You are on page 1of 20

‫الخدمة االجتماعية في مجال رعاية األسرة‬

‫إعداد‬

‫ه‪2022 -‬م‪1444‬‬
‫مقدمة‬
‫تعت بر الخدم ة االجتماعي ة ف ي مجال رعاي ة األس رة مهن ة مؤس سية لمس اعدة األفراد والجماعات والمجتمعات عل ى‬
‫مواجهة مشكالتهم وزيادة أدائهم االجتماعي‪ ،‬بل تسعى إلى تحقيق هذه األهداف عن طريق التدخل المهني‪ ،‬األمر الذي‬
‫رفع من شأنها وقيمتها‪ ،‬وذلك من خالل محاوالتها إلحداث التغيير المستهدف لتحقيق التنمية والتقدم‪.‬‬
‫ولذا كان لظهور مهن ة الخدم ة االجتماعي ة ف ي مجال رعاي ة االس رة ف ي القرن العشري ن بداي ة جديدة ألسلوب مساعدة‬
‫االنس ان ف ي العص ر الحدي ث‪ ،‬فلق د جعل ت م ن فع ل الخي ر علم ا‪ ،‬االحس ان منهجاً‪ ،‬وم ن المشكالت االجتماعي ة مجاال‬
‫لتطبيق حصيلة التفكير الوضعي‪ ،‬ولقد مكنها هذا الطابع االنساني من أن تتحرك بحرية تامة وتستفيد من كافة العلوم‬
‫االنسانية لخدمة االنسان دون التقيد بزمان أو بمكان‪ ،‬فهدفها االساسي رفاهية هذا االنسان‪.‬‬
‫نظريات ونماذج الخدمة االجتماعية‬
‫نظرية العالج األسري‪:‬‬
‫إحدى االتجاهات الحديثة في المهنة بشكل عام وممارسة طريقة العمل مع الحاالت الفردية بشكل‬
‫خاص تعددت تعاريفها إال أن من أبرزها تعريف عبد الناصر عوض الذي نص على أنه مجموع‬
‫الجهود الت ي تبذل مـن خـالل تدخ ل مخط ط يعتمـد عـلى نظريت ي النس ـق واالتص االت‪ ،‬البنائي ة‬
‫الوظيفي ة لفه م األس رة وكيـف حـدث الخلـل ومـا هـو التغي ر المطلوب للتعام ل م ع نواح ي س وء‬
‫التوافق األسرى وتعديل بعض عناصر نسق العالقات األسرية ذات التأثير السلبي على التوظيف‬
‫الدينامي في األسرة كوحدة متكاملة وتغير مسار التفاعالت التي تتسم باألداء الخاطئ والتي يكون‬
‫من شأنها إحداث االضطراب األسري ‪.‬‬
‫أهمية نظرية العالج األسري‪:‬‬
‫يشتق عالج النظام األسري من نظرية النظم‪ ،‬وهي عبارة عن نظرية تصف طبيعة األنظمة المعقّدة في الطبيعة والمجتمع‬
‫ّ‬
‫والعلم؛ ويسعى هذا النهج العالجي بشكل أساسي إلى فهم العميل واستيعاب مشكالته ضمن السياق األوسع‪ ،‬والذي يشمل‬
‫بيئته الشخصية‪ ،‬مثل معتقدات وقيم العائلة‪ ،‬والتفاعالت الشخصية‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫في السابق‪ ،‬كان العمل من خالل نموذج عالج النظام األسري ير ّكز فقط على العالقة المباشرة بين الوالدين واألبناء‪ .‬ولكننا‬
‫اآلن ندرك أن بيئة الفرد تمت ّد لما هو أوسع وأكثر شمولية من دائرة األسرة الواحدة واألقارب المباشرين‪ ،‬ويمكنها أن تشمل‬
‫"األعمام‪ ،‬والع ّمات‪ ،‬واألجداد‪ ،‬واألص دقاء‪ ،‬واألحباء‪ ،‬وزمالء العم ل"‪ ،‬باإلضاف ة إل ى التواص ل االجتماع ي والتأثيرات‬
‫اإلعالمية‪.‬‬
‫لذلك نؤمن إيمانا ً راسخا ً أنّ ه‪ ،‬وبغضّ النظر عن طبيعة المشكلة التي يعاني منها العميل‪ ،‬فإن إشراك أفراد األسرة ( ك ّل من‬
‫يقدر عل ى المشارك ة ويرغ ب فيه ا) ف ي عملي ة العالج بنظري ة منظوم ة األس رة‪ ،‬أم ر بال غ اإليجابي ة‪ ،‬وعادة م ا يفي د العمي ل‬
‫وأفراد العائلة أنفسهم على ح ّد سواء‪.‬‬
‫أهداف نظرية العالج األسري‬
‫تهدف نظرية العالج األسري إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تكوين روابط أقوى داخل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز التفاهم وترسيخ التعاطف األسري‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز التواصل الصح ّي بين األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين مهارات ح ّل المشكالت‪.‬‬
‫‪ ‬االرتقاء باألداء العا ّم لألسرة‪.‬‬
‫استراتيجيات نظرية العالج األسري‬
‫اإلستراتيجية األولى ‪:‬‬
‫وتتمث ل ف ي توظي ف مفاهي م نظري ة االتص ال حي ث ترك ز هذه اإلس تراتيجية عل ى االس تخدام الفعال لقنوات‬
‫االتص ال مرتكزة ف ي ذل ك عل ى جهود األخص ائي االجتماع ي ف ي أ ن يوض ح س وء الفه م وأس باب عدم تفه م‬
‫مضمون الرسالة ومعرفة معانيها من خالل معرفة المزيد من العالقات والتفاعالت ‪.‬‬
‫اإلستراتيجية الثانية ‪:‬‬
‫وتتمث ل ف ي تعدي ل البناء األس ري حي ث أ ن هناك بع ض المواق ف والمشكالت الت ي تس تدعي م ن األخص ائي‬
‫المعال ج أ ن يتدخل بشكل مباش ر لتوجيه وتعديل بناء األسرة ‪ ،‬والمقصود ببناء األسرة هنا مجموعة المكانات‬
‫واألدوار التي يشغلها كل عضو في النسق األسري وخارجة وتأثير ذلك على المشكالت األسرية ‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫المح ك األس اسي للمعال ج ف ي هذه اإلس تراتيجية يقوم عل ى افتراض إ ن عدم التوازن ف ي البناء األس ري يؤدي‬
‫حت ًم ا إل ى عدم التوازن ف ي إشباع الحاجات ‪ ،‬وم ن ث م يؤث ر عل ى قيام األس رة كك ل بأدواره ا وإشباع حاجاته ا‬
‫وحاجات أنساقها الفرعية فتظهر المشكالت ‪.‬‬
‫استراتيجيات نظرية العالج األسري‬
‫اإلستراتيجية الثالثة ‪:‬‬
‫وهي إس تراتيجية التوازن األسري والتي يشار إليها أحيانً ا على أنها أس اليب التوازن األس ري ومحتويات هذه‬
‫اإلستراتيجية توصيف التوازن األسري القائم ‪ ،‬والتعرف على األدوار القائمة ‪ ،‬واكتشاف النقص في ممارسة‬
‫األدوار ‪ ،‬وانعكاس ات األدوار وعالقته ا بالتوازن ‪ ،‬والمرون ة ف ي إحداث التوازن وقدرة األس رة عل ى مواجه ة‬
‫المشكالت غير المتوقع ة ‪ ،‬وبناء أدوار جديدة ‪ ،‬وإعادة توزيع األدوار القائمة ‪ ،‬واس تثمار التغيرات القائمة في‬
‫مساعدة األسرة على استعادة التوازن ‪.‬‬
‫اإلستراتيجية الرابعة ‪:‬‬
‫وهي إستراتيجية تغيير القيم أو إعادة بنائها فقد يكون االختالف بين قيم أفراد األسرة أو قيم المجتمع سببًا في‬
‫حدوث العدي د م ن المشكالت وبص فة عام ة فإ ن هذه االختالفات ف ي القي م تؤث ر عل ى األس رة كك ل ‪ ،‬ويس عى‬
‫المعالج األسري إلى تحديد القيم العامة التي تؤدي إلى إحداث الصراع ويحاول بطبيعية الحال أن يدفع أفراد‬
‫األسرة إلى القيم البنائية المرغوبة التي تزيد من التماسك وتقلل من الصراع ‪.‬‬
‫نظرية الدور‪:‬‬
‫ان نظريـة الـدور تقـدم لنـا اطـارا نظريـا علميا مناسـبا‪ ،‬يساعد األخصائى على مفهوم الموقف كما تساعده‬
‫عل ى القيام بكاف ة عمليـات الممارس ة المهني ة م ن التحدي د والتخطي ط‪ ،‬وتنفي ذ الخط ة ومتابعته ا وتقويمه ا‪،‬‬
‫فالعمي ل يأت ي للمؤس سة عندم ا تواج ه مشكل ة خالل قيام ه بدور معين‪ .‬او عن د مواجهت ه مواق ف معوق ه ألداء‬
‫ادوار معين ة‪ ،‬وبالتال ي فان ه يمك ن اس تخدام مفهوم الدور ف ي وص ف دراس ة داخل النس ق االجتماع ي كم ا ان‬
‫الدور االجتماع ي يمك ن تص وره كنتيج ة محص لة التفاع ل بي ن العمليات الداخلي ة م ن جان ب والظروف‬
‫االجتماعيـة من جانب آخر‪ ،‬مـن خـالل هذه العملية يستطيع االخص ائي معاونة العمي ل للقيام بدور معين‪،‬‬
‫ومنه م توقعات دوره والدراس ة المنظم ة ألدوار العمي ل ف ي بداي ة تعام ل االخص ائي فان ه يس اعد عل ى تقب ل‬
‫دوره كعمي ل ومس اعدته عل ى القيام بهذا الدور‪ ،‬فق د يكون هناك معوقات معين ة تعوق العمي ل م ن القيام بهذا‬
‫الدور مث ل مكانت ه االجتماعي ة‪ ،‬وطبيع ة شخص يته ث م قدرت ه عل ى االندماج ف ي العملي ة المهني ة أ و معارض ة‬
‫اسرته للقيام بهذا الدور أو اختالف القيم او المستوى الثقافي او التعليمي بين االخصائي االجتماعي كما ان‬
‫سلوك العميل في مرحلة الدراسة يتحدد ويتشكل بناء علي مفهومـه لمـا متوقع منه‪ ،‬ومفهومـه لمـا يتوقعـه‬
‫هـو من جانب االخصائي االجتماعي والمؤسسة‪.‬‬
‫الدور‪:‬‬ ‫المبادئ العامة لنظرية‬
‫تستند نظرية الدور على عدد من المبادئ العامة التي أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يتحلل البناء االجتماعي إلى عدد من المؤسسات االجتماعية وتتحلل المؤسسة االجتماعية الواحدة إلى عدد من االدوار‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫بناء عل ى مؤهالت ه وخ براته وتجارب ه وثق ة‬‫‪ -2‬ينطوي عل ى الدور االجتماع ي الواح د مجموع ة واجبات يؤديه ا الفرد ً‬
‫المجتمع به وكفاءته وشخصيته ‪.‬‬
‫‪ -3‬يشغ ل الفرد الواح د ف ي المجتم ع عدة أدوار اجتماعي ة وظيفي ة ف ي آ ن واح د وال يشغ ل دوراً واحداً ‪ .‬وهذه االدوار ه ي‬
‫التي تحدد منزلته أو مكانته االجتماعية ‪ .‬ومنزلته هي التي تحدد قوته االجتماعية وطبقته ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ان الدور الذي يشغله الفرد هو الذي يحدد سلوكه اليومي والتفصيلي ‪ ,‬وهو الذي يحدد عالقاته مع اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ - 5‬سلوك الفرد يمكن التنبؤ به من معرفة دوره االجتماعي اذ ان الدور يساعدنا في تنبؤ السلوك ‪.‬‬
‫‪ -6‬ال يمكن اشغال الفرد للدور االجتماعي واداؤه بصورة جيدة وفاعلة دون التدريب عليه ‪ ,‬علما ً بأن التدريب على القيام‬
‫باألدوار االجتماعية يكون خالل عملية التنشئة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ - 7‬تكون االدوار االجتماعية متصارعة او متناقضة عندما ال تؤدي المؤسسة ادوارها بصورة جيدة وكفوءة ‪.‬‬
‫وتوقعاتها‪:‬‬ ‫فكرة نظرية الدور‬
‫تنطل ق فكرة نظري ة الدور م ن المجتم ع عبارة ع ن مجموع ة مراك ز اجتماعي ة مترابط ة ومتضمن ة أدواراً‬
‫اجتماعية يمارسها األفراد الذين يشغلون هذه المراكز ‪.‬‬
‫وقد حدد منظرو هذه الفكرة – نظرية الدور – ثالث تصنيفات من التوقعات وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬التوقعات السلفية‪ :‬وهي تلك التي تنطوي على عدة قواعد اجتماعية تحدد سلوك الفرد ‪.‬‬
‫‪ -2‬توقعات اآلخرين ‪ :‬وذلك عندما يشترك الفرد في عملة التفاعل اإلجتماعي مع أفراد آخرين أو مع وضعية‬
‫إجتماعية معينة‪ ،‬يأخذ الفرد بنظر اإلعتبار تقييم واحكام اآلخرين الذين يتفاعل معهم‪.‬‬
‫‪ - 3‬توقعات المجتمع العام ‪ :‬وهي التي يمكن أن تكون حقيقية أو تكون وهمية يتصورها الفرد‪.‬‬
‫الدور‪:‬‬ ‫مفاهيم نظرية‬
‫غموض الدور ‪:‬‬
‫عندم ا تكون متطلبات الدور غي ر واضح ة يص بح دورا غامض ا فالعمي ل الذي يذه ب إل ى األخص ائي االجتماع ي دون أ ن‬
‫يعرف شيئا ما عن طبيعة عملة ال يستطيع أن يدرك ماذا يتوقع منه ‪.‬‬
‫قوة الدور ‪:‬‬
‫كلما تحدد تعريف الدور ‪ ,‬كلما زادت قوته وتأكد وضوحه ‪ ,‬وكلما صعب – بالتالي – على الفرد أن ينفصل من متطلباته‬
‫أو يخرج على مقتضياته‪.‬‬
‫توصيف الدور ‪:‬‬
‫ويتعلق باتجاهات اآلخرين حول ما يجب أن يكون عليه أداء الدور فكل دور من األدوار له توصيف محدد يتضمن اإلطار‬
‫المرجعي الذي ينظر لألداء من خالله ‪.‬‬
‫الدور‪:‬‬ ‫مفاهيم نظرية‬
‫االعتراف بالدور ‪:‬‬
‫ويعن ي أفعال اآلخري ن الموجه ة نح و إحداث التغيي ر ف ي أداء الدور كم ا يتضم ن االعتراف بأفعال الثواب والعقاب الت ي تص در م ن اآلخري ن‬
‫وتكون بمنزلة الحافز أو المثبط لما ينتج عن األداء‪.‬‬
‫صراع الدور ‪:‬‬
‫عرفه البعض بأنه (ما يشعر به اإلنسان من ارتباك عندما يشغل أكثر من منصب أو وظيفة ال تتشابه اختصاصاتها أو طبيعتها بل تتعارض‬
‫في بعض األحيان )‪.‬‬
‫تكامل األدوار أو تعارضها ‪:‬‬
‫ويقصد بالتكامل ‪:‬توافق القيام للفرد بدورين أو أكثر وأيضا الطريقة التي يتم بها توافق أدوار آخرين لهم عالقة به‬
‫إعادة توازن الدور ‪:‬‬
‫عملي ة تحدث بي ن شخص ين أ و أكث ر بهدف ح ل خالف أ و ص راع عل ى األدوار تت م هذه العملي ة غالبا ً بواس طة توضي ح التوقعات المشتركة بين‬
‫األطراف المعنية ‪.‬‬
‫مسلمات نظرية الدور‪:‬‬
‫‪ -‬يعرف الناس األدوار ألنفسهم ولآلخرين مستندين على القراءة و التعلم االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬يكون الناس توقعات حول أدوارهم وادوار اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬يشجع األفراد يعضهم البعض ليقوموا بلعب األدوار المتوقعة منهم ‪.‬‬
‫‪ -‬األفراد يتصرفون ضمن األدوار التي سيتبنونها ‪.‬‬

‫افتراضات نظرية الدور‪:‬‬


‫‪ -‬إن بعض أنماط السلوك تعد صفة مميزة ألداء األفراد الذين يعملون داخل إطار معين ‪.‬‬
‫‪ -‬إن األدوار غالبا ما ترتبط بعدد معين من األفراد الذين يشتركون في هوية واحدة ‪.‬‬
‫‪ -‬إ ن األفراد غالب ا م ا يكونون مدركي ن للدور الذي ن يقومون ب ه ‪ ،‬وإل ى ح د معي ن األدوار يتحك م فيه ا حقيق ة‬
‫اإلدراك بها ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫نظرية التدخل في األزمات‬
‫ه ي" مجموعـة مـن المفاهي م المتعلقة بـردود أفعال األشخاص عندم ا يواجهون تجارب غي ر مألوف ة "‪ ،‬قد‬
‫تكون هذه التجارب عل ى هيئ ة كوارث طبيعي ة أ و فقدان معن ى م ا أ و تغييرات ف ي البناء االجتماع ي أ و‬
‫تغييرات في دورة الحياة ونظرا ألن مفاهيم نظرية األزمة قابلة للتطبيـق عـلى الفرد وعلى األسرة أيضا ‪،‬‬
‫وربما ‪ -‬مع بعض التعديل ‪ -‬على األنساق االجتماعية األكبر كذلك‪ ،‬وقد جاء مفهوم التدخل في األزمات‬
‫استجابة لحاجة الجماعات للمساعدات خالل فترات التغيير المفاجئ والعنيف من وضع حياتي إلى وضع‬
‫حياتي أخـر‪ ،‬ومـن بين هذه األوضاع الحياتية كالكوارث االجتماعية والهجرة والتقاعـد‪ ،‬واألزمات الناشئة‬
‫عن التطور‪ ،‬كتلك التي تنشأ عن مراحل تطور معينة ‪.‬‬
‫استراتيجيات نظرية التدخل في األزمات ‪:‬‬
‫إ ن التعام ل م ع األزم ة األس رية يتص ف بالحس اسية المفرط ة الن هذه األزم ة تتس م بص فة الخص وصية‬
‫الحساسة نتيجة ألنها تخضع لما يسمى ( أسرار البيوت ) وهذه الخصوصية تفرض على من يدير األزمة‬
‫كثيرا م ن التحديات الك بيرة نظرا لم ا يحي ط هذا النوع م ن األزمات م ن حس اسية مفرط ة للغاي ة‪ ،‬لذل ك فان‬
‫التعامل مع هذا النوع من األزمات يشوبه الحذر والتكتم والسرية مما يصعب توفر المعلومات‪.‬‬
‫و هناك اس تارتيجية تقليدي ة يت م األخ ذ به ا ف ي التعام ل م ع األزمات م ع مراعاة األزم ة واخ ذ ذل ك بعي ن‬
‫االعتبار‪ ،‬وهذه الطرق قد ال تصلح للتعامل مع كل األزمات بل يمكن أن تصلح الزمة وال تصلح الزمة‬
‫أخرى نتيجة تغير خص ائص وأس باب األزمات ع ن بعضها البعض‪ ،‬من هنا فان صاحب القرار أ و مدي ر‬
‫األزمة هو من يقرر أي الطرق انسب لالزمة التي يتولى إدارتها معتمدا في هذا االختيار على نوع األزمة‬
‫وس بب نشؤه ا والقوى الدافع ة له ا وأيض ا البيئي ة المحيط ة به ا ومدى فعالي ة هذه البيئي ة ف ي التأثي ر عل ى‬
‫عناصر األزمة‪.‬‬
‫االفتراضات األساسية لنظرية االزمة‬
‫هناك افتراضات أساسية محددة لتلك النظرية تحدد جوهر المدخل لألزمة‪ ،‬وتتلخص في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬ان االنس ان معرض طوال حيات ه العادي ة لفترات ضغ ط متزاي د داخل ي وخارج ي‪ ،‬تقل ق بالحال ة المعتادة‬
‫لتوازن ه م ع البيئ ة المحيط ة ب ه‪ ،‬وتبدأ تل ك الفترة عادة بحادث متوق ف عل ى الص دفة أ و منط و عل ى مخاطرة‪،‬‬
‫وربما يكون الحادث فاجعة أو حادث مؤسف له تأثير تراكمي على االنسان‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تأثير الموقف الذي يعرض الفرد للخطر يمزق حالة التوازن التي يعيش فيها‪ ،‬ويضعه في حالة تتسم‬
‫بالقلق و التوتر المتزايدين‪ ،‬ولكي يستعيد الفرد توازنه فإنه يمر بسلسلة من األطوار التي يمكن التنبؤ بها وهي‪:‬‬
‫يحاول ان يس تخدم ذخيرت ه المألوف ة لدي ه لح ل المشكل ة ف ي التعام ل م ع الموق ف‪ ،‬فإذا ل م ينج ح فإ ن قلق ه يزي د‬
‫فيس تخدم الطرق و الوس ائل الطارئ ة الت ي ل م يحاول اس تخدامها م ن قب ل للتغل ب عل ى المشكل ة‪ ،‬فإذا اس تمرت‬
‫المشكلة وال يستطيع حلها وال تجنبها أو التخفيض من حدتها فإن التوتر يستمر ويرتفع إلى الذروة‪.‬‬
‫‪ .3‬وعند هذا الحد فقد يحدث عامل مفاجئ يمكن أن يحدث انقالبا والذي من خالله يتجه الفرد لعالج الموقف‬
‫ذاتيا وال يستمر هذا طويال ويدخل الفرد مرحلة أزمة نشطة تتسم بعدم التوازن وسوء التنظيم‪ ،‬ويتبع هذا فترة‬
‫من إعادة التنظيم تدريجيا‪ ،‬إلى أن يصل الفرد إلى حالة جديدة من التوازن‬
‫استراتيجيات نظرية التدخل في األزمات‬
‫وكم ا نج د أ ن هناك أيض ا اس تراتيجية ( بخ س األزم ة ) وه و م ا يعن ى التقلي ل م ن شان‬
‫األزمة ومن نتائجها ‪.‬ومن فعاليتها باعتبارها حدثا غير هام أو قليل الشأن‪ ،‬وهذا األسلوب‬
‫ال يت م من خالله إنكار األزم ة ب ل إن ه يعترف به ا ولكن يتعام ل معه ا على أنه ا (عارض‬
‫صحي غير خطر ) سرعان ما يزول بأس هل الطرق واق ل التكاليف أسلوب عديم الفائدة‬
‫وال يمك ن أ ن يؤدى اس تخدامه إل ى نتائ ج مفيدة تص ب ف ي مص لحة ح ل األزم ة‪ ،‬وهذه‬
‫الطريقة أو األسلوب يستخدمه األشخاص الذين يتوفر لديهم شعور الالمباالة وال يعنى لهم‬
‫حدوث الموقف األزموي شيء مهما‪ ،‬ونتائجه تكون حساسة‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫من خالل ما سبق يمكن القول بأن توفير الحاجات النفسية والبيولوجية واالجتماعية والحب والحماية من الضغوط‬
‫النفسية واالجتماعية واالهتمام بالجانب الوجداني من الوظائف األساسية لألسرة تجاه أفرادها ‪،‬والتي ال يتحقق نجاح‬
‫األسرة وتماسكها وأداء كل فرد من أفراده لدوره االجتماعي إال بوجودها ‪،‬بحيث يصبح أي تهديد لهذا البناء خطرا‬
‫عل ى األم ن العاطف ي واالجتماع ي لك ل عض و م ن أعضائه ا إ ذ تهدد حاجات ه الوجداني ة واالجتماعي ة والنفس ية‬
‫والبيولوجية التي ال يمكن إشباعها بالشكل الصحي إال في الجو األسري‪.‬‬
‫إن تدخل األخصائي االجتماعي يشمل العمل مع األسرة كوحدة متكاملة وأنساقها الفرعية كوحدات متفاعلة ‪،‬خالل‬
‫تغيي ر ايجاب ي فعال ف ي شبك ة االتص االت والتفاعالت داخ ل النس ق األس ري أ و خارج ه ف ي عالقات ه م ع األنس اق‬
‫األخرى بالمجتمع ‪،‬وصوال باألسرة إلى مستوى أفضل لألداء االجتماعي‬
‫‪:‬المراجع‬

‫إبراهيم السيد (‪ )2016‬العنف األسري وأسبابه‪ ،‬ط‪ ،1‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫الصقور‪ ،‬صالح (‪ )2009‬موسوعة الخدمة االجتماعية‪ ،‬صالح الصقور‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار زهران‪.‬‬

‫نظرية الدور ‪Retrieved 5 October 2022, from https://www.b- .)2022( .‬‬

‫‪sociology.com/2019/02/blog-post_80.html‬‬

You might also like