Professional Documents
Culture Documents
حوشين إبن الكلب 2
حوشين إبن الكلب 2
ارتباطا وثيقا بالفرد داخل المنظمة والتي يمكن اإلشارة إليها فيما يأتي:
التأثير على مدركات األفراد :تعمل على توسيع أفق األفراد والعاملين ومداركهم حول األحداث التي
تجري في المحيط الذي يعملون فيه ،أي أن ثقافة المؤسسة تشكل إطارا مرجعيا يقوم األفراد بتفسير
األحداث واألنشطة في ضوئه (مومني 2017 ،ص ( ،)425حيث يمكن اعتبار الثقافة التنظيمية
كمرجع أساسي لألفراد داخل المنظمة يرجعون إليه حين يسلكون سلوكات معينة التي لن تكون خارج
إطار ثقافتهم التنظيمية على إعتبار كونها الدافع والمحرك إلتيان ذلك السلوك التنظيمي ،فاألفراد حين
يقومون بتفسير السلوك يكون بناءا على الثقافة التنظيمية التي ينتمون إليها ،ولعل هذا ما جعل للثقافة
التنظيمية تأثيرا مباشرا على مدركات األفراد على مختلف مكونات المنظمة وبيئاتها المختلفة.
الوالء التنظيمي :يتميز العاملون في المنظمات ذات الثقافة القوية بدرجة عالية من االلتزام واالنتماء
للمنظمة فاإلجماع الواسع على القيم واالعتقادات المركبة ،والتمسك بالمنظمة ،يمثل ميزة تنافسية هامة
للمنظمة وتعود بنتائج إيجابية عليها ،لذا فإن الثقافة التنظيمية تؤثر بشكل كبير في المنظمات ،وبخاصة
في مجاالت معينة مثل األداء والوالء تجاه التغيير ،إذ أن والء الفرد للمنظمة ،ينشأ من اعتقاده القوي
بأهداف المنظمة التي يعمل بها وقيمها ،لذلك فإن استيعاب الثقافة التنظيمية وفهمها سيخلق درجة عالية
من الوالء للمنظمة وعليه ،يتضح من السابق ذكره مدى قوة العالقة بين الثقافة التنظيمية والوالء
الوظيفي (مشارقة ،ومصلح ،2015، ،ص ( )24فالثقافة التنظيمية يمكنها أن تساهم وتعزز الوالء
التنظيمي لدى األفراد وذلك من خالل تقويته من خالل جعل األفراد داخل المنظمة لديهم أهداف
وتوجهات ال تختلف عن أهداف وسياسات المنظمة ما يجعل هناك نوع من اإلندماج بين الطرفين وهو
ما من شأنه أن يعزز والء الفرد لمنظمته من خالل الحرص على تطويرها والشعور بالفخر لإلنتماء بها
والدفاع عنها بما يملكه من قوة ،وبالرغم من نسبية الوالء التنظيمي في حد ذاته وتشعب العوامل
المساهمة فيه فإن الثقافة التنظيمية تعد أحد العوامل والمصادر المساهمة في تكوين وبناء الوالء التنظيمي
لدى األفراد في المنظمة.
األداء الوظيفي :يؤكد كندوال ( Kandula )2006أن مفتاح األداء الجيد هو ثقافة قوية ،ويؤكد كذلك أن
الثقافة اإليجابية والقوية يمكن أن تجعل متوسط أداء الفرد أداء عالي في حين الثقافة السلبية والضعيفة قد
تثبط أداء الموظف المتميز ،ومن وجهة نظر Hartog Verurg & 2004إن إرساء ثقافة تنظيمية قوية
هو أداة قوية للتأثير على سلوك الموظفين وتحسين األداء (برهوم ،والشيخ حسن ،وسعيد ،2017،ص
،)212فتشبع األفراد بالثقافة اإليجابية يغرس لديهم السلوكيات اإليجابية وهو ما يجعلهم يقومون بما هو
منوط بهم بدون أي تردد وبإتقان عال ،حيث تساهم الثقافة التنظيمية التي يمتلكونها في ذلك ،وهو ما
يجعل تأثير الثقافة التنظيمية على سلوك األفراد من حيث األداء الوظيفي جد واضح خاصة وأن الثقافة
التنظيمية السلبية تؤثر سلبا وقد تعيق األداء الوظيفي لألفراد وتساهم في عرقلته ،لذا فالكثير من
المنظمات تهتم بالثقافة التنظيمية إنطالقا من كونها محدد رئيسي في األداء لذا تحاول أن تعزز الثقافة
اإليجابية قدر اإلمكان للمساهمة في تطوير وتعزيز فعالية األداء الوظيفي.
تحقيق الدافعية :تعد الثقافة التنظيمية القوية مصدرا مهما للدافعية ويتم ذلك من خالل وجود نظام قوي
من القيم الواضحة مهمة هذه القيم أن تدفع العاملين إلى تقدير القيم المرتبطة بالعمل (جمال الدين،
والكمالي ،وسعيد حسان ،2014،ص ،)524فحينما تكون الثقافة التنظيمية إيجابية فإن ذلك يمثل دافع
قوي للفرد للعمل وبذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق أهداف المنظمة ،وعلى العكس فإن الثقافة
التنظيمية السائدة قد تكون عامل مثبط للدافعية مما يقلل أداء الفرد ويجعله ال يؤدي ما هو مكلف به أو
يؤديه بنسبة غير مقبولة من ناحية األداء ،ما يمثل مشكلة كبيرة لدى القائمين على المنظمة ،لذا فبقدر ما
يمكن تحول الثقافة التنظيمية كدافع قوي للعمل فإنه يمكن أن تساهم كعامل مثبط للعمل ،لذا من المهم
اإلهتمام والعناية بها عن طريق ترسيخ ثقافة تنظيمية إيجابية داخل العمل تساهم في زيادة دافعية العمل
وليس التقليل منها.
اإللتزام التنظيمي :إن دور الثقافة التنظيمية في تعزيز االلتزام التنظيمي لدى العاملين يمكن إبرازه من
خالل تحليل أبعاد الثقافة التنظيمية باعتبارها محدد هام من محددات االلتزام التنظيمي ،فالثقافة التنظيمية
محصلة لمجموعة من القيم والمعتقدات األعراف التنظيمية التي تمارس تأثيرا كبيرا على سلوك األفراد
في المنظمة ،من خالل كونها تحاول تجسيد قيم وأهداف مشتركة بين العاملين واهتمام قادة المنظمة
بالثقافة التنظيمية بتوفير بيئة تنظيمية تساعد على غرسها في مكونات التنظيم من خالل العمل على
اتجاهات األفراد العاملين نحو هذه الثقافة التنظيمية ،وتقبل العاملين لهذه األخيرة يسهل من التزامهم
التنظيمي بحكم أنها تعبر عن هوية ورسالة المنظمة ككل .ومن خاللها يتم صياغة أهدافها التي يسعى
إلى تحقيقها كل الفاعلين فيها من خالل التزامهم بتحقيق األداء العالي الذي يصل بالمنظمة إلى الفعالية
التنظيمية ،فاإللتزام التنظيمي يتأثر بالعديد من العوامل والتي من بينها الثقافة التنظيمية أين تساعد
الثقافة التنظيمية اإليجابية على التزام الفرد باألعمال الموكلة إليه ،من خالل تقبل هوية المنظمة
ورسالتها والمساهمة في زيادة فعاليتها ألن اإليمان بثقافة المنظمة يجعل الفرد ملزما بالعمل ضمن نسقها
والقيام باألدوار التي تدخل في صميم و وظيفته بدافعية قوية ما يساهم في اإللتزام الفعلي ،خاصة فيما
يتعلق بتحقيق أهداف المنظمة.
الثاني :أصبحت حل دراسات التغيير التنظيمي في اآلونة االخيرة ترتبط لشكل مباشر بالثقافة التنظيمية
السائدة في هذه المنظمة ،وبالتالي اصبح من غير الممكن ان يتجاهل التغيير التنظيمي موضوع الثقافة
التنظيمية لدورها البالغ داخل المنظمة ،حيث تعمل على إيجاد نوع من التكامل والتناسق بين أفراد
المنظمة وهو ما يميزها عن غيرها من المنظمات يوجهها للتأقلم مع محيطها الخارجي .كما يمكن ان
تكون هذه الثقافة التنظيمية كعامل مساعد لعملية التغيير أو كمعوق له ،وقد وجد أنه ال يمكن إحداث
تغيير تنظيمي فعال دون وجود عالقة متداخلة مع الثقافة التنظيمية أو دون إحداث تغيير كبير وعميق
األثر في الثقافة التنظيمية على المستور الكلي للمنظمة ،وبهذا نجد أن الثقافة التنظيمية تتأثر بالسياسات
واإلجراءات والمهارات والقدرات ،وتكتسب القوة من خاللها ومن خالل تقوية أداء االفراد ألعمالهم
وعلى هذا األساس فإن هناك طريقتان أساسيتين للتفكير في العالقة بين الثقافة التنظيمية والتغيير
التنظيمي:
األولى هي إحداث تغيير في المنظمة من خالل التغيير الثقافي والذي يتضمن إيجاد منظمة مبدعة ثقافيا.
والثانية ترقية وتطوير المنظمة بما فيها من أعضاء ووظائف من خالل تطوير الثقافة التنظيمية.
وقد أثبتت العديد من الدراسات المتعلقة بالتغير التنظيمي ومدى نجاحه ،أن التغيير الناجح عادة ما يكون
مدعم بتغييرات وتطورات مالئمة في كل النظم الفرعية في المنظمة بما فيها الثقافة التنظيمية ،فمن خالل
تبني المنظور الثقافي في المنظمة يكون هناك تسهيل إلحداث التغيير بالتركيز على المفاهيم الرمزية
للمنظمة والطقوس والقيم األنماط القيادية .اذ نجد أن الكثير من المنظمات اليوم حريصة فيما إذا كانت
ثقافتها تستمر في التطور وبإمكانها إعطاء ميزة تنافسية للمنظمة وهو ما يسمح لها لمواجهة المشاكل من
جهة واستغالل تلك الفرص التي يوفرها المحيط المضطرب والمعقد من جهة أخرى ،ومن خالل ما
سبق يمكن أن نستنتج بأن الثقافة التنظيمية بما تشمله من قيم ومعتقدات وطقوس وأنماط وسلوك تتأثر
باستراتيجيات التغير المطبقة في المنظمة ،حيث نجد أن هذه االستراتيجيات تؤثر على بعض نماذج
السلوك والقيم والمعتقدات وبعض العناصر الثقافية األخرى مما يجعلها أكثر نجاحا وتكيفا مع هذه
التغييرات الجديدة ،كما يظهر أيضا الدور الذي تلعبه الثقافة التنظيمية في التأثير على استراتيجيات
وعمليات التغيير داخل المنظمة ،فالعالقة التأثيرية بينهما متبادلة ويرجع هذا االرتباط القوي بين الثقافة
التنظيمية وإدارة التغيير الذي ال يمكن الخالص منه إلى عدة أسباب تذكر منها :
ارتباط الثقافة التنظيمية باألداء برابطة قوية من أجل إدخال تغيير على أداء المنظمة البد من االهتمام
بكل الثقافة التنظيمية.
إن المنظمات التي تتميز بنوع من الالمركزية تهتم باألفراد وسلوكياتهم هي تلك المنظمات التي يكتب
لها عادة النجاح.
الثالث :كغيره من مجاالت التغيير األخرى يحدث التغيير الثقافي داخل المنظمات استجابة لتلك الضغوط
الخارجية للمنظمة ،وبهذا فالتغيير الثقافي هو تلك العملية الداخلية التي تهدف من خاللها المنظمات
للتكيف مع عمليات التغيير الخارجي ،وذلك بنقل الثقافة التنظيمية من التحيز لرأي المديرين والتصفيق
لقرارتهم إلى مشاركة الموظفين في صنع القرارات ،ومن إصدار األوامر إلى أسلوب االعتماد على
التغذية العكسية هذا من أجل تحقيق أهداف المنظمة دون حدوث تعارض مع أهداف األفراد الشخصية،
ويتم ذلك من خالل إتباع أسلوب طرح األسئلة وإيجاد استفسارات لها ومشاركة جميع المستويات
اإلدارية في اتخاد القرارات وتحويل األخطاء إلى فرص للتعلم ،باإلضافة إلى تركيز الجهود نحو تحقيق
األهداف العامة دون هدر الجهود في محاولة تحقيق أهداف متضاربة والسير في اتجاهات متعددة وغير
متناسقة ولكن الشيء الذي تجدر اإلشارة إليه عند الحديث عن التغيير الثقافي داخل المنظمة هو أن
عملية تغيير الثقافة التنظيمية يعتبر من أصعب أنواع التغيير ألن التعامل يكون مع قيم وسلوكيات
األفراد ،لذا نجد أن تغيير الثقافة التنظيمية التي تكونت في المؤسسة .عبر العديد من السنوات يستغرق
وقتا أطول خاصة إذا كانت هذه الثقافة تتميز بنوع من القوة والجمود .وبالتالي إلحداث تغيير فعال في
الثقافة التنظيمية يجب أن يكون هناك استراتيجية مقنعة وقوية تتضمن رسالة ورؤية محورية واضحة
وتحديد الموارد االزمة إلحداث هذا النوع من التغيير ،كما يظهر أيضا دور القادة في المنظمة على
مختلف المستويات التنظيمية وذلك بتكوين االستعدادات لعكس التغيير الثقافي على واقع سلوكهم وأفعالهم
مؤكدين بذلك جديتهم في إحداث التغيير.
الرابع :عنصر التحفيز هو المكمل لممارسات اإلدارة إلرساء ثقافة إيجابية ،حيث يهدف التحفيز فى
نظم اإلدارة المفتوحة والتي تدعم العالقات اإليجابية بين اإلدارة العليا والعاملين ألحداث تحول فى فكر
وقدرات األفراد بما يتالءم مع مسئولياته الجديدة باعتبارهم مشاركين مع اإلدارة فى تحمل مسئوليات
وأعباء عمليات التحسين والتطوير وقبول المخاطرة.
إن اإلدارة فى األنظمة التقليدية حين ترغب في احداث تطوير في أي من جزئيات العمل يكون لديها
اعتقاد راسخ بضرورة تقبل العاملين لهذا التغيير وتهمل أكثر الطرق فاعليه في تدعيم عمليات التغيير
والتطوير وهى الحوافز باعتبارها محركا ً للسلوك ،فقبول العاملين للتغييرات ال يعتمد فقط على العوائد
المالية التي سوف تعود عليهم من هذا التطوير بل إنهم يضعون فى اعتبارهم العوائد االجتماعية ومدى
تقبلهم واستعدادهم لتقبل مسئولياتهم في التغيير.
وتهتم ثقافة المنظمة اإليجابية فى تعديل وتطوير أنظمة التحفيز لديها والذي يجب أن يقوم على
االعتبارات التالية:
.قبول واشتراك جميع العاملين في وضعها؛
االتفاق على مؤشرات لقياس النتائج وربطها باألهداف الكلية للمنظمة
.استخدام األساليب اإلحصائية والمحاسبية لتحديد مساهمة كل فرد في تحقيق نتائج المنظمة
.تمكن العاملين من القياس الذاتي ألدائهم وتحديد مدى التطور الحادث في األداء هذا القياس الذاتي من
قبل العاملين يؤكد ثقة اإلدارة العليا في تقييم العاملين؛
وجود تغذية إيجابية عكسية والتي تهتم بتصحيح الحلول األداء عن األخطاء وتقديم
.تهتم بقياس الجانب السلوكي اإليجابي المطلوب توافره لتحقيق األهداف وال تعتمد فقط على قياس
النتائج المادية فقط.
وال يمكن إرساء المبادئ السابق ذكرها بدون خلق بيئة محفزة تحقق التوازن بين احتياجات المنظمة
واحتياجات العاملين حيث ترغب المنظمة في االحتفاظ بقوة عمل تمتلك .الطاقات واإلمكانيات الذهنية
والفكرية بينما يرغب العاملين في الحصول على المكافآت والتعويضات المناسبة لمجهوداتهم.
وتتجه منظمات اإلدارة المفتوحة لزيادة قدرة الرواتب على التحفيز المستقبلي من خالل االهتمام بتحفيز
الجانب المرتكز على األداء االبتكاري ،مع التأكيد على خلق بيئة عمل شاكرة لجهود العاملين حيث
تتضمن أنظمة الحوافز بعض وسائل التحفيز الدالة على اعتراف اإلدارة وتقديرها لمساهمات العاملين
بالوقت والجهد واألفكار لتحقيق األهداف ومن أمثلة هذه الحوافز:
• اإلعالن عن مجهودات العاملين المميزين؛ • إرسال المتميزين فى بعثات تعليمية وتدريبية
.الرحالت المجانية؛
الترقيات االستثنائية.