Professional Documents
Culture Documents
فمن أهم مب ادئ البنيوي ة ه و رؤيته ا للفع ل االجتم اعي من منـطلق أن ه ال يظه ر من الفراغ
بل يبرز بسبب تفاعل المرء مع اآلخرين ،حيث استمرارية التفاعل يبلور أحد نماذج الحياة
االجتماعية بين األفراد ليتأثر بالثنائية التي ساقها أنتوني جيدـنز وهي ما يلي:
الحتمي ــة اإلرادي ــة :تع ني المف ردة األولى أن أفع ال الم رء والتغ يرات االجتماعي ة هي ثم رة
عوامل ال سلطة للمرء عليها،أما الثانية فهي تتعلق بحرية اختيار المرء في تصرفه بدون
مؤثرات البناء االجتماعي.
الذاتية والموضوعية :األولى تظهر من أنويه الفرد أما الثانية تظهر من المؤثرات االجتماعية
1
الخارجة عن سلطان الفرد.
الزمان والـمكان :التي تدفعنا إلى الفعل من قبل أحداث في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
سواء كان هذا عدوانا خارجيا أم غير ذلك ،ينبهنا إلى شيء مهم :هو التوجه إلى اآلخرين
كعنص ر رئيس ي في األنم وذج البح ثي :س لوك الفاع ل يتج ه "محمال ب المعنى إلى س لوك
2
اآلخرين...
كم ا ح دد وبين سوس ــير بين البني ة والح دث أي بين نظم مج ردة من القواع د وأح داث
مجس دة مفردة تظه ر ض من ذل ك النظ ام،أم ا الفك رة األك ثر ت أثيرا في الب نيويين في نظريت ه
اللغوي ة أال وهي أن الرم ز اعتبــاطي وه و ك ذلك من ن احيتين :فال دال ش يء اعتب اطي ألن ه
ليست هناك عالقة طبيعية بينه وبين ما يدل عليه بل هناك عالقة يقبلها الناس بحكم التقليد
3
والعرف،كما نجد هذا األخير عند "المـدلول.
فالبنيوي ة هي س ياق ذات ص يرورة ثنائي ة وليس نتيجته ا أو محص لتها ،تهتم بالرب اط الوثيق
الق ائم بينهم ا أيض ا لكي ترتب ط الثنائي ة بأح د أنس اقها وبخاص ة بالنس ق الثق افي االجتم اعي
فهي:
إن مفهوم البنية المؤسساتية قد يأخذ طابع المصادفة ،كما يشير إلى العناصر الثابتة في
نظ ام معين مقاب ل عناص ره المتغ يرة، ،هك ذا ،تش ير البني ة المؤسس اتية إم ا إلى ث وابت
النموذج ،وإ ما إلى مجمل الوظائف التي تربط المتغيرات فيما بينها ،أوكالهما معا ،في ه ذا
السياق نفترض :ثالثة متغيرات س ،1س ،2س 3مرتبطة فيما بينها في نظام قائم على :س
=2ع (س =)1أس + 1ب ،س= 3ه (س ،1س = )2ح س +1د س +2ز ،ففي بعض
الحاالت نقول إّن الثوابت :أ ،ب ،ج ،د ،ز تمثل بنية النظام وفي غيرها يرجع مفهوم البنية
إلى األش كال ع وه للعالق ات بين المتغ يرات أو مجم ل األش كال ع ،هـ والث وابت :أ ،ب ،ج،
د ،ز.6...
فالرج ل الممأس س يق وم بإع ادة اإلنت اج من خالل الواق ع ،فه و يتمظه ر (يص طنع) فه ذا
اإلنس ان الب نيوي homme structuralيض يف ه ذا الع الم ال واقعي إلى ع الم مص طنع ال
يعكس تل ك الص ورة طبق ة األص ل للطبيع ة المبتذل ة ب ذلك النم وذج العقالني ،7فمن غ ير
الصواب الزعم بأن هذا المنهج كفيل لمعرفة البنيات الذهنية،فليس هناك البتة فكر مستقل
4معن خليل عمر .نفس المرجع السابق .ص179
5أحمد أبوزيد ،نفس المرجع السابق،ص41
6ر .بودون،وف .بوريكو .نفس المرجع السابق ،ص 100
وآخر مرتبط بالواقع .والصواب أن الفكر غير مستقل عن الواقع الذي هو أمر مسبق وإ ن
فطن إليه "البنـيويون التوليديون،كما ال يمكن من خالل البنيوية التوصل إلى رؤية تركيبي ة
أو منظ ور كلي للع الم من خالل منهج قوام ه التفكي ك والتجزئ ة والتشـظية ال ال تركيب
والتنظير.8
فعالق ة الف رد بالبن اء االجتم اعي سوس يولوجيا ،يتعام ل موض وعه م ع تنظيم ات رس مية بش كل
دوري ويومي :المدرسة /الشركة /المستشفى /المصنع ...تمارس عليه قوانينها وأهدافها
ونفوذه ا ،من أج ل تنظيم نش اطاته الحياتي ة اليومي ة ،أو تحقي ق أهداف ه وطموحات ه بواس طة
تكيفه لها وامتثاله إليها وبموجب ذلك يرتبط بعدة فروع نسقية يخضع لنظمها وضوابطها
وعكس ذلك في التنظيمات غير الرسمية ،مثل :األسرة /جماعة األصدقاء /المقهى ...إذ
9
يتعامل معها بحرية ،مع االلتزام بالتعامل وجها لوجه.
كم ا يعتق د بيل ز باالعتم اد على بحوث ه أن الن اس ين دمجون في التنظيم ات الرس مية وفي
أذهانهم توقعان:
الثــاني :توظي ف موق ف الجماع ة لتط وير أس اليب ارتب اطهم ب اآلخرين ،س واء ك انوا يرغب ون
قيادته ا أو ك انوا مش اركين س لبيين ،لكنهم محب وبين ،إذ يجب أن يس مح النظ ام االجتم اعي
بإقامة بناء ثابت للمكانة االجتماعية ومجموعة مندمجة من األدوار لألعضاء.
10
وفي ه ذا الخص وص يق ول أنتــوني جيــدنز :ال يمكن تحلي ل س لوك الف رد في وض عية مج ردة
وض يقة ب ل بواس طة آلي ات الض بط النس قية في المؤسس ة األس رية والثقافي ة واالقتص ادية
والسياس ية والتربوي ة ،لكي يحص ل الب احث على ص ورة تش مل تفاع ل آلي ات الض بط وم ا
النسق االجتماعي
آليات النظام الجماعات التنظيمات المؤسسات انساق البناء
االجتماعي الرسمية الرسمية
السجون