Professional Documents
Culture Documents
الفوج1
بحث بعنوان
مقدمة
خاتمة
مقدمة
تتكون المنظمات من أفراد تجمعهم أهداف عامة أهداف المنظمة" وأهداف خاصة "أهداف شخصية" حيث يأتي هؤالء
األفراد من عدة بيئات بخلفيات ثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة ،ويشكلون بذلك ما يعرف بالثقافة التنظيمية.
إن الثقافة التنظيمية تعبر عن مجموعة مشتركة من المعتقدات والقيم والمدركات التي تشكل انطباعات ،وترسخ
اتجاهات ،ويترتب عليها سلوكيات تشكل القواعد األساسية ألداء العاملين في المنظمات وفق أسس الفاعلية والكفاءة،
كعناصر تدعم األداء الجيد إذا كانت الثقافة التنظيمية السائدة تشجع على ذلك ،فقد اكتسب مصطلح الثقافة التنظيمية
أهميته كعامل مؤثر في توجهات المنظمات وتطور أو تخلف مستوى أدائها.
كما أن دور الثقافة التنظيمية ال يقتصر على تحسين األنماط السلوكية في المنظمة ،من خالل توقع األحداث وفهم مواقف
األفراد ومساعدة المنظمة في التغلب على التحديات الداخلية والخارجية ،وإ يجاد البيئة التنظيمية والمناخ التنظيمي المالئم
للعمل واإلنجاز واإلبداع واالبتكار والتطوير واالستفادة من مميزات العمل الجماعي خالل فرق العمل المدارة ذاتية.
بل يمتد ليشمل االستفادة من التغذية الراجعة التي تفيد أعضاء الفريق والفريق نفسه ،وتساعدهم على تصحيح األخطاء
واالنحرافات ،ومن ثم االحتفاظ بمستوى أداء فاعل يعالج االنحرافات أوال بأول والتعرف على سبل تطوير وتحسين
األداء.
ومن خالل هذا التقديم سنتطرق إلى معرفة ماهية ثقافة المنظمة؟ مما تشكل ؟ ماهي أنواعها ؟ و ما هي خصائصها ؟
وفيما تتمثل وظائفها؟
إلى غير ذلك من األسئلة التي سنتعرض إليها في بحثنا هذا.
1
المبحث األول :مفهوم ثقافة المنظمة
قام العديد من الكتاب بوضع تعريفات متنوعة لمفهوم الثقافة ،ويذكر همشري أن العالم الشهير (تايلور) قدم تعريف
للثقافة بأنها ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن واألخالق والقانون والعادة وأية قدرات يكتسبها اإلنسان
كعضو في المجتمع".
وقد تم تعريف الثقافة بشكل عام على أنها "طرق أو أنماط الحياة يتم بناؤها وتطويرها من قبل جماعة من الناس ،ويتم
توارثها من جيل إلى جيل".
ويذكر اليونسكو أن "الثقافة بمعناها الواسع يمكن أن ينظر إليها على أنها جميع السمات الروحية المادية والفكرية
والعاطفية التي تميز مجتمعة بعينه أو فئة اجتماعية بعينها ،وهي تشمل الفنون واآلداب وطرائق الحياة كما تشمل الحقوق
األساسية لإلنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات".
ويPPذكر القريPPوتي أن الثقافPPة التنظيميPPة هي " االفتراضPPات والقيم األساسPPية الPPتي تطورهPPا جماعPPة معينPPة ،من أجPPل التكيPPف
والتعامPل مPع المPؤثرات الخارجيPة والداخليPة ،والPتي يتم االتفPاق عليهPا وعلى ضPرورة تعليمهPا للعPاملين الجPدد في التنظيم،
من أجل إدراك األشياء والتفكير بها بطريقة معينة تخدم األهداف الرسمية".
كما أن أي تعريف للثقافة التنظيمية يجب أن يتناول القيم والمعتقدات واألفكار واالفتراضات كعناصر أساسية لتكوينها.
وبالتالي فإن الثقافة التنظيمية هي مجموعة من القيم والعادات والتقاليد واألنظمة والقوانين التي تؤثر في سلوك العاملين
وفي األسلوب الذي يمارسونه في إدارة المنظمة واتخاذ القرارات فيها ،من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافها وسياساتها
وممارساتها اإلدارية.
2
تكمن اهمية ثقافة المنظمة فيما يلي :
- 1انها بمثابة دليل لالدارة و العاملين تشكل لهم نماذج السلوك و العالقات التي يجب اتباعها و االسترشاد بها.
1
حسين حريم ،إدارة المنظمات –منظور كلي ، -دار الحامد للنشر و التوزيع ،عمان األردن ،2003،ص 262
2
- 2انها بمثابة اإلطار الفكري الذي يوجه اعضاء المنظمة ،و ينظم اعمالهم و عالقاتهم و انجازاتهم
- 3بما ان العاملين ال يؤدون ادوارهم فرادى اوكما يريدون و إنما فيإطار تنظيمي واحد،لذلك فإن الثقافة التنظيمية بما
تحتويه من قيم و قواعد سلوكية ،تحدد لهؤالء العاملين السلوك الوظيفي المتوقع منهم و تحدد لهم انماط العالقات بينهم
و بين بعضهم و بينهم و بين الجهات االخرى التي يتعاملون معها ،مثل مستويات االداء و منهجيتهم في حل المشكالت
و التي تحددها ثقافة المنظمة و تدربهم عليها و تكافؤهم عليها .
- 4تعتبر الثقافة التنظيمية من المالمح المميزة للمنظمة ،و مصدر فخر و اعتزاز للعاملين بها ،خاصة إذا كانت تؤكد
قيما معينة ،االبتكار و التميز و الريادة و التغلب على المنافسين .
- 5تعتبر الثقافة التنظيمية القوية عنصرا فعاال و مؤيدا و مساعدا لها على تحقيق اهدافها و طموحاتها و هذا عندما
تكون الثقافة التنظيمية قوية مقبولة من طرف غالبية العاملين ،و يرتضون بقيمها و أحكامها و قواعدها و يتبعون كل
ذلك في سلوكياتهم و عالقاتهم .
- 6الثقافة التنظيمية القوية تسهل مهمة اإلدارة فال تلجأ إلى االجراءات الرسمية أو الصارمة لتأكيد السلوك المطلوب .
- 7تعتبر الثقافة التنظيمية نافعة إذا كانت تؤكد على سلوكيات خالقة كا لتفاني في العمل و خدمة االخرين ،و لكنها قد
تصبح ضارة إذا كانت تؤكد على سلوكيات روتينية كا لطاعة التامة و االلتزام الحرفي بالرسميات. 3
- 8تعتبر ثقافة المنظمة عامال هاما في استقطاب العاملين المالئمين ،فا لمنظمات الرائدة تجذب العاملين الطموحين ،و
المنظمات التي تبني قيم االبتكار و التفوق و تستهوي المبدعين و تكافئ التطوير و التميز ،ينضم إليها العاملون
المجتهدون الذين يرتفع لديهم دافع ثبات الذات .
- 9تعتبر الثقافة التنظيمية عنصرا جذريا يؤثر على قابلية المنظمة للتغيير و قدرتها على مواكبة التطورات الجارية من
حولها ،فكلما كانت قيم المنظمة مرنة و متطلعة إلى االفضل كانت المنظمة أقدر على التغيير و أحرص على اإلفادة منه
،و على العكس كلما كانت قيم المنظمة تميل إلى الثبات و الحرص و التحفظ قلت قدرة المنظمة و استعدادها للتطوير.
يزغش محمد و إشراف عبد الرحمان يرقوق ،مذكرة الماجستير :الثقافة المهنية في الفكر الحديث ،دراسة ميدانية على منسوبي جامعة محمد 2
خيضر .2007ص.28
3
يزغش محمد و إشراف عبد الرحمان يرقوق ،الثقافة المهنية في الفكر الحديث،مرجع سبق ذكره،ص29
3
4
إن الثقافة التنظيمية تتصف بالخصائص التالية :
- 1الثقافة نظام مركب :حيث تتكون من عدد من المكونات أو العناصر الفرعية التي تتفاعل مع بعضها البعض في
تشكيل ثقافة المجتمع أو المنظمة أو ثقافة المديرين ،و تشمل الثقافة كنظام مركب العناصر الثالثة التالية ؛ الجانب
المعنوي ( النسق المتكامل من القيم و األخالق و المعتقدات و االفكار ) ،الجانب السلوكي ( عادات و تقاليد أفراد
المجتمع و االداب و الفنون و الممارسات العملية المختلفة ) ،و الجانب المادي ( كل ما ينتجه أعضاء المنظمة من
أشياء ملموسة كالمباني و األطعمة ) .....
- 2الثقافة نظام متكامل :فهي بكونها ( كل مركب ) تتجه با ستمرار إلى خلق األنسجام بين عناصرها المختلفة ،و من
ثم فأي تغيير يطرأ على أحد جوانب نمط الحياة ال يلبث أن ينعكس أثره على باقي مكونات النمط الثقافي .
- 3الثقافة نظام تراكمي ،متصل و مستمر ،حيث يعمل كل جيل من أجيا ل المنظمة على تسليمها لألجيال الالحقة و
يتم تعلمها و توريثها عبر األجيال عن طريق التعلم و تتزايد الثقافة من خالل ما تضيفه األجيال إلى مكوناتها من
عناصر و خصائص و طرق تفاعل هذه العناصر و الخصائص .
- 4الثقافة نظام مكتسب ،متغير و متطور :فاستمرارية الثقافة ال تعني تناقلها عبر األجيال كما هي عليها و ال تنتقل
بطريقة غريزية ؛ بل إنها في تغير مستمر حيث تدخل عليها مالمح جديدة و تفقد مالمح قديمة .
- 5الثقافة لها خاصية التكيف :فهي تتصف با لمرونة و القدرة على التكيف استجابة لمطالب اإلنسان البيولوجية و
النفسية ،و لكي تكون مالئمة للبيئة الجغرافية و تطورالثقافات المحيطة با لفرد من جانب ،و استجابة لخصائص بيئة
المنظمة و ما يحدث فيها تغير من جانب اخر.
4
.مصطفى محمود ابو بكر ،التنظيم االداري في المنظمات المعاصرة ،الدار الجامعية ،2005 ،ص407
4
5
تتضمن الثقافة التنظيمية مجموعة من العناصر ذات األهمية ،أبرزها ما يلي:
القيم التنظيمية :القيم عبارة عن اتفاقات مشتركة بين أعضاء التنظيم االجتماعي الواحد جول ما هو .1
مرغوب أو غير مرغوب ،جيد أو غير جيد ،مهم أو غير مهم...الخ .أما القيم التنظيمية فهي تمثل
القيم في مكان أو بيئة العمل ،بحيث تعمل هذه القيم على توجيه سلوك العاملين ضمن الظروف
التنظيمية المختلفة .ومن هذه القيم :المساواة بين العاملين ،واالهتمام بإدارة الوقت ،واالهتمام باألداء
واحترام اآلخرين...الخ.
المعتقدات التنظيمية :وهي عبارة عن أفكار مشتركة حول طبيعة العمل و الحياة االجتماعية في بيئة .2
العمل ،وكيفية إنجاز العمل والمهام التنظيمية ،ومن هذه المعتقدات :أهمية المشاركة في عملية صنع
القرارات ،و المساهمة في العمل الجماعي و أثر ذلك في تحقيق األهداف التنظيمية.
األعراف التنظيمية :وهي عبارة عن معايير يلتزم بها العاملون في المنظمة على اعتبار أنها معايير .3
مفيدة للمنظمة .مثال ذلك التزام المنظمة بعدم تعيين األب و االبن في نفس المنظمة ،ويفترض أن
تكون هذه األعراف غير مكتوبة وواجبة على المرؤوسين.
التوقعات التنظيمية :تتمثل التوقعات التنظيمية بالتعاقد غير المكتوب والذي يعني مجموعة من .4
التوقعات يحددها أو يتوقعها الفرد أو المنظمة ،كل منهما من اآلخر ،خالل فترة عمل الفرد في
المنظمة .مثال ذلك توقعات الرؤساء من المرؤوسين ،والمرؤوسين من الرؤساء ،والزمالء اآلخرين
والمتمثلة بالتقدير و االحترام المتبادل ،وتوفير بيئة تنظيمية ومناخ تنظيمي يساعد ويدعم احتياجات
الفرد و العوامل النفسية و االقتصادية.
الطقوس والعادات التنظيمية :يقصد بها تلك األحداث و األنشطة المتكررة التي يقوم بها أفراد .5
المنظمة والتي ترتبط بأهداف معينة تسعى المؤسسة إلى تحقيقها ،كما تعبر هذه األنشطة المتكررة
عن أفكار محددة وتعكس قيم رئيسية في المنظمة ،والتي تحاول تعزيزها بصورة دائمة عن طريق
هذه العادات التنظيمية ،حيث نجد مثال أن فترات االستراحة اليومية لتناول القهوة أو الشاي توفر
للمؤسسة فرص كبيرة لتقوية الروابط بين العمال.
الرموز :تمثل الرموز عالقة خاصة بمعلومات تتعلق بالنظام الثقافي للمؤسسة ،إذ تستخدم للتعبير عن .6
معاني معينة ترمي إليها والتي تتجاوز الرمز في حد ذاته ،والتي يصعب إدراكها بحواسنا ،وتظهر
الرموز داخل المؤسسة في شكل أشياء و أفعال تستخدم كوسيلة لنقل معني معينة لألفراد ،مثل شعار
المؤسسة أو عملها أو اسمها التجاري وكذا تصميمها المعماري و أماكن االستقبال ونمط اللباس
5
.حسين حريم ،إدارة المنظمات –منظور كلي –مرجع سبق ذكره،ص265
5
وغيرها من الرموز األخرى ،كل هذه الرموز تحمل في طياتها معاني ترتبط بقيم المؤسسة
ومعاييرها.
الموروث الثقافي للمنظمة :نقصد بالموروث الثقافي للمنظمة تلك األحداث و المواقف التي مرت بها .7
المؤسسة ،منها ما هو إيجابي و التي تحاول المنظمة التركيز عليه ونشره باعتباره مرجع وعنصر
محفز لألفراد ،ومنها ما هو سلبي والتي تحاول المؤسسة التغاضي عنه ألنه مثبط لعمل األفراد
والمؤسسة ككل .ويتجسد هذا الموروث الثقافي في:
-القصص و األساطير التنظيمية :تعد القصص رواية عن األحداث السابقة الجارية في بيئة العمل والتي تفسر كل من
العادات والقيم العميقة للثقافة ،والقصص التنظيمية ما هي إال روايات عن حاالت التميز و المنافسة وحاالت النجاح
والفشل ،والتي تجسد القيم التي تحكم هذه الحاالت ،أما في ما يخص األساطير فهي قصص مثالية شخصياتها هم أبطال
المؤسسة تروي أحداث حقيقية وقعت في هذه المنظمة ،بهدف التأثير على سلوك األفراد وتدعيم القيم الثقافية داخل
أعضاء المنظمة ،مما يجعلهم مثاال يقتدى به.
-األبطال :األبطال هم أفراد غير عاديين يتفوقون على زمالئهم ويصبحون أحيانا رمزا للصناعة التي تعمل بها
المنظمة ،كما انهم يتمسكون بقيم المنظمة وثقافتها ،يقدمون دورا مثاليا في األفراد و اإلنجاز لباقي أعضاء المنظمة ،مما
يجعلهم مثاال يقتدى به.
-الطابوهات (المحظورات) :ترتبط الطابوهات بتلك المخاوف التي تتفادى المنظمة الحديث عنها مثل االخفاقات
وبعض المشاكل و األحداث المأساوية التي مرت بها المؤسسة ،وبالتالي فهي كل المواضيع و األحداث التي ال يجوز
الحديث عنها أو تلك األعمال والتصرفات التي ال يجب اقترافها مرة أخرى ،وذلك بهدف تجنب وتفادي بعض
االختالالت والتوترات داخل المؤسسة.
6
تتلخص وظائف ثقافة المنظمة في 4وظائف رئيسية هي: 6
- 1تعطي أفراد المنظمة هوية تنظيمية :إن مشاركة العاملين نفس المعايير و القيم يمنحهم الشعور با لتوحد ،مما
يساعد على تطوير اإلحساس بغرض مشترك.
- 2تسهل اإللتزام الجماعي :إن الشعور با لهدف المشترك يشجع اإللتزام القوي من جانب من يقبلون هذه الثقافة .
- 3تعزز استقرار النظام :تشجع الثقافة التنظيمية على التنسيق و التعاون الدائمين بين أعضاء المنظمة و ذلك من
خالل تشجيع الشعور بالهوية المشتركة و االلتزام .
- 4تشكل السلوك من خالل مساعدة األفراد على فهم ما يدور حولهم ،فثقافة المنظمة توفر مصدرا للمعاني المشتركة
التي تفسر لماذا تحدث األشياء نحو ما .
و يتحقق الوظائف السابقة ،تعمل ثقافة المنظمة بمثابة الصمغ الذي يربط أفراد المنظمة بعضهم بعض ،ويساعد على
تعزيز السلوك المنسق الثابت للعمل
7
المطلب الثالث :العوامل المؤثرة على ثقافة المنظمة
أ-ﺣﺠ ـ ـﻢ اﻟﻤﻨﻈﻤـ ــﺔ:ﺗﻌﺘـ ــبر اﻟﺜﻘﺎﻓـ ــﺔ ﻣ ـ ـﻦ اﻟﻈ ـ ـﻮاﻫﺮ المالزمة ﻟﻠﺠﻤﺎﻋـ ــﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴـ ــﺔ ،ﻓﻜﻠﻤـ ــﺎ ﺻـ ــﻐﺮ ﺣﺠ ـ ـﻢ الجماعات
واﺷــترك أﻋﻀــﺎﺋﻬﺎ في اﻟﻌﺪﻳ ـﺪ ﻣ ـﻦ الخيارات واﻟﺘﺠــﺎرب ،ﻛــﺎن ﻫﻨــﺎك اﺣﺘﻤــﺎل أﻛــبر ﻟﻨﺸ ـﻮء ﺛﻘﺎﻓــﺔ
ﻣﺸترﻛﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ واﺣﺪة ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻜﺒيرة الموزعة ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ووﻇﻴﻔﻴﺎ.
ب-العمر التنظيمي:ﻏﺎﻟﺒـﺎ ﻣــﺎ ﻳﺘﻜـﻮن ﻟـﺪى المنظمات اﻟﻘﺪيمـﺔ ﺛﻘﺎﻓــﺔ مميزة أﻛﺜ ـﺮ ممـﺎ ﻫ ـﻮ ﻣﻮﺟـﻮد ﻟ ـﺪى
المنظمات حديثة العهد واﻟتي ﻻ ﺗﺰال تمر في المراحل اﻷولى ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ واﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ.
ت-اﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ــﺔ:ﺗﺴ ــﺎﻋﺪ اﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ ﻋﻠ ــﻰ إيجاد ﻃﺮﻳﻘ ــﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟ ــﺔ ﻟ ـﺪى ﻣﻨﺴـ ـﻮبي اﻟﺘﻨﻈــﻴﻢ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﻴ ــﺎم
ﺑﺎلمهام ،وﻫﺬا يمثل أحد دﻋﺎﺋﻢ ﻗﻴﺎم ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﺸتركة ،كما يؤثر ايجابيا على مستوى األداء.
ث-اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :يخضع اﻟﻔﺮد في المنظمة ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣـﻦ اﻟﺘﻨﺸـﺌﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴـﺔ ﺗﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ
ﺗﻘﻮﻳﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﺑﻌﺾ اﻟﻘـﻴﻢ والمبادئ لديه ﻓﻜﻠﻤـﺎ نشطت المنظمة في هذا المجال كلما كنا بصدد ثفافة تنظيمية أقوى.
6
.حسين حريم ،نفس المرجع السابق،ص268
7
.مصطفى محمود ابو بكر ،التنظيم االداري في المنظمات المعاصرة ،مرجع سبق ذكره،ص312
7
ج -اﻟﺒﻴﺌ ــﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴ ــﺔ:اﺳ ــﺘﻘﺮار ﺑﻴﺌ ــﺔ اﻟﺘنظيم الخارجية ﻳﺴ ــﺎﻫﻢ في وﺟـ ـﻮد اﺳ ــﺘﻘﺮار داﺧﻠ ــﻲ.وﻫــذا ﻳﺴ ــﻤﺢ
ح -التغيير التنظيمي:اﻟﺘﻐﻴير اﻟﺴـﺮﻳﻊ في اﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ وأﻋﻀـﺎﺋﻪ ،ﻛـترك اﻟﻌﻤـﻞ ﻣـﺜﻼ ،واﻟﺘﺒـﺎﻳﻦ في وﺟﻬـﺎت اﻟﻨﻈـﺮ ﺣﻮل
المتغيرات اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻳﻀﻌﻒ اﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ.
الثقافة التنظيمية البيروقراطية :و هي ثقافة تتحدد فيها السلطات و المسؤوليات ،حيث يكون العمل -
منظما و يكون التنسيق بين المصالح و الوحدات ،و يكون تسلسل السلطة بشكل هرمي و تقوم هذه
الثقافة على التحكم و االلتزام.
الثقافة التنظيمية االبداعية :و تتميز بتوفر بيئة مساعدة للعمل ،و يتصف افرادها بحب المغامرة و -
المخاطرة في اتخاذ القرارات و مواجهة التحديات .
الثقافة التنظيمية المساعدة :و تتميز بالصداقة و المساعدة بين العاملين ،فيسود جو األسرة -
المتعاونة ،و توفر المنظمة الثقة و المساواة و التعاون و يكون التركيز على الجانب االنساني في
هذه البيئة.
ثقافة العمليات :و يكون االهتمام محصورا على طريقة انجاز العمل ،و ليس على النتائج التي -
تتحقق ،فينتشر الحذر و الحيطة بين االفراد و الذين يعملون على حماية انفسهم ،و الفرد الناجح هو
الذي يكون اكثر دقة و تنظيما و يهتم بالتفاصيل في عمله.
ثقافة المهمة :تركز هذه الثقافة على تحقيق االهداف و انجاز العمل و تهتم با لنتائج و تحاول -
استخدام الموارد بطريقة مثالية من اجل ان تحقق افضل النتائج و باقل التكاليف .
ثقافة الدور :و هي التي تركز على نوع التخصص الوظيفي و االدوار و تهتم با لقواعد و االنظمة -
،كما انها توفر االمن الوظيفي و االستمرارية .
و هناك من يعتقد ان ثقافة المنظمة نوعان هما :الثقافة الضعيفة و الثقافة القوية
محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة و التنظيم ،دار وائل للنشر و الطباعة ،عمان األردن،2000،ص.125 8
8
فالثقافة الضعيفة هي التي ال يتم اعتناقها بقوة من طرف اعضاء المنظمة و ال تحظى با لقبول و -
الثقة منهم و تفتقر المنظمة إلى التمسك المشترك بالقيم و المعتقدات ،و هنا فإن العاملين سيجدون
صعوبة في التوافق و التوحد مع المنظمة او مع اهدافها و قيمها .
اما الثقافة القوية فهي التي تنتشر عبر المنظمة كلها و تحظى با لقبول من طرف جميع افراد -
المنظمة و يشتركون في مجموعة متجانسة من القيم و المعتقدات و التقاليد و المعايير و االفتراضات
التي تحكم سلوكهم داخل المنظمة .
و الثقافة القوية تمثل رابطة متينة تربط عناصر المنظمة ببعضها البعض كما تساعد المنظمة في
توجيه طاقاتها إلى تصرفات منتجة و االستجابة السريعة المالئمة الحتياجات العمالء و مطالب
االطراف ذوي العالقة بها ،مما يساعد المنظمةفي إدارة الغموض و عدم التاكد بفاعلية تمكنها من
تحقيق رسالتها و اهدافها .
9
تتمثل اآلليات الرئيسية لتشكيل الثقافة التنظيمية في مايلي:
تعتبر عملية إختيار الموظفين خطوة رئيسة في تشكيل الثقافة التنظيمية ,ذلك أنه ومن خالل عملية اإلختيار يتم التعرف
على األفراد الذين ترى المنظمات أن لديهم مجموعة من الصفات واألنماط السلوكية ،والخلفيات الثقافية ،واإلستعدادات
والتوجهات المناسبة لها .فعملية التعيين تعني في نهاية األمر إختيار األشخاص الذين يتفقون مع قيم المنظمة.
رغم أهمية القيم المعلنة ،إال إن الممارسات تبقي اإلختيار الحقيقي لطبيعة الثقافة التنظيمية السائدة ,إذ يتضح ومن خالل
الممارسات أنواع السلوك التي يتم قبولها والسلوكيات التي يتم إستنكارها ومعاقبتها ,ويشكل ذلك مؤشرات واضحة
للعاملين ,فقد ترفع المنظمة شعارات تفيد أنها تتبنى ثقافة تنظيمية تكافئ األمانة واإلنجاز ،وتتبنى قيم المساءلة والشفافية.
ولكن ومن خبرة وواقع الممارسة اليومية يكتشف العاملون ,أن اإلدارة ال تطبق إال عكس ما تدفعه من شعارات ,حيث
تتم الترقيات والحوافز ،لمن لهم وساطات وعالقات خاصة مع الرؤساء ،وأن كثيرًا من الممارسات الخاطئة والمخالفة
للقانون ال يتم محاسبة الذين يقومون بها ،بل يحصل العكس ،إذ إن الذين يلتزمون بالقوانين والتعليمات وال يتجاوزونها
محمد قاسم القريوتي ،السلوك التنظيمي ،دار وائل للنشر و الطباعة ،عمان –األردن،ص.264 9
9
يصنفون بأنهم تقليديون ومعوقون ,وبالتالي يحسب ذلك نقاط قصور عليهم ،ولو لم يكن ذلك بشكل واضح ,ويجرى التكتم
على الممارسات الخاطئة ،ويتم تزيين المعلومات غير الصحيحة لوسائل اإلعالم بهدف رسم صورة جيدة ،ولكن مغايرة
لما هو موجود فعًال .إن مثل هذه الممارسات هي التي تشكل الثقافة التنظيم ية ،وليس الشعارات والسياسات التي ال
تطبق
يلزم لتثبيت الثقافة التنظيمية المطلوبة لدى العاملين ,أن تهتم المنظمات ,وبعد إختيارها للمرشحين المناسبين للتعيين
بعملية التدريب ,فالتدريب هو نوع من التطبيع اإلجتماعي ,يتعلم من خالله الموظفون الكثير عن المنظمة وأهدافها
وقيمها ,وما يميزها عن المنظمات األخرى.
وغالبا ما يتم ذلك من خالل دورات تدريبية توجيهية ،حيث تستمر مثل هذه الدورات ساعات أو أياما حسب نوعية
وحجم المنظمة .ومن الضروري في هذه الدورات التي يجب أن تبدأ حال تعيين الموظفين ،أن يتعرف الموظفون من
خاللها على حقوقهم وواجباتهم ومزايا عملهم ,حتى يكونوا أقدر على التمشي مع القيم الثقافية السائدة.
بعد أن يتم إنشاء الثقافة التنظيمية و نشرها ،يمكن للمنظمة تعزيز و تقوية الثقافة التنظيمية الحالية ذلك أنه و بمرور
الزمن و مع توالي األحداث ينسى العاملون قيما و معايير سلوكية تعبر عن ثقافة المنظمة ،و كي ال ينسى أعضاء
المنظمة ذلك و كي ال تضيع هذه القيم و المعايير تميل المنظمات إلى استخدام طرق لتقوية ثقافتها التنظيمية ،و فيما
10
يلي هذه الطرق:
اختيار عاملين قادرين على التكيف مع قيم و معايير الثقافة التنظيمية ،و تكون صفاتهم مؤهلة لذلك.
ترقية العاملين القادرين على االلتزام بمعايير و قيم المنظمة و على نشرها في صفوف من حولهم .
تقديم أدلة و إرشادات لكيفية االلتزام بقيم المنظمة و كيفية االلتزام بسياسات المنظمة المعبرة عن
ثقافتها التنظيمية.
تدريب العاملين على الثقافة التنظيمية ؛ فا لتدريب على الشعارات و القصص .......هي أمثلة لما
يتم التدريب عليه
مكافأة العاملين الذين يلتزمون بقيم المنظمة و المعايير السلوكية المحابية للثقافة التنظيمية المرغوبة.
معاقبة العاملين الذين ال يلتزمون بقيم المنظمة و لديهم مخالفات للمعايير السلوكية المعبرة عن الثقافة
التنظيمية.
10
.محمد قاسم القريوتي ،السلوك التنظيمي،مرجع سبق ذكره،ص145
10
تقديم حكايات و قصص معبرة عن الثقافة التنظيمية المرغوبة و عن القيم الواجب تعزيزها أو
إضعافها .
استخدام المؤسسين القدامى و دعوتهم ؛ حيث أنهم يلعبون دور القصاصين الذين يحكون قصصا عن
الثقافة التنظيمية و كنماذج لالحتذاء بها.
خاتمة
نستخلص مما سبق أن للثقافة التنظيمية أهمية قصوى في حياة المنظمات من خالل إشراك العاملين في تحقيق أهدافها،
حيث تعمل الثقافة التنظيمية اإليجابية على بناء القيم والمعتقدات والتوقعات التنظيمية التي تخدم أهداف المنظمة وتساعد
11
على تحقيقها ،ألنها المحرك الرئيس التنظيم وتوجيه السلوك التنظيمي من خالل القيم التنظيمية التي تعمل على توجيه
سلوك العاملين ضمن الظروف التنظيمية المختلفة وتوسيع آفاق ومدارك العاملين حول ما يدور حولهم من أحداث.
ويمكن للثقافة التنظيمية السائدة في المنظمة أن تكون عنصرا إيجابية وفاعال في عملية تطبيق اإلدارة االلكترونية ،ألن
تطبيق اإلدارة االلكترونية يحتاج إلى ثقافة تؤمن بالتجديد واالبتكار وتستوعب الكثير من المفاهيم الجديدة والتي تساعد
على نجاح عملية التطبيق.
وبالتالي تعتبر الثقافة التنظيمية هي معيار الحكم لمدى قبول بيئة المنظمة إلدخال فكرة أو نموذج جديد ،حيث أنها تعكس
قدرة المنظمة على التكيف مع أساليب وممارسات جديدة كاإلدارة االلكترونية.
قائمة المراجع:
حسPP Pين حPP Pريم ،إدارة المنظمPP Pات –منظPP Pور كلي ، -دار الحامPP Pد للنشPP Pر و التوزيPP Pع ،عمPP Pان األردن ، -
.2003
12
يزغش محمد و إشراف عبد الرحمان يرقوق ،مذكرة الماجستير :الثقافة المهنية في الفكر الحديث ، -
دراسة ميدانية على منسوبي جامعة محمد خيضر .2007
مصطفى محمود ابو بكر ،التنظيم االداري في المنظمات المعاصرة ،الدار الجامعية .2005 ، -
محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة و التنظيم ،دار وائل للنشر و الطباعة ،عمان األردن، -
.2000
محمد قاسم القريوتي ،السلوك التنظيمي ،دار وائل للنشر و الطباعة ،عمان –األردن -
13