Professional Documents
Culture Documents
اختلف الكتاب والباحثون في مجال اإلدارة بشان عدد وطبيعة الوظائف اإلدارية أو
وظائف المدير وكان هنري فايول رائد مدرسة المبادئ اإلدارية أول من أشار إليها محددا
إياها بخمسة وظائف هي التخطيط (استشراف المستقبل ) التنظيم التوظيف األمر الرقابة أما
كلويك فقد صنفها إلى 8وظائف وغيرهم من الباحثون وعلى العموم يمكن القول أن هناك
اتفاق واسع على تصنيف الوظائف اإلدارية وحصرها في 4فقط هي التخطيط التنظيم
التوجيه (التأثير) الرقابة أي أن من التصنيفات ال يغير من الحقيقة شيئا إذ أن كل من
الوظائف أعاله وعلى سبيل المثال فان وظيفة التخطيط تشتمل على االستشراف بالمستقبل
والتنبؤ وان وظيفة التنظيم تشمل التنسيق واالتصال كما أن وظيفة التوجيه والقيادة تتضمن
األمر والتحفيز والتأثير وتشمل وظيفة الرقابة على فعاليات المتابعة و الموازنات وتقويم
األداء ,وبالتنسيق والتكامل بين هذه الوظائف تضمن المؤسسة استمراريتها وتحقيقها
لألهداف المرجوة وبذلك سنحصر حديثنا في دراسة التنظيم والتوجيه أو باألحرى أسس
التنظيم والتوجيه الفعال اللذان يعتبران من إحدى الوظائف اإلدارية الذي يضمن للمؤسسة أو
الكيان االستمرارية وتحقيق األرباح واألهداف المسطرة مسبقا .
1
الــمــبــحــث األول :ماهي التنظيم انواعه ,مبادئه و أهميته ؟
الــمــطــلــب األول :تعريف التنظيم في المؤسسة
يعرف التنظيم داخل المؤسسة على انه إحدى الوظائف اإلدارية تهتم بتجميع المهام،
واألنشطة المراد القيام بها في وظائف أو أقسام ،وتحديد السلطات والصالحيات ،والتنسيق
بين األنشطة واألقسام ،من أجل تحقيق األهداف بأفضل كفاءة ممكنة حسب اختصاص ُك ّل
يبرز دور كل ُموظف من خالل ُمساهمته في أداء ال ُمه ّمة الموكلة
موظف ،وفي هذه الحالة ُ
إليه .
في ظل تزاحم األعمال في منظمات العمل المختلفة ظهرت لدينا حاجة ُملحة الستخدام
األساليب التنظيميّة التي تضبط زمام األمور وتسيطر على العمل الداخلي ،وتكون جاهزة
للتعامل مع التقلبات الخارجيّة المؤثرة بشكل مباشر في العمل ،لضمان استمراريّة العمل في
المنظمات ،ولتحقيق أهدافها ،وتطبيق خطتها االستراتيجيّة بكل دقة ,ال يمكن للمدراء
العصريين أن ينجحوا في أعمالهم ويحققوا أهداف مؤسساتهم إال بوضع أسس متينة
للتنظيم.
كما عرف عند البعض مثل وارين بلنكت و ريموند اتنر في كتابهما مقدمة اإلدارة
بعملية دمج الموارد البشرية و المادية من خالل هيكل رسمي يبين المهام والسلطات .
و عرفه هينري فايول بان التنظيم هو امداد المنشاة بكل ما يساعدها على تأدية وظيفة
من المواد األولية و العدد و راس المال و االفراد وتستلزم وظيفة التنظيم من المدير اقمه
عالقات بين االفراد ببعضهم البعض و بين األشياء ببعضها البعض .
اما دونالد كلو فانه ترتيب االعمال او األنشطة في وحدات طبيعية و سهلة لقيادة مع
تحديد العالقات الرسمية بين أولئك الذين يعينون او يخصصون للقيام بتلك االعمال
المختلفة.
عرفه مارشال ديموك بانه التجميع المنطقي لألجزاء المرتبطة لتكوين كل موحد تمارس
من خالله السلطة و التنسيق و الرقابة لتحقيق غرض او هدف محدد .
يعرفه االستاذين ففنر و شيروود بانه الوسيلة التي تربط بها اعداد كبيرة من البشر اكبر
من ان يمكن افرادها من لقاء المواجهة المباشرة وينهضون بأعمال معقدة و يرتبطون معا
في محاولة واعية و منظمة لتحقيق اهداف مشتركة متفق عليها .
2