Professional Documents
Culture Documents
مدخل إدارة الأعمال- المحاضرة 04
مدخل إدارة الأعمال- المحاضرة 04
1
السنة األولى ليسانس -جذع مشترك محاضرات في مقياس مدخل إلى إدارة األعمال
اقترح "سايمون" في بحوثه استبدال نموذج "الرجل االقتصادي" لدى الكالسيك الذي يسعى للحصول على الحد األقصى من المنافع عند اتخاذه
للقرار ،بنموذج "الرجل اإلداري" الذي يهدف إلى الرضا والقبول بأقل من الحد األقصى من الحلول عند اتخاذه القرار ،أي التوصل إلى حلول
مرضية للمشكالت التي تواجهه .وقد درس "سايمون" بالتحليل صفة الرشد في الق اررات ،فأوضح أن القرار اإلداري ال يكون رشيدا بصفة
مطلقة ،ألنه ال يمكن أن تتوافر لدى متخذ القرار كل م قومات الرشد التي تتطلب معرفته بكل الحلول الممكنة ،فعليه االكتفاء بالحلول المرضية
أو "المثالية النسبية" بدل الحل األمثل .أي أن "سايمون" ينادي بالرشادة المحدودة للق اررات.
.2تقييم النظرية
يمكن اعتبار" سايمون" رائد النظرية الق اررية ،التي قدمت إضافات كبيرة لعملية اتخاذ القرار في المنظمات ،دون إنكار إسهامات من سبقوه
في اتخاذ القرار .إضافة إلى "سايمون" الذي فتح الطريق لباحثين آخرين للحديث عن القرار في المنظمة من وجهات نظر مختلفة ،إال أن
أهم ما ميز هذه األفكار انتقادها للنهج الكالسيكي فيما يخص عملية اتخا ذ القرار ،واعتبارها أن متخذ القرار ال يمكنه أن يتمتع بالرشد
المطلق ،بل هناك عوامل محيطة تؤثر في هذا الرشد ،من أهمها :البيئة المحيطة ،والمعلومات المتحصل عليها ،واللتان تجعالن هذا الرشد
محدودا ،مما ينتج عنه ق اررات مرضية وليست مثالية بالمطلق .وبذلك فإنه أخذ ب عين االعتبار الظروف التي تحيط بالمدير والتي على إثرها
ينتهج السلوك المناسب حسبها.
إال أن ما يعاب على نظريته أنه ال يمكن اعتبارها نظرية شاملة في اإلدارة رغم أن الق اررات تعتبر لب العمل اإلداري وأساسه ،ويعود ذلك
لتركيزه الكبير على الق اررات واهماله وظائف المدير األخرى ،كذلك فإن نظرة "سايمون" للمدير متخذ القرار اإلنسانية التي تأخذ بعين االعتبار
السلوك الذ ي ينتهجه في اتخاذه للق اررات آخذا بعين االعتبار الظروف المحيطة ،تجعل منه ال يبذل جهدا في البحث عن القرار األكثر كفاءة
وانما يكتفي بالق اررات التي ترضيه (القرار المرضي) فقط ،مما يضفي على القرار الطابع الذاتي لتدخل الجوانب النفسية للمدير في اتخاذه،
ويجعله بذلك يبتعد عن الرشد والموضوعية.
المطلب الثالث :النظرية النظامية
.1التعريف بالنظرية
يعتبر"لدوين فون برتلونفي "( ) L. V. Bertalanffyمن أ هم رواد النظرية النظامية ،وتقوم هذه النظرية في اإلدارة على ربط المنشأة بكل
عرف "برتلونفي" النظام على أنه مجموعة العناصر المتفاعلة فيما بينها والموجهة نحو تحقيق هدف معين،
من البيئة الداخلية والخارجية ،وقد ّ
عرفه أيضا بأنه مجموعة من األجزاء التي تتفاعل مع بعضها البعض لتحقيق أهداف معينة وبطريقة تكون كال متكامال. كما ّ
ومن ثم فإن المنشأة عبارة عن نظام مكون من عدة أنظمة فرعية مترابطة فيما بينها وفي تفاعل ديناميكي ،وتعمل هذه األنظمة الفرعية داخل
نظام مفتوح على البيئة يتفاعل معها باستمرار بهدف استغالل مواردها كمدخالت ،ثم القيام بعمليات تحويلية لهذه المدخالت داخل األنظمة
الفرعية للمنشأة للحصول على مخرجات تطرح في البيئة من جديد ،وتعاد هذه العملية بشكل مستمر عن طريق ما يسمى بالتغذية العكسية.
إن النظرة النظامية للمنشأة باعتبارها نظاما مفتوحا مشكال من عدة أنظمة فرعية تناقض في تحليلها النظرة الكالسيكية وحتى السلوكية ،اللتان
اعتبرتا المنشأة نظاما مغلقا ،وخاصة الكالسيك الذين انطلقوا من فكرة الرشادة المطلقة والعقالنية ،ومن ثم إهمال العوامل الخارجية وعدم
التأكد من عالقة المحيط بالمنشأة.
إن النظريات التي سبقت النظرية النظامية ركزت اهتمامها على جانب معين من جوانب التنظيم ،وقد ساعد ظهور أفكار النظاميين على
تحقيق التكامل بين األفكار السابقة والنظر إلى المنشأة كنظام اقتصادي واجتماعي ونفسي ،يتكون من أنظمة فرعية تتفاعل فيما بينها ومع
البيئة الخارجية .متمثلة في:
نظام العقائد والقيم؛ وهو مجموعة القيم والعقائد التي يحملها أعضاء المنشأة وخاصة المدير لما نكون بصدد اتخاذ الق اررات.
نظام يتعلق بالهيكل التنظيمي الرسمي للمؤسسة؛ وهو مجموعة المهام والوظائف وعالقات السلطة والصالحيات والسياسات واإلجراءات
واالتصال.
النظام اإلنساني؛ ويتكون من القوى البشرية في المنشأة.
نظام العمل؛ ويتكون من التخطيط والقيادة واتخاذ الق اررات والرقابة على األعمال.
2
السنة األولى ليسانس -جذع مشترك محاضرات في مقياس مدخل إلى إدارة األعمال
.2تقييم النظرية
قدمت نظرية النظم نظرة حديثة وجديدة للمنشأة تختلف عن النظرة القاصرة التي ميزت أفكار الكالسيك والسلوكيين؛ من خالل اعتبارها
المنشأة نظاما متكامال يتكون من أنظمة فرعية تمثل أجزاء للمنظمة ،وتتداخل هذه األجزاء وتتشابك عالقاتها فيما بينها لتشكل كال متكامال،
وبذلك فإن ميزة نظرية النظم أنها نظرت إلى المنشأة بنظرة شمولية ولم تقتصر على أجزاء منها ،مثل الكالسيك الذين اعتبروا المنظمة وحدة
اقتصادية فركزوا بذلك على النواحي المادية فيها ،أو أنصار العالقات اإلنسانية والسلوكيون الذين ركزوا على العامل اإلنساني فاعتبروا
المنظمة وحدة اجتماعية .إضافة إلى ذلك فإن نظرية النظم لم تعزل المنشأة عن محيطها وبيئتها الخارجية واعتبرتها نظاما مفتوحا على بيئته،
وهذا عكس المدارس والنظريات السابقة التي درست المنشأة كنظام مغلق ال يتأثر بالمحيط الخارجي.
مقابل هذه الميزات التي جاءت بها نظرية النظم يعاب عليها أنها باعتبارها المنظمة نظاما متكامال يتشكل من مجموعة أنظمة فرعية تتفاعل
وتترابط فيما بينها ،بحيث يؤدي أي خلل في عملية التفاعل بين األنظمة الفرعية ،أو نقص في أحد هذه األنظمة إلى التأثير سلبيا في النظام
ككل .كما أن التركيز على فكرة النظام للمنشأة يؤدي إلى فقد روح العالقات اإلنسانية واأللفة داخل النظام ،والذي قد يؤدي بدوره إلى ضعف
الكفاءة اإلنتاجية للعاملين.
المطلب الرابع :النظرية الموقفية ( الظرفية)
.1التعريف بالنظرية
يعتبر "إدوارد فيدلر" ( )F. E. Fiedlerمن أهم رواد هذه النظرية ،وهي حديثة نسبيا مقارنة بالنظريات السابقة؛ حيث أنها حاولت إيجاد
تكامل بين نظريات الفكر اإلداري السابقة لها ،فهي ترتكز على الموقف في تحليلها للعملية اإلدارية في المنشأة.
وحسبها فإن الموقف هو المحدد للسلوك أو التصرف اإلداري ،أي تدخل العوامل البيئية في تحديد أسلوب التسيير؛ فالطرق والتصرفات
التسييرية التي تصلح في موقف معين قد ال تكون فعالة في موقف آخر ،وعليه فإن النظرية الموقفية تنادي بضرورة االرتباط القوي بين
التصرفات التسييرية في المؤسسة وبين الخصائص المتعلقة بالموقف ،ويمكن توضيح ذلك من خالل الشكل رقم ( )2كاآلتي:
شكل رقم ( :)2العوامل الموقفية المحددة لنمط التنظيم وسلوك المدير
فهناك عالقة بين الق اررات والتصرفات التسييرية والبيئة وخصائص الموقف الذي تتخذ فيه هذه الق اررات ،ومهمة المدير هنا تتمثل في تحديد
األساليب األكثر قدرة على تحقيق أهداف المنظمة في موقف معين ،وفي ظروف بيئية وزمنية معينة.
وللتوضيح أكثر فإن موقف حاجة العاملين للتشجيع والتحفيز بهدف زيادة اإلنتاجية ،الكالسيكيون يعتمدون فيه على نظام الحوافز المادية
بالرفع من األجور والمكافآت ،بينما يتخذ السلوكيون أسلوبا دافعيا باالهتمام بتحقيق حاجات العاملين النفسية واالجتماعية وتقديرهم أكثر
ومنحهم فرص المبادرة ،ويتوقف تطبيق أحد األسلوبين على عدة عوامل موقفية ،فعلى سبيل المثال ال الحصر نأخذ عامل طبيعة ومستوى
العاملين؛ فإذا كانوا ال يتمتعون بالكفاءة والخبرة الالزمة في العمل وغير مدربين فإن األسلوب أو الق ار ار الكالسيكي أفضل لهذا الموقف ،أما
إذا كانوا من ذوي الكفاءة العالية والتدريب والخبرة فإن التحفيز المعنوي وزيادة دافعيتهم يكون أكثر مالءمة وهو خيار السلوكيين.
3
السنة األولى ليسانس -جذع مشترك محاضرات في مقياس مدخل إلى إدارة األعمال
فيمكن القول أن هذه النظرية تعترف بأهمية جميع األفكار السابقة كمدخل لتطوير األداء اإلداري في المنظمة ،لكنها ترى بأنه من الصعب
األخذ بأسلوب إداري محدد أو نظرية إدارية معينة بصفتها األسلوب األمثل للتعامل مع كافة الظروف وفي كافة األزمنة والبيئات.
.2تقييم النظرية
من مزايا هذه النظرية أنها حاولت تكييف المدارس السابقة للوصول إلى التعامل مع المواقف والظروف ،ولم تأت لتوحيد المدارس ،كما أنها
تبني القرار أو الحل األفضل والمالئم للموقف أو الظرف الذي يكون فيه.
تتيح للمدير فرصة ّ
لكن رغم واقعية هذه النظرية إال أن البعض يرى بأن االعتماد عليها يعوق فكرة وضع نظرية متكاملة لإلدارة لها صفة القبول والعمومية ،كما
أنها ترى بأن كل تصرف أو قرار من قبل المدير البد أن يقترن بالموقف ،باإلضافة إلى أنها ال تعترف بوجود أسلوب إداري معين أو نظرية
محددة يمكن تطبيقها في اإلدارة بل األسلوب المطبق يخضع للظروف والمواقف التي تكون فيها المنشأة.
ويمكن القول أن المدرين يمكنهم تطبيق أسلوب إداري محدد ،فقط عليهم مراعاة العوامل البيئية المختلفة التي قد تؤثر على تصرفاتهم وق ارراتهم،
إضافة إلى ضرورة تحليلهم لطبيعة الموقف والعوامل المتحكمة فيه قبل اتخاذ التصرف اإلداري المناسب.
المطلب الخامس :نظرية اإلدارة باألهداف
.1التعريف بالنظرية
إن نظرية اإلدارة باألهداف وفقا لرائدها "بيتر دروكر" ( ،)P. Druckerاستفادت من مختلف األفكار السابقة؛ إذ جمعت بين الجانب العلمي
في التسيير والجانب اإلنساني السلوكي والجانب الكمي ،وترتكز على وضوح األهداف وتحديدها بحيث تكون قابلة للتطبيق ،كما تقوم اإلدارة
باألهداف على أساس المشاركة في اتخاذ القرار ووضع وتحديد األهداف؛ فهي تعتمد على مبدأ الديمقراطية وتنمية روح المشاركة وتحمل
المسؤولية ،وهي من األدوات المهمة والحديثة في التحفيز.
ويعرفها "دروكر" بأنها اإلدارة التي تتخذ األهداف منهجا لها في العمل ،وهي العملية التي يتكامل فيها العمال داخل التنظيم فيما بينهم نحو
تحقيق أهداف المنشأة.
فهي بذلك نظام إ داري يهدف إلى زيادة فعالية كل من المنظمة والعاملين عن طريق مشاركة جميع أعضاء التنظيم في وضع األهداف
وتحقيقها.
وتكمن المبادئ األساسية لإلدارة باألهداف في ما يأتي:
-مبدأ المشاركة بين المدير والعاملين في وضع األهداف.
-مبدأ التعاون بين اإلدارة والعاملين على تحقيق األهداف.
-مبدأ منح المبادرة للعاملين بهدف تنمية روحهم المعنوية وقدراتهم الذهنية.
وبهدف التطبيق الجيد لهذه المبادئ ونجاح اإلدارة باألهداف البد على المدير االلتزام بما يأتي:
-اتباع نظام المركزي في اإلدارة عن طريق تفويض الصالحيات للمرؤوسين أكثر واالبتعاد قدر المستطاع عن المركزية.
-منح أهمية أكبر للجوانب النفسية في العمل.
-أخذ بعين االعتبار التنظيم غير الرسمي في العمل.
-تطبيق األسلوب الديمقراطي في اإلدارة وتشجيع اإلبداع.
وتتمثل خطوات تطبيق أسلوب اإلدارة باألهداف حسب "دروكر" في ما يأتي:
-تحديد األهداف العامة بمشاركة بين اإلدارة والعاملين.
-وضع األهداف اإلجرائية والبرامج والخطط التنفيذية.
-المشاركة في تنفيذ األهداف وتحديد المهام والمسؤوليات المتعلقة بالهدف.
-التقييم الدوري لمدى تنفيذ األهداف والبرامج والخطط التنفيذية.
-تقييم األداء على أساس النتائج المحققة؛ أي مدى تحقيق الهدف.
4
السنة األولى ليسانس -جذع مشترك محاضرات في مقياس مدخل إلى إدارة األعمال
.2تقييم النظرية
-أسهمت هذه النظرية كثي ار في تعزيز أفكار أنصار العالقات اإلنسانية والسلوكيين؛ حيث ركزت على منح العاملين الفرصة لمشاركة اإلدارة
في وضع األهداف واتخاذ الق اررات ،وهو ما يدخل في إطار تعزيز العالقات اإلنسانية بين اإلدارة والعاملين وتحقيق حاجات العاملين النفسية
المتعلقة بالتقدير واالحترام وامكانية تحقيق الذات.
-من مزايا هذه النظرية أنها تسعى لتنمية الروح المعنوية للعاملين من خالل االتصال المستمر مع الرؤساء في اإلدارة في جو من الحرية
والتعاون .وكذلك تنمية روح اإلنتماء للمنظمة.
-تساعد في تنمية القدرات التخطيطية والق اررية للعاملين.
-المساهمة في زيادة اإلنتاجية للمنشأة نتيجة تحسين مناخ العمل.
ورغم هذه المزايا إال أنها تعرضت لبعض االنتقادات تمثلت في أن بعض الرؤساء والمديرين في المنشأة قد ينفرون من تطبيق هذا األسلوب
عملي ،خاصة إذا تعرضت المنشأة لمصاعب مستعصية ال يمكن اتخاذ قرار حلّها سوى من المدير،
ّ اإلداري ويعتبرونه مضيعة للوقت وغير
أو التعرض لمشاكل تحتاج إلى ق اررات مستعجلة لحلّها .كما يمكن من خالل إشراك العاملين في وضع أهداف واستراتيجيات المنظمة من
كشفها لآلخرين وخاصة المتعاملين والمنافسين.
المطلب السادس :النظرية اليابانية ""Z
.1التعريف بالنظرية
تعد النظرية اليابانية " "Zلرائدها "ويليام أوشي" ( )W. Ouchiمن أحدث النظريات؛ حيث سادت في ثمانينيات القرن الماضي ،وقد بينت ّ
بأن هناك أساليب حديثة في التسيير أثبتت جدارتها وكفاءتها ،واستوحتها من اإلدارة اليابانية في التسيير ،وتعتمد أساسا على القيم االجتماعية
السائدة ،ومن بين هذه القيم التركيز على الجماعة واعتبارها أساس العمل ،عن طريق إشراكها في كل ما يتعلق بالمؤسسة ،وخاصة فيما
ينمي ارتباط العامل بمؤسسته وشعوره باالنتماء المؤسسي مما يجعله مستعدا لتقديم المصلحة العامة
يتعلق بعملية اتخاذ القرار ،وهو ما ّ
للجماعة والمؤسسة على مصلحته الشخصية.
واستمدت هذه األساليب في التسيير من القيم االجتماعية السائدة في المجتمع الياباني ،وتم تطبيقها في المؤسسات اليابانية ونقلها "أوشي"
إلى المؤسسات األمريكية وأثبت نجاعتها.
وانطلق "أوشي" من أ ن الكفاءة اإلنتاجية في المنظمات اليابانية أحسن من المنظمات األمريكية؛ حيث وصلت اإلنتاجية بها إلى ما نسبته
، %400وأن هذا المستوى من الكفاءة لم يصل إليه اليابانيون نتيجة السياسات االستثمارية الناجعة بل يرجع إلى نمط التسيير المعتمد والذي
يولي عناية خاصة بالعنصر البشري .ولقد اعترف المسيرون األمريكيون أن نمط اإلدارة الياباني أحسن من النمط األمريكي .وقام "أوشي"
بدراسة خصائص النمط وأسلوب اإلدارة الياباني باألسلوب األمريكي؛ حيث توصل إلى أن النموذجين مختلفين ومتناقضين ،األمر الذي دفعه
سماها " "Zبهدف تطبيق مبادئها الجديدة في المنظمات األمريكية. إلى وضع نظرية ّ
جدول رقم ( :)1مقارنة بين النموذج الياباني والنموذج األمريكي لإلدارة
النموذج األمريكي النموذج الياباني معايير التفرقة
قصيرة األجل مدى الحياة مدة التوظيف
سريعة بطيئة الترقية
الوظيفة في البقاء عدم التخصص /تغيير الوظائف التخصص/ المسار المهني/الوظائف المشغولة
المشغولة المتعلقة بالتخصص المشغولة
فردي جماعي اتخاذ القرار
فردية جماعية المسؤولية
علنية ضمنية الرقابة
جزئي شامل االهتمام بحاجيات العاملين
5
السنة األولى ليسانس -جذع مشترك محاضرات في مقياس مدخل إلى إدارة األعمال
من خالل الجدول رقم ( )1أعاله فإننا نالحظ بأن النموذج الياباني يعتمد على مبادئ مناقضة تماما للنموذج األمريكي؛ حيث تتمثل فيما
يأتي:
-التوظيف مدى الحياة :حيث يشعر العامل باألمن الوظيفي مما يقوي انتماءه للمنظمة.
-الترقية بطيئة :لضمان التدريب والتعليم الكفء والمستمر.
-عدم التخصص في المسار المهني :أي ترك المجال للعاملين بشغل وظائف مختلفة في المنظمة ،بغرض كسب خبرة في شتى المجاالت
وتفادي الروتين المتعلق بشغل وظيفة واحدة مدة طويلة مما قد يضعف األداء الفردي للعامل بمرور الزمن.
-صنع القرار التعاوني والمسؤولية التعاونية :من خالل المشاركة في اتخاذ الق اررات ،وتحمل المسؤولية بصفة جماعية وتعاونية في حالة
اإلخفاق.
-الرقابة :تكون الرقابة ضمنية؛ من خالل تشجيع الرقابة الذاتية ).(Autocontrôle
-االهتمام بحاجيات العاملين :يكون شامال لشخصه ولعائلته ،من خالل توفير السكن والعناية الصحية واالجتماعية والنقل.
-اإلدارة األبوية :أي التعامل األبوي للمدير مع العاملين بالمنظمة ،وهو مستمد من التعامل األبوي في العائلة اليابانية ،من خالل المعاملة
الحسنة واالهتمام بحاجياتهم المادية والنفسية ،ويشملهم بعطفه ،والمساهمة في حل مشكالتهم العائلية.
وهذا على عكس النموذج األمريكي الذي يطبق النموذج الكالسيكي في اإلدارة ،أو النظرية Xحسب "ماك جريجور" في نظريته الفلسفة
اإلدارية.
وعلى إثر هذه الدراسة التي قام بها "أوشي" للمقارنة بين النموذجين ،اقترح على المنظمات األمريكية أسلوبا جديدا في اإلدارة من خالل نظرية
أسماها " ،"Zتتماشى وخصائص المجتمع األمريكي وتطبق أهم مبادئ النموذج الياباني ،والتي تتمثل فيما يأتي:
-التوظيف طويل األجل :حتى يشعر العامل باألمن الوظيفي.
-الترقية البطيئة للموظف :لتعزيز التدريب المستمر والوصول للكفاءة.
-مسار مهني متخصص وعام :أي ترك الحرية للعامل في البقاء في تخصصه أو تغيير مجال التخصص.
-اتخاذ القرار جماعي والمسؤولية فردية :منح العاملين فرص المشاركة في صنع القرار في المنظمة ،مقابل تحمل المسؤولية الفردية عن
الق اررات المتخذة.
-الرقابة ضمنية وفق إجراءات واضحة :أي تكون الرقابة ذاتية للموظف مقابل وضع إجراءات واضحة لكيفية القيام بها لتحقيق نجاعتها.
.2تقييم النظرية:
لقد أسهمت هذه النظرية " " Zفي إحداث تغيير كبير في طريقة تفكير المديرين بالمنظمات ،من خالل اعتمادها على الدمج بين مزايا اإلدارة
العلمية واإلدارة باألهداف.
ومن أهم مزاياها أنها ركزت على اعتماد البساطة في التسيير من خالل توجيه العاملين وترك لهم الحرية وفرص المبادرة بهدف تحسين أدائهم
المستمرين للعاملين بهدف الرفع من كفاءتهم اإلنتاجية ،واهتمامها الشامل بحاجيات العاملين
ّ الوظيفي ،كما أنها تركز على التدريب والتعليم
المودة
ّ يم ّكن من تعزيز الشعور باالنتماء للمنظمة ،إضافة إلى نمط اإلدارة األبوية الذي يشعر العاملين وكأنهم يعملون في جو عائلي تسوده
ومن دون ضغوط.
ورغم هذه المزايا إال أن بعض مبادئها ال يمكن أن يكتب له النجاح في كل المجتمعات نظ ار للخصائص السوسيولوجية والثقافية المختلفة عن
المجتمع الياباني؛ فضمان التوظيف طويل األ جل للعاملين يشعرهم باألمن الوظيفي ،مقابل ذلك قد يؤدي إلى تقاعس بعض العاملين عن
تبني أسلوب
أداء واجباتهم الوظيفية على أكمل وجه نتيجة ضمان الوظيفة على المدى الطويل وعدم تسريحهم مقابل أدائهم الضعيف ،كما أن ّ
الرقابة الذاتية قد ال يصلح لدى بعض المجتمعات التي يحتاج فيها الموظف إلى رقابة من قبل اإلدارة ألداء عمله كما يجب.
6