You are on page 1of 4

‫الفوائد العشرة للثقافة التنظيمية‬

‫اخلميس ‪ 07‬مايو ‪2009‬‬

‫حممد أمحد العطار‪.‬‬

‫)ال حتاولوا أن تكونوا أصحاب جناحات‪ ،‬بل حاولوا أن تكونوا أصحاب قيم(‬

‫ألربت أينشتاين‪.‬‬

‫تعترب ثقافة املنظمة كما يعرفها كل من كوبريج وتشسمري بأهنا‪( :‬نظام مشرتك للقيم واملعتقدات يؤدي إىل قواعد‬
‫وأخالق حتكم السلوك؛ وبالتايل إجياد طريقة مميزة لعمل املنظمة)‪ ،‬ويقول ممدوح جالل الرخيمي‪( :‬لقد أصبحت الثقافة التنظيمية‬
‫جانبًا مقبواًل وذا أولوية يف كثري من املنظمات‪ ،‬ولدى كثري من املديرين‪ ،‬ويؤكد على ذلك كل من بيرتز ووترمان يف كتاهبما‬
‫جناحا يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬فيشريان إىل أنه بال‬
‫مبيعا "البحث عن التميز"‪ ،‬حيث تناوال الشركات األكثر ً‬
‫األكثر ً‬
‫استثناء فإن سيطرة وسيادة ومتاسك وترابط الثقافة يف تلك الشركات أثبت أنه عنصر اجلودة األساسي الذي يؤدي إىل النجاح)‪.‬‬

‫الثقافة التنظيمية‪ ،‬ملاذا؟‬

‫وتكمن أمهية الثقافة التنظيمية يف املنظمات يف األوجه التالية‪:‬‬

‫أواًل ـ دليل لإلدارة والعاملين‪:‬‬

‫حيث تشكل هلم مناذج السلوك والعالقات اليت جيب اتباعها واالسرتشاد هبا‪ ،‬ويشري "املرسي وآخرون" إىل أن أمهية‬
‫الثقافة التنظيمية تكمن يف قيام الثقافة بدورها املرشد لألفراد واألنشطة يف املنظمة؛ لتوجيه الفكر واجلهود حنو حتقيق أهداف‬
‫املنظمة ورسالتها‪ ،‬كذلك تقوم الثقافة بتحديد أسلوب وسرعة استجابة أفراد املنظمة لتحركات املنافسني واحتياجات العمالء مبا‬
‫حيقق للمنظمة تواجدها ومنوها‪.‬‬

‫معا بفاعلية‪ ،‬وتقوم‬


‫أيض ا حتقق التكامل الداخلي بني أفراد املنظمة من خالل تعريفهم بكيفية االتصال فيما بينهم والعمل ً‬
‫ً‬
‫بتحقيق التكيف بني املنظمة والبيئة اخلارجية‪ ،‬من خالل تعريف العاملني باحتياجات ومتطلبات األطراف يف البيئية اخلارجية‬
‫ذوي العالقة باملنظمة‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬ميكن القول بأن أمهية الثقافة التنظيمية تكمن يف إجياد الشعور واإلحساس باهلوية بالنسبة لألعضاء‪،‬‬
‫واملساعدة على خلق االلتزام بينهم كمرشد للسلوك املالئم‪ ،‬فهي بذلك تسهل من عملية الوالء التنظيمي‪ ،‬وتعزز استقرار‬
‫وتوازن املنظمة كنظام اجتماعي‪ ،‬وتعمل كمنبه لتشكيل وإرشاد سلوك الفرد واجلماعة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيًا ـ إطار فكري‪:‬‬

‫واضحا على األداء‪ ،‬يف‬


‫ً‬ ‫تأثريا‬
‫حيث توجه الثقافة أعضاء املنظمة الواحدة وينظم أعماهلم وعالقاهتم وإجنازاهتم؛ ألن هلا ً‬
‫جيدا‪ ،‬وجد جيمس س‪.‬كوليين وجريي أي‪.‬‬ ‫مقارنة بني ‪ 18‬شركة استطاعت حتقيق جناح طويل املدى بـ ‪ 18‬شركة مل ِ‬
‫تؤد ً‬
‫بوراس‪( :‬أن العامل األساسي يف الشركات الناجحة هو أن يكون هناك ثقافة يشارك فيها املوظفون مثل هذه الرؤية القوية اليت‬
‫جتعلهم يعرفون يف قلوهبم ما هو صواب لشركتهم)‪.‬‬

‫ويف كتاهبما عن العادات الناجحة للشركات ذات الرؤية مَتَّ وصف كيف أن شركات مثل ديزين وبروكرت آند جامبل‬
‫استطاعت التكيف مع العامل املتغري من غري فقد رؤية القيم اجلوهرية اليت ترشد املنظمة‪ ،‬بعض الشركات تقوم بكتابة قيمها حبيث‬
‫ميكن أن تنتقل لألجيال اجلديدة من املوظفني‪.‬‬

‫ثالثًا ـ إطار تنظيمي‪:‬‬

‫فإن الثقافة مبا حتويه من قيم‪ ،‬وقواعد سلوكية حتدد هلؤالء العاملني السلوك الوظيفي املتوقع منهم‪ ،‬وحتدد هلم أمناط‬
‫العالقات بينهم وبني بعضهم‪ ،‬وبينهم وبني العمالء واجلهات األخرى اليت تعاملون معها‪ ،‬حىت ملبسهم ومظهرهم واللغة اليت‬
‫يتكلموهنا ومستويات األداء‪ ،‬ومنهجيتهم يف حل املشكالت حتددها ثقافة املنظمة وتدرهبم عليها‪ ،‬وتكافئهم على أتباعها‪.‬‬

‫ويضيف "جاد الرب" فيقول‪( :‬تنمي الثقافة التنظيمية االهتمامات اجلماعية بداًل من االهتمامات الفردية)‪.‬‬

‫ونظرا ألمهية الثقافة التنظيمية وأثرها يف كافة أنشطة املنظمة‪ ،‬يرى "أوت"ـ أن الثقافة التنظيمية هي (املنظمة حبد ذاهتا‪،‬‬
‫ً‬
‫وليست جزءً ا منها)‪ ،‬ولذلك فإن على القياديني يف املنظمات استشعار التوجهات الثقافية احمليطة مبنظماهتم‪ ،‬ووضعها يف‬
‫ونظرا ملا هلا من أثر يف تشكيل سلوك العاملني باملنظمة وعاداهتم وتوقعاهتم؛ مما ينعكس سلبًا أو إجيابًا يف كافة‬
‫احلسبان‪ً ،‬‬
‫عمليات‪ ،‬وأنشطة املنظمة بشكل عام‪ ،‬ويف عمليات التدريب بشكل خاص‪ ،‬وف ًقا لقوة الثقافة التنظيمية باملنظمة‪ ،‬أو وضعها‬
‫فيها‪.‬‬

‫رابعا ـ ملمح مميز للمنظمة‪:‬‬


‫ً‬
‫قيما معينة مثل‪ :‬االبتكار والتميز والريادة‬
‫وهي كذلك مصدر فخر واعتزاز للعاملني هبا‪ ،‬وخاصة إذا كانت تؤكد ً‬
‫والتغلب على املنافسني‪.‬‬

‫خامسا ـ عنصر فعال ومؤيد لإلدارة‪:‬‬


‫ً‬

‫‪2‬‬
‫مساعد ا لإلدارة على حتقيق أهدافها وطموحاهتا‪ ،‬فمىت تكون الثقافة قوية‪ ،‬يقبلها غالبية العاملني‬
‫ً‬ ‫عنصرا‬
‫فهي تعد ً‬
‫باملنظمة‪ ،‬ويرتضون قيمها وأحكامها وقواعدها‪ ،‬ويتبعون كل ذلك يف سلوكياهتم وعالقاهتم‪.‬‬

‫ولذا؛ يقول ممدوح جالل الرخيمي‪( :‬يعطي الكثري من املديرين الثقافة التنظيمية األولوية‪ ،‬واالهتمام الكايف للثقافة‬
‫التنظيمية يف منظماهتم؛ ألهنم يعتربون الثقافة كأصل هام‪ ،‬ففي بعض الدراسات متت اإلشارة إىل أن املنظمات اليت لديها ثقافة‬
‫متكيفة‪ ،‬تركز على إرضاء وإشباع االحتياجات املتغرية للعمالء والعاملني‪ ،‬وأصحاب األسهم ميكنها أن تتجاوز بأدائها‬
‫املنظمات اليت ال توجد لديها مثل تلك الثقافة‪.‬‬

‫فالشركات اليت لديها ثقافة قوية‪ ،‬وصحيحة ميكنها زيادة املبيعات عن الشركات اليت ال يوجد لديها ثقافة سليمة‪،‬‬
‫وعلى ذلك فالشركة الناجحة حتتاج أكثر من جمرد وجود اسرتاتيجيات فعالة‪ ،‬حيث أن الشركة حتتاج إىل ثقافة جيدة تدعم‬
‫تلك اإلسرتاتيجيات)‪.‬‬

‫سادسا ـ تسهيل مهمة اإلدراة وقادة الفرق‪:‬‬


‫ً‬
‫فال يلجأون إىل اإلجراءات الرمسية‪ ،‬أو الصارمة لتأكيد السلوك املطلوب‪ ،‬وهذا ما يؤكده "جاد الرب" بقوله‪( :‬الثقافة‬
‫التنظيمية الواضحة يف أي منظمة‪ ،‬متد املوظفني برؤية واضحة وفهم أعمق للطريقة اليت تؤدي هبا األشياء)‪.‬‬

‫سابعا ـ ميزة تنافسية للمنظمة‪:‬‬


‫ً‬
‫إذا كانت تؤكد على سلوكيات خالقة كالتفاين يف العمل وخدمة العميل‪ ،‬ولكنها قد تصبح ضارة إذا كانت تؤكد‬
‫على سلوكيات روتينية‪ :‬كالطاعة التامة‪ ،‬وااللتزام احلريف بالرمسيات‪ ،‬ويضيف "جاد الرب" فيقول‪( :‬عندما تكون اخلدمة هي‬
‫أهم شيء تقدمة املنظمة‪ ،‬فإن ثقافة اخلدمة تكون هي املعيار واملقياس الرئيس لنجاح املنظمة)‪.‬‬

‫ثامنًا ـ عامل مهم في استجالب العاملين المالئمين‪:‬‬

‫فاملنظمات الرائدة جتذب العاملني الطموحني‪ ،‬واملنظمات اليت تبين قيم االبتكار والتفوق تستهوي العاملني املبدعني‪،‬‬
‫واملنظمات اليت تكافئ التميز والتطوير ينضم إليها العاملون اجملتهدون الذين يرتفع لديهم دافع ثبات الذات‪.‬‬

‫تاسعا ـ عنصر جذري يساعد في قابلية المنظمة للتغيير‪:‬‬


‫ً‬
‫فكلما كانت قيم املنظمة مرنة ومتطلعة لألفضل‪ ،‬كانت املنظمة أقدر على التغيري‪ ،‬وأحرص على اإلفادة منه‪ ،‬كلما‬
‫كانت القيم متيل إىل الثبات واحلرص والتحفظ‪،‬ـ قلت قدرة املنظمة واستعدادها للتطوير‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كما يضيف "جاد الرب" فيقول‪( :‬تفيد بعض الدراسات أن التغريات يف الثقافة التنظيمية هي جزء أساسي ومتمم‬
‫مفتاحا رئيسيًّا للكفاءة‬
‫للجودة وحتسني األداء‪ ،‬حيث يرى "كروسيب" أن اجلودة تساهم يف وضوح رسالة املنظمة‪ ،‬واليت تعترب ً‬
‫التنظيمية)‪.‬‬

‫عاشرا ـ الصمام الرقابي على أداء العاملين والمنظمة بشكل عام‪:‬‬


‫ً‬
‫وهي حتكم تفاعلها مع اجملتمع احمللي واإلقليمي‪ ،‬وهذا ما ميكن تسميته بالتكامل الثقايف‪ ،‬فيربز "الكبيسي" أمهية أخرى‬
‫للثقافة التنظيمية من خالل دورها يف وضع اإلشارات احلمراء اليت ال تسمح للمنظمات باملرور خالهلا‪ ،‬وإال فأهنا تقرتف ذنبًا‪ ،‬أو‬
‫تتحمل خطيئة‪ ،‬إن مل تعرض نفسها ملسؤولية الوقوع بدائرة احملرمات‪.‬‬

‫ومن مث حتتاج ثقافة املنظمة ـ كأي عنصر آخر يف حياة املنظمات ـ إىل جمهودات واعية تغذيها وتقويها وحتافظ على‬
‫استقرارها النسيب ورسوخها يف أذهان العاملني وضمائرهم وإتباعهم لتعليماهتا يف سلوكهم وعالقاهتم‪.‬‬

‫وأخري ا خنتم بقول جاسم بن فيحان الدوسري‪( :‬يتنامى االهتمام بالثقافة التنظيمية يف كثري من املنظمات ولدى الكثري‬
‫ً‬
‫من املديرين‪ ،‬ملا هلا من تأثري فعال على أداء األفراد واألداء الكلي للمنظمة‪ ،‬ويؤكد على ذلك "بيرتز وواترمن" بقوهلما أنه‬
‫جناحا يف الواليات املتحدة‪ ،‬أثبتت بأهنا اجلودة األساسية‬
‫وبدون استثناء‪ ،‬فإن هيمنة وسيادة ومتاسك الثقافة يف املنظمات األكثر ً‬
‫للنجاح(‪.‬‬

‫أهم املراجع‪:‬‬

‫الثقافة التنظيمية وعالقتها باالنتماء التنظيمي‪ ،‬إعداد محد بن فرحان الشاوي‪ ،‬إشراف أ‪.‬د‪ .‬حممد فتحي‬ ‫‪.1‬‬
‫حممود‪.‬‬

‫الثقافة التنظيمية وعالقتها بااللتزام التنظيمي‪ ،‬إعداد حممد بن غالب العويف‪ ،‬إشراف أ‪.‬د‪ .‬مازن فارس‬ ‫‪.2‬‬
‫رشيد‪.‬‬

‫الثقافة التنظيمية ودورها يف رفع مستوى األداء‪ ،‬إعداد زياد سعيد اخلليفة‪ ،‬إشراف أ‪.‬د‪ .‬عبد احلفيظ مقدم‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الثقافة التنظيمية يف املنظمات األمنية ودورها يف تطبيق اجلودة الشاملة‪ ،‬إعداد جاسم بن فيحان الدوسري‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫إشراف أ‪.‬د‪ .‬سامل بن سعيد القحطاين‪.‬‬

‫لليوم أمهيته‪ ،‬جون سي‪ .‬ماكسويل‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪4‬‬

You might also like