Professional Documents
Culture Documents
-امللخص:
تعتبر الجماعة وديناميكية االنضمام للجماعات على درجة كبيرة من األهمية ،ذلك
ألن العمل في املنظمات املختلفة يتم في معظم األحيان في إطار الجماعات .ومن املعروف أن
سلوك اإلنسان كفرد يختلف عن سلوكه كعضو في جماعة .فالجماعة أداة فعالة ملساعدة
األفراد ونموهم ،وتعديل اتجاهاتهم عن طريق تفاعالتهم وعالقاتهم مع اآلخرين،
فالجماعات االجتماعية تقوم وتدوم بقصد إشباع حاجات أعضائها من خالل تفاعلهم
وتعاونهم .وال يتحقق لإلنسان الشعور باألمن والحب والصداقة إال في جماعاتها .كما أنه
عن طريق تعاونه مع اآلخرين يمكن أن يحقق أهداف قد يعجز عن تحقيقها بمفرده.
-الكلمات املفتاحية :الجماعة ،التماسك ،جماعة العمل ،الفاعلية.
Abstract:
The group and the dynamics of joining groups are of great importance,
because the work in the different organizations is mostly carried out within the
framework of groups. It is well known that the behavior of a person as an
individual differs from his behavior as a member of a group. The group is an
effective tool for helping individuals and their growth, and adjusting their
attitudes through their interactions and relationships with others. Social groups
exist and last with the intention of satisfying the needs of their members
through their interaction and cooperation. The feeling of security, love and
friendship is not achieved for a person except in their groups. Also, by
cooperating with others, he can achieve goals that he may not be able to
achieve on his own.
Keywords: group, cohesion, work group, effectiveness.
مقدمة:
ينظم الشخص عادة إلى الجماعة التي يرى أنها سوف تحقق آماله وطموحاته
وأهدافه الشخصية التي يسعى إلى تحقيقها ،وقد يكون الفرد منظما إلى جماعة معينة إلى
أنه يسعى إلى االنضمام إلى جماعة أخرى بسبب جاذبية أهدافها ،ورغبته في تكوين عالقات
اجتماعية أوسع تحقق مصالحه الشخصية .ويذكر بعض الباحثين مجموعة من العوامل
التي تؤدي إلى تكوين الجماعات مثل تعزيز البقاء وتحقيق األهداف ،حيث يعتقد أن
االنتماء إلى مجموعات كان أمرا حاسما لتطور وبقاء البشر كنوع ،فقد نجا البشر منذ
القديم وحتى اليوم ألنهم اعتمدوا على الشبكات االجتماعية للحصول على الطعام
ومشاركته ،ونقل املعلومات ،وتربية األطفال ،وتجنب مختلف التهديدات التي تواجههم.
ووفقا لنظرية الهوية االجتماعية ،يعد االنتماء إلى الجامعة مصدرا مهما لتقدير
الذات ،كما تؤكد هذه النظرية ،فإن الهوية الشخصية تتشكل من خالل عضوية
الجماعات ،وإذا كانت الجماعة مصدرا للهوية ،وإذا كان الناس لديهم الحافز للنظر إلى
أنفسهم من منظور إيجابي ،فإن ذلك يعني أن الناس سيكونون متحمسين لرؤية جماعتهم
بشكل إيجابي أيضا ،وبشكل عام يظهر األشخاص تحيزا قويا الجماعة التي ينتمون إليها،
ويتصرفون بشكل أفضل اتجاهها أكثر من تلك التي ال ينتمون إليها ،وبشكل مبسط يمكن
القول أن الجماعة تلبي حاجة الشخص إلى إحساس واضح وإيجابي بالذات.
تتعدد املعاني التي تفسر وتشرح مصطلح أو مفهوم تماسك الجماعة فالبعض
يعرفه على انه محصلة القوى الناتجة والتي تجذب األفراد تجاه الجماعة ،ويؤكد البعض
على أن التماسك يشير إلى جاذبية الجماعة وأعضائها ،ويرى آخرون أن التماسك هو
القوى التي تمارسها الجماعة لكي تحافظ على عضوية أفرادها ( .فلية ،عبد املجيد،2005،
ص.)116
وكذلك يعرف التماسك بقوة الروابط بين أفراد الجماعة ومدى تكاتفهم واتحادهم
ويعتبر تماسك الجماعة من املقومات األساسية التي تعطي للجماعة وجودا أو كيانا
ألفرادها ،وأهمية التماسك القتصر فقط على كونه من أهم مقوماتها وإنما تتعداه إلى
اآلثار السلوكية التي تترتب عنه.
أما من الناحية االجتماعية فيقصد بالتماسك زيادة العالقات املوجبة التي تدور في
املحيط الداخلي للجماعة فكلما ازدادت هذه العالقات ازداد تماسك الجماعة وكلما تشتت
هذه العالقات ضعف تماسكها ( .لوكيا ،2006 ،ص)116
كما يعبر مفهوم تماسك الجماعة أيضا عن قوة جاذبية الجماعة ألفرادها وتنش ئ
حالة تماسك الجماعة نتيجة لرغبة األعضاء في البقاء داخلها من ناحية ونتيجة للضغوط
التي تتعرض لها الجماعة من ناحية اخرى (ماهر ،2004 ،ص)248
ومن مؤشرات تماسك الجماعة ،ان تنمو عالقات الصداقة بين أفرادها ،ويصبح
كل منهم يتحدث بكلمة "نحن" بدال من "أنا" وانصياع جميع األفراد ملعايير الجماعة بصورة
طوعية وراضية ،واملشاركة الفعالة في أنشطة الجماعة ..الخ ،ويكون للتماسك بين أفراد
الجماعة دور مهم في تحديد عالقة الجماعة باملنظمة اإلدارية ،وفي تحقيق أهداف هذه
املنظمة ،فكلما تمكنت القيادات اإلدارية من استثمار روح الجماعة ،وتعاضد أفرادها،
وتوجيهها لتحقيق زيادة في اإلنتاجية ولتحقيق الفعالية اإلدارية املطلوبة ،كلما نجحت
املنظمة في الوصول إلى غايتاها ،أما إذا فشلت املنظمة وأهدافها وسياستها ،كلما كان ذلك
مبررا إلخفاق املنظمة ووضعها في وضع معقد ال يسهل عليها عالجه ،الن تذليل الصعوبات
واملشكالت املتصلة بالجماعات اعقد وأصعب بكثير مما لو كانت العقبات أو املشكالت
متصلة باألفراد (عساف ،1999 ،ص124ص)125
مفهوم الجماعة:
أثار تعريف الجماعة جدال كبيرا بين الباحثين واملختصين وبشكل خاص في مجالي
علم النفس وعلم االجتماع ،وموضوع الجدل هو فيما إذا كانت الجماعة عبارة عن عدد
معين من األفراد ،أم أنها عبارة عن نظام معين من العالقات املتبادلة ،وفيما يلي نورد
بعض التعريفات للجماعة:
يعرفها ) Delamater & Mayers (2011, p 277على أنها وحدة اجتماعية تتميز
بمجموعة من الخصائص هي العضوية ،والتفاعل بين األعضاء ،واألهداف واملعايير
املشتركة.
هذا التعريف وفق الخصائص املذكورة يعني أن الجماعة ليست مجرد تجمع
لألفراد ،بل هو عبارة عن نظام من العالقات املتبادلة بحيث يتفاعل األعضاء فيما بينهم
ويؤثر بعضهم على بعض.
ويعرفها ) Gençer (2019, p.223بأنها عبارة عن تكوين من شخصين على األقل
يجتمعان في هدف معين ،ويتواصالن مع بعضهما البعض ،ويؤثران في بعضهما البعض،
ويعتمدان على بعضهما البعض ،ولكي تكون جماعة ،يجب أن يكون لدى األفراد أهداف
ومعايير مشتركة ،ولكن أيضا يجب أن يشعروا بأنهم جماعة.
وتعرفها سهير أحمد على أنها وحدة اجتماعية مكونة من فردين أو أكثر تربط بينهم
عالقات اجتماعية ويحدث بينهم تفاعل اجتماعي متبادل فيؤثر بعضهم في بعض (أحمد،
،2001ص.)41
خصائص الجماعة:
-العضوية :واملقصود بها اعتراف األعضاء بعضوية الفرد وانتمائه إلى الجماعة.
-التفاعل بين األعضاء :بمعنى أن األعضاء يتواصلون فيما بينهم ويؤثرون على
بعضهم البعض.
-األهداف املشتركة بين األعضاء :ويعني هذا أن األعضاء مترابطون فيما يتعلق
بتحقيق الهدف ،بحيث إذا تقدم أحدهم إلى تحقيق هدفه يجعل من املحتمل أن يصل
عضو آخر إلى تحقيق هدفه.
-املعايير املشتركة :بمعنى أن األعضاء يحملون مجموعة من املبادئ والقواعد التي
تضع حدودا لسلوك األعضاء.
-الدوام واالستمرارية ملدة زمنية معقولة.
أهمية الجماعة بالنسبة للفرد:
تكمن أهمية الجماعة بالنسبة للفرد في نموه االجتماعي ،فمن خالل الجماعة
يكتسب املعايير االجتماعية للسلوك ،ويكون الصدقات ،وخالل تفاعله مع أعضاء
جماعته ،يتعلم الفرد السلوك االجتماعي املناسب ،ويتعلم الكثير عن غيره ،وتنمو مهاراته
االجتماعية ومهارات االتصال بشكل أكبر ،كما يكون الفرد من خالل تفاعله مع أعضاء
جماعته اتجاهاته نحو املواضيع والقضايا األساسية ،وفي األخير يحقق الفرد من خالل
عضويته في جماعة معينة الشعور باالنتماء ،أو ما يعرف في سلم ماسلو للحاجات بالحاجة
لالنتماء.
مرحلة التكوين :وتعتبر هذه املرحلة مرحلة اختبار ،حيث يكتشف فيها الفرد العالقات
املالئمة مع أعضاء الجماعة الذي ينتمي إليه ،ويكتشف الخصائص االجتماعية والنفسية
لبقية أعضاء الفريق أو جماعة العمل ،وتحدد الجماعة في هذه املرحلة حدودها
االجتماعية واملهام املوكلة إليها ،ويناقش أعضاء الجماعة في هذه املرحلة األفكار األولية
حول كيفية القيام بهذه املهام.
مرحلة الصراع :تعتبر أصعب مراحل تكوين جماعة العمل ،حيث يبحث فيها كل عضو
عن مكانه ومكانته ،ويبدأ القادة غير الرسميين في الظهور حتى في حالة وجود قائد رسمي،
كما هو الحال غالبا في جماعات العمل الرسمية ،وقد تندلع صراعات على السلطة بين
القادة غير الرسميين املتنافسين ،وربما ينشأ الخالف حول كيفية قيام الجماعة بمهامها،
وفي هذه املرحلة غالبا ما يكافح األعضاء للحفاظ على هويتهم واستقالليتهم حيث تحاول
الجماعة إعطاء هوية للفرد ،وتبدو فيها األهداف صعبة أو غير قابلة لإلنجاز ،وقد ينفذ
فيها صبر األعضاء ،فيجادلون ويعترضون ويقاومون ،وينشأ الصراع بينهم ،وقد يترك
بعضهم الفريق ،وربما ينحصر الفريق في هذه املرحلة وال يحقق أي إنجازات.
مرحلة وضع القواعد :بعد انتهاء مرحلة الصراع بنجاح ،تبدأ مرحلة قبول األعضاء
لبعضهم البعض ولألدوار التي سيلعبونها ،وللفريق ككل ،تتميز هذه املرحلة بانخفاض حدة
النزاع وبدء التعاون وتزايده تدريجيا ،وهي مرحلة وسيطة تمهد للمرحلة التالية وهي مرحلة
أداء املهام ،لذلك يجب أال تطول هذه املرحلة أو يتوقف فيها الفريق ،بل يجب أن يبدأ
التعاون الفعلي واالتفاق بين األعضاء للوصول إلى الهدف املشترك ،وفي هذه املرحلة يتم
وضع القواعد للعالقات واملعامالت بين أعضاء الجماعة ،ويصبح الهدف املشترك هو
الرباط أو العقد غير املكتوب الذي يجمع الفريق.
يسمي تشامبو Champouxهذه املرحلة بمرحلة التماسك ووضع املعايير ،وفيها
تحدد الجامعة أدوارها وعالقات األدوار ،توافق املجموعة على سلوك األعضاء الصحيح،
وتظهر ثقافة جماعية محددة ،ويكون الصراع أقل حدة في هذه املرحلة مما كان عليه خالل
املرحلة السابقة.
مرحلة األداء :يصبح أعضاء الجماعة مرتاحين لبعضهم البعض في هذه املرحلة،
ويقبلون معايير الجماعة ،ويستقرون على أهدافهم كما يبدأ األعضاء في القيام بأدوارهم،
ويمارسون تخصصاتهم املهنية أو الوظيفية كل في مجاله ،ويمارسون عالقات التعاون
والترابط ،ويتعرف كل عضو على دوره وتوقعات اآلخرين ،ويتفهم كل عضو نواحي القوة
والضعف لديه ولدى اآلخرين ،ويفكر أعضاء الجماعة أو الفريق في طرق اإلنجاز وزيادة
الفاعلية ،ويمارس القائد دوره كموجه ومدرب وناصح ،ويساعد األعضاء على تقييم أدائهم.
مرحلة اإلنهاء :تصل بعض الجماعات إلى أهدافها وتفككها وتنهي وجودها كجماعة
محددة ،كما أن هناك جماعات أخرى تعيد تحديد مهمتها وعضويتها ،وفي حالة حدوث أي
من الحدثين ،اإلنهاء أو إعادة التحديد ،تعود الجماعة إلى املرحلة األولى من التكوين وتعيد
بدء العملية ،وتجدر اإلشارة إلى أن الجماعة قد تنجح أو تفشل في أداء املهمة الوكلة إليها.
عوامل تشكل الجماعة:
قرر الفالسفة وعلماء االجتماع منذ القدم أن اإلنسان مدني بطبعه ،فهو ال
يستطيع العيش بمفرده ،فاإلنسان يولد مزودا بميل اجتماعي فطري ،وهذه الفطرة نجدها
حتى عند الحيوانات ،فهي أيضا تميل إلى التجمع مع أقرانها من نفس النوع ،وحسب عطية
(بدون سنة) يوجد العديد من التفسيرات التي توضح األسباب والعوامل التي تؤدي إلى
تكوين الجماعة ،ولعل من أشهر هذه التفسيرات هي:
التجاذب بين أعضاء الجماعة :يقصد بالتجاذب بين أعضاء الجماعة هو أن
األشخاص ينجذبون إلى من يتشابهون معهم في الثقافة املتمثلة في القيم والعادات
والتقاليد واالتجاهات ،واملستوى االجتماعي واالقتصادي ،والسمات النفسية وفي بعض
األحيان الجسمية.
أهداف الجماعة :حيث ينظم الشخص عادة إلى الجماعة التي يرى أنها سوف تحقق
آماله وطموحاته وأهدافه الشخصية التي يسعى إلى تحقيقها ،وقد يكون الفرد منظما إلى
جماعة معينة إلى أنه يسعى إلى االنضمام إلى جماعة أخرى بسبب جاذبية أهدافها ،ورغبته
في تكوين عالقات اجتماعية أوسع تحقق مصالحه الشخصية.
أما ) Greenberg et all (2015فيذكر مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى تكوين
الجماعات مثل تعزيز البقاء وتحقيق األهداف ،حيث يعتقد أن االنتماء إلى مجموعات كان
أمرا حاسما لتطور وبقاء البشر كنوع ،فقد نجا البشر منذ القديم وحتى اليوم ألنهم
اعتمدوا على الشبكات االجتماعية للحصول على الطعام ومشاركته ،ونقل املعلومات،
وتربية األطفال ،وتجنب مختلف التهديدات التي تواجههم.
ووفقا لنظرية الهوية االجتماعية ،يعد االنتماء إلى الجامعة مصدرا مهما لتقدير
الذات ،كما تؤكد هذه النظرية ،فإن الهوية الشخصية تتشكل من خالل عضوية
الجماعات ،وإذا كانت الجماعة مصدرا للهوية ،وإذا كان الناس لديهم الحافز للنظر إلى
أنفسهم من منظور إيجابي ،فإن ذلك يعني أن الناس سيكونون متحمسين لرؤية جماعتهم
بشكل إيجابي أيضا ،وبشكل عام يظهر األشخاص تحيزا قويا الجماعة التي ينتمون إليها،
ويتصرفون بشكل أفضل اتجاهها أكثر من تلك التي ال ينتمون إليها ،وبشكل مبسط يمكن
القول أن الجماعة تلبي حاجة الشخص إلى إحساس واضح وإيجابي بالذات.
أما ) Delamater & Myers (2011فيعتقدان أن الجماعة تتكون بسبب أن
االنضمام إلى املجموعات يمنح فوائد مهمة لألعضاء ،بما في ذلك زيادة املعرفة الذاتية،
والتقدم نحو أهداف مهمة ،وتعزيز املكانة ،وتشكيل الهوية الجماعية السياسية كوسيلة
لتحقيق التغيير االجتماعي.
عوامل تماسك الجماعة:
هناك عوامل عديدة داخلية في الجماعة أو خارجية يمكن أن تساعد على زيادة او
انخفاض درجة تماسكها وهي كما يلي:
املكانة :كلما زادت مكانة الفرد داخل الجماعة كلما زادت املكانة التي يحتمل أن يحصل
عليها الفرد إذا انضم للجماعة ،وكلما زادت القوى التي قد تدفعه الى االنضمام إلى الجماعة
وقد توصل كيلي kulueفي إحدى تجاربه إلى نتيجة مؤداها اقل املكانات في الجماعات
جاذبية لألفراد املهددة بالتنزيل واملكانات املنخفضة غير القابلة للترقية ،أي أن هذين
النوعين من املكانات اشد املكانات خطرا على تماسك الجماعة ،كما أن األفراد اآلمنين على
مراكزهم في املكانات العالية هم أكثر األفراد إقباال على الجماعة (عطية ،2004 ،ص.)141
االتفاق حول أهداف الجماعة :يساعد اتفاق الجماعة حول هدف ومسار نشاطها في
ربط الجماعة وتعزيز وتوجيه انماط التفاعل بين بين أفرادها نحو تحقيق الهدف (أندروا و
مارك ،1991 ،ص.)222
العالقات التعاونية :تؤدي العالقات التعاونية الى تماسك الجماعة وزيادة
جاذبيتها،فيصعب أن تقوم جماعة وتبقى إال إذا كان هناك قاسم مشترك بين أفرادها
وذلك عن طريق مشاركة في تحديد األهداف وإقامة املعايير التي يلتزمون بها في حدود
معقولة ،وفي تجربة قام بها دويتش ، Deutschووجد أن الجماعات التعاونية اظهرت الكثير
من عالقات التماسك ،وساد الود بين أفرادها ،وحاول كل منهم التأثير على اآلخرين وتقبل
كل منهم محاوالت اآلخرين للتأثير فيه بعكس الجماعات التنافسية.
ازدياد التفاعل بين اعضاء الجماعة :يتضح أن الجماعات األصغر حجما يغلب ان
تكون أكثر تماسكا من الجماعات األكبر حجما ،وقد يرجع ذلك الى نقص التجانس( نتيجة
لزيادة الحجم ) في اتجاهات وقيم األعضاء ومن ثم نقص الشعور بتوثيق الصلة ،وكذلك
يغلب أن تزداد جاذبية الجماعة بالنسبة لألعضاء الذين يشعرون بأنهم موضع اهتمام
وتقدير وتقبل من الجماعة (عطية ،2004 ،ص.)141
التنافس بين الجماعات :يؤدي التنافس مع الجماعات االخرى ،داخل املنظمة
وخارجها إلى تضامن األعضاء لتحقيق الهدف املشترك ،وقد ادى تطبيق المركزية اإلدارة في
املنظمات إلى التقاء الجماعات الكبيرة الحجم ودخولها في منافسة مع الجماعات االخرى.
التقويم االيجابي :إذا ما أدت الجماعة عملها بصورة مشرفة ،فان تقدير أدائها من
قبل اإلدارة يؤدي إلى رفع مقام الجماعة في عيون أعضائها وأعضاء املنظمة اآلخرين،
ويساعد التقويم االيجابي في أن يجعل أعضاء الجماعة يحسون بالفخر النتمائهم لها
(أندروا ومارك ،1991 ،ص )222
األحداث االجتماعية :وقد تعمل بعض الظروف االجتماعية العامة على تغيير عدد
كبير من األفراد فتتأثر تبعا لذلك جاذبية انواع معينة من الجماعات ،ويبدو انه يزداد في
بعض الحاالت نتيجة الضغوط عليها من مصادر خارجية ،كما أن النقد الذي يوجه من
خارج الجماعة قد يزيد من تماسكها إذا أدرك أفراد الجماعة ذلك.
التشابه بين أعضاء الجماعة :قد تؤدي أنواع معينة من التشابه بين أعضاء الجماعة
إلى زيادة تماسكها ولسبب ذلك ان الكثير من الناس ينضمون إلى الجماعة كي يفهموا
أنفسهم فهما أفضل عن طريق مقارنة أنفسهم باآلخرين .وبالطبع ال تكون لهذه املقارنة
قيمة اال اذا أجريت بين الشخص وبين من يقربون منه في القدرة (عطية ،2004،ص.)142
هناك العديد من العوامل التي تساعد على زيادة تماسك الجماعة ،و تقوي ارتباط
أعضائها ببعضهم البعض ،فالفرد إذا كانت مكانته داخل هذه الجماعة جيدة ،و يتفق مع
أفرادها في األهداف ،و تسود بينهم العالقات التعاونية ،والتحام األفراد في املنافسات مع
الجماعات األخرى ،كل هذه العوامل قد تزيد من تماسك هذه الجماعة.
عوامل إضعاف تماسك الجماعة:
إذا كانت هناك إذا كانت هناك عوامل تساعد على تماسك الجماعة فباملقابل هناك
عوامل اخرى قد تضعف من تماسك هذه الجماعة ونذكر منها:
االختالف حول األهداف :مثلما يؤدي االتفاق حول األهداف ومسارات املجموعة إلى
تالحم الجماعة يؤدي االختالف إلى الصراع والعراك مما يضعف درجة تماسكها (أندروا
ومارك ،1991 ،ص.)223
حجم الجماعة :يلعب هذا الحجم دورا مهما في تحديد عالقات األفراد داخل الجماعة.
فكلما زاد حجم الجماعة يصبح كل عضو يسعى إلى تحقيق مجموعة من العالقات األكثر
تعقيدا ويكو الوقت متاح له للحفاظ على هذه العالقات او تعميقها وقتا محدودا ،وذلك
على عكس الوضع فيما لوكان حجم الجماعة صغيرا.
يؤدي هذا الوضع (أكبر حجما) إلى تزايد إحساس أفراد الجماعة بالتهديد والتوتر
واإلحساس بضعف املشاركة ،ويحول كذلك على مناقشة األمور املطروحة على جدول
أعمال الجماعة بصورة معمقة ،وال يسمح للجميع بالحوار التام والشامل (عساف،1999 ،
ص.)165.
اكتساب الجماعة خواص سيئة :إذا أصبحت الجماعة ذات خواص سيئة أو غير
سارة بالنسبة للفرد ،هنا يحاول الفرد ترك الجماعة لنقص جاذبيتها.
اختفاء حاجة االنتماء لهذه الجماعة :إن اختفاء الحاجات التي يريد الفرد تحقيقها
من الجماعة وإذا كانت وسائل تحقيق هذه الحاجات غير مناسبة قد تدفع الفرد الى ترك
هذه الجماعة والبحث عن جماعة اخرى تحقق له حاجاته (عطية ،2004 ،ص.)143
التجارب غير السارة في الجماعة :حينما ينعدم التقارب أو الثقة بين أفراد الجماعة أو
يسود القهر في محيطها ،يصبح االتصال أو التفاعل بين األفراد تجربة مؤملة ومريرة مما
يؤدي الى فك روابط الجماعة.
التنافس داخل الجماعة :مع إن التنافس بين الجماعات يؤدي إلى التقارب بينهما ،لكن
يسبب التنافس داخل الجماعة الواحدة الصراع والتناحر وظهور عوامل الشقاق ،وينبغي
على املديرين تجنب بعض املمارسات مثل محابات بعض االعضاء ،والحصول على
مكافئات ال تقدم على أساس االداء ،حيث ان ذلك يؤدي الى وجود التنافس بين أفراد
الجماعة.
السيطرة :حينما يسيطر واحد او اكثر على الجماعة يتجهون نحو عدم التفاعل مع
االعضاء االخرين ،ملا لهم من سمات شخصية معينة ،فال يظهر اي تماسك للجماعة وقد
يؤدي هذا االتجاه إلى تكوين(شلل) صغير داخل الجماعة او الى وجود انعزاليين أو
انشقاقيين (.أندروا و مارك ،1991 ،ص.)223
عدم انتظام االتصال :طاملا كان املوظفون متفاعلين فيما بينهم بانتظام عند أي
مستوى في الشركة ،فإنهم سوف يطورون في العادة طرقا للقيام بأعمالهم .وباستثناء
النزاعات الشخصية التي تحدث بين الحين واآلخر فإن أفراد الشركة يتعلمون تبني الصيغ
الروتينية املريحة لألخذ والعطاء ،ولتبادل األفكار واملساعدة أثناء عملهم معا.
التناسق بين األعمال الفرعية واألهداف الروتينية :عندما يعبر العمل الحواجز بين
االدارات ،فإن االختالفات الحتمية في القيم سوف تأثر على ما تم انجازه وكيفية ووقت
انجازه .إن الخالفات التقليدية بين أفراد التصنيع خالفات عديدة .فمهندسو التطوير
يعون املشروع الجديد باملفاهيم املتوافقة مع معاييرهم املهنية التي من املحتمل ان تشتمل
على إنجازات فنية هامة وأمور فنية معقدة جديرة بابتكار منتج رئيس .ولكن من الناحية
األخرى نجد أن مديري التصنيع حساسون اتجاه ترجمة املفاهيم املعقدة إلى إنتاج
منخفض التكاليف وروتيني ويمكن التحكم في جودته .ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض
االهتمامات أو انقطاع االتصال ،إذ إن كل إدارة تشك في استعداد اإلدارة األخرى في
التعاون( .نورمان ،1996 ،ص.)34
اآلثارالسلبية للتماسك الشديد:
حذر عدد من الباحثين والكتاب من املغاالة واالفراط في درجة تماسك الجماعة
ونوهو الى بعض اآلثار السلبية التي يمكن ان تنشا نتيجة التماسك العالي جدا في الجماعة،
ومن بين أهم النتائج السلبية:
التفكير الجماعي :الجماعة املتماسكة جدا تشدد على االمتثال وااللتزام باملعايير
والقرارات االجتماعية نتيجة للضغط املتزايد على الفرد ،يتولد لدى الفرد الخضوع الزائد
ويتدنى الى حد كبير التفكير املستقل وروح االبداع لديه ،وال تسعى الجماعة لتقييم حقيقي
للبدائل املتاحة .ويرى كريتنر Kreitnerوكينتيش ي Kinichiبأن نمط التفكير الجماعي يؤدي
الى غيوب في عملية صنع القرارات وأهمها :
• بدائل قليلة.
• عدم اعادة النظر في البدائل املفضلة.
• عدم النظر في البدائل املرفوضة.
• رفض اراء ذوي الخبرة.
• انتقاء متحيز للمعلومات.
تصاعد االلتزام :وهذه النتيجة ترتبط بالتفكير الجماعي ،حيث من املحتمل جدا ان
يستمر افراد الجماعة في تطبيق اجراء ما على الرغم من ان الدالئل تشير الى امكانية فشله.
العالقة مع الجماعات األخرى :إن النتائج السلبية التي تترتب على التماسك الشديد في
الجماعة ال تقتصر على افراد الجماعة وعلى عملية صنع القرارات بل تمتد للمنظمة
بكاملها فالجماعات املتماسكة جدا تميل نحو عدم التعاون وعدم التنسيق مع الجماعات
االخرى ،وتطوير معايير وقواعد انعزالية عن الجماعات االخرى ،وتركيز اهتمامها على
قضايا الجماعة دون االخذ في االعتبار الجماعات االخرى في املنظمة ،وهو كله يؤثر سلبا
على مستوى االداء العام للمنظمة(حريم ،2004،ص)169
املشكالت التي تواجه الجماعة:
تتعدد املشكالت التي تواجه الجماعات وأعضائها وسنتطرق لبعضها فيما يلي:
مشكالت االنحراف :تضع الجماعات قدر من املعايير للتوحيد بين سلوك أعضائها
ولكن نجد أن هناك بعض األعضاء ينحرفون عن تلك املعايير التي تضعها الجماعة وهذا
يؤدي إلى ظهور املشكالت في الجماعة ،كما أن هناك بعض األعضاء يحاولون أن يستخدموا
الجماعة لحل مشاكلهم الخاصة من خالل عضويتهم في الجماعة ،وهذا قد يؤدي إلى شيوع
املسؤولية بين األعضاء هذا قد يؤدي بدوره إلى وجود مشكالت داخل الجماعة
(عطية ،2004،ص.)237
والشخص الذي ال يتحمل املسؤولية ويماطل وال يؤدي العمل الذي يطلب منه
والشخص الذي يتدخل فيما ال يعنيه والشخص األناني الذي ال يتعاون مع باقي أفراد
الجماعة وكل املرغوب فيه نحو تحقيق أهدافها املرجوة ،والواجب أننا نعمل على مساعدة
هؤالء األشخاص ليتكيفوا مع الجماعة ويصبحوا أعضاء صالحين فيها.
املشكالت الوظيفية :املقصود باملشكالت الوظيفية هنا املشكالت التي تتعلق بقيام
الجماعة بوظائفها كجماعة تعمل على تحقيق أهدافها ويمكن تلخيص املشكالت الوظيفية
للجماعة في اآلتي:
• عدم فهم أهداف وأغراض الجماعة.
• وجود العشيرات (الشلة) في الجماعة.
• وجود املنازعات في الجماعة.
• مشكالت التنظيم والروتين(.جابر ،2007،ص150ص)151
• القيادة املتسلطة.
• عدم توفر الوقت الكافي التخاذ القرارات الالزمة.
املشكالت التي تقوم بين الجماعات :أن تنافس الجماعات لتحقيق األغراض
الشخصية واالجتماعية كثيرا ما يكون سببا في خلق املشكالت التي تعمل على تفككها وذلك
للمنافسة التي غالبا ما تتحول إلى صراع بينها ،ألن كل جماعة تحاول أن تفوز وتسبق
األخرى (عطية ،2004،ص.)239
خاتمة:
توجد العديد من العوامل والخصائص التي تساعد على زيادة تماسك جماعة العمل
في أي مؤسسة وأخرى تؤدي إلى انخفاض تماسك الجماعة لهذا فأننا نوص ي باالهتمام
بالعوامل التي تساعد على زيادة تماسك الجماعة مثل:
• املشاركة في اتخاذ القرارات.
• زيادة التفاعل بين القادة واملرؤوسين.
• مشاركة املوظفين في مناسباتهم الشخصية ملا له من ايجابيات من الناحية
النفسية.
• تقبل القادة ملقترحات املرؤوسين وتفهمهم ملشاعر و احتياجات و رغبات العمال.
• عدالة نظام الحوافز وتشجيع العاملين على بذل املزيد من الجهد لزيادة تماسك
الجماعة.
• حرص القادة على تنمية الرقابة الذاتية و تشجيع العاملين و الثناء على مجهوداتهم.
قائمة املراجع:
أحمد ،سهير كامل .)2001( ،علم النفس االجتماعي بين النظرية والتطبيق ،مصر ،مركز
اإلسكندرية للكتاب.
أندروا ،سيزالقي و مارك جي واالس .)1991( ،السلوك التنظيمي و األداء .ترجمة جعفر أبو
القاسم أحمد ،السعودية ،االدارة العامة للبحوث.
جابر ،عوض سيد حسن ( .)2007العمل مع الجماعات أسس و نماذج نظرية ،مصر،
املكتب الجامعي الحديث.
حريم ،حسين ( .)2004السلوك التنظيمي -سلوك األفراد و الجماعات في منظمات
األعمال ،األردن ،دار ومكتبة الحامد.
عساف ،عبد املعطي محمد ( .)1999السلوك اإلداري التنظيمي في املنظمات املعاصرة،
األردن ،دار زهران.
عطية ،السيد عبد الحميد ( .)2004نظريات و نماذج تطبيقية في طريقة العمل مع
الجماعات ،مصر ،دار املعرفة الجامعية.
فلية ،فاروق عبده و محمد ،عبد املجيد ( .)2005السلوك التنظيمي في إدارة املؤسسات
التعليمية،ط 1دار املسيرة للنشر و التوزيع.
لوكيا ،الهاشمي ( .)2006السلوك التنظيمي ،الجزء الثاني ،عين مليلة ،الجزائر ،دار الهدى
للطباعة والنشر والتوزيع.
ماهر ،أحمد ( .)2004اإلدارة املبادئ واملهارات ،اإلسكندرية ،مصر ،الدار الجامعية.
املغربي ،محمد محمود ( .)2016السلوك التنظيمي ،ط ،1عمان ،دار الجنان للنشر
والتوزيع.
املغربي ،محمد محمود ( .)2016السلوك التنظيمي ،ط ،1عمان ،دار الجنان للنشر
والتوزيع.
نورمان ،س ي هيل ( .)1996فن التعامل مع الزمالء ،ترجمة ابراهيم بن حمد القعيد،
السعودية ،دار املعرفة للتنمية البشرية.
Champoux, Joseph E. (2011). Organizational Behavior: Integrating Individuals,
& Groups, And Organizations, 4th ed, New York, Routledge (Taylor
Francis Group).
Delamater, John & Myers, Daniel (2011). Social psychology, 7th ed, USA,
Wadsworth, Cengage Learning.
Gençer, Hüseyin (2019), Group Dynamics and Behaviour, Universal Journal of
Educational Research 7(1), pp223-229.
Greenberg et all (2015). Social Psychology The Science of Everyday Life, United
States of America, Worth Publishers.