Professional Documents
Culture Documents
ديناميكية الجماعة ودورها في بناء الثقافة التنظيمية من جانب االتصال داخل املؤسسة
امللخص:
إن االتصال السائد داخل املؤسسة من شأنه التأثير في خلق املناخ التنظيمي املالئم لإلبداع و االبتكار و
املساهمة في اتخاذ القرارات ،و ذلك لن االتصال وسيلة اجتماعية يتم من خاللها التفاعل بين الفراد و
خلق ديناميكية الجماعة و التناغم املستمر بين الفرد و الجماعة على حد سواء ،إذ يتم من خاللها نقل
املعلومات و البيانات و اآلراء و الفكار لغرض تحقيق الداء املستهدف للمؤسسة ،و تعتمد كفاءة االتصال
على العديد من العوامل التي تتعلق عادة بطبيعة العمل والبيئة التنظيمية السائدة إذ أنها تؤثر و تتأثر بها
دائما ،فهو املكان املادي لألفراد وما ترتبط بذلك من جماعات العمل الرسمية و العالقات غير الرسمية من
شأنها أن تخلق مناخا تنظيميا مالئما من خالل التفاعالت و العالقات االجتماعية الهادفة بين الفراد و
تحسين أدائهم في املؤسسة .إن االتصال الفعال يؤدي إلى تحسين أداء العامل وحصوله على رضا أكبر في
العمل ،أما الجماعات غير املتماسكة فإن التشويش يلعب دورا واضحا في تفككها ،وخلق الصراعات
واملنافسة املستمرة بين أعضائها .ولذا فإن االتصاالت هي نشاط إنساني يستهدف تحقيق مستلزمات التوازن
واالستقرار للفرد والجماعة واملنظمة على حد سواء والتي من خاللها تبنى ثقافة املؤسسة.
Abstract:
The communication within the organization can influence the creation of a regulatory
climate suitable for creativity, innovation and decision-making, because communication is a
social means through which individuals interact and create a dynamic community and a
continuous harmony between the individual and the community alike. It transfers
information, data, opinions and ideas for the purpose of achieving the targeted performance
of the enterprise, and the efficiency of communication depends on many factors that are
usually related to the nature of work and the prevailing organizational environment as it
affects and is always affected by it. It is the physical place of individuals and the associated
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
formal working groups and informal relationships that create an appropriate organizational
environment through meaningful interactions and social relationships between individuals
and improving their performance in the institution. Communication is therefore a
humanitarian activity aimed at achieving the balance and stability of both the individual, the
community and the organization through which the institution's culture is built.
مقدمة :
یرتكز نجاح أو فشل املنظمات املعاصرة على مدى تحكمها واهتمامها وتأطيرها الصحیح لهم مورد
تملكه وهو الرأسمال البشري ،والذي یعتبر الثروة النادرة التي تتسابق املنظمات لتوفيرها كما ونوعا
بالشكل الذي یزید من فعالیتها .و الذي يزيد و يحسن من هذه الخيرة هو عملية االتصال حيث يعد هذا
التفاعل والتواصل سمة الحياة البشرية في جميع املجاالت والطر -وال يتحققان إال بوجود االتصال -والذي
يعتبر ضرورة قصوى في الحياة ،ونظرا لألهمية الكبيرة التي يحتلها موضوع االتصال إهتم به الباحثون عند
دراسة السلوك البشري في املنظمات ذلك لنه ال يمكن تصور أي سلوك منظم دون اتصال سواء كان لفظيا
أو غير لفظي .
ولذلك تشكلت منظومات متكاملة لالتصال تقوم على اإلشارات والرموز ذات الدالالت واملعاني املشتركة
والتي تيسر فهم وإدراك أهداف االتصال وأبعاده ،ومن خاللها يمكن أن تكون لنا القدرة على التعامل مع
الغير ،ويحدث التأثير بين طرفين وأكثر ،هذا التأثير يكون بهدف تبادل املعلومات واآلراء أو التأثير في املواقف
واالتجاهات ،كما أن االتصال يكون متغيرا حسب تأثيره ،كالتأثير بنمط القيادة أو السلطة التنظيمية أو
أنماط القوة السائدة في املنظمة و التي من بين أسسها و مرتكزاتها الجماعة حيث لهذه الخيرة ديناميكية
والتي من خاللها يتم و تجرى عملية االتصال ضمنها و داخل نسق املؤسسة املتأثر بالبيئة الخارجية و
الداخلية للمؤسسة و التي بدورها تخلق ثقافة اتصال للمؤسسة.
و مما سبق يتبادر لنا التساؤل ما دور ديناميكية الجماعة في بناء ثقافة االتصال داخل املؤسسة ؟
.1جماعات العمل:
االنسان أصبح االعتماد على الجماعات أمر ضروري داخل املؤسسات بشتى أنواعها ،ومن الواضح أن العمل
الجماعي ال يقتصر على االنسان فحسب بل يتعدى إلى الحيوانات كذلك ،كالنحل والنمل وكذلك الطيور
وحيوانات عدة .فعند تطرقنا إلى مختلف التعاريف التي اهتمت بمفهوم الجماعة كان هناك شبه اجماع بين
الباحثين حول مجموعة من النقاط والخصائص العامة التي تتميز بها جماعات العمل ،إال أن هذا ال ينفي
تباين بعض الخصائص واختالفها باختالف طبيعة الجماعة أو نوعها ،وسنحاول عرض أهم الخصائص
العامة التي تشترك فيها كل الجماعات ،وأهم الخصائص التي تتميز بها هذا ال ينفي تباين بعض الخصائص
واختالفها باختالف طبيعة الجماعة أو نوعها ،وسنحاول عرض أهم الخصائص العامة التي تشترك فيها كل
الجماعات ،وأهم الخصائص التي تتميز بها جماعة العمل الفعالة ،أما الولى نجد في مقدمتها أن الجماعة
تتكون من شخصين أو أكثر يتفاعلون فيما بينهم ،بمعنى أنه يوجد بعض التأثير بين أفراد الجماعة على
بعضهم البعض.
كما يتوجب على الجماعة وجود هيكل ثابت بالرغم من أن الكثير من الجماعات تتغير باستمرار ،إال أن
وجود العالقات املستقرة التي تبقي العضاء معا ويعملون كوحدة أمر ضروري ،هذا بالطبع من أجل تحقيق
الهداف املشتركة للجماعة وكذا وصول كل عضو الهدافه واهتماماته الشخصية في ظل العمل
الجماعي )1(.كذلك يجب على العضاء إدراك أنفسهم كمجموعة ،إذ أنه من الواجب على العضاء التعرف
على بعضهم البعض ،بحيث يمكنهم تمييز هؤالء الفراد عن غير العضاء.
وعن أهم خصائص الجماعة الفعالة أو نقول الجماعة املثالية ،فيمكن حصرها في مجموعة من النقاط
طبعا دون إعادة ذكر الخصائص العامة وهي كالتالي:
-تتميز العالقات التي تنشأ بين الفراد باالستمرارية ،االنتظام والقابلية -تقوم الجماعة بتطوير قواعد
ومعايير تنظم وتضبط سلوك الفراد داخل الجماعة - .القائد ال يهيمن على العضاء بل يعطيهم الحرية في
النقاش والتعبير عن أفكارهم ،كذلك النقد البناء واملشاركة في اتخاذ القرار ،و قد اقترح " ليكرت " "
" Likkertمجموعة من السمات والخصائص التي تتميز بها الجماعة املثالية نذكر منها ،وجود مهارات
متنوعة لدى العضاء حيث يلعب القائد أو الرئيس دور املوجه واملرشد ،كما أن العضاء يتقاسمون
مجموعة من القيم فيما بينهم أهمها التقة ،االلتزام ،التعاون والتآزر ،كذلك الدافعية والرغبة في العمل
ضمن الجماعة(.)2
* الجماعات الوظيفية :هي جماعات رسمية تنشا داخل املنظمة وتحدد العالقات بين أعضاءها من خالل
الهيكل التنظيمي أو الوصف الوظيفي وتتكون هذه الجماعات من الرئيس و املرؤوس ،ويكون هدفها هو أداء
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
العمل الوظيفي للجماعة ،ومن أمثلة هذه الجماعات اإلدارات و القسام التي تضم رئيس ومجموعة من
العاملين.
* جماعات املهام الخاصة :فهي جماعات يتم تشكيلها بواسطة الوصف التنظيمي أو طبقا االحتياجات
العمل ،وهي قد تكون دائمة أو مؤقتة و تتكون أيضا من رئس ومرؤوسين ،ويكون هدفها هو أداء عمل وظيفي
دائم و أداء مهام مؤقتة ومن أمثلة هذه الجماعات اللجان العادية كاملشتريات والعقود إلى أخره.
* جماعات الصداقة واالهتمامات الخاصة :و تنشأ هذه الجماعات بسبب تشابه في خصائص الفراد
کاهتمامات املشتركة والسن واملعتقدات السياسية وقد تكون هذه الجماعات رسمية ولها أهداف تتماش ى
مع أهداف املنظمة وقد تكون العكس ولها أهداف تتعارض مع أهداف املنظمة ومن أمثلة هذه الجماعات
الرسمية نقابة العمال ،ونادي الشركة وصناديق الزمالة ،أما الجماعات الخاصة غير الرسمية فمن أمثلتها
جماعة الصدقاء والتحالفات و العصابات .
2مفهوم الجماعة:
تتميز الجماعة بعدة خصائص كالتجمع والتماسك واالنسجام ويزيد أفرادها عن اثنين فما فوق حتى
تصبح حشدا و عصبة و تجمعا فضال عن خاصية االنتماء والعمل الجماعي من أجل تحقيق هدف مشترك
وتبادل التفاعالت والدوار و الوظائف ،و بالتالي تنطلق الجماعة في أداء مهماتها ومسؤولياتها من أهداف
مسطرة ومضبوطة لتحقيقها في مجاالت معينة بوسائل محددة مع تقويمها وتحديد نقاط الضعف والقوة
قصد الخذ بمبدأ التغذية الراجعة.
اصطالحا :ديناميكية الجماعة هي مجموعة املثيرات واالستجابات التي تحدث داخل الجماعة وتفاعل هذه
املثيرات واالستجابات مع بعضها في املواقف املختلفة التي تمر بها الجماعة وتأثيرها في سلوك الفراد.
يرى " رونلد لويس " Ronold lewisبأن ديناميكية الجماعة هي عبارة عن بحث في عمليات التفاعل
داخل الجماعات الصغيرة ،حيث أن البحث في هذا امليدان يهدف إلى إيجاد املبادئ التي يقوم عليها سلوك
الجماعة والقوانين التي تتحكم في تكوينها وعالقة الفراد ببعضهم البعض وعالقة الجماعة بغيرها من
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
الجماعات والنظم السائدة ،وتفسير التغيرات التي تحدث بها ،وكل ما يتعلق بالجوانب الديناميكية أو
املتغيرة في الجماعة ،ومن ثم ابتداع التقنيات التي تساعد على جعل قرارات الجماعة ذات فاعلية (4).
إن مفهوم الديناميكية يرتبط بمفهوم الجهد و مفهوم الجهد ينحدر من أصل اجتماعي للنشاط اليومي
البشري .ويتم التمييز في الديناميكية من الناحية اإلجرائية بين نوعين من الجهود :الجهود الداخلية و
الجهود الخارجية ،ويؤدي تطبيق املبدأ الساس ي للديناميكية إلى دراسة مفهوم التوازن وتحليل قاعدة
الفعل و رد الفعل.
ولقد استعير مفهوم الديناميك من املجال الفيزيائي والذي يقصد به في مجال امليكانيكا مختلف
العالقات التي تكون بين القوى والحركات الناتجة عن هذه الخيرة ،ويدل املصطلح على القوة والحركة
والحيوية ونقيضه الثبات والسكون و تعني الديناميكية في املجال السيكو اجتماعي مختلف القوى
اإليجابية والسلبية التي تتحكم في الجماعة وتساعدها على التوازن والتطور واالندماج أو االنكماش
والتشتت والتناحر ،كما أنها عبارة عن التفاعالت البنيوية الوظيفية التي تتحكم في نسق الجماعة إذ كل
تغيير يمس عنصرا فرديا داخل شبكة الجماعة ونسقها البنيوي فإنه يؤثر ال محالة على باقي العناصر
الخرى إما سلبا أو إيجابا(5).
ويرى " هولنبك " " Hollenbekبأن الديناميكية هي القوى التي تؤثر في العالقات والتفاعل داخل
الجماعة ،والتي يكون لها تأثير في سلوك الجماعة ،فقد تعمل الديناميكية على تطور الجماعة وتقدمها
وتنظم العالقات داخلها مما يحقق النمو في الجماعة أو قد تعمل على جمودها وتأخرها وقيام الصراع
والتوتر في العالقات بين أفرادها مما يؤدي إلى تدهور الجماعة وانحاللها.
تعرف الديناميكية على أنها مجموعة من املثيرات واالستجابات التي تحدث داخل الجماعة في املواقف
املختلفة التي تمر بها ،فالفرد إذ يصدر سلوكا معينا داخل الجماعة فإنه يقابل بالعديد من االستجابات
من باقي الفراد وبذلك يحصل تفاعل اجتماعي ونفس ي أشبه ما يكون بتفاعل كيماوي.
ويرى " كولي " أن هذه القوى املؤثرة في العالقات على شكل تفاعالت تؤدي إلى تغيير يحدث تأثيرا في
اتجاهات الجماعة ،ويمتد هذا لتغيير إلى اتجاهات الفراد وسماتهم الشخصية واهتماماتهم ومهاراتهم وإلى
غير ذلك خالل عمليات التفاعل االجتماعي.
ويعرف " بوهلن " وزمالءه في كتابهم القيادة وديناميكيات الجماعات مفهوم الديناميكيات بأنها تعني
الطاقات والقوى املحركة املشتقة من كل فرد من أفراد املجموعة ،ومن تفاعل هؤالء الفراد مع بعضهم
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
لتصبح تعبيرا عن محصلة جميع القوى في الجماعة املعنية ،وتتمثل هذه املحركات في النهاية في صورة
سلوك عام ونشط للجماعة في اتجاه أهدافها ومعايرها التي حددتها لنفسها(6).
يعد "جورج هومانس" مؤسس هذه النظرية العالم الذي أكد أن الواقع االجتماعي كنظام عام في تكامل
وتفاعل مستمر ،وتضفي عليه طابع االستقرار والثبات حيث يتعالى هذا التكامل وذلك االستقرار باملجتمع
إلى حالة من التساند الوظيفي ،يعتبر فيها الصراع شيئا شاذا أو تیارا منحرفا داخل املجتمع ،ومن جهة يظهر
االهتمام بمفاهيم معينة على حساب مفاهيم أخرى ،فنجد مفاهيم السلطة ،الجماعة ،املجتمع املقدس،
الوظيفة من املفاهيم الكثر شيوعا في علم االجتماع الغربي)8(.
انطلق الباحث قبل وضع السس لنظريته إلى تحليل العالقة بين عناصر ثالثة ،حيث أن ممارسة النشطة
والتي تمثل مجموعة املهام التي يقوم بها أعضاء الجماعة ،يخلق بينهم جو من التفاعل واالحتكاك عن طريق
مختلف قنوات التواصل ،مما يؤدي إلى تقوية عالقات الصداقة واملحبة ،أيضا تبادل املشاعر والحاسيس
فيما بينهم ،ولعل إقامة عالقات طيبة بين الفراد سيؤدي إلى تقليص حدة التوتر والخالف بينهم ومن ثم
تماسك الجماعة ،وإدراك البيئة املحيطة بجماعتهم ،أي أن أساس بناء "جورج هومانس" لنظريته كان
قائما على التفاعل الذي يقصد به مختلف مظاهر التعاون والتواصل ،كذلك التعارض في الفكار والتشاور،
فكل هذه العناصر تدفع نحو الحركة الدائمة للجماعة.
ويعتبر "هومانس" أن صور التفاعل بين العضاء هو عبارة عن نظام متكامل من العالقات التي تتأثر
بجملة من املتغيرات داخلية تتمثل في الجماعة نفسها وخارجية تشتمل على البيئة التي تحيط بالجماعة،
وكل من النظامين هو عبارة عن عالقات من التفاعل قائمة على الفعل و رد الفعل()9
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
وتجدر بنا اإلشارة إلى أن بعض العلوم الخرى التي نعدها قريبة من العلوم االجتماعية قد أولت اهتمامها
بجماعات العمل ،السيما علم النفس االجتماعي من خالل بعض النظريات التي قام بصياغتها علماء وأطباء،
مثل نظرية تحليل املعامالت للباحث "إريك بارن" ونظرية االتصال الفعال للعالم "توماس غوردون" الذي
يعد أحد أبرز طلبة العالم "كارل روجر" .
تقوم نظرية "بارن" على تحليل أسلوب االتصاالت أو "املعامالت الخاصة بشخص ما ،والتي يتم تنفيذها
وفق مجموعة من املخططات بحيث يتم تحديد حاالت النا والغرور لدى الشخص ،كما تبرز أيضا قدرة كل
شخص على التغيير ،على سبيل املثال ،أنه من خالل الوعي والبصيرة يمكن إعادة تعريف أحداث الطفولة
املبكرة من قبل الفرد وأنماط السلوك املهزومة ذاتية التي تتغير ،حيث ينصب التركيز أيضا على تجربة
الطفولة وإمكانية التغيير من خالل التدخل العالجي في الحياة املستقبلية(.)10
أما نظرية "غوردون" فهي تقوم على مجموعة من القواعد تساهم في الوصول إلى اتصاالت فعالة ،حيث
أن عالم النفس "غوردون" قد اهتم بموضوع القيادة فهو يدعو ويدعم الحوار ،ينبذ الوعيد والتهديد وكل
أساليب التحريض واللوم ،ويدعو القادة إلى تشجيع العضاء وتحفيزهم ،واعطاء الحجج املنطقية واالبتعاد
عن التجريح ،فعلى سبيل املثال إذا عرضت فكرة ما ،على العضو أن يبتعد عن قول هذه فكرة سيئة وأن
يقول أنا أجد صعوبة في فهم هذه الفكرة(.)11
لالتصال تعاريف متعددة ومتنوعة نظرا الستخدامه في العلوم السلوكية املختلفة ،علم االجتماع ،علم
النفس االجتماعي ،العلوم اإلدارية ،الخدمة االجتماعية ،وغيرها من امليادين الخرى ،أي أن كل باحث يعرفه
من زاويته الخاصة ،ولذلك ال يوجد تعريف متفق عليه .ويمكن أن أقدم بعض التعريفات لالتصال فيما
يلي:
في اللغة العربية االتصال كلمة مشتقة من مصدر وصل ،الذي يحمل معنيين :الصلة و البلوغ.
فالولى تعني الربط بين شخصين و إيجاد عالقة معينة تربط بين الطرفين ،أما الثاني فهي البلوغ أو االنتهاء
إلى غاية ما.
بمعنى عمومي أو شائع ،ويعني في اللغة Communisوكلمة إتصال مشتقة من الصل الالتيني مشتركة أو
اشتراكي ( . )12وبذلك فإن الصل الالتيني للكلمة يمكن أن يعبر عن Communismاإلنجليزية ما يؤول إلى
املجموع أو ينتقل إليهم أو منهم بصورة مشتركة.
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
إن االتصال عملية اجتماعية ،يتم من خاللها نقل و تبادل املعلومات أو اآلراء بين طرفين أو أكثر ،بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة ،و باستخدام أداة أو أكثر من أدوات بغرض أن تصير الخبرة مشتركة بين أطراف
العملية(13).
معنى أن االتصال حسب هذا التعريف ال يمكن أن يكون بين اإلنسان وذاته ،وذلك بوصفه عملية اجتماعية
يتم من خاللها تبادل ونقل املعلومات ،كذلك يشير هذا التعريف إلى استخدام الداة أو الوسيلة في عملية
االتصال.
االتصال عملية اجتماعية ذات خطوات مترابطة مستمرة ،يتم فيها التفاعل بين شخصين أو أكثر،
لتحقيق هدف واضح محدد ،وهذه العملية تتم من خالل عالقة إنسانية قد تكون ثنائية بين فردين أو بين
جماعة صغيرة أو مجتمع محلي ،قومي ،دولي ،...ويتم االتصال بوسائل وأساليب كثيرة ومتنوعة بغرض أن
تصير الخبرة مشتركة بين أطراف العملية(14).
هذا التعريف يشبه أو يتفق مع التعريف السابق له ،إال أن الول تناول موضوع الهدف من اإلتصال.
اإلتصال هو نقل انطباع أو تأثير من منطقة إلى أخرى دون النقل الفعلي ملادة ما ،وقد يشير إلى نقل
اإلنطباعات من البيئة إلى الكائن أو بالعكس من فرد إلى آخر(.)15
هو اتصال يتم عبر طرق وقنوات االتصال التي تحددها املؤسسة بصفة رسمية ،ملزمة بجميع الطراف
العاملة بها ،لكي يتبعوها في جميع اتصاالتهم أثناء ممارستهم لعملهم اليومي ،ويتم االتصال الرسمي بصفة
عامة عبر التسلسل التنظيمي للمؤسسة ،وهو مبدأ من مبادئ التنظيم اإلداري الذي يتضمن التسيير
الفعال واملنظم للمؤسسة ،ويأخذ االتصال الرسمي في أغلب الحاالت الشكل الكتابي مثل التقارير
والتعليمات والتوجيهات واالقتراحات والشكاوي واملراسالت الرسمية وغيرها ،ومع ذلك ال يأخذ االتصال
الرسمي الشكل الكتابي بالضرورة دائما فقد يكون شفهيا ومن ذلك :االجتماعات الدورية التي يعقدها املدير
و اإلدارات املركزية والفرعية والقسام مع معاونيهم مرة على القل كل أسبوع لتلقي املعلومات(. )16
يرى الدكتور" عزي عبد الرحمان" " أن االتصال الرسمي يكون حسب السلم اإلداري للمؤسسة ويشمل
الوامر والتعليمات التي يصدرها الرؤساء واملسؤولين ملرؤوسيهم املتعلقة بالعمل واملعلومات املرتبطة
باإلجراءات والتطبيقات التنظيمية.
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
يرى الستاذ " فهمي العطروزي" " :أنه كلما زاد حجم املؤسسة ،كلما كانت الحاجة إلى االتصال الرسمي
أكبر " ()17
ـ تنظيم قنوات االتصال ووضوحها وصالحيتها و وفقا التجاه سيران املعلومات يصنف علماء اإلدارة شبكة
االتصال الرسمي إلى ثالثة أنواع :
أ ـ االتصال النازل :يعد هذا النوع من االتصال الكثر انتشارا ومن أبرز النواع االتصالية في املؤسسات ،
حيث في هذا االتصال تنتقل التعليمات واملعلومات والبيانات من قمة التنظيم إلى أدنى املستويات اإلدارية
أي أن عملية التفاعل تبدأ من الرؤساء أو القيادات املسؤولة وتتجه إلى املوظفين من أجل تحقيق الهداف
املسطرة وذلك دون معرفة إقتراحاتهم وآرائهم وفي هذا الصدد أشار " كاتروكاهن" إلى بعض مضامينه اآلتية
وهي :
3ـ معلومات حول إجراءات املؤسسة التنظيمية وممارساتها وتتضمن سياسات وقوانين ولوائح خاصة
باملؤسسة .
ويساهم االتصال النازل في تكوين إتجاهات إيجابية وتعزيز السلوك اإليجابي بنظام واضح للمكافئات
والعقوبات التي يمكن أن تطبق في مختلف الحوال وفي وضع برنامج تقويمي لداء املرؤوسين يمكنهم من
إدراك تقويم الرؤساء لدائهم ويستخدم في هذا النوع االتصال الشفهي وذلك من خالل اإلجتماعات ،
واملقابالت ،و الهاتف باإلضافة إلى الوسائل املكتوبة كإعالنات اإلدارة امللصقات جريدة داخلية ويتمثل دور
االتصال النازل في التسيير والتوجيه وإعالم العمال (. )19
ب ـ االتصال الصاعد( :)20يعمل االتصال الصاعد على إبالغ املسؤولين باملعلومات والبيانات واملشاكل
والصعوبات التي تعترض تحقيق أهداف املؤسسة و قراراتها .ولهذا يعتبر االتصال الصاعد بمثابة املصدر
الذي يستقي منه مسؤولو املؤسسة مختلف املعلومات املتعلقة بمؤسساتهم إذ يمكن القول أن االتصال
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
الصاعد هو الشكل الوحيد الذي يسمح للموظف بإعالم املسير وتعريفه بنشاطاته وإقتراحاته ومشاكله
حول مختلف القضايا ذات العالقة باملؤسسة ويمكن تلخيص مضمون االتصال الصاعد فيما يلي :
* رفع الشكاوي خاصة ببعض املشاكل املهنية التي يعاني منها املوظف و التي تؤثر على مستوى الداء
الوظيفي .
* طلب توضيحات و استفسارات عن بعض القضايا الغامضة ذات العالقة لتسيير املؤسسة .
وهناك إجماع لدى املتخصصين في مجال اتصال املؤسسة على أن االتصال الصاعد يؤخذ كمقياس ملدى
ديمقراطية إدارة املؤسسة وتفتحها على موظفيها حيث يعتبر وجوده دليل على انفتاح املسيرين واهتماماتهم
باقتراحاتهم و االستفادة منها ملعالجتها وخلق جو من الثقة داخل املؤسسة داخل املؤسسة مما يؤدي إلى
تحقيق أهدافها بانتهاج طريقة تسييرية راشدة قائمة على أسس اتصالية جيدة .
جـ ـ االتصال األفقي( :)21يقصد باالتصال الفقي إرسال واستقبال معلومات وبيانات بين مختلف املصالح
والعمال الذين يشغلون نفس املركز ومناصب العمل في التنظيم الرسمي للمؤسسة ويشكل هذا االتصال
وسيلة هامة لتحقيق التنسيق بين مختلف القسام اإلدارية ويوفر مشقة االتصال عبر التسلسل الهرمي
وغالبا ما يؤدي هذا النوع من الوسائل إلى نشوء عالقات صداقة قوية بين الزمالء وتمتد إلى خارج املؤسسة
ويرى " هنري فايول " ضرورة تشجيع االتصال الفقي كوسيلة لتحقيق اإلدارة الفعالة واالتصاالت
اإلنسانية السليمة إذ يلعب دورا هاما فهة يساعد في :
1ـ تقسيم فعاليات التقسيمات املختلفة من خالل انتشار املعلومات و االنتشار فيها.
2ـ معالجة الصراعات واملشكالت بين التقسيمات بسبب تأمين وسائل االتصال املباشرة .
3ـ توفير اإلسناد العاطفي واالجتماعي للمرؤوسين من خالل التفاعل املنصب على املهمات املشتركة .
إلى جانب االتصال الرسمي الذي يعتمد عليه املؤسسة بصفة رئيسية في نقل املعلومات والقرارات إلى
جمهورها الداخلي نجدها تعتمد أيضا على االتصال غير رسمي .
فاالتصال غير الرسمي يحقق جزء مهم من االتصال في املنظمات في شكل غير رسمي إذ يؤلف نقل الرسائل
غير رسمية منظومة اتصال غير رسمية غالبا ما تسمى :املصدر السري للمعلومات .
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
وهذا االتصال يحدث خارج املسارات الرسمية املحددة لالتصال يعتبر جزء طبيعي من حيث املؤسسات وال
يمكن لإلدارة إخفاء وجوده فاالتصال غير الرسمي ال يخضع ملراقبة اإلدارة فهو غير مضبوط وغير مقنن
يساهم في تسريب املعلومات والنباء واإلشاعات عن العمل و أمور تتعلق بالعمال و اتجاهات اإلدارة و هذا
دون التمكن من تحديد مصدر هذه اإلشاعات .
و رغم ما يسببه هذا االتصال من مشاكل و مضايقات لإلدارة إال أن لهذا االتصال إيجابيات عديدة نورد
من بينها ما يلي :1
1ـ استكمال العديد من املعلومات التي يتعذر أحيانا على االتصال الرسمي استفاؤها .
2ـ يمتاز بسرعة وسهولة االنتشار فقد ينشر الخبر قبل بثه في قنوات االتصال الرسمي .
4ـ ينمي الشعور باالنتماء لدى العاملين عن طريق تفاهم لدقائق العمل .
5ـ يمهد الطريق إلى تذليل الصعوبات أو العراقيل التي تقف في طريق الداء و التطوير .
6ـ االتصال الغير الرسمي يمد الرؤساء باملعلومات عن املرؤوسين وتجاربهم مما يزيد في فهمهم لها وبين
فاعلية االتصال ككل .
1ـ ما يدور بين زمالء العمل من أحاديث عن مشكالتهم الخاصة أو عن آمالهم وأمانيهم و تمنياتهم ،أو عن
الحوال العامة التي تستدعي اهتماماتهم وتحاورهم .
3ـ الشكاوي والتظلمات التي تصل من صغار املوظفين مباشرة إلى القيادة ومن في حكمهم متخطين في ذلك
املستويات الرئاسية البينية .
4ـ الحاديث الخاصة التي تتم بين كبار املديرين و السكاترة التابعين لهم والتي ترمي في أحيان كثيرة إلى تفريغ
بعض الشحنات االنفعالية عند املديرين وإلى ظروفهم النفسية التي تفرضها عليهم قيود وظائفهم فيما
يتعلق باالتصاالت .
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
وقد بينت الدراسات أن هناك أثر واضح لتأثير الجماعة على الفراد ،حيث أنها تفرض عليه عدد من
التعليمات والتوجيهات من أجل اتباع سلوك معين ،ومن بين هذه الدراسات دراسة "التون مايو" حول مدى
ضبط معايير الجماعة وقوة تأثيرها على الفرد ،و يرى رينسيس ليكرت R . Likertأنه من أجل تحقيق أداء
أفضل للتنظيم ،يجب خلق جماعات عمل متماسكة لتنسجم أهدافها مع أهداف إدارة التنظيم ،ويتم ذلك
وفقا لليكرت – بواسطة منسقين أكفاء ،أطلق عليهم " محاور اتصال وربط " يكونون أعضاء في أكثر من
جماعة من هذه الجماعات وتربط محاور الربط أو االتصال هذه بين التفصيالت املحددة إلحدى الجماعات
بأعضاء جماعات أخرى لها عمل مشترك أو متداخل مع الجماعة الولى كما يمكن أن تتعرف الجماعة الولى
على تفصيالت الجماعات الخرى من خالل هذه املحاور .وظائف القائم بمحور الربط:
ويرى ليكرت أن القائم بدور محور الربط يؤدي ثالثة وظائف - :فهو يساعد الجماعة على تحقيق إجماع
على مسألة ما ،ثم ينقل هذا اإلجماع إلى جماعة أخرى ينتمي إليها وأخيرا يحاول في حاالت الصراع داخل
الجماعة أن يسهل حسم أو تسوية هذا الصراع -ومن منظور إلدارة فإنه قد يبدو دائما من املرغوب فيه
زيادة درجة تماسك مجموعات العمل ,
من أهم العوامل التي تحدد درجة حركية الجماعة ) ديناميكيتها ( ما يلي:
أ .حجم الجماعة :يلعب هذا الحجم دورا مهما في تحديد عالقات الفراد داخل الجماعة فكلما زاد حجم
الجماعة يصبح على كل عضو تحقيق مجموعة من العالقات الكثر تعقيدا ،ويكون الوقت املتاح له
للحفاظ على هذه العالقات أو تعميقها وقتا محدودا وذلك عكس الوضع فيما لو كان حجم الجماعة صغيرا
* تزايد إحساس أفراد الجماعة بالتهديد والتوتر واإلحساس بضعف املشاركة مما قد يؤدي إلى إضعاف
العالقة بالجماعة وربما الخروج منها ،أو عدم االلتزام الكافي بأهدافها وأنشطتها.
* يحول دون مناقشة المور املطروحة على جدول أعمال الجماعة بصورة معمقة مما يجعل القرارات تأتي
سطحية.
* يقلل فرص اإلجماع حول القرارات مما يجعلها قرارات وسطية إلى حد كبير لن ضيق الوقت ال يسمح
للجميع بالحوار التام والشامل ن كما أنه يحول دون تحقيق رغبات الجميع أو تجسيد تصوراتهم وآرائهم
عند محاولة الوصول إلى قرار نهائي.
-ال يوجد أي إجماع حول الحجم المثل للجماعة حتى تكون حركتها فعالة وأدوارها مؤثرة إال أن هناك
اتجاها يشير إلى أن الحجم الفضل هو خمسة أشخاص ،فال يمكن تحديد حجم الجماعات إال في حالة
الجماعات الرسمية وبذلك يتوقع وجود جماعات غير رسمية كبيرة الحجم ،وهنا فإن على املنظمات
اإلدارية وقيادتها أن تعي طبيعة هذه الجماعات وأساليب عملها وتفاعالتها لتضمن االستفادة من طاقاتها
ملصلحة العمل وأهدافه.
ب .بيئة الجماعة :و يقصد به مشاعر وأمزجة أفراد الجماعة و أسلوب تفاعلهم وظروف االجتماع
النفسية و البيئية) التهوية ،اإلضاءة ،الضوضاء ( ......ونمط القيادة ،وموضوع االجتماع .....إلخ وطريقة
الحوار ،وهل تقوم على أسس منطقية وموضوعية أم على أسس انفعالية وعاطفية ....إلخ
يلعب جو االجتماع دورا حاسما في كثير من الحيان بحيث تتحدد املناقشات والنتائج على ضوئه إلى حد
كبير ،ولذلك تجدر مراعاة جميع هذه العوامل وترتيبها بصورة تسمح بإنجاح الجماعة واجتماعاتها
وإحداث التفاعالت املطلوبة.
ج .أنماط وفرص االتصال بين أفراد الجماعة :فاالتصال بجميع وسائله وفنونه ومهاراته يمثل أهم
محرك أو معطل لتفاعالت الجماعة ،فكلما كانت قنوات االتصال ووسائله فعالة ومتاحة ومفتوحة كلما
كان التفاعل املتوقع فعاال ،وكلما كانت حركية الجماعة عالية والعكس بالعكس.
د .املشاركة :يعتبر االندماج العضوي والنفس ي) السيكولوجي ( لفراد الجماعة من أهم مقومات فعالية
الجماعة وحركيتها ،لن ذلك يضمن املشاركة ويعمقها وبذلك تتضاعف الطاقات املشتركة وتزداد فعاليتها
،لذلك يجب العناية بتوسيع فرص املشاركة وبخاصة في الدورات الجادة املتعلقة بشؤون الجماعة
وقراراتها الساسية ،وتنظيم الحوار على قواعد ديمقراطية وموضوعية وإعطاء الوقت الكافي حتى ال ينظر
إليه على أنه حوار شكلي ،وأن القيادة ستتخذ في النهاية ما تراه مناسبا قد يستنزف ذلك كثيرا من الوقت
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
والجهد ،إال أن نتائجه ستكون عظيمة على الجماعة وفعاليتها ،كما يكون مهما لترشيد قرارات الجماعة
ومساعدا كبيرا يضاعف درجة التزام أعضاء الجماعة بهذه القرارات وبوعيهم لها ،واستعدادهم لتنفيذها.
ه .مستوى الجماعة وشروط القبول في عضويتها :و يقصد بذلك املستوى االجتماعي أو االقتصادي
الذي تضعه الجماعة كشرط لالنخراط فيها ،ويصبح بذلك معيارا من معاييرها ،أو يقصد به مستوى الداء
الذي تتوقعه الجماعات من أعضائها وتفترض فيهم عدم االنحراف عنه بالزيادة أو النقصان أو مستويات
السلوك الخرى التي قد تحددها الجماعة بصورة أو بأخرى وتنتظر من أعضائها االلتزام بها كشرط
لدخولهم إلى الجماعة أو الستمرارهم فيها.
تعتمد حركية الجماعة وحركية كل عضو فيها على هذا المر كثيرا لنه يبدو كمعيار رئيس ي لسلوك
الجماعة ،لذلك يفترض أن تكون مستويات الجماعة وبخاصة مستويات الداء ومستويات السلوك الخرى
محددة بوضوح ومفهومة من جميع العضاء حتى يتعاملوا معها تعامال معياريا فعاال وتنصح الجماعات
بالعمل على مشاركة جميع العضاء في وضع هذه املعايير حتى يتعرفوا على أبعادها ويعملوا على تنفيذها
وااللتزام بها بصورة تتفق مع أهداف الجماعة وتطلعاتها ،كما يفترض أن تعمل الجماعة على تعديل وتغيير
مستوياتها التي تحددها لعضائها مع التغيرات في الظروف الزمانية أو املوضوعية حتى تحافظ على تماسكها
و جاذبيتها وفعاليتها.
و .الضبط االجتماعي :فالجماعة حتى تضمن استمرار تماسكها وفعالياتها تحتاج لتوفير قدر كاف
األول :أن تكون قادرة على تحقيق أعضائها وأهدافهم التي يسعون إليها بارتباطهم بهذه الجماعة.
و الثاني :أن تكون قادرة على إلزام أعضائها باملستويات التي تحددها وباملعايير التي تضعها ،وذلك عن طريق
تقوية عوامل الجذب تارة وعن طريق عوامل الحساب واملعاقبة بأشكالها املختلفة املمكنة تارة أخرى ....إلخ
وذلك حسب ما يقتضيه الحال ،وبشكل عام فإن قوة الضبط تزداد بازدياد جاذبية الجماعة والعكس
بالعكس ،ومن املهم هنا أن تكون الضوابط معروفة ومفهومة لدى العضاء ،كما أنه يجب تطبيقها بعدالة
دونما تمييز وإال كان ذلك أساسا في تفكك الجماعة وعدم فعاليتها وربما انهيارها.
ي .الشعور باإلتحاد داخل الجماعة :يعتبر هذا العامل من أهم عوامل تماسك الجماعة وفعاليتها ،لن
هذا الشعور هو الذي يمكن الجماعة من التحرك كالجسد الواحد وبقوة متحدة نحو أهدافها ،مما ال يسهل
على إدارة املنظمة مواجهتها أو تفكيكها ،وبالتالي تصبح مضطرة في
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
أحيا ن كثيرة لالنصياع لرغبات ومطالب مثل هذه الجماعات ،وبخاصة إذا كانت الجماعة كبيرة ودرجة
تأثيرها عالية في حياة املنظمة املعنية ومسيرتها ،وغالبا ما يتعزز هذا التوحد بالترابط بين أهداف العضو
مع أهداف الجماعة التي تعمل فعال على تحقيقها أو بالترابط بين فكر العضو وفلسفة الجماعة أو
بالتجانس العضوي الذي يتعزز بين العضاء بحكم الخبرات والتفاعالت املباشرة في عالقاتهم الشخصية
والرسمية.
ر .أدوار الجماعة :تعتبر الدوار عامال أساسيا للتحكم في ديناميكية الجماعة ،فإذا كلفت الجماعة
)الجماعات الرسمية ( بدور ما ،أو إذا وضعت الجماعة لنفسها أدوار ا محددة ) الجماعات غير الرسمية (
وكانت هذه الدوار أساسية وهامة في حياة املنظمة أو أعضاء املنظمة ،تزداد مكانة الجماعة ويصبح الدور
عامال منشطا جدا لحركيتها ،والعكس بالعكس.
وتزداد أهمية الدوار على هذا املستوى مع ارتفاع مستوياتها ،وكذلك مع درجة وضوحها لعضاء الجماعة
،ومع درجة استيعابهم لها وقدرتهم على ممارستها ،ومع عدم التصارع بين هذه الدوار مع أية أدوار أخرى
تحددها الجماعة لعضائها أو يحددها العضاء لنفسهم في عالقاتهم الخرى أو تحددها لهم جماعاتهم
الخرى التي هم أعضاء فيها ،فتصارع الدوار يمثل عامال مثبطا ومحبطا لحركية العضاء والجماعات ،
لذلك تجدر مالحظته والتنبيه والتحوط له دائما ضمانا الستمرار فعالية الجماعات وقوتها.
ز .مهارات العمل الجماعي :فإذا كان الصل في وجود الجماعة وفعاليتها هو قوة تماسكها وتوحدها
وجاذبيتها فإن تحقيق المر يقوى بتوافر مهارات العمل الجماعي لدى أعضاء الجماعة ويضعف بضعفها ،
أي طريقة تعامل العضاء مع بعضهم ،ومدى قيام ذلك على أساس من الوعي واالحترام املتبادل بين
العضاء على املستوى الشخص ي أو الوظيفي ،فالحوار املوضوعي واحترام وجهات النظر والعمل على
االستفادة من خبرات وأفكار الجميع واملشاركة اإليجابية والتعاون الجاد ،وإدراك أن إثراء أي موضوع أو
فكرة وتكامل بحثه يفترض وجود تباين بين وجهات النظر كل ذلك يحتاج إلى تنمية مهارات التعامل اإلنساني
،ويؤدي تحقيقه إلى تنمية روح الجماعة والعقل الجماعي الذي يمثل أساس وجود الجماعة وحركيتها.
م .التجانس وعدم التجانس :فالجماعة املتماسكة الفعالة تحتاج إلى وجود تجانس بين أفرادها وبخاصة
من حيث أهدافهم وأفكارهم الرئيسية وانسجامها مع أهداف الجماعة وفلسفتها ،إال أنه ينبغي لتكامل
الجماعة أن تتنوع مهارات وخبرات وقدرات أعضائها وإلى املدى الذي يجعلها تبدو غير متجانسة من هذه
الناحية ،وذلك حتى يتم تطويع الفروق في هذه املجاالت لخدمة تكامل الجماعة وحركيتها ،وبدون ذلك تقع
الجماعة في حالة من املحافظة و السكونية التي تعطل فعاليتها وحركيتها.
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ن .تقويم الجماعة :وذلك لتقويم الدوار التي تقوم بها الجماعة أو يقوم بها كل عضو فيه ،ومدى فعالية
هذا الدور ،وما هي مثبطاته ومحفزاته وكيفية تنشيطه ...إلخ ،فالتقويم الفعال املنظم له أهمية عظيمة
في دفع العضاء والجماعات نحو االرتقاء بمستويات أدائهم ونشاطهم) ، (24وبرغم اختالف أساليب التقويم
إال أن أكثرها فعالية تلك التي تقوم على تقاليد املشاركة ،حيث يشارك العضاء في تقويم أنفسهم ،وفي
تقويم الجماعة التي يعملون فيها ،وبخاصة إذا نما الوعي بينهم على أسس تجعل سلوكهم محكوما بقاعدة
أننا ال نسعى إلى كشف عورات بعضنا ،وكلنا نريد سد هذه العورات وعالجها ،وأننا ال نريد أن نحبط بعضنا
،ولكننا نريد أن نأخذ بأيدي بعضنا نحو مزيد من املجد ...وأننا ال نريد أن" نعاير "بعضنا ،ولكننا نريد أن
نعمق وعينا بأنفسنا ونرشد سلوكنا.
خامسا .ديناميكية الجماعة و البيئة الخارجية للمنظمة :تتأثر الجماعات بالعوامل املوضوعية
املتواجدة في البيئة الخارجية التي تحيط بها وال تستطيع االنعزال عنها ،فالداخل والخارج لي منظمة أو
جماعة تعبير عن ثنائية تالزمية وال بد أن تحتكم هذه الثنائية إلى شكل من العالقة التكيفية التي تضمن
لية جماعة قوتها وفعاليتها ،كما تضمن للبيئة الخارجية سالمتها وشروطها ،ومن أهم العوامل الخارجية
التي تؤخذ بعين االعتبار في هذا املجال:
أ نظام القيم السائدة في املجتمع املحيط ومدى انسجام الجماعات مع هذه القيم ،فكلما كانت درجة
االنسجام عالية كلما ساعد ذلك على فعاليتها وحركيتها والعكس بالعكس.
ب نظام أهداف الجماعة ومدى انسجامها أو ترابطها مع أهداف املجتمع من حولها فالترابط بين الهداف
هو أساس فعالية الجماعات واملنظمات التي يمثل املجتمع الخارجي لها ما يمثله املاء بالنسبة لألسماك.
ج االرتباطات الخرى لعضاء الجماعة مع أية جماعات أخرى في املجتمع الخارجي ومدى التصارع أو
التنافس بين الدوار التي تحددها كل جماعة لعضائها ،فكلما اتسعت هذه االرتباطات وتعمقت التصارعات
بين الدوار ضعفت الجماعات وشلت فعاليتها والعكس بالعكس) (25وعموما فإن حركة الجماعة تتحقق عن
طريق القيام بسلسلة من العمال الجماعية التي يجب وصفها على املستوى الجماعي.
تحدث كل من" مارش "و " سيمون " عن الهدف اإلجرائي وبينا أنه " كلما أمكن أن نعرف إلى أي
حد يمكن تحقيق الهدف عن طريق خط سير معين للنشاط الجماعي ،كان الهدف إجرائيا " ويعد بناء
مستشفى في تاريخ محدد هدفا جماعيا إجرائيا لنه يمكن تحديد العمال الجماعية املناسبة التي تتوقع
أما الهداف غير اإلجرائية مثل" تحقيق رفاهية املجتمع " أو " رفع املستوى الثقافي في املجتمع الذي تعمل
فيه الجمعية "فإنه من املالحظ أن الكثير من الهيئات واملنظمات لها أهداف غير إجرائية يصعب بالنسبة
لها تقويم العمال الجماعية على أساس مساهمتها النسبية في تحقيق هذه الهداف غير اإلجرائية مأمونة
لنه يصعب معها الحكم على النشاط الجماعي بالفشل ،ولذلك فإن الجماعة التي تحدد أهدافا جماعية
إجرائية تكون أقدر من تلك الجماعات التي تتجنب الهداف اإلجرائية)(26
تعتبر املنظمة نظام اجتماعي يتكون نتيجة تفاعل مجموعة أنظمة فرعية ،داخل نظام أكبر ،مستخدمة
قيم أو مدركات إلى تماسك النظام و تحقيق أهدافه وأهم خاصية تتميز بها املنظمة هي طابعها حيث تعتبر
کیان اجتماعي ذا حدود مميزة و شفافة تسمح للمنظمة بالتفاعل مع بيئتها التنظيمية والسيما الثقافية منها
إذ تعتبر املتغيرات الثقافية من أهم املتغيرات التنظيمية فاالتجاه الحالي ملنظري املنظمات هو اعتبارها نظام
ثقافي فرعي عن نظام الثقافي للمجتمع بكل ما يحمله من قيم وافتراضات تؤثر في خصائص املنظمة من خالل
مفهوم الثقافة التنظيمية العام و التي بدورها تحوي ثقافة االتصال ،و التي تلعب دورا هاما في صياغة قيم
العامل و تحديد طبيعة سلوكياته في مختلف مواقف العمل ،الرأسمال البشري هو املورد الحقيقي املعتمد
عليه في تحقيق أهداف وأساس استمرارية و نجاح أي منظمة و املسؤول عن إدارة جميع عملياتها ،فهو
الذي اجتهد في إنشائها ويبذل جهدا فيها ملا يتميز به من قابلية التغير و القدرة على إحداثه تفاعال مع
املدخالت و املخرجات البيئية من خالل النسق وما يحمله من قيم ثقافية تصيغ أنماط التفكير والسلوك،
و التي تؤثر في ثقافة االتصال على شكل التنظيم وما يؤديه من أنشطة و مهام ،كما تتفاعل مع إدارة املنظمة
وتؤثر في صياغة وتحديد توجهاتها املستقبلية .
فكلما كانت الثقافة واسعة التأثير و يعتقد أن بها عددا كبيرا من العاملين كلما كبر تأثيرها مقارنة بالثقافات
التي ال تتمتع بهذه الصفة لهذا فاالتجاهات الجديدة في منظمات العمال والخدمات مغايرة لألنماط
التنظيمية التقليدية شكال ومضمونا و وظيفيا حيث أصبح التركيز على رسالة إدارة املوارد البشرية
والعاملين فيها و ذلك بمشاركة اآلخرين في النجاح والفوائد الناتجة عن التغيرات االيجابية والتركيز على
املهارات االتصال الفعال للمستويات اإلدارية لهذا فهي تلعب دور فعال في توحيد الرؤى وتحقق التماسك
و ديناميكية الجماعة بالتأثير االيجابي للثقافة املنتشرة في أي مؤسسة سواء كانت اقتصادية أو خدماتية
حيث يستطيع العامل فيها العمل بحرية وبروح معنوية عالية تتيح له تحقيق التوافق بين الثقافة ومتطلبات
التنظيم.
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ترتبط هذه العقبة في االتصال بالحاالت الناشئة عن تكوين االتجاهات الفكرية بين جماعات العمل
املختلفة .فالعاملون قد يشكلون فئة نتعارض وفئة املدراء ،مثال أو أن الفراد في املستويات اإلدارية العليا
ينظرون إلى املستويات التنفيذية أو اإلشرافية بمستوى أدني .وهكذا بالنسبة للعمال املاهرين وغير
املاهرين ،وكذلك بالنسبة للعاملين في االمور املكتبية والعاملين في الخطوط االنتاجية واالدارة الهادفة
لتحقيق االتصال الكفوء والفاعل ال بد أن تأخذ الشكال املتباينة للتكوين الشرائحي في جماعات العمل
بنظر االعتبار ،واالتجاه بجهد واسع لتذليل املشكالت الناتجة عن ذلك حيث ال مبرر لإلدارة اطالقا من
تعزيز التنافر والصراع بين جماعات العمل أو خلفها لوالئات أو عداءات متباينة داخل املنظمة الواحدة.
سيما وأن طرق التغيير قد تخلق اتصاالت .متنافرة وغير هادفة لتحقيق نجاح املنظمة(.)27
خاتمة :
املنظمة عبارة عن نسق إجتماعي مفتوح يضم أفرادا وجماعات تعمل معا لتحقيق رغبات وأهداف
مشتركة ،ويمثل االتصال روح املنظمة والعصب املحرك في ديناميكية جماعة العمل ،وعليه يتوقف
بقاؤها ،إضافة إلى أن أي عمل في االتصال يؤثر على املنظمة بطريقة ما ،فهو يعمل على الربط بين أهداف
الفرد و الجماعات وأهداف املنضمة ،فهناك عالقة طردية بين اإلتصال من ناحية ،و بين ديناميكية
الجماعة و عليه يجب على اإلدارة خلق مناخ و ثقافة اتصال للمؤسسة من أجل استمراريتها.
(1) - J.M. George and G.R. Jones, Understanding and managing organizational
behavior, delta-publishing company, 2006, P 68.
) - (2حسين حريم ،السلوك التنظيمي لألفراد والجماعات في منظمات األعمال ،دار الحامد للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن ،2004 ،ص.163
) - (3حمد ماهر :السلوك التنظيمي مدخل بناء المهارات دار الجامعية للطبع و النشر و التوزيع
األسكندرية،2002 ،ص
) - (4لطفي الدنبري :مفاتيح إدارة جماعة العمل في التنظيم " ،مجلة الباحث االجتماعي ،العدد
10سبتمبر ،2010جامعة أم البواقي ،الجزائر ،ص.843،843
) - (5محمد أديون :المدخل إلى دينامية الجماعة التربوية ،أفريقيا الشرق للنشر والتوزيع ،بيرو،
لبنان،2001،ص .11
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
) - (6عبد المعطي محمد عساف :السلوك اإلداري " التنظيمي " في المنظمات المعاصرة ،دار زهران
للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ، 1999 ،ص .165
) - (7حسن منسي :ديناميات الجماعة والتفاعل الصفي ،دار الكندي للنشر والتوزيع ودار طارق
للنشر والتوزيع ،ط1
عمان ،األردن ، 1998 ،ص . 22
) - (8أحمد زايد ،علم االجتماع النظريات الكالسيكية التقليدية ،دار الكتب المصرية ،مصر،1985 ،
ص .38
) - (9خضير كاظم ،السلوك التنظيمي ،ط ،1دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2002 ،
ص.86
(10) - D.B. Egolf, forming storming norming performing: successful communication
in group and teams, writers club press, 2001, P 36.
(11) - IBID, P 39.
) - (12هالة منصور :اإلتصال الفعال ،مفاهيمه ،أساليبه ،مهاراته ،المكتبة الجامعية ،اإلسكندرية
،2000ص. 11
) (13غريب عبد السميع غريب :اإلتصال والعالقات العامة في المجتمع المعاصر ،مؤسسة شباب
الجامعة ،اإلسكندرية،. 2004 ،ص. 14
) - (14أحمد محمد عليق وآخرون :وسائل اإلتصال والخدمة االجتماعية ،المكتب الجامعي الحديث،
اإلسكندرية، 2004،ص. 16
) - (15عبد الفتاح عبد النبي :تكنولوجيا اإلتصال والثقافة بين النظرية والتطبيق ،القاهرة ، 1999ص
.11
) - (16محمد مصطفى محمد :االتصال في الخدمة اإلجتماعية ،المكتب العلمي للكمبيوتر والنشر
والتوزيع ،اإلسكندرية ، 1990،ص . 46
) - (17إبراهيم عبد العزيز شيخة ،اإلدارة العامة ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ،مصر ،
، 1967ص . 312
) - (18كمال الغزالي :اإلدارة العامة ،منشورات مطبعة الدوري ،دمشق ، 1974 ، ،ص .294
) - (19عبد الرحمان عزي وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص . 121
) - (20علي منصور محمد :أسس ومبادئ اإلدارة ،دار مجموعة النيل المصري ،طبعة أولى ،
مصر. 225 ، 1999 ،
) - (21عبد الغني بسيوني عبد هللا :أصول علم اإلدارة العامة ،الدار الجامعية للطباعة
والنشر،مصر ، 1983،ص .130
العدد 18 مجلة حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية
) - (22جميل أحمد توفيق :إدارة األعمال (مدخل وظيفي ) ،دار النهضة العربية ،بيروت ،
، 1986ص .284 ، 283
) - (23محمد لعقاب :دعائم االتصال في المؤسسة ،اإلعالم واالتصال في الوسط الجامعي ،ديوان
المطبوعات الجامعية،الجزائر ، 2004 ،ص .31
) - (24عبد المعطي محمد عساف ،السلوك اإلداري " التنظيمي " في المنظمات المعاصرة ،دار
زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ، 1999 ،ص .171-169
) - (25عبد المعطي محمد عساف ،المرجع نفسه ،ص .172-171
) - (26بركات حمزة حسن :علم النفس و ديناميات الجماعة ،الدار الدولية لالستثمارات الثقافية ،ط
،7القاهرة ،مصر ،2008 ،ص .56-55
) - (27خليل محمد حسن :نظرية المنظمة ،دار المسيرة للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن،ط،3
،2007ص .215