You are on page 1of 16

‫‪1‬‬

‫‪ -1‬مفهوم التنظيم‬
‫يعتبر التنظيم الوظيفة اإلدارية الثانية والعنصر الثاني من العملية اإلدارية الذي يلي‬
‫التخليل‪ ،‬وقد حظي هذا الموضوع‪ .‬باهتمام زائده من قبل الكتابة والذكرين في مختلف‬
‫المدارس اإلدارية إليمانهم بالدور الذي تؤديه وظيفة التنظيم و تحقيق نجاح المنظمة‬
‫وفاعليتها‪ ،‬والتنظيم عبارة عن الشكل الذي توضع فيه الجهود الجماعية لتحقيق‬
‫وظيفة أو غرض معين‪ .‬وهو عملية تحصل‪ ،‬تحديد األعمال المراد أداؤها وتجميعها‬
‫مع تحديد وتفويض السلطة الالزمة ألداء هذه األعمال‪ ،‬وإقامة العالقات بينها لتمكين‬
‫المنظمة من تحقيق األهداف والغايات المحددة مسبقا‪.‬‬
‫‪  ‬تستخدم كلمة تنظيم أو التنظيم على نطاق واسع‪ ،‬ليس فة ما بين أوساط المفكرين‬
‫والباحثين في اإلدارة والتنظيم‪ ،‬بل وفي الحياة العامة أيضا‪ ،‬وأصبحت تستخدم في‬
‫العديد من المناسبات والمجاالت الداللة علي مضامين مختلفة‪.‬‬
‫وكلمة (‪ )Organization‬مشتقة من أصل التيني وتعني أداة يتم بواسطتها إنجاز‬
‫العمل‪ .‬وتستعمل هذه الكلمة في األدب اإلداري المنشور للداللة على معنيين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪   ‬األولى‪ :‬إن التنظيم أسم معنوي‪ ،‬مثل منظمة أو وزارة أو جهاز حكومي‪ ،‬أو‬
‫شركة‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪   ‬الثاني‪ :‬إن التنظيم هو عملية تصميم الهيكل التدليمي‪ ،‬وبهذا فإن الهيكل التنظيمي‬
‫هو حصيلة عملية التنظيم ونتاجها‪ ،‬وهو اآلنية الرسمية التي يتم من خاللها إدارة‬
‫التنظيم بنجاح‪ .‬والمعنى الثاني هو المقصود‪.‬‬
‫‪  ‬والتنظيم يفترض أساسا وجود مجموعة من األفراد ( شخصين أو أكثر) لديهم‬
‫الرغبة التعاون وبذل الجهد لتحقيق الهدفسه المشتركه‪ .‬ونظرا القدرات المحدودة لكل‬
‫فرد على شده‪ ،‬سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو االجتماعية فإن الفريد يسعى‬
‫إلى التعاون مع اآلخرين لتحقيق أهدافهم الشخصية‪.‬‬
‫‪  ‬تعود أسباب التنظيم إلى أن هنالك العديد من األعمال التي ال يستطيع إنسان بمفرده‬
‫أن يقوم بها‪ ،‬لذا أصبح من الضروري وجود تعاون بين األفراد للقيام بتلك األعمال‪.‬‬
‫ويتحتم وجود التنظيم إذا اشترك شخصان أو أكثر ألجل القيام بعمل معين‪ ،‬أو تحقيق‬
‫غاية محددة‪ .‬والتنظيم في مثل هذه الحالة ضروري لتجميع الجهود‪ ،‬وتوحيدها ألجل‬
‫الوصول إلى الهدف المرجو‪ ،‬وتفادي االرتباك واالرتجال في تصنيف العمل‬
‫وتوزيعه‪ ،‬كما قد يترتب على وجود تنظيم أو خطة للتنظيم أن يتم وضع الرجل‬
‫‪ 1‬د‪ .‬جعفر عبد هللا موسى إدريس(‪09/10/1439‬هـ)‪ ،‬مفهوم التنظيم وأساليب العمل‪ّ ،www.sst5.com ،‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪..28/11/2021‬‬
‫المناسب في المكان غير المناسب‪ .‬كأن نضع مثال بعضى ذوي الكفاءات العالية من‬
‫وظائف أقل من الناحية اإلدارية‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫ان كلمة تنظيم تستخدم في كثير من الكتابات اإلدارية بمعنى منظمة والمنظمة قد‬
‫تكون تجارية‪،‬صناعية‪ ،‬تعليمية‪ ،‬سياسية‪ ،‬رياضية … الخ ‪ ،‬وبناء عليه فإن استخدام‬
‫كلمة تنظيم تعني‪" :‬جماعة من الناس تربطهم عالقات رسمية ‪ ،‬لتحقيق األهداف التي‬
‫من أجلها نشأت المنظمة‪ .‬ولكن هناك تعريفات كثيرة للتنظيم اختلفت من حيث اللفظ‬
‫باختالف نظرة ورؤية المعرف للتنظيم ولكن جميع التعريفات تؤدي إلى نفس المعنى‬
‫‪2‬‬
‫وفيما يلي نسوق عدة تعريفات للتنظيم لعدة باحثين في مجال اإلدارة‪.‬‬
‫ويعد التنظيم إحدى وظائف العملية اإلدارية في المنظمة ويتضمن تحديد أوجه‬
‫النشاطات المختلفة في المنظمة وتوزيعها على العاملين فهو ترجمة للخطة أو‬
‫التخطيط إلى أنشطة تعمل على تحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪ 2-‬تعريف التنظيم‪:‬‬
‫للتنظيم تعريفات عديدة اشتقت من خالل رؤيا معينة سواء بالنظر إليه كهيكل أو‬
‫كعملية إدارية ومن أهم التعاريف نجد‪:‬‬
‫يعرفه ماكس فيبر ‪ M.weber‬بأنه تنسيق غرضی مستمر لنشاط فرع مميز ‪ ،‬وقد ميز‬
‫فيير في كتاباته بين الجماعات المتضامنة وجميع أشكال التنظيم حيث يعرفها بأنها‬
‫‪3‬‬
‫"عالقة اجتماعية تكون مغلقة أو محدودة االنضمام إليها طبقا لقواعد مميزة‪.‬‬
‫من خالل هذا التعريف تبرز مصطلحات أساسية ينشأ على أساسها التنظيم وهي ‪:‬‬
‫العمل‪ ،‬األفراد‪ ،‬أماكن العمل‪ ،‬العالقات‪ ،‬والعمل يختلف من أجله التنظيم مما يتطلب‬
‫تقسيم هذا العمل إلى أجزاء يمكن إسنادها إلى جماعات تنظيمية محددة‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫التنظيم يرتبط بالعمل وبذلك الجهد الجماعي‪ ،‬وهو من األشياء األساسية في منشأة‬
‫صناعية أو غير صناعية‪ ،‬إذ بدونه ال يمكن للمسؤولين وال للمشرفين القيام بعملهم‪،‬‬
‫بحيث أن التنظيم يعمل على الجمع بين الموارد البشرية والمادية األساسية لتسير‬
‫العمل‪.‬‬
‫أما براون ‪ Braoun‬فيرى أن التنظيم "هو العملية التي تحدد الدور الذي يريد أن يحققه‬
‫‪4‬‬
‫كل عضو في المنظمة ليصبح أكثر كفاية في تحقيق األهداف"‪.‬‬

‫‪ 2‬د‪.‬محمد بن علي شيبان العامري (‪14/6/1434‬هـ)‪ ،‬مفهوم التنظيم وأهميته‪ّ ،www.sst5.com ،‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪..28/11/2021‬‬
‫‪ 3‬محمد علي محمد> علم االجتم اع التنظيم ‪،‬دار المعارف الجامع‪d‬ة‪ ،‬ط‪، 3‬الاسكندرية‪، 1986 ،‬ص‪310‬‬
‫‪ 4‬محمد رسالن الجيوشي ‪ .‬جميلة جاد هللا‪ .‬االدارة علم و تطبيقـ ‪ .‬دار المسير للنشر ط‪ . 1‬عمان‪ .2000.‬ص ‪87‬‬
‫وفي رأي آلن ‪ Alen‬التنظيم هو "الهيكل الذي يوضع العمل ويقسمه إلى مجموعات‪،‬‬
‫والذي يوضح المسؤوليات و السلطات‪ ،‬وينشئ العالقات التنظيمية‪ ،‬وذلك لغرض‬
‫‪5‬‬
‫تمكين األفراد من العمل في سبيل تحقيق األهداف‪.‬‬
‫أما موتیورایلی ‪ Moni et Rayli‬يرون أن التنظيم عبارة عن اتحاد بسبب مجموعة من‬
‫األفراد يعملون معا لتحقيق هدف مشترك‪ ،‬وتترابط وظائفهم داخل المنشأة ‪.‬‬
‫من خالل هذه التعارف يتضح أن األفراد العاملون هم الذين يسعون لتحقيق أهداف‬
‫المنشأة بشكل جماعي‪ ،‬من خالل وجود سلطة ومسؤولية بشكل واضح بين األفراد و‬
‫وجود هيكل تنظيمي يظم األفراد العاملون ويوزعهم على مختلف النشاطات في‬
‫المنشأة‪ ،‬مع وجود نظم وإجراءات محددة لتنفيذ األعمال‪.‬‬
‫أما الدكتور خالد عبد الرحيم الهيتي يعرف التنظيم على أنه وسيلة لتحقيق أهداف الوحدة‬
‫الصناعية‪ ،‬لذا فانه مفهوم عام ألنه يتضمن الوسائل التنظيمية إلنجاز األهداف‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫وخاص ألنه يجب أن يتالئم مع خصائص وظروف الوحدة الصناعية ذاتها‪.‬‬
‫ويذهب البعض إلى تعريف التنظيم على أنه تنسيق للجهد البشري في منظمة عامة‬
‫بقصد تحقيق األهداف والسياسات المرسومة بكفاءة عالية و بأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬فهو‬
‫عامل اجتماعي مستمر يتم عن طريق وعي وإدراك التنسيق للنشاط البشري في‬
‫‪7‬‬
‫مجال معين من أجل تحقيق هدف متفق عليه‪.‬‬
‫فمن منطلق التعريفات السابقة الذكر المدلول التنظيم يتبين بأنه لكي يوجد تنظيم ما‬
‫البد من توافر مجموعة من األشخاص يتصلون بعضهم البعض ويرغبون في تحقيق‬
‫أهداف موحدة داخل إطار العالقات اإلنسانية‪ ،‬ولهذا يمكن القول بأن هناك عدة أوجه‬
‫وجه للتنظيم يجب أن نتحددها من أجل فهم طبيعة التنظيم ووظيفته العملية اإلدارية‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس فان التنظيم ليس عبارة عن شكل رسمي أو مجموعة عالقات‬
‫تنظيمية رسمية‪ ،‬بل كذلك اته تنظيم إنساني اجتماعي‪ ،‬بحيث تعتبر دراسات‬
‫الهاوثورن الشهيرة بداية الدراسة العالقات اإلنسانية التي كانت في بدايتها تهدف إلى‬
‫دراسة الظروف القيزيقية للعمل وأثرها على اإلنتاج‪ ،‬لكن سرعانا ما تحولت إلى‬
‫دراسة العوامل النفسية المحددة للسلوكات التنظيمية‪ ،‬فلقد حاولت هذه الدراسة معرفة‬
‫العالقة بين بعض جوانب السلوك التنظيمي مثل الدافعية‪ ،‬والروح المعنوية وعالقتها‬
‫باإلنتاج‪ ،‬والتي انتهت إلى تأثير الجماعات التي ينتمي إليها العمال على سلوكهم‬
‫‪8‬‬
‫وخاصة جماعات الصداقة وغيرها من الجماعات غير الرسمية‬

‫‪ 5‬نفس المرجع ص ‪87‬‬


‫‪ 6‬نفس المرجع ص ‪88‬‬
‫‪ 7‬خالد عبد الرحيم الهيبي ‪ .‬اكرم احمد الطويل‪ .‬التنظيم الصناعي‪ .‬دار و مكتابة الحامد للنشر و التوزيع ‪ .‬ط‪ .2‬عمان ‪ .1999‬ص‬
‫‪10‬‬
‫‪ 8‬عبد العزيز صالح بن حيتو ‪ .‬اصول مبادئ االدارة العامة ‪ .‬الدار العلمية الدولية للنشر و التوزيع ‪ .‬ط‪.1‬عمان ‪ .2002 .‬ص ‪117‬‬
‫ومن خالل التعريفات السابقة للتنظيم‪ ،‬ورغم التباين بينها في بعض األحيان حول‬
‫تحديد مدلول التنظيم‪ ،‬حيث أن البعض يركز على الجانب الفني‪ ،‬والبعض يعتيره‬
‫وسيلة‪ ،‬ومنهم من يرى بأنه عملية‪ ،‬والبعض يصفه بالبناء‪ ...‬إال أن معظم التعاريف‬
‫تنطلق من مبادئ أساسية للتنظيم بغض النظر عن شكله وأهدافه ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -3‬مبادئ التنظيم‪:‬‬
‫وهي التي تعبر عن اإلطار الفكري الذي يجب االسترشاد به أثناء عملية التنظيم وهو‬
‫ما يعرف بمبادئ التنظيم ويمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ تحديد الهدف‪ :‬ويعني أن يحدد التنظيم األهداف الجزئية للوحدات التنظيمية‬
‫المتخصصة التي توصل بمجملها إلى الهدف العام باعتبار بعملية التحديد تؤدي إلى‬
‫تنمية الخطط وتركيز الجهود وتوجيه األعمال والجهود نحو تحقيق هذا الهدف‬
‫ب ‪ -‬مبدأ شمولية التنظيم وتكامله‪ :‬يجب أن يشمل التنظيم كافة األنشطة الواردة في‬
‫الوحدات التنظيمية حتى تتمكن تلك الوحدات من تحقيق أهدافها بشكل متكامل‬
‫ومتناسق‬
‫ج‪ -‬مبدأ الفاعلية والكفاءة‪ :‬يعتبر التنظيم كفئا إذا كان تكوينه يسمح بتحقيق األهداف‬
‫بفاعلية ونعني بالفاعلية أن يحقق التنظيم أهدافه بأقل جهد وزمن وتكلفة وتقاس هذه‬
‫الفاعلية بمعيار الكفاية اإلنتاجية وتفاعل العاملين في التنظيم‬
‫د‪ -‬مبدأ الشرعية‪ :‬يجب أن تكون األهداف واألساليب والوسائل المعتمدة ال تتعارض‬
‫مع القوانين واللوائح والتعليمات وحتى العادات واألعراف والتقاليد المتعارف عليها‬
‫وكذا أخالقيات المهنة‪.‬‬
‫ه‪ -‬مبدأ الوضوح‪ :‬ينبغي أن تكون األهداف وكل معطيات التنظيم غير غامضة حتى‬
‫تصل المنظمة ألهدافها دون انحرافات فمبدأ التحديد الوظيفي لكل مركز أو وحدة‬
‫تنظيمية حيث كلما زاد التحديد الواضح للنتائج المتوقعة واألنشطة‪ ،‬والسلطة و‬
‫المسؤولية كلما زادت إمكانية مساهمة األفراد المسؤولين في تحقيق أهداف المنظمة‬
‫و‪ -‬مبدأ تقسيم العمل‪ :‬إن تقييم العمل يؤدي بال شك إلى االستفادة من مبدأ التخصص‬
‫والتكامل بين النشاطات المختلفة من سرعة التنفيذ وتحسين الجودة ويساهم بأكبر‬
‫فاعلية نحو تحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ 9‬شرفاوي عائشة ‪.‬محاضرات في مدخل إلدارة األعمال ‪.‬جامعة العقيد آكلي محند أولحاج – البويرة – كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير ‪ .‬الجزائر‪ .2016 /2017 .‬ص ‪81-80‬‬
‫ز‪ -‬مبدأ االلتزام‪ :‬يجب أن تلتزم اإلدارة بدقة بالتنظيم ويعرف كذا مبدأ ضرورة‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫ح‪ -‬مبدأ الوظائف‪ :‬ينبغي أن يتم التنظيم حول الوظائف األعمال المطلوبة القيام بها‬
‫وليس حول األشخاص حتى يكون التنظيم موضوعيا‪ ،‬فالهيكل التنظيمي يبنى على‬
‫أساس الوحدة الوظيفية وأنشطتها وليس حول األفراد وعالقاتهم‪.‬‬
‫ط‪ -‬مبدأ تحديد المسؤولية‪ ?:‬إن المسؤولية ال تفوض إذ تبقى اإلدارة العليا مسؤولة‬
‫عن السلطات التي فوضتها إلى المرؤوسين لذا استوجب تحديد مسؤولية هؤالء‬
‫المرؤوسين في ضوء السلطة الممنوحة لهم‪.‬‬
‫ي‪ -‬مبدأ الموازنة بين السلطة والمسؤولية‪ ?:‬يجب أن تكون السلطة معادلة للمسؤولية‬
‫حتى يمكن الموظف من‬
‫إنجاز أعماله وتحمل المسؤولية المترتبة على ذلك أي "مبدأ تكافؤ السلطة‬
‫والمسؤولية"‪.‬‬
‫ك‪ -‬مبدأ وحدة اإلشراف أو األمر‪ :‬فبالنسبة ألية منظمة ينبغي أن ترتبط الوحدات‬
‫التنظيمية بواسطة مسالك إشرافيه محددة تحديدا واضحا مع تحديد المرجع في تلقي‬
‫األوامر حتى ال تحدث مخالفات في العمل لتضارب التعليمات والتوجيهات‪.‬‬
‫ل ‪ -‬مبدأ نطاق اإلشراف اإلداري‪ :‬ويعني هذا المبدأ تحديد عدد األفراد الذين‬
‫يخضعون إلشراف رئيس إداري واحد وذلك من أجل تحقيق وظيفة الرقابة ووظيفة‬
‫التوجيه بشكل رئيسي‬
‫م‪ -‬مبدأ ديناميكية التنظيم‪ :‬يجب أن يسمح التنظيم بمقابلة التغييرات في المنظمة أي‬
‫أن يكون مرنا وشفافا وأن يجيب على متطلبات التغيير ويستمر في تحقيق أهدافه‪.‬‬
‫ن‪ -‬الالمركزية‪ ?:‬تتمحور الالمركزية من الناحية اإلدارية بمعنيين هما‪:‬‬
‫عدم تركيز السلطة وتفويضها وتحديد المسؤوليات مما يمنح تجمع العمل في‬ ‫‪-‬‬
‫منظمة معينة‪.‬‬
‫تعني التنظيم الميداني وتتضمن نوع التكوين الميداني وعالقة الوحدات العاملة‬ ‫‪-‬‬
‫في الميدان بالمركز الرئيسي‬
‫‪10‬‬
‫‪ -4‬انواع? التنظيم‬
‫أ‪ -‬التنظيم الرسمي‬
‫يطلق على عملية تجميع األعمال في وظائف والوظائف في وحدات والوحدات في‬
‫اقسام واألقسام في إدارات بالتنظيم الرسمي ‪ ،‬نسبة إلى أن عملية التجميع تتم بواسطة‬
‫إدارة المشروع دون النظر إلى األشخاص أو العالقات القائمة بينهم ‪.‬‬
‫ويتحقق في إطار التنظيم الرسمي ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود مستويات محددة لالختصاصات ‪ ،‬والسلطة والمسؤوليات في اتخاذ‬
‫القرارات ‪ ،‬والبت في المشكالت واإلشراف والتوجيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬هذا التسلسل يحقق المبدأ للتنسيق فمن خالل التدرج تصبح سلطة التنسيق العليا‬
‫قادرة على العمل ‪،‬وتمتد فاعليتها إلى كل أجزاء البناء التنظيمي ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقسيم العمل داخل المنشاة على اساس التخصيصي‬
‫‪ -4‬وجود شبكة إتصاالت ممتدة من المركز إلى جميع أجزاء المنشاة مارة‬
‫بالمستويات الرئاسية بما يحقق تدفق المعلومات إلى المستويات المختلفة وتكاملها‬
‫‪ -5‬تحقيق العالقات داخل المنشاة بوضوح ‪ ،‬إذ يعلم كل موظف رئيسه ويعلم كل‬
‫رئيس مرؤوسيه‬
‫‪ -6‬إمكانية السيطرة على المشكالت أو الخلل الذي يتسرب إلى األجزاء األخرى ‪.‬‬
‫‪ -7‬تحديد العدد المناسب من العاملين الذين يستطيع رنيم واحد أن يشرف عليهم‬
‫ويوجههم وينسق نشاطهم بكفاية في حدود قدرته وجهده ودقته ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التنظيم غير الرسمي‬
‫إذ ينظم العاملون أنفسهم في شكل تجمعات من نوع آخر من التنظيم غير الرسمي‬
‫والذي من مميزاته ‪:‬‬
‫التنظيمات غير الرسمية ما هي إال تجمعات طبيعية لألفراد في موقع‬ ‫‪-1‬‬
‫العمل وتظهر كرد فعل طبيعي للحاجة االجتماعية لإلنسان ‪.‬‬
‫أن التنظيمات غير الرسمية محدودة العضوية إذ أن عدد االعضاء لها يتم‬ ‫‪-2‬‬
‫على أساس التجمع االختيار بين االعضاء لها ذوي مصلحة مشتركة‬
‫واتجاهات وميول متقاربة‬
‫أن التنظيمات غير الرسمية كسب بها نظام أو هيكل محدد من قبل ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫محمود حسن الهواسي ‪ .‬حيدر شاكر البرزنجي ‪ .‬مبادئ علم االدارة الحديثة ‪ .2014 .‬ص‪86-85‬‬ ‫‪10‬‬
‫أن التنظيمات غير الرسمية تحقق ألعضانها اشباع حاجاتهم التي ال‬ ‫‪-4‬‬
‫تشبعها‬
‫التنظيمات الرسمية‬

‫‪ -5‬فوائد عملية التنظيم‬


‫‪11‬‬
‫‪ - 1‬فوائد التنظيم الجيد‪ :‬للتنظيم الجيد فوائد عديدة نذكر منها‪:‬‬
‫أ ‪-‬اإلفادة من التخصيص‪ :‬يساعد التنظيم اإلداري الجيد على تطبيق مبدأ التخصص‬
‫في العمل والذي يعني تعمقه في معرفة تفاصيل عمله واستيعابه له بدرجة كبيرة‪،‬‬
‫ويكسبه المهارات الالزمة للقيام به على أفضل وجه مما يساعد على تحقيق األهداف‪.‬‬
‫ب ‪-‬التنسيق بين أعمال المنظمة‪ :‬يعد حسن التنسيق دليال واضحا على وجود التنظيم‬
‫وفاعليته وحسن توزيع األعمال بين الوحدات اإلدارية المختلفة مما يساعد في القضاء‬
‫على التكرار واالزدواجية والصراع‬
‫التنظيمي بينها‪.‬‬
‫ج‪-‬االتصال الفعال‪ :‬يوفر التنظيم شبكة اتصاالت واضحة وفعالة تكفل تدفق‬
‫المعلومات بسرعة ودون عائق ضمن مستويات اإلدارة‪.‬‬
‫د‪-‬أولوية األنشطة‪ :‬حيث يساعد التنظيم الجيد على إعطاء األولوية لألنشطة األساسية‬
‫المهمة مما يقلل من الوقت والتكلفة‪.‬‬
‫ع‪-‬تحقيق الرقابة التلقائية‪ :‬إن تحمل الفرد لمسؤوليته إلنجاز عمله تكون لدى الفرد‬
‫رقابة ذاتية تلقائية على عمله‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الهدر واإلسراف‪ :‬يمكن التنظيم من توفير الوقت والجهد والتكلفة‪.‬‬

‫‪ ) 3 11‬محمود أحمد فياض‪-‬عيسى يوسف قداده‪-‬ربحي مصطفى عليان‪" ،‬مبادئ اإلدارة (وظائف المدير)"‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ .2010 ،‬ص‪128-127‬‬
‫‪ -‬التعاون بين العاملين‪ :‬يوفر التنظيم الجيد الوسائل التي تمكن األفراد العاملين في‬
‫المنظمة من العمل بكفاءة وتنسيق في سبيل تحقيق األهداف وخلق المناخ الوظيفي‬
‫الذي يشجع العاملين على التركيز لزيادة إنتاجهم ‪.‬‬
‫ومن أهم خصائص التنظيم نجد‪:‬‬
‫‪ -‬مراعاة الظروف الداخلية والخارجية‪ :‬إن مراعاة الظروف والتغيرات الحاصلة‬
‫والمتوقعة للبيئة الداخلية والخارجية من أهم خصائص التنظيم الجيد مع ضرورة‬
‫وضع األساليب والطرق لمواجهة هذه الظروف و التغيرات‪..‬‬
‫‪ -‬االستقرار الوظيفي ‪ :‬ال يمكن إجراء تعديل أساسي في التنظيم إال ألسباب قوية‬
‫ومبررة‪ ،‬فالتنظيم الجيد يتميز بتوفر االستقرار والثبات للموظفين في أعمالهم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ :‬نظرية النظام التعاوني (‪:) Chester Bernard‬‬
‫يرى برنارد أن التنظيم عبارة عن نظام تعاوني‪ ،‬حيث أن األفراد يحاولون التغلب‬
‫على القيود الطبيعية والبدنية واالجتماعية التي تؤثر عليهم وعلى الظروف المحيطة‬
‫بهم عن طريق التعاون فيما بينهم حيث ينظر برنارد إلى فكرة التنظيم الرسمي على‬
‫انه نظام تعاوني يتمكن فيه األفراد من االتصال ببعضهم البعض وتكون عندهم‬
‫الرغبة في المساهمة والمشاركة بأعمالهم نحو تحقيق هدف مشتركا‪ ،‬كما اهتم بدارسة‬
‫حاجات األفراد المعنوية منها والمادية وبأسلوب القيادة كأساس لربط العاملين بأهداف‬
‫المنظمة وبالتنظيم غير الرسمي والسلطة في التأثير على سلوك العاملين‪.‬‬
‫و يعتبر‪ ChesterBernard ‬من المساهمين في تطوير نظرية التنظيم‪ ،‬حيث يعرف‬
‫المؤسسة على أنه جهازا من التعاون بين الموظفين و بينها و جمهور المستهلكين و‬
‫الموردين‪ .‬كما اعتبر أيضا المؤسسة نظام متكامل‪ ،‬وطرح من خاللها التنظيمات غير‬
‫الرسمية و أبرز العالقة و التفاعل بينها وبين التنظيمات الرسمية‪.‬‬
‫كما عرف الفعالية بأنها تحقيق أهداف المصلحة عن طريق التعاون بين األفراد و‬
‫اإلدارة العليا و التنسيق بين األجزاء‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلطار التنظيمي و االتصاالت ‪:‬‬

‫‪ 12‬شيحخي عائشة ‪ .‬التحفيز و المردودية في المؤسسة ‪.‬اطروحة تخرج درجة ماجستير جامعة ابي بكر بلقايد تلمسان ‪ .‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ . 2011-2010‬ص ‪25‬‬
‫تناول‪ ChesterBernard ‬المشاكل التنظيمية بالتحليل و الدراسة من زاوية كلية و‬
‫التي تساعد على فهم تفاعل المؤسسات مع المجتمع‪ .‬و منه تحديد تأثير مختلف‬
‫المتغيرات و العوائق على التنظيم من حيث الحجم و التكنولوجيا و السلطة‪ .‬إلى‬
‫جانب ذلك فإن الفعالية التنظيمية تتحقق عبر التفاعل مع البيئة و متغيراتها من خالل‬
‫تحقيق األهداف المسطرة من بقاء و تكيف‪ ،‬و الذي يضمن لها االستمرارية‪ .‬و‬
‫يعتبر‪ ChesterBernard ‬أن تصميم الهيكل التنظيمي يقوم على مبدأ الالمركزية‪.‬‬
‫وأقترح تصميم الهيكل التنظيمي المتخصص الذي يأخذ إحدى األشكال التالية‪:‬‬
‫جغرافي أو زمني أو جغرافي وزمني أو وظيفي أو إجرائي‪.‬‬
‫وقد عمل‪ Chester Bernard ‬على التمييز بين نوعين من التنظيمات‪:‬‬
‫األول‪ :‬هو التنظيم الرسمي الذي يرتبط بالهيكل اإلداري للمؤسسة بشكل ثابت‪.‬‬
‫الثاني‪ : ‬هو التنظيم غير الرسمي و الذي يكون نتيجة طبيعية لوجود التنظيم األول‪.‬‬
‫ويطالب‪ Chester Bernard ‬باالعتراف بالتنظيمات غير الرسمية بسبب أن التنظيم‬
‫في حد ذاته ما هو إلى أداة اجتماعية تسمح بالتنسيق بين أوجه النشاط اإلنساني من‬
‫أجل تحقيق مجموعة من األهداف المسطرة‪.‬‬
‫ويؤكد أيضا أن التنظيم غير الرسمي يوجد قبل التنظيم الرسمي‪ ،‬بحيث ال يتم بناء‬
‫وتصميم التنظيم دون وجود اتصاالت مسبقة تؤدي إلى تحقيق الروابط بين األفراد‬
‫والجماعات داخل المؤسسة‪ .‬وعليه ينشأ داخل التنظيم الرسمي مجموعة عالقات غير‬
‫مرئية و غير مدونة تنمو في كل مؤسسة أساسها االتصال‪ .‬و من هذا المنطلق يتحول‬
‫االتصال إلى عامل مساعد لزيادة الفعالية التنظيمية‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق فإن الهيكل التنظيمي في رأي‪ ChesterBernard ‬هو عبارة عن‬
‫هيكل التخاذ القرارات و التركيز على االتصاالت كعامل يؤدي إلى تماسكه من خالل‬
‫الشروط التالية ‪:‬‬
‫‌أ)‪ ‬تحديد خطوط االتصال و توضيحها لكافة األفراد في التنظيم‪ ،‬تسمح بمرور‬
‫المعلومات في جميع المراكز و االتجاهات بشكل يجعلها مفهومة من قبل أعضاء‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫‌ب)‪ ‬أن تكون خطوط االتصال قصيرة حتى تسمح بسرعة االتصال و عدم حدوث أي‬
‫نقص في قيمة المعلومة أثناء انتقالها ألن الوسيلة تؤثر على طبيعة المعلومة‪.‬‬
‫‌ج)‪ ‬أن يتوفر لدى أعضاء التنظيم مستوى مالئم من الكفاءة‪ ،‬تمكنهم من فهم المعلومة‬
‫و نقلها لمختلف الجهات المعنية بها بصورة فعالة دون تشويه‪.‬‬
‫‌د)أن يكون تواجد األفراد بشكل مستمر لكي يضمن صيرورة عملية االتصال دون‬
‫توقف‪.‬‬
‫‌ه)‪ ‬ومن خالل ذلك تبين لنا دور الفرد في العملية التنظيمية باعتباره وسيلة االتصال‬
‫األساسية التي تعطي للتنظيم معنى و حيوية و منه إبراز أهمية التنظيمات غير‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫‪ -1‬السلطة كعامل فعالية ‪:‬‬


‫يعرف‪ ChesterBernard ‬السلطة‪ ‬على ‪" :‬أنها الصفة التي تالزم االتصال أو األمر‬
‫في المؤسسة من حيث قبوله من قبل العضو في المؤسسة أو المساهم‪ ،‬ألن هذا‬
‫االتصال بمساهمته تحدد ماذا يمكن أن نفعل أوال نفعل فيما يتعلق بالمؤسسة "‪ .‬و‬
‫نستنتج من هذا التعريف أن للسلطة بعدين ‪:‬‬
‫‪ -‬البعد األول‪ : ‬من يملك السلطة (األمر) و هو الجانب الشخصي‪.‬‬
‫‪ -‬والبعد الثاني‪ : ‬هو الجانب الموضوعي‪ .‬فيها (المحتوى) وتتمثل في قوة اتخاذ‬
‫القرارات وإصدار األوامر من الرئيس إلى المرؤوس‪ .‬مع اإلشارة إلى أن القرارات‬
‫المتخذة يجب أن تحقق األهداف المشتركة لمختلف األطراف‪ ،‬حتى يمكن اإلقدام على‬
‫تنفيذها و التقييد بها و منه تتحقق الفعالية التنظيمية‪ .‬أما المسؤولية فهي مرتبطة‬
‫بالمراكز الوظيفية و معناها واجب المرؤوس‪ .‬القيام باألعمال المطلوبة منه قبل‬
‫الرئيس‪ ،‬و يمكن أن تكون واجب مستمر أو تنتهي بانتهاء األعمال المكلف بها‪.‬‬

‫كذلك يجب أن تتوازى السلطة مع حجم المسؤولية و يمكن قياسها بوسائل قانونية و‬
‫تنظيمية محددة إلى جانب مقاييس أخالقية‪ .‬إلى جانب ذلك تجدر اإلشارة إلى أن‬
‫المسؤولية ال تفرض كما هو الشأن بالنسبة للسلطة باعتبارها واجب يلتزم به‬
‫المرؤوس تجاه رئيسه و في حالة التقاعس فإن الرئيس‪ .‬هو الذي يتحمل النتيجة‪.‬‬
‫والنتيجة أن توفر هذه العوامل تسمح بالوصول إلى الفعالية‪ .‬باعتبار أن السلطة في‬
‫التنظيم هي في يد األفراد‪ ،‬ليس باعتبارهم مصدرا التخاذ القرار و إنما باعتبارهم‬
‫يملكون قرار تقبل أو عدم تقبل ما يصدر من أوامر‪ .‬وهذا ما عبر عنه‪Chester ‬‬
‫‪ " Bernard‬بنظرية القبول‪ 13‬و التي تتشكل من العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إن الرغبة في التعاون هي من المطالب اإلنسانية للتنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬القبول يعني أن الفرد يجب أن يتخلص من أنانيته‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون األوامر الصادرة من داخل منطقة عدم اهتمام الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬إن الميزات و اإلسهامات هي التي تحدد درجة اتساع منطقة عدم االهتمام‪.‬‬

‫‪ -2‬القيادة ‪:‬‬

‫‪ ) 2( 13‬جاك دنكان‪ ،‬أفكار عظيمة في اإلدارة‪ ،‬ترجمة‪ ،‬محمد الحديدي‪ ،‬الدار الدولية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص‪.260‬‬
‫يشكل الهيكل التنظيمي للمؤسسة اإلطار الذي يتم فيه تحديد الوحدات التنظيمية بشكل‬
‫متوازن ومنسق‪ ،‬و كثيرا ما تحدث الصراعات التنظيمية وعدم التعاون كنتيجة لخلل‬
‫في توازن التنظيم كالتشابه في تخصصات الوحدات التنظيمية التي تعيق الفعالية‬
‫التنظيمية‪.‬‬
‫والمدير بصفته قائدا داخل المؤسسة يسعى إلى تحقيق ما‬
‫يسميها‪ ChesterBernard ‬بالتعاون والتنسيق واالتصال "‪Corporation,‬‬
‫‪ "Coordination, communication‬انطالقا من استخدام عناصر اإلنتاج‬
‫المعروفة (األموال‪ ،‬المعدات‪ ،‬األفراد‪ ،‬أساليب العمل) عن طريق بناء هيكل تنظيمي‬
‫يجسد فيه ‪:‬‬
‫‪ -‬تقسيم العمل و التخصص‪.‬‬
‫‪ -‬حدود السلطة و المسؤوليات و اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬الفعالية و التي من خاللها تتحقق االستمرارية‪.‬‬
‫ونجاح األعمال القيادية للمدير تتوقف على تواجد شبكة اتصال فعالة لنقل المعلومات‬
‫بين مختلف المستويات اإلدارية بما يحقق أهداف المؤسسة من جهة النظر اإليجابية‬
‫في القابلية للتعاون‪ .‬هذا يتوقف على البرامج التدريبية المقترحة من قبل المدير القائد‬
‫تجاه مرؤوسيه‪ ،‬من خالل اإلرشاد ومتابعة التنفيذ أنظمة التحفيز و الفرص المتاحة و‬
‫إدراك أهمية العنصر البشري في المعادلة التنظيمية‪ .‬حيث أن هذه األخيرة ال تتحقق‬
‫إال من خالل اآلخرين‪ ،‬كما يخشى‪ Chester Bernard ‬على ضياعه لشخصية‬
‫المدير في المؤسسة بذوبانه في التنظيم الرسمي و إهماله للعالقات غير الرسمية و‬
‫التي تنعكس سلبا على مستوى الفعالية التنظيمية‪.‬‬
‫ومن الوظائف التي يقوم بها و التي لها األثر اإليجابي على مستوى الفعالية تظهر‬
‫في‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬وضع و تحديد أهداف النظام و تعريف العاملين بها‪.‬‬
‫‌ب‪-‬وضع نظام االتصال يساعد على خلق التعاون بين أطراف التنظيم‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬دوره في اإلشراف على عملية التفاعل من خالل الجهود الالزمة لتسيير حركة‬
‫النظام‪.‬‬

‫ما يمكن استنتاجه من النظام التعاوني لشستر بارنارد‬


‫‪14‬‬
‫‪:ChesterBernard‬‬

‫‪ 14‬كوردغلي محمد الغزالي‪ .‬اثر االدارة بالمشاركة على اداء االفراد مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر جامعة عبد الحميد ابن باديس‬
‫مستغانم‪ .‬الجزائر ‪ . 2015-2014 .‬ص ‪51‬‬
‫لقد ذهب برنارد إلى األهمية القصوى للفرد في نظامه المعروف تحت تسمية النظام‬
‫التعاوني بمثابة سياسة فعالة يمكن للمؤسسة تبنيها لبلوغ أهداف واضحة المعالم و‬
‫مخطط لها مسبقا‪ ،‬ففي رأيه الفرد الذي يؤدي أعماله أو مهامه داخل مجموعة تتعاون‬
‫فيما بينها إنما يدفعه و يحفزه على األداء العالي و على النقيض من ذلك‪،‬فالمؤسسة‬
‫التي تشجع األعمال االنفرادية ال يمكن لها في أي حال من األحوال بلوغ أهدافها‪،‬‬
‫فظاهرة السينرجية أثبتت نجاعتها خاصة في األعمال التي تؤدي جماعيا‪ ،‬وكذا‬
‫عاصفة األفكار (‪ )Brain stoming‬التي أثبتت هي األخرى كفاءتها في المؤسسة‬
‫إن العمل الجماعي يعود بالمنفعة في أخر المطاف على المؤسسة و الفرد‪ ،‬كنقل‬
‫الكفاءات‪ ،‬المعارف و خاصة الخبرات من فرد إلى جماعة أفراد مما يسمح لهم في‬
‫األخير من رفع أدائهم و بالتالي تحقيق مستويات عالية من الجودة و النوعية ‪.‬‬

‫نظرية ‪ Richman & Farmer‬و الفعالية اإلدارية‪:‬‬


‫كانـت نقطـة البدايـة في الدراسـة الـتي قـام بها كـل مـن ‪Richman & Farmer‬‬
‫تتمحـور حول سؤال جوهري ‪:‬‬
‫لماذا نالحـظ أن اإلدارة في مجـال الصـناعة حققـت هـذا المسـتوى مـن الفعاليـة‬
‫اإلداريــة و التقــدم االقتصــادي في الــدول الغربيــة عنــه في الــدول الناميــة‪ ،‬أو‬
‫لمــاذا هــذا االخــتالف في األنماط اإلدارية بين الـدول في العـام؟ ‪ .‬و أمـام هـذه‬
‫اإلشـكالية وضـع البـاحثين هـذه الفرضـية األساسـية و الـتي تعتـبر أن اإلدارة و‬
‫دورهـا و أهميتهـا في التنميـة االقتصـادية هـي نقطـة االرتكـاز‪ .‬و تعتـبر العوامـل‬
‫‪15‬‬
‫البيئية العائق األساسي لعمل عناصر العملية اإلدارية ‪.‬‬
‫و تتمثـل هـذه المعيقـات في العناصـر التاليـة ‪ ":‬التعلـيم– المجتمع–السياسـة –‬
‫القـانون – االقتصـاد"‪ .‬وافترضــا أيضــا أن اإلدارة هــي العنصــر‪ .‬الوحيــد الهــام‬
‫الــذي تعتمــده مختلــف المجتمعات لتحقيــق الوثبــةاالقتصادية‪ ،‬بينما باقي عناصـر‬
‫اإلنتـاج األخـرى فهـي عناصـر ثابتـة تحتـاج إلى تفاعـل مـن خـالل عمليـة الدمج‬
‫بكفاءة عن طريق التنسيق و التنظيم‪.‬‬

‫تحليل الفعالية التنظيمية‪:‬‬


‫و يتحـــول الباحثـــان في النهايـــة إلى اإلجابـــة عـــن ســـؤال خـــاص بـــاالختالف‬
‫بـــين األنظمـــة االقتصادية من حيث مستوى الفعالية انطالقا من الفرضيات التالية ‪:‬‬

‫ابراهيم المنيف‪ ،‬تطور الفكر االداري المعاصر ‪،‬دار أفاق االبداع للننشر و االعالم ‪ ،‬الرياض ‪، 2000 ،‬ص ‪. 308‬‬ ‫‪15‬‬
‫• إن كفاءة النظام االقتصادي لبلد ما هو نتيجة لكفاءة مؤسساته ‪.‬‬
‫• إن الكفــاءة العامــة للمؤسســة تعتمــد علــى فعاليــة اإلدارة و التنظــيم هــذه‬
‫األخــيرة هــي المحــددة للكفاءة اإلنتاجية لتلك المؤسسة ‪.‬‬
‫• إن فعالية اإلدارة العليا تتوقف على كفاءة التفاعل اإليجابي بين عناصر العملية‬
‫اإلدارية ‪.‬‬
‫• إن فعالية المؤسسة ككل تتوقف على األثر الذي تحدثه البيئة بشكل إيجـابي أو‬
‫سـلبي علـى عناصـر العملية اإلدارية ‪.‬‬
‫• تتوقـف درجـة الفعاليـة علـى مسـتوى تـوفر العناصـر البيئيـة المطلوبـة لتحقيقهـا و‬
‫انطالقـا مـن هـذه الدراسات تبين أن العائق األساسي للتنميـة االقتصـادية في الـدول‬
‫الناميـة تتجسـد في عناصـر غـير اقتصادية تمثل أساس في عامل اإلدارة و التنظيم ‪.‬‬
‫ومـن االنتقـادات الموجهـة لنمـوذج ‪، Richman & Farmer‬اعتبـار أن عناصـر‬
‫البيئـة الخارجيــة هــي وحــدها المــؤثرة‪ .‬علــى العمليــة اإلداريــة غــير كــافي‪ .‬إذ‬
‫يــرى ‪ Negendhi‬أن الفلســفة اإلدارية من سـلوك و وجهـات نظـر لهـا تـأثير في‬
‫تنفيـذ العمليـات اإلداريـة إلى جانـب العناصـر البيئيـة في تحديد الفعالية التنظيمية‬

‫نظرية التمايز والتكامل ‪ Lawernce‬و ‪Lorsch‬‬


‫بول لورانس (‪ )2011-1922‬وجاي لورش (‪ )1932‬هما عالمان و شخصيات مهمة‬
‫في مجال اإلدارة والدراسات التنظيمية ‪ ،‬أنتج تعاونهم أعمااًل مهمة بما في ذلك‬
‫الكتاب الحائز على جائزة "التنظيم والبيئة‪ :‬إدارة التمايز والتكامل" وسلسلة من‬
‫األوراق التي تقدم منظور األنظمة المفتوحة على المنظمات‪.‬‬
‫يفترضا أنه ال توجد طريقة واحدة أفضل لهيكلة العمل أو المنظمة‪ .‬و المسار العمل‬
‫األمثل يعتمد على الظروف الخارجية والمحلية التي يتم فيها إدراج المنظمة‪ .‬يمثل‬
‫هذا بديالً لمعظم االفتراضات من اإلدارة العلمية ويحول انتباه علماء التنظيم إلى ما‬
‫وراء الديناميكيات الداخلية إلى البيئة الخارجية للمؤسسة‪.‬‬
‫المقال الكالسيكي "التمايز والتكامل في المنظمات المعقدة" الذي نُشر عام ‪ 1967‬في‬
‫مجلة العلوم اإلدارية الفصلية ‪ ،‬والتي يمكن القول إنها المجلة الرئيسية في تخصصنا‪.‬‬
‫في هذا العم‪ ،‬بحث لورانس‪ .‬ولورش في العالقة بين الخصائص التنظيمية وبيئتها ‪،‬‬
‫وينصان على أن األداء االقتصادي للمؤسسة يتحدد من خالل قدرتها على تلبية‬
‫متطلبات التكامل والتمايز وفقًا لبيئتها‪.‬‬
‫تستند الورقة إلى دراسة مقارنة لست منظمات صناعية وتم الحصول على البيانات‬
‫من خالل استبيانات ومقابالت مع كبار المديرين التنفيذيين‪ .‬حيث قارن الباحثون‬
‫درجة التكامل والتمايز بين المجموعات الفرعية في كل شركة‬
‫أنظمة فرعية للمبيعات واإلنتاج والبحث والتطوير‬
‫( ‪i.e., sales, production and research and development subsystems‬‬

‫أثناء محاولتهم تلبية متطلبات بيئاتهم الفرعية‬


‫(العلوم والسوق والتقنية االقتصادية)‬
‫‪.i.e., science, market and technical-economic‬‬
‫تظهر الورقة أن أكثر المنظمات نجاحًا اقتصاديًا هي تلك التي تمكنت من تحقيق‬
‫‪16‬‬
‫الهدف المزدوج المتمثل في التمايز والتكامل‪.‬‬

‫تحليل نظرية التمايز والتكامل‪:‬‬


‫الباحثان الورانس ولورش" ‪ " Lawrence, Lorsch‬قاما بهذه الدراسة سابقة عن‬
‫طبيعة العالقة بين البيئة و نمط التنظيم السائد‪ ،‬حيث أوضحت نتيجة دراستهما أنه في‬
‫ظل التنوع البيئي يجب أن تتنوع الهياكل التنظيمية وبالقياس لذلك يمكن أن نؤكد أن‬
‫نفس المنظمة تمارس مجموعة من األنشطة يتطلب األمر منها أن تضبط هيكل كل‬
‫نشاط مع البيئة الخاصة التي يكون في تعامل معها‪ .‬في هذا االتجاه يؤكد الباحثان‬
‫أيضا على أن كل نظام يمكن أن يقسم إلى أنظمة فرعية أو أقسام مثال اإلنتاج ‪،‬‬
‫التسويق فكل نظام فرعي يمكن أن يكون في تعامل مع بيئة بمواصفات خاصة‬
‫ويصبح األمر يتطلب إذن من كل نظام فرعي أوكل قسم أن يتبنى نموذجا تنظيميا‬
‫متميزا يتناسب وطبيعة البيئة الخارجية التي يكون في تعامل معها‪ ،‬مثال إتباع النظام‬
‫الالمركزي في التسويق والنظام المركزي في اإلنتاج‪.‬‬
‫الباحثان أنجزا دراستهما على ثالث مجموعات من المنظمات تنتمي إلى ثالثة‬
‫قطاعات‪ :‬الكيمياء‪،‬‬
‫التغليف والمواد الغذائية ‪ ،‬حيث تمارس هذه المنظمات نشاطها في بيئة باختالفات‬
‫واضحة فيما يتعلق‬

‫‪/ https://www.talkingaboutorganizations.com/e16 - see on 28/11/2021‬‬ ‫‪16‬‬


‫باالستقرار وبالقدرة على التنبؤ‪ .‬کل منظمة قسمت إلى ثالثة أقسام تنظيمية فرعية‪،‬‬
‫التسويق‪ ،‬اإلنتاج‪،‬‬
‫اإلدارة والبحوث وقد اهتم الباحثان بتحليل االختالفات في التنظيم اعتمادا على أربعة‬
‫معايير ‪ ،‬فإذا كانت البيئة التي تمارس فيها األنظمة الفرعية نشاطها متماثلة فلن تكون‬
‫هناك اختالفات تنظيمية بينها والعكس‪.‬‬
‫من خالل قياس درجة عدم التأكد الذي يواجه كل نظام فرعي في كل منظمة‬
‫ومالحظة الهياكل الخاصة‬
‫بها‪ ،‬فقد أوضح " الورانس ولورش أن المنظمات ذات مستويات األداء العالية هي‬
‫تلك التي تلتزم فيها‬
‫أنظمتها الفرعية بمتطلبات التنظيم الذي تفرضه بيئتها الخاصة‪ ،‬بمعنى إذا كانت حالة‬
‫االستقرار هي‬
‫السائدة فالتنظيم يميل إلى الرسمية ويكون التوجه نحو المدى القصير‪ ،‬المهام محددة‬
‫بشكل دقيق ‪ ....‬الخ والعكس‪ .‬من جهة أخرى أوضحت نتائج الدراسة أن المنظمات‬
‫الفعالة هي تلك التي تطبق آليات التنسيق بين األنظمة الفرعية محققة بذلك مستوى‬
‫‪17‬‬
‫عالي من التكامل‬

‫نظرية الرشادة المحدودة ‪:H.Simon‬‬


‫تجلت نظرية سيمون الخاصة باتخاذ القرارات‪ .‬ألول مرة وفي شكل كامل في كتابه‪:‬‬
‫السلوك اإلداري ‪ H.Simon‬تجلت نظرية ‪ Behaviour Administrative‬وفي‬
‫هذا الكتاب وجه انتقادات لمن سبقوه من كتاب وباحثين واعتبر أنهم ‪ ،‬انطلقوا من‬
‫المثالية في كل شيء‪ ،‬بينما سيمون نظر إلى اإلدارة بمنظور عقالني تتحكم فيه قواعد‬
‫متعلقة ومرتبطة بالمحيط‪ ،‬فهو ينظر إلى المسير بأنه يملك تصرفا عقالنيا ومنطقيا‬
‫ولكنه محدودا من طرف المحيط‪ .‬فالعقالنية أحيانا مقننة ومشروطة بتحقيق غايات‬
‫وأهداف يسعى إليها متخذ القرار من خالل تأدية مجموعة من األدوار االجتماعية‬
‫واألفعال‪ ،‬وهذه قد تصطدم مع القرار لسبب من ألسباب التي ليست كاملة في الواقع‬
‫حيث تبرز قيم وأهداف شخصية تؤثر على الموقف وعلى المعلومات الموجودة في‬
‫المحيط‪ .‬واقترح بأن اتخاذ القرار مقيد بالقدرة المحدودة للمديرين في تشغيل‬
‫المعلومات‪ ،‬وهذا ما سماه بــ "الرشادة المحدودة"‪ ،‬وتفترض نظريته أن المديرين ال‬
‫يبحثون عن الحل األفضل بقدر ما يبحثون عن الحل المرضي‪ ،‬بمعنى انهم يختارون‬
‫الحل الذي يكون جيدا لحل المشكلة والتعامل معها‪.‬‬
‫‪Coriat B ,Weinstein O, Les nouvelles théories de l’entreprise, 1995, pp, 2-66‬‬ ‫‪17‬‬
‫تحليل نظرية الرشادة المحدودة‪:‬‬
‫رغم المجهودات التي قدمها هربرت سيمون ‪ H.Simon‬في نظرية اتخاذ القرارات‪.،‬‬
‫فهناك بعض النقائص التي يأخذ عليها لعل أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبر المحيط عامال هاما‪ ،‬حيث أنه يؤثر في مراحل القرار‪ ،‬لكن هذه يعد مبالغة‬
‫كبيرة‪ ،‬ألنه قد ينعكس سلبا على متخذ القرار بحيث يعتمد على قواعد منطقية بعيدة‬
‫عن الواقع‪ ،‬وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى اتخاذ قرارات غير صائبة‪.‬‬
‫‪ -‬يجد المسؤول صعوبات كبيرة في الحصول على المعلومات الدقيقة‪ ،‬لذا يكتفي‬
‫بالمعلومات المتواجدة فقط‪ ،‬فه ويتأثر بالسلطات العليا وما تمليه عليه وهذا بهدف‬
‫الحفاظ على الوالء ومنصب العمل‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة االختيار بين مجموعة البدائل‪ ،‬تجعل المسؤول في مشكلة ما هي القواعد‬
‫التي يستخدمها ؟ وما هي المعايير المعتمدة ؟ هل هي معايير اجتماعية اقتصادية أو‬
‫تقنية ؟‪.18‬‬

‫‪.18‬محاضرة ‪ . 8‬التنظيم واتخاذ القرار‪ .‬مدخل الداارة االعمال‪ –.‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة الجلفة‪.‬‬
‫الجزائر‪ .2020 /2019 .‬ص ‪5‬‬

You might also like