‫ملخص الفصل األول من مذكرة االتصال التنظيمي و عالقته باألداء الوظيفي ‪:‬‬

‫من خالل كل ما قدم وكل ما أحيط بالدراسة لعملية االتصال التنظيمي داخل المنظم ات ت برز‬
‫أهمية وقيمة هذه العملية التي تعتبر العم ود الفق ري ألي تنظيم مهم ا ك انت أهداف ه‪ ،‬وبالت الي‬
‫يجب على الق ائمين على تس يير المؤسس ات أو المنظم ات من أج ل ال رقي به ا في ع الم‬
‫المؤسسات الناجحة أن يعطوا لالتص ال التنظيمي أهمي ة كب يرة ض من أس اليب تس ييرهم من‬
‫خالل ضمان السير السلس لك ل عملي ات التفاع ل بين الف اعلين في المنظم ة بم ا يس اعد على‬
‫النشاط والحركية الجيدة ألعمال المنظمة ويحقق أهداف األفراد فيها و أهداف المنظمة ككل‪.‬‬

‫يعت بر موض وع االتص ال من المواض يع ال تي تناوله ا الب احثون بالدراس ة‪ ،‬وه ذا في جمي ع‬
‫الميادين العلمية وهذا نظرا لألهمية التي يكتسيها ه ذا الموض وع‪ ،‬و ذل ك ألن ه يعت بر أس اس‬
‫النظم االجتماعية فهو عماد العالقات التي تنشأ بين األفراد مهما كان غرضها أو هدفها س واء‬
‫داخل نواة المجتمع ( األسرة ) أو في المدرسة أو المصنع أو في أي مكان يتواج د في ه البش ر‬
‫فالبد أن يكون هناك اتصال بينهم‪.‬‬

‫ومع تطور المجتمعات أصبحت هن اك حاج ة ماس ة وملح ة إلى االتص ال باعتب اره ض رورة‬
‫اجتماعية للتعامل والتواصل بين األفراد والجماعات التي ال يمكن أن تتطور وتس تمر بدون ه‪،‬‬
‫وهكذا أصبح االتصال عنصر حضري جوهري دخلت برامجه في سائر مؤسس ات المجتم ع‬
‫وتنظيماته المختلفة‪ .‬وما يهمنا هنا هو االتصال التنظيمي داخل المؤسسات أو المنظمات سواء‬
‫ك انت اقتص ادية أو خدماتي ة فه و يعت بر أم ر ض روري و أساس ي ج دا من خالل أن ه يمكن‬
‫األفراد من تأدية‪  ‬أعمالهم بالكفاءة الالزمة‪ ،‬كما يس اعد على نش أة التع اون في العم ل‪ ،‬يوج ه‬
‫ويحفز العاملين ويؤثر على سلوكهم ويساعدهم على التعرف على محيطهم الذي يعملون فيه‪.‬‬

‫يعد االتصال وسيلة هادفة من الوسائل الرئيسية التي تستخدمها المنظمة في تحقيق أهدافها إذا‬
‫أن كافة األفراد العاملين في المنظمة يتعاملون مع بعضهم من خالل وسائل االتصال المختلفة‬
‫من أجل تسيير كافة األنشطة المراد تحقيقها‪ ،‬إذ أن االتصال بمثابة الوس يلة االجتماعي ة ال تي‬
‫يحق ق من خالله ا األف راد س بل التف اهم والتفاع ل البن اء في إط ار تحقي ق األه داف المبتغى‬
‫إنجازها‪.‬‬
‫واالتصال التنظيمي هو ذلك االتصال المتواجد في المؤسسة‪ ،‬وينحدر من الس لطات ويش ارك‬
‫في تسيير األف راد‪ ،‬بمع نى على الت أثير في دافعي ة األف راد والتماس ك االجتم اعي للمؤسس ة‪،‬‬
‫وتستعمل في هذه االتصاالت العديد من الوسائل كالسجالت الداخلية ولوائح اإلعالنات ‪.‬‬

‫فاالتصال يعتبر من العوامل التوجيهية الهامة ألنه يشكل الجهاز العصبي لكل تنظيم أو إدارة‪.‬‬
‫فمن خالله تنقل جميع المعلومات من مختلف نقاط جهاز التنظيم أو‪  ‬اإلدارة إلى مرك ز اتخ اذ‬
‫القرار و بواسطته أيضا تنقل جميع المعلومات إلى مراكز التنفيذ‪ .‬‬

‫ففعالية التنظيم واإلدارة تتوقف بدرجة كبيرة على سالمة نظام االتصاالت الموجودة بها‪ .‬ولقد‬
‫اختلفت وتباينت اآلراء والمفاهيم بشأن الوصول إلى مفهوم دقي ق‪ ،‬واض ح وش امل لالتص ال‬
‫التنظيمي بين مختلف الباحثين والمفكرين‪ ،‬إال أن هناك إجماع شامل حول اإلطار‬

‫الضمني لمفهوم االتصال التنظيمي بأنه نقل رسالة من شخص إلى أخر في المنظمة سواء يتم‬
‫ذل ك من خ الن اس تخدام اللغ ة أو اإلش ارات أو المع اني بغي ة الت أثير على الس لوك‪ .‬وتج در‬
‫اإلشارة هنا إلى أن االتصال بين األفراد والجماعات داخ ل المنظم ات على درج ة عالي ة من‬
‫األهمية‪ ،‬إذ أن الدراسات واألبحاث العلمي ة تش ير إلى أن نش اط االتص االت يش كل أك ثر من‬
‫‪ %75‬من أنشطة المنظمات‪ ،‬فهي بمثابة الدم الدافق بالحياة في شرايين المنظمة وهاما يضمن‬
‫لها سبل االستمرار و البقاء ضمن عالم المؤسسات‪.‬‬

‫فاالتصال التنظيمي يعد بمثابة قلب الحياة النابض في جسم المنظمة‪ ،‬وال رادار ال ذي يتحس س‬
‫ما ي دور خ ارج ه ذا الجس م التنظيمي من وق ائع ومس تجدات به دف تحقي ق التكي ف الس ريع‬
‫واالستجابة األولية الالزمة لحياة التنظيم جماع ة وأف رادا ‪ .‬فالمعلوم ة أص بحت تمث ل الوق ود‬
‫الالزم العملي ة الص ناعة و لحرك ة الس وق ولحي اة المنظم ات في ع الم المؤسس ات الي وم‪،‬‬
‫وبطبيعة الحال فإن كل من يود المنافسة واالستمرار في هذا العصر يفترض عليه أن يس تثمر‬
‫في عالم االتصال و االتص االت‪ .‬وأكي د اله دف الع ام من االتص ال التنظيمي توجي ه مختل ف‬
‫سلوكيات األفراد نحو تحقيق أهداف المنظمة إذ يتوق ف نج اح المنظم ة ليس فق ط على كف اءة‬
‫أفرادها و إنما أيضا على التعاون القائم بينهم وتحقي ق العم ل الجم اعي‪ ،‬ففي ك ل المس تويات‬
‫التنظيمية تتم عملية االتصال بصفة مستمرة لنقل المعلومات واألفكار واالتجاهات‪.‬‬