You are on page 1of 10

‫ديناميكية الجماعات‬

‫الدكتور جميل حمداوي‬

‫من المعروف أن علم النفس الفردي الذي بلوره فرويد ويونغ وأدلر يتناول الظواهر النفسية‬
‫الفردية الشعورية والالشعورية‪ ،‬بينما علم االجتماع الذي تأسس مع أوجست كونت ودوركايم‬
‫وليفي برول يهتم بالظواهر االجتماعية‪ .‬أما علم النفس االجتماعي الذي هو في الحقيقة جزء‬
‫من علم النفس فإنه يعنى بدراسة أثر الفرد في الجماعة وأثر الجماعة في الفرد‪ ،‬كما يرتكز‬
‫على دراسة الجماعة وتصنيفها وتبيان أدوارها وتفاعالتها ووظائفها داخل المجتمع‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫فهو بمثابة الدراسة العلمية لإلنسان ككائن اجتماعي يعيش في مجتمع يتخذ له أصدقاء يتفاعل‬
‫معهم ويتأثر بهم ويؤثر فيهم‪.‬‬
‫ومن أهم المعارف والشعب التي تفرعت عن علم النفس االجتماعي نجد بكل تأكيد مسلك‬
‫ديناميكية الجماعات‪ .‬فما هو مفهوم ديناميكية الجماعات وموضوعه؟ وماهي مرتكزات هذا‬
‫العلم الجديد ؟ وماهي أهم المقاربات والدراسات التي رصدت ديناميكية الجماعات؟ وكيف‬
‫يمكن االستعانة بهذا العلم في مجال التنشيط التربوي والتأطير الديداكتيكي؟هذه هي األسئلة‬
‫التي سوف نحاول اإلجابة عنها قدر اإلمكان‪.‬‬

‫أ‌‪ -‬مفهوم ديناميكية الجماعات‪:‬‬

‫تتكون عبارة ديناميكية الجماعات ‪ la Dynamique des groupes‬من مفهومين‬


‫أساسيين وهما‪ :‬الديناميكية والجماعات‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الديناميكية‪:‬‬

‫استعير مفهوم الديناميك ( ‪ ) Dynamique‬من المجال الفيزيائي ‪ ،‬والذي يقصد به في‬


‫مجال الميكانيكا مختلف العالقات التي تكون بين القوى والحركات الناتجة عن هذه األخيرة ‪،‬‬
‫ويدل المصطلح على القوة والحركة والحيوية ونقيضه الثبات والسكون ‪.) )Statique‬‬
‫وتعني الديناميكية في المجال السيكواجتماعي مختلف القوى اإليجابية والسلبية التي تتحكم في‬
‫الجماعة وتساعدها على التوازن و التطور واالندماج أو االنكماش والتشتت والتناحر‪ .‬كما‬
‫أنها عبارة عن التفاعالت البنيوية الوظيفية التي تتحكم في نسق الجماعة‪ ،‬إذ كل تغيير يمس‬
‫عنصرا فرديا داخل شبكة الجماعة ونسقها البنيوي فإنه يؤثر المحالة على باقي العناصر‬
‫األخرى إما سلبا وإما إيجابا‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالديناميكية هي التفاعل النفسي واالجتماعي الذي‬
‫يدور باستمرار داخل الجماعة بين أعضائها بشكل بنيوي ووظيفي‪.‬‬
‫وبتعبير آخر‪ ،‬فالديناميكية عبارة عن مثيرات واستجابات بالمفهوم السلوكي للتفاعل داخل‬
‫الجماعة‪ ،‬فعندما يصدر عن فرد ما سلوك معين داخل الجماعة الواحدة يكون لهذا السلوك‬
‫استجابات فورية من باقي أفراد الجماعة‪ .‬ويعني هذا أن ديناميكية الجماعات عبارة عن قوى‬
‫تفاعلية كيماوية تساهم في تحريك الجماعة وتغيير اتجاهات أفرادها وميوالتهم الشخصية‬
‫وتطوير رؤاهم ونوازعهم الذاتية إيجابيا أو شحنها بمكونات سلبية تهدد تماسك الجماعة‬
‫وانسجامها واتساقها الوظيفي كما هو شأن تفاعل عناصر الدارة الكهربائية فيزيائيا‪.‬‬
‫ويرى هولنبك ‪ Hollenbeck‬بأن الديناميكية هي‪ ":‬القوى التي تؤثر في العالقات والتفاعل‬
‫داخل الجماعة‪ ،‬والتي يكون لها تأثير في سلوك الجماعة ‪ ،‬فقد تعمل الدينامية على تطور‬
‫الجماعة وتقدمها وتنظيم العالقات داخلها مما يحقق النمو في الجماعة أو قد تعمل على‬
‫جمودها وتأخرها وقيام الصراع والتوتر في العالقات بين أفرادها مما يؤدي إلى تدهور‬
‫الجماعة وانحاللها‪".‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬تنصب الديناميكية على مجمل التفاعالت البنيوية الوظيفية التي تحدث للجماعة‬
‫والتي تؤدي إلى تغيير سلوكها والحفاظ على تماسكها وتوازنها أو تؤدي بها إلى النمو والتقدم‬
‫أو إلى االضمحالل والتخلف عبر عمليات تفاعلية مستهجنة كالصراع واالنشقاق والتناحر‬
‫واالختالف الهدام‪ " .‬فأعضاء الجماعة تتعدد أنماط سلوكهم‪ ،‬وتتفاوت ميولهم وعاداتهم‬
‫واتجاهاتهم وقيمهم‪ ،‬وهذا يجعل المجال الدينامي للجماعة ينبض بالتفاعل والحيوية الالزمة‬
‫لنمو الفرد ونمو الجماعة في نفس الوقت‪.‬‬
‫فمن خالل التفاعل االجتماعي تحدث مثيرات واستجابات بين أفراد الجماعة كما أوضحنا‪،‬‬
‫وتختلف هذه المثيرات واالستجابات باختالف المواقف واختالف األدوار‪،‬إال أن طبيعة‬
‫التفاعل تكاد تكون متشابهة في كل الجماعات‪ ،‬وينتج عن التفاعل تقبل أو عدم تقبل‪ ،‬نبذ أو‬
‫استنكار‪ ،‬تجاهل بين األفراد‪ ،‬وصداقات ومودة‪ ،‬وتجاوب ونفور‪ ،‬وكراهية‪."...‬‬
‫وعليه‪ ،‬فالدينامية هي نتاج القوى الفردية والجماعية التي تتفاعل بطريقة حيوية داخل نسق‬
‫الجماعة بشكل توافقي أو اعتراضي‪.‬‬

‫‪ -2‬مفهوم الجماعة‪:‬‬

‫تتميز الجماعة ‪ le groupe‬بعدة خصائص كالتجمع والتماسك واالنسجام وتزايد أفرادها‬


‫عن اثنين فما فوق حتى تصبح حشدا ‪ Foule‬وعصابة ‪ Bande‬وتجمعا‬
‫‪ ،regroupement‬فضال عن خاصية االنتماء والعمل الجماعي من أجل تحقيق هدف‬
‫مشترك‪ ،‬وتبادل التفاعالت واألدوار والوظائف‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تنطلق الجماعة في أداء مهماتها‬
‫ومسؤولياتها من أهداف مسطرة مضبوطة لتحقيقها في مجاالت معينة بوسائل محددة مع‬
‫تقويمها وتحديد نقط الضعف والقوة قصد األخذ بمبدإ التغذية الراجعة (‪.)feedback‬‬

‫‪ -3‬صفات الجماعة‪:‬‬

‫والبد للجماعة أن تتوفر فيها مجموعة من الصفات البارزة التي تجعلها تحقق التوازن‬
‫الحقيقي على مستوى التنظيم الداخلي والتسيير الذاتي‪ ،‬وهذه الصفات هي‪:‬‬
‫• وحدة األهداف واألغراض والترابط بين األفراد تماسكا وانسجاما‪.‬‬

‫• أال يقل عدد أفراد الجماعة عن ثالثة أفراد؛ ألن الفردين يمكن أن يتعايشا دون بغض أو‬
‫تنافر‪.‬‬
‫• أن تهيئ الجماعة ألفرادها فرص النمو والتطور والتفاعل اإليجابي وإمكانيات إشباع‬
‫احتياجاتهم‪.‬‬
‫• أن تكون العالقة بين أفراد الجماعة قائمة على التراضي والمودة والتعاون والتسامح‪.‬‬
‫• أن يكون الهدف الذي تعمل من أجله الجماعة متفقا مع أعراف المجتمع وتقاليده وقوانين‬
‫البالد ونظمه الدستورية وشرائعه الدينية‪.‬‬
‫• أن يكون للجماعة قيادة مهما كان عددها‪.‬‬
‫• أن تخضع الجماعة لنوع من التنظيم والتسيير الذاتي‪.‬‬

‫‪ -4‬آثار الجماعة على األفراد‪:‬‬

‫من المعروف أن للجماعة فوائد جمة وثمارا مرجوة وآثارا كثيرة على األفراد‪ .‬ومن هذه‬
‫اآلثار اإليجابية نجد أن الجماعة تساعد الفرد على التعلم والتكوين‪ ،‬وتساهم في خلق مجموعة‬
‫من الصداقات المتينة والعالقات الحميمية وتعمل على ازدهارها أثناء العمل في فرق أو‬
‫جماعات‪ ،‬وتبرز بشكل واقعي وصادق مميزات األفراد المستحسنة ونقائصهم السلبية‪.‬‬
‫وتساعد الجماعة األفراد على تمثل اتجاهات وقيم ومعايير واتخاذ مواقف سلوكية‪ ،‬والتعبير‬
‫عن تجاربهم الشخصية الذاتية والجماعية ورؤاهم للعالم من خالل االندماج في حضن‬
‫الجماعة مع اكتساب روح المغامرة والعمل والكفاح والمثابرة والطموح‪ .‬وتساهم الجماعة‬
‫أيضا في تعديل السلوكيات الفردية وتغييرها خاصة القيم السلبية المستهجنة كاألنانية والحقد‬
‫والتنافس غير المشروع‪ .‬كما تعمل الجماعة على منح الفرص لألفراد إلظهار كفاءاتهم‬
‫وقدراتهم الذاتية وميوالتهم ومواهبهم وإبداعاتهم الشخصية وابتكاراتهم الفردية‪ .‬أضف إلى‬
‫ذلك أن الجماعة تعلم األفراد التعامل الديمقراطي مع اآلخرين‪ ،‬وإظهار المهارات القيادية‬
‫المرنة والفعالة والمناسبة خالل العمل والتدريب والتأطير والتكوين‪ ،‬عالوة على اإلحساس‬
‫داخل الجماعة المتوازنة بمشاعر األمن والطمأنينة وإشباع الحاجات إلى االنتماء والتحرر‬
‫من الخوف‪.‬‬

‫‪ -5‬أنواع الجماعات‪:‬‬

‫من المعروف أن الجماعات أنواع‪ :‬فهناك الجماعة الكبرى والجماعة الصغرى‪ ،‬والجماعة‬
‫المنغلقة والجماعة المنفتحة‪ ،‬والجماعة األولية (مثل‪ :‬جماعة األسرة) والجماعة الثانوية‬
‫(الجماعات السياسية والدينية والمهنية والمجتمع المدرسي والنقابات)‪ ،‬والجماعة الثابتة‬
‫والجماعة الديناميكية‪ ،‬والجماعة الفاعلة والجماعة المنفعلة‪ ،‬وجماعة ذات الدوافع الشخصية‬
‫وجماعة ذات الدوافع الجماعية‪ ،‬والجماعة الطبيعية التلقائية (تتكون بشكل طبيعي تلقائي)‬
‫والجماعة المكونة المنظمة ( تتكون وفق شروط وأهداف معينة)‪ ،‬والجماعة اإلجبارية‬
‫( االنتماء إلى جماعة األسرة إجباريا وال اختيار لإلنسان في ذلك) والجماعة االختيارية‬
‫(االنتماء إلى جماعة بمحض االختيار واإلرادة كجماعة األصدقاء والجمعيات التعاونية) ‪.‬‬

‫‪ -6‬الخصائص السيكولوجية للجماعة‪:‬‬

‫تنبني الجماعة حسب موشييللي ‪ .Mucchielli R‬على مجموعة من الخاصيات‬


‫السيكولوجية األساسية وهي‪:‬‬
‫• التفاعالت‪.‬‬
‫• وجود أهداف مشتركة‪.‬‬
‫• بروز مقاييس أو قواعد التصرف‪.‬‬
‫• بروز بنية غير شكلية لنظام العواطف والود والنفور‪ ،‬وهي غير شكلية ألنها ليست رسمية‬
‫وغير واعية في معظم األحيان‪.‬‬
‫• وجود انفعاالت ومشاعر جماعية مشتركة (الجميع كالفرد الواحد حسب تعبير جاك الكان)‪.‬‬
‫• وجود الشعور جماعي‪.‬‬
‫• إقامة توازن داخلي ونظام للعالقات المستقرة مع محيطها‪.‬‬

‫‪ -7‬مشكالت الجماعة‪:‬‬

‫إذا كان األفراد يعرفون العديد من المشاكل الذاتية والموضوعية ‪ ،‬فإن الجماعات هي بدورها‬
‫لديها مشكالت مشتركة عامة ‪ ،‬وتتمثل في مشكالت السلوك والعالقات الشخصية‪ ،‬وتكمن‬
‫أيضا في المشكالت الوظيفية الناتجة عن عدم فهم األفراد ألهداف الجماعة وأغراضها‪ ،‬بله‬
‫عن وجود منازعات داخل الجماعة تعيق نمو المهارات القيادية وتساهم في ظهور العشيرات‬
‫داخل الجماعة‪ ،‬ناهيك عن مشكل الروتين اإلداري والبيروقراطية والتنافس الشديد بين‬
‫الجماعات ألغراض شخصية أو اجتماعية حول الزعامة والتفوق والتميز؛ مما يسبب هذا في‬
‫توليد الصراع وتأجيج النزاع وخلق التوتر وبروز التنافر بين الجماعات‪.‬‬

‫‪ -8‬تعريف عام لديناميكية الجماعات‪:‬‬

‫يمكن تعريف ديناميكية الجماعات بصفة عامة بأنها مجموعة من التفاعالت والقوى الحركية‬
‫الفعالة والعالقات البنيوية الوظيفية التي تتحكم في الجماعات البشرية بشكل سلبي أو إيجابي‬
‫والتي تعمل على تطوير الجماعات وتحسين أجوائها ومجاالت عملها لتحقيق أغراضها‬
‫وأهدافها سواء أكانت شخصية أم جماعية‪.‬‬
‫ويعرف جان ميزونوف ‪ Jean Maisonneuve‬ديناميكية الجماعات بقوله‪ ":‬تهتم دينامية‬
‫الجماعات في معناها الواسع بمجموع المكونات والسيرورات التي تتدخل في حياة‬
‫الجماعات‪ ،‬وعلى األخص الجماعات التي يكون أفرادها في وضع وجه لوجه؛ بمعنى أن‬
‫وجود األفراد يكون نفسيا ويرتبطون فيما بينهم‪ ،‬ووجود تفاعل ممكن فيما بينهم‪".‬‬
‫ويعني هذا أن ديناميكية الجماعات تهتم ببناء الجماعة ومراقبة سيرورتها النمائية ورصد‬
‫التفاعالت النفسية واالجتماعية التي توجد بين األفراد داخل الكل الجماعي‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬مرتكزات دينامكية الجماعات‪:‬‬

‫تستند دينامكية الجماعات إلى عدة مرتكزات إبستمولوجية يمكن حصرها في أبحاث االفالسفة‬
‫والسوسيولوجيين األوروبيين الذين اهتموا بالجماعة وأرسوا أسس دينامكية الجماعات كما‬
‫عند إميل دوركايم‪ ،‬وشارل فوريي‪ ،‬وجان بول سارتر‪ ،‬وفرناند طونس‪ ،‬وسمالينباش‪،‬‬
‫وجورج ميد‪ ،‬وشارل كولي‪ ...‬فضال عن أبحاث العالم األلماني كورت لوين ‪Kurt Lewin‬‬
‫الذي أسس علم دينامكية الجماعات سنة ‪1944‬م حينما طبق منهجية تجريبية سيكواجتماعية‬
‫ديناميكية على مجموعات اصطناعية من خالل الجمع بين التنظير والتطبيق‪ ،‬ودراسة بنيات‬
‫الجماعات ووظائفها مع التركيز على المنشط وأنواع الزعامة والقيادة‪.‬‬
‫كما كانت السوسيوميترية ‪ Sociométrie‬التي وضعها جاكوب لفي مورينو(‪-1889‬‬
‫‪1971‬م) سنة ‪1959‬م من اآلليات اإلجرائية لفهم الجماعات وتفسير تفاعالتها البنيوية‬
‫الوظيفية دون أن ننسى تقنيتي السوسيوغرام والسيكودراما اللتين استعان بهما مورينو‬
‫لمداواة مرضاه المنعزلين وتحليلهم نفسانيا واجتماعيا ‪ ،‬وتنشيط الجماعات عبر استكناه قواها‬
‫االندماجية والعالجية واستقراء تفاعالتها الذاتية والموضوعية‪.‬‬
‫كما استفادت دينامكية الجماعات من أبحاث الطب النفسي ومن تحليالت سيغموند فرويد‬
‫النفسية التي ركزت على الجماعة وخاصة في كتبه‪":‬الطوطم والطابو"(‪ ، )1913‬و" موسى‬
‫والتوحيد" (‪1913‬م) و"علم نفس الحشود وتحليل األنا" (‪1921‬م)‪ ،‬فضال عن أعمال بيون‪،‬‬
‫وديديي‪ ،‬وأنزيو ‪ ، Anzieu‬وفولكس ‪ .‬زد على ذلك استفادة ديناميكية الجماعات من‬
‫النظريات المعرفية في إطار علم النفس المعرفي منذ الستينيات من القرن العشرين ‪،‬‬
‫واالنطالق من نتائج البيداغوجيا المؤسساتية مع جورج الباساد ‪ ،‬واالستفادة من نتائج‬
‫النظرية الالتوجيهية مع كارل روجرز ‪.Karl Rogers‬‬

‫ت‌‪ -‬مقاربات ديناميكية الجماعات‪:‬‬

‫يمكن الحديث عن مقاربات عدة تناولت ظاهرة دينامكية الجماعات بالدراسة والتحليل فهما‬
‫وتفسيرا‪ ،‬تفكيكا وتركيبا قصد معرفة التفاعالت ومجمل القوى التي تتحكم في الجماعات‬
‫وتساهم في تفعيل تنظيمها الداخلي الذاتي سلبا وإيجابا‪.‬‬
‫ومن هذه المقاربات يمكن الحديث عن المقاربة الدينامية مع كارل لوين ‪ ، Lewin‬ولبيت‬
‫‪ ،Lipitt‬وويت‪ ،Whyte‬والمقاربة التفاعلية مع مورينو‪ ،‬وباليس‪ ،‬وهومانس‪ ،‬والمقاربة‬
‫السيكولوجية مع بيون‪ ، Bion‬وأنزيو‪ ،‬وفرويد‪ ،‬وكالين‪ ،‬وباجيس ‪ ،Pagès‬والمقاربة‬
‫السوسيولوجية مع موسكوفيسي‪ ،‬وتاجفيل‪ ،‬وأولمستبد‪ ،‬والمقاربة المؤسساتية مع جورج‬
‫الباساد ‪.Lapassade‬‬
‫ويتضح من خالل المقاربات السابقة أن ثمة ثالثة أصناف من المناهج طبقت على دينامكية‬
‫الجماعات وهي‪ :‬المناهج التجريبية‪ ،‬والمناهج اإلكلينيكية‪ ،‬ومناهج التحليل النفسي‪ .‬كما طبقت‬
‫األبحاث والنظريات السيكواجتماعية في مجال ديناميكية الجماعات إما على جماعات طبيعية‬
‫واقعية وإما جماعات اصطناعية مشكلة بشكل انتقائي من أجل البحث وتطبيق الفرضيات كما‬
‫هو الحال مع كورت لوين‪.‬‬

‫ث‌‪ -‬كيف نطبق ديناميكية الجماعات في المجال التربوي؟‬

‫إن ديناميكية الجماعة منهجية مهمة في عالج الكثير من الظواهر النفسية الشعورية‬
‫والالشعورية‪ ،‬كما أنها تقنية تنشيطية هامة يمكن االستعانة بها أثناء العملية التعليمية‪-‬‬
‫التعلمية‪ ،‬وطريقة فعالة في التنشيط التربوي والفني وإجراء منهجي للتحكم في التنظيم الذاتي‬
‫للمؤسسة ‪.‬‬
‫ومن المعلوم‪ ،‬أن المدرسة تضم جماعات الفصول التي قد تكون جماعات صغرى من‬
‫التالميذ التتجاوز ‪ 12‬فردا أو جماعات كبرى تتجاوز الثالثين فردا‪ .‬كما تحوي جماعة‬
‫التكوين أو التأطير التي تتكون من المربين والمدرسين الذين يقومون بمهمة التعليم واإلرشاد‬
‫التربوي‪ ،‬وتضم أيضا جماعة المهمة أو التسيير اإلداري التي تتكون من المدير والناظر‬
‫والحراس العامين ومساعديهم واألعوان وهيئة االقتصاد والملحقين التربويين الذين يشرفون‬
‫على تسيير المؤسسة وتفعيلها إداريا وتنفيذ التعليمات الوزارية في مجال التوجيه اإلداري‪.‬‬
‫ويعني هذا أن المدرسة خاضعة لقوانين ديناميكية الجماعات؛ لوجود عالقات إنسانية‬
‫وتفاعالت مضمرة وبارزة داخل النسق المدرسي بين اإلدارة والمدرسين والتالميذ‪ .‬وقد‬
‫تكون العالقات داخل هذا النسق إيجابية قائمة على التوافق والتعاون والتشارك قصد اإلبداع‬
‫واالبتكار وتطوير الكفاءات الشخصية وتنمية القدرات الذاتية للفاعلين الديناميكيين قصد‬
‫التكيف مع الواقع الموضوعي واإلجابة عن الوضعيات والمشاكل المطروحة خارجيا‬
‫وداخليا‪ ،‬وقد تكون العالقات سلبية مبنية على الصراع والنبذ والتناحر والتنافس غير‬
‫المشروع‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬يخضع النسق الجماعي في عملياته التواصلية لثالث قيادات أو سلط حسب كورت‬
‫لوين‪ :‬قيادة ديمقراطية تساعد على اإلبداعية واالبتكار وتحقيق المردودية واإلنتاجية سواء‬
‫أكان ذلك في غياب األستاذ المؤطر أو المشرف اإلداري أو في حضوره في الميدان ‪،‬‬
‫وتساهم هذه القيادة كذلك في بروز تفاعالت إيجابية بناءة كالتعاون والتوافق واالندماج‪ .‬أما‬
‫القيادة األوتوقراطية فهي ترتكن إلى استعمال العنف والقهر والتشديد في أساليب التعامل ؛‬
‫فينضبط الجميع في حضور القائد ولكنهم يتمردون في حالة غيابه‪ ،‬وفي هذه الحالة تقل‬
‫اإلنتاجية والمردودية وتتحول المؤسسة إلى ثكنة عسكرية ويصعب تطبيق مبادئ نظرية‬
‫تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها لوجود قيم سلبية كالتنافر والنبذ والتناحر والتوتر‪ .‬أما القيادة‬
‫السائبة فهي قائمة على فلسفة" دعه يعمل" ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فهي قيادة فوضوية التساعد على‬
‫تحقيق المردودية واإلنتاجية في غياب القائد أو حضوره‪ ،‬وتزرع في نفوس المتعلمين قيم‬
‫االتكال والعبث والالمسؤولية‪.‬‬
‫وبناء على هذا‪ ،‬نستشف أن النهج الديمقراطي يساعد على نمو الجماعة وتطورها بشكل‬
‫إيجابي فعال‪ .‬لذا‪ ،‬على رجال اإلدارة والمدرسين األخذ بالقيادة الديمقراطية لتحقيق النجاح‬
‫الحقيقي والجودة البناءة وإضفاء النجاعة على أنشطة التسيير والتأطير‪.‬‬
‫وإذا عدنا إلى القسم ‪ ،‬فمن األفضل أن يقسم األستاذ تالميذ الفصل إلى جماعات منذ بداية‬
‫السنة الدراسية فيسميها باسم معين‪ ،‬ويوزع عليها الئحة مكونة من العروض ومجموعة من‬
‫األنشطة واإلنجازات واألبحاث قصد تنفيذها بطريقة جماعية قصد إدماج جميع التالميذ في‬
‫جماعات دراسية صغرى لحل المشكالت وإنجاز األعمال ضمن وضعيات متدرجة من‬
‫السهولة إلى الصعوبة مع تسطير مجموعة من المدخالت والمخرجات عبر مجموعة من‬
‫العمليات والسيرورات البيداغوجية والديداكتيكية‪.‬‬
‫وإليكم جدوال توضيحيا نبين فيه مجموعة من الخطوات التي ينبغي أن يلتجئ إليها المدرس‬
‫أثناء تكوين جماعات الفصل وتأطيرها وتنشيطها ديداكتيكيا‪:‬‬

‫جذاذة تنشيط جماعات الفصل ‪:‬‬


‫األستاذ‪:‬‬
‫المؤسسة‪:‬‬
‫الفصل‪:‬‬
‫المستوى‪:‬‬
‫الشعبة‪:‬‬
‫السنة الدراسية‪:‬‬

‫جماعات الفصل عدد‬


‫التالميذ النشاط‬
‫المطلوب األهداف الكفايات الوسائل مدة‬
‫النشاط مكانه طرائقه التقويم الفيدباك‬
‫رقم ‪1‬‬
‫رقم ‪2‬‬
‫رقم ‪3‬‬
‫رقم ‪4‬‬
‫رقم‪5‬‬

‫يتبين لنا من خالل هذا الجدول أنه من المستحسن تقسيم تالميذ الفصل إلى جماعات منسجمة‬
‫متماسكة من أجل استثمار قدرات التالميذ وتفتيق مهاراتهم واكتشاف مواهبهم وتحسين‬
‫أجواء القسم والقضاء على الصراعات السيكولوجية الدفينة والحد من التوترات واألحقاد‬
‫المشحونة عن طريق إدماج التالميذ داخل أنساق جماعية من أجل خلق صداقات حميمية‬
‫والعمل في إطار فريق؛ ألن العمل في إطار فريق هي أداة ناجعة من أجل تطوير البحث‬
‫العلمي وتقدم األمة في الدول الغربية كالواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا‪.‬‬
‫فمن خالل العمل داخل فريق يمكن حل المشكالت بسهولة وإنجاز األعمال بشكل فعال‬
‫وعالج الكثير من اآلفات النفسية الفردية الشعورية والالشعورية كاألنانية والنبذ والكراهية‬
‫والنفور واستبدالها بمشاعر أكثر نبال كاالنسجام والتوافق والتشارك والتعاون واالبتكار‬
‫الجماعي واإلبداع الهادف‪.‬‬
‫ويعني هذا أن تطبيق ديناميكية الجماعات داخل الفصل الدراسي تقنية عالجية وأداة‬
‫بيداغوجية وديداكتيكية ناجحة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فعلى المدرس أن يحدد رقم الجماعة واسمها أو لقبها‬
‫ويختار لها قائدا أو زعيما ديمقراطيا يحبه الجميع‪ ،‬ويقدم لكل جماعة نشاطا أو عمال إلنجازه‬
‫أو حل مشاكله من خالل أهداف وكفايات محددة‪.‬‬
‫وتستوجب هذه األنشطة كما هو معلوم مجموعة من الوسائل والموارد المادية والمالية‬
‫والمعنوية لتنفيذها مع ضرورة انتقاء أمكنة اإلنجاز المناسبة واختيار أزمنتها بدقة مطلوبة‪.‬‬
‫وبعد اإلنجاز ينتقل المدرس إلى مرحلة التقويم أو التقييم للتأكد من عمليات تنفيذ العمل‬
‫المطلوب ومدى نجاح التالميذ في حل الوضعيات أو اإلجابة عن المشكالت المطروحة‪ .‬وإذا‬
‫كان هناك فشل ملحوظ أو إخفاق مرصود البد أن يستعمل المدرس تقنية الفيدباك لتصحيح‬
‫التعثرات واألخطاء‪.‬‬
‫وهناك تقنيات عديدة يمكن االستعانة بها في مجال التنشيط التربوي وتفعيل التالميذ‬
‫وتحريكهم داخل الفصل الدراسي مثل‪ :‬العرض‪ ،‬والنقاش الجماعي العام‪ ،‬وتمثيل األدوار‪،‬‬
‫واالستعراض‪ ،‬والمحاضرات‪ ،‬والندوات‪ ،‬واالستجواب الحواري‪ ،‬والمناقشة‪ ،‬واعتماد‬
‫مجموعة التشخيص ‪ -GROUPE T‬لمعرفة مضامين التعلم ومحتوياته وكيفية التعلم من‬
‫خالل إشراك عدد محدود من التالميذ ‪ ،‬وتطبيق طريقة جماعة البوز التي تنبني على تنشيط‬
‫نقاش من ‪ 13‬إلى ‪ 15‬دقيقة لتفادي الملل ورتابة العرض لكي يشارك الجميع في إبداء‬
‫آرائهم حول الموضوع المقترح‪ ،‬وتقنية فليبس ‪ 6/6‬التي وضعها األمريكي دونالد فليبس سنة‬
‫‪1948‬م‪ ،‬وقد طورها كل من الباحثين البيداغوجيين ‪ :‬ديديي وأنزيو في فرنسا‪ .‬وتعتمد هذه‬
‫التقنية على تشكيل مجموعات صغرى من‪ 6‬أفراد من أجل إعطاء مجموعة من األفكار‬
‫الموحدة حول موضوع أو دراسة أو حالة أو فكرة ما وذلك في ست دقائق‪.‬‬
‫وهناك تقنيات أخرى في مجال تنشيط الجماعة كدراسة الحالة‪ ،‬وتقنية االكتشاف الدوراني‬
‫التي ينتقل فيها األفراد من جماعة إلى أخرى لتبادل اآلراء واألفكار فضال عن تقنية الجدل‬
‫والحجاج والمناظرة وتقنية العصف الذهني ‪ BRAINSTORMING‬التي تقوم على‬
‫إشراك جميع األفراد في المناقشة قصد إيجاد األفكار والحلول الجماعية المناسبة لموقف أو‬
‫لمجموعة من المواقف والوضعيات‪.‬‬
‫وتعتبر تقنية التنشيط الجماعي من التقنيات التي تساهم في خلق المنافسة المشروعة بين‬
‫جماعات الفصل أو جماعات المؤسسة في إطار المسابقات والتصفيات الثقافية والعلمية‬
‫والرياضية لتطوير القدرات الذاتية للتالميذ واكتشاف المواهب المهمشة والكفاءات الحقيقية‬
‫وتجويد التعليم والرفع من مستوى التكوين والتأطير‪.‬‬
‫وتعتبر طريقة لعب األدوار أو السيكودراما من أهم التقنيات في مجال تنشيط الجماعة‬
‫وتفعيلها ‪ ،‬كما تعد من أهم الوسائل العالجية إلدماج التالميذ المنطوين على أنفسهم أو‬
‫المنكمشين أو المعقدين نفسيا داخل جماعات لتحريرهم من العقد المترسبة في الشعورهم‬
‫وتطهيرهم ذهنيا ووجدانيا وحركيا وإخراجهم من العزلة والوحدة واالغتراب الذاتي والمكاني‬
‫إلى عالم مجتمعي أرحب يعتمد على المشاركة والتعاون واألخوة واالنسجام وتفتيق‬
‫المواهب‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فالسيكودراما طريقة مسرحية يعتمد فيها الفرد على القيام بمجموعة من‬
‫األدوار المسرحية التي يبرز فيها طاقاته ومواهبه ويعبر عن مكبوتاته وطاقاته الدفينة قصد‬
‫االنتقال من مرحلة االنكماش إلى المرحلة النفسية السوية و التوازن السيكواجتماعي‪ .‬وعلى‬
‫العموم‪ ،‬فالسيكودراما هي " تقنية سيكولوجية وضعها العالم السيكولوجي مورينو تعتمد على‬
‫التلقائية الدرامية‪ ،‬حيث يطلب من األشخاص أداء أدوار مسرحية دون ارتباط بكتابة سابقة أو‬
‫تحديد للنص‪ ،‬قصد تنمية التلقائية لديهم‪.‬غير أنه مالبث أن تحولت هذه التقنية إلى أسلوب‬
‫للتكوين والعالج النفسي التحليلي الفردي والجماعي؛ وتنمية االبتكار لدى األطفال في المجال‬
‫التربوي التعليمي‪...‬‬
‫تجد طريقة السيكودراما أصولها لدى اليونانيين القدماء‪ ،‬فقد أشار أريسطوفان في القرن‬
‫الرابع قبل الميالد إلى أن الشخص يظل سجين أدواره االجتماعية ويمكن التحرر منها‪ ،‬وفهم‬
‫دوافعها‪ ،‬عند التعبير عنها على خشبة المسرح‪ .‬كما أن أرسطو أشار بدوره إلى األهمية‬
‫األساسية التي يلعبها المسرح في التخفيف من المعاناة النفسية‪ ،‬خالل التوحد مع الممثلين في‬
‫أدوار معينة‪ ،‬مما يساعد على التطهير النفسي‪".‬‬
‫ويمكن لألستاذ أيضا االستعانة بالسوسيوميترية لتحليل العالقات العاطفية غير الشكلية‬
‫(غيرالرسمية) داخل الجماعات الصغرى وتطبيق السوسيوغرام لمعرفة مجمل التفاعالت‬
‫الوجدانية والقيمية التي تتحكم في جماعات القسم وتحديد أدوار التالميذ وأوضاعهم في القسم‬
‫قصد تحسين مناخ القسم و تهذيب العالقات التفاعلية الموجودة بين عناصر النسق الدراسي‬
‫من أجل تحقيق نتائج جيدة كما وكيفا في آخر السنة الدراسية‪.‬‬
‫ومن هنا البد للمدرس من إجراء اختبار أولي لمعرفة مكونات الجماعة وسيرورتها العملية‬
‫من خالل توزيع االستمارة التفاعلية على تالميذ الفصل الدراسي ليجيبوا عنها متتبعين‬
‫التعليمات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم نشر اإلجابات‪.‬‬
‫‪ -2‬ستمكن اإلجابات من تكوين جماعات‪.‬‬
‫‪ -3‬مع من تريد أن تلعب أو تعمل؟‬
‫‪ -4‬من الذي تعتقد أنه سيختارك؟‬
‫‪ -5‬من الذي التحب اللعب والعمل معه؟‬
‫‪ -6‬من تعتقد أنه سيرفضك؟‬
‫وبعد دراسة االستمارة وغربلتها بشكل علمي وموضوعي‪ ،‬يضع المدرس أسماء التالميذ‬
‫على خط الدائرة ويقوم بوضع السهم الذي يتجه من شخص إلى آخر في شكل مبيان تمثيلي‬
‫لمختلف العالقات التفاعلية‪ ،‬ويسمى هذا المبيان بالسوسيوغرام ‪.SOCIOGRAMME‬‬
‫وبعد مرحلة التمثيل وتشكيل دائرة التفاعالت السيكواجتماعية‪ ،‬يلتجئ المدرس إلى تصنيف‬
‫التالميذ حسب منطق التفاعالت النفسية ‪ -‬الوجدانية ‪ ،‬ويرتبهم من األكثر شعبية وتواصال‬
‫إلى األقل شعبية وإقباال حتى يعرف العالقات النفسية االجتماعية داخل فصله الدراسي‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يبحث عن أسباب اإلقبال والنبذ على مستوى التفاعل التواصلي‪ ،‬ويصحح ما يمكن‬
‫تصحيحه أو يعالج ما يمكن معالجته نفسيا واجتماعيا‪.‬‬

‫خاتمـــة‪:‬‬

‫نستنتج‪ ،‬مما سبق‪ ،‬أن ديناميكية الجماعات دراسة علمية تهتم بالبحث في كيفية ظهور‬
‫الجماعات وبروز بنياتها ووظائفها مع اكتشاف المبادئ الضمنية التي تتحكم في تصرفاتها‬
‫التفاعلية اإلنسانية الداخلية‪ .‬ويعني هذا أن ديناميكية الجماعات طريقة في تشخيص مختلف‬
‫القوى الخفية والتفاعالت الظاهرة والضمنية التي تتحكم في تسيير الجماعات البشرية‬
‫وتنظيمها تنظيما ذاتيا ومؤسساتيا‪ .‬وتترجم لنا هذه التفاعالت البنيوية الوظيفية العالقات‬
‫الموجودة بين أفراد الجماعات والتي قد تكون سلبية قائمة على الصراع والنفور والنبذ‬
‫والكراهية أو إيجابية قائمة على االنسجام والتفاهم والتعاون والتوافق والتسامح‪.‬‬
‫ولديناميكية الجماعات كما هو معروف أدوار عدة تتمثل بالخصوص في تطوير الجماعات‬
‫والعمل على تقدمها بشكل مستمر‪ ،‬وتنمية بنياتها األساسية‪ ،‬وتوسيع وظائفها البنيوية داخليا‬
‫وخارجيا‪ ،‬وتحسين مناخ عملها‪ ،‬وتهذيب عالقاتها التفاعلية‪ ،‬وتحقيق التوازن المنشود‪،‬‬
‫والرفع من مستوى إنجازاتها قصد الوصول إلى مرحلة اإلبداع واالبتكار‪ .‬كما أن هذه‬
‫الطريقة وسيلة هامة في مجال التنشيط التربوي ومعالجة التالميذ المرضى النفسانيين‬
‫والمعوقين والمنكمشين على أنفسهم‪ .‬ويمكن توظيف هذه الطريقة في مجاالت أخرى كاإلدارة‬
‫والتعليم والرياضة البدنية والخدمة االجتماعية والمصحات الطبية والعيادات النفسية و دراسة‬
‫الجماعات العمالية داخل المصانع والمعامل والمقاوالت‪ ،‬وتحسين أداء الحكومة ذات الفرق‬
‫الوزارية‪...‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -‬مجموعة من المؤلفين‪ :‬نصوص في دينامية الجماعات‪ ،‬ترجمة‪ :‬الحسن اللحية‪،‬دار الحرف‬


‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬المغرب‪ ،‬الطبعة األولى ‪2007‬م‪ ،‬ص‪64:‬؛‬

‫‪ -‬الدكتور خليل ميخائيل معوض‪ :‬علم النفس االجتماعي‪،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى سنة ‪1982‬م‪ ،‬ص‪90:‬؛‬
‫‪ -‬الدكتور خليل ميخائيل معوض‪ :‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬ص‪90:‬؛‬
‫‪ -‬الدكتور خليل ميخائيل معوض‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪91:‬؛‬
‫‪ -‬الدكتور خليل ميخائيل معوض‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪74:‬؛‬

‫‪ -‬مجموعة من المؤلفين‪ :‬نصوص في دينامية الجماعات‪ ،‬ص‪43:‬؛‬


‫‪ -‬الدكتور خليل ميخائيل معوض‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪ 99-97:‬؛‬

‫‪Jean Maisonneuve : La dynamique des groupe,coll.Que sais – -‬‬


‫‪; je, 1984, P : 22-24‬‬
‫‪ -‬الدكتور أحمد أوزي‪ :‬المعجم الموسوعي لعلوم التربية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪167:‬؛‬

‫‪ -‬مجموعة من المؤلفين‪ :‬نصوص في دينامية الجماعات‪ ،‬ص‪.99:‬‬

You might also like