Professional Documents
Culture Documents
لقد ع رفت المؤسسة االقتص ادية منذ نش أتها تط ورات عدي دة ص احبها ظه ور مش اكل على
مس توى العم ال ،التس يير وعالقاتها ببيئتها الخارجي ة ،ه ذه المش اكل أدت ب دورها إلى ب روز م دارس
ونظري ات عدي دة في الفكر التنظيمي اهتمت بإيج اد حل ول له ذه المش اكل وس اهمت بقسط كب ير في
التخفيف من ح دتها وتأثيراتها على األداء االقتص ادي للمؤسس ة ،ه ذه الم دارس الفكرية والنظري ات
توص لت إلى نتائجها من منطلق ات مختلفة ووجه ات نظر معين ة ،واتبعت في ذلك أس اليب ووس ائل
مختلفة ولكنها في النهاية تجتمع لتصبح جزءا من كل ،وهو الفكر التنظيمي المعاصر.
هذه المؤسسة التي كانت وما زالت محل اهتمام المفكرين تعيش عالقة تأثر وتأثير في بيئة أقل
ما يق ال عنها أنها بيئة غ ير مس تقرة ،حيث تح اول المؤسسة جاه دة لفهمها وفهم مكوناتها والتكيف معها
لض مان البق اء واالس تمرار ،والطريقة الوحي دة الموث وق بها للبق اء هي أن تك ون للمؤسسة الق درة على
التنافس وأن تتخذ كل الخطوات الضرورية من أجل أن تكون منافسا قويا.
1
لقد ظه رت ثالث نظري ات للفكر التنظيمي الكالس يكي في بداية الق رن الماضي وال تي "تركز
على العمل والهيكل التنظيمي باعتبارهما من عناصر التنظيم الرئيس ية وما ي ترتب على ذلك من تحديد
السلطة وتوزيع المسؤولية وتعيين نطاق اإلشراف والرقابة"( .)1وظهور هذه النظريات تزامن مع قيام
االقتصاد الغربي الذي ينطلق من المنافسة وترشيد السلوك ،أي تصف الواقع كما يجب أن يكون وليس
على ما هو عليه انطالقا من صفة الرشادة في أعضاء التنظيم ،واعتبارهم من المعطيات التي ال تؤثر
على السلوك التنظيمي.
-وحدة التنظيم األساسية هي الوظيفة ،وتحدد دقة األعمال والواجبات المتطلب القيام بها؛
-يعتمد التنظيم على أسلوب الخضوع الكامل من المرؤوسين للرؤساء؛
-نطاق محدد لإلشراف والرقابة؛
-صفة الرشادة في أعضاء التنظيم.
1
(?) .السلمي ع ،)1975( ،.تطور الفكر التنظيمي ،دار النشر وكالة المطبوعات ،الكويت ،ص.16.
أ DICKSON et ROETHLISBERGER .
.)2(2صــالح م ،.النمــوذج النظــامي كإطــار التخــاذ القــرارات ،في :اســتقاللية المؤسســات العمومية االقتصــادية :تســيير
ص. واتخاذ القرارات في إطار المنظور النظامي ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسـيير ،جامعة الجزائـر،1994 ،
.102
2
ب
تنسب نظرية اإلدارة العلمية إلى ، TAYLORحيث يعود الفضل إليه في إنشاء الدعائم األولى
له ذه النظري ة .وقد الحظ من خالل المه ام المتع ددة ال تي مارس ها في ع دة مص انع مجموعة من النق اط
السلبية من الناحية اإلدارية منها(:)3
ولقد ك ان االهتم ام الكب ير والش غل الش اغل لـ TAYLORينصب في بوتقة رفع اإلنتاجية
وتخفيض التكاليف للوحدة المصنعة ،كما كان يهدف من خالل نظريته إلى(:)4
-تحليل العمل والعملي ات اإلنتاجية إلى عناص رها األساس ية واس تبعاد الحرك ات الزائ دة وتحقيق ال وفر
في المواد؛
-تع يين العم ال والفن يين في األمكنة ال تي تتالءم واختصاص اتهم وك ذلك مي ولهم الشخص ية وتوزيع
المسؤولية بين العمال واإلدارة؛
-استخدام معايير ومقاييس دقيقة ألداء العمال وتنفيذ مبدأ المراقبة الوظيفية؛
-تدريب وتأهيل العمال بما ينسجم والطرق اإلنتاجية واألساليب التنظيمية واإلدارية المتبعة.
ب :Frederick Winslow TAYLOR .مهنــدس واقتصــادي أمــريكي ( ،)1915-1856اهتم بأســاليب اإلدارة على
-1903 المستوى التنفيــذي ،نشر كتــابين تحت عنــوان "إدارة المصــنع" و"مبــادئ اإلدارة العلميــة" ما بين أعــوام
.1911
3
( .)3سويسي ع ،)1995( ،.أهمية المشاركة في تصميم الهيكل التنظيمي من منظور نظامي ،رسالة ماجستير ،كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،ص.4 .
4
( .)4الخضر ع ،)1997( ،.المدخل إلى إدارة األعمال ،منشورات جامعة دمشق ،ص.6 .
3
ويقترح TAYLORمجموعة من اإلجراءات وهذا لبلوغ أهدافه المحددة ولحل مش كل اإلنتاجية
وللقضاء على التبذير ،وتتمثل هذه االقتراحات فيما يلي(:)5
أ .مبـدأ التخصص في العمليـات :تس عى إلى ت دريب العامل على عمل واحد ح تى ت زداد كفاءته وخبرته
ويزداد أدائه فيه؛
ب .تنميط العمليــــات :تجزئة العملية إلى عناص رها األساس ية ي ؤدي إلى وج ود نمطية في أداء تلك
األجزاء الشيء الذي يؤدي إلى تخفيض التكاليف وتفادي األعمال الزائدة (غير المجدية)؛
جـ .وحــدة األمر ومركزية اتخــاذ القــرار :لض مان نج اح التنظيم يتم ترك يز عملية اتخ اذ الق رار في جهة
واحدة ويتم تطبيق اإلشراف على العمال ،أي كل عامل يجد من يراقبه؛
د .توحيد اإلجراءات :محاولة تطبيق إجراءات وسياسات محددة بالنسبة لكل العمليات المتماثلة؛
هـ .عدم ازدواج الوظائف التنظيمية :بمعنى توحيد الوظائف التنظيمية ومنع االزدواج بينها.
رك زت اإلدارة العلمية على مب دأ تقس يم العمل والتخصص لما له من نت ائج جي دة على مس توى
األداء ،وعلى مب دأ التع اون ال ذي يعت بر العامل األساسي الجتن اب الص راعات ال تي تنشأ بين اإلدارة
والعامل.
5
( .)5سويسي ع ،.أهمية المشاركة في تصميم الهيكل التنظيمي من منظور نظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.6 .
ت :Henri FAYOL .مهنــــدس فرنسي ( ،)1925-1841اهتم بــــالتنظيم اإلداري ،عــــالج من خالل كتابه "اإلدارة
الص ــناعية والعام ــة" ال ــذي نشر س ــنة :1916المب ــادئ العامة لإلدارة ،الوظ ــائف اإلدارية م ــرورا بالكفاي ــات اإلدارية
والتدريب.
.)6(6سويسي ع ،.أهمية المشاركة في تصميم الهيكل التنظيمي من منظور نظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.9 .
4
-تجميع األعمال في وظائف؛
-تجميع الوظائف في أقسام؛
-تجميع األقسام في إدارات.
ادة توزيعها على طة ينبغي إع وتنظر النظرية لتنظيم اإلدارة على أنه مجموعة من األنش
األف راد ،وبالت الي ف التوزيع ركن أساسي من أرك ان النظري ة .ويتم توزيع األعم ال اس تنادا إلى المع ايير
التالية :الهدف ،المرحلة (العملية) ،الفرد والمكان.
أ .تقسيم العمل :وهو مب دأ التخصص وتقس يم أوجه النش اط س واء ك ان ذلك في مختلف العملي ات أو في
عملية واحدة .وقد أكد FAYOLعلى أن مبدأ تقسيم العمل يمكن اعتماده في المجاالت اإلنتاجية والفنية
واإلدارية؛
ب .الســلطة والمســؤولية :ع ّرف FAYOLالس لطة بأنه ا" :حق إعط اء األوامر والق درة على ف رض
الطاع ة"( ،)8والس لطة كما يراها FAYOLتنقسم إلى ن وعين :الس لطة ال تي يس تمدها الف رد من وظيفته
وسماها بالسلطة القانونية ،والسلطة الشخصية التي يستمدها الفرد من قوة ذكائه وخبرته وخلقه وسماها
بالسلطة الكارزماتية؛
جـ .النظـ ــام واالنضـ ــباط :يتجلى في مجموعة من القواعد والق رارات واألوامر ال تي يجب أن يتقيد بها
المرؤوس ون عند ص دورها عن الجه ات ص احبة الحق في إص دارها .ويجب أن تك ون األوامر عقالنية
وممكنة التنفيذ وتحقق العدالة والمس اواة بين الع املين كاف ة .ويف ترض في الم ديرين تط بيق العقوب ات
المناس بة بمنتهى الموض وعية عند ح دوث ما يخل به ذا النظ ام ويس يء إلى تطبيق ه ،وعلى ه ذا األس اس
فإن قمة الهرم اإلداري يجب أن تتصف باالنضباط والتمسك بالنظام لكي تكون قادرة على تطبيقه على
من هم أدنى منها وظيفيا؛
7
( .)7حسون ت ،)1996( ،.فلسفة اإلدارة ،منشورات جامعة دمشق ،ص.59 .
.)8(8محمد يوسف س ،)1980( ،.إدارة المنظمات ،شباب الجامعة ،الكويت ،ص.31 .
5
د .وح ــدة جهة إص ــدار التعليم ــات :ويع ني ه ذا ،أن يتلقى كل عامل األوامر من مص در واحد أي من
رئيس واح د ،ألن تع دد مص ادر األوامر والتوجيه ات ي ؤدي إلى ح دوث اص طدامات بين العم ال
ورؤساءهم؛
هـ .وحدة التوجيه :أي يوجد رئيس واحد وخطة واحدة لمجموعة من األنشطة ذات أهداف واحدة؛
و .خضــوع المصــلحة الفردية للمصــلحة العامة :ال ينبغي تفض يل المص لحة الشخص ية على المص لحة
العامة للمنظمة؛
ز .المكافــأة :ط الب FAYOLبمكافئة العامل على جه وده المبذولة على أن تك ون ه ذه المكاف أة عادل ة،
مجزية للجهد ومعقولة؛
حـ .المركزية :تركيز السلطة في شخص معين ثم تفويضها حسب ما تقتضي به الظروف؛
ط .تدرج السلطة :أي تسلسل السلطة بين مختلف المستويات التنظيمية من األعلى إلى األسفل؛
ي .الــترتيب :ت رتيب الم دخالت المادية والبش رية ،أي كل ش يء في مكانه ووضع الرجل المناسب في
المكان المناسب؛
ك .المســاواة :يجب على اإلدارة أن ال تميِّز بين مس تخدميها ،كما يجب عليها أن تك ون موض وعية في
معامالتها لهم؛
ل .استقرار المستخدمين :يحذر FAYOLمن ارتفاع معدل دوران الموظفين باالستقاالت نتيجة سوء
اإلدارة ،وأن المؤسسات الناجحة هي تلك المؤسسات المستقرة؛
م .االبتكار والمبادرة :تعتبر مصدر قوة العامل وعلى الرؤساء تقوية هذه الروح لدى الموظفين؛
ن .روح الفريق :في االتحاد قوة والتعاون مطلوب بين الجماعة.
أكد FAYOLب أن ه ذه المب ادئ ال تمثل قواعد ثابتة ومس تقرة يمكن تطبيقها في كل الح االت
واألوقات ،بل هي مبادئ مرنة ومتطورة ومتغيرة حسب طبيعة التغيرات والظروف البيئية في العمل.
6
وفيما يخص وظائف اإلدارة فقد اقترح FAYOLخمس وظائف أساسية والتي نستخلصها من
تعريفه لها ،تُِدير تعني" :تخطط ،تنظم ،تنسق ،تشرف ،تراقب"(.)9
ب .التنظيم :ويتكون من بناء مزدوج (بشري ومادي) لتحقيق أهداف التنظيم؛
جـ .التنسيق :وهي عبارة عن الحرص على أن يكون كل شيء قد أنجز بما يتماشى مع توحيد أهدافها
وتحقيق االنسجام بينها؛
د .اإلشــراف :ويش مل اإلبق اء على نش اط األف راد الع املين بالمنظمة وهي في نظر FAYOLفن توجيه
العاملين من خالل منحهم المثل العليا الجيدة في العمل وتنمية شبكة االتصاالت بينهم؛
هـ .الرقابـــــة :وهي عب ارة عن الح رص على أن يك ون كل ش يء قد أنجز بما يتماشى مع الخطة
الموضوعة.
مما س بق نالحظ أن نظرية التقس يم اإلداري رك زت على المس توى اإلداري للمنظم ة ،كما
اهتمت بالمستويات العليا للتنظيم عكس نظرية اإلدارة العلمية التي اهتمت بالمستويات الدنيا.
.3نظريةـ البيروقراطية
ث
تنسب نظرية البيروقراطية إلى ، WEBERوظهرت هذه النظرية في نفس الوقت التي ظهرت
فيها النظري تين الس ابقتين .ويقصد بلفظ البيروقراطي ة ،النم وذج المث الي للتنظيم ال ذي يق وم على أس اس
التقسيم اإلداري والعمل المكتبي(.)11
9
)9(. FAYOL H., (1992), Administration industrielle et générale, ENAG, Alger, p. 69.
.)10(1حسون ت ،.فلسفة اإلدارة ،مرجع سبق ذكره ،ص.57 .
ث :Max WEBER .اقتصـادي واجتمـاعي ألمـاني ( ،)1920-1864تـأثر بالنظـام العسـكري ،له نشـاط أكـاديمي ثـري
من مؤلفاته "L’éthique protestante et l’esprit du capitalisme " :سنة .1905
.)11(1سويسي ع ،.أهمية المشاركة في تصميم الهيكل التنظيمي من منظور نظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.15 .
7
وع ّرف WEBERالبيروقراطية من خالل تحديد ص فاتها ،وبت وفر ه ذه األخ يرة يمكن تحقيق
الكفاية والفاعلية في األداء داخل المنظم ة ،وه ذا من خالل سن ق وانين وأحك ام تح ترم من قبل أعض اء
المنظمة.
ينحصر في تص ميم تنظيم إداري جديد ق ادر على رفع لقد ك ان ج وهر اهتم ام WEBER
المس توى الف ني واإلنت اجي من خالل االس تخدام الرش يد لعناصر اإلنت اج في المؤسس ات الحكومية
اإلنتاجي ة ،ومن خالل تحليله للمؤسس ات الحكومية البيروقراطية ال تي يجب أن تعتمد على مجموعة من
السمات كالرشد والعقالنية والموضوعية التي تضمن العمل بكفاية عالية ،استطاع أن يتوصل إلى نمطه
المثالي وهو ما سمي بالتنظيم البيروقراطي ،والذي يشمل جملة من الخصائص وهي(:)21
أ .توزيع العمل :توزيع األنش طة واألعم ال على أعض اء التنظيم باعتبارها واجب ات رس مية وه ذا وفق
معايير ثابتة محددة ومكتوبة؛
ب .التخصص الوظيفي :أي أن لكل وظيفة في التنظيم تخصص محدد ومهمات ثابتة؛
جـ .تسلسل السلطة الرأسي :يتضمن تسلسال رأسيا واضحا ،وممارسة السلطة في هذا التنظيم يتم على
أساس التدرج الهرمي وليس على أساس شخصي؛
د .تعــيين المــوظفين :التع يين يتم عن طريق التعاقد للعمل في مك ان مح دد حسب الم ؤهالت والخ برات
والقدرات المطلوبة ووفق معايير موضوعية دقيقة بعيدة كل البعد عن العوامل الشخصية؛
هـ .تحديد طرق األداء ومحدداته :يعتمد التنظيم على ط رق وأس اليب إنتاجية وتنظيمية موض وعة وفق
مح ددات ومع ايير علمي ة ،موض وعية ورس مية ،وتطبق بص فة دائمة على الع املين كافة في التنظيم،
مسلم به؛
وااللتزام بهذه الطرق واألساليب عند أداء المهمات اإلنتاجية واإلدارية أمر َّ
و .التــدوين الكتـابي :االعتم اد على المس تندات والتط بيق الح رفي للقواعد الرس مية والق وانين واالبتع اد
نهائيا عن العواطف ح تى يتس اوى الجميع في المع امالت ،وفي نفس ال وقت يحتفظ بكل الق رارات
اإلدارية والقواعد الخاصة بالتنظيم في سجالت منظمة حتى يسهل الرجوع إليها عند الحاجة؛
.)12(1الخضر ع ،.المدخل إلى إدارة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.91،90 .
8
ز .االحــتراف الــوظيفي :الموظف في التنظيم الب يروقراطي له إمكانية ف رص النمو والت درج في اله رم
اإلداري (الترقي ة) ،فهو مؤهل لل دخول في مب اراة للترشح في مناصب أعلى وإ ذا ك ان ك ذلك فالمؤسسة
البيروقراطية تطلب منه أن يكون له والء لعمله وتمنحه أجرا يوافق منصبه وكذلك معاشا مضمونا عند
التقاعد.
-الدقة؛
-السرعة؛
-المعرفة الكاملة بالمستندات؛
-الوضوح؛
-الخضوع الكامل للرؤساء.
إن البيروقراطية المثالية كما وض عها WEBERوالمبنية على الرش ادة ،الكف اءة والموض وعية
تعبير على تسيير إدارات ومصالح الدولة عن طريق المكتب ،وذلك بأن يتم تنفيذ األعمال اإلدارية على
أس اس الت درج الرئاسي والتخصص طبقا لقواعد عامة وإ ج راءات مح ددة س لفا( .)31إال أن ه ذا النم وذج
بدت األجهزة
المثالي لشكل البيروقراطية اإلدارية قد انقلب في الوقت الحالي إلى نموذج َمرضي حتى َ
اإلدارية كك ائن حي أنهكه م رض خ بيث ،إذ أص بح له ذا التعب ير مع نى اص طالحي ش ائع هو التعفن
اإلداري بما يحمله من تعقي دات مكتبية وك ذلك الرش وة والظلم وكل الص فات الس لبية األخ رى ،فص ار
اص طالح البيروقراطية ك داء وظيفي داللة على اإلدارة الس يئة المعوق ة .وقد أعطى CROZIERمن
خالل دراساته الميدانية حول التنظيماتج معنى للبيروقراطية ال يختلف عن المعنى المتداول اليوم بين
الناس" :تعقيدات بدون فائدة ،معايرة وتوحيد طرق العمل معرقلة ،وإ خماد للشخصية"(.)41
9
-تعت بر تلك النظري ات أن المنظمة عب ارة عن مجموعة من األعم ال والمه ام وأن وح دة المنظمة
األساسية هي الوظيف ة ،وأن كل وظيفة تصف بالتحديد ما للف رد من واجب ات ومه ام للقي ام به ا ،فهو
مطالب بمالءمة نفسه مع متطلبات العمل؛
-هن اك خط وط عريضة رس مية مح ددة لالتص ال بين أج زاء المنظمة في اتج اه واح د ،من األعلى إلى
األس فل في ش كل تعليم ات وأوامر تص در من اإلدارة إلى الع املين دون أن يك ون له ؤالء اآلخ رين حق
المناقشة؛
-تف ترض النظري ات الكالس يكية أن كل أعض اء المنظمة يتص فون بالرشد حيث يس عون إلى تحقيق
أقصى عائد ممكن ،فهم يتبنون مبدأ "الرجل االقتصادي"؛
-تعت بر النظري ات الكالس يكية أن المنظمة عب ارة عن نظ ام مغلق ال يت أثر بالبيئة المحيطة ب ه ،وأن كل
ما يتم من أنش طة وعملي ات في المنظمة مرجعها إلى نش اط أعض اءها فقط وليس هن اك أية م ؤثرات
خارجية تؤثر في نشاطه وأعماله.
I.3.1.1.تقييم النظريات الكالسيكية
.1نظريةـ اإلدارة العلمية
-رك زت على مب دأ تقس يم العمل والتخصص لما له من نت ائج جي دة على مس توى األداء وعلى مب دأ
التعاون الذي يعتبر العامل األساسي الجتناب الصراعات التي تنشأ بين اإلدارة والعامل؛
-تن درج ض من النظري ات المثالية وتركز في آن واحد على عنصر العمل وأهملت أبع اد أخ رى في
المنظمة كالعنصر البش ري ،إذ اعتبرته إلى ج انب اآلالت كمعطي ات وث وابت ،فقد ك ان TAYLOR
يس عى إلى تحويل العامل إلى آلة بيولوجية لتنفيذ خططه ومع اييره اإلنتاجي ة ،وخلق التف اوت وزرع
روح الحقد والمنافسة فيما بين العاملين بسبب تباين خبراتهم وكفايتهم وقدراتهم الذهنية والجسدية؛
-أغفلت عن مجموعة أخ رى من الم دخالت الحيوية للمنظمة وال تي لها عالقة بالس لوكيات التنظيمية
مثل :البيئة.
10
.2نظريةـ التقسيم اإلداري
-نظرت هذه المدرسة إلى األفراد واآلالت باعتبارهم مشاكل ينبغي حلها؛
-اهتمت بالمستويات العليا للمنظمة؛
-أهملت الجوانب اإلنسانية والسلوكية ومدى تأثيرها على المنظمة.
.3نظريةـ البيروقراطية
-التمسك باللوائح والتعليمات يؤدي إلى الجمود والروتين؛
-ارتف اع ع دد المس تويات التنظيمية وبالت الي ك بر المس افة بين مراكز اتخ اذ الق رار والمراكز التنفيذية
الذي يسبب الجمود التنظيمي؛
-تعامل الفرد على أنه آلة ،حيث أهملت الجانب اإلنساني والطبيعة النفسية واالجتماعية مما يؤدي إلى
نتائج سلبية على كفاءة المنظمة.
11
ج اءت مدرسة العالق ات اإلنس انية نق دا لالتج اه الكالس يكي وس لبياته ،حيث رك زت على بعض
العناصر التنظيمية ال تي لم تلق اهتماما من النظري ات الكالس يكية ،ويعت بر MAYOح الممثل الرئيسي
لهذا االتجاه.
أج رى MAYOع دة تج ارب على العم ال في ش ركة Western electricاألمريكية وقد أطلق
عليها أبحاث مصانع ، Hawthorneوامتدت من سنة 1927إلى سنة .1932
ك انت ته دف ه ذه األبح اث إلى إب راز أهمية ال دور ال ذي تلعبه العالق ات اإلنس انية في الس لوك
التنظيمي للمؤسس ة ،ويتمثل مض مون التجربة في محاولة قي اس الزي ادة المحتملة في اإلنت اج من خالل
تغيير بعض العناصر المحيطة بالعمل مثل:
-شدة اإلضاءة؛
-فترات الراحة؛
-طول يوم العمل؛
-نظام دفع األجور.
ق ام الب احث باختي ار مجموع تين من الع امالت ،المجموعة األولى مجموعة االختب ار وال تي
يعرضها للتغيرات ،والمجموعة الثانية مجموعة الضبط والمقارنة تكون شاهدة وال تتعرض للتغيرات،
فكانت النتائج المتوصل إليها تبعث على الدهشة ،إذ كانت اإلنتاجية تتغير بالزيادة في كلا المجموعتين
مما أدى بـ MAYOإلى التوصل إلى األسباب الكامنة من وراء ارتفاع اإلنتاجية والتي كانت(:)61
-التغيير في اتجاهات اإلشراف حيث أصبح للعمال الحرية في الحديث بدال من اإلشراف القاسي؛
-التغيير في مستوى الرضا المعنوي عن العمل؛
-التغيير في الموقف الجماعي للعمال.
ح :Georges Elton MAYO .باحث أسترالي ( ،)1949-1880اهتم بالبحوث الصـناعية في كلية هارفـارد األمريكية
كما اهتم بالعالقات اإلنسانية في السلوك التنظيمي والعوامل االجتماعية في اإلنتاج.
.)16(1سويسي ع ،.أهمية المشاركة في تصميم الهيكل التنظيمي من منظور نظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.20 .
.)17(1حسون ت ،.فلسفة اإلدارة ،مرجع سبق ذكره ،ص.136 .
12
-كمية العمل ال تي يؤديها العامل وبالت الي مس توى الكف اءة والرشد على مس توى المنظمة ال تتح دد تبعا
لطاقته الفسيولوجية وإ نما تتحدد تبعا لطاقته االجتماعية؛
-إن المكاف آت والحوافز غير االقتصادية (المعنوي ة) تلعب دورا رئيسيا في تحفيز األفراد وشعورهم
بالرضا؛
-إن التخصص ال دقيق في األعم ال ليس بالض رورة هو أهم أش كال التنظيم كف اءة وأعالها من حيث
اإلنتاجية؛
-إن العمال ال يسلكون في العمل أو حين يجابهون اإلدارة وسياساتها كأفراد ،وإ نما يسلكون باعتبارهم
أعضاء في جماعات (التنظيم غير الرسمي).
.2المدرسة السلوكية
ظه رت المدرسة الس لوكية منذ بداية الخمس ينات وتعد حلقة وصل وامت داد لمدرسة العالق ات اإلنس انية
لكنها تختلف في استنتاجاتها عنها وعن المدرسة التقليدية أيضا.
واعتمدت المدرسة السلوكية في دراسة سلوك اإلنسان على ثالث مداخل وهي(:)81
أ .مـ ــدخل علم النفس :ي درس س لوك اإلنس ان بش كل ع ام ،وأهم ف روع علم النفس وال تي اعت برت
كمحاور:
-علم النفس التنظيمي :ي درس س لوك الف رد داخل المنظمة ال تي يعمل فيها وما هو ت أثير الف رد في
المنظمة وتأثير هذه األخيرة عليه؛
-علم النفس االجتم ــاعي :ي درس س لوك الف رد وارتباطاته بالمجموع ات البش رية وكيف تتم عملية
التأثير المباشر لألفراد والجماعات على السلوك.
ب .مـدخل علم االجتمـاع :يع الج س لوك الف رد في إط ار المجموع ات إض افة إلى طبيعة ه ذه الجماع ات
وتكوينها وأثرها في اإلنسان والتنظيم الرسمي في المؤسسة وأثرها في األفراد والتنظيمات.
.)18(1الخضر ع ،.المدخل إلى إدارة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص.105 .
13
جـ .مــدخل علم األجنــاس :يبحث في س لوك الف رد البي ئي والمكتسب س واء أك ان س لوكا فنيا أو س لوكا
اجتماعيا له عالقة بحضارته وبيئته األسرية.
لم يؤمن رواد المدرسة السلوكيةخ بنظرية الرجل االقتصادي لـ TAYLORوالتي أكد فيها بأن
الف رد العامل تحكم دوافعه اإلنتاجية الح وافز المادية فق ط ،ولم يؤمن وا بنظرية الرجل االجتم اعي لـ
MAYOلرفع الكفاية اإلنتاجية في المؤسس ات ،لكنهم رأوا ض رورة دراسة الس لوك اإلنس اني كف رد
وجماع ات في المنظمة ودراسة العمل والظ روف المحيطة به مع تبي ان إلى أي حد وم دى يغ ذي ه ذا
العمل قدرات اإلنسان ويضمن له حاجاته األساسية.
كان اهتمام رواد المدرسة السلوكية منصب حول دراسة العوامل البيئية المؤثرة في المدير وما
هي عالقتها بنج اح العمل من عدم ه ،ك ذلك اهتمت بوضع هيكل تنظيمي ال ذي ي تيح اعتم اد ش بكة
اتص االت مناس بة لنقل وتب ادل المعلوم ات ،كما أولت اهتمامها بتحف يز الع املين ورفع معنوي اتهم لزي ادة
إنتاجيتهم.
-يتم التعب ير عن المنظمة كوح دة اجتماعية تتفاعل مع جماع ات العمل "التنظيم غ ير الرس مي" ،وهو
قائم على السلوك والمصالح الجماعية لعناصره؛
-إدم اج التنظيم غير الرسمي في التنظيم الرسمي عن طريق إشراك العم ال في عملية اإلدارة لما لهم
من تأثير على السلوك التنظيمي؛
-تعتبر المنظمة نظاما مغلقا وأنها في حالة توازن إذا حققت االتفاق بين أهدافها وحاجات أعضائها.
خ .من أبرز الرواد نجد :Rensis LIKERTباحث أمريكي األصل متخصص في علم النفس وعلم النفس الصناعي ،قام
بعدة بحوث تتعلق بقياس االتجاهات وسلوك األفراد داخل المنظمات ،وهو صاحب "نظرية الدافعية" التي تهتم بالعوامل
الدافعة لإلنتاج والمقسمة إلى عوامل اقتصادية ،عوامل ذاتية وعوامل متعلقة باألمن والرغبة في التجديد واالبتكار.
14
-دراسة العمليات الداخلية وأوجه التفاعل والتبادل بين أعضاء المنظمة؛
-دراسة أثر ال دوافع اإلنس انية والبحث في تن وع الح وافز المناس بة لتحف يز أعض اء المنظمة على ب ذل
الجهود لتحقيق أهدافها؛
-نظ رت إلى المنظمة باعتبارها نظاما مفتوحا حيث تنشأ بينه وبين البيئة المحيطة عالق ات تبادلية،
ومن ثم يص بح لعوامل البيئة وما يح دث بها من تغ يرات وتغي يرات ت أثير على س لوك المنظمة وكيفية
عملها وتطورها.
-تركز على التحفيز المعنوي في تفسير السلوك اإلنساني داخل المنظمة متناسية التحفيز المادي.
.2المدرسة السلوكية
تعرضت المدرسة إلى ع دة انتق ادات أهمها االهتم ام المف رط بالعنصر البش ري وخصائصه
واهتمامها بتحديد الش روط التنظيمية المناس بة لتحف يز الف رد على اإلس هام في العمل التنظيمي ،ولكن
يرجع لها الفضل في بداية انفت اح الفكر التنظيمي للمنظمة على البيئ ة ،إذ وض عت الخط وات األولى
لنظريات التنظيم الحديثة عندما تحدثت عن النظام المفتوح وعن أهمية االتصال داخل المنظمة.
15
د
قدم BARNARDفي كتابه "وظائف المدير" نظرة جديدة للمنظمة تقوم على أساس اعتبارها
نظاما تعاونيا ،وامتدت نظريته لدراسة سلوك الفرد وتحفيزه.
يعتبِ ر BARNARDالتنظيم على أن ه" :نظام ألنشطة منس قة إراديا لشخص ين أو أك ثر"( ،)91أي
أن التنظيم هو نظ ام للتع اون ويظهر إلى الوج ود عن دما يك ون هن اك أش خاص ق ادرون على االتص ال
ببعضهم ويرغبون في المساهمة بالعمل لتحقيق هدف مشترك.
كما يعتبره كذلك" :نظام من األنشطة أو القوى الشخصية المنسقة بوعي وشعور"(.)02
كما أكد على أن األف راد في ظل ظ روف العمل ق ابلون وق ادرون على التغ ير بما يتماشى
وشروط البيئة الداخلية وتأثيراتها التي يجب أن تحث الفرد نحو المزيد من العطاء واالهتمام ،لذا يعتبر
ه ذا الب احث أن اس تمرار وفعالية التنظيم يتوقف على الت وازن بين ما يس هم به الف رد (الجه ود ال تي
يبذلها) ،وبين اإليجابيات التي يحصل عليها (الحوافز).
د :Chester BARNARD (1887-1961) .يعتــبر من المســاهمين في تطــوير وتعميق المفــاهيم اإلدارية الحديثــة ،كــرس
حياته لتحليل طبيعة اإلدارة المعاصرة ،من مؤلفاته" :وظائف المدير" سنة 1938و"التنظيم واإلدارة" سنة .1948
.)19(1الهواري س ،)1973( ،.اإلدارة :األصول واألسس العلمية ،مكتبة عين شمس ،القاهرة ،ص.138 .
.)20(2السلمي ع ،.تطور الفكر التنظيمي ،مرجع سبق ذكره ،ص.176 .
.)21(2سويسي ع ،.أهمية المشاركة في تصميم الهيكل التنظيمي من منظور نظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.29 .
16
I.2.3.1.نموذج اتخاذ القرار لـ SIMON
قدم SIMONنظرة جديدة للتنظيم تقوم على أساس اعتبار المنظمة نظاما اجتماعيا يقوم باتخاذ
القرارات( ،)22وانطلق في دراسته من فكرة الرجل االقتصادي أي من مبدأ الرشد ،ولكن ليس كما ذهب
إليه الكالسيك وإ نما حدده وجاء بفكرة الرشد المحدود ،حيث يرى بأن اإلنسان يرغب في تحقيق أهداف
المنظمة برش ادة مح دودة وتحت قيد البيئ ة ،ذلك أن الرشد هو عب ارة عن مفه وم نس بي ال ي ؤدي دوما
للحصول على القرار األفضل .فأي عضو في المنظمة يواجه مجموعة من العوامل المحيطة التي تحد
من قدراته على األداء واتخ اذ الق رارات الرش يدة ،وبه ذا ف إن اإلداري كما ي رى SIMONيعتمد على
الرشد المحدود في اتخاذ قراراته(.)32
إن المنظمة كما ع بر عنها SIMONما هي إال مجموعة العالق ات والروابط ال تي تنشأ بين
مجموعة من األف راد ،وي رى أن الس بب ال ذي ي دفع األف راد إلى االنض مام للمنظمة وقب ولهم لس لطتها هو
اقتناعهم بأن هذا االنضمام ومشاركتهم في أعمال المنظمة سوف يسهم في إشباع حاجاتهم ورغباتهم
الشخصية ،وعلى هذا األساس يقدم SIMONفكرة التوازن التنظيمي ويحدد مبادئه فيما يلي(:)52
-المنظمة عبارة عن نظام من السلوك االجتماعي المتداخل لعدد من األفراد المشتركين في العمل؛
-يحصل كل مشترك على حوافز من المنظمة مقابل ما يقدمه من مساهمات؛
-يرتبط بقاء المنظمة بمدى كفاية المساهمات في توفير الحوافز الالزمة للحصول على القدر المطلوب
من المساهمات.
ولقد أح دث مفك رو النظري ات الحديثة أفكار جديدة في عالم التنظيم معتمدين بذلك على مفهوم
النظم ،نجملها في النقاط التالية(:)62
.)22(2بوتين م ،.عملية اتخاذ القرارات في إطار المنظور النظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.139 .
.)23(2أيوب ن ،)1997( ،.نظرية القرارات اإلدارية ،منشورات جامعة دمشق ،ص.31.
.)24(2بوتين م ،.عملية اتخاذ القرارات في إطار المنظور النظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.140 .
.)25(2السلمي ع ،.تطور الفكر التنظيمي ،مرجع سبق ذكره ،ص.196 .
.)26(2بوتين م ،.عملية اتخاذ القرارات في إطار المنظور النظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.144 .
17
-المنظمة نظام مفتوح على بيئة معقدة غير مستقرة وغامضة؛
-للنظام أعضاء داخل وخارج التنظيم يتأثرون ويؤثرون عند عملية اتخاذ القرار وتنفيذه؛
-المنظمة مفتوحة على بيئة تتزود منها بالمدخالت باستمرار وبصفة دورية.
I.1.2.مفهوم النظام
ز
ال يوجد تعريف واحد متفق عليه من ط رف الب احثين لمفه وم النظ ام ،إال أن هن اك من هم من
اعتمد في تفسير النظام على الجوانب التالية(:)72
-من الض روري لحي اة النظ ام أن يصل إلى حالة من االس تقرار أو مس توى ث ابت الحركة وذلك
بالحصول على مدخالت من البيئة لتعويض ما يفقده من طاقته في عملياته ،وما يقدمه من مخرجات؛
ذ :Ludwing Von BERTALANFFY .عـالم بيولـوجي تـأثر بواقع مختلف ميـادين البحث الـتي أصـابها التشـتت ،رغم
تواجد ه ــذه الوح ــدة في عقل اإلنس ــان ،ح ــاول في مجموعة دراس ــات ق ــدمها في أوائل الخمس ــينات وما بع ــدها -نظرية
األنظمة المفتوحة والنظرية العامة لألنظمة -أن يبحث عن إطار متكامل لمختلف ميادين المعرفة العلمية.
ر . La théorie générale des systèmes
زROZENZWEIG et KAST .
2
ص. ( .)27الشرقاوي ع ،)1992( ،.العملية اإلدارية في ميدان األعمال ،مؤسسة شـباب الجامعـة ،اإلسـكندرية،
.89
18
-أن كل نظام يتكون من مجموعة من األنظمة الفرعية ،وأنه جزء من نظام أكبر.
I.1.1.2.تعريف النظام
لقد أخذ النظ ام قس طا واف را من اهتم ام الب احثين من خالل التع دد في التع اريف ن ذكر منها على
سيبل المثال ال الحصر ما يلي:
النظام هو" :مجموعة من األجزاء أو األنظمة الفرعية التي تتداخل العالقات بين بعضها وبين
النظ ام ال ذي نظمها وال تي يعتمد كل ج زء منها على اآلخر في تحقيق األه داف ال تي يس عى إليها ه ذا
النظام الكلي"(.)82
كما ع رف JHONSON et FASTالنظ ام على أن ه" :تجميع منظم لعناصر وأج زاء منفص لة،
وإ ن كانت معتمدة بعضها على بعض بغرض تحقيق هدف محدد"(.)92
من هذه التع اريف يمكن التعب ير عن التنظيم بأنه نظ ام يحتوي على عدد من األج زاء المتداخلة
والتي تعمل معا بشكل منسق من أجل الوصول إلى عدد من الغايات الخاصة بالتنظيمس نفسه ،وباألفراد
العاملين فيه.
I.2.1.2.مكونات النظام
من أهم العناصر التي يتكون منها النظام كما يظهر في الشكل ( )I.1نجد:
.1المدخالت :وهي تمثل في مجموعها رأس المال والعمل والمواد والمعلومات المستخدمة ،ويحصل
النظام عادة على حاجاته من البيئة التي يعمل فيها؛
.)28(2حمادة ط ،)1985( ،.مناهج النظم ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،ص.18 .
2
( .)29الخضر ع ،.المدخل إلى إدارة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص.127 .
.)30(3بوتين م ،.عملية اتخاذ القرارات في إطار المنظور النظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.146 .
س .يقصد بالتنظيم المنظمة بشكل عام والمؤسسة بشكل خاص.
19
.2عملية التحويــل :تق وم جميع األنظمة بعملي ات تحوي ل ،يتم فيها تغي ير حالة العناصر الداخل ة ،فيتم
تحويل عناصر الم دخالت إلى عناصر مخرج ات .وتق وم عملية التحويل بإض افة قيمة أو منفعة إلى
المدخالت أثناء تحويلها إلى مخرجات؛
.3المخرجات :وهي النتائج المتحصل عليها من عمليات التحويل نتيجة لتفاعل مختلف المدخالت؛
.4التغذية المرتدة :هو أن يح دث لبعض المخرج ات تغذية مرت دة في ص ورة مدخالت إلى النظ ام من
أجل بعض االعتب ارات ،وقد ت ؤدي ه ذه الم دخالت الجدي دة إلى تغ يرات إما في عملية التحويل أو في
طبيعة المخرجات في المستقبل.
تـغـذيـة مـرتـدة
المصدر :من استخالص الباحثة
I.3.1.2.أنواع النظام
فرق الباحث Von BERTALANFFYمن خالل "النظرية العامة للنظم" بين نظامين اثنين:
-النظام المغلق؛
-النظام المفتوح.
.1النظام المغلق
يتعلق األمر هنا بنقطة أساس ية تح ددها طبيعة عالقة ه ذا النظ ام ببيئته الخارجي ة ،بمختلف
مكوناتها والتي تحيط به ويتفاعل معها يؤثر فيها وتؤثر فيه أثناء تأدية مهامه .فإذا كان النظام منعزل
عن العالم الخارجي ويخضع إلى تغيرات داخلية فقط ،حيث ينتقل النظام من حالة ( )tإلى حالة ()t+1
( ،)13كما هو مبين في الشكل ( ،)I.2أطلقنا عليه صفة االنغالق ويسمى في هذه الحالة نظاما مغلقا.
الشكل ( :)I.2شكل مبسط لنظام مغلق
.)31(3بوتين م ،.عملية اتخاذ القرارات في إطار المنظور النظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.146 .
20
الـبـيـئـة
تغيرات داخلية
.2النظام المفتوح
يعت بر الك ائن الحي نظاما مفتوحا ،حيث يحتفظ بحالة مس تقرة رغم االختالف ات الناتجة عن
دخول الكثير من األحداث والطاقة بداخله ،أي أن نظام الكائن الحي يحتفظ بحالة من التوازن الحركي
ويتأثر بالظروف البيئية المحيطة به ويؤثر فيها ،مع احتفاظه بحالة من التوازن في ضل تلك الظروف،
وينطبق الوصف الخ اص بنظ ام الك ائن الحي على التنظيم اإلداري في المؤسس ات ،ويتم يز التنظيم
اإلداري بالتفاعل المس تمر مع عناصر البيئة المحيطة ب ه ،وفي ظل مفه وم النظم يمكننا النظر إلى
المؤسسة على أنها تحت وي على مجموعة من النظم أو األج زاء الفرعي ة ،فالنظ ام الرئيسي للمنظمة
يش مل على :نظم اإلنت اج ،نظم التس ويق ،نظم األف راد ،نظم التمويل ونظم المعلوم ات .وينظر إلى
اإلدارة في ه ذه الحالة على أنها الق وة األساس ية ال تي تعمل على تنس يق األنش طة الخاصة ب النظم داخل
التنظيم وكذلك ربطها بالبيئة المحيطة(.)23
"المؤسسة هي مجموعة من األج زاء ال تي يعتمد كل منها على اآلخر وال تي تكوِّن معا الوح دة
الكامل ة ،ألن كال منها يش ترك بش يء ما ويس تقبل ش يء ما من الك ل ،ال ذي يعتمد ب دوره على البيئة
األكبر".
.)32(3شهيب م.ع )1978( ،.االستراتيجيات وسياسات األعمال ،كلية التجارة ،جامعة القاهرة ،ص.16 .
.)33(3خشبة م.س ،)1992( ،.نظم المعلومات ،موسوعة المعلومات التكنولوجية ،ص.42 .
21
ويوضح الش كل ( )I.3تص ور المؤسسة كنظ ام مفت وح يتك ون من مجموعة العناصر ال تي
تتطابق تماما مع العناصر األساسية للنظام ويضاف إليها البيئة الخارجية المحيطة بالمؤسسة ،حيث أن
المؤسسة تتحصل من البيئة المحيطة بها وبصفة مستمرة على مدخالت أولية في شكل موارد اقتصادية
(القوى البشرية ،المواد الخام ،اآلالت ،األموال ،المعلومات ،الطاقة) ثم تقوم بتحويلها بوجود مجموعة
من الوظ ائف واألنش طة (اإلنت اج ،التخ زين ،الش راء ،التس ويق ،التموي ل ،التوزي ع) إلى مخرج ات يتم
تصديرها إلى البيئة المحيطة بها من جديد.
I.3.المؤسسةـ والبيئةـ
انطالقا من اعتبار المؤسسة نظاما مفتوحا تتفاعل مع باقي األنظمة االجتماعي ة ،أدى بالباحثين
إلى االهتمام بالبيئة ومحاولة فهم عالقاتها مع المؤسسة ،إذ ال يمكن تصور مؤسسات في فراغ بل تعتبر
نظاما فرعيا لنظام أشمل هو البيئة.
.I1.3.مفهوم البيئة
ك ان ينظر إلى البيئة فيما مضى من جوانبها الفيزيائية والبيولوجي ة ،ولكن أص بح ينظر إليها
اآلن من جوانبها االجتماعية واإلنسانية واالقتصادية باإلضافة إلى جوانبها الفيزيائية والبيولوجية.
22
ولقد اختلف في مفهوم البيئة تبعا لوجهة نظر كل ب احث ،وأمام الجدل القائم حول تحديد نطاق
المؤسسة ،تظهر محاولة تعريف لـ STEERSعلى أن" :البيئة = -1المنظمة"(.)43
فب الرغم من ع دم وج ود تعريف دقيق للبيئة إال أن الب احثين في ه ذا المي دان عم دوا إلى التمي يز
بين مستويين للبيئة كما هو مبين في الشكل ( ،)I.4وهما:
وفي هذا اإلطار يمكن تقسيم عناصر البيئة الخارجية إلى مجموعتين أساسيتين:
.1عناصر البيئة الخارجية العامة :وال تي تت أثر بها جميع المؤسس ات على اختالف طبيعة نش اطها،
مثل :المتغيرات السياسية ،التكنولوجية ،االقتصادية ،القانونية واالجتماعية؛
.2عناصر البيئة الخارجية الخاصة :وال تي تش مل تلك المتغ يرات ال تي ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة
عمل المؤسسة مثل :المنافسة.
3
( .)34الـ ــديب م" ،)1985( ،.التكامل الخـ ــارجي في عالقة المنظمة مع البيئـ ــة" ،مجلة اإلدارة العامة ،العـ ــدد ،45
الرياض ،ص.33 .
.)35(3سويسي ع ،.أهمية المشاركة في تصميم الهيكل التنظيمي من منظور نظامي ،مرجع سبق ذكره ،ص.88 .
23
الشكل ( :)I.4المكونات األساسية للبيئة
كما يمكن تص نيف البيئة على أس اس تع دد المس تويات وم دى الت أثير ويظهر ه ذا الت أثير في
صورتين ،في صورة فرص وفي صورة تهديدات:
ش
-الفرص :وتعني الفرصة أوضاع ومجال يمكن أن تحقق فيه المؤسسة ميزة تنافسية ؛
-التهديــدات :وتع ني أن التغي ير في عنصر من عناصر البيئة يك ون له انعك اس س لبي ويش كل مص در
خطر لها ،وينبغي على المؤسسة إما التعامل معه أو/وتفاديه.
-التقارب الوصفي؛
-تقارب المصادر المكونة للبيئة؛
-التقارب العام.
3
)36(.Villain J., (1990), L'entreprise aux aguets, information aux surveillance de l’environnement,
espionnage et contre espionnage au service de la compétitivité, édition Masson, Paris, p. 18.
ش .أنظر المبحث الثالث والرابع من الفصل الثاني.
.)37(3أمبابي م.ع ،)1998( ،.االقتصاد والبيئة ،المكتبة األكاديمية ،ص ص.39-37.
24
I.1.2.3.التقارب الوصفي
يعتمد ه ذا التق ارب على أن كل مؤسسة ال تواجه نوعية البيئة المحيطة ال تي تواجهها المؤسسة
األخ رى ،وأن لكل بيئة وص فا خاصا بها ينعكس على المؤسسة وي ؤثر ويت أثر به ا .وقد قسم الب احثين
الذين أخذوا بهذا التقارب البيئة إلى:
-البيئة الديناميكية؛
-البيئة العدوانية؛
-البيئة المتنوعة؛
-البيئة المقيدة؛
-البيئة التكنولوجية المعقدة.
كما يعتمد على التقس يم الكمي للم دخالت المس تمدة من البيئة الخارجية أك ثر من اعتم اده على
التقسيم الوصفي ،وتعتمد هذه الدراسة على المصادر المكونة للبيئة المحيطة من خالل دراسة المصدر
نفسه ،وكيفية تنميته وتقويته حتى يفي بالمدخالت المطلوبة التي تحتاجها األنشطة ،ويمكن دراسته من
خالل المدخالت التي تصل المؤسسة.
إن التح والت ال تي ش هدها عالمنا الي وم ،انعكست بموجبها على بيئة المؤسسة والس يما بيئتها
التنافسية ،فأصبحت تتصف بعدة خصائص ،فما هي إذا هذه الخصائص ؟
25
تتسم البيئة اليوم بعدة خصائص نذكر أهمها في النقاط التالية(:)83
ص
.1تزايد حـــدة شـــدة المنافسة العالمي ــة :ازدادت ح دة المنافسة العالمية في الس نوات األخ يرة ،كما
أخ ذت المؤسس ات وانطالقا من أن الع الم كله س وق واح دة بتط وير نفس ها على المس توى الع المي ،كما
ب رزت ممارس ات جدي دة للمؤسس ات تبل ورت في ك ثرة االس تحواذ على مؤسس ات أخ رى ،ح دوث
ض
االن دماجات بين المؤسس ات ،وتزايد ع دد التحالف ات االس تراتيجية العالمية واتفاق ات التع اون أو
المش روعات المش تركة بين ش ركات عالمية وعمالق ة ،فتج اوزت المنافسة به ذا األس واق المحلية إلى
األسواق العالمية؛
ط
.2التركيز على وضع استراتيجية للتنافس تحقيقا للميزة التنافســية :مع تزايد االتج اه نحو العالمية ،
يصبح الزبائن أكثر استعدادا لشراء احتياجاتهم من أي مكان في العالم .ومن ثم يتزايد اهتمام الزبائن
بالمنتج ات المبتك رة ذات الدرجة العالية من الوث وق بها وبش رط أن يتم توافرها وبيعها بالس عر المالئم.
أما من منظ ور الش ركات المنافسة ص انعة وبائعة المنتج ات ،فقد تغ يرت ديناميكي ات المنافسة والعوامل
المحركة لها في داخل العديد من الصناعات العالمية ،واستجابة لتلك الظروف ،بدأت الشركات العالمية
في الترك يز على مفه وم الم يزة التنافس ية باعتبارها عنص را أساس يا وجوهريا للنج اح في خلق قيمة
لمشتري منتجاتها .لذا بدأت الشركات توجه اهتماماتها أوال نحو إجراء تحليالت استراتيجية للصناعة
ودراسة األط راف المش اركة داخل ه ذه الص ناعة وتش مل :الش ركات المنافسة والموج ودة حالي ا،
الشركات المنافسة والمحتمل دخولها إلى السوق ،الشركات المنتجة لمنتجات بديلة ،الموردون ،الزبائن.
وبعد االنته اء من ه ذه التحليالت يتم االنتق ال إلى الخط وة التالية وهي قي ام الش ركات بص ياغة ووضع
استراتيجياتها للمنافسة وبهدف تحقيق ميزة تنافسية مستمرة؛
.3ظهور المنافسة المعتمــدة على الــزمن :اس تجابة لعالمية األس واق ب رزت نوعية جدي دة من المنافسة
وهي المنافسة على أس اس تخفيض عنصر ال زمن لص الح المس تهلك أو الزب ون ،ومن ثم تحس ين الق درة
التنافسية للمؤسسات؛
3
ص ( .)38خليل ن.م ،)1998( ،.الميزة التنافسية في مجال األعمال ،مركز اإلسكندرية للكتــاب ،اإلســكندرية،
ص.20-16 .
صLa concurrence mondiale .
Les fusionsض.
طLa mondialisation .
26
.4تزايد معــدالت االبتكــار والتغــير التكنولــوجي :أدى تزايد مع دالت االبتك ار التكنول وجي إلى تخفيض
زمن دورة حي اة المنتج .ويع ني ذلك ض رورة قي ام المؤسس ات باإلس راع في تق ديم منتج ات جدي دة إلى
األسواق؛
.5التركيز على مفاهيم الجودة الشاملة :يمثل التركيز على الجودة أهم التطورات في البيئة الصناعية
خالل ال وقت الحاض ر ،حيث تعد الج ودة ه دفا اس تراتيجيا لإلدارة العليا في معظم مؤسس ات األعم ال
ظ
الص ناعية والخدمية على حد س واء .ولقد ص رح " : TERPSTRAأن الس بب الرئيسي لنج اح مؤسسة
يتوقف على مدى تقبل جودة المنتجات التي يتم تقديمها للسوق"( ،)93ونستخلص من هذا القول أن السبب
الرئيسي ال ذي يجعل المؤسسة تس تمر في نش اطها وبقاءها في الس وق وتحقيقها لألرب اح ،هو درجة
األهمية ال تي توليها لعنصر مهم هو مراقبة ج ودة منتجاته ا ،ففشل أي منتج في الوف اء باحتياج ات
المستهلك ورغباته لن يعوضه على أي جهد تسويقي في عناصر المزيج التسويقي األخرى.
نستنتج مما سبق ،أن أهم ما يميز بيئة المؤسسة اليوم ،هو حضور عنصر المنافسة بقوة ش ديدة،
فأصبحت المؤسسات تدرك أن بقاءها في السوق مرتبط بقدرتها على المنافسة ،وال تتحقق هذه األخيرة
إال بمعرفة المؤسسة لبيئتها التنافسية وتحليلها للمنافسة ،وهذا ما سنتطرق إليه في المبحث الموالي.
I.4.تحليل المنافسة
يقصد بالمنافسة" :التقاء العارضين والطالبين في سوق معين ،مما ينتج عنه تنافس الذي يؤدي
حتما إلى تخفيض السعر حتى يتساوى مع التكلفة المتوسطة"(.)04
وتعني كذلك" :التنافس بين البائعين أو بين المشترين على نفس المنتج"(.)14
نستنتج من المفهومين السابقين أن المنافسة اقتصرت على أساس منتج واحد ،وبين قوتين فقط
(الع رض والطلب) ،في حين تجاوزته الي وم إلى المنافسة على أس اس ال وقت ،المنافسة على اإلمكاني ات
27
والق درات المتكامل ة ،والمنافسة بين المنتج ات البديل ة ،إذ يمكن التمي يز بين أربعة أن واع من المنافسة
حسب درجة إحالل المنتج(:)24
-المنافسة بين المنتج ات المتش ابهة وال تي تق دم لنفس مجموعة الزب ائن وبأس عار متقاربة أي إلى نفس
السوق المستهدف؛
-المنافسة بين المنتجات المتشابهة ولكن تلك التي تخدم قطاعات سوقية مختلفة؛
-المنافسة بين المنتجات المختلفة التي تشبع نفس الحاجة؛
-المنافسة بين المنتجات المختلفة للحصول على تفضيل المستهلك.
إن دراسة المؤسسة للمنافسة يعتمد على مقارنة منتجاتها ،أسعارها وقنوات التوزيع واالتص ال،
الخ .وهذا مع أقرب منافسيها وهذا لتحديد ميزاتها التنافسية ،وكذا سياساتها الهجومية أو الدفاعية ،لكن
ماذا يجب أن تعرف على منافسيها ؟
إن هذه األمور من األهمية بمكان وال يمكن تجاهلها ،ولذا سنستعرض فيما يلي لثالث خطوات
تساعد في تعريف المنافسين الذين تواجههم المؤسسة.
I.1.1.4.تحديد المنافسين
هل ،فمثال مؤسسة Coca-cola يها أمر س قد يعتقد البعض أن تحديد المؤسسة لمنافس
للمش روبات الغازية تع رف أن أك بر من افس لها هي مؤسسة ،Pepsiولكن الص عوبة ال تكمن في تحديد
المنافس ين الح اليين وإ نما في تحديد المنافس ين المحتملين ال ذين دخ ولهم في الس وق يش كل خط را على
المؤسسة.
ويمكن تعريف المنافس من خالل نظرة الزبائن له ،على أنه" :المؤسس ة التي تقوم بتقديم نفس
البضاعة أو الخدمة التي تقدمها مؤسستك والتي تلبي نفس الحاجة أو المطلب لهؤالء الزبائن"(.)34
.)42(4العارف ن ،)2000( ،.اإلدارة االستراتيجية :إدارة األلفية الثالثة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،ص.67 .
.)43(4فرانسيس د ،)1995( ،.القيم التنظيمية ،ترجمة هيجان ع.أ ،.معهد اإلدارة العامة ،السعودية ،ص.182 .
28
ولكن ليس المنافس ون هم فقط المؤسس ات األخ رى ال تي تتعامل في نفس الس وق ،وتنتج نفس
المنتجات وتحاول اقتطاع شريحة الزبائن الذين اعتادوا التعامل مع المؤسسة ،فعلى حد تق دير Technof
ع
المنتج المن افس" .))44ولكن المنافس ه و كل من يساوم المؤسسة
" : iالمن افس ال يعني دوما المؤسسة أو َ
ويح اول أن يقتطع جانبا من أرباحه ا ،وعلى ذلك يع رض PORTERفئ ات المنافس ين كما هو م بين في
الشكل (.)I.5
غ
الشكل ( :)I.5نموذج قوى التنافس الخمس لـ PORTER
الداخلين المحتملين
المنافسين في القطاع
الموردون الزبائن
قدرة التفاوض
شدة المزاحمة بين المنافسين قدرة التفاوض
للموردين
للزبائن
البدائل
Source : DUPUY Y et autres., (1989), Les systémes de gestion, Librairie Vuibert, Paris, p. 52.
.1المنافس ــون في نفس الص ــناعة :يق دمون للس وق نفس المنتج ات وينافس ون على الج ودة ،الس عر،
الخدمات ،أو عليها جميعا في محاولة اقتناص جانب مما تحققه المؤسسة من مبيعات؛
29
.2المــوردون :يس اومون لرفع أس عار ما يبيعونه للمؤسس ة ،وبالت الي يقلل ون من ما ك ان يمكن لها أن
تحققه من أرباح؛
.3الزبــائن :يس اومون لتخفيض أس عار ما يش ترونه ،وزي ادة الخ دمات ال تي يحص لون عليه ا ،وبالت الي
يساهمون أيضا في تصعيب مهمة المؤسسة وتقليل العائد الصافي ألرباحها؛
.4منتجو السـ ــلع البديلـ ــة :هم مص در تهديد لس حب الزب ائن –والم وردين أيض ا -من التعامل مع
المؤسسة ،وبالتالي عدم تمكينها من تحقيق أو المحافظة على مبيعاتها وأرباحها؛
.5المنافسون المحتملون :هم الذين تغريهم األرباح التي تحققها المؤسسة في صناعة معينة فيقررون
دخول ذات المجال لتحقيق نصيب من تلك األرباح ،فتكون النتيجة سحب مساحة من السوق وتخفيض
المبيعات واألرباح.
-تحديد الخصائص والمعايير التي يتم على أساسها النظر إلى السلعة ،الجودة ،الحجم ،درجة التعقيد،
الخ.؛
-تصنيف هؤالء المنافسون في مجموعات وبناء عليه تحديد االستراتيجيات التي يمكن إتباعها.
30
إن مقارنة وضع المؤسسة بالمؤسس ات المنافسة يس اعد على وضع اس تراتيجيات المؤسس ة،
نظ را ألن إمكانية تنفيذ االس تراتيجيات وتحقيق األه داف تتوقف بدرجة كب يرة على ق وة أو ض عف
المنافسين.
ويع بر ج انب الق وة عن عامل تم يز وتف وق معين أو م يزة تنافس ية ،وكما يع بر عن ما تس تطيع
المؤسسة القيام به بشكل فائق بالمقارنة مع القدرات الحالية أو المحتملة للمنافسين .إذن جانب القوة هو
المقدرة المتميزة والخاصة والتي تعد هامة حيث تعطي للمؤسسة ميزة مقارنة في السوق.
أما عن جانب الضعف ،فهو شيء ما تقوم المؤسسة به بشكل سيئ أو ليس لديها الطاقة الالزمة
للقيام به على الرغم من توافرها لدى المنافسين(.)64
-أنواع المنتجات ومواصفاتها التي يطلبها السوق والتي يمكن للمؤسسة إنتاجها بمزايا نسبية أكبر من
منافسيها؛
-أنواع الزبائن لمختلف المنتجات وتفضيالتهم من حيث المواصفات واألسعار والشروط؛
.)46(4خليل ن.م ،)1995( ،.اإلدارة االستراتيجية :تكوين وتنفيذ استراتيجيات التنافس ،دار المعــارف ،اإلســكندرية،
ص.169 .
.)47(4الس ــلمي ع ،)1995( ،.السياســـات اإلداريـ ـة في عصر المعلوم ــات ،دار غـــريب للطباعة والنشر والتوزيـــع،
القاهرة ،ص.90 .
31
-أن واع المنافس ون ودرج ات س يطرتهم على األس واق ،والمزايا ال تي يتمتع ون بها في مواجهة
المؤسسة؛
-أنواع المنتجات المنافسة أو البديلة المتوفرة في السوق ومصادر إنتاجها؛
-أنواع الخدمات المكملة للمنتجات ومدى توافرها لدى المنافسين؛
-حركة األسعار في السوق لمثل منتجات المؤسسة ،واتجاهات تفضيل الزبائن للمنتجات المنافسة على
أساس أفضلية السعر؛
مقدر بكميات المبيعات.
-حجم السوق الحالي والمرتقب في الفترات القادمة ٌ
ق
ومن أجل دراسة التن افس يجب أن تك ون هن اك وح دة تنظيمية (خلية يقظ ة) ،مس ؤولة عن
الجمع المنظم والمستمر للمعلومات وتقديمها في شكل يسهل فهمه وتحليله وتخزينه ونشره ،لذا فإنه من
الضروري أن تقوم المؤسسة بتنظيم عملية ذكية ويتطلب هذا ما يلي(:)84
-تخصيص غرفة العمليات بحيث تخزن فيها وتوزع كل المعلومات المتعلقة بالتنافس؛
-قوة األداء والتي تشمل مديري اإلدارة العليا ومحلال اقتصاديا وتنفيذيين؛
-قائمة بأسماء المنافسين الحاليين للمؤسسة؛
-قائمة بأسماء المنافسين المحتملين في المستقبل؛
-ملف خاص بكل منافس بحيث يحتوي على:
تقاريرهم السنوية وحساباتهم بالنسبة للسنوات القليلة الماضية؛
كل ما كتب في الجرائد عن المؤسسة المنافسة؛
الدراسات االستشارية المتخصصة؛
تفاصيل براءات االختراعات الحالية والمحتملة.
-إيجاد ملف خاص بالمؤسسة بحيث يحتوي على:
إحصائيات عن السوق ونموه؛
تقييمات متخصصة مكتوبة عن السوق.
ك
-قائمة بأسماء المنافسين السيئين بحيث يكون لكل منافس ملف خاص يضم التفاصيل؛
-تاريخ مفصل لكل منافس ،بحيث يضم األحداث الهامة له؛
-تقييم المخاطر الناجمة عن كون المؤسسة أصبحت متقدمة تكنولوجيا.
32
ل
وأما عن طريقة جمع المعلومات فقد حدد Dominique Michelعدة مصادر لذلك وهي(:)94
أما التهدي دات فتع ني مش اكل أو أض رار محتملة للمؤسسة قد تنشأ من تغ يرات غ ير مواتية في
الظروف البيئية ينبغي على المؤسسة تفاديها أو التعامل معها بأفضل صورة ممكنة(.)05
ويتم اكتشاف الفرص والتهديدات من خالل استعراض المعلومات والبيانات التي تم جمعها ،ثم
مناقشتها لتحديد تأثيرها المحتمل ومحاولة التنبؤ بسلوك واتجاهات المتغيرات البيئية المؤثرة على نشاط
المؤسسة سواء في المستقبل القريب أو البعيد.
وتق دم عملية تحليل الف رص والتهدي دات احتم االت وج ود مركز نس بي معين يمكن أن تحتله
المؤسسة وذلك من خالل تحديد األهمية النسبية لهذه التهديدات والفرص مما يساعد المؤسسة في توجيه
جهودها تجاه استغالل الفرصة أو مواجهة التهديد.
خالصــة
تناولنا في ه ذا الفصل تط ور نظ رة الفكر التنظيمي للمنظم ة ،وبحكم تش ابك المتغ يرات ال تي
تتش كل منها ه ذه األخ يرة وتعقد المتغ يرات ال تي تتحكم وت ؤثر في أدائه ا ،ج اءت كل نظرية وق امت
بإضافة شيء جديد يكمل ما فعلته سابقتها أو يطور فيها أو يفتح مجاالت جديدة لتطويرها.
MICHEL D., (1991), "Comment s’informer sur les concurrents ?", Entreprise, N° 72 ل .في:
4
)49(. KOTLER P et DUBOIS B., Marketing management, op. cit., p. 260.
.)50(5العارف ن ،.مرجع سبق ذكره ،ص.97 .
33
وهك ذا ب رز الفكر الكالس يكي معتم دا على األس لوب العلمي في دراس ته من خالل أعم ال
TAYLOR, FAYOL, WEBERوال ذين رك زوا على البعد الم ادي للمنظم ة ،انطالقا من اعتب ار
المنظمة نظاما مغلقا يس عى لتحقيق األمثلية ،وفي نفس ال وقت متب نين فك رة الرجل االقتص ادي أس اس
الفكر الكالسيكي.
-مدرسة العالق ات اإلنس انية وال تي تعت بر المنظمة نظاما مغلقا ولكنه ط بيعي أي يأخذ بعين االعتب ار
العالق ات اإلنس انية كعامل محدد في المنظمة ورك زت على مفه وم الرجل االجتم اعي ،حيث تهتم
بالعنصر البشري وظهرت في هذا المجال أعمال MAYOخاصة.
-المدرسة السلوكية والتي تعتبر المنظمة نظاما مفتوحا بإمكانه تحقيق نتائج مثلى.
وج اء الفكر الح ديث ليس ل دحض ما س بق من الدراس ات وإ نما ق ام بتجديد الط رح باعتب ار أن
المنظمة نظاما مفتوح ا ،فقد اعت بر BARNARDأن المنظمة هي مج اال للتع اون ،واعت بر SIMON
المنظمة كإطار التخاذ القرارات ،حيث اعتبرت المنظمة أداة يتم بواسطتها تحويل المدخالت من خالل
عملية التحويل إلى مخرجات ويعتمد في ذلك على عالقاتها التبادلية بينها وبين البيئة الخارجية.
ثم تناولنا أهمية البيئة في حياة المؤسسة ،فاستخلصنا إلى أن وجود وبقاء أي منهما كطرف هو
شرط ضروري لبقاء ووجود اآلخر ،وبالتالي فإن أي طرف منهما يؤثر ويتأثر باآلخر حتى وإ ن كان
وج ود البيئة يس بق وج ود المؤسسة في كل الظ روف ،ه ذه البيئة ال تي تعمل فيها المؤسسة تنط وي على
متغيرات عامة كالعوامل االقتصادية ،االجتماعية ،الثقافية والسياسية والتي تشترك فيها كل المؤسسات،
ومتغيرات تشغيلية (بيئة العمل) خاصة بكل مؤسسة كالمنافسين ،الزبائن ،الموردين.
وتتطلب متابعة البيئة وخاصة البيئة التنافس ية األخذ بعين االعتب ار التغ يرات ال تي تح دث في
مالمح وخص ائص المنافس ين ،القطاع ات الس وقية المختلف ة ،احتم ال دخ ول منافس ين ج دد ،ق وة الزب ائن
والموردين ،وكذلك جمع بيانات متكاملة عنها وتحديد نوعيتها ،وأسلوب جمعها ومصادرها ،ثم تحليلها
وذلك لغ رض أساسي وهو اكتش اف التهدي دات ال تي تواجهها المؤسسة والف رص المتاحة لها القتناص ها
واكتسابها وتحويلها إلى ميزة تنافسية.
ولكي تتمكن المؤسسة من الحصول على ميزة تنافسية ،يتطلب عليها إتباع استراتيجية تنافسية
محكمة ليس فقط من أجل اكتساب ميزة تنافسية وإ نما للحفاظ عليها أيضا ،وهذا ما سنتناوله في الفصل
الموالي.
34