Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
املبحث االول :الصورة الذهنية
:املطلب األول :تعريفات الصورة الذهنية
:املطلب الثاين :أنواع $الصورة الذهنية
:املطلب الثالث :العالقات العامة والصورة الذهنية
:املطلب الرابع :برامج تكوين الصورة الذهنية
املطلب اخلامس :فوائد و مبادى $تكوين $صورة الذهنية يف العالقات
العامة
.املبحث الثاين :التحديات اليت تواجه الصورة الذهنية
.املطلب األول :رؤية ورسالة الشركة
.املطلب الثاين :ثقافة الشركة
.املطلب الثالث :هوية الشركة
املطلب الرابع :تواصل الشركة مع اجلماهري
املطلب اخلامس :املسؤولية االجتماعية
خامتة
قائمة املراجع
1
مقدمة :
بدأ استخدام مصطلح الصورة الذهنية عندما أصبح ملهنة العالقات العامة تأثري كبري يف احلياة األمريكية مع بداية
النصف الثاين من القرن العشرين.وقد كان لظهور كتاب ( تطوير صورة املنشأة ) للكاتب األمريكي (يل
بريسول) يف عام 1960م أثر كبري يف نشر مفهوم صورة املنشأة بني رجال األعمال.
ولقد اهتمت العالقات العامة بدراسة صورة الشخصيات القيادية و املنظمات والشركات واملؤسسات املختلفة
للتعرف على نظرة اجلماهري هلذه الشخصيات أو املنظمات و معرفة العناصر اإلجيابية والسلبية يف هذه الصورة
للتأكيد على العناصر اإلجيابية و عالج األسباب اليت أدت إىل تكون االجتاهات السلبية إن وجدت.
كما اهتم خرباء العالقات العامة بدراسة العوامل املؤثرة يف تكوين الصورة الذهنية و تطورها يف ظل االتصال
اجلماهريية و تعدد الرسائل اليت يتعرض هلا إنسان النصف الثاين من القرن العشرين.
وعلية نطرح االشكال التايل :ماهي العالقات العامة و الصورة الذهنية للمؤسسة ؟
2
المبحث االول :الصورة الذهنية
المطلب األول :تعريفات الصورة الذهنية:
يف قاموس ويسرت مت تعريف كلمة ( )IMAGEبأهنا تشري إىل التقدمي العقلي ألي شيء ال ميكن تقدميه
باحلواس بشكل مباشر أو هي إحياء أو حماكاة لتجربة حسية كما أهنا قد تكون جتربة حسية ارتبطت بعواطف
معينة.
ويقودنا هذا التعريف بعيداً عن الوهم ،فال شيء غري حقيقي على اإلطالق يف الصورة اليت تتكون عن فرد
معني أو منظمة معينة يف أذهان األفراد واجلماعات من وجهة نظرهم ،ألن هذه الصورة هي ذلك الفرد أو
تلك املنظمة كما يراها هؤالء األفراد أو تلك اجلماعات و سواء كانت الصورة صادقة أو زائفة فذلك موضوع
آخر فالشخص الذي تكونت لديه صورة معينة عن منظمة ما سوف يتصرف حياهلا تبعاً هلذا التصور الذي
كونه أو تكون لديه.
ولو لقد قام مركز حبوث الرأي العام يف برنستون بالواليات املتحدة األمريكية بدراسة عن الصورة املؤسسة و
احتماالت تطورها أو التغريات اليت تطرأ عليها ،ويف عام1959م كتب كلود روبنسون ووالرت بارلو عن هذه
الدراسة قائلني:
(( إن صورة املنشأة corporate image مفهوم جديد يفيدنا كثرياً يف دراسة اتصاالت أي منشأة وأن
هذا املفهوم سوف ينمو ويتطور ،و سوف يصبح شائعاً يف لغة االتصال ،وإذا كانت الكلمة بصفة عامة وسيلة
لنقل املعىن أو التعبري عن العواطف ،و إذا كان هذا املعىن الذي حتمله الكلمة عرضة للتغري أو التطور ،فإن
مقياس جناح الكلمة يف نقل املعىن يتمثل يف مدى قدرهتا على تصوير ما تشري إليه من هذا العامل يف داخل العقل
البشري .و مبعىن شديد اإلجياز فإن جناح الكلمة يتوقف على قدرهتا على تصور العامل ذهنياً))
إن اصطالح صورة املؤسسة قد جنح يف تصوير احلقيقة اليت تشري إليها طبقاً للمفهوم السابق ملقياس جناح الكلمة
و إنه بالتايل يستطيع أن يصور لنا بشكل مفيد و مريح يف نفس الوقت أفكار الناس حنو املؤسسات املختلفة.
والصورة الذهنية هبذا املفهوم ميكن التعرف عليها كما ميكن تنفيذ برامج لتدعيمها أو تطويرها على حنو معني
1
مث تأيت عملية التقومي للتعرف على أثر هذه الربامج.
فمصطلح صورة املنشأة يعين ببساطة الصور العقلية اليت تتكون يف أذهان الناس عن املنشآت و املؤسسات
املختلفة و قد تتكون هذه الصور من التجربة املباشرة أو غري املباشرة .و قد تكون عقالنية أو غري رشيدة ،و
قد تعتمد على األدلة و الوثائق أو على اإلشاعات و األقوال غري املوثقة .و لكنها يف هناية األمر متثل واقعاً
صادقاً ملن حيملوهنا يف رؤوسهم.
فقد توقف كوملبوس عند الصني يف رحالته الثالث إىل العامل اجلديد بسبب االعتقاد الشائع بأن األرض
مسطحة ،و أن اإلنسان إذا أحبر أكثر مما جيب يف اجتاه الغرب فسوف يسقط يف اهلاوية.
-مجيل امحد خضر -العالقات العامة -ط ( - )1دار املسرية للنشر والتوزيع – عمان 1998 -م -صـ 1162
3
المطلب الثاني :أنواع الصورة الذهنية:
– 1الصورة املرآة و هي الصورة اليت ترى املنشأة نفسها من خالهلا.
– 2الصورة احلالية و هي اليت يرى هبا اآلخرون املؤسسة.
- 3الصورة املرغوبة و هي اليت تود املنشأة أن تكون لنفسها يف أذهان اجلماهري.
– 4الصورة املثلى و هي أمثل صورة ميكن أن تتحقق إذ أخذنا يف االعتبار منافسة املنشآت األخرى و
جهودها يف التأثري على اجلماهري ،و لذلك ميكن أن تسمى بالصورة املتوقعة.
– 5الصورة املتعددة و حتدث عندما يتعرض األفراد ملمثلني خمتلفني للمنشأة يعطي كل منهم انطباعاً خمتلفاً
عنها ،و من الطبيعي أن ال يستمر هذا التعدد طويالً فإما أن يتحول إىل صورة إجيابية أو إىل صورة سلبية أو أن
جتمع بني اجلانبني صورة موحدة تظلها العناصر اإلجيابية و السلبية تبعاً لشدة تأثري كل منها على هؤالء األفراد.
المطلب الثالث :العالقات العامة %والصورة الذهنية:
يرى بول جاريت أحد رواد العالقات العامة ،و الذي توىل مسئوليتها يف شركة جنرال موتورز األمريكية عام
1931م أن العالقات العامة ليست وسيلة دفاعية جلعل املؤسسة تبدو يف صورة خمالفة لصورهتا احلقيقة ،و إمنا
هي اجلهود املستمرة من جانب اإلدارة لكسب ثقة اجلمهور من خالل األعمال اليت حتظى باحرتامه.
وقد أكد هذا التعريف على أمهية اجلهود اليت تبذل من أجل تكوين صورة طيبة يف أذهان اجلماهري تعرب عن
الواقع الفعلي املشرق للمؤسسة بال خداع أو تزييف ومن مث فإن مفهوم الصورة اليت تسعى العالقات العامة إىل
بلورهتا يف أذهان اجلماهري يستند إىل احلقيقة و يلتزم بالصدق و الصراحة و الوضوح و هي مبادئ أساسية
أمجعت عليها دساتري العالقات العامة يف خمتلف اجملتمعات.
ورغم عدم وضوح عملية االتصال اليت هي جوهر العالقات العامة يف هذا التعريف إال أن أهم ما مييزه عن
غريه من التعريفات اليت قدمت للعالقات العامة تأكيده على حقيقيتني أساسيتني مها :
· أن العالقات العامة جيب أن تكون تعبرياً صادقاً عن الواقع.
· كما أهنا ال بد أن تسمو بأعماهلا إىل الدرجة اليت حتظى باحرتام اجلمهور.
فإذا كان الواقع سيئاً أو تشوبه بعض الشوائب فينبغي تنقية هذا الواقع و تدارك ما به من أخطاء بدالً من حماولة
إخفائها أو تزييفها بكلمات معسولة سرعان ما يزول أثرها و يكشف زيفها .كما ينبغي أن تسهم العالقات
العامة يف مواجهة املشكالت اليت تؤثر على اجلمهور من خالل األعمال البناءة و اجلهود احلقيقة اهلادفة اليت
2
حتقق الرخاء و الرفاهية للمجتمع.
-مجيل امحد خضر -العالقات العامة -ط ( - )1دار املسرية للنشر والتوزيع – عمان 1998 -م -صـ 2178
4
المطلب الرابع :برامج تكوين الصورة الذهنية:
لقد أثبتت الدراسات النفسية و االجتماعية أن تكوين الصورة الذهنية من العمليات املعقدة اليت ختضع لتفاعل
العديد من العوامل النفسية و االجتماعية.
كما أثبتت الدراسات العديدة اليت أجريت يف جمال علوم االتصال أن تأثري االتصال يف تكوين أو تعديل الصور
الذهنية ال ينفصل عن األوضاع النفسية و االجتماعية اليت يعمل يف ظلها هذا االتصال و أخرياً فقد ثبت من
الواقع العملي والدراسات العديدة يف جمال العالقات العامة أن املمارسات السليمة والسلوك القومي و األفعال
الطيبة هي األساس يف تكوين الصورة الطيبة اليت تتدعم و يتسع نطاقها بني مجاهري من خالل قادة الرأي ،و
اجلماعات اليت تنتمي إليها الفرد و تؤثر عليه تأثرياً قوياً ،وأيضاً من خالل وسائل االتصال اجلماهريية.
لذلك فإن برامج تكوين الصورة الذهنية أو تغيريها ينبغي أن تضع يف اعتبارها هذه النتائج اليت انتهت إليها
علوم النفس و االجتماع و االتصال ،باإلضافة إىل نتائج الدراسات اخلاصة باملمارسة العملية للعالقات
العامة .و من مث فإن التخطيط لربامج الصورة البد أن خيضع لنفس األسس العلمية اليت خيضع هلا التخطيط
لكافة برامج العالقات العامة وهنا البد من أن نوضح أن هذا النوع من الربامج يتسم بصفتني أساسيتني أوالمها
أنه أكثر هذه الربامج صعوبة و تعقيداً و ثانيتهما أنه خيدم كافة الربامج اليت تنفذها العالقات العامة ،و يزيد
3
من فعاليتها و يضاعف يف تأثريها.
وتتضح صعوبة برامج الصورة يف حاجتها إىل أنشطة وسياسات طويلة املدى تعتمد على تراكم اجلهود اإلجيابية
،ومواجهة احملاوالت واملؤثرات املضادة اليت ميكن أن تضفي على الصورة املرغوبة معامل غري مرجوة.
كما أنه من الثابت أن صورة الفرد أو املنظمة تتأثر باملتغريات السياسية أو االقتصادية أو التقنية ،و التطورات
اليت تطرأ عليها ،فالصورة اليت قد تبدو حسنة يف وقت معني يف اجملال السياسي مثالً قد تصبح غري مقبولة يف
وقت آخر ،لتغري املفاهيم أو األوضاع اليت كان الناس ينظرون من خالهلا إىل تلك األمور السياسية.
-مجيل امحد خضر -العالقات العامة -ط ( - )1دار املسرية للنشر والتوزيع – عمان 1998 -م -صـ 3183
5
وزيادة أعداد املسامهني و كذلك تساهم هذه الصورة يف اجتذاب املوردين واملتعهدين واملوزعني ،باإلضافة إىل
سهولة التعامل مع اهليئات التنفيذية والتشريعية يف الدولة.
كما أن الصورة الطيبة ملؤسسة هي اليت هتيئ الثقة يف أي إنتاج حيمل أمسها ،وتساعد على تقبل اجلمهور ألي
إنتاج جديد قبل أن يظهر مما يؤدي إىل ارتفاع نسبة املبيعات أو تنشيط اخلدمات .كما أنه ال ميكن إغفال أثر
الصورة الطيبة للمنشأة يف استعداد اجلماهري للرتيث قبل إصدار احلكم عليها يف أي أزمة حىت يتسىن للقائمني
عليها شرح األبعاد املختلفة للموقف ،و تبيان مغزى القرارات اليت اختذت و اآلثار املرتتبة عليها .
مبادئ التخطيط لمبادئ الصورة:
-يبدأ التخطيط للصورة املرغوبة بتحديد نقاط الضعف والقوة يف الصورة احلالية للفرد أو املنظمة.
-تتمثل اخلطوة الثانية يف وضع ختطيط مكتوب ملعامل الصورة املرغوبة اليت تود املنظمة أن تكوهنا لنفسها عند
مجاهريها.
-ننتقل بعد ذلك إىل املرحلة الثالثة يف ختطيط برامج الصورة و تقوم بابتكار األفكار واملوضوعات لنقل
4
الصورة املرغوبة إىل اجلماهري.
وسائل تكوين الصورة الذهنية المرغوبة:
أشرنا إىل أن الصورة الذهنية تتكون من خالصة التجارب املباشرة أو غري املباشرة لألفراد إزاء شخص معني أو
نظام أو أي شيء يكون له أثر على حياة اإلنسان ،و إذا كانت التجربة املباشرة لألفراد مع املنظمات أياً كان
نوعها حمدودة للغاية لكثرة هذه املنظمات يف اجملتمع احلديث و تعقد عالقاهتا مع اجلماهري املستهدفة فإنه يصبح
من الضروري االهتمام بتقدمي هذه املنظمات إىل اجلماهري من خالل وسائل االتصال اجلماهريية.
ولوسائل االتصال اجلماهريية دور كبري يف الطريقة اليت نبين هبا تصورنا للعامل أو نكون هبا آراء وأفكاراً
جديدة ،فبالرغم من أننا لن نضع أقدامنا على سطح القمر ولن نتعرض لعملية زرع قلب و أنه يصعب على
الكثري منا الغوص يف أعماق احمليطات ورؤية ما هبا من أمساك و حيوانات مائية و غريها ،إال أن وسائل اإلعالم
وفرت لنا معلومات ال بأس هبا عن هذه األمور.
كما أهنا تثري اهتمامنا ببعض املوضوعات بني احلني و اآلخر على املستوى احمللي واإلقليمي و الدويل و كثرياً ما
تؤثر على أحكامنا على بعض املواقف أو األزمات مبا تقدمه من معلومات و تفسريات ختدم هذا االجتاه أو
ذاك.
-مجيل امحد خضر -العالقات العامة -ط ( - )1دار املسرية للنشر والتوزيع – عمان 1998 -م -صـ 4191
6
وإذا كانت وسائل االتصال اجلماهريية متارس دورها بصفة أساسية على املستوى القومي يف تكوين اآلراء و
تشكيل االجتاهات بالنسبة للقضايا العامة واملنظمات الكربى مبا تبثه من مواد إعالمية و تأثريية ،فإن وسائل
5
االتصال اخلاصة باملنشآت و املؤسسات املختلفة متارس نفس الدور على مستوى مجاهريها اخلاصة.
مجيل امحد خضر -العالقات العامة -ط ( - )1دار املسرية للنشر والتوزيع – عمان 1998 -م -صـ 5192
7
واملعتقدات وكذلك السلوكيات عند رسم خارطة الثقافة ونشرها ،فيمكننا مثال أن نستخدم بيان الرؤية
اخلاص بالشركة وغريه من وسائل التواصل الداخلي إليصال هذه الثقافة إىل اجلميع وبأسلوب واحد يضمن
ثقافة حتمل انطباعا جيدا لدى اجلميع لذلك فإنه ينبغي مراعاة عدد من العوامل اليت تؤثر يف ثقافة أي شركة
نذكر منها:
-1التوافق بني الثقافة العامة للشركة وبني ما تنتظره مجاهري الشركة منها -٢ .التوافق بني الثقافة وبني ما
تتطلبه ظروف السوق وهذا حيتاج إىل دراسات من نوع القياس للثقافة
يف السوق -٣ |.التوافق بني الطبيعة األنثروبولوجية الثقافة الشركة ( أي الرموز والقصص واحلكايا والروتني)
وهيكليتها) .وخالصة ذلك أن الثقافة يف املؤسسات ثشه بالثقافة القومية ،تقويها السنون وحتيها األيام فهي
متجذرة يف التفاصيل الدقيقة للشركة يف طريقة توزيع املكافآت ،ويف طريقة حل املشاكل ،ويف تعامل الرؤساء
التنفيذيني مع املوظفني ،وما إىل ذلك ،ويف اخلتام نشري إىل أنه إذا أمكن بناء ثقافة قوية تعطي جمموعة من القيم
املشرتكة واملتناغمة بني الشركة واجلماهري فعندئذ ميكن استخدامها كقوة كربى يف تكوين صورة الشركة
املرغوبة.
المطلب الثالث :هوية الشركة.
اهلوية" :هي التعبري املرئي للصورة املرغوبة للمؤسسة"( ،)۳۰فهي األداة األهم يف العملية االتصالية مع
اجلماهري ،وهناك أربعة عناصر أساسية هلوية الشركة وهي :استمها و شعارها (الرمز) وشكل احلرف الطباعي
وخمطط األلوان ،ويضاف إليها عناصر أخرى $،مثل البناء الذي تقطنه املؤسسة ،وديكورات مكاتبها والعالمات
اخلاصة مبا وقرطاسيتها والزي املوحد ملوظفيها والسيارات اليت تقتنيها وغريها $...فهذه كلها تلعب دورا هاما
يف مساعدة اجلمهور على التعرف على الشركة ،وإعطاء صورة بصرية عن نوعية اجلودة فيها ،فمثال كلما كان
تصميم املكاتب والديكورات أنيقا كلما أعطي انطباعا عن جودة الشركة .وتؤدي هوية الشركة عدة مهام
وهي:
-1أهنا ختلق وعيا معرفية بالشركة -٢ .تنبه اجلمهور للتعرف عليها.
-٣تعيد إحياء صورة عن الشركة خمتزنة يف أذهان الناس .وهناك عامالن مهمان يعززان احتماالت جذب
االنتباه للهوية مها :الربوز واحليوية ،فالربوز يعين أن تكون اهلوية ملفتة للنظر ،وعامل احليوية يعين قدرة اجلوية
على جذب االنتباه واالحتفاظ به مشدودا إليها.
ولكن جيب االنتباه إىل أن أول نقاط الفشل احملتملة تتمثل يف عدم مالحظة الناس للهوية ،والنقطة الثانية عدم
قدرة اهلوية على التأثري يف مشاعر الناس حنو الشركة ،والنقطة الثالثة هي عدم قدرة رموز اهلوية على إثارة
صورة معينة للشركة يف ذهن مشاهدها ،وعند تصميم اهلوية ال بد أن يعرف مصممو اهلوية هذه التفاصيل حىت
يكون بإمكاهنم رسم هوية حتذب االنتباه وحتقق السلوك املطلوب ،ولذلك ال بد من دراسة عناصر اهلوية
8
الرئيسية نظرا ألمهيتها يف ربط شركة ما يف ذهن اجلمهور ،وأهم هذه العناصر / :أمساء الشركات :يتمتع اسم
الشركة باألمهية القصوى فوق كل العناصر اليت تشكل اهلوية ،وهناك
سببان هلذه األمهية :أوهلما أن االسم يصف املؤسسة ،ماذا تفعل ،وإالم ترمز ،وتطلعاهتا ،اخل ،وثانيهما أن االسم
عموما هو أول نقطة تواصل بني الشركة واجلمهور ،ومعروف $أن االسم حيمل يف دالالته اللغوية كل ما تصبو
إليه الشركة وهو يقدم عونا للشركة يف حتديد موقعها ومكانتها يف أذهان الناس ،يقول أحد االستشاريني
البارزين يف علوم هوية الشركة" :إن عملية التسمية تنجح إذا كانت الشركة ملتزمة مبا ،وتفشل إن مل تلتزم هبا
الشركة"( ،)۳۱ونستطيع أن نقدم بعض النصائح اليت تفيدنا عند تسمية الشركات -1 :اخرت امسا سهل اللفظ
والكتابة ويتذكره بسهولة سكان البالد اليت يستعمل كما -۲ .جتنب اختيار االسم الذي يبدأ باسم البلد أو
بكلمات مثل (الشركة العاملية -الشركة العامة -الشركة الدولية) فقد باتت هذه الكلمات كثرية االستعمال
وغالبا ما ترمز إىل تطلعات الشركة
أكثر مما تعكس واقعها التجاري.
-٣ابتعد عن التالعب مبعاين الكلمات أو غريها من هذه احليل عند اختيارك السم الشركة ،فاالسم اجليد هو
املرحلة األوىل يف اإلغراء ،لذلك ينبغي أن يكون بعيدا عن الغموض.
-4حاول قدر اإلمكان أن يكون لالسم وقع صويت جيد على األذن ،فذلك يفتح لنا باب اتصال جيد مع
الوسائل اإلعالنية.
-5توخ احلذر عندما حتاول تغيري االسم ،ألن القيمة اليت شكلتها لدى الناس ستتغري بذلك / )۳۲(.الشعار
logoوالرموز للشعار أمهية خاصة عند الشركة ،فهو حيمل رسالة تشري إىل الثبات والدميومة يف تقدمي
املنتجات واخلدمات ،والشعار اجليد نقطة تواصل بصري متميزة ،غري أن عدد كبري من شعارات الشركات
تتهم بأهنا حتمل معني ال يعرفه إال من صممه ،لكن ميكننا االستعانة بالبحوث اخلاصة بعلم النفس اللغوي وعلم
دالالت املعاين من أجل فهم كيف جيري تفسري الرموز والكلمات.
المطلب الرابع :تواصل الشركة مع الجماهير
نقصد بالتواصل مع اجلماهري مجيع نشاطات الشركة اهلادفة إليصال معلومة إما عن منتج أو عن الشركة نفسها
مبدف التسويق لذلك املنتج وزيادة املبيعات ،أو هبدف بناء الصورة عن طريق الرتويج السم الشركة وبناء
جسر الثقة بني الشركة ومجاهريها ،وتستخدم الشركات العديد من الوسائل للتواصل مع مجهورها کالربيد
ومواقع اإلنرتنت ومندويب املبيعات وغريها من أشكال التواصل الكثرية ،وكلها هلا أمهية جيدة يف صناعة
الصورة املرغوبة إال أننا سنركز على اإلعالن نظرا ألمهيته الكربى يف التواصل مع اجلماهري ولدوره الواضح يف
تشكيل صورة الشركات ،فكثري من اإلعالميني يعتقدون أن لإلعالن دور كبري يف تشكيل صورة دولة أو
جمتمع أو شركة أو منتج ما ،فهو املنهج األكثر فهما يف عملية التواصل هذه ،ويف اإلعالن تستخدم الشركة
نوعني من اإلعالنات :مها اإلعالن عن منتج (يركز على املنافع الوظائفية والنفسية واالقتصادية للمنتج أو
9
اخلدمة) ،واإلعالن اخلاص بالشركة وألننا يف صدد بناء الصورة الذهنية فسنقتصر على الثاين ،وهو ترویج
صورة الشركة والدفاع عن مسعتها أو شرح طبيعة عمل الشركة و سیاستها وثقافتها واهتماماهتا لتبني
جلمهورها مدى اخنراطها يف القضايا االجتماعية ) ،وإذا نظرنا له من ناحية نفسية :جند أن املعنيني باإلعالنات
اخلاصة بالصورة يهدفون إىل التأثري يف السلوك عرب تغيري طريقة تفكريهم جتاه شركة ما ،وهي تركز عادة على
لفت النظر يف البداية إىل الشركة ،مث تشجيع الفرد على التعرف على املؤسسة وزيادة معلوماته عنها وعن طبيعة
عملها أمال أن يتوصل الفرد إىل مرحلة قبول كل ما تقوله الشركة عن نفسها ،والثقة يف مصداقيتها ،حبيث
يصبح الفرد أخريا متعلقا تعلقا عاطفيا باملؤسسة وراغبني يف التعامل معها ويف متاية املطاف راغبا يف منتجامت (
.)2
لقد أصبح مثل هذا النمط اإلعالين ضرورية يف ظل التوسع املايل الذي شهدته األسواق ،وكذلك عدم فهم
اجلماهري ملا تقوم به الشركات ،يف ظل هذه الظروف ال بد للشركة من استخدام إعالن يروج ألهداف
الشركة وأغراضها ،ولذلك نشري إىل عدد من احلاالت اليت تستخدم الشركة فيه اإلعالن اخلاص فيها:
احلالة األهم وهي الرتويج لصورة الشركة وبناء االسم التجاري وتدعيمه يف أذهان اجلمهور. -1
عندما تنشأ لدى الشركة حاجة إلبالغ مجهورها وجهة نظر معنية أو خري ما ( رعاية اجتماعية أو -2
نشاط ما).
-3عندما يكون شراء اجلمهور للمنتج أو خدمة الشركة بشكل متكرر عندها يصبح اإلعالن اخلاص
باملنتج غري حملي ،فتلجأ الشركة إىل اإلعالن اخلاص بالشركة فهو الوسيلة األكثر فاعلية يف إبقاء اسم الشركة
وصورهتما املرغوبة يف حالة جيدة والئقة أمام أنظار اجلماهري.
المطلب الخامس :المسؤولية االجتماعية
مل تعد الشركات تعتمد يف بناء صورهتا الذهنية على مراكزها املالية فقط ،فقد ظهرت مفاهیم حديثة تساعد
على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات املتسارعة يف اجلوانب االقتصادية والتكنولوجية واإلدارية
عرب أحناء العامل وكان من أبرز هذه املفاهيم مفهوم "املسؤولية االجتماعية للشركات" ،فقد أدركت الشركات
أهنا غري معزولة عن اجملتمع ،وتنبهت إىل ضرورة توسيع نشاطاهتا لتشمل ما هو أكثر من النشاطات اإلنتاجية،
مثل مهوم اجملتمع والبيئة ،وإىل ضرورة األخذ بعني االعتبار األضالع الثالثة اليت عرفها جملس األعمال العاملي
للتنمية املستدامة وهي النمو االقتصادي والتقدم االجتماعي ومحاية البيئة.
وقد عرف جملس األعمال العاملي للتنمية املستدامة املسؤولية االجتماعية على أهنا "االلتزام املستمر من قبل
شركات األعمال بالتصرف أخالقية واملسامهة يف حتقيق التنمية االقتصادية والعمل على حتسني نوعية الظروف
املعيشية للقوى العاملة وعائالهتم ،واجملتمع احمللي واجملتمع ككل".
10
إن قيام الشركات بدورها جتاه املسؤولية االجتماعية يضمن إىل حد ما دعم مجيع أفراد اجملتمع األهدافها
ورسالتها التنموية واالعرتاف بوجودها ،واملسامهة يف إجناح أهدافها وفق ما خطط له مسبقا ،إضافة إىل خلق
فرص عمل جديدة من خالل إقامة مشاريع خريية واجتماعية ذات طابع تنموي.
ومن بني أهم الفوائد اليت حتنيها الشركات ذات املمارسات املسؤولة اجتماعية حتسني الصورة الذهنية عند
اجلمهور وبالتايل كسب ثقته وخلق سلوك إجيايب جتاه الشركة ومنتجاهتا ،وزيادة املبيعات ،وإخالص العمالء،
وزيادة اإلنتاجية والنوعية.
وال بد للشركة أن تنتبه بدقة إىل أعماهلا داخل اجملتمع ،فنحن يف جمتمع تعددي يضم كثريا من اجلماعات
والتوجهات املختلفة ويشرتك اجلميع يف مسؤولية واحدة جتاه اجملتمع ،لذلك ال بد من الدقة يف معرفة اجلمهور،
ال بد من الدقة يف برامج املسؤولية االجتماعية فال بد أن تكون مرضية جلميع األطراف آخذة بعني االعتبار
احرتام املعايري األخالقية للجميع .
وأخريا فإن جناح قيام الشركات بدورها يف املسؤولية االجتماعية يعتمد أساسا على التزامها .
خاتمة :
وقد تلجأ هذه املؤسسات إىل وسائل االتصال اجلماهريية يف بعض األحيان ملخاطبة اجلمهور العام أو القطاع
الكبري منه لعجز وسائلها اخلاصة عن الوصول إىل مجهور كبري واسع االنتشار ،كما أهنا قد تضطر يف بعض
الظروف إىل سرعة االتصال جبمهور معني من مجاهريها مستخدمة يف ذلك اإلعالن اإلعالمي .وقد تقبل
الوسائل اجلماهريية نشر بعض املعلومات عن هذه املؤسسات إذا كانت له صلة باالهتمامات العامة من وجهة
نظر الوسيلة.
11
املراجع
ابراهيم وهيب فهد د /كنجوعبود كنجو – العالقات العامة و الراى العام واداراهتا مدخل وظيفي -ط(1))1
)– -مؤسسة الوراق عمان االردن1999-م
امحد حممد املصري ,االدارة احلديثة (االتصاالت – املعلومات – القرارات )-ط( -)1جامعة االزهر2- -
-القاهرة2000-
محود بن عبد العزيز البدر -اسس العالقات العامةو الراي العام وتطبيقاهتا – ط ( – )1دار العلوم/ 3-
- للطباعة والنشر – الرياض 1992-م 1412ه138
-4 /مجي$$ل امحد خض$$ر -العالق$$ات العام$$ة -ط ( - $)1دار املس$$رية للنش$$ر والتوزي$$ع – عم$$ان 1998 -م
-
12