Professional Documents
Culture Documents
وما زاد من أهمية المقاولتية هو ازدياد االهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،أحد أشكال
المقاوالت ،خصوصا تلك التي تعتمد على اإلبداع واالبتكار نهجا تسير عليه من أجل ضمان استمرارها
ووجودها في السوق المحلي وتدعيم توجهها نحو السوق الدولي ومن تم العالمي استنادا إلى التطور
التكنولوجي الذي يدعم عمليتي اإلبداع واالبتكار.
أوال :المؤسسة
تعتبر المؤسسة االقتصادية النواة األساسية والمحور األساسي الذي يدور حوله أي اقتصاد حيث تعمل
من خالل وظائفها المختلفة إلى بلوغ وتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية متعدد ،من خالل ضمان الربحية
وخدمة المجتمع بمختلف المنتجات من سلع وخدمات .
– 1تعريف المؤسسة االقتصادية :اختلفت التعاريف حول المؤسسة االقتصادية بين الباحثين االقتصاديين
والكتاب ،و يمكن أخذ بعض التعاريف كالتالي:
هي" اندماج عدة عوامل بهدف إنتاج أو تبادل سلع وخدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين ،وهدا في
إطار قانوني ومالي واجتماعي معين ،ضمن شروط تختلف تبعا لمكان وجود المؤسسة وحجم ونوع
النشاط الذي تقوم به ،ويتم هذا االندماج لعوامل اإلنتاج بواسطة تدفقات نقدية وحقيقية وأخرى معنوية وكل
منها يرتبط ارتباطا وثيقا باألفراد .وتتمثل األولى في الوسائل والمواد المستعملة في نشاط المؤسسة ،أما
الثانية فتتمثل في الطرق والكيفيات والمعلومات المستعملة في تسيير ومراقبة األولى".
كما تعرف المؤسسة على أ نها " :مجموعة من الطاقات البشرية والموارد المادية طبيعية كانت أو
مادية وغيرها والتي تشغل فيما بينها وفق تركيب معين وتوليفة محددة قصد إنجاز وأداء المهام المنوطة
بها من طرف المجتمع".
وظائف المؤسسة :للمؤسسة عدة وظائف تمكنها من أداء دورها االقتصادي واالجتماعي والمتمثلة في:
الوظيفة المالية :وهي من أهم الوظائف في المؤسسة ،حيث ال تقوم هذه األخيرة بأنشطتها من
إنتاج وتسويق ...،دون توفير األموال الالزمة لتمويل أوجه األنشطة المختلفة وأوجه اإلنفاق.
وظيفة التموين :حيث تعمل هذه الوظيفة على توفير مجموعة من عناصر المخزون بكميات
ونوعيات مناسبة طبقا لبرامج وخطط المؤسسة وتتجسد وظيفة التموين في الشراء والتخزين.
وظيفة اإلنتاج :حيث تعتبر الوظيفة األساسية والمبررة لوجود المؤسسة والحافز على استمرارها
وبقاءها ،حيث يرتبط اإلنتاج بتلبية الحاجات اإلنسانية.
1
د .عابد منيرة المحاضرة األولى :المقاولتية وثقافة المقاولة
وظيفة التسويق :وهو من المفاهيم التي استقطبت انتباه واهتمام العديد من االقتصاديين والباحثين،
حيث يعرف التسويق على انه مجموع العمليات والجهود التي تبذلها المؤسسة من أجل معرفة
أكثر لمتطلبات السوق وما يجب إنجازه من أجل أصناف المنتجات من حيث الشكل والتقنية ... ،
وظيفة الموارد البشرية :وهي مجموعة من النشاطات المتعلقة بحصول المؤسسة على احتياجاتها
من الموارد البشرية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية.
– 3ثقافة المؤسسة
أحدثت نهاية السبعينيات -أو ما يعرف بالثالثينيات المجيدة والتي تميزت بالغزو االقتصادي الياباني -
ثورة كبيرة مست حتى األبحاث المتعلقة بالمؤسسة ،فمختلف األدبيات المتعلقة بالمؤسسة منذ أوائل
الثمانينيات اهتمت بالعامل الثقافي لكن ليس من وجهة نظر سوسيولوجية للتحديث المتعلق ببنية المجتمع
وثقافته ومؤسساته و إنما من منطلق البحث عن األسباب التي أدت بالمؤسسة والتنظيم الياباني إلى التفوق
على نظيرتها ا األمريكية واألوروبية ،بمعنى تعين على الباحثين إيجاد بدائل للنظريات التقليدية التي
أصبحت عاجزة عن تفسير التجديد الذي حققته المؤسسات اليابانية،الذي كان يبدو أنه راجع إلى
الخصوصية الثقافية للمجتمع الياباني ،فبرز مفهوم ثقافة المؤسسة الذي ظهر ألول مرة في الواليات
المتحدة األمريكية في السبعينيات ،وأنه لم ينقل إلى فرنسا على المسيرين إال في بداية الثمانينيات ويعد
إليوت جاك من األوائل الذين استعملوا مفهوم ثقافة المؤسسة حيث اعتبرها " :طريقة التفكير والسلوك
االعتيادي والتقليدي وتتميز بتقاسمها واشتراكها بين أعضاء التنظيم وتعلم تدريجيا لألعضاء الجدد بهدف
قبولهم في المؤسسة".
أما THEVENET Mauriceيعبر عنها بمجموع المبادئ القاعدية (القيم والمعايير)...
ويطورها أعضاء المنظمة في تكيفهم مع المحيط الخارجي إلى جانب اندماجهم ّ التي يبتكرها ويكتشفها
المهني واالجتماعي ،فالهدف من وجود ثقافة المؤسسة هو توجيه كل جهود األفراد نحو تحقيق أهداف
المؤسسة.
ثانيا :المقاولة
تعتبر المقاولتية اليوم من بين الحلول المقترحة للنهوض باالقتصاديات على اختالفها ،إذ تمثل منفذا
حيويا للمبادرة الفردية التي تمثل أساس هذه المقاولتية ومنبع األفكار المبتكرة.
– 1تعريف المقاولة
أخذت المقاولة كغيرها من المصطلحات االقتصادية عدة تعاريف ،حيث عرفها أالن فايول على أنها:
" حالة خاصة يتم من خاللها خلق ثروات اقتصادية واجتماعية لها خصائص تتصف بعدم األكادة ،والتي
تدمج فيها أفرادا ينبغي أن تكون لهم سلوكات ذات قاعدة تتخصص بتقبل التغيير وأخطار مشتركة واألخذ
بالمبادرة والتدخل الفردي".
كما يمكن تعريفها على أنها ":سيرورة يمكن إيجادها في مختلف البيئات وبأشكال مختلفة تقوم بإدخال
تغييرات في النظام االقتصادي عن طريق إبداعات قام بها أفراد أو منظمات .هذه اإلبداعات تخلق
مجموعة من الفرص االقتصادية تؤ دي إلى خلق االقتصادية واالجتماعية لألفراد والمجتمع ككل".
وبشكل عام فالمقاولة إذن بمعناها االقتصادي ،هي وحدة إنتاجية ،تجمع بين مختلف عوامل اإلنتاج
من موارد بشرية ،و بين وسائل معلوماتية و أيضا تقنية لوجيستيكية ،و كذلك موارد اقتصادية ضرورية
قصد تحقيق م شاريعها ،من خالل إنتاج منافع مخصصة للبيع و لالستغالل ،و ذلك لجني األرباح ،إن
2
د .عابد منيرة المحاضرة األولى :المقاولتية وثقافة المقاولة
المقاولة في األدبيات االقتصادية ،هي وحدة مؤسساتية ذات الصبغة اإلنتاجية المحضة و الخالصة ،تبنى
على مشروع محدد سلفا من خالل إستراتيجيات تخطيطية عقالنية ،للوصول لذات األهداف ،المتمثلة في
تحقيق مشروع وجود المؤسسة ،و ذلك بإنتاج و تزويد المستهلكين و عموم المستعملين ،بمجموعة من
الخيرات المادية المتنوعة و العديدة.
وعليه فالمقاولة هي إنشاء مؤسسة جديدة غير نمطية تبحث عن استغالل الفرص والموارد غير
المستغلة أو غير المثمنة تتميز باإلبداع والبحث عن التغيير والعمل على تقديم منتج أو خدمة مختلفة
مبتكرة وجديدة اعتمادا على المبادرة الفردية للمقاول ورغبته في تجسيد أفكاره وجعلها واقعا ملموسا مع
التأكيد على محيط تميزه حالة من عدم اليقين والتأكد.
- 2مفھوم المقاوالتية
أصبح مفهوم المقاولتية مفهوما شائعا ومتداول لما يحققه من أهمية اقتصادية واجتماعية من خالل
توفير مناصب الشغل والمساهمة في دعم التنمية المحلية من خالل إنشاء المشاريع المقاولتية
حسب Hisrich et Petersتعرف المقاولتية على أنها " :نوع من السلوك يتمثل في السعي نحو
االبتكار ،تنظيم وإعادة تنظيم اآلليات االقتصادية واالجتماعية ".أما Gasse et Damoursفقد اعتبرا
المقاولتية على أنها " :مسار الحصول على الموارد البشرية والمادية وتسييرها بهدف إنشاء وغرس حلول
تسمح باإلجابة لحاجيات األفراد والجماعات ".وقد توصال في بحثهما إلى نتائج مفادها أن ظاهرة
المقاولتية هي عبارة عن تواصل بين مقاول ومنظمة محركة من طرفه وقد ميزاها بثالث أبعاد هي :
معرفي ،تنسيقي وهيكلي .وإذا أخذنا المقاولتية من حيث المقاربة االقتصادية نجدها ترتكز على العالقة
التبادلية بينها وبين االقتصاد ،من خالل معرفة نتائجها على االقتصاد من جهة ،وتأثير هذا األخير على
المقاولتية من خالل الظروف االقتصادية ودوره في تشجيعها من جهة أخرى.
أما عن المقاول فقد ورد فيه اهتمام كبير من قبل الباحثين وقد استعملت كلمة مقاول ألول مرة سنة 1616
من طرف Montchrétienوكانت تعني آنذاك " :الشخص الذي يوقع عقدا مع السلطات العمومية من
أجل ضمان إنجاز عمل ما أو مجموعة أعمال مختلفة ".وقد اعتبر عدد من الباحثين أن المقاولة هي حقل
للمقاول كما اعتبر المقاول بأنه محرك التنمية االقتصادية واالجتماعية فهو مفتاح العقدة والفاعل الرئيسي
فيها ويعتبر )1803 )SAY.J.Bمن أوائل المنظرين لهذا المفهوم إذ اعتبره المبدع الذي يقوم بجمع
وتنظيم وسائل اإلنتاج،بهدف خلق منفعة جديدة.
كما اعتبر بالنسبة للكثير من الباحثين مالك لرأسمال وهو المسؤول وصاحب القرارات األساسية بصفته
المعني ألخطار ،هؤالء الباحثين يعتبرون األخذ بالمخاطر هي النشاط الرئيسي للمقاول.
– 3ثقافة المقاولتية وقيمھا
الثقافة مفهوم يخضع لتأثير المحيط وبعض العوامل الخارجية ،حيث تعرف بشكل عام على أنها
التالؤم أو التوافق مع العوامل المحيطة ،وتتضمن الثقافة كذلك األفكار المشتركة بين مجموعات األفراد
وكذا اللغات التي يتم من خاللها إيصال األفكار بها ،وهو ما يجعل من الثقافة عبارة عن نظام لسلوكيات
مكتسبة .وأما الثقافة المقاولتية فهي :مجمل المهارات والمعلومات المكتسبة من فرد أو مجموعة من
األفراد ومحاولة استغاللها وذلك بتطبيقها في استثمار رؤوس األموال من خالل إيجاد أفكار مبتكرة (
جديدة ) وإبداع في مجمل القطاعات الموجودة ،إضافة إلى وجود هيكل تسييري تنظيمي وهي تتضمن
3
د .عابد منيرة المحاضرة األولى :المقاولتية وثقافة المقاولة
التصرفات ،التحفيز ،ردود أفعال المقاولين ،باإلضافة للتخطيط واتخاذ القرارات ،التنظيم ،والمراقبة ،كما
هناك أربع أماكن يمكن أن ترسخ فيها هذه الثقافة وهي :العائلة ،المدرسة ،المؤسسة والمحيط.
السلوك
التعاطف ،القيادة ،الموارد البشرية ،التعلم ،متوسط العمل
التكيف ،التغذية العكسية ،القرار...،
النتيجة
مؤسسة جديدة
الحديث عن ثقافة المقاولة يحيل إلى الحديث عن العناصر المشكلة لهذه الثقافة والتي تتعلق بالدرجة األولى
بمجموعة من القيم المهنية للمقاول.
الحاجة إلى اإلنجاز :أي تقديم أفضل أداء والسعي إلى إنجاز األهداف وتحمل المسؤولية والعمل على
االبتكار والتطوير المستمر والتمييز ،ولذلك فالمقاول دائما يقيم أداءه وإنجازه في ضوء معايير قياسية
وغير اعتيادية.
الثقة لنفس :حيث يمتلك المقومات الذاتية والقدرات الفكرية على إنشاء مشروعات األعمال وذلك من
خالل االعتماد على الذات واإلمكانيات الفردية وقدرته على التفكير واإلدارة واتخاذ القرارات لحل
المشكالت ومواجهة التحديات المستقبلية ،وذلك بسبب وجود حالة من الثقة في النفس.
4
د .عابد منيرة المحاضرة األولى :المقاولتية وثقافة المقاولة
الرؤى المستقبلية :أي التطلع إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية وإمكانية تحقيق مركز متميز ومستويات ربحية
متزايدة.
التضحية والمثابرة :يعتقد المقاولون أن تحقيق النجاحات وضمان استمرارها ،إنما يتحقق من خالل
المثابرة والصبر والتضحية برغبات آنية من أجل تحقيق آمال ورغبات مستقبلية ،ولذلك فالضمانة األكيدة
للمشروعات إنما تنبع من خالل االجتهاد والعطاء.
الرغبة في االستقاللية :ويقصد به االعتماد على الذات في تحقيق الغايات واألهداف ،والسعي باستمرار
إلنشاء مشروعات مستقلة ال تتصف لشراكة خاصة عندما تتوافر لديهم الموارد المالية الكافية ،كما يستبعد
المقاولون العمل لدى اآلخرين تجنبا لحاالت التحجيم بحيث يتمكنون من التعبير والتجسيد الحقيقي
ألفكارهم وآرائهم وطموحا ،كما" يوفر لهم إنشاء المؤسسات الخاصة الدخل الكافي للمعيشة وتحقيق الثراء
،إلى جانب التحكم في شؤون العاملين لديهم مما يعطيهم استقاللية في العمل ،وهذا ما يسمى بالمملكة
الصغيرة".
قائمة المراجع
بدراوي سفيان ،ثقافة المقاولة لدى الشباب الجزائري المقاول ،أطروحة دكتوراه ،جامعة أبي
بكر بلقايد ،تلمسان2015/2014 ،
بوطورة فضيلة وآخرون ،أهمية ودور دار المقاولتية في الجامعة الجزائرية في نشر الثقافة
المقاولتية ،ملتقى وطني حول الجامعة المقاولتية :التعليم المقاوالتي واالبتكار ،أيام 11/10
ديسمبر ،2018جامعة مصطفى اسطنبولي ،معسكر
مخلفي أمينة ،محاضرات حول اقتصاد وتسيير المؤسسة ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة.
www.meemapps.com
magltk.com
sa.investing.com
5