Professional Documents
Culture Documents
إعداد
ه2022 -م1444
مقدمة
تعت بر الخدم ة االجتماعي ة ف ي مجال رعاي ة األس رة مهن ة مؤس سية لمس اعدة األفراد والجماعات والمجتمعات عل ى
مواجهة مشكالتهم وزيادة أدائهم االجتماعي ،بل تسعى إلى تحقيق هذه األهداف عن طريق التدخل المهني ،األمر الذي
رفع من شأنها وقيمتها ،وذلك من خالل محاوالتها إلحداث التغيير المستهدف لتحقيق التنمية والتقدم.
ولذا كان لظهور مهن ة الخدم ة االجتماعي ة ف ي مجال رعاي ة االس رة ف ي القرن العشري ن بداي ة جديدة ألسلوب مساعدة
االنس ان ف ي العص ر الحدي ث ،فلق د جعل ت م ن فع ل الخي ر علم ا ،االحس ان منهجاً ،وم ن المشكالت االجتماعي ة مجاال
لتطبيق حصيلة التفكير الوضعي ،ولقد مكنها هذا الطابع االنساني من أن تتحرك بحرية تامة وتستفيد من كافة العلوم
االنسانية لخدمة االنسان دون التقيد بزمان أو بمكان ،فهدفها االساسي رفاهية هذا االنسان.
نظريات ونماذج الخدمة االجتماعية
نظرية العالج األسري:
إحدى االتجاهات الحديثة في المهنة بشكل عام وممارسة طريقة العمل مع الحاالت الفردية بشكل
خاص تعددت تعاريفها إال أن من أبرزها تعريف عبد الناصر عوض الذي نص على أنه مجموع
الجهود الت ي تبذل مـن خـالل تدخ ل مخط ط يعتمـد عـلى نظريت ي النس ـق واالتص االت ،البنائي ة
الوظيفي ة لفه م األس رة وكيـف حـدث الخلـل ومـا هـو التغي ر المطلوب للتعام ل م ع نواح ي س وء
التوافق األسرى وتعديل بعض عناصر نسق العالقات األسرية ذات التأثير السلبي على التوظيف
الدينامي في األسرة كوحدة متكاملة وتغير مسار التفاعالت التي تتسم باألداء الخاطئ والتي يكون
من شأنها إحداث االضطراب األسري .
أهمية نظرية العالج األسري:
يشتق عالج النظام األسري من نظرية النظم ،وهي عبارة عن نظرية تصف طبيعة األنظمة المعقّدة في الطبيعة والمجتمع
ّ
والعلم؛ ويسعى هذا النهج العالجي بشكل أساسي إلى فهم العميل واستيعاب مشكالته ضمن السياق األوسع ،والذي يشمل
بيئته الشخصية ،مثل معتقدات وقيم العائلة ،والتفاعالت الشخصية ،وما إلى ذلك.
في السابق ،كان العمل من خالل نموذج عالج النظام األسري ير ّكز فقط على العالقة المباشرة بين الوالدين واألبناء .ولكننا
اآلن ندرك أن بيئة الفرد تمت ّد لما هو أوسع وأكثر شمولية من دائرة األسرة الواحدة واألقارب المباشرين ،ويمكنها أن تشمل
"األعمام ،والع ّمات ،واألجداد ،واألص دقاء ،واألحباء ،وزمالء العم ل" ،باإلضاف ة إل ى التواص ل االجتماع ي والتأثيرات
اإلعالمية.
لذلك نؤمن إيمانا ً راسخا ً أنّ ه ،وبغضّ النظر عن طبيعة المشكلة التي يعاني منها العميل ،فإن إشراك أفراد األسرة ( ك ّل من
يقدر عل ى المشارك ة ويرغ ب فيه ا) ف ي عملي ة العالج بنظري ة منظوم ة األس رة ،أم ر بال غ اإليجابي ة ،وعادة م ا يفي د العمي ل
وأفراد العائلة أنفسهم على ح ّد سواء.
أهداف نظرية العالج األسري
تهدف نظرية العالج األسري إلى ما يلي:
تكوين روابط أقوى داخل األسرة.
تعزيز التفاهم وترسيخ التعاطف األسري.
تعزيز التواصل الصح ّي بين األفراد.
تحسين مهارات ح ّل المشكالت.
االرتقاء باألداء العا ّم لألسرة.
استراتيجيات نظرية العالج األسري
اإلستراتيجية األولى :
وتتمث ل ف ي توظي ف مفاهي م نظري ة االتص ال حي ث ترك ز هذه اإلس تراتيجية عل ى االس تخدام الفعال لقنوات
االتص ال مرتكزة ف ي ذل ك عل ى جهود األخص ائي االجتماع ي ف ي أ ن يوض ح س وء الفه م وأس باب عدم تفه م
مضمون الرسالة ومعرفة معانيها من خالل معرفة المزيد من العالقات والتفاعالت .
اإلستراتيجية الثانية :
وتتمث ل ف ي تعدي ل البناء األس ري حي ث أ ن هناك بع ض المواق ف والمشكالت الت ي تس تدعي م ن األخص ائي
المعال ج أ ن يتدخل بشكل مباش ر لتوجيه وتعديل بناء األسرة ،والمقصود ببناء األسرة هنا مجموعة المكانات
واألدوار التي يشغلها كل عضو في النسق األسري وخارجة وتأثير ذلك على المشكالت األسرية ،ومن ثم فإن
المح ك األس اسي للمعال ج ف ي هذه اإلس تراتيجية يقوم عل ى افتراض إ ن عدم التوازن ف ي البناء األس ري يؤدي
حت ًم ا إل ى عدم التوازن ف ي إشباع الحاجات ،وم ن ث م يؤث ر عل ى قيام األس رة كك ل بأدواره ا وإشباع حاجاته ا
وحاجات أنساقها الفرعية فتظهر المشكالت .
استراتيجيات نظرية العالج األسري
اإلستراتيجية الثالثة :
وهي إس تراتيجية التوازن األسري والتي يشار إليها أحيانً ا على أنها أس اليب التوازن األس ري ومحتويات هذه
اإلستراتيجية توصيف التوازن األسري القائم ،والتعرف على األدوار القائمة ،واكتشاف النقص في ممارسة
األدوار ،وانعكاس ات األدوار وعالقته ا بالتوازن ،والمرون ة ف ي إحداث التوازن وقدرة األس رة عل ى مواجه ة
المشكالت غير المتوقع ة ،وبناء أدوار جديدة ،وإعادة توزيع األدوار القائمة ،واس تثمار التغيرات القائمة في
مساعدة األسرة على استعادة التوازن .
اإلستراتيجية الرابعة :
وهي إستراتيجية تغيير القيم أو إعادة بنائها فقد يكون االختالف بين قيم أفراد األسرة أو قيم المجتمع سببًا في
حدوث العدي د م ن المشكالت وبص فة عام ة فإ ن هذه االختالفات ف ي القي م تؤث ر عل ى األس رة كك ل ،ويس عى
المعالج األسري إلى تحديد القيم العامة التي تؤدي إلى إحداث الصراع ويحاول بطبيعية الحال أن يدفع أفراد
األسرة إلى القيم البنائية المرغوبة التي تزيد من التماسك وتقلل من الصراع .
نظرية الدور:
ان نظريـة الـدور تقـدم لنـا اطـارا نظريـا علميا مناسـبا ،يساعد األخصائى على مفهوم الموقف كما تساعده
عل ى القيام بكاف ة عمليـات الممارس ة المهني ة م ن التحدي د والتخطي ط ،وتنفي ذ الخط ة ومتابعته ا وتقويمه ا،
فالعمي ل يأت ي للمؤس سة عندم ا تواج ه مشكل ة خالل قيام ه بدور معين .او عن د مواجهت ه مواق ف معوق ه ألداء
ادوار معين ة ،وبالتال ي فان ه يمك ن اس تخدام مفهوم الدور ف ي وص ف دراس ة داخل النس ق االجتماع ي كم ا ان
الدور االجتماع ي يمك ن تص وره كنتيج ة محص لة التفاع ل بي ن العمليات الداخلي ة م ن جان ب والظروف
االجتماعيـة من جانب آخر ،مـن خـالل هذه العملية يستطيع االخص ائي معاونة العمي ل للقيام بدور معين،
ومنه م توقعات دوره والدراس ة المنظم ة ألدوار العمي ل ف ي بداي ة تعام ل االخص ائي فان ه يس اعد عل ى تقب ل
دوره كعمي ل ومس اعدته عل ى القيام بهذا الدور ،فق د يكون هناك معوقات معين ة تعوق العمي ل م ن القيام بهذا
الدور مث ل مكانت ه االجتماعي ة ،وطبيع ة شخص يته ث م قدرت ه عل ى االندماج ف ي العملي ة المهني ة أ و معارض ة
اسرته للقيام بهذا الدور أو اختالف القيم او المستوى الثقافي او التعليمي بين االخصائي االجتماعي كما ان
سلوك العميل في مرحلة الدراسة يتحدد ويتشكل بناء علي مفهومـه لمـا متوقع منه ،ومفهومـه لمـا يتوقعـه
هـو من جانب االخصائي االجتماعي والمؤسسة.
الدور: المبادئ العامة لنظرية
تستند نظرية الدور على عدد من المبادئ العامة التي أهمها ما يلي :
-1يتحلل البناء االجتماعي إلى عدد من المؤسسات االجتماعية وتتحلل المؤسسة االجتماعية الواحدة إلى عدد من االدوار
االجتماعية .
بناء عل ى مؤهالت ه وخ براته وتجارب ه وثق ة -2ينطوي عل ى الدور االجتماع ي الواح د مجموع ة واجبات يؤديه ا الفرد ً
المجتمع به وكفاءته وشخصيته .
-3يشغ ل الفرد الواح د ف ي المجتم ع عدة أدوار اجتماعي ة وظيفي ة ف ي آ ن واح د وال يشغ ل دوراً واحداً .وهذه االدوار ه ي
التي تحدد منزلته أو مكانته االجتماعية .ومنزلته هي التي تحدد قوته االجتماعية وطبقته .
- 4ان الدور الذي يشغله الفرد هو الذي يحدد سلوكه اليومي والتفصيلي ,وهو الذي يحدد عالقاته مع اآلخرين .
- 5سلوك الفرد يمكن التنبؤ به من معرفة دوره االجتماعي اذ ان الدور يساعدنا في تنبؤ السلوك .
-6ال يمكن اشغال الفرد للدور االجتماعي واداؤه بصورة جيدة وفاعلة دون التدريب عليه ,علما ً بأن التدريب على القيام
باألدوار االجتماعية يكون خالل عملية التنشئة االجتماعية .
- 7تكون االدوار االجتماعية متصارعة او متناقضة عندما ال تؤدي المؤسسة ادوارها بصورة جيدة وكفوءة .
وتوقعاتها: فكرة نظرية الدور
تنطل ق فكرة نظري ة الدور م ن المجتم ع عبارة ع ن مجموع ة مراك ز اجتماعي ة مترابط ة ومتضمن ة أدواراً
اجتماعية يمارسها األفراد الذين يشغلون هذه المراكز .
وقد حدد منظرو هذه الفكرة – نظرية الدور – ثالث تصنيفات من التوقعات وهي كالتالي:
-1التوقعات السلفية :وهي تلك التي تنطوي على عدة قواعد اجتماعية تحدد سلوك الفرد .
-2توقعات اآلخرين :وذلك عندما يشترك الفرد في عملة التفاعل اإلجتماعي مع أفراد آخرين أو مع وضعية
إجتماعية معينة ،يأخذ الفرد بنظر اإلعتبار تقييم واحكام اآلخرين الذين يتفاعل معهم.
- 3توقعات المجتمع العام :وهي التي يمكن أن تكون حقيقية أو تكون وهمية يتصورها الفرد.
الدور: مفاهيم نظرية
غموض الدور :
عندم ا تكون متطلبات الدور غي ر واضح ة يص بح دورا غامض ا فالعمي ل الذي يذه ب إل ى األخص ائي االجتماع ي دون أ ن
يعرف شيئا ما عن طبيعة عملة ال يستطيع أن يدرك ماذا يتوقع منه .
قوة الدور :
كلما تحدد تعريف الدور ,كلما زادت قوته وتأكد وضوحه ,وكلما صعب – بالتالي – على الفرد أن ينفصل من متطلباته
أو يخرج على مقتضياته.
توصيف الدور :
ويتعلق باتجاهات اآلخرين حول ما يجب أن يكون عليه أداء الدور فكل دور من األدوار له توصيف محدد يتضمن اإلطار
المرجعي الذي ينظر لألداء من خالله .
الدور: مفاهيم نظرية
االعتراف بالدور :
ويعن ي أفعال اآلخري ن الموجه ة نح و إحداث التغيي ر ف ي أداء الدور كم ا يتضم ن االعتراف بأفعال الثواب والعقاب الت ي تص در م ن اآلخري ن
وتكون بمنزلة الحافز أو المثبط لما ينتج عن األداء.
صراع الدور :
عرفه البعض بأنه (ما يشعر به اإلنسان من ارتباك عندما يشغل أكثر من منصب أو وظيفة ال تتشابه اختصاصاتها أو طبيعتها بل تتعارض
في بعض األحيان ).
تكامل األدوار أو تعارضها :
ويقصد بالتكامل :توافق القيام للفرد بدورين أو أكثر وأيضا الطريقة التي يتم بها توافق أدوار آخرين لهم عالقة به
إعادة توازن الدور :
عملي ة تحدث بي ن شخص ين أ و أكث ر بهدف ح ل خالف أ و ص راع عل ى األدوار تت م هذه العملي ة غالبا ً بواس طة توضي ح التوقعات المشتركة بين
األطراف المعنية .
مسلمات نظرية الدور:
-يعرف الناس األدوار ألنفسهم ولآلخرين مستندين على القراءة و التعلم االجتماعي .
-يكون الناس توقعات حول أدوارهم وادوار اآلخرين .
-يشجع األفراد يعضهم البعض ليقوموا بلعب األدوار المتوقعة منهم .
-األفراد يتصرفون ضمن األدوار التي سيتبنونها .
إبراهيم السيد ( )2016العنف األسري وأسبابه ،ط ،1دار التعليم الجامعي ،القاهرة.
الصقور ،صالح ( )2009موسوعة الخدمة االجتماعية ،صالح الصقور ،ط ،1عمان ،دار زهران.
sociology.com/2019/02/blog-post_80.html