You are on page 1of 17

‫الفصل الثاني‬

‫معايير الجماعة وتماسكها‬

‫‪ -‬ما هي المعايير الجماعية؟‬


‫‪ -‬أسباب قيام المعايير الجماعية واالنصياع لها‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل التي تحدد قوة معايير الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬الجماعة المرجعية‪.‬‬
‫‪ -‬قرار الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬عمليات اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬طرق اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬تماسك الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل المرتبطة بتماسك الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل المؤدية إلى نقص جاذبية الجماعة‪.‬‬
‫نتائج تماسك الجماعة‬ ‫‪-‬‬
‫معايير الجماعة وتماسكها‬
‫مما ال شك فيه أن الجماعة تؤثر في سلوك األفراد في الجماعات الرسمية‪ ،‬بل ويمتد‬
‫تأثيرها فيشمل الجماعات غير الرسمية أيضاً‪ .‬فالجماعة تضع لنفسها معايير يكون لهددا ةددو‬
‫ملزمة توجه وتح د سلوك أفرادها‪.‬‬
‫ما هي المعايير الجماعية؟‬
‫المعيار الجماعي هو "مجموعة من ةواع السددلوك أو االتجاهددات التددي تد ور ولهددا‬
‫ددارات‬ ‫محاوالت الجماعة للتو ي بين أفرادهددا" والمعددايير الجماعيددة هددي التددي تكددون ا‬
‫المرجعية للعالةات بين األعضاء ولذلك فإن التشابه في سلوك الناس فددي الجماعددات يفسددر‬
‫على هددذا األسدداس‪ ،‬ويمكددن التع يددر عددن المعددايير الجماعيددة مددن وددال الحكد بددأن سددلوك‬
‫الجماعة يتفق مع القي الجماعية المشتركة أو ينحرف عنها‪ ،‬فالمعايير أ كددام مددن السددلوك‬
‫توضح الظروف والح ود للتع ير عن ةي الجماعة‪ .‬وال تح د المعايير سلوكا ً معيندا ً بوهددفه‬
‫مق والً أو غير مق و في ضوء ةي الجماعة إال في ظروف مح د ج اًّ‪.‬‬
‫أسباب قيام المعايير الجماعية واالنصياع لها‪:‬‬
‫في سلوكه واتجاهاته وآرائه ويكددون جددزء مددن هددذا‬ ‫يتشابه أفراد الجماعة الوا‬
‫قا ً‬ ‫التشابه نتيجة لقوى وضغط يتعرضون لها وت فعه إلى االنصياع وإلى تو ي سلوكه‬
‫لمعايير الجماعة‪ .‬ويوج نوعين عامين لهذه القوى هما‪( :‬أ) ةوى تنشددأ مددن الصددراع داوددل‬
‫الشخص ددين يال د أن آراءه أو أفعالدده تختلددء عددن آراء وأفعددا اووددرين ( ) ةددوى‬
‫موجهة من األعضاء اوورين للتأثير في معتق ات أو سلوك الفرد‪.‬‬
‫وتوجه هذه القوى والضغوط لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مساع الجماعة في ركتها نحو أه افها‪ :‬وذلددك عددن ريددق تو يد االتجاهددات‬
‫واوراء داول الجماعة ويزداد ال افع إلى ذلك كلما ازدادت أهمية هد ف الجماعددة‬
‫بالنس ة ألعضددائها وكلمددا ازدادت دداجته إلددى االعتمدداد علددى الجماعددة لتحقيددق‬
‫أه افه ‪.‬‬
‫‪ -2‬هدديانة الجماعددة وا بقدداء عليهددا‪ :‬وذلددك بوضددع اللددوائح التددي تحدداف علددى بقدداء‬
‫ضور العضو نسد ة معينددة علددى‬ ‫الجماعة‪ .‬مثا ذلك نص اللوائح على ضرور‬
‫األةل من االجتماعات‬
‫‪ -3‬مسدداع األعضدداء علددى أن يجدد وا سددن ا ً ورائهدد فددي "الواةددع االجتمدداعي"‬
‫فاألشخاص يسعون للحصو على تأيي ورائه إما عن ريددق االوت ددار العملددي‬
‫(الواةع الفيزيقي) أو عن ريق االتفاق مع زمالئه على الرأي الصحيح (الواةددع‬
‫االجتماعي)‪ .‬ويتوةء استع اد الشخص لتق ددل االتفدداق مددع زمالئهد علددى الددرأي‬
‫الصددحيح (الواةددع االجتمدداعي)‪ .‬ويتوةددء اسددتع اد الشددخص لتق ددل االتفدداق مددع‬
‫الجماعة التي ينتمي لها كمحك الوت ار ه ق رأي معين علددى مددا إذا كددان الفددرد‬
‫ي م اشددرا ً وعلددى هددال ية الجماعددة ألن‬
‫يستطيع أن يخت ددر الددرأي اوت ددارا ً عملد ًّ‬
‫تكون جماعة مرجعية جي ‪.‬‬
‫وهكذا فإن األفراد تجذبه الجماعات التي تض أشخاها ً يشددابهونه ونتيجددة الزديدداد‬
‫التشابه بين أعضاء الجماعة يزداد اعتماد كل منه على اوور‪.‬‬
‫العوامل التي تحدد قوة معايير الجماعة‪:‬‬
‫‪ -1‬جاذبية الجماعة‪ :‬وترجع جاذبية الجماعددة إمددا ألعضددائها‪ ،‬أو أهد افها‪ ،‬أو نددوا ي‬
‫النشا فيها‪ ،‬أو للمكانة التي تتوفر للعضو نتيجة عضويته فددي الجماعددة‪ .‬ويعددرف‬
‫فسددتنجر تماسددك الجماعددة بجاذبيتهددا الكليددة لجميددع أعضددائها‪ .‬أي أندده كلمددا ازداد‬
‫تماسك الجماعة زادت ةوتها على األعضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬إدراك رأي الجماعة‪ :‬إن االتصا بين أعضدداء الجماعددة ضددروري لقيددام معددايير‬
‫الجماعة‪ ،‬ومعرفة أعضاء الجماعة بهذه المعايير‪ .‬وةد توهددل ترافيددرس إلددى أن‬
‫أعضاء الجماعة المكونة من ‪ 65‬عضوا ً تتاح لهد فددرص ي د ة للتفاعددل‪ ،‬ويكددون‬
‫تق يره لرأي الجماعة أدق من تق ير أعضدداء الجماعددة الك يددر التددي تتكددون مددن‬
‫‪ 200‬عضوا‪ ،‬يث تقل بينه فرص التفاعل‪.‬‬
‫‪ -3‬تأثير أغل ية الجماعة‪ :‬درس ثورن يك تأثير األغل ية فددي جماعددات تتكددون مددن ‪،4‬‬
‫‪ 6 ،5‬أشخاص‪ ،‬وأعطى لكل جماعددة سلسددلة مددن المشددكالت و لددد مددن األفددراد‬
‫االستجابة أوالً للسؤا بصددور فرديددة‪ ،‬ثد مناةشددة مددع أفددراد الجماعددة ومحاولددة‬
‫الوهو على ةرار جماعي هحيح‪ .‬وة أوضحت النتائج عن نزعة واضحة مددن‬
‫جاند األعضاء إلى تغيير آرائه بحيث تتفق مع رأي األغل ية‪.‬‬
‫‪ -4‬معاملددة المنحددرفين عددن معددايير الجماعددة‪ :‬تحدداو الجماعددة عند ما ينحددرف أ د‬
‫أعضائها إلى الضغط عليه لكي ينصاع فإن ل ينجح الضددغط عليدده تلجددأ الجماعددة‬
‫إلى رد العضو من داولها‪.‬‬
‫‪ -5‬أهمية العمل بالنس ة للجماعة‪ :‬تؤدي الموضوعات الهامة إلى فرض ضغو علددى‬
‫األشخاص لالنصياع أكثر مما تؤدي إليه الموضوعات األةل أهمية‪.‬‬
‫العوامل التي تؤدي إلى االنحراف عن معايير الجماعة‪:‬‬
‫‪ -1‬الخصدددائص الشخصدددية‪ :‬فهنددداك مجموعدددة مدددن األفدددراد يسدددتقلون بتقد د يراته‬
‫وال يستجي ون لضغط الجماعة‪.‬‬
‫‪ -2‬االوددتالف فددي ةددو الضددغو الموجهددة إلددى مختلددء األفددراد‪ :‬مددن المحتمددل أن‬
‫يتعرض فرد من الجماعة لضغو أك ر مما يتعرض لها غيره من األفددراد وذلددك‬
‫إذا كان يتمتع بحد أعضائها له‪.‬‬
‫‪ -3‬اوتالف جاذبيددة الجماعددة بالنسد ة ل فددراد‪ :‬ألن الجماعددة ال تسددتطيع أن تفددرض‬
‫معاييرها على الفرد إال بق ر جاذبيتها له‪ ،‬وعلى أساس من دوافع الفرد ذاته‪.‬‬
‫الجماعة المرجعية‬
‫مفهوم الجماعددة المرجعيددة يعنددي أن سددلوك ا نسددان يتددأثر بالندداس اووددرين بطددرق‬
‫مختلفة وب رجات مختلفة‪.‬‬
‫وهنا كثير من الجماعات التي يرجع إليها الفرد في تقيي سلوكه ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬جماعات عضوية‪ :‬وهي جماعات ينتمي الفرد إليها فعالً مثل العائلة أو المنظمة‬
‫(دينيددة د سياسددية د اجتماعيددة) ويسددود فيهددا االرت ددا الفعلددي والمواجهددة أو‬
‫جماعات ينتمي إليها الفرد فعالً ولكنه ال يوج بهددا مواجهددة أو زمالددة شخصددية‬
‫(مثل عضوية الفرد في ز سياسي دون ضوره الجتماعاته)‪.‬‬
‫فئات ينتمي إليها الشخص بصور آلية‪ ،‬بحك سنه أو جنسه أو ثقافتدده أو التدده‬ ‫‪-2‬‬
‫الزواجيددة‪ .‬ويسددتوجد ذلددك إدراك الفددرد لمددا يتوةعدده المجتمددع ممددن فددي سددنه‪،‬‬
‫وجنسه‪ ،‬وثقافته‪ ،‬و الته الزواجية‪ ،‬ومن أفعا وسلوك في ظروف معينة‪.‬‬
‫جماعات متوةعة أو منتظر ‪ ،‬ألن الشخص يقارن نفسدده بمعددايير الجماعددة التددي‬ ‫‪-3‬‬
‫يري االلتحاق بها عن اتخاذه لقرار معين‪ ،‬وذلك يكون أك ر من ا تما رجوعه‬
‫إلى معايير الجماعة التي ينتمي إليها فعالً‪.‬‬
‫ة تكون الجماعة المرجعية سل ية ولذلك يتجند الفرد األفعا التي تددرت ط بتلددك‬ ‫‪-4‬‬
‫الجماعة د إذا كان ينتمي إليها فهو يحاو االنفصا عنها‪.‬‬
‫والجماعات المرجعية تؤثر في سلوك األشخاص عن طريقين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬مسددتويات الطمددوح‪ :‬فدداألفراد الددذين ينتمددون لجماعددة مرجعيددة معينددة يحدداولون‬
‫الوهو لما وهل إليه اوورون في تلك الجماعة‪.‬‬
‫‪ -2‬أنددواع السددلوك‪ ،‬فالجماعددة المرجعيددة تحدد د للشددخص أنمددا سددلوكه و ريقددة‬
‫استخ امه لثروته أو شهرته‪.‬‬
‫قرار الجماعة‬
‫يعت ر تق ل المعايير الجماعية الج ي أسهل وأبقى أثرا ً إذا شارك الفرد في وضع تلك‬
‫المعايير ب الً مددن أن تفددرض عليدده فددي هددور مددن الصددور المختلفددة‪ ،‬وكددذلك تق ددل الفددرد‬
‫أله اف الجماعة يزداد إذا شارك في اوتيار وتح ي هذه األه اف‪.‬‬
‫مقارنة المحاضرة والمناقشة الجماعية‪:‬‬
‫أجددرى كيددرت لدديفن تجربددة علددى سددت مجموعددات مددن سددي ات الصددليد األ مددر‬
‫(المتطوعات) وتراوح الع د فددي كددل مجموعددة مددن ‪ 17 : 13‬سددي ‪ .‬وةد سددئلن فددي ب ايددة‬
‫االجتماع عما إذا كان ة س ق لهن تق ي أهناف معينة من اللحوم مثل كلى وةلددد الحيددوان‬
‫(والتي يعزف األمريكيين عزوفا ً ش ي ا ً عنها) في منازله ‪ .‬وفي نهاية االجتماع سئلن برفددع‬
‫األي ي عما إذا كن يعتزمن تق ي هذه األهناف وال األس وع القادم‪ .‬وة استخ م لدديفن فددي‬
‫ثالث مجموعات أسلو المحاضر التي ربطت بين مشكلة التغذية والمجهود الحربي وبين‬
‫القيمة الفيتامينية‪ ،‬والمع نية لهذه اللحددوم‪ ،‬أمددا المجموعددات الددثالث األوددرى فقد ات ددع فيهددا‬
‫ريقة ةرار الجماعددة ف عد دةددائق مددن الحد يث عددن مشددكلة التغذيددة‪ ،‬وعالةتهددا بددالمجهود‬
‫الحربي والصحة العامة‪ ،‬لد من الحاضرات أن يتناةشن لمعرفة مددا إذا كددان مددن الممكددن‬
‫أن ي أن برنامجا ً لتغيير اتجاه ربات ال يوت األوريات نحو هددذه األهددناف‪ .‬وةد أوضددحت‬
‫المتابعة بع التجربة أن ‪ %3‬ممن ل يس ق لهن تق ي إ ى هذه األهناف ةمن بتق يمها بع‬
‫المحاضر ‪ ،‬في ين كانت النس ة ‪ %32‬بع المناةشة الجماعية‪.‬‬
‫ويرجع ليفين هذه النتيجة إلى مجموعة من العوامل منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الحاضرات في المحاضر يكن سددل يات‪ ،‬إمددا فددي المناةشددة فإنهددا إذا أجريددت‬
‫إجراء هحيحاً‪ ،‬أدت إلى درجة ك ير من االهتمام واالستغراق دون أن تقلل من‬
‫رية اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -2‬إن المحاضر تثير االهتمام‪ ،‬وتثيددر دوافددع السددامع‪ ،‬لكنهددا نددادرا ً مددا تددؤدي إلددى‬
‫ةرار‪.‬‬
‫‪ -3‬الفرد في المحاضر يج نفسه في موةء فردي من النا ية السيكولوجية أما فددي‬
‫المناةشة فاألشخاص يواجه بعضه الد عا اووددر‪ .‬ويكمددن السد د فددي سددهولة‬
‫أ اث تغيير عن ريق الجماعة‪ ،‬هو أن الفرد يتردد في االنحراف عن معددايير‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫مقارنة بين المقابلة االنفرادية‪ ،‬وقرار الجماعة‪:‬‬
‫ةامت دانا كليسوريك بتجربة في مستشفى للوالد ‪ ،‬يث كانت تقابل السي التي تضع‬
‫أو مولود لها بالمستشفى وةسمت هؤالء السي ات إلى مجموعتين‪ :‬المجموعة األولى كانت‬
‫تلتقي بكل سي منفرد لتزوي ها با رشادات الضرورية عن تغذية الطفل مددع تأكيد أهميددة‬
‫عصير ال رتقا ‪ ،‬وزيت ك الحوت‪.‬‬
‫يتناةشددن ويتخددذن ةددرارا‬ ‫أما المجموعة الثانية فكانت تلتقي بكل ‪ 6‬أمهات دفعة وا‬
‫بخصددوص نفددم الموضددوع وة د وج د بع د أس د وعين مددن المقابلددة االنفراديددة‪ ،‬أن كددل أم‬
‫اشتركت في اتخاذ القددرار الجمدداعي كانددت تت ددع ات اعدا ً رفيدا ًّ النظددام الموهددوف بالنسد ة‬
‫لعصير ال رتقا ‪.‬‬
‫عمليات اتخاذ القرار‪:‬‬
‫اهت ال ا ثون ب راسة العمليات التي يت عها األعضاء في ددل المشددكالت التددي يوجد‬
‫لها ل هحيح‪ ،‬وتوهلوا إلى الكشددء عددن عد د مددن النمدداذة االجتماعيددة لعمليددات اتخدداذ‬
‫القرار وأهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬التناسد‪ :‬أي أن ا تما التوهددل إلددى ةددرار معددين يتسدداوى مددع نسد ة األعضدداء‬
‫المؤي ين له‪.‬‬
‫‪ -2‬الص د ق يكسددد‪ :‬أي أن ا جابددة الصددحيحة ددين يقتر هددا عضددو تكددون مقنعددة‬
‫لآلورين‪.‬‬
‫‪ -3‬الص ق المؤي يكسد‪ :‬أي أن ا جابة الصحيحة تكون مقنعة فقط إذا أيد ها عضددو‬
‫آور‪.‬‬
‫‪ -4‬األغل ية تكسد‪ :‬إذا كانت هحيحة‪.‬‬
‫طرق اتخاذ القرار‪ :‬وهي تشمل‪:‬‬
‫‪ -1‬التصويت‪ :‬وهو شائع في الجماعات ال يمقرا ية ولكن أعضدداء الجماعددات عدداد‬
‫مددا يفقد ون ثقددته فددي التصددويت‪ .‬وال تلجددأ إليدده الجماعددات فددي المسددائل الهامددة‬
‫المختلددء عليهددا وإنمددا يلجددأون إليدده فقددط ددين ال يكددون هندداك اوددتالف ددو‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫‪ -2‬ا جماع‪ :‬وهو يعني تق ي اةتراح من جاند األعضاء ويت عه تقوي له مددن جانددد‬
‫األعضاء اوورين‪ .‬وت ور المناةشة على نطاق واسع إلى أن يحم األعضاء بددأن‬
‫الجماعة على وشك اتخاذ ةرار‪ ،‬ويت ذلك بصور مرنة وغير رسمية‪.‬‬
‫‪ -3‬تأجيل اتخاذ ةرار‪ :‬تلجأ الجماعة إلى هذه الطريقة ين تشعر أن هناك رغ ددة مددن‬
‫جاند بعا األعضاء إلى فرض سلوك معددين علددى الد عا اووددر‪ ،‬رغد عد م‬
‫ذاته‪.‬‬ ‫اعتراض الجماعة على السلوك في‬
‫‪ -4‬تفويا السلطة في اتخاذ القرار‪ :‬أي تفويا سلطة اتخاذ القرار إلى فرد أو لجنة‬
‫هغير تتوفر ل يه المعلومددات التددي ي نددى عليهددا القددرار‪ ،‬وذلددك لتسددهيل العمددل‬
‫والتوفير في الوةت وسرعة اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -5‬التوفيق عن ريق ل وسط‪ :‬وهذه الطريقة لها ةيمتها في الة وجود فروق فددي‬
‫القي ‪.‬‬
‫‪ -6‬إعاد هياغة داللة القي أو ولق هياغات ج ي لهددا‪ :‬ويرجددع ذلددك إلددى االتجدداه‬
‫نحو الموةء الذي يع ر عن القي السائ في الجماعة ولكن ددين يسددود الصددراع‬
‫القيمي في الجماعة‪ ،‬فإن اال تكام إلى األغل ية أو إعاد هياغة داللة القي تص ح‬
‫أكثر شيوعاً‪.‬‬
‫تماسك الجماعة‬
‫مفهومات التماسك‪:‬‬
‫يمكن أن نقس معاني التماسك إلى فئتين متميزتين‪ :‬أوالهما تتركز و نددواح معينددة‬
‫في العملية الجماعية‪ ،‬فتشددير كلمددة التماسددك إلددى معدداني مثددل الددروح المعنويددة‪ ،‬والكفدداء ‪،‬‬
‫وروح الجماعة‪ ،‬أما الفئة الثانية فهي التي تعرف التماسك بأنه محصلة القددوى التددي تجددذ‬
‫األعضاء إلى الجماعة‪ ،‬وت فعه إلى ال قاء فيها ومقاومة التخلي عن عضويتها ويتميددز هددذا‬
‫التعريء بأنه إجرائي أي أندده ييسددر إجددراء التجددار ‪ .‬يعت ددر تماسددك الجماعددة وا د مددن‬
‫وصائصها األكثر جوهريًّا (التضامن‪ ،‬روح الفريق‪ ،‬الروح المعنوية)‪ ،‬وهي الطريقة التددي‬
‫ترت ط بها الجماعة ب عضها ال عا بوهفها كيان د يحتوي ذاته د متشددابك بإ كددام‪ .‬وتتميددز‬
‫عمليددة التماسددك بأنهددا تددوفر اتسدداق فددي السددلوك واالعتقدداد والت د عي المت دداد بددين أفددراد‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫ويمكن اعت ار التماسك واهية متميز ‪ .‬فعلى س يل المثا ة تكون بعددا الجماعددات‬
‫أكثر تماسكا ً من األورى‪ ،‬ولكنها بشكل أو بآور ة تكون أةددل تماسددكا ً فددي سددياةات مختلفددة‬
‫وفي أوةات مختلفة‪.‬‬
‫وبالنس ة للجماعات التي تكددون علددى درجددة منخفضددة جد ًّا مددن التماسددك يكددون مددن‬
‫الصعد اعت ارها جماعة من األساس‪ ،‬ومن هنا يتضح أن المصطلح هو المحددور األساسددي‬
‫الذي يجعل من الجماعة كيان له وجود‪ .‬وبع ار أورى هي العملية السيكولوجية التي تحو‬
‫تجمع األفراد الذين ال يرت طون ب عا إلى "جماعة اجتماعية"‪.‬‬
‫وبذلك يكون التماسك مصطلح وهفي يستخ م لوهء واهية مميز للجماعة ككددل‪.‬‬
‫ولكنه في نفم الوةت مصطلح سيكولوجي يصء العملية الفردية السدديكولوجية التددي تكمددن‬
‫ولء تماسك الجماعات وسيكولوجية عضوية الجماعة‪.‬‬
‫وهنا تكمن مشكلة‪ ،‬فق يكون مددن المعقددو أن نقد و إن الجماعددة متماسددكة‪ ،‬ولكددن ال‬
‫نستطيع أن نقو إن الفرد متماسك‪.‬‬
‫النظرية والبحث‪:‬‬
‫بع ما يقر من عق من الزمان لالستخ ام غير الرسددمي للمصددطلح‪ ،‬تمددت هددياغة‬
‫مصطلح التماسددك بشددكل رسددمي ألو مددر علددى يد فسددتنجر وشدداوتر وبددا عددام ‪1950‬‬
‫(‪.) 1950، and Bach، Schacter،Festinger‬‬
‫اعتق العلمدداء الثالثددة أن المجددا السدديكولوجي للقددوى الناتجددة مددن جاذبيددة الجماعددة‬
‫وأعضائها ودرجة مساع الجماعة ألفرادهددا مددن أجددل تحقيددق أهد افه تددأثر علددى الفددرد‪.‬‬
‫ويؤدي التأثير الناتج من هذه القوى إلى ظهور التماسك الذي يكون مسئو عددن اسددتمرارية‬
‫عضوية الجماعة‪ ،‬والتمسك بمعايير الجماعة‪.‬‬
‫وبس د هعوبة التعريء ا جرائي ل عا المصطلحات مثل "مجا القوى"‪ ،‬وأيضا ً‬
‫بس د ع م دةة النظريددة بخصددوص كيفيددة تعريددء الد ةيق المتماسددك (بمعنددى عد م وجددود‬
‫مقاييم مح د أو معالجة تجري ية) ب أ علماء النفم في ت سيط مفهومه عن التماسك‪.‬‬
‫واتفق أغلد علماء النفم على اعت ار أن مفهوم التماسك يمكن النظر إليدده كمددا يلددي‪:‬‬
‫يؤدي االنجذا للجماعة أو الجاذبية ال ين شخصية إلى ظهور تماسك الجماعة بوهفها كل‬
‫ناتج عن جمع درجة انجذا األفراد للجماعة‪ ،‬وبالتالي يمكن تعريء التماسك إجرائيًّا على‬
‫هذا األساس‪.‬‬
‫ومما ال شك فيدده أن العوامددل التددي تزيد مددن الجاذبيددة ال ددين شخصددية (مثددل التشددابه‬
‫والتعدداون والتق ددل ال ددين شخصددي والته يد المشددترك) تولد بوجدده عددام التماسددك‪ ،‬ويددؤدي‬
‫التماسك المتول ب وره إلى ظهور بعا العوامل مثل االمتثا لمعايير الجماعددة‪ ،‬والتشددابه‪،‬‬
‫وتحسين االتصا داول الجماعة‪ ،‬ورفع مستوى الود بين األفراد‪.‬‬
‫ويددرى ال د عا أن النظددر السددابقة لتماسددك الجماعددة تمثددل نموذجددا أكثددر تماسددكا ً‬
‫اجتماعيًّا‪ ،‬أو أكثر في درجة االعتماد المت اد بين األفراد للجماعة االجتماعية‪.‬‬
‫يتجمع األفراد غير المرت طين معا ً ش اع األه اف المشتركة التددي ال يقد رون علددى‬
‫تحقيقها بشكل فردي‪ .‬يؤدي االعتماد المت اد والتفاعل التعاوني إلى إش اع مشترك لله ف‪،‬‬
‫وا ترام إيجابي مت اد ‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى الجاذبية بين الشخصية والتماسك‪.‬‬
‫إمكانية اوتالف العلماء فيما يتعلق بمكونات النماذة التي يركزون عليها‪.‬‬ ‫ويال‬
‫ومن أجل ل مشكلة عد م التح يد الد ةيق لتعريددء التماسددك‪ ،‬ظهددرت عد مقدداييم‬
‫تحاو الوهو إلى هددياغة إجرائيددة للمفهددوم‪ ،‬وةد اعتمد ت هددذه المقدداييم علددى بعددا‬
‫األبعاد تعكم الجواند االجتماعية االنفعالية لعضوية الجماعة‪ ،‬وأيضا ً إدراكات وتقد يرات‬
‫الجماعة‪ ،‬والمشاعر نحو الجماعة وأعضائها‪ ،‬ونحو العضوية في الجماعة‪.‬‬
‫أدلة ومقاييس التماسك‪:‬‬
‫أ اديددث األفددراد‪ :‬يددث يسددجل ال ددا ثون فددي المنددا أو الجددو االجتمدداعي ع د د‬ ‫‪-1‬‬
‫المرات التي يستخ م فيها األفراد كلمة "أنا" في أ اديثه في مقابل كلمة "نحن"‪.‬‬
‫مقاييم الص اةة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫درجة انصياع أعضاء الجماعة للمعايير التي تح د ةواعد السددلوك مثددل مقاومددة‬ ‫‪-3‬‬
‫العما للطرق الج ي في ا نتاة‪.‬‬
‫ا تفاظ الجماعة بتماسكها في أوةات األزمات‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الحالة االنفعالية ألفراد الجماعة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫المساهمة واالنتظام في نشا الجماعة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫العوامل المرتبطة بتماسك الجماعة‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مصادر جاذبية الجماعة‪ :‬يميز فستنجر بين نوعين مددن مصددادر جاذبيددة الجماعددة‬
‫األو هو الجماعة نفسها‪ .‬وة يكون ذلك بس د جاذبية أفددراد الجماعددة للفددرد‪ ،‬أو‬
‫ة يكون بس د د الفرد للجماعة ألنه يحترم أه افها‪ ،‬فإذا رأى أن الجماعة لددن‬
‫تستطيع تحقيق هذه األه اف ةلت جاذبية الجماعة له د أما المص ر الثاني لجاذبية‬
‫الجماعة فهو كونها د أي الجماعة د وسيلة ش اع اجددات وددارة الجماعددة مثددل‬
‫اكتسا مكانة اجتماعية معينة نتيجة االنضمام للجماعة‪ ،‬أو رغ ة فددي الحصددو‬
‫على أجر أك ر‪ ،‬وشعور باألمن‪ .‬وهكذا‪ ،‬فمن الط يعي أن تختلء مصادر جاذبيددة‬
‫الجماعة باوتالف اجات األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬زياد جاذبية الجماعة‪ :‬يمكن زياد جاذبية الجماعة عددن ريددق جعددل األشددخاص‬
‫يشعرون أن اجاته يمكن إش اعها عن ريق االنضمام للجماعة‪ .‬وتزي جاذبية‬
‫الجماعة بزياد الفرص ال تال الفرد مكانة مرتفعة داول الجماعة‪ ،‬وذلددك ألندده‬
‫كلمددا زادت مكانددة الفددرد فددي الجماعددة زادت القددوى التددي ت فعدده إلددى االنضددمام‬
‫للجماعة‪.‬‬
‫ة – المشاركة والتفاعل‪ :‬تزيد جاذبيددة الجماعددة للشددخص إذا اتضددحت أهد افها‪ ،‬وإذا‬
‫اتضح ريقها لتحقيق هذه األه اف‪ ،‬ودوره في هذا الس يل‪ .‬ويت ذلك مددن وددال‬
‫التفاعل في منا تعدداوني يشددارك فيدده األفددراد فددي تح يد األهد اف‪ ،‬وفددي إةامددة‬
‫ود معقولة‪.‬‬ ‫المعايير التي يلتزمون بها في‬
‫د – األ اث االجتماعية‪ :‬تستطيع بعا الظروف االجتماعية تغير اجات ع د ك ير‬
‫من األشخاص‪ .‬وبددذلك تتددأثر جاذبيددة أنددواع معينددة مددن الجماعددات‪ .‬فمددثالً يفسددر‬
‫ال عا ا ة ا على أمدداكن الع دداد بعد األزمددات والحددرو نتيجددة القلددق الددذي‬
‫يصا د وةت الحر واألزمات‪.‬‬
‫هد‪ -‬التشابه بددين أعضدداء الجماعددة‪ ،‬يددؤدي التشددابه بددين أعضدداء الجماعددة إلددى زيدداد‬
‫تماسددكها ألندده مددن الط يعددي أن ينش د الشددخص االنضددمام إلددى جماعتدده ممددن‬
‫يشابهونه‪.‬‬
‫و – القيدداد ‪ :‬كلمددا ازدادت كفدداء القائد كلمددا ازداد تماسددك الجماعددة وذلددك ألن القائد‬
‫يستطيع توجيه إدراكات األعضاء نحو ه ف مشترك‪.‬‬
‫العوامل المؤدية إلى نقص جاذبية الجماعة‪:‬‬
‫يمكن تلخيص تلك العوامل في‪ :‬تناةص الحاجات التي كانت الجماعددة مصد ر إشد اع‬
‫لها ل ى األفراد‪ ،‬اكتسددا الجماعددة لخصددائص غيددر مرغوبددة مددن أعضدداء الجماعددة‪ ،‬كمددا‬
‫تتناةص جاذبية الجماعة إذا اوتلء أعضائها على ريقة ل مشكالت الجماعة‪ ،‬وتتندداةا‬
‫جا ذبية الجماعة إذا كانت و رات الفددرد بهددا غيددر سددار بالنسد ة لدده‪ ،‬كددأن يطلددد مندده أداء‬
‫أعما تس د له الحرة‪ .‬وة تنقص جاذبية الجماعددة إذا كددان االتصددا بددين أفرادهددا هددع ا ً‬
‫نتيجة لتع د القوميات‪ .‬وأويرا ً فإن تكوين جماعات فرعية داول الجماعة الكلية سوف يكددء‬
‫من الجاذبية نحو الجماعة الكلية‪.‬‬
‫نتائج تماسك الجماعة‪:‬‬
‫يوضح كار ترايت وزاند ر أن األعضدداء الددذين يحسددون بشد جاذبيددة الجماعددة لهد‬
‫يتميزون أكثر من غيره بسلوك جماعي يسه في ا بقاء علددى الجماعددة وزيدداد كفاءتهددا‪.‬‬
‫أي أنه يكونوا ملتزمين تجاه الجماعة التي ينتمون إليها‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫االتصال داخل الجماعات الصغيرة‬

‫‪ -‬مقدمة‬
‫‪ -‬ما هو االتصال؟‬
‫‪ -‬االتصال بوصفه فعل‪ :‬نقل المعلومات‬
‫‪ -‬االتصال بوصفه تفاعل‪ :‬تبادل المعلومات‬
‫‪ -‬االتصال بوصفه عملية تبادل ‪ :‬التكوين المتزامن للرسالة‬
‫‪ -‬االتصال داخل الجماعات الصغيرة‬
‫‪ -‬الجماعة الصغيرة‬
‫‪ -‬االجتماع حول غرض مشترك‬
‫‪ -‬إحـداث التـأثيـر‬
‫‪ -‬مزايا وعيوب العمل فى الجماعات الصغيرة‬

‫مقدمة‬
‫رغم استخدام طرق مختلفة للبحث العلمى‪ ،‬توصل علماء النفس واالجتماع‬
‫واالنثروبولوجى لنتائج متشابهة حول اإلنسان خالصتها أننا مخلوقات اجتماعية‪ .‬يحتاج اإلنسان‬
‫أن يقيم عالقات جوهرية باآلخرين‪ .‬نحن نحتاج أن نرتبط باآلخرين داخل الجماعات التى ننتمى‬
‫إليها‪ .‬لقد تربينا فى أسرة تمثل الشكل األول للجماعة فى حياتنا‪ .‬لقد تعلمنا فى المدارس وسط‬
‫جماعات‪ .‬نحن نمارس العبادة فى جماعات‪.‬كما نقوم بالترفيه عن أنفسنا فى جماعات‪ .‬نحن‬
‫نعمل فى جماعات‪ .‬عندما تواجهنا مشكلة خطيرة نبحث عن المساعدة والنصح من قبل اآلخرين‬
‫الذين أحيانا ما يشاركوننا فى إيجاد الحلول أو اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫لقد حظى موضوع االتصال داخل الجماعات الصغيرة بالمزيد من االهتمام‪ ،‬لذلك سوف‬
‫نخصص هذا الفصل لتناول ذلك الموضوع‪.‬‬
‫فى بداية األمر قد يتبادر إلى الذهن السؤال‪ :‬لماذا ندرس االتصال داخل الجماعات الصغيرة؟‪،‬‬
‫ويرتبط بهذا السؤال عدة أسئلة منها‪ :‬ما الذى يمكن أن تقدمه الدراسة العلمية لالتصال داخل‬
‫الجماعات بالنسبة للفرد؟ كيف تساعد هذه الدراسة الفرد فى مستقبله المهني ‪career‬؟ هل‬
‫تساعد هذه الدراسة الفرد حقا فى أن يكون عضو فعال فى أى لجنة ينضم إليها؟ هل تساعد‬
‫دراسة االتصال داخل الجماعات الصغيرة الفرد لكى يحسن من عالقاته البين شخصية مع أفراد‬
‫أسرته ومع أصدقائه؟‬
‫قد تساعد دراسة االتصال داخل الجماعات الصغيرة الفرد فى الكثير من المجاالت‪ ،‬ومع‬
‫ذلك تجدر اإلشارة إلى أن هدفنا األساسى هو مساعدة الفرد على أن يصبح على درجة أفضل‬
‫من التواصل داخل الجماعات الصغيرة التى ينتمى إليها‪.‬‬
‫سوف نحاول فى الصفحات القادمة أن نقدم للفرد فهم شامل لعمليات االتصال داخل الجماعة‪،‬‬
‫مع تقديم النصائح العملية التى تساعده على أن يصبح مشاركا أكثر فعالية فى الجماعات‬
‫الصغيرة‪.‬‬
‫البدايات األولى لدراسة الجماعات الصغيرة‬
‫من بين األعمال المبكرة لدراسة الجماعات الصغيرة األعمال التى قدمها جورج سيمل‬
‫‪ George Simmel‬فى نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين‪ ،‬حيث كان‬
‫مهتما بالمبادئ العامة للجماعات‪ ،‬وتكوين الجماعات‪ .‬لقد وضح سيمل أن الثنائى‬
‫‪ dyad‬يختلف عن األفراد المنعزلين عن بعض‪ ،‬وأن الثالثى ‪ triad‬يختلف عن‬
‫الثنائى‪ .‬لقد حلل سيمل انتماءات األفراد للجماعات من مختلف األحجام‪ ،‬وأوضح أن‬
‫هذه االنتماءات المتعددة للجماعات تؤثر فى الفرد‪ .‬كما تناول أيضا الجماعات الصغيرة‬
‫والجماعات الكبيرة‪ ،‬وقضايا االنقسام داخل الجماعات‪ ،‬والسلطة والمكانة داخل‬
‫الجماعة‪ ،‬وأيضا السيطرة والخضوع داخل الجماعات‪.‬‬
‫كما كان من بين أوائل المهتمين بدراسة الجماعات فى بداية القرن العشرين أيضا‬
‫شارلز كولى ‪ Charles H. Cooley‬الذى أهتم بطبيعة النظام االجتماعى‪ .‬لقد‬
‫انعكس عمله عن صياغة تعريف للجماعات الصغيرة فى االهتمام العام بالتغيرات التى‬
‫تحدث فى المجتمع‪ ،‬وبالكيفية التى تؤدى بها العالقات األولية (التى كان يطلق عليها‬
‫كولى ‪ )person to person‬إلى تكوين عالقات ثانوية (إلى كان يطلق عليه ‪role‬‬
‫‪.)to role‬‬
‫فى عام ‪ 1927‬قام تراشر بدراسة عصابات شيكاجو فى بداية العشرينيات مرك از على‬
‫الجماعات وعمليات الجماعة فى ظروف تفاعلها الطبيعية‪ .‬ناقش تراشر المكانة والقيادة‬
‫قبل المضى قدما يجب التنويه إلى أننا سنتناول فى هذا الفصل الجماعات الصغيرة المتوجهة‬
‫نحو الهدف ‪ ،task-oriented small groups‬وهى الجماعات التى يكون لها هدف معين‬
‫تسعى لتحقيقه‪ ،‬أو تسعى لتتشارك فى معلومات‪ ،‬أو تسعى لحل مشكلة‪ ،‬أو تسعى التخاذ قرار‪.‬‬
‫من أجل وضع إطار لدراستنا لالتصال داخل الجماعات الصغيرة سوف نفحص مفهومين‬
‫رئيسين‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم االتصال‬
‫‪ -‬مفهوم االتصال داخل الجماعات الصغيرة‬

‫ما هو االتصال؟‬
‫نتناول فى هذا الفصل االتصال الذى يحدث فى جماعة‪ .‬فى إطار قيام باحث بمناقشة‬
‫أهمية االتصال بالنسبة لمؤسسة ما‪ ،‬وصفه بشكل مجازى فى العبارات التالية‪:‬‬
‫• أنه الدم بالنسبة للحياة‬
‫• أنه الصمغ الذى يلصق‬
‫• أنه الزيت الذى ينعم‬
‫• أنه الخيط الذى يربط‬
‫• أنه الطاقة التى تنتشر‬
‫• أنه العامل الرابط الذى يوطد كل العالقات‪.‬‬
‫تنطبق تلك االستعارات المجازية على الجماعات الصغيرة بنفس درجة انطباقها على المؤسسات‬
‫الكبيرة‪ .‬بغض النظر عن حجم الجماعة‪ ،‬يجب أن يقوم أعضاءها بالكالم‪ ،‬واإلصغاء‪ ،‬واالستجابة‬
‫لبعضهم البعض‪ .‬يجب على أعضاء الجماعة أن يكونوا قادرين على التواصل بفاعلية وبشكل‬
‫مناسب من أجل أن يحققوا أهدافهم‪.‬‬
‫ما هي هذه القوة المنتشرة التى يطلق عليها االتصال؟‬
‫لو رجعن ا ألصل الكلمة‪ ،‬يعتبر االتصال عملية التفاعل مع المعلومات‪ .‬يقوم شخص ما بقول أو‬
‫فعل شيء ما‪ ،‬وينتج عن ذلك صدور استجابة‪ ،‬كلمة أو فكرة‪ .‬خالل النصف الثاني من القرن‬
‫الماضى‪ ،‬تطور فهمنا لطبيعة االتصال من مجرد رؤيته بوصفه عملية بسيطة من تبادل الفعل‬
‫ورد الفعل ‪ ،simple action and reaction exchange‬إلى كونه عملية تبادلية متزامنة‬
‫أكثر تعقيدا ‪.more simultaneous transactive process‬‬
‫وسوف نتناول فيما بعد تطور معنى مصطلح االتصال‪.‬‬

‫االتصال بوصفه فعل‪ :‬نقل المعلومات‬


‫‪communication as action: transfer of information‬‬
‫لو نظرنا إلى عبارة "لكنى قلت لك ماذا أريد‪ ،‬ولم أسمع منك شيء" نتوقع أن تكون هذه العبارة‬
‫صادرة عن شخص يريد التعبير عن الضيق الناتج عن افتراضه أنه فى حالة إرسال رسالة ما‬
‫فسوف يستقبلها شخص ما‪ ،‬ويقوم بفهمها والرد عليه برسالة أخرى‪.‬‬
‫لقد كان المفهوم القديم لعملية االتصال مكون من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪Sender‬‬ ‫‪ -‬من(مرسل)‬
‫‪message‬‬ ‫‪ -‬يقول ماذا(رسالة)‬
‫‪ -‬فى أى وسيلة(الوسيط) ‪medium‬‬
‫‪receiver‬‬ ‫‪ -‬لمن (المستقبل)‬
‫‪ -‬بأى تأثير‬
‫وفى حين تبدو هذه الفكرة واضحة ومباشرة‪ ،‬يوجد بها عيب أساسى‪ :‬نادرا‪ ،‬أن لم يكن أبدا‪ ،‬ما‬
‫يكون االتصال بسيط لدرجة أن ما نضعه فيه هو ما نحصل عليه " ‪what we put in is‬‬
‫‪."what we get out‬‬
‫يمثل الشكل‪ 1-‬النموذج القديم لالتصال والذى وضعه شانون وويفر ‪shannon-Weaver‬‬
‫‪ Model‬والذى يمثل عملية االتصال بشكل خطى ‪ ،linear‬عملية مدخالت ومخرجات‪.‬‬
‫شكل(‪)1‬‬
‫نموذج شانون ويفر لالتصال‬
‫اإلشارة‬ ‫اإلشارة‬
‫المستقبلة‬

‫الوجهة‬ ‫المستقبل‬ ‫الوسيلة‬ ‫المرسل‬ ‫مصدر‬


‫المعلومات‬
‫الرسالة‬
‫مصدر الضوضاء‬

‫االل‬
‫بينما يتضمن هذا النموذج (‪)Shannon-Weaver‬أغلب العناصر المؤثرة فى عملية االتصال‪،‬‬
‫فمع ذلك فأنه يخلد أسطورة أن المعلومات اتصال ‪ .Information is communication‬يرى‬
‫البعض أنه لمفهوم خاطئ أن يعتقد الفرد أن االتصال قد حدث ببساطة ألن شخص ما قد قال‬
‫شيء ما لشخص ما آخر‪ .‬تعتبر االستجابة‪ ،‬أو التغذية الرجعية ‪ feedback‬للرسالة جانب‬
‫أساسى من جوانب عملية االتصال‪.‬‬

‫االتصال بوصفه تفاعل‪ :‬تبادل المعلومات‬


‫‪Communication as interaction: Exchange of information‬‬

‫التغذية الرجعية هي االستجابة للرسالة‪ .‬عندما نتواصل يجب أن يستجيب لنا شخص ما‪ ،‬ربما‬
‫يتجهم أو يبتسم‪ ،‬أو ربما يقول شيء ما ردا على الرسالة التى أرسلناها‪.‬‬
‫من الممكن أن تكون التغذية الرجعية عمدية(مثلما يحدث عندما يقوم األب بتهنئة أبنه عندما يقدم‬
‫له ش هادة درجاته الدراسية التى تبين أنه األول على فرقته)‪ ،‬أو غير عمدية(مثلما يحدث عندما‬
‫يقوم الشخص بالتثاؤب أثناء قيام زوجته برواية كيف قامت بشراء السمك الطازج)‪ .‬ربما تكون‬
‫االستجابة لفظية (مثال‪:‬عندما نقول لشخص ما "اتفق معك فى الرأى تماما")‪ ،‬أو تكون غير‬
‫لفظية(مثال‪ :‬عندما نتجهم عندما يقوم شخص ما بقول أو فعل شيء ما محرج بالنسبة لنا)‪.‬‬
‫يمثل الشكل رقم ‪ 2‬االتصال بوصفه عملية تفاعلية‪ ،‬أو فعل ورد فعل‪ .‬فى هذا النموذج تم‬
‫تضمين التغذية الرجعية أو االستجابة فى عملية االتصال‪.‬‬

‫شكل(‪)2‬‬
‫التغذية الرجعية‬

‫ضوض‬
‫اء‬

‫الرسالة‬ ‫الوسيلة‬ ‫الرسالة‬


‫مصد‬
‫ر‬
‫المستقبل‬

‫التغذية الرجعية‬
‫السياق‬

‫ال يعتبر مجرد تضمين التغذية الرجعية فى النموذج أن االتصال فعال‪.‬‬


‫ربما تسهم الضوضاء ‪-noise‬سواء فى وسيلة االتصال أو فى عقل المستقبل‪ -‬فى فى حدوث‬
‫فهم الرسالة المقصودة‪ .‬يجب أن يحقق االتصال ثالثة أهداف لكى يكون فعاال بشكل فعليا‪ ،‬هذه‬
‫األهداف هي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تفهم الرسالة‪ ،‬حيث يجب أن يفهمها المستقبل كما هي مشفرة ‪.encoded‬‬
‫‪ -‬يجب أن يحقق االتصال التأثير المقصود‪ ،‬فإذا فهم المستقبل الرسالة لكنه لم يقم‬
‫بالفعل المطلوب‪ ،‬يظل االتصال غير فعال‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يخضع االتصال للقواعد األخالقية‪ .‬يجب إال يكره القائم باالتصال المستمع‬
‫لكى يستجيب للرسالة‪ ،‬كما يجب إال يكذب‪ ،‬أو يستخدم معلومات زائفة عن عمد‬
‫لكى يحقق التأثير المقصود‪.‬‬

‫االتصال بوصفه عملية تبادل ‪ :‬التكوين المتزامن للرسالة‬


‫‪Communication as transaction: Simultaneous message creation‬‬
‫يرى العلماء أن االتصال عملية تبادل حيث ترسل الرسالة وتستقبل فى نفس الوقت‪ .‬عندما نوجه‬
‫الحديث لشخص ما‪ ،‬نقوم باالستجابة لرسائل لفظية(مثل كلمات الترحيب‪ ،‬أو التوجيهات) وغير‬
‫لفظية(مثل الحركات واإلشارات واإليماءات التى قد تدل أيضا على الترحيب أو التوجيهات)‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬أثناء إلقاءنا لنكتة(رسالة لفظية‪ ،‬وأحيانا حركية)‪ ،‬لو قام المستمع باإلشاحة‬
‫بوجهه أو نظر نظرة شاردة (رسائل غير لفظية تدل على السأم أو عدم االهتمام) فأننا نعرف‬
‫(تصلنا رسالة غير لفظية)أنه أصابه الملل حتى قبل أن نصل لنهاية النكتة‪.‬‬
‫‪simultaneous‬‬ ‫ولتوضيح المقصود بعملية االتصال بوصفها عملية تبادل متزامن‬
‫‪ transaction‬يمكن وصف العملية بالرسم كما هو فى الشكل رقم (‪ )3‬الذى يمثل االتصال‬
‫بوصفه مدخل تبادلى حيث توجد األسهم التى توضح العملية الثابتة والمتزامنة لتكوين الرسالة‪.‬‬

‫شكل(‪)3‬‬
‫االتصال كعملية تبادل متزامن‬
‫الضوضاء‬

‫المرسل‪/‬‬ ‫المرسل‪/‬‬
‫المستقبل‬ ‫المستقبل‬

‫أن تعريفنا لالتصال بوصفه تفعيل للمعلومات مازال تعريفا دقيقا‪ .‬وتعتبر اإلضافة الرئيسة هنا‬
‫هي أننا عندما نتواصل مع شخص آخر ‪ ،‬وبصفة خاصة فى موقف مباشر ‪ face to face‬وهو‬
‫السياق الذى يسود فى أغلب اللقاءات داخل الجماعات الصغيرة‪ ،‬فأن الطبيعة التبادلية للتواصل‬
‫تعنى أن الرسالة أن الرسالة تتم االستجابة لها بشكل متزامن‪ .‬وحتى لو ظللنا صامتين أو بدا‬
‫علينا النعاس‪ ،‬فإن الرسالة غير اللفظية تقدم معلومات لآلخرين عن مشاعرنا‪ .‬تبين الطبيعة‬
‫التبادلية للتواصل أننا ال نستطيع إال نتواصل‪ ،‬بعبارة أخرى أننا نتواصل فى كل الحاالت‪.‬‬

You might also like