Professional Documents
Culture Documents
اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المالئكة المقربين ،اللهم اجعل لساني
عامرا ً بذكرك وقلبي بخشيتك ،وسري بطاعتك ،إنك على كل شيء قدير
وحسبنا هللا ونعم الوكيل.
اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت ،وما تعلمت ،فرده عند حاجتي
إليه ،إنك على كل شيء قدير ،حسبنا هللا ونعم الوكيل.
المحاضرة الخامسة :مدخل األنساق االجتماعية في دراسة التنظيم
مقدمة
عندما نتحدث عن مدخل األنساق عند علماء البنائية الوظيفية ،سوف نجد أنفسنا نغوص في
خضم اإلسهامات النظرية والدراسات الميدانية التي تهتم بنظاميات من األنشطة المتنوعة
كالمهام التنظيمية ،وممارسة السلطة والتنسيق بين الوظائف ،وانتشارها جميعا ً عبر قنوات
وخطوط متباين ة مع وجود أفراد يعملون ضمن أوضاع اجتماعية ورسمية تؤثر على عالقات
الدور .وذلك ضمن بنية تنظيمية تؤدي نوعين أساسيين من الوظائف :أولهما ،التأكيد على
التزام األفراد بمتطلبات التنظيم وليس العكس .وثانيهما :ممارسة عالقات القوة التي من خاللها
يتم صنع القرارات ،وأداء مختلف النشاطات التنظيمية.
أهم المقوالت التي تنهض عليها نظريته في النسق االجتماعي .يري بارسونز أن النسق
االجتماعي يتألف من مجموعة فاعلين Actorsتنشأ بينهم عالقات تفاعل في موقف يتخذ
مظهرا ً فيزيقيا ً أو بيئيًا .كما يدفع الميل من قبل هؤالء الفاعلين إلى تحقيق الحد األمثل من
اإلشباعات .Gratifications
الفاعل :The actorيمكن رؤية الفاعل كوحدة أساسية محددة تعمل داخل النسق التنظيمي
،The Organizational systemوأن الفاعل تشكله مجموعة من الحوافز ،والدوافع،
والقابلية ،والطموحات.
المكانة :The Statusيمكن التعبير عن المكانة بالوضع الخاص داخل النسق القائم على تقسيم
العمل .وترتبط المكانة بالتوقعات ،Expectationsوالتحديد الواضح للحقوق والواجبات في
ضوء أهداف التنظيم.
الدور :The roleيعتبر الدور الجانب الدينامي بقدر متكافئ لكل من المكانة والفاعل ،ألن كالً
من الدور والمكانة يقعان على عاتق الفاعل وإن تباينت أساليهما في االرتباط به.
ويري بارسونز أن طبيعة الفعل االجتماعي وهي نقطة البداية األساسية في دراسة النسق
االجتماعي الذي يمكن رؤيته من جانبين،
أولهما :مشكلة النظام االجتماعي أو طبيعة القوى التي تعمل على إيجاد أشكال مستقرة نسبيا ً للتفاعل.
وثانيهما :محاولة تطوير مفاهيم مجردة للنسق االجتماعي ضمن إطار نظري مرجعي لتوقعات
الفاعلين في المواقف االجتماعية العديدة.
استخدم بارسونز أيضا ً مفهوم الوظيفة " "The functionليتضمن رؤية النوعيات النسقية للمجتمع
وأجزاءه األساسية بما في ذلك التنظ يمات .كما استخدم مصطلح النسق المركزي للقيمة " Central
" value systemليدل على ما يتصف به النسق االجتماعي من تماسك أو توجيهات مشتركة نحو
الفعل .ويعتبر النسق المركزي للقيمة أساس أي مجتمع.
وأشار بارسونز إلى أنه كي يحقق التنظيم ،كنسق اجتماعي ،وظائفه وأهدافه ينبغي أن يحقق أربعة
متطلبات أساسية يرتبط اثنان منها بالبيئة الداخلية للنسق هما التكامل ،والكمون ( Latencyأو المحافظة
على استمرارية النمط ،واحتواء التوترات) .ويرتبط االثنان اآلخران بالبينة الخارجية وهما :التكيف أو
المواءمة ،Adaptationوإنجاز الهدف The Goal - attainment
التكامل :يعني هذا المطلب تأسيس مستوى من التضامن داخل النسق حتي يتمكن من أداء وظيفته كما
ينبغي.
الكمون أو المحافظة على النمط واحتواء التوترات :وتشير المحافظة على النمط إلى مشكلة التطابق بين
نوعي األدوار التي يؤديها الفرد داخل التنظيم وخارجه .وتتطلب المطابقة وجود آليات تحقق التناغم أو
االنسجام بين التوقعات داخل التنظيم وخارجه.
التكيف أو المواءمة :يعتبر التكيف مطلبا ً يتم من خالله تدبير متطلبات التنظيم من موارد بشرية ومادية
ومهارات متنوعة تُعد ضرورية لتحقيق األهداف التنظيمية وذلك من خالل التفاعل بين التنظيم والبيئة
الخارجية.
تحقيق األهداف :يشتمل هذا المطلب على التنسيق بين األنشطة إلنجاز األهداف التنظيمي .ويتوقف
نجاح تحقيق األهداف على مالءمة الوسائل لألهداف.
أيضا ً صنف بارسونز األنساق الفرعية داخل النسق التنظيمي الكلى إلى ثالثة أنساق أساسية:
األول :النسق التقني Technicalويختص بالنشاطات ذات الطبيعة التقنية التي تسهم في إنجاز أهداف
التنظيم بشكل مباشر.
والثاني :النسق اإلداري Managerialالذي يختص بالشئون الداخلية للتنظيم من حيث تدبير الموارد
البشرية والمادية وتسويق المنتج
والثالث النسق النظامي Institutionalالذي يختص بالربط بين النسقين التقني واإلداري في عالقتهما
بالبيئة الخارجية.
وهناك حقيقة أساسية مفادها أن لكل نسق فرعي وظائفه التي يؤديها ويتضمن ترتيبات بنائية يحاول من
خاللها مواجهة متطلباته الوظيفية.
حاول ميرتون أن يربط بين الفعل واالستجابة ألفراد التنظيم في ظل ظروف متغيرة ،واستخلص
من ذلك الفكرة الرئيسية األولى لنموذج المعوقات الوظيفية ،وباختصار تنهض الفكرة األساسية
للنموذج على أن أعضاء التنظيم يستجيبون بطريقة ثابتة في المواقف المماثلة دون مراعاة
للتغير بين موقف وآخر .ونتيجة لهذا الجمود وعدم المرونة في عالقة الفعل واالستجابة ،تنشأ
نتائج غير رشيدة وعلى مستوى التنظيم ،أوضح ميرتون أن األفعال الناجحة في الماضي على
أساس من التدريب والمهارة.
انتقد ميرتون قصور مناقشات فيبر بشأن الترشيد والكفاءة التنظيمية في توضيح الحد الذي يمكن
أن يبلغه التنظيم في تحقيقها .وهذا أمر غير مقبول إذ إن واقع التنظيم يقتضي وجود حدود لكل
من الكفاية ،والخبرة ،والدقة ،والصدق ،وكما ينسحب هذا القول على التنظيم ككل.
من هنا تبرز أهمية الضبط وحاجة اإلدارة الماسة إليه حتي تضمن ثبات السلوك التنظيمي مع
إمكانية التنبؤ به .وبناء على ذلك فإن تحقيق المط لبين يستلزم استمرار الرقابة والمتابعة في تنفيذ
القواعد الرسمية واإلجراءات المقننة نظامياً ،التي سوف تفضي إلى النتائج التالية كما رتبها
ميرتون:
-انحسار العالقات غير الرسمية ،ألن التنظيم البيروقراطي يمثل مجموعة من العالقات القائمة
بين الوظائف أو األدوار ،و تكون االستجابة بين األفراد أساس األوضاع الرسمية التي يشغلونها
داخل التنظيم ،ويحدث الصراع داخل التنظيم ضمن إطار محدد تماماً.
تقسيم العمل :قد يؤدي تقسيم العمل إلى أن يصبح الفرد غير قادر على معرفة ما هو الهدف الفعلي
األمثل للتنظيم .األمر الذي يفضي إلى إحساس الفرد باالغتراب ليس فقط عما يقوم به من عمل بل عن
التنظيم ككل.
تدرج السلطة :تستخدم هذه الخاصية داخل البيروقراطية لتؤكد على تحكم المكتب األعلى في المكتب
األدنى وتوجيهه من قبل المستويات األعلى .كما توضح التنسيق بين األنشطة داخل التنظيم إلنجاز
أهدافه .وتتمثل مظاهرها في تركز المعرفة الفنية والخبرة المتخصصة عند قمة التنظيم (اإلدارة العليا)
في ظروف بيئية مستقرة .أما إذا كانت الظروف غير مستقرة فقد ال تتحقق الكفاءة التنظيمية في حالة
تركز الخبرة المتخصصة عند قمة التنظيم .في هذه الحالة قد يحدث خلل وظيفي من خالل إصرار من
هم في قمة التنظيم على وجوب االمتثال ألوامرهم من جانب المرؤوسين.
القواعد المجردة :من فرضيات نمط فيبر المثالي للبيروقراطية ،أن القواعد تتواجد لتغطي جميع
المواقف الممكنة التي قد تظهر فيما بعد .وأن لكل موقف أساليبه المفروضة نظاميا ً بحيث تقلل من
فرص اتخاذ األفراد لقرارات غير رشيدة ،إال أنه قد تظهر مواقف يطوع فيها الفرد القواعد وفقا ً لما
تتيحه له حرية التصرف في تلك المواقف ،فقد يستخدم الفر د تلك القواعد كمظلة واقية له يدافع بها عن
موقفه ،أو قد يلتزم بها حرفيا ً إذا اقتضت الضرورة ذلك.
في هذه الحالة ،يكون الفرد أمام ثالث بدائل في مواجهة الموقف ،البديل األول :أن يستخدم الفرد من
القواعد ما قد يناسب الموقف .والبديل الثاني :أن يحيل الفرد المشكلة إلى رئيسه المباشر .أما البديل
األخير :فهو أن يبادر الفرد باتخاذ القرار -المناسب من وجه نظره -لمواجهة الموقف.
-1تقوم الفكرة األساسية لهذا المدخل -وببساطة شديدة على افتراض أن الفرد ال يعيش في عالم
اجتماعي تقني داخل التنظيم الرسمي فقط بل وخارجه .لذلك يجب أن يوجد توازن مناسب بين البيئتين
(الداخلية والخارجية) بما يحقق للفرد اإلحساس بالرضا والضبط.
-2تمثل مقولة إنجاز المهمة األساسية للتنظيم الفرضية األساسية الثانية التي يجب أن تصمم من أجلها
المكونات التقنية االجتماعية للنسق الكلى (التنظيم) .وبالتالي يعتبر النمط التقني الدقيق والمالئم لتحقيق
المهمة األساسية متغيراً كما هو الحال بالنسبة للبنية االجتماعية التي تتواءم معه في شكل اندماجي،
بحيث يقوم تصميم العمل عليها دون أفضلية أو أسبقية ألحدهما على اآلخر.
-3ويقوم النسق االجتماعي التقني على دور الجماعات المستقلة نسبيا ً في األداء الكلي للمهمة األساسية
للتنظيم بأقل قدر من التداخل بين أفراد المجموعة الذين يجمعهم حيز مكاني معين (سواء على مستوى
اإلدارة أو في موقع اإلنتاج بين العمال).
تأسيسا ً على الفرضيات السابقة ،تتبلور المشكلة البحثية الرئيسية لمدخل النسق االجتماعي التقني في
دراسة األداء الكفء ألي مهمة أساسية للتنظيم في ارتباطها بمتطلبات التقنية واألفراد كأعضاء في
التنظيم فضالً عن البيئة الخارجية .ويفترض علماء هذا المدخل ضرورة االرتباط القوي بين متغيرات
ثالثة جوهرية هي :التقنية ،والسوق (البيئة الخارجية) وحاجات األفراد.
قدم علماء مدخل النسق االجتماعي التقني إسهامات عديدة تشكل ما يعرف في نظرية التنظيم بالمدخل
التوافقي.
وقامت االنطالقات األساسية لهذا المدخل من خالل تطور الرؤية العلمية في مجال تأثير التقنية كمتغير
بيني على شكل البنية التنظيمية.
وتبرز في هذا دراستان لهما الريادة في تطوير مضمون األنساق االجتماعية التقنية.
-قامت بالدراسة األولى جوان وودوارد ،وتم إنجاز الدراسة الثانية بجهد مشترك لتوم بيرنز وستوكر.
وسوف نركز فيما يلي على هاتين الدراستين واالستخالصات النظرية لكل منهما.
في عام 1953حاولت وودوارد فحص العملية اإلدارية لمعرفة إلى أي مدى ترتبط الممارسات اإلدارية
التي تقوم على أفكار وأساسيات النظرية اإلدارية في نجاح المشروع الصناعي اقتصادياً ،وکونت
وودوارد فريقا ً من الباحثين ووقع اختيارهم على منطقة جغرافية في جنوب إسكز South Essexحيث
مجتمع البحث الذي شمل جميع الشركات الصناعية بها ،وقد استبعد فريق البحث الشركات التي يقل
عدد العمال بها من ۱۰۰مشتغل وبذلك أصبحت العينة التي اشتملها المسح االجتماعي من (.)%91
كان الهدف األساسي من المسح االجتماعي الذي قامت به وودوارد هو اختيار مدى صالحية األسس
واألفكار التي تضمنتها دورات التدريب اإلدارية للتطبيق العملي ،والممارسة اإلدارية الفعلية؟ وإلى أي
حد تحقق تلك األسس واألفكار نجاح المشروع الصناعي في ظل استخدام التقنية في العملية اإلنتاجية،
واألفكار نجاح المتغيرات األساسية التي اهتمت بها وودوارد ثالثة هي:
لتحقيق الهدف األول ،بدأت المرحلة األولى من المسح بدراسة استطالعية للتنظيمات الصناعية لرصد
األسس واألفكار اإلدارية في البنية والعمليات الداخلية للتنظيم وعالقة ذلك بتحقيق النجاح االقتصادي
للمشروع.
وأجرى المسح في هذه المرحلة على عشرين منشأة صناعية .واستغرقت هذه المرحلة عاما ً تقريباً .قام
خاللها الفريق البحثي بزيارة المنشآت الصناعية مرتين بفاصل زمني مدته عام.
خلصت وودوارد من نتائج المرحلة األولي من المسح إلى التشكك في مقولة "إن ركائز اإلدارة ومبادئها
تصلح لجميع األنماط اإلنتاجية" لذلك بدأ فريق البحث في صياغة ركائز بديلة ينهض عليها التباين القائم
في الممارسات اإلدارية داخل التنظيمات الصناعية الممثلة لعينة المسح.
وكان االقتراح المتميز من جانب الفريق محاولة تقسيم المصانع -قيد المسح – إلى مجموعات وفق
نمط التقنية المستخدم في العملية اإلنتاجية إلى ثالث مجموعات أساسية هي :
مصانع اإلنتاج الصغير أو بالقطعة Small batch and unit productionوضمت هذه المجموعة
الشركات الصن اعية العاملة في مجال األجهزة اإللكترونية وشركات صناعة المالبس.
مصانع اإلنتاج الكبير .Large - batch and mass productionواشتملت على مكونات أو أجزاء
األجهزة اإللكترونية وفق القياسات المتعارف عليها في السوق( .إنتاج محركات البنزين).
انطلقت هذه المرحلة من نتائج المرحلة األولى حيث رأى فريق البحث أنه من المفيد إعادة الدراسة
التحليلية برؤية جديدة تركز على دراسة الخصائص التنظيمية للمنشآت بعد تصنيفها وفق مؤشرات
النجاح (األعلى نجاحا ً فاألقل وهكذا) .وذلك داخل كل نمط من أنماط اإلنتاج الثالثة.
وكان هدف الدراسة في المرحلة الثانية الحصول على تفصيالت أكثر حول العالقة التقنية بالبنية التنظيمية.
اإلطار النظري والمفاهيم األساسية :سعت الدراسة إلى المزج بين المداخل االجتماعية والمداخل
اإلعالمية التي تناول ت تأثير التقنية في البنية التنظيمية وأنماط االتصال بالمنظمات ،حيث
اعتمدت في الشق األول من اإلطار النظري على اختبار مقوالت مدخل النسق االجتماعي
التقني ،مشيرة أو ً
ال إلى إسهامات االتجاه البنائي الوظيفي في دراسة التنظيم ألنه يمثل الجذور
التي أسهمت في تشكيل مدخل النسق االجتماعي التقني ومن ثم تم االستفادة منه في صياغة
بعض مفاهيم هذا المدخل وتحديد خصائصه والعوامل المؤثرة فيه.
وفيما يلى عرض لهذه المقوالت ومبررات اختيارها :يتخذ هذا المدخل منهجا ً خاصا ً في دراسة
التنظيم ،ويقوم على دراسة العالقة بين الفرد والتقنية والمجتمع ،وتتناقض هذه الرؤية تماما ً مع
الرؤية العلمية السابقة الداعية إلى إغفال العامل اإلنساني ،باعتباره جزءا ً من اآللة.
دراسة العالقات المتبادلة بين التنظيم والبيئة الخارجية ،باعتبار أن التنظيم يعد نسقا ً مفتوحاً،
وبذلك فقد أجاب عن التساؤل الذي أغفلته المداخل النظرية التي أدخلت البُعد التكنولوجي في
اعتبارها .ويتمثل هذا التساؤل في كيفية تنظيم النسق عالقته بالبيئة المحيطة به؟
وتستفيد الدراسة من هذه الفرضية في التعرف على عالقة المؤسسة محل الدراسة -الهيئة
العامة لالستعالمات -بالمؤسسات األخرى التي تتعامل معها ،على المستويين المحلي والعالمي،
وأثر التقنية في هذه العملية.
-3يرى هذا المدخل أن هناك عالقة ديناميكية بين األنساق الفرعية المكونة للتنظيم كنسق
اجتماعي ،ويستفيد البحث من هذه الفرضية في التعرف على العالقة التبادلية بين القطاعات
المختلفة للهيئة العامة لالستعالمات وكذلك العالقة بين اإلدارات المختلفة داخل كل قطاع
باعتبارها األنساق الفرعية المكونة لتنظيم الهيئة.
-4أوضحت بعض الدراسات التي تناولت هذا المدخل آثار التقنية في البنية التنظيمية ،وخاصة
عملية االتصال الرسمي و غير الرسمي بين األفراد في التنظيم.
-۱المؤسسة Institution
هي الشكل القانوني للتنظيم ، Organizationوتنطلق الدراسة الحالية في تعريفها للتنظيم من
مدخل النسق االجتماعي التقني ،Socio Technical Systemالذي يندرج ضمن التعريفات
التي تركز على رؤية التنظيم کنسق وبقائه وتفاعله المستمر مع البيئة المحيطة به ،فيؤثر فيها
ويتأثر بها ،مثل تعريف تالكوت بارسونز الذي أوضح "أن التنظيم نسق اجتماعي له اتجاه
أساسي ،هو تحقيق هدف أو مجموعة أهداف ،ويمثل هذا االتجاه سمة أساسية من سمات التنظيم،
كما يشمل في الوقت ذاته جانبين ،أولهما العالقات الخارجية التي تشير إلى عالقة التنظيم
بالمجتمع ،والثاني البناء الداخلي للتنظيم کنسق اجتماعي.
-2النسق التقني:
ال يقتصر مفهوم التقنية على اآلالت والوسائل المستخدمة في العمل فقط ،وإنما يتعلق باألنشطة
والترتيبات المادية التي تسهم في تحقيق أهداف التنظيم ،ولذلك فهو يضم العناصر التالية:
-تنظيم العمل ،ويقصد به تقسيم الوظائف والمهام على المستوى الفردي ،وهو ما يعني وجود
نمط من العالقة االجتماعية يفوضه التنظيم التقني للعمل أو اعتماده على اآلالت.
أدوات جمع البيانات :اعتمدت الدراسة في جمع بياناتها على الجمع بين األدوات الكمية المتمثلة
في صحيفة االستبانة واألدوات الكيفية المتمثلة في دليل المقابلة بهدف جمع بيانات تفصيلية عن
بعض الموضوعات التي ال يتوقع ان تغطيها االستبانة بشكل كمي.
أوالً :نتائج تتعلق بدور تقنيات االتصال في أداء المهام بقطاع المعلومات ،وهي:
ارتفاع درجة االعتماد على الحاسب اآللي وشبكة اإلنترنت بقطاع المعلومات ،لتعدد مجاالت
استخدامهما باإلدارات محل الدراسة مقارنة بوسائل االتصال األخرى بالقطاع.
-۲تأثير السن في معدل استخدام الحاسب اآللي وشبكة اإلنترنت ،فصغار السن هم أكثر الفئات تعامالً
مع هذه الوسائل مقارنة بكبار السن.
-3عدم ارتباط المستوى اإلداري بإدراك أفراد العينة ألهمية استخدام تقنيات االتصال في مجال العمل.
-4تأثير العوامل الشخصية والثقافية المرتبطة بالمعايير والقيم في تبنى العاملين لتقنيات االتصال
الحديثة في العمل.
-5إمكانية مواجهة القطاع محل الدراسة -إلى حد كبير -للمشكالت الناتجة عن التوسع في استخدام
تقنيات االتصال الحديثة سواء المتعلقة بمقاومة بعض العاملين التعامل مع هذه التقنيات أو المرتبطة
بنقص عدد األجهزة وصيانتها.
-6يتم إعداد العاملين وتدريبهم لتمكينهم استخدام تقنيات االتصال الحديثة عن طريق الدورات
التدريبية.
أن عالقة قطاع المعلومات بباقي القطاعات في الهيئة العامة لالستعالمات ،وكذلك عالقته بالبيئة
الخارج ية المتمثلة في الهيئات والمؤسسات التي يتعامل معها ،تشير إلى توفر خصائص النسق المفتوح،
الذي يتسم بعالقة تبادلية بينه وبين البيئة الخارجية وبديناميكية عالية بين مكوناته الفرعية ،بقطاع
المعلومات ،ومن ثم بالهيئة العامة لالستعالمات.
توثر الوظيفة التي تؤديها اإل دارات محل الدراسة في تحديد عالقتها في باقی قطاعات الهيئة العامة
لالستعالمات ومؤسسات المجتمع الخارجي.
يأتي االتصال المباشر في مقدمة الوسائل المستخدمة في عملية االتصال الرسمي داخل تنظيم القطاع،
وكذلك في اتصال القطاع بباقي قطاعات الهيئة وبالبيئة الخارجية ،مما يعكس ارتفاع درجة الثراء
والتواجد االجتماعي لهذا النمط االتصالي ،الذي يعتمد عليه العاملون في الموضوعات التي من شأنها
أن تحد لبسا ً أو غموضا ً في فهمها.
يزداد استخدام اإلنترنت نسبيا ً بين العاملين كوسيلة لالتصال غير الرسمي ،مقارنة باستخدامه في
االتصال الرسمي ،ويستخدم بدرجة أكبر في التواصل بين األصدقاء ،أكثر من االعتماد عليه في تكوين
صداقات جديدة.
مقدمة
االتصال عملية سلوكية تنطوي على انتقال المعلومات وتبادل األفكار واآلراء من أجل فهم الكثير من
األمور بين شخص وآخر أو بين شخص وآخرين ،وتعتبر االتصاالت أساس حياتنا اليومية ،فنحن
نتبادل الكثير من البيانات والمعلومات ،ونتناقل األفكار واألخبار ...إلخ .إذ يقوم االتصال على مشاركة
المعلومات والصور الذهنية واآلراء.
ويتطلب ذلك ثالثة عناصر لتحقيق التواصل :طرف مرسل ،وطرف مستقبل ،وقناة اتصال.
فاالتصال هو العمود الفقري للتواصل بين األفراد فيما بينهم أو بين األفراد والجماعات والمؤسسات ،أو
بين التنظيمات بعضها ببعض سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
ويُعد أرسطو من أقدم من حاول تحليل عملية االتصال التي تمثلت في ثالثة عناصر أساسية هي:
المتحدث واللغة والجمهور.
وبالرغم من بساطة هذا النموذج إال أنه يتفق إلى حد ما مع ما أكدته النماذج الحديثة.
من أعلى إلى أسفل في شكل أوامر وتعليمات ،أو تقارير وقرارات وغيرها.
كما يتم االتصال من أسفل إلى أعلى على شكل اقتراحات وتقارير ومقابالت وطلبات وشكاوى وما إلى
ذلك.
ويقوم االتصال التنظيمي على شبكات مصممة من أجل ن قل المعلومات داخل البناء التنظيمي على
مختلف مستوياته ،فهي قنوات رسمية تحدد أوضاع األشخاص و ادوارهم في استقبال و ارسال
المعلومات والتوجيهات.
ويقول دافيز وسكوت إنه بدون االتصال يتعذر أن يوجد التنظيم ويتقدم اإلنتاج الجماعي ،ذلك ألن
االتصال هو العملية الوحيدة التي تربط األفراد بعضهم ببعض داخل جماعة العمل ،وبدون االتصال ال
يوجد تنظيم .كما أن شبكات االتصال الرسمي في أية منظمة تكمن داخل بناء السلطة وتنطوي على
قنوات صاعدة وهابطة رأسية واقفية بين األقسام داخل التنظيم بصفة عامة .وإلى جانب هذه الشبكات
الرسمية توجد شب كات أخرى لالتصال غير الرسمي تعبر عن العالقات الشخصية المتبادلة بين أعضاء
التنظيم
يعود أصل كلمة Communicationفي اللغات األوروبية إلى جذور الكلمة الالتينية Communes
التي تعني "الشيء المشترك" ،ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة Communeالتي كانت تعني في القرنين
العاشر والحادي عشر "الجماعة المدنية" بعد انتزاع الحق في اإلدارة الذاتية للجماعات في كل من
فرنسا وإيطاليا ،قبل أن تكتسب الكلمة المغزى السياسي واأليديولوجي فيما عرف بـ "كومونة باريس"،
في القرن الثامن عشر ،أما الفعل الالتيني لجذر الكلمة Communicareفمعناه ”يذيع أو يشيع".
ومع تعدد التعريفات التي وضعت من قبل الباحثين لمفهوم االتصال ( )Communicationقدم محمد
موسوی ( )۲۰۰۲تعريفا ً شامالً لالتصال هو" :أن االتصال عملية يتم بمقتضاها تفاعل بين مرسل
ومستقبل ورسالة في مضامين اجتماعية معينة ،وفي هذا التفاعل يتم نقل أفكار ومعلومات ومنبهات بين
األفراد عن قضية ،أو معني مجرد أو واقع معين".
وفي علم االجتماع تعني عملية االتصال :ت بادل األفكار والمعلومات عن طريق اللغة التي تعد أداة
االتصال الرئيسية .كما أن التفاعل االجتماعي بين الجماعات البشرية في معظم أشكاله عملية اتصال
بين األفراد والجماعات البشرية لتبادل الخبرات واألفكار والعالقات االجتماعية ،وتنشرها بين
أعضائها ،وأن تكون ما يشبه العقل الجمعي بالمفهوم الدور كايمی .فالعقل الجمعي السائد في المجتمع
ليس إال نتيجة لما يحدث بين أفراد المجتمع من اتصال يؤدي إلى تبادل األفكار والتصورات والمشاعر
وغيرها.
وتعني عمليات االتصال انتقال المعلومات أو األفكار أو االتجاهات من شخص أو جماعة إلى شخص
أو جماعة أخرى من خالل الرموز المستمدة من الثقافة التي يرتبط بها الشخص أو يتعلمها من خالل
الخبرة الشخصية .ويكون االتصال فعاالً حينما يصل المعنى الذي يقصده المرسل بالفعل إلى المستقبل،
واالتصال هو أساس كل تفاعل اجتماعي من خالل نقل معارفنا وتيسير التفاهم بين األفراد.
تعددت المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى االتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية للباحثين في هذا
المجال ،وبتعدد الزوايا والجوانب التي يأخذها هؤالء الباحثون في االعتبار ،عند النظر إلى هذه العملية.
فيما يتعلق باالتصال داخل منظمات األعمال والشركات والمصانع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
بمختلف أنشطتها ،فإن المصطلح المالئم هو "االتصال التنظيمي" ،حيث يرى بعض الباحثين ،مثل
"كولد هيبس" و"بورتز" و"يتسن" و"لزنياك" ( )1978بأن البحوث الميدانية أثبتت إسهام االتصال
التنظيمي في حل مشاكل التنسيق ،والتخطيط والعالقات اإلنسانية ،إلى جانب تنمية الموارد البشرية
للمنظمة.
من هذا المنطلق ،يعرف االتصال بأنه عملية هادفة ،تتم بين طرفين أو أكثر ،لتبادل المعلومات واآلراء.
وللتأثير في المواقف المختلفة،
كما يقصد باالتصال التنظيمي عموما ً تلك العملية التي تهدف إلى تدفق البيانات والمعلومات الالزمة
الستمرار العملية اإلدارية عن طريق تجميعها ونقلها في مختلف االتجاهات (هابطة ،صاعدة ،أفقية)
داخل الهيكل التنظيمي وخارجه بحيث تتيسر عملية التواصل المطلوبة بين مختلف المتعاملين (رؤساء
ومرؤوسين) ،سواء أكان اتصاالً رسميا ً أو غير رسمي.
أما وسائله الحديثة فتتمثل في الهاتف والتلكس وهو (نظام إعالمي يتم بواسطته بث متجدد ومتواصل
للمعلومات على شاشة التلفزيون بشكل صفحات إلكترونية) ،االجتماعات بالهاتف -االجتماعات
بالحاسوب -المحاضرة عن بعد ...اإلنترنت (شبكة معلوماتية خاصة بالمؤسسة) واإلكسترانت (مع
متعامليها المباشرين) اإلنترنت.
ومن مزايا تكنولوجيا االتصاالت اإللكترونية السرعة والكفاءة في تقديم الرسائل الروتينية إلى أكبر عدد
ممكن من الناس عبر مساحات جغرافية شاسعة.
أما أكثر عيوب هذه الوسائل اإللكترونية فتشمل صعوبة استخدام هذه الوسائل في حل المشكالت
المعقدة.
ويعد البريد اإللكتروني مناسب بالنسبة للرسائل الروتينية التي ال تتطلب تبادل كميات كبيرة من
المعلومات المعقدة ،وهو غير مناسب بالنسبة للمعلومات التي تتميز بالسرية ،وفي حاالت حل
الصراعات أو التفاوض.
أظهرت بعض األدبيات والبحوث تعدد أنماط االتصاالت داخل التنظيم وتستد جميعها تقريبا ً إلى أربعة
أنواع من شبكات االتصال ،وهي:
وأعلى درجات النظام تكون في العجلة حيث فرص الرد وإبداء االستجابات تكون أكبر ،وأقلها هي
النجمة.
يقصد باصطالح بناء او شبكات االتصال Networkكيفية تركيب عالقات االتصال بين األفراد ،التي
تتوزع بين أربعة أبنية مختلفة من هذه الشبكات .
-1يتصف (نموذج العجلة) وهو أكثر شبكات االتصال مركزية بسرعة ودقة أداء أفراده لمهام عملهم،
ويأتي (نموذج حرف )Yفي المرتبة الثانية ،ثم (نموذج السلسلة) وأخيراً (نموذج الدائرة).
-2يتفوق (نموذج الدائرة) وهو أكثر شبكات االتصال ال مركزية فيما عن ما عداه فيما يتعلق برضا
األفراد عن العمل ،بينما يأتي (نموذج السلسلة) في المرتبة الثانية ،يليه (نموذج حرف )Yو أخيراً
(نموذج العجلة).
-3ويتميز (نموذج العجلة) عن كافة النماذج األخرى بإمكانية التعرف على رئيس المجموعة الذي
تتمركز حوله عالقات االتصال
يتضمن كل نموذج من شبكات االتصال سمات وخصائص مختلفة وتتوقف إمكانية نجاح أي منها على
طبيعة الظروف واألساليب الداعية إلى تطبيقه ،وهناك العديد من الشروط والمتغيرات ذات األثر البالغ
على بناء االتصال المناسب األخذ به.
إن شبكة االتصال عموما ً تتحدد بناء على نمط الممارسة اإلدارية لدى الرئاسات العليا ونمط السلطة
السائد في المنظمة ،كما ترتبط بوسائله وأدواته.
تتعدد أشكال االتصال وأنواعها وفقا ً لنوع المعلومة ومن يتخذها واتجاهها ،ونركز هنا على التنوع في
وجهة المعلومة :فهناك المعلومات التي يتم إيصالها من القاعدة إلى القمة عن طريق السلم اإلداري،
واألوامر التي تأتي من أعلى إلى أسفل ،واالتصاالت المتوازنة ،أي التي تتم بين اإلدارات التي هي في
مستوى واحد ،وال تخضع لسلطة واحدة.
أ -االتصال الرسمي :Formal Communicationهي االتصاالت التي تحصل من خالل خطوط
السلطة الرسمية والمعتمدة بموجب اللوائح والقرارات المكتوبة ،وتقسم على النحو التالي :االتصال
الرأسي :الصاعد أو الهابط واالتصال األفقي.
ب -اتصال غير الرسمي :Non Formal Communicationهي االتصاالت التي تنشأ بوسائل غير
رسمية وال تتضمنها اللوائح واإلجراءات الرسمية ،وإنما تحددها الصالت الشخصية والعالقات
االجتماعية (تبادل المعلومات في المناسبات واللقاءات داخل التنظيم أو خارجه ،والشكاوي وغيرها)،
ويمتاز هذا النوع من االتصاالت بسرعته قياسا ً باالتصاالت الرسمية وقد أشارت بعض البحوث إلى أنه
يختصر أكثر من % 75من الوقت في نقل المعلومات ،ويتسم باعتماده على وسائل االتصال الشفهية .
وفيما يخص النوع الثاني من االتصال الرسمي والمتمثل في إيصال المعلومات إلى القمة من القاعدة،
فإن جودته تعكس الوضعية الحقيقية ألية منظمة ناجحة ألن المشكل األساسي هو أن مختلف المسئولين
في مستويات متعددة يتجاهل آراء الفئات العاملة البسيطة والخاضعة لهم ،وال يأخذون بعين االعتبار
وجهات نظر من هم أدنى من هم رتبة ،ولهذا فإن ارتباط إيصال المعلومات واتخاذ القرارات بالمناصب
أو مراكز القوة كثيراً ما يتسبب في إيقاف المعلومات وغربلتها على مختلف المستويات بحيث تبرز في
النهاية التأثيرات والتغييرات المجندة من طرف األقوياء في األجهزة اإلدارية فقط .أما البسطاء فعليهم
أن يعملوا فقط .لقد أصبح من المسلم به أن نظام االتصال الفعال يجب أن يكفل إيصال البيانات من
أسفل المستويات التنظيمية واإلدارية إلى أعالها.
ويوجد نوع ثالث من االتصاالت هو (االتصال العرضي أو األفقي) ويتم بين العاملين الذين يشغلون
مستويات إدارية متكافئة (أو متساوية) ،كما يحدث في اتصال المديرين أو رؤساء األقسام بعضهم
ببعض كل على مستواه .ووفقا ً لهذا النوع من االتصال يتم إرسال واستقبال المعلومات والبيانات بين
اإلدارات واألفراد على نفس المستويات األفقية داخل الهيكل التنظيمي للمشروع ،مما يحقق التنسيق
والترابط بين م ختلف األنشطة التي تمارسها وحدات هذا التنظيم وبما يبسط من إجراءات العمل ،حتى
يكتسب صفة المرونة والسهولة في األداء ،وبذلك يقضي على ضياع الوقت والجهد ،ويمنع ازدواجية
العمل وتداخله .كما يخفف من حدة التعقيدات المكتبية وروتينية العمل مما يحقق االنتظام في العمل
و استقراره .وتحدث االتصاالت العرضية بين سالسل القيادة وتوجيه األوامر المنفصلة.
وكما يتضح في الشكل السابق فأن االتصال المباشر بين (ز) َو (و) يوفر الكثير من الوقت والجهد.
وتحدث مثل هذه االتصاالت المباشرة غالبا ً بصفة غير رسمية ،ومن ثم كان من األفضل أن تعمل
اإلدارة على تخطيطها وضبطها وبخاصة أنها تحدث دون علم الرؤساء ،مما قد يهدد سالمة التنظيم
وعالقاته.
نظراً ألهمية االتصال العكسي في ممارسة أعمال اإلدارة في العصر الحديث سنتناوله فيما يلي بشيء
من التفصيل كما وضحه فرانك كورادو ()1984
-إفساح المجال للمرؤوسين للمساهمة في تطوير السياسات واتخاذ القرارات المنفذة لهذه السياسات.
بالنسبة لإلدارة:
يساعد على الوقوف على طبيعة العمل من واقع انجازه وكذلك على حقيقة مراحل تنفيذه.
نقل انطباعات المرؤوسين عن سلوك وتصرفات اإلدارة نحوهم وذلك عن طريق االستماع الجاد
للمرؤوسين
-عدم المباالة لطبيعة (االتصال العكسي) وبالتالي عدم العناية أو االهتمام باإلصغاء لتعقيبات
المرؤوسين على القرارات واألوامر والتوجيهات
-قد تميل اإلدارة فعالً إلى تعقيد عملية "االتصال المرتد" عن طريق استخدام سلطة توقيع الجزاء على
كل محاولة لتوجيه النقد أو اللوم لقراراتها.
-افتقار المرؤوسين إلى التيسير ات العملية الالزمة التباع أسلوب االتصال المرتد الصاعد.
-عدم توفر الحرية الكافية لتحرك المرؤوس في إطار االتصال المرتد فليس من السهل عليه معارضة
رئيسه.
-أن المرؤوس مقيد بأحكام "التنظيم الرسمي" في العمل ،بمعنى أنه ال يجوز له تخطي رئيسة المباشر
وااللتجاء إلى سلطة تعلو هذا الرئيس.
-صعوبة عملية االتصال للمرؤوس حديث الخبرة نظراً لعدم استكمال معلوماته.
-أن يشوب آراء وتعليقات بعض المرؤوسين التزمت أو التحيز لوجهة نظرهم الشخصية.
-3صعوبات في التنظيم:
-تعذر عملية االتصال بسبب كبر حجم المشروعات واتساع الفجوة التنظيمية بين اإلدارة العليا والقاعدة
التنفيذية .كذلك البعد الجغرافي بين أماكن جهاز االستقبال ومواقع العمل.
-أن التصميم الهيراركي للتنظيم ذاته يقتضي تقسيم الهيكل التنظيمي إلى مستويات أشبه ما تكون بالهرم
تحتل قمته اإلدارة العليا للمشروع ممثلة للملكي ة فيه ،ويمثل وسطه مستوى اإلدارة الوسطى المنخفضة
األجيرة ،وأخيراً نجد القاعدة الهرمية العريضة التي تمثل مواقع التنفيذ بل أحيانا ً كثيرة ما يشكل عقبة
كبيرة في نجاحه بسبب التقيد بأحكام التنظيم.
-هذا باإلضافة إلى أنه كلما اتسعت رقعة االنفصال بين اإلدارة العليا والقاعدة التنفيذية كلما كان ذلك
داعيا ً إلى تشويه حقيقة المعلومات نظراً لتعرضها في رحلتها الطويلة من القاعدة للقمة إلى كثير من
الحذف واإلضافة.
الدراسة األولى :دراسة عبد السالم أبو قحف ( )۱۹۷۹وموضوعها تأثير بعض المتغيرات التنظيمية
على وسائل االتصال الرسمي في المجتمع المصري.
اإلطار العام للدراسة :تمثل هذه الدراسة محاولة لدراسة وسائل االتصال المستخدمة في تبادل
المعلومات داخل المنظمات المصرية وتوصيف المشكالت التنظيمية والسلوكية التي تواجه عملية
االتصال ،واستخدام وسائله المختلفة في ضوء عالقتها ببعض المتغيرات التنظيمية داخل هذه المنظمات
كخطوة مبدئية في سبيل وصف وبناء االتصال التنظيمي داخل المنظمات الرسمية.
الهدف من الدراسة :التعرف على أنواع وسائل االتصال المستخدمة في تبادل المعلومات ما الوسائل
األكثر استخدا ما في المنظمات محل الدراسة؟ وهل يختلف استخدام الوسائل باختالف المركز الوظيفي،
وباختالف حجم التنظيمات؟
ومعرفة طبيعة العالقة بين درجة االستقالل في أداء العمل واستخدام وسائل االتصال .التعرف على
المشكالت التي تواجه االتصال التنظيمي في المنظمات ،وهل تختلف هذه المشاكل باختالف حجم هذه
المنظمات؟ وما هي المشاكل األكثر شيوعا التي تواجه عملية االتصال ووسائله المختلفة داخل
المنظمات؟
فروض الدراسة:
الفرض األول :توجد عالقة بين االختالف في المركز الوظيفي واستخدام وسائل االتصال في إرسال
واستقبال المعلومات داخل المنظمة.
الفر ض الثاني :توجد عالقة بين اختالف حجم المنظمة ككل وبين استخدام وسائل االتصال في إرسال
واستقبال المعلومات.
الفرض الثالث :توجد عالقة بين مشاكل االتصال الرسمية وغير الرسمية التي تواجه عملية إرسال
واستقبال المعلومات في األبعاد التنظيمية المختلفة لالتصال.
أجريت ه ذه الدراسة على منظمات الغزل والنسيج التابعة للقطاع العام بمنطقة اإلسكندرية وتم اختيار
العينة باستخدام أسلوب العينة العشوائية الطبقية.
أدوات جمع البيانات :تم استخدام أسلوب المقابلة الموجهة في جمع بيانات الدراسة ،وقد استلزم هذا
ضرورة االعتماد على قائمة استقصاء تحتوي على عدد من األسئلة .تستخدم کمرشد للمقابلة .وقد تم
ترتيب المقابالت الشخصية مع أفراد عينة الدراسة بما يتناسب مع ظروف كل منهم ،مع تقديم
المستندات الرس مية التي تتيح إجراء الدراسة وشرح الهدف منها.
وقد أعطيت الحرية ألفراد عينة الدراسة في أن يقوموا بملء القائمة أو أن يقوم الباحث بتدوين اإلجابات
التي يدلون بها ،وقد كان البديل األول هو األكثر تفضيالً لديهم وبعد انتهاء المبحوث من اإلجابة كان
الباحث يقوم بمراجع ة اإلجابات لضمان استيفاء اإلجابة عن جميع األسئلة ،وقد تم الحصول على عدد
105استمارة مستوفاة اإلجابة بنسبة %100من حجم العينة.
أهم نتائج الدراسة :إ ن محتوى المعلومات المرسلة و المستقبلة ال تختلف االختالف المركز الوظيفي
وال تختلف أيضا ً الختالف أبعاد االتصال التنظيمية أو حجم المنظمات.
إن استخدام وسائل االتصال الشخصية أو غير الشخصية ال يرتبط بإرسال أو استقبال محتوى معين من
المعلومات بين أطراف االتصال داخل المنظمة.
-5أن اختالف حجم المنظمات يؤدي إلى تنوع المشاكل التي تواجه استخدام وسائل االتصال
الشخصية.
-6إنه ال توجد عالقة ارتباط بين درجة استقالل العمل بالمنظمة واستخدام وسائل االتصال الشخصية
أو غير الشخصية.
مقدمة
يُعد مفهوم الفاعلية نقطة ارتكاز أساسية في نظريات التنظيم ،حيث تحدد معيار التقدم االقتصادي
واالجتماعي بوجه عام ،خاصة أن دراسة مكونات الهيكل التنظيمي ال يمكن أن تتم بشكل مستقل عن
مفهوم الفاعلية ،ولتحديد طبيعة العالقة بينهما يجب تحديد محتوى الفاعلية ،وعالقتها بالكفاءة واألداء
ومؤشرات قياسها.
كما تعني الفاعلية التنظيمية باختصار قيام األفراد بتحقيق أهداف التنظيم وغاياته خصوصا ً إذا كانت
تلك األهداف والغايات يصعب قياسها بدقة ،وتعتمد الفاعلية علي أداء أفراد التنظيم ،حيث يشير أداء
الفرد العامل إلى سيرة في خطوات وإجراءات المهام الموكلة إليه حتى إنجازها على الوجه المأمول.
تفيد العديد من الدراسات أن هناك ارتباطا ً طرديا ً بين مستويات األداء العالي وبين ممارسة العاملين
لنوعين من السلوك التنظيمي هما :الوالء التنظيمي ،والمواطنة التنظيمية ،باعتبارهما دليالً على ارتفاع
مستوى األداء التنظيمي.
اقترن مفهوم فاعلية التنظيم أو الفاعلية التنظيمية بالجوانب االقتصادية واالجتماعية ،ويعد علماء
االقتصاد وعلماء االجتماع هم أول من تناولوا هذا المفهوم بالتحليل والدراسة.
ومنذ منتصف القرن الماضي زاد اهتمام الباحثين في مجال السلوك التنظيمي وعلم النفس الصناعي،
وعلم االجتماع التنظيمي بدراسة العوامل المؤثرة في األداء الوظيفي والفاعلية التنظيمية ،التي تشتمل
على متغيرات مثل الوالء والرضا والضغوط ،حيث تعد تلك المتغيرات من المداخل الحديثة التي نالت
االهتمام من قبل العلماء لدراسة المنظمات االجتماعية الحديثة ،لما تتركه هذه المتغيرات من آثار علي
سلوك األفراد ومواقفهم تجاه وظائفهم ومنظماتهم ،خاصة وأن تحسين مستوى األداء الوظيفي مطلب
أساسي تسعى إليه كل منظمة لتعزيز وتدعيم الرضا الوظيفي وترسيخ الوالء لديهم بهدف تحقيق
مستوى عال من األداء الوظيفي لألفراد وبالتالي تحقيق قدر كبير من الفاعلية التنظيمية.
وكان ينظر إلى الفاعلية التنظيمية طوال فترة الخمسينات علي أنها (الدرجة التي يبلغها التنظيم في
تحقيق أهدافه) ،ورغم بساطة هذا التعريف إال أنه يثير عدة تساؤالت وهي:
ما أهداف التنظيم؟ هل هي األهداف الرسمية أم الواقعية؟ ومن الذي يحدد هذه األهداف؟ اإلدارة أم
المجتمع".
والمتتبع للتراث السوسيو -اقتصادي يجد أن مفهوم فاعلية التنظيم قد تغير حسب مراحل التطور التي
مرت بها المؤسسة ،ففي البداية كانت المؤسسة ترى أن تحقيق الفاعلية مرهون بقدرة التنظيم على
تحقيق األهداف المتوقعة من إنشائه ،وهذا المفهوم البسيط ساد في الخمسينات من القرن الماضي،
وكانت مجرد قدرة التنظيم على البقاء يعتبر مؤشراً كافيا ً علي فاعليته
وكان تايلور أول من جعل غاية نظريته في اإلدارة العلمية للعمل هو الفاعلية ،ألن استمرار المؤسسة
يعتمد على مدى فاعليتها وفاعلية أداء أفرادها.
-۱المنافسة الشديدة بين المنظمات ،التي ازدادت حدتها في إطار العولمة ،والذي وضعت تحديات كبيرة أمام
المنظمات أهمها الحرص على اإلنتاجية والجودة.
-۲أنه لم يعد من المقبول الحكم على الفاعلية التنظيمية على أساس معيار واحد فقط كالربحية ،أو الكفاءة ،أو
االنتاجية وغيرها.
-٣االعتقاد المتزايد بعدم وجود التنظيم األمثل الذي يناسب جميع األعمال والظروف.
-٤أن لكل نوع من التنظيم نتائج جيدة وفاعلة تحت ظروف معينة مثل :نوع النشاط ،والعاملين ،والبيئة.
وألن المجتمع الحديث هو المجتمع المنظمات ،وعليه فإن فاعلية هذه المنظمات ونجاحها يعني تقدم المجتمع
ونموه وتطوره ،من هنا تأتي أهمية دراسة الفاعلية التنظيمية من خالل توضيح التعريفات المتعددة لمفهوم
الفاعلية ،ومقارنته بمفهومي الكفاءة واألداء ،وبيان أهميتها ،وخصائصها ،واستعراض أهم المداخل النظرية في
دراستها ،ومؤشراتها وأساليب قياسها.
-1المنطلقات الكالسيكية في تعريف مفهوم الفاعلية التنظيمية :اختلف الكتاب والباحثون في تعريف الفاعلية من
الناحية االصطالحية ويرجع هذا االختالف إلى وجود تباين في وجهات نظر القائمين عليها كما يرجع إلى وجود
تباين واختالف في المنطلقات العلمية للباحثين ،مما أدى إلى صعوبة تحديد أهداف المنظمة ،وبالتالي عدم
االتفاق على تعريف محدد لمصطلح الفاعلية.
يعتبر ( (Barnard) (1938أول من حاول صياغة تعريفا ً للفاعلية بأنها تحقيق الهدف المحدد.
أما ( (Etzion) (1964فقد عرفها :على أنها النجاح في تحقيق األهداف المحددة من خالل االستغالل األمثل
والمتوازن للموارد المتاحة في البيئة الخارجية.
ويعرفها كاتز ووكهان :بأنها مضاعفة النتائج النهائية للمؤسسة من خالل االستخدام االمثل لكافة الوسائل
المتاحة في البيئة الداخلية والخارجية ،وهي القدرة على البقاء واالستمرار والتحكم.
كما يعرف موهاني ووسترس :على أنها االنتاجية المرتفعة والمرونة والقدرة علي التكيف مع البيئة والقدرة
على االستقرار واإلبداع.
يعرف ) Price (1972الفاعلية التنظيمية بأنها الدرجة التي عندها يتم تحقيق أهداف متعددة.
بينما يعرفها ) :Pennings (1977أنها حالة االنسجام بين متغيرات الهيكل التنظيمي والبيئة.
ويتفق ) Hannan & freeman (1977مع Priceفي تعريفهما للفاعلية بأنها درجة التطابق بين األهداف
التنظيمية والنتائج المتحققة.
أما كاتز وروبرت Katz & Robertفيعرفها بأنها قدرة المنظمة على الحصول على الموارد الالزمة لتحقيق
أهدافها.
ويعرف كيل واخرون ( ,.Keel et al )9 :1999الفاعلية بأنها قدرة المنظمة على االستفادة من الموارد المتاحة
لها.
بينما يرى كل من بوالند وفولر ( "Boland & fowler" )2000أن الفاعلية تركز على النتائج ،وعلى قدرة
المنظمة على االستخدام األمثل للموارد المتاحة لها في تحقيق هذه النتائج.
ويمكن تعريف الفاعلية التنظيمية بأنها :قدرة المنظمة على تحقيق أهداف واالستفادة من امكاناتها
البشرية والمادية (الداخلية والخارجية) ومن خبراتها السابقة ،اإليجابي منها والسلبي.
العالقة بين الكفاءة والفاعلية :يختلف مصطلح الفاعلية ( )Effectivenessعن مصطلح الكفاءة
( ) Efficiencyألنه بالرغم من وجود ارتباط بينهما ،إال أن هناك بعض المنظمات الزالت تستخدم
الكفاءة كمراد ف للفاعلية التنظيمية في حين أن الفاعلية تعني ما هو أكثر من الكفاءة ،ويحدد ايتزوني
الفاعلية بأنها درجة تحقيق المنظمة ألهدافها (مخرجاتها) أما الكفاءة فإنها تقاس بكمية المواد المستخدمة
إلنتاج وحدة مخرجات ،فالكفاءة إذن تعني تحقيق نفس المستوى من المخرجات والنتائج ولكن بنفس
التكلفة .لذا يمكن استخالص:
-إن الكفاءة ليست شرطا ً كافيا ً للفاعلية ولكنها مطلبا ً ضروريا ً لها.
الفرق بين الكفاءة والفاعلية :إن إظهار الفرق بين الكفاءة والفاعلية يكون من خالل إبراز المعنى الذي
يأخذه كالهما" ،فالفاعلية عادة ما ينظر إليها من زاوية النتائج التي يصل إليها المديرون ،ومن ثم
توصف اإلدارة بأنها فاعلية إذا حققت األهداف المحددة ،وبأنها أقل فاعلية إذا لم تستطع تحقيقها"،
وانطالقا ً من هذا المفهوم يمكن التمييز بين الفاعلية والكفاءة ،فالفاعلية هي استغالل الموارد المتاحة في
تحقيق األهداف المحددة أي أنها تختص ببلوغ النتائج بينما الكفاءة هي الوسيلة أو الطريقة التي اتبعت
في الوصول إلى النتائج أو تحقيق األهداف ،كما يتضح من الشكل التالي
ويجب أن يؤخذ في االعتبار ضمن مقاييس نجاح أي منظمة ،فالفاعلية هي إنجازالعمل الصحيح ،أما الكفاءة
فهي إنجاز عمل المظمة بشكل صحيح.
وقد تتسم المنظمة بالكفاءة ولكنها غير فاعلة كما هي حالة قيام المنظمة بانتجا سلع ال يوجد طلب عليها.
وبالتالي قد تنجح المنظمة في تحقيق كل من الكفاءة والفاعلية معاً ،أو قد تنجح في تحقيق أحدهما دون
األخرى ،أي قد تتحقق الكفاءة وال تتحقق الفاعلية والعكس صحيح أي قد تتحقق الفاعلية وال تتحقق الكفاءة.
تعني كلمة األداء Performanceكيفية إنجاز وإحراز نشاط ما وتحديد طريقة تنفيذه ،أي أنه يشير إلى
كفاية المؤسسة في إحراز أهدافها ،وكيفية استخدامها لمواردها في ضوء معايير الفاعلية والكفاية.
ويشير سيزالقي وواالس إلى األداء بأنه أداة للحكم على فاعلية الفرد.
بينما يعرف محمد عشوش األداء :بأنه السلوك االنساني في مجال العمل أي اإلنجاز المحقق نتيجة بذل
الفرد للجهد سواء كان بدنيا ً او ذهنياً.
ويرى ( ) Beckerأن األداء من أهم محاور فاعلية األداء الكلي للمنظمة ،مما يتطلب ضرورة أن يهتم
المديرون في جميع المستويات التنظيمية بتطوير وتنمية أداء المرؤوسين من حيث الكمية والجودة.
تتعدد المداخل النظرية التي يمكن استخدامها لقياس الفاعلية التنظيمية في ضوء عدد من المعايير القياسية
للفاعلية وعلى رأسها األهداف ،ويالحظ اتساع المفهوم ومجاالت قياسه ،حيث امتدت معايير القياس إلى
جوانب أخرى مثل:
الجوانب االنسانية (القيم – الثقافة التنظيمية – األخالق – الشعور بالملكية – العواطف – ردود االفعال –
التعامالت – الحوافز – التكيف وغيرها).
الجوانب اإلدارية والتنظيمية (اإلداريون – العمليات – الهياكل التنظيمية – الرقابة – المرونة وغيرها).
الجوانب االجتماعية والبيئة (التفاعل بين المنظمات والمجتمع المحيط بها ،الخدمات االجتماعية ،العدالة
االجتماعية ،الفرص االجتماعية ....وغيرها).
وقد ركزت على أجزاء مختلفة ،فالمنظمة تحصل على مواردها من البيئة الخارجية ثم تقوم بتحويل هذه
الموارد (أي المدخالت) إلى سلع وخدمات (مخرجات) تعيدها إلى البيئة الخارجية مرة أخرى ،إذ يمكن
قياس فاعلية المنظمات انطالقا ً من اهتمامات مختلف أطرافها من مساهمين وعمال وإدارة من خالل
التعرف على مدى قدرتها على القيام بهذه العمليات الثالثة:
-ثم إعادة هذه المخرجات إلى البيئة الخارجية من أجل تسويقها ،وذلك علي النحو التالي:
وهو يمثل وجهة نظر إدارة المنظمة التي تهتم أساسا ً بالمخرجات في تقييم فاعلية المنظمة ،ألن هذا المدخل
يركز على التعرف على ا ألهداف التنظيمية المعلنة ثم يقيس مدة قدرة المنظمة على تحقيق مستوى مرضي
منها ،وهو بهذا يعتبر مدخالً منطقيا ً ألنه يقيس مدى تقدم هذه المنظمة في تحقيق أهدافها ،وتعني الفاعلية هنا
تحقيق الهدف والوصول إلى النتائج التي يتم تحديدها مسبقاً ،وبالتالي فإن نقطة التركيز هي :ما الذي يحققه
المدير ،وليس ما الذي يفعله المدير اآلن؟ فما يفعله المدير قد ال يكون بالضرورة محقق ا ً للهدف المراد
بلوغه.
كما يعتمد هذا المدخل على األهداف التشغيلية كمؤشرات كمية لقياس الفاعلية واألهداف الرسمية التي غالبا ً
ما تكون تجريدية وغير قابلة للقياس.
ومن أكثر األهداف شيوعا ً في قياس فاعلية منظمات األعمال :الربحية ،والنمو ،ومعدل العائد على
االستثمار وحصة المنظمة من السوق.
وفي هذا الصدد قد تبدأ المنظمات باألهداف التي من السهل قياسها ،على حساب تلك التي يصعب قياسها،
فالجامعات مثالً تنظر إلى عدد ما نشره األساتذة من بحوث ،أكثر من النظر إلى هدف صعب القياس مثل:
التدريس ،وفي المقابل تنظر الشركات إلى المخرج لكل عامل ،أكثر مما تنظر إلى االجتهاد والتعاون ودقة
المواعيد والوالء والمسئولية.
يمثل هذا المدخل وجهة نظر المالكين أو المساهمين في المنظمة ،ويهتم بجانب المدخالت في تقييم
فاعلية المنظمات ،فهو يفترض أن المنظمة تكون فاعلة إذا استطاعت أن تحصل على ما تحتاج إليه من
موارد.
قدم هذا المدخل كل من يشتمان وسيشور وركزا على تفاعل المنظمة مع بيئتها للحصول على الموارد
(ال مدخالت) ،وتتحدد الفاعلية بقدرة المنظمة على استغالل الفرص المتوفرة في بيئتها القتناء الموارد
النادرة وذات القيمة.
وفي ظل هذا المدخل تحل المدخالت التنظيمية واقتناء الموارد محل األهداف والمخرجات كمعايير
للفاعلية ،وتمثل الفاعلية في ظل هذا المدخل تنظيراً أكثر ديناميكية لكيفية اقتناء المنظمة لمواردها
واستخدامها لهذه الموارد بكفاءة في بيئة متغيرة ،تهدف إلى تحقيق التوازن في توزيع تلك الموارد
للوفاء باحتياجات األنظمة الفرعية داخل المنظمة كما ذهب تلك الموارد للوفاء باحتياجات األنظمة
الفرعية داخل المنظمة كما ذهب كننجام.
نتيجة للقصور الذي تعاني منه المداخل التقليدية ،اتجهت الكتابات الحديثة إلى تقديم مداخل أكثر شمولية
لتحديد فاعلية المنظمات ،واعترفت هذه المداخل بتعدد أهداف المنظمات وتعدد عملياتها وتعدد أطراف
التعامل معها ومن أهم هذه المداخل ما يلي:
أ -مدخل اطراف التعامل :هو يركز على األخذ في االعتبار رغبات وأهداف أصحاب المصلحة من
المتعاملين وصاحب المصلحة في بقاء المنظمة ونموها ،ومن أهم أصحاب المصالح المتعاملين مع
المنظمة:
العمال :هدفهم الحصول على أعلى أجور وأفضل ظروف عمل ممكنة.
المديرون :هدفهم الحصول على أعلى مرتبات وأكبر قدر من السلطة والنفوذ.
المجتمع :هدفه مشاركة المنظمة في عمليات التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وحماية البيئة من التلوث
وزيادة رفاهية المواطنين.
والمشكلة األساسية في هذا المدخل هو تعارض أهداف أصحاب المصالح المختلفة مما يصعب عملية
قياس الفاعلية ،لذلك غالبا ً ما يثار سؤال:
من هو الطرف الذي يجب أن تسعى المنظمة إلى تحقيق أهدافه أوالً؟
وقد قدم هذا المدخل عدداً من النماذج التي يمكن أن تساعد المنظمة في اإلجابة عن هذا السؤال نذكرها
بإيجاز وهي :النموذج النسبي ،ونموذج القوة ،ونموذج العدالة االجتماعية ،والنموذج التطوري.
وبناءاً على ما سبق ،يجب على المنظمة أن تختار النموذج المناسب لظروفها في تحديد أطراف التعامل
األكثر أهمية ،ثم تقاس فاعلية المنظمة على حسب مدى تحقيقها ألهداف هذا الطرف ومدى إشباعها
لحاجاته.
هل تركز المنظمة على بيئتها الداخلية واالهتمام بالعاملين أم تركز على بيئتها الخارجية والتكيف مع
التغيرات التي تطرأ عليها؟
وإن عدم وجود معيار مثالي وحيد يتفق عليه الجميع لقياس الفاعلية التنظيمية ،يعني أيضا ً أنه ليس هناك
إجماع على األهداف التي يهدف التنظيم إلى تحقيقها وال على أولوية بعضها على البعض االخر.
وقد قام Rohrbaugh & Quinnكوين وروهربو ( ) 1983بدراسة توجيهات المديرين في العديد من
المنظمات وأمكنها التمييز بين نوعين من التوجهات هما:
التوجه الداخلي :ويعني اهتمام إدارة المنظمة برضا العاملين ورفاهيتهم ،والعمل على زيادة كفاءتهم
ومهاراتهم في العمل.
التوجه الخارجي :ويعني اهتمام إدارة المنظمة بدعم مركز المنظمة في تعامالتها مع البيئة الخارجية،
والعمل على تنمية عالقات قوية مع أطراف التعامل الخارجيين.
كما قاما بالتمييز بين نوعين من الهياكل التنظيمية التي تعكس أنماطا ً مختلفة لإلدارة وهي:
الهيكل الجامد :ويعكس اهتمام اإلدارة بعمليات بإحكام الرقابة ،وااللتزام بإجراءات ونظم العمل.
الهيكل المرن :يعكس اهتمام اإلدارة بعمليات التكيف والتغير من فترة إلى أخرى.
ويقدم مدخل القيم المتنافسة بناءاً على توجه اإلدارة ونوع الهيكل أربعة نماذج مختلفة لقياس الفاعلية:
نموذج العالقات االنسانية :ويعكس التوجه الداخلي لإلدارة مع استخدام هيكل مرن ،وفيه يكون هدف اإلدارة
هو تنمية وتطوير العاملين ورفع رضاهم عن العمل ،وتكون وسيلتهم في ذلك االهتمام بتدريب العاملين
وزيادة عوائدهم المالية.
نموذج النظام المفتوح :ويعكس التوجه الخارجي لإلدارة مع استخدام هيكل مرن ،وتهدف المنظمة فيه إلى
تحقيق النمو والحصول على الموارد الالزمة من البيئة الخارجية من خالل تنمية عالقات طبية مع أطراف
التعامل في البيئة الخارجية.
نموذج الهدف الرشيد :ويعكس التوجه الخارجي لإلدارة مع استخدام هيكل جامد ،وتهدف المنظمة وفقا ً لهذا
النموذج إلى زيادة اإلنتاجية والكفاءة والربحية من خالل وضع خطط واستراتيجيات لتحقيق األهداف.
نموذج العمليات الداخلية :ويعكس التوجه الداخلي لإلدارة مع استخدام هيكل جامد ،وتهدف المنظمة وفقا ً
لهذا النموذج إلى تحقيق االستقرار الداخلي من خالل وضع نظم جيدة لالتصال والمعلومات وصنع
القرارات
وتعكس النماذج االربعة بهذه الصورة تعارض في القيم التنظيمية ،وتعتمد الفكرة األساسية لهذا المدخل على
أن المدير يجب ان يحتفظ لنفسه بمكانة وسط بين هذه النماذج المتعارضة ،كما يوضح خطورة االفراط في
االهتمام بنموذج واحد ،فقد يؤدي الي عدم فاعلية المنظمة.
ويطلق عليه أيضا ً المدخل األيكولوجي أو نموذج الرضا ،والمشاركة ،أو مدخل الرضا الفردي ،أو
مدخل المستفيدين ،فجميعها مسميات بمفهوم واحد ،وتعرف التفاعلية بموجبه بأنها قدرة المنظمة على
مواجهة حاجات وم تطلبات أعضاء التنظيم والجماعات االستراتيجية المستفيدة من المنظمة ،فكلما كانت
اإلدارة العليا قادرة علي صياغة أهداف تلبي مصالح هذه الجماعات ،وتحقق نوعا ً من التوازن في
المصالح فإنها تتمكن من تحقيق أداء أفضل.
وقد تم قياس فاعلية المنظمة باستخدام أكثر من مدخل ،ل عل من أبرزها مناسبة للتعليم الجامعي ما
يعرف باسم إطار القيم المتصارعة (أو المتنافسة) The Competing Values Frameworkالذي
يمثل رسما ً منظوريا ً رئيسيا ً وواضحا ً للفاعلية التنظيمية التي تم التوصل إليه بواسطة مجموعة من
الخبراء المهتمين بهذا المجال على مستوى العالم.
تختلف معايير قياس الفاعلية التنظيمية باختالف الباحثين وكذلك باختالف المدخل المستخدم في
دراسة الفاعلية ،وقد حدد دافت ( )Daftثالثة طرق محتملة لقياس الفاعلية التنظيمية ،وهي:
أ -الطريقة المعتمدة على المصادر :وهي تُقيم الفاعلية عن طريق مالحظة بداية العمليات ،وتقدير مدى
فاعلية حصول المنظمة على المصادر الالزمة لتحقيق أعلى مستوى من األداء ،وتعرف الفاعلية
التنظيمية بكونها قدرة المنظمات على الحصول على المصادر النادرة ،والقيمة .مثال :مدخالت قليلة
التكلفة ،ومواد أولية عالية الجودة (ولكن يصعب قياس أهداف اإلنتاج ،أو الكفاءة الداخلية في العديد من
المنظمات غير الربحية).
ب -طريقة العمليات الداخلية :وهي تهتم باألنشطة الداخلية ،حيث تقاس الفاعلية التنظيمية باعتبارها
الكفاءة ،والصحة الداخلية للمنظمات ،مثال :ثقافة الشركات القوية.
جـ -طريقة األهداف :وهي تعني باإلنتاج ،ومدى تحقيق المنظمات ألهدافها على أساس مستوى اإلنتاج
المنشود .وبما أن المنظمات لها أهداف عديدة ،ومتضاربة ،يصعب قياس الفاعلية عن طريق مؤشر
واحد ،مثل :األهداف التعاونية.
مقدمة
العنف ضد األخر ظاهرة قديمة ومستمرة يكاد ال يخلو منها أي من المجتمعات مهما بلغت درجة
تحضره أو تقدمه ،و تتزايد مظاهر ممارسة العنف ويتوالى انتشارها في مختلف مناطق العالم حتى
صار العنف وكأنه لغة االنتقال إلى القرن الواحد والعشرين .وقد أسهمت حادثة إطالق النار في مدرسة
دنبلين في المملكة المتحدة في توجيه اهتمام العالم إلى مشكلة العنف في مكان العمل الذي كان يعتبر،
على مدى الزمن ،بيئة خالية من العنف يشكل فيها الحوار جزءا من العمل اليومي .فكثيرا ما يواجه
العمال وأصحاب العمل مشكالت شخصية وأخرى متصلة بالعمل ،إال أنه كان يجري حلها دائما ً من
خالل الحوار.
وينطوي مفهوم العنف على مشكلة تتعدد أبعادها ويتداخل فيها العامل النفسي والبيولوجي واالجتماعي،
كما يضم سلسلة من األفعال التي تتراوح ما بين الضرر المادي والجسدي واإلهانات النفسية وغيرها
من أشكال اإليذاء التي تتبسط على متصل يبدأ بالتهديد والمساومة ماراً بالتجريح واإلهانة والكسر
والسب ومنتهيا ً بالقتل.
ومع أن العنف قديم قدم البشرية ،إال أن ظهوره بالمستوى و الشدة التي نشهدها اليوم ،إنما يأتي نتيجة
لسياقات وظروف اجتماعية واقتصادية معينة سمحت بذلك ،ولعل األزمات التي تمر بها بعض
المجتمعات وما يتبعها من تغيرات تركت آ ثارها في بنية المجتمع ومنظومته القيمية والمعيارية ما يمثل
بيئة مناسبة لتنامي العنف بكل مستوياته ،ابتداء من األسرة وانتهاء بالمجتمع .وبات اللجوء إليه أو
التهديد به لفض المشكالت البسيطة أو المعقدة أمراً محتوماً.
و قد ظهر مفهوم العنف الوظيفي في سياق مواءمة بين علم االجتماع والعلوم اإلدارية ،وارتبطت
بداياته بدراسات العنف الوظيفي الذي تعرض له المرأة العاملة .ثم انتقلت إلى دراسة السلوك العدواني
الذي يتعرض له العاملون بجميع تخصصاتهم المهنية ومراكزهم اإلدارية (بين العمال واإلدارة
والعمالء والجمهور).
اتسم التفكير المبكر في السلوك العنيف بطابع فلسفي ميتافيزيقي غيبي اتخذ انطباعات فردية شخصية
في غالب األحوال ،وقد تلى ذلك انتقال التفكير في ظاهرة العنف وتفسيرها إلى األسلوب العلمي
الموضوعي ،تأثراً بنمو العلوم اإلنسانية.
ولقد ارتكزت أولى النظريات المفسرة للسلوك العنيف على أساس ديني ،في العصور الوسطى مرجعة
إياه إلى تأثير األرواح الشريرة وانتهاكه لقانون اآللهة ،حيث كان يعتبر القيام بالسلوك العنيف أو
بالجريمة مرادفا للخطيئة.
وخالل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميالدي ،أصبحت األخالق هي محور االهتمام في تفسير
السلوك العنيف ،وكان العنف محور اهتمام الفالسفة والمصلحين االجتماعين ،أمثال :فولتير وروسو
ومنتوسكيو وغيرهم ،حيث طرحت مفاهيم قانونية واجتماعية ،مثل فلسفة الحرية ،أو اإلرادة الحرة،
وأصبحت هذه المفاهيم توجه السلوك البشري على أساس مبدأ اللذة ،ومبدأ التعاقد االجتماعي
وحظى موضوع العنف باهتمام الكثير من رواد الفكر االجتماعي ،وهل هو متأصل في الطبيعة البشرية
أم أنه سلوك مكتسب؟ ابتدا ًء من ابن خلدون -مؤسس علم العمران -وانتهاء باللحظة العلمية الراهنة.
أساس العصبية عند ابن خلدون هو االستعداد الفطري الذي يدفع الفرد إلى نصرة قريبة بالدم والدفاع
عنه .كما ورد العنف في شكله المؤسسي في الخطاب السياسي الخلدوني ،إذ يالحظ أن هناك حضوراً
مكثفا ً لمفاهيم العنف ،والمفاهيم الدالة على االستبداد.
وفي أوربا ،عكست األفكار التي سادت في القرون الثالثة األخيرة اهتماما ً واضحا ً بالطبيعة البشرية
للفرد ،وبالدولة لتشمل ضمنا ً موضوع العنف و الطبيعة الفزاعية لإلنسان.
ويُعد (هوبز) أبرز المعبرين عن أن الطبيعة اإلنسانية مشبعة بالعنف ،فالناس يتحركون بواسطة رغبات
عادة ما تكون مستبدة وملحة ،إما ألنها البديل الذاتي للحاجات البيولوجية الجامحة وإما ألن إشباعها
يشكل بحد ذاته سببا ً كافيا ً للسعي إلى تجديدها ،غير أن اإلشباع الشخصي أو الجماعي محدود دائماً؛
ويترتب عليه تنافس دائم بين الناس ،وبما أن أيا ً من األفراد ليس قويا ً بما فيه الكفاية ليفرض هيمنته
بصورة دائمة فإن عدم استقرار التنافس بين الناس يعرضهم للتصارع والحروب المتبادلة ،بينما وجد
مارکس أن ا لعنف هو سمة للحالة االجتماعية التي أفسدها االستئثار بوسائل اإلنتاج ،فالتنافس بين الناس
له أصل اجتماعي ،يتعلق بملكية وسائل اإلنتاج ،لذلك فإن الصراع ليس بين الجميع ضد الجميع كما
ذهب هوبز وإنما هو صراع بين الطبقات.
أما دوركايم فقد وجد في أثناء بحثه في إشكالي ات القهر والتسلط في الحياة االجتماعية أن العنف ظاهرة
ثقافية أتت مع رياح التطور االجتماعي ،ومع تحول المجتمعات اإلنسانية من مجتمعات بسيطة إلى
مجتمعات مركبة وال يختلف العنف عن الظواهر األخرى كالنزاع والخصام ،فهی ظاهرة عدائية تتسم
بالعديد من الخواص التي حددها عالم االجتماع الفرنسي "إميل دوركايم" في كتابه" :قواعد المنهج"،
ومنها:
-1أن العنف ظاهرة موضوعية لها وجود خارج شعور األفراد الذين يالحظونها ويحسون بها ألنها
ليست من صنعهم بل من صنع البيئة التي يعيشون فيها فهي التي تعلمهم وتدربهم على استعمال القوة
والعنف ضد اآلخرين.
-۲إن هذه الظاهرة ليست وليدة تفكير اإلنسان الذاتي بل إن تفكيرهم الذاتي ينبع من طبيعة الظواهر
االجتماعية المحيطة بهم كالخصام ،والمنافسة واإلذالل والقهر ابتداءاً منذ والدتهم وحتى وفاتهم.
-4أن العنف الذي يستعمله األقوى أو المجتمع ضد اآلخر الضعيف ظاهرة متكررة يستسلم لها األفراد
وال يستطيعون التخلي عنها ،طالما أنها تخدم طموحاتهم وتساعد على تحقيق مطالبهم.
وأكد سمنر في تصوره للنزاع والعنف :أنه قائم بين الجماعات بسبب االختالف في طرائقها الشعبية
وأعرافها.
في حين اختلف کمبلوفتش عن سمنر في اعتقاده بأن النزاع متأصل في طبيعة المجتمع اإلنساني ،وهو
يبدأ من الجذور األولى للنشأة اإلنسانية؛ إذ إن األجناس Racesذات نشأة جينية متعددة ،وهذا يعني
وجود عدائية موروثة ف ي األجناس البشرية ضد بعضها مما يحول هذه الحالة إلى وضع مستمر وصيغة
للتعامل على المستوى اإلنساني.
يمكن تناول مفهوم العنف من منطلقات مختلفة سواء من حيث السياق اللغوي أو من حيث مدى شرعيته
أو من حيث آثاره النفسية واللفظية والمادية ،كما يمكن التفرقة بين مفهومي العنف والعدوان .وكما
سيتضح لنا تعكس تعريفات العنف مجاالت اهتمام المتخصصين في العلوم اإلنسانية بعامة وعلم
االجتماع التنظيمي بخاصة .إال أن قليالً من الباحثين هم الذين طوروا ما يسمى إطار المفاهيم
Conceptual Frameworkالذي يسترشد به الباحث عند جمعه للحقائق في العنف بين أفراد التنظيم
بدرجاته المختلفة .وكان التركيز دائما ً على المصطلحات التي تعبر عن العنف باقترابه واختالفاته،
فالبعض يركز على كلمة ايذاء ( Abuseوهي األكثر استخداماً) ،والبعض استخدم مصطلح االعتداء
Aggressionواألغلبية استخدمت مصطلح العنف Violenceبالتبادل مع مصطلح اإليذاء في كثير
من األحيان .وهذه المصطلحات استخدمت أحيانا ً باعتبارها متغيراً مستقالً من المتغيرات من القوة
Powerوالسيطرة Dominanceوالضبط أو التحكم .Controlومن ناحية أخرى استخدمت هذه
المصطلحات كمتغيرات نابعة لمتغيرات مستقلة مثل الموارد االجتماعية Social Resourcesوالتأييد
االجتماعي.
معنى العنف في اللغة العربية "هو الفرق باألمر وقلة الرفق به ،وهو ضد الرفق ،ويقال :عنفة تعنيفاً ،إذا لم
يكن رفيق ا ً به أو في أمره ،وهو الشدة والثقة ،وكل ما في الرفق من الخير ،ففي العنف من الشر منه.
ويعرف أحمد زکي بدوى العنف بأنه استخدام الضغط أو القوة استخداما ً غير مشروع أو غير مطابق
للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما.
ويمكن تعريف العنف من الناحية االصطالحية على أنه :غلظة في القول أو الفعل تؤدي في الغالب إلى
إساءة معنوية أو مادية للذات أو لآلخرين.
وتعرف منظمة الصحة العالمية العنف بأنه االستعمال المتعمد للقوة المادية أو القدرة سواء بالتهديد أو
االستعمال ا لفعلي لها من قبل الشخص ضد نفسه أو ضد شخص آخر أو ضد مجموعة أو مجتمع،
بحيث يؤدي إلى حدوث إصابة أو موت أو إصابة نفسية ،أو سوء النماء أو الحرمان.
ومن المنظور االجتماعي يعرف العنف بأنه "سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية ،يصدر عن طرف قد يكون
فرداً أو جماعة أو طبقة اجت ماعية أو دولة ،بهدف إخضاع أو استغالل طرف آخر في إطار عالقة قوة
غير متكافئة ،مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة
اجتماعية أو دولة أخرى.
والتعريف النفسي للعنف هو "نمط من أنماط السلوك ينتج عن حالة إحباط ويكون مصحوبا ً بعالمات التوتر،
ويحتوي على نية مبيته إللحاق ضرر مادي أو معنوي بكائن حي" وهذا يعني أن العنف عادة ما يحدث
كاستجابة لمواقف إحباط يتعرض لها الفرد ويعبر عنها بانفعاالت غاضبة تسعى إلى إلحاق األذى باآلخرين.
ويأخذ العنف مستويات مختلفة تبدأ بالعنف اللفظي الذي يتمثل في السب والتوبيخ ،والعنف البدني الذي
يتمثل في الضرب والمشاجرة والتعدي على اآلخرين ،وأخيراً العنف التنفيذي ويتمثل في التفكير في
القتل والتعدي على اآلخرين أو على ممتلكاتهم بالقوة.
ولقد قدم جالتنج ( ) 1978تصنيفات عديدة للعنف :منها العنف الهيكلي والعنف الكامن والعنف الواضح
والعنف المقصود والعنف غير المباشر أي الذي يرجع إلى الظلم االجتماعي ،والعنف الشخصي أو
المباشر الذي يقصد به أن مرتكب العنف يكون دائما ً له هدف.
تعريف العنف المؤسسي :لم يعد العنف ظاهرة مقصورة على مجتمع بعينه ،أو طبقة محددة ،أو حتى فئة
عمرية معينة ،كما أن األمر لم يقتصر على أنماط وأشكال تقليدية للعنف ،بل أصبح هناك العديد من أشكال
العنف الجديدة والمستحدثة ،حتى إن البعض ذهب إلى أن العنف أصبح سمة مميزة لنمط التفاعل في الحياة
العادية لألفراد ؛ متخلالً في العديد من المستويات بدءاً من األسرة ،مروراً بالتفاعالت اليومية في مؤسسات
التعليم ،واألسواق ،والشوارع ،ووسائل المواصالت ،وانتهاء بالتعامل مع مؤسسات الدولة المختلفة.
وتقول :سامية جابر -في هذا الصدد -في كتابها (االنحراف والمجتمع) :إن أكثر نظمنا االقتصادية
والس ياسية تقوم وتزدهر باالعتماد على العنف .وفي العنف Violenceينتهك شخص "" is violated
أو يضار في شخصه ،أو عقله ،أو نفسه ،أو جسده ،أو كرامته ،أو قدرته على تولي أمور ذاته ،وبذلك
يمكن أن يكون الشخص عرضة لالنتهاك أو لممارسة العنف تجاهه بوسائل عديدة ،وليست القوة
الفيزيقية (االعتداء البدني المباشر) إال وسيلة واحدة منها فقط ،أو شكالً من أشكالها العديدة ،حيث يمكن
أن ينتهك الشخص بواسطة نظام يحرمه من االلتحاق بعمل شريف ،أو يزج به إلى المناطق المتخلفة
(الالواعية) ،أو يسبب له تلفا ً في خاليا مخه بسبب تعرضه للفقر والمرض والجوع أثناء مرحلة
طفولته ،أو يحتكره ويضلله ويزيف وعيه من خالل وسائل اإلعالم ،وما إلى ذلك من انتهاكات مؤسسية
عديدة ،كما تشير إلى أنه يتعين علينا أن ننظر إلى (العنف المؤسسي المستتر) على أنه أكثر قوة
وضراوة ،وبالتالى أكثر تدميراً من (العنف الفردي المكشوف) "
وفي دراستها للعنف المؤسسي في الكويت ذكرت مها ناجی 1998في تعريفها ألنماط العنف :أن هناك
"عنف العمل" ،والمقصود به حاالت العنف التي تقع داخل محيط العمل ،كنوع من الخالفات و المشاكل
بين العاملين أنفسهم ،أو بينهم وبين أحد المراجعين لجهة العمل سواء كانت هذه الجهة مؤسسة حكومية
أو خاصية -وانتشر هذا النمط في المجتمع الكويتي مؤخراً -ومظاهر هذا العنف االعتداء بالضرب
المبرح على الموظف أثناء تأدية عمله؛ محدثا ً له إصابات واضحة سواء كان الضرب باليد ،أو
باستخدام العقال ،أو العصا ،أو آلة حادة.
وتؤيد شادية قناوي ( )1996تعريف العنف بأنه ممارسة للقوة للتحكم في اآلخر "يسير في خطين :يتجه
األول من األقوى إلى األضعف ،وهو عادة ما يكون المتسبب في ظهور أشكال "العنف المضاد"
Counter Violenceبينما يكون األخير رد فعل على العنف المشروع كميكانيزم دفاعي عن الكيان
أو الوجود أو الهوية بسبب الو اقع المجتمعي الذي وأد لديهم حقهم اإلنساني في الحلم والمستقبل ،بل
وحرمهم من إشباع حاجاتهم األساسية.
نستخلص مما سبق أن العنف المسلط على اآلخر في بيئة العمل ال يكون على نمط واحد ،بل يكون على
أنواع مختلفة ،وقد يكون متبادالً وينتج أضراراً نفسية واجتماعية ومعنوية تحطم شخصية الضحية أو
المجني عليه
العنف اللفظي :verbal violenceويتمثل في الكلمات الجارحة و اللوم والعتاب الجارح الذي يحط من
كرامة اآلخر ومكانته داخل جماعة العمل ،وأحيانا ً يكون العنف اللفظي في المؤسسة والمجتمع كان يقوم
الرجل بخدش سمعة آخر وكسر معنوياته وهيبته أمام المجتمع واستعمال بعض الكلمات غير المهذبة
التي تضر سمعته وتحطم العالقات اإلنسانية في بيئة العمل.
العنف الجسدي : physical violenceوهو أشد أنواع العنف وأبرزها وهو الذي يتعلق باألذى
الجسدي ،واستخدام القوة ويتراوح من أبسط األشكال إلى أخطرها وأشدها ومن مظاهره (الضرب،
والصفع ،والدفع ،والرمي أرضاً ،واللكم ،والخنق .....إلخ)
كما أنه نمط قاس من أنماط العنف يأخذ شكل الضرب ،ويترك آثاره الجسمية الواضحة على اآلخر،
بحيث ال يمكن أن ينساه الضحية أو يتجاهله ،وأحيانا ً يؤدي الضرب إلى إحداث عاهة أو إعاقة وأحيانا ً
الوفاة ،مما يعرض الجاني ألن يقع تحت طائلة القانون والعقاب الشديد.
العنف االعتباري :Moral violenceوهو أي فعل مؤ ِذ لنفسية المعنف ولعواطفه بدون أن تكون له أية
آثار جسدية ،ولكنه يحطم شخصية اإلنسان ويزعزع ثقته بنفسه ،ويؤثر على حياته في المستقبل ،ومن
مظاهر هذا العنف( :الشتم ،وعدم تقدير الذات ،والنعت بألفاظ بذيئة ،واإلحراج ،والمعاملة السيئة،
االتهام بالسوء ،إساءة الظن ...إلخ) (زينات المنصوري .)2004 ،كما يقصد به العنف الذي يحط من
معنويات اآلخر ويثبط حالته االعتبارية ويفقده عزته وكرامته ،ويصبح غير قادر على مواجهة زمالئه
أو عمالئه داخل بيئة عمل تتطلب معنوية عالية وكرامة محترمة .مثل هذا الموقف العنيف يكشف نقاط
ض عفه أمام اآلخرين وعجزه عن مواجهة المشكالت والصعوبات التي قد تواجهه ويؤكد له أنه غير
قادر على أداء عمله بالكفاءة المرجوة.
العنف االجتماعي :social violenceيعد من أقوى أنماط العنف ويبدأ بتقريع وتوبيخ اآلخر أمام
اآلخرين مروراً بمقاطعته والتهجم عليه بتهم باطلة وانتهاء بتقييد حريته وتجميد أنشطته أو حرمانه من
فرص الترقي والتدريب لتطوير مهاراته المهنية.
العنف اإلداري :Administrative violenceنعني به العنف أو ممارسة القوة والتسلط المستخدم ضد
األخر داخل اإلطار الوظيفي ،وهو على نوعين:
(ب) فرض العقوبات اإلدارية الصارمة عليها إذا أخطأ أو قصر في عمله ،مما يفقده الثقة بنفسه
وانخفاض الروح المعنوية و اإلنتاجية.
العنف الجنسي :Sexual Violenceوهو االستدراج بالقوة والتهديد إما لتحقيق االتصال الجنسي أو
الستخدام المجال الجنسي في اإليذاء كالتحرش ،أو الشتم بألفاظ بذيئة ،أو اإلجبار على ممارسة الجنس،
أو اإلجبار على القيام بأفعال جنسية ال يقبلها رجل أو مرأة.
الدراسة األولى :دراسة ميدانية عن مواقف الممرضات وردود أفعالهن تجاه العنف في مكان العمل
في أقسام الوالدة وطب النساء في مستشفيات القاهرة (نيفين سمير ،وآخرون).
استهدفت هذه الدراسة التعرف على أشكال العنف الواقع في مكان العمل تجاه الممرضات الالتي يعملن
في أقسا م الوالدة وطب النساء ،وتقييم تفاعلهن ومواقفهن من ذلك.
وقد أجرى الباحثون عام 2009دراسة وصفية شملت 416ممرضة تم اختيارهن ممن يعملن في أقسام
الوالدة وطب النساء في ثمانية مستشفيات في القاهرة ،بمصر .وجمع الباحثون المعطيات باستخدام
استبيان يمال ذاتياً ،وباستخدام طريقة ليكرت للقياس.
تهدف هذه الدراسة إلى التأكد من عدم شعور أي فرد مرتبط بهذا العمل ،بما في ذلك الموظفين
والعمالء ،بالتهديد من سلوك أو تصرف أي موظف.
تضمنت أداة البحث أسئلة تتعلق بتسجيل الخصائص االجتماعية والديموغرافية ،ومدى التعرض للعنف
في مكان العمل ،ونمط العنف ،وردود األفعال الممرضات ومواقفهن منه.
-1اتضح أن معظم الممرضات قد تعرضن للعنف في مكان العمل .ومثل أقارب المرضى المصدر
األكبر للعنف.
-2كما كان العنف النفسي أكثر أشكال العنف شيوعاً ،وذلك بدعوى اإلهمال ،وسوء ممارسة
الممرضات ل عملهن.
-3ويشمل "العنف المؤسسي" في هذه الدراسة :إيقاع الضرر الجسدي على اآلخرين والتشاحن والتدافع
والتحرش وإثارة الذعر والغصب بالقوة وحمل األسلحة والتهديد أو الحديث عن االشتراك في هذه
األنشطة.
-4وقد استخدم ما ال يزيد على نصف العينة من الممرضات النظام الرسمي لإلبالغ عن التعنيف.
-5اعتبرت غالبية الممرضات أن للعنف في مكان العمل تأثيراً سلبيا ً عليهن .وأن هناك حاجة ملحة
إلعداد دالئل إرشادية لحماية من يعمل في مجال التمريض.
مقدمة
تهدف هذه المحاضرة إلى التعرف على أشكال التحول الحديثة للبنية التنظيمية مع مطلع األلفية الثالثة
كضرورة ملحة .فالعولمة تدعو بقوة إلى تحويل التنظيمات الرسمية من النمط البيروقراطي التقليدي إلى
نمط يتصف بدرجة عالية من المرونة ويسعى لتحقيق االندماجية بالكيفية التي تسهم في تقوية األوضاع
التنافسية ومضاعفة اإلنتاجية .ونظراً ألن الجهود العلمية من جانب العلوم االجتماعية المهتمة
بالتنظيمات لم تتوصل بعد إلى نظرية عامة تالئم خصوصية العالقة بين التنظيمات وبيئتها الخارجية
التي تتصف بالغموض وعدم التأكد .فإن ما يقدم من إسهامات ال تعدو أن تكون نماذج ودراسات
ميدانية ،تعكس في مجملها السعي نحو نظرية عامة.
ولذا سيهتم هذه المحاضرة بعرض دراستين األولى عالمية والثانية أجريت في المجتمع المصري تعكس
التحول الكبير في البنية التنظيمية بتخليها عن البيروقراطية كنمط تقليدي والتحلي بإتباع سياسات إدارية
تعظم االنتمائية للعمل ،السيما داخل المؤسسات العالمية الكبرى المتخصصة في صناعة السيارات.
واالعتماد على فرق عمل Work Teamsسواء في مواقع اإلنتاج كما في خطوط تجميع السيارات.
وفي شركات تعتمد بشكل كلي على فرق عمل وليس عند مستوى اإلنتاج فقط.
يشير تعريف البنية االجتماعية إلى الجوانب المنظمة للعالقات القائمة المشاركين داخل البنية .ومن
منظور تحليلي ،تتألف البنية االجتماعية مكونين أساسيين ال يمكن الفصل بينهما على أرض الواقع:
-1البنية المعيارية The Normative Structureتشمل هذه البنية القيم ،المعايير ،وتوقعات
الدور. The Role Expectations
البنية التنظيمية The Organizational Structureمن المنظور الكالسيكي :يمكن فهم البنية ألي
تنظيم أو مؤسسة على كونها منقسمة إلى وحدات Unitsيطلق عليها أقسام ،Departmentsوكانت
عملية تقسيم البنية إلى أقسام وإدارات وقطاعات ترتبط فيما بينها في عالقات عمل تحكمها قواعد
رسمية .ولكل قسم من األقسام وظائف ومنتج ونطاق تعامل داخلي وخارجي.
وقد أخذت العالقة الرسمية بين هذه األقسام خطأ واحداً للعالقة أو عالقات متعددة ومتشابكة في أحوال
أخرى .لهذا تعتبر الوظائف Functionsوالمنتجات والعمالء والمناطق وعمليات سير العمل داخل
التنظيم خصائص لعملية تقسيم البنية التنظيمية إلى أقسام .Departmentalization
كذلك تقوم البنية التقليدية للتنظيم على التدرج الهرمي للسلطة أو ما يعرف (بالهيراركية) Hierarchy
كخاصية جوهرية .ويعتبر طول خط التدرج الهرمي دليالً على تعقيد البنية التنظيمية .ويشغل األفراد
أوضاع وظيفية على امتداد نطاق السلطة (أو خط التسلسل الرئاسي) Chain of Commandويعبر
عن البنية بخطوط وأشكال هندسية عبر مستويات مختلفة.
ولعل توجه المؤسسات الكبرى Corporationsللتحول في بنيتها إلى نمط تنظيمات فرق العمل يأتي
استجابة للتحديات والمنافسة في السوق العالمي فتحقيق مستوى أعلى الجودة ،وتحسين االبتكارات
والحاجة لتسريع دورات العمل واإلنتاج والخدمات ال يمكن أن تحققه البنية البيروقراطية ،ومن أهم ما
يساعد ال مؤسسات للتحول البنية فرق العمل الطفرة العالية في تقنية المعلومات Information
)Technology, (IT
وتعتبر الفرق Teamsوحدات األداء الرئيسية داخل التنظيمات الحديثة في القرن الواحد والعشرين.
وتوجد أنواع مختلفة من هذه الفرق تؤدي كل منها أدوارا مختلفة عن األخرى .فهناك فرق عمل
Work Teamsتختص بعمليات التحول Transformationداخل التنظيم .أي المسئولة عن تحويل
المدخالت Inputsإلى مخرجات Outputsوخدمات ذات قيمة لدى العمالء .ومن هذه فرق العمل في
مواقع اإلنتاج على خطوط تجميع السيارات Assembly Lines of Automobiles
النوع الثاني من الفرق يطلق عليها فرق تكاملية Integrating Teamsويكون دورها الرئيسي أداء
مهمة التكامل بين األجزاء الداخلية للتنظيم ،وكمثال تحقيق التكاملية في أداء الخدمة للعميل جغرافيا
ونوعيا وكميا بما يحقق رضاءه كامال عن الخدمة أو جودة المنتج.
النوع الثالث من الفرق ما يعرف بفرق اإلدارة Management Teamsوهذا نوع تكاملي خاص من
الفرق تتركز مهمته في تحقيق اتجاه تكاملي للتنظيم والتأكد من جودة تصميمه لتحقيق الرؤية Vision
وتقديم تغذية عكسية ألداء الوحدات التنظيمية وتماسكها فيما بينها لتحقيق أهدافها.
ال نوع الرابع من الفرق يطلق عليه فرق التحسين Improvement Teamsوتكون مهمتها الرئيسية
اختيار وتصميم التحسينات في وظائف التنظيم .وتوجد فرق أخرى مثل فرق تحسين الجودة.
بدءاً من عقد الثمانينات من القرن العشرين بدأ االهتمام من جانب علماء العلوم االجتماعية المهتمين
بالتنظيمات تقديم االستشارات ووضع تصورات لتطوير التنظيمات لتواكب التطورات التقنية و
المعلوماتية العالية ومواجهة التنافسية وبالفعل بدأت اإلدارة في االستعانة بإستشارين لتحقيق هذا
الغرض ،وتم وضع خطوط أساسية الستراتيجية التطوير تتمثل في:
-1إن أي تنظيم يصنعه الناس ،ومن ثم ال يمكن إنكار أهمية دورهم .ومهما كان نوع القيادة الناجحة إال
أنها ال تستطيع أن تبني رؤيتها على اآلالت واألدوات واإللكترونيات بأنواعها ،ولكي تقود األفراد يجب
أن تتوفر لديك مهارات المهم وکی تقود أي تنظيم فأنت بحاجة إلى تطوير تنظيمي،
يهتم بالبعد اإلنساني أو ما يعرف اآلن "بأنسنة اإلدارة Human Managementومن ثم ،فإن رؤية
التنظيم كنسق من منظور مدرسة العالقات االنسانية ،التي تلقی بالالئمة على العمال وحدهم لتقليل
اإلنتاج ونقص معدالت األداء لم يعد مقبوالً .ومن ثم فإن التوجه الحالي للتغير التنظيمي يجمع بين
مدخلي العالقات اإلنسانية ومدخل أنسنة اإلدارة.
دراسة حول الخصائص البنائية للشركات متعددة الجنسيات دراسة حالة الحدي الشركات العاملة في
القرية الذكية بالمجتمع المصري" ،عام 2009م.
أوالً :مشكلة الدراسة :تتبلور مشكلة البحث في محاولة التعرف على أهداف الشركة والسياسات
المنظمة للعمل داخل الشركة ،باإلضافة إلى ذلك رصد الخصائص البنائية للشركة من خالل مستويين
من التحليل هما :مستوى التنظيم الرسمي للشركة ،ومستوى التنظيم غير الرسمي.
ثانيا ً :اإلطار النظري والمفاهيم األساسية :لقد تبنت الدراسة منحى نظريا ً تكامليا ً يعتمد في األساس
على النظريات الحديثة في دراسة التنظيمات متعددة الجنسيات وبخاصة نظريتي تشكل البنية لجيدنز
Giddensومجتمع المعلومات الكاستل .Castellsوذلك للمبررات التالية:
يري جيدنز أن هناك ثنائية البنية من خالل العالقة المتبادلة بين البناء و الفعل ،ويستفيد البحث من هذه
الفرضية في دراسة عالقة الشركة محل الدراسة -فودافون مصر -بالعاملين بها ،سواء على
المستويين الرسمي و غير الرسمي باعتبار أن الشركة هى البناء الذي يحتوي على القواعد التي تنظم
أنماط التفاعل بين العاملين في صورة نظامية محددة.
تؤكد نظرية جيدنز دور ممارسات األفراد في حياتهم اليومية والطريقة التي تشكل بها هذه الممارسات
في أبنية اجتماعية ،قابلة للتشكل والتحول الدائم .ومن ثم تتحول ممارسات األفراد إلى ممارسات
مفتوحة األفق ،تحددها حدود القواعد البنائية الصارمة ،بقدر ما تحددها حدود مكانة األفراد وقدراتهم
على اختيار بدائل سلوكية وأنماط فعل تتالءم مع أهدافهم .ويستفيد البحث من هذه الفرضية في التعرف
على ممارسات األفراد داخل الشركة محل الدراسة -فودافون مصر -سواء على المستوى الرسمي
وغير الرسمي للشركة من أجل تحقيق األهداف التنظيمية.
لقد أكد كاستل أن هناك نوعا ً من االقتصاد الجديد يسمى باقتصاد العولمة ويفرز مرونة في إنتاج
المعلومات بواسطة وسائل االتصال الحديثة المستخدمة داخل التنظيمات .وتستفيد الدراسة الراهنة من
هذه الفرضية في دراسة أشكال االتصال المستخدمة داخل الشركة مجال الدراسة.
أن التنظيم کنسق اجتماعي مفتوح ال يمكن فهمه بمعزل عن البيئة المحيطة به ،ففي إطار المنظومة
المجتمعية يمكن أن نتوقع تفاعل التنظيم مع ثقافة المجتمع المحيط (كتأثير ثقافة المجتمع المصرى على
التنظيم المؤسسي).
دور التقنية ومدى ارتباطها بالجوانب المختلفة للتنظيم ،من خالل تشكيل السلوك والعالقات االجتماعية
كوسائل االتصال داخل التنظيم.
مرونة البناء ال تنظيمى سواء الرسمي أو غير الرسمي من خالل شبكات االتصاالت العالمية بين
مكونات التنظيم.
-۱التنظيم :Organization
يمكن تعريف التنظيم في الدراسة الراهنة بأنه :کيان مؤسسي عالمي منظم يحقق أهدافا ً محددة من خالل
إجراءات واضحة ،يعمل هذا الكيان في ضوء قواعد ولوائح خاصة بمنظومة العمل مثل :تعيين العاملين
الجدد ومالءمة هذا العمل مع مؤهلهم الدراسي ومهاراتهم ،ومن ثم متابعة األدوار والمهام المكلف بها
العاملون داخل المؤسسة ،ومعرفة معايير الترقية من منصب إلى منصب آخر ،وطرق فصل العاملين
من خالل فرض جزاءات معينة داخل المؤسسة ،باإلضافة إلى العالقات غير الرسمية بين العاملين
وتكوين الصداقات من خالل وسائل االتصال اإللكترونية.
ويقصد بالشركات متعددة الجنسيات بأنها نتاج تنظيمي للقوانين األساسية للتطور الرأسمالي في حقبته
الراهنة ،وهي آلية من آليات العولمة الصناعية التي تجعلها تعمل في إطار استراتيجية عالمية موحدة،
وبالطبع لهذه الشركات فروع عديدة داخل البلدان المختلفة ،ولكن مركزية السيطرة من قبل الشركة األم
التي تقوم بتوزيع عملياتها داخل البلدان المضيفة وتديرها مما يترتب على ذلك أن تتسم هذه الشركات
ببنية تنظيمية محددة لها خصائص مميزة مثل :تسطيح في السلطة ،وتقسيم عمل متغير ،والعمل
الفريقي ،والوالء نحو العمالء والمهنة ،استخدامات تكنولوجيا المعلومات ،والثقة اإليجابية ،مرونة
عمليات االتصال وأساليبها ،وارتباطها بنمط القيادة التنظيمية ،نسق موضوعي ومفتوح للجزاءات
والعمل فيما وراء التعاقد ،ووجود عالقات عمل رسمية وغير رسمية (الشللية ،وتكوين صداقات داخل
بيئة العمل) ،وضوح األدوار والتنافسية.
وقد وقع اختيار الباحثة لشركة فودافون مصر العاملة بالقرية الذكية لكي تكون مجاالً للدراسة ألنها
تعمل في قطاع االتصاالت داخل القرية الذكية كتنظيم ممثل للشركات متعددة الجنسيات ،وهي شركة
مساهمة خاضعة لقانون ۸لسنة ۱۹۹۷ومسجلة بدائرة السجل المدني التجارية لالستثمار ،وتعتبر
شركة فودافون مصر نموذجا ً لشركا ت متعددة الجنسيات ،وهذه الشركة هي فرع من فروع الشركة األم
بإنجلترا ،وتعمل عبر ست وعشرين دولة على مدى القارات الست ،ويعمل داخل شركة فودافون مصر
حوالي ثالثة آالف وخمسمائة عامل من جنسيات مختلفة ولكن معظمهم مصريون.
-1تحقيق الريادة في خدمة تكنولوجيا االتصاالت حول العالم من خالل الهواتف النقالة ،أيضا ً تنمية
المنتجات المحلية داخل الثقافة المصرية ،باإلضافة إلى استقطاب عمالة من داخل البلد المضيف ذات
مهارات فنية في مجال الحاسب اآل لي وإلى جانب ذلك مهارة اللغة ألنها شركة أجنبية ،والقيام
بمسئوليتها االجتماعية من خالل اإلسهام في تحسين ظروف المجتمع المصري والمجتمعات العربية
األخرى كبلدان مضيفة وذلك من خالل األعمال الخيرية مثل المشاركة في يوم اليتيم ،وبنك الطعام،
وتقديم مساعدات مادية لمدينة غزة ،أيضا ً المساهمة في بعض األنشطة الرياضية وخاصة كرة القدم.
-2بساطة في الهيكل التنظيمي للشركة ،ومن ثم تتسم البنية التنظيمية لها بالتسطيح Flat
Organizationأي اتجاه البنية التنظيمية للتوسع األفقي ،وتقلص في عدد المستويات اإلدارية بالشركة
مما يؤدي إلى سرعة تدفق المعلومات وتداولها من أعلى إلى أسفل وأيضا ً سرعة صعود المقترحات
ومشكالت العمل من المرؤوسين إلى المستويات األعلى.
-3كما كشفت الدراسة عن صغر حجم قوة العمل Down Sizingداخل الشركة بالمقارنة بنوعية
الخدمات وعدد الجمهور المتلقى لهذه الخدمات ،وهذا يعكس دور التكنولوجيا المتقدمة في سرعة األداء،
وربما يمكن أن يكون االنخفاض في عدد المستويات اإلدارية داخل الشركة دور في سرعة الحصول
على المعلومات الخاصة بمنظومة العمل.
-4هناك معايير محددة لتعيين األفراد الجدد داخل الشركة ،فالبد من وجود مهارات أساسية كاستخدام
الحاسب اآللي وإتقان لغة أجنبية وبخاصية اإلنجليزية ،باإلضافة إلى وجود مهارات سلوكية من خاللها
يتم قياس مدى قدرة الموظف على التعامل مع زمالئه ورؤسائه المباشرين وأيضا ً عمالء الشركة.
-5أشارت نتائج الدراسة إلى أن كل إدارة بالشركة تضع توصيفات لوظائفها ،في ضوء طبيعة عمل
كل إدارة مما يؤدي إلى فاعلية أداء الشركة.
-6زيادة درجة الالمركزية من خالل تفويض بعض أعمال الرؤساء المباشرين إلى بعض العاملين
باإلدارات المختلفة ،ومن ثم تقلص نطاق اإلشراف داخل اإلدارات المختلفة نتيجة تقارب المستوى
المعرفي لجميع المشتغلين بالشركة مما يؤدي إلى المرونة في اتخاذ القرارات في أداء المهمة التنظيمية
المكلف بها.
-7يتم إنجاز العمل من خالل تكوين مجموعات عمل إلنجاز هدف محدد ،مع تنوع األدوار وتكاملها
وتوزيعها على أعضاء كل مجموعة حسب تخصصاتهم المختلفة.
-8تراجع ارتباط العمل بالمكتب في هذا التنظيم ،وإحالل وسائل إلكترونية نتيجة تدفق المعلومات من
خالل قاعدة البيانات بالشركة.