Professional Documents
Culture Documents
2024/2023
المحاضرة رقم ()1
المحور األول :مدخل لنظرية المنظمات
نظرية المنظمات هي مجموعة من النظريات التي تبحث في هيكلة وتنظيم المنظمات ،ولقد عرفت
نظرية المنظمات تطورا هائال ،وأدى هذا التطور في الواقع إلى تطوير إدارة المنظمات وإلى تحسين كبير
إلدائها ،من حيث تطوير مفهوم اإلدارة ،أدوات اإلدارة ،طرق اإلدارة ونماذج اإلدارة .ويجدر بنا قبل
الغوص في مضمون نظرية المنظمات االشارة الى بعض المفاهيم التي يجب التعرف عليها.
لقد تعددت التعاريف التي وردت حول مفهوم النظرية ،فبمعناها العام هي طريقة تجريدية لوصف
الواقع ،فهي تصف وتشرح ظاهرة واقعية أو تتنبأ بسلوكها في ظل ظروف معينة ،فالنظرية هي لغة
خاصة لصياغة المعرفة المفسرة لظاهرة معينة ،فهي تتضمن مفردات وعناصر وقواعد وعبارات كأي
لغة أخرى فمفرداتها هي ال مفاهيم ،وعناصرها هي المتغيرات ،وقواعدها تبنى باالستقراء واالستنباط
المنطقيين وعباراتها هي الفرضيات.
أما القانون فيعني أن هناك تفسيرا كامال جامعا مانعا لحدوث ظاهرة معينة ،وإمكانية تكرارها
واآللية الممكن اتباعها للتحكم بحدوثها ،فالوصول لمرتبة القانون معناه أن هناك إمكانية كبيرة للوصول
لنفس النتائج حول ظاهرة ما ،من خالل اتباع المنهجية العلمية من مختلف الباحثين في أي زمان ومكان.
وعليه فالنظريات من الممكن أن تتغير يوما ما بفضل مزيد من البحوث والدراسات ،وهي
صحيحة حتى يثبت عكسها ،و في مجال اإلدارة فمن الصعب الوصول بالنظريات اإلدارية إلى مرتبة
القانون الن الظواهر اإلدارية ظواهر إنسانية ال يمكن اإلحاطة بكل جوانبها إحاطة كاملة.
تجدر بنا االشارة الى ذلك التساؤل المتعلق بالتسمية هل نظرية المنظمات أو نظرية التنظيم؟
بالنسبة للمنظمة باللغة األجنبية ، organizationوباللغة العربية يقصد بها الوحدة وهي تخص المنظمة
وبالتالي نظرية المنظمات ،ويقصد بها أيضا العملية وتخص التنظيم وبالتالي نظرية التنظيم ،وعلى هذا
األساس سيتم استعمال المفردتين التنظيم والمنظمة كمترادفان .فلقد تعددت التعاريف التي وردت حول
مفهوم التنظيم ،وعموما يعتبر التنظيم وسيلة لإلنجاز وليس هدفا بحد ذاته ،فهو اآللية التي يتم من خاللها
الوصول لألهداف المتوخاة بشكل جيد وفعال ،وهذا ما يتطلب تحديد معايير لقياس جودته وفعاليته ،ومهما
تنوعت التعاريف التي وجدت لضبط مفهوم التنظيم إال أنها اتفقت حول النقاط التالية:
-أنه كيان اجتماعي يضم مجموعة من األفراد والجماعات تجتمع بتخطيط مسبق؛
-وجود اطار محدد المعالم يحدد هوية أعضاء الجماعة التي تنضوي تحته؛
-وجود رابطة االستمرارية في العالقة بين أعضاء التنظيم ،اذ يكون االرتباط بالتنظيم على أساس دائم
نسبيا وليس أمرا عرضيا؛
-وجود أهداف يسعى الى تحقيقها التنظيم ،من خالل توزيع األدوار المختلفة على األفراد.
ويجب االشارة الى تفصيل آخر متعلق كذلك حول التسمية ،هل نظرية المنظمات؟ أو نظريات
المنظمات؟ في الواقع هي عبارة عن عدد كبير من النظريات كما سنرى الحقا ،ولكن الشائع هو استعمال
النظرية بالمفرد ،وفيما يخص استخدام المنظمات بالجمع إلبراز فكرة التنوع في أشكال المنظمات.
فنظرية المنظمات حقل معرفي تلتقي فيه اسهامات عدد من العلوم كعلم االقتصاد واالجتماع
والنفس والرياضيات والق انون وغيرها من التخصصات ،والتي كانت لها بصمتها الخاصة في دراسة
وتحليل التنظيم ،فنظرية المنظمات هي مجموعة من النظريات التي تبحث في هيكلة وتنظيم المنظمات،
ولقد عرفت نظرية المنظمات تطورا هائال ،وأدى هذا التطور في الواقع إلى تطوير إدارة المنظمات وإلى
تحسين كبير إلدائها ،من حيث تطوير مفهوم اإلدارة ،أدوات اإلدارة ،طرق اإلدارة ونماذج اإلدارة ،وتحدد
اهتمامات نظرية المنظمات بدراسة الهيكل التنظيمي ونمط التصميم التنظيمي الذي يتناسب والمنظمات
المختلفة ووفقا لالعتبارات والمحددات الخاصة بكل منهما ،فهي تقدم وصفات عامة لما يجب عمله
لتحسين مواصفات التنظيمات وفق األسس العلمية ،وذلك بهدف تحسين مستوى األداء والفعالية.
إن وحدة التحليل التي تتناولها نظرية المنظمات هي التنظيم اإلداري من منظور شمولي
، Macro Perspectiveفهي تحلل المنظمة ككُل وكـوحدة ،وهي تخص األفراد مجتمعين في
األقسام و المنظمات في مختلف الهياكل ،بمعنى أخر أنها تدرس سُسيُـولوجية المنظمة التي تركز
على النظام االجتماعي ،فنظرية المنظمات تركز على التركيب التنظيمـي والهيكل ومواضيع التنظيم
والقوة والسياسة واالتصاالت ...إلخ ،بمعنى أنها تتناول بالتحليل دراسة الظواهر التنظيمية وأهمها:
أنواع الهياكل التنظيمية وخصائصها ،تصميم المنظمة ،فاعلية المنظمة ،أهداف المنظمة ،إدارة التغيير
التنظيمي وإعادة الهندسة ،التطوير التنظيمي ،بيئة المنظمة ،إدارة ثقافة المنظمة ،إدارة الصراع
التنظيمي التخطيط االستراتيجي ،االتصال ،اإلستراتيجية ،طبيعة العمل أو التكنولوجيا المستخدمة و أثرها
على المنظمة ،القوة والسياسة في المنظمة ،اإلبداع و حاجة المنظمات إلى اإلبداع.
وما يجب التنويه إليه هو الفرق بين نظرية المنظمات والسلوك التنظيمي ،ويتمثل االختالف بينهما
في مستوى التحليل الذي يتناوله كل منهما ،فوحدة التحليل التي تتناولها نظرية المنظمات هي التنظيم
االداري من منظور شمولي ،حيث تركز كما أشرنا سابقا على دراسة الهيكل التنظيمي ومحدداته المختلفة،
من حيث الحجم ،ونوعية المهمة ،ونوع التكنولوجيا المستخدمة ،والبيئة التي تنشط فيها المنظمة ،والمبادئ
المختلفة التي تؤثر على نمط التصميم التنظيمي .أما السلوك التنظيمي فيتناول دراسة المنظمة من منظور
جزئي ،فيركز على دراسة سلوك األفراد والجماعات وديناميكيتها ،وعلى دراسة العوامل المحددة لسلوك
األفراد والجماعات مثل الدوافع ،القيم ،االدراك التعلم ،نمط القيادة ،تأثير الصراع في العمل ،نمط
الشخصية ،اإلنتاجية الفردية ،مظاهر التغيب عن العمل ،الدوران الوظيفي.
وعلى الرغم من االختالف بينهما ،إال أن السلوك التنظيمي ونظرية المنظمات يكمالن بعضهما
البعض ،ويحصل بعض التداخل في المواضيع التي يتم بحثها ضمن نطاق كل منهما ،ولكن من زاوية
مختلفة فعلى سبيل المثال ،يتم دراسة موضوع الصراع التنظيمي من زاوية السلوك التنظيمي باعتباره
صراعا ً بين االفراد من جهة وبين االفراد والجماعات من جهه أخرى ،وتعزى أسبابه ألمور تتصل
بنمط االتصاالت وانماط الشخصيات المختلفة ومستويات االدراك ،أما من زاوية نظرية المنظمات،
فيتم دراسة الصراعات اإلدارية باعتبارها مظهرا ً من المظاهر التنظيمية مثل ضعف قنوات واليات
التنسيق وعيوب يجب تداركها في التصميم التنظيمي.
هي تطبق على كل أنواع المنظمات سواء تلك التي تستهدف الربح أو ال تستهدف الربح ،ويذكر
المفكر اإلداري ( Daftدافت )2007 ،أن نظرية المنظمات تطورت عبر الدراسات التي أقيمت
حول مختلف المنظمات ،وقد استطاعت نظرية المنظمات أن تساهم في تطوير إدارة المنظمات وإلى
تحسين كبير إلدائها ،من حيث تطوير مفهوم اإلدارة ،أدوات اإلدارة ،طرق اإلدارة ونماذج اإلدارة ،من
خالل مساعدة األفراد والمنظمات على فهم وتشخيص الحاجات التنظيمية والمشكالت االدارية.
يمكن تحديد أهم المبررات التي تستدعي دراسة نظرية المنظمات على النحو التالي:
قبل التعرض الى تطور الفكر التنظيمي ،سنتعرض الى المداخل األساسية في دراسة نظرية
المنظمات ،وهي مداخل متتابعة زمنيا في ضوء المنظور النظمي والمنظور الغائي.
يرى العديد من المهتمين بدراسة نظرية المنظمات أن هناك محورين أساسيين يكمن استخدامهما
في دراسة الحالة التطورية للفكر التنظيمي ،لكل منهما مؤيديه ومعارضيه.
فالمحور األول :يؤكد على أن المنظمات عبارة عن أنظمة ،فقبل عام 1960كانت الفلسفة
المسيطرة في مجال نظرية المنظمة هي فلسفة النظام المغلق ،بموجبها يحدث تطوير المنظمة وهندسة
بنائها بمعزل عن بيئتها الخارجية ،ولكن بعد هذا التاريخ تغيرت الفلسفة الى فلسفة النظام المفتوح
وأصبحت هي السائدة في رسم وتحديد المتغيرات البنائية والسلوكية في نظرية المنظمات.
أما المحور الثاني :فقد تعامل مع غايات أو نهايات هيكل المنظمة ،وفي هذا االطار نجد موقفان،
يتعلق الموقف األول بالموقف الرشيد الذي يعتبر أن هيكلة المنظمة هي وسيلة لبلوغ وتحقيق أهداف
المنظمة بفعالية .في حين الموقف الثاني هو الموقف االجتماعي الذي يؤكد على أن هيكل المنظمة هو
محصلة صراع المصالح ،يحاول كل منها السيطرة على موارد المنظمة.
يصنفان فيه منظري المنظمة الى أربعة فئات كبرى ،وحسبهما تساعدنا هذه األطر النظرية في
فهم المنظمة وادارتها ،وتتمثل في:
-منظرو النظم العقالنية :يعتمد هذا التيار على تحليل األهداف واألدوار وتكنولوجيا التنظيم بطرائق
عقالنية لتطوير البنى التنظيمية؛
-منظرو الموارد البشرية :يعتمد هذا التيار على دراسة العالقات االعتمادية المتبادلة بين األفراد
والمنظمة وطرائق تطوير التوافق بين الكفاية وحاجات األفراد بما يحقق األهداف التنظيمية؛
-منظرو السياسة االدارية :وهم الباحثون الذين يراقبون السلطة والنزاعات ومسألة توزيع الموارد
المحدودة ويعتبرونها مسائل مركزية للمنظمة ،ويعتقدون بأن المديرين بحاجة لفهم السلطة وادارة
الصراعات والنزاعات واجراء المفاوضات بشأنها؛
-منظرو الرمزية :يركز أصحاب هذا التيار على مسائل التنظيم وحدود براعة المدير لخلق التجانس
التنظيمي من خالل السلطة ،والمفهوم العقالني والصدفة ،وأحيانا الخوارق الطبيعية التي قد تساهم في
نظام المنظمة.
2-2تصنيف بارونجير:
طور في محاضراته المفصلة في نظريات المنظمات تسع تيارات نظرية كبرى تتمثل في النظرية
الكالسيكية (تايلور وفايول وويبر) ،العالقات االنسانية (فوليت ،غريغور ،مايو ،ليكرت ،لوفين)،
الحركة الرياضية ،نظرية النظم (فورستر ،جوهنس) ،المدرسة التقليدية الحديثة (دروكر ،جيلنييه،
غاتار) ،مدرسة النظم االجتماعية (برنار ،سيمون ،سيرث ومارتش) ،النظريات النفسية واالجتماعية
(هيرزبرغ ،فريدمان) ،منظمة المشروع المتعدد الجنسيات (فيرنون ،فرانكو) ،النظرية
النسبية(لورانس ولورتش).
3-2تصنيف روجو:
-المدرسة التقليدية؛
-المدرسة االنسانية؛
-المدرسة الحديثة.
1-3المدرسة التقليدية
اتسمت هذه النظريات التنظيمية بمنطلقها الفلسفي المستند على مبدأ العقالنية أو الرشد في تعامل
االنسان في اطار العمليات االنتاجية ،وهي طبعا كما أشرنا منطلقات نظرية ولدت في بيئة المجتمع
الرأسمالي ،حيث أكدت على الجوانب المادية في التعامل مع االنسان ،واعتبرت المنظمة نظاما مغلقا
في التعامل مع البيئة المحيطة وفي التعامل مع العالقات االنسانية السائدة في اطارها .فالمالحظة
األساسية التي يجب التنويه اليها في هذا السياق أن النظريات الكالسيكية تركز أساسا على الهيكل
التنظيمي الرسمي فقط ،وتعتبره أهم جانب في بناء المنظمة وتطورها ،فهي تعتبر المنظمة هيكال
للعالقات والصالحيات واألهداف والقواعد واألنشطة واالتصاالت.
تقترن هذه النظرية بالمهندس األمريكي "فريديريك تايلور" ،ولكن يعد كل من الزوجين "فرانك
وليليان جالبريث" و"هنري جانت" من رواد هذه النظرية كذلك ،ولقد دعموا أفكار "تايلور" فيما
يخص التحليل العلمي للعمل وأدخلوا تحسينات على هذا التحليل مست دراسة الحركة والوقت .وتقوم
االدارة العلمية على المرتكزات التالية:
-البحث العلمي ؛
-تقسيم العمل والتخصص؛
-دراسة الحركة والزمن (وهذا ما اهتم به الزوجين"فرانك وليليان جالبريث" )؛
-االعتماد على الحوافز المادية ،بناءا على منطلقهم الفكري القائم على الرشادة االقتصادية لالنسان؛
-تعاون االدارة والعمال على أسس علمية لتحقيق أهداف العمل ،وبالتالي فإن وظيفة التوجيه تعتبر
هامة وأساسية؛
-االهتمام بمراقبة ومتابعة أداء المنفذين واستحدثت لهذا الغرض "خرائط االنتاج" أو كما "خرائط
جانت"؛
-االختيار العلمي والسليم لألفراد ومستلزمات العمل المادية ؛
-تدريب العمال ؛
-االهتمام بتحقيق أعلى كفاءة انتاجية ممكنة.
ترى أنه ال توجد طريقة مثلى للعمل وللتحكم في أداء وسلوك العاملين ،وإﳕا توجد مبادئ وقواعد
عمل ﳕكن االعتماد عليها للتحكم ﳕ سلوكهم .ومن أهم رواد هذه النظرية األمريكيان "جيمس موني
و آلن رايلي" ،واالنجليزيان "لوثر كوليك و ليندال أرويك" ،ولكنها وتنسب أساسا للمهندس الفرنسي
"هنري فايول".
فسعت هذه النظرية الى اكتشاف المبادئ واألسس التي تمكن المدير من وضع هيكل رسمي
للمنظمة ،األمر الذي يساعده في ادارتها برشادة وعقالنية ،فقد ركزت هذه النظرية على الجوانب
االدارية في المنظمة ،وتقسيم أنشطتها الى فنية وتجارية ومحاسبية ومالية والوقائية واالدارية ،وهذه
األخيرة تتمثل في التخطيط ،التنظيم ،القيادة ،التنسيق والرقابة ،ومن هنا كان ظهور الوظيفة التنظيمية
بشكل رسمي في المنظمة .ومن اسهامات "فايول" أنه وضع األسس والمبادئ التي يقوم عليها التنظيم
واالدارة والتي حصرها في ( )14مبدأ وتتمثل في:
3-1-3النظرية البيروقراطية
البيروقراطية كلمة اغريقية تعني ادارة المكتب وقد عرفها "ويبر" على أنها نظام رسمي للتنظيم
واالدارة لضمان الكفاءة والفعالية ،ويعتبر األلماني "ماكس ويبر" المنظر الرئيسي لهذه النظرية وقد
اهتم في أعماله بالطريقة التي تمارس بها السلطة ،والكيفية التي تتم بها عملية فرض السيطرة داخل
التنظيم بشكل يجعلها سلطة شرعية معترف بها من قبل الجميع ،ويعتقد " فيبر" بأنه يمكن التمييز بين
ثالثة أنماط للسلطة داخل التنظيم وتتمثل في السلطة التقليدية المستمدة من الوضع االجتماعي القائم،
والسلطة الكاريزمية المستمدة من غموض شخـصية القائـد وتأثيرها في الجماهير ،والسلطة العقالنية
أو القانونية وهي السلطة الشرعية التـي تـستند إلى قوة القانون.
-تحديد االختصاصات الوظيفية واعتماد الصيغ القانونية فـي جوانـب التخصـص وتقسيم العمل؛
-توزيع األعمال واألنشطة اإلدارية على أفراد المنظمة رسـميا وبأسـلوب ثابـت ومحدد لكل وظيفة؛
-تخويل السلطات أو الصالحيات ألفراد المنظمة ،وتحديد نطاق اإلشـراف لكـل مسؤول إداري؛ -
الفصل بين األعمال الرسمية والشخصية للموظف وإطار عالقاته غير الرسمية ،ثم الحد من أثر
العالقات الشخصية بين أعضاء المنظمة وسيادة العالقات الرسمية بعيـدا عن عدم الموضوعية؛
-تعيين األفراد وفق المقدرة والكفاءة والخبرة الفنية بما يتالئم وطبيعة األعمـال المحددة في قواعد
أنظمة العمل في المنظمة البيروقراطية؛
-هيكلة المنظمة على أسـاس التـدرج الهرمـي واعتماد التقسيم االداري على مستويات تنظيمية محددة
بشكل دقيق ،حيث تشرف المستويات اإلدارية األعلى على المستويات األدنى منها في التنظيم وفقا
للتسلسل الهرمي للمنظمة وبصورة ثابتة ومحدد؛
-تعتمد اإلدارة البيروقراطية األسلوب الرسمي في التعامل مع األفراد العاملين كالوثائق والسجالت
والمستندات ،ويجري حفظ هذه الوثائق بصورة يسهل معهـا تيسير أعمال المنظمة؛
-تتصف تعليماتها بالشمول والعمومية والثبات النسبي ،مما يؤدي إلى زيادة فهـم واستيعاب القواعد
اإلدارية السائدة بدقة ،مما يؤدي بدوره إلى زيادة الكفاءة والخبـرة الفنية واإلدارية للعاملين؛
-تؤدي المنظمة البيروقراطية إلى تحقيق األمن الوظيفي ألفرادها من خالل التقاعد وزيادة الرواتب
واجراءات الترقية والتقدم المهني ،ويأتي ذلك من خالل زيادة حماس األفراد وإخالصهم وتنمية
كفائتهم الفنية وخلق سبل الرقابـة علـى األداء ،واسـتخدام األساليب العقالنية في زيادة االنتاج وتحسين
الجودة.
لذا ركزت هذه المدرسة على دراسة أثر العالقات االجتماعية والجوانب النفسية االنسانية على
االنتاجية ،وقامت ﳕليل سلوك األفراد واﳕماعات ﳕ المنظمات باستخدام اﳕنهج العلمي ،فهي تقوم
على افتراض أن للعنصر اإلنساﳕ تأثﳕا كبﳕا على اإلنتاجية واألداء.
ويندرج في اطار هذه المدرسة اتجاهان فكريان هما :مدخل العالقات اإلنسانية ومدخل العلوم
السلوكية واالجتماعية ونتطرق اليهما في ما يأتي:
1-2-3مدخل العالقات االنسانية
يقترن هذا المدخل أساسا بعالم االجتمـاع االسـترالي "جـورج إلتون مايو "Elton Mayoالذي
أجرى العديد من التجارب مع زمالئه من جامعة هارفرد على رأسهم "روثلز بيرجر" في مجاالت
العالقات اإلنسانية وعرفت بتجـارب هاوثورن ،ومن بين رواد هذا المدخل كذلك "ماري باركر فوليت
" Follett. Mو شيستر برنارد ."Chester Bernard
1-1-2-3التون مايو
منطلق هذا االتجاه الدراسة التي أجراها مع زمالئه في جامعة هارفارد تحت اشرافه واشراف
زميله " روثلز بيرجر" على شركة "واسترن اليكتريك" ،و كان الهدف من هذه الدراسة التي عرفت
بدراسة أو تجارب " هاوثورن" معرفة تأثير بعض العوامل كاالضاءة ،فترات الراحة ،ظروف
العمل ،ساعات العمل ،ونظام دفع األجور على اإلنتاجية بهدف تحسين الفعالية ومردودية العمل.
فدراسات "هاوثورن" ﳕ تثبت وجود أي عالقة خطية مباشرة بﳕ تلك العوامل وإنتاجية العامل،
إال أن نتائجها جاءت متناقضة ومبادئ المدرسة الكالسيكية ،مما دفع ب"مايو" وزمالئه إﳕ االعتقاد
بوجود متغﳕ وحافز خفي يؤثر على تلك العوامل وإنتاجية العامل ،وبعد تكرار التجارب توصل
الباحثون إﳕ تشخيص هذا المتغير الذي أطلق عليه الجوانب النفسية واالجتماعية ،فأخذت دراسات
"هاوثورن" اتجاها انسانيا بالتركيزعلى الروح المعنوية للعاملﳕ ودرجة االنسجام القائم
بﳕالمجموعة العاملة واﳕوافز والرضا الوظيفي ،وتوصلت ﳕ النهاية إﳕ أن العامل الحاسم ﳕ
التأثﳕ على اإلنتاجية هو ضغط الجماعة والمعايير االجتماعية لها.
وقد حاولت منذ بداية عملها أن تضع فلسفة إدارية قوامها أن أي مجتمع البد أن يقوم على
االعتراف بالرغبات الحافزة والمحركة لطاقة الفرد والجماعة ،وقد اعتبرت أن اإلدارة نشاط انساني
يجب أن يدرك ممارسها أنه يتعامل مع أفراد ،ولهذا جاءت أبحاثها من وجهة نظر علم النفس
واإلدراك .ومن أهم السمات البارزة التي ركزت عليها "فوليت" في أفكارها هي التالية:
-استبعاد المركزية السلطوية :تؤكد "فوليت" أن مناخ العمل المناسب لتحقيق األهداف يجب أن يتميز
بروح التعاون فيما بين الرئيس والمرؤوس؛
-جماعية المسؤولية :ترى "ماري فوليت" بأن المسؤولية ال تقع على عاتق شخص واحد بذاته ،ذلك
أن العمل يتم جماعيا؛
-استخدام السلطة :ترى "فوليت" بأن شغل وظيفة معينة في الهيكل التنظيمي يحتاج لشخص محدد
حسب المؤهالت والكفاءات المطلوبة ؛
-التنسيق :تعتبر "فوليت" أن التنسيق هو المقوم األساسي لالدارة ،أن المشكلة الرئيسية في أي تنظيم
تكمن في كيفية تنسيق جهود الجماعات وايجاد االنسجام بينها.
3 -1-2-3نظرية النظام التعاوني ل " شيستر برنارد
نظر "برنارد" إلى المنظمة باعتبارها كيان او نظام اجتماعي تعاوني ،وأن التعاون بين أفراد هذا
النظام هو السبيل لتحقيق النجاح للفرد والمنظمة ،ومن أهم المساهمات التي قدمها "برنارد" لإلدارة
فكرة التوازن التنظيمي فهو يرى أن الفرد يتعاون مع التنظيم إذا كانت الحوافز بأشكالها المختلفة تزيد
عن المساهمات التي يطلب من الفرد تقديمها وإذا حدث عكس ذلك ،فإنه يرفض التعاون واالشتراك.
وتقوم هذه النظرية على المفاهيم التالية:
-الفرد :بطبعه اجتماعي لكنه مستقل أيضا ،وهو يعد جزءا من نظام له القدرة على التكيف وعلى
التوازن الداخلي مع العالم الخارجي ،وله القدرة كذلك على االستمرار بالرغم من التغيرات التي
تحدث داخل ذاته وخارجة عنه؛
-التنظيم الرسمي :إن التنظيم الرسمي من وجهة نظر "برنارد" يتألف من الهدف المشترك ،االتصال
السلطة وقبولها ،اتخاذ القرارات ،التخصص ،الرغبة في العمل ،التوجيه واإلشراف ،ويخلص إلى أن
تبعية المنظمات لتنظيم رسمي أعلى يترتب عليها أشكال من التقييد والحد من حرية الحركة للمنظمات
التابعة التي تصبح بالتالي معتمدة أو قاصرة أو ناقصة؛
-التنظيم غير الرسمي :في كل تنظيم رسمي هناك تنظيم غير رسمي ،فاألول يقوم على أساس عقالني
محدد ومرسوم ،بينما يقوم الثاني على أساس عاطفي وهو ال نهائي ألنه يعتمد على العالقات
الشخصية بين العاملين ،وال يمكن وجود واحد منهما دون اآلخر ،وإن التنظيم غير الرسمي مفيد ألنه
وسيلة لحفظ األفراد في إطار التنظيم الرسمي.
2-2-3مدخل العلوم السلوكية االجتماعية
ان مقاربة العلوم السلوكية واالجتماعية تعد امتدادا لمدخل العالقات االنسانية ،لكنها اختلفت معها
حول نظرية الرجل االجتماعي التي قدمها "ايلتون مايو" لرفع االنتاجية ،فهي تركز على دراسة
طبيعة العمل نفسه الذي يقوم به الفرد والى أي مدى يلبي حاجته ويساعد على استثمار إمكاناته
وقدراته ومهاراته ،ويعتقد العلماء السلوكيين أن هنالك عوامل وأسباب عديدة تدفع الفرد للعمل
باالضافة إلى كسب المال والعالقات االجتماعية
اعتبر "سيمون" المنظمة هيكال مركبا من االتصاالت والعالقات بين مجموعة من األفراد ،ومن
هذه العالقات يستمد كل فرد قسما كبيرا من المعلومات والقيم واالتجاهات التي تحكم عملية اتخاذ
القرار ،وأن كل العمليات داخل التنظيم تدور حول عملية اتخاذ القرارات.
وعليه تنظر هذه النظرية الى عملية اتخاذ القرار كمحور أساسي لبناء المنظمة ،حيث يستخدم هرم
القرارات كأسلوب لذلك ،كما اعتبرت مشكلة الهيكل التنظيمي هي مشكلة اتخاذ القرارات ،وأن
المراكز االدارية والوظائف عبارة عن مواقع التخاذ القرار.
2-2-2-3نظرية التنظيم المعدلة وحلقة الوصل ل " رنسيس ليكرت " Likert Rensis
3-2-2-3نظرية التناقض بين الفرد والمنظمة ل" كريس ارجيـريس " Kris Argyris
تعتمد نظريته على إمكانية التنبؤ بالسلوك اإلنساني والقدرة على تفسير أنماطـه المختلفة داخل
المنظمة ،في ضوء التركيز على الفرد باعتباره الحقل الرئيس في ميدان األثر المنظمي للسلوك القائم
من جهة ،والتنظيم الرسمي والقواعد التنظيمية التي تتحكم في عالقات األفراد والجماعات العاملة في
المنظمة من جهة أخرى.
4-2-2-3نظرية االندماج ل "باكي وارجريس " Baki and Argyris
تقوم هذه النظرية على فكرة أساسية مفادها أن المشكلة األساسية التي تواجه جميع المنظمات هي
كيفية الوصول الى وضعية التوازن واالندماج والتكامل بين أهداف المنظمة وحاجات األفراد العاملين
بها.
5-2-2-3نظرية هرم الحاجات ل "أبرهام ماسلو "Maslow.A
يرى "ماسلو" بأن السعي إلى إشباع الحاجات اإلنسانية غير المشبعة تماما هو الدافع الرئيسي
وراء سلوك الفرد ،وهذا الدافع هو السعي بجهد إلشباع حاجة معينة ضمن تسلسل ورودها في ترتيب
أو هرمية حاجاته ،فالحاجات التي تأتي في المقدمة من هذه الهرمية يجب إشباعها أوال أو على األقل
إشباعها إلى حد ما قبل أن تبرز حاجات أعلى من األولى و تتطلب إشباعها.
6-2-2-3نظرية ذات العاملين ل "فريدريك هيرزبرغ " Frederik Hertzberg
ولقد طورت هذه النظرية حول دور العمل و ظروفه في حياة األفراد العاملين ،عرفت بنظرية
الدافعية وتقوم على أساس وجود مجموعتين من العوامل المؤثرة في مستوى األداء ،تتعلق المجموعة
األولى بالعوامل الدافعة وتمثل مستوى أعلى من االحتياجات الفرد ،ويؤدي وجودها إلى حالة الرضا
ومن ثم الحافز إلى تنمية تح سين األداء و إظهار ردود الفعل واألنماط السلوكية االيجابية ،وعدم
توفرها ال يؤدي إلى عدم الرضا وتتعلق هذه العوامل بمضمون الوظيفة وعناصرها و محتوياتها
وخصائصه ،أما المجموعة الثانية من العوامل المؤثرة في مستوى األداء هي العوامل الوقائية وهي
تلك التي يؤدي وجودها إلي تحفيز العمال و إزالة حالة عدم الرضا ،بينما يؤدي غيابها إلى تدهور
مستوى أدائهم وهي تتعلق بمحيط الوظيفة و تمثل فقط المستوى األول من االحتياجات.
7-2-2-3نظرية الفلسفة االدارية ل "دوغالس ماك غريغور"Gregor Douglas Mc
يستند في نظريته على افتراض يقول على أن أي عمل أو تصرف إداري في المنظمة يرتكز في
إطاره العام علـى نظريـة دارية معينة ،ويرى أن األفراد العاملين في المنظمة يتأثرون جزئيا بطـابع
الفلسـفة اإلدارية التي يؤمن بها المدير ،ومن هنا يظهر بأن السلوك التنظيمي يتـأثر بطبيعة الفلسفة
اإلدارية التي يؤمن بها المدير في المستوى األعلى .
لقد رأى "ماك غريغور" أن النظريات التقليدية في االدارة قد اعتمدت على افتراضات نظرية )(X
التي قدمت صورة سلبية حول االنسان ،وقد انتقدها وطور النظرية ) (Yوالتي كان يعتقد من خاللها
بأن المدير يستطيع تحقيق المزيد من االنجازات بواسطة اآلخرين إذا ما اعتبر هؤالء أفرادا ذوي
إمكانات وقدرات ،وبأنهم ملتزمون ويتقبلون المسؤولية ،وبأنهم مبدعون ،وقام بتوفير كل الظروف التي
تساعد وتشجع على ذلك.
3-3المدرسة الحديثة
ﳕ يتوقف تطور الفكر اإلداري عند أفكار اﳕدرسة الكالسيكية أو اﳕدرسة السلوكية ،فقد واصل
اﳕهتمون باإلدارة ﳕثهم عن أﻃر وﳕاذج فكرية جديدة أهمها:
1-3-3النظرية الكمية
فالمدخل الكمي هو مدخل اداري يقوم على توظيف أساليب التحليل الكمي لتحسين عملية اتخاذ
القرارات وعالج المشكالت التي تواجهها االدارة ،وقد تطورت أساليب وطرق متعددة في ما يسمى
ببحوث العمليات والتي تهدف الى ترشيد عملية اتخاذ القرار.
وقد كان " تشستر برنارد " Chester Barnardمن األوائـل الذين أكدوا على أن التنظيم هو
نظام من المعلومات ونمطا من اتخاذ القرارات ،وقد طور كل من "هربرت سايمونH.Simon
و"جيمس مارش "J. Marchهذه الفكـرة وأكدوا على أن اإلدارة هي عملية اتخاذ القرارات ،وكذلك
مفهوم وضع البـرامج يقصـد منه وضع أنماط محددة التخاذ القرارات في األحوال المماثلة ،مما
سيؤدي إلى تقليل الوقت الالزم إلصدار مختلف القرارات.
2-3-3نظرية النظم
قد ﻃرأ ﳕول جذري آخر ﳕ الفكر اإلداري عندما تبﳕ الباحثون ﳕ ﳕال اإلدارة واالجتماع
مدخل النظم االجتماعية ﳕ ﳕليل وفهم المنظمات ،مستندين إﳕ فكرة أو مفهوم النظام ﳕ العلوم
التطبيقية ،حيث تعرف هذه النظرية النظام على أنه كيان اجتماعي يتكون من ﳕموعة األجزاء
اﳕتفاعلة مع بعضها البعض من أجل تحقيق هدف معين ،و هذا التفاعل هو ﳕور النظام ،فقد ركزت
هذه النظرية على ﳕيع اﳕتغﳕات الﳕ تؤثر على األداءﺀ ﳕ العمل وعلى ﳕقيق النتائج االيجابية في
التنظيم .واعتبرت المنظمات نظام مفتوح على بيئة متغيرة باستمرار ،وتحدث بينهما عملية تبادل،
وترى كذلك أن هناك عناصر أساسية البد من مراعاتها عند اجراء أي دراسة تحليلية ألي منظمة
وتتمثل في المدخالت ،العمليات ،المخرجات ،التغدية العكسية والبيئة.
تنسب الى "بيتر دروكر" وأكد فيها على أهمية وضع األهداف للمنظمة والفرد معا ،و هذا النمط
من االدارة عبارة عن مجموعة من العمليات يشترك في تنفيذها الرئيس والمرؤوس ،وتتضمن تحديد
األهداف المطلوب تحقيقيها تحديدا واضحا وﳕاالت اﳕسؤولية الرئيسية لكل فرد ﳕ التنظيم على
ضوء النتائج اﳕتوقعة واستعماﳕا كمعايﳕ لتنظيم سﳕ العملية اإلدارية
-االبتعاد عن المركزية وتفويض السلطة للعاملين حتى يتعودوا على المسؤولية الذاتية؛
-تنويع األهداف التي يكلف بها العمال من أجل تحسيسهم بأهمية األعمال التي يؤدونها ،ففي المرحلة
األولى يكون التفويض في نفس المستوى ثم يتم تحسينه نوعيا بزيادة الصالحيات ،مما يحقق لديهم
شعور بالمسؤولية؛
-اشراك األفراد في اتخاذ القرارات على مختلف المستويات.
4-3-3النظرية الموقفية
ال تدعي هذه النظرية تقديم مبادئ وتوصيات عامة صالحة لكل الظروف لتحقيق فعالية المنظمة
فأهم ما ركزت عليه هذه النظرية عدم وجود تنظيم مثالي يصلح لجميع المنظمات ،فشكل الهيكل
التنظيمي يتوقف على طبيعة المنظمة وخصائص البيئة ،فإذا كانت البيئة مستقرة فالتنظيم يكون
ميكانيكي ويتميز بالمركزية وتحديد واضح للسلطات والمسؤوليات ،أما في حالة بيئة سريعة التغير فإن
التنظيم العضوي أكثر مالئمة ،ألنه يتميز بدرجة عالية من الالمركزية وذلك بتفويض السلطة الى
مختلف المستويات وتشجيع العاملين على المبادرة والتعاون وسرعة التجاوب مع المتغيرات التي
تفرضها البيئة الخارجية.
اعت بر عالم االدارة الياباني "وليام أوشي" منظمات األعمال الغربية وخاصة األمريكية تتبع
أسلوب االدارة ( )Aأي الطريقة األمريكية وهي امتداد للنظرية ( ،)Xفي حين منظمات األعمال
اليابانية تتبع أسلوب االدارة ( )Jأي األسلوب الياباني ،فعمد الى ايجاد نظرية في االدارة تعمم الطريقة
اليايانية ولكن تطبق في منظمات وبيئات خارج اليابان وأسماها النظرية ( )Zوالتي يمكن اعتبارها
امتداد للنظرية ( ) Yوقد جاءت هذه النظرية كنموذج لالدارة اليابانية الناجحة في مجال االنجاز الفعال
واالنتاجية المرتفعة والرضا الوظيفي وتستند الى قيم انسانية أساسية تتمثل في الثقة والمهارة والمودة.
فالتنظيم في اطار هذه النظرية عبارة عن فرق عمل مؤقتة يكون العمل فيها جماعيا ،ولكن المسؤولية
فردية ويقل فيه المستويات االدارية ويتصف بدرجة أقل من الرسمية.
النظريتان تعتبران طريقتان لتنظيم و إدارة اإلنتاج خاصة في القطاع الصناعي ،و يطلق عليهما
أيضا أيضا نظام إنتاج تويوتا( (Toyota .و هما صنفين ألنظمة إدارة اإلنتاج ،ترتكزان على القيادة
البعدية pilotage Le( (aval enو التدفقات المضبوطة و اللتان تسمحان للمؤسسة أن تكون أكثر
فاعلية و مرونة.
ثالثا :المنظمة
ان الناظر الى الحياة المعاصرة يجد أن أهم سمة تميزها هي الوجود المتعدد والمتنوع للمنظمات
ذات الطبيعة والتكوين والخصائص المتماثلة والمختلفة.
-1تعريف المنظمة
من خالل الدراسات العديدة تم تحديد أربعة اتجاهات رئيسية لتعاريف المنظمات:
1-1االتجاه الهيكلي :تعتبر المنظمة حسبه تنظيم هيكلي يحدد بشكل دقيق مواقع عمل األفراد
والجماعات فيها ( .ارجع الى تعريف ")" Redeian, and Zammuto 1991" / " Brawn, and Moberg 1980
2-1االتجاه االجتماعي :وينظر الى المنظمة على أنها تكوين أو تنظيم اجتماعي يتكون من خالل
التفاعل االجتماعي لألفراد والجماعات وما يتبعها من عمليات وفعليات ووظائف ( .ارجع الى تعريف
")" Stephen P,Robbins1990" / " Hrebiniak 1978 " / "Khandualla 1977
3-1االتجاه السلوكي :تعبر المنظمة من خالل هذا االتجاه عن مجموعات سلوكية تحدد العالقات
بداخلها وتتحكم في اتجاهات عملها وأدائها ،من خالل تحديد األدوار والسلوكيات فيها ( .ارجع الى
تعريف " ) KAST, and Rosenzweig 1974 / " Simon 1957
4-1االتجاه الوظيفي :في هذا االطار المنظمة عبارة عن جهاز يؤدي ويدير مجموعة من الوظائف
األساسية ( .ارجع الى تعريف " )" Dessler,1986 " / Silverman, 1976 and Stoner, 1978
فالمنظمة تكوين اجتماعي انساني مقصود منسق ومتطور ،فهي بناء خاص يتكون من تفاعل
وتناسق وتكامل مجموعة من الموارد المادية والبشرية مع بعضها البعض من جهة ومع بيئتها من جهة
اخرى عن طريق أداء مهام وأدوار في اطار هيكل تنظيمي مضبوط ،ويحكمها االلتزام بقيم معينة تمثل
أفعاال سلوكية بغية تحقيق أهداف محددة ،وعليه تم االتفاق حول المحاور الرئيسية للمنظمة وهي:
-وجود مجموعة من األفراد؛
-السعي نحو تحقيق أهداف معينة؛
-سيادة التنظيم الرسمي لعالقات األفراد فيها؛
-وجود العالقات والجماعات غير الرسمية نتيجة للتفاعل االجتماعي بين األفراد؛
-تفاعل المنظمة مع البيئة.
-2أنواع المنظمات
توجد مجموعة من المعايير تعتمد في تحديد أنواع المنظمات ونجد:
-المنظمات التلقائية :يطلق هذا المصطلح على المنظمات التي ال يلعب الفرد في تكوينها دورا
ملحوظا ويجد نفسه تلقائيا عضوا فيها بحكم االنتماء العائلي أو القومي وتسمى أيضا "منظمات األمر
الواقع" مثل األسرة ،األمة....
-المنظمات المكونة :وهي التي تسهم في تحقيق أهداف معينة في إطار الظروف البيئة وغيرها كما أن
التفاعل االجتماعي بين األفراد يساعد على تكوينها لتسهيل تحقيق األهداف الذاتية والجماعية ألفراد
المجتمع اإلنساني و يشكل إشباع الحاجات اإلنسانية ضرورة أساسية من االنتماء اليها ومن األمثلة
الشائعة منظمات األعمال ،المدارس ،الجامعات ،المستشفيات...ويمنكن تصنيفها الى:
• تبعا لنوع الملكية :منظمات عامة ،خاصة ،ومختلطة؛
• تبعا لحجم المنظمة :منظمات كبيرة ،متوسطة ،وصغيرة؛
• تبعا لمستوى استخدام التكنولوجيا :منظمات ذات تكنولوجيا متطورة ،متوسطة ،ومنخفضة؛
• تبعا لطبيعة النشاط :منظمات اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية؛
• تبعا لالقليم الجغرافي :منظمات دولية ،اقليمية ،وطنية ،ومحلية؛
• تبعا لدرجة االعتماد :المنظمات المستقلة والمنظمات التابعة.
-3خصائص المنظمة
المنظمة تكوين انساني اجتماعي منسق مقصود ومتطور يتميز ب:
-تكوين اجتماعي؛
-تكوين انساني؛
-تكوين مقصود؛
-تكوين ضروري؛
-تكوين تطوري.
ونجد مجموعة من الخصائص األخرى:
-القدرة على التعلم؛
-اتقان العمل؛
-الشعور بالوحدة؛
-القيادة.
التغذية العكسية
البيئة
-5مواصفات المنظمة
هناك ثالث صفات أساسية تجمع بين كل المنظمات مهما كانت وهي:
1-5شكل المنظمة :تأخذ المنظمات في أغلب األحيان شكال هرميا وذلك بسبب تركز القوة والسلطة
في القيادة العليا ،من خالل اعتماد مبدأ وحدة القيادة وفقا لشكل هرمي بمواصفات وشروط أهمها:
* عدد المستويات االدارية :وهو عدد مستويات القيادة واالشراف في المنظمة؛
* عدد العاملين :وهو عدد ا لكلي لمجموع العاملين في المنظمة ،ويمثل هذا حجم المنظمة باالطار العام
والشامل ،ويقيس حجم نطاق االشراف العام للمنظمة؛
* نطاق االشراف :وهو عدد المرؤوسين الذين يشرف عليهم المدير مباشرة.
وعليه فإن شكل المنظمة ينحصر بشكلين هما:
-المنظمة الطويلة :وهي المنظمة ا لتي يكون فيها عدد المستويات االدارية كبير ونطاق االشراف ضيق
وعدد العاملين محدود؛
-المنظمة المنبسطة :وهي المنظمة التي يكون فيها عدد المستويات االدارية قليل ومحدود ونطاق
االشراف واسع وعدد العاملين كبير.
2-5حجم المنظمة
حجم المنظمة هو أحد مواصفاتها ،كونه يؤثر بشكل مباشر على الهيكل التنظيمي للمنظمة
والتكنولوجيا المستخدمة فيها ،ودرجة التعقيد والبيئة ،وبالتالي يؤثر على أدائها ونمطها ونوعيتها،
ويقصد بحجم المنظمة :العدد اإلجمالي الكلي للعاملين في المنظمة ذلك أنه يعكس حجم الهيكل التنظيمي
للمنظمة ويتحدد من خالل تفاعالت العالقات التبادلية ،كما يعتبر الحجم مؤشر أساسي في نمو المنظمة
وحركتها وتطورها ودورة حياتها ،ووفقا لهذه المؤشرات يكون لدينا :منظمة ذات الحجم الكبير وذات
الحجم المتوسط وذات الحجم الصغير ،وهذه الحجوم نسبية وليست فعلية ،حيث ال توجد حدود رقمية
فاصلة لعدد العاملين لتحديد الحجم.
3-5التعقيد
من صفات المنظمة التعقيد بسبب تشعب مهامها وتعدد محتوياتها وأنظمتها ومتطلباتها وعالقاتها
الداخلية والخارجية ،وهذا التعقيد هو نتيجة حتمية لالختالفات في أداء المنظمة وظروفها ،كما أنها
تحتاج إلى أفراد وإجراءات ومعدات مختلفة إلدارتها وتأمين الكفاءة والفاعلية فيها وتحقيق الترابط
األمثل بين هذه العناصر ،ويختلف حجم التعقيد وتأثيره من منظمة إلى أخرى ،وقد اتضح نتيجة
للدراسات والبحوث أن التعقيد يرتبط بشكل طردي مع الالمركزية في المنظمة.
-6مسؤولية المنظمة
على المنظمة مسؤوليات اتجاه نفسها واألفراد العاملين بها والبيئة والمجتمع الذي تنشط فيه،
وتتمثل في المسؤولية االقتصادية من خالل تحقيق أهدافها الذاتية التي تتمحور أساسا حول الربح من
االستمرار ومما تقدمه للمجتمع من سلع وخدمات وقيمة مضافة .أم مسؤوليتهاالقانونية تتمثل في احترام
األطر القانونية والتشريعية الداخلية وكذلك العام ة أثناء أدائها لنشاطها .أما مسؤوليتها البيئية وتكمن في
الحفاظ على البيئة من خالل االلتزام بالمعايير البيئية في سلوكها .أما مسؤوليتها االجتماعية فتبرز من
خالل المبادرات التي تقوم بها المنظمة اتجاه المجتمع من أعمال خيرية وغيرها .أما مسؤوليتها
األخالقية تكون من خالل احترام القيم السائدة في المجتمع وأخذها بعين االعتبار في ممارساتها.
-7وظائف المنظمة
حيث تعتمد وظائف المنظمة على التخصص األدائي للفعاليات األساسية المطلوبة منها ،والمتمثلة
أساسا في االنتاج ،المالية ،الموارد البشرية ،التخزين ،التسويق ،البحث والتطوير .وتقوم المنظمات
بالتمييز بين الوظائف التي تقوم بها ولكن تختلف درجة هذا التمييز حسب طبيعة األعباء المطلوب
تنفيذها كذلك طبيعة العاملين ،فقد يمكن تنفيذ الوظيفة عن طريق فرد واحد أو أكثر من فرد ،ومن
الوظائف القابلة للتحديد والتمييز بدقة ما يلي:
1-7الوظائف ذات التمييز األفقي :وهي الوظائف التي تقبل تقسيم العمل واألنشطة بين مجموعة من
األفراد والجماعات ،مثل األنشطة الصناعية التحويلية والتدريبية حيث يمكن تقسيمها إلى مستويات
تنظيمية مختلفة (اإلنتاج ،التمويل ،إدارة المورد البشري).
2-7الوظائف ذات التمييز العمودي :وهي الوظائف التي تقسم حسب حجم السلطة بين العاملين في
المنظمة حيث تميز بين أعضاء اإلدارة العليا – الوسطى – اإلدارة التنفيذية( ،يمكن تقسيم وظيفة
التمويل مثال إلى النقدية والبنك والمدينون والدائنون واال ئتمان والتمويل واستثمار األوراق المالية).
3-7الوظائف ذات التمييز الجغرافي :يتم التفريق بين الوظائف إذا ما وجدت فروع ومناطق جغرافية
متفرقة كما هو الحال في صناعة وشركات النفط ،حيث يبعد السوق عن منابع النفط ومراكز التصنيع،
وبذلك يتم تقسيم الوظائف جغرافيا في الفروع الداخلية والدولية.
-8دورة حياة المنظمة
فمن خالل استخدام مفهوم دورة حياة المنظمة لم يعد مقبوال القول أن المنظمة كيان ثابت ،ألنها
وفقا لهذه الرؤية الجديدة كائن حي يتحرك باستمرار وتتطور وتتغير ،فدورة حياة المنظمة هي المراحل
التي تمر بها طوال حياتها من نشأتها حتى زوالها .ولقد تباينت أراء الباحثين في عرضهم لمراحل
دورة حياة المنظمة ،فمنهم من حددها بثالثة ومنهم بأربعة ومنهم بخمسة ومنهم بأكثر.
وسنعرض في ما يلي المراحل الخمسة الجوهرية:
1-8مرحلة الوالدة :وهي مرحلة التشكيل وإنشاء التنظيم وهي مرحلة شبيهة بمرحلة والدة اإلنسان،
وهي مرحلة خطيرة ألن المنظمة حديثة الوجود تمر بمسؤولية حداثة العهد في بيئة غير مستقرة فهناك
احتمال كبير لفشلها .وتتميز بغموض األهداف وعدم تبلورها والحاجة الماسة لإلبداع أو االبتكار الذي
يتم ممارسته كمتطلب أساسي لبقائها ،والمدير ال يفوض من سلطته كما أنه يستخدم القليل من
االستشاريين.
2-8المرحلة النمو :تعتبر هذه المرحلة خطوة متقدمة على المرحلة األولى ،حيث تتضح األهداف
وتتبلور بشكل أفضل ولكن تبقى أنماط االتصاالت ونمط الهيكل التنظيمي أقرب للرسمية ويبذل أعضاء
التنظيم في هذه المرحلة جهودا كبيرة إلظهار الوالء وااللتزام التنظيمي ويستمر االعتماد على
المهارات اإلبداعية.
3-8مرحلة النضج :تتبلور في هذه المرحلة قواعد وإجراءات للعمل وتتحدد أدوار العاملين بشكل
أكبر ،وال يعود االعتماد على االجتهادات الفردية المتفاوتة من شخص آلخر ،ويتم التأكيد على معايير
الكفاية وتتحدد مراكز اتخاذ القرارات ومواقع المسؤولية بشكل يمكن معه الحديث على أن هذه المرحلة
خطوة على طريق الجماعية بدل الفردية ،وتتميز هذه المرحلة أيضا بتطوير الهيكل التنظيمي ،حيث
تصبح المنظمة قادرة على االنتشار وتوسيع نشاطاتها من سلع وخدمات ،ويزداد االهتمام بالبحث عن
فرص التطور األمر الذي يوجب تطوير وتعديل التنظيم لالستجابة لهذه التطورات ،ويصبح هناك نوع
من الالمركزية في اتخاذ القرارات لتكون بيد من هم أقرب للظروف الجديدة واألقدر على فهمها
والتعامل معها.
4-8مرحلة التوسع واالنتعاش :تشهد المنظمة تنوعا مشهودا في المنتجات واألسواق ،وتقتحم بيئات
ديناميكية معقدة ويصبح الهيكل التنظيمي أكثر تعقيدا ،بحيث تضم المنظمة العديد من الوحدات االدارية
المتخصصة.
5-8مرحلة االنحدار :تتميز هذه المرحلة من حياة المنظمة بمعايشة ظروف صعبة مثل زيادة
المنافسين وتقلص حجم الحصة في السوق ،مما ينعكس سلبا على العاملين أو يشهد التنظيم زيادة في
نسبة الدوران الوظيفي ومحاولة بعض العاملين وبسبب إدراكهم للظروف الصعبة التي تمر بها
المنظمة البحث عن فرص عمل بديلة أفضل ،وتظهر الصراعات والتوترات مما يجعل اإلدارة تنتهج
األسلوب المركزي في العمل في محاولة منها للسيطرة على الوضع وضبط األمور.
وينبغي القول أن هذه المراحل التي تمر بها المنظمات ليست وصفا لواقع كافة المنظمات فليس من
الضرورة أن تمر بها وبنفس الترتيب ،إذ أن بعض المنظمات تموت أو تتالشى منذ مراحلها األولى،
لكن هناك منظمات نجد أن إداراتها ال ترغب في الوصول إلى المرحلة الخامسة ،مما يعنى أن تكافح
المنظمات باستمرار لتكون في نمو متواصل أو أن تضمن لنفسها الثبات والبقاء.
فقد تطور مفهومه بداية من وجهة النظر التقليدية التي اعتبرته بأنه تصميم جامد يعكس التنظيم
الرسمي للعالقات والمستويات وخطوط االتصال والحدود الفاصلة بين الوحدات واألقسام ،الى النظرة
السلوكية التي اعتبرته بناء يتكون من تنظيم رسمي وتنظيم غير رسمي ،وصوال الى النظرة النظمية التي
اعتبرته نظام يتكون من أنظمة فرعية متكاملة تتفاعل فيما بينها ومع بيئتها الخارجية ،فهو بناء يتصف
بالحركة وعدم االستقرار والتطور المستمر الذي يتطلب اعادة النظر فيه.
فلقد عرفه "ماكس ويبر" بأنه " مجموعة من القواعد واللوائح البيروقراطية ،تعطي الحق
لمجموعة من األفراد أن يصدروا األوامر ألفراد آخرين على نحو الرشد والكفاءة " .وقد عرفه "هنري
مينتزبرغ" بأنه " :مجموعة من الطرق أو الوسائل التي يتم بموجبها تقسيم العمل الى نشاطات واضحة
ومحددة ،ومن تم ضمان التنسيق الضروري بين هذه النشاطات" .وقد اعتبره "بيتر دروكر" بأنه " :كل
الوسائل الموجهة لبلوغ أهداف المنظمة" .كما عرفه "ايناسيفيش" بأنه " اطار مكون من الوظائف
والوحدات ويوجه سلوك األفراد والجماعات تحو تحقيق أهداف المنظمة".
فالهيكل التنظيمي ذلك البنيان الذي يحدد فيه االدارات واألقسام الداخلية للمنظمة ،بحيث ومن
خالله تحدد خطوط السلطة وتوزيعها بين الوظائف ،وهذا البنيان يتكون من مجموعة من األجزاء
المترابطة فيما بينها وذلك لضمان تحقيق أهداف المنظمة.
تبرز أهميته من خالل الوظائف التي يؤديها ،والتي يمكن اجمالها في ثالث وظائف رئيسية:
-ان أهم هذه الوظائف هي أن الهياكل التنظيمية يقصد منها تحقيق أهداف المنظمة؛
-تصميم الهياكل التنظيمية لتقليل االختالف بين األفراد الى أقل درجة ممكنة ،فهي تضمن التزام األفراد
وتقيدهم بمتطلبات المنظمة وليس العكس؛
-تمثل الهياكل التنظيمية تلك األطر التي تتم ضمنها ممارسة القوة ،ويتم في ظل هذه األطر اتخاذ
القرارات.
-3خصائص الهيكل التنظيمي
لكي يحقق الهيكل التنظيمي للمنظمة الكفاءة والفعالية البد أن يتسم بالخصائص اآلتية:
-التوازن :يتضمن مبدأ التوازن التنظيمـي تحقيـق العالقـات المتوازنـة بـين الصالحيات والمسؤوليات
الممنوحة للفرد ،وكذلك التوازن في نطاق األشراف وخطوط االتصال ،واعتماد مبدأ وحدة األوامـر
الصادرة من المستويات اإلدارية المختلفة؛
-المرونة :يتطلب مبدأ المرونة قابلية الهياكل التنظيمية المـراد تـصميمها علـى استيعاب التعديالت
التنظيمية المستمرة تبعـا للمتغيـرات الداخليـة والخارجية التي يتطلبها البناء التنظيمي الفعال؛
-االستمرارية :يشير مبدأ االستمرارية الى ضـرورة اعتمـاد القواعـد العلميـة الرصينة في بناء الهياكل
التنظيمية وتوخي الدقة في تشخيص الواقع ،الى جانب استشراف التغيرات المستقبلية بدون أن يتعرض
البنـاء الى تغيرات جوهرية متكررة من شأنها إرباكه ،ومـن هنـا تظهـر بوضوح أهمية اعتماد القواعد
الموضـوعية فـي تـصميم الهيكـل التنظيمي ,بما يؤمن تحقيق أهداف المنظمة بشكل مستمر وبكفاءة
-التخصص :يقضي مبدأ التخصص أن يقتصر عمل كل فرد علـى القيـام بأعبـاء وظيفية واحدة أو أن يتم
أنشاء وحدة تنظيمية مختصة بكل عمل ،وأن يكون باإلمكان تشغيل هذا الفرد والوحدة التنظيمية لكل وقـت
العمـل ،وهذا المبدأ يحقق بعض المزايا منها سرعة اإلنجـاز وإتقـان العمـل وخفض التكلفة؛
-التنسيق :ا ن التنسيق بين جهود اإلدارات واألقسام المختلفة في المنظمة يمكن مـن القضاء على التكرار
واالزدواجية ،ويجب مالحظـة أن تعمـل جميـع الوحدات التنظيمية بأكبر كفاية ممكنة في وقت واحد
وبشكل مستمر ،ذلك ألن عمل كل جزء منها يتمم األخر ويعتمد عليه؛
-مراعاة الظروف البيئية :تؤثر الظروف البيئية للمنظمة على هيكلها التنظيم ،ومن ثم أن الهيكل الجيد هو
الذي يهـتم بـمتغيرات بيئة المنظمة سواء الداخلية أو الخارجية ،بحيـث يتكيـف ويـستجيب التنظـيم لهـذه
التغيرات؛
-عدم اإلسراف :ا ن التوسع في التخصص والرغبة في التنسيق والرقابة له تكلفته ،ومع أن مجرد التوفير
يجب أن ال ينظر اليه كهدف إال أنه من الضروري االهتمام به ،ويعد الهيكل التنظيمي جيدا أذا تمكن
المسؤول مـن تقـدير التكاليف واإليرادات المتوقعة إلنشاء الوحدات التنظيمية ،ومن ثـم يقـرر التقسيمات
التنظيمية التي يتوقع أن تكون فوائدها طويلة اآلجل أكبر ممـا ستكلفه من جهود ونفقات،
-االهتمام بالنشاطات المهمة للمنظمة :تختلف نشاطات المنظمة حسب األولويات فهناك أنشطة رئيسة
وأنشطة ثانوية ،فالهيكل التنظيمي الجيـد يعطـي اهتماما خاصا لألنشطة الرئيسة من حيث وضعها فـي
مـستوى إداري مناسب ألهميتها.
لقد قسم "هنري مينتزبرغ" هيكل المنظمة الى خمسة أجزاء وهي:
-االدارة التشغيلية :تمثل قاعدة المنظمة ،وتضم األفراد الذين يؤدون أنشطة العمل األساسية؛
-القمة ا الستراتيجية :وهناك من يسميها االدارة العليا ،وتشغل أعلى جزء من الهيكل التنظيمي؛
-االدارة الوسطى التنفيذية :وتمثل حلقة الوصل بين القمة االستراتيجية واالدارة التشغيلية ،ويشغل
وظائفها مجموعة من رؤساء األقسام والمراقبون ،يختص هذا الجزء في مجاالت االنتاج والتسويق
وغيرها ،ويعمل أعضاؤها في ضوء الخطة التي أقرتها االدارة العليا ،ويتمتع أعضاؤها بصالحيات أقل
من صالحيات القمة االستراتيجية؛
-الجانب التقني المهني :يشمل هيكل السلطة كل االدارات السابقة (القمة االستراتيجية ،االدارة التنفيذية
واالدارة التشغيلية) ،أما بالنسبة لهذا الجانب فهو يقع خارج الهيكل ،يضم االختصاصيين الذين يضعون
المعايير لتنسيق أعمال المنظمة مثل أخصائي التخطيط االسترتيجي ،المحاسبة ،المراقبة ،المعلومات...؛
-الجانب المساند أو الداعم :يقوم بتوفير الخدمات التي تحتاجها االدارات األخرى مثل العالقات العامة،
الخدمات القانونية ،خدمات االطعام..
االدارة التشغيلية
والسؤال المطروح كيف يمكن لهذه األجزاء أن تترتبط فيما بينها؟ فالوسيلة التي تضمن ربط
أجزاء الهيكل فيما بينها هي التنسيق ،وحسب "مينتبرغ" يوجد ثالث طرق يمكن من خاللها تحقيق
التنسيق:
-التكيف المتبادل :يحقق التكيف المتبادل تنسيق العمل بواسطة االتصال غير الرسمي؛
-االشراف المباشر :يحقق االشراف المباشر التنسيق من خالل جعل أحد األفراد مسؤوال عن مراقبة
أنشطة اآلخرين واصدار التعليمات لهم؛
-التنميط :يمكن تحقيق التنسيق عن طريق تنميط العمل ،أي بوضع قواعد واجراءات محددة من أجل
توجيه سلوك األفراد في انجاز وظيفة معينة.
هي األسباب الﳕ ﳕعل اﳕيكل التنظيمي يأخذ الشكل الذي هو عليه من تقسيم للمهام واتصال بﳕ
الوحدات التنظيمية وﳕ مختلف المستويات وطريقة التفاعل بﳕ مكوناته .وهناك آراء ﳕتلفة حول أبعاد
اﳕيكل التنظيمي فنجد منها مثال :التمايز أو االختالف ،نطاق اإلشراف ،اﳕركزية ،الرﳕية ،التخصص،
التعقيد ،التكامل ،اﳕعيارية ،تفويض الصالحيات ،االحتراف أو اﳕهنية .إال أن األبعاد الثالثة التالية:
التعقيد ،الرسمية والمركزية ﳕضي بقبول معضم الباحثﳕ كأبعاد أساسية يعتمد عليها ﳕ بناء اﳕيكل
التنظيمي للمنظمة.
1-5التعقيد
يشير التعقيد الهيكلي الى درجة االختالف أو التمايز أو درجة تباين األنشطة والنظم الفرعية الﳕ
يتضمنها التنظيم ،فتقسيم العمل والمستويات التنظيمية وتعدد الوحدات اإلدارية وتشتتها ما هي إال أدالة
على وجود التعقيد .ولفهم بعد التعقيد ندرس عناصره األساسية والمتمثلة في:
1-1-5التمايز األفقي
يشﳕ التمايز األفقي إﳕ درجة االختالف أو التباعد األفقي بﳕ الوحدات أو األقسام ﳕ اﳕؤسسة
باالعتماد على اﳕاهات األعضاء وطبيعة األعمال المطلوبة ومستويات التكوين واﳕعارف الﳕ ﳕتاجها
الفرد لكي يلتحق بهذا القسم أو ذاك ،وﳕكن التعبﳕ عنه أيضا بتقسيم اﳕهام إﳕ أجزاء صغﳕة.
2-1-5التمايز العمودي
يشﳕ التمايز العمودي أو الرأسي إﳕ عمق اﳕيكل التنظيمي ،وهو يقاس بعدد اﳕستويات بدءا
من أعلى مستوى إﳕ أدﳕ مستوى ،وما يعكسه كل مستوى تنظيمي من اختالف ﳕ التعليم والتدريب
واﳕﳕة واألقدمية ،ويتأثر التمايز العمودي بعدة متغﳕات من أﳕها التمايز األفقي ،إذ كلما زادت درجة
التخصص وتقسيم العمل ازدادت اﳕاجة إﳕ تنسيقه ،ونطاق اإلشراف فكلما كان نطاق اإلشراف صغﳕ
كلما كانت اﳕيكلة ﻃويلة وبالتاﳕ زادت درجة التمايز العمودي.
3-2-5التمايز الجغرافي
يعتﳕ التشتت اﳕغراﳕ احدى العناصر األساسية ﳕ تحديد مستوى تعقيد المنظمة ،ويقصد
به مدى انتشار المكاتب ووحدات وفروع المنظمة على رقعة جغرافية واسعة ،ويكمن أن يحتوي على
التمايز األفقي والعمودي عن طريق فصل مراكز السلطة أو المهام.
2-5الرسمية
يشير هذا البعد الى مدى اعتماد المنظمة على القوانين واألنظمة والقواعد والتعليمات واإلجراءات
والمعايير الت فصيلية في تأدية وضبط أداء األفراد وسلوكهم ،والمالحظ أنه كما ازدادت رسمية العمل قلت
مرونة الفرد في أسلوب إنجاز عمله داخل المنظمة ،وتجدر اإلشارة إلى أن درجة الرسمية قد تتغير بشكل
كبير بين المنظمات وداخل المنظمة الواحدة ،والمالحظ أنه كلما زادت الحرفية أو المهنية في عمل معين
قلت الرسمية بالمعنى الذي عرفناه سابقا ،وإن كانت هناك بعض االستثناءات ،كما تختلف الرسمية وفقا
لمعيار الحرفية أو درجة المهارة ،تختلف أيضا وفقا للمستويات اإلدارية ،و لذلك فإن الرسمية ترتبط
بعالقة عكسية مع المستوى اإلداري في المنظمة.
3-5المركزية
تشير المركزية الى درجة تركز سلطة اتخاذ القرارات في المستويات العليا للهيكل التنظيمي،
وتلجأ الى تطبيقها المنظمة تبعا للظروف التي تمر بها ،وكلما تعقدت البيئة و أصبحت غير مستقرة ،
يصبح اللجوء إلى الالمركزية بمثابة العالج الشافي للكثير من المشاكل اإلدارية.
هناك دالئل قوية تشير الى وجود عالقة عكسية بين المركزية والتعقيد ،وأن الالمركزية ترتبط
بدرجة عالية من التعقيد ،والحجة هي أن تزايد حاجة العاملين إلى التدريب المتخصص تقود بالضرورة
إلى زيادة مشاركتهم في اتخاذ القرارات ،ألنهم عارفين بمجريات األمور التي ينجزونها أو يتعاملون معها.
أما بشأن العالقة بين الرسمية والتعقيد هناك تأكيد على أنها قوية ،أما طبيعة هذه العالقة فهناك
تضارب حولها ،فهناك رأي يعتقد بأنه مع ازدياد درجة التعقيد تزداد اﳕاجة للرسمية ،فعندما ينجز أو
ﳕارس األفراد ﳕ المنظمة مهاما محددة ومتكررة ومتخصصة يجب أن يحكم تصرفاتهم عدد كبﳕ من
القواعد واالجراءات الرسمية ،ورأي آخر يرى أنه مع تزايد درجة التعقيد قد تقل درجة الرسمية ،فالفرد
العامل المحترف عالي التدريب ال يحتاج الى اجراءات وقواعد كثيرة إلتمام عمله بشكل جيد.
وفي ما يخص العالقة بين المركزية والرسمية فنتائج الدراسات متضاربة ،فمنها ما يشير الى
وجود عالقة عكسية ومنها ما يشير الى وجود عالقة طردية بينهما ،فالرسمية العالية يمكن الوقوف عليها
سواءا في الهيكلة المركزية أو اﳕيكلة الالمركزية ،وبالتاﳕ فإن طبيعة هذه العالقة تتحكم فيها عوامل
أخرى مثل نوع العاملﳕ فكلما كانت غالبيتهم من العمالة غير الماهرة كانت هناك مركزية ورﳕية عاليتﳕ
والعكس.
ال يوجد نوع نمطي واحد من الهياكل التنظيمية ،فكل منظمة تقوم ببناء هيكلها تبعا لما يتوافق معها
ومع أهدافها .ويمكن تصنيف هذه األشكال الى:
أو الرأسي وهو مبني على السلطة المركزية الموجودة في أعلى قمة المنظمة ،وفي هذه الحالة
يوجد رئيس واحد يتولى اصدار األوامر واتخاذ القرارات الى المرؤوسين المباشرين ،ثم تتدرج السلطة
بطريقة منظمة من مستوى آلخر.
2-1-7الهيكل الوظيفي
يقوم على مبدأ الت خصص بحيث يقسم نشاط المنظمة الى أنشطة رئيسية وفرعية ،تسند مهمة أداء
كل نشاط الى وحدة ادارية متخصصة يرأسها مدير متخصص في مجال نشاطها وله الحق في ممارسة
السلطة وإصدار األوامر لكل من يعمل في نطاق اشرافه وتخصصه.
يجمع بين مزايا الهيكلة التنفيذية فيما يتعلق بالسلطة الموحدة ومزايا الهيكلة الوظيفية فيما يخص
االستفادة من التخصص ،باستعانة المديرين بالمستشارين أو بالوحدات االدارية
هناك نوعين رئيسيين بحسب نطاق االشراف ،هما الهيكل الطويل والهيكل المسطح ،نوضحهما
في الجدول التالي:
حسب هذا التصنيف نجد الهيكل التنظيمي على أساس الوظيفة ،على أساس الزمن ،على أساس
العمليات ،على أساس المنطقة الجغرافية ،على أساس الزبائن ،على أساس المنتج ،والهيكل المختلط.
بما أنه يوجد نموذجان من التنظيم اآللي والعضوي ،فيوجد نوعان من الهياكل تبعا لها ةهما:
1-4-7الهيكل اآللي :يمتاز الهيكل الميكانيكي بارتفاع درجة التعقيد والرسمية والمركزية ،مع اعتماد
الرقابة في أداء األعمال وضعف االستجابة للتغيرات والتي يكون التعامل معها من خالل وضع وضبط
قواعد وإجراءات العمل.
2-4-7الهيكل العضوي :يتمز بدرجة رسمية ومركزية منخفضتان ،وبدرجة عالية من المرونة لالستجابة
والتكيف مع التحديات البيئية.
باتت بيئة األعمال تتطلب تصميم هياكل تنظيمية أكثر مرونة ،وسوف نتطرق الى أكثر األنماط
شيوعا في المنظمات المعاصرة:
1-8المصفوفة التنظيمية
يعتﳕ هذا النموذج اﳕيكلي خطوة أوﳕ نحو التحول إﳕ اﳕياكل الحديثة ،ﳕ ابتكاره ﳕواجهة
احتياجات المنظمات الكبﳕة وﳕقيق أكﳕ استفادة ﳕكنة من الفنيﳕ واﳕتخصصﳕ ،فهناك السلطات
التنفيدية الﳕ ﳕارس من أعلى إﳕ أسفل ،وهناك السلطات الفنية الﳕ ﳕارس بشكل أفقي بحيث تقسم
المنظمة إﳕ عدة دوائر تعكس الوظائف الرئيسية ،كما تقوم بإنشاء إدارات أخرى بعدد اﳕشاريع الﳕ تقوم
بتنفيذها ،ويكون لكل مشروع أو وحدة تنظيمية ميزانية خاصة وتستعﳕ بأفراد وخبراء متخصصين من
ﳕتلف اإلدارات التنفيذية على أساس اإلقراض ،ويعمل أعضاء الفريق كوحدة واحدة متماسكة حيث
يشاركون في السلطة والمسؤولية ،وينتهي عمل الفريق بانتهاء المهمة الموكلة اليه ،وذلك يعني أن هناك
انسياب مزدوج للسلطة ،أي أن األفراد في هذا الهيكل يستلمون أوامرهم من االدارة التي ينتمون إليها
وظيفيا ومن إدارة المشروع الذين يعملون فيه ،وهذا النوع من الهيكلة غالبا ما يستخدم عندما تكون
المنظمة مطالبة باستجابة عالية للمتغيرات المتسارعة في البيئة الخارجية ،بحيث يحقق هذا الشكل المرونة
العالية للمنظمات التي تتواجد في بيئة ديناميكية ومعقدة ،فهو يمزج بين خاصيتي االستقرار للهيكل
الوظيفي والمرونة لهيكل المنتجات .فالمالحظ حوله أن هناك تعدد لمصادر السلطة والخروج عن مبدأ
وحدة األمر ،ويوفر مناخا يحفز على ظهور الصراعات التنظيمية.
2-8هيكل المشروع
وهو عبارة عن هيكل مؤقت يشكل النجاز مشروع معين أو مجموعة من المشاريع في فترة زمنية
محددة من أجل تحقيق هدف معين ،فيتم جمع مختصين من أقسام وظيفية مختلفة ،وما ان ينتهي المشروع
يرجعون الى وظائف السابقة ،ويتم اختيارهم على أساس الكفاءة والخبرة ذات الصلة بالمشروع ،وتستخدم
هذه الهيكلة في اطار مثال مشاريع انجاز مطار أو سكة حديدية أو مركز لتطوير الطاقة الكهربائية في
منطقة معينة ،...فيسمح هذا الهيكل من االستفادة من الكفاءات التي تحوزها المنظمة ،كما يحفز العمل
كفريق اذ يركز اهتمام فريق معين على مهمة واحدة ومتكاملة ،ولكن ما يؤخذ عليه أن األفراد العاملون في
اطار كل مشروع ال يشعرون باالستقرار وال ينمي لديهم الوالء لمجموعة العمل لتغير التركيبة البشرية
في كل مرة.
3-8الهيكل القطاعي
تظهر هذه الهيكلة في شكل منظمات أو ما يتبعها من منظمات تابعة ومستقلة ،كما يظهر عندما
يصبح حجم المنظمة كبير جدا ومنتشرة جغرافيا في انحاء كثيرة ومتفرقة فتقسم نفسها الى عدة منظمات
فرعية ولكل منظمة فرعية استقالليتها ،مع قيام المنظمة األم بالتنسيق بين المنظمات التابعة ،أو تقوم
المنظمة األم بتقسيم نفسها الى قطاعات مستقلة عن بعضها البعض وكل قطاع يحوز ويتحكم في موارده
البشرية والمادية وتقف على ال تنسيق بين هذه القطاعات .فهذه الهيكلة تحقق درجة عالية من الالمركزية
وتعطي للمنظمة القدرة على مواجهة التغيرات البيئية ،ولكن تظهر صعوبة التنسيق بين القطاعات المستقلة
وصعوبة تنميط سياسات واجراءات العمل عبرها
4-8الهيكلة باللجان
يستخدم هذا النوع من الهياكل في المنظمات التي يتطلب اتخاذ القرارات فيها تعاون العديد من
أصحاب الخبرة وليس فردا واحدا ،ويعتمد هذا الهيكل على ما يعرف بفرق العمل الوظيفية والدائمة،
ويقصد بفرق العمل الوظيفية ﳕموعات الموظفين الﳕ يتم اتنقاءها من األقسام الوظيفية اﳕختلفة كممثل
ﳕا ،وذلك بغرض حل اﳕشاكل اﳕشتركة الﳕ تعاﳕ منها تلك األقسام ،واكتشاف أي فرص تسويقية
ﳕتملة للمنظمة ،أما فرق العمل الدائمة فهي ﳕموعات العاملﳕ المخصص ﳕا مهام دائمة ،تتمثل ﳕ
عالج اﳕشاكل المتكررة الناﳕة عن ﳕارسة النشاط واألداء .هذا النوع من الهيكلة يسمح بجمع
المختصين ومشاركتهم مما يسمح من تحسين جودة القرارات وتحفيز العمل الجماعي ،في حين هذا النوع
من الهيكلة توجد فيه صعوبة في تحديد المسؤولية حيث يحتمي الجميع وراء اللجنة.
5-8الهيكل التنظيمي الشبكي
فعلى أساس هذا النموذج يتواجد تنظيم مركزي صغﳕ يعتمد على إقامة شبكة من العالقات مع
منظمات أخرى مستقلة عنه ومتعاقدة معه على تولي وظائف رئيسية كالتصنيع ،التسويق التوزيع ،...اﳕ،
و فكرته األساسية اعتماد أسلوب التنسيق ،حيث تقوم المنظمة األوﳕ بدور اﳕنسق ،فبدال من أن تمتلك
اﳕصنع ووحدة اﳕاسبة و التسويق فهي تشتري هذه الخدمات من منظمات أخرى .وتجدر االشارة أن هذا
النوع من الهيكلة ال يكمن أن تعمل بفعالية اال ذا كانت لديها القدرة على االتصال السريع والصحيح ،فهي
تسمح للمنظمة للبحث عن الفرص على المستوى العالمي ،مع االستخدام األمثل للموارد المتاحة مع أداء
الوظائف التي ال يمكن أن تقوم بها بكل كفاءة ،لكنها ال تصلح لكل المنظمات ،فهو يصلح للمنظمات
الصناعية التي تتطلب درجة عالية من المرونة ،وكذلك يصلح للمنظمات التي تتطلب عملياتها عمالة
رخيصة تتوافر خارج البلد فقط .ولكن في المقابل هذا الهيكل يحرم المنظمة من فرص تحقيق التعاون
والتكامل بين أنشطتها المختلفة فال تستطيع ممارسة الرقابة والتنسيق بينهم.
6-8الهيكل الحر
يعد هذا النوع من التنظيم الهيكلي مزﳕا من هيكل فريق العمل واﳕيكل الشبكي مع فارق بسيط
يتعلق بصفته اﳕؤقتة ،حيث ال نجد في هذه الهياكل االدارات الوظيفية التقليدية وإنما تستخدم المنظمات
مراكز الربح غير المركزية تستطيع تغييرها عند الحاجة ،وتتميز باالستخدام الكبير لتكنولوجيا االعالم
واالتصال فتكون هناك مرونة كبيرة في االتصاالت بين العاملين والرؤساء دون التقييد باإلجراءات
والقواعد ويمثل المدير المنسق بين مختلف المراكز التابعة للمنظمة.
ان بناء الهيكل التنظيمي عملية معقدة لما تتضمنه هذه العملية من أبعاد ومتغيرات عديدة تتفاعل
مع بعضها البعض ،مما يتيح الخيارات والبدائل الكثيرة في تصميمه و بنائه.
1-1-9المدخل الفوقي
حيث يتم هنا تصميم الهيكل التنظيمي من أعلى إلى األسفل عن طريق تحليل األهداف ،وتستعمل
عادة في المنظمات حديثة الوجود ،ويتم من خالل هذه الطريقة تبني وجهة نظر اإلدارة في تشكيل الهيكل
التنظيمي كونها األعلم بمصلحة المنظمة ومصدر كل السلطات ،واقرب طرف في التعامل مع البيئة
الخارجية ،وهي التي تضع رسالة ورؤية وأهداف المنظمة وعليه فهي األدرى بما يجب أن يكون عليه
شكل الهيكل التنظيمي المناسب لذلك ،وبموجب هذه الطريقة يتم تحليل األهداف الرئيسية للمنظمة إلى
أهدا ف ونشاطات فرعية ،ثم يتم إنشاء وحدات تنظيمية رئيسية وفقا لطبيعة النشاط وتباين أجزائه ،وتقسم
كل وحدة رئيسية إلى وحدات فرعية ،وكل وحدة فرعية إلى وحدة إدارية أصغر ،وهكذا تتواصل عملية
التقسيم حتى يتم التوصل إلى أصغر وحدة إدارية من حيث الحجم .ويمر هذا المدخل بالمراحل التالية:
-تحديد استراتيجية المنظمة؛
-تحديد الوظائف؛
2-1-9المدخل التحتي
ويعبر عليها أيضا بأسلوب البناء من األسفل إلى األعلى عن طريق تجميع األنشطة ،حيث أن
نقطة البداية هـي قاعـدة المنظمة أي العمليات التشغيلية والمهام التنفيذية في أدنى مستوى لها ،وتعتمد هذه
الطريقة عادة عند إعادة بنـاء الهيكـل التنظيمي ،أو في حالة إعادة النظر في نطاق إشراف لوظيفة أو قسم
معين .ويستند هذا المنطق إلى أن واقع المنظمة وحقيقته يظهر في أدنى مستوى ،كما أن أكبر عدد من
العاملين يتواجد في هذه األخيرة ،فيتم تحليل األنشطة ومهام العمل في المستويات الدنيا ،ثم تجمع األعمال
التفصيلية في مجوعات متجانسة تتشكل منـها أوال وظـائف يمكـن إسنادها إلى أفراد ،ثم تجمع هذه األخيرة
في وحدات إدارية صغيرة هي األقسام ،والتي تجمع في وحدات إدارية أكبر ،وهكذا حتى نصل إلى أعلى
مستوى في المنظمة .ويمر هذا المدخل بالخطوات التالية:
-التنسيق.
يرى Griffinأن الهيكلة تبنى على أسس وقواعد تنظيمية أبرزها التصميم والتجميع الوظيفي
التي تؤدي إلى إيجاد أقسام جاهزة لتولى متطلبات العمل ،مما يسهل تنظيم العمل وإدارته في الوقت نفسه،
ويعد تصميم العمل الوظيفي ممهد للتجميع الوظيفي الهادف إلى تحديد األقسام وإنشاؤها في المنظمة.
تصميم العمل هو مجموعة قرارات تتعلق بدرجة عمق العمل وعالقاته وفقا لمتطلبات المنظمة
والحاجات الشخصية للقائم بالوظيفة ،يعتبر تصميم العمل الحجر األساسي للهيكل التنظيمي ،فتجميع العمل
وتشكيل الوحدات التنظيمية وتحديد السلطات الالزمة يتأ ثر كثيرا بطريقة تصميم العمل ،مما يعني أن لهذه
األخيرة دورا هاما في فعالية و كفاءة المنظمة ،وحتى في حياة العامل الذي يؤدي هذا العمل.
ليس هناك تنظيم أمثل يصلح لكل المنظمات وفي كل األوقات ،كما أنه ليس هناك هيكل تنظيمي
أمثل ،وتفسر هذه الحقيقة التنوع الكبير في أشكال التنظيمات والهياكل التنظيمية التي تستخدمها المنظمات
.ويتأثر الهيكل التنظيمي بعدة عوامل عند تصميمه وصياغته ليكون شامال ومناسبا أهمها:
1-10االستراتيجية
اإلستراتيجية تعبر عن مسار يتم تفضيله وا ختياره من بين عدة مسارات ،بهدف تحقيق المنظمة
رسالتها وغايتها وأهدافها ،ومن ثم تحقيق اإلتجاه الذي إرتضته هذه المنظمة لنفسها في المستقبل ،ويطلق
مصطلح اإلستراتيجية على األهداف البعيدة المحددة ،وتحديد البدائل المتاحة ،واإلختيار بينها على أساس
مقارنة التكاليف والفوائد المرتبطة بكل بديل ،وتقييم كل البدائل ،ومن ثم إختيار البديل األفضل ،والذي
يطلق عليه إسم البديل اإلستراتيجي ومن ثم توصيفه في برنامج زمني قبل التنفيذ.
ولتوضيح أثر االستراتيجية في الهيكل التنظيمي سنقدم أهم الدراسات التي جاءت في هذا االتجاه:
1-1-10دراسة شاندلر : chandlerأول من حاول ترسيم العالقات بين اإلستراتيجية والهيكلة ،وقد
استخلص أن "الهيكل يتبع اإلستراتيجية" ،بمعنى أن الهيكل التنظيمي يتشكل وفقا لإلستراتيجية التي
تطبقها المنظمة كونه هو الذي يضع اإلستراتيجية موضع التنفيذ وأن أي تغيير في المنظمة يجب أن
يصاحبه تغيير في الهيكل ،بمعنى أن التغيرات في إستراتيجية المنظمة تتقدم وتقود التغيرات في هيكلتها،
والسبب كما يقول "شاندلر " هو أن اإلستراتيجية الجديدة تتطلب هيكل تنظيمي جديد أو على األقل يتم
تحديثه إذا أرادت المنظمة العمل بكفاءة ،وما لم يتبع الهيكل اإلستراتيجية ،ستنشأ لدينا حالة عدم الكفاءة،
وبالنسبة "لشاندلر" فإن التغييرات الهيكلية تتدخل في الوقت الذي تغير فيه المنظمات استراتيجيتها.
والمالحظ أن "شاندلر" ركز على استراتيجية النمو فقط وعالقتها بالهيكيلة ،وقد جاءت بعده دراسات
انتقدت موقفه وكملته.
2-1-10دراسة " مايلز " و " سنو "( :) raymond miles et snow charles snowحسبهما
االستراتيجية تعني أن المنظمات تجتمع وبإختالف نشاطاتها في أربع مجموعات وذلك على أساس تشابه
أنماط سلوكها في كل نوع من تلك األنواع االستراتيجيات األربعة :المدافعون ،المنقبون ،المحللون،
والمستجيبون .وفي ما يلي نقدم جدوال يلخص العالقة بين كل نوع وطبيعة الهيكلة:
هيكل عضوي يتميز بمرونة مرتفعة ،درجة منخفضة من الرسمية ،ال مركزية االستكشافية
القرار
فعلى الرغم من وجود طرحان مختلفان حول تحديد العالقة بين االستراتيجية والهيكل التنطيمي،
لكن يحب التأكيد على أنه تؤثر طبيعة استراتيجية المنظمة على تصميمها الهيكلي باعتبارها الموجه العام
للمنظمة ،ومن كون الهيكل التنظيمي وسيلة لتحقيق أهداف المنظمة ،فليس لإلستراتيجية معﳕ إن ﳕ تكن
مبنية على أولويات وتحتوي ﳕ نفس الوقت على توجهات دفاعية وهجومية والﳕ ﳕعل من اﳕيكلة أول
جدار دفاعي أو هجومي ﳕ عمل المنظمة ﳕ بيئة تتميز بعدم االستقرار .ولكن ما يجب التأكيد عليه هو
التفاعل بﳕ اﳕيكلة واإلستراتيجية ،بحيث يتم اعداد الهيكلة على أساس اإلستراتيجية القائمة ،وبكيفية
أخرى تكون اﳕيكلة قادرة على توليد إستراتيجيات أكثر دقة ﳕ اﳕستقبل ،ﳕـا يسمح للمنظمة بوضع
أهداف تتماشى واإلمكانات اﳕتاحة ﳕا.
2-10حجم المنظمة
لقد اختلف العلماء حول درجة االرتباط وتأثير حجم المنظمة على هيكلها التنظيمي ،إال أن هناك
اتفاقا عامعلى أن للحجم الذي يقاس عادة بعدد العمال تأثير على هيكل المنظمة باعتبار أن الهيكلة ترتبط
بتفاعالت األفراد أثناء أداء مهامهم و نشاطاتهم .ويظهر تأثير الحجم على تصميم الهيكل التنظيمي من
خالل أبعاده الثالثة:
-درجة الرسمية :توجد عالقة طردية بين الحجم ودرجة الرسمية ،فغالبا ما تلجأ المنظمات الكبيرة إلى
االعتماد بشكل أكبر على الالوائح والقواعد واإلجراءات لمحاولة ضبط سلوكيات العاملين والرقابة عليهم،
نفس الشيء ينطبق على تنميط العمليات .أما بالنسبة للمنظمات الصغيرة فالسيطرة واإلشراف على العمال
يتم عن طريق العالقات المباشرة.
-درجة المركزية :توجد عالقة عكسية بين المركزية والحجم ،فكلما زاد حجم المنظمة انخفضت درجة
المركزية ،بحيث تلجأ إلى اعتماد التفويض حتى تتمكن المستويات السفلى من المشاركة في صنع
القرارات مع احتفاظها بسلطة اتخاذ القرارات ذات البعد اإلستراتيجي
-درجة التعقيد :تعتبر العالقة طردية وقوية بين درجة التعقيد والحجـم ،فالحجم الكبير يتطلب عدد وحدات
تنظيمية وعدد مستويات إدارية أكثر ،وهذا لحاجة المنظمات الكبيرة لدرجة عالية من التخصص وتقسيم
العمل ،أي أنها أكثر تعقيدا .و يمكن أن يكون التأثير في هذه العالقة متبادال و ليس في اتجاه واحد فقد يكون
للحجم تأثير كبير على التمايز العمودي و منه على التمايز األفقي والجغرافي.
ومما تقدم نستطيع أن نقول أن الحجم ال يحدد جميع جوانب الهيكل التنظيمي وإنما يفيد كثيرا في
التنبـؤ ببعض أبعاده ،األمر الذي يطرح أهمية تحديد الحجم األمثل للمنظمة .أما فيما يخص درجة تأثير
الحجم على الهيكل التنظيمي ،فهناك من يري بأنه توجد درجة يفقد فيها الحجم أهميته كعامل مؤثر لشكل
الهيكل التنظيمي ،وبأن أي زيادة في عدد العمال عن 2000شخص لن يكون لها تأثير حاسم على طبيعة
الهيكل التنظيمي ،وبأن التأثير يكون أكبر في المنظمات صغيرة الحجم ،ويبدو هذا منطقيا فبعد مستوى
معين تتكامل هيكلة المنظمة ويصبح زيادة العمال غير مؤثر على شكل الهيكل التنظيمي.
3-10التكنولوجيا
تعد أحد المتغيرات الهيكلية ألنها تؤثر وبشكل مباشر في عالقات األفراد بالمنظمة وأيضا تؤثر
على اإلتصال بينهم وعلى المستويات اإلدارية وعلى األداء واإلنجاز وغيرها ،وينظر إلى التكنولوجيا في
التحليل التنظيمي بمفهومها ا لواسع ذو البعد مادي و معنوي ،فهي ال تقتصر على األجهزة والمعدات
واألدوات بل وتشمل أيضا كل أنواع المعرفة المستخدم ة في عملية التحويل ،بما في ذلك من أساليب
وسياسات وإجراءات واستراتيجيات ،ونماذج اإلحصاء والبرمجيات وغيرها الضرورية والالزمة لتحويل
المدخالت إلى مخرجات .وقد بدأ االهتمام بالتكنولوجيا وتصنيفها كعنصر رئيسي في التأثير على األشكال
التنظيمية للمنظمات من خالل مجموعة من المساهمات التي حاولت أن تحدد طبيعة التأثير المتبادل بين
الهيكلة والتكنولوجيا ومن أهم هذه المساهمات نجد:
اإلنتاج بالوحدة أو الدفعات الصغيرة :أي إنتاج منتجات متنوعة وبكميات صغيرة تالئم متطلبات
الزبائن الخاصة (حسب الطلب)؛
اإلنتاج الواسع :أي إنتاج منتجات قياسية وقليلة التنوع بكميات كبيرة في خط إنتاجي معين
(خطوط التجميع(؛
اإلنتاج المستمر :أي اإلنتاج المتدفق والمستمر كالبترول ومشتقاته.
تختلف الهيكلة باختال ف النمط التكنولوجي السائد ،و يؤثر هذا االختالف على الفعالية التنظيمية؛
وجدت أن تكنولوجيا اإلنتاج بالوحدات واإلنتاج المستمر أكثر مرونة وتعتمد هيكل عضوي تقل
فيه مستويات الرسمية والمركزية ،بينما اإلنتاج الواسع يعتمد على هيكل تنظيمي أكثر ثباتا،
بمعنى هيكل ميكانيكي يزداد فيه مستوى التعقيد و الرسمية والمركزية؛
يزداد التمايز العمودي بزيادة التعقيد التكنولوجي.
وقد بينت الدراسة أن كل نوع من التكنولوجيا المستعملة يعبر عن وظيفة أساسية ويعتبرها أساس
نجاحها ،ففي الصناعات من الفئة األولى فإن الوظيفة األساسية هي البحث والتطوير ،أما الفئة الثانية فهي
وظيفة االنتاج ،أما الفئة الثالثة من الصناعات فإن أساس نجاحها هو القدرة على التسويق.
وترتكز أهم االنتقادات التي وجهت لهذه الدراسة ،هي أنها اعتمدت على المنظمات الصناعية فقط
واعتمادها كذلك على المالحظات الشخصية في قياس التكنولوجيا.
2-3-10مساهمة تشالز بيرو : charles perrewانطلق في دراسته من االنتقاد الموجه لدراسة joan
بسبب اعتمادها على مفهوم ضيق في تفسير التكنولوجيا من زاوية اإلنتاج ،وقدم بديل يتمثل في استخدام
تكنولوجيا المعرفة ،وعليه قدم نموذجا لتصنيف التكنولوجيا على مستوى الوحدات التنظيمية الداخلية،
باعتبار أنها تعتمد على أساليب وإجراءات عمل متميزة بغرض تحويل المدخالت إلى مخرجات ،وحسبه
تكنولوجيا المعرفة تعتمد على بعدين متمثلين في مدى تغير المهام ومدى قابلية المشكلة للتحليل .وبترتيب
بعدي االستثناءات والمشا كل نحصل عل مصفو فة Perrewللتصنيف التكنولوجي ،وحسبها تتضح
األصناف التالية للتكنولوجيا:
تكنولوجيا العمل الحرفي :تتعامل مع قضايا نمطية تتكرر مع مرور الوقت و غير متنوعة كثيرا،
ومـع ذلـك معالجتها والوصول لحلها يستلزم خبرة خاصة لذا تتوافر خبرات ومهارات عالية في
الفرد القائم بتنفيذها ،وتميل الهيكلة إلى النموذج العضوي.
تكنولوجيا العمل غير الروتيني :تتعامل مع أعمال تتصف بالكثرة و التنوع (استثنائية) ،وهنا
تواجه الوحدات التنظيمية مشاكل غير معتادة صعبة التحليل ،وغالبا ما تحتاج المشاكل المطروحة
إلى خبرات ومعـارف القائم بالتنفيذ ( قسم التخطيط اإلستراتيجي) ويتم اعتماد الهيكلة العضوية.
تكنولوجيا العمل الروتيني :هنا يتم التعامل مع أعمال نمطية ،والحاالت االستثنائية تكون محدودة
ومن السهل تحليل المشكالت المطروحة ،ويتم االعتماد على أسلوب التنظيم الميكانيكي لتحقيق
الفعالية المطلوبة.
تكنولوجيا العمل الهندسي :يواجه هذا النوع من التكنولوجيا استثناءات كثيرة ،يجب التعامل معها
بطريقة منظمة وعقالنية ،وتتحقق الفعالية والكفاءة التنظيمية باعتماد هيكلة تميل إلى الميكانيكية.
واستنتج بيرو بأن أساليب التنسيق والرقابة تتماشى وأنواع التكنولوجيا القائمة ،فكلما كانـت
روتينية كان الهيكل التنظيمي محدد بشكل أكبر والعكس صحيح فكلما كانت التكنولوجيا غير روتينيـة
كانـت الهيكلة مرنة.
التكنولوجيا الوسيطية :وهي تعمل في ظل االعتمادية المشتركة ،فكل وحدة تعتمد على موارد
مشتركة والتي تجمع من خالل وحدات أخرى ولكنها تكون مستقلة عن هذه الوحدات.
تكنولوجيا السلسلة الطويلة :وتعمل في ظل التداخل واالعتماد المتتابع ،بمعنى أن كل وحدة في
التكنولوجيا تعتمد على أنشطة الوحدة التي تسبقها.
وعموما يمكن توضيح عالقة التكنولوجيا بالهيكل التنظيمي من خالل أبعاده الثالثة:
-التكنولوجيا والتعقيد :تتطلب التكنولوجيا الروتينية درجة تعقيد ضعيفة ،حيث يقل عدد المجموعات
المهنيـة وتقل الحاجة للتكوين ،بينما في حالة التكنولوجيا غير الروتينية فإن درجة التعقيد تكون مرتفعة
والمنظمة تكـون بحاجة إلى درجة عالية من المهارات والتخصصات ويزداد التمايز العمودي؛
-التكنولوجيا والرسمية :ترتبط التكنولوجيا الروتينية بعالقة طردية مع درجة الرسمية ،حيث تكون
المنظمة بحاجة إلي قواعد وإجراءات ووصف لألعمال تمكن اإلدارة من تنفيذ األعمال على أسس معروفة
مسبقا ،أما في حالة التكنولوجيا غير الروتينية فتقل درجة الرسمية وتعتمد أنظمة رقابة مرنة تسمح بحرية
التصرف؛
-التكنولوجية والمركزية :ترتبط التكنولوجيا الروتينية بالهيكلة المركزية ،بينما التكنولوجيا غير
الروتينية تعتمـد علي المعرفة المتخصصة والهيكلة الالمركزية لكن يجب التنويه إلى أن لدرجة الرسمية
دور في تكييف العالقة بـين التكنولوجية والمركزية ،فمن المتعارف عليه تنظيميا أن مركزية اتخاذ القرار
ورسمية آليات الرقابة ،يمكن للمنظمة استخدام احدهما دون اآلخر (بدل اآلخر) ،ومنه فالتكنولوجيا
الروتينية ترتبط بأسلوب الرقابة المركزي مع وجود حد أدنى من الرسمية ،لكن في حالة درجة الرسمية
المرتفعة فمن الممكن أن تالزم الالمركزية التكنولوجيا الروتينية.
4-10البيئة
عرفها " روبرت مايلز " Robert maylesعلى النحو التالي " خذ الكون واطرح منه النظام
الفرعي الذي يمثل المنظمة ،فيكون الباقي هو البيئة" .وقد عالج تأثير البيئة في الهيكل التنظيمي مجموعة
من الدراسات أهمها:
1-4-10دراسة " برنز وستولكر : " burns & stalkerقاما بدراسة 20منظمة انجليزية
واسكوتالندية والتي تنشط في قطاعات مختلفة ،من أجل تحديد أثر التغير البيئي في الهيكل التنظيمي،
فوجدا اختالفا كبيرا في نمط الهيكلة تبعا لنوع البئية ،فالبيئة المستقرة تحتاج هيكل ميكانيكي والبيئة
الديناميكية تحتاج هيكل عضوي.
2-4-10دراسة " امري وترست : " emery & tristلقد صنفا البيئات التنظيمية الى :البيئية الهادئة
العشوائية ،البئية الهادئة مع تقلبات متوقعة ،البئية القلقة ،والبيئة الهائجة .وعلى الرغم من أنهما لم يقدما
اقتراحات محددة بشأن الهياكل التنظيمية األكثر مالئمة ،اال أنه باالعتماد على ما توصل اليه " برنز
وستولكر" يمكن القول أن النوع األول والثاني من البيئات يناسبهما الهيكل الميكانيكي ،والنوعين األخيرين
يعتبر الهيكل العضوي األكثر موائمة.
3-4-10دراسة " لورنس ولورش : " Lawrence & lorschذهبا الى أبعد من الدراسات السابقة
في البحث عن طبيعة العالقة بين البيئة والهيكل التنظيمي ،واختارا 10منظمات من صناعات مختلفة هي
البالستيك ،األغذية والحاويات ،واختارا هذه الصناعات ألنها تواجه بيئات متنوعة من عدم التأكد ،فمثلت
صناعة البالستيك البيئة المعقدة جدا والتي يصعب فيها التنبؤ بالمتغيرات البيئية ،وفي حين اعتبرا صناعة
الحاويات البيئة فيها أكثر هدوءا واستقرارا ،أما الفئة الوسطى فتمثل درجة وسطى في درجة التعقيد
وديناميكية البيئة ،وقد بينت دراستهما أن الهيكل العضوي يتالئم مع البيئات األكثر تغيرا ،بينما الهيكل
الميكانيكي مع المنظمات التي تنشط في بيئات مستقرة.
وبصفة عامة يمكن تقديم العالقة بين البيئة واألبعاد األساسية للهيكلة كما يلي:
-عالقة البيئة بالتعقيد :تتمثل في وجود عالقة عكسية بين عدم التأكد والتعقيد ،فالمنظمات التي تعتمد
علـى البيئة بشكل كبير تمتلك مستويات إدارية قليلة؛
-عالقة البيئة بالرسمية :كلما كانت البيئة مستقرة كلما كانت درجة الرسمية مرتفعة (عالقة طردية)،
والعكس في حالة البيئة الديناميكية ،فالمنظمات بحاجة إلى درجة مرونة عالية في تحديد الوظائف
لالستجابة السـريعة لمـا يحدث على مستوى البيئة؛
-عالقة البيئة بالمركزية :كلما كانت البيئة معقدة كلما كانت الهيكلة المركزية ،فالمواجهة الفعالة لعدم
التأكد يكون من خالل تبني أسلوب الالمركزية والذي يجعل المنظمة أكثر قرب من البيئة الخارجية،
والوظائف الحدودية تتفاعل بشكل مباشر و سريع مع التغيرات التي تحدث على مستوى البيئة الخارجية.
في ما يتعلق بأهم الخصائص التنظيمية المرتبطة بكل مرحلة من هـذه المراحـل فـيمكم إيضـاحها
في الجدول التالي:
6-10الثقافة التنظيمية
تعتبر الثقافة التنظيمية مجموع القيم والمعتقدات والتوقعات واالتجاهات والسلوكيات المشتركة بين
العمال في المنظمة ،أما فيما يتعلق بتأثير الثقافة على الهيكل التنظيمي ،فقد أجرت عدة دراسات في هذا
الشأن في الواليات المتحدة األمريكية في إطار االهتمام المتزايد باإلدارة اليابانية والمنظمات اليابانية
المتواجدة فيها ،ووجد أن المنظمات تتبنى الهيكل التنظيمي الذي يتوافق مع القيم والعادات واإليديولوجيات
السائدة ،و تشير إحدى الدراسات إلى أن تأثير الثقافة هو إضافي أي أنه يضاف لتأثير العوامل السابقة ،إال
أن هناك حاالت قد يتغلب فيها على تأثير التكنولوجيا ،ولهذا يكون تأثير الثقافة أكثر وضوحا في الدول
النامية لضعف تأثير العوامل األخرى.
و عموما يمكن توضيح عالقة الثقافة التنظيمية بالهيكل التنظيمي من خالل أبعاده الثالثة:
-التعقيد :كلما كانت الثقافة قوية س هل ذلك إمكانية التمايز األفقي والعمودي وبالتالي زيادة درجة التعقيد؛
-الرسمية :كلما كانت الثقافة قوية أمكن االستغناء عن اإلجراءات والقواعد وبالتالي تخفيض درجة
الرسمية؛
-المركزية :هناك عالقة عكسية ،فوجود ثقافة التنظيمية قوية يعني أن العمال يعرفون واجباتهم وأهداف
المنظمة ورسالتها ،مما يمكن المستويات العليا الوثوق في المستويات الدنيا لقدرتها على تمثيلها أحسن
تمثيل وبالتالي انخفاض درجة المركزية.
7-10القوة والسلطة
مع أن دورة حياة المنظمة ،الحجم ،التكنولوجيا ،اإلستراتيجية والبيئة متغيرات فاعلة ومؤثرة في
تصميم هيكل المنظمة ،إال أنه ال يمكن أن تفسر هذه المتغيرات مجتمعة أو منفردة جميع مفردات الهيكل،
فهناك متغيرات أخرى لها دور في تصميمه يعبر عنها بمتغيرات وسيطة ،ولعل أهمها رغبة وحاجات
صانع القرار اإلستراتيجي .فتمتلك االدارة العليا في أي منظمة متمثلة في المدير صالحيات متنوعة ،وهذه
تستند على جوانب رسمية بحكم وجود الفرد في موقع وظيفي معين ،وكلما كان هذا الموقع يقع في قمة
الهرم إزدادت الصالح يات التي يمتلكها من يشغل ذلك الموقع اإلداري ،فإتجاه وسياسات اإلدارات العليا
(الذين يمتلكون السلطة والقوة) لها األثر األكبر في تحديد الهيكل التنظيمي للمنظمة ،حيث هناك صلة
مباشرة بين الهيكل وطريقة ممارسة السلطة والقوة.
8-10نظم المعلومات
يرى العديد من الباحثين أن تأثير نظم المعلومات على التصميمات التنظيمية يتمثل في إسهامها
الملحوظ في إعادة تشكيل الهيكل التنظيمي ،من هيكل تنظيمي طويل يتسم بضيق نطاق اإلشراف وتعدد
المستويات اإلدارية إلى هيكل ت نظيمي مسطح يتصف باتساع نطاق اإلشراف وقلة عدد المستويات
اإلدارية ،ألن نظم المعلومات توفر لمديري المنظمات تيار متنوع ومتدفق من المعلومات مما يمكنهم من
اإلشراف على أ كبر عدد ممكن من المرؤوسين ،أي تطبيق نطاق إشراف متسع ،ويسبب هذا يؤدي الى
تخفيض عدد المستويات اإلدارية للتنظيم ،مما يؤدي إلى تحويل الهيكل التنظيمي.
تتمثل أهم مخرجاته في الخريطة التنظيمية والدليل التنظيمي ،فالخريطة التنظيمية شكل بياني
للهيكل التنظيمي يوضح مكان كل وظيفة وعالقات العمل الموجودة بين مختلف الوظائف في المنظمة،
وبعد قيام المنظمة بتصميم هيكلها التنظيمي البد من وضع ذلك في وصف متكامل يتناول كل جوانب البناء
التنظيمي ،ويتم وضع ذلك في ما يطلق عليه بالدليل التنظيمي الذي يعد مرجعا للمديرين للتعرف على
المسؤوليات والسلطات والعالقات والتبعيات التنظيمية ،ويبدأ بعرض الهيكل التنظيمي للمنظمة ككل ثم
يعرض الهياكل التنظيمية لكل وحدة تنظيمية على حدى.