Professional Documents
Culture Documents
في ظل التحوالت و التغيرات الجدي دة ال تي تحي ط بالمؤسس ات ,كالعولم ة ,و حري ة حرك ة
رؤوس األموال ,و األيدي العاملة ,و المعلومات (ثورة المعلومات) ,ظه ور التكتالت ...وجب على
ه ذه المؤسس ات الت أقلم و التكي ف م ع ه ذه المتغ يرات لكي يس مح له ا بالنج اح و اإلس تمرار,
فالمؤسسات الناجحة هي التي أدركت أن اإلهتمام بالمورد البشري هم مفتاح لنجاحها ,و على سبيل
المثال ال الحصر ,المؤسس ات الياباني ة و األلماني ة ,حيث ارتب ط نجاحه ا باعتماده ا على التش كيلة
الثقافية و اإلجتماعية ,هذا م ا س مح بتط ابق أه داف الف رد م ع أه داف المؤسس ة ,حيث أولت ه ذه
المؤسسات أهمية قصوى للقيم التنظيمية التي تساعد على النجاح كقيم االنضباط ,الصرامة ,الجدية,
و المنافسة ,التقدير للكفاءة و المبدعين باإلضافة إلى تشجيع االقتراحات ,ك ل ه ذه العناص ر ت دخل
ضمن الثقافة التنظيمية للمؤسسة.
على ضوء ما سبق تأتي إشكاليتنا كالتالي:
"ما مدى أهمية ثقافة المؤسسة و أدائها في تطور المؤسسة و نجاحها" ؟؟
و عليه ,تتفرع اإلشكالية إلى تساؤالت و هي:
كيف تطور مفهوم الثقافة التنظيمية ؟
ماذا نقصد بالثقافة التنظيمية ؟
ما هي أنواعها ؟
ما مدى ارتباط الثقافة التنظيمية ألداء المؤسسة ؟
؟ ما هو واقع الثقافة التنظيمية في المؤسسة
يهدف بحثنا هذا إلى الوقوف على مفهوم الثقافة التنظيمية و أداء المؤسسة ,كما ي رمي إلى التع رف
. على ثقافة المؤسسة
تبرز أهمية الموضوع من خالل ما يساهم في إضافة معلومات و نتائج تتعلق بالثقاف ة التنظيمي ة و
يفتح لنا مجال لبحث خاصة و أن الموضوع مهم بالنسبة للمؤسسات اإلقتصادية.
I-نشأة و تطور الثقافة:
نشأت الثقافة البشرية م ع ظه ور اإلنس ان على األرض ,و تط ورت من عص ر إلى عص ر
على م ّر التاريخ .فمن مخلفات اإلنسان نجد الحفريات ,هذه األخيرة تكشف لنا تطور ثقاف ة اإلنس ان
على األرض ,و يسميها العلماء "حفريات العقل".
كم ا تق دمت ثقافت ه يبطئ خالل تل ك العص ور ,و بقيت األجي ال عش رات اآلالف من الس نين دون
تطور أو تحسن يذكر سوى بعض التقدم في شطف األحجار و تهذيبا في ش كلها لف ترة ت تراوح بين
40.000-60.000سنة حتى ظهور األجيال األولى من اإلنسان الحديث (الرج ل العق ل) ,ال ذي تم
الكشف عنه في حفريات فلسطين و العراق في صورة الهيكل العظمي.
و تأتي فترة ظهور اإلنسان ( 10.000سنة قبل الميالد) حيث ظهر الفن الهندسي الخام و األحج ار
الصغيرة المدببة , ...و في سنة 5000قبل الميالد تم الظه ور تم ظه ور اإلنس ان الح ديث بص ورة
تمثلت في الحضارة المذهلة للفراعنة بعولمة الهندسيين و المقابر الضخمة.
و في سنة 1900قبل الميالد ,دخلت الثقافة اإلنسانية العص ر ال برونزي و خل ط س بائك المع ادن و
صنع السيوف و الدروع ,و خوذات حماية الرأس المعدنية و استئناس الخيل .و في عام 1000سنة
قبل الميالد بدأ إنسان أوروبا يدخل العصر الحديدي و صناعات األس لحة و النق ود المعدني ة ,و من
هنا اكتشف اإلنسان استخدام منابع جدي دة للط اقم ك الفحم ,و الغ از ثم اآلل ة البخاري ة ثم الب ترول و
آالت االحتراق الداخلي التي دخلت اإلنسان إلى العصر الحديث.
هذا العصر الصناعي الذي يمتاز بظهور عدة مؤسسات اقتصادية تتواج د في محي ط تت أثر و ت ؤثر
فيه ,حيث ظهرت عدة نظريات اهتمت بالثقافة التنظيمية في المؤسسة اإلقتصادية ,من بينها نظري ة
( ,)Zإذ تنط وي الثقاف ة عليه ا ه ذه النظري ة على مجموع ة متم يزة من القيم ,ك التوظيف الطوي ل
المدى ,و الثقة المتبادلة ,و العالقات اإلنسانية الوثيقة ,و من أهم األم ور ال تي تق وم عليه ا أو ت دعو
عليها نظرية ( ,)Zهي إعادة توجيه اإلهتمام إلى العالقات اإلنسانية في عالم المؤسسات في مختلف
المستويات التنظيمية.
كما أظهرت الدراسات في الثقافة التنظيمية لنظرية ( )Zأن األفراد الذين يعيشون في بيئة متكاملة
تقدم لهم الدعم النفسي ,يكونون أكثر نجاحا في اإلحتفاظ بالعالقات اإلجتماعية الطبية خارج نط اق
العمل ,و من األسس السليمة لثقافة التنظيم أن تتم عملية اتخ اذ الق رارات باإلجم اع و المش اركة ,و
تعتبر عملية المشاركة من أهم الوسائل التي تمكن من انتشار المعلوم ات على نط اق واس ع و على
تكريس القيم و أخالقيات التنظيم.
.
أما "شين "Sheinفيعرفها في كتابه "الثقافة التنظيمية و القيادة" بأنها" :مجموع المبادئ األساس ية
التي اخترعتها أو اكتشفتها أو طورتها ,أثناء حل مشكالتها للتكيف الخارجي و اإلندماج الداخلي ,و
التي أثبتت فعاليتها و من ثم تعليمها لألعضاء الجدد كأحسن طريقة للشعور بالمش كالت و إدراكه ا
و فهمها".
حيث يقصد بالمبادئ األساسية:
-احترام المحيط الطبيعي أو التفتح على العالم الخارجي.
-القيم التي تساعد على التكيف الداخلي نجد مبدأ االستماع للغير و احترام القواعد.
أما Hélene Denisيعرفها في كتابه "استراتيجيات المؤسسة و عدم التأكد م ع المحي ط" أنه ا ":
تلك المجموعة التي تربط كل من طريقة التفكير ,الشعور ,الحركة بطريقة مقننة (متعارف عليه ا),
حيث تتقاسم و توزع بواسطة أغلبية األفراد ,و أن هذه الطرق ت ركب ه ؤالء األف راد في مجموع ة
متعاونة خاصة و متميزة".
ه ذا التعري ف واس ع ج دا ,حيث أن الثقاف ة التنظيمي ة هي ال تي ترب ط ب بين األف راد فيم ا يخص
تصرفاتهم و إحساسهم و ذكائهم ,هذا اإلرتباط ال ذي تبني ه الثقاف ة ه و في نفس ال وقت موض وعي,
بمعنى يمكن للثقافة أن تدرس ,ترص د من ط رف مالح ظ خ ارجي من المحي ط ,و في نفس ال وقت
رمزي أي بالمستوى الذي يأخذ و يوزع بين أفراد الجماعة ,إذن هناك اشتراكية داخل المؤسسة.
هذه تترجم بواسطة ميكانيزمات االستقبال (رسمي أو غير رسمي) ,و بواسطة الحركات الملموسة,
مثال الترقيات التي تعوض التصرفات المجهودة.
و حسب ,Jeun Langatte, Jaques Mullerفي كتابهم ا "اقتص اد المؤسس ة" ,عرف ا ثقاف ة
التنظيمية على أنها":تتكون من مجموع مفاهيم المديرين ,اتجاهاتهم (المعتق دات) ,القيم اإلجتماعي ة
الموجودة لدى أفراد المؤسسة".
و يمكن لكل ثقافة مؤسسة أن تتفصل على المحور األفقي كالتالي:
الثقافة الوطنية -ثقافة اجملتمع تاريخ املنشأة الثقافات املهنية الثقافات الفردية
ثـقافـة الـمؤسسـة
الثقافة الوطنية :بما فيها الثقافة الجهوية ,لكل بلد ثقاف ة خاص ة ب ه ,و التق ارب الموج ود بين
الدول هو جد مهم.
تاريخ المؤسس ة :لك ل مؤسس ة تجرب ة ثقافي ة خاص ة به ا ,ت اريخ المؤسس ة يجع ل إظه ار
للواجهة األحداث الكبيرة من أجل تحفيز العمال في الحاضر.
الثقافات المهنية :لكل مهنة تركب على أساس القيم الموجودة حولها.
الثقافات الفردية :كل فرد هو وحيد.
من هذه التعاريف يمكن لنا أن نعرف الثقافة التنظيمية على أنها :مجموع سلوك األف راد ,الم ديرين,
اتجاهاتهم ,قيمهم ,طريقة عملهم ,تاريخ المنظمات و الطقوس الجماعية.
عرفها" " Taylorبأنها ":ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن واألخالق والقانون
1
والعادة وأية قدرات يكتسبها اإلنسان كعضو في المجتمع".
كما عرفها " " lintoNبأنها ":مجموعة السلوك ال88تي تتعلمه88ا الكائن88ات اإلنس88انية في أي مجتم88ع
2
من الكبار الذين تنتقل منهم إلى الصغار".
كما عرفت الثقافة التنظيمية على أنها " :مجموعة من العمليات التي تجمع أعض88اء المنظم88ة بن88اءا
على الشكل المش88ترك من القيم األساس88ية والمعتق88دات في المنظم8ة ،ت88تيح ثقاف88ة المنظم88ة للمنظم8ة
معالجة مشاكل التكيف مع البيئة الخارجية والتكامل الداخلي لموارد المنظمة وتعمل ثقافة المنظم88ة
كأس88اس لنظ88ام إدارة المنظم88ة ،وال88ذي يش88مل على ممارس88ات إداري88ة وس88لوكيات تع88زز المب88ادئ
األساسية التي يمتلكها أعضاء المنظمة"
وعرفها أحد الباحثين بأنه8ا" :االفتراض8ات الش8ائعة والمعتق8دات األساس8ية ال8تي يتم تطويره8ا عن
طريق المنظمة بمرور الوقت ،وهي واحدة من المكونات األساسية للمنظمة".
مشروع المؤسسة:
يمثل تلك الوثيقة المرجعية التي يتقاسمها أغلبية األفراد ال ذين يعمل ون في المؤسس ة ,يوج د
في تلك الوثيقة نص يتم إنشاؤه و تحريره و يوزع على األفراد ال ذين ينتم ون إلى المؤسس ة ,و هي
تلزمهم على المدى الطويل و توحدهم و تشكل عادة بانسجام مع الثقافة التي تس تمد منه ا ,إذن ذل ك
النص يحتوي على ثقافة المؤسسة ,ويحتوي المشروع على ناهية المؤسس ة و م ا ه و لم راد منه ا,
3
إذن الثقافة هي جـزء أو تكون ضمن مشروع المؤسسة.
الحضارة:
تعني المدينة ,مأخوذة من الالتينية (مدني -حكومي) ,أي أنها جملة إنجازات المجتمع المادية
و الروحية ,و يقارن مفهوم الحضارة عادة بمفهوم الثقافة ,و غالبا ما يع ني الفالس فة ال برجوازيون
بالحضارة إنجازات المجتمع المادية و التقنية ,و يقصرون الثقافة على القيمة الروحية.
1حممدـ قاسم القريويت ،السلوك التنظيمي ،ط ،5دار وائل ،األردن ،2009 ،ص .172
2نفس املرجع السابق ،ص .173
3
Jean Langatte, Jaques Muller, opcit, P 98.
و الحضارة هي جمل ة الخ برات المادي ة ,و ي ذهب "ش ينغلر" إلى أن الحض ارة مرحل ة من تط ور
4
المجتمع تحل عندما يعتري الجمود الثقافة كلها و تسير في دروب االنحطاط و الهالك.
4علي حممدـ أمحد ,املوضوع" :خطر عوملة الثقافات و االستبداد بالعلم على الثقافة العربية" ,الصراط ,جملة كليةـ العلوم اإلسالمية للبحوث و الدراسات
املقارنة ,مارس ,2002ص .56
ربما أبدع فيها ,و العكس صحيح.و من هنا يأتي السؤال كالتالي :كيف تتكون االتجاهات لدى الف رد
و ما هي العوامل المؤثرة فيها ؟
إن االتجاه ات مكتس بة ,و تتك ون ل دى الف رد على مراح ل مختلف ة من حيات ه ,و يمكن أن تنقس م
العوامل التي تؤثر في االتجاهات إلى عوامل تربوية ,تعليمية ,اجتماعية ,عوامل موقفي ة ,جماع ات
العمل.
إذن االتجاهات شيء ملموس ال نستطيع التعرف عليه إالّ من خالل انعكاسه على س لوك األف راد و
عالق اتهم في العم ل و نح و ال زمالء و الرؤس اء و المرؤوس ين ,و لكن من المهم في كث ير من
المواقف و بالنسبة لكثير من لقض ايا أن تتع رف اإلدارة على اتجاه ات الع املين ,مثال عن د إدخ ال
آالت جديدة دون أن تنتظر حتى دخول آالت فعالً ,و ترى ردود أفع الهم أو تص رفاتهم اتجاهه ا ,أو
قد تريد التعرف على شعور العاملين نحو سياسة أو أسلوب من األساليب التي تتبعها.
الربط بين تغيير االتجاهات في المس ار الس لم المرغ وب ,و بين الح وافز ال تي يمكن أن -2
إب راز الحاج ة للتغي ير و مخاطب ة الن اس على ق درة عق ولهم م ع اس تخدام مص ادر -5
القـيم النـظرية :يعطي الف رد األهمي ة الكب يرة في ه ذه القيم للبحث عن الحقيق ة ,فه و يهتم
بكشف القوانين التي تحكم الظ واهر و األش ياء ,و يع زل حطم ه الشخص ي عن المعلوم ات
الموضوعية (ال ينظر إلى القيمة العلمية).
القيـم اإلقتصاديـة :و تتمثل في اهتمام الفرد بكل ما هو نافع محقق ا للكس ب الم ادي و النظ ر
إلى العالم باعتباره مصدراً لزيادة الثروة و تنميتها.
القيـم الجماليـة :ينظر الفرد تبعا لهذه القيم إلى الجوانب الفنية للحياة ,فهو يرى قيمة الشكل و
البعد و الحجم و االنسجام الشكلي و اللوني.
القيـم اإلجتماعيـة :و تتمثل في اهتم ام الف رد ب اآلخرين ,و تق ديم الع ون و المس اعدة لهم ,و
النظر إليهم باعتبارهم غايات و السعي لخدمتهم.
القيـم السياسيـة :و تتمثل في اهتمام الفرد بالسيطرة على اآلخرين ,و قي ادتهم و التحكم فيهم,
و ينجح الفرد الذي يعطي القيم السياسية وزنا كب يرا في المناص ب ال تي يتمت ع فيه ا ب النفوذ
على اآلخرين.
القيـم الدينيـة :و تتمثل في اهتمام الفرد بعالقة اإلنسان بربه ,و السعي إلتباع التعاليم الدينية,
و تأمل غايات خلقه.
تعت بر القيم النظري ة ,القيم الديني ة ,القيم الجمالي ة ,قيم تقليدي ة موروث ة ,بينم ا القيم السياس ية ,القيم
اإلقتصادية ,و القيم اإلجتماعية قيم معاصرة تظهر باستمرار نتيجة التفاعل و التجدي د الحض اريين,
كما أنها معاصرة لواقع الفرد و إشغاالته (هذا ما يفسر وجود صراعات بين األجيال).
و هن اك م ا يس مى ب القيم المحلي ة و القيم المس توردة ,ف القيم المحلي ة هي نتيج ة تفاع ل العناص ر
الداخلي ة و ال تي ظه رت و تط ورت محلي ا ,تماش يا م ع واق ع المجتم ع و مش اكله و اهتمامات ه و
طموحاته؛ أما القيم المستوردة فهي تلك التي تظهر و تتطور في أوساط حضارية أجنبية ,شرقية ,أم
غربية بقيمها و إنشغاالتها و أهدافها ,ثم نقلت إلى مجتمعنا رغم اختالف الحض ارتين و المجتمعين,
و تتمثل هذه القيم في طرق اإلدارة و التنظيم و التسيير المستوردة مع التكنولوجيا.
و من هنا فإن اإلختالف و الصراع بين الحضارات ينق ل إلى داخ ل التنظيم ات نتيج ة االختالف و
التناقض بين القيم ,فعندما تتناقض التوقعات أو المتطلبات التي يمليها المدير أو الرئيس المباش ر أو
إدارة المنظمة ,مع القيم األساسية التي يعتنقها الفرد و سيعاني هذا األخير في هذه الحالة ص راعا و
نزاعا يسمى "نزاع الدور" ,فهو من ناحية يريد أن يطيع أوامر رئيس ه ,و لكن ه من جه ة أخ رى ال
يريد أن يسلك سلوكا ال يتسق مع قيمه.
و أيضاً ,قد يحدث نفس الش يء بين الجماع ات أو المنظم ات أو اإلدارات أو األقس ام المختلف ة ,في
قس م اإلنت اج و الج ودة و الس رعة و التنس يق... ,إلخ .فق د يح دث ن زاع بين م دير اإلنت اج و م دير
المبيعات ,فبينما يركز األخير على قيمة الربح و المنافسة و اإلنتشار الجغرافي و زيادة المبيعات و
تنويع المنتج ,يركز األول على عنصر الكفاءة و ضغط التكاليف و تنميط المنتج.
-4اللغة:
و هي ج زء من دمج داخ ل عالمن ا الم ركب ,طريق ة المخاطب ة ,التع ريض على التص رفات
المختلفة ,استعمال بعض المفردات ,استعمال أو كيفية استعمال األسماء ,الممارسات.
-5الرموز:
الصنف ,ملحقات األلبسة ,الجوائز ,المكافآت...
-6الحرم :Tabous
أسرار الشخص ,مثال هفوات المدير في الماضي ,أسرار المهنة.
أهمية الثقافة التنظيمية: .1
لقد أص88بحت الثقاف8ة التنظيمي8ة جانب8ا مقب8وال وذا أولوي8ة في كث8ير من المنظم8ات ول88دى كث8ير من
المديرين ،فالكثير من المديرين يعتبرون الثقافة كأصل هام .ويمكن تلخيص أهمية الثقافة التنظيمية
1
في النقاط التالية:
الثقافة التنظيمية بمثابة دليل لإلدارة والموارد البشرية ،تشكل لهم نماذج السلوك والعالقات
التي يجب إتباعها واالسترشاد بها فهي إطار فكري يوجه أعضاء المنظم88ة الواح88دة وينظم
أعمالهم ،وعالقاتهم؛
تعبر الثقافة التنظيمية عن المالمح المميزة للمنظمة عن غيرها من المنظم8ات ،وهي ك8ذلك
مصدر فخر واعتزاز للموظفين به88ا ،وخاص88ة إذا ك88انت تؤك88د قيم88ا معين88ة مث88ل االبتك88ار،
والتميز ،والريادة ،والتغلب على المنافسين؛
الثقاف88ة التنظيمي88ة القوي88ة تعت88بر عنص88را فع88اال ومؤي88دا لإلدارة ومس88اعدا له88ا على تحقي88ق
أهدافها وطموحاتها .كما تس88هل مهم88ة اإلدارة ،وق88ادة الف88رق ،فال يلجئ88ون إلى اإلج88راءات
الرسمية أو الصارمة لتأكيد السلوك المطلوب؛
تعتبر الثقافة التنظيمية القوية ميزة تنافسية للمنظمة إذا كانت تؤك88د على س88لوكيات أخالقي88ة
كالتفاني في العمل ،وخدمة العميل؛
تعتبر الثقافة التنظيمية عامال هاما في جذب الموارد البش88رية المالئم88ة فالمنظم88ات الرائ88دة
تجدب الموظفين الطموحين ،والمنظمات
التي تبني قيم االبتكار التفوق تستهوي الموظفين المبدعين ،والمنظمات التي تك88افئ التم88يز
والتطوير ينضم إليها الموظفون المجتهدون؛
تعتبر الثقافة التنظيمية عنصرا هاما يؤثر على قابلية المنظمة للتغيير وقدرتها على مواكب88ة
التطورات الجارية من حولها؛
1حممدـ بن علي بن حسن الليثي " ،الثقافة التنظيمية لمدير المدرسة ودورها في اإلبداع اإلداري" ،رسالة ماجستري ،جامعة أم القرى ،السعودية،2008 ،
ص ص،19- 16 :غري منشورة.
الثقافة التنظيمية كأي عنصر آخر من عناصر المنظمة تحتاج إلى مجهودات واعية تغ88ذيها
وتقويها ،وتضمن لها االستقرار النسبي ورسوخها في أذهان الموظفين وإتباعهم لتعليماته88ا
والذي ينعكس جليا على سلوكهم وعالقاتهم.
أنواع الثقافات:
إن معظم المراجع حول ثقافة المؤسسة تفترض وجود عالقة مباشرة بين ثقاف ة المؤسس ة ,و
نجاح المؤسسة ,و الذي يتجسد من خالل أدائها المرتفع .كما نميز عدة أنواع من الثقاف ات ,منه ا م ا
يضمن النجاح المستمر ,و منها من ال يحقق ذلك ,و هذه األنواع تتمثل في:
-1الثقافات القوية:
فالمؤسسة ذات الثقافة القوية تكتسب شهرة تستمد من خصوص ية معين ة ,و هي نت اج قيمه ا
التي تتميز بالثبات ,فتنش ئ ه ذه المؤسس ات قيمه ا و فلس فتها من خالل تب ني مش روع مؤسس ة ,أو
تحديد مهمة عمل يعمل الجميع على تحقيقها.
فنجد أن أفراد المؤسسة يتقاسمون مجموعة من القيم و السلوكات المتش ابهة و المتماثل ة ,و يعمل ون
على زرعه ا و ترس يخها في األعض اء الج دد بمج رد انض مامهم إليهم ,و أي ف رد يخ الف ق انون
المؤسسة ,يكون دوما محل المراقبة.
إيجابياتها:
تحفيز األفراد على العمل ,من خالل االحتكام إلى مجموعة من القيم و النظم المش تركة مم ا
يخلق نوعا من اإلنسجام.
االعتراف المتبادل و المسؤول ,مما يقوي الشعور باإلنتماء.
المساواة و التكامل ,مما ينتج عنه رضا نفسي مرتفع باالستغالل الكامل لطاقاتهم و قدراتهم.
تثمين العمل و تطويره.
مبدأ المشاركة في وضع األهداف ,التي يبعث الشعور باإللتزام لتحقي ق األه داف التنظيمي ة
بنجاح.
تفترض فلسفة للتنظيم.
تتم يز ب ذهنيات مفتح ة على المخ اطرة ,الثق ة و حب التص رف ,ح تى يق وم األف راد تلقائي ا
بتجديد جهودهم من أجل إيجاد حلول للمشكالت و كذا تنفيذها.
مسايرة التغير و التكيف معه.
و في هذا الصدد ,هناك مجموعة من األبحاث التي قام بها J. Heskett & J. kotterس محت
بالوصول إلى خالصة مهمة وواضحة.
ففي المرحلة األولى ,أجرى الباحثان دراسة على 207مؤسسة من أك بر المؤسس ات األمريكي ة ,و
النتائج كانت معاكسة للتوقعات ,باعتبار أن هناك عالقة ضعيفة بين الثقاف ة القوي ة و امتي از األداء,
حيث تبين أن بعض المؤسسات ذات الثقافات القوية حققت نت ائج متوس طة ,و ذل ك راج ع بالدرج ة
األولى بسبب المركزي ة في اتخ اذ الق رارات و البيروقراطي ة الثقيل ة ,و ه ذا ك ان س ببا في النت ائج
السلبية المحققة.
فالثقافات القوية يمكن أن تأثر س لبا على األداء من خالل خل ق وظيف ة س لبية داخ ل المؤسس ة ,له ا
قدرة على حث األف راد على اعتم اد س لوكات غ ير معقول ة ,كم ا يمكن أن ينجم عنه ا أث راً إيجابي ا
يتجسد في إحداث التحسينات ,الرفع من الج ودة ,إث راء اإلب داع و تط ويره ,فض ال عن تنمي ة روح
اإلنتماء و الوالء للمؤسسة.
و في المرحلة الثانية ,قام الباحثان J. Heskett & J. kotterبدراسة حول 22مؤسسة محل
الدراسة لغرض معرفة أهمية القي ادة في المؤسس ة ,أي التس اؤل ح ول المكان ة ال تي تمنحه ا ثقاف ة
المؤسسة إلى القيادة ,و توصلوا إلى أن سبب نجاح المؤسسة األكثر أداء ,يعود إلى قيادة المس يرين,
روح المؤسسة ,االستعداد و المخاطرة ,التفتح ,اإلبداع و المرونة ,و استنتجوا أن هناك عالقة سببية
مباش رة بين الثقاف ة ال تي تثمن القائ د و األداء المرتف ع ,و اإلهتم ام بالثالثي ة (زب ائن -مس اهمين –
موارد بشرية).
عكس المؤسس ات األق ل أداء ال تي تمت از بالبيروقراطي ة ,و البحث عن النت ائج في الم دى القص ير
فحسب ,إضافة إلى أنها ال تولي اهتماما بالغا بالثالثية ( زبائن – مساهمين – موارد بشرية).
و اعتماداً على كل ما سبق ,توصل الباحثان إلى أن هذه الفرض ية ليس ت خاطئ ة تمام اً ,ففك رة أن
فريقا من األفراد منظم ز مسير من خالل مجموعة من المبادئ و القيم ,تمثل ق وة محتمل ة يمكن أن
تساهم في رفع األداء و تحسينه ,كما أن للقائد دور هام في الثقافات اإليجابية و المتطورة ,مهما كان
المستوى السلمي المتواجد فيه ,و هو تنفيذ و تشجيع التغيرات اإلستراتيجية و التكتيكية التي تفرض
نفسها ,لكونها كفيلة بإرضاء كل المساهمين ,الزبائن ,الموارد البشرية.
الثقافات السلبية:
لدراسة العالقة بين الثقافة باألداء ,قام الباحثان J. Heskett & J. kotterبتحليل تاريخ
20مؤسسة في الفترة ما بين ,1970-1980و ق د وج دا أن ثقافتهم ا مختلف ة عن األنظم ة الثقافي ة
المتبناة في المؤسسات ذات األداء المرتفع في تلك الفترة.
في بداية تاريخها نجد مسيريها أكفاء ,و استراتيجيتها فعّالة ,و لها رؤية واضحة مس تقبلية ,و نظ را
لغياب منافسة حادة و فعلية ,تحوز المؤسسة على وضعية مسيطرة في السوق أو عدة أسواق.
غير أن استمرار النمو أحدث تقلبات داخل المؤسسة ,مما استوجب تجنيد الموارد البش رية و إع ادة
هيكلتها ,و هو ما ساهم في تعقيد التسيير اليومي ,و لمواجهة هذه التغ يرات ق امت اإلدارة بتوظي ف
إطارات يملكون المعلومات الالزمة فيما يخص التسيير و المالي ة ,و لكن يفتق رون لرؤي ة واض حة
مستقبلية للمؤسسة ,و قدرة على وضع استراتيجية تعتمد على الثقافة.
فتغيير األفراد و سهولة تحقيق النجاح في ظل غياب المنافسة ,أدى إلى إهمال و نسيان القيم الثقافية
التي سمحت بنجاحهم ,فبدأت الثقافة السلبية بالظهور شيئا ً فشيئاً ,و من أهم خصائصها أو سلبياتها:
سلوك تحيز المسؤولين ألفك ارهم ,و النج اح المتك رر للمؤسس ة ,و اعتب ار أنفس هم ح املين
للحقيقة.
عدم أخذ المسيرين بعين اإلعتب ار متطلب ات الزب ائن ,مص الح المس اهمين ,و ك ذا متطلب ات
الموارد البشرية.
اتسام هذه الثقافات بالعدائية ,و ذهنية اتخاذ القرار.
و بعد هذا النوع من الثقافة رهان لمستقبل المؤسس ة ,باعتب ار أن ه ال يس اعد على التغي ير ,و نظ را
إلصدار المسيرين على تطبيق استراتيجيات تجاوزته ا األح داث ,و رفض تحم ل المس ؤولين إزاء
التغيير ,إما القتراب نهاي ة حي اتهم المهني ة ,أو لخش ية اإلص طدام بمعارض ة اآلخ رين ,أو لك ونهم
يفتقدون الشجاعة.
أسعد حممدـ عكاشة ،أثر الثقافة التنظيمية على مستوى األداء الوظيفي ،رسالة ماجستري ،اجلامعة اإلسالمية ،فلسطني ،2008 ،ص ص،15-13 :غري 1
منشورة
عبد اهلل جاد فودة ،الثقافة التنظيمية وأثرها على االنتماء الوظيفي ،بصائر املعرفة ،مصر ،2007 ،ص ص.66-63 : 2
الثقاف ة البيروقراطي ة :في ه88ذا الن88وع يتم تحدي88د المس88ؤوليات والس88لطات ،فيك88ون العم88ل
منظم88ا ويتم التنس88يق بين الوح88دات وتسلس88ل الس88لطة بش88كل ه88رمي وتق88وم على التحكم
وااللتزام.
ثقافـــــة القـــــــوة :وهي قريب88ة من نم88ط الثقاف88ة األول ومن أهم س88مات ه88ذا الن88وع من
الثقافة النظام واالستقرار حيث أن القيادة عادلة وتوحد الجهود خلف القائد ،كما يقوم القائ88د
بحماية التابعين ،المخلصين ،باإلضافة لذلك يتم تحفيز األف88راد عن طري88ق أس88لوب الث88واب
والعقاب.
الثقاف ة اإلبداعيــة :هي الثقاف88ة ال88تي تق8وم بتوف88ير بيئ88ة العم8ل المش8جعة والمس88اعدة على
اإلبداع ،ويتصف أفرادها بالجرأة والمخاطرة في اتخاذ القرارات ومواجهة التحديات.
الثقاف ة المسانــدة :من أهم س88مات ه88ذا الن88وع أن اإلدارة تعام88ل الع88املين معه88ا بص88فتهم
اإلنسانية وليس باعتبارهم آالت.
ثقافة العمليــــات :ينحصر اهتم88ام ثقاف88ة العملي88ات في طريق88ة انج88از العم88ل وليس النت88ائج
التي تتحقق ،فينتشر الحذر والحيطة بين األفراد.
ثقافة المهمـــــة :ترك88ز ه88ذه الثقاف88ة على تحقي88ق األه88داف وانج88از العم88ل وتهتم بالنت88ائج
وتحاول استخدام الموارد بطريقة مثالية من أجل تحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف.
ثقافة االنجــــاز :وتقترب س88ماتها من س88مات الن88وع الس88ابق من الثقاف88ة حيث يتم الترك88يز
على األهداف ،إذ للعاملين التزام مشترك وحماس قوي للوصول 8إلى األهداف.
ثقافـــــة ال دور :وينص88ب تركيزه88ا على ن88وع التخص88يص ال88وظيفي وبالت88الي األدوار
الوظيفية أكثر من الفرد وتهتم بالقواعد واألنظمة.
نماذج الثقافة التنظيمية وطرق قياسها:
.1نم ادج الثقاف ة التنظيمي ة :يعت88بر نم88وذج إط88ار القيم المتنافس88ة ونم88وذج "دينس88ون" من أك88ثر
النماذج استخداما في الدراسات الحديثة لقياس وتشخيص ثقافة المنظمة وسيتم تن88اول ه88ذه النم88اذج
1
كما يلي:
نموذج القيم المتنافسة :يعد إطار القيم المتنافسة واحدا من أهم 40نموذج88ا تم اس88تخدامها
لدراسة منظمات األعم88ال ح88ول الع88الم ،وق88د ط88ور ه88ذا النم88وذج في الس88تينات من الق88رن
زيد صالح حسن سميع " ،أثر الثقافة التنظيمية على األداء الوظيفي" ،رسالة ماجستير ،جامعة حلوان ،اليمن ،2009 ،ص 1
1
المدخل الكمـــــــــــي:
يعتمد هذا المدخل عند قياسه للظاهرة الثقافية على قائمة االستقصاء ،الذي يتم من خاللها طرح
مجموعة من األسئلة تتعلق بالقيم والمعتقدات واألبعاد الثقافي88ة وذل88ك للتع88رف على مالمح وأنم88اط
الثقافة التنظيمية السائدة ،وقد صنف "أشكانزي "Achkansyقوائم االستقصاء المستخدمة لقي88اس
الثقافة التنظيمية إلى صنفين رئيسيين كما يلي:
مقاييس تصنيف الثقافة التنظيمية:
قوم هذه المقاييس بتصنيف الثقاف88ة التنظيمي88ة إلى أص88ناف متع88ددة ،ويك88ون ك88ل ص88نف مص88حوبا
بالوصف الدقيق لمع88ايير الس88لوك والقيم والمعتق88دات .وكمث88ال على ه88ذا مقي88اس أداة تق88ييم الثقاف88ة
التنظيمية المعتمد على إطار القيم المتنافسة ،الذي يقسم الثقاف88ة التنظيمي88ة إلى أربع88ة أنم88اط (ثقاف88ة
الفريق ،الثقافة البيروقراطية ،ثقافة السوق ،والثقافة التطويرية) .وأهم ما يم88يز مق88اييس التص88نيف
أنه يسهل من خاللها إجراء المقارنات بين المنظمات المختلفة من حيث ثقافتها التنظيمية ،كما أنها
تسهل من عملية التغيير التنظيمي.
األداء في المؤسسة:
أثارت مشكلة األداء و تقييمه اهتمام الكثير من المفكرين و الباحثين في الع الم الع ربي ,ليس
فقط على مستوى المفهوم النظ ري ,و لكن أيض ا على مس توى التص ورات و التطبيق ات العملي ة و
المؤسسية لهذا األداء .ولألداء أهمية بالغة على التنمية اإلقتص ادية ,فه و يعت بر كعالج لح ل الكث ير
من المشكالت في المجتمع ,مثل مشكلة البطالة ,الذي يرتبط بكفاءة األداء في القطاعات اإلقتصادية
المختلفة.
و تظهر أهمية األداء خاصة في المرحلة اإلنتقالية التي تمر بها الدول النامية ,حيث أن هذه األخيرة
تجد نفسها في مواجهة مشكلة كبرى ,أال و هي كيفية إرضاء اإلحتياجات المتزايدة للجماهير ,األمر
الذي يتطلب اإلهتمام بأداء المؤسسات العامة و الخاصة.
مفهوم األداء:
"األداء في المؤسسة هو حصيلة تفاعل عوامل داخلية تتعلق ب التنظيم ال داخلي للمؤسس ة ,و
عوامل خارجية تتعلق بالبيئة الخارجية المحيطة بالمؤسسة ,إضافة إلى عوام ل ذاتي ة أو الشخص ية
و هي العوامل المتعلقة بالمتصرف ذاته".
تعريف ثاني:
" تقييم األداء هو الدراسات و البح وث ال تي تس تهدف التع رف على العالق ات بين الم وارد
البشرية و المادية و المالية المتاحة ,و بين كفاءة استخدامها في الوحدة اإلنتاجية ,و كيفية تطور هذه
العالقات خالل فترة زمنية واحدة ,و ذلك بمقارنة مع ما تحقق فعال بما كان س يهدف إلى تحقيق ه ,و
كذا بمقارنة ما تحقق فعال بمعايير نمطية لما كان يمكن تحقيقه.
ومن الكتاب من يركز على عنصر الكفاءة و الفاعلي ة ,من خالل مفه وم األداء ,ف يرى " أن
الهدف من عملية التقييم هو التوصل إلى حطم عام على درجة كف اءة و فاعلي ة الوح دة اإلقتص ادية
ككل ,و لكافة جوانب النشاط و العالقات المختلف ة ,و أن عملي ة التق ييم ه ذه ,يجب أن تك ون ش املة
لكل جزئيات و أقسام نشاط الوحدة ,فيتم تقييم كل مركز على حدى ,ثم تجم ع النت ائج ليتم تق ييم ك ل
المراك ز لتص ل إلى التق ييم الش امل للوح دة كك ل ,حيث أن األنش طة ال تي تق وم به ا الوح دة رغم
اختالفها ,تتميز بالترابط ,لتكامل مما يجعل كفاءة المركز الواحد تؤثر على المراكز األخرى.
و منهم من يعتبر عملية التقييم األداء ج زءا من الوظيف ة الرقابي ة في المؤسس ة ,دون األخ ذ
في اإلعتبار أن عملي ة تق ييم األداء الب د أن تالزم بقي ة الوظ ائف اإلداري ة األخ رى في المؤسس ة,
كالتنبؤ ,التخطيط ,الهيكلة و التحفيز ,و في هذا المجال نذكر التعريف التالي:
" تقييم األداء يمث ل خط وة رئيس ية في العملي ة الرقابي ة ,و يكمن ج وهر عملي ة التق ييم في مقارن ة
األداء الفعلي بمؤشرات محددة مقدما ,و الوقوف على االنحرافات و تبريره ا ,و تحدي د المس ؤولية
المالية و اإلدارية عنها ,ثم اتخاذ الخطوات التصحيحية كلما أمكن ذلك".
عناصر ومحددات األداء الوظيفي:
سيتم من خالل هذا العنصر شرح مختلف العناصر المكونة لألداء الوظيفي وكذا مح88ددات ه88ذا
المتغير باعتبارها مهمة جدا لتعميق فهم األداء الوظيفي8.
-1عناص ر األداء ال وظيفي :يت88ألف األداء ال88وظيفي من مجموع88ة عناص88ر وال88تي يمكن توض88يح
1
أهمها في اآلتي:
-المعرفة بمتطلبات الوظيفة :وتشمل المعارف العامة ،والمهارات الفنية ،والمهنية والخلفية العامة
عن الوظيفة والمجاالت المرتبطة بها.
-نوعي ة العمل :وتتمثل في م88دى ما يدركه الف88رد عن عمله ال88ذي يق88وم به وما يمتلكه من رغبة
ومهارات وبراعة وقدرة على التنظيم وتنفيذ العمل دون الوقوع في األخطاء.
-كمية العمل المنجز :أي مقدار العمل الذي يستطيع الموظف إنجازه في الظروف العادية للعم88ل،
ومقدار سرعة هذا اإلنجاز.
-المثابرة والوثوق :وتشمل الجدية والتفاني في العمل وقدرة الموظف على تحمل مسئولية العمل
وإنج888از األعم888ال في أوقاتها المح888ددة ،وم888دى حاجة ه888ذا الموظف لإلرش888اد والتوجيه من قبل
المشرفين.
2
.2محددات األداء الوظيفي:
يحاط أداء الفرد بالعديد من المحددات المترابطة والمتداخلة ،وحتى يتسنى إدارة األفراد بكف88اءة
البد أوال من فهم العوامل والمحددات التي من شأنها تحديد طبيعة السلوك الذي سيسلكه الفرد عن88د
أدائه لمهام وظيفته ،وقد سعى الباحثون في علم اإلدارة إلى تحديد أهم تلك المحددات وق88د خلص88وا
إلى أن أداء الفرد يحدث نتيجة للتفاعل ما بين القدرة على العمل والدافعية في العمل ودرجة الدعم
التنظيمي ،كما هو موضح المعادلة التالية:
1
أسعد أمحد حممد عكاشة ،مرجع سبق ذكره ،2008 ،ص .34
2زيد صاحل حسن مسيع ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.101-97 :
أداء الفرد = الدافعية +القدرة +الدعم التنظيمي +اإلدراك.
-الدافعية:
تعرف الدافعية بأنها "منبع السلوك ووقود األداء ،وتشير إلى م88دى ق88وة الرغب88ة ل88دى الف88رد للقي88ام
بمهام العمل المحددة ،واالندفاع الذاتي والفوري ألداء هذه المهام".
-القدرات:
القدرات عبارة عن الخصائص الشخصية التي يستخدمها الفرد العامل في أداء عمله ،مث88ل الق88درة
على القيام بالعمل كما هو مخطط له ،القدرة على االتصال لتحسين النتائج من خالل اكتساب أكبر
قدر من المعلومات ،القدرة على االستيعاب والفهم الصحيح لما ه88و مطل88وب للقي88ام بالعم88ل بش88كل
صحيح ،وهذه القدرات ال تتغ88ير ع88بر ف88ترة زمني88ة قص88يرة ،ويمكن بن88اء ه88ذه الق88درات من خالل
عملية التدريب ،التعلم ،ويجب أن تكون هذه القدرات تتناسب مع الوظيفة التي يتم أداؤها.
-الدعم التنظيمي:
يشير الدعم التنظيمي إلى الق88در ال88ذي تهتم في88ه المنظم88ة برعاي88ة ورفاهي88ة أعض88ائها من خالل
معاملتهم بعدالة ،ومساعدتهم في حل ما يواجهونه من مشكالت واإلنصات لشكواهم .وبمعنى آخر
فالدعم التنظيمي ينعكس في صورة اهتم88ام القيم التنظيمي88ة ب88األفراد الع88املين ،وتق88ديم المس88اعدات
والمساهمات والعناية بهم وبصحتهم النفسية وتبدو إيجابية وفعالية المنظمة في اس88تمرارية العناي88ة
واالهتمام ،مما ينعكس في صورة إدراك األفراد لهذا التأييد والدعم.
-اإلدراك :يشير اإلدراك إلى" :العملية المعرفية األساسية الخاصة بتنظيم المعلومات أو أنه عملي88ة
استقبال المؤثرات الخارجية وتفسيرها من قبل الف88رد تمهي88دا لترجمته88ا إلى س88لوك معين ،ل88ذا ف88إن
هذه العملية هي األساس الذي تقوم عليه سائر العمليات األخرى ،وبدونها ال يستطيع الفرد أن يعي
أو أن يتعلم ،وتج88در اإلش88ارة إلى أن اإلدراك يختل88ف بين األف88راد ،ل88ذا ال ب88د من تفهم ق88درات
الموظفين وأسلوب تنظيمها للمعلومات الواردة إليها".
1زيد صاحل حسن مسيع ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.97-91 :
2.2األداء المتكيف :أصبح األداء المتكي88ف أك88ثر حض88ورا في ظ88ل التغ88ير الس88ريع في متطلب88ات
العمل الناجم عن االبتكارات التكنولوجية؛ االن88دماج؛ إع88ادة الهيكل88ة؛ تقليص حجم المنظم88ة؛ ال88ذي
يستلزم قدرة الفرد على التعلم السريع والتكيف مع الوضع الجديد ليكون ق88ادرا على المنافس88ة على
الوظائف والمهام المستحدثة .ويشير األداء المتكيف إلى "ذلك السلوك الذي يع88بر عن م88دى كف88اءة
الفرد وقدرته على تغيير سلوكه وذلك لمقابلة متطلبات التغير في البيئة واالنتقال المستمر من حال
إلى آخر".
بعض النماذج حول ثقافة المؤسسة:
-1النموذج الناجح – اليابان-
إن معدل دوران العمل في المؤسسة اليابانية ضعيف جداً ,و أيضا الميكانيزمات اإلجتماعي ة
و اإلقتصادية موجودة داخل المؤسسة ,أين نجد:
اليد العاملة المؤهلة يحتفظ بها. -
الرغبة الموجودة عند العامل مرتبطة بمؤسسة و فقط ,بمعنى أن أي مؤسسة أخرى ال تتحمل -
إعطاء أهمية كبرى لإلجتماعات الغير رسمية و تبرز األهمية في: -
فيما يخص أخذ القرار ,المسير في المؤسس ة الياباني ة لدي ه نس بة قليل ة ج داً فيم ا يخص أخ ذ -
القرار ,و أن القاعدة في أخذ القرارات تكون عموما ً من طرف الجماعة ,ال فردياً.
ال يوبخ الفرد في حالة أخذه لقرار غير صائب. -
القرارات تأخذ بمراحل ,و هذا ما يفسر طول فترة إنتظار. -
هن اك مس تخدمين ب العقود ,مثال مؤق تين ,تحت المعالج ة ( ,)soutraitanceفرع يين و -
العامالت تركن العمل بمجرد زواجهن أو إنج ابهن للمول ود األول ,ه ذا م ا أدى إلى ص عوبة
بالنسبة للوحدات التي تشغل الع امالت ,و أيض ا تك وين مس تمر تحس با ً ل زواج أي عامل ة أو
تركها العمل.
الحظ أن العامالت في تلك المؤسسات عادة ما ت ُك َّن سببا ً لعدة مشاكل عاطفية ,و ثقافية و ه ذا -
تكاثر الغيابات أثناء المباراة و خاصة الدولية في رياضة كرة القدم باألخص. -
إهمال إجراءات األمن بسبب عدم التعود على األعمال الص ناعية و المخ اطر المحيط ة به ا, -
مما جع ل العم ال ال يس تطيعون الص بر على اس تعمال األلبس ة الواقي ة من أقنع ة و قف ازات
...إلخ.
التعرف على طبيعة العالقة الموجودة بين الثقافة التنظيمية واألداء الوظيفي سيتم عرض بعض
الدراسات السابقة في الموضوع محل الدراسة.
المطلب األول :الدراسات السابقة
.1شامي صليحة ( )2010بعنوان :المناخ التنظيمي وتأثيره على األداء الوظيفي للعاملين دراسة
حالة جامعة "أمحمد بوقرة" بومرداس وقد توصلت إلى النتائج التالية:
-محاولة الوقوف على العناصر التي من شأنها أن تعمل على خلق توجهات سلبية على المناخ
التشاوري في اإلدارة وتفويض الصالحيات لهم األمر الذي يشعرهم بمكانتهم وبثقة اإلدارة فيهم
وكذا ثقتهم بنفسهم ومضاعفة نشاطهم كي يبدو أهال لتحمل المزيد من الواجبات ،األمر الذي يتأمل
أن يؤثر إيجابا على أدائهم الوظيفي8.
-2قام الباحث " " Mathewوآخرون س88نة 2012بدراس88ة الثقاف88ة ومخرج88ات عم88ل الم88وظفين
وأدائهم بمنظم88ات ص88ناعة ال88برامج االلكتروني88ة بالهن88د ،حيث توص88ل الب88احثون إلى أن األداء
الوظيفي بهذه المؤسس88ات ك88ان مرتف88ع وال88ذي تم قياس88ه عن طري88ق قي88اس إنتاجي88ة العم88ل ،ج88ودة
العمل ،ودرجة االعتماد على االبتكار ألداء الوظيفة الموكلة للموظف ،ويع88ود ه88ذا األداء المرتف88ع
كنتيجة للثقافة السائدة في هذه المنظمات .باإلض88افة إلى أن ه88ذا األث88ر اإليج88ابي للثقاف88ة التنظيمي88ة
على األداء ال88وظيفي ك88ان مص88دره ق88وة عناص88ر الثقاف88ة التنظيمي88ة ال88تي تمتلكه88ا ه88ذه المنظم88ات
والمتمثلة في الرسالة التنظيمية ،الثقة الموجودة بين الموظفين ،التعلم التنظيمي ،تمكين الم88وظفين،
1
وكذلك القيم األساسية.
-3درس كل من " »Kwantesو " "Boglarskسنة 2007أثر إدراك الثقافة التنظيمية على
فاعلية كل من القائد وأفراد المنظمة ،حيث تمت الدراسة باستخدام قاعدة بيانات من ستة دول في
كندا ،هون88غ كون88غ ،نيوزيالن88دا ،جن88وب إفريقي88ا ،المملك88ة المتح88دة (إنكل88ترا) 8والوالي88ات المتح88دة
األمريكية .وتوصل الباحثين إلى أن قوة إدراك الثقافة التنظيمية ل88ه ص88لة وثيق88ة بفاعلي88ة ك88ل من
القائد والم88وظفين ،إذ ك88ان أث88ر الثقاف88ة التنظيمي88ة على فاعلي88ة القائ88د أك88بر من أث88ره على فاعلي88ة
الم88وظفين باعتب88ار أن ق88ادة المنظم88ة أك88ثر إدراك88ا لثقافته88ا التنظيمي88ة 8.عالوة على ه88ذا للثقاف88ة
2
التنظيمية أثر إيجابي على الرضا الوظيفي8.
1
Mathew. J., Ogbonna. E., & Harris. L. C, “Culture, employee work outcomes and performance: An empirical
.analysis of Indian software firms”, Journal of World Business, 2012, PP. 194–203
2
Kwantes. C. T., & Boglarsky. C. A, “Perceptions of organizational culture, leadership effectiveness and personal
.effectiveness across six countries”, Journal of International Management, 2007, PP. 204-230
-4س88نة 2007درس " "Macintoshو " "Dohhertyكيفي88ة تعزي88ز وتوس88يع نط88اق الثقاف88ة
التنظيمية ،وقد أجريت الدراسة بكندا .من نتائج هذه الدراسة هي أن الثقافة التنظيمي88ة عب88ارة عن
معرفة القيم ،والمعتقدات الموجهة للقادة والموظفين 8.إضافة إلى هذا الثقافة التنظيمية تؤثر إيجاب88ا
على س88لوك ومواق88ف الم88وظفين ،وه88ذا من ش88أنه أن ي88ؤثر إيجاب88ا على األداء ال88وظيفي .وأك88د
1
الباحثان أن األداء الوظيفي الجيد يؤدي إلى رضا العمالء.
-5أكد " "Deshpandéو " "Farleyفي دراسة قاما بها سنة 2004حول الثقافة التنظيمي88ة،
التوج88ه التس88ويقي ،اإلب88داع وأداء المنظم88ة 8.توص88ل الباحث88ان إلى أن ك88ل من الثقاف88ة التنظيمي88ة،
التوجه التسويقي واإلبداع تؤثر إيجابا على األداء الوظيفي 8.ويرى الباحث88ان أن الثقاف88ة التنظيمي88ة
تخلق مناخ عمل جيد مبني على الثقة المتبادلة بين األفراد فه8ذا يخل88ق نوع8ا من االل88تزام بالعم8ل
2
مما يؤدي إلى تحسين في األداء الوظيفي8.
-6في س888نة 2002درس " "Tepeciو " "Bartleuص888ورة الثقاف888ة التنظيمي888ة في القط888اع
االستشفائي .تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه يوجد ترابط بين سلوك الم88وظفين واتجاه88اتهم ال88تي
3
تؤثر على األداء الوظيفي ،وهذه السلوكيات تتأثر بالثقافة التنظيمية.
-األداء الوظيفي بالمؤسسات الصناعية كان مرتفع والذي تم قياسه عن طريق قياس إنتاجية
العمل ،جودة العمل ،ودرجة االعتماد على االبتكار ألداء الوظيفة الموكلة للموظف؛
1
MacIntosh, E., & Doherty. A, “Extending the Scope of Organizational Culture: The Extnernal hception of an
.Internal Phenomenon”, Sport Management Review, 2007, PP. 45-64
2
Deshpandé. R., & Farley. J. U, “Organizational culture, market orientation, innovativeness, and firm
.performance: an international research odyssey”, International Journal of Research in Marketing, 2004, PP. 3-22
3
Tepeci, M., &Bartlett, B, “The hospitality industry culture profile: a measure of individual values,
organizational culture, and person–organization fit as predictors of job satisfaction and behavioral intentions”,
.Hospitality Management, 2002, PP. 151–170
-األثر اإليجابي للثقافة التنظيمية على األداء الوظيفي كان مصدره قوة عناصر الثقافة التنظيمية
التي تمتلكها هذه المنظمات والمتمثلة في الرسالة التنظيمية ،الثقة الموجودة بين الموظفين ،التعلم
التنظيمي ،تمكين الموظفين ،وكذلك القيم األساسية؛
-قوة إدراك الثقافة التنظيمية له صلة وثيقة بفاعلية كل من القائد والموظفين؛
-الثقافة التنظيمية عبارة عن معرفة القيم ،والمعتقدات الموجهة للقادة والموظفين .إضافة إلى هذا
الثقافة التنظيمية تؤثر إيجابا على سلوك ومواقف الموظفين ،وهذا من شأنه أن يؤثر إيجابا على
األداء الوظيفي .وأكد الباحثان أن األداء الوظيفي الجيد يؤدي إلى رضا العمالء؛
-كل من الثقافة التنظيمية ،التوجه التسويقي واإلبداع تؤثر إيجابا على األداء الوظيفي؛
-تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه يوجد ترابط بين سلوك الموظفين واتجاهاتهم التي تؤثر على
الخاتمة:
إن دراس ة اإلط ار الثق افي للمنظم ة يس اعد على فهم و تفس ير س لوك األف راد ,و
بسيكولوجياتهم ,و القيـم التي يؤمنـون به ا ,فـأهـميـة ال وقت ,السلـوك الـمنظـم ,الـمثابـرة,
الرغب ة في اإلنـجاز ,اإلرادة و إتقـان العمـل ...كلـها سـمـات ض رورية للنج اح في أي
ميـدان ,و أن كيفيـة استخدامهـا تختلـف باختالف الثقـافـات.
كـل هذه المعلومات تساعـد رجال التسيير على تحليل تصرفات العمال و التنبـأ بهذا السلوك
و التحكم فيه ,و بنـاءاً كـل هذه المعطيات ,يمكن إلدارة المؤسسـة رسـم السيـاسـات النـاجحة
الكفيلـة بتوجيـه سلـوك األفـراد.