي صاغ القرآن المجيد بحسبها دليل الخلق ودليل اإلبداع والتكليف بالنظر العقلي في
الوجود والنظر في آثار األمم السالفة ومعرفة ما حدث لها فبذلك تكون القراءة المأمور به ا
قراءتين قراءة في الكون المخلوق وكل ما يتعلق به من عالم الخلق والتشيؤ بما في ذلك
د ,أحمد فؤاد باشا علوم منسية في تراث المسلمين مجلة المسلم المعاصرالعدد 81لسنة 1966بيروت لبنان 80
تراث األمم الذي دونته وآثارها فبالقوانين تدرك الفروق بين األمم التي استفادت بالوحي
واتبعته واستنارت به وبين األمم التي تجاهلته وتعاملت مع الطبيعة أو الكون وحده دون
81
وتقول زينب جهود العلماء استشارة بهداية الوحي أو أهملت الكون والتجارب البشرية
في المقاص د ش ملت ال دعوة إلى الترك يز على تط وير الدراس ات القرآني ة وب ذل الجه د في
تطوير مناهج منضبطة في فهم النص القرآني الكريم والسنة النبوية في محاوالت لتوظيف
ال دالالت اللغوي ة والس ياقات االجتماعي ة والتاريخي ة واالس تفادة من عل وم اللس انيات
المعاص رة والعل وم االجتماعي ة واإلنس انية وغيره ا ك أدوات ووس ائل منهجي ة في االس تنباط
مع الحفاظ على مرجعية النص واستخالص كلياته بالرجوع المستمر إليه وفقا لتوجيهات
الش ارع 82كم ا ن رى جم ال ال دين عطي ة يعم ق من مفه وم العلم المطل وب ش رعا فق ال :إن
رب ط العل وم ال واجب تعلمه ا ب أمور العب ادات إنم ا منش ؤه تل ك النظ رة الض يقة لل دين ال تي
تحص ره في العب ادات أم ا إذا فهمن ا ال دين في ش موله فس يكون طبيعي ا أن نض ع األم ر في
مكانه الطبيعي ضمن نظام تعليمي متكامل تكون مرحلته األولى شاملة ـ إلى جانب دراسة
العقي دة والعب ادات ـ للغ ة العربي ة (بعلومه ا األساس ية) والرياض يات ( الحس اب والج بر
والهندس ة) وال تريخ والجغرافي ا واالفيزي اء والس نة والس يرة والفقه ه بص ورة بس يطة ش املة
ومبادئ اللغة اإلنتجليزية والحاسوب اآللي
ه ذه المرحل ة األولى تمث ل الق در الض روري من المعرف ة ال واجب تعميم ه في عص رنا
الحاضر فرضا عينا على الجميع رجال ونساء و أطفاال
وعلى المس توى الح اجي يق وم ب دعم ه ذه المرحل ة نظ ام ثق افي متكام ل من المكتب ات
المدرس ية والعام ة ووس ائل اإلالم المس موعة والمرئي ة وال دوريات المتخصص ة والمراج ع
العامة والخاصة والنوادي والجمعيات
والعلم مربوط بالعمل لتكون له نتائج محسوسة قال الشاطبي بعد مسألة كل دليل شرعي
قال العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعى وإ نما هو وسيلة
إلى العمل وكل ما ورد فى فضل العلم فإنما هو ثابت للعلم من جهة ما هو مكلف بالعمل
84
به
ومن مقاصد العلم أيضا تحقق الخشية هلل .قال الشاطبي :ويتصدى النظر هنا في تحقيق
هذه المرتبة وما هي والقول في ذلك على اإلختصار أنها أمر باطن وهو الذي عبر عنه
بالخشية في حديث ابن مسعود وهو راجع إلى معنى اآلية وعنه عبر في الحديث في أول
85
ما يرفع من العلم الخشوع
ـومن مقاصد العلم ترشيد الجهد وذلك ان ال نطلب العلة فيما هو غير معلل قال الشاطبي
أح دها الحكم المس تخرجة لم ا ال يعق ل معن اه على الخص وص في التعب دات كإختص اص
الوض وء باألعض اء المخصوص ة والص الة بتل ك الهيئ ة من رف ع الي دين والقي ام والرك وع
والس جود وكونه ا على بعض الهيئ ات دون بعض واختص اص الص يام بالنه ار دون اللي ل
وتع يين أوق ات الص لوات في تل ك األحي ان المعين ة دون م ا س واها من أحي ان اللي ل والنه ار
واختص اص الحج باألعم ال المعلوم ه وفي األم اكن المعروف ة وإ لى مس جد مخص وص إلى
أشباه ذلك مما ال تهتدي العقول إليه بوجه وال تطور نحوه فيأتي بعض الناس فيطرق إليه
حكما يزعم أنها مقصود الشارع من تلك األوضاع وجميعها مبني على ظن وتخمين غير
مطرد في بابه وال مبني عليه عمل بل كالتعليل بعد السماع لألمور الشواذ وربما كان من
المراجع
ـ القرآن الكريم
ـ محمد بن احمد األنصاري القرطبي تفسير القرطبي دار الفكر (د ،ت) بيروت لبنان
ـ الشنقيطي أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن دار الفكر 1995م 1415هـ
ـ الرازي الشرح الكبير دار الكتب العليمية 2004م 1426هـ بيروت لبنان
ـ البخاري ،أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل :صحيح البخاري ،دار الكتب العلمية ( د ت )
بيروت لبنان
ـ مس لم أب و الحس ين مس لم بن الحج اج ،ص حيح بش رح الن ووي :دار الكتب العملي ة
ـ البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين كتاب السنن الكبرى 5308دار المعرفة
ـ أحم د ابن علي ابن حج ر العس قالني فتح الب اري ش رح ص حيح ابلخ اري دار الري ان دار
الريان للتراث 1407هـ 1986م
ـ السيوطي جالل الدين عبد الرحمن تنوير الحوالك شرح موطأ مالك دار الفكر 1414هـ
ـ النووي :صحيح مسلم بشرح النووي ص 34مؤسسة قرطبة 1414هـ 1994م الطبعة
الثانية
ـ محم د ابن عب د الب اقي الزرق اني ،ش رح الزرق اني على الموط أ ،مكتب ة الثقاف ة الديني ة
1424هـ 2003م
ـ الجوي ني ،أب و المع الي عب د المل ك بن عب د اهلل ،البره ان في أص ول الفق ه :تحقي ق عب د اهلل
النبالى وبشير أحمد العمري دار البشائر اإلسالمية 1996م بيروت لبنان
ـ ابن تيمية ،تقي الدين أحمد ،مجموع فتاوى مجمع الملك فهد 1416هجرية – 1996م
ـ ع ز ال دين عب د العزي ز بن عب د الس الم القواع د الك برى الموس وم ب قواع د األحك ام في
إص الح األن ام تحقي ق د /نزي ه كم ال حم اد و د /عثم ان جمع ة ض ميرية الطبع ة األولى
1421هـ 2000م
ـ الش وكاني ،محم د بن علي إرش اد الفح ول إلى تحقي ق الح ق من علم األص ول تحقي ق أب و
حفص سامي بن العربي االشتري وقدم له الشيخ عبد اهلل بن عبد الرحمن السعد ود .سعد
بن ناص ر المش تري الطبع ة األولى 1424هـ 2000م دار الفض يلة للنش ر والتوزي ع
ـ د .أحمد فؤاد باشا علوم منسية في تراث المسلمين مجلة المسلم المعاصرالعدد 81لسنة
1966بيروت لبنان
ـ الشافعي ،محمد بن إدريس الرسالة تحقيق أحمد شاكر دار الكتب العلمية
ـ الغزالي أبو حامد محمد بن محمد بن محمد ،شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك
ـ الغزالي ،المستصفي في أصول الفقه ،الطبعة الثانية1983 :م دار الكتب العلمية ،بيروت
لبنان
ـ الرازي ،فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين ،المحصول في علم أصول الفقه دراسة
ـ ابن ح زم ،اإلحك ام في أص ول األحك ام ،تحقي ق أحم د ش اكر ،مطبع ة العاص مة ،الق اهرة
مصر
ـ أبو إسحاق ابراهيم بن موسي الشاطبي ،الموافقات في أصول األحكام :دار الفكر للطباعة
والنشر
ـ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور مقاصد الشريعة اإلسالمية تحقيق و دراسة محمد الطاهر
العيساوي دار النفائس للنشر والتوزيع األردن الطبعة الثانية 1421هـ 2001م
ـ نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي اإلشارات اإللهية إلى
المب احث األص ولية أع داد أب و عاص م حس ن بن عب اس بن قطب الف اروق الحديث ة للطباع ة
ـ نجم ال دين الط وفي كت اب التع يين في ش رح األربعين تحقي ق أحم د ح اج محم د عثم ان
ـ الريسوني نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي المعهد العالي للفكر اإلسالمي 1416هـ
1995م
ـ د .طه جابر العلواني ،الجمع بين القراءتين الوحي والكون دار الشروق القاهرة 2005
م
ـ د .طه جابر العلواني مدخل إلى المقاصد الشرعية الطبعة األولى 1421هـ 2001م دار