Professional Documents
Culture Documents
وجدت المنظمات في البيئة المتغيرة المعقدة ،وىـي تواجـو بشكل مستمر مشكالت وصعوبات
وتحديات وتيديدات جديدة ،والمدراء بدورىم ينبغي أن يوجدوا الحمول الالزمة كي تبقى وتنجح
وتؤدي أعماليا بكفاءة وفاعمية وتفوق .وبالتأكيد إن أكثر الناس لدييم وجيات نظر نحو
المنظمات ألنيا قضية معنوية غير ممموسة ،ويحتاجون معرفة الكثير عن مفيوميا ومعناىا
وخصائصيا ومعايير تصنيفيا وقياس نجاحيا .
يمكـن الـدخول لمفيـوم منظمة األعمال عبـر تنـاول مرتكزاتيا العامـة عبر الفقرات اآلتية:
) 1أداة لتنسيق األعمـال :يمثل تجميع األفراد والموارد األخرى إلنتاج السمع والخدمات .وىذا
يعني ،إن المنظمة أداة تستعمل من قبل األفراد والجماعات لتنسيق أعماليم لمحصول عمى شيء
مرغوب ذو قيمة يصب في تحقيق األىداف المنشودة .ففـي سبيل المثال ،األفراد الذين يوفرون
األمن والسالم لممجتمـع يسمون جيـاز الشرطة أو الجيش .وأما األفراد الذين يوجدون قيمة
ترفييية ،فيم ينتمون الى منظمات الراحة والتمتع ،مثـل :فندق المنصـور ميميا .وبخصوص
األفراد الذين يرغبون في تقديم الدعم الروحي أو العاطفي ،فيم يؤسسون الكنائس ،ومنظمات
المجتمع المدني ،أو المنظمات الخيرية .
) 2جـهـة لتنفيذ طمبات الزبائن :تستجيب المنظمة وتنـوي أشـباع بعض الحاجات والرغبات
اإلنسانية ،وبالتالي تتكاثر المنظمات الجديدة ،عندما تصبح التقنيات المتطورة تظير حاجات
جديدة مطموبة يرغب بأكتشافيا لتقديميا بصيغة سمع وخدمات الى البيئة .وىنالك منظمات
تمـوت وتغنى أو تتحول أو تندمج عندما تشبع الحاجات لدى الزبائن الى الحد الذي لم تعد ميمة
أو لكونيـا إستبدلت بحاجـات أخـرى تقدميا منظمـات جديـدة .
) 3وسيمة لخمق حاجات جديدة لمزبائن :تخمق أو توجد المنظمات إلشباع حاجات الزبائن ،
أحياناً تكون من قبل فرد أو بضعة أفراد يعتقدون بأنيم يمتمكون المعرفة والميارات والقابميات
61
الضرورية ،فيبدأون بمنظمـة إلنتاج السمع والخدمات بطريقـة واعيـة ومدروسة ،مثـل تـمـك
المنظمات ن ارىـا اليـوم فـي مجتمعنـا كمـحـالت األكالت السريعة والمرطبات واليواتف النقالـة
والحواسيب واألستنساخ والطباعة .وىنالك مجموعة أخرى من األفراد لدييم إعتقادات دينية أو
سياسية ،فيشكمون كنيسة جديدة أو منظمة خيرية لدعم النازحين .
) 4قوة لتفجير الطاقات المتميزة :تريد العديد من المنظمات البسيطة في عالمنا المعاصر أن
تكون كبيرة لمواجية النمو المتسارع في إنتاج السمع والخدمات ،وبخاصة ذات العالقة بتقنيات
المعمومات الجديدة واإلستعمال المتزايد لمحاسبات وأنظمة األتصاالت المتطورة التـي فـجـرت
الطريـق أمـام كـل المنظمـات لتعمـل بطريقة مميزة لمغايـة .
) 5المنظمة ميزة لمحصول عمى الموارد البيئية :تكون المنظمات التي تتواصل إلشباع
حاجات الزبائن ورغباتيم وتمبية توقعاتيم قادرة في الحصول عمى كميات متزايدة من الموارد
بمرور الوقت ،وبالتالي يكون بمقدورىا خمق قيمة أكثر فأكثر ،مثل شركة ( )Appleويالحظ
( ، ) 2012قد بمغت ( ) 156مميار دوالر ،واألرباح األجمالية ( ) 55 بإن عائداتيا لعام
مميار دوالر ،والصافي منيا ( ) 41مميار دوالر
.وتأسيساً عمى ما سبق ذكره ،يمكن تناول تعريف المنظمة عبر المحاور الفكرية اآلتية :
) 1تعد المنظمة بمثابة التنظيم الواعي الذي يوحد ويجمع وينسق وينظم الموارد المختمفة
بهدف إنتاج السمع أو تقديم ا لمبيئة الخارجية .
) 2تحدد المنظمة بأنها التنظيم والترتيب الرشيد ألنشطة عدد من األفراد وصوال لتحقيق بعض
األغراض الصريحة المشتركة مـن خـالل تقسيم العمـل ومراعاة التسمسل الهرمـي لمسمطة
والمسؤولية .
.وعميه ،فالمنظمة هي وحدة اجتماعية هادفة ذات بناء أنساني منظم بإرادة اإلدارة ،وبتفاعل
األفراد والجماعات ضمن حدود معينة نسبيا من أجل تحقيق أهداف مشتركة تخدم البيئة
الخارجية المحيطة بها .
61
.ولقد جرت محاوالت عديدة لتعريف المنظمة ،إال أنيا تتباين فيما بينيا تبايناً يرتكز إلى بعض
منظورات الفكر اإلداري المختمفة ،وكما يأتي :
) 1المدخل الكالسيكي :تعرف المنظمة وفقاً ليذا المدخل بأنيا التكوين أو البناء الييكمي الذي
ينشأ في األساس من تحديد األعمال والميمات وتجميعيا وتقسيميا ،وتحديد الصالحيات
والمسؤوليات ،وانشاء العالقات وتأسيس اإلتصاالت بين األجزاء المكونة ليا .
) 2المدخل السموكي :توصف المنظمة وفقاً ليذا المدخل بأنيا مجموعة من األفراد والجماعات
ينسقون أعماليم من أجل أنجاز ىدف ، .أو أىداف مشتركة تناط رسمياً ،ويشترك الى جانبيا
التنظيم غير الرسمي والعالقات األنسانية واألجتماعية في تحقيقيا .
) 3نظرية النظام :تصور المنظمة طبقاً ليذه النظرية بأنيا نظام كمي مفتوح يتكون من وحدات
أو منظومات فرعية مقصودة ذات عالقات أعتمادية متبادلة مع البيئة لتحقيق أىداف معينة .
) 4التوجيات الحديثة :تُعد المنظمة في إطار التوجيات الحديثة في اإلدارة بإنيا كيان
إجتماعي واقتصادي وأخالقي منظم ومتناسق لو أىداف وأغراض تبرر وجوده في البيئة الخارجية
،وقد يكون ىذا الكيان ىادف لمربح ،أو /و يبغي مردوداً أجتماعياً يصب في خدمة أبناء
المجتمع داخل البمد الواحد .
ثانيا :أهداف منظمات األعمال وعناصرها األساسية عادة ما يترتب عمى منظمات األعمال
تحقيق أربعـة أهـداف أساسية مرغوبة لمبيئة .
) 2تحقيق سعادة وىناءة عاليتين لمعاممين فييا ،ولجميع العمالء المتعاممين معيا من ممولين
وموردين ومستثمرين وزبائن .
61
) 4اإلبداع والريادية في األنتاج واألبتكار في تقديم الخدمات المتميزة والفريدة لمزبائن والمجتمع
ككل .
عناصـر ينبغي توافرهـا وأعتبارهـا حـقـائق أساسية ممموسة لبنـاء كـيـان المنظمة اإلقتصادي
واإلجتماعي والثقافي ،وهي :
) 1وجود مجموعة من األفراد ،يطمق عمييم أصطالحاً بـ المورد البشري ( أو العاممين ) .
) 3وجود تنظيم رسمي بين األفراد والجماعات في المنظمة ،يرتب العمل عمى وفق تعميمات
وقواعد وأساليب وأجراءات عمل مكتوبة تحدد ميماتيم وواجباتيم ومسؤولياتيم .
) 4وجود عالقات غير رسمية داخل الجماعات الصغيرة والكبيرة في المنظمة ،تنشأ من
التفاعل بين أفرادىا ،ميما كانت سمبية أو أيجابية في تأثيرىا .
) 5وجود تفاعل لممنظمة مع البيئة الخارجية ،بكل عناصرىا ومتغيراتيا ( إقتصادية ،سياسية
إجتماعية ،ثقافية ،تربوية ،تكنولوجية ،وأخالقية ) دون استثناء األخذ باألعتبار منح البيئة
لممخرجات ،وأخذ المدخالت منيا ،فضال عن االستفادة من التغذية العكسية ألغراض التعمم.
تصنيف المنظمات من حيث تحديد شكميا أو نوعيا ،إذ جرت العادة أن يجتيد الباحثون في
ذلك ،بحكم تطور عمم اإلدارة وفكره المتجدد عمى الدوام ،ويمثل الغوص في حيثياتيا مسألة
فييا نظر وأعتبار لحقل عممي متميز ،قد نال أىتمام المنظرين والمفكرين بشكل كبير .وعادة
ما تصنف المنظمات عمى وفق مجموعة من المعايير الجوهرية السائدة ،ومنه ما يأتي :
) 1الحجم :تقسم الى منظمات صغيرة ومتوسطة وكبيرة وعمالقة .فالصغيرة مثمو المشروع
الذي يممكو صاحب المحل الصغير ،والمنظمة المتوسطة مثل مركز التدريب الذي يدرب
موظفي الدولة ،وأما المنظمة الكبيرة ،فمثميا سمسمة الفنادق العالمية ،وبخصوص المنظمة
العمالقة ،فتعد شركة ىانداي الكورية المنتشرة الفروع في العالم خير مثال عمى ذلك .
61
) 2الممكيـة :تجـ أز الى منظمات حكومية وخاصـة ومختمطـة ،وما أكثر األمثمـة فـي ىـذا
الخصوص ،حيث جامعة بغداد منظمة حكومية ،والمصرف الوطني األىمي اإلسالمي منظمة
خاصة ،والشركة العامة لصناعة األلكترونيات منظمة مختمطة .
) 3األنتشار أو التوسع :وتصنف الى منظمات محمية وعالمية ،فأذا كان تأسيسيا داخل
حدود البمد فتكون محمية ،واذا ما أمتدت وأنتشرت فروعيا في دول أخرى فأصبحت عالمية ،
األمم المتحدة لمتنمية الصناعية .
)4الهدف :تتوزع بين منظمات ىادفة لمربحية ،ويطمق عمييا أحياناً بمنظمات إدارة األعمال .
وتقع في إطارىا جميع الشركات والمستشفيات والفنادق والمصارف التي تعمل في البيئة ألغراض
مادية وأقتصادية بحتة .وىنالك المنظمات غير اليادفة لمربحية ،ويطمق عمييا أحياناً بمنظمات
األدارة العامة أو /والمنظمات الحكومية ،وىي كثيرة فكـل الـو ازرات والمؤسسات التابعة لمدولة
والمستشفيات العامة ومنظمات المجتمع المدني والجدول التالي يوضح ذلك .
02
ثالثا :المدراء ومنظمات القرن الحادي والعشرين
المدراء البد ان يدركوا أىمية ممارسة وظائف اإلدارة وميماتيا بطريقة مميزة ،مع ضرورة جذب
أفراد فاعمين لممنظمة .وفي ضوء ذلك ،يبدو إن المدراء الناجحون في تحقيق األرباح لمنظمات
القرن الحادي والعشرين من خالل األفراد العاممين ،وكما حددىا مفكرو اإلدارة ،بإنهم يشتركون
في سبعة أبعاد جوهرية ،ينبغي التركيز عمييا في إدارتيم وقيادتيم ،وىي :
) 1األمان الوظيفي :يعد األمان الوظيفي واحد من أىم الممارسات اإلدارية لتحقيق األداء
العالي ،فال يأتي اإلبداع في العمل إال من خالل زيادة شعور العاممين بعدم األستغناء عنيم في
أي وقت تشاؤه اإلدارة ،فضالً عن كون ىدف المنظمة يجب أن يصب نحو عدم تسريح
العاممين .
) 2التوظيف اإلنتقائي :أن لمثل ىذا البعد أسبقيات عدة تتعمق أوليا بتجميع عدد كبير من
مقدمي طمبات التعيين ،وثانييا ينبغي أن تكون المنظمة واضحة في تحديد الميارات والسمات
المطموبة األكثر أىمية ،مثل المبادرة وسرعة البدييية والقدرة عمى تكيف األفراد مع المواقف
المختمفة ،فضالً عن قابمية التعمم السريع والذكي .
) 3العمل الفرقي المدار ذاتيا :إذ تمارس الالمركزية اإلدارية عن طريق تطبيق العمل الفرقي
والسماح برقابة الجماعة والجوانب غير الرسمية فييا ،بدالً من التركيز عمى الرقابة الرسمية لكل
فرد عمى حدة .
) 4دفع تعويضات مناسبة مقابل األداء العالي :ال يعني ىذا أن تدفع المنظمات أجو اًر عالية
بدون إسيامات مميزة تقدم لخدمة األداء العالي ،بل يجري تقاسم األرباح بطريقة مخططة
منصفة ،بعيدا عن تحقيق الثراء الفاحش لألقمية من المالكين والمستثمرين والممولين عمى
حساب األكثرية من المدراء والعاممين .وفي ىذه الحالة ،يجب أن تستند المنظمة الى فمسفة
تقديم التعويضات المناسبة لمن يشترك في تحقيق أنجازات تنظيمية عالية .
) 5تدريب شامل وواسع النطاق :يعد التدريب الشامل لجميع العاممين في المنظمة وعمى
نطاق واسع يشمل جميع اجزاء ىيكميا التنظيمي بدون استثناء .
06
) 6تقميل الفروقات في المناصب الوظيفية :يجب األنتباه الى تقميل الفروقات في المناصب
كميزة تتفرد بيا المنظمة ،وذلك من خالل تفعيل قدرة إدارتيا عمى جعل األفراد والجماعات أن
يشعروا بقيمة متقاربة ،بدون ظيور أختالقات كبيرة في الراتب والجاه والصيت والمميزات
والتسييالت المكتبية ،فضالً عن مساعدة جميع أعضاء المنظمة بإن يشعروا بأىميتيم وبشكل
يزيد من التزاميم نحوىا .
00