You are on page 1of 36

‫املجلد ‪ / 08‬العـــدد‪ ،)2019( 40 :‬ص ‪044- 373‬‬ ‫مجلـة علوم اإلنسان واملجتمع‪ISSN:2253-0347...

‬‬

‫دينامية الجماعة التربوية ودورها في أداء الفاعلين في التعليم الثانوي‬


‫‪The dynamic of the educational group and its role in the‬‬
‫‪performance of actors in secondary education‬‬

‫ط د‪ /1‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /2‬حممد رضا بلمختار‬


‫‪ 2/1‬جامعة البليدة‪ ،2‬الجزائر‬
‫‪Mail:halimalima474@gmail.com‬‬
‫‪Mail:redabelmokhtar@yahoo.fr‬‬

‫تاريخ القبول‪:‬‬ ‫تاريخ الاستالم‪2112/07/09 :‬‬


‫‪2112/11/25‬‬
‫‪halimalima474@gmail.com‬‬ ‫املؤلف املرسل‪ :‬حليمة السعدية بزيو‪،‬‬

‫امللخص‪:‬‬

‫وقع اختيارنا على هذا الجزء من الدراسة والتحليل تزامنا مع بحثنا في‬
‫العالقات الاجتماعية بين الفاعلين في الجماعة التربوية وعالقتها باألداء التربوي‪.‬‬
‫فالجماعة التربوية تضم فاعلين تربويين منهم املسيرين دإلداريين‪ ،‬املعلمين ‪،‬التالميذ‬
‫وألاولياء‪ ،‬يقوم كل فاعل تربويي بدوره الذي ال يمكن فصله عن ألادوار ألاخرى التي‬
‫يقوم بها بقية ألاعضاء‪ .‬فيحدث التفاعل الذي يميز دينامية الجماعة التربوية‬
‫بخصائصها‪ ،‬و إن تفاعل أعضاؤها بشكل ايجابي إنما هو بمثابة تنشيط و تحفيز‬
‫‪Abstract:‬‬
‫كل فاعل للقيام بأدائه وهذا بدوره يحقق الهدف التربوي الذي شكلت من أجله‬
‫الجماعة التربوية‪ ،‬و ذلك يستوجب أن تكون جماعة تربوية متماسكة ولها نفس‬
‫القيم واملعايير‪ ،‬ويكون هدفها مشترك‪ .‬وقد تم الاختيار في هذه الدراسة املربين‬
‫ألاكثر تفاعال مع التلميذ داخل الثانوية وهم املدير‪ ،‬ألاستاذ‪،‬مستشار التوجيه‬
‫ومستشار التربية فمستوى التفاعل بينهم يرتبط بمستوى ألاداء لتحقيق الهدف‬
‫التربوي‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬جماعة؛ جماعة تربوية؛ فاعلين تربويين؛ تماسك الجماعة‬
‫التربوية؛دينامية الجماعة التربوية‪.‬‬
‫ محمد رضا بلمختار‬/‫ د‬،‫ حليمة السعدية بزيو‬/‫ط د‬

Abstract:

We chose this part of the study and analysis to coincide with our
research in the social relations .etween the actors in the educational group and
its relationship to educational performance. each educational actor in turn can
not be separated from the other roles performed by the rest of the
members.The interaction that characterizes the dynamics of the
educationalgroup by itsfeatures , It is an activation and motivation of each
actor to perform his performance and this in turn achieves the educational goal
for which the educational group was formed, so it must be a
coherenteducational group with the same values and standard. In thisstudy, the
most active educatorsthatreactwith the studentwithin the secondary school.
They are the director, professor, guidance counselor and education counselor .
The level of interaction between them is related to the level of performance to
achieve the educational goal

keyword : group; educational group; educational actor; the cohesion of the


educationalgroup; the dynamic of the educational group.

: ‫مقدمة‬
‫إن دينامية الجماعة التربوية تتمثل فيما ينشأ بين أعضائها من تفاعل خالل‬
‫ وهذا التفاعل يشكل الجانب الحيوي‬،‫العالقة الاجتماعية والتربوية التي تربطهم‬
،‫ فالجماعة التربوية تضم الفاعلين التربويين الذين يشكلون الوسط املدرس ي‬.‫للمدرسة‬
‫وتربطهم عالقات تفاعل وتواصل داخل املؤسسة التعليمية حسب القيم واملعايير‬
‫ وتشمل الجماعة التربوية كل من يساهم‬.‫القانونية التي ينص عليها التشريع املعمول به‬
‫ داخل املدرسة وخارجها تجمعهم‬،‫بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تربية وتكوين التلميذ‬
‫عالقات اجتماعية رسمية وغير رسمية وهذا ما يعطي أهمية للجماعة وروح العمل‬
‫ موجها نحو تحقيق الهدف الذي تتشكل حوله الجهود‬،‫بفريق تربوي متماسك‬
‫ التنسيق‬،‫ ويتحقق داخلها الاندماج من أجل القيام بوظائفها كالتخطيط‬،‫الجماعية‬
‫ الاتصال واتخاذ القرار وال تتحقق هذه الوظائف إال حينما يكون‬،‫ الرقابة‬،‫التوجيه‬
‫الفاعلين التربويين على اتصال مستمر ويكون التفاعل عامل مهم يبرهن فيه كل مرب‬
‫ فحدوث الدينامية بين‬.‫قيامه بأدائه التربوي امل شترك بننه وبين كل املربين داخل الثانوية‬
374
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫الفاعلين التربويين يعني زيادة حيوية ونشاط الجماعة مما يجعلها تساهم في تغير‬
‫الجماعة لألفضل التي يتشارك أعضاؤها على وحدة املعايير والخصائص السلوكية التي‬
‫تمكن الجماعة التربوية من انجاز الهدف التربوي املنشود‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الجماعة‬
‫الجمع والجماعة كالهما يدل على مجموعة من الناس إال أن استخدام‬
‫مصطلح الجماعة في العلوم الاجتماعية والنفسية والتربوية والثقافية والاقتصادية‬
‫والسياسية تتعدد حوله املفاهيم‪.،‬و اعتبر بورديو‪ "BourdieuP,‬أن الجماعة تتحدد‬
‫بمجموع العالقات املؤقتة أو املستمرة والعاطفية أو املنظمة واملشروعة بين أعضائها‪ ،‬أو‬
‫مجموع العالقات التي تدعى تفاعالت باعتبارها عالقات عميقة (أديوان‪ )2111 ،‬وهذا‬
‫يعني أن الجماعة هي عالقة ورابطة نفسية عاطفية بين ألاشخاص‪ .‬وفي مفهوم آخر‬
‫يعطي لها مفهوما يعبر على مدى تماسك الجماعة وتشابههم في القيم والاتجاهات‬
‫فتعرف على أنها "تجمع عدد من ألافراد ‪،‬ال يقل عن اثنين ويرتبطون فيما بينهم بعالقة‬
‫سيكولوجية ظاهرة‪ ،‬وفي خالل فترة زمنية ثابتة نسبيا‪ ،‬ويتقاسمون فيما بينهم قيما‬
‫واتجاهات متقاربة ويتبعون في تصرفاتهم قواعد سلوكية معينة (عبد الباقي‪.)2112 ،‬‬
‫وفي مفاهيم أخرى توضح أنه تتكون عالقة اجتماعية في الجماعة تعتمد على‬
‫التفاعل والاتصال و من بين الباحثين في علم النفس الاجتماعي هومانز(‪)G-Homans‬‬
‫الذي يعرف الجماعة بأنها" عدد من ألاشخاص على اتصال واضح بعضهم بالبعض‬
‫آلاخر على فترة من الزمن وأن يشكلوا عددا قليال نسبيا بصورة تمكن كل شخص من‬
‫الاتصال وجها لوجه بجميع ألاشخاص آلاخرين (التكريتي‪ ،‬دت) إال أنه لنس بالضرورة‬
‫أن يكون التفاعل وجها لوجه‪ ،‬فقد يكون حوار جماعي أو مناقشة بين أعضاء‪ ،‬وقد‬
‫يكون غير لفظي كتبادل دإليماءات ودإلشارات مع أحد الزمالء إال أنهم يجمعهم نفس‬
‫الهدف‪ ،‬وبذلك يعرف سمول(‪)Albion W. Small‬الجماعة"أنها عبارة عن مجموعة من‬
‫الناس‪ ،‬كبيرة الحجم كانت أو صغيرة الحجم‪ ،‬يربط أفرادها عالقات اجتماعية قوية‬
‫تساعد على تحقيق أهدافهم ألاساسية" (شروخ‪.)2111 ،‬‬

‫‪375‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫فالجماعة بصفة عامة سواء كانت صغيرة أو كبيرة يجمعها اتصال مباشر وغير‬
‫مباشر ‪ ،‬تميزت عالقاتها باالنسجام أو الصراع فإن الهدف هو الذي يوحد الجماعة‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الجماعة التربوية ‪:‬‬
‫الجماعة التربوية تضم الفاعلين التربويين الذين يشكلون الوسط املدرس ي‪،‬‬
‫وتربطهم عالقات تفاعل وتواصل داخل املؤسسة التعليمية حسب القيم واملعايير‬
‫القانونية التي ينص عليها التشريع املعمول به‪ .‬وتشمل الجماعة التربوية املدير واملفتش‬
‫وألاستاذ والتلميذ والولي وكل من يساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تربية وتكوين‬
‫التلميذ‪ ،‬تجمعهم عالقات تكون قائمة على التشاور ‪،‬التعاون التضامن والانضباط‬
‫يسوده الاحترام والشعور باالنتماء‪ ،‬و التفاعل القائم بين أفرادها املتمثل في قيام كل‬
‫فاعل في الجماعة التربوية بأدائه التربوي والتقيد بالبرامج والتعليمات والتوجيهات‪ .‬ومنه‬
‫يمكن القول أن الجماعة التربوية هي ذلك الكل الدينامي املتكامل‪ ،‬هي أساس املؤسسة‬
‫التعليمية الذي يحدث داخلها التفاعل ب ين كل ألاعضاء الذين يشكلونها بأداء سواء كان‬
‫مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫وباعتبارها جماعة عمل رسمية مثلما ورد في بعض املفاهيم "يتحدد دور كل‬
‫عضو طبقا لنوع الوظيفة التي يشغلها ‪،‬ويكون لكل رئنس له الصفة الرسمية ويكون‬
‫مسؤول عن أداء الجماعة‪ ،‬وتتشكل هذه الجماعة وفق قواعد رسمية تحدد من يرأس‬
‫ومن يقدم التقارير إلى من" (مصطفى‪ ،‬د ت)‪ .‬فاملؤسسة التعليمية تضم‪:‬‬
‫جماعات عمل رسمية يطلق عليها بصفة كلية الجماعة التربوية حيث تضم‬
‫املربين والتالميذ يجمعها الهدف الواحد وهو تحقيق الغاية التربوية للمؤسسة‬
‫التعليمية‪ ،‬وحسب القيم واملعايير املعمول بها فإنها تضع العمل الجماعي ضرورة‬
‫مرتبطة باملهنة أكثر من كونه اختيار فردي أي أن الفاعل يجد نفسه عضوا في فريق‬
‫من املربين تتكاتف مجهوداته من أجل تحقيق هدف املؤسسة التعليمية بشكل‬
‫خاص‪ ،‬والهدف التربوي بشكل عام‪ ،‬لذلك البد وأن يتسم العمل من طرف الجماعة‬
‫التربوية بااللتزام‪ ،‬والتماسك‪ ،‬والانضباط الكفاءة‪ .‬وبذلك يوجه أداء الفاعلين‬
‫جماعيا‪ ،‬كما تنسق وتنظم الجهود الفردية من خالل اختيار أنسب ألاساليب وألادوات‬
‫‪376‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫واملناهج‪ ،‬وتحدد دور القائد وتوجب عليهم اتخاذ القرارات جماعيا وتسطير ألاهداف‬
‫بغية تحقيقها‪ ،‬و تسند لكل أفراد الجماعة سلطة ومسؤولية تتكافأ مع املهام املسؤول‬
‫عنها كل فاعل تربوي‪.‬‬
‫‪ -3‬الفاعلين التربويين في الجماعة التربوية‪:‬‬
‫من خالل ما ورد في القانون التوجيهي من التشريع املدرس ي يتحدد كيفية‬
‫تنظيم ما يسمى بالجماعة التربوية‪ .‬واملقصود بها كل عضو فاعل ومكون للعملية‬
‫التربوية‪ ،‬وي ؤكد على وحدة الجماعة لتأدية العمل والسعي نحو تحقيق الهدف املنشود‪،‬‬
‫و تتشكل من التالميذ وكل ألاشخاص الذين يساهمون بطريقة مباشرة غير مباشرة في‬
‫تربية وتكوين التالميذ في الحياة املدرسية وفي تسيير املؤسسات املدرسية (وزارة التربية‬
‫الوطنية‪.)2112 ،‬‬
‫إال أن العالقة ا لتي تربط التلميذ بالفاعلين التربويين داخل املؤسسة التعليمية‬
‫لنست على نفس الدرجة‪ ،‬فالتلميذ أكثر تفاعال مع ألاستاذ‪ ،‬مستشار التربية‪ ،‬مستشار‬
‫التوجيه واملدير ‪.‬‬
‫‪ -1-3‬املدير‪:‬‬
‫املدير هو املشرف التربوي للجماعة التربوية وأحد الفاعلين فيها‪ ،‬يحتل هرم‬
‫السلطة إداريا وتربويا يقوم بإدارة وتسيير املؤسسة التعليمية‪ ،‬وقد ورد في املادة (‪ )5‬من‬
‫القرار الوزاري رقم (‪ )222‬املؤرخ في ‪ 2112-2-12‬واملتعلق بتحديد مهام مدير "يقوم‬
‫املدير بتنشيط مختلف املصالح القائمة والتنسيق بينها سيما ما يتعلق بمشروع‬
‫املؤسسة ويسخر الوسائل املادية والبشرية واملادية واملالية املوضوعة تحت تصرف‬
‫املؤسسة في خدمة املصلحة العليا للتالميذ فهو بهذه الصفة يضطلع بدور بيداغوجي‬
‫وتربوي وإداري ومالي"‪ .‬ففي املجال دإلداري يقوم على سبيل املثال ال الحصر بتشكيل‬
‫ألافواج التربوية بالتشاور مع ألاساتذة‪ ،‬مستشار التربية ومستشار التوجيه‪ ،‬و يقوم‬
‫بضبط القرارات النهائية التي يتم مناقشتها في املجالس املختلفة وكذا برامج التوقيت‬
‫ألاسبوعي‪ .‬ومن بين الوظائف التي يقوم بها في املجال دإلداري دإلعداد للدخول املدرس ي‬
‫‪377‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫وتشكيل املجالس املدرسية املختلفة وتنصنب العاملين باملؤسسة‪ ،‬أما في املجال املالي‬
‫يضطلع بدور هام في تسيير ألاموال‪ .‬و أيضا هو املسؤول على هندسة تكوين العاملين في‬
‫املؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫‪ -2-3‬مستشار التوجيه وإلارشاد املدرس ي‪:‬‬
‫تتمثل نشاطات مستشار التوجيه املدرس ي في مجال التوجيه خصوصا وذلك‬
‫بمرافقة التالميذ خالل مسارهم املدرس ي‪ ،‬وتقييم نتائجهم و"بمقتض ى القرار الوزاري‬
‫رقم ‪722‬الصادر في ‪ 21/11/11‬في التشريع املدرس ي الجزائري‪ ،‬فإن مستشار التوجيه‬
‫املدرس ي يخضع لسلطة مدير مركز التوجيه املدرس ي ويمارس نشاطه في مؤسسة تعليمية‬
‫تحت إشراف مدير املدرسة ويتعاون مع أعضاء الفريق املدرس ي ودإلداري والتربوي‪ ،‬فهو‬
‫بذلك همزة وصل بين املؤسسة التعليمية ومركز التوجيه املدرس ي وكذا بين دإلدارة‬
‫والتالميذ (وزارة التربية الوطنية‪.)1221 ،‬‬
‫ومن أهم وظائفه تقييم نتائج التالميذ ومعرفة نتائجهم ومسارهم الدراس ي‪،‬‬
‫ومشاركته في مجالس ألاقسام بصفة استشارية وأخذ رأيه في مجال تخصصه ‪.‬فإن‬
‫مستشار التوجيه ودإلرشاد املدرس ي يقوم في مجال البحث واملتابعة خصوصا فيمايلي‬
‫(وزارة التربية الوطنية‪.)2111 ،‬‬
‫القيام باإلرشاد النفس ي والتربوي قصد مساعدة التلميذ على التكيف مع‬ ‫‪-‬‬
‫النشاط التربوي‬
‫متابعة التالميذ الذين يعانون صعوبات من الناحية النفسية‬ ‫‪-‬‬
‫البيداغوجية قصد تمكينهم من مواصلة التمدرس‪.‬‬
‫يشارك املستشارون الرئنسيون للتوجيه ودإلرشاد املدرس ي واملنهي في تأطير‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات التكوين التحضيري‪ ،‬وفي أعمال البحث التربوي التطبيقي‪.‬‬
‫يشارك في إعداد مشاريع املؤسسات فيما يتعلق بمجال اختصاصه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان سيولة دإلعالم وتنمية الاتصال داخل املؤسسات التعليمية‪ ،‬وإقامة‬ ‫‪-‬‬
‫مناوبات بغرض استقبال ألاساتذة والتالميذ وألاولياء‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫‪ -‬تنشيط حصص إعالمية جماعية وتنظيم لقاءات بين التالميذ و ألاولياء‬


‫واملتعاملين املهنيين ‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط مكتب التوثيق ودإلعالم باالستعانة باألساتذة ومساعدي التربية‬
‫وتزويده بالوثائق التربوية قصد توفير دإلعالم الكافي للتالميذ‪.‬‬
‫فما يقوم به مستشار التربية مرتبط بما يقوم به بقية أعضاء الجماعة‬
‫التربوية‪ ،‬لذلك يؤكد مدير الثانوية على تعاون ألاساتذة معه وحثهم على حل‬
‫املشكالت التي تواجه التالميذ وتحويلهم إلى مستشار التوجيه‪ ،‬ويتتبع املسار‬
‫الدراس ي للتلميذ ويعلم املتفوقين منهم و املوهوبين والاهتمام بهم وتتبع‬
‫الحاالت السلوكية خاصة التي تسبب عائق للتلميذ ولألستاذ‪ .‬فدور مستشار‬
‫التوجيه بالغ ألاهمية وال يمكن الاستغناء عنه في الجماعة التربوية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬مستشار التربية‬
‫يمارس مستشار التربية واملستشار الرئنس ي للتربية في ‪-‬مؤسسات التعليم‬
‫الثانوي‪ -‬مهامه تحت سلطة مدير الثانوية ومساعده ألاول‪ .‬فقد ورد في املادة ‪:72‬يكلف‬
‫املستشارون الرئنسيون للتربية بمرافقة التالميذ من الناحية البيداغوجية والسهر على‬
‫مواظبتهم ومداومتهم على الدرس ودإلشراف على تأطيرهم أثناء الحركة وخالل املذاكرة‬
‫املحروسة‪ ،‬وكذا على الخدمة في النظام نصف الداخلي وفي النظام الداخلي وفق نظام‬
‫املؤسسة‪ .‬ويساعدون نظار الثانويات في املهام البيداغوجية ودإلدارية وينسقون أنشطة‬
‫مساعدي التربية واملساعدين الرئنسيين للتربية (لعمش‪.)2111 ،‬‬
‫يعمل مستشار التربية في وسط مدرس ي معظم تالميذه مراهقون واملراهقة هي‬
‫السن التي يبدأ فيها جنوح ألاحداث‪ .‬ولكي يتمكن هذا املوظف من القيام بدوره التربوي‬
‫على أكمل وجه ينبغي أن يكون قدوة حسنة لهؤالء التالميذ املراهقين وأن يلم إملاما‬
‫كافيا بحقائق علم النفس التربوي فشخصية املراهق في هذه املرحلة الحساسة تنمو في‬
‫جميع مظاهرها املختلفة‪ ،‬الجسمية ودإلدراكية والوجدانية والروحية وغيرها (بن حمودة‪،‬‬
‫دت)‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫ينبغي أن يكون مستشار التربية في عمله ضمن املجموعة التربوية قدوة للتالميذ‬
‫في سلوكهم ويساعدهم في أداء املهام ويتشاور معهم في بعض الشؤون الدراسية التي‬
‫تحدث داخل املؤسسة التعليمية‪ ،‬ويستمع آلرائهم ويساعده في أداء هذه املهام‬
‫املساعدون التربويون‪ .‬فما يقوم به مستشار التربية داخل الثانوية ال يقل أهمية عما‬
‫يقوم به ألاستاذ في تربية التلميذ وتعليمه‪ ،‬فإذا كانت العالقة منسجمة وطيبة بين‬
‫مستشار التربية والتلميذ فلنس على ألاستاذ أن يؤثر على ذلك بعالقة متوترة وسنئة مع‬
‫التلميذ‪ ،‬فكل فاعل في الجماعة التربوية يحتاج إلى مساندة ألاخر للقيام بالفعل التربوي‬
‫على أحسن وجه‪.‬‬
‫‪-4-3‬ألاستاذ‪:‬‬
‫ال يمكن الحديث عن التربية أو التعليم بدون أن يتبادر إلى أذهاننا املعلم أو‬
‫ألاستاذ‪ ،‬إذ يعتبر العنصر الفعال والذي يتعامل مع التلميذ بصفة مباشرة و يؤدي‬
‫ألاستاذ مهامه على أساس املرجعيات العامة للمنظومة التربوية وعلى أساس الكفاءات‬
‫العشر‪ "،‬منها أنه يعمل في فريق ويتعاون مع إدارة املؤسسة واملفتشين وألاولياء وشركاء‬
‫املؤسسة‪ .‬ويتعامل بأدب واحترام في عالقاته مع رؤسائه وزمالئه وتالميذه‪ .‬يعمل على‬
‫تنمية ا لحس املدني لدى التالميذ وتنشئتهم على قيم املواطنة ومبادئ العدالة ودإلنصاف‬
‫والتساوي في الحقوق والواجبات والتسامح وروح الاحترام والتضامن (وزارة التربية الوطنية‪،‬‬
‫‪.)2112‬‬
‫فاألستاذ يتعامل مع كل عضو من أعضاء الجماعة ولنس ملنفعة ذاتية بل ألجل‬
‫مصلحة التلميذ واملؤسسة التعليمية‪ .‬فهو يساهم بشكل كبير في تعليم التالميذ و رعايتهم‬
‫وتوجيههم‪ ،‬ويكون عالقة معهم تكون قائمة على الاحترام والثقة واملحبة‪ .‬ويعتبر ألاستاذ‬
‫حلقة الوصل بين جماعة التالميذ وجماعة التسيير في العديد من الانشغاالت‪ .‬وهذا ما‬
‫يجعل تعامل وتفاعل كل عضو في الجماعة ال تربوية مع ألاستاذ أمر بالغ ألاهمية‪ ،‬بما أن‬
‫ألاستاذ يتعامل بشكل مباشر مع التلميذ ملدة زمنية أطول مقارنة ببقية ألاعضاء‪ ،‬فهو‬
‫بحاجة إلى دعم معنوي ومادي‪ ،‬فتوفير كل ما يحتاجه من وسائل وتجهيزات وتعزيز‬

‫‪380‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫العالقة بننه وبين التلميذ تزيد في أدائه وتحسن العالقات بننه وبين بقية الفاعلين‬
‫التربويين‪..‬‬
‫‪ -4‬أهمية الجماعة التربوية‪:‬‬
‫اعتبارا أن الجماعة التربوية هي ذلك الكل الذي يمثل دينامية متكاملة‪ ،‬و الذي‬
‫يبرر ألهمية الجماعة التربوية والعمل بروح الفريق التربوي املتماسك‪ ،‬موجها نحو‬
‫تحقيق الهدف الذي تتشكل حوله الجهود الجماعية ذلك ألن التفاعل داخل الجماعة‬
‫التربوية هو قيام كل عضو بدوره مما يحقق أداء ألانشطة التربوية املرتبطة بعضا‬
‫ببعض‪ ،‬يكون التفاعل عامل له من ألاهمية ما يجعله يساهم في تغير الجماعة التربوية‬
‫لألفضل‪ ،‬وسواء كان هذا التفاعل متبادل بمجموع عالقات عاطفية أو منظمة أو روابط‬
‫يجمعها الهدف الواحد أو املصلحة العامة‪ ،‬فإنه البد أن يكون للجماعة التربوية له من‬
‫ألاهمية ما يجعلها تحقق تماسكها لتكتسب ذلك الطابع الجماعي الذي يعطي أهمية‬
‫للعالقات بين الفاعلين التربويين في املؤسسة التعليمية و التي يتشارك أعضاؤها على‬
‫وحدة املعايير والخصائص السلوكية التي تمكنها من انجاز الهدف التربوي املنشود‪.‬‬
‫فشبكة العالقات التربوية التي تربط بين مختلف الفاعلين باملشاركة املتاحة لكل فاعل‬
‫تربوي‪.‬‬
‫فكلما كانت العالقات الاجتماعية و دإلنسانية داخل الجماعة التربوية مترابطة‬
‫متواصلة ولكل فاعل دور مهم ال ينفصل عن آلاخر فإنه يحقق الرغبة في العمل‬
‫والتفاعل الايجابي فعالقة التشاور والتعاون والتحاور حول قضايا التلميذ التربوية التي‬
‫تشمل التعليم‪ ،‬التوجيه‪ ،‬دإلرشاد‪ ،‬التأديب و الضبط‪ ،‬وبقدر مشاركة الفاعلين التربويين‬
‫بقدر تكوين عالقات مشاعر طيبة تساهم بدورها في الاندماج والاستقرار‪ ،‬و أيضا‬
‫بالنسبة للتلميذ ال تنحصر أهمية الجماعة التربوية في التعليم فحسب بل تمتد إلى أكثر‬
‫من ذلك ‪ ،‬فالجماعة تعمل على إشباع حاجات الفرد النفسية والاجتماعية فنشعر‬
‫باألمن والاستقرار ومثال ذلك الجماعة التربوية باملؤسسة التعليمية والتكوينية‬
‫(لعمش‪.)2111،‬‬

‫‪381‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫‪ -‬تدفع التلميذ على التعلم ‪.‬‬


‫‪ -‬تسمح للتلميذ بتحقيق ذاته‪.‬‬
‫‪ -‬تعطي الفرصة للتلميذ كي تنمو مفاهيمه الاجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين التلميذ من الاطالع على الجانب النفس ي والاجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقق للتلميذ حاجة الانتماء إلى املجموعة‪.‬‬
‫‪ -‬تعلمه طرق الاتصال والتواصل‪.‬‬
‫‪ -‬توسع مداركه العالئقية والوظيفية بين ألاسرة و املدرسة واملجتمع‬
‫‪ -5‬العمليات الاجتماعية داخل الجماعة التربوية‬
‫‪ - 1-5‬التعاون‬
‫إن من أهم العمليات الاجتماعية التي تحدث داخل الجماعة هي عملية‬
‫التعاون لذلك ‪ ،‬لذلك تركز املعايير القانونية وتحث على العمل الجماعي ويبدو ذلك جليا‬
‫من خالل القرار‪ 221‬و مشروع مؤسسة والقانون التوجيهي الذي يؤكد على التعاون‬
‫والعمل الجماعي فقد "انتهجت وزارة التربية الوطنية عملية التسيير بمشروع املؤسسة‬
‫مثلما فعلت سياسات أخرى في دول مختلفة ‪،‬وذلك من أجل رفع مستوى التعليم‬
‫والتعلم والحث على املشاركة الجماعية لتحسين املردود التربوي‪ ،‬وذلك بعد صدور‬
‫املنشور الوزاري رقم ‪ 1222 /17 / 172‬والخاص بوضع مشروع املؤسسة حيز التطبيق‬
‫فحددت فيه التصورات واملنهجية وألاهداف املرجوة واملراحل املتبعة في دإلعداد‬
‫والانجاز" (زواوي‪ ،‬د ت)‪.‬‬
‫فالتسيير باملشروع يطمح لالستجابة أكثر للوضع الحقيقي للمؤسسة من خالل‬
‫التكفل بحاجيا ت الفاعلين واملؤسسة ذاتها ومحيطها وشركائها‪ ،‬والتوجهات الوطنية في‬
‫التربية‪ ،‬إنه باختصار تسيير ممركز مفتوح في آن واحد‪ ،‬يكون فيه التواصل مستمرا بين‬
‫املركز وألاطراف‪ ،‬بدال من مصالح متنازعة‪ ،‬مبعثرة الجهود ومتجاهلة لبعضها البعض‪،‬‬
‫فتحصل على نظام متناسق من ألاعمال تدور حول أهداف واضحة تم تبنيها جماعيا‬
‫(وزارة التربية الوطنية‪.)2115 ،‬‬

‫‪382‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫يسمح التعاون للجماعة التربوية بتدارك الجمود املوجود باملؤسسات‬


‫التعليمية‪ ،‬حيث كل واحد منعزل ومنطوي على نفسه‪ ،‬فالعمل الجماعي يساعد على‬
‫الخروج من هذه العزلة‪ ،‬وإنشاء روح املنافسة‪ ،‬بحيث تكون هناك مواجهة في وجهات‬
‫النظر وتبادل املعارف‪ .‬هذا ما يولد الحماس والرغبة واحترام العمل‪.‬‬
‫فالعمل الجماعي يسمح أكثر باإلصغاء إلى آلاخرين وأن يتقبل مختلف وجهات‬
‫النظر (سواء كانت متضاربة أو متقاربة) بغية أن تكون مفيدة للمنظومة التربوية لتسيير‬
‫أحسن وتعليم أفضل بحيث أن ال يكون هذا العمل مفروض من طرف أحد ألاطراف‪،‬‬
‫حتى ال يتصف بالسلطة التي تعتبر مبدأ مرفوض وغير مقبول في التربية للقرن العشرين‪.‬‬
‫إن العمل الجماعي يسمح بترسيخ التلميذ ملبادئ الحياة في املجتمع" (بلعنتر‪.)2115 ،‬‬
‫‪ -2-5‬الاندماج ‪:‬‬
‫هذا املفهوم الذي يدل على التوافق والتالؤم الاجتماعي داخل الجماعة التي‬
‫ينتمي لها الفرد‪ ،‬أي قدرة الفرد على إقامة عالقة اجتماعية ناجحة‪ ،‬فأي طرف في‬
‫الجماعة التربوية يعتمد على قدرته في بناء شبكة من العالقات التي تكون قائمة على‬
‫التفاعل الايجابي‪ ،‬فالتوافق الاجتماعي يعرف بأنه "بأنه قدرة الفرد على إقامة عالقات‬
‫اجتماعية مع آلاخرين مثمرة وممتعة وتتسم بقدرة الفرد على الحب والعطاء‪ ،‬هذا من‬
‫ناحية ومن ناحية أخرى القدرة على العمل الفعال الذي يجعل الفرد شخصا نافعا في‬
‫محيطه الاجتماعي (الزيادي‪.)1222 ،‬‬
‫وإن الفترة التي تتجاوز السنوات في غالب ألاحيان وحدوث التفاعالت باستمرار‬
‫كفيلة أن تساهم في تحقيق الاندماج بين الفاعلين التربويين في الجماعة وقام فيليب‬
‫بسنارد ‪Philipe Besnard‬بتلخيص النظرية الدوركايمية من أجل ضبط تعريف الاندماج‬
‫الاجتماعي "نقول على مجموعة اجتماعية بأنها مندمجة إذا كان أعضاؤها ‪:‬‬
‫‪ -‬يجمعهم نفس الضمير الجمعي ‪ ،‬ويتقاسمون نفس الشعور باالنتماء‪ ،‬ولهم نفس‬
‫املعتقدات واملمارسات ‪.‬‬
‫‪ -‬يقيمون عالقات و تفاعالت متكررة مع بعضهم البعض‪.‬‬
‫‪383‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫لهم أهداف مشتركة تتجاوز املصلحة الشخصية وآلانية )‪(Dominique, 2007‬‬


‫ويسعى املربي إلى الاتصال والتواصل مع زمالئه وأيضا مع التالميذ وأيضا‬
‫التكيف والتواف ق مع ألاولياء واملشرفين وال يتوقف على ألاشخاص فقط بل التكيف‬
‫مع الوسائل واملناهج أي كل ما يتعلق بالبنئة املدرسية فيتجاوز بهذا التصرف السليم‬
‫كل سبب قد يؤدي إلى الصراع‪ ،‬فاملعلم أو املربي الناجح هو الذي يتجاوز مشكالته‬
‫الشخصية والسعي في الاندماج نحو الجماعة من أجل توحيد الهدف الذي تسعى له‬
‫املدرسة‪ .‬وغالبا ما نجد أن ألاستاذ يتفاعل باستمرار مع املدير و مستشار التربية‬
‫ومستشار التوجيه ومع زمالئه ألاساتذة خاصة الذين يتشارك معهم نفس املادة‬
‫الدراسية ‪.‬‬
‫‪ -3-5‬الصراع ‪:‬‬
‫وكما يحدث الانسجام والتوافق بين الفاعلين في الجماعة التربوية فإنه يحدث‬
‫الصراع والنزاع أيضا‪ .‬وقد يتكرر في مواقف عديدة كاالختالف في اتخاذ القرار‪ ،‬أو الدفاع‬
‫على فكرة ذاتية يرى أصحابها أنها تساهم في خدمة التلميذ أو املدرسة‪ ،‬كعدم الاتفاق‬
‫حول تشكيل الفوج التربوي مثال‪ .‬ومن العوامل املؤدية للصراع استعمال السلطة‬
‫بمعناها الت سلطي وأيضا بعض الصفات كاألنانية أو الغيرة وكل مظاهر العنف‪ .‬إال أن‬
‫الهدف التربوي تجعل الجماعة تتجاوز الاختالفات وتحولها إلى أفكار تخدم التلميذ‪.‬‬
‫"يرى علماء النفس الاجتماعي أن النزاع والصراع من أهم العمليات الجماعية وتقابل‬
‫عمليات التعاون بين ألافراد‪ ،‬وبالتالي فإن أعضاء الجماعة يمرون بهذه املواقف خالل‬
‫العملية الجماعية وأثناء عمليات النمو التي تتم داخل الجماعة (منقريوس‪،‬‬
‫‪ .)2009‬فالصراع داخل الجماعة التربوية يساهم في نموها وتغيرها ‪،‬فاالختالف في ألافكار‬
‫يولد أفكار ومبادئ جديدة تتناسب مع القيم واملعايير املشتركة للجماعة التربوية‪ .‬وإن‬
‫الصراع الذي ال يؤدي إلى تنافر و تزمت في الرأي وإنما الاختالف في وجهات النظر حول‬
‫بعض القضايا التربوية التي تتعلق بالتلميذ خصوصا‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫‪ -4 -5‬التنافس‪:‬‬
‫ويمثل التنافس من منظور سيكولوجي أنه إشباع لحاجات دإلنسان إلى ألامن‬
‫وتقدير آلاخرين وشكل من أشكال التفاعل الاجتماعي‪ ،‬ومن منظور اقتصادي هو‬
‫املنافسة من أجل الربح املادي‪ ،‬وسوسيولوجيا هو شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي‬
‫فالتنافس هو الطموح في تحقيق الرغبة وان كانت في أسمى مثلها لقوله تعالى‪((:‬ختامه‬
‫مسك وفي ذلك فليتنافس املتنافسون)) سورة املطففين آلاية‪.22‬‬
‫فكما يلجأ أعضاء الجماعة التربوية إلى التعاون في إنجاز هدف معين‪ ،‬فإنهم‬
‫يلجأون إلى املنافسة بينهم‪ ،‬خاصة في أداء أدوار معينة ‪ ،‬أو استظهار قوى ومهارات معينة‬
‫كالقيام ببعض املبادرات كاملشاركة في ألانشطة الثقافية والرياضية واملسابقات العلمية‬
‫و قد تكون منافسة داخل الجماعة التربوية أو املنافسة مع جماعات في مؤسسات تعليم‬
‫أخرى‪ ،‬ويتعلق ألامر بإظهار قدرة بناء عالقات حسنة‪ ،‬واستعطاف آلاخرين‪ ،‬وجلب‬
‫تأييدهم ويرتبط ذلك بظاهرة الشعبية داخل الجماعة‪ .‬وهذه املهمة هي من أهم‬
‫الوظائف ألاساسية في حياة الفرد‪ ،‬خصوصا في الطفولة واملراهقة‪ .‬كما أن الفشل في‬
‫املنافسة وبناء العالقات مع أعضاء الجماعة‪ ،‬هو في حد ذاته يشكل مخاطرة كبيرة في‬
‫التعاون مع الجماعة‪ ،‬وإحراز تأييدهم وقبولهم الاجتماعي (مصباح‪.)2111 ،‬‬
‫‪ -6‬وظائف الجماعة التربوية‬

‫تقوم الجماعة التربوية بمجموعة من الوظائف املكملة لبعضها البعض‪ ،‬حيث‬


‫ال يمكن العمل بوظيفة والتخلي عن ألاخرى فهي مرتبطة زمنيا وتسلسليا‪ ،‬إال أن بعض‬
‫الوظائف يقوم بها كل الفاعلين في الجماعة التربوية دون التالميذ‪ ،‬وفي وظائف أخرى‬
‫يشترك ألاعضاء الذين يمثلون كل فئة من الفاعلين في الجماعة التربوية كاختيار أحد‬
‫ألاساتذة ليمثل زمالءه أو أحد املساعدين التربويين واختيارهم لتمثيلهم في بعض‬
‫املجالس والجمعيات‪ ،‬ومن بين الوظائف ما يلي‪:‬‬

‫‪385‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫‪ -1-6‬التخطيط‬
‫يعتبر التخطيط أهم خطوة تقوم بها الجماعة في بداية كل سنة دراسية‬
‫وأثناءها إن وجب ذلك‪ ،‬وقد أكد ذلك التشريع حينما فرض على الفاعلين التربويين في‬
‫الجماعة التربوية وضع خطة يشترك فيها كل أعضاء الجماعة التربوية كما ورد في القرار‬
‫رقم ‪ 22-51‬بتاريخ ‪ 1222 /12/12‬املتعلق بمشروع املؤسسة التعليمية‪ .‬و الذي ينص‬
‫على القواعد والضوابط ألاساسية الواجب مراعاتها وعدم تجاوزها عند إعداد أي‬
‫مشروع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املبادئ وألاهداف العامة للسياسة الوطنية للتربية ‪.‬‬
‫‪ -‬ألاحكام القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ -‬املوارد البشرية والاعتمادات املالية والوسائل املادية املتاحة‬
‫ويجب أن يشكل التلميذ منطلق كل العمليات املسجلة ‪،‬في مشروع املؤسسة‬
‫ومحورها وهدفها (وزارة التربية الوطنية‪.)2115 ،‬وذلك من خالل بناء أنشطة‬
‫بيداغوجية وتربوية انطالقا من تحليل وضع املؤسسة التعليمية وما تحتويه من‬
‫دإلمكانيات املادية والبشرية ثم تحديد ألاهداف فاتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -2-6‬التنسيق‬
‫من أجل القيام بوظيفة التدريس وإنجاحها يتعاون كل أعضاء الجماعة‬
‫التربوية بتنسيق جهودهم‪ ،‬وال يمكن أن يوجد تنظيم داخل الجماعة إال بالتعاون وتوزيع‬
‫الوظائف وألادوار التي يقوم بها كل فاعل وذلك بالتنسيق بينهم بحيث يبذل كل عضو‬
‫من الجماعة جهدا لتحقيق الهدف املشترك‪ .‬و املدير هو الذي يتحمل مسؤولية التنسيق‬
‫الذي يرتبط إلى حد ما بالتنظيم الذي يقوم به من خالل إنشاء املجالس والجمعيات‬
‫التي يلتقي و يجتمع فيها الفاعلون التربويون من مختلف املصالح التي تنتمي لنفس‬
‫املؤسسة التعليمية‪ ،‬فالتنسيق من بين الوظائف التي تقوم بها الجماعة التربوية وذلك‬
‫من أجل تضافر الجهود بين جميع أعضائها فتقوم بتنسيق العمل بين ألاستاذ ومستشار‬
‫التربية ومستشار التوجيه من خالل عقد اجتماعات دورية واستثنائية يكون املدير‬

‫‪386‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫مشاركا فيها ومنسقا في نفس الوقت والهدف من ذلك تحسين الشروط الضرورية‬
‫واملالئمة لتمدرس التالميذ وأيضا دعم الثقة والشفافية داخل املؤسسة بتطبيق‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية السارية املفعول (‪)..‬ال سيما أحكام النظام الداخلي‬
‫وتذليل الصعوبات التي تعيق سير املؤسسة (قرار وزاري رقم ‪.)2117 ،22‬‬
‫‪ -1-6‬التوجيه‬
‫يقوم الفاعلين في الجماعة التربوية بالتوجيه وفي إطار التعاون مع مدير‬
‫الثانوية عن طريق مجلس التوجيه والتسيير خاصة في‪ -:‬مشروع ميزانية املؤسسة–‬
‫الحساب املالي لتسيير املؤسسة ‪-‬إبرام الصفقات في إطار التنظيم الجاري به العمل‪-‬‬
‫مشاريع توسيع املؤسسة وترميمها وتجهيزها‪ -‬املسائل القضائية وتسوية الخالفات‬
‫املرتبطة بالحياة داخل املؤسسة– الهبات والتركات التي تقدمها وتستفيد منها املؤسسة‬
‫– كما يبدي مجلس التوجيه والتسيير رأيه في التنظيم العام للمؤسسة ويقدم مقترحات‬
‫لتحسين ظروف العمل وتضافر الجهود لتجسيد ألاهداف املرسومة ملؤسسات التعليم‬
‫الثانوي وفقا للتوجيهات الصادرة من السلطات السلمية (لعمش‪.)2111 ،‬‬
‫ويتطلب ذلك العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التحفيز وإثارة الدافعية للعمل‪.‬‬
‫‪ -‬القيادة والعمل بروح الفريق واملشاركة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬الاتصال باملرؤوسين على كافة املستويات (الجمال‪ ،‬د ت)‪.‬‬
‫إن اتخاذ القرار يكون صعبا خاصة إذا تعدد أفراد الجماعة التربوية‪ ،‬وتختلف‬
‫إلى قرارات مبرمجة وقرارات غير مبرمجة ذلك ألن القرار املبرمج هو روتيني متكرر يعالج‬
‫ويتناول مشكالت‪ ،‬وحاالت ‪،‬ومواقف تنظيمية متكررة وروتينية حيث يمكن وضع إجراء‬
‫محدد لصنع القرارات بشأنها‪ ،‬أما القرار غير املبرمج فهو غير محدد ويتعلق بمشكالت‪،‬‬
‫حاالت و مواقف متجددة ولنست متكررة وغير روتينية وال يوجد إجراء معد مسبقا‬
‫ملعالجة املوقف أو املشكلة وذلك لكونها معقدة أو مهمة جدا (حريم‪.)2111 ،‬‬

‫‪387‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫فالجماعة التربوية التي تضم مصالح مختلفة وتنعقد فيها اجتماعات ومجالس‬
‫دورية واستثنائية‪ ،‬ينتمي ويشارك فيها املدير‪ ،‬املسير املالي‪ ،‬ألاساتذة‪ ،‬مستشار التربية‪،‬‬
‫املشرفين واملساعدين التربويين ومستشار التوجيه ‪..‬وكل من ينتمي إلى املجالس املختلفة‪،‬‬
‫كمجلس ألاقسام أو مجلس التعليم‪ ،‬مجلس التوجيه والتسيير‪ ،‬مجلس التنسيق‬
‫دإلداري‪ ،‬مجلس التأديب و مجلس القبول والتوجيه فكل هذه تجعل لكل طرف مشارك‬
‫دور في اتخاذ القرار من خالل ما يتم تداوله والتشاور حوله الستخالص النتائج التي يتم‬
‫اتخاذ القرارات النهائية فيها‪.‬‬
‫‪ -5 - 6‬الاتصال‬
‫يعرف ديفز الاتصال بأنه الخطوات التي يقوم بها الرئنس إلحداث تأثير معين‬
‫على جميع املرؤوسين في املنظمة مما يؤدي إلى استجابتهم‪ .‬أما إيميل فهمي فيعرف‬
‫الاتصال التربوي بأنه نقل ألافكار و املعلومات التربوية من مدير املدرسة إلى املعلمين أو‬
‫العكس من مجموعة من املعلمين إلى مجموعة أخرى وذلك عن طريق ألاسلوب الكتابي‬
‫أو الشفهي مما يؤدي في النهاية إلى وحدة الجهود وتحقيق أهداف املدرسة وفلسفتها‬
‫(أحمد‪ ،‬محمد‪.)2111 ،‬فاالتصال يشمل كل أعضاء الجماعة التربوية سواء رسمي أو غير‬
‫رسمي ولنس فقط املدير‪ ،‬فاملجالس املختلفة التي تعقد بشكل رسمي أو غير رسمي هي‬
‫اتصال داخلي يمرر فيه كل عضو من الجماعة رسائله الشفوية واملكتوبة من خالل‬
‫تقديم التقارير الشهرية التي تصف حالة الفوج التربوي‪ .‬وعادة ما يقوم بذلك ألاساتذة‬
‫املسند إليهم أفواج تربوية أو مسؤولية مادة دراسية‪ ،‬كما يقوم كل من نائب املدير‬
‫للدراسات واملقتصد ومستشار التربية ومستشار التوجيه املدرس ي واملنهي باالتصال بمدير‬
‫الثانوية هن طريق تقديم التقارير دإلدارية اليومية بشكل رسمي‪ .‬وقد يكون الاتصال غير‬
‫رسمي أيضا في حاالت عديدة داخل وخارج الثانوية بما أن الجماعة التربوية تبعا‬
‫لديناميتها تقوم بأنشطة تربوية متعددة‪.‬‬
‫‪ -6 -6‬الرقابة‪:‬‬
‫وظيفة تقوم بها الجماعة التربوية بعد القيام بعملية التخطيط‪ ،‬التي يتم‬
‫إعدادها في بداية السنة الدراسية حيث يتم في املجالس املختلفة التي تعقد بشكل‬
‫‪388‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫اعتيادي بما فيها املجالس التي يكون أحد ألاساتذة عضو فيها ومستشار التربية ومستشار‬
‫التوجيه ويكون املدير رئنسا لها باإلضافة إلى أعضاء يمثلون هيئات أخرى في الوظائف‬
‫داخل الثانوية والقيام بمراقبة ما تم تخطيطه بمايلي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع املعايير التي سنتم بمقتضاها قياس ألاداء الفعلي ‪.‬‬
‫‪ ‬متابعة ألاداء الفعلي وقياسه للوقوف على جوانب القصور به والتفكير في‬
‫سبيل معالجتها‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة ألاداء الفعلي باألداء املخطط‪.‬‬
‫‪ ‬كنتائج لعملية املقارنة‪ ،‬يتم تشخيص الانحرافات في ألاداء ودراسة أسبابها‬
‫وعالجها ومتابعتها‪ ،‬أي اتخاذ دإلجراءات الالزمة واملوضوعية بما يتضمن تمش ي‬
‫ألاداء والنتائج مع الخطط املوضوعة (عبد املعز‪ ،‬د ت)‪.‬‬
‫‪ -7-6‬التقويم‪:‬‬
‫من العمليات ألاساسية في كل عمل مشروع‪ ،‬فهي تساعد الجماعة التربوية‬
‫على اكتشاف النقائص والوقوف على أسباب تردي املردود التربوي والعمل على‬
‫تصحيحها وعالجها (وزارة التربية الوطنية‪.)2115 ،‬فالتقويم يرمي إلى استخالص عوامل‬
‫النجاح ودإلخفاق والوقوف على أهمية وضع خطة من أجل تعديل أو تحسين شروط‬
‫سير الفعل التربوي في املؤسسة التعليمية‪ .‬وهو بنفس املفهوم لدى ديكتال التقويم هو‬
‫جمع مجموعة معلومات وجيهة صالحة وكافية لبحث درجة املطابقة بين هذه املجموعة‬
‫من املعلومات ومجموعة مقاينس مطابقة لألهداف املحددة في البداية أو معدلة خالل‬
‫العملية من أجل أخذ القرار (املعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية‪.)2115 ،‬‬
‫وهذه الوظيفة التي البد أن تقوم بها الجماعة التربوية خاصة بعد النتائج التي‬
‫يحصل عليها التالميذ في نهاية كل فصل ومحاولة البحث والتقص ي على ألاسباب‬
‫والعوامل التي تؤثر على نتائج التالميذ سلبا وإيجابا ويتم التقويم بصفة دورية كل ثالثة‬
‫أشهر وفي نهاية كل سنة دراسية لكل مستوى في التعليم الثانوي ‪.‬وال يتم تقويم نتائج‬
‫التالميذ فقط بل كل املخرجات بما فيها املادية واملالية‪.‬‬
‫‪389‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫تماسك الجماعة التربوية‪:‬‬ ‫‪-7‬‬


‫إن مصلحة التلميذ تجعل من الفاعلين التربويين داخل الجماعة يسعون إلى‬
‫توحيد ألافكار والتشابه في وجهات النظر ذلك لترابط املواد الدراسية كما يشتركون في‬
‫تربية نفس التالميذ وتعترضهم نفس املشاكل املدرسية تقريبا ‪ .‬و إن تواجدهم باستمرار‬
‫في نفس املكان ونفس الفترات الزمنية وتقابلهم وجها لوجه يساهم في طرح أفكارهم لنس‬
‫فقط في الاجتماعات واملجالس الرسمية بل في فترات و مواقف متعددة‪ .‬فالجماعة تكون‬
‫أكثر جاذبية ألعضائها وتكون لديها القدرة على إتاحة الفرص لهم في املواقف املختلفة‬
‫للتعبير عن ألافكار وآلاراء‪ ،‬هذا الاتجاه يؤدي إلى إشباع رغبات أعضاء الجماعة وقلة‬
‫الاختالفات الداخلية وتجنب ألاضرار ورغم أن الجماعة تكون متماسكة فقد يكون هناك‬
‫اختالف في آلاراء ولكنهم في النهاية يتفقون في الرأي النهائي كما أنهم سرعان ما ينهوا‬
‫الصراعات واملشاكل التي قد تحدث داخل الجماعة(‪ )..‬وطبقا للبحث الذي أعده‬
‫ليفي‪ Levey‬فإن الجماعة تصبح أكثر تماسكا طبقا للمؤثرات آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬الانتظام في الحضور واملحافظة على احترام املواعيد( خاصة في الجماعة التي‬
‫يكون عضويتها اختياريا)‪.‬‬
‫‪ -‬شعور ألاعضاء باالنتماء إلى الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة تعبير ألاعضاء عن مشاعرهم سواء بالرموز أو بالتحدث‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تصبح العالقات بين ألاعضاء أكثر تقبال‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة زيا دة فرص استثمار مشاركة ألاعضاء والاستفادة من خبرة الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يصبح الجو الاجتماعي في املشاركة اختياريا وغير رسمي ومالئما لطبيعة املواقف‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تحترم الجماعة الشعائر سواء الدينية أو غيرها‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تنضج شبكة الاتصاالت الاجتماعية‪.‬‬
‫و يمكن القول أن التماسك ال يكتمل حينما ال تجد الجماعة إشباع لحاجاتها‬
‫فغالبا ما يحدث تعارض في التوافق بين ألاساتذة واملدير حينما ال يتناسب التوقيت‬
‫ألاسبوعي لألستاذ أو عدم تقبل ألافواج املسندة لسبب وضع اجتماعي أو صحي وغير‬
‫ذلك‪ ،‬الش يء الذي يجر الجماعة التربوية إلى عدم القدرة على التماسك‪ .‬إال أنه يكون‬
‫‪390‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫التماسك بصورة أفضل عندما يكون مالئما مع الدوافع الفردية‪ .‬وقدرة الجماعة على‬
‫مقابلة احتياجات ألاعضاء‪ ،‬ويجب أن يتطور التماسك طبقا لألفضل (منقريوس‪،‬‬
‫‪.)2112‬‬
‫‪ -8‬دينامية الجماعة‪:‬‬
‫الدينامية التي تعني النشاط والحيوية والفاعلية املستمرة فبمجرد اقترانها‬
‫بال جماعة يعني الحيوية داخل الجماعة بشكل عام وهي التفاعل باملعنى الاجتماعي وقد‬
‫ورد في بعض املفاهيم أن الدينامية تعني الحركة نحو تحقيق هدف معين‪ .‬أما مصطلح‬
‫دينامية الجماعة‪ ،‬يستخدم كمصطلح عام للتدليل على العمليات التي تتم في الجماعات‬
‫ونتائج هذه العمليات‪ .‬يعرفها رونالد لويس ‪ Ronald Lewis‬بأنها عبارة عن بحث في‬
‫عمليات التفاعل داخل الجماعات الصغيرة‪ ،‬والبحث في هذا امليدان يهدف إلى إيجاد‬
‫املبادئ التي يقوم عليها سلوك الجماعة والقوانين التي تتحكم في تكوينها وعالقة ألافراد‬
‫بعضهم البعض وعالقة الجماعة بغيرها من الجماعات والنظم السائدة وتفسير‬
‫التغيرات التي تحدث بها‪ ،‬وكل ما يتعلق بالجوانب الديناميكية أو املتغيرة في الجماعة‪،‬‬
‫ومن ثم ابتداع التقنيات التي تساعد على جعل قرارات الجماعة ذات فاعلية (بوسعيد‪،‬‬
‫‪.)2115‬‬
‫أما تعريف شرتزر وستون ‪ Shertzer et Stone‬لديناميات الجماعة على أنها‬
‫القوى املتفاعلة داخل الجماعات والتي تنظم وتدير العمل فيها من أجل تحقيق‬
‫أهدافها"‪ .‬فالفاعلين التربويين الذين يشكلون الجماعة التربوية والتي تتفاعل داخل‬
‫املؤسسة التعليمية في مواقف مختلفة من أجل تحقيق الهدف التربوي من خالل‬
‫التدريس و التسيير وحضور الاجتماعات وغير ذلك من ممارسة ألانشطة التربوية‪ .‬أما‬
‫تعريف كارترايتوزاندر‪Carwright et Zander‬يمكن تلخيصها في ثالثة استعماالت حول‬
‫مفهوم دينامية الجماعة‪:‬‬
‫‪ -‬تدل ديناميات الجماعة على إيديولوجية سياسية معينة تتعلق بطرق تنظيم وإدارة‬
‫الجماعات‪ ،‬حيث تؤكد هذه دإليديولوجية على أهمية القيادة الديمقراطية ومشاركة‬

‫‪391‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫ألاعضاء في اتخاذ القرارات‪ ،‬واستفادة كل من ألافراد واملجتمع الذي يعنشون فيه مما‬
‫تثمره ألانشطة املتعاونة بين كل جماعة‪.‬‬
‫‪ -‬تدل ديناميات الجماعة على مجموعة معينة من ألاساليب الفنية املستخدمة في‬
‫البرامج التدريبية التي تستهدف تنمية التفاعالت الاجتماعية بين أعضاء الجماعة‬
‫الواحدة‪ ،‬وتدعيم التواصل الجيد بينهم من أجل التوصل إلى وحدة فكر بداخلها‬
‫وإمكانية اتخاذ القرار الجماعي عن قناعة تامة به‪.‬‬
‫تدل ديناميات الجماعة على ميدان استطالعي يستهدف تحصيل املعرفة حول طبيعة‬
‫الجماعات املختلفة‪ ،‬وقوانين نشأتها وتكوينها وتطورها وتنميتها‪ ،‬وأساليب العالقات‬
‫الاجتماعية املتداخلة بين أعضائها من جهة وبينها كوحدة لها كيان مستقل وبين غيرها‬
‫من مؤسسات املجتمع من جهة أخرى (جابرـ لوكيا‪ ،‬دت)‪.‬‬
‫‪ -9‬دينامية الجماعة التربوية‬
‫تتشكل الجماعة التربوية من هيئة التدريس وهيئة التأطير والتالميذ وأولياؤهم‬
‫في وحدة دينامية متكاملة ينشأ بينهم تفاعل من خالل العالقة الاجتماعية والتربوية التي‬
‫تربطهم‪ ،‬وهذا التفاعل يشكل الجانب الحيوي للمدرسة ‪.‬وقد أولي الاهتمام بالجماعة‬
‫التربوية في البحث الاجتماعي والاجتماعي النفس ي ملا لها أهمية في املخرجات التربوية‪ ..‬و‬
‫من حيث هي مؤسسة اجتماعية تعتمد في تنظيم نشاطها وتوزيع مسؤولياتها على‬
‫الفاعلين‪ ،‬مع تحديد عالقاتها مع املحيط الخارجي‪ ،‬وينظم هذه العالقة القوانين والنظم‬
‫والقيم واملعايير وألاعراف إال أن ها التفاعل أو الدينامية قد تتخذ شكلين "إما في‬
‫دينامية انفتاحية تعمل على تجاذب وتماسك وتسير باملؤسسة التربوية نحو الانفتاح على‬
‫ذاتها وعلى املجتمع وما يمثله من جماعات مساندة وهيئات مختلفة تقوي هذه‬
‫الدينامية وتعمل على تنشيطها ودعمها على تجاوز مختلف الصعاب واملعوقات التي‬
‫تواجه العمل التربوي من أجل تحقيق أعلى مردود بيداغوجي وإما ديناميكية انغالقية‬
‫تعمل على التنافر والانفكاك‪ ،‬وتنحو باملؤسسة التربوية نحو الانغالق وقطع كافة‬

‫‪392‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫الروابط والعالقات باملجتمع الخارجي وتؤدي باملؤسسة إلى حالة من التصدع وفقدان‬
‫الاتزان" (آيت موحي‪.)2115 ،‬‬
‫وقد ورد في احد املفاهيم أن "دينامية الجماعة في املؤسسة التربوية بمثابة‬
‫الدورة الدموية في جسد املؤسسة ‪،‬فهي دإلطار الذي تتفاعل فيه كافة أطراف العملية‬
‫التربوية من أساتذة ومناهج وإدارة وتصورات نظرية تعليمية وتالميذ لتشكل العالقة‬
‫التربوية نمطا معياريا للسلوك بين القائد التربوي وعناصر العملية التربوية وألاطراف‬
‫الخارجية املساعدة على تنشيط العمل التربوي (وطفة‪ ،‬الشهاب‪.)2112 ،‬ومن أمثلة‬
‫الدراسات التطبيقية التي أجراها ليفين حول ديناميكية الجماعة التربوية داخل الصف‬
‫أي بين املعلم واملتعلم‪ ،‬تلك الدراسة التي أجراها على مجموعة صغيرة من أطفال‬
‫املدارس الذين أخضعهم ألنماط مختلفة من القيادة" القيادة الاستبدادية‪ ،‬الديمقراطية‬
‫والفوضوية" ثم الحظ إنتاج الجماعة ونشاطها في ظل كل نمط من هذه ألانماط‬
‫القيادية‪ ،‬وكذلك عالقة الجماعة بقائدهم وعالقاتهم فيما بينهم‪ ،‬ومدى ارتفاع‬
‫وانخفاض روحهم املعنوية" (الحناوي‪ ،‬سلطان‪.)1222 ،‬‬
‫والدينامية في الجماعة التربوية هي التفاعل الاجتماعي داخلها يتم وفقا ملنظومة‬
‫من الرموز وألافكار واملعاني واملفاهيم ذلك ألنه ال يمكن أن يعنش كل فاعل تربوي‬
‫بمعزل عن آلاخر ‪ ،‬بل الحاجة للطرف آلاخر والحاجة إلى الانتماء إلى املجموعة والارتباط‬
‫بهم تجعل التفاعل هو العنصر ألاساس ي في ذلك‪.‬‬
‫‪ -11‬خصائص دينامية الجماعة التربوية‪:‬‬
‫‪ – 1-11‬التغير‪ :‬إن التغيير الذي يحدث بين الفاعلين التربويين داخل الجماعة التربوية‬
‫ال يؤثر على استقرارها بل يعتبر عامل مهم للحفاظ على ديناميتها‪ ،‬فاستمرار الفاعلين‬
‫بما فيهم القائد لفترات مختلفة قد تتجاوز سنوات لبعضهم‪ ،‬بننما يستمر بعضهم‬
‫فترات قصيرة قد ال تتجاوز السنة‪ ،‬ويعتبر أيضا التغيير ضرورة ترتبط بالتالميذ‬
‫وتشكيلهم في كل مرحلة وذلك يفرض إعادة تنظيم الفاعلين التربويين أي أو تغيير في‬
‫املناهج الدراسية كإضافة بعض املواد الدراسية وحذف أخرى أو التقليص من حجمها‬

‫‪393‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫الساعي‪ ،‬فكل هذه ألاسباب التنظيمية وغيرها يصاحبه تغيير الفاعلين التربويين‪.‬‬
‫ويحدث أيضا التغيير عندما يحدث الصراع داخل الجماعة إلبعاد أحد الفاعلين‬
‫حينما يشتد الصراع وغالبا يكون املدير املتسلط الذي يعامل الفاعلين التربويين باآلمر‬
‫والناهي دون التشاور والتحاور معهم‪ .‬أي أن هذا التغيير هو بمثابة تجديد في تكوين‬
‫الجماعة التربوية للمحافظة على توازنها‪.‬‬
‫‪ -2-11‬الاستمرارية‪ :‬من خالل تفاعل الجماعة التربوية في مواقف مختلفة‪ ،‬ويكون‬
‫التفاعل القائم بين ألاستاذ واملدير ومستشار التربية ومستشار التوجيه إنما يدور حول‬
‫التلميذ الذي هو محور العملية التربوية وبذلك فإن التفاعل حول تعليم التلميذ‬
‫وتوجيهه وإرشاده وتأديبه إنما هي طرق في التربية يكتسبها املربي خاصة إذا تعددت‬
‫أدواره تواصال مع من يشاركهم خبراته ويتبادل معهم آلاراء وألافكار التفاعل الذي‬
‫بدوره يساهم في تغيير ميوالت الفاعلين التربويين وتغيير اتجاهاتهم إلى ما يخدم‬
‫املصلحة العامة للمؤسسة التعليمية فالدينامية عملية مستمرة في الجماعة التربوية‬
‫باستمرار التفاعل بين املربين‪.‬‬
‫‪-3-11‬الكلية‪ :‬تعتبر الجماعة التربوية كل ولنس مجموعة من ألافراد‪ ،‬أي يمثلها الكل‬
‫ولنس كل فرد على حدا‪ ،‬فكون املدير قائدا ال يمكن فصله عن الجماعة ‪،‬وكذلك‬
‫بالنسبة لباقي ألاعضاء‪ ،‬فاختالف ألادوار واملراكز ال يلغي كلية الجماعة التربوية التي‬
‫تكتسبها من تفاعل ألاعضاء من خالل ممارسة السلوك الاجتماعي الذي يختلف عن‬
‫ممارسته لهم إذا اعتبر كل واحد منهم فردا ولنس عضوا في الجماعة فالجماعة أكبر من‬
‫مجموع أفرادها كما أن شخصية الجماعة ال تمثل مجموع شخصيات أعضائها وإنما هي‬
‫حصيلة تفاعل هذه الشخصيات (بكوش‪.)2111 ،‬‬
‫‪ -‬مستويات دينامية الجماعة التربوية‪ :‬هناك مستويين أساسين داخلي وخارجي يمثالن‬
‫ديناميتين مختلفتين للجماعة حسب ما حدده ضياء في كتابه في الصفحة من ‪272‬إلى‬
‫‪ 277‬سوف نحاول تكييفها مع الجماعة التربوية ألنه ال يوجد اختالف بين الجماعات‬
‫الرسمية ‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫‪-1-11‬الدينامية الداخلية للجماعة‪:‬‬


‫‪ -1-1-11‬جو الجماعة التربوية‪ :‬بما أن الجماعة التربوية هي مجتمع صغير أي ما يحدث‬
‫داخل املجتمع يحدث في الجماعة التربوية فقد يسودها جو من الود والتسامح فيخلق‬
‫الدافعية للعمل فمثال املدير الذي يكون ديمقراطيا في قيادته للجماعة ال يفضل فاعل‬
‫تربوي عن آلاخر فيتكون شعور بالرضا لكل الفاعلين وتعاونهم في ألانشطة التربوية‬
‫واملبادرة في الانجاز أما التعامل مع الفاعلين حسب الخبرة أو املادة التي يقوم بتدريسها‬
‫أو الوالء الذي يتميز به أعضاء دون غيرهم وكذا محاولة الفصل بين ألاساتذة ومستشار‬
‫التربية مثال إلى درج ة فصل العالقة دإلنسانية بينهم يخلق جو من العدوانية والخوف‬
‫والشك والغيرة والسخرية والالمباالة مما يؤدي إلى عرقلة أو الحد من نشاط الجماعة ‪.‬‬
‫‪-2-1-11‬املشاركة‪ :‬إذا كانت املشاركة هي تفاعل الفرد عقليا وانفعاليا فالجماعة التربوية‬
‫وما تقوم به من أنشطة تربوية تجعل املربي مشاركا في املواقف الرسمية وغير الرسمية‬
‫داخل املؤسسة التعليمية‪ .‬إن الثانوية كمبنى هي حيز محدود يلتقي فيه الفاعلون‬
‫التربويون باستمرار للقيام بنشاطهم التربوي وغالبا ما يكون تقابلهم وجها لوجه فيتكرر‬
‫الحديث حول انشغاالت عديدة تهتم بها الجماعة التربوية منها ما يتعلق بالتلميذ‬
‫وسلوكه ومستواه الدراس ي أو ما يتعلق باملناهج أو البرامج أو مسائل تنظيمية داخل‬
‫الثانوية أو النقاش حول املشاكل التي تعترض أداء املربي أو التلميذ وغير ذلك مما يكون‬
‫املربي أو الفاعل أكثر اهتماما باملواقف والجماعة‪ ،‬وبالطبع هذه املشاركة تدفع الفاعل‬
‫الكتساب ثقة بنفسه وتمكنه من معرفة قدرته وتساعده على تحقيق ذاته فتنمى لديه‬
‫روح املسؤولية وتزيد من والئه وانتمائه للجماعة‪.‬‬
‫‪-3-1-11‬إجراءات الضبط‪ :‬إن إجراءات الضبط للجماعة التربوية ال تكون خارج املعايير‬
‫القانونية‪ ،‬إال أن تطبيقها لنس بالش يء السهل وذلك ألسباب منها عدم قدرة املدير‬
‫فصلها عن العالقات دإلنسانية ولذلك يقوم بإجراءات ضبط مستمدة من روح القانون‬
‫أو السلطة الشخصية أو التقديرية من أجل إخضاع الفاعل التربوي إلجراءات ضبط‬
‫يستطيع بموجبها الحفاظ على السير التربوي للثانوية‪ ،‬ولكن يشترط أن ال يفرق بين‬

‫‪395‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫الفاعلين في استعمالها‪ .‬وعلى ألاستاذ ومستشار التربية ومستشار التوجيه تقبلها ألن‬
‫رفضها يعتبر انحياز على ضوابط الجماعة وتقبلها يبين مدى أهميتها للعضو‪.‬‬
‫‪-4-1-11‬التوحد ‪ :‬وهو بمعنى آخر التقمص وهو أن يشعر الفرد أنه والجماعة واحد‪،‬‬
‫فالفاعل التربوي يتقمص الجماعة باستمراره فيها وإن تمسكه بالجماعة وقيمها‬
‫ومعاييرها يدعم لديه هذا الشعور‪ ،‬خاصة إذا استمر الفاعل ملدة تتجاوز السنوات وكان‬
‫فعاال في مشاركته ومبادراته في مختلف ألانشطة التربوية كمساعدة ألاستاذ للمدير‬
‫مساندة منه في بعض مهام التسيير البيداغوجي أو التربوي أو القيام باألنشطة الثقافية‬
‫الداخلية أو الخارجية كالنوادي واملسابقات والرحالت ‪..‬أو أي نوع من املبادرات‪ .‬فكلما‬
‫زاد التوحد لدى ألاعضاء كلما زادت دينامية الجماعة التربوية واقتربت من تحقيق‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫‪-5-1-11‬دور عضو الجماعة‪ :‬وهو مستوى آخر لدينامية الجماعة‪ ،‬فالدور يعبر عن‬
‫الفعل الذي يقوم به الفاعل التربوي كاملدير بصفته قائد أو ألاستاذ أو مستشار التربية‬
‫بالخبرة املهنية أو الكفاءة في الريادة هم من تكون لهم قدرة على فرض أرائهم والتأثير‬
‫على أفراد الجماعة وباستطاعتهم اقتراح الحلول وتوجيه الجهود ‪.‬كما قد يتميز دور‬
‫الفاعل التربوي بالخضوع والتأييد لكل املواقف التي تقوم بها الجماعة أو املعارضة آلرائها‬
‫لتقديم بدائل ومقترحات أو املعارضة ملجرد مخالفتهم وهذا الاختالف في ألادوار وعدم‬
‫توازنها يفسر دينامية الجماعة التربوية ويحدد مستواها‪.‬‬
‫‪-6-1-11‬حجم الجماعة‪ :‬يرتبط حجم املؤسسة التربوية واتساعها بعدد التالميذ أي أنه‬
‫كلما ارتفع عدد التالميذ ارتفع معه عدد املربين أو ألاعضاء‪ ،‬إال أنه كلما ارتفع حجم‬
‫أعضاء الجماعة أدى إلى قلة مشاركتهم في كل نشاط تربوي أو مشاركة غير فعالة فقط‬
‫من أجل الحضور الاعتيادي وعلى سبيل املثال حضور ألاساتذة ومستشاري التربية‬
‫ومستشار التوجيه في الاجتماعات ومجالس ألاقسام واملجالس التعليمية يكون مجرد‬
‫مشاركة ملزمين القيام بها‪ ،‬باإلضافة إلى قلة الاتصال بينهم‪ ،‬وتظهر تكتالت وعدم اتفاق‬
‫وعداء وعدم قدرة املدير على السيطرة وغير ذلك من عيوب وسلبيات حجم الجماعة‬
‫التربوية الكبير‪.‬‬
‫‪396‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫‪ -2-12‬الدينامية الخارجية للجماعة‬


‫الجماعة التربوية ال تعنش بمعزل عن املجتمع بل هي جزء منه و إن ما يحدث داخلها‬
‫يحدده املجتمع‪ ،‬ويتوقف مستوى الدينامية على مدى العالقة التي تربط بينهما وال‬
‫يمكن أن تكون املؤسسة التعليمية منغلقة أو حتى شبه منغلقة على املجتمع‪ ،‬بل‬
‫تتفاعل مع فئات مختلفة بدءا من الجماعات املرجعية‪.‬‬
‫‪ -1-2-12‬املجتمع املحلي‪ :‬تختلف املؤسسات فيما بينها بالنسبة لنظرة املجتمع املحلي‬
‫لها فمنها من يجد القبول ويعتقد ألاولياء بأفضليتها على غيرها بما تؤديه الجماعة‬
‫التربوية إلى درجة نقل أبناءهم من ثانوية إلى أخرى‪ ،‬ولذلك فإن الجماعة التربوية ال‬
‫تحظى بنفس القبول لدى ألاولياء‪ .‬ويحدد ذلك حسب رأي املجتمع املحلي ألاداء‬
‫التربوي الذي تقدمه الجماعة التربوية خاصة ما يتعلق بنسب النجاح الذي تحققه أو‬
‫املستوى التعليمي الذي يرقى له التالميذ ‪.‬‬
‫‪ -2-2-12‬املؤسسات املوجودة في املجتمع‪ :‬بما أن املؤسسة التعليمية جزء من‬
‫املجتمع فهي يحيط بها مؤسسات مختلفة ذات صفات معنوية ومادية تتعامل معها‪،‬‬
‫فالتسيير دإلداري والتربوي يجعل الجماعة التربوية من أجل القيام باالنجازات‬
‫والالتزامات التربوية املختلفة في حركة مستمرة وتفاعل مع مؤسسات تربوية‬
‫واقتصادية و صحية وثقافية ‪.‬فالجماعة التربوية باإلضافة إلى التعليم في أدائها‬
‫التربوي الذي هو أيضا الرعاية الصحية بالتالميذ وتوفير الوسائل والتجهيزات وكل ما‬
‫يلزم السير والتقدم في العملية التربوية‪ ،‬فمستوى الدينامية بالتفاعل مع املؤسسات‬
‫السابقة الذكر يحدد أيضا نشاط الجماعة التربوية‪.‬‬
‫‪ -3-2-12‬ارتباط الفاعلين بجماعات أخرى‪ :‬يرتبط أفراد الجماعة التربوية بعدة‬
‫جماعات قبل وبعد ارتباطه بجماعته داخل املؤسسة التعليمية‪ ،‬انطالقا من جماعة‬
‫ألاسرة إلى جماعة ألاصدقاء وجماعات أخرى كالنقابات أو النوادي‪ ،‬ولكل جماعة تأثير‬
‫على دينامية الجماعة فعدم الاستقرار أو كثرة املشاكل الاجتماعية أو الصحية تحبط‬
‫من عزيمة العضو في الجماعة التربوية‪ ،‬إضافة مما نجده يتكرر في السنوات ألاخيرة‬

‫‪397‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫وانضمام الفاعلين التربويين إلى النقابات التعليمية وعدم الاتفاق بل كثرة الاختالف‬
‫وانقسامهم في أفكارهم ومبادئهم فيما تقرره النقابة‪ ،‬وفي أحيان أخرى انضمام كل‬
‫مجموعة إلى نقابة فالتي ينضم إليها ألاستاذ لنست نفس النقابة التي ينضم إليها‬
‫مستشار التربية أو مستشار التوجيه وهذه ألاسباب وأخرى لها تأثير بالغ ألاهمية على‬
‫دينامية الجماعة التربوية التي ِتثر على أداء كل فاعل‪.‬‬
‫‪ -13‬العوامل املؤثرة في حدوث دينامية الجماعة التربوية وتماسكها‪:‬‬
‫‪-1-13‬أهداف الجماعة التربوية‪:‬‬
‫إن الجماعة التربوية حينما تتفق على توحيد ألاهداف تزيد من دينامية‬
‫أعضائها‪ ،‬هذه الدينامية الناتجة على تماسكها‪ ،‬أما عدم اتفاقها على أهداف معينة فإن‬
‫هذا من شانه إضعاف تماسكها ‪،‬فعلى سبيل املثال عندما ال يتفق الفاعلين في الجماعة‬
‫التربوية من مشرفين ومعلمين‪ ،‬تالميذ‪ ،‬أولياء على معاقبة التلميذ الغاش أو منعه من‬
‫ارتداء مالبس غير الئقة باملؤسسة التربوية‪ .‬وقد تبحث كل مصلحة داخل الجماعة‬
‫التربوية على مصالحها الخاصة دون ألاخذ بعين الاعتبار الهدف التربوي والذي يخدم‬
‫التلميذ قبل أي مصلحة لهيئة ما ‪.‬‬
‫وقد أوردت املعايير القانونية بعض املشاريع التي تلزم الفاعلين التربويين على‬
‫التخطيط لهدف يشارك فيه كل ألاطراف التي تنتمي لنفس الجماعة التربوية‪ ،‬والعمل‬
‫على تحقيقه وذلك من أجل توحيد الجهود داخل املؤسسة التعليمية الواحدة مثل‬
‫مشروع املؤسسة‪ ،‬وهو من ألاهداف التي تستدعي تكاتف الجهود وتحديد الهدف املراد‬
‫تحقيقه على مدى زمني محدد‪ ،‬وذلك ألن اتفاق الجماعة التربوية حول الهدف إنما يزيد‬
‫من تماسكها‪ ،‬والعكس عندما ال يحدد هدف معين من طرف الفاعلين التربويين الش يء‬
‫الذي يؤثر على تماسك الجماعة التربوية‪ ،‬وقد ورد في أحد املفاهيم أن ألاهداف السهلة‬
‫تقوم الجماعة بتحقيقها دون بذل جهد كبير ويكون تأثيرها على الجماعة محدودا‪ ،‬أما‬
‫ألاهداف التي تكون في متناول الجماعة ولكن تحقيقها يستدعي بذل جهود كبيرة فإن‬
‫هذه ألاهداف تعمل على تحريك الجماعة بدرجة أكبر وبالتالي يؤدي هذا إلى تعاون‬

‫‪398‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫الجماعة لتحقيق ألاهداف (سلمى‪.)8991 ،‬إن قيام كل مربي بأدائه الفعلي إنما هو من‬
‫أجل تحقي ألاهداف السهلة لتي تؤدي إلى ألاهداف املرجوة من العملية التربوية ككل‪.‬‬
‫‪ -2-13‬قيم ومعايير الجماعة التربوية‪:‬‬
‫تتصف الجماعة التربوية املتماسكة بسلوكات تنظمها كالعادات والتقاليد‬
‫وألاعراف والتوجهات املشتركة وطرق محددة في التفكير إال أن حدوث اختالل في بعضها‬
‫يؤثر في ديناميتها ولذلك تحاول الجماعة التربوية الحفاظ على تماسكها فكلما زاد تماسك‬
‫الجماعة كلما زادت قدرة هذه الجماعة على فرض معاييرها السلوكية على أفرادها (‪)..‬‬
‫وأنه كلما زاد عدد ألافراد املمثلين لرأي الجماعة كلما زادت قوة هذا الرأي في التأثير على‬
‫وجهة نظر موقف الفرد (حنفي‪.)2002،‬‬
‫ومما الشك فيه أن الجماعة التربوية ال تختلف على غيرها من حيث اختالف‬
‫أعضائها في اتجاهاتهم الفكرية واختالف أرائهم حول مواقف عديدة‪ ،‬فهم ال ينتمون إلى‬
‫جيل واحد وقد ينتمون إلى مناطق مختلفة‪ ،‬و يظهر هذا الاختالف في الثقافة التي‬
‫يمتلكها ألاعضاء‪ ،‬فبعضهم على سبيل املثال ينظر على أن اللباس هو حرية اختيارية‬
‫بالنسبة لكل الفاعلين التربويين سواء املربين أو التالميذ بننما ينظر البعض آلاخر أنه‬
‫البد وأن يل تزم كل الفاعلين بنمط معين في اللباس‪ ،‬فغالبا ما نجد عدم اتفاق بينهم‬
‫الختالفهم الفكري خاصة الديني‪ ،‬كذلك الاختالف في بعض الطرق التنظيمية داخل‬
‫املؤسسة التعليمية‪ .‬ومن أجل املحافظة على تماسك الجماعة فإن على القائد أن يعمل‬
‫على "تحديد نظام القيم الخاص بها على أن تكون هذه القيم مرغوب فيها ومتفق عليها‬
‫وتسعى كل جماعة إلى صياغة مجموعة من القيم الاجتماعية التي تحدد دإلطار العام‬
‫لنشاط الجماعة وكلما ارتبطت هذه القيم باإلطار القيمي للمجتمع كلما أدى ذلك إلى‬
‫تماسك الجماعة وزيادة فاعليتها‪ ،‬بننما إذا تعارضت مع قيم املجتمع يؤدي ذلك إلى‬
‫الصراع الذي يؤثر سلبا على تماسك الجماعة (سلمى‪.)1227 ،‬‬
‫إال أن التغير الحاصل في املجتمع على مستوى كل ألاصعدة أهمها الجانب‬
‫التربوي‪ ،‬فلم يعد يوجد قيم ثابتة للمجتمع وبدا واضحا التأثر يقيم هجينة ال عالقة لها‬

‫‪399‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫بقيمنا مثل طريقة اللباس و طريقة الكالم والحوار وعدم احترام ألاستاذ وغير ذلك إذا‬
‫تعلق ألامر بالتالميذ‪ .‬أما التغير على املستوى الاقتصادي في املجتمع فتأثيره على املربين‬
‫أصبح جليا من حيث سعيهم من أجل املادة لتغطية حاجاتهم‪ ،‬أكثر من الاهتمام باألداء‬
‫التربوي‪ ،‬فيتوجهون إلى الدروس الخصوصية‪ ،‬بننما يرفضها البعض‪ ،‬وهذا التغير في‬
‫القيم واملعايير إنما سببه التغير الاجتماعي الحاصل في املجتمع‪.‬‬
‫‪ -3-13‬خصائص أعضاء الجماعة التربوية‪:‬‬
‫إن الجماعة التربوية تتميز بعدم التجانس من حيث الجنس والعمر والخبرة‬
‫وكذا الخصائص الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ويبرز هذا الاختالف كلما زاد عدد‬
‫أفرادها مما يوثر على تماسكها ‪،‬فاألعضاء الذين ينتمون إليها هم من الجنسين وقد‬
‫يكون القائد أو املدير رجل كما أنه قد يكون امرأة ‪ ،‬و تختلف عالقة املرؤوس باملرؤوسين‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬فبعض من أعضاء الجماعة التربوية الذكور يرفض الخضوع ألوامر أو‬
‫توجيها ت من امرأة وإن لم يصرح فعال بذلك ‪ ،‬ويجد حرجا خاصة إذا تعلق ألامر بتقييم‬
‫ألاداء الذي يعتبر إجراء ضروري ألجل حفظ النظام املدرس ي‪ ،‬وهذا الرفض له عالقة‬
‫بالخصائص الثقافية أيضا فلنس بالضرورة نفس الخلفيات الثقافية التي يتصف بها‬
‫أبناء الشمال يعتقدها أبناء الجنوب أو العكس‪.‬‬
‫وإذا ن ظرنا إلى الاختالف في العمر‪ ،‬نجد أن الجماعة التربوية تضم من هم‬
‫مقبلون على التقاعد كما تضم أعضاء جدد في التعليم يساورهم شعور باالغتراب‪ ،‬وهذا‬
‫يشكل الفارق في الخبرة في العمل ضمن فريق‪ ،‬مما يوجب على ألاعضاء القدماء محاولة‬
‫إدماجهم خاصة الذين يشعرون بالحرج في مشاركة ممن أكبر منهم سنا في التأطير أو‬
‫التدريس‪ .‬وقد يتعلق ألامر بظروف وخصائص نفسية تحيط بأعضاء الجماعة خاصة‬
‫الذين تجاوزوا سنوات عديدة في التربية والتعليم نتيجة الجهود املضنية و الضغوط‬
‫النفسية تظهر لديهم بعض الصفات النفسية كالقلق أو الاكتئاب أو الوسواس ‪ ،..‬وإلى‬
‫جانب تلك الخصائص الشخصية‪.‬‬
‫فبعضهم كثيري التذمر والشكوى من التالميذ ‪ ،‬من املشرفين التربويين ‪،‬ألاولياء‬
‫وقلة الوسائل ‪..‬و هو ما يؤثر سلبا في عملية التماسك‪ ،‬و شعور بعضهم بالدونية أو عدم‬
‫‪400‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫الثقة بالنفس‪ ،‬في املقابل بعض ألاعضاء ال يتفاعل مع الجماعة التربوية وال يحاول‬
‫الاندماج بل العكس من ذلك معارض باستمرار حتى في حالة اتفاق كل أعضاء الجماعة‬
‫مشككا في أرائهم ويبحث على مشاكل تهدد أمنها واستقرارها‪ .‬إال أنه للحفاظ على‬
‫ديناميتها وإن اختلفت خصائص الجماعة البد من وضع آليات فالبعض يرى أن سلوك‬
‫الجماعة يتأثر باملعايير بطريقتين ألاولى‪ :‬ألن معيار الجماعة قد يكون هو الهدف الذي‬
‫يصوب نحوه كل ألاعضاء ‪،‬والثانية‪ :‬أن مستوى ألاداء قد يكون مرتفعا أو منخفضا وهذا‬
‫يعتمد على أن الجماعة ككل تضع معايير أداء مرتفعة أو منخفضة (توفيق‪.)2112 ،‬‬
‫وكلما انضم فاعل تربوي إلى الجماعة املدرسية تأثر بتوجيه سلوكه بما يتفق‬
‫وسلوك الجماعة ويؤثر بها إذ تتأثر شخصية الفرد في الجماعة من خالل الدينامية‬
‫الدائرة فيها ‪،‬كما تؤثر هذه الشخصية بالتالي على دينامية الجماعة ويظهر ذلك في صور‬
‫سلوكية مثل ‪:‬الكبح والتعويض والتقمص والاسقاط والتحويل‪ ،‬وكلما زاد تجانس‬
‫أعضاء الجماعة كلم ا دعا ذلك إلى تماسك الجماعة‪ ،‬وتتأثر دينامية الجماعة أيضا‬
‫بالخبرات الجماعية السابقة لألعضاء في مجاالت غير مجال ألاسرة‪ ،‬فإذا كان العضو قد‬
‫انضم لجماعات معينة واكتسب خبرات جماعية ناجحة‪ ،‬كان تأثيره في الحياة الجماعية‬
‫تأثيرا ايجابيا وبالعكس اذا كانت خبراته الجماعية السابقة سنئة (نجم‪.)2111 ،‬‬
‫‪ -2-13‬القيادة داخل الجماعة التربوية‪:‬‬
‫للقيادة داخل الجماعة التربوية أهمية قصوى في دينامية الجماعة ونشاطها ملا‬
‫لها من أثر تربوي مهم تسعى من أجله‪ ،‬فقائد الجماعة التربوية داخل املؤسسة‬
‫التعليمية هو املدير الذي عليه العمل على تماسك الجماعة‪ ،‬وعندما تكون القيادة‬
‫التربوية قائمة على التسلط‪ ،‬أي أن املدير الذي يصدر ألاوامر باستغالل نفوذه واستمراره‬
‫بفرض عقوبات على املرؤوسين كاملبالغة في تقييم أداؤهم في التأخر أو الغياب‪ ،‬وال يهتم‬
‫سوى بالجانب التنظيمي دون النظر إلى ما تقدمه أعضاء الجماعة من مجهودات‬
‫ومبادرات اتجاه التالميذ واملؤسسة التعليمية رغم أنه يشكل أحد أطرافها‪ .‬وبصفته‬
‫عضوا في الجماعة البد أن يكون هو كذلك ملتزم في أدائه‪ ،‬ال يغيب وال يتأخر عن عمله‪،‬‬
‫فتتعدد أدواره بين صفة القدوة والقيادة والتوجيه للجماعة التي يعمل ضمنها وقائدها‬
‫‪401‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫في نفس الوقت فالقيا دة تعد من العوامل املهمة ذات ألاثر الكبير في حركية الجماعة‬
‫ونشاط املنظمة وفي خلق التفاعل الالزم لتحقيق أهداف الجماعة واملنظمة على حد‬
‫سواء‪ .‬ويكمن جوهر عملية القيادة في قدرات القائد في التأثير على سلوك ومشاعر‬
‫الجماعة‪ .‬وتظهر في حركة التفاعل الرسمي من خالل تأثير القائد في تابعيه بحكم‬
‫السلطة الرسمية التي يمتلكها‪ ،‬كما تظهر في حركة العالقات غير الرسمية بين أعضاء‬
‫الجماعة حينما يظهر أحدهم متمتعا باحترام وتقدير آلاخرين في هيكل الجماعة‬
‫(الشماع‪ ،‬حمود‪.)2111 ،‬‬
‫‪ -2-13‬املجتمع الخارجي للجماعة التربوية‪:‬‬
‫إن الجماعة التربوية ال تعنش منفصلة عن املجتمع بل هي جزء منه وتستمد‬
‫فاعليتها وخبراتها من محيطه‪ ،‬وال تستطيع القيام بالفعل التربوي بمعزل عن املجتمع‬
‫الذي تنتمي إليه‪ ،‬فالتعاون مع املجتمع الخارجي املتمثل في جماعات مؤسسات التنشئة‬
‫الاجتماعية يزيد من فعاليتها و أداء أعضائها وتماسكها وقد تأخذ الدينامية شكل آخر‬
‫يؤثر في الجماعة وفعاليتها حينما يقل الاتصال مع املجتمع أي أن للدينامية شكلين‪ :‬إما‬
‫في دينامية انفتاحية تعمل على تجاذب وتماسك وتسير باملؤسسة التربوية نحو الانفتاح‬
‫على ذاتها وعلى املجتمع وما يمثله من جماعات مساندة وهيئات مختلفة تقوى هذه‬
‫الدينامية وتعمل على تنشيطها ودعمها على تجاوز مختلف الصعاب واملعوقات التي‬
‫تواجه العمل التربوي من أجل تحقيق أعلى مردود بيداغوجي‪ ،‬وإما دينامية انغالقية‬
‫تعمل على التنافر والانفكاك وتنحو باملؤسسة التربوية نحو الانغالق وقطع كافة الروابط‬
‫والعالقات باملجتمع الخارجي وتؤدي باملؤسسة إلى حالة من التصدع وفقدان الاتزان‬
‫(آيت موحي‪.)2115 ،‬‬
‫فخبرة أعضاء الجماعة خاصة قائدها تشجع على الاتصال فعالقة أولياء‬
‫ألامور بالجماعة التربوية تزيد من نشاطها وحيويتها‪ ،‬فاتصال ألاولياء باملدير أو ألاستاذ أو‬
‫مستشار التربية أو مستشار التوجيه إنما تعبير على الاتصال والتفاعل‪ .‬إال أنه في غالب‬
‫ألاحيان ال يحدث الاتصال تلقائيا أو اختياريا بل إذا تعلق ألامر بفعل قد يؤدي بالتلميذ‬
‫إلى عقوبة ما‪ ،‬وهنا يكمن دور الجماعة التربوية وقدرتها على الاتصال بالولي باستمرار‬
‫‪402‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫وكذا بالنسبة لتفاعلها مع مؤسسات تعليمية أخرى وتكثيف ألانشطة التي تزيد من‬
‫عملية الاتصال والتفاعل ومثال على ذلك توأمة املدارس التي من شأنها تساهم في تعزيز‬
‫ثقافة التعاون وتقبل آلاخر‪.‬‬
‫‪ -6-13‬الضبط الاجتماعي والجماعة التربية‪:‬‬
‫إن العالقات الاجتماعية القائمة بين الفاعلين في الجماعة التربوية تحكمها‬
‫منظومة من ال قيم واملعايير القانونية التي تحدد نمط الحياة الاجتماعية والثقافية داخل‬
‫الجماعة من خالل توزيع ألادوار على أعضائها تتمثل الوظيفة ألاساسية للمعايير في وضع‬
‫حدود لسلوك ألاعضاء من أجل الحفاظ على ألاداء الجماعي وبعبارة أخرى تكفل املعايير‬
‫توجيه أفعال وتصرفات الفرد نحو ألاداء الجماعي (سيالقزي‪.)1221 ،‬‬
‫تلك املعايير التي من شأنها جمع أعضاء الجماعة التربوية على دإلحساس‬
‫املشترك في العمل املقبول والعمل املرفوض من قبل الجماعة ‪،‬وبذلك رفض أي سلوك‬
‫منافي ملا تتفق عليه الجماعة باإلضافة إلى أسلوب القيادة الذي يخضعها إلى قوانين‬
‫يمتثل لها كل ألاعضاء‪ ،‬وإذا نظرنا داخل الجماعة التربوية من خالل دور املدير في‬
‫الضبط الاجتماعي باستخدامه سلطته القانونية باإلضافة إلى التقديرية والشخصية‪،‬‬
‫ولكن دون الوقوع في سوء استعمالها حتى ال تفقد الجماعة التربوية حيويتها ونشاطها‪.‬‬
‫وعلى سبيل املثال حينما يقوم مدير املؤسسة التعليمية بتقييم أداء كل أطراف الجماعة‬
‫بتفضيل بعض الفاعلين ممن يظهرون والءهم للقائد الذي يقوم بالتسامح معهم في أداء‬
‫بعض املهام‪ .‬أو تفضيل مواد دراسية دون غيرها والاهتمام بما يناسبها من وسائل أو‬
‫قاعات وغير ذلك بننما ال يولي الاهتمام ببعض املواد الدراسية ألاخرى مما ينجر عن‬
‫ذلك اختالل في الضبط والسيطرة على املعايير‪ .‬وأيضا من ألامثلة دور املعلم في عقاب‬
‫التلميذ عند ارتكاب سلوك منحرف‪ .‬هذه الحالة التي يثبت فيها املربي قدرته على تطبيق‬
‫العقاب بما تنص عليه املعايير والضوابط القانونية أو التشاور والاتفاق مع الزمالء‬
‫للبحث عن آليات وقائية تحفظ كيان الجماعة التربوية دون الانحراف على النظام‬
‫الداخلي للمؤسسة والذي يعتبر وسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي ملا له من قوة كبيرة‬
‫في التأثير على ألاداء الجماعي وديناميكيته‪.‬‬
‫‪403‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫‪ -7-13‬الهيكل املادي للجماعة التربوية‪:‬‬


‫الجماعة التربوية قد تكون جماعة كبيرة أو صغيرة‪ ،‬فعدد أعضائها لنس ثابت‬
‫ألن ذلك يتعلق بعدد ألافواج التربوية الذي يتبعه عدد الفاعلين التربويين من معلمين‬
‫وإداريين‪ ،‬وذلك له عالقة أيضا باملنطقة الجغرافية التي تنتمي لها‪ ،‬فعدد أعضاء‬
‫الجماعة التربوية بشكل عام يرتبط باملنطقة وبالحيز املادي الذي تشغله املؤسسة‬
‫التعليمية‪ ،‬وأيضا املرحلة الدراسية فالجماعة التربوية في التعليم الابتدائي عددها يقل‬
‫عن مرحلة التعليم املتوسط والثانوي‪.‬‬
‫ففي املؤسسات التعليمية الذي قد يتجاوز فيها عدد املربين أكثر من مائة‬
‫وبالتحديد في التعليم الثانوي‪ ،‬قد يدفع إلى ظهور تكتالت جماعية منفصلة تدفع‬
‫بطريقة غير مباشرة إلى عدم التماسك ألن حضورها داخل الجماعة ال يكون إال بشكل‬
‫رسمي في الاجتماعات واملجالس‪ ،‬وإن وجد نوع من التماسك فإنه ال يكون على نفس‬
‫درجة التماسك والدينامية في الجماعة التربوية التي يقل عددها على ذلك العدد‪ ،‬وذلك‬
‫إذا حصرنا هذا العدد بفئة العاملين دون التالميذ على سبيل املثال‪ ،‬فقد ورد في بعض‬
‫املفاهيم حول حجم الجماعة و عالقتها بالتفاعل‪ ،‬وقد يصبح هذا التفاعل قاصرا على‬
‫فردين فتسمى الجماعة‪ ،‬جماعة ثنائية‪ ،‬وقد يمتد هذا التفاعل إلى ما يقرب من ثالثين‬
‫فردا فتسمى الجماعة جماعة صغيرة‪ ،‬وقد يزيد عدد الجماعة عن ذلك الحد بكثير‪،‬‬
‫فتقل بذلك حدة التفاعل ويصعب لقاء ألافراد وجها لوجه و تفاعلهم فردا مع كل فرد‬
‫بطريقة مباشرة فتسمى الجماعة جماعة كبيرة (التكريتي‪ ،‬د ت)‪.‬‬
‫وكما ذكرنا سالفا أن عدد ألاعضاء غير الثابت هو من العوامل املؤثرة في‬
‫دينامية الجماعة التربوية ذلك العدد الذي يرتبط بخصائص الفاعلين من حيث‬
‫الجنس‪ ،‬العمر‪ ،‬الخبرة وأيضا املواد الدراسية و مهام دإلشراف والتنسيق فالهيكل‬
‫التنظيمي ال ينفصل على موقع املؤسسة التعليمية فوجودها في وسط املدينة يختلف‬
‫عن التي تكون منعزلة أو في مناطق نائية ‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫ال شك أن الجماعة التربوية ال تختلف في تكوينها وبنائها وخصائصها على‬
‫جماعات العمل ألاخرى‪ ،‬إال أنها لها ما يميزها كجماعة تربوية هو أن التفاعل يكون بين‬
‫أعضائها سمة أساسية‪ ،‬خاصة وأنها تتميز بكثرة العنصر البشري وتنوع ألادوار واملراكز و‬
‫يجمعهم اله دف الواحد وسبب وجودها هو التلميذ الذي يمثل في نفس الوقت أحد‬
‫أعضائها ‪ .‬التفاعل داخل الجماعة التربوية هو قيام كل عضو بدوره مما يحقق أداء‬
‫ألانشطة التربوية املرتبطة بعضا ببعض ‪،‬ولذلك لفهم الجماعة التربوية وفهم ديناميتها‬
‫فإنه البد من كشف ومعرفة تلك ألادوار ومدى تفاعل كل ألاطراف املشكلة للجماعة‬
‫داخل الثانوية‪ ،‬خاصة ألاكثر تفاعال مع التلميذ كاألستاذ ومستشار التربية ومستشار‬
‫التوجيه واملدير‪ ،‬و التخلي على الصورة النمطية حول ما تقوم به الثانوية‪ ،‬أو أي طور‬
‫من التعليم من قيام كل أستاذ بالتعليم متفاعال فقط مع املناهج أو التلميذ‪ ،‬أو أن دوره‬
‫ينحصر داخل قاعة الدراسة فحسب ولنس له عالقة باألساتذة آلاخرين وال ينظر إلى‬
‫عالقته مع مستشار التربية أو مستشار التوجيه أو املدير أو أن هذا ألاخير يصدر ألاوامر‬
‫فقط‪ ،‬وكذا لبقية الفاعلين‪ ،‬بل البد من التطلع إلى معرفة ألاداء التربوي الذي يقوم به‬
‫كل فاعل مرتبطا بأداء بقية الفاعلين ‪،‬وماذا يمثل كل أداء أو دور بالنسبة للطرف‬
‫آلاخر‪ ،‬فتلك ألانشطة املرتبطة بين الفاعلين تزيد من دينامية الجماعة التربوية بل‬
‫تجعلها متكاملة ‪.‬‬
‫لذلك نجد أن التشريع وكل املعايير القانونية تخاطب القائمين على التربية في‬
‫املدارس بالجماعة التربوية أو الفريق التربوي‪ ،‬تؤكد بهذه الصفة على العالقات‬
‫الاجتماعية املتفاعلة والتي تمثل العامل املهم في دينامية الجماعة‪ ،‬هذه العالقات‬
‫الاجتماعية التي تحددها بعض الظواهر أو العمليات الاجتماعية التي تؤكد على التفاعل‬
‫الاجتماعي داخل الجماعة التربوية‪.‬‬
‫‪ ‬قائمة املراجع ‪:‬‬
‫‪ .1‬أديوان‪ ،‬محمد (‪ ،)2111‬املدخل إلى دينامية الجماعة التربوية‪ ،‬بيروت‪ ،‬إفريقيا‬
‫للشرق‪.‬‬
‫‪405‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫‪ .2‬عبد الباقي‪ ،‬صالح الدين محمد‪ ،)2112(،‬السلوك الفعال في املنظمات‪ ،‬دإلسكندرية‪،‬‬


‫دار الجامعة الجديدة للنشر ‪.‬‬
‫‪ .1‬التكريتي‪ ،‬وديع ياسين(دت)‪،‬علم النفس الاجتماعي‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .2‬شروخ‪ ،‬صالح الدين(‪ )2111‬علم النفس الاجتماعي وإلاسالم‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ .5‬مصطفى‪ ،‬أحمد سيد(دت)‪ ،‬إدارة السلوك التنظيمي‪ ،‬دإلسكندرية‪ ،‬بدون دار نشر ‪.‬‬
‫‪ .2‬وزارة التربية الوطنية(‪،)2112‬القانون التوجيهي للتربية الوطنية‪ ،‬رقم‪12-17‬‬
‫املؤرخ في جانفي ‪ ،2117‬الديوان الوطني للمطبوعات املدرسية‪.‬‬
‫‪ .2‬وزارة التربية الوطنية(‪ ،)1221‬مجموعة النصوص الخاصة بتنظيم الحياة‬
‫املدرسية‪ ،‬مديرية التقويم والتوجيه والاتصال‪ ،‬املديرية الفرعية للتوثيق التربوي‪،‬‬
‫مارس‪.‬‬
‫‪ .7‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬النشرة الرسمية للتربية الوطنية‪)2111( ،‬املديرية الفرعية‬
‫للتوثيق التربوي‪ ،‬العدد‪.517‬‬
‫‪ .2‬لعمش‪ ،‬سعد‪،‬الجامع في التشريع املدرس ي الجزائري (‪)2111‬الجزء الثاني‪ ،‬عين‬
‫مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الهدى‪.‬‬
‫‪ .11‬بن حمودة ‪،‬محمد‪ ،‬علم الادارة املدرسية‪ ،‬دت‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .11‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬النشرة الرسمية للتربية الوطنية‪،)2112( ،‬الدليل التربوي‬
‫ألستاذ التعليم الثانوي‪ ،‬املديرية الفرعية للتوثيق التربوي ‪.‬‬
‫‪ .12‬زواوي‪ ،‬صابة(دت) ‪،‬التسيير باملشاريع سلسلة موعدك التربوي‪،‬امللف رقم ‪2 .12‬‬
‫‪ .11‬وزارة التربية الوطنية‪ .‬وحدة النظام التربوي (‪ ،)2115‬سند تكويني لفائدة مديري‬
‫مؤسسات التعليم الثانوي والا كمالي‪ .‬املعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية‪:‬‬
‫الحراش‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .12‬بلعنتر‪ ،‬عائشة‪ ،‬وبوكرتوتة‪ ،‬حبنبة (‪ ،)2115‬مشروع املؤسسة‪ ،‬املركز الوطني للوثائق‬
‫التربوية ‪.‬‬
‫‪ .15‬الزيادي‪ ،‬محمود سامي (‪ ،)1222‬علم النفس إلاكلينيكي‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬‬
‫‪16. Dominique Schnapper 2007,Qu’est- ce que L’integration ?,Edition‬‬
‫‪Gallimard,France .‬‬

‫‪406‬‬
‫دينامية الجماعة الرتبوية ودورها يف أداء الفاعلني يف التعليم الثانوي‬

‫منقريوس‪ ،‬نصيف فهمي(‪ ،)2112‬النظريات العلمية والنماذج املهنية‪ ،‬املكتب‬ ‫‪.12‬‬


‫الجامعي الحديث‪.‬‬
‫مصباح‪ ،‬عامر‪ ،)2111( ،‬التنشئة الاجتماعية والسلوك الانحرافي لتلميذ املدرسة‬ ‫‪.17‬‬
‫الثانوية‪ ،‬دار ألامة‪.‬‬
‫وزارة التربية الوطنية‪ .‬وحدة التسيير دإلداري (‪ ،)2115‬سند تكويني لفائدة مديري‬ ‫‪.12‬‬
‫مؤسسات التعليم الثانوي والاكمالي‪ .‬املعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية‪:‬‬
‫الحراش‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫قرار وزاري رقم ‪ 22‬مؤرخ في ‪ 27‬شوال ‪ 1212‬املوافق لـ ‪ 12‬جويلية (‪ )2117‬يحدد‬ ‫‪.21‬‬
‫كيفيات إنشاء مجلس التنسيق في املتوسطة والثانوية وسيره‪.‬‬
‫الجمال‪ ،‬رانيا عبد املعز (دت) إلادارة والعالقات إلانسانية في ألالفية الثالثة‪،‬دار‬ ‫‪.21‬‬
‫الجامعة الجديدة ‪.‬‬
‫حريم‪،‬حسين (‪ ،)2111‬سلوك ألافراد والجماعات في منظمات ألاعمال‪ ،‬الحامد‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫الطبعة الرابعة ‪.‬‬
‫أحمد‪ ،‬حافظ فرج‪ ،‬وحافظ‪ ،‬محمد صبري (‪ ،)2111‬إدارة املؤسسات التربوية‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫عالم الكتب‪.‬‬
‫وزارة التربية الوطنية‪ .‬وحدة التسيير دإلداري (‪ ،)2115‬سند تكويني لفائدة مديري‬ ‫‪.22‬‬
‫مؤسسات التعليم الثانوي والاكمالي‪ .‬املعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية‪:‬‬
‫الحراش‪ .‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪ .25‬املعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتحسين مستواهم(‪ ،)2115‬وحدة النظام‬


‫التربوي‪ ،‬سند تكويني لفائدة مديري مؤسسات التعليم الابتدائي‪.‬‬

‫‪ .22‬نقريوس‪ ،‬نصيف فهمي (‪ )2112‬النظريات العلمية والنماذج املهنية‪ ،‬املكتب‬


‫الجامعي الحديث‪.‬‬

‫‪ .22‬بوسعيد‪ ،‬رقية (‪ ،)2115‬إدارة فرق العمل في تحقيق التعلم التنظيمي‪ ،‬دراسة حالة‬
‫باملؤسسة العمومية دإلستشفائية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أو البواقي‪.‬‬

‫‪ .27‬جابر‪ ،‬نصر الدين‪ ،‬و لوكيا‪ ،‬الهاشمي‪ ،‬مفاهيم أساسية في علم النفس الاجتماعي‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬مخبر التطبيقات النفسية والتربوية‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬جامعة منتوري‪.‬‬
‫‪407‬‬
‫ط د‪ /‬حليمة السعدية بزيو‪ ،‬د‪ /‬محمد رضا بلمختار‬

‫‪ .22‬آيت موحي‪ ،‬محمد (‪ ،)2115‬دينامية الجماعة التربوية‪ ،‬منشورات عالم القاهرة ‪.‬‬

‫‪ .11‬وطفة‪ ،‬علي أسعد‪ ،‬و الشهاب‪ ،‬علي جاسم (‪ ،)2112‬علم الاجتماع املدرس ي بنيوية‬
‫الظاهرة املدرسية ووظيفتها الاجتماعية‪ ،‬املؤسسة الجامعية‪ -‬للدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ .11‬الحناوي‪ ،‬محد صالح‪ ،‬و سلطان محمد صالح سعيد (‪ ،)1222‬السلوك التنظيمي‪،‬‬
‫الدار الجامعية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .12‬بكوش‪ ،‬عبد اللطيف (‪ ،)2111‬النمط القيادي لدى مدير مؤسسة التعليم الثانوي‬
‫وعالقته بدينامية الجماعة التربوية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪-‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‬

‫‪ .11‬سلمى‪ ،‬محمود جمعة (‪ ،)1227‬ديناميكية طريقة العمل مع الجماعات‪ ،‬املكتب‬


‫الجامعي الحديث الاسكندرية‪.‬‬

‫‪ .12‬حنفي‪ ،‬عبد الغفار (‪ ،)2112‬السلوك التنظيمي و إدارة املوارد البشرية‪،‬‬


‫دإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪.‬‬

‫‪ .15‬توفيق‪ ،‬عبد الرحمان (‪ ،)2112‬منهج املهارات إلادارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز الخبرات‬


‫املهنية لإلدارة بيمك‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.‬‬

‫‪ .12‬نجم‪ ،‬ضياء ابراهيم (‪ ،)2111‬الجماعات الاجتماعية مداخل نظرية ومواقف‬


‫تطبيقية‪ ،‬املكتبة لجامعية‪ ،‬ألازاريطة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ .12‬الشماع‪ ،‬خليل محمد حسان‪ .‬حمود‪،‬خضير كاظم (‪ ،)2111‬نظرية املنظمة‪ ،‬عمان‪،‬‬


‫دار املسيرة للطبع والنشر‪.‬‬

‫‪ .17‬سيالقزي‪ ،‬أندريو و والس‪ ،‬مارك(‪،)1221‬السلوك التنظيمي وألاداء‪ ،‬ترجمة جعفر أبو‬


‫القاسم أحمد‪ ،‬الرياض‪ ،‬معهد دإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪408‬‬

You might also like