You are on page 1of 26

‫فرع دمياط‬

‫بسم هللا الرحمن‬


‫‪1‬‬
‫مرحبًا بكم في مادة علم اجتماع التنظيم‬
‫د ‪ /‬عبير محمد عباس‬
‫ملحوظة هامة‬
‫هذه المحاضرات‬
‫ال تغني بحال من األحوال عن الكتاب المقرر‬

‫وهي معدة فقط‬


‫كوسيلة إرشادية مساعدة في فهم واستيعاب محتوى موضوعات المنهج‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫رابعًا ‪ :‬أهمية دراسة التنظيم‬

‫‪ ‬أما عن أهمية دراسة التنظيم فترجع العتبارات هامة نوجزها فى عدد من‬
‫الموضوعات ‪:‬‬
‫‪‬الموضوع األول ‪ :‬الدور الحيوي للتنظيمات فى المجتمع‬
‫‪ ‬حيث تقوم التنظيمات داخل المجتمع بأدوار بالغة األهمية والتعقيد بحيث‬
‫تغطى كافة المستويات ابتداء من الفرد مرورا باألنساق ثم المجتمع وعالقته‬
‫بالمجتمعات األخرى ضمن ما يمكن تسميته بالنظام العالمي أو تحديدا بدور‬
‫المجتمع داخل شبكة العالقات الدولية ‪ ،‬لذلك فان التنظيم يتغلغل فى جميع‬
‫نشاطات ومجاالت المجتمع ويسود حياتنا اليومية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفرد والتنظيم ‪:‬‬
‫‪ ‬يحتاج الفرد منذ مولده للتنظيمات في قيده ضمن المواليد ‪ ،‬واستخراج ما‬
‫يفيد مفارقته للحياة عند وفاته‪.‬‬

‫‪ ‬وعبر الفترة الزمنية المحددة للحياة ال غني له عن التنظيمات التي تدخلت‬


‫في تثقيفه وتعليمه وتربيته إلي جانب أسرته ‪ ،‬بل وأصبحت تنظيمات العمل‬
‫مجال رزقه ومحط تطلعاته للترفيع االجتماعي وتحقيق قدر كبير من‬
‫االستقرار في حياته العامة ‪.‬‬
‫‪‬ب‪ -‬دور التنظيمات في تحديث المجتمع ‪:‬‬

‫‪ ‬إذا قلنا إن المجتمعات المتقدمة الحديثة تتصف بمعدالت عالية من التغير‬


‫االجتماعي فإن أقوي مؤشراته االعتماد المتزايد للمجتمعات علي التنظيمات‬
‫الرسمية‪ ،‬ودورها في مختلف نواحي النشاطات المجتمعية ‪.‬‬
‫‪ ‬إن تنامي أدوار التنظيمات الرسمية قد يستخدم كأداة تحليلية إلبراز التباين‬
‫بين المجتمعات من حيث درجة الحداثة ‪.‬‬
‫‪ ‬إذ يمكن ترتيب المجتمعات اإلنسانية –وفق التباين بينها علي متصل‬
‫‪ Continuum‬يقع علي طرفه األول المجتمعات التقليدية التي يتولي‬
‫أفرادها أداء مختلف الوظائف في ظل إطار المعايير والقيم لمجتمعات ما قبل‬
‫التحديث ‪.‬‬
‫‪ ‬وعلي الطرف الثاني من المتصل تقع المجتمعات األكثر حداثة التي تعتمد‬
‫اعتمادا اساسيًا علي التنظيمات الرسمية في تولي الوظائف وأداء األدوار‬
‫المجتمعية الرئيسية في عمليات مستمرة تخضع في الوقت ذاته لنظم عقلية‪.‬‬
‫‪‬التنظيمات والعالقات الدولية ‪:‬‬
‫‪ ‬علي المستوي الدولي تحكم العالقات بين الدول تنظيمات رسمية متنوعة‬
‫تجارية وسياسية وإعالمية وغيرها مما يصبغ الدور التنظيمي بالصبغة‬
‫التعددية والمتداخلة في آن واحد ‪،‬‬
‫‪ ‬حيث يصعب الفصل بين العالقات السياسية والعالقات االقتصادية إذ يمثالن‬
‫وجهين لعملة واحدة في ظل النظام العالمي الجديد ‪ .‬وإلي جانب التنظيمات‬
‫الرسمية التي تحكم العالقات الدولية كهيئة األمم المتحدة ومجلس األمن‬
‫الدولي توجد تنظيمات أخري ال تكتسب الشرعية الدولية كمنظمات اإلرهاب‬
‫الدولي وفي مقدمتها المافيا التي تمارس أدوارًا ال يمكن إغفال تأثيراتها في‬
‫استقرار االقتصاد العالمي واستتباب األمن علي مستوي المجتمعات‬
‫‪‬الموضوع الثاني ‪ :‬التنظيم كيان اجتماعي‬
‫‪ ‬يتفق علماء االجتماع علي صعوبة دراسة السلوك التنظيمي وعدم وجود‬
‫وسيلة مبسطة أو يسيرة يمكن بواسطتها فهم مختلف جوانب هذا‬
‫السلوك ‪.‬ويرجعون أسباب ذلك القصور إلي تحول التنظيمات الحديثة إلي‬
‫نمط أكثر تعقيدًا وأن معظم العوامل المسببة لهذا التعقيد هي في ذاتها التي‬
‫تعقد النسيج الكلي للمجتمع ‪ .‬ويأتي في مقدمة تلك العوامل ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬تحرر الفرد من السياسات والفلسفات االجتماعية التي تنتهجها المجتمعات‬
‫المتقدمة ‪.‬‬
‫‪‬الفهم المتنامي والمتعمق لطبيعة التعاون البشري ‪.‬‬
‫‪‬التنامي في األهداف التنظيمية ‪.‬‬
‫‪ ‬االتجاه المتزايد نحو التخصصية في أداء الواجبات والمهام التنظيمية ‪.‬‬
‫‪‬الموضوع الثالث ‪ :‬التنظيمات وبنية العمل فى المجتمعات الحديثة‬

‫‪‬فالتنظيمات تمثل الركيزة الأساسية فضال عن كونها القاعدة العريضة للعمل‬


‫داخل المجتمع المعاصر وتقوم بدور أساسي فى إعادة ترتيب األفراد على‬
‫سلم الت درج االجتماعي ‪ /‬المهني للمجتمع فضال عن الدور المباشر‬
‫للتنظيمات فى تشكيل حياة األفراد وعالقاتهم داخل المجتمع‬
‫‪‬الموضوع الرابع‪ :‬الرؤية السوسيولوجية للتنظيم ‪،‬‬

‫‪ ‬فتحليل التنظيمات سواء داخليا من حيث البنية والعمليات أو خارجها‬


‫باعتبار التنظيم وحدة التحليل يمثل أفضل الوسائل المجدية لتقديم تفسيرات‬
‫سببية للظواهر والعمليات االجتماعية كالتدرج والتعليم والتغير االجتماعى‬
‫على مستوى المجتمع ‪.‬‬
‫‪‬الموضوع الخامس‪ :‬التنظيم والتغير االجتماعي‬
‫‪ ‬ويتعلق بأهمية دراسة التنظيمات فى عالقتها بالتغير االجتماعي ‪ ،‬حيث‬
‫يمثل التنظيم جوهر عملية التغير االجتماعى وأهم مصادره ‪،‬‬
‫‪ ‬وعند تحليل العالقة بين التنظيم والتغير االجتماعى يمكن تنظيمها إلى‬
‫مستويين أساسيين ‪:‬‬
‫‪ ‬أولهما العالقة بينهما على مستوى المجتمع وذلك ومن منظور عالقة‬
‫التنظيم بالبنية االجتماعية للمجتمع ‪،‬‬
‫‪ ‬وثانيهما العالقة الممتدة تاريخيا بينهما على المستوى العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬إن العالقة بين التنظيم االجتماعي والتغير االجتماعي علي مستوي المجتمع‬
‫تأخذ بعدين أساسيين من منظور تأثير األول علي الثاني ‪:‬‬
‫‪ ‬البعد األول ‪ :‬دور التنظيم في إعاقة التغير االجتماعي ‪:‬‬
‫‪ ‬هناك مؤشرات ما تدل علي وجود مقاومة كبيرة للتغير ‪ .‬فتقاوم التنظيمات‬
‫التغير أو ادخال أي انماط جديدة علي العمليات األساسية ‪ .‬وأوضح مثال‬
‫علي ذلك مقاومة التنظيم ألي فكر يدعو للتجديد ‪ Innovation‬أو االبداع‬
‫‪ Creativity‬فلو حاول أي فرد ادخال أي تجديد علي محيط الجامعة أو‬
‫تغيير أساليب استقبال المرضي بالمستشفيات أو محاولة ايقاف برنامج من‬
‫البرامج الحكومية سوف يواجه الداعي للتجديد بمقاومة شديدة ورفض‬
‫مباشر من قبل التنظيمات ‪.‬‬
‫‪ ‬البعد الثاني ‪ :‬التنظيم مصدر رئيسي للتغير االجتماعي ‪:‬‬

‫‪ ‬يتصف التنظيم بطبيعة ازدواجية في عالقته بالتغير االجتماعي ‪ ،‬فإذا كان‬


‫التنظيم يقاوم التغير فإنه من جهة أخري ‪ ،‬يحفز التغير االجتماعي ويدعمه‪.‬‬
‫‪ ‬ويمثل االفتراض الرئيسي الذي يقوم عليه البعد الثاني في أنه كلما ازدادت‬
‫الكثافة التنظيمية للمجتمع ازدادت سرعة وكثافة عملية التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫وأن كل قرار مرغوب يتم اتخاذه من جانب التنظيم يؤدي إلي برامج تؤثر‬
‫بشكل واضح في المجتمع ‪.‬وحينما تؤسس هيئة حكومية للقيام ببرامج‬
‫جديدة تصبح بدورها مصدرًا للتغير االجتماعي‬
‫خامسًا ‪ :‬أهمية التنظيم االجتماعي‬
‫‪‬ويمكن تحديد أهمية التنظيم فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يساعد التنظيم في تحقيق األهداف الرئيسية للمجتمع بأحسن كفاءة‬
‫ممكنة عن طريق التنسيق وحسن االستغالل للموارد المادية المتاحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يؤدي الي خلق الجو المالئم للعمل واستقرار العاملين وحثهم على زيادة‬
‫جهودهم لبلوغ الهدف المشارك ‪.‬‬
‫‪ -3‬يسهم التنظيم السليم في تسهيل عملية االتصال بين االفراد ومجموعات‬
‫العمل مما يؤدي إلى انسياب المعلومات بين ارجاء التنظيم وتحقيق التناسق‬
‫بين مجموعات العمل في اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -4‬يساعد على خلق روح التعاون والتضامن بين االفراد لبلوغ األهداف‬
‫المحددة‪.‬‬
‫‪ -5‬يساعد على االستفادة من االساليب المتطورة في اداء العمل بما ينفع‬
‫من كفاءة اإلدارة في تحقيق الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -6‬يؤدي إلى االتصال بشكل واضح ومحدد بما يحقق استمرار ونظام العمل‬
‫داخل الجماعات الرئيسية المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -7‬تأكيد اولوية العمل والمنظم والدقيق فيما بين االفراد والجماعات وفق‬
‫اسس موضوعية تستند إلى القوانين واألنظمة والتعليمات النافذة ‪ ،‬منعا‬
‫لالجتهادات الشخصية االرتجالية غير المدروسة ‪.‬‬
‫‪ -8‬توزيع وتخصيص موارد المنظمة وفق اسبقيات واهمية األهداف‬
‫المطلوب انجازها ‪.‬‬
‫‪ -9‬منح السلطات والصالحيات بالشكل الذي يناسب الواجبات والمهمات‬
‫المطلوب اداؤها من قبل الوحدات التنظيمية واالفراد في المستويات االدارية‬
‫المختلفة ‪.‬‬
‫‪ ‬وبالنظر إلي أهمية األهداف بالنسبة إلي التنظيم بصورة عامة ‪ ،‬فقد وجد‬
‫الباحثون أن ‪:‬‬
‫‪ ‬استمرار التنظيم أمر مرتبط بالمحافظة علي تلك األهداف‪ ،‬وبتطويرها‬
‫وتوسيعها ألن استمرار أي منظمة إنما رهن بقدرتها علي النمو والتطور‬
‫المستمرين ‪.‬‬

‫‪ ‬وحتي تستطيع المنظمة االستمرار في التطور يجب عليها االعتماد علي‬


‫التخطيط الفعال والحيوي الذي يضمن لها مزيدًا من التقدم‬
‫سادسًا ‪ :‬اهداف التنظيم‬

‫‪ ‬تظهر دراسات كل من (فيبر) و (بارسونز) و (ميرتون) و (جولدنر)‬


‫وغيرهم أن األهداف الواضحة هي المعيار الذي تقاس به صحة التنظيم‬
‫االجتماعي وقوته ‪ .‬ولهذا يجد الباحثون أن فاعلية التنظيم تتصل بالدرجة‬
‫األولي بقدرته علي إنجاز أهدافه بأدني تكلفة وإنفاق للموارد ‪.‬‬
‫‪‬كما يهدف التنظيم االجتماعى إلى ‪:‬‬

‫‪ ‬توفير عوامل االستقرار والتقدم فى المجتمع بحيث يضمن لكل فرد أمنه فى‬
‫يومه وفى غده ‪ ,‬ويحقق له االرتفاع المستمر فى مستوى معيشته فى ضوء‬
‫متوسط ما يستهلكه الفرد من السلع والخدمات ‪ ,‬وينشئ كل مجتمع تنظيمات‬
‫اجتماعية تنهض أساسا لتحقيق هذه األهداف االجتماعية‬
‫سابعًا ‪ :‬أنواع التنظيمات‬

‫‪‬أما عن أنواع التنظيمات ‪:‬‬


‫‪‬فتوجد تنظيمات التي تقام بطريقة مقصودة‬
‫‪ ‬من أجل تحقيق هدف معين ‪ .‬فعن طريق نمط من التنظيم بالذات يمكن‬
‫استغالل الجهد الجماعي لألفراد‪ ،‬والتنسيق بين أنشطتهم وهذا يعنى أن‬
‫األهداف التي يسعى التنظيم إلى تحقيقها والقواعد التى يتوقع أن يمتثل لها‬
‫أعضاء التنظيم ‪ ،‬وبناء المكانة الذى يحدد العالقات بينهم ‪ ،‬كل هذه العناصر‬
‫وغيرها لم تظهر تلقائيا فى سياق التفاعل االجتماعي ‪ ،‬وإنما تم تحديدها‬
‫تحديدا مسبقا ومتعمدًا‪.‬‬
‫‪‬ويشتمل أي نوع من التنظيم على جانبين‪:‬‬

‫‪ ‬األول ‪ :‬األفراد الذين يتكون منهم التنظيم ‪.‬‬

‫‪‬والثاني ‪ :‬النظم والمعايير واألهداف وال قيم والوظائف التى تنظم الجماعة‬
‫سابعًا ‪ :‬خصائص التنظيم‬

‫‪ ‬أما إذا انتقلنا إلى خصائص التنظيم االجتماعى نجد أنه يعتمد على ‪:‬‬

‫‪ ‬توفر العنصر البشرى الذى يضمه التنظيم ‪ ،‬حيث أن اإلنسان هو المحرك‬


‫األساسي ألي تنظيم اجتماعى ‪ ،‬والى جانب العنصر البشرى يلزم أن يكون‬
‫هناك أدوار معينة لإلنسان‬
‫‪‬من أهم ما يميز التنظيمات االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتمادها على التقسيم الدقيق للعمل‪ ،‬وتحديد مسئوليات االتصال ‪,‬‬
‫‪ ‬وجود مركز أو أكثر من مراكز القوى يتولى مهمة مراقبة أعمال التنظيم‬
‫وتوجيهه نحو تحقيق أهدافه ‪ ،‬وضمان الحركة داخل بناء التنظيم وذلك من‬
‫خالل تغيير مراكز األعضاء وانضمام أعضاء جدد تتوافر فيهم صفات‬
‫وخصائص من أهمها التخصص والخبرة الفنية ‪.‬‬

‫‪ ‬ويالحظ أن هذه الخصائص التى تميز التنظيمات لم تظهر تلقائيا فى سياق‬


‫التفاعل االجتماعى وإنما تم تحديدها بطريقة عمدية أي أن خصائص التنظيم‬
‫قد تحددت بصورة رسمية ‪ ،‬ولذلك يستخدم مصطلح التنظيم الرسمي‬
‫لإلشارة إلى هذا النوع من التنظيم‬
‫‪‬وأخيرا فالتنظيم االجتماعى كإطار من السلوك له خصائص مميزة ‪:‬‬

‫‪ ‬فالبد من وجود مجموعة من المعايير أو قواعد الفعل االجتماعي التى تحكم‬


‫طريقة آداء الفرد لألفعال واألدوار الملحقة به ‪.‬‬

‫‪ ‬هذا إلى جانب وجود هيكل من المسلمات التى تحدد سلوك الفرد المتوقع‪.‬‬
‫السالم عليكم‬

You might also like