You are on page 1of 9

‫االنتماء لـلـمـنـظــمــة‬

‫من عمل الطالب‬

‫عبد الرحمن عبدالحكيم فاضل‬

‫‪2144683‬‬

‫علي سعد الدوسري‬

‫‪2147213‬‬

‫حسن علي المعيرفي‬

‫‪2144583‬‬

‫سلطان أحمد الشهري‬

‫‪2144545‬‬

‫عبد المجيد أحمد المجنوني‬

‫‪2147699‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬

‫‪2‬‬
‫يتضمن االنتماء دمج الذات الفردية فى ذات أوسع منها ليصبح الفرد بهذا الدمج جزءاً من جماعة أو منظومة‪،‬‬
‫ولكن هذا الدمج إذا صدر عن إيمان وإ خالص وجب على الفرد أن يحميه حتى وإ ن اقتضى األمر التضحية بالروح‪،‬‬
‫وهكذا فاالنتماء الصحيح ال يكون لشخص بقدر ما يكون لقضية معينة أو لفكرة أو لعقيدة دينية أو غير ذلك مما يحيا‬
‫اإلنسان من أجله وال يعيش إال به‪ ،‬ويكون االنتماء باالنتساب الحقيقي للجماعة فكراً وتجسيداً وعمالً‪ ،‬وهو الرغبة في‬
‫تقمص عضوية ما لمحبة الفرد لتلك الجماعة واالعتزاز باالنضمام إليها‪ ،‬ويكون االنتماء لجماعة العمل بالسلوك‪ H‬والعمل‬
‫الجاد الدؤوب والتفاعل مع أفرادها من أجل الصالح العام‪ ،‬فاالنتماء يكون من حيث العطاء واالرتقاء فوق‪ H‬الصغائر‬
‫والخدمة المخلصة للمنظمة حيث كلما ارتفع العطاء تبعه زيادة وحسن األداء‪ ،‬ولذلك فإن العمل المخلص والتضحية‬
‫المستمرة تصبح مقياسا لالنتماء‪( .‬سليمان‪2013،‬م)‪.‬‬

‫إن إيجاد بيئة عمل مناسبة مع تقديم الحوافز المادية والمعنوية‪ ،‬وتطبيق مبادئ اإلدارة الحديثة كل ذلك يسهم في‬
‫زيادة شعور‪ H‬الموظف‪ H‬بانتمائه إلى منظمته‪ ،‬حيث يأتي هنا الدور األكبر للمديرين في تقديم المحفزات مع االعتراف بما‬
‫حققه العاملون من إنجازات‪ ،‬ودعمهم وإ قامة عالقات ود وصداقة معهم‪ ،‬وحسن السيطرة على المواقف المختلفة التي‬
‫يمر بها كالهما(محمد‪.)2016 ،‬‬

‫كما أن االنتماء التنظيمي‪ H‬من المقومات التي تدعم الثقة وتعززها‪ H‬بين أفراد‪ H‬المنظمة الواحدة‪ ،‬فهي تعتمد على مدى‬
‫استعداد العاملين في المنظمة للوقوف‪ H‬خلف أهداف المنظمة وغاياتها‪ ،‬واالنتماء ألهداف المنظمة لن يتحقق دون رؤية‬
‫مشتركة ألهمية هذه األهداف من وجهة نظر العاملين‪.‬‬

‫تعريف االنتماء‬

‫االنتماء‪" :‬اعتقاد وقبول‪ H‬قوي من جانب أفراد التنظيم بأهداف وقيم‪ H‬المنظمة التي يعملون فيها‪ ،‬ورغبتهم في بذل أكبر‬
‫عطاء ممكن لصالحها مع رغبة قوية في االستمرار في عضويتها والدفاع عنها وتحسين سمعتها‪( ".‬المغربي‪-2016 ،‬أ‪،‬‬
‫ص‪ .)191‬وأعاد تعريفه أيضاً بأنه ‪":‬درجة اندماج الفرد بالمنظمة‪ ،‬واهتمامه باالستمرار‪ H‬فيها" (المغربي‪-2016 ،‬‬
‫ب‪،‬ص‪.)227‬‬

‫دوافع االنتماء ‪:‬‬

‫تلعب دوافع االنتماء الذاتي أو االجتماعي للمنظمة دوراً أساسياً في خلق التباين أو االختالف بين المنظمات‪،‬‬
‫ويمكن التمييز بين نوعين مختلفين من الدوافع األول هو الدوافع الذاتية لالنتماء والتي تشكل الدوافع والرغبات‬
‫الشخصية‪ ،‬أو الذاتية في االنتماء أساساً لتكوين هذه المنظمات التي من بينها نقابات العمال‪ ،‬والمنظمات المهنية‪،‬‬
‫والجمعيات التعاونية‪ ،‬وجمعيات الهوايات ويهدف الفرد من خالل انتمائه لها تحقيق أهداف ذاتية‪ ،‬أو اشباع حاجاته‬

‫‪3‬‬
‫المادية أو المعنوية‪ ،‬والثاني هو الدوافع‪ H‬االجتماعية لالنتماء حيث ينبثق بناء بعض المنظمات من الدوافع االجتماعية‬
‫العامة‪ ،‬حيث يهدف الفرد من خاللها إسداء الخدمة للمجتمع بصرف النظر عن الفائدة الشخصية المراد تحقيقها‪ ،‬مثل‬
‫جمعيات الرفق‪ H‬بالحيوان والجمعيات الخيرية‪(.‬الشماع وحمود‪2010 ،‬؛ الشماع وحمود‪)2017 ،‬‬

‫مراحل تكوين االنتماء ‪:‬‬

‫يرى عثمان(‪ )2010‬أن االنتماء يبدأ في التكوين حين يتنازل الفرد عن حدوده وحقوقه في سبيل حدود أكثر ثقة‬
‫وحقوق‪ H‬أكثر ثباتاً‪ ،‬وهي تلك الحدود والحقوق التي تكسبه إياها الجماعة التي ينتمي إليها‪ ،‬حيث قسم عثمان(‪،)2010‬‬
‫االنتماء إلى مراحل متتالية تبدأ بانتماء التسليم عندما يتنازل الفرد عن حدوده وحقوقه بهدف اكتساب حدود أكثر ثقة‬
‫وحقوق‪ H‬أكثر ثباتاً تكسبه إياها الجماعة التي ينتمي إليها‪ ،‬ثم انتماء التحرر عندما ينتهي االستغراق في الجماعة‪ ،‬ويبدأ‬
‫تحرر الذات وتوجيهها المستقل عن الجماعة‪ ،‬ويصبح للذات دور تنجزه‪ ،‬يليه حرية االنتماء ويكون فيها إمكانية االنتماء‬
‫إلى جماعة مجردة‪ ،‬والتي تتوج بمرحلة الرشد حيث العودة مرة أخرى إلى الخضوع‪ H‬والتسليم‪ H‬مع حرية االنتشار‪ H‬ليس‬
‫داخل جماعة فقط بل يتعداها إلى االنتشار داخل األمة والعقيدة اإلنسانية‪.‬‬

‫خصائص اإلنتماء ومالمحه‬

‫يصف منقريوس(‪ )2012‬اإلنتماء لجماعة المنظمة بأنه ضرورة من ضرورات الجماعات حيث أن اإلنتماء دليل‬
‫على اإلنتقال من مرحلة لمرحلة ضمن مراحل نمو الجماعات‪ ،‬حيث حدد خصائص مرحلة اإلنتماء برغبة األعضاء في‬
‫ممارسة المزيد من األنشطة‪ ،‬بل العمل على تنميتها بالوسائل المختلفة‪ ،‬واستخدام األعضاء لقدراتهم وخبراتهم‪ H‬لما يفيد‬
‫الزمالء ويحقق أهداف الجماعة‪ ،‬وعدم التركيز‪ H‬على الرغبات الذاتية‪ ،‬وتجاوزها للجوانب الجماعية التي يعبر عنها‬
‫األعضاء بكلمة نحن نريد للجماعة‪ ،...‬نحن نسعى للوصول‪ ،...‬ويقوم األعضاء باألعمال التي تؤكد اهتمامهم‪ H‬بالحياة‬
‫الجماعية مهما كانت بسيطة‪ ،‬أو مؤقتة‪ ،‬أو كبيرة تتطلب جهداً‪ ،‬ثم قيام األعضاء بالمشاركة مع الرؤساء‪ H‬في تطوير‪H‬‬
‫وتنظيم عمل الجماعة بما يتناسب مع أهدافها‪ ،‬ثم تمثيل األعضاء للجماعة أمام الجماعات األخرى في المنظمة أو‬
‫المجتمع كوحدة واحدة‪.‬‬

‫وهناك مالمح لإلنتماء التنظيمي‪ H‬تتجلى بالوالء وهو اإلحساس بالجماعة‪ ،‬والمشاركة هي توكيد‪ H‬لإلنتماء وتدعيم له‪،‬‬
‫كما أن اإلنتماءات قد تتعدد‪ ،‬وهذا يعني أن أمامنا خيارين فإما التوافق وإ ما التناحر‪ ،‬ولإلنتماء قابلية للنمو وهو يزيد‬
‫وينقص‪ ،‬كما تتحاضن اإلنتماءات فمنها الصغير ومنها الكبير‪ ،‬وكلها تدور مع بعضها‪ ،‬في محاولة لنهضة المجتمع من‬
‫خالل ترابط انتماءاته‪ ،‬والتنسيق بينها بطريقة تجعلها متناغمة مع بعضها‪ ،‬ولإلنتماء خصوصية تجعله قادراً على تمييز‬
‫ما يجمعنا باآلخرين‪ ،‬وما يميزنا عنهم‪ ،‬حتى نستطيع أن نحترم‪ H‬خصوصياته‪ ،‬ونقدر ما يجمعنا باآلخرين؛ حتى نستطيع‪H‬‬
‫الدفاع عما هو مشترك بيننا وبينهم‪ ،‬وهذا ما يسمى بالتنسيق‪ ،‬ويمتاز اإلنتماء باإلنفتاح فال بد لمن أراد أن يزيد إنتمائه‬

‫‪4‬‬
‫أن يقتبس نماذج تنظيمية من المنظمات األخرى‪ ،‬مع عدم اغفال ضرورة إخضاعها للمرجعيات الثقافية والفكرية‬
‫والمؤسسية التي تحركه‪ ،‬ولإلنتماء حتمية تاريخية تفرض نفسها علينا‪ ،‬وبه تكون جماعة العمل سليمة التركيب‪ ،‬ويوفر‬
‫اإلنتماء مرجعية للنظام القانوني يخضع المنتمي لقانون المنظمة النافذ‪ ،‬وعليه فاإلنتماء منصوصاً عليه في القانون‬
‫والدستور كما اإلنتماء للدولة‪( .‬مصطفى‪ ،‬وإ براهيم‪ ،‬ومجاهد‪)2013 ،‬‬

‫ويرى‪ H‬الباحثون أن تلك الخصائص والمالمح لإلنتماء التنظيمي‪ H‬يمكن تلمسها وتتبعها داخل المنظمة من خالل‬
‫رصد مناخها التنظيمي‪ ،‬وبالتالي الحكم المبدئي على مستويات اإلنتماء التنظيمي‪ H‬في تلك المنظمة‪.‬‬

‫مكونات اإلنتماء‪:‬‬

‫استخلص كل من(خطاب‪1999،‬؛ ودرويش‪2015 ،‬؛ المغربي‪-2016،‬ب) أن مفهوم اإلنتماء التنظيمي‪ H‬يشير إلى‬
‫نوعية العالقة بين المنظمة والفرد‪ ،‬وأنه يشمل إيمان قوي وقبول‪ H‬كبير ألهداف وقيم المنظمة‪ ،‬الرغبة في بذل مجهود‪H‬‬
‫كبير من أجل المنظمة‪ ،‬واهتمام ورغبة كبيرة في االستمرار‪ H‬والبقاء في العمل بالمنظمة‪.‬‬

‫سيار‪ ،‬بخارى‪ ،‬ميرزا‪ ،‬وقشطة‪ )2016 ،‬عناصر اإلنتماء بحاجات نفسية‬ ‫الغصاب‪ ،‬عابدين‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وحدد كل من (الشافعي‪،‬‬
‫واجتماعية للفرد‪ ،‬وانتساب الفرد إلى جماعة معينة أو مجتمع معين‪ ،‬ثم تبنى القيم والعادات والنظم السائدة داخل جماعة‬
‫اإلنتماء أو المجتمع أو المنظمة‪ ،‬حيث يكون الفرد جزءاً من جماعة انتمائه‪.‬‬

‫أنواع اإلنتماء‪:‬‬

‫يصنف‪ H‬اإلنتماء إلى أنواع ‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلنتماء المعنوي‪ :‬ويشير إلى تطابق‪ H‬الفرد مع المنظمة وانهماكه فيها وارتباطه شعورياً‪ H‬بها‪ ،‬ورغبته في اإلستمرار‬
‫بالعمل فيها‪ ،‬ألنه موافق على أهدافها وقيمها ويريد المشاركة في تحقيق تلك األهداف‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلنتماء اإلستمراري‪ :‬ويشير‪ H‬إلى قوة رغبة الفرد في البقاء في العمل في منظمة معينة؛ إلعتقاده بأن ترك العمل‬
‫فيها سيكلفه الكثير‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلنتماء األدبي‪ :‬ويشير‪ H‬إلى شعور الفرد بأنه ملتزم بالبقاء في المنظمة بسبب ضغوط‪ H‬اآلخرين‪ ،‬فاألفراد‪ H‬الذين يكون‬
‫حد بعيد ما يمكن أن يقوله اآلخرون عنه لو ترك العمل في المنظمة‪ ،‬فهو‬‫إنتماؤهم‪ H‬األدبي قوياً يأخذون في حسابهم إلى ٍ‬
‫ال يريد أن يسبب قلقاً لمنظمته‪ ،‬أو أن يترك انطباعاً سيئاً لدى الزمالء بسبب تركه العمل‪ ،‬وبالتالي‪ H‬فهو التزام أدبي ولو‬
‫كان على حسابه‪(.‬الناطور‪2016 ،‬؛ جرينبرج وبارون‪)2014 ،‬‬

‫واتفق كل من المغربي(‪-2016‬أ) وخطاب(‪ )1998‬على أن هنالك أربعة أنواع من اإلنتماء نابعة من متطلبات‬
‫السلوك المختلفة التي تفرضها المنظمات على أعضائها‪ ،‬هذه األنواع األربعة هي‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .1‬اإلنتماء المستديم‪ :‬ويشير‪ H‬إلى المدى الذي يستطيع‪ H‬فيه األفراد التضحية بالكثير من جهودهم وطاقاتهم في مقابل بقاء‬
‫المنظمات التي يعملون بها‪ ،‬لذا فإن هؤالء األفراد‪ H‬يعتبرون أنفسهم جزءاً من المنظمات‪ ،‬وبالتالي فإنهم يجدون صعوبةً‬
‫في اإلنسحاب منها أو تركها‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلنتماء التالحمي‪ :‬ويتمثل في العالقة السيكولوجية اإلجتماعية التي تنشأ بين األفراد‪ H‬ومنظماتهم‪ ،‬والتي يتم تنميتها‬
‫وتعزيزها من خالل المناسبات االجتماعية التي تقيمها المنظمات‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلنتماء الرقابي‪ :‬وينشأ عندما يعتقد الموظفون أن المعايير‪ H‬والقيم الموجودة في المنظمة تمثل نبراساً ودليالً لتوجيه‬
‫سلوك األفراد‪ ،‬وبالتالي‪ H‬فإن سلوك أي فرد في المنظمة يتأثر بهذه المعايير والقيم‪.‬‬

‫‪ .4‬اإلنتماء العاطفي‪ :‬الذي يعبر عن االرتباط الوجداني بالمنظمة‪ ،‬ويتأثر‪ H‬بمدى إدراك الفرد للخصائص المميزة لعمله‪،‬‬
‫من استقاللية وتنوع في المهارات‪.‬‬

‫ويالحظ‪ H‬الباحثون تعدد وتنوع األنواع التي يتقمصها اإلنتماء اتساعاً وضيقاً‪ ،‬تباعداً وتكامالً ‪ ،‬توحداً واندماجاً‪H‬‬
‫منظماً متناسقاً في كافة المجاالت والميادين‪ ،‬في الحياة المهنية والتعليمية واألسرية والمجتمع اإلنساني الكبير‪ ،‬كما أن‬
‫للمنظمات دور في تقوية الشعور باإلنتماء أو إضعافه‪ ،‬وباعتقاد الباحثين أن ال انفصال بين هذه األنواع من اإلنتماءات‪،‬‬
‫فمن الممكن بل ومن األفضل أن تجتمع مرة واحدة لدى الفرد العضو‪ H‬في المنظمة ليكون أكثر كفاءةً وفاعلية‪ ،‬وحتى‬
‫يتميز أداؤه بالتأثير‪ H‬الحقيقي لدفع عجلة التقدم في المنظمة‪.‬‬

‫مداخل اإلنتماء‬

‫تعددت وتنوعت مفاهيم اإلنتماء التنظيمي‪ ،‬وقد أتفق الباحثون على أنه يمكن إدراجها تحت ثالث مداخل كما‬
‫أوردها‪ H‬كل من (خطاب‪1998 ،‬؛ رضوان‪2012 ،‬؛ أحمد‪2014 ،‬؛ محمد‪2016 ،‬؛ المغربي‪-2016،‬أ)‬

‫‪ -1‬مدخل التبادل‪ :‬يعتمد هذا المدخل على مفهوم اإلنتماء التنظيمي‪ H‬الذي قدمه (بيكر) والذي يشير إلى أن اإلنتماء‬
‫التنظيمي‪ H‬يعكس ارتباط الفرد بالمنظمة‪ ،‬وعدم رغبته في تركها نتيجة لوجود‪ H‬منافع أو فوائد‪ H‬سيفقدها إذا ترك المنظمة‪،‬‬
‫وال تقتصر هذه المنافع والفوائد‪ H‬على الجوانب المادية فقط‪ ،‬بل تمتد لتشمل الجوانب المعنوية أيضاً‪ ،‬مثل مركز الشخص‬
‫في المنظمة أو الصداقات‪ H‬التي حصدها أثناء عمله فيها‪.‬‬

‫‪ -2‬المدخل النفسي‪ :‬يعتمد هذا المدخل على مفهوم اإلنتماء التنظيمي الذي قدمه (‪ ) Porter‬وزمالؤه ووفقاً لهذا‬
‫المدخل فإن اإلنتماء التنظيمي يمكن وصفه من خالل ثالثة عناصر هي‪ :‬قبول قيم وأهداف المنظمة‪ ،‬ورغبة الفرد ببذل‬
‫جهود غير عادية لصالح المنظمة‪ ،‬رغبة الفرد في الحفاظ على عضوية المنظمة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -3‬المدخل المشترك‪ :‬حيث توصل‪ H‬علماء اإلدارة أن كالً من مدخل التبادل والمدخل النفسي ال يصلح بمفرده لتفسير‬
‫اإلنتماء التنظيمي‪ ،‬ووفقاً لهذا المدخل فإن اإلنتماء التنظيمي يعتبر ذو ثالثة أبعاد هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلنتماء اإلستمراري‪ :‬ويعكس هذا البعد ميل الفرد لالستمرار‪ H‬بالعمل في المنظمة بسبب الخسائر التي سيتكلفها إذا‬
‫ترك المنظمة‪ ،‬ويتفق هذا المفهوم مع مدخل التبادل‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلنتماء العاطفي‪ :‬ويعكس هذا البعد ارتباط الفرد وتوافقه واحتوائه مع المنظمة التي يعمل فيها‪ ،‬ويتفق هذا المفهوم‬
‫مع المدخل النفسي لإلنتماء التنظيمي‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلنتماء المعياري‪ :‬والذي يعكس تعهد الفرد األدبي بالبقاء في المنظمة بسبب القيم التي يعتنقها الفرد‪ ،‬وتنبع هذه‬
‫القيم من مصدرين هما‪:‬‬

‫‪ ‬المصدر‪ H‬األول‪ :‬تعبر عن القيم التي يعتنقها الفرد قبل التحاقه بالمنظمة من األسرة والثقافة اإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬المص‪HH H‬در الث‪HH H‬اني‪ :‬القيم ال‪HH H‬تي يكتس‪HH H‬بها الف‪HH H‬رد بع‪HH H‬د التحاق‪HH H‬ه بالمنظم‪HH H‬ة والناتج‪HH H‬ة عن التط‪HH H‬بيع التنظيمي‪Organizational( H‬‬
‫‪.)Socialization‬‬

‫العواملـ المؤثرة في اإلنتماء‪:‬‬

‫هناك العديد من العوامل المؤثرة في اإلنتماء التنظيمي‪ H‬ومنها طول مدة الخدمة حيث أن األفراد‪ H‬األطول في الخدمة‬
‫في منظمة معينة هم األقوى في درجة انتمائهم لها‪ ،‬وذلك ألن األطول في مدة الخدمة هو األقل رغبةً في ترك العمل‬
‫فيها اختيارياً‪ ،‬وتؤثر‪ H‬ترقية األفراد ألعلى أو التحرك التنظيمي الصاعد لألفراد على اإلنتماء التنظيمي‪ ،‬فالفرد الذي‬
‫انتماء لمنظمته‪ ،‬كما أن اإلجراءات اإلدارية أو نمط اإلشراف من المديرين يؤثر في اإلنتماء‬
‫ً‬ ‫يتحرك ألعلى هو األكثر‬
‫يسهل للعاملين إشباع احتياجاتهم‪ ،‬و يتيح لهم فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات هو الذي‬
‫وقد‪ H‬ظهر أن المشرف‪ H‬الذي ّ‬
‫يعمل على زيادة انتمائهم‪ H‬لمنظماتهم‪ H،‬أكثر من ذلك المشرف الذي ال يتيح لهم فرص المشاركة‪ ،‬وتؤدي‪ H‬المشاركة في‬
‫اتخاذ القرارات في المنظمة إلى تسهيل تحقيق أهداف الفرد ضمن أهداف المنظمة‪ ،‬مما يسهم في اإلتجاه نحو اإلنتماء‪،‬‬
‫ويميل الفرد إلى اإلنتماء للمنظمة التي تمكنه من ممارسة التفاعالت مع اآلخرين أكثر من المنظمة التي ال تتيح الفرص‬
‫لذلك‪ ،‬واإلنتماء وسيلة للحصول على المكانة اإلجتماعية والتي من الممكن أن تتحقق باإلنتماء إلى قسم‪ H‬معين في‬
‫المنظمة‪ ،‬إال أنه في الظروف العادية تتحقق تلك المكانة من اإلنتماء أو (التوحد مع المنظمة) ككل‪ ،‬وبالتالي فإن المنظمة‬
‫انتماء‬
‫ً‬ ‫األكثر إنتاجاً لمنتجات متميزة‪ ،‬والمنظمة األكبر في الحجم واألقوى‪ H‬في المكانة المهنية يكون العاملين فيها أكثر‬
‫انتماء أكبر من المنظمة ضعيفة النمو‪،‬‬
‫ً‬ ‫من غيرهم في المنظمات الضعيفة والصغيرة‪ ،‬والمنظمة األسرع في النمو تحرز‬
‫كما أن األفراد‪ H‬الذين لديهم خبرة محدودة بالمنظمات األخرى ومكانتها‪ ،‬هم األكثر قوة في توحدهم مع منظمتهم‪ H‬من‬

‫‪7‬‬
‫األفراد‪ H‬الذين لديهم خبرة واسعة بالمنظمات‪ H‬البديلة‪ ،‬واألفراد الذين لديهم مستوى‪ H‬تعليمي أقل من المستوى التعليمي‬
‫السائد في المنظمة أو متجانس معه أكثر قوةً في توحدهم‪ H‬من األفراد‪ H‬الذين مستوى تعليمهم أعلى من مستوى التعليم‬
‫السائد في المنظمة‪(.‬درويش‪)2015 ،‬‬

‫ويؤكد‪ H‬ملحم (‪ )2009‬أن تحقيق اإلنتماء في المنظمة يأتي نتيجة التمكين الذي يسهم بدوره في رفع اإلنتماء الداخلي‬
‫للعاملين‪ ،‬كما يسهم في زيادة انتمائهم للمهام التي تناط بهم‪ ،‬ولفريق العمل‪ ،‬وزيادة اإلنتماء هذه ينتج عنها تحسين‬
‫مستوى‪ H‬اإلنتاجية‪ ،‬وتدني التغيب عن العمل وتناقص في معدل دوران العمل‪.‬‬

‫أما الساعدي (‪ )2017‬فيرى‪ H‬أن من شروط اإلنتماء للمؤسسة أوالً الوالء للمؤسسة ولرسالتها‪ H‬ورؤيتها وثقافتها‪،‬‬
‫والعمل فيها على أساس اإلقتناع والرغبة‪ ،‬ثم األداء بروح الفريق الواحد‪.‬‬

‫ويؤكد‪ H‬الباحثون أنه ليس من الصعب على أية منظمة اإلهتمام بعامليها وتلبية رغباتهم بما يعزز قدراتهم الوظيفية‪،‬‬
‫حين ال تتعدى هذه الرغبات المعقول مما تتطلبه سبل اإلحترام والتقدير في العمل‪ ،‬إضافة الى متطلبات الحياة المعيشية‪،‬‬
‫والميل نحو تحقيق مستوى الكفاف المعقول لعائلة العامل‪ ،‬إضافة الى إتاحة الفرصة للعاملين لتطوير‪ H‬وتنمية قدراتهم‪ H‬من‬
‫خالل التدريب‪ ،‬فما دامت المنظمة تحقق أرباحاً‪ H‬عالية وما دام العاملون يقدمون كل قدراتهم العقلية والبدنية بما يخدم‬
‫نجاح وتحقيق أهداف منظمتهم ِفل َم ال يحصلون على التحفيز المناسب وبما يقوي من إنتمائهم لمنظمتهم ‪ ،‬ويضمن‬
‫استمرارية نجاح المنظمة في عملها وإ نتاجها‪.‬‬

‫آثار اإلنتماء‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬تأثير اإلنتماء على الفرد حيث يمتد تأثير االنتماء على المسار المهني للفرد فالموظف‪ H‬صاحب اإلنتماء العالي‬
‫يكون مخلصاً ومجتهداً ومثابراً‪ H‬في عمله‪ ،‬ساعياً لتحقيق أهداف المنظمة التي يتبناها‪ ،‬بل ويرى‪ H‬أن من مصلحته‬
‫النهوض بالمنظمة لتيقنه بأن المنظمة ستكافئه على إخالصه وتفانيه وأدائه العالي‪ ،‬وهناك آثار لإلنتماء التنظيمي على‬
‫الفرد خارج نطاق العمل منها آثار إيجابية تتمثل في أن اإلنتماء التنظيمي‪ H‬يقوي رغبة الفرد في اإلستمرار في العمل‬
‫داخل المنظمة‪ ،‬كما يولد لديه اإلستمتاع أثناء أدائه لعمله‪ ،‬مما ينعكس أيجابياً على رضاه الوظيفي‪ ،‬وهذا يدفعه إلى تبني‬
‫أهداف المنظمة واعتبارها أهدافه الخاصة‪ ،‬ونتيجةً لذلك يسعى بكل جد لتحقيقها‪ ،‬كما تنعكس آثار اإلنتماء التنظيمي‪ H‬على‬
‫حياة الفرد الخاصة خارج نطاق العمل‪ ،‬حيث يتصف الفرد صاحب اإلنتماء المرتفع بمستويات‪ H‬عالية من السعادة‬
‫والراحة النفسية خارج أوقات العمل الرسمية‪ ،‬وتكون عالقاته العائلية قوية‪ ،‬أما اآلثار السلبية فتتمثل بقدرة اإلنتماء‬
‫التنظيمي‪ H‬على توجيه واستثمار طاقات الفرد للعمل‪ ،‬وبالتالي‪ H‬ال يبقى لديه وقت للنشاطات األخرى خارج العمل‪ ،‬مما‬
‫يحول حياة الفرد إلى عزلة عن اآلخرين‪ ،‬كما أن شدة اإلنتماء التنظيمي تدفع الفرد المنتمي إلى التفكير الدائم بمشكالت‬
‫العمل وهمومه‪( .‬سلمان‪)2004،‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانياً‪ :‬تأثير اإلنتماء على المنظمة ويأتي من خالل األداء المتميز حيث يؤثر اإلنتماء التنظيمي على فعالية وكفاءة‬
‫المنظمات لما له من تأثير‪ H‬على أداء العاملين والتزامهم بأهداف المنظمة‪ ،‬وتشير األبحاث والدراسات إلى أن اإلنتماء‬
‫التنظيمي‪ H‬من أهم مقومات اإلبداع الوظيفي‪ ،‬كما تشير إلى أن هناك عالقة ارتباطية قوية بين االنتماء التنظيمي‪ H‬واإلبداع‪H‬‬
‫اإلداري‪ ،‬كما توصلت الدراسات إلى أن لإلنتماء التنظيمي تأثيراً مباشراً‪ H‬على األداء الوظيفي بغض النظر عن‬
‫المتغيرات الشخصية(الخبرة‪ ،‬مستوى‪ H‬التعليم‪ ،‬الجنسية‪ ،‬العمر)‪ ،‬ويرجح كثير من باحثي اإلدارة ومنظريها تفوق اإلدارة‬
‫اليابانية إلى ارتفاع درجات اإلنتماء التنظيمي‪ H‬لدى العامل الياباني‪( .‬جرينبرج وبارون‪2014 ،‬؛ المغربي‪-2016 ،‬أ)‪،‬‬
‫وتشير‪ H‬الدراسات إلى أن زيادة اإلنتماء التنظيمي‪ H‬لدى العاملين يقلل من دوران العمل‪ ،‬بمعنى أن اإلنتماء التنظيمي‪ H‬يؤثر‪H‬‬
‫انتماء أقل ميالً لترك العمل‪ ،‬كما يساعد اإلنتماء‬
‫ً‬ ‫سلبياً وبشكل مباشر على نية العاملين بترك العمل‪ ،‬فالعامل األكثر‬
‫التنظيمي‪ H‬إلى حد كبير على تقليل غياب العاملين‪ ،‬ويقلل من مشكلة التأخر عن العمل‪( .‬خطاب‪)1998 ،‬‬

‫وتؤكد‪ H‬سليمان (‪ )2013‬أن اإلنتماء يحقق فوائد‪ H‬عظيمة على مستوى الفرد حيث يعتبر اإلنتماء من العوامل الهامة‬
‫التي يشعر اإلنسان عند فقدانها بالضياع‪ ،‬ودون االنتماء إلى وطن أو جماعة أو أمة يفقد الفرد ذاته‪ ،‬ولذلك لم يعد انتماء‬
‫الفرد للجماعة أمراً عرضياً له أن يختاره أو يرفضه بل هو فى صميم‪ H‬وجوده‪ ،‬أما فوائد اإلنتماء على مستوى الجماعة‬
‫فتتمثل بما يحققه من حب للجماعة ورعايتها‪ H‬والسعي إلى تقدمها مع أفرادها‪ ،‬كما أنه يبعث على احترام آراء اآلخرين‬
‫وتحقيق االلتزام بقيم المنظمة‪.‬‬

‫ويستنتج الباحثون أن جماعة المنظمة هي تكوين اجتماعي ونفسي في الوقت ذاته‪ ،‬فكلما زادت الخصائص‬
‫المشتركة التي يتمتع بها أعضاء المنظمة‪ ،‬كلما أصبحت العالقات بينهم أقوى‪ ،‬وكلما أصبحت المنظمة أكثر تماسكاً‪ ،‬كما‬
‫يتوقع‪ H‬أن تترك المنظمة آثاراً أعمق على األعضاء كلما كان السلوك الجماعي لألعضاء متماثالً‪.‬‬

‫الــخــــــاتــمــة‬

‫في الختام يجب ان نعلم أن االنتماء من المقومات التي تدعم الثقة وتعززها‪ H‬بين أفراد المنظمة الواحدة و أن االنتماء يبدأ‬
‫في التكوين حين يتنازل الفرد عن حدوده وحقوقه في سبيل حدود‪ H‬أكثر ثقة وحقوق أكثر ثباتاً‪ ،‬وهي تلك الحدود‬
‫والحقوق‪ H‬التي تكسبه إياها الجماعة التي ينتمي إليها‪.‬‬

‫و لقد أظهرنا مراحل تكوين االنتماء و خصائصه و أثاره و العوامل المؤثرة في االنتماء‪ ,‬ويعتقد الباحثون أن ما تم‬
‫عرضه من مراحل لتكوين االنتماء هي مراحل منطقية لتسلسلها‪ H‬وتدرجها‪ H‬من الدائرة الضيقة إلى الواسعة فاألوسع‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like