Professional Documents
Culture Documents
2144683
2147213
2144583
2144545
2147699
1
المقدمة
2
يتضمن االنتماء دمج الذات الفردية فى ذات أوسع منها ليصبح الفرد بهذا الدمج جزءاً من جماعة أو منظومة،
ولكن هذا الدمج إذا صدر عن إيمان وإ خالص وجب على الفرد أن يحميه حتى وإ ن اقتضى األمر التضحية بالروح،
وهكذا فاالنتماء الصحيح ال يكون لشخص بقدر ما يكون لقضية معينة أو لفكرة أو لعقيدة دينية أو غير ذلك مما يحيا
اإلنسان من أجله وال يعيش إال به ،ويكون االنتماء باالنتساب الحقيقي للجماعة فكراً وتجسيداً وعمالً ،وهو الرغبة في
تقمص عضوية ما لمحبة الفرد لتلك الجماعة واالعتزاز باالنضمام إليها ،ويكون االنتماء لجماعة العمل بالسلوك Hوالعمل
الجاد الدؤوب والتفاعل مع أفرادها من أجل الصالح العام ،فاالنتماء يكون من حيث العطاء واالرتقاء فوق Hالصغائر
والخدمة المخلصة للمنظمة حيث كلما ارتفع العطاء تبعه زيادة وحسن األداء ،ولذلك فإن العمل المخلص والتضحية
المستمرة تصبح مقياسا لالنتماء( .سليمان2013،م).
إن إيجاد بيئة عمل مناسبة مع تقديم الحوافز المادية والمعنوية ،وتطبيق مبادئ اإلدارة الحديثة كل ذلك يسهم في
زيادة شعور Hالموظف Hبانتمائه إلى منظمته ،حيث يأتي هنا الدور األكبر للمديرين في تقديم المحفزات مع االعتراف بما
حققه العاملون من إنجازات ،ودعمهم وإ قامة عالقات ود وصداقة معهم ،وحسن السيطرة على المواقف المختلفة التي
يمر بها كالهما(محمد.)2016 ،
كما أن االنتماء التنظيمي Hمن المقومات التي تدعم الثقة وتعززها Hبين أفراد Hالمنظمة الواحدة ،فهي تعتمد على مدى
استعداد العاملين في المنظمة للوقوف Hخلف أهداف المنظمة وغاياتها ،واالنتماء ألهداف المنظمة لن يتحقق دون رؤية
مشتركة ألهمية هذه األهداف من وجهة نظر العاملين.
تعريف االنتماء
االنتماء" :اعتقاد وقبول Hقوي من جانب أفراد التنظيم بأهداف وقيم Hالمنظمة التي يعملون فيها ،ورغبتهم في بذل أكبر
عطاء ممكن لصالحها مع رغبة قوية في االستمرار في عضويتها والدفاع عنها وتحسين سمعتها( ".المغربي-2016 ،أ،
ص .)191وأعاد تعريفه أيضاً بأنه ":درجة اندماج الفرد بالمنظمة ،واهتمامه باالستمرار Hفيها" (المغربي-2016 ،
ب،ص.)227
تلعب دوافع االنتماء الذاتي أو االجتماعي للمنظمة دوراً أساسياً في خلق التباين أو االختالف بين المنظمات،
ويمكن التمييز بين نوعين مختلفين من الدوافع األول هو الدوافع الذاتية لالنتماء والتي تشكل الدوافع والرغبات
الشخصية ،أو الذاتية في االنتماء أساساً لتكوين هذه المنظمات التي من بينها نقابات العمال ،والمنظمات المهنية،
والجمعيات التعاونية ،وجمعيات الهوايات ويهدف الفرد من خالل انتمائه لها تحقيق أهداف ذاتية ،أو اشباع حاجاته
3
المادية أو المعنوية ،والثاني هو الدوافع Hاالجتماعية لالنتماء حيث ينبثق بناء بعض المنظمات من الدوافع االجتماعية
العامة ،حيث يهدف الفرد من خاللها إسداء الخدمة للمجتمع بصرف النظر عن الفائدة الشخصية المراد تحقيقها ،مثل
جمعيات الرفق Hبالحيوان والجمعيات الخيرية(.الشماع وحمود2010 ،؛ الشماع وحمود)2017 ،
يرى عثمان( )2010أن االنتماء يبدأ في التكوين حين يتنازل الفرد عن حدوده وحقوقه في سبيل حدود أكثر ثقة
وحقوق Hأكثر ثباتاً ،وهي تلك الحدود والحقوق التي تكسبه إياها الجماعة التي ينتمي إليها ،حيث قسم عثمان(،)2010
االنتماء إلى مراحل متتالية تبدأ بانتماء التسليم عندما يتنازل الفرد عن حدوده وحقوقه بهدف اكتساب حدود أكثر ثقة
وحقوق Hأكثر ثباتاً تكسبه إياها الجماعة التي ينتمي إليها ،ثم انتماء التحرر عندما ينتهي االستغراق في الجماعة ،ويبدأ
تحرر الذات وتوجيهها المستقل عن الجماعة ،ويصبح للذات دور تنجزه ،يليه حرية االنتماء ويكون فيها إمكانية االنتماء
إلى جماعة مجردة ،والتي تتوج بمرحلة الرشد حيث العودة مرة أخرى إلى الخضوع Hوالتسليم Hمع حرية االنتشار Hليس
داخل جماعة فقط بل يتعداها إلى االنتشار داخل األمة والعقيدة اإلنسانية.
يصف منقريوس( )2012اإلنتماء لجماعة المنظمة بأنه ضرورة من ضرورات الجماعات حيث أن اإلنتماء دليل
على اإلنتقال من مرحلة لمرحلة ضمن مراحل نمو الجماعات ،حيث حدد خصائص مرحلة اإلنتماء برغبة األعضاء في
ممارسة المزيد من األنشطة ،بل العمل على تنميتها بالوسائل المختلفة ،واستخدام األعضاء لقدراتهم وخبراتهم Hلما يفيد
الزمالء ويحقق أهداف الجماعة ،وعدم التركيز Hعلى الرغبات الذاتية ،وتجاوزها للجوانب الجماعية التي يعبر عنها
األعضاء بكلمة نحن نريد للجماعة ،...نحن نسعى للوصول ،...ويقوم األعضاء باألعمال التي تؤكد اهتمامهم Hبالحياة
الجماعية مهما كانت بسيطة ،أو مؤقتة ،أو كبيرة تتطلب جهداً ،ثم قيام األعضاء بالمشاركة مع الرؤساء Hفي تطويرH
وتنظيم عمل الجماعة بما يتناسب مع أهدافها ،ثم تمثيل األعضاء للجماعة أمام الجماعات األخرى في المنظمة أو
المجتمع كوحدة واحدة.
وهناك مالمح لإلنتماء التنظيمي Hتتجلى بالوالء وهو اإلحساس بالجماعة ،والمشاركة هي توكيد Hلإلنتماء وتدعيم له،
كما أن اإلنتماءات قد تتعدد ،وهذا يعني أن أمامنا خيارين فإما التوافق وإ ما التناحر ،ولإلنتماء قابلية للنمو وهو يزيد
وينقص ،كما تتحاضن اإلنتماءات فمنها الصغير ومنها الكبير ،وكلها تدور مع بعضها ،في محاولة لنهضة المجتمع من
خالل ترابط انتماءاته ،والتنسيق بينها بطريقة تجعلها متناغمة مع بعضها ،ولإلنتماء خصوصية تجعله قادراً على تمييز
ما يجمعنا باآلخرين ،وما يميزنا عنهم ،حتى نستطيع أن نحترم Hخصوصياته ،ونقدر ما يجمعنا باآلخرين؛ حتى نستطيعH
الدفاع عما هو مشترك بيننا وبينهم ،وهذا ما يسمى بالتنسيق ،ويمتاز اإلنتماء باإلنفتاح فال بد لمن أراد أن يزيد إنتمائه
4
أن يقتبس نماذج تنظيمية من المنظمات األخرى ،مع عدم اغفال ضرورة إخضاعها للمرجعيات الثقافية والفكرية
والمؤسسية التي تحركه ،ولإلنتماء حتمية تاريخية تفرض نفسها علينا ،وبه تكون جماعة العمل سليمة التركيب ،ويوفر
اإلنتماء مرجعية للنظام القانوني يخضع المنتمي لقانون المنظمة النافذ ،وعليه فاإلنتماء منصوصاً عليه في القانون
والدستور كما اإلنتماء للدولة( .مصطفى ،وإ براهيم ،ومجاهد)2013 ،
ويرى Hالباحثون أن تلك الخصائص والمالمح لإلنتماء التنظيمي Hيمكن تلمسها وتتبعها داخل المنظمة من خالل
رصد مناخها التنظيمي ،وبالتالي الحكم المبدئي على مستويات اإلنتماء التنظيمي Hفي تلك المنظمة.
مكونات اإلنتماء:
استخلص كل من(خطاب1999،؛ ودرويش2015 ،؛ المغربي-2016،ب) أن مفهوم اإلنتماء التنظيمي Hيشير إلى
نوعية العالقة بين المنظمة والفرد ،وأنه يشمل إيمان قوي وقبول Hكبير ألهداف وقيم المنظمة ،الرغبة في بذل مجهودH
كبير من أجل المنظمة ،واهتمام ورغبة كبيرة في االستمرار Hوالبقاء في العمل بالمنظمة.
سيار ،بخارى ،ميرزا ،وقشطة )2016 ،عناصر اإلنتماء بحاجات نفسية الغصاب ،عابدينّ ،
ّ وحدد كل من (الشافعي،
واجتماعية للفرد ،وانتساب الفرد إلى جماعة معينة أو مجتمع معين ،ثم تبنى القيم والعادات والنظم السائدة داخل جماعة
اإلنتماء أو المجتمع أو المنظمة ،حيث يكون الفرد جزءاً من جماعة انتمائه.
أنواع اإلنتماء:
أ -اإلنتماء المعنوي :ويشير إلى تطابق Hالفرد مع المنظمة وانهماكه فيها وارتباطه شعورياً Hبها ،ورغبته في اإلستمرار
بالعمل فيها ،ألنه موافق على أهدافها وقيمها ويريد المشاركة في تحقيق تلك األهداف.
ب -اإلنتماء اإلستمراري :ويشير Hإلى قوة رغبة الفرد في البقاء في العمل في منظمة معينة؛ إلعتقاده بأن ترك العمل
فيها سيكلفه الكثير.
ج -اإلنتماء األدبي :ويشير Hإلى شعور الفرد بأنه ملتزم بالبقاء في المنظمة بسبب ضغوط Hاآلخرين ،فاألفراد Hالذين يكون
حد بعيد ما يمكن أن يقوله اآلخرون عنه لو ترك العمل في المنظمة ،فهوإنتماؤهم Hاألدبي قوياً يأخذون في حسابهم إلى ٍ
ال يريد أن يسبب قلقاً لمنظمته ،أو أن يترك انطباعاً سيئاً لدى الزمالء بسبب تركه العمل ،وبالتالي Hفهو التزام أدبي ولو
كان على حسابه(.الناطور2016 ،؛ جرينبرج وبارون)2014 ،
واتفق كل من المغربي(-2016أ) وخطاب( )1998على أن هنالك أربعة أنواع من اإلنتماء نابعة من متطلبات
السلوك المختلفة التي تفرضها المنظمات على أعضائها ،هذه األنواع األربعة هي:
5
.1اإلنتماء المستديم :ويشير Hإلى المدى الذي يستطيع Hفيه األفراد التضحية بالكثير من جهودهم وطاقاتهم في مقابل بقاء
المنظمات التي يعملون بها ،لذا فإن هؤالء األفراد Hيعتبرون أنفسهم جزءاً من المنظمات ،وبالتالي فإنهم يجدون صعوبةً
في اإلنسحاب منها أو تركها.
.2اإلنتماء التالحمي :ويتمثل في العالقة السيكولوجية اإلجتماعية التي تنشأ بين األفراد Hومنظماتهم ،والتي يتم تنميتها
وتعزيزها من خالل المناسبات االجتماعية التي تقيمها المنظمات.
.3اإلنتماء الرقابي :وينشأ عندما يعتقد الموظفون أن المعايير Hوالقيم الموجودة في المنظمة تمثل نبراساً ودليالً لتوجيه
سلوك األفراد ،وبالتالي Hفإن سلوك أي فرد في المنظمة يتأثر بهذه المعايير والقيم.
.4اإلنتماء العاطفي :الذي يعبر عن االرتباط الوجداني بالمنظمة ،ويتأثر Hبمدى إدراك الفرد للخصائص المميزة لعمله،
من استقاللية وتنوع في المهارات.
ويالحظ Hالباحثون تعدد وتنوع األنواع التي يتقمصها اإلنتماء اتساعاً وضيقاً ،تباعداً وتكامالً ،توحداً واندماجاًH
منظماً متناسقاً في كافة المجاالت والميادين ،في الحياة المهنية والتعليمية واألسرية والمجتمع اإلنساني الكبير ،كما أن
للمنظمات دور في تقوية الشعور باإلنتماء أو إضعافه ،وباعتقاد الباحثين أن ال انفصال بين هذه األنواع من اإلنتماءات،
فمن الممكن بل ومن األفضل أن تجتمع مرة واحدة لدى الفرد العضو Hفي المنظمة ليكون أكثر كفاءةً وفاعلية ،وحتى
يتميز أداؤه بالتأثير Hالحقيقي لدفع عجلة التقدم في المنظمة.
مداخل اإلنتماء
تعددت وتنوعت مفاهيم اإلنتماء التنظيمي ،وقد أتفق الباحثون على أنه يمكن إدراجها تحت ثالث مداخل كما
أوردها Hكل من (خطاب1998 ،؛ رضوان2012 ،؛ أحمد2014 ،؛ محمد2016 ،؛ المغربي-2016،أ)
-1مدخل التبادل :يعتمد هذا المدخل على مفهوم اإلنتماء التنظيمي Hالذي قدمه (بيكر) والذي يشير إلى أن اإلنتماء
التنظيمي Hيعكس ارتباط الفرد بالمنظمة ،وعدم رغبته في تركها نتيجة لوجود Hمنافع أو فوائد Hسيفقدها إذا ترك المنظمة،
وال تقتصر هذه المنافع والفوائد Hعلى الجوانب المادية فقط ،بل تمتد لتشمل الجوانب المعنوية أيضاً ،مثل مركز الشخص
في المنظمة أو الصداقات Hالتي حصدها أثناء عمله فيها.
-2المدخل النفسي :يعتمد هذا المدخل على مفهوم اإلنتماء التنظيمي الذي قدمه ( ) Porterوزمالؤه ووفقاً لهذا
المدخل فإن اإلنتماء التنظيمي يمكن وصفه من خالل ثالثة عناصر هي :قبول قيم وأهداف المنظمة ،ورغبة الفرد ببذل
جهود غير عادية لصالح المنظمة ،رغبة الفرد في الحفاظ على عضوية المنظمة.
6
-3المدخل المشترك :حيث توصل Hعلماء اإلدارة أن كالً من مدخل التبادل والمدخل النفسي ال يصلح بمفرده لتفسير
اإلنتماء التنظيمي ،ووفقاً لهذا المدخل فإن اإلنتماء التنظيمي يعتبر ذو ثالثة أبعاد هي:
أ -اإلنتماء اإلستمراري :ويعكس هذا البعد ميل الفرد لالستمرار Hبالعمل في المنظمة بسبب الخسائر التي سيتكلفها إذا
ترك المنظمة ،ويتفق هذا المفهوم مع مدخل التبادل.
ب -اإلنتماء العاطفي :ويعكس هذا البعد ارتباط الفرد وتوافقه واحتوائه مع المنظمة التي يعمل فيها ،ويتفق هذا المفهوم
مع المدخل النفسي لإلنتماء التنظيمي.
ج -اإلنتماء المعياري :والذي يعكس تعهد الفرد األدبي بالبقاء في المنظمة بسبب القيم التي يعتنقها الفرد ،وتنبع هذه
القيم من مصدرين هما:
المصدر Hاألول :تعبر عن القيم التي يعتنقها الفرد قبل التحاقه بالمنظمة من األسرة والثقافة اإلجتماعية.
المصHH Hدر الثHH Hاني :القيم الHH Hتي يكتسHH Hبها الفHH Hرد بعHH Hد التحاقHH Hه بالمنظمHH Hة والناتجHH Hة عن التطHH Hبيع التنظيميOrganizational( H
.)Socialization
هناك العديد من العوامل المؤثرة في اإلنتماء التنظيمي Hومنها طول مدة الخدمة حيث أن األفراد Hاألطول في الخدمة
في منظمة معينة هم األقوى في درجة انتمائهم لها ،وذلك ألن األطول في مدة الخدمة هو األقل رغبةً في ترك العمل
فيها اختيارياً ،وتؤثر Hترقية األفراد ألعلى أو التحرك التنظيمي الصاعد لألفراد على اإلنتماء التنظيمي ،فالفرد الذي
انتماء لمنظمته ،كما أن اإلجراءات اإلدارية أو نمط اإلشراف من المديرين يؤثر في اإلنتماء
ً يتحرك ألعلى هو األكثر
يسهل للعاملين إشباع احتياجاتهم ،و يتيح لهم فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات هو الذي
وقد Hظهر أن المشرف Hالذي ّ
يعمل على زيادة انتمائهم Hلمنظماتهم H،أكثر من ذلك المشرف الذي ال يتيح لهم فرص المشاركة ،وتؤدي Hالمشاركة في
اتخاذ القرارات في المنظمة إلى تسهيل تحقيق أهداف الفرد ضمن أهداف المنظمة ،مما يسهم في اإلتجاه نحو اإلنتماء،
ويميل الفرد إلى اإلنتماء للمنظمة التي تمكنه من ممارسة التفاعالت مع اآلخرين أكثر من المنظمة التي ال تتيح الفرص
لذلك ،واإلنتماء وسيلة للحصول على المكانة اإلجتماعية والتي من الممكن أن تتحقق باإلنتماء إلى قسم Hمعين في
المنظمة ،إال أنه في الظروف العادية تتحقق تلك المكانة من اإلنتماء أو (التوحد مع المنظمة) ككل ،وبالتالي فإن المنظمة
انتماء
ً األكثر إنتاجاً لمنتجات متميزة ،والمنظمة األكبر في الحجم واألقوى Hفي المكانة المهنية يكون العاملين فيها أكثر
انتماء أكبر من المنظمة ضعيفة النمو،
ً من غيرهم في المنظمات الضعيفة والصغيرة ،والمنظمة األسرع في النمو تحرز
كما أن األفراد Hالذين لديهم خبرة محدودة بالمنظمات األخرى ومكانتها ،هم األكثر قوة في توحدهم مع منظمتهم Hمن
7
األفراد Hالذين لديهم خبرة واسعة بالمنظمات Hالبديلة ،واألفراد الذين لديهم مستوى Hتعليمي أقل من المستوى التعليمي
السائد في المنظمة أو متجانس معه أكثر قوةً في توحدهم Hمن األفراد Hالذين مستوى تعليمهم أعلى من مستوى التعليم
السائد في المنظمة(.درويش)2015 ،
ويؤكد Hملحم ( )2009أن تحقيق اإلنتماء في المنظمة يأتي نتيجة التمكين الذي يسهم بدوره في رفع اإلنتماء الداخلي
للعاملين ،كما يسهم في زيادة انتمائهم للمهام التي تناط بهم ،ولفريق العمل ،وزيادة اإلنتماء هذه ينتج عنها تحسين
مستوى Hاإلنتاجية ،وتدني التغيب عن العمل وتناقص في معدل دوران العمل.
أما الساعدي ( )2017فيرى Hأن من شروط اإلنتماء للمؤسسة أوالً الوالء للمؤسسة ولرسالتها Hورؤيتها وثقافتها،
والعمل فيها على أساس اإلقتناع والرغبة ،ثم األداء بروح الفريق الواحد.
ويؤكد Hالباحثون أنه ليس من الصعب على أية منظمة اإلهتمام بعامليها وتلبية رغباتهم بما يعزز قدراتهم الوظيفية،
حين ال تتعدى هذه الرغبات المعقول مما تتطلبه سبل اإلحترام والتقدير في العمل ،إضافة الى متطلبات الحياة المعيشية،
والميل نحو تحقيق مستوى الكفاف المعقول لعائلة العامل ،إضافة الى إتاحة الفرصة للعاملين لتطوير Hوتنمية قدراتهم Hمن
خالل التدريب ،فما دامت المنظمة تحقق أرباحاً Hعالية وما دام العاملون يقدمون كل قدراتهم العقلية والبدنية بما يخدم
نجاح وتحقيق أهداف منظمتهم ِفل َم ال يحصلون على التحفيز المناسب وبما يقوي من إنتمائهم لمنظمتهم ،ويضمن
استمرارية نجاح المنظمة في عملها وإ نتاجها.
آثار اإلنتماء:
أوالً :تأثير اإلنتماء على الفرد حيث يمتد تأثير االنتماء على المسار المهني للفرد فالموظف Hصاحب اإلنتماء العالي
يكون مخلصاً ومجتهداً ومثابراً Hفي عمله ،ساعياً لتحقيق أهداف المنظمة التي يتبناها ،بل ويرى Hأن من مصلحته
النهوض بالمنظمة لتيقنه بأن المنظمة ستكافئه على إخالصه وتفانيه وأدائه العالي ،وهناك آثار لإلنتماء التنظيمي على
الفرد خارج نطاق العمل منها آثار إيجابية تتمثل في أن اإلنتماء التنظيمي Hيقوي رغبة الفرد في اإلستمرار في العمل
داخل المنظمة ،كما يولد لديه اإلستمتاع أثناء أدائه لعمله ،مما ينعكس أيجابياً على رضاه الوظيفي ،وهذا يدفعه إلى تبني
أهداف المنظمة واعتبارها أهدافه الخاصة ،ونتيجةً لذلك يسعى بكل جد لتحقيقها ،كما تنعكس آثار اإلنتماء التنظيمي Hعلى
حياة الفرد الخاصة خارج نطاق العمل ،حيث يتصف الفرد صاحب اإلنتماء المرتفع بمستويات Hعالية من السعادة
والراحة النفسية خارج أوقات العمل الرسمية ،وتكون عالقاته العائلية قوية ،أما اآلثار السلبية فتتمثل بقدرة اإلنتماء
التنظيمي Hعلى توجيه واستثمار طاقات الفرد للعمل ،وبالتالي Hال يبقى لديه وقت للنشاطات األخرى خارج العمل ،مما
يحول حياة الفرد إلى عزلة عن اآلخرين ،كما أن شدة اإلنتماء التنظيمي تدفع الفرد المنتمي إلى التفكير الدائم بمشكالت
العمل وهمومه( .سلمان)2004،
8
ثانياً :تأثير اإلنتماء على المنظمة ويأتي من خالل األداء المتميز حيث يؤثر اإلنتماء التنظيمي على فعالية وكفاءة
المنظمات لما له من تأثير Hعلى أداء العاملين والتزامهم بأهداف المنظمة ،وتشير األبحاث والدراسات إلى أن اإلنتماء
التنظيمي Hمن أهم مقومات اإلبداع الوظيفي ،كما تشير إلى أن هناك عالقة ارتباطية قوية بين االنتماء التنظيمي HواإلبداعH
اإلداري ،كما توصلت الدراسات إلى أن لإلنتماء التنظيمي تأثيراً مباشراً Hعلى األداء الوظيفي بغض النظر عن
المتغيرات الشخصية(الخبرة ،مستوى Hالتعليم ،الجنسية ،العمر) ،ويرجح كثير من باحثي اإلدارة ومنظريها تفوق اإلدارة
اليابانية إلى ارتفاع درجات اإلنتماء التنظيمي Hلدى العامل الياباني( .جرينبرج وبارون2014 ،؛ المغربي-2016 ،أ)،
وتشير Hالدراسات إلى أن زيادة اإلنتماء التنظيمي Hلدى العاملين يقلل من دوران العمل ،بمعنى أن اإلنتماء التنظيمي HيؤثرH
انتماء أقل ميالً لترك العمل ،كما يساعد اإلنتماء
ً سلبياً وبشكل مباشر على نية العاملين بترك العمل ،فالعامل األكثر
التنظيمي Hإلى حد كبير على تقليل غياب العاملين ،ويقلل من مشكلة التأخر عن العمل( .خطاب)1998 ،
وتؤكد Hسليمان ( )2013أن اإلنتماء يحقق فوائد Hعظيمة على مستوى الفرد حيث يعتبر اإلنتماء من العوامل الهامة
التي يشعر اإلنسان عند فقدانها بالضياع ،ودون االنتماء إلى وطن أو جماعة أو أمة يفقد الفرد ذاته ،ولذلك لم يعد انتماء
الفرد للجماعة أمراً عرضياً له أن يختاره أو يرفضه بل هو فى صميم Hوجوده ،أما فوائد اإلنتماء على مستوى الجماعة
فتتمثل بما يحققه من حب للجماعة ورعايتها Hوالسعي إلى تقدمها مع أفرادها ،كما أنه يبعث على احترام آراء اآلخرين
وتحقيق االلتزام بقيم المنظمة.
ويستنتج الباحثون أن جماعة المنظمة هي تكوين اجتماعي ونفسي في الوقت ذاته ،فكلما زادت الخصائص
المشتركة التي يتمتع بها أعضاء المنظمة ،كلما أصبحت العالقات بينهم أقوى ،وكلما أصبحت المنظمة أكثر تماسكاً ،كما
يتوقع Hأن تترك المنظمة آثاراً أعمق على األعضاء كلما كان السلوك الجماعي لألعضاء متماثالً.
الــخــــــاتــمــة
في الختام يجب ان نعلم أن االنتماء من المقومات التي تدعم الثقة وتعززها Hبين أفراد المنظمة الواحدة و أن االنتماء يبدأ
في التكوين حين يتنازل الفرد عن حدوده وحقوقه في سبيل حدود Hأكثر ثقة وحقوق أكثر ثباتاً ،وهي تلك الحدود
والحقوق Hالتي تكسبه إياها الجماعة التي ينتمي إليها.
و لقد أظهرنا مراحل تكوين االنتماء و خصائصه و أثاره و العوامل المؤثرة في االنتماء ,ويعتقد الباحثون أن ما تم
عرضه من مراحل لتكوين االنتماء هي مراحل منطقية لتسلسلها Hوتدرجها Hمن الدائرة الضيقة إلى الواسعة فاألوسع.
9